Professional Documents
Culture Documents
الكساح_العقلي_عند_القيسي_كتبه_د_أنيس_مجمل
الكساح_العقلي_عند_القيسي_كتبه_د_أنيس_مجمل
الكساح_العقلي_عند_القيسي_كتبه_د_أنيس_مجمل
من المعلوم أن الكساح هو مرض يؤدي إلى ليونة العظام وضعفها مع
ً
عادة بسبب النقص الشديد لبعض اضطراب في الهيكل العظمي ,ويحدث
الفيتامينات المساعدة على صلابة العظام ونموها واستقامتها.
وفي هره العجالة سوف أتناول على سبيل الاستعراض بتعليق يسير
بعض ما دونه القيسي في هره الكتاب الري كان ينبغي أن يسميه (استبعاد
الإسلام) وليس استعادة كما زعم القيسي ...مع الإشارة إلى أن القيسي لم
يأت بشيء جديد ,فهو مقلد وإن عاب التقليد ,وهو عالة يقتات على ما
تعلمه وقرأه من كلام المشككين في الإسلام قديما وحديثا ,والرين كتب
حماة الدين المدونات الكبيرة في تفنيد شبهاتهم ,وإزهاق باطلهم.
1
وقبل الولوج في المقصود من التعليق على كتاب القيسي ننوه إلى أن
البعض قد يعترض ويقول :إن التعليق على كتاب القيسي قد ُيساهم في
نشره ,وفي ذلك فساد كبير ,وأقول جوابا على ذلك :إن القيسي ليس
بالشخص النكرة ,فهو إعلامي معروف له مساحة إعلامية في قناة فضائية
يمنية ,ومنر سنوات وهو يطعن في السنة وثوابت الدين من خلال سلسلة
من البرامج الإعلامية ومنشورات في مواقع التواصل ,وكان لما يقول بعض
الأثر في انحراف بعض الشباب ,وكتابه المركور يمثل باكورة أفكاره
المسمومة ,والمشكلة ليست في القيسي وكتابه فحسب ...فالكتاب كتب
بلغة بليدة ينفر منها ذوو الفطرة السليمة من عوام المسلمين فضلا عن
المتعلمين الواعين ,ولكن المشكلة كرلك في النافخين في الكير ,وأقصد
براك فئة المروجين لهرا الباطل في مواقع التواصل ,وفي أوساط الشباب؛
بحجة الرأي والرأي الآخر ,فهؤلاء هم من يسينون الباطل ,ويسممون الأفكار
تحت سقف الانفتاح مع الآخر ,وعدم احتكار الحقيقة.
ولهرا وجب الرد ,ووجب الدفاع ,وهو من باب النهي عن المنكر ..وتقدير أن
الرد يساهم في نشر الكتاب هو أمر نسبي ...واهلل المستعان.
2
شخصية القيسي مه خالل الكتاب:
دائما الطبيعة النفسية للكاتب مؤثرة فيما يكتب ,إما من خلال الأفكار
المطروحة أو طريقة عرضها ,وهناك عوامل أخرى تجعل من الشخص غير
متجرد للحقيقة لعل منها ردود الأفعال ,والصدمات الثقافية ,أو النفسية
المغرورة المتمركسة على الرات ,والحديث عن ذلك ليست شخصنة للنقد,
وإنما هو بيان لنقطة البداية في الانحرافات الفكرية التي قد لا تكون
قناعات راسخة خصوصا إذا خالفت المنقول والمعقول.
يشعر القارئ عند قراءته للكتاب بأن القيسي قد مر بمراحل مختلفة في
حياته ,ولدت عنده طريقة عدائية في قراءة التراث الإسلامي ...نتج عن
ذلك أمراض نفسية ,وسلوكيات ثقافية شاذة ,وشخصية غير سوية متصفة
بعدة صفات َم َرضية ,ظهرت من خلال ما دونه في هرا الكتاب ...ومن معالم
شخصية القيسي من خلال الكتاب-:
3
الفهم ,وبكل غرور وتعالم يرهب في تحليل النصوص وتفسيرها
بفهمه الري يسعم أنه لم يفهمه أحد قبله.
4
الطعًن يالمزاعم القيسية:
5
بلغت الجرأة مبلغها عند القيسي إلى درجة الطعن بالسنة ,وعدم
اعتبارها مصدرا من مصادر التشريع ,ووصف النبي الأكرم عليه
الصلاة والسلام بأنه مجرد شخص مجتهد ومكلف ,كغيره من
المسلمين ,وليس له حق التشريع ,وزعم أن الصحابة كانوا
ينظرون له بأنه مبلغ وليس بمشرع ,ولهرا فالمسلمون غير
ملسمين بما يقول ,لأنه تصرفاته كانت تصرفات شخصية في
دائرة زمنية قد مضت وليست شرعا متبعا ,وأنه ينبغي تحرير
القرآن من سلطان السنة ,لأن السنة عند المسلمين هي بمقام
التلمود عند اليهود؛ كانت السبب في انحراف المسلمين عن
القرآن كما كان التلمود سببا في انحراف اليهود عن التوراة...
كرا زعم ,وأن ((الكتب الدينية لليهود والمسيحيين أكثر حجية
في نظر القرآن من كتب الحديث النبوي)) ,وزعم القيسي أنه لا
يوجد نص واحد ((قطعي الدلالة من القرآن يدعم القول بحجية
الحديث والسنة)).
الطعن في علماء المسلمين :من المعلوم أن العلماء هم ورثة -
يحم ُله
ِ لم ُيفضي إلى َ
الق ْد ِح فيما الع ِ
حام ِل ِ الأنبياء ,وأن َّ
الطعنَ في ِ
من العلم ,وعليه فالطعن في حملة الشريعة سبيل للطعن في
الشريعة نفسها ,وهرا ما وصل له القيسي عند طعنه في
المحدثين والفقهاء والعلماء ,فقد أفضى به ذلك إلى الطعن في
علم الحديث وعلم الفقه ,بل وسائر علماء الشريعة ,فقد اتخر
أعراض العلماء سبيلا للطعن فيما يعلمون ,ورحم اهلل الرهبي
ً
حقيرا). حين قال( :سنة اَّلل في كل من ازدرى العلماء بقي
اتهم القيسي العلماء بالبلادة وعدم الفهم والتحايل على الدين,
فلم يسلم المحدثون كالبخاري من السخرية ,ولم ُيبعد الفقهاء
6
كالشافعي من الطعن "بل خص الشافعي بقرابة مائة وثمانين
صفحة من النقد الوقح وأنه أشد تحريفا للدين من بولس الري
حرف المسيحية" ,ولم يأمن المجددون كابن تيمية من الاتهام,
ولم يصن عرض المفسرين كابن عاشور من الهمس واللمس ...فكل
هؤلاء الأئمة وغيرهم نالهم من قبح كلام القيسي ما نالهم ,تارة
بأنهم لا يفهمون ولا يفطنون ,وأخرى بأنهم يحرفون النصوص
بما يخدم مرهبهم ,وتارة بقلة بضاعتهم في العلم والحديث,
وتارة بأنهم مرقعون لخلل السنة ,وتارة أنهم يدلسون بتبريرات
ساذجة ,وتارة بوسم المفسرين بالتفكير الخرافي أو الأسطوري
وأنهم أصحاب أوهام ,وأن العقل الفقهي هو عقل عبثي بصورة
مريبة ,وما إلى ذلك من التهم الباطلة والبهتان الكاذب ,وقلة
الأدب مع علماء المسلمين ,بل بلغ به الحال أن اعتبر احترام
العلماء للسنة بأنها مبالغة في تبجيل النبي عليه الصلاة والسلام,
ولا أدري هل رسول اهلل هو إنسان عادي لا يبجل ولا يعظم؟,
والقيسي في غالب كتابه لا يركر النبي عليه الصلاة والسلام إلا
باسمه المجرد "محمد" وكأنه إنسان عادي دون أن يصلي عليه,
أو يقول "النبي" من غير أن يصلي عليه كرلك ,ووصف
الصحابة بأنهم ((كانوا يجهلون بعض ما قضى به النبي)) عليه
الصلاة والسلام ....وإذا كان الصحابة يجهلون فمن يعلم؟ ,وزعم
أن ((عصر الصحابة لم يكن عصر بلوغ الفكرة الإسلامية غايتها
المثلى لا على مستوى ثمثيلها في الواقع ,ولا على مستوى إدراك
العقل لأسرارها المختلفة ,أو حتى إدراك فلسفة القرآن في
مجالات نظرية المعرفة ونظرية الأخلاق)) ,فإذا لم يكن
الصحابة هم الممثلون للإسلام حقا فمن مثله؟ واهلل يقول
7
اَّلل َو َّال ِرينَ
يل َّ ِ َ
اج ُروا َو َجاه ُدوا ِفي َس ِب ِ آم ُنوا َو َه َ عنهم ﴿ َو َّال ِرينَ َ
يم﴾, ص ُروا ُأ َٰ
ولَ ِئ َك ُه ُم ْال ُم ْؤ ِم ُنونَ َح ًّقا ۚ َّل ُهم َّم ْغ ِف َر ٌة َو ِر ْز ٌق َك ِر ٌ آووا َّو َن َ
َ
وعليه لا أدري أي إسلام يريد استعادته ,طالما أن عصر الصحابة
ليس هو عصر الإسلام ,وأن من جاء بعدهم كانت عصورهم
عصور الظلام ,وأن العصر المثالي للإسلام لم يأت بعد.
8
الىتيجة يالمحصلة الىهائية:
9
المجتهد عن الوصول إليه)) ,وزعم القيسي أن ((الفقه في
الإسلام نشاط يومي يقوم به المسلم المكلف مهما كانت درجته
في الفهم والعلم وليس نشاطا نخبويا لمن بلغ رتبة الاجتهاد في
العلم كما تسعم المراهب التقليدية)) ,وهرا يفتح باب التأويل
المنحرف لإبطال مدلول النص الري يدل عليه تحت مظلة
المقاصد التي كرر ذكرها القيسي ,ولكنها مقاصد بلا ضوابط,
بدعوى تغير المعرفة للنص بتغير السمان والمكان.
التأصيل لدين جديد يتناسب مع العصر الحديث :من خلال ما -
سبق ذكره نجد القيسي يؤسس لإسلام جديد منقطع الصلة عن
ما سماه القيسي ((بالإسلام التاريخي)) ,بل ناقد له ,لأنه كما
زعم أن ((الخبرة النقدية للنخبة الإسلامية في القرون الأولى لم
تكن بالمستوى الري يؤهلها لرصد التحولات الدقيقة والبطيئة
في العقل الإسلامي ,أو إدراك الحقائق ذلك المستوى الفلسفي
الكلي ,وهي الخطر مثل العلاقة الجدلية بين الوحي والسمن)),
والقيسي بهرا الكلام بعد طعنه بالسنة والموروث الفقهي,
يؤسس على استحياء لفكرة أن القرآن الكريم عبارة عن وثيقة
تاريخية لحقبة زمنية مضت ,لا تتناسب أحكامه مع واقعنا
المعاصر ,وحقها فقط القراءة والتلاوة ,ولا نأخر من الإسلام إلا
القيم البشرية فقط ولهرا نص القيسي أن الشريعة لا تهيمن على
أفعال المكلفين إلا ((بقيمها ومبادئها العامة لا بأحكامها
التفصيلية التي افترضها الفقهاء بدون دليل)) ,وأن السمن الأول
ليس هو السمن المثالي لتطبيق الإسلام ,وقال(( :فنحن نعتقد أن
العصر المثالي للإسلام لم يأت بعد)) ,فهل سيأتي به القيسي؟.
10
الخالصة..
لم يأت القيسي بشيء جديد يستحق الرد المطول ,وفيما سبق تسطيره
كفاية في تسليط الضوء على الكتاب والكاتب ,كما أن الجدال المباشر
والنقاش العلمي مع القيسي هو جدال بيسنطي عقيم لا طائل منه ,لأنه لا
توجد مرجعية صحيحة يستند عليها القيسي يتفق عليها مع غيره ,وإنما
كل ما لديه مجرد شكوك ,وفهم سقيم ,واختلال في التوازن الفكري.