Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 144

‫الجمهورية الجزائرية الدِّيمقراطية َّ‬

‫الشعبية‬
‫وزارة التَّعليم العالي والبحث العلمي‬
‫حمه لخضر‪ -‬الوادي‬ ‫جامعة َّ‬
‫الشهيد َّ‬

‫قسم العلوم ال سنساسنية‬ ‫كلية العلوم االجتماعية والسنساسنية‬

‫االقتصاد االستعماري الفرسنسي وتأثيره على المجتمع‬


‫الجزائري(‪1954 -1919‬م)‬

‫مذكرة مكملة تدخل ضمن متطلبات لسنيل شهادة الماستر في التاريخ‬


‫تخصص تاريخ المغرب العربي المعاصر‬

‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطَّالبة‪:‬‬


‫محمد حسناي‬
‫َّ‬ ‫سارة شمسه‬

‫لجسنة المسناقشة‬
‫الجامعة‬ ‫الصفة‬
‫ِّ‬ ‫الرتبة‬
‫ُّ‬ ‫األستاذ‬
‫حمه لخضر–الوادي‬ ‫جامعة َّ‬
‫الشهيد َّ‬ ‫رئيسا‬ ‫أستاذ مساعد أ‬ ‫محمد حركات‬
‫َّ‬
‫حمه لخضر–الوادي‬ ‫جامعة َّ‬
‫الشهيد َّ‬ ‫مشرفا ومقر ار‬ ‫أستاذ مساعد أ‬ ‫محمد حسناي‬
‫َّ‬
‫حمه لخضر–الوادي‬ ‫جامعة َّ‬
‫الشهيد َّ‬ ‫عضوا مسناقشا‬ ‫أستاذة مساعدة أ‬ ‫عمان‬
‫سعيدة َّ‬

‫السسنة الجامعية‪2019-2018 :‬م‬


‫{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً‬

‫يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إَِّنهُ‬

‫كَانَ مِنَالْمُفْسِدِينَ (‪ )4‬وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ‬

‫اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ‬

‫الْوَارِثِنيَ(‪})5‬‬
‫(سورة القصص‪ ،‬اآليتني‪ 4.‬و ‪)5‬‬
‫اإلهداء‬
‫احلمد هلل الذي أعاننا على أداء هذا الواجب ووفقنا يف إجناز هذا العمل‬

‫أهدي مثرة جهدي هذا إىل‪ :‬مالكي يف احلياة إىل معنى احلب‬

‫واحلنان إىل من كان دعائها أسس جناحي وحناهنا بلسم جراحي‬

‫أمي احلبيبة‬

‫إىل من علمين العطاء دون انتظار إىل من أمحل امسه بافتخار‬

‫أرجوا هلل أن ميد يف عمره والدي العزيز‬

‫كما أهدي مثرة هذا اجلهد إىل كل عائليت أخواتي وأخوتي وأخص‬

‫بالذكر أخي أمين الذي ساندوني طوال مشواري الدراسي‬

‫إىل كل أحبيت وأصدقائي وزمالئي الذي مجعتين هبم مقاعد الدراسة‬

‫كل واحد بامسه وإىل أصدقائي عرب العامل االفرتاضي‬

‫إىل كل طلبة التاريخ وأخص بالذكر طلبة تاريخ‬

‫املغرب العربي املعاصر‬

‫إىل كل من سقط من قلمي سهوة‬


‫الشكر والعرفان‬
‫سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.152 :‬‬ ‫{فَاذْ ُك ُرونِي أَذْ ُك ْرُك ْم َوا ْش ُك ُروا لِي َوََل تَ ْك ُف ُر ِون}‬
‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على أشرف المرسلين حبيبنا محمد صلى اهلل عليه وسلم‬
‫أولا أرفع أسمى وأرقى عبارات الشكر إلى اهلل تعالى وأحمده على ما وهبني إياه من قدرة وصبر‬
‫على تحمل الصعاب وعلى مايسره لي ألشق الطريق والوصول إلى أخره‪.‬‬

‫أتقدم بجزيل الشكر إلى األستاذ المشرف محمد حناي على ماقدمه من مساعدة ونصائح‬
‫وارشادات إلنجاز هذا العمل وعلى سعة صدره وتحمله عبئ هذا العمل‪.‬‬

‫إلى أعضاء اللجنة المناقشة الذي يعد شرف مناقشتهم لي‪ ،‬وعلى وجه الخصوص األستاذ محمد‬
‫حركات الذي كان من خيرة األساتذة في سنة ثانية ماستر تاريخ المغرب العربي المعاصر الذي‬
‫أمدنا بنصائح أنارت لنا المشوار الدراسي‪.‬‬

‫كما أتوجه بخالص الشكر إلى األساتذة األفاضل بقسم التاريخ الذين علمونا وأناروا لنا الدرب‬
‫بالمعرفة والعلم‪.‬‬

‫وأخص بالذكر الدكتور عثمان زقب الذي أعطاني حاف از كبي ار لختياري لهذا الموضوع وعلى‬
‫ماقدمه لي من مساعدات‪ ،‬الدكتور علي غنابزية‪ ،‬الدكتور رشيد قسيبة‪ ،‬الدكتور عاشوري‬
‫قمعون‪،‬والدكتور عبد الكامل عطية‪.‬‬

‫كما أتوجه بالشكر إلى عمال متحف المجاهد‪ ،‬واخص بالذكر األستاذ محمد شلبي‪ ،‬وأيض ا إلى‬
‫عمال دار الثقافة‪ ،‬ومكتبة العلوم الجتماعية واإلنسانية بجامعة الشهيد حمه لخضر‬

‫إلى مريم بنت خالي‪ ،‬التي ساعدتني على إنجاز مخططات عملي‪ ،‬ج ازها اهلل كل خير‪.‬‬

‫إلى صديقات الدرب رزيقة‪ ،‬عائشة‪ ،‬ورندة‪ ،‬على ماقدمن لي من مساعدة‪.‬‬

‫إلى من وزعوا األمل والتفاؤل في دربنا وقدموا لنا يد المساعدة من قريب أو بعيد‪.‬‬
‫قائمة المختصرات‪:‬‬

‫المعنى‬ ‫المختصر‬
‫تخصص‬ ‫تخ‬
‫ترجمة‬ ‫تر‬

‫تعليق‬ ‫تع‬
‫تقديم‬ ‫تق‬
‫جزء‬ ‫ج‬
‫دون دار نشر‬ ‫د‪.‬د‪.‬ن‬
‫دون سنة نشر‬ ‫د‪.‬س‪.‬ن‬
‫دون طبعة‬ ‫د‪.‬ط‬
‫سنة‬ ‫س‬
‫صفحة‬ ‫ص‬
‫طبعة‬ ‫ط‬
‫عدد‬ ‫ع‬
‫ميالدي‬ ‫م‬
‫مجلد‬ ‫مج‬
‫مراجعة‬ ‫مر‬
‫هجري‬ ‫ه‬
‫‪N‬‬ ‫‪Numéro‬‬
‫‪P‬‬ ‫‪Page‬‬
‫‪s.a.p‬‬ ‫‪Sant une année publication‬‬
‫‪s.l‬‬ ‫‪Sans l'auteur‬‬
‫‪s.p‬‬ ‫‪Sans page‬‬
‫مقدمة‬
‫مقـــــــــــــــــدمة‬

‫شهدت الجزائر تغيرات عديدة على جميع األصعدة‪ ،‬سياسيا واقتصاديا‪ ،‬واجتماعيا‪ ،‬وثقافيا‪،‬‬
‫وأبرزها الجانب االقتصادي‪ .‬خاصة بعد قيام الجمهورية الفرنسية الثالثة‪،‬التي قامت بإصدار‬
‫جملة من القوانين والمراسيم التي تصب في مصلحة المستوطنين‪ ،‬كالتشجيع على االستيطان‪،‬‬
‫ونزع الملكية العقارية للجزائريين‪ ،‬ومصادرة أراضيهم‪ .‬كما أن النظام الجمركي الذي ساهم بشكل‬
‫كبير في ربط االقتصاد الجزائري باالقتصاد الفرنسي الذي هو عبارة عن اقتصاد مهيمن على‬
‫جميع القطاعات االقتصادية الجزائرية‪ ،‬سواء الزراعي الذي يرتكز على الزراعة التجارية‪ ،‬أو‬
‫الصناعي الذي يهدف إلى استنزاف الثروة الباطنية الموجودة في باطن األراضي الجزائرية‪ ،‬أو‬
‫التجاري الذي يعمل على رفع القيود الجمركية ألجل اغراق السُّوق الجزائرية بمنتجاته‪ ،‬كل هذه‬
‫المجاالت ألجل العودة بالفائدة على المصانع الفرنسية ومنتجاتها وتسويقها خارجيا‪.‬‬

‫لقد أدى غنى الجزائر بهذه اإلمكانيات االقتصادية الكبيرة‪ ،‬إلى توجيه انظار االحتالل‬
‫باتجاهها‪ ،‬ومحاولة استغاللها استغالال جيدا‪ ،‬حتى يتمكن من خلق اقتصاد كولونيالي استعماري‬
‫ويكون رافدا وتابعا لالقتصادي الفرنسي ‪.‬‬

‫حدود الدراسة‪:‬‬

‫اختياري لحدود هذه الدراسة (االقتصاد االستعماري الفرنسي وتأثيره على المجتمع الجزائري‬
‫خيار له ما يبرره عمليا‪ ،‬وذلك أن هذه الفترة شهدت تحوال في المنحى‬
‫‪1954 -1919‬م)‪ٌ ،‬‬
‫االقتصادي لالحتالل داخل الجزائر‪ ،‬لجهة أن إدارة االحتالل أصبحت أكثر استنزافا‬
‫القتصاديات المجتمع الجزائري‪ .‬في حين أن هذه السياسات لم تنعكس على الواقع الجزائري‬
‫باإليجاب‪ ،‬بل انعكست بالسلب‪ ،‬فهذه الفترة شهدت الكثير من الوقائع والتحوالت داخليا‬
‫األولى‪ ،‬وركون إدارة االحتالل إلى بعض‬ ‫وخارجيا‪ ،‬فالتاريخ األول نهاية الحرب العالمية ّ‬
‫اإلصالحات السطحية‪ ،‬لكنها كانت تصب في صالح االحتالل‪ .‬أما التاريخ الثاني‪ ،‬فهو تاريخ‬
‫انطالق الثورة التحريرية التي تعتبر منعرجا حاسما في وضع حد للتبعية على ك ّل المستويات‬
‫والصُّعد‪.‬‬

‫دواعي اختيار الموضوع‪:‬‬

‫أن التاريخ االقتصادي ألي مجتمع‪ ،‬يرصد مدى عمق التحوالت داخل المجتمعات‪ ،‬وما‬
‫المقومات التي ترتكز عليها هذه التحوالت‪ ،‬سواء كانت ايجابية أم سلبية‪ ،‬كما يرصد القوى‬

‫‪8‬‬
‫مقـــــــــــــــــدمة‬

‫المؤثرة في هذه التحوالت‪ ،‬ولهذا جاء اهتمامي بهذا الموضوع كمحاولة لرصد ما فعله االقتصاد‬
‫االستعماري في الواقع االقتصادي الجزائر‪ ،‬وكيف أثر على الواقع االجتماعي‪.‬‬

‫ويعود اهتمامي بهذا الجانب من التاريخ االقتصادي‪ ،‬وخاصة على مستوى الجزائر‬
‫المستعمرة‪ ،‬إلى عدة أسباب ذاتية و أخرى موضوعية أهمها‪:‬‬

‫األسباب الذاتية‪:‬‬

‫حب البحث في مثل هذه المواضيع في المجال االقتصادي‪ ،‬ألنها ترصد واقع التحوالت‬
‫َّأوالا‪ّ :‬‬
‫االجتماعية بسبب االقتصاد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬توضيح الغاية اإلستراتيجية التي تهدف من وراءها سلطات االحتالل إلنشاء بعض‬
‫الصناعات والمنشآت القاعدية‪.‬‬
‫ثالث ا‪ :‬إبراز دور المقومات االقتصادية الجزائرية‪ ،‬وثرواتها الطبيعية‪ ،‬في إثراء االقتصاد‬
‫الفرنسي‪.‬‬
‫رابع ا‪ :‬التعرف أكثر على االستغالل االستعماري لثروات الجزائر ومدى تأثيرها على األوضاع‬
‫االجتماعية الجزائرية ‪.‬‬

‫األسباب الموضوعية ‪:‬‬

‫أثناء الفترة‬ ‫َّأوالا‪ :‬قلة الدراسات المتخصصة في تتبع االقتصادي الكولونيالي الجزائري‬
‫االستعمارية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الوقوف على أدوات وأساليب استغالل إدارة االحتالل لثروات الجزائر‪ ،‬وكيفية توظيفها‬
‫في خدمة االقتصاد الفرنسي‪.‬‬
‫ثاني ا‪ :‬إثراء المكتبة بدراسة أكاديمية علمية جديدة حول الواقع االقتصادي في الجزائر زمن‬
‫االحتالل الفرنسي‪.‬‬

‫اإلشكالية ‪:‬‬

‫إن إشكالية البحث المثارة في هذه الدراسة التاريخية تتمثل في التالي‪:‬‬

‫المقومات التي استند إليها االقتصاد االستعماري بالجزائر في تأثيره على واقع‬
‫ما األسس و ِّ‬
‫المجتمع الجزائري؟‬

‫وقد فرعنا هذه اإلشكالية المركزية إلى مجموعة من التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪9‬‬
‫مقـــــــــــــــــدمة‬

‫‪ -‬ماهو االقتصاد االستعماري الفرنسي في الجزائر؟‬


‫فيما تجلت مظاهره وانعكاساتها على القطاعات االقتصادية الجزائرية؟‬ ‫‪-‬‬
‫مامدى مساهمة قطاع الصناعة اإلستخراجية في انتعاش المصانع الفرنسية واالقتصاد‬ ‫‪-‬‬
‫الفرنسي؟‬
‫‪ -‬فيما تمثلت أساليب االستغالل الفرنسي لثروات الجزائر؟‬
‫‪ -‬كيف أثر االقتصاد االستعماري بالجزائر على واقع المجتمع الجزائري؟‬

‫الدراسة‪:‬‬
‫المناهج المتبعة في ِّ‬

‫لطبيعة الدراسة حاكميتها في فرض منهج الدراسة‪ ،‬ولهذا التزمت أربع مناهج هي‪:‬‬

‫األول‪ :‬المنهج التاريخي‪ ،‬واعتمدته ألجل استعراض الوقائع التاريخية حسب تسلسلها الزمني‬
‫َّ‬
‫كرونولوجيا‪.‬‬
‫الثَّاني‪ :‬المنهج الوصفي‪ ،‬اعتمدت عليه في محل وصف مجريات األحداث التاريخية‪ ،‬حتى‬
‫يساعدني في فهم سلوكات المحتل الفرنسي‪ ،‬اتجاه الثروات االقتصادية الجزائرية‪.‬‬
‫الثَّالث‪ :‬المنهج اإلحصائي‪،‬وقد وضفته في تتبع إحصائيات إنتاجية عبر السنوات في‬
‫القطاعان األوروبي والجزائري من خالل استخدام جداول إحصائية توضيحية للفترة الزمنية‬
‫المرصودة للبحث‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬المنهج المقارن‪ ،‬اعتمدت عليه في المقارنة بين القطاعات االقتصادية سواء في‬
‫َّ‬
‫المجال الزراعي أو الصناعي أو التجاري‪.‬‬
‫كما تناولت كل المعطيات التي تحصلت عليها وقدمتها بشيء من التحليل حتى أميط اللثام‬
‫على أسباب ارتفاع المنتوج أو انخفاضه وما مأالت ذلك على سيرورة الواقع االقتصادي داخل‬
‫المستعمرة‪.‬‬
‫َ‬ ‫الجزائر‬
‫المصادر والمراجع‪:‬‬
‫بحسب اطالعي على الدراسات واألبحاث التاريخية التي تناولت الشق االقتصادي بالنسبة‬
‫للجزائر في الفترة االستعمارية‪ ،‬تعتبر قليلة لنحية انجاز هكذا بحوث‪،‬وذلك لصعوبتها ودقتها‬
‫بسبب غياب العديد من اإلحصائيات والمعطيات التي لم تتوفر حتى لكبار الباحثين‪ ،‬أو لعدم‬
‫اهتمام بعض الباحثين بهكذا منحى‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫مقـــــــــــــــــدمة‬

‫لكنني استفدت من بعض الدراسات المتوفرة‪ ،‬مثل‪ :‬كتاب أحمد توفيق المدني"هذه هي‬
‫الجزائر" وكتاب " الحقائق االستعمارية والمقاومة" ألحمد مهساس وأيضا كتاب " تكون التَّخلف‬
‫مهمة جدا تركز على بنية‬
‫في الجزائر" لعبد اللطيف بن أشنهو‪ ،‬وهو دراسة اقتصادية ّ‬
‫مقوم القتصاد جزائري حر‪ ،‬وكتاب‬
‫االقتصادي الكولونيالي‪ ،‬وكيف حاول القضاء على أي ّ‬
‫"االستعمار الفرنسي في الجزائر سياسة التَّفكيك االقتصادي واالجتماعي ‪1962 – 1830‬م"‬
‫مهمة لسنة ‪1954‬م‪ ،‬نهيك على االستعانة‬
‫لعدى الهواري‪ ،‬وكتاب ‪ ،‬الذي قدم فيه إحصائيات ّ‬
‫ببعض المراجع األجنبية ككتاب جين ديبواز(‪)JEAN DEPOIS‬الموسوم بعنوان " ‪le blé en‬‬
‫‪ "Algérie‬وكذلك كتاب بيير بوردي(‪ )M.PIERRE BORDES‬المعنون بـ‪expose de la ":‬‬
‫‪."situation générale de l'algérie en 1929‬‬

‫أضف إلى ك ّل هذه المراجع‪ ،‬فلقد استفدت من العديد من الرسائل الجامعية التي تناولت‬
‫التاريخ االقتصادي للجزائر فترة االحتالل‪ ،‬منها‪ :‬مذكرة ماستر لعبد الحكيم رواحنة موسومة‬
‫محمد‬
‫السياسة االقتصادية الفرنسية في الجزائر ‪ 1870‬ـــــ ‪1930‬م" قُدمت بجامعة ّ‬ ‫بعنوان‪ِّ " :‬‬
‫لخضر بباتنة سنة ‪2014‬م‪ .‬كما لجأت إلى العديد من المقاالت العلمية المح ّكمة التي تناولت‬
‫هذا الشأن‪ ،‬وغيرها من المراجع التي أثرت الدراسة‪.‬‬

‫الخطة ‪:‬‬

‫لإلجابة عن اإلشكالية المطروحة وجملة التساؤالت التابعة لها‪،‬اتبعت خطة تتكون من‪:‬‬
‫مقدمة‪ ،‬ومدخل‪ ،‬وثالثة فصول‪ ،‬وخاتمة‪ ،‬مع عدة مالحق وفهارس‪.‬‬

‫فالمدخل تناولت فيه األوضاع االقتصادية في الجزائر خالل الحرب العالمية األولى‪.‬‬
‫أما الفصل األول الذي وسمته بعنوان‪ِّ :‬‬
‫الزراعة في الجزائر ‪1954–1919‬م‪ ،‬فيتكون من‬
‫الزراعة الكولونيالية(الحديثة)‪،‬والثاني بعنوان‪ِّ :‬‬
‫الزراعة‬ ‫أربعة عناصر‪ ،‬األول منها تحت عنوان" ِّ‬
‫الجزائرية(التقليدية)‪ ،‬والثالث حمل عنوان‪:‬الوسائل المساعدة في تطور القطاع ِّ‬
‫الزراعي‪،‬أما‬
‫العنصر األخير فعنونته بــ‪:‬االستغالل التِّجاري للزراعة في الج ازئر‪.‬‬

‫الصناعة في الجزائر من ‪-1919‬‬ ‫وعن الفصل الثاني فلقد وضعته تحت عنوان‪ِّ :‬‬
‫الصناعة اإلستخراجية (الثَّقيلة)‪،‬‬
‫وقسمته إلى أربعة عناصر‪ ،‬فجاء األول بعنوان‪ِّ :‬‬
‫‪1954‬م ّ‬
‫الصناعة التَّحويلية(الخفيفة)‪،‬أما الثالث فكان‪ِّ :‬‬
‫الصناعة‬ ‫والثاني منه بعنوان‪ِّ :‬‬

‫‪11‬‬
‫مقـــــــــــــــــدمة‬

‫الجزائرية(التَّقليدية)‪ ،‬أما الرابع واألخير فجعلت له عنوان‪:‬االستغالل التِّجاري للصناعة في‬


‫الجزائر‪.‬‬

‫وأخر الفصول فلقد حمل عنوان‪:‬آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري‬
‫‪1954–1919‬م‪ ،‬وتضمن أربعة عناصر‪ ،‬األول ـتناولت فيه موضوع الفقر وتدني المستوى‬
‫المعيشي‪ -‬ضعف األجور‪ ،‬والثاني‪ :‬تعرضت فيه إلى البطالة‪ ،‬والثالث‪ :‬ناقشت فيه الواقع‬
‫الصحي‪ .‬أما الرابع يتضمن ‪ :‬الهجرة‪،‬‬

‫ألنهي بحثي هذا بخاتمة تضمنت أبرز النتائج المتوصل إليها من خالل الدراسة‪ ،‬كما أتبعتها‬
‫بجملة مالحق لها صلة وثيقة بالبحث‪ ،‬وقائمة للمصادر والمراجع‪ ،‬وفهرس لمحتويات البحث‪.‬‬

‫الصعوبات‪:‬‬

‫من الطبيعي أن تواجهنا صعوبات في إنجاز أي بحث علمي أكاديمي ألنه يتطلب جهدا‬
‫واتقانا كبي ار حتى يتقدم على أنه بحث أكاديمي بالموصفات المطلوبة‪.‬‬

‫‪ -‬قلة المراجع التي تستوفي دراسة إحصائية في إنتاجيات بعض العناصر في مجال بحثنا‪.‬‬
‫أغلب المراجع المتخصصة في المجال االقتصادي للجزائر باللغة الفرنسية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬عدم التحكم في اللغة األجنبية الفرنسية المعتمدة في المراجع الفرنسية كان عائقا في‬
‫فهمي لبعض المعطيات‪ ،‬وذهبي نحو الترجمة عند المختصين سبب لي تأخي ار في بناء البحث‪.‬‬
‫ال شك أن عملي يعتريه ُّ‬
‫النقصان‪ ،‬ويشوبه الخطأ‪ ،‬فإن أخطأت وقصرت فذلك ضعف من‬
‫نفسي‪ ،‬وا ْن أصبت فهو توفيق من اهلل سبحانه وتعالى الذي أعانني وسددني في عملي فله‬
‫ُّ‬
‫الشكر والثناء الحسن في األولى واآلخرة‪ ،‬إنه ولي ذلك والقادر عليه‪.‬‬

‫سارة شمسه وادي سوف يوم االثنين‪29 :‬رمضان‪1440‬ه الموافق ل ـ ‪03‬جوان‪2019‬م‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫مدخل‬
‫األوضاع االقتصادية في الجزائر أثناء الحرب‬
‫العالمية األولى ‪1918-1914‬‬

‫‪ – 1‬تعريف االقتصاد الكولونيالي‬


‫‪ -2‬الواقع الزراعي أثناء الحرب العالمية األولى‬
‫‪ -3‬الواقع الصناعي أثناء الحرب العالمية األولى‬
‫‪ -4‬الواقع التجاري أثناء الحرب العالمية األولى‬
‫الوضاع االقتصادية في الجزائر أثناء الحرب العالمية الولى ‪1918 -1914‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫تتمتع الجزائر بموارد اقتصادية زاخرة‪ ،‬نظ ار لموقعها الجغرافي على ضفة البحر األبيض‬
‫المتوسط الجنوبية‪ ،‬كما تتميز بأراضي خصبة ذات جودة عالية‪ ،‬لها منتجات زراعية ضخمة‬
‫تكاد تفوق حاجيات المجتمع الجزائري خاصة مادة الحبوب‪ .‬كما لها ثروة معدنية هامة لما‬
‫تحتويه من حديد و فوسفات‪ ،‬و زنك‪ ،‬و رصاص‪ ...،‬هذا الغنى جعل فرنسا تطمع إلى استغالل‬
‫هذه اإلمكانيات من الموارد المنجمية‪ ،‬بما يخدم مصالحها و مصالح شعبها‪ ،‬كمواد خام تقوم‬
‫الزراعية الخصبة‪.‬‬
‫بتصديرها إلى المصانع الفرنسية؛ نهيك على استغاللها لألراضي ّ‬
‫‪ -‬يعتمد االقتصاد الجزائري في العهد االستعماري‪ ،‬على القطاع الزراعي المتمثل في زراعة‬
‫الحبو ب التي تعتبر غذاء أساسيا للمجتمع الجزائري‪ ،‬و كذا تربية المواشي التي تعتبر موردا‬
‫رئيسيا ُيزو د السوق الفرنسية باللحوم‪ .‬هذه المقومات االقتصادية‪ ،‬أدت بحكومة االحتالل إلى‬
‫األم‪ ،‬فما تعريف هذا االقتصاد؟‬
‫تأسيس اقتصاد كولونيالي يدعم اقتصاد فرنسا ّ‬
‫‪ -1‬تعريف االقتصاد الكولونيالي‪:‬‬

‫هو االقتصاد الذي يرتكز في أسسه على الصناعة اإلستخراجية‪ ،‬وعلى الزراعة التجارية‬
‫التي تُخصص ك ّل إنتاجها للتصدير‪ ،‬و كذا على ارتفاع مستو ى األرباح التي تُحققها التجارة‬
‫ونشاطات االستيراد و التَّصدير بالنسبة للمستوى الذي ُيحققه َّ‬
‫النشاط الصناعي‪.1‬‬
‫نهيك على َّ‬
‫أن هذا االقتصاد كان حك ار على الكولون‪ ،‬فهم و حدهم المتنفذين في تسييره‬
‫وادارته‪ ،‬باالعتماد على المقومات أنفة الذكر‪ .‬و حتى نتعرف على واقع هذا االقتصاد في‬
‫الجزائر‪ ،‬البد لنا من إلقاء نظرة على الواقع االقتصادي الجزائري في تلك الفترة‪ ،‬ومنها الواقع‬
‫الزراعي‪ ،‬فكيف كانت حالته؟‬

‫‪ -2‬الواقع الزراعي ‪:‬‬

‫لقد كانت الجزائر تنتج من الحبو ب على مختلف أنواعها‪ ،‬ما يكفي لتغذية سكانها من بشر‬
‫وحيوان‪ ،‬وكان الفائض حسب ال َّشهادات األوروبية المعاصرة يصدر إلى جنوب فرنسا وايطاليا‪،‬‬
‫ثم جاء االستعمار وشرع في امتصاص خيرات الجزائر‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الهواري عدي‪ :‬االستعمار الفرنسي في الجزائر سياسة التَّفكيك االقتصادي و االجتماعي ‪1962 – 1830‬م‪ ،‬ط‪ ،1.‬دار‬
‫الحداثة‪ ،‬بيرو ت‪1983 ،‬م‪ ،‬ص‪.155.‬‬
‫الزبيري‪ :‬الثَّورة الجزائرية في عامها الول‪،‬ط‪ ،1.‬دار البعث‪ ،‬قسنطينة‪ ،1984،‬ص‪.40.‬‬
‫‪ -‬محمد العربي ّ‬
‫‪2‬‬

‫‪14‬‬
‫الوضاع االقتصادية في الجزائر أثناء الحرب العالمية الولى ‪1918 -1914‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫يعتبر القطاع الزراعي هو أكثر األنشطة استقطابا لشرائح المجتمع الجزائري‪ ،‬من بقية‬
‫األنشطة االقتصادية األخرى‪ ،‬فبحسب اإلحصائيات فإن الزراعة كانت تؤمن حياة حوالي ‪%95‬‬
‫‪1‬‬
‫من الجزائريين‪ .‬وألهمية هذا َّ‬
‫النشاط‪ ،‬فقد كان عرضة لسلسلة طويلة من القوانين‪ ،‬والمراسيم‬
‫واإلجراءات‪ ،‬القمعية من قبل اإلدارة الفرنسية‪ ،2‬حيث استو لت السلطة االستعمارية الفرنسية‬
‫األرضي األكثر خصوبة‪ ،‬و أقامت في هذه المساحات الكبيرة مستعمرات زراعية يملكها‬
‫على ا‬
‫األوروبيون‪.3‬‬

‫لقد أقتحم الكولون ساحة التَّملك لألراضي عن طريق شراء أراضي الفالحين المفلسين بسبب‬
‫أن عمليات التَّملك كان من خالل العنف‬
‫ضغط القوانين االستعمارية الجائرة‪ ،‬نهيك على َّ‬
‫والبطش‪ ،4‬حيث بدأ المستوطنون في االستقرار على أرض السهو ل َّ‬
‫الساحلية‪ ،‬ثم لم يلبثوا أن‬
‫أخذوا في التَّو غل نحو السهو ل َّ‬
‫الداخلية‪ ،‬نتيجة انتزاع األراضي‪،5‬التي أصبحت تابعة ألمالك‬
‫فتم التَّو سع و االستيالء على أجو د األراضي الزراعية بالجزائر‪ ،‬حيث‬ ‫َّ‬
‫الدولة االستعمارية‪َّ ،‬‬
‫الرسمي‬
‫قُدر أن األراضي الزراعية التي تبلغ مساحتها ‪ 20‬مليون هكتار وزعت حسب اإلحصاء َّ‬
‫الفرنسي ‪5‬ماليين هكتار تملكها َّ‬
‫الدولة االستعمارية‪ ،‬وكلها تستغل لفائدة االستعمار‪،‬‬
‫‪ 2.500.000‬مليون هكتار ملك خاص لطائفة من الكولون‪ ،‬وهي أجو د األراضي وأخصبها‬
‫وحسنها موقعا‪ ،‬يملكها ‪ 26.000‬ألف مستعمر بينما ‪ 850.000‬هكتار من األراضي القاحلة‬
‫الصحراء بقيت بأيدي (‪)9‬تسعة ماليين نسمة من الجزائريين‪.6‬‬
‫الجرداء‪ ،‬في مناطق الجبال و َّ‬

‫وبهذه األساليب والقواعد التَّعسفية نزعت أحسن و أخصب األراضي الزراعية و أجودها من‬
‫أيدي الوطنين‪ ،‬و أصبحت تحت يد المستعمرين الفرنسيين‪ ،‬و جعلت منهم عماال أُجراء يعملون‬
‫لدى الكولون الفرنسي بأراضيهم‪.7‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الغالي غربي‪ :‬فرنسا و الثورة الجزائرية ‪( ،1962 -1954‬د‪.‬ط)‪ ،‬غرناطة للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.41‬‬
‫‪ -2‬الغالي غربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫‪ -3‬إسماعيل احمد باغي‪ :‬تاريخ العالم العربي المعاصر‪ ،‬ط‪ ،1.‬مكتبة العبيكان‪ ،‬الرياض‪ ،2000 ،‬ص‪. 396.‬‬
‫‪ -4‬صالح عوض‪ :‬معركة اإلسالم و الصليبية في الجزائر‪( ،‬د‪.‬ط)‪َّ ،‬‬
‫الزيتونة لإلعالم و الَّنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،1989،‬ص‪. 223.‬‬
‫‪ -5‬بسام العسلي‪ :‬اهلل أكبر و انطلقت الثورة الجزائرية‪ ،‬ط‪ ،1.‬دار َّ‬
‫النفائس‪ ،‬بيرو ت‪،1982،‬ص‪.20.‬‬
‫‪ -6‬محمد الصالح الصديق‪ :‬الجزائر بلد التحدي والصمود‪( ،‬د‪.‬ط)‪،‬موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.78.‬‬
‫‪ -7‬أحمد رمزي‪ :‬االستعمار الفرنسي في شمال إفريقيا‪( ،‬د‪.‬ط)‪،‬المطبعة النموذجية‪ ،‬القاهرة‪،1948 ،‬ص‪.148.‬‬

‫‪15‬‬
‫الوضاع االقتصادية في الجزائر أثناء الحرب العالمية الولى ‪1918 -1914‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫استمرت زراعة شتى أنواع الحبوب التي شرع فيها الفالحون الجزائريون سنة ‪ 1919‬تتراجع‬
‫بعض َّ‬
‫الشيء‪ ،‬فنجد المساحات تتقلص من ‪ 2.284.387‬مليون هكتار إلى‪2.225.351‬‬
‫مليون هكتار سنتي ‪ 1916‬و‪ ،1920‬مقارنة بالمساحات العامة المزروعة في الجزائر من‬
‫طرف األوروبيين التي هي في ازدياد‪ ،‬و َّ‬
‫المقدرة مساحتها بحوالي ‪ 3.073.000‬هكتار سنة‬
‫‪.11914‬‬

‫السنوات ‪ 1914‬و‪ 1915‬وكذلك‬ ‫الصلب‪،‬و َّ‬


‫الشعير ضعيفة خالل َّ‬ ‫حيث كانت مواسم القمح َّ‬
‫السابق سنة ‪ ،1914‬حيث سجل‬
‫‪ 1915‬و‪ 1916‬بالقياس إلى متوسط اإلنتاج في العقد َّ‬
‫انخفاضا قدره ‪.2%15‬‬

‫فالمساحات المزروعة قمحا صلبا عرفت تراجعا حيث كانت ‪ 875.000‬هكتار خالل‬
‫‪1905‬إلى ‪ 1914‬ثم صارت ‪ 768.000‬هكتار في الفترة الممتدة من ‪1914‬إلى ‪ .1919‬أما‬
‫المساحات المزروعة شعي ار‪ ،‬فقد انتقلت معدالتها من ‪ 1.193.000‬مليون هكتار بين سنتي‬
‫‪ 1905‬إلى غاية ‪ 1914‬ثم صارت ‪ 1.043.741‬مليون هكتار في السَّنوات الممتدة بين‬
‫‪ 1914‬و‪ ،1919‬وأيضا مساحات غير الحبوب شهدت سنة ‪ 1912‬تراجع من‪ 87.275‬هكتار‬
‫إلى ‪ 58.466‬هكتار سنة ‪ .1919‬أما فيما يخص اإلنتاج فنجد إنتاج الحبو ب خالل ال َّسنوات‬
‫الممتدة بين ‪ 1911‬و‪ 1915‬حوالي‪ 13.473.137‬ق‪ ،‬ثم أنخفض إلى‪ 9.297.732‬ق‪.3‬‬

‫هذا التَّراجع نظ ار للظروف الطَّبيعية غير المالئمة‪ ،‬بما فيها األراضي الفقيرة التي ال تتوفر‬
‫على المياه و يقع معظمها في َّ‬
‫الداخل‪ ،4‬أيضا النظام الغالب هو أما نظام الخ َّماسة أو نظام‬
‫ظل مجهوال في زراعة‬ ‫ملكية األرض لكل أفراد العائلة‪ ،5‬كما أن استعمال األسمدة الكيميائية َّ‬
‫الحبوب األهلية‪ ،6‬مما أثر سلبا على المحصول الزراعي وخاصة الحبوب‪ ،‬أضف إلى ذلك‬

‫‪1‬‬
‫الرائد للكتاب‪،‬‬
‫‪-‬شارل روبير أجرو ن‪ :‬الجزائريون المسلمون و فرنسا ‪،1919- 1871‬تر‪ :‬حاج مسعود‪ ،‬ج‪،2.‬ط‪،1.‬دار َّ‬
‫الجزائر‪،2007 ،‬ص‪.310.‬‬
‫‪ -2‬عبد اللطيف بن أشنهوا‪ :‬تكو ن التَّخلف في الجزائر‪ ،‬تر‪ :‬نخبة من األساتذة‪ ،‬ط‪َّ ،1.‬‬
‫الشركة الوطنية للنشر و التَّوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪،1979 ،‬ص‪.159.‬‬
‫‪ -3‬شارل روبير أجرو ن‪:‬المرجع َّ‬
‫السابق‪،‬ج‪ ،2.‬ص‪.313.‬‬
‫‪-4‬محمد لحسن أزغيدي‪ :‬مؤتمر الصومام و تطور ثورة التحرير الو طني الجزائرية ‪ 1956‬ــــ ‪ ،1962‬ط‪ ،1.‬دار هومه‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪. 25.‬‬
‫‪ -5‬عبد اهلل شريط‪ :‬مختصر تاريخ الجزائر‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪ ،1985 ،‬ص‪. 186.‬‬
‫‪ -6‬شارل روبير أجرو ن‪ :‬المرجع السَّابق‪ ،‬ج‪ ،2.‬ص‪.317.‬‬

‫‪16‬‬
‫الوضاع االقتصادية في الجزائر أثناء الحرب العالمية الولى ‪1918 -1914‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫نقص الو سائل المادية كعدم توفر اآلالت الزراعية الحديثة‪ ،‬مما أضطر الفالح الجزائري بسبب‬
‫أزماته إلى بيع ممتلكاته و التَّخلي عنها‪.1‬‬

‫فرغم أهمية مادة القمح كمادة إستراتيجية يعتمد عليها الجزائريون َّإال َّ‬
‫أن المستوطنين فضلوا‬
‫عليها زراعة الكروم لما تدره من أرباح واضحة‪ ،2‬فهي تعتبر ثروة االستعمار بالجزائر‪ ،3‬حيث‬
‫عرفت منتجات الكروم األوروبية توسعا كبي ار في مساحاتها‪ ،‬ففي سنة ‪ 1907‬بلغت ‪176.321‬‬
‫هكتار‪ ،‬ثم ارتفعت إلى ‪ 178.390‬هكتار سنة ‪ ،41919‬بفضل االستخدام َّ‬
‫الشامل لليد العاملة‬ ‫ّ‬
‫‪5‬‬
‫و بأسعار متدنية ‪.‬‬
‫أما المواشي فمجموع َّ‬
‫الدواب التي يملكها األهالي سنة ‪ 1914‬بلغ ‪ 13.724.000‬مليون‬
‫رأس مقبل ‪ 14.117.000‬مليون رأس كانوا يملكونها في سنة ‪ .61891‬ما يعني َّ‬
‫أن العدد‬
‫تراجع‪ ،‬والسَّبب في ذلك هو إلغاء المراعي وارتفاع َّ‬
‫الضرائب اللذين كانا سببين كافيين في‬
‫تناقص أعداد الثَّروة الحيوانية في البالد‪.7‬‬

‫هذه الوضعية الفالحة الكارثية في الجزائر‪ ،‬ناتجة عن تجزئة األراضي و قلة جودتها وعدم‬
‫توفر رؤوس األموال الكافية‪.8‬كذلك بعض السلوكيات االستعمارية التي لها تأثيرات مدمرة على‬
‫االقتصاد الجزائري و هي أن االستعمار الفرنسي جعل األرض منتجة للمحاصيل التجارية مثل‪:‬‬
‫الكروم و مرتبطة باألسواق الفرنسية و الخارجية و ذلك على حساب االستهالك المحلي‪.9‬‬

‫‪ -1‬حياة تابتي‪ :‬الحرب العالمية الولى ‪ 1914‬ـــــ ‪ 1918‬و انعكاساتها على الجزائريين في القطاع الوهراني‪ ،‬مذكرة مكملة‬
‫لنيل شهادة ماجستير (غير منشورة)‪ ،‬تخ‪ :‬تاريخ حديث و معاصر‪ ،‬كلية العلو م اإلنسانية و الحضارة اإلسالمية‪ ،‬قسم التَّاريخ‬
‫و علم اآلثار‪ ،‬جامعة و هران‪ ،2006 ،‬ص‪. 115.‬‬
‫‪ -2‬الغالي غربي‪ :‬المرجع السَّابق‪ ،‬ص‪.42.‬‬
‫‪ -3‬تابتي حياة‪ :‬المرجع السَّابق‪ ،‬ص‪.115.‬‬
‫‪ -4‬شارل روبير أجرو ن‪ :‬المرجع السَّابق‪ ،‬ج‪ ،2.‬ص‪.317.‬‬
‫‪ -5‬حياة تابتي‪ :‬المرجع السَّابق‪ ،‬ص‪.115.‬‬
‫‪ -6‬شارل روبير أجرو ن‪ :‬المرجع السَّابق‪ ،‬ج‪ ،2.‬ص‪.318.‬‬
‫‪ -7‬محمد علي داهش‪ :‬المغرب العربي المعاصر‪ ،‬ط‪ ،1.‬دار العربية للموسوعات‪ ،‬بيرو ت‪ ،2014 ،‬ص‪. 19.‬‬
‫‪ -8‬محمد حربي‪ :‬الثَّورة الجزائرية سنوات المخاض‪ ،‬تر‪ :‬نجيب عباد‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،1994 ،‬ص‪.90.‬‬
‫‪ -9‬الغالي غربي‪ :‬فرنسا و الثورة الجزائرية‪ ،‬المرجع السَّابق‪ ،‬ص‪.45.‬‬

‫‪17‬‬
‫الوضاع االقتصادية في الجزائر أثناء الحرب العالمية الولى ‪1918 -1914‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫‪ -3‬الواقع الصناعي‪:‬‬

‫ارتكزت الصناعة في الجزائر على بعض الصناعات والحرف اليدوية التَّقليدية‪ ،‬ومن أشهر‬
‫النسيج و الحلي‪ 1،‬واألحذية‪ ،‬والدباغة‪ ،‬والسروج‪ ،‬والخزف‪،‬‬
‫الصناعات في الجزائر‪ ،‬صناعة َّ‬
‫والمواد الغذائية‪ ،‬باإلضافة إلى صيد األسماك‪ 2،‬إلى جانب هذه الصناعات نجد الصناعة‬
‫اإلستخراجية‪ ،‬الخاصة بالمناجم و المعادن المختلفة‪ ،‬كما أو لت اهتماما لصناعة األسلحة و‬
‫النوع من التَّصنيع‬ ‫َّ‬
‫الذخيرة الحربية و صناعة السفن‪ ،3‬و قامت اإلدارة االستعمارية بتشجيع هذا َّ‬
‫في الجزائر‪ ،‬نظ ار لظروف الحرب العالمية األولى‪ ،‬من أجل دعم المجهود الحربي الذي كانت‬
‫تبذله فرنسا لمقاومة الغزو األلماني‪ ،4‬وكانت جل َّ‬
‫النشاطات االقتصادية متمركزة بالمدن الكبرى‬
‫مثل‪ :‬الجزائر وتلمسان وقسنطينة ‪...‬الخ‪ ،‬فمثال‪ :‬مدينة قسنطينة كان يوجد بها ‪ 33‬مصنعا‬
‫النسيج والخشب والجلد والحديد‪ ،5‬كما نجد َّ‬
‫أن الصناعة الحرفية المحلية في الجزائر‬ ‫لصناعة َّ‬
‫أن الحرفيين منخرطين في نقابات حسب التَّخصص‪ ،‬ونجد َّ‬
‫النجارين في شارع‪،‬و‬ ‫منظمة‪ ،‬بحيث َّ‬
‫الدباغين في ثالث‪...‬الخ‪َّ ،‬إال َّ‬
‫أن هذا التَّنظيم وهذه الصناعة أهملت‬ ‫الحدادين في شارع أخر و َّ‬
‫‪6‬‬
‫من قبل السلطات االستعمارية‪.‬‬

‫ومن المشاكل التي أعاقت تطور الصناعة الجزائرية‪ ،‬المنافسة األجنبية‪ ،‬نهيك على ذلك‬
‫َّسيطرة الرأسمال األجنبي على الصناعة ودخول السلع األوروبية ذات الجودة العالية‪ ،‬وبالتالي‬
‫كساد السلع المحلية لعدم قدرتها على المنافسة ‪.7‬‬

‫‪ -1‬أحميدة عمي اروي‪ :‬جو انب من السياسة الفرنسية و ردود الفعل الوطنية في قطاع الشرق الجزائري‪ ،‬ط‪ ،1.‬دار البعث‪،‬‬
‫قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،1984 ،‬ص‪.29.‬‬
‫‪2‬‬
‫الريحانة‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص‪.106.‬‬
‫‪ -‬عمار عمورة‪ :‬موجز في تاريخ الجزائر‪ ،‬ط‪ ،1.‬دار َّ‬
‫‪ -3‬محمد حربي‪ :‬المرجع السَّابق‪ ،‬ص‪.43.‬‬
‫‪ -4‬عبد الحميد زوزو ‪ :‬محطات في تاريخ الجزائر‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪ ،2004 ،‬ص‪. 320.‬‬
‫‪ -5‬عمار عمورة‪ :‬المرجع السَّابق‪ ،‬ص‪.106.‬‬
‫‪-6‬محمد حربي‪ :‬المرجع السَّابق‪ ،‬ص‪.43.‬‬
‫‪ -7‬الغالي غربي‪ :‬العدوان الفرنسي على الجزائر الخلفيات والبعاد‪( ،‬د‪.‬ط)‪،‬منشورات المركز الو طني للدراسات والبحث في‬
‫الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر ‪ ،1954‬الجزائر‪ ،2007،‬ص‪. 34.‬‬

‫‪18‬‬
‫الوضاع االقتصادية في الجزائر أثناء الحرب العالمية الولى ‪1918 -1914‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫‪ -4‬الواقع التجاري‪:‬‬
‫تعد التجارة حركة اقتصادية هامة ال يمكن ألي دولة في العالم أن تستغني عنها مهما كانت قوتها‬
‫هي نوعين‪ :‬نشاط تجاري داخلي‪ ،‬ونشاط تجاري‬ ‫االقتصادية‪ ،1‬وتقوم هذه الحركة في األسواق‬
‫الداخلية تنظم في أسواق محلية ويكون التَّعامل فيها مع أهل البالد‪ ،‬وتقام هذه‬
‫خارجي‪ ،‬فالتجارة َّ‬
‫األسواق أسبوعيا‪ ،‬فيها يتم بيع وشراء منتوجات استهالكية للسكان‪ ،‬وأهم ما يباع فيها الصوف والحبو‬
‫تصدير واستيرادا‪ ،‬حيث‬
‫ا‬ ‫ب والحيوانات‪2‬؛ أما التجارة الخارجية فتتمثل في مبادالت تجارية مع الخارج‬
‫الصحراء‪ ،‬وبعض البلدان‬
‫كانت للجزائر عالقات تجارية مع تونس والمغرب األقصى‪ ،‬وافريقيا جنوب َّ‬
‫األوروبية‪ ،3‬وبقدر ما أنهك االستعمار الصناعة الجزائرية‪ ،‬قبل أن يقضي عليها بخنق التجارة‬
‫الخارجية‪.4‬‬
‫‪ -‬حيث قامت السلطات االستعمارية بغلق أبواب األسواق التي كانت تتعامل معها الجزائر‪،‬‬
‫وحصرت التَّعامل التجاري الخارجي باألسواق الفرنسية فقط‪ ،‬كما شهد هذا التَّعامل عراقيل أبرزها‬
‫وضع قيود جمركية على السلع الجزائرية َّ‬
‫الداخلة إلى الموانئ الفرنسية على عكس السلع الفرنسية التي‬
‫أن حاجيات الحرب قد فرضت تعبئة‬ ‫تدخل بكل حرية للموانئ الجزائرية وبال قيود جمركية‪ ،5‬إالَّ َّ‬
‫المنتجات الجزائرية سواء بالشراء أو المصادرة‪ ،‬فالطلب على الحبوب والخمور والفواكه والخضار‬
‫والصوف والجلود ازداد‪ .‬و تتمثل حركة التجارة الخارجية في الجدول التَّالي‪:‬‬

‫جدول(‪ :)1‬يو ضح مبادالت التجارة الخارجية في الجزائر من‪ 1914‬إلى ‪.61918‬‬

‫‪1918‬‬ ‫‪1917‬‬ ‫‪1916‬‬ ‫‪1915‬‬ ‫‪1914‬‬ ‫السنوات‬


‫َّ‬

‫‪794074‬‬ ‫‪856269‬‬ ‫‪631694‬‬ ‫‪537107‬‬ ‫‪374624‬‬ ‫الصادرات‬


‫َّ‬

‫‪789762‬‬ ‫‪679659‬‬ ‫‪692905‬‬ ‫‪472211‬‬ ‫‪524109‬‬ ‫الواردات‬

‫الوحدة‪ :‬مليون فرنك‬

‫‪ -1‬الغالي غربي‪ :‬المرجع نفسه‪،‬ص‪. 224.‬‬


‫للنشر والتَّوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪ -2‬أبو القاسم سعد اهلل‪ :‬محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث‪ ،‬ط‪َّ ،3.‬‬
‫الشركة الوطنية َّ‬
‫‪،1982‬ص‪.155.‬‬
‫‪ -3‬مبارك الميلي‪ :‬تاريخ الجزائر في القديم والحديث‪،‬ج‪( ،3.‬د‪.‬ط)‪ ،‬مكتبة َّ‬
‫النهضة الجزائرية‪،‬بيرو ت‪ ،1964 ،‬ص‪.314.‬‬
‫‪ -4‬محمد العربي الزبيري‪ :‬تاريخ الجزائر المعاصر‪ ،‬ج‪ ،1.‬ط‪ ،1.‬منشورات اتحاد الكتاب العربي‪ ،‬دمشق‪ ،1999 ،‬ص‪.19.‬‬
‫‪ -5‬الغالي غربي‪ :‬فرنسا والثَّورة الجزائرية‪ ،‬المرجع السَّابق‪ ،‬ص‪.224.‬‬
‫‪ -6‬عبد اللطيف بن أشنهو‪ :‬المرجع السَّابق‪ ،‬ص‪.155.‬‬

‫‪19‬‬
‫الوضاع االقتصادية في الجزائر أثناء الحرب العالمية الولى ‪1918 -1914‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫نالحظ من خالل الجدول وجود نمو في التَّصدير والذي عززه انخفاض قيمة َّ‬
‫النقد بسبب‬
‫وقوع الحرب العالمية األولى‪ ،‬كما نالحظ زيادة في الواردات‪ ،‬هذا ما يعني َّأنه حتى في أحلك‬
‫الظروف فرنسا لم تتخل على الجزائر التي ترى في أسوا قها رواجا كبي ار و مربحا لسلعها‪ ،‬فهي‬
‫تدفع لها السَّلع المنتجة بقدر كبير‪.‬و ما يلفت االنتباه هو سنة ‪ 1918‬التي انخفضت فيها قيمة‬
‫الصَّادرات بسبب االنفراج في واقع الحرب العالمية التي أصبحت في خواتيمها‪ ،‬أما الواردات فقد‬
‫بقيت متزايدة‪ ،‬ما ُيعزز استنتاجنا السَّابق‪.‬‬

‫مما تقدم يمكننا طرح سؤال‪ ،‬إذا كان هذا سلوك االستعمار مع الواقع االقتصادي بالجزائر‬
‫بهذا ال ّشكل وهو في حرب وتحت القصف‪ ،‬فكيف يكون أداءه وهو يريد ترميم اقتصاده‬
‫النتائج التي ترتبت على نهاية الحرب العالمية‬
‫النهوض من كبوته بسبب ّ‬
‫المتضرر‪ ،‬ويرد ّ‬
‫األولى؟‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‬
‫الزراعة في الجزائر ‪1954 -1919‬‬

‫أوال‪ :‬الزراعة الكولونيالية (الحديثة)‬


‫ثانيا‪ :‬الزراعة الجزائرية(التقليدية)‬
‫ثالثا‪ :‬الوسائل المساعدة في تطور القطاع الزراعي‬
‫رابعا‪ :‬االستغالل التجاري للزراعة في الجزائر‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫‪َّ:‬الزراعةَّالك َّولونياليةَّ(الحديثة)‪َّ :‬‬


‫َّأوَّلا َّ‬

‫إنَّ َّالحياة َّاالقتصادية َّفي َّالجزائر َّعبارة َّعن َّهياكل َّوأطر َّاستعمارية‪،‬مسيطرة َّعلى َّجميعَّ‬
‫األجهزة َّاإلدارية َّكانت َّأو َّاقتصادية‪،‬عصبها َّاألساس َّالمستوطنون َّالذين َّيتحكمون َّفي َّزمامَّ‬
‫األمور َّسواء َّمالية َّبما َّفي َّذلك َّالشَّركات َّوالبنوك َّوغيرها‪َّ ،‬إضافة َّإلى َّذلك َّنجد َّأنَّ َّاألراضيَّ‬
‫الخصبةَّالجيدةَّفيَّحوزةَّاألوروبيينَّطبقاَّلقوانينَّتشريعية‪َّ .1‬‬

‫هوَّالقطاعَّالزراعيَّبشقيهَّالحديثَّ‬
‫َّ‬ ‫أنَّ َّالطَّابعَّالمهيمنَّعلىَّاقتصاد َّالمستعمرة َّ‪َّ-‬الجزائرَّ‪َّ-‬‬
‫األولَّفبيدَّاألوروبيينَّالذينَّاستحوذوا َّعلىَّ‬
‫انيَّيتملكهَّاألهالي‪َّ،‬أماَّ َّ‬
‫ّ‬ ‫المتطورَّأوَّالتَّقليدي‪َّ،‬فالث‬
‫جلَّ َّاألراضيَّالصَّالحةَّللزراعة‪َّ ،2‬والذيَّيمثلَّجملةَّمنَّالنَّشاطاتَّاالقتصادية َّالموجهةَّبشكلَّ‬
‫عامَّنحوَّالتَّصديرَّومنَّبينَّهذهَّالخمَّور‪َّ،‬الحمضيات‪ََّّ،‬والخضار‪َّ .3‬‬

‫‪ )1‬ـــــَّالمزروعات‪َّ :‬‬

‫أَّ)َّـــــَّزراعةَّالكروم‪َّ :‬‬

‫روةَّالرئيسيةَّلدىَّالمعمَّرينَّاألوروبيينَّفيَّالجزائر‪،‬حيثَّشهدتَّ‬
‫َّ‬ ‫تعتبرَّزراعةَّالكرمة‪َّ،‬هيَّالثَّ‬
‫ز ارعةَّالكرومَّاألوروبيةَّبينَّالحربيينَّالعالميتينَّتطوراَّمعتبراَّوكأنهاَّاألساسَّاالقتصاديَّللجزائرَّ‬
‫المستعمرة َّالفرنسية‪،‬حيث َّيقول َّلويس َّبرتران(‪َّ )Lewis Bertrand‬في َّسنة َّ‪«:1931‬أنََّّ‬
‫الجزائر َّمزرعة َّكروم َّواسعة َّتغطي َّبلدا َّكبي ار َّكفرنسا َّإنها َّمعصرة َّضخمة‪ ،‬ينساب َّمنها َّمثلَّ‬
‫الينبوع»‪َّ .4‬هذا َّما َّيفسر َّتوسع َّالمساحات َّالمستغلة َّللكروم َّتوسعا َّمذهال‪َّ ،5‬فقد َّارتفعت َّمنَّ‬
‫‪108.742‬هكتار َّسنة َّ‪َّ 1921‬إلى َّ‪َّ 226،000‬هكتار َّسنة َّ‪َّ .6َّ 1929‬وفي َّسنة َّ‪َّ1935‬‬

‫‪َّ -1‬حسينةَّحماميد‪َّ:‬المستوطنونَّاألوروبيونَّوالثّورةَّالجزائريةَّ‪َّ 1954‬ــــَّ‪َّ،1962‬ط‪َّ،1.‬منشوراتَّالحبر‪َّ،‬الجزائر‪َّ،2007َّ،‬‬


‫ص‪.66‬‬
‫‪َّ-2‬هواريَّقبايلي‪َّ:‬الثورةَّالجزائريةَّوانعكاساتهاَّعلىَّالقتصادَّالستعماريَّالفرنسي‪َّ،‬مرا‪َّ:‬بلقاسميَّبوعالم‪(َّ،‬د‪.‬ط)‪َّ،‬دارَّكوكبَّ‬
‫للعلوم‪َّ،‬الجزائر‪َّ،2012َّ،‬ص‪َّ.28.‬‬
‫‪َّ-3‬الهواريَّعدى‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪.َّ156.‬‬
‫‪َّ-4‬شارلَّروبيرَّأجرون‪َّ:‬تاريخَّالجزائرَّالمعاصرةَّمنَّانتفاضةَّ‪َّ1871‬إلىَّاندلعَّحربَّالتحريرَّ‪َّ،1954‬تر‪َّ:‬محمدَّحمداوي‪َّ،‬‬
‫ج‪َّ،2.‬ط‪َّ،1.‬دارَّاألمة‪َّ،‬الجزائر‪َّ،2013َّ،‬ص‪.774.‬‬
‫‪َّ-5‬ينظرَّالملحقَّرقمَّ‪،1‬ص‪.111‬‬
‫‪َّ-6‬يحيَّبوعزيز‪َّ:‬سياسةَّالتسلطَّالستعماريَّوالحركةَّالوطنيةَّالجزائريةَّ‪1830‬ــــ‪1954‬م‪،‬ط‪َّ،1.‬ديوانَّالمطبوعاتَّالجامعية‪َّ،‬‬
‫الجزائر‪َّ،2007َّ،‬ص‪.48.‬‬

‫‪22‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫حولَّنصفَّ‬
‫ثم َّإلىَّ‪َّ 411.131‬هكتارَّسنةَّ‪َّ ،1939‬وهكذاَّيَّ َّ‬
‫توسعتَّإلىَّ‪َّ 400.000‬هكتار ّ‬
‫مليونَّهكتارَّمقتطعةَّمنَّأجودَّاأل ارضيَّمخصصةَّكلهاَّلزراعةَّالعنبَّإلىَّأرضَّالَّتغلَّشيئاَّ‬
‫َّالزراعي َّالجزائري َّالمعتمد َّبالدرجة َّاألولى َّعلىَّ‬
‫للجزائريين؛ َّبل َّتم َّالقضاء َّعلى َّالهيكل َّ‬
‫الحبوب‪ََّّ ،2‬والذي َّيمثل َّالغذاء َّ‬
‫َّالرئيسي َّللشعب َّالجزائري‪َّ ،‬الذي َّحَّرم َّمنه‪َّ ،‬حين َّزرعت َّأرضهَّ‬
‫كروما‪َّ .3‬‬

‫وبفعلَّتوسعهاَّالمنتظمَّستطرحَّمشاكلَّصعبة‪َّ4‬منَّحيثَّالتَّوازيَّمعَّزراعةَّالكرومَّالفرنسية‪َّ،‬‬
‫فبينماَّلمَّتتوسعَّمزارعَّالكرومَّفيَّفرنساَّإالَّ َّبنسبةَّ‪َّ %5‬من‪َّ 1929‬إلىَّ‪َّ ،1935‬فإنهاَّتوسعتَّ‬
‫فيَّالجزائرَّبنسبةَّ‪َّ%76‬فيَّالفترةَّنفسها‪َّ،5‬فتضاعفتَّالمساحاتَّالمزروعةَّكروما‪َّ6‬فيَّمقاطعةَّ‬
‫وهران‪َّ ،7‬ولم َّتأتي َّهذه َّالتَّوسعات َّعلى َّحساب َّأراضي َّغير َّمزروعة َّبل َّأتت َّعلى َّحسابَّ‬
‫مزروعاتَّأخرىَّمنهاَّالحبوب‪َّ .8‬‬
‫وعرف َّإنتاج َّالخمور َّالسَّنوي َّإنتاجا َّقدر َّبــ‪َّ 9.265.000َّ :‬هكتولتر َّفي َّالفترة َّالممتدة َّبينَّ‬
‫سنتي َّ‪َّ 1930‬و‪1938‬م‪َّ ،‬وأكثر َّمن َّ‪َّ 19.300.000‬هكتولتر َّسنة َّ‪1954‬م‪َّ ،‬حيث َّبلغتَّ‬
‫َّالزراعة َّ‪َّ 53‬مليار َّفرنك َّلصالح َّالخزينة َّالفرنسية‪َّ .9‬واليك َّالجدول َّالتالي َّيوضحَّ‬
‫مداخيل َّهذه َّ‬
‫تطورَّمساحاتَّهذهَّالزراعة‪َّ .‬‬
‫ّ‬

‫‪َّ -1‬مصطفىَّحجازي‪«َّ:‬االستيطانَّاألوروبيَّوزراعةَّالكرومَّبمنطقةَّسيديَّبلعباسَّبينَّ‪ َّ 1870‬ـ ـ ــَّ‪َّ،»1954‬مجلةَّالمواقفَّ‬


‫للبحوثَّوالدراساتَّفيَّالمجتمعَّوالتاريخ‪َّ،‬ع‪َّ،َّ10.‬جامعةَّمصطفىَّاسطنبولي‪َّ،‬معسكر‪َّ،‬ديسمبرَّ‪َّ،2015‬ص‪َّ .97.‬‬
‫ياسةَّالزراعيةَّالفرنسيةََّّفيَّالجزائرَّ‪ َّ 1830‬ـ ـ ـ ـ‪َّ،»1945‬مجلةَّوأفاقََّّللعلوم‪َّ،‬ع‪َّ،5.‬‬
‫َّ‬ ‫‪َّ -2‬فشارَّعطاءَّاهللَّوآخرون‪«:‬دعائمَّالسَّ‬
‫د‪.‬ه‪.‬ن‪،‬الجلفة‪َّ،2015،‬ص‪َّ .َّ360.‬‬
‫‪َّ-3‬جانَّبولَّسارتر‪َّ:‬عارناَّفيَّالجزائر‪(َّ،‬د‪.‬ط)‪،‬دارَّالقوميةَّللنَّشرَّوالتَّوزيع‪(َّ،‬د‪.‬م‪.‬ن)‪(َّ،‬د‪.‬س‪.‬ن)‪َّ،‬ص‪.12.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-َّ L.verrière, Ronald olivier: l'économie algérienne-structure son évolution de 1950 a 1955,‬‬
‫‪études et conjoncture institut national de la statistique et des études économique,‬‬
‫‪n2,1957,p.214.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Abderrahmane Bouchéne et autre: Histoire De L'Algérie a la période coloniale 1830-1962‬‬
‫‪,édition la Découverte, paris, 2014, s.p.‬‬
‫‪َّ-6‬شارلَّروبيرَّأجرون‪َّ:‬تاريخَّالجز‬
‫ائرَّالمعاصرةَّمنَّانتفاضةَّ‪َّ1871‬إلىَّاندلعَّحربَّالتَّحرير‪َّ،‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .َّ775.‬‬
‫َّ‬
‫‪-7‬عبدَّالرحمانَّتند ارري‪«َّ:‬بوادرَّأزمةَّزراعةَّالكرومَّوعالقتهاَّبفشلَّالمشروعَّاالستعماريَّفيَّعمالةَّوهرانَّ‪ َّ1851‬ـ ـ ــَّ‪َّ،»1914‬‬
‫الدراسات َّالتَّاريخية‪َّ ،‬مج‪َّ ،3.‬ع‪َّ ،6.‬جامعة َّالجياللي َّيابس‪َّ ،‬سيدي بلعباس‪َّ ،‬الجزائر‪َّ ،‬ديسمبرَّ‬
‫المجلة َّالجزائرية َّللبحوث َّو َّ‬
‫‪َّ،2017‬ص‪َّ .71.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪-Hildebert isnard:iv.vigne et colonisation en algérie 1880-1947,Annales économies sociétés‬‬
‫‪civilisations, n3,2eannée, 1947, p.296.‬‬
‫‪َّ-9‬أحمدَّمهساس‪َّ:‬الحقائقَّالستعماريةَّوالمقاومة‪َّ،‬ط‪َّ،1.‬دارَّالمعرفة‪َّ،‬الجزائر‪َّ،2007َّ،‬ص‪.166.‬‬

‫‪23‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫جدول(‪َّ:)2‬يوضحَّتطورَّمساحةَّزراعةَّالكرومَّمن‪َّ1921‬إلى‪َّ 11954‬‬
‫‪َّ 1934‬‬ ‫‪َّ 1930‬‬ ‫‪َّ 1927‬‬ ‫‪َّ 1924‬‬ ‫‪َّ 1921‬‬ ‫السنـواتَّ َّ‬

‫‪َّ 373292‬‬ ‫‪َّ 234919‬‬ ‫‪َّ 207367 َّ 180757‬‬ ‫‪َّ 168742‬‬ ‫المسـاحةَّ‬
‫بالهكـتار َّ‬

‫‪َّ 16631032 َّ 12821141 َّ 8402618 َّ 10151589‬‬ ‫‪َّ 7034267‬‬ ‫اإلنتاجَّ‬


‫بالهكتولترََّّ َّ‬
‫َّ‬

‫‪َّ 1954‬‬ ‫‪َّ 1950‬‬ ‫‪َّ 1945‬‬ ‫‪َّ 1940‬‬ ‫‪َّ 1937‬‬ ‫السنوات َّ‬
‫‪َّ 367000‬‬ ‫‪َّ 332000‬‬ ‫‪َّ 358000‬‬ ‫‪َّ 393000‬‬ ‫‪َّ 394512‬‬ ‫المساحةَّ‬
‫بالهكتار َّ‬
‫‪َّ 15608000 َّ 11751000 َّ 9654000 َّ 16070000 َّ 15423953‬‬ ‫اإلنتاجَّ‬
‫بالهكتولتر َّ‬

‫الشَّكلَّ(‪َّ:)1‬تطورَّمساحةَّزراعةَّالكرومَّمنَّ‪َّ1921‬إلىَّ‪َّ 1954‬‬

‫مساحةَّ(الهكتار)َّ‬
‫‪450000‬‬

‫‪400000‬‬

‫‪350000‬‬

‫‪300000‬‬

‫‪250000‬‬
‫مساحةَّزراعةَّالكرومَّ(الهكتار)َّ‬
‫‪200000‬‬

‫‪150000‬‬

‫‪100000‬‬

‫‪50000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1921 1924 1927 1930 1934 1937 1940 1945 1950 1954‬‬

‫من َّخالل َّالجدول َّ(‪َّ )2‬والشَّكل َّرقم(‪)1‬يتبين َّأنه َّهناك َّتوسعاَّ َّكبي ار َّفي َّمساحة َّزراعة َّالكرومََّّ‬
‫بحيث َّتوسعت َّتوسعا َّمذهال‪َّ ،‬نظ ار َّألهمية َّالكروم َّلدى َّسلطات َّاالحتالل َّالفرنسي ََّّوالتَّشجيعَّ‬

‫‪َّ-1‬عبدَّاللطيفَّبنَّأ َّ‬
‫شنهوا‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪ ،‬ص‪َّ .َّ310َّ-165.‬‬

‫‪24‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫علىَّزراعتهاَّحيثَّقدرتَّسنةَّ‪َّ 1921‬بحواليَّ‪َّ 168.742‬هكتار‪َّ،‬لتمتدَّوتتزايدَّإلىَّ‪َّ373292‬‬


‫هكتارَّسنةَّ‪َّ،1934‬ماَّيعبرَّعنَّزيادةَّمقدرةَّبحواليَّ‪َّ70.000‬هكتارَّك ّلَّ‪َّ5‬سنوات‪َّ .‬‬
‫الشَّكلَّ(‪َّ:)َّ2‬تطورَّإنتاجَّزراعةَّالكرومَّمنَّ‪َّ1921‬إلىَّ‪1954‬م َّ‬
‫اإلنتاج ( الهكتولتر)‬
‫‪20000000‬‬

‫‪15000000‬‬

‫‪10000000‬‬
‫إنتاج زراعة الكروم‬
‫‪5000000‬‬

‫‪0‬‬ ‫السنواتَّ‬
‫‪1921 1924 1927 1930 1934 1937 1940 1945 1950 1954‬‬

‫َّ‬ ‫َََََّّّّّ‬ ‫َّ‬

‫أماَّفيماَّيخصَّاإلنتاجَّكماَّهوَّموضحَّفيَّالجدولَّالسَّابقَّوالشَّكل(‪َّ ،)2‬وتباعا َّإلىَّالتوسعَّ‬


‫الحاصلَّفيَّزراعةَّالكرومَّفيَّالفترةَّالممتدةَّبينَّسنتيَّ‪ 1930‬ـ ـ‪َّ،1934‬فنالحظَّأنََّّاإلنتاجَّبلغَّ‬
‫ذروته َّمقارنة َّمع َّالسَّنوات َّالسَّابقة َّلهذه َّاألربع َّسنوات‪َّ ،‬حيث َّبلغ َّإنتاجها َّسنة َّ‪َّ 1921‬حواليَّ‬
‫‪َّ 7.034.267‬هكتولتر‪َّ ،‬لينموا َّبسرعةَّويتضاعفَّإلىَّ‪َّ 16.631.032‬هكتولترَّسنةَّ‪َّ،1934‬‬
‫بزيادةَّقدرتَّبأكثرَّمنَّ‪َّ 8‬ماليينَّهكتولتر َّفيَّظرفَّ‪َّ 15‬سنة‪،‬نظراَّلتخصيص َّأجودَّاألراضيَّ‬
‫وأخصبها َّإلنتاجها‪َّ،‬والتيَّأدت َّدوراَّكبيراَّفيَّازدهار َّزراعةَّالكروم‪َّ ،‬ليصلَّإلىَّ‪َّ15608000‬‬
‫بنوعيةَّهذهَّالزراعة‪َّ،‬علىَّحسابَّزراعاتَّأخرىَّلماَّتدرهَّمنَّأرباحَّ‬
‫َّ‬ ‫سنةَّ‪َّ،1954‬كذلكَّاالهتمامَّ‬
‫وفيرةَّباعتبارها َّمنتوجَّمخصص َّللتصديرَّالَّيستهلكَّمحليا‪َّ،‬كماَّأنهاَّرأسَّمالَّيستغلَّفيَّسدَّ‬
‫حاجياتَّالقطاعَّالفالحي‪َّ .1‬‬
‫ب)َّـــــَّزراعةَّالحبوب‪َّ :‬‬
‫لقدَّبقيتَّزراعةَّالحبوبَّإحدىََّّالمضارباتَّاألساسيةَّللفالحةَّاالستعمارية‪َّ،2‬وتتمثلَّالحبوبَّ‬
‫في َّالقمح‪َّ ،‬الشَّعير‪َّ ،3‬الخرطال‪َّ ،‬الذَّرة‪َّ ،‬إالَّ َّأنَّ َّالقمح َّنوعين َّهما‪َّ :‬القمح َّالصَّلب‪َّ َّ ،‬ويتركز َّفيَّ‬
‫الشَّرق َّالجزائري َّفي َّسهول َّسطيف َّوعناية‪،‬أما َّالوسط َّوالغرب َّفيتركز َّفي َّالمدية‪ََّّ ،‬والشَّلف‪َّ،‬‬

‫‪َّ-1‬عبدَّاللطيفَّبنَّأشنهو‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .َّ164.‬‬
‫‪ََّّ-2‬شارلَّروبيرَّأجرون‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .َّ772.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-َّjean depois: le blé en Algérie, Anales de Géographie, N° 319, p.157.Voir :http‬‬
‫‪://w.w.w.persee.‬‬

‫‪25‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫َّوتلمسان‪َّ.1‬أم ـا َّالقمح َّاللين‪َّ،‬فيبذرهَّاألوروبيونَّويتركزَّفيَّالقطاعَّاألوروبيَّخاصةَّفيَّالجنوبَّ‬


‫الوهراني‪َّ .2‬‬

‫لمَّتتوسعَّزراعةَّالحبوبَّاألوروبية‪َّ ،‬من َّحيثَّالمساحةَّفيماَّبينَّ‪َّ َّ ،31954َّ -1920‬وذلكَّ‬


‫َّالمزروعة َّبالكروم َّفمن َّ‪َّ 835.000‬هكتار َّوهو َّالمتوسط َّالسَّنويَّ‬
‫َّ‬ ‫بفعل َّتزايد َّالمساحات‬
‫المخصصَّلزراعةَّالحبوبَّطيلةَّالعشريةَّالممتدةَّمنَّ‪َّ1915‬إلىَّ‪َّ1924‬أصبحَّفيماَّبينَّسنتيَّ‬
‫سنة َّ‪1925‬إلى َّغاية َّ‪َّ 1935‬مقدر َّبــ‪َّ 815.000َّ :‬هكتار‪َّ ،‬وفي َّالسَّنوات َّالممتدة َّبين َّسنتيَّ‬
‫‪ َّ 1935‬ـ ـ َّ‪َّ 1944‬ق ّدرَّب ــ‪َّ 862.000َّ :‬هكتار‪َّ ،‬ثم َّتراجعَّإلىَّ‪َّ 815.000‬هكتار َّالفترةَّالممتدةَّ‬
‫بينَّسنتي‪ َّ1945‬ـ ــَّ‪َّ .41954‬‬

‫جدول(‪َّ:)3‬يوضحَّتطورَّإنتاجَّزراعةَّالحبوبَّاألوروبيةَّمنَّ‪1920‬إلى‪َّ َّ51954‬‬
‫إنتاجَّالحبوب(قنطار) َّ‬ ‫السنوات َّ‬
‫‪َّ 7568629‬‬ ‫‪َّ 1921َّ-1920‬‬
‫‪َّ 4539353‬‬ ‫‪َّ 1922َّ-1921‬‬
‫‪َّ 9198507‬‬ ‫‪َّ 1923َّ-1922‬‬
‫‪َّ 4548264‬‬ ‫‪َّ 1924َّ-1923‬‬
‫‪َّ 7645755‬‬ ‫‪َّ 1925َّ-1924‬‬
‫‪َّ 4922246‬‬ ‫‪َّ 1926َّ-1925‬‬
‫‪َّ 6131772‬‬ ‫‪َّ 1927َّ-1926‬‬
‫‪َّ 6997517‬‬ ‫‪َّ 1928َّ-1927‬‬
‫‪َّ 7123439‬‬ ‫‪َّ 1944َّ-1935‬‬
‫‪َّ 6909477‬‬ ‫‪َّ 1954َّ-1945‬‬

‫‪َّ-1‬عبدَّالحكيمَّرواحنة‪َّ:‬السياسةَّالقتصاديةَّالفرنسيةَّفيَّالجزائرَّ‪َّ 1870‬ـــــَّ‪َّ،1930‬مذكرة َّمكملةَّلنيلَّشهادة َّماسترَّ(غيرَّ‬


‫منشورة )‪َّ،‬تخ‪َّ:‬تاريخَّحديثَّومعاصر‪َّ،‬كليةَّالعلومَّاإلنسانيةَّاالجتماعيةَّوالعلومَّاإلسالمية‪َّ،‬قسمَّالعلومَّاإلنسانية‪َّ،‬جامعةَّالحاجَّ‬
‫َّ‬
‫لخضر‪َّ،‬باتنة‪َّ،‬الجزائر‪َّ،2014ََّّ،‬ص‪.َّ101َّ-َّ99.‬‬
‫‪َّ-2‬أحمدَّتوفيقَّالمدني‪َّ:‬جغرافيةَّالقطرَّالجزائري‪(َّ،‬د‪.‬ط)‪(َّ،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪َّ،‬الجزائر‪َّ،1948َّ،‬ص‪.53.‬‬
‫‪َّ-3‬ينظرَّالملحق‪َّ:‬رقمَّ‪َّ،2‬ص‪َّ .112‬‬
‫‪َّ-4‬شارلَّروبيرَّأجرون‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪.772.‬‬
‫‪َّ -5‬عبد َّاللطيف َّبن َّأشنهو‪َّ :‬المرجع َّالسَّابق‪َّ ،‬ص‪.170.‬وعبد َّالحميد َّزوزو‪َّ :‬محطات َّفي َّتاريخ َّالجزائر‪َّ ،‬المرجع َّالسابق‪َّ،‬‬
‫ص‪َّ .315.‬‬

‫‪26‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫الشكلَّرقمَّ(‪:)3‬يوضحَّتطورَّإنتاجَّزراعةَّالحبوبَّاألوروبيةَّمنَّ‪1920‬إلى‪َّ 1954‬‬

‫الحبوب (القنطار)‬
‫‪10000000‬‬
‫‪9000000‬‬
‫‪8000000‬‬
‫‪7000000‬‬
‫‪6000000‬‬
‫‪5000000‬‬
‫‪4000000‬‬
‫‪3000000‬‬ ‫إنتاج الحبوب‬
‫‪2000000‬‬
‫‪1000000‬‬
‫‪0‬‬

‫السنواتَّ‬

‫من َّخالل َّالجدول َّالخاص َّبزراعة َّالحبوب َّاألوروبية َّنالحظ َّوجود َّتذبذب َّفي َّإنتاجَّ‬
‫الحبوب‪،‬وقد َّبلغ َّإنتاج َّالمتوسط َّالسنوي َّ‪َّ 7.568.629‬قنطار َّفي َّسنة َّ‪ َّ 1920‬ـ ـ َّ‪1921‬م‪َّ،‬‬
‫لينخفضَّويستمرَّفيَّالتراجعَّإلىَّ‪َّ4.922.246‬قنطارَّفيَّسنةَّ‪ َّ1925‬ـ ــَّ‪1926‬م‪َّ .1‬‬
‫َّإالَّ َّأنَّه َّبعد َّذلك َّشهد َّتقدم َّفي َّالفترة َّالممتدة َّمن َّ‪َّ 1935‬ـ ـ ـ‪1944‬م َّبلغ َّ‪َّ7.123.439‬‬
‫قنطار‪َّ،‬وهذاَّالتقدمَّالملحوظَّفيَّإنتاجَّالقمحَّاللينَّفسببهَّاستهالكَّالجزائريينَّللخبزَّاألوروبي‪َّ،‬‬
‫الذيَّأش َر َّلالستهالكَّالمرتفعَّللقمحَّاللين‪َّ،‬إال َّأن َّهذاَّالتقدمَّلمَّيكنَّفيَّنطاقَّالتجهيز‪،‬والذيَّ‬
‫تجلى َّفي َّتزويد َّالفالحين َّبمساعدات َّمالية‪َّ ،‬وج اررات َّوأدوات َّقلع َّاألعشاب‪َّ ،‬وآالت َّالحصاد‪َّ،‬‬
‫لكنَّالنتائجَّجاءتَّعكسيةَّبحيثَّبلغَّسنةَّ‪ َّ1945‬ـ ـ‪1954‬يتراجعَّ‪َّ6.909.477‬قنطار‪َّ،2‬بحيثَّ‬
‫أصبحَّمعدلَّاالستهالكَّللقمحَّأكثرَّمنَّالعائداتَّمماَّأدىَّذلكَّإلىَّالتراجع‪َّ .‬‬
‫جَّـــــَّزراعةَّالحوامض‪َّ َّ:‬‬
‫عرفت َّزراعة َّالحوامض َّإلى َّجانب َّزراعة َّالكروم َّأهمية َّمعتبرة َّلدى َّالكولون َّعلى َّحسابَّ‬
‫زراعةَّالحبوب‪َّ،‬ألنهاَّكانتَّتدرََّّعليهمَّأضعافَّمضاعفةَّماكانواَّيجنونهَّمنَّالقمحَّوالشَّعير‪َّ .3‬‬

‫‪َّ-1‬عبدَّاللطيفَّبنَّأشنهو‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪،‬ص‪َّ .170.‬‬
‫‪َّ-2‬شارلَّروبيرَّأجيرون‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .772.‬‬
‫‪َّ-3‬محمدَّالعر َّّ‬
‫بيَّالزبيري‪َّ:‬تاريخَّالجزائرَّالمعاصر‪َّ،‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪.َّ18.‬‬

‫‪27‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫ل َّالمساحةَّالمخصصةَّلزراعةَّ‬‫َّوتميزتَّسهولَّمتيجة َّبغراسه َّأشجارَّالحوامضَّواستغلتَّج َّّ‬


‫الحوامض‪َّ ،1‬حيث َّقَّدَّرت َّالمساحة َّالمخصصة َّلهذه َّالزراعة َّبـِ‪َّ 8.800:‬هكتار َّخالل َّسنةَّ‬
‫‪َّ،‬وارتفعتَّإلى‪َّ31.317‬هكتارَّسنةَّ‪َّ،31954‬أماَّإنتاجهاَّفقدَّتطورَّوتقدم‪َّ،‬فقدَّشهدتَّ‬
‫‪1929‬م‪َّ 2‬‬
‫زراعةَّالحوامضَّتقدماَّكبيراَّحيثَّارتفعَّمنتوجهاَّمن‪َّ100.000‬طن‪4‬قبلَّالحربَّالعالميةَّالثَّانيةَّ‬
‫سنةَّ‪1939‬مَّإلىَّ‪340.000‬طنَّبعدَّالحربَّالعالميةَّالثانية‪َّ .5‬‬
‫وبالرغم َّمنَّالتَّكلفةَّالمرتفعةَّإلحداثَّبساتينَّاألشجار‪َّ،‬التيَّقدَّرتَّقيمتهاَّبــِ‪َّ 6َّ:‬مليا ارتَّمنَّ‬
‫الفرنكات َّوالتطور َّغير َّالمنتظم َّالذي َّشهدته َّبسبب َّاهتمام َّإدارة َّاالحتالل َّبالكروم‪َّ ،‬أال َّأنَّ‬
‫صادراتهاَّقدتَّاحتلتَّالمرتبةَّالثَّانيةَّفيَّاألهميةَّبالنسبةَّلصادراتَّالجزائرَّبعدَّالخمور‪َّ .6‬‬
‫رغمَّاألزمةَّاالقتصادية َّالعالميةَّإالَّ َّأنَّ َّاإلنتاجَّالجزائريَّمنَّالحوامضَّتضاعفَّمرتينَّنظراَّ‬
‫الريَّالكبيرَّبعدَّاألشغالَّالعامة َّالكبرىَّالتيَّقامتَّبهاَّالسلطاتَّاالستعمارية َّاتجاهَّ‬
‫الستخدام َّ َّ‬
‫السَّدود‪َّ7،‬وكانَّإنتاجهَّأكثرَّمنَّ‪َّ%َّ65‬منَّاإلنتاجَّالكليَّمنَّالحمضياتَّكماَّيوضحهَّالجدولَّ‬
‫التالي‪َّ .‬‬
‫‪8‬‬
‫الجدول(‪َّ:)4‬يوضحَّتطورَّإنتاجَّالحوامضَّمن‪1954-1931‬‬
‫‪َّ 1954َّ-1950‬‬ ‫‪َّ 1945َّ-1941 َّ 1935َّ-1931‬‬ ‫السَّنوات َّ‬
‫‪َّ 2716000‬‬ ‫‪َّ 1173000‬‬ ‫‪َّ 700000‬‬ ‫الحوامض(طن) َّ‬

‫َّ‬
‫َّ‬
‫َّ‬

‫‪ََّّ-1‬عبدَّالحكيمَّرواحنة‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪.98.‬‬
‫‪-2‬عبدَّاللطيفَّبنَّأشنهو‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪.176.‬‬
‫أسماليَّالزراعيَّللجزائرَّومبادئَّإعادةَّتنظيمَّالقتصاد ََّّالوطني َّبعدَّالستقالل‪َّ،‬ط‪َّ ،1.‬المؤسسةََّّ‬
‫َّ‬ ‫‪َّ -3‬حسنَّبهلول‪َّ:‬الغزو َّ َّ‬
‫الر‬
‫الجزائريةََّّللطَّباعة‪َّ،‬الجزائر‪ََّّ،1984َّ،‬ص‪َّ .73.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ A. courangou :le question de la mouche de L'oranger, Revue française De l'orange, N°.92,‬ـ‬
‫‪decembre1938, p.381.‬‬
‫‪َّ-5‬شارلَّروبيرَّأجرون‪َّ:‬تاريخَّالجزائرَّالمعاصرة‪َّ،‬تر‪َّ:‬عيسىَّعصفور‪َّ،‬ط‪َّ،1.‬منشوراتَّعويدات‪َّ،‬بيروت‪،1982،‬ص‪َّ .127.‬‬
‫‪َّ -6‬شارلَّروبيرَّأجرون‪َّ:‬تاريخَّالجزائرَّالمعاصرة َّمنَّانتفاضةَّ‪َّ 1871‬إلىَّاندلعَّحربَّالتحريرَّ‪َّ،1954‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬‬
‫ص‪.774.‬‬
‫‪َّ-7‬عبدَّالحكيمَّرواحنة‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .98.‬‬
‫‪-8‬شارلَّروبيرَّآجيرون‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .774.‬‬

‫‪28‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫الشَّكلَّ(‪َّ:)4‬تطورَّإنتاجَّالحوامضَّمن‪َّ 1954-1931‬‬
‫َّ‬
‫الحوامض (طن)‬
‫َّ‬ ‫‪3000000‬‬

‫ََّّ‬ ‫‪2000000‬‬

‫شهد‬ ‫‪1000000‬‬
‫إنتاجَّالحوامضََّّ‬

‫تَّ‬ ‫‪0‬‬
‫‪1931-1935‬‬ ‫‪1941-1945‬‬ ‫‪1950-1954‬‬
‫زراعةَّ‬ ‫السنواتَّ‬

‫الحوا‬
‫مضَّقفزةَّنوعيةَّفيَّاإلنتاجَّخاصةَّبينَّالحربينَّالعالميتين‪َّ،‬وهذاَّالتطورَّراجعَّإلىَّتوفرَّاليدَّ‬
‫العاملة‪َّ َّ ،‬وسهولة َّالمواصالت َّمن َّأماكن َّاإلنتاج َّإلى َّمراكز‪َّ ،‬القرب َّمن َّموانئ َّالتَّصدير َّإلىَّ‬
‫الخارجَّإضافةَّإلىَّانخفاضَّتكاليفَّالنقل‪َّ َّ.1‬‬
‫جدول(‪:)5‬يوضحَّتطورَّإنتاجَّأشجارَّالحمضيات‪َّ 2‬‬

‫أنواعَّأخرى َّ‬ ‫الليمون َّ‬ ‫المندرين َّ‬ ‫التشينة َّ‬ ‫أشجارَّالحمضيات َّ‬

‫‪َّ 401‬‬ ‫‪َّ 1093‬‬ ‫‪َّ 4898‬‬ ‫‪َّ 2409‬‬ ‫المساحة َّ‬

‫‪َّ 28220‬‬ ‫‪َّ 107600‬‬ ‫‪َّ 691190‬‬ ‫‪َّ 2225230‬‬ ‫اإلنتاج َّ‬

‫َّالرأسماليةَّ‬
‫يوضح َّهذا َّالجدول َّمعدل َّاندماج َّاإلنتاج َّالجزائري َّمن َّالحمضيات َّفي َّالسَّوق َّ‬
‫التابعة َّلالقتصاد َّالك َّولونيالي‪َّ ،‬ألنَّ َّأسلوب َّاإلنتاج َّفيها َّهو َّاألسلوب َّالرأسمالي‪َّ ،3‬وكان َّأغلبَّ‬
‫اإلنتاجَّيصدرَّإلىَّفرنسا‪َّ،‬حيثَّأنَّ‪َّ%85‬منَّالحوامضَّكانتَّتستقبلهاَّالسَّوقَّالفرنسية‪َّ .4‬‬
‫دَّـــــَّزراعةَّالخضر‪َّ :‬‬
‫مارَّفيَّميدانَّالزراعة‪َّ،‬حيثَّتستدعيَّكثرةَّاألعمالَّ‬
‫َّ‬ ‫تعتبرَّالخضرَّمنَّالمزروعاتَّالكثيفةَّالثَّ‬
‫محصولها َّيختلف َّباختالف َّالسَّنوات‪َّ .5‬واهتمام َّالفرنسيين َّبهذا َّالنَّوع َّمنَّ‬
‫َّ‬ ‫ووفرة َّالماء‪َّ ،‬ألنَّ َّ‬

‫‪-1‬عبدَّالحكيمَّرواحنة‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .97‬‬
‫‪َّ-2‬حسنَّبهلول‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .73.‬‬
‫‪َّ-3‬المرجعَّنفسه‪َّ،‬ص‪َّ .74.‬‬
‫‪َّ-4‬عبدَّالحكيمَّرواحنة‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .98.‬‬
‫‪َّ-5‬أحمدَّتوفيقَّالمدني‪َّ:‬المصدرَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ.َّ52.‬‬

‫‪29‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫الزراعات َّراجع َّإلى َّعدة َّعوامل َّأهمها‪َّ :‬توفر َّالمياه َّوالتَّربة َّالخصبة‪َّ ،‬خاصة َّفي َّالسَّهولَّ‬
‫َّ‬
‫السَّاحلية َّإضافة َّإلى َّقربها َّمن َّموانئ َّالتَّصدير‪َّ ،‬وتمثلت َّأهم َّالخضر َّالمزروعة َّفي َّالبطاطا‪َّ،‬‬
‫حيث َّيختلف َّإنتاجها َّمن َّالمنطقة َّالجافة َّالتي َّأعطت َّإنتاجا َّيتراوح َّمابين‪َّ 5000‬إلى َّ‪َّ8000‬‬
‫كلغَّفيَّالهكتار‪َّ ،‬وبينَّالمنطقةَّالمسقيةَّالتيَّيتراوحَّإنتاجهاَّبين‪َّ 20.000‬إلىَّ‪َّ 40.000‬كلغَّ‬
‫فيَّالهكتار‪َّ .1‬‬
‫َّ َّوقد َّشهدت َّالبطاطا َّوالبندَّورة َّوالجزر َّتطو ار َّفي َّإنتاجها‪،‬فبالنسبة َّللبطاطا َّأرتفع َّاإلنتاجَّ‬
‫المتوسط َّمن َّ‪َّ 401.000‬قنطار َّبين َّعامي َّ‪1916‬و‪َّ 1920‬إلى َّ‪617.000‬قنطار َّبينَّ‬
‫قنطارسنةَّ‪،1930‬إالَّأنَّمعَّبدايةَّالحربَّالعالميةَّالثانيةَّيشهدَّ‬
‫‪1921‬و‪َّ،1926‬إلىَّ‪َّ 819.000‬‬
‫انخفاض َّإلىَّ‪َّ 622000‬قنطارَّسنةَّ‪َّ ،21939‬وَّجرىَّتصديرَّنسبةَّكبيرة َّمنَّهذهََّّالخضارَّ‬
‫هذهَّالزراعةَّالميدانَّالمثاليَّلتراكمَّرأسَّالمالَّلدىَّاألوروبيين‪َّ .3‬‬
‫َّ‬ ‫إلىَّالخارج‪َّ،‬حيثَّشكَّلتَّ‬

‫هَّـــــَّزراعةَّالتَّبغ‪َّ :‬‬

‫منَّأهمَّالمغروساتَّالصَّناعيةَّفيَّالقطرَّالجزائري‪َّ،4‬حيثَّبدأَّاالهتمام َّبزراعتهاَّتحديداَّفيَّ‬
‫بالد َّالقبائل‪َّ ،‬وبجاية‪َّ ،‬وفي َّسهول َّمتيجة‪َّ َّ ،‬وقالمة‪َّ ،‬وبلغت َّمساحتها َّ‪َّ 21.600‬هكتار َّعامَّ‬
‫‪،1929‬وكانت َّكلها َّبيد َّالمستوطنين‪َّ ،5‬وقد َّوجد َّالمعمرون َّفي َّزراعتها َّمادة َّتجارية َّهامةَّ‬
‫اهتموا َّ‬
‫و َّ‬

‫بهاَّاهتماماَّخاصاَّألنَّمردودهاَّمرتفع‪َّ،‬ويبلغَّفيَّالهكتارَّالواحدَّمنَّاألراضيَّغيرَّالمرويةَّ‪َّ10‬‬
‫قنطار‪َّ 6.‬‬
‫قناطير‪َّ،‬وفيَّاألراضيَّالمرويةَّ‪َّ َّ20‬ا‬

‫وهي َّزراعة َّقابلة َّللتوسع َّفي َّالمناطق َّالسَّاحلية َّوأيضا َّفي َّالهضاب َّالعليا‪َّ ،‬حيث َّاحتكرَّ‬
‫المعمرون َّزراعتها َّبنصوص َّقانونية َّرسمية َّصادرة َّعن َّإدارة َّاالحتالل َّكانت َّتمنع َّعلىَّ‬

‫‪َّ-1‬عبدَّالحكيمَّرواحنة‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .103.‬‬
‫‪-2‬لبنىَّمعمريَّوهندَّفايزي‪َّ:‬تأثيرَّاألزمة َّالقتصاديةَّالعالميةَّعلىَّاقتصادَّالجزائرَّوتونسَّ‪َّ 1929‬ـــَّ‪َّ 1939‬م‪،‬مذكرة َّمكملةَّ‬
‫لنيل َّشهادة َّالماستر َّ(غير َّمنشورة)‪،‬تخ‪َّ :‬تاريخ َّالمغرب َّالعربي َّالحديث ََّّوالمعاصر‪َّ ،‬كلية َّالعلوم َّاالجتماعية َّواإلنسانية‪َّ ،‬قسمَّ‬
‫العلومَّاإلنسانية‪َّ،‬جامعةَّالشَّهيدَّحمةَّلخضرَّ‪َّ-‬الوادي‪َّ،‬الجزائر‪َّ،2018،‬ص‪َّ .67.‬‬
‫‪َّ-3‬عبدَّاللطيفَّبنَّأشنهو‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .176.‬‬
‫‪َّ-4‬أحمدَّتوفيقَّالمدني‪َّ:‬هذهَّالجزائر‪(َّ،‬د‪.‬ط)‪َّ،‬مكتبةَّالنهضةَّالمصرية‪َّ،‬القاهرة‪ََّّ،2001َّ،‬ص‪.116.‬‬
‫‪َّ-5‬بشيرَّبالح‪َّ:‬تاريخَّالجزائرَّالمعاصرَّ(‪َّ1830‬ـــــَّ‪َّ،)1989‬ج‪ََّّ،1.‬ط‪َّ،1.‬دارَّالمعرفة‪َّ،‬الجزائر‪َّ،2006َّ،‬ص‪.255.‬‬
‫‪َّ-6‬حسنَّبهلول‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .40.‬‬

‫‪30‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫الجزائريينَّأنَّيباشروها َّإالَّ َّبترخيصَّمسبق‪َّ ،‬وهوَّترخيص َّال َّيصدرَّإالَّ َّلفائدةَّالمعمرين‪،1‬حيثَّ‬


‫‪َّ،‬والجدولَّالتَّاليَّيوضحَّذلك‪َّ .‬‬
‫عرفَّإنتاجَّالتَّبغَّنمواَّواسعاَّمنَّحيثَّالمساحةَّواإلنتاج َّ‬

‫الجدول(‪َّ:)6‬يوضحَّتطورَّإنتاجَّالتبغَّمن‪1919‬إلىَّ‪َّ 21953‬‬
‫‪َّ 1953‬‬ ‫‪َّ 1930‬‬ ‫‪َّ 1929‬‬ ‫‪َّ 1925‬‬ ‫‪َّ 1920‬‬ ‫‪َّ 1919‬‬ ‫السنوات َّ‬
‫‪َّ 35000 َّ 24490‬‬ ‫‪َّ 21600‬‬ ‫‪َّ 21810‬‬ ‫‪َّ 16550‬‬ ‫المساحةَّ(هك) َّ ‪َّ 17000‬‬
‫‪َّ 295320 َّ 224000 َّ 213150 َّ 200000 َّ 174000 َّ 171800‬‬ ‫اإلنتاج(طن) َّ‬

‫الشَّكلَّ(‪َّ:)5‬تطورَّإنتاجَّزراعةَّالتَّبغَّمنَّ‪1919‬إلىَّ‪َّ1953‬م َّ‬

‫كمية التبغ (طن)‬


‫‪350000‬‬
‫‪300000‬‬
‫‪250000‬‬
‫‪200000‬‬
‫‪150000‬‬
‫‪100000‬‬ ‫إنتاج التبغ‬
‫‪50000‬‬
‫‪0‬‬
‫‪1919‬‬ ‫‪1920‬‬ ‫‪1925‬‬ ‫‪1929‬‬ ‫‪1930‬‬ ‫‪1953‬‬ ‫السنواتََّّ‬

‫َّ‬
‫تطورَّملحوظاََّّفيَّزراعةَّ‬
‫ََََّّّّمنَّخاللَّالجدولَّوالشَّكل(‪َّ)5‬الموضحَّأمامناَّنالحظَّأنهَّيوجدَّ َّاَّ‬
‫التَّبغَّسواءَّفيَّالمساحةَّأواإلنتاج‪َّ ،‬حيثََّّقَدَّر َّفيَّالسنواتَّالممتدةَّبين َّسنتيَّ‪ َّ 1916‬ـ ــَّ‪َّ1920‬‬
‫بما َّمقدراه َّ‪174.000‬طنا‪َّ ،‬ليرتفع َّفي َّالسنوات َّالممتدة َّبين َّسنتي َّ‪ َّ 1926‬ـ ـ ـ َّ‪َّ 1930‬إلىَّ‬
‫‪َّ 224.000‬طناَّ‪َّ ،‬وسببَّهذهَّالزيادةَّفيَّاإلنتاجَّهوَّامتالك َّقوةَّعمل َّشبهَّمجانية َّألن َّالذينَّ‬
‫يؤدونهاَّهمَّنساءَّوَّأوالدَّالمزارعين‪َّ.‬والسببَّالثانيَّهوَّاستفادتَّزراعةَّالتَّبغَّمنَّمساعدةَّالدَّولةَّ‬

‫‪َّ-1‬حسنَّبهلول‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪.40.‬‬
‫‪-2‬عبدَّاللطيفَّبنَّأشنهو‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪.177‬وينظرَّكذلك‪َّ:‬حسنَّبهلول‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ َّ.40‬‬

‫‪31‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫الماليةَّعبرَّالمؤسساتَّتاباكوب‪َّ 2)Tabacoops(1‬فيَّالعامَّ‪َّ،1933‬بمبلغ َّقيمته َّ‪َّ 54‬مليونَّ‬


‫فرنكَّفرنسيَّكقروضَّبفائدةَّقدرهاَّ‪َّ،%2‬و‪َّ2.7‬مليونَّكمعونة‪َّ .3‬‬
‫َّالري َّالواسع‪َّ ،‬وسياسة َّالقروضَّ‬
‫وعلى َّصعيد َّاإلنتاج َّدعمت َّاإلدارة َّاالستعمارية َّبرامج َّ‬
‫لزراعة‪َّ ،‬فشهدتَّتجديداَّيلفتَّالنَّظرَّمنَّسنة‪1930‬إلىَّسنةَّ‪1954‬م‪َّ،‬ولئنَّ‬
‫والتَّقنيات َّالحديثةَّل َّ‬
‫هكتارَّقابلةَّللري‪َّ،‬فإنََّّ‬
‫َّ‬ ‫لمَّتتجاوزَّتلكَّالمساحاتَّالمرويةَّ‪َّ42.000‬هكتارَّمنَّأصلَّ‪َّ95.000‬‬
‫قنياتَّالزراعيةَّفيَّزراعةَّالحبوب‪َّ،‬والكرمة‪َّ،‬واألشجار(الحمضيات)‪َّ،‬تقدمتَّتقدماَّكبي اَّر‪َّ،‬وقدَّ‬
‫َّ‬ ‫التَّ‬
‫توسع َّاستعمال َّاآللة َّإلى َّأبعد َّحد َّممكن‪َّ .4‬كما َّأنَّ َّقضية َّالقروض َّوالدَّعم َّالمالي‪َّ ،‬في َّهذاَّ‬
‫َّلتطوير َّالفالحة َّالخاضعة َّإلدارة َّالكولون‪َّ ،‬وعموما َّفإن َّالقطاعَّ‬
‫َّ‬ ‫القطاع َّكان َّلها َّدو ار َّبالغا‬
‫الفالحيَّالمتطورَّالخاصَّباألوروبيينَّقدَّاتجهَّإلىَّميادينَّاإلنتاجَّالفالحيَّذاتَّالطَّابعَّالتَّجاريَّ‬
‫األوسع َّذا َّالمردود َّالمالي َّالوفير ََّّوالدَّخل َّالسَّنوي َّالكبير‪َّ ،‬حيث َّقَّدَّر َّالدَّخل َّالسَّنوي َّبنحو َّ‪َّ93‬‬
‫وهذاَّالرقمَّمماثلَّلميزانيةَّالجزائرَّبكاملهاَّلتلكَّالسَّنة‪َّ .5‬‬
‫َّ‬ ‫مليارَّفرنكَّفرنسيَّسنةَّ‪َّ،1954‬‬
‫‪َّ)2‬ـــــَّالثَّروةَّالغابيةَّ‪َّ :‬‬
‫َّووسع َّمساحتها َّواختالف َّكثافتها‪َّ ،‬حيث َّارتبطتَّ‬
‫تميزت َّالغابات َّالجزائرية َّبالوفرة َّوالتَّنوع َّ‬
‫الغابات َّبالمجتمع َّالجزائري َّمن َّجوانب َّمتعددة‪َّ ،‬كما َّشكَّلت َّأحد َّالدَّعائم َّاألساسية َّللعديد َّمنَّ‬
‫الحرف َّاليدوية َّللجزائريين‪َّ ،6‬وأيضا َّكان َّلها َّدو ار َّهاما َّفي َّالحياة َّاالقتصادية َّلسكان َّالجبالَّ‬
‫واألريافَّالجزائرية‪َّ،7‬لت َّ‬
‫وفرهاَّعلىَّثرواتَّمختلفةَّمنَّاألشجارَّوالنَّباتات‪،‬اتخذهاَّالقاطنونَّوالرعاةَّ‬
‫مراعيَّألغنامهم‪َّ ،‬خاللَّفصلَّالصَّيف‪.8‬وكانَّلهذهَّالغاباتَّالعديدَّمنَّالمنتوجات‪َّ،‬فماَّهيَّأهمَّ‬
‫منتوجاتها؟ َّ‬

‫‪َّ-1‬ينظرَّالملحق‪َّ:‬رقم‪َّ،3‬ص‪َّ .113‬‬
‫‪َّ -2‬تعاونيةَّالتبغَّمهمتهاَّتجميعَّالمحصولَّوبيعهَّإلىَّتعاونيةَّصناعةَّالتبغ‪ََّّ،‬التيَّكانتَّتحتكرَّعمليةَّالشراءَّوفقَّعقدَّمبرمَّ‬
‫بينهاَّوبينَّالتعاونياتَّالجهويةَّلمدةَّ‪َّ10‬سنواتَّقابلَّللمراجعةَّكلَّثالثَّسنوات‪َّ.‬ينظر‪َّ:‬حسنَّبهلول‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .49.‬‬
‫‪َّ-3‬عبدَّاللطيفَّبنَّأشنهو‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ َّ.178.‬‬
‫‪َّ-4‬شارلَّروبيرَّأجرون‪َّ:‬تاريخَّالجزائرَّالمعاصرة‪َّ،‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .126.‬‬
‫‪َّ-5‬حسينةَّحماميد‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .66.‬‬
‫‪َّ -6‬موسىَّلمام‪«َّ:‬الغاباتَّالجزائريةَّفيَّمنظورَّالمشروعَّاالستعماريَّالفرنسيَّخاللَّالقرنَّ‪19‬م»‪َّ،‬مجلةَّالناصرية َّللدراساتَّ‬
‫الجتماعيةَّوالتاريخية‪َّ،‬مج‪َّ،8.‬ع‪َّ،1.‬جامعةَّخالدَّاسطنبولي‪َّ،‬معسكر‪َّ،‬الجزائر‪َّ،‬جوانَّ‪َّ،2017‬ص‪َّ َّ.َّ265.‬‬
‫‪َّ-7‬جياللي َّصاري‪َّ:‬تجريدَّالفالحينَّمنَّأراضيهمَّ‪َّ 1830‬ــــَّ‪َّ،1962‬تر‪َّ:‬قندوز َّعياد َّفوزية‪َّ،‬ط‪َّ،1.‬منشوراتَّالمركزَّالوطنيَّ‬
‫للدراساتَّوالبحثَّفيَّالحركةَّالوطنيةَّوثورةَّأولَّنوفمبرَّ‪َّ،1954‬الجزائر‪َّ،2010َّ،‬ص‪َّ .169.‬‬
‫‪َّ-8‬موسىَّلمام‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .َّ265.‬‬

‫‪32‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫أ)ـــــَّالفلين‪َّ:‬يشكلَّالفلينَّالجزءَّاألكبرَّمن َّإنتاجَّالغابة‪،‬حيثَّيعتبرَّالموردَّاألكبرَّأهميةَّفيَّ‬
‫الغاباتَّالجزائرية‪َّ،‬ويعدَّاألكثرَّاستغالالَّفيَّالغاباتَّنظراَّلكثرةَّإنتاجه‪َّ 1.‬‬
‫‪ -‬جدولَّ(‪َّ:)7‬يوضحَّإنتاجَّالفلينَّمن‪َّ 21929-1925‬‬
‫‪َّ 1929‬‬ ‫‪َّ 1925‬‬ ‫السَّنوات َّ‬
‫‪َّ 470000‬‬ ‫‪َّ 125776‬‬ ‫إنتاجَّالفلين(طن) َّ‬

‫ب)َّـــــ َّالخشب‪َّ:‬هو َّعبارةَّعنَّمادةَّأوليةَّأساسيةَّيحتاجهاَّاإلنسانَّفيَّحياته‪َّ،‬نظراَّلتعددَّ‬


‫استخداماته َّوهوَّنوعين‪َّ:‬الحطبَّوالفحم‪َّ َّ،3‬ونظ ار َّألهميتها َّاالقتصادية َّالتيَّتدخلَّالمنفعةَّلدىَّ‬
‫الحكومةَّالعامةَّالفرنسيةَّبالجزائرَّفقدَّدرَّعلىَّخزينةَّالحكومةَّالفرنسيةَّ‪َّ154.233‬مليونَّفرنكَّ‬
‫فرنسي‪،‬سنة‪َّ ،1945‬وتضاعف َّهذا َّالمبلغ َّليصل َّإلى َّ‪َّ 217.958‬مليون َّفرنك َّفرنسي َّسنةَّ‬
‫‪َّ .41947‬‬

‫ج)َّـــــ َّحشائشَّالحلفاء‪َّ :‬هيَّنباتَّطبيعيَّيغطي َّكاملَّبالدَّالنَّجود َّ(العروق)َّوالصحاريَّ‬


‫الجزائريةَّوينتشرَّعلىَّنحوَّأربعةَّماليينَّمنَّالهكتارات‪َّ ،5‬وتمتدَّمساحاتَّالحلفاءَّعلىَّالسَّهولَّ‬
‫العليا َّالسَّهبية َّالجزائرية َّالوهرانية َّعلى َّمليوني َّهكتار َّتقريبا‪َّ ،‬حيث َّتستغل َّفي َّصناعة َّالورقَّ‬
‫ويبلغَّمحصولهاَّ‪َّ150‬طنَّسنويا‪َّ .6‬‬

‫د)َّـــــ َّالبلوط‪َّ:‬يعدَّالبلوط‪َّ،‬أهمَّأنواعَّثمارَّالغاباتَّالجزائريةَّحيثَّيحتلَّ‪َّ 278.325‬هكتارَّ‬


‫‪َّ،‬وهيَّشجرةَّمعمرةَّيتراوحَّعمرهاَّ‬
‫منَّمساحةَّالغابات‪َّ َّ،‬وتتميزَّشجرةَّالبلوطَّبديمومةَّاالخضرار َّ‬
‫مابينَّ‪َّ200‬إلىَّ‪َّ300‬سنة‪َّ،‬استفادتَّمنَّمحاصيلهاَّاإلدارةَّاالستعمارية‪َّ .7‬‬

‫‪َّ -1‬مسالك َّفاطمة َّالزهراء‪َّ :‬الغابات َّفي َّالجزائر َّوسياسة َّاإلدارة َّالستعمارية َّتجاهها َّ‪َّ 1830‬ــــ َّ‪َّ ،1930‬مذكرة َّمكملة َّلنيلَّ‬
‫شهادةَّالماسترَّ(غيرَّمنشورة )‪َّ،‬تخ‪َّ:‬تاريخَّالمغربَّالعربيَّالحديثَّوالمعاصر‪َّ،‬كليةَّالعلومَّاالجتماعيةَّواإلنسانية‪َّ،‬قسمَّالعلومَّ‬
‫اإلنسانية‪َّ،‬جامعةَّالشهيدَّحمةَّلخضر‪َّ-‬الوادي‪َّ،‬الجزائر‪َّ،2018َّ،‬ص‪َّ .14َّ-12َّ.‬‬
‫‪َّ-2‬مسالكَّفاطمةَّالزهراء‪َّ،‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .14.‬‬
‫‪-3‬المرجعَّنفسه‪َّ،‬ص‪َّ .14.‬‬
‫‪َّ -4‬سعدَّطاعة‪«:‬البنيةَّاالجتماعيةَّواالقتصاديةَّللريفَّالجزائريَّ‪َّ،»1954َّ -1830‬مجلةَّالمصادر‪َّ،‬ع‪،17.‬منشوراتَّالمركزَّ‬
‫ةَّأولَّنوفمبرَّ‪َّ،1954‬الجزائر‪َّ،2008َّ،‬ص‪َّ .69.‬‬
‫الوطنيَّللدراساتَّوالبحثَّفيَّالحركةَّالوطنيةَّوثور َّ‬
‫‪َّ-5‬أحمدَّتوفيقَّالمدني‪َّ:‬هذهَّالجزائر‪َّ،‬المصدرَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ َّ.117.‬‬
‫‪َّ -6‬أندري َّبرنيان َّوآخرون‪َّ :‬الجزائر َّبين َّالماضي َّوالحاضر‪َّ ،‬تر‪َّ :‬رابح َّإسطنبولي َّومنصف َّعاشور‪َّ ،‬ط‪،َّ ،1.‬المطبوعاتَّ‬
‫الجامعية‪َّ،‬الجزائر‪َّ،1984َّ،‬ص‪َّ .40.‬‬
‫‪َّ-7‬فاطمةَّالزهراءَّمسالك‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪.16.‬‬

‫‪33‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫لقد َّأدركت َّالحكومة َّاالستعمارية َّاألهمية َّاالقتصادية َّللغابات َّبالنسبة َّللجزائريين‪َّ ،‬لهذاَّ‬
‫تعرضت َّمنَّقبل َّالسَّلطاتَّالفرنسيةَّلإلفراطَّفيَّاالستغالل‪َّ،‬خاصةَّفيَّالمناطق َّاإلستراتيجية‪َّ،‬‬
‫وتعرضتَّلقلعَّالكثير َّمنَّاألشجار‪َّ،‬كماَّأصدرتَّسلسلةَّمنَّالق ارراتَّوالقوانين‪َّ 1‬حاصرتَّبهاَّ‬
‫ألجلَّفائدتها‪،‬ولماَّتمثلهَّمنَّفائدةَّاقتصاديةَّكبيرةَّللكولون‪َّ َّ.2‬‬
‫َّ‬ ‫الغابةَّ‬

‫‪َّ:‬الزراعةَّالجزائريةَّ(التَّقليدية)‪َّ :‬‬
‫ثانيَّا َّ‬
‫لقدَّرأيناَّفيماَّسبقَّكيفَّتميزتَّاألوضاعَّاالقتصادية َّللمستوطنين َّباالزدهار َّوالتَّطورَّعلىَّ‬
‫يينَّالذيَّشهدتَّالركودَّوالتَّقهقر‪َّ .‬‬
‫َّ‬ ‫عكسَّوضعيةَّالمسلمينَّالجزائر‬
‫القطاعَّالزراعيَّالتَّقليدي َّالخاصَّبالجزائريينَّاألهالي‪َّ،‬قطاعَّمقامَّعلىَّطرقَّإنتاجَّتقليديةَّ‬
‫َّ‬ ‫ف‬
‫قديمة‪َّ ،‬وانتاجه َّيخضع َّللظروف َّالطَّبيعية‪َّ ،3‬حيث َّسمي َّهذا َّالقطاع َّبقطاع َّزراعة َّاالكتفاءَّ‬
‫الذَّاتي‪َّ،‬الذيَّيهدفَّبشكلَّعامَّإلىَّتأمينَّالحاجاتَّالغذائيةَّللسكانَّالجزائريين‪َّ،4‬نظراَّلتجمعَّ‬
‫حوله‪َّ،‬والذينَّزاولواَّفيَّمعظمهمَّزراعةَّمعاشيه َّلإلقتتات‪.5‬أمَّاَّ‬
‫َّ‬ ‫األغلبيةَّالسَّاحقةَّمنَّالجزائريين َّ‬
‫شاطَّالرئيسيَّلهذاَّالقطاعَّفيتمثلَّفيَّإنتاجَّالحبوبَّوتربيةَّالماشيةَّالتيَّتعتبرَّالثروةَّالرئيسيةَّ‬
‫َّ‬ ‫النَّ‬
‫للجزائريين‪َّ .6‬‬
‫‪َّ )1‬ـــــَّالمزروعات‪َّ :‬‬
‫أَّ)َّـــَّزراعةَّالحبوب‪َّ :‬‬
‫َّالرئيسيَّ‬
‫َّالزراعات َّالمعاشية َّلدى َّالسَّكان َّالجزائريين‪َّ ،‬والتي َّتمثل َّالغذاء َّ‬
‫تعتبر َّالحبوب َّمن َّ‬
‫لدىَّاألهاليَّلسدَّجوعهم‪َّ،‬حيثَّشهدتَّزراعةَّالحبوبَّتراجعاَّنظراَّلحرمانَّاألهاليَّمنَّأحسنَّ‬
‫األراضي َّومطاردتهم َّنحو َّجهات َّأكثر َّفق ار‪َّ .‬ونجد َّأنَّ َّإنتاج َّالحبوب َّلم َّيتوقف َّعن َّالتَّراجعَّ‬

‫‪َّ-1‬ق ارراتَّتخصَّالغابةَّفيَّإطارَّالعقوباتَّسنةَّ‪َّ،1947‬فهيَّقانونَّ‪َّ48‬وقانونَّ‪َّ479‬وأيضاَّقانونَّ‪َّ،480‬الخاصَّبالعقوباتَّ‬
‫التيَّتتضمنَّالسجنَّوغراماتَّماليةَّتفوقَّ‪َّ 200‬ألفَّفرنكَّتطبقَّهذهَّالمراسيمَّعلىَّاألهاليَّدونَّسواهم‪َّ .‬ينظرا‪َّ ،‬سعدَّطاعة‪َّ:‬‬
‫المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .69.‬‬
‫‪َّ-2‬المرجعَّنفسه‪َّ،‬ص‪َّ .َّ68.‬‬
‫‪َّ-3‬حوريةَّماياَّبنَّفضة‪َّ:‬الجزائرَّفيَّعهدَّالحاكمَّالعامَّنايجالنَّ‪َّ1948‬ــــَّ‪َّ،1951‬و ازرةَّالثقافة‪َّ،‬الجزائر‪َّ،2013َّ،‬ص‪.69.‬‬
‫‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .َّ157.‬‬
‫َّّ‬ ‫‪َّ-4‬عدىَّالهواري‬
‫‪َّ-5‬هواريَّقبايلي‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ.َّ33.‬‬
‫‪َّ -6‬جيالليَّصار َّ‬
‫يَّومحفوظَّقداش‪َّ:‬الجزائرَّفيَّالتاريخَّوالمقاومةَّالسياسيةَّ‪َّ 1900‬ــــ‪1954‬م‪َّ،‬تر‪َّ:‬عبدَّالقادرَّبنَّحراث‪َّ،‬‬
‫ط‪َّ،1.‬المؤسسةَّالوطنيةَّللكتاب‪َّ،‬الجزائر‪َّ،1984َّ،‬ص‪َّ .170.‬‬

‫‪34‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫بسبب َّالواقع َّالفالحي َّالمزري َّالذي َّيعيشه َّالفالح َّالجزائري َّفي َّتلك َّالفترة‪َّ 1،‬والجدول َّالتاليَّ‬
‫يوضحَّذلك‪َّ َّ:‬‬
‫جدولَّ(‪:)8‬يوضحَّإنتاجَّالحبوبَّفيَّالقطاعَّالتَّقليدي‪َّ 2‬‬
‫المتوسطَّاألدنى َّ‬ ‫المتوسطَّاألقصىَّ َّ‬ ‫المتوسطَّ‬ ‫الــسَّنوات َّ‬

‫اإلنتاج َّ‬ ‫العام َّ‬ ‫اإلنتاج َّ‬ ‫العام َّ‬ ‫السنويَّ(م‪.‬ق) َّ‬

‫‪َّ 10.23‬‬ ‫‪َّ 1930 َّ 22.40‬‬ ‫‪َّ 1923‬‬ ‫‪َّ 16.77‬‬ ‫‪َّ 1930-1921‬‬

‫‪َّ 10.22‬‬ ‫‪َّ 1940 َّ 23.31‬‬ ‫‪َّ 1934‬‬ ‫‪َّ 17.33‬‬ ‫‪َّ 1940-1931‬‬

‫‪َّ 4.00‬‬ ‫‪َّ 1945 َّ 22.17‬‬ ‫‪َّ 1941‬‬ ‫‪َّ 14.84‬‬ ‫‪َّ 1950-1940‬‬

‫‪َّ 15.60‬‬ ‫‪َّ 1951 َّ 24.37‬‬ ‫‪َّ 1954‬‬ ‫‪َّ 21.26‬‬ ‫‪َّ 1954-1950‬‬

‫من َّخالل َّالجدول َّالموضح َّنالحظ َّهناك َّتراجع َّفي َّاإلنتاج‪َّ ،‬حيث َّبلغ َّمتوسط َّاإلنتاجَّ‬
‫للحبوب َّخالل َّالفترة َّمن‪َّ 1921‬إلى َّ‪1930‬مما َّيزيد َّعن َّ‪َّ 16‬مليون َّقنطار‪َّ ،‬أما َّفي َّالفترةَّ‬
‫الممتدةَّبينَّسنتيَّ‪َّ1940‬وسنةَّ‪َّ1950‬فقدَّوقعَّانخفاضَّيقدرَّبحواليَّ‪14‬مليونَّقنطا ار‪َّ،‬بسببَّ‬
‫العوامل َّالطَّبيعية َّوالبشرية‪َّ ،‬كالجفاف َّواستعمال َّالطَّرق َّالتَّقليدية‪َّ ،‬وكذا َّوقع َّالحرب َّالعالميةَّ‬
‫الثانيةَّوتأثيراتهاَّعلىَّالواقعَّالجزائري‪.‬غيرَّأنََّّاألسبابَّالحقيقيةَّوراءَّهذاَّاالنخفاضَّهيَّحرمانَّ‬
‫الفالحَّالجزائريَّمنَّكلَّدعمَّومساعدةَّباألموالَّوالتَّجهيزات‪َّ،‬واآلالتَّالحديثة‪،3‬وأنَّ َّمعظمَّاليدَّ‬
‫العاملةَّالموجهةَّإلىَّهذهَّالزراعةَّتضمَّاألهاليَّالجزائريين‪َّ،4‬كماَّأنهاَّكانتَّتزرعَّفيَّأراضيَّ‬
‫َّ‬
‫ضيقةَّموجودةَّفيَّالهضابَّوالصَّح ارء‪َّ،5‬إضافةَّإلىَّوسائلَّبدائيةَّولهذاَّسجلتَّهذاَّالتراجعَّفيَّ‬
‫اإلنتاج‪.6‬وبين َّسنتي‪َّ 1954-1950‬شهدت َّانتعاش َّنوعا َّما َّنظ ار َّلوضع َّإصالحات َّلقطاعَّ‬

‫‪َّ-1‬جيالليَّصاري‪َّ:‬تجريدَّالفالحينَّمنَّأراضيهمَّ‪َّ1830‬ــــَّ‪َّ،1962‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .َّ169.‬‬
‫‪َّ-2‬جيالليَّصاري‪َّ،‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .169‬‬
‫َّالجنوب َّالغربي َّالجزائري َّ‪َّ 1881‬ـــ َّ‪َّ ،1912‬ط‪َّ ،1.‬منشورات َّالمتحفَّ‬
‫َّ‬ ‫‪َّ -3‬إبراهيم َّمياسي‪َّ :‬توسع َّالستعمار َّالفرنسي َّفي‬
‫الوطنيَّللمجاهد‪َّ،‬الجزائر‪َّ،1996َّ،‬ص‪َّ .141.‬‬
‫‪َّ-4‬محمدَّشبوب‪َّ:‬الجزائرَّفيَّالحربَّالعالميةَّالثانيةَّ‪َّ1939‬ــــَّ‪َّ1945‬دراسةَّسياسية‪َّ،‬اقتصادية‪َّ،‬اجتماعية‪َّ،‬أطروحةَّمكملةَّ‬
‫َّومعاصر‪َّ ،‬كلية َّالعلوم َّاإلنسانية َّوالعلوم َّاإلسالمية‪َّ ،‬جامعة َّوهران‪َّ،‬‬
‫لنيل َّشهادة َّالدكتوراه َّ(غير َّمنشورة)‪َّ ،‬تخ‪َّ :‬تاريخ َّحديث َّ‬
‫الجزائر‪َّ،2015َّ،‬ص‪َّ .َّ69.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- s.l: la situation économique de l'algérie en1954, Documents Algériens ,serte économique,‬‬
‫‪n116, 15 juin 1955.‬‬
‫‪َّ-6‬محمدَّشبوب‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .َّ69.‬‬

‫‪35‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫التحسين َّالريفي(‪َّ )S.A.R‬سنة َّ‪َّ 1946‬التي َّقامت َّبه َّسلطات َّاالستعمارية َّ‪َّ ،‬تمثلت َّفيَّ‬
‫تعاونياتَّتقومَّعلىَّتنظيمَّالفالحينَّفيَّجمعيات‪َّ1‬مدعمةَّبملكيات‪،‬قروضَّوعتادَّفالحي‪َّ .َّ2‬‬

‫والمتتبع َّللواقع َّالفالحي َّللفالح َّالجزائري‪َّ ،‬فإنه َّيجد َّانخفاض َّمتوسط َّاإلنتاج َّالسَّنوي َّظاه اَّرَّ‬
‫منَّخاللَّالجدولَّأعاله‪َّ،‬ففيَّماَّبينَّسنتي‪1901‬إلى َّغايةَّسنةَّ‪،1950‬انخفضت َّالمساحاتَّ‬
‫المزروعة َّبالقمحََّّوانتقلت َّمنَّ‪َّ 2.30‬مليونَّهكتارَّفيَّبدايةَّالقرنَّإلىَّ‪َّ 1.9‬مليونَّهكتارَّسنةَّ‬
‫‪َّ،1950‬لألسبابَّالمذكورةَّسابقاَّوخاصةَّالجفافَّالذيَّيؤثرَّبشدةَّعنَّالفالحينَّألنهمَّمتروكونَّ‬
‫لحالَّسبيلهمَّدونَّمساعداتَّأوَّحلول‪َّ .3‬‬

‫اعةَّالزيتونَّ‪َّ :‬‬
‫َّ‬ ‫ب)َّـــــَّزر‬
‫‪،‬وقدَّوجدتَّمنَّأقدمَّالعصورَّعنايةَّعظيمة‪َّ،‬وتنبتَّفيَّالجهاتَّ‬
‫الزيتونةَّشجرةَّإفريقيةَّأصيلة َّ‬
‫َّ‬
‫وغاباتَّالزيتونَّتحجبَّفيَّالقطرَّالجزائريَّنحوَّ‬
‫َّ‬ ‫التيَّربماَّالَّتستطيعَّشجرةَّأخرىَّالعيشَّفيها‪َّ،‬‬
‫‪َّ85‬ألفَّهكتارَّوفيهاَّ‪َّ9‬ماليينَّشجرةَّمثمرةَّو‪َّ5‬ماليينَّشجرةَّمهملة‪َّ،‬فهذهَّالزياتينَّالكثيرةَّالتيَّ‬
‫يتونَّالرفيعَّفيَّالعالم‪َّ .4‬‬
‫َّ‬ ‫يتَّالز‬
‫َّ‬ ‫كانتَّتستطيعَّجعلَّقطرَّالجزائرَّمنَّأكبرَّمنتجيَّز‬
‫يتَّالزيتونَّانخفضَّ‬
‫َّ‬ ‫نجدَّزراعتهَّمنتشرةَّبصورةَّأكثرَّفيَّمنطقةَّالقبائلَّإالَّ َّأنَّ َّإنتاجَّمادةَّز‬
‫منَّ‪َّ 250‬ألفَّهكتولترَّعامَّ‪َّ 1920‬إلىَّ‪َّ 160‬هكتولترَّسنة َّ‪َّ َّ،1939‬ويعودَّسببَّالتَّراجعَّفيَّ‬
‫اإلنتاجَّإلىَّنقصَّاألراضيَّالمملوكةَّلدىَّاألهاليَّمنَّ‪َّ 7.562.977‬هكتارَّسنة َّ‪َّ 1930‬إلىَّ‬
‫‪َّ349.100‬هكتارَّفيَّاألعوامَّالالحقة‪َّ،‬كماَّنجدَّأنَّأربعةَّأخماسَّالملكياتَّتتكونَّمنَّقطع َّ‬
‫صغيرةَّذاتَّتربةَّغيرَّخصبة‪َّ .5‬‬
‫تطورَّإنتاجَّزيتَّالزيتونَّمن‪َّ1910‬إلىَّ‪َّ 61952‬‬
‫َّ‬ ‫يوضحَّ‬
‫جدول(‪َّ :)9‬‬

‫‪َّ 1952-1945‬‬ ‫‪َّ 1940-1930‬‬ ‫‪َّ 1920-1910‬‬ ‫السنوات َّ‬

‫‪َّ 212000‬‬ ‫‪َّ 165000‬‬ ‫‪َّ 350000‬‬ ‫اإلنتاجَّ(هكتولتر) َّ‬

‫‪1‬‬
‫‪-pierre de Vilmorin: l'avenir la culture du cotonnier en algérie, revue de botanique appliquée‬‬
‫‪et d'agriculture coloniale, n53, 6eannée , ,31janvier1926,p.18.‬‬
‫‪َّ-َّ2‬هواريَّقبايلي‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .71‬‬
‫‪َّ-3‬جيالليَّصاري‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .َّ170َّ-َّ169.‬‬
‫‪َّ-4‬أحمدَّتوفيقَّالمدني‪َّ:‬هذهَّالجزائر‪َّ،‬المصدرَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .َّ119.‬‬
‫‪َّ-5‬محمدَّشبوب‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪.69.‬‬
‫‪َّ-6‬أحمدَّمهساس‪َّ:‬المصدرَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .173.‬‬

‫‪36‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫الشَّكلَّ(‪َّ:)6‬تطورَّإنتاجَّزيتَّالزيتونَّمنَّ‪َّ1910‬إلىَّ‪1952‬م َّ‬

‫كمية زيت الزيتون ( هكتولتر)‬


‫‪400000‬‬

‫‪300000‬‬

‫‪200000‬‬

‫‪100000‬‬ ‫إنتاج زيت الزيتون‬


‫‪0‬‬

‫السنواتََّّ‬
‫‪1910-1920‬‬ ‫‪1930-1940‬‬ ‫‪1945-1952‬‬

‫ََََّّّّمن َّخاللَّالجدول َّالموضحَّأعالهَّوالمنحنىَّالممثلَّفيَّالشكل(‪َّ )6‬نالحظَّهناك َّتذبذباَّ‬


‫وتراجعاَّكبي ارَّفيَّاإلنتاج‪َّ،‬والسببَّفيَّذلكَّالممارساتَّالتيَّتنتهجهاَّإدارةَّاالحتاللَّضدَّالفالحَّ‬
‫الجزائري‪َّ،‬منَّقوانينَّقمعيةَّمجحفةَّلجهةَّاألراضيَّالجيدة‪َّ،‬وعدمَّاالهتمامَّبواقعهَّكيَّيحسنَّمنَّ‬
‫إنتاجه ؛ َّنهيك َّعن َّاألزمة َّاالقتصادية َّالعالمية َّالتي َّأثرت َّتأثي ار َّكبي ار َّعلى َّالواقع َّالفالحيَّ‬
‫بالجزائر‪َّ،‬وحتىَّعندماَّيتعفىَّاإلنتاجَّفيَّالفترةَّالممتدةَّبينَّسنتيَّ‪َّ 1945‬وَّ‪َّ 1952‬لمَّيحقَّقَّ‬
‫النتيجةَّالتيَّكانَّعليهاَّفيَّالفترةَّالمحصورةَّبينَّسنتيَّ‪َّ 1910‬وَّ‪َّ،1920‬وذلكَّراجعَّإلىَّأنَّ‬
‫الواقع َّاالقتصادي َّأصبح َّبكله َّاقتصادا َّكولونياليا َّيهتم َّبالزراعات َّذات َّالمردود َّالوافر‪َّ ،‬والربحَّ‬
‫الكبير‪َّ ،‬كالكروم‪َّ ،‬والحوامض‪َّ ،‬والخضر‪1،‬على َّحساب َّحاجات َّالسكان َّالمتمثلة َّفي َّالحبوبَّ‬
‫والبقول‪َّ .2‬‬
‫ج) َّـــــ َّزراعةَّالنَّخيل‪َّ:‬تعدَّزراعةَّالنخيل‪َّ،‬وانتاجَّالتَّمور َّثروةَّواحاتَّالجنوبَّالجزائري‪َّ ،3‬وهيَّ‬
‫َّالزراعات َّالمعروفة َّجدا َّفي َّاألوساط َّاالجتماعية َّبمناطق َّالصَّحراء‪َّ ،‬نظ ار َّلتوافق َّالعواملَّ‬
‫من َّ‬
‫هذهَّالزراعةَّالَّتحتاجَّ‬
‫َّ‬ ‫الطَّبيعيةَّالتيَّتسمحَّكثيراَّبزراعتها‪َّ،‬وتتمثلَّفيَّالمناخَّالجاف‪َّ،‬أيضاَّأنََّّ‬

‫‪1-M. pierre bordes: expose de la situation générale de l'algérie en 1929, imprimerie Victor‬‬
‫َّ‪hentz, Alger, 1930,p.365.‬‬
‫‪َّ-َّ2‬محمدَّبليل‪َّ:‬تشريعاتَّالستعمارَّالفرنسيَّفيَّالجزائرَّوانعكاساتهاَّعلَّالجزائريينَّ‪َّ1881‬ـــَّ‪1914‬م‪َّ،‬ط‪َّ،1.‬دارَّسنجاقَّ‬
‫الدين‪َّ،‬الجزائر‪َّ،2013َّ،‬ص‪.325.‬‬
‫‪َّ -3‬علي َّغنابزية‪«َّ :‬الخدمات َّواألعراف َّاالجتماعية َّلرعاية َّغيطان َّالنخيل َّبوادي َّسوف َّخالل َّالقرن َّ‪19‬م»‪َّ ،‬أعمال َّالملتقىَّ‬
‫الوطنيَّالثانيَّحولَّالحياةَّالجتماعيةَّوالقتصاديةَّفيَّالجنوبَّالجزائريََّّخاللَّالقرنينَّ‪13َّ–َّ 10‬ه‪19َّ–َّ 18/‬مَّمنَّخاللَّ‬
‫مصادرَّالمحليةَّ‪َّ25‬جانفيَّ‪َّ،2012‬المركزَّالجامعيَّبالوادي‪َّ،‬مطبعةَّمنصور‪َّ،‬الوادي‪َّ،‬الجزائر‪َّ،2012َّ،‬ص‪َّ .226.‬‬

‫‪37‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫ةَّمثلَّالزراعاتَّاألخرى‪َّ َّ ،1‬ويمثلَّالتَّمرَّالغذاءَّالَّرئيسيَّللسكان‪َّ،‬كماَّيمثلَّنفسَّ‬
‫َّ‬ ‫إلىَّالماءَّبكثر‬
‫القيمةَّالتَّجاريةَّالتيَّكانَّيمثلهاَّالقمح‪َّ .2‬‬
‫هكتارَّمنَّاألرضي‪َّ،‬تنتجَّأنواعاَّعدَّةَّمنَّأجودَّالثَّمارَّ‬
‫َّا‬ ‫فالنَّخيلَّيشغلَّفيَّالجنوبَّ‪َّ65.000‬‬
‫قنطار َّتستعمل َّبعض َّأنواعها َّلالستهالكَّ‬
‫ويبلغ َّمجموع َّإنتاجها َّفي َّالسَّنة َّ‪َّ َّ 1.800.000‬ا‬
‫المحلي‪َّ .3‬‬
‫هاَّدقلةَّنور‪َّ4‬والغرس‪َّ،‬هذاَّاألخيرَّهوَّاألكثر َّتعداداَّلمذاقهَّ‬
‫َّ‬ ‫َّوأنواعَّالتَّمور َّعديدةَّلكنَّأشهر‬
‫َّلمدة َّطويلة‪َّ ،‬مع َّذلك َّتبقى َّدقلة َّنور َّبال َّمنازع َّكونهاَّ‬
‫اللذيذ َّوثماره َّالتي َّيمكن َّاالحتفاظ َّبها ّ‬
‫صبَّعليهاَّفيَّ‬
‫التيَّينَّ َ‬
‫ََّ‬ ‫الوحيدةَّالمطلوبةَّللتصدير‪،5‬هذانَّالنَّوعانَّمنَّالتَّمورَّهماَّالمادةَّالرئيسيةَّ‬
‫قلباتَّالمناخَّواألمراضَّ‬
‫َّ‬ ‫الغالبَّاستهالك َّسكان‪َّ .6‬وانتاجَّالتَّمور َّيختلفَّمنَّموسمَّألخرَّتبعاَّلت‬
‫التيَّتصيبَّأشجارَّالنخيل‪َّ .7‬‬
‫تَّالزراعةَّاألهليةَّعلىَّالنَّمطَّالتقليديَّالمتخلف‪،‬الذيَّيعيشَّعليهَّأغلبيةَّالشَّعبَّالجزائريَّ‬
‫َّ‬ ‫ظلَّ‬
‫المحرومَّمنَّكلَّوسائلَّالمتطورَّألنَّاألوروبيينَّفيَّالجزائرَّقدَّاستولواَّعلىَّنسبة َّ‬
‫كبيرةَّمنَّاألراضيَّالخصبةَّوتمتعواَّبخيراتَّالوطنَّعلىَّحسابَّأبناءَّالبالدَّاألصليين‪َّ .8‬‬
‫‪َّ)2‬ــــَّالمواشي‪َّ :‬‬
‫منَّأكبرَّالثرواتَّالطبيعيةَّإلىَّجانبَّالنخيلَّالتيَّيعتمدَّعليهاَّالسكانَّالجزائريونَّفيََّّوسطَّ‬
‫البالدَّوجنوبها‪َّ،9‬حيثَّتتأثرَّتربيتهاَّبالعواملَّالمناخية‪َّ،‬كالجفاف‪َّ،‬وتساقطَّاألمطار‪َّ .10‬‬
‫فماَّهيَّأهمَّالمواشيَّالتيَّاهتمَّبتربيتهاَّاألهالي؟ َّ‬

‫‪َّ-1‬حسنَّبهلول‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪.68.‬‬
‫‪َّ -2‬عبدَّالحميدَّزوزو‪َّ:‬األوراسَّإبانَّفترةَّالستعمارَّالفرنسي‪َّ،‬تر‪َّ:‬حاجَّمسعود‪َّ،‬ج‪َّ،1.‬ط‪َّ،1.‬دارَّهومه‪َّ،‬الجزائر‪َّ،2005َّ،‬‬
‫ص‪َّ .75.‬‬
‫‪َّ-3‬أحمدَّتوفيقَّالمدني‪َّ:‬هذهَّالجزائر‪َّ،‬المصدرَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .121.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Ahmed Nadjah: Souf des oasis, édition de la maison des livre, Alger, 1971,p.57.‬‬
‫‪َّ-5‬عثمانَّزقب‪َّ:‬األوضاعَّالقتصاديةَّوالجتماعيةَّفيَّمنطقةَّواديَّسوفَّ‪َّ1918‬ـــَّ‪1947‬وتأثيرهاَّعلىَّالعالقاتَّمعَّتونسَّ‬
‫وليبيا‪َّ ،‬مذكرة َّمكملة َّلنيل َّشهادة َّماجستير َّ(غير َّمنشورة)‪َّ ،‬تخ‪َّ:‬تاريخ َّحديث َّومعاصر‪َّ ،‬كلية َّاآلدابَّوالعلوم َّاإلنسانية‪َّ ،‬قسمَّ‬
‫التاريخ‪َّ،‬جامعةَّالحاجَّلخضر‪َّ،‬باتنة‪َّ،‬الجزائر‪َّ،2007َّ،‬ص‪.28.‬‬
‫‪َّ-6‬محمدَّبلقاسمَّحسنَّبهلول‪َّ:‬القطاعَّالتقليديَّفيَّالجزائر‪َّ،‬ط‪َّ،1.‬المؤسسةَّالوطنيةَّللكتاب‪َّ،‬الجزائر‪َّ،1985َّ،‬ص‪َّ .67.‬‬
‫‪َّ-7‬عثمانَّزقب‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .28.‬‬
‫‪ََّّ-8‬حسينةَّحماميد‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪.70.‬‬
‫‪َّ-9‬أحمدَّتوفيقَّالمدني‪َّ:‬هذهَّالجزائر‪َّ،‬المصدرََّّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .123.‬‬
‫‪َّ-10‬عثمانَّزقب‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪،‬ص‪َّ.َّ32.‬‬

‫‪38‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫أ)َّـــــَّالغنم‪َّ :‬هيَّثروةَّالبالدَّفيَّالجنوب‪َّ،‬وتشملَّنحوَّ‪َّ 7‬ماليينَّ أرسَّوقدَّتجاوزتَّقبلَّالحربَّ‬


‫العالميةَّالثانيةَّ‪َّ 9‬ماليينَّرأس‪َّ،‬إالَّ َّأنَّالجفافَّوقلةَّالماءَّوالمرعىَّوشدةَّالبردَّببالدَّالهضابَّ‬
‫المرتفعةَّجعلَّأعدادهاَّتتراجع‪َّ 1.‬‬
‫ب)َّـــــَّالبقر‪َّ:‬يبلغَّالبقرَّفيَّالقطرَّالجزائري‪،‬نحوَّمليونَّرأسَّوتوجدَّبكثرةَّفيَّناحيةَّالتَّلَّالكثيرةَّ‬
‫المراعي‪َّ ،2‬ولقد َّعرفت َّتربية َّاألبقار َّوهو َّرأسمال َّالمربيين َّالمسلمين َّتدهو ار َّملحوظا َّقرابة َّ‪َّ9‬‬
‫ماليين َّرأس َّسنة َّ‪َّ 1910‬ليصل َّإلى َّ‪َّ 5‬ماليين َّرأس َّسنة َّ‪َّ َّ ،1954‬وذلك َّبسبب َّفقر َّالمربيينَّ‬
‫الرحالة‪َّ .3‬‬
‫َّ‬
‫ج)َّـــــالماعز‪َّ :‬توجدَّبكثرةَّفيَّالجهاتَّالجبليةَّوبقلةَّفيَّغيرها‪َّ ،‬وتوجدَّبالقطرَّالجزائريَّنحوَّ‪َّ4‬‬
‫ماليينَّرأسَّمنَّالماعزَّكلهاَّمنَّالنَّوعَّالصَّغير‪َّ َّ.4‬‬
‫د)َّـــــَّالخيلَّوالبغال‪َّ:‬تعتبرَّالخيولَّالجزائريةَّالمشهورةَّفيَّبالدَّالعالمَّنظراَّلدقةَّخلقتهاَّوسرعةَّ‬
‫حركتها‪،‬وتوجدَّحوالي‪َّ250‬ألفَّرأسَّأماَّالبغالَّ‪200‬ألفَّرأس‪َّ .5‬‬
‫ه) َّـــ َّاإلبـل‪َّ :‬وتستعمل َّللسفر َّوحمل َّاألثقال‪َّ ،‬وبلغ َّعددها َّنحو‪َّ 250‬ألف َّرأس‪َّ ،6‬بموازاة َّمعَّ‬
‫الحبوبَّالتيَّتعدَّمادةَّغذائيةَّأساسيةَّسواءَّبالنسبةَّللسكانَّأوَّسكانَّاألريافَّنلمسَّانخفاضَّ‬
‫آخرَّيجبَّاإلشارةَّإليهَّوهوَّمتعلقَّبقطاعَّالماشية‪َّ،‬الذيَّيمثلَّمصدرَّرزقَّالطَّبقاتَّاالجتماعيةَّ‬
‫األكثرَّفق ار‪ََََََََّّّّّّّّ.7‬جدول(‪:)10‬يوضحَّتعدادَّالقطيعَّلكلَّمنَّالتَّلَّوالجنوب‪َّ 8‬‬
‫الجنـــــــــــــــــــــوب َّ‬ ‫التَّــــــــــــــــــــــــــل َّ‬ ‫مجموعَّالرؤوسَّباآللف َّ‬ ‫السَّنواتَّ َّ‬

‫‪َّ 1562‬‬ ‫‪َّ 3786‬‬ ‫‪َّ 5353‬‬ ‫‪َّ 1935-1926‬‬

‫‪َّ 1998‬‬ ‫‪َّ 4095‬‬ ‫‪َّ 5693‬‬ ‫‪َّ 1945-1936‬‬

‫‪َّ 808‬‬ ‫‪َّ 3029‬‬ ‫‪َّ 3837‬‬ ‫‪َّ 1955-1945‬‬

‫‪-1‬أحمدَّتوفيقَّالمدني‪َّ:‬جغرافيةَّالقطرَّالجزائري‪َّ،‬المصدرَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .57.‬‬
‫‪َّ-2‬المصدرَّنفسه‪َّ،‬ص‪َّ .57‬‬
‫‪ََّّ-3‬أحمدَّمهساس‪َّ:‬المصدرَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .173.‬‬
‫‪َّ-4‬أحمدَّتوفيقَّالمدني‪َّ:‬جغرافيةَّالقطرَّالجزائري‪َّ،‬المصدرَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .57.‬‬
‫‪َّ-5‬المصدرَّنفسه‪َّ،‬ص‪َّ .57.‬‬
‫‪َّ-6‬أحمدَّتوفيقَّالمدني‪َّ:‬هذهَّالجزائر‪َّ،‬المصدرَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .123.‬‬
‫‪ََّّ-7‬جيالليَّصاري‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ َّ.171.‬‬
‫‪َّ-8‬نفسه‪َّ .‬‬

‫‪39‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫ََََّّّّمنَّخاللَّالجدولَّنالحظَّهناكَّانخفاضَّملحوظاَّمنذَّبداياتَّالقرنَّفالقطيعَّانتقلَّمنَّ‪َّ8.218‬‬
‫مليونَّرأسَّفيَّبدايةَّالقرنَّ‪20‬مَّإلىَّ‪َّ 6.5‬مليونَّرأسَّفيَّسنةَّ‪1920‬م‪َّ،1‬ثمَّإلى َّماَّيزيدَّعنَّ‪َّ5‬‬
‫مليونَّ أرسَّتقريباَّخاللَّالعشريةَّالمواليةَّ‪َّ،2‬وأخيرَّإلىَّأقلَّمنَّ‪َّ4‬مليونَّرأسَّسنةَّ‪1950‬م‪َّ .3‬‬
‫وهذاَّكلهَّراجعَّإلىَّالجفافَّوقلةَّالكالء‪َّ،‬وكذلكَّبسببَّعدمَّوضعَّاإلدارةَّالفرنسيةَّهذاَّالقطاعَّ‬
‫فيَّمخططتهاَّاالقتصاديةَّإلصالحهَّورعايته‪َّ .4‬‬
‫‪َّ)3‬ـــَّعواملَّتدهورَّالقطاعَّالزراعيَّالتقليدي‪َّ َّ:‬‬
‫الزراعي َّالتَّقليدي َّركود َّفي َّاإلنتاجَّ‬
‫ََََّّّّفي َّظل َّالواقع َّالمعيشي َّالجزائري َّالمزري‪َّ ،‬شهد َّالقطاع َّ َّ‬
‫َّوالبشرية‪َّ ،‬مع َّواقع َّتضاريسي َّيجعلَّ‬
‫نتيجة َّعدة َّعوامل َّمنها‪َّ :‬العوامل َّطبيعية‪َّ ،‬واالقتصادية‪َّ ،‬‬
‫األرضي َّفي َّالجزائر َّجد َّقليلة َّومنحصرة‪َّ ،‬إلى َّخصائص َّمناخية َّغير َّمساعدة‪َّ ،‬كقلة َّاألمطارَّ‬
‫َّا‬
‫واالنجرافات َّالتيَّشكلتَّأهمَّأسبابَّفيَّتناقصَّالمساحاتَّبالنسبةَّإلىَّالفالحَّالجزائريَّالمغلوبَّ‬
‫على َّأمره‪َّ ،‬الذي َّعانى َّمن َّقلة َّالوسائل َّالتي َّتمكنه َّمن َّتطوير َّإنتاجه‪َّ ،5‬إضافة َّإلى َّذلك َّعاملَّ‬
‫َّالرئيسي َّلهذا َّالركود َّفيعود َّإلى َّنهب َّوسرقة َّاألراضي َّمنَّ‬
‫الَّنمو َّالدَّيمغرافي‪َّ .‬أما َّالسَّبب َّ‬
‫الجزائريين‪6‬بغية َّتحويلها َّألراضي َّفي َّخدمة َّاالقتصاد َّالفرنسي َّمن َّخالل َّتخصيصها َّإلنتاجَّ‬
‫المحاصيلَّالتجارية‪َّ .7‬‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َّ‬

‫‪َّ-1‬جيالليَّصاري‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .172.‬‬
‫‪َّ-2‬محمدَّشبوب‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ َّ.31.‬‬
‫‪َّ-3‬جانَّبولَّسارتر‪َّ:‬عارناَّفيَّالجزائر‪َّ،‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ ََّّ.14.‬‬
‫‪َّ-4‬محمدَّبليل‪َّ:‬المجالسَّالعامةَّللعمالتَّفيَّالجزائر‪َّ،‬ج‪َّ،2.‬ط‪َّ،1.‬دارَّسنجاقَّالدين‪َّ،‬الجزائر‪َّ،2013َّ،‬ص‪َّ.100.‬‬
‫‪َّ-5‬هواريَّقبايلي‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .39.‬‬
‫‪َّ-6‬إبراهيمََّّمياسي‪َّ:‬مقارباتََّّفيَّتاريخَّالجزائر‪َّ1830‬ـــــَّ‪،1962‬ط‪َّ،1.‬دارَّهومه‪َّ،‬الجزائر‪َّ،2013َّ،‬ص‪.130.‬‬
‫‪َّ-7‬حوريةَّماياَّبنَّفضة‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .69.‬‬

‫‪40‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫ثالثا‪َّ:‬الوسائلَّالمساعدةَّفيَّتطورَّالقطاعَّالزراعي‪َّ :‬‬
‫‪َّ)1‬ـــــَّالملكياتَّالعقارية‪َّ :‬‬
‫نجد َّأنَّ َّأغلب َّاألراضي َّالخصبة َّالفالحية‪َّ ،1‬كانت َّمعظمها َّبحوزة َّالكولون‪َّ 2‬أو َّبين َّأيدي َّاألقليةَّ‬
‫اإلقطاعية َّالجزائرية‪َّ ،‬المتعاملة َّمع َّاالستعمار َّفي َّالقطاع َّالزراعي َّالحديث‪َّ ،‬في َّحين َّأنَّ َّاألراضيَّ‬
‫القاحلةَّالفقيرة‪َّ3‬والمساحاتَّالصَّغيرةَّيتمتعَّبهاَّالقطاعَّالتَّقليدي‪َّ َّ.4‬‬
‫حيث َّازدادت َّالملكية َّفي َّالتَّقلص َّتحت َّوطأة َّالميدان َّالزراعي َّالمتطور َّلدى َّالكولون‪َّ ،‬فمنَّ‬
‫‪َّ7.562.977‬هكتارَّسنةَّ‪َّ،1930‬أصبحتَّ‪َّ7.349.000‬هكتارَّسنةَّ‪َّ .51950‬‬
‫وظلت َّالمساحات َّالزراعية َّللفالحين َّالجزائريين َّتزداد َّانكماشا َّتباعا َّبفعل َّفرض َّغرامات َّماليةَّ‬
‫مرتفعة َّعلى َّأصحابها‪،6‬وبفعل َّقوانين َّالملكية َّالعقارية‪َّ ،7‬وتجزئة َّاألراضي‪َّ ،‬والمصادرة َّألجل َّالمنفعةَّ‬
‫العامة‪َّ ،8‬بالمقابل َّكانت َّمساحات َّالقطاع َّالفالحي َّللمعمرين َّتزداد َّاتساعا‪َّ ،9‬كما َّيوضحها َّالجدولَّ‬
‫التالي‪َّ :‬‬
‫جدول(‪:)11‬يوضحَّتطورَّالملكياتَّلدىَّكلَّمنَّالمستوطنينَّوالجزائريين‪َّ 10‬‬
‫أكثرَّمنََّّ‪100‬هكتار َّ‬ ‫من‪50‬إلى‪100‬هكتار َّ‬ ‫من‪1‬إلىَّ‪10‬هكتارَّ َّ‬ ‫أقلَّمنَّهكتار َّ‬ ‫الملكياتَّ َّ‬

‫‪َّ 6385‬‬ ‫‪َّ 2635‬‬ ‫‪َّ 5030‬‬ ‫‪َّ 2393‬‬ ‫المستوطنين َّ‬

‫‪َّ 8499‬‬ ‫‪َّ 16580‬‬ ‫‪َّ 332529‬‬ ‫‪َّ 105954‬‬ ‫الجزائريين َّ‬

‫‪َّ-1‬الطَّاهرَّبنَّخرف‪«َّ:‬التحولَّاالقتصاديَّواالجتماعيََّّوالسَّياسيََّّللريفَّالجزائريَّ‪ َّ1830‬ـ ــَّ‪َّ،»1962‬مجلةَّالذاكرة‪َّ،‬ع‪َّ،2.‬‬


‫مطبعةَّالجزائرية‪َّ،‬الجزائر‪َّ،1995َّ،‬ص‪َّ .144.‬‬
‫‪َّ -2‬جمالَّخرشي‪َّ:‬الستعمار َّوسياسةَّالستيعاب َّفيَّالجزائرَّ‪َّ 1830‬ــــَّ‪َّ،1962‬تر‪َّ:‬عبدَّالسَّالمَّعزيزي‪َّ،‬إَّشومَّ‪،‬مصطفىَّ‬
‫ماضيَّط‪َّ،1.‬دارَّالقصبة‪،‬الجزائر‪َّ،2009َّ،‬ص‪.َّ377.‬‬
‫‪َّ-3‬ناصرَّالدينَّسعيدوني‪َّ:‬الجز‬
‫ائرَّمنطلقاتَّوآفاق‪َّ،‬ط‪،1.‬دارَّالغربَّاإلسالمي‪،‬بيروت‪َّ،2000،‬ص‪َّ .41.‬‬
‫َّ‬
‫‪َّ -4‬عدة َّبن َّداهة‪َّ :‬الستيطان َّوالصَّراع َّحول َّملكية َّاألرض َّإبان َّالحتالل َّالفرنسي َّللجزائر َّ‪َّ 1830‬ــــ َّ‪َّ ،1962‬ج‪ََّّ،2.‬‬
‫ةََّّالمجاهدين‪َّ،‬الجزائر‪َّ،2008،‬ص‪َّ .401.‬‬
‫َّ‬ ‫منشوراتَّو ازر‬
‫‪َّ-5‬أحمدَّمهساس‪َّ:‬المصدرَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ َّ.174.‬‬
‫‪َّ-6‬محمدَّشبوب‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .68.‬‬
‫‪َّ -7‬صالحَّحيمر‪َّ:‬السياسةَّالعقاريةَّالفرنسيةَّفيَّالجزائرَّ‪َّ 1830‬ــــَّ‪َّ،1930‬رسالةَّمقدمةَّلنيلَّدرجةَّدكتوراه‪َّ،‬تخَّ‪َّ:‬التاريخَّ‬
‫الحديثَّوالمعاصر‪َّ،‬كليةَّالعلومَّاإلنسانيةَّواالجتماعيةَّوالعلومَّاإلسالمية‪َّ،‬قسمَّالتاريخَّوعلمَّاآلثار‪َّ،‬جامعةَّالحاجَّلخضر‪َّ،‬باتنة‪َّ،‬‬
‫‪،2014/2013‬ص‪َّ .227.‬‬
‫‪َّ -8‬سيفوا َّفتيحة‪«َّ :‬عرائض َّالجزائريين َّضد َّالسياسة َّالعقارية»‪َّ ،‬أعمال َّالملتقى َّالوطني َّاألول َّوالثاني َّالعقار َّفي َّالجز َّا‬
‫ائربانَّ‬
‫الحتالَّلَّالفرنسيَّ‪َّ1830‬ـــَّ‪1962‬م‪،‬منشوراتَّو ازرةَّالمجاهدين‪َّ،‬الجزائر‪َّ،2007َّ،‬ص‪.180.‬‬
‫‪َّ-9‬عدةَّبنَّداهة‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .401.‬‬
‫‪َّ-10‬حسينةَّحماميد‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .174.‬‬

‫‪41‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫َََّّّنالحظَّمنَّخاللَّالجدولَّأن َّالجزائريينَّالذينَّيمتلكونَّأراضي َّتتراوحَّمساحتهاَّمنَّأقلَّ‬


‫من َّ‪َّ 1‬هكتار َّإلىَّ‪َّ 10‬هكتارَّهمَّيعادلونَّ‪َّ 6‬أضعافَّالمستوطنين‪َّ،‬والمستوطنينَّيعتبرونَّقلةَّ‬
‫َّأماَّ‬
‫بالنسبة َّلهؤالء َّفأغلب َّاألراضي َّالضيقة َّوقليلة َّالخصوبة َّوالصغيرة َّأمتلكها َّالجزائريون‪ّ ،‬‬
‫األراضي َّالكبيرة َّالتي َّتتراوح َّمساحتها َّبين َّ‪َّ 50‬هكتار َّوما َّيزيد َّعن َّ‪100‬هكتارفقد َّحازهاَّ‬
‫الكولون‪َّ ،‬ما َّيترتب َّعليه َّتشكل َّتكتل َّزراعي َّكولونيالي َّيمتلك َّويتصرف َّفي َّرؤوس َّاألموالَّ‬
‫بحرية َّوال َّيترك َّشيئا َّلألهالي‪َّ ،‬أما َّتعداد َّ‪َّ 16580‬من َّالجزائريين َّفهم َّكبار َّالمالك َّوأصحابَّ‬
‫المصالحَّالتابعينَّللكولون‪َّ .1‬‬

‫هذهَّالملكياتَّوبهذاَّالشكلَّعندَّالجزائريينَّترتبَّعليهاَّسوءَّمنتوجَّنظ ار َّللواقعَّالذيَّيعيشهَّ‬
‫َّالزراعة َّومردودها َّوزاد َّلنا َّالمعاناة َّالحقيقية َّلهذاَّ‬
‫المزارع َّالجزائري‪َّ ،‬وهو َّما َّيزيد َّفي َّضعف ّ‬
‫المجتمع‪َّ .2‬‬
‫‪َّ)2‬ــــَّالمعداتَّالفالحية‪َّ :‬‬
‫ََََّّّّكان َّالفالحَّالجزائريَّينتجَّبوسائلَّتقليديةَّزراعية‪َّ،‬وهيَّوسائلَّكانَّيستعملهاَّألجلَّأنَّ‬
‫تكفيَّسد َّحاجتهَّالعائلية‪َّ،‬فهوَّيفتقدَّإلى َّاألسمدةَّواإلمكانياتَّالماديةَّالتقنية‪َّ،3‬وهوَّيعيَّجيداَّ‬
‫الرعاية َّلكن َّنتيجة َّالتَّفقير َّوالتَّجويع َّتأكدت َّالحالة َّالسَّيئةَّ‬
‫أنَّ َّهذه َّاألرض َّتحتاج َّإلى َّالعناية َّو َّ‬
‫لجمهور َّالفالحين َّالجزائريين‪َّ ،4‬فبساطة َّالوسائل َّالزراعية َّ‪5‬وضعف َّأساليب َّاالستغالل َّوقلةَّ‬
‫المكنة‪َّ،6‬أدتَّإلىَّالضعفَّوالفاقةَّفيَّاإلنتاج؛َّعلىَّعكسَّالكولونَّالذينَّيتميزونَّبوسائلَّتقنيةَّ‬
‫تطوير َّاإلنتاج‪َّ ،‬حيث َّكانت َّبحوزة َّالكولون َّ‪َّ 18.940‬جرار َّسنةَّ‬
‫حديثة َّومتطورة َّمكَّنتهم َّمن َّ َّ‬
‫‪َّ،1954‬بينماَّلمَّيستفدَّالفالحونَّالجزائريونَّمنها سوىَّبــَِّ‪َّ500‬جرار‪َّ .7‬‬

‫‪َّ -َّ 1‬محمدَّبليل‪َّ:‬تشريعاتَّالستعمارَّالفرنسيَّفيَّالجزائرَّوانعكاساتهاَّعلَّالجزائريينَّ‪َّ 1881‬ـــَّ‪1914‬م‪َّ،‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬‬


‫ص‪.325.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-MELIA (j): Le Triste sort des Indigènes musulmans d'Algérie, Ed. Mercure de France,‬‬
‫‪Paris, 1936, p.90.‬‬
‫‪َّ-3‬أحمدَّمهساس‪َّ:‬المصدرَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .174.‬‬
‫‪َّ-4‬سعدَّطاعة‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .67َّ-َّ66.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-s.l: la balance des comptes de l'algérie, politique étagère, n3, 1956, p.320 .‬‬
‫‪http ://www .persee.fr.‬‬
‫‪َّ-6‬سعدَّطاعة‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .67َّ-َّ66.‬‬
‫‪َّ-7‬عدةَّبنَّداهة‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .401.‬‬

‫‪42‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫اتَّالفالحيةَّلدىَّكلَّمنَّاألوروبيينَّوالجزائريينَّحسبَّإحصاءَّ‬
‫َّ‬ ‫جدول(‪:)12‬يوضحَّأدو‬
‫‪َّ 11930‬‬

‫الجزائريين َّ‬ ‫األوروبيين َّ‬ ‫المعـــــــــــــــــدات َّ‬


‫‪َّ 88562‬‬ ‫‪َّ 111950‬‬ ‫محراثَّنموذجَّأوروبي َّ‬
‫‪َّ 339650‬‬ ‫‪َّ 44111‬‬ ‫محراثَّمحلي َّ‬
‫‪َّ 3334‬‬ ‫‪َّ 13099‬‬ ‫حصادة َّ‬
‫‪َّ 120‬‬ ‫‪َّ 1404‬‬ ‫نقالة َّ‬
‫‪َّ 177‬‬ ‫‪َّ 1388‬‬ ‫دراسة َّ‬
‫‪َّ 8‬‬ ‫‪َّ 219‬‬ ‫محراثَّآلي‪+15‬حصانا َّ‬
‫‪َّ 269‬‬ ‫‪َّ 3360‬‬ ‫محراثَّآليَّ‪15-‬حصانا َّ‬

‫الجدول َّنالحظ َّالفرق َّفي َّمكننة َّالقطاع َّالفالحي َّعند َّالكولون َّاألوروبيينَّ‬
‫من َّخالل َّ َّ‬
‫والجزائريين‪َّ،‬فالكولونَّمكنتهمَّكثيفةَّوقويةَّتتالءمَّمعَّاالقتصادَّالك َّولونياليَّالرأسماليَّالذيَّسعىَّ‬
‫ضعيفةَّفيَّالزراعةَّالجزائرية‪َّ،‬فالمحراثَّالمحليَّهوَّاألداةَّ‬
‫َّ‬ ‫منَّأجله‪َّ،‬كماَّيدللَّعلىَّوجودَّمكنةَّ‬
‫‪َّ،‬وهوَّ َّوسيلةَّاإلنتاجَّاألكثرَّانتشا ار‪َّ .2‬‬
‫التَّقليديةَّللفالحينَّالجزائريين َّ‬

‫‪َّ)3‬ـــــَّالقروض‪َّ َّ:‬‬
‫ََََّّّّاستفاد َّالنَّ شاط َّالفالحي َّالحديث َّالقائم َّعلى َّزراعة َّأحادية َّالمنتوج َّالموجه َّللتصدير‪َّ ،‬فيَّ‬
‫تطورَّإنتاجهَّبدعمَّالقروضَّالممنوحةَّلهَّحيثَّتمََّّتخصيصَّمنحَّقروضَّماليةَّإلسعافَّالحالةَّ‬
‫الفالحيةَّفيَّالجزائر‪َّ ،‬إالَّ َّأنهاَّمنحتَّقروضَّبقيمةَّ‪َّ 300‬مليونَّفرنكَّسنةَّ‪1935‬م َّللمعمرينَّ‬
‫األوروبيينَّوأعوانهم‪َّ ،‬وحواليَّ‪َّ 100‬مليونَّفرنك َّللصندوق َّواعانةَّفالحيَّاألهالي‪َّ،‬لكنهاَّفي‪َّ3‬‬
‫الحقيقة َّلم َّتوزع َّعن َّالفالحين َّالصَّغار‪َّ 4‬إال َّأنها َّكانت َّتمنح َّفقط َّللفالحين َّالذين َّيملكونَّ‬
‫ضماناتَّتثبتَّقدرتهمَّعلىَّالتسديدَّفيَّاآلجالَّالمحددةَّ‪َّ .5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪َّ-‬عبدَّاللطيفَّبنَّإشنهوا‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪،‬ص‪َّ .173.‬‬
‫‪َّ-2‬المرجعَّنفسه‪َّ،‬ص‪َّ .173.‬‬
‫‪ - 3‬سعدَّطاعة‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪.67.‬‬
‫‪َّ-4‬المرجعَّنفسه‪َّ،‬ص‪َّ .67.‬‬
‫‪َّ-5‬صالحَّحيمر‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .230.‬‬

‫‪43‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫تَّالمصارفَّالزراعيةَّوالبنوكَّمغلقةَّفيَّوجوههم‪َّ،‬ولمَّتبدواَّ‬
‫َّ‬ ‫أماَّالفالحونَّالجزائريون َّفقدَّظلَّ‬
‫منَّالحكومةَّالفرنسيةَّأيةَّبادرةَّإلعانتهم‪َّ،1‬ففيَّسنةَّ‪َّ1952‬لمَّتتحصلَّالشَّركةَّالمحليةَّإلقراضَّ‬
‫الفالحين َّإالَّ َّعلىَّ‪َّ 2600‬فرنكَّبينماَّالمبالغَّالمطلوبةَّكانتَّ‪َّ 16‬مليونَّفرنك‪َّ،2‬حيثَّقَّدَّرَّعددَّ‬
‫المزارعين َّالجزائريين َّبــِ‪َّ 8.401:‬بينما َّعدد َّالمزارعين َّاألوروبيين َّقدر َّبـِ‪َّ ،14.082َّ :‬تلقواَّ‬
‫قروض َّمالية َّال َّتقل َّعن َّ‪َّ 12.500‬مليون َّفرنك َّفرنسي َّقديم‪َّ .‬فتميزت َّالفالحة َّفي َّالجزائرَّ‬
‫بالتوزيعَّغيرَّالعادلَّلرأسَّالمالَّبالتَّركزَّالمتزايدَّفيَّاإلقطاعَّاألوروبي‪َّ .3‬‬

‫أماَّاليدَّالعاملةَّفيَّالقطاعَّالفالحيَّالحديثَّفيستثمرونَّالجزائريونَّالذينَّنزعتَّمنهمَّأراضيهمَّ‬
‫بحثاَّعنَّالعملَّمنَّأجلَّلقمةَّالعيش‪َّ َّ،‬ويعتمدونَّعلىَّاليدَّالعاملةَّالجزائريةَّفيَّكلَّالمجاالت‪َّ،‬‬
‫والمعروف َّأنَّ َّهذه َّاليد َّكانت َّتسخَّر َّوتستغل َّبطريقة َّال َّإنسانية َّإلى َّدرجة َّأنَّ َّالفالح َّيشتغلَّ‬
‫طولَّاليومَّوبمقابلَّأجرَّزهيد‪َّ،4‬حيثَّيحصلونَّالعمالَّعلىَّأجرَّلمَّيكفيَّالَّعلىَّمعيشتهمَّأوَّ‬
‫على َّأية َّمزايا َّاجتماعية َّأخرى‪َّ ،5‬كما َّبتطور َّالتَّقنيات َّ‬
‫َّالزراعية َّتم َّاستعمال َّاآلالت َّالسَّريعةَّ‬
‫العملَّكالحصادةَّوالدََّّراسةَّالتيَّتعوضَّ‪َّ100‬عامالَّأجيرَّزراعيا‪َّ .6‬‬
‫نجدَّأغلبَّاليدَّالعاملةَّفيَّالزراعةَّهمَّ‬
‫َّ‬ ‫أماَّفيَّالقطاعَّالفالحيَّالقديمَّالخاصَّبالجزائريين‪َّ،‬ف‬
‫األهاليَّأنفسهمَّحيثَّيتولواَّالحراثةَّوالحصاد‪َّ،‬إضافةَّإلىَّاستعمالَّوسائلَّبدائيةَّمثل‪َّ:‬المحراثَّ‬
‫وفرشاةَّلجمعَّبقاياَّالزرع‪َّ .7‬‬
‫َّ‬ ‫والمنجل‪َّ،‬‬
‫َّ‬
‫َّ‬

‫‪َّ-1‬الغاليَّغربي‪َّ:‬فرنساَّوالثورةَّالجزائرية‪َّ،‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .44.‬‬
‫‪َّ-2‬محمدَّحربي‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .89.‬‬
‫‪َّ -3‬هارتموت َّإلزنهانس‪َّ :‬فشل َّالستعمار َّالفرنسي َّفي َّالجزائر‪َّ ،‬تر‪َّ :‬أحمد َّبن َّبكلي‪،‬ط‪َّ ،1.‬دار َّالقصبة‪َّ ،‬الجزائر‪َّ،َّ 2015َّ ،‬‬
‫ص‪َّ .60.‬‬
‫‪َّ -4‬حياة َّسيدي َّصالح‪َّ :‬اللجان َّالبرلمانية َّالفرنسية َّوقضايا َّالجزائريين َّ‪َّ 1871‬ـــــ‪َّ ،1895‬ط‪َّ ،1.‬دار َّالهدى‪َّ ،‬عيد َّمليلة‪َّ،‬‬
‫الجزائر‪َّ،2012َّ،‬ص‪َّ .45.‬‬
‫‪َّ -5‬أدو َّبواهن‪«:‬إفريقياَّفيَّظلَّالسيطرةَّالستعمارية َّ‪1881‬ــــ َّ‪َّ،»1935‬تاريخَّإفريقياَّالعام‪َّ،‬مج‪َّ،7.‬المطبعةَّالكاثوليكية‪َّ،‬‬
‫بيروت‪َّ،1990َّ،‬ص‪.350.‬‬
‫‪َّ-6‬يحيَّبوعزيز‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .48.‬‬
‫‪َّ-7‬أبوَّالقاسمَّسعدَّاهلل‪َّ:‬محاضراتَّفيَّتاريخَّالجزائر‪َّ،‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .150.‬‬

‫‪44‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫رابعا‪ :‬الستغاللَّالتجاريَّللزراعةَّفيَّالجزائر‪َّ :‬‬

‫تعد َّالتجارة َّحركة َّاقتصادية َّناتجة َّعن َّنشاط َّبشري‪َّ ،‬سواء َّفي َّالقطاع َّالزراعي َّأوَّ‬
‫الصناعي‪،‬وقبل َّالتطرق َّالستغالل َّاالستعماري َّللمنتجات َّالجزائرية َّنتحدث َّعن َّوضع َّالتجارةَّ‬
‫الداخليةَّفيَّالجزائر‪َّ .‬‬

‫كانت َّالتجارة َّالداخلية َّبالجزائر َّبمثابة َّالعامل َّالمهدم َّللحياة َّاالقتصادية‪َّ ،‬نظ ار َّلتحكمَّ‬
‫الفرنسيينَّبالتجارةَّفيَّالجزائر‪َّ،‬حيثَّتتمَّهذهَّالتجارةَّفيَّأسواقَّمحلية‪َّ 1‬تتناولَّكلَّماَّيحتاجَّ‬
‫إليه َّالسكان َّمن َّمنتوجات َّومصنوعات َّمحلية َّكانت َّأو َّمستوردة َّ‪،2‬بحيث َّتكون َّمشاركةَّ‬
‫الجزائريينَّفيَّعمليةَّالتصديرَّإالَّبنسبَّقليلة‪َّ،‬سوىَّمنَّخاللَّبيعَّالفائضَّمنَّإنتاجهمَّإلىَّ‬
‫الشركاتَّاالحتكارية‪َّ،‬أوَّشراءَّحاجاتَّاستهالكيةَّيوميةَّمنَّالمستوردينَّاألجانب‪َّ .3‬‬

‫إن َّالسيطرة َّاالستعمارية َّفي َّالجزائر َّأدت َّالى َّتحكمها َّفي َّسائر َّالمرافق َّاالقتصادية َّمنَّ‬
‫خاللَّتحويلَّالمستعمرةَّالىَّسوقَّلتسويقَّالمنتجاتَّالفرنسيةَّالمصنعة‪َّ 4‬‬
‫‪َّ،‬وموردَّللتزودَّبالموادَّ‬ ‫َ‬
‫األولية‪َّ،5‬وفتحَّالمجالَّللبضائعَّالفرنسيةَّللقضاءَّعلىَّالصناعةَّاألهلية‪َّ .6‬‬

‫أما َّالتجارة َّالخارجية َّفي َّالجزائر َّفي َّعهد َّاالستعمار‪َّ ،‬فتصب َّوتتركز َّفي َّربط َّاالقتصادَّ‬
‫الجزائريَّباألسواقَّالخارجيةَّوخاصةَّالسوقَّالفرنسية‪َّ.7‬فالتطورَّالذيَّعرفتهَّالجزائرَّخاصةَّفيَّ‬
‫إنتاج َّالمزروعات َّالتجارية‪َّ 8‬أدى َّبالسلطات َّاالستعمارية َّإلى َّاستغالل َّهذه َّاألخيرة َّمن َّخاللَّ‬
‫تصديرهاَّالىَّفرنسا‪َّ .9‬‬

‫‪-1‬خوله َّعقاب َّونزيهة َّبن َّ ازره‪َّ :‬التَّجارة َّالدَّاخلية َّفي َّالجزائر َّخالل َّالفترة َّ‪1962-1929‬م َّ‪َّ ،‬مذكرة َّمكملة َّلنيل َّشهادةَّ‬
‫الماستر(غيرَّمنشورة)‪،‬تخ‪َّ:‬تاريخَّالمغربَّالعربيَّالحديثَّوالمعاصر‪َّ،‬كليةَّالعلومَّاالجتماعية َّواإلنسانية‪َّ،‬قسمَّالعلومَّاإلنسانية‪َّ،‬‬
‫جامعةَّالشَّهيدَّحمَّهَّلخضر‪َّ-‬الوادي‪2018َّ،‬م‪َّ،‬ص‪َّ .14.‬‬
‫‪-2‬محمدَّالعر َّّ‬
‫بيَّالزبيري‪َّ:‬التَّجارةَّالخارجيةَّللشرقَّالجزائري‪َّ،‬ط‪َّ،1.‬الشَّركةَّالوطنيةَّللنشرَّوالتَّوزيع‪،‬الجزائر‪،1972َّ،‬ص‪َّ .84.‬‬
‫‪َّ-3‬أحمدَّتوفيقَّالمدني‪َّ:‬هذهَّهيَّالجزائر‪َّ،‬المصدرَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .123.‬‬
‫‪َّ-4‬محمدَّشبوب‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .75.‬‬
‫‪َّ-5‬يحيَّبوعزيز‪َّ:‬سياسةَّالتَّسلطَّالستعماريَّوالحركةَّالوطنيةَّالجزائريةَّ‪1954َّ-1830‬م‪َّ،‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .50.‬‬
‫‪-6‬عبدَّالرحمانَّرزاقي‪َّ:‬تجارةَّالجزائرَّالخارجية‪َّ،‬ط‪َّ،1.‬الشَّركةَّالوطنيةَّللنشرَّوالتَّوزيع‪َّ،‬الجزائر‪َّ،1976َّ،‬ص‪َّ .41.‬‬
‫‪َّ-7‬عبدَّالحكيمَّرواحنة‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .125.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ 1962, courrier des statistiques,‬ـــــ ‪-َّ Kamel Kateb: la statistique coloniale en algérie 1830‬‬
‫‪n112, decembre2004,p.10.‬‬
‫‪َّ-9‬جيالليَّصاريَّومحفوظَّقداش‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .167.‬‬

‫‪45‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫وقد َّتم َّتطور َّاالستغالل َّاالستعماري َّبوضوح َّكما َّتظهره َّالمبادالت َّالتجارية َّالخارجية‪َّ،1‬‬
‫ةَّفيَّالمنتوجاتَّالزراعيةَّكالحبوب‪َّ 2‬‬
‫‪،‬وكذاَّالخمورَّوالخضرَّ‬ ‫َّ‬ ‫وتتمثلَّفي َّالموادَّاألساسيةَّالمصدر‬
‫‪،‬وزيت َّزيتون‪َّ .‬أما َّفي َّجانب َّالثَّروة َّالمعدنية َّفلقد َّتم َّاستغاللهاَّ‬
‫َّوالفواكه َّوالتَّبغ َّومنتجات َّغابية َّ‬
‫َّأولية‪.3‬أما َّالواردات َّفتتمثلَّ‬
‫الزنك ََّّوالرصاص َّوتصديرها َّكمادة ّ‬
‫بشكل َّخام َّكالحديد ََّّوالفوسفات ََّّو َّ‬
‫في َّاستيراد َّمواد َّغذائية َّضرورية َّلحاجات َّالسكان‪َّ ،‬كالقهوة‪َّ ،‬والسكر‪،4‬والشاي َّوالعطور‪َّ،‬‬
‫واألقمشة‪َّ،‬واآلالتَّالحديديةََّّوالسَّيارات‪َّ .5‬‬
‫اتَّالمنتجاتَّالزراعيةَّتمثلَّنسبةَّ‪%85‬منَّالقيمةَّاإلجماليةَّلصادراتَّالجزائر‪َّ،‬‬
‫َّ‬ ‫كانتَّصادر‬
‫مضافاَّ َّإليهما َّالمنتجات َّالغابية‪َّ ،6‬حيث َّقدرت َّنسبة َّالنَّبيذ َّوالخمور َّ‪%40‬أما َّالماشية َّ‪َّ،%15‬‬
‫كماأنَّ َّالحبوبَّقدرتَّنسبتهاَّ‪َّ ،%15‬إضافةَّإلىَّذلكَّالتَّبغَّوالقطنَّ‪%8‬؛َّأماَّالخضارَّوالفواكهَّ‬
‫الطَّازجةَّ‪َّ َّ،%6‬ومنتجاتَّالغاباتَّ‪َّ،%5‬والخضارَّالمجففةَّ‪َّ،%3‬وزيتَّزيتونَّ‪.7%3‬‬
‫‪ -‬الشكل(‪َّ:)7‬يوضحَّصادراتَّالجزائرَّنحوَّفرنساَّمنَّ‪َّ 81928-َّ1919‬‬

‫صادرات الجزائر نحو فرنسا ( ‪1928 -1919‬م)‬


‫الخمور‬
‫المواشي‬
‫التبغ والقطن‬
‫الخضر والفواكه‬
‫المنتجات الغابية (الحلفاء)‬
‫زيت الزيتون‬
‫الحبوب الجافة والبطاطا‬

‫َّ‬

‫‪-1‬أحميدة َّعميراوي‪َّ :‬آثار َّالسَّياسة َّالستعمارية َّوالستيطانية َّفي َّالمجتمع َّالجزائري‪1954َّ -1830َّ ،‬م‪َّ ،‬منشورات َّالمركزَّ‬
‫الوطنيَّللدراساتَّوالبحثَّفيَّالحركةَّالوطنيةَّوثورةَّأولَّنوفمبرَّ‪َّ،1954‬الجزائر‪َّ،2007َّ،‬ص‪َّ .َّ35.‬‬
‫‪َّ-2‬عبدَّالرحمانَّرزاقي‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪.126َّ-َّ125.‬‬
‫‪-3‬محمدَّالعر َّّ‬
‫بيَّالزبيري‪َّ:‬الثَّورةَّالجزائريةَّفيَّعامهاَّاألوَّل‪َّ،‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .43.‬‬
‫‪-4‬أحمدَّتوفيقَّالمدني‪َّ:‬جغرافيةَّالقطرَّالجزائري‪َّ،‬المصدرَّلسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .96.‬‬
‫‪َّ-5‬أحمدَّتوفيقَّالمدني‪َّ:‬هذهَّهيَّالجزائر‪َّ،‬المصدرََّّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .129.‬‬
‫‪-6‬عدىَّالهواري‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .158.‬‬
‫‪-7‬صالحَّعوض‪َّ:‬معركةَّاإلسالمَّوالصليبيةَّفيَّالجزائر‪َّ،‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .223.‬‬
‫‪َّ-8‬صالحَّعوض‪َّ:‬معركةَّاإلسالمَّوالصليبيةَّفيَّالجزائر‪َّ،‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .223.‬‬

‫‪46‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫َّالزراعية‪َّ ،‬نالحظ َّأنَّ َّالخمور َّقد َّطغت َّعلىَّ‬


‫ََََّّّّانطالقا َّمن َّنسبة َّصادرات َّالمنتجات َّ‬
‫الصَّادرات َّالجزائرية َّبنسبة َّ‪%40‬مقارنة َّمع َّمنتجات َّأخرى َّشهدت َّنسبة َّمرتفعة‪َّ ،1‬وما َّيمكنَّ‬
‫الزراعة َّمتجهة َّنحو َّالخارج َّغير َّمنخرطة َّفي َّالسَّوق َّالدَّاخلية َّإنَّها َّمنخرطة َّفيَّ‬
‫استنتاجه َّأنَّ َّ َّ‬
‫السَّوقَّالفرنسية‪َّ .2‬‬

‫أماَّوارداتَّالجزائرَّسنة‪1948‬مفقدرتَّبـ‪،%72.3َّ:‬ومنَّأهمَّوارداتَّالجزائرَّسنةَّ‪َّ-1948‬‬
‫‪1950‬م‪َّ،‬منَّالموادَّالغذائية‪َّ،‬نذكر‪َّ :‬السَّكرَّ‪َّ 87378‬طن‪َّ،‬والحبوبَّ‪َّ 70349‬طن‪َّ ،3‬واأللبسةَّ‬
‫القطنيةَّقدرتََّّبَّـِ‪َّ2.501.000:‬فرنك‪َّ .4‬‬

‫اتَّالمنتجاتَّالزراعيةَّالقطاعَّاألوروبيَّ(الحديث)‪:‬‬
‫َّ‬ ‫‪َّ-)1‬صادر‬

‫أ)‪َّ-‬صادراتَّمنتجَّالكروم‪َّ َّ:‬‬

‫كانت َّالجزائر َّذات َّأهمية َّمعتبرة َّبالنسبة َّللسوق َّالفرنسية‪َّ 5‬سواء َّفيما َّيخص َّالصَّادرات َّأوَّ‬
‫الواردات‪َّ،‬ولهذاَّعملتَّبجميعَّالوسائلَّعلىَّتوجيهَّالتَّجارةَّالخارجيةَّالجزائريةَّنحوها‪َّ .6‬‬

‫َّوتعدََّّالكرومَّمنَّأهمَّمبيعاتَّالجزائرَّإلىَّالخارجَّوعلىَّوجهَّالخصوصَّفرنسا‪َّ .‬‬
‫الجدولَّ(‪َّ:)13‬يوضحَّتطورَّصادراتَّالكرومَّمن‪1954َّ-1924‬م‪.7‬‬

‫‪َّ 1954‬‬ ‫‪َّ 1950‬‬ ‫‪َّ 1945‬‬ ‫‪َّ 1940‬‬ ‫‪َّ 1934‬‬ ‫‪َّ 1927‬‬ ‫‪َّ 1924‬‬ ‫السَّنوات َّ‬

‫الكروم(هك) َّ ‪َّ 12908000 َّ 9436000 َّ 3117000 َّ 12235000 َّ 11652304 َّ 7121531 َّ 7394048‬‬

‫ََََّّّّمنَّخاللَّمعطياتَّالجدولَّرقمَّ(‪َّ )13‬التيَّتوضحَّصادراتَّالخمور‪َّ ،‬بحيثَّأنَّ َّالخمورَّ‬


‫بلغت َّأوجها َّسنتي َّ‪1927َّ -1924‬م َّ‪َّ ،‬إالَّ َّأنَّ َّبسبب َّاألزمة َّاالقتصادية َّالعالمية َّوانخفاضَّ‬
‫األسعارَّمنَّ‪94‬فرنكَّإلى‪َّ 80‬فرنكَّسنةَّ‪1934‬م‪َّ،8‬أثَّ ََّر َّعلىَّصادراتهاَّلتستمرَّفيَّاالنخفاضَّ‬

‫‪َّ-1‬عبدَّالحكيمَّرواحنة‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .125.‬‬
‫‪-2‬عدىَّالهواري‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .158.‬‬
‫‪ََّّ-3‬حوريةَّماياَّبنَّفضة‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .123.‬‬
‫‪َّ-4‬عبدَّالحكيمَّرواحنة‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .127.‬‬
‫عبدَّالرحمانَّرزاقي‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .31.‬‬
‫َّ‬ ‫‪َّ-5‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Robert tinthoin: le commerce de l'algérie avec l'empire français, Annales de géographie,‬‬
‫‪n3,1965,p.35.‬‬
‫‪َّ-7‬عبدَّاللطيفَّبنَّأشنهو‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪،‬ص‪َّ .310َّ-165.‬‬
‫‪َّ-8‬هواريَّقبايلي‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪.292‬‬

‫‪47‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫حتى َّنهاية َّالحرب َّالعالمية َّالثانية‪َّ ،‬لتشهد َّانتعاش َّمن َّجديد َّسنة َّ‪1950‬م‪َّ ،‬قدر َّبَِّـ‪َّ:‬‬
‫‪943600‬هكتولتر‪ ،‬وواصلَّاالرتفاعَّسنةَّ‪1954‬م‪َّ،‬فبلغَّ‪َّ1.290.800‬هكتولتر‪َّ .‬‬
‫ب)‪َّ-‬صادراتَّمنتجََّّالحوامض‪:‬‬
‫نتاجَّالزراعيَّللحوامضَّإلىَّجانبَّالكروم‪َّ،‬أدىَّإلىَّفائضَّفيَّصادراتهَّ‬
‫َّ‬ ‫إنَّ َّنتيجةَّتطورَّاإل‬
‫حيثَّأنََّّ‪َّ%85‬منَّالحوامضَّكانتَّتستقبلهاَّالسَّوقَّالفرنسية‪َّ ََّّ.1‬‬
‫جدولَّ(‪َّ:)14‬يوضحَّتطورَّصادراتَّالحوامضَّمنَّ‪1940َّ-1919‬م‪.2‬‬

‫‪َّ 1940‬‬ ‫‪َّ 1935‬‬ ‫‪َّ 1931‬‬ ‫‪َّ 1927‬‬ ‫‪َّ 1923‬‬ ‫‪َّ 1919‬‬ ‫السَّنوات َّ‬

‫‪َّ 320700 َّ 162166‬‬ ‫‪َّ 54021‬‬ ‫‪َّ 46997‬‬ ‫‪َّ 36941‬‬ ‫برتقال(طن) َّ ‪َّ 31100‬‬

‫‪َّ 442700 َّ 275736 َّ 142170 َّ 125014 َّ 75621‬‬ ‫مندرين(طن) َّ ‪َّ 89621‬‬

‫‪َّ 11800‬‬ ‫‪َّ 1298‬‬ ‫‪َّ 2872‬‬ ‫‪َّ 3137‬‬ ‫‪َّ 2498‬‬ ‫‪َّ 3978‬‬ ‫ليمون(طن) َّ‬

‫منَّخاللَّإحصائياتَّالجدول(‪َّ)14‬الذيَّيوضحَّلناَّلتطورَّصادراتَّأشجارَّالحوامضَّبأنواعهاَّ‬
‫تقالَّالذيَّشهد َّتزايدَّ َّملحوظا َّنظراَّ‬
‫ََّ‬ ‫برتقال‪َّ،‬مندرين‪َّ،‬ليمون‪َّ،‬نالحظَّهناكَّتطورَّفيَّإنتاجيةَّالبر‬
‫لتدفق َّإنتاجه َّمن َّ‪َّ 31.100‬طن َّسنة‪1919‬م َّإلى َّ‪َّ 320.700‬ألف َّطن َّسنة َّ‪1940‬م‪ ،‬أمَّاَّ‬
‫المندرين َّفقد َّشهدت َّنموا َّمن َّ‪َّ 75.621‬طن َّسنة‪1923‬م َّإلى َّ‪َّ 442.700‬ألف َّطن‪َّ ،‬علىَّ‬
‫عكسَّالليمونَّالذيَّشهدَّتذبذبَّفيَّإنتاجيته‪َّ،‬وانَّكانَّقدَّتحسنَّسنةَّ‪1940‬م‪َّ.‬وهذاَّكلهَّبسببَّ‬
‫اهتمامَّالمحتلَّالفرنسيَّبهذهَّالمنتجات‪َّ،‬وافساحهَّالمجالَّلتوسيعَّإنتاجها‪َّ َّ.3‬‬
‫َّونظ ار َّلتدفق َّالحوامض َّالجزائرية َّفي َّالسَّوق َّالفرنسة َّأصدرت َّسلطات َّاالحتالل َّالفرنسيَّ‬
‫مرسوماَّ َّتنفيذياَّسنة‪1937‬مَّينظمَّاإلنتاج‪َّ،‬والنقل‪َّ،‬والتَّسويقَّنحوَّفرنساَّومستعمراتها‪َّ،4‬مماَّأدىَّ‬
‫إلىَّانخفاضَّصادراتَّالحمضياتَّإلى‪َّ140.000‬ألفَّطنَّسنةَّ‪1948‬م‪َّ،‬ثمَّتشهدَّارتفاعَّسنةَّ‬
‫‪1949‬مَّحواليَّ‪َّ390.000‬ألفَّطنَّثمَّإلىَّ‪َّ512.000‬سنة‪َّ،51952‬بسببَّالدعمَّالذي َّ‬
‫لقيهَّالقطاعَّالفالحيَّللكولونَّفيَّالمخططينَّاالقتصاديينَّ‪1956َّ–َّ1949‬م‪.6‬‬

‫‪َّ-1‬عبدَّالحكيمَّرواحنة‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .99.‬‬
‫‪َّ-2‬عبدَّالرحمانَّرزاقي‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .84َّ-َّ83.‬‬
‫‪3‬‬
‫بيَّالزبيري‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .41.‬‬
‫َّ‪َّ-‬محمدَّالعر ّ‬
‫‪َّ-4‬عبدَّالحكيمَّرواحنة‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .99.‬‬
‫‪َّ-5‬عبدَّاللطيفَّبنَّأشنهو‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .340.‬‬
‫‪َّ-6‬محمدَّبليل‪َّ:‬المجالسَّالعامةَّللعمالتَّفيَّالجزائر‪َّ،‬المرجعَّالسابق‪،‬ج‪َّ،2.‬ص‪.89.‬‬

‫‪48‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫ج)‪َّ-‬صادراتَّالتَّبــــــــــــــــــــــغ‪َّ:‬‬
‫جدول(‪َّ:)15‬يوضحَّتطورَّصادراتَّالتَّبغَّمن‪1919‬إلى‪1952‬م‪.1‬‬

‫‪َّ 1952‬‬ ‫‪َّ 1949‬‬ ‫‪َّ 1938‬‬ ‫‪َّ 1929‬‬ ‫‪َّ 1924‬‬ ‫‪َّ 1919‬‬ ‫السَّنوات َّ‬

‫‪َّ 130000 َّ 137000 َّ 118000 َّ 213150 َّ 182450 َّ 171800‬‬ ‫التَّبــــــــــغ(طن) َّ‬

‫ََََََّّّّّّنالحظَّمنَّخاللَّصادراتَّالتَّبغَّأنهَّيوجدَّتطورَّفيماَّبينَّسنتيَّ‪1929َّ–1919‬م‪َّ،‬إالََّّ‬
‫أنَّهَّقدَّتأثرَّبعدَّذلكَّباألزمةَّاالقتصاديةَّالعالميةَّليشهدَّانخفاضاََّّحتىَّسنة‪1952‬م‪َّ .‬‬
‫د)‪َّ-‬صادراتَّالحلفاءَّوالفلين‪:‬‬
‫جدول(‪َّ:)16‬يوضحَّتطورَّصادراتَّكلَّمنَّالحلفاءَّوالفلينَّمن‪1919‬إلىَّ‪.21952‬‬
‫‪َّ 1952‬‬ ‫‪َّ 1949‬‬ ‫‪َّ 1938‬‬ ‫‪َّ 1929‬‬ ‫‪َّ 1924‬‬ ‫‪َّ 1919‬‬ ‫السَّنوات َّ‬

‫‪َّ 37000‬‬ ‫‪َّ 84000‬‬ ‫‪َّ 75000‬‬ ‫‪َّ 2106450‬‬ ‫‪َّ 1174100‬‬ ‫‪َّ 58900‬‬ ‫الحلفاء َّ‬

‫‪َّ 53000‬‬ ‫‪َّ 62000‬‬ ‫‪َّ 67000‬‬ ‫‪َّ 472800‬‬ ‫‪َّ 382400‬‬ ‫‪َّ 167300‬‬ ‫الفلين َّ‬

‫ََّّيوضحَّالجدولَّوجودَّتزايدَّفيَّقيمةَّالصَّادراتَّللحلفاءَّفيَّالسَّنواتَّالموضحةَّفيَّالجدول‪َّ،‬‬
‫التيَّتعتبرَّأولَّزبونَّ‬
‫َّ‬ ‫إالَّ َّأنَّهَّتأثرَّكغيرهَّباألزمة‪َّ،‬وأيضاَّتراجعَّبريطانياَّعلىَّطلب َّهذاَّالمنتج َّ‬
‫لهذاَّالمنتج‪َّ .3‬‬
‫تطورَّبلغَّأوجه‪َّ،‬إالَّ َّأنَّه َّبعدَّذلك َّتراجع َّبسببَّ‬
‫أماَّالفلينَّفشهدَّبينَّسنتيَّ‪1929َّ–1924‬م َّ َّاَّ‬
‫تأثيرَّاألزمةَّاالقتصاديةَّالعالميةَّوالحربَّالعالميةَّالثَّانيةَّعلىَّإنتاجه‪َّ .‬‬
‫‪َّ-)2‬صادراتَّمنتجاتَّالقطاعَّالجزائري(التَّقليدي)‪َّ َّ:‬‬
‫أ)‪َّ-‬صادراتَّالحبوب‪َّ :‬‬
‫َّألنها َّالركيزة َّاألساسية َّلغذاءَّ‬
‫َّالمستعمرة َّهي َّأهم َّالمنتوجات َّالفالحية‪ّ ،‬‬
‫َ‬ ‫الحبوب َّفي َّالجزائر‬
‫األهالي‪َّ،‬نهيكَّعلىَّأنَّالمحتلَّالفرنسي‪َّ،‬كانَّيحتاجهاَّلتغذيةَّالداخلَّالفرنسي‪َّ،‬وكذاَّتصديرها َّ‬
‫للسوقَّالعالمية‪َّ.‬والجدولَّالتاليَّيوضحَّتطورَّإنتاجها‪َّ .‬‬

‫‪-1‬عبدَّاللطيفَّبنَّأشنهو‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪،‬ص‪َّ .340َّ-255.‬‬
‫‪َّ-2‬المرجعَّنفسه‪َّ،‬ص‪َّ .340َّ-255.‬‬
‫‪َّ-3‬هواريَّقبايلي‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪،‬ص‪َّ .28.‬‬

‫‪49‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫جدول(‪َّ:)17‬يوضحَّتطورَّصادراتَّالحبوبَّمنَّ‪1919‬إلى‪1953‬م‪َّ .1‬‬
‫‪َّ 1931‬‬ ‫‪َّ 1927‬‬ ‫‪َّ 1923‬‬ ‫‪َّ 1919‬‬ ‫السنوات َّ‬
‫‪َّ 1167870‬‬ ‫‪َّ 729169‬‬ ‫‪َّ 2043054‬‬ ‫‪َّ 2318511‬‬ ‫الحبوب(طن) َّ‬
‫‪َّ 1954‬‬ ‫‪َّ 1953‬‬ ‫‪َّ 1940‬‬ ‫‪َّ 1935‬‬ ‫السنوات َّ‬
‫ُّ‬
‫‪َّ 3138000‬‬ ‫‪َّ 3031000‬‬ ‫‪َّ 1532000‬‬ ‫‪َّ 2551705‬‬ ‫الحبوب(طن) َّ‬
‫ََّّيوضح َّالجدول َّالسَّابق َّصادرات َّالحبوب َّوانتاجيتها‪َّ ،‬حيث َّبلغت َّسنة‪1919‬م َّحواليَّ‬
‫َّوبعدها َّالحربَّ‬
‫‪َّ 2318511‬طن َّلتشهد َّتراجع َّسنة َّ‪1931‬م‪َّ ،‬نظ ار َّلتأثرها َّباألزمة َّاالقتصادية َّ‬
‫العالمية َّالثَّانية‪َّ ،‬مع َّوجود َّنوع َّمن َّالتعافي َّفي َّسنة َّ‪1954‬م‪َّ ،‬وسبب َّاالنخفاض َّراجع َّإلىَّ‬
‫غراسةَّإدارةَّاالحتاللَّللكرومَّعلىَّحسابَّزراعةَّالحبوب‪.2‬‬
‫َّ‬
‫ب)‪َّ-‬صادراتَّالمواشي‪َّ َّ:‬‬
‫جدول(‪َّ:)18‬يوضحَّصادراتَّالمواشيَّمن‪َّ1919‬إلىَّ‪1938‬م‪َّ .3‬‬

‫‪َّ 1938‬‬ ‫‪َّ 1931‬‬ ‫‪َّ 1925‬‬ ‫‪َّ 1919‬‬ ‫السَّنوات َّ‬

‫‪َّ 802227‬‬ ‫‪َّ 755085‬‬ ‫‪َّ 105951‬‬ ‫‪َّ 183918‬‬ ‫الغنـــــــم َّ‬

‫‪َّ 5044‬‬ ‫‪َّ 10292‬‬ ‫‪َّ 13374‬‬ ‫‪َّ 3526‬‬ ‫البقــــــــــــــــر َّ‬

‫‪َّ 12936‬‬ ‫‪َّ 3835‬‬ ‫‪َّ 4281‬‬ ‫‪َّ 61‬‬ ‫الخيـــــــــــــل َّ‬

‫ََََََََّّّّّّّّيوضح َّالجدول(‪َّ )18‬صادرات َّكل َّمن َّالغنم‪ََّّ ،‬والبقر‪ََّّ ،‬والخيل‪َّ ،‬حيث َّأنَّ َّالغنم َّشهدَّ‬
‫تراجعَّسنةَّ‪1925‬مَّمقارنةَّمعَّسنةَّ‪1919‬مَّالذيَّقدرَّحجمهاََّّبِـ‪ َّ183.918َّ:‬أرسا‪َّ،‬إالَّأنهَّبعدَّ‬
‫ذلكَّيالحظَّتطو اَّر‪َّ .‬أمَّاَّالبقرَّعلىَّعكسَّالغنمَّفلقدَّشهد َّانخفاضاَّ َّملحوظاَّ َّمنَّ‪َّ 13.374‬رأساَّ‬
‫سنة َّ‪1925‬م‪َّ ،‬إلى َّ‪َّ 5.044‬رأسا َّسنة‪1938‬م‪َّ .‬أمَّا َّالخيل َّفيشهد َّعدم َّاالستقرار َّففي َّسنةَّ‬

‫عبدَّالرحمانَّرزاقي‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪.َّ107َّ-106.‬‬
‫َّ‬ ‫‪َّ-1‬‬
‫‪2‬‬
‫بيَّالزبيري‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪.41.‬‬
‫َّ‪َّ-‬محمدَّالعر ّ‬
‫‪َّ-3‬عبدَّالرحمانَّرزاقي‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .122َّ-121.‬‬

‫‪50‬‬
‫ال ِّزراعة في الجزائر ‪1954 – 1919‬م‬ ‫الفصل األ َّول‪:‬‬

‫‪1919‬م َّقدر بـ‪َّ 61:‬رأساَّ‪َّ،‬وسنةَّ‪1931‬مَّارتفع‪َّ،‬وبعدهَّشهدَّانخفاضاَّ َّإلىَّ‪َّ 3835‬رأسا‪َّ،‬ليرتفعَّ‬


‫سنة‪1938‬م‪َّ،‬ليصلَّإلىَّ‪َّ12.936‬رأساَّ‪َّ.‬وسببَّهذاَّالتذبذبَّراجعَّلقلةَّالمراعيَّوتوفرها‪َّ .1‬‬
‫ج)‪َّ-‬صادراتَّزيتَّالزيتون‪َّ َّ:‬‬
‫اتَّزيتَّالزيتونَّمن‪َّ1919‬إلىَّم‪َّ .21940‬‬
‫َّ‬ ‫جدول(‪َّ:)19‬يوضحَّتطورَّصادر‬

‫‪َّ 1940‬‬ ‫‪َّ 1931‬‬ ‫‪َّ 1925‬‬ ‫‪َّ 1919‬‬ ‫السنوات َّ‬

‫‪َّ 22100‬‬ ‫‪َّ 83048 َّ 114550‬‬ ‫زيتَّزيتون(هكتولتر) َّ ‪َّ 3643‬‬

‫َّالزيتون َّفمن َّخالل َّمعطيات َّالجدول َّاإلحصائية َّيتضح َّأنََّّ‬


‫ََََََََّّّّّّّّأما َّعن َّصادرات َّزيت َّ‬
‫قيمة َّصادرات َّسنة َّ‪1919‬م َّحوالي َّ‪َّ 3643‬هكتولتر‪َّ ،‬إالَّ َّأنَّه َّفي َّسنة َّ‪1925‬م َّشهدت َّتقدمَّ‬
‫ملحوظا َّبسبب َّاالهتمام َّبزراعتها‪َّ ،3‬وبعد َّذلك َّتراجع َّلتأثره َّباألزمة َّاالقتصادية َّالعالمية َّوكذاَّ‬
‫َّواندالعَّالحربَّالعالميةَّالثَّانية‪َّ .‬‬
‫كماَّيظهرَّتفاوتَّفيَّقطاعَّالخدماتَّبينَّالقطاعينَّاألوروبيَّوالجزائري‪َّ،‬حيثَّأنََّّاألوروبيَّ‬
‫نسبةَّمساهمتهَّفيَّقطاعَّالتَّجارةَّأساسية َّوكبيرة‪َّ،‬بحيثَّكانتَّصادراتَّتمثلَّأغلبهاَّفيَّالقطاعَّ‬
‫األوروبي‪َّ ،‬أما َّالقطاع َّالتَّقليدي َّفمشاركته َّغير َّثابتة‪َّ،4‬وهذا َّالتَّدهور َّراجع َّإلى َّالحصارَّ‬
‫االقتصاديَّالذيَّيمنعَّكلَّتطورَّوتنميةَّفيَّهذاَّالقطاع‪َّ .5‬‬
‫ولقد َّأدى َّالنظام َّالجمركي َّإلى َّتطور َّالتَّجارة َّالخارجية َّإلى َّفرنسا‪َّ ،‬لتحكمه َّفي َّالتَّبادلَّ‬
‫التَّجاري َّبين َّالجزائر َّواألسواق َّالخارجية‪َّ ،6‬مما َّأدى َّإلى َّدمج َّاالقتصاد َّالجزائري َّباالقتصادَّ‬
‫األوروبي‪َّ .7‬‬
‫وفي َّاألخير َّيمكننا َّطرح َّسؤال‪َّ ،‬وهو‪َّ :‬إذا َّكان َّهذا َّهو َّواقع َّالزراعة َّفي َّالجزائر َّفيما َّبينَّ‬
‫سنتيَّ‪َّ1919‬وَّ‪1954‬مَّحيثَّسخرتَّكلّهاَّألجلَّخدمةَّاالقتصادَّاالستعماريَّالكولونيالي‪َّ،‬فماَّ‬
‫ائر؟َّوكيفَّسخرتَّلخدمةَّاالقتصادَّالفرنسي؟ َّ‬
‫ّ‬ ‫هوَّواقعَّالصناعةَّفيَّهاتهَّالفترةَّداخلَّالجز‬

‫‪َّ-1‬محمدَّشبوب‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪.76.‬‬
‫عبدَّالرحمانَّرزاقي‪َّ:‬المرجعَّالسَّابق‪َّ،‬ص‪َّ .113َّ-112.‬‬
‫َّّ‬ ‫‪َّ-2‬‬
‫‪َّ-َّ3‬أحمدَّمهساس‪َّ:‬المصدرَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .168.‬‬
‫‪َّ-4‬محمدَّشبوب‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .75.‬‬
‫‪َّ-5‬عبدَّالرحمانَّرزاقي‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .18.‬‬
‫‪َّ-6‬المرجعَّنفسه‪َّ،‬ص‪َّ .12.‬‬
‫‪َّ-7‬عبدَّالحكيمَّرواحنة‪َّ:‬المرجعَّالسابق‪َّ،‬ص‪َّ .124.‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الصناعة في الجزائر‪1954 -1919‬‬

‫أوال‪ :‬الصناعة اإلستخراجية (الثقيلة)‬


‫ثانيا‪ :‬الصناعة التحويلية (الخفيفة)‬
‫ثالثا‪ :‬الصناعة في الجزائر(التقليدية)‬
‫رابعا‪ :‬االستغالل التجاري للصناعة في الجزائر‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫َّأوال‪َّ:‬الصَّناعةَّاإلستخراجية‪:‬‬
‫لم تقتصر الدولة االستعمارية الفرنسية في الجزائر‪ ،‬على استغالل الموارد الطبيعية‪ ،‬بما فيها‬
‫القطاع الزراعي‪ ،‬وثروات مافوق األرض‪ ،‬بل تجاوزته ليشمل الموارد الباطنية المعدنية‬
‫المنجمية‪ 1‬التي تزخر بها الجزائر‪ ،‬فعملت على استنزاف هذه األخيرة في كل مايخدم مصالحها‪.‬‬
‫حيث تركز النشاط الصناعي في الجزائر المستعمرة على الصناعة اإلستخراجية بمعنى‬
‫استخراج واستخالص المواد المعدنية وكل ما يمكن أن يفيد الصناعة الفرنسية كمواد خام أو‬
‫مواد أولية لتلك الصناعة‪ ،2‬باستغالل موارد المستعمرة‪ ،‬باعتبار الجزائر موردا هاما للمواد‬
‫الخام‪ ،3‬فالدولة االستعمارية لم تقم بأي جهد للنهوض بالمستعمرة‪ ،4‬نظ ار الهتمامها بالنشاط‬
‫المتركز في التنقيب على المناجم وحفرها ثم استغاللها‪ ،5‬لما لها من أهمية لمحتوياتها من موارد‬
‫جليلة تتمثل في مختلف المعادن منها‪ :‬الحديد‪ ،‬والفوسفات‪ ،‬والزنك‪ ،‬والرصاص‪ ،6‬وكذلك الفحم‬
‫الحجري‪،‬التي يودون الحصول عليها بغية تنمية اقتصاد وطنهم فرنسا‪.7‬‬
‫‪)1‬ـــــَّأهمَّالمناجمَّالجزائريةَّواستغاللها‪َّ :‬‬
‫أ) َّـــــ َّمنجم َّالونزة‪ :‬تقع مرتفعات الونزة في الشمال الشرقي للجزائر وتبعد عن مقر الوالية‬
‫الحالي تبسة بـِ‪ 80:‬كم و‪160‬كم عن مدينة عنابة بالقرب من الحدود الجزائرية التونسية‪ .‬يعود‬
‫تاريخ بداية التنقيب عن معدن الحديد في منجم الونزة‪ 8‬إلى سنة ‪ 1878‬حيث أصدرت السلطات‬

‫‪-1‬ينظ ار الملحق رقم ‪،4‬ص‪.114‬‬


‫‪ -2‬أسامة صاحب منعم‪« :‬األوضاع االقتصادية العامة للجزائر في ظل اإلدارة الفرنسية ‪ 1830‬ـ ـ ـ ‪1962‬م ومحاوالت البحث‬
‫عن النفط قبل االستقالل»‪ ،‬مجلة َّبابل َّللدراسات َّاإلنسانية‪ ،‬مج‪،4.‬ع‪،3.‬منشورات مركز بابل للدراسات اإلنسانية‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص‪.228.‬‬
‫‪ -3‬إبراهيم مياسي‪ :‬منَّقضاياَّتاريخَّالجزائرَّالمعاصر‪ ،‬ط‪ ،1.‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1999 ،‬ص‪.24.‬‬
‫‪ -4‬جمال قنان‪«:‬التوسع االستعماري ظاهرة عدوانية تسلطية واستغاللية»‪ ،‬أعمالَّالملتقىَّالدوليَّحولَّاالستعمارَّبينَّالحقيقة‬
‫والجدل َّالسياسي َّبالجزائر‪،‬المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر ‪،1954‬منشورات و ازرة‬
‫المجاهدين‪ ،2007،‬ص‪.57.‬‬
‫‪ -5‬أنور عبد الغني العقاد ومحمد عبد الحميد الحمادي‪ :‬الجغرافياَّاالقتصاديةَّمواردَّالطاقةَّوالمواردَّالمعدنية‪،‬ج‪،2.‬ط‪ ،1.‬دار‬
‫المريخ‪ ،‬الرياض‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ن)‪ ،‬ص‪.17.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- s.l: caractéristique Economiques de l'algérie , Typographie Adolphe Jourdan, imprimeur-‬‬
‫‪libraire- editeur, place de gouvernement,1903,p.18.‬‬
‫‪ -7‬بطاهر يمينه‪ :‬تاريخ َّالمناجم َّالجزائرية َّ‪1830‬ــــ َّ‪.video,mob,ge/géo/vidéo, php? Id=7ydbhbmxo،1962‬‬
‫تاريخ الولوج‪.9:30. 2019/04/20 :‬‬
‫‪ -8‬ينظر الملحق‪ :‬رقم‪ ،5‬ص‪.115‬‬

‫‪53‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫االستعمارية مرسوم ‪ /02/26‬من نفس السنة يرخص لمستوطن من عنابة يدعى "ريقونيَّ–‬
‫‪ "Regoni‬البحث عن معدن الحديد في جبل الونزة‪ ،1‬والذي أنشأ له شركة الونزة للصلب‪ ،2‬إال‬
‫أنه لم يشرع في استغالله إال في سنة ‪ ،31921‬بسبب أشكال وجوده المختلفة وأعماقه‬
‫المتفاوتة‪ ،‬فراح يستخرجه‪ ،‬ووجه إنتاجه خصيصا للتصدير نحو الطلب األوروبي‪.4‬‬
‫ب)َّــــَّمنجمَّبوخضرة‪:‬‬
‫يقع منجم بوخضرة في جبل بوخضرة باإلقليم الشمالي لوالية تبسة‪،‬إلى جانب منجم الونزة‬
‫على الحدود الجزائرية التونسية‪،5‬ويحتل المرتبة الثانية بعد منجم الونزة‪.6‬‬
‫وكان أول منجم تحصل فيه على رخصة التنقيب على معدن الزنك والرصاص و تم‬
‫استغالله من طرف مستوطن يدعى "بيرو–‪ "Pérou‬ابتداء من سنة ‪ ،1918‬ويتكون المنجم من‬
‫قسمين قسم جنوبي وقسم شمالي سطحي‪ ،‬وهو األهم ألنه غني بالحديد وسهل االستغالل‪،7‬‬
‫حيث يصل عمق سمك عروق المعدن فيه إلى ‪ 150‬متر والقسم الجنوبي حديث النشأة يتراوح‬
‫سمك عروق معدنه ‪70‬سم‪ ،‬وقدر احتياطه بنحو ‪ 20‬مليون طن‪ .8‬حيث تم ربط كال من‬
‫المنجمين الونزة وبوخضرة بميناء عنابة عن طريق خط السكك الحديدية (عنابة ـ ـ قالمة) في‬

‫‪ -1‬وردة ناصر‪ :‬الصناعة َّاإلستخراجية َّالفرنسية َّفي َّوآثرها َّعلى َّاالقتصاد َّالكولونيالي َّــ َّالمنطقة َّالحدودية َّالشرقيةَّ‬
‫أنموذجا‪َّ 1830‬ــــ َّ‪1962‬م‪َّ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر (غير َّمنشورة)‪ ،‬تخ‪ :‬تاريخ معاصر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬قسم العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ص‪.71 – 70.‬‬
‫‪ -2‬بطاهر يمينه‪ :‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -3‬عبد الوهاب شاللي‪:‬دور َّعمال َّالمناجم َّالجزائرية َّفي َّثورة َّالتحرير َّالجزائرية َّ‪َّ 1954‬ــــ َّ‪1962‬م َّالمنطقة َّالحدوديةَّ‬
‫الشرقيةَّنموذجا‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه (غيرَّمنشورة)‪ ،‬تخ‪ :‬تاريخ حديث ومعاصر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية والعلوم‬
‫االجتماعية‪ ،‬قسم التاريخ و اآلثار‪ ،‬جامعة متنوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪2011 ،‬م‪ ،‬ص‪. 36.‬‬
‫‪ -4‬وردة ناصر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.72 – 71.‬‬
‫‪ -5‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.73.‬‬
‫‪ -6‬سعيدة عماري و صباح مسعودي‪ :‬القطاع َّالصناعي َّفي َّالجزائر َّما َّبين َّ‪َّ 1919‬ــــ َّ‪ ،1954‬مذكرة مكملة لنيل شهادة‬
‫الليسانس في التاريخ (غير َّمنشورة)‪ ،‬معهد العلوم االجتماعية واإلنسانية ‪ ،‬قسم التاريخ‪ ،‬المركز الجامعي بالوادي‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2012‬ص‪.31.‬‬
‫‪ -7‬عبد الوهاب شاللي‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 37.‬‬
‫‪ -8‬وردة ناصر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 73.‬‬

‫‪54‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بداية الحرب العالمية الثانية‪ ،‬ليتسنى لها التصدير إلى األسواق الفرنسية‪ ،1‬فعرف هذان‬
‫المنجمان عهدا جديدا في االستغالل المنجمي والتسويق‪.2‬‬
‫ج)َّـــــَّمنجمَّالكويف‪َّ:‬‬
‫يقع منجم الكويف على بعد ‪ 27‬كم شمال شرق مدينة تبسة‪ ،‬في جبل تبلغ ِقمته ‪1180‬م‪،‬‬
‫وتشرف على استغالله شركة فوسفات قسنطينة‪ ،3‬وعرف منجم الكويف أول بداية استغالل‬
‫لمعدن الفوسفات بالجزائر‪ ،4‬حيث يعد أهم حقل من حقول التنقيب عن الفوسفات‪ ،5‬وقد بدأ‬
‫استغالله من طرف مستثمر فرنسي يدعى "ميشال–‪ "Michelle‬سنة ‪1884‬م‪ ،6‬ويوجد معدن‬
‫الفوسفات في محيط ‪ 20‬كم ضمن طبقات معدنية يقدر سمكها بأربعة أمتار‪ ،‬ويستخرج‬
‫الفوسفات بطريقتين واحدة سطحية وأخرى باطنية‪ ،7‬حيث يستخرج منه حوالي ‪1200‬طن في‬
‫اليوم‪ ،8‬وتتراوح نسبة الفوسفات في منجم الكويف ما بين ‪ 58‬و‪.9%66‬‬

‫د)َّـــــَّمنجمَّخنقهَّالموحاد‪َّ َّ:‬‬

‫يقع على بعد ‪10‬كم جنوب الكويف و‪17‬كم شرق مدينة تبسة‪ ،‬وتعد أولى اكتشافات منجم‬
‫صل على رخصة التنقيب عن معدن الزنك والرصاص‬ ‫خنقه الموحاد في عام ‪ ،1904‬وقد ح ِ‬
‫مؤسسة موكتا للحديد‪ ،11‬بتاريخ ‪ 5‬ماي ‪ ،1909‬ولم يشرع في استغالله إال في سنة‬ ‫‪10‬‬
‫والحديد‬
‫‪.121950‬‬

‫‪ -1‬أسامة صاحب منعم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.228.‬‬


‫‪ -2‬وردة ناصر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.73.‬‬
‫‪-3‬ينظ ار الملحق‪ :‬رقم ‪ ،6‬ص‪.116‬‬
‫‪ -4‬وردة ناصر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.77.‬‬
‫‪ -5‬صالح عباد‪:‬الجزائرَّبينَّفرنساَّوالمستوطنينَّ‪1830‬ـــ‪،1930‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1999 ،‬ص‪.100.‬‬
‫‪ -6‬وردة ناصر‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.77.‬‬
‫‪ -7‬عبد الوهاب شاللي‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 8.‬‬
‫‪ -8‬وردة ناصر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.77.‬‬
‫‪ -9‬عبد الوهاب شاللي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.8.‬‬
‫‪ -10‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.8.‬‬
‫‪ -11‬محفوظ قداش‪َّ:‬جزائرَّالجزائريينَّتاريخَّالجزائرَّ‪1930‬ــ‪ ،1962‬تر‪ :‬محمد المعراجي‪،‬ط‪ ،1.‬المؤسسة الوطنية لالتصال‬
‫والنشر واإلشهار‪ ،‬الجزائر‪ ،2008،‬ص‪.161.‬‬
‫‪ -12‬وردة ناصر‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.80.‬‬

‫‪55‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ه)َّــــَّمنجمَّالقنادسة‪َّ َّ:‬‬

‫يعتبر منجم الفحم الحجري‪ 1‬الواقع بالجنوب الغربي بالقنادسة‪،2‬التابعة لمدينة بشار‪ ،3‬مورد‬
‫طاقوي مهم‪ ،‬وقد تم ربط المنجم بمحطة بشار‪ ،‬ومن ثم ربطه بميناء أرزيو عن طريق السكة‬
‫الحديدية‪ ،‬من أجل استغالل المورد الطاقوي المتمثل في الفحم الحجري‪ ،4‬الذي يعد موردا هاما‬
‫خاصة في الجنوب‪.5‬‬

‫يعود تاريخ اكتشاف الفحم بمنجم القنادسة‪ 6‬إلى سنة ‪ ،19177‬من طرف "قايوفان َّ‪-‬‬
‫‪ ،"Gaevan‬وفي ‪ 1‬أوت ‪،1918‬كلفت شركة السكة الحديدية‪ ،‬شركة مقطع الحديد من أجل‬
‫التسريع في العمل‪،‬والتي تعد مختصة في التعدين‪ ،‬وتمتاز بامتالكها للمعدات المجهزة الالزمة‬
‫التي تسمح باستخراج الفحم الذي يزيد عن عمق ‪ 80‬متر‪.8‬‬

‫حيث بدأ في استغالل منجم الفحم الحجري بالقنادسة‪ ،9‬بناء على العقد المبرم ابتداء من‬
‫تاريخ ‪ 1‬أوت ‪ 1918‬إلى غاية ‪ 31‬مارس ‪ ،1920‬وخالل هذه الفترة تم تسليم كمية إنتاج الفحم‬
‫المقدرة بــِ‪ 7417 :‬طن لشركة السكة الحديدية الجزائرية‪.10‬‬

‫‪-1‬جياللي صاري‪ :‬الجزائر َّصمود َّومقاومات َّ‪َّ 1830‬ــــ َّ‪ ،1962‬تر‪ :‬خليل أوذاينية‪،‬ط‪ ،1.‬ديوان المطبوعات الجامعي‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.212 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ Félix Flack: «Mines de knadza produiront bientôt deux cent tonnes par jour» ;Le Figaro‬ـ‬
‫‪n15Année 70 ; lundi 21 avril 1924 ,p1 .‬‬
‫‪ -3‬منطقة جافة وساخنة تبعد عن ميناء وهران بحوالي ‪ 500‬كلم‪ .‬ينظر‪ :‬عبد القادر حليمي‪ :‬جغرافيةَّالجزائر(طبيعية‪َّ،‬بشرية‪،‬‬
‫اقتصادية)‪ ،‬ط‪ ،2.‬مطبعة اإلنشاء‪ ،‬دمشق‪ ،1986 ،‬ص‪.239.‬‬
‫‪-4‬إبراهيم جبلي ‪:‬السياسةَّالطاقويةَّلالستعمارَّالفرنسيَّفيَّالجزائرَّ‪1900‬ـــَّ‪ ،1962‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر (غيرَّ‬
‫منشورة )‪ ،‬تخ‪ :‬تاريخ الجزائر االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة حسيبة‬
‫بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،2018،‬ص‪.11.‬‬
‫‪ -5‬إبراهيم مياسي‪« :‬دوافع احتالل فرنسا للجزائر»‪َّ،‬مجلةَّالرؤية‪ ،‬ع‪،3.‬المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية‬
‫وثورة أول نوفمبر ‪ ،1954‬مطابع الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬السداسي األول ‪ ،1997‬ص‪.100.‬‬
‫‪-6‬ينظر الملحق‪ :‬رقم ‪،7‬ص‪.117‬‬
‫‪7‬‬
‫‪-engéne Gruch: la houillère de knadza ,l'écho de Tiaret, n806, Année 21, samedi17juillet,‬‬
‫‪1926, p.1.‬‬
‫‪ -8‬جبلي إبراهيم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.13.‬‬
‫‪ -9‬أحمد مهساس‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.122.‬‬
‫‪ -10‬جبلي إبراهيم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.16.‬‬

‫‪56‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪َّ)2‬ـــــَّأهمَّالمعادنَّالمستخلصةَّ‪َّ :‬‬

‫أ)َّـــــَّالحديد‪َّ :‬‬

‫يعد الحديد من أهم المعادن التي تحتويها المناجم الجزائرية‪،‬والذي يعتبر من أكثر المعادن‬
‫المطلوبة في األسواق العالمية‪ ،1‬وكان يستغل في مناجم موزعة عبر مناطق مختلفة‪ ،‬إال أن‬
‫مناجم الشرق الجزائري في مقدمة تلك المناجم من حيث األهمية‪ ،2‬مثل‪ :‬منجم حديد الونزة‪،3‬‬
‫إلى جانب منجم بوخضرة‪ ،‬وهذا دليل على غنى باطن األرض الجزائرية بمختلف المعادن‪ ،4‬أما‬
‫اإلنتاج المعدني فهو يقوم أساسا على استخراج مادتين أساسيتين هما‪ :‬الحديد والفوسفات‪،‬‬
‫إضافة إلى ذلك الزنك والرصاص‪،‬وأيضا الفحم الحجري‪.5‬‬

‫عرف إنتاج معدن الحديد ‪ 750‬ألف طن سنة ‪ ،61919‬ثم ارتفع إلى ‪1‬مليون طن سنة‬
‫‪ ،71920‬ليصل سنة ‪ 1924‬إلى ‪ 1.662.506‬طن؛احتكر منجم الونزة منها لوحده‬
‫‪ 595.656‬طن‪ ،‬كما ارتفع اإلنتاج‪8‬ليصل إلى ‪ 2.2‬مليون طن سنة ‪.91930‬‬

‫‪ -1‬عبد الحكيم رواحنة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.117.‬‬


‫‪ -2‬حياة تابتي‪ :‬األوضاعَّاالقتصاديةَّواالجتماعيةَّبالقطاعَّالوهرانيَّ‪َّ 1929‬ــــَّ‪ ،1954‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‬
‫(غيرَّمنشورة) ‪ ،‬تخ‪ :‬التاريخ الحديث والمعاصر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية‪ ،‬قسم التاريخ وعلم اآلثار‪ ،‬جامعة أبي‬
‫َّ‬
‫بكر بلقايد تلمسان‪ ،2011 ،‬ص‪.34.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Archive nationales de monde du travail: Guide des source a la Guerre d'Algérie‬‬
‫‪conservées, Roubaix, aout 2011, p.69.‬‬
‫‪ -4‬حياة تابتي‪َّ:‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.34.‬‬
‫‪ -5‬بلقاسم صغيري وثامر بلعباس‪ :‬االستيطانَّالفرنسيَّودورهَّفيَّتفكيكَّبنيةَّالمجتمعَّالجزائريَّ‪1830‬ـــ‪ ،1962‬مذكرة مكملة‬
‫لنيل شهادة الماستر في التاريخ (غير َّمنشورة)‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم التاريخ‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪،‬‬
‫المسيلة‪،2017 ،‬ص‪.52.‬‬
‫‪ -6‬عبد الحكيم رواحنة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.118.‬‬
‫‪ -7‬أحمد مهساس‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.120.‬‬
‫‪ -8‬عبد الحكيم رواحنة‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.118.‬‬
‫‪ -9‬الهواري عدى‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.160.‬‬

‫‪57‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫جدول(‪ :)20‬يوضحَّتطورَّإنتاجَّمعدنَّالحديدَّمنَّ‪1919‬إلىَّ‪َّ 11954‬‬

‫‪َّ 1935‬‬ ‫‪َّ 1931‬‬ ‫‪َّ 1929‬‬ ‫‪َّ 1927‬‬ ‫‪َّ 1924‬‬ ‫‪َّ 1920‬‬ ‫السَّنوات َّ ‪َّ 1919‬‬

‫‪َّ 1696999‬‬ ‫‪َّ 900000 َّ 2196000‬‬ ‫‪َّ 2550656 َّ 1662506‬‬ ‫‪َّ 1000000‬‬ ‫‪َّ 750‬‬ ‫الحديد َّ‬

‫(طن) َّ‬

‫‪َّ 1954‬‬ ‫‪َّ 1953 َّ 1951‬‬ ‫‪َّ 1945‬‬ ‫‪َّ 1940‬‬ ‫‪َّ 1939‬‬ ‫السَّنوات َّ ‪َّ 1937‬‬

‫‪َّ 3600000 َّ 3388000 َّ 2823000 َّ 19970707 َّ 1606000‬‬ ‫‪َّ 2988000‬‬ ‫‪َّ 1394406‬‬ ‫الحديد َّ‬

‫(طن) َّ‬

‫شكلَّ(‪َّ:)8‬تطورَّإنتاجَّالحديدَّمنَّ‪1919‬إلىَّ‪1954‬م َّ‬

‫كمية الحديد (طن)‬


‫‪4000000‬‬
‫‪3500000‬‬
‫‪3000000‬‬
‫‪2500000‬‬
‫‪2000000‬‬ ‫إنتاجَّالحديدَّ‬
‫‪1500000‬‬
‫‪1000000‬‬

‫السنواتَّ‬
‫‪500000‬‬
‫‪0‬‬

‫َّ‬
‫من خالل الجدول والشكل(‪ )8‬نالحظ هناك نمو وتزايد في إنتاج معدن الحديد في الفترة‬
‫الممتدة بين سنتي ‪ 1924‬و‪ ،1927‬إال أن الفترة التي تلت هذه الثالث سنوات شهدت انخفاضا‬
‫كبي ار وذلك راجع إلى األزمة العالمية سنة ‪ 1929‬التي ضربت االقتصاد العالمي‪ ،‬حيث قدر‬
‫اإلنتاج بـِ‪ 900000:‬طن‪ ،2‬وواصل تدهوره إلى غاية سنة ‪ ،1931‬بعدها بدأ باالنتعاش مع‬
‫تذبذب بلغ ذروة إنتاجه سنة ‪ ،1939‬ليصل إلى ما يقارب ‪ 3‬مليون طن إال أن بسبب الحرب‬
‫العالمية الثانية‪ ،‬ليشهد تراجع إلى‪ 1606000‬سنة ‪ ،1940‬ثم عرف تطو ار ملحوظا بعد نهاية‬

‫‪ -1‬لبنى معمري وهند فايزي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.67.‬‬


‫‪ -2‬أحمد مهساس‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.120.‬‬

‫‪58‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الحرب العالمية الثانية ليصل إلى ‪ 3.6‬مليون طن سنة ‪ ،11954‬نظ ار للحاجة العالمية للحديد‪،2‬‬
‫وال سيما في مجال صنع األسلحة‪.3‬‬
‫ب)َّـــــَّالفوسفات‪َّ :‬‬
‫يصنف في المرتبة الثانية بعد معدن الحديد إضافة إلى أهميته بموازاة معدن الحديد‪،‬‬
‫فالفوسفات هو معدن ناتج عن تحول بقايا حيوانية منذ آالف السنين‪ 4‬يصنع منه السماد‬
‫الضروري للحياة النباتية ويستخرج في شكل صخور رمادية اللون‪ ،5‬فهو ذو شهرة عالمية‬
‫يستخرج أكثره من منجم الكويف‪ ،6‬الذي يقع في بجبل الكويف‪ ،7‬الذي يعد من أكبر المناجم‬
‫إلنتاج الفوسفات في الجزائر‪.8‬‬
‫وبعد الحرب العالمية األولى عرف اإلنتاج السنوي للفوسفات نموا حقيقيا حيث انتقل في الفترة‬
‫الممتدة بين سنتي ‪ 1920‬و‪ 1930‬من ‪ 40‬ألف طن سنويا‪ ،9‬إلى ‪ 850.000‬ألف طن‬
‫سنويا‪َّ .10‬‬
‫‪11‬‬
‫جدول(‪َّ:)21‬تطورَّإنتاجَّالفوسفاتَّبمنجمَّالكويفَّمنَّ‪َّ1920‬إلىَّ‪1954‬م‬
‫‪َّ 1935‬‬ ‫‪َّ 1930‬‬ ‫‪َّ 1928‬‬ ‫‪َّ 1927‬‬ ‫‪َّ 1926 َّ 1925‬‬ ‫‪َّ 1920‬‬ ‫السَّنوات َّ‬
‫‪َّ 572000 َّ 850000 َّ 699090 َّ 772160 َّ 792834 َّ 702159‬‬ ‫‪َّ 40000‬‬
‫الفوسفات(طن) َّ‬
‫‪َّ 1954‬‬ ‫‪َّ 1953‬‬ ‫‪َّ 1951 َّ 1948‬‬ ‫‪َّ 1943‬‬ ‫‪َّ 1940‬‬ ‫‪َّ 1939‬‬ ‫السَّنوات َّ‬
‫‪َّ 682083 َّ 618000 َّ 776000 َّ 614312 َّ 100000 َّ 404900 َّ 294000‬‬ ‫الفوسفات(طن) َّ‬

‫‪ -1‬عدى الهواري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.160.‬‬


‫‪ -2‬حياة تابتي‪ :‬األوضاعَّاالقتصاديةَّواالجتماعيةَّبالقطاعَّالوهرانيَّ‪َّ1929‬ـــَّ‪،1954‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.198.‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪،‬ص‪.197.‬‬
‫‪ -4‬عبد الحكيم رواحنة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.118.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Henri Charles –la vauzelle:situation économique actuelle de l'agérie, editeur militatre,‬‬
‫‪place saint –André- des arts, Paris, c.a.p.p.13.‬‬
‫‪ -6‬أحمد توفيق المدني‪َّ:‬هذهَّالجزائر‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.125.‬‬
‫‪ -7‬أندري برنيان وآخرون‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.52.‬‬
‫‪ -8‬عبد الحكيم رواحنة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.118.‬‬
‫‪ -9‬عبد الوهاب شاللي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.30.‬‬
‫‪ -10‬عدى الهواري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.160.‬‬
‫‪ -11‬عبد الوهاب شاللي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ .29.‬وينظر‪ :‬عبد الرحمان رزاقي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ .38‬وينظر َّكذلك‪:‬‬
‫جياللي صاري ومحفوظ قداش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.179.‬‬

‫‪59‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫شكلَّ(‪َّ:)9‬إنتاجَّالفوسفاتَّبمنجمَّالكويفَّمن‪1920‬إلىَّ‪1954‬م َّ‬

‫كمية الفوسفات (طن)‬


‫‪900000‬‬
‫‪800000‬‬
‫‪700000‬‬
‫‪600000‬‬
‫‪500000‬‬
‫إنتاج الفوسفات‬
‫‪400000‬‬
‫‪300000‬‬
‫‪200000‬‬
‫‪100000‬‬
‫‪0‬‬
‫السنواتَّ‬

‫يبين الجدول والشكل (‪ )9‬الموضح أعاله تطورات إنتاج الفوسفات بمنجم الكويف في‬
‫الفترة الممتدة بين سنتي ‪ 1925‬و ‪ ،1930‬فنالحظ ارتفع إنتاجه بين سنتي ‪ 1925‬و ‪1926‬‬
‫من ‪ 702.159‬ألف طن ليرتفع إلى ‪ 792834‬ألف طن‪،‬وبلغ أوجه سنة ‪ ،1930‬ليصل إلى‬
‫‪ 850.000‬ألف طن‪ ،‬إال أنه من جراء األزمة االقتصادية العالمية‪ ،‬تراجع اإلنتاج ليصل إلى‬
‫حوالي ‪ 572.000‬ألف طن سنة ‪ ،11935‬مقارنة ببداية الثالثينيات‪ ،‬ليواصل انخفاضه إلى‬
‫‪294.000‬ألف طن سنة ‪ ،21939‬ليصل إلى ‪100.000‬ألف طن سنة ‪ ،31943‬وذلك بسبب‬
‫الحرب العالمية الثانية‪،‬وانعكاساتها السلبية على الدول الموردة للفوسفات‪ ،4‬إضافة إلى انخفاض‬
‫االستهالك العالمي وخاصة انخفاض االستهالك األوروبي‪ ،‬الذي كان وراء هذا التراجع‪ .5‬كما‬
‫أن ضعف قدرات خط سكة الحديد بين سوق أهراس و تبسة على اشحن الفوسفات بكميات‬
‫كبيرة‪ ،‬بسبب ضيقه قلص من استغالل هذا المعدن لفترة طويلة‪.‬إال أن في سنة ‪ 1954‬احتلت‬
‫الجزائر المرتبة السادسة عالميا في إنتاج الفوسفات‪ ،‬وبلغ إنتاج منجم الكويف لوحده ‪682.089‬‬
‫ألف طن‪،‬ما يعادل ‪ % 90‬من اإلنتاج الجزائري‪ ،‬ليتراجع بعد ذلك بشكل طفيف بسبب العمليات‬
‫الفدائية في بدايات الثورة التي طالت خط السكك الحديد الناقل للمعادن‪.6‬‬

‫‪ -1‬عبد الحكيم رواحنة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.119.‬‬


‫‪ -2‬عبد الوهاب شاللي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.30.‬‬
‫‪ -3‬أحمد مهساس‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.120.‬‬
‫‪ -4‬عبد الوهاب شاللي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.30.‬‬
‫‪-5‬عبد الحكيم رواحنة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.119.‬‬
‫‪ -6‬عبد الوهاب شاللي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.30.‬‬

‫‪60‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الزنــك‪َّ َّ:‬‬
‫ج)َّـــــَّ َّ‬
‫يعتبر الزنك من المعادن التي تنشط الصناعات اإلستخراجية في الجزائر‪ ،‬وهذا راجع الهتمام‬
‫الكولون به‪،‬فقد بلغ إنتاجه في الجزائر سنة ‪ 1925‬حوالي ‪ 54.000‬ألف طن‪،‬ليصل في حدود‬
‫‪ 60.000‬ألف طن سنة ‪ ،1926‬إال أن َإنتاجه تأثر بسبب األزمة االقتصادية العالمية سنة‬
‫‪ ،1929‬لينخفض ويصل إلى أدنى مستوياته سنة ‪ 1932‬إلى حدود ‪ 4000‬طن‪ ،1‬ثم ينتعش‬
‫ليبلغ سنة ‪ 1954‬حوالي ‪ 46.000‬ألف طن‪.2‬‬
‫الجدول(‪:)22‬يوضحَّتطورَّإنتاجَّمعدنَّالزنـــكَّمنَّ‪1925‬إلى‪َّ 31954‬‬

‫‪1937‬‬ ‫‪1935‬‬ ‫‪1933‬‬ ‫‪1931‬‬ ‫‪1929‬‬ ‫‪1927‬‬ ‫‪1925‬‬ ‫السنوات‬

‫‪17742‬‬ ‫‪4174‬‬ ‫‪5684‬‬ ‫‪8553‬‬ ‫‪33992‬‬ ‫‪47830‬‬ ‫الزنك طن ‪54000‬‬

‫‪1954‬‬ ‫‪1953‬‬ ‫‪1952‬‬ ‫‪1951‬‬ ‫‪1940‬‬ ‫‪1939‬‬ ‫السنوات‬

‫‪46000‬‬ ‫‪34400‬‬ ‫‪25400‬‬ ‫‪22000‬‬ ‫‪7600‬‬ ‫الزنك طن ‪9600‬‬

‫شكلَّ(‪َّ:)10‬تطورَّإنتاجَّالزنــكَّمنَّ‪1925‬إلىَّ‪َّ 1954‬‬

‫كمية الزنـــك (طن)‬


‫‪60000‬‬

‫‪50000‬‬

‫‪40000‬‬

‫‪30000‬‬
‫إنتاجَّالزنـــكَّ‬

‫‪20000‬‬

‫‪10000‬‬

‫‪0‬‬ ‫السنواتََّّ‬

‫َّ‬

‫‪ -1‬عبد الحكيم رواحنة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.120.‬‬


‫‪ -2‬هواري قبايلي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.137.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عبد الرحمان رزاقي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ .38‬وينظر‪ :‬جياللي صاري ومحفوظ قداش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ .179‬وينظر‪:‬‬
‫هواري قبايلي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ .137‬وينظرَّكذلك‪ :‬لبنى معمري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.69.‬‬

‫‪61‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يوضح الجدول أعاله والشكل (‪ )10‬انخفاضا في إنتاج الزنك‪،‬حيث نالحظ أن سنة‬


‫‪ 1927‬شكلت الذروة اإلنتاجية له‪ ،‬وبعدها تأثر كغيره من المعادن باألزمة االقتصادية‪،‬‬
‫لينخفض ويتراجع إلى أدنى مستوياته سنة‪1935‬م إلى ‪ 4174‬طن‪ ،‬وبعد ذلك شهد تحسنا‪ ،‬ففي‬
‫سنة ‪1937‬مبلغ انتاجه ‪ 11742‬ألف طن‪،‬إال أنه انخفض بعدها حتى بدايات الحرب العالمية‬
‫الثانية‪ ،‬ثم شهد تحسن وتزايد في إنتاجه إلى أن وصل إلى ‪ 46000‬طن سنة ‪.1954‬‬

‫الرصاص‪َّ :‬‬
‫د)َّـــــَّ َّ‬
‫بلغ إنتاج معدن الرصاص سنة ‪1919‬م حوالي ‪ 8435‬طن‪ ،‬وفي سنة ‪ 1925‬حوالي‬
‫‪16.459‬طن‪ ،‬ثم ارتفع اإلنتاج إلى حوالي ‪ 33‬ألف طن سنة ‪1927‬م بسبب الطالب العالمي‬
‫المتزايد عليه‪َّ .1‬‬
‫‪2‬‬
‫الجدول(‪َّ:)23‬تطورَّإنتاجَّمعدنَّالرصاصَّمن‪1919‬إلى‪1954‬‬
‫‪َّ 1935 َّ 1933 َّ 1931 َّ 1929 َّ 1927 َّ 1925 َّ 1919‬‬ ‫السَّنوات َّ‬

‫‪1726 157‬‬ ‫الرصاص(طن) َّ ‪9966 17381 33000 24263 8457‬‬

‫‪َّ 1954 َّ 1953 َّ 1952 َّ 1951 َّ 1940 َّ 1939 َّ 1937‬‬ ‫السَّنوات َّ‬
‫‪14800 11600 7100‬‬ ‫‪4600‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫الرصاص(طن) َّ ‪6000 7912‬‬

‫)‪َّ:‬تطورَّإنتاجَّالرصاصَّمنَّ‪1919‬إلىَّ‪1954‬م َّ‬
‫َّ‬ ‫شكلَّ(‪11‬‬

‫كمية الرصاص (طن)‬


‫‪350000‬‬
‫‪300000‬‬
‫‪250000‬‬
‫‪200000‬‬ ‫إنتاجَّالرصاصَّ‬
‫‪150000‬‬
‫‪100000‬‬
‫‪50000‬‬
‫‪0‬‬ ‫السنواتََّّ‬

‫َّ‬

‫‪ -1‬عبد الحكيم رواحنة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.121.‬‬


‫‪ -2‬عبد الرحمان رزاقي‪:‬المرجع السابق‪،‬ص‪.121.‬وينظرَّكذلك‪ :‬جياللي صاري ومحفوظ قداش‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.179.‬‬

‫‪62‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫من خالل الجدول والشكل (‪ )11‬الموضح أمامنا نالحظ أن موفور منتوجه كان سنة‬
‫‪ 1927‬إال أنه عرف تراجعا كبي ار بعد ذلك‪ ،‬لتأثر كغيره من المعادن‪ ،‬باألزمة االقتصادية‬
‫العالمية سنة ‪ ،1929‬وانخفض اإلنتاج بصورة كبيرة حيث وصل إلى ‪ 157‬طن سنة ‪1933‬م‬
‫هذا ما آثر على صادراته‪َّ .1‬‬

‫إال أن انتعاشه في السنوات الموالية لسنة ‪1933‬م‪ ،‬كان بسبب سياسات حكومة "بلوم‬
‫فيوليت"التي استمرت في تطبيق قانون العمل القسري في المناجم‪.2‬‬
‫ه)َّـــــَّالفحمَّالحـــجري‪:‬‬
‫هو مادة ناتجة عن بقايا نباتية مدفونة منذ آالف السنين تحت الرواسب تحولت إلى فحم‬
‫حجري بفعل عاملي الح اررة والضغط‪ ،3‬ويعتبر أهم منجم الستغالل الفحم الحجري بالجزائر هو‬
‫منجم القنادسة المتواجد قرب مدينة بشار‪ ،‬الذي يوجد فيه الفحم في شكل طبقات‪ 4‬متوسطة‬
‫سمكها ‪ 40‬سم‪.5‬‬
‫وقد ازداد االهتمام بالفحم الحجري في الجزائر بالنسبة لالستعمار الفرنسي أثناء وقائع الحرب‬
‫العالمية الثانية‪ ،‬وهذا راجع إلى نقص المصادر الطاقوية‪ ،6‬نتيجة انقطاع المواصالت وارتفاع‬
‫أسعار النقل‪.7‬‬
‫جدول(‪:)24‬يوضحَّتطورَّإنتاجَّالفحمَّبمنجمَّالقنادسةَّمنَّ‪1919‬إلى‪81954‬م‬
‫‪َّ 1927‬‬ ‫‪َّ 1926‬‬ ‫‪َّ 1925‬‬ ‫‪َّ 1924‬‬ ‫‪َّ 1923‬‬ ‫‪َّ 1922‬‬ ‫‪َّ 1921‬‬ ‫‪َّ 1919‬‬ ‫السَّنةَّ َّ‬

‫‪29500‬‬ ‫‪20100‬‬ ‫‪15000‬‬ ‫‪13500‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫‪9700‬‬ ‫‪9200‬‬ ‫‪5300‬‬ ‫الفحمَّ(طن) َّ‬

‫‪1954‬‬ ‫‪1953‬‬ ‫‪1952‬‬ ‫‪1950‬‬ ‫‪1946‬‬ ‫‪1943‬‬ ‫‪1938‬‬ ‫‪1929‬‬ ‫السَّنةَّ َّ‬

‫‪303000‬‬ ‫‪302994‬‬ ‫‪294000‬‬ ‫‪258000‬‬ ‫‪215000‬‬ ‫‪125000‬‬ ‫‪13000‬‬ ‫‪16000‬‬ ‫الفحم(طن) َّ‬

‫‪ -1‬عبد الحكيم رواحنة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.121.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ -‬أولفيه لوكور غرانميزون‪ :‬فيَّنظامَّاألهالي‪ ،‬تر‪ :‬العربي بوينون‪ ،‬ط‪ ،1.‬منشورات السائحي‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص‪.206.‬‬
‫‪ -3‬سعيدة عماري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.34.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Jule Gazenave :La houillère de knadza, L'Algérie français; N° 250, Année 14 ,vendredi‬‬
‫‪30mai, 1946 ,p.1.‬‬
‫‪ -5‬سعيدة عماري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.35.‬‬
‫‪ -6‬عبد الحكيم رواحنة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.122.‬‬
‫‪ -7‬سعيدة عماري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.35.‬‬
‫‪ -8‬جبلي إبراهيم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.17.‬‬

‫‪63‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫شكلَّ(‪َّ:)12‬تطورَّإنتاجَّالفحمَّبمنجمَّالقنادسةَّمنَّ‪َّ1919‬إلىَّ‪1954‬م َّ‬

‫كمية الفحم (طن)‬


‫‪350000‬‬

‫‪300000‬‬

‫‪250000‬‬

‫‪200000‬‬ ‫إنتاجَّالفحمَّ‬
‫‪150000‬‬

‫‪100000‬‬

‫‪50000‬‬

‫‪0‬‬
‫السنواتََّّ‬

‫من خالل الجدول والشكل (‪)12‬نالحظ تطورفي اإلنتاج السنوي للفحم بمنجم القنادسة‪،‬‬
‫الذي يعد المنبع األول كمصدر طاقوي على مستوى الجزائري‪ ،‬حيث شهدت الفترة مابين‬
‫الحربين العالميتين نمو ملحوظا في ارتفاع إنتاج الفحم من ‪ 5300‬سنة ‪1919‬م إلى ‪29500‬‬
‫سنة ‪1927‬م‪.‬‬
‫رغم عديد المشاكل التي واجهت كل من شركة مقطع الحديد‪ ،‬وشركة السكك الحديدية‬
‫المشرفتان على استغالل المنجم‪ ،‬مثل‪ :‬االنهيارات وانقطاع الطريق بسبب األعطال‪ ،‬إضافة إلى‬
‫ذلك نقص األيدي العاملة‪ ،‬ضف إلى ذلك كانت هناك عوائق طبيعية تحول دون ذلك‪ ،‬كهشاشة‬
‫األرض وبعد المسافة والعزلة التي تعاني منها المنطقة البعيدة عن أقرب ميناء‪ ،1‬كما أن عدم‬
‫اهتمام السلطة االستعمارية في المرحلة األولى بذلك المنجم أدى إلى عدم استغالله إال في‬
‫الحرب العالمية الثانية‪ ،‬فرغم ذلك كله نالحظ أن اإلنتاج شهد تطو ار كبي ار‪ ،‬فإلى جانب منجم‬
‫القنادسة منجم بشار الذي أدى استغالله في تطور اإلنتاج في السنوات الالحقة بحسب المنحنى‬
‫البياني‪.‬‬

‫‪ -1‬هواري قبايلي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.137.‬‬

‫‪64‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانياَّ‪َّ:‬الصَّناعةَّالتَّحويليةَّفيَّالجزائر‪َّ :‬‬
‫َّلم تشهد الجزائر تطو ار في هذا الميدان نظ ار لتركيز االستعمار الفرنسي حربه على هذه‬
‫الصناعات الموجودة آنذاك‪ ،‬والقيام بعمليات اقتصادية على أساس عدم التصنيع بالجزائر‪ ،1‬من‬
‫خالل إغراق السوق الجزائرية بما تحتاج إليه‪ ،‬ألنها كانت تخشى من أن تفقد أحد أسواقها‬
‫المضمونة لبيع وترويج منتجاتها‪ ،‬كماأن الهدف من ذلك هو اإلبقاء على السوق الجزائر‬
‫مرتبطة باالقتصاد الفرنسي الرأسمالي في جميع المجاالت‪َّ .2‬‬
‫حيث يرجع ظهور وقيام نشاط صناعي ذوبال في الجزائر‪ ،‬إلى ظروف الحرب العالمية‬
‫الثانية‪ ،‬بسبب إحساس فرنسا بالحاجة الملحة إلى أن يكون لها صناعات في‬
‫‪4‬‬
‫تابعة‬ ‫مستعمراتها‪،‬وخاصة في الجزائر‪ ،3‬فأقامت بعض المصانع الصغرى في الجزائر‬
‫للمؤسسات الصناعية الضخمة في فرنسا‪ ،‬حتى ال يكون تناقض مع المبدأ الذي تبنته‬
‫فرنسا‪،‬وهو فتح مصنع بالجزائر معنى ذلك إغالق أخر في فرنسا‪،5‬وكانت بعض المصانع‬
‫فروعا للمعامل بفرنسا‪.6‬‬

‫ومن بين هذه الصناعات بموازاة الصناعة اإلستخراجية وجود قطاع أخر يقوم على الصناعة‬
‫التحويلية الخفيفة‪،7‬والذي يعتبر أحد فروع القطاع الصناعي‪ ،‬ويتولى مهمة تحويل المواد األولية‬
‫الخام التي تستخرج من الطبيعة‪ ،‬وكذا اآلتية من القطاع الزراعي لغرض تهيئتها‪،‬بحيث تكون‬
‫مفيدة تشبع الحاجات اإلنتاجية أو االستهالكية ‪.8‬‬

‫‪ -1‬نبيلة دومي‪:‬األوضاع َّالعامة َّبالجزائر َّخالل َّالحرب َّالعالمية َّالثانية َّ‪َّ 1939‬ــــ َّ‪َّ 1945‬وانعكاساتها َّعلى َّمسار َّالحركةَّ‬
‫الوطنية‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر (غيرَّمنشورة)‪ ،‬تخ‪ :‬تاريخ معاصر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم العلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ -‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2017‬ص‪.64.‬‬
‫‪ -2‬محمد شبوب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.73.‬‬
‫‪ -3‬يحي بوعزيز‪:‬السياسة َّاالستعمارية َّمن َّخالل َّمطبوعات َّ َّحزب َّالشعب َّالجزائري َّ‪1830‬ـــ َّ‪ ،1954‬ط‪ ،1.‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1995 ،‬ص‪.79.‬‬
‫‪-4‬ينظر الملحق‪ :‬رقم ‪،8‬ص‪.118.‬‬
‫‪ -5‬بسام العسلي‪ :‬اهللَّأكبرَّوانطلقتَّالثورةَّالجزائرية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.31.‬‬
‫‪ -6‬حورية مايا بن فضة‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.74.‬‬
‫‪ -7‬حسينة حماميد‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.66.‬‬
‫‪ -8‬كريموا دراجي‪« :‬واقع وأفاق الصناعة التحويلية في الجزائر»‪ ،‬أعمال َّالملتقى َّالعلمي َّحول َّاستراتيجية َّتطوير َّالقطاعَّ‬
‫الصناعيَّفيَّتفعيلَّبرنامجَّالتنويعَّاالقتصاديَّيوميَّ‪6‬و‪7‬نوَّفمبرَّ‪ ،2018‬جامعة لونيسي علي‪ -‬البليدة‪ ،‬الجزائر‪،2018 ،‬‬
‫ص‪.3.‬‬

‫‪65‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وتهدف كل هذه النشاطات الصناعية أما إلى تلبية االستهالك المحلي الالمنتج‪ ،‬أو إلى‬
‫تحويل صناعي خفيف‪ ،‬من أبرزها مصانع الخمور‪ ،‬ومصانع المواد الغذائية‪ ،‬ومعامل التبغ‪،1‬‬
‫ومعاصر الزيت‪ ،‬وهذا كله من أجل تخفيف حجم المنتجات المعدة للتصدير‪ ،‬كما أن كلفة النقل‬
‫تعتبر دافع في ظهور عدد من النشاطات‪.2‬‬

‫‪)1‬ـــــَّصناعةَّالخمور‪َّ :‬‬

‫تعتبر صناعة الخمر إحدى الصناعات الفرنسية الرائجة‪ ،‬نظ ار ألهميتها لدى اإلدارة‬
‫تطور بحيث بلغ إنتاجها ‪ 21.9‬مليون‬
‫ا‬ ‫االستعمارية‪.3‬ولقد شهدت صناعة تقطير الخمور‬
‫هكتولتر في سنة ‪1932‬م‪ ،‬وأنخفض بعدها إلى ‪ 19.3‬مليون هكتولتر سنة‪1954‬م‪ ،‬إال أن هذه‬
‫الصناعة تحتوي على وحدات تقطير قدر عددها سنة ‪1925‬م بــِ‪ 25 :‬وحدة في عمالة وهران‪،‬‬
‫و‪ 25‬وحدة في عمالة الجزائر‪ ،‬و‪ 3‬وحدات في عمالة قسنطينة‪ ،‬كانت كلها حديثة‪.4‬‬

‫وبموجب مرسوم نوفمبر ‪1925‬م الذي نص على ضرورة إقامة تعاونيات خاصة بمنتجي‬
‫الخمور في الجزائر‪ ،‬استجابة لتنظيم هذه الصناعة ومساعدتها وتطويرها لصالح الكولون‪ ،‬حيث‬
‫تلقت هذه األخيرة مساعدات مالية قدرت سنة ‪ 1926‬بعشرة ماليين فرنسي‪ ،‬شكل قروض بفائدة‬
‫قدرها‪.5%2‬‬

‫لقد كانت لصناعة الخمور أهمية اقتصادية بالغة‪،‬وشكلت أهم المداخل المالية‪،‬إال أن أبرز‬
‫ماأثر على إنتاج صناعة الخمور هو نقص الوسائل لحفظ البراميل‪،‬وضعف وسائل النقل‬
‫باإلضافة إلى ضريبة الشحن المرتفعة‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- M.j.carde: exposé de la situation générale de l'algérie en 1934, imprime solal, Alger,‬‬
‫‪1935,p.232.‬‬
‫‪ -2‬عدى الهواري‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪. 162.‬‬
‫‪ -3‬خديجة بختاوي‪ :‬التحوالتَّاالقتصاديةَّواالجتماعيةَّوالسياسيةَّفي َّعمالة َّوهرانَّ‪َّ 1870‬ــــَّ‪ ،1939‬أطروحة مقدمة لنيل‬
‫شهادة دكتوراه (غير َّمنشورة)‪ ،‬تخ‪ :‬تاريخ حديث ومعاصر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية والحضارة اإلسالمية‪ ،‬قسم التاريخ وعلم‬
‫اآلثار‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.161.‬‬
‫‪ -4‬سعيدة عماري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.40 - 39.‬‬
‫‪ -5‬خديجة بختاوي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 162 .‬‬
‫‪ -6‬سعيدة عماري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 40.‬‬

‫‪66‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪َّ)2‬ـــــَّالصَّناعاتَّالغذائية‪َّ :‬‬
‫يعود االهتمام بالمصانع الغذائية‪ ،‬بسبب بحث المصانع الفرنسية العاملة في هذا الحقل إلى‬
‫توجيه إنتاجها لألهالي‪.1‬‬
‫أ) ـــــ َّمصنع َّالعجائن َّالغذائية‪َّ :‬أخذت صناعة العجائن حي از كبي ار في النشاط الصناعي‬
‫الجزائري‪ ،‬فهي صناعة جديدة عن المجتمع الجزائري‪ ،‬تطورت مع مجي األوربيين إلى الجزائر‪،‬‬
‫وتعتمد على المواد األولية التي تتركز على اإلنتاج الفالحي المتمثلة في الحبوب‪.2‬‬
‫تحتوي هذه الصناعة على العديد من المطاحن قدرت بـِ‪ 500:‬مطحنة‪ ،‬منها ‪ 300‬وحدة‬
‫حديثة‪ ،‬وتشغل حوالي ‪3600‬عامل‪ ،‬ومن أكبر الطاحونات الحديثة‪ ،‬طاحونة الدار‬
‫البيضاء‪،3‬وأهمها مطحنة الحراش الغذائية التي تنتج مقدار‪ 200.000‬ألف قنطار من الدقيق‬
‫‪4‬‬
‫سنويا‪،‬أما معامل المعجنات الغذائية‪ ،‬فتضم ‪55‬معمال تستخدم ‪700‬عامل‬
‫ب) ـــــ َّمصنع َّالتَّصبير َّالغذائي‪ َّ :‬هي صناعة حديثة تعتمد على تعليب الخضر والفواكه‬
‫ومعالجة اللحوم واألسماك وحفظها‪،5‬ظهرت بشكل خاص بعد الحرب العالمية األولى‪ ،‬وهي‬
‫صناعة تضم العديد من األغذية التي تتفرع عبر مؤسسات منها مصنع مربى المشمش‬
‫والبرتقال‪،‬ومؤسسات األسماك المقددة‪ ،6‬وتوجد أكبر مصانعها في المدن منها‪ :‬مدينة الجزائر‪،‬‬
‫ومدينة وهران وغيرهما‪ ،7‬ويقدر معامل المصبرات الغذائية بـِ‪ 8 :‬معامل يشتغل بها نحو ‪1000‬‬
‫عامل‪.8‬‬
‫ج) َّــــ َّمعاصر َّالزيت‪َّ :‬هي من أهم الصناعات الجزائرية‪ ،9‬وهي صناعة قديمة مارسها‬
‫الجزائريون إال أنه بمجيء الفرنسيين‪ ،‬تطورت وأصبحت صناعة ذات توجه عالمي‪ ،‬نظ ار لتوفر‬

‫‪ -1‬سعيدة عماري‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 41.‬‬


‫‪ -2‬خديجة بختاوي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 165.‬‬
‫‪ -3‬سعيدة عماري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 41.‬‬
‫‪ -4‬أحمد توفيق المدني‪َّ:‬كتابَّالجزائر‪ ،‬طبعةَّخاصة‪ ،‬دار البصائر للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.391.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- M.salah bouakouir:, l'industrialisation de l'algérie, documents Algériens, série economique,‬‬
‫‪n70,Alger,5 mai 1950.‬‬
‫‪-6‬عدى الهواري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.161.‬‬
‫‪ -7‬خديجة بختاوي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.166.‬‬
‫‪ -8‬أحمد توفيق المدني‪ :‬كتابَّالجزائر‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.391.‬‬
‫‪ -9‬أحمد توفيق المدني‪ :‬جغرافيةَّالقطرَّالجزائري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.63.‬‬

‫‪67‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اإلنتاج الزراعي للزيتون‪ ،1‬الذي يستغل في معظمه موجها إلنتاج زيت الزيتون‪ ،‬وتوجيهه‬
‫للتصدير العالمي‪ ،‬ألجل الفائدة التي يمكن أن يجنيها من إنتاج الزيوت‪.2‬‬
‫حيث تقدر معاصر الزيت لهذه الصناعة بـِ‪ 5000 :‬معصرة ‪ ،3‬منها ‪ 264‬على النظام‬
‫األوروبي الحديث‪ ،‬وتستخدم ‪1500‬عامل‪ ،‬و‪ 4735‬معصرة أهلية‪ ،‬بلغ عدد إنتاجها ‪350.000‬‬
‫ألف هكتولتر‪ ،‬رغم قلة عدد معاصر األوروبيين إال أن إنتاجها جد عال مقارنة مع معاصر‬
‫الجزائريين‪ ،‬و تركزت معظم معاصر الزيتون في الوسط والشرق الجزائريين‪.4‬‬
‫د)َّـــــَّمعاملَّالتَّبغ‪َّ َّ:‬‬
‫يشارك فيها المسلمون‪ ،‬لكنها تخضع لمراقبة‪ ،‬وتتقاضى الحكومة عليها ضريبة‪ ،5‬وقدر عدد‬
‫المعامل الخاصة بصناعة التبغ بــِ‪ 50 :‬معمال‪ ،6‬ويشتغل بهذه المعامل عددا معتب ار من العمال‬
‫بلغ ‪ 5000‬عامل‪ 7‬أغلبهم رجاال ونساء من اإلسبان‪ ،‬وتتركز أغلب معامل هذه الصناعة في‬
‫المدن الكبرى كالجزائر العاصمة‪ ،‬وعناية‪ ،‬مستغانم‪ ،‬وقسنطينة‪ ،‬وهران‪ ،‬ومن أهم المعامل نجد‬
‫مصنع "بن شيكوا" بمدينة قسنطينة‪ ،8‬و‪ 8‬مصانع في مدينة وهران سنة ‪ 1922‬وأشهرها مصنع‬
‫"باستوز‪ ،"Bastos-‬وكانت متطورة من حيث الهياكل القاعدية والوسائل واليد العاملة‪ ،‬ويقدر‬
‫إنتاج هذه األخيرة ب ــِ‪ 3.000.000 :‬كلغ ذات جودة عالية‪.9‬‬

‫‪ -1‬خديجة بختاوي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.165.‬‬


‫‪ -2‬صالح فركوس‪َّ :‬تاريخ َّالجزائرمن َّماقبل َّالتاريخ َّإلى َّغاية َّاالستقالل‪ ،‬ط‪ ،1.‬دار العلوم للنشر‪ ،‬الجزائر‪،2005 ،‬‬
‫ص‪.347.‬‬
‫‪ -3‬أحمد توفيق المدني‪َّ:‬كتابَّالجزائر‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.391.‬‬
‫‪ -4‬خديجة بختاوي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 166.‬‬
‫‪ -5‬أحمد توفيق المدني‪َّ:‬جغرافيةَّالقطرَّالجزائري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.62.‬‬
‫‪ -6‬سعيدة عماري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 40.‬‬
‫‪ -7‬أحمد توفيق المدني‪َّ:‬كتابَّالجزائر‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.391.‬‬
‫‪ -8‬سعيدة عماري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.40.‬‬
‫‪ -9‬خديجة بختاوي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.190.‬‬

‫‪68‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪َّ)2‬ـــــَّصناعةَّالبناءَّواألشغالَّالعمومية‪َّ َّ:‬‬
‫أدى ارتفاع عدد المهاجرين األوروبيين في الجزائر إلى ظهور قطاع جديد وهو قطاع البناء‪،‬‬
‫نظ ار لتوفر المواد األولية التي تتمثل في الرمل والحجارة للبناء‪ ،‬وشجع هذا النشاط على توسيع‬
‫المدن وبناء مراكز استيطانية جديدة‪ .1‬وتتمثل صناعة مواد البناء في‪ :‬الجبس‪ ،‬والقرميد‪،‬‬
‫والجير‪ ،‬إضافة إلى ذلك صناعة اإلسمنت‪.2‬‬
‫وتحتوي هذه الصناعة على العديد من المؤسسات الخاصة بالبناء قدر عددها بــِ‪257 :‬‬
‫مؤسسة سنة ‪ 1925‬تضم ‪ 1100‬عامل‪ ،‬يضاف إلى هذه المؤسسات ‪ 12‬معمال للجبس به‬
‫‪ 320‬عامال‪،‬و‪ 235‬معمال للدهان يضم ‪ 671‬عامال‪ ،‬و‪ 84‬معمال لصناعة األجر والقرميد به‬
‫‪ 2100‬عامال‪.3‬‬
‫لقد بلغ إنتاج مصنع وهران ‪ 100.000‬طن سنويا‪ ،4‬وتم بناء بين سنتي ‪ 1919‬و ‪1925‬م‬
‫عمارات في المدن الرئيسية الثالث وهي‪ :‬الجزائر العاصمة‪ ،‬وهران‪ ،‬وقسنطينة قدرت بـِ‪3226 :‬‬
‫عمارة‪.5‬‬
‫ولقد كانت الجزائر قبل نهاية الحرب العالمية الثانية تستورد نحو ‪ 3.2‬مليون طن حاجياتها‬
‫من اإلسمنت‪ ،‬ونصف حاجياتها من الجير‪ ،‬أصبحت بعد ذلك تنتج نسبة ‪%5.4‬من استهالكها‬
‫من اإلسمنت‪ ،‬و‪ %95‬من الجير والجبس و‪%3.2‬من استهالكها من القرميد‪ ،6‬ضف إلى ذلك‬
‫معمل للحدادة وتصفيح الحديد والصلب يستخدم ‪195‬عامال‪ ،‬ومعمل لصناعة األلمنيوم به ‪28‬‬
‫عامال‪.7‬‬
‫‪َّ)3‬ــــَّصناعةَّالخشبَّوالحلفاء‪َّ َّ:‬‬
‫تعرف صناعة الخشب بتحويل منتوج الثروة الغابية بأنواعها المختلفة من خشب من فلين‪،‬‬
‫وغيره إلى مصنوعات خشبية‪ ،‬منها‪ :‬صناعة الصناديق المخصصة لتعبئة الخضار والفواكه‪،‬‬

‫‪ -1‬خديجة بختاوي‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.192.‬‬


‫‪ -2‬حورية مايا بن فضة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.115.‬‬
‫‪ -3‬عدى الهواري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.161.‬‬
‫‪ -4‬حورية مايا بن فضة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.115.‬‬
‫‪ -5‬عدى الهواري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.161.‬‬
‫‪ -6‬حسينة حماميد‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.73.‬‬
‫‪ -7‬عدى الهواري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.161.‬‬

‫‪69‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وصناعة البراميل واألثاث‪ ،‬وسبب ازدهار هذه المشاغل هو ارتفاع سعر النقل البحري‪ ،‬موفرة‬
‫بذلك على الجزائر استيراد منتجات ثانوية‪.1‬‬

‫تضم فروع هذه الصناعة مؤسسات خاصة بصناعة الصناديق أو علب للتعليب موجهة‬
‫لتخزين الخضر‪ ،‬ومصانع أخرى خاصة بصناعة السالل‪ ،2‬ومؤسسات لصنع البراميل‪ ،‬حيث‬
‫قدر عدد المعامل بها ‪ 85‬معمال تشغل بها نحو ‪ 1000‬عامل‪.3‬‬

‫وخصصت لهذه الصناعة تعاونيات خاصة لصناعة الخشب‪ ،‬واألحزمة‪ ،‬والسدادات‪ ،‬وغيرها‪،‬‬
‫وأهمها" مصنع "توما كوب"‪ ،‬حيث احتاجت العديد من المصانع الغذائية إلى الصناعة الخشبية‪،‬‬
‫والتي كانت توفر لها صناديق للتعليب‪ ،‬ولكن أهم قطاع كان بحاجة إلى هذه الصناعة‪ ،‬هو‬
‫قطاع مصانع الخمور والمشروبات الكحولية‪.4‬‬

‫أما فيما يخص صناعة الحلفاء التي تعد المادة األساسية إلنتاج العديد من المصنوعات‬
‫منها‪ :‬صناعة الورق‪ ،‬القفاف‪ ،‬الحبال‪ ،‬الشباك‪ ،‬القبعات‪ ،‬وبعض الوسائل المستعملة في عصر‬
‫الزيوت‪ ،‬حيث يستثمر منها سنويا حوالي ‪ 150‬ألف طن‪ ،‬ومنها يصنع الورق في المعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامل‬

‫األوروبية‪ ،‬بطاقة إنتاجية تقدر بــ‪ 80 :‬ألف طن سنة ‪ 1925‬من أجود أنواع الورق‪.5‬‬

‫إال أن اليد العاملة المعتمدة في هذه الصناعة هم عمال وأرباب عمل من المهاجرين‬
‫األوروبيين‪ ،‬في حين بقيت اليد العاملة الجزائرية بعيدة عن هذا العمل ولم تلتحق به إال مؤخ ار‬
‫بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬الشتغالها في وظائف ثانوية وبأجور منخفضة بكثير من أجور‬
‫األوروبيين‪.6‬‬
‫حيث أن الصناعة الكولونيالية‪ ،‬هي صناعة ترمي إلى االستغالل األمثل لثروات الجزائر‬
‫لصالح الشركات األوروبية ولصالح المستوطنين بالجزائر‪ ،‬وأن هذه النشاطات الصناعية لوال‬
‫ظروف الحرب العالمية الثانية ماكان لها وجود في الجزائر‪.7‬‬

‫‪ -1‬عدى الهواري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.161.‬‬


‫‪ -2‬خديجة بختاوي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.191.‬‬
‫‪ -3‬أحمد توفيق المدني‪َّ:‬كتابَّالجزائر‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.391.‬‬
‫‪ -4‬خديجة بختاوي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.192.‬‬
‫‪ -5‬سعيدة عماري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.40.‬‬
‫‪ -6‬عدى الهواري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.124.‬‬
‫‪ -7‬بلقاسم صغيري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.53.‬‬

‫‪70‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثالثاَّ‪َّ:‬الصَّناعةَّالتَّقليديةَّفيَّالجزائر‪َّ :‬‬
‫تعتبر هذه الصناعة الميدان الخاص بالمسلمين‪ ،‬وهي صناعة يدوية حرفية‪ ،‬توارثها األبناء‬
‫على األجداد‪ ،‬وتقوم على الورش الصغيرة‪ ،‬وتعتمد على اليد العاملة الماهرة واإلبداع الفردي‪،‬‬
‫حيث ال تتطلب رأس مال كبير‪.1‬‬
‫وقد ِعمد االستعمار الفرنسي إلى مضايقة الصناعة المحلية اليدوية‪ ،2‬حتى يغزوا بمنتجاته‬
‫الفرنسية خاصة واألوروبية عامة السوق الجزائرية‪ ،‬ولم يتسن للمنتجات اليدوية الجزائرية‬
‫كالصناعات النسيجية‪ ،‬وصناعة النحاس‪ ،‬والصياغة‪ ،‬وصناعة الجلود‪ ،‬أن تضاهي المنتجات‬
‫المصنوعة في المصانع الفرنسية‪ ،‬ذات الغ ازرة والسرعة اإلنتاجية العتمادها على اآلالت‬
‫الحديثة‪.3‬‬
‫‪َّ)1‬ـــــَّالصَّناعةَّالنَّسيجية‪َّ :‬‬
‫هي صناعة تعود إلى قرون عديدة‪ ،‬يشتغل بها النساء والرجال على السواء‪ ،‬وتعتمد في‬
‫األساس على صوف الغنم ووبر الجمال وشعر الماعز‪ ،‬من خالل تحويلها عن طريق المنسج‬
‫الذي يعتبر الوسيلة أو العمود الفقري للصناعة النسيجية‪ ،4‬والمتكون من أدوات خشبية مثل‪:‬‬
‫الطواي‪ ،‬والقوايم‪ ،5‬وأيضا من اآلالت المساعدة للنسيج القرداشة‪ ،6‬المشط‪..7‬الخ‪.‬‬

‫‪ -1‬بسام العسلي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.31.‬‬


‫‪ -2‬أكرم بوجمعة‪« :‬أوضاع الجزائر مع مطلع القرن العشرين»‪ ،‬مجلة َّكلية َّالتربية َّاإلنسانية َّللعلوم َّالتربوية َّواإلنسانية‪،‬‬
‫ع‪ ،28.‬منشورات جامعة بابل‪ ،‬بغداد‪ ،2016 ،‬ص‪.167.‬‬
‫‪ -3‬أحمد مهساس‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.116.‬‬
‫‪ -4‬مجموعة مختصين‪ :‬وادي َّسوف َّدراسة َّتاريخية َّ َّواقتصادية َّ َّوثقافية َّمتنوعة‪ ،‬ط‪ ،1.‬تق‪ :‬أحمد زغب‪ ،‬مطبعة مزوار‬
‫للطباعة و النشر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص‪.42.‬‬
‫‪ -5‬هي ألواح خشبية خاصة لنصب المنسج وتكون بنفس الحجم ‪ ،‬توضع على الجهتين اليمنى واليسرى للمنسج وتوضع عليهما‬
‫خشبتين واحدة من األعلى وواحدة من األسفل ‪ ،‬وتسمى األولى الرفاع والثانية العفاس ‪ ،‬ويثبت هذين األخيرتين من الجهتين‬
‫بالقوائم عن طريق ربطها بحبل من الشعر به حلقة حديدية ليمرر من خاللها‪.‬مقابلةَّمع‪:‬هنية خالد (‪1962‬م)‪ ،‬أجريت بمنزلها‬
‫في حي النخيل‪ ،‬الرقيبة(هبة)‪ ،‬يوم ‪ 24‬ماي‪ 2019‬على الساعة ‪ 10:30‬مساء‪.‬‬
‫‪ -6‬عبارة عن قطعتين من الخشب طول كل واحدة منها حوالي ‪30‬سم وعرضها ‪20‬سم‪ ،‬وبها مقبض يدوي مستدير بلوحتي‬
‫أسنان حديدية متقاربة ‪ ،‬وتقوم على إعداد الصوف من خالل تمريره داخل القرداشة من األعلى إلى األسفل عدة مرات ليجهز‬
‫إلى شكل لفائف ليعد للغزل‪.‬مقابلةَّمع‪:‬سعيدة بن عتوس (‪1962‬م)‪ ،‬أجريتَّبمنزلها في حي الصحن األول الوادي‪ ،‬يوم ‪10‬‬
‫ماي‪ 2019‬على الساعة ‪ 16:00‬مساء‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬هو أداة من أدوات النسيج خاصة بالتجهيز الصوف وهو لوحة خشبية مستطيلة يختلف أحجامه ‪ ،‬وتحتوي على مسامير‬
‫حديدية متقاربة متراصة في صف واحد‪.‬مقابلةَّمع‪ :‬هنية خالد‪ :‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وتشتمل هذه الصناعة على العديد من أنواع الصناعات النسيجية‪ ،‬منها‪ :‬صناعة الزرابي‪،‬‬
‫األفرشة‪ ،‬والمالبس الصوفية‪ ،‬والبرانس والشواشي‪.1‬‬
‫صناعةَّالزرابي‪:‬‬
‫َّ‬ ‫أ)َّـــــَّ‬
‫تعتبر هذه الصناعة من أهم منتوجات بالد الجنوب الجزائري‪ ،2‬وهي صناعة مشهورة‬
‫بجودتها العالية واتقانها‪ ،3‬وتعود صناعة هذه األخيرة إلى الطلب الذي أبدته اإلدارة الفرنسية لها‪،‬‬
‫حيث كان هناك ‪ 309‬مؤسسة تستخدم ‪ 2.551‬عاملة وعامل‪ ،‬وبين سنتي ‪ 1919‬و ‪1928‬‬
‫صدر ِت الجزائر مقدار ‪ 1.162‬قنطار من الزرابي ذات قيمة مالية مقدر بـِ‪5.512.000 :‬‬
‫فرنك قديم نحو فرنسا‪ ،‬لكن هذا لم يمنع من تدهور الصناعة الجزائرية التقليدية بالتدرج‪ ،‬تحت‬
‫وطأة المنتوجات األوروبية الفاخرة‪.4‬‬
‫ب)َّـــــَّصناعةَّاأللبسةَّالصَّوفية‪َّ :‬‬
‫وهي الصناعة الموجهة لالستهالك الفردي لألشخاص‪ ،‬لستر أجسامهم عند الحر والقر‪،‬‬
‫وكذلك التهمم في المحاضر بما صنعته أنامل أهاليهم وذويهم‪ ،‬ومن هذه الصناعات نجد‪:‬‬

‫البرنس‪َّ:‬يمثل النسبة الغالبة للمنسوجات‪ ،5‬وهو عبارة عن كساء صوفي يوضع على‬
‫‪َّ ‬‬
‫الكتفين ولباس خاص بالرجال‪ ،6‬وهو من أهم وأبرز الصناعات النسيجية يصنع من الصوف أو‬

‫‪ -1‬عبد الرحمان بن محمد الجياللي‪ :‬تاريخَّالجزائرَّالعام‪ ،‬ج‪ ، 4.‬ط‪ ،1.‬دار األمة‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص‪.134.‬‬
‫‪ -2‬أحمد توفيق المدني‪َّ:‬جغرافيةَّالقطرَّالجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.62.‬‬
‫‪ -3‬حياة تابتي‪ :‬األوضاعَّاالقتصاديةَّواالجتماعيةَّفيَّعمالةَّبالقطاعَّالوهرانيَّ‪َّ1929‬ـــَّ‪ ،1954‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.185.‬‬
‫‪ -4‬أحمد مهساس‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.116 .‬‬
‫‪ -5‬علي غنابزية‪َّ :‬مجتمع َّوادي َّسوف َّمن َّاالحتالل َّالفرنسي َّإلى َّبداية َّالثورة َّالتحريرية َّ‪َّ 1300‬ــ َّ‪1374‬هـ‪َّ 1882/‬ـــَّ‬
‫كلية العلوم االجتماعية والعلوم‬ ‫‪ ،1954‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه (منشورة)‪ ،‬تخ‪ :‬تاريخ حديث ومعاصر‪،‬‬
‫اإلنسانية‪ ،‬قسم التاريخ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.218.‬‬
‫‪ -6‬حنان سديرة و علية جاب اهلل‪ :‬الصناعات َّالتقليدية َّوالحرف َّاليدوية َّبوادي َّسوف َّخالل َّالفترة َّاالستعمارية َّ‪َّ 1954‬ـــَّ‬
‫‪ ،1962‬مذكرة مكملة لمتطلبات الحصول على شهادة الماستر (غيرَّمنشورة)‪ ،‬تخ‪ :‬تاريخ المغرب العربي الحديث والمعاصر‪،‬‬
‫كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬قسم العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر‪ -‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،2017 ،‬ص‪.35.‬‬

‫‪72‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الوبر‪ ،‬عند البدو والحضر‪ ،‬ويقوم بنسجه النساء‪ ،1‬ومن أنواعه الرفيع والمتوسط‪ ،2‬ويلبس‬
‫شتاءويحتمى به صيفا‪ ،‬ومن ألوانه األبيض واألرجواني‪َّ .3‬‬
‫‪ ‬القشابية‪َّ:‬وهي لباس خاص بالرجال يصنع من الصوف األبيض وكذا األسود‪ ،4‬وتشبه‬
‫القندورة في صناعتها إال أنها تزيد عن القندورة الطربوش والكمين‪.5‬‬
‫‪ ‬القندورة ‪ :‬هي صناعة منتشرة عند أهالي الحضر في بيوتهم‪ ،‬أو البدو في خيامهم‪ ،‬وهي‬
‫لباس خاص بالرجال‪ ،‬وتصنع من الصوف وحده أو تكون معلمة بالوبر أو الحرير أو كلها من‬
‫الحرير‪.6‬‬
‫‪ ‬البخنوق‪َّ :‬يصنع من الصوف ذو شكل مستطيل‪ ،‬خاص بالنساء يوضع دائما على‬
‫الرأس‪ ،‬وهو نوعان‪ :‬السميك يلبس في فصل الشتاء والرفيع يلبس في فصل الصيف تصنعه‬
‫المرأة‪ ،‬ولونه أسود وينتهي بفسيفساء محاكة بجميع ألوان الزينة‪.7‬‬
‫‪ ‬العفان‪ :‬وهو حذاء لحماية األرجل من برد الشتاء وحر الصيف‪ ،8‬ويصنع من الصوف‬
‫وشعر الماعز‪ ،‬يلبس شتاء أو صيفا‪ ،‬ومزودا بأحزمة تشده عند االرتداء‪.9‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك صناعات أخرى‪ ،‬كالشواشي‪ ،‬والحولي‪ ،‬والحايك‪ ،‬والمخالة‪ ،‬والغ اررة‪َّ .10‬‬
‫‪َّ)2‬ـــــَّصناعةَّالجلود‪َّ َّ:‬‬
‫هي عبارة عن تحويل الجلود المستخلصة من المواشي‪ ،‬بما فيها جلد الخروف والبقر والجمل‬
‫والماعز ‪...‬الخ‪ ،‬إلى حاجيات استهالكية للسكان منها‪:‬‬

‫‪ -1‬مجموعة مختصين‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪42.‬‬


‫‪ -2‬إبراهيم محمد الساسي العوامر‪ :‬تاريخَّالصروفَّفيَّتاريخَّواديَّسوف‪ ،‬تع‪ ،‬الجيالني بن إبراهيم العوامر‪ ،‬ط‪ ،1.‬منشورات‬
‫ثالة‪ ،2007 ،‬الج ازئر‪ ،‬ص‪.104.‬‬
‫‪ -3‬حنان سديرة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.36.‬‬
‫‪ -4‬عثمان زقب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.89.‬‬
‫‪ -5‬إبراهيم محمد العوامر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.105.‬‬
‫‪ -6‬عثمان زقب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.88.‬‬
‫‪ -7‬حنان سديرة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.37.‬‬
‫‪ -8‬مجموعة مختصين‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.42.‬‬
‫‪ -9‬إبراهيم محمد الساسي العوامر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.107.‬‬
‫‪ -10‬مجموعة مختصين‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.42.‬‬

‫‪73‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أ)ـــــَّصناعةَّاألحذية‪َّ َّ:‬‬
‫تصنع األحذية على الطريقة العتيقة وعلى األخص في القرى والبلدات النائية‪ ،‬حيث وجد‬
‫لها معامل ‪ ،1‬وكان لها ‪ 15‬معمل وبها ‪ 500‬عامل‪ ،2‬حيث كانت مقاطعة الجزائر العاصمة‬
‫تنتج من ‪ 1200‬إلى ‪ 1500‬حذاء في اليوم‪ ،‬أما وهران تصنع ‪ 600‬حذاء في اليوم‪ ،3‬إلى‬
‫جانب صناعة األحذية‪ ،‬هناك دباغة الجلود التي خصص لها ‪ 54‬معمال تشغل بها ‪500‬‬
‫عامل‪.4‬‬
‫ب)َّـــــَّطرازهَّالجلود‪َّ َّ:‬‬
‫تعتمد على الجلد ذو النوع الرفيع لتطريز منتجات جلدية‪،‬مثل‪:‬أغماد السيوف والخناجر‬
‫والحماالت‪ ،‬والبندقيات‪ ،‬واألسرجة‪ ،5‬واألحزمة والقربة‪.6‬والغ اررة التي تصنع من جلد الجمل‬
‫المدبوغ‪.7‬‬
‫‪َّ)3‬ـــــَّصناعةَّالنَّحاس‪َّ َّ:‬‬
‫هي صناعة تقوم على مادة أولية وهي معدن النحاس‪ ،‬وتعمل على صنع أدوات استهالكية‬
‫لالستعماالت المنزلية بلونين أحمر وفضي‪ ،‬مثل‪ :‬الصينيات‪ ،‬مواقد الجمر‪ ،‬أباريق الشاي‪،8‬‬
‫وأطباق الطعام‪ ،9‬والمبخرات‪ ،‬والفوانيس‪ ...،‬وهي من اختصاص الرجال يقومون بصناعتها في‬
‫ورشات‪.10‬‬

‫‪َّ)4‬ـــــَّالصَّياغة‪َّ:‬هي صناعة الحلي والمجوهرات التي تتزين بها النساء في المناسبات‪ ،‬حيث‬
‫تضم هذه الصناعة حوالي ‪ 570‬عامال عبر الجزائر كلها‪ ،‬وبلغ عدد المجوهرات المصنعة التي‬
‫تحمل دمغة الضمان ‪ 326.452‬وحدة‪.11‬‬

‫‪ -1‬أحمد توفيق المدني‪َّ:‬جغرافيةَّالقطرَّالجزائري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.63.‬‬


‫‪ -2‬أحمد توفيق المدني‪ :‬كتابَّالجزائر‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.391.‬‬
‫‪ -3‬أحمد مهساس‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.118.‬‬
‫‪ -4‬أحمد توفيق المدني‪ََّّ:‬كتابَّالجزائر‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.391.‬‬
‫‪ -5‬أحمد مهساس‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.118.‬‬
‫‪ -6‬عثمان زقب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.92.‬‬
‫‪-7‬إبراهيم محمد الساسي العوامر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.107.‬‬
‫‪ -8‬أحمد مهساس‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.118.‬‬
‫‪ -9‬عثمان زقب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.391.‬‬
‫‪ -10‬حياة تابتي‪ :‬األوضاعَّاالقتصاديةَّواالجتماعيةَّبالقطاعَّالوهرانيَّ‪ ،1954-1929‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.191‬‬
‫‪ -11‬أحمد مهساس‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.118 .‬‬

‫‪74‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وقد شهدت هذه الصناعة في فترة ما بين الحربين العالمية األولى والثانية حتى نهايتها‪،‬‬
‫إنتاجا نشيطا الستغاللها في السوق الدولية من طرف المعمرين‪ ،‬وبمجرد عودة الحياة إلى‬
‫طبيعتها بعد الحرب‪ ،‬عرفت ركودا بسبب المنافسة األجنبية‪ ،‬التي لم تسمح لها بالتطور‪ ، 1‬هذا‬
‫أدى إلى العديد من الحرفيين الجزائريين إلى غلق ورشاتهم ومحالتهم بسبب غزوا السوق‬
‫بالمنتوجات األوروبية‪.2‬‬
‫إن تدهور الصناعات التقليدية ظاهرة ارتبطت بتقدم التقنيات والصناعة الحديثة التي أخذت‬
‫مكان الصناعة الحرفية شيئا فشيئا‪ ،‬ولكن مع إضافة وتحول التقنيات‪ ،‬فقد الحظنا تدمي ار حقيقيا‬
‫في الجزائر يهدف إلى حماية المصالح األجنبية‪ ،‬وتدمير االقتصاد الجزائري وجعله تابعا‪،‬عالوة‬
‫على ذلك فإن اختفاء الصناعات التقليدية لم يكن مصدر ظهور للصناعات المعاصرة‪ ،‬ألنها‬
‫ظهورها خاضعة إلرادة االحتالل‪.3‬‬
‫إن الجزائر لم تشهد نهضة صناعية طيلة وجود االستعمار الفرنسي بالجزائر‪ ،‬حيث أن أغلب‬
‫الصناعات الموجودة تركزت في يد المستوطنين‪ ،‬كالصناعة اإلستخراجية المتمثلة في استغالل‬
‫المعادن المستخرجة‪ ،‬وتصديرها مواد خام إلى فرنسا‪ ،‬وأيضا الصناعة التحويلية التي اقتصرت‬
‫على تحويل المنتجات الفالحية‪ ،‬وهذه نشأت بسبب ارتفاع تكلفة الشحن وظروف الحرب‪ ،‬و من‬
‫غير ذلك ما كانت لتظهر‪ ،‬وكانت كلها لصالح الفرنسيين‪ ،‬إال أن الصناعة التقليدية هي‬
‫الصناعة الوحيدة‪ ،‬التي انفرد بها الجزائريون‪ ،‬والذي عمد االستعمار الفرنسي إلى القضاء عليها‪،‬‬
‫وتحويل أصحابها‪ ،‬إلى يد عاملة أجيرة يستغلها الكولون بأبخس األثمان‪.4‬‬

‫رابعا‪َّ:‬االستغاللَّالتَّجاريَّللصناعةَّفيَّالجزائر‪َّ :‬‬

‫أدت صناعة أستخرج المعادن دو ار كبي ار في تنشيط الحركة التجارية بين الجزائر‬
‫وفرنسا‪ ،‬وغيرها من دول أوروبا‪ ،‬بما فيها الصادرات الجزائرية الفرنسية‪.5‬‬

‫‪ -1‬حسينة حماميد‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.73 .‬‬


‫‪ -2‬أحمد مهساس‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.116 .‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.119.‬‬
‫‪ -4‬محمد بليل‪ :‬تشريعاتَّاالستعمارَّالفرنسيَّفيَّالجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.323.‬‬
‫‪ -5‬وردة ناصر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.59.‬‬

‫‪75‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪َّ-)1‬صادراتَّالمعادن‪َّ :‬‬
‫أ)‪َّ-‬صادراتَّالحديد‪:‬‬
‫تعتبر صادرات معدن الحديد أهم مادة في صادرات المعادن وهو المعدن النشط في‬
‫الصادرات المعدنية‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫جدولَّ(‪َّ:)25‬يوضحَّصادراتَّالحديدَّمن‪1919‬إلىَّ‪1952‬م‬
‫‪َّ 1952‬‬ ‫‪َّ 1949‬‬ ‫‪َّ 1940‬‬ ‫‪َّ 1935‬‬ ‫‪َّ 1927‬‬ ‫‪َّ 1919‬‬ ‫السنوات َّ‬

‫‪3550000 3010000 1422600 1401361 2382242 782885‬‬ ‫الحديد(َّطن)‬

‫يوضح الجدول(‪ )24‬صادرات الحديد التي شهدت انخفاض سنة ‪1919‬م‪ ،‬مقارنة باإلنتاج‬
‫فيما قبل هاته السنة‪ ،‬وهذا االنخفاض راجع إلى ضعف اإلنتاج أثناء الحرب العالمية األولى‪،‬‬
‫وكذلك توقف الكثير من المصانع أثناء الحرب العالمية األولى‪ ،‬إضافة إلى األزمة االقتصادية‬
‫المناجم‪ ،‬وصناعة الحديد في‬ ‫العالمية التي يعيشها العالم وأوروبا‪ 3،‬أيضا إضراب عمال‬
‫إنجلت ار‪ ،4‬التي أدت إلى انخفاض اإلنتاج من ‪ 2382242‬طن سنة‪1927‬م إلى‪1401361‬‬
‫طن سنة ‪ ،1940‬إال أنه سرعان ما استعادت صادرات الحديد نشاطها االقتصادي بعد الحرب‬
‫العالمية الثانية‪.‬‬
‫وأهم األسواق المصدرة لها معدن الحديد‪ ،‬إنجلت ار بنسبة‪ ،%44‬أما إيطاليا‪ ،%1‬وفرنسا ‪،%2‬‬
‫و ألمانيا‪ %32‬من مجمل اإلنتاج‪.5‬‬
‫ب)‪َّ-‬صادراتَّالفوسفات‪:‬‬
‫تعد صادرات الفوسفات إلى جانب الحديد من أهم الصادرات المعدنية‪ ،‬من ناحية الحجم‬
‫والقيمة‪.6‬‬

‫‪ -1‬عبد الرحمان رزاقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.59.‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪ .64.‬وينظرَّكذلك‪ :‬عبد اللطيف بن أشنهو‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.340.‬‬
‫‪-3‬سعيدة عماري‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.75.‬‬
‫‪ -4‬عبد الرحمان رزاقي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.62.‬‬
‫‪ -5‬سعيدة عماري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.75.‬‬
‫‪ -6‬عبد الرحمان رزاقي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.62.‬‬

‫‪76‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫جدولَّ(‪َّ:)26‬يوضحَّتطورَّصادراتَّالفوسفاتَّمنَّ‪1919‬إلىَّ‪1953‬م‬
‫‪1953‬‬ ‫‪1945‬‬ ‫‪1935‬‬ ‫‪1931‬‬ ‫‪1927‬‬ ‫‪1923‬‬ ‫‪1919‬‬ ‫السنوات‬

‫‪562000 287910 301007 459077 876306 551680 334703‬‬ ‫الفوسفات(طن)‬

‫نالحظ من خالل الجدول أن صادرات الفوسفات شهدت نموا ملحوظا من ‪-1919‬‬


‫‪1927‬م‪،‬إال أنه بفعل األزمة االقتصادية‪ ،‬والحرب العالمية الثانية تراجع حجم صادراته‪ ،‬بسبب‬
‫انخفاض االستهالك األوروبي‪ ،2‬حيث يشهد تزايدا بعد الحرب العالمية‪.‬ففي سنة ‪1953‬مبلغ‬
‫‪ 562000‬طن‪ ،3‬وسبب هذا االرتفاع هو عودة النشاط الصناعي في أوروبا‪ .4‬واهم األسواق‬
‫التي يصدر إليها‪ :‬فرنسا‪ ،%27‬ألمانيا‪ ،%12‬هولندا‪ ،%11‬إيطاليا‪ ،%10‬إسبانيا‪،%9‬‬
‫بلجيكا‪ %8‬من مجمل اإلنتاج‪.5‬‬

‫اتَّالزنـــــــــــــــــــــــــــــك‪َّ:‬‬
‫ج)‪َّ-‬صادر َّ‬
‫‪6‬‬
‫اتَّالزنكَّمنَّ‪1919‬إلى‪1938‬م‬
‫جدول(‪َّ:)27‬يوضحَّتطورَّصادر َّ‬

‫‪1938‬‬ ‫‪1935‬‬ ‫‪1931‬‬ ‫‪1927‬‬ ‫‪1923‬‬ ‫السَّنوات َّ ‪1919‬‬

‫‪8327‬‬ ‫‪3650‬‬ ‫‪7587‬‬ ‫‪64270‬‬ ‫‪477718‬‬ ‫‪4261‬‬ ‫الزنك(طن)‬


‫َّ‬

‫تتأثر صادرات الزنك باألسواق الخارجية تبعا لحركة األسعار‪،7‬حيث شهدت سنة ‪1923‬م‬
‫منتوجا مقدر بــ‪ 477718 :‬طن‪ ،‬لينخفض حجمها بعد ذلك ويصل إلى‪ 3650‬طن لتأثره‬
‫باألزمة العالمية‪ .‬ومن أهم األسواق التي يصدر لها معدن الزنك‪ ،‬نجد السوق البلجيكية ‪،% 61‬‬
‫أما الفرنسية ‪ %25‬من مجمل اإلنتاج‪.8‬‬

‫‪ -1‬مصطفي طالس‪ :‬الثورةَّالجزائرية‪ ،‬ط‪ ،1.‬طالس للدراسات وترجمة والنشر‪ ،‬دمشق‪،1984 ،‬ص‪.55.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عبد الرحمان رزاقي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.62.‬‬
‫‪ -3‬مصطفى طالس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.55.‬‬
‫‪ -4‬عبد الوهاب شاللي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.31.‬‬
‫‪ -5‬سعيدة عماري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.76.‬‬
‫‪ -6‬عبد الرحمان رزاقي‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.41- 40.‬‬
‫‪ -7‬سعيدة عماري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.76.‬‬
‫‪ -8‬عبد الرحمان رزاقي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.47.‬‬

‫‪77‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫د)‪َّ-‬صادراتَّالرصاص‪َّ:‬‬
‫‪1‬‬
‫اتَّالرصاصَّمنَّ‪َّ1919‬إلىَّ‪1953‬م‬
‫جدول(‪َّ:)28‬يوضحَّتطورَّصادر َّ‬
‫‪َّ 1953 َّ 1935‬‬ ‫‪َّ 1931‬‬ ‫‪َّ 1927‬‬ ‫‪َّ 1923 َّ 1919‬‬ ‫السَّنوات َّ‬

‫‪9100‬‬ ‫‪1761‬‬ ‫‪10871‬‬ ‫‪33061‬‬ ‫‪20219‬‬ ‫الرصاص(طن) َّ ‪8318‬‬


‫َّ‬

‫من خالل الجدول الموضح أعاله نالحظ تحسن في مردود اإلنتاج فيما بين سنتي ‪1919‬م‬
‫و‪1927‬م‪ .‬إال أنه بعد ذلك شاهد تراجعا نتيجة لتأثره باألزمة االقتصادية العالمية ليستمر في‬
‫التدهور إلى ‪1761‬طن سنة‪1935‬م‪ ،‬وبدأ يسترد عافيته بعد نهاية الحرب العالمية الثانية‪ ،‬فبلغ‬
‫إنتاجه ‪ 9100‬طن سنة ‪1953‬م‪ .‬ومن أهم األسواق المصدر إليها نجد السوق الفرنسية بنسبة‬
‫‪ %72‬وبلجيكا بنسبة ‪%9‬من مجمل اإلنتاج‪َّ .2‬‬
‫وما يمكن مالحظته بعد تتبع بعض الجداول والدراسات أنه بحلول سنة ‪1954‬م قد شهدت‬
‫حركة تصدير المعادن تطو ار ملحوظا‪ ،‬فلقد بلغت صادرات الحديد ‪ 3.5‬مليون طن‪ ،‬والفوسفات‬
‫‪ 60.000‬ألف طن‪ ،‬والفحم ‪ 400.000‬ألف طن‪.3‬‬
‫لقد ظلت الجزائر مركز قوة بالنسبة لالقتصاد الفرنسي لما كانت تقدمه من موارد طبيعية‬
‫زراعية و معدنية ضخمة ومتنوعة دون مقابل‪ ،‬وأيدي عاملة رخيصة سخرت لخدمة القطاع‬
‫الزراعي الواسع والمؤسسات الصناعية للمستوطنين بالجزائر‪ ،4‬وتتمثل سيطرة االستغالل‬
‫الفرنسي في مختلف مجاالت العمل في ميدان الصناعة والتجارة عن طريق الشركات والبنوك‪.5‬‬
‫‪َّ-)2‬البنىَّالتَّحتيةَّوأهميتهاَّاالقتصاديةَّفيَّالقطاعَّالتَّجاري‪:‬‬
‫يعود اهتمام سلطات االحتالل الفرنسية بالجزائر إلنشاء خطوط سكك‬
‫حديدية‪،‬وتعبيد الطرقات‪ 6‬التي تعتبر عصب الحياة االقتصادية في قطاع التجارة‪ ،‬تعود إلى‬

‫‪ -1‬عبد الرحمان رزاقي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.40.‬وينظرَّكذلك‪ :‬مصطفى طالس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.55.‬‬
‫‪ -2‬سعيدة عماري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.77.‬‬
‫‪ -3‬محمد العربي الزبيري‪ :‬الثورةَّالجزائريةَّفيَّعامهاَّاألول‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.43.‬‬
‫‪ -4‬حورية مايا بن فضة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.122.‬‬
‫‪ -5‬يحي بوعزيز‪ :‬سياسةَّالتسلطَّاالستعماريَّوالحركةَّالوطنيةَّالجزائرية‪1962َّ-1830‬م‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.50.‬‬
‫‪ -6‬يحي بوعزيز‪:‬السياسة َّاالستعمارية َّمن َّخالل َّمطبوعات َّحزب َّالشعب َّالجزائري‪1954َّ -1830‬م‪ ،‬ط‪ ،1.‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الج ازئر‪ ،2007 ،‬ص‪.79.‬‬

‫‪78‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اإلستراتيجية االقتصادية الستغالل وتحويل خيرات الجزائر نحو فرنسا واألسواق الخارجية‪ ،1‬من‬
‫خالل نقل موارد األرض وما يزخر به باطنها في حركة تصدير دائمة ومستمرة باتجاه مصانع‬
‫وأسواق فرنسا‪ .2‬كذلك لتسهيل عملية النشاط االقتصادي على مستوى المبادالت التجارية وتنقل‬
‫السلع والبضائع واألشخاص‪.3‬‬
‫ومن األهداف للبنى التحتية‪ ،‬خدمة التجارة الفرنسية وفتح األبواب والسبل لها في كل أسواق‬
‫إفريقيا‪ ،‬وأيضا ربط مستعمراتها ببعضها البعض شمال ‪-‬غرب ‪ -‬وسط‪ ،4‬وربط مناطق الغنى‬
‫االقتصادية‪ ،‬المزارع‪ ،‬والمناجم‪ ،‬وغيرها بأهم الموانئ الرئيسية مثل عنابة‪ ،‬وسكيكدة‪.5‬‬
‫إن شبكة تعبيد الطرق الجزائرية البرية‪ ،‬تحتوي على خطوط من الشرق إلى الغرب‪ ،6‬األول‬
‫يمتد من الحدود الشرقية مع القطر التونسي إلى الحدود الغربية مع المغرب‪ ،7‬مرو ار بقسنطينة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬وهران‪ ،‬واألخر يربط الجنوب ويمتد من تبسة إلى تيارت مرو ار بالمسيلة وباتنة‪.8‬‬
‫أما عن خطوط السكك الحديدية التي تهدف إلى تسريع عملية استنزاف الثروات‪ ،‬فهناك خط‬
‫يربط تونس بالمغرب‪ ،‬عن طريق الجزائر لتتفرع منه خطوط نحو الموانئ والصحراء‪.9‬‬
‫ومن أهم الخطوط التي تبرز أهمية األهداف االستعمارية‪ ،‬خط عنابة ‪ -‬تبسة الذي يتقاطع‬
‫مع الخط الطولي الرئيسي القادم من مدينة سوق أهراس ويربط مناجم الونزة وبوخضرة والكويف‬
‫والتوجه بهما إلى ميناء عنابة‪ .11‬وخط وهران‪ -‬بشار‬ ‫‪10‬‬
‫الستخراج خام الحديد والفوسفات‬

‫‪ -1‬أحميدة عميراوي‪ :‬آثار َّالسياسة َّاالستعمارية َّواالستيطانية َّفي َّالمجتمع َّالجزائري َّ‪1954َّ –َّ 1830‬م‪ ،‬ط‪ ،1.‬منشورات‬
‫المركز الوطني وثورة أول نوفمبر ‪ ،1954‬الجزائر‪ ،2007،‬ص‪.69.‬‬
‫‪ -2‬ليون فوكس‪ :‬الجزائرَّخلفَّاالستعمار‪ ،‬تر‪ :‬محمد عيتاني‪ ،‬مكتبة المعارف‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص‪.16.‬‬
‫‪ -3‬حورية مايا بن فضة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.119.‬‬
‫‪ -4‬يحي بوعزيز‪َّ:‬معَّتاريخَّالجزائرَّفيَّالملتقياتَّالوطنيةَّوالدولية‪َّ،‬طبعةَّخاصة ‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.90.‬‬
‫‪ -5‬وردة ناصر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.83.‬‬
‫‪ -6‬أحمد توفيق المدني‪ :‬هذهَّهيَّالجزائر‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.103.‬‬
‫‪ -7‬حورية مايا بن فضة‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.117.‬‬
‫‪ -8‬عبد الحكيم رواحنة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.74.‬‬
‫‪ -9‬أحميدة عميراوي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.68.‬‬
‫‪ -10‬ينظر الملحق رقم‪،9‬ص‪.119‬‬
‫‪ -11‬وردة ناصر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.90.‬‬

‫‪79‬‬
‫صناعة في الجزائر ‪1954 -1919‬م‬
‫ال ِّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كولومب‪ 1‬وعين الصفراء‪ ،2‬الذي أنشأ لنقل فحم الجنوب من مناجم القنادسة‪.3‬‬
‫هناك خطوط أخرى بين المدن الداخلية والموانئ الساحلية‪ ،‬وكانت معظم الخطوط الحديدية‬
‫‪4‬‬
‫موازية للسواحل وتقطع الهضاب العليا من الحدود التونسية شرقا إلى غاية الحدود المغربية‬
‫غربا‪ 5‬حيث بلغت البضائع المنقولة سنة ‪1927‬م حوالي ‪ 8‬ماليين طن‪ ،6‬ونقل األشخاص أكثر‬
‫من ‪ 9‬ماليين مسافر سنة ‪1927‬م‪ ،‬وأرتفع إلى‪ 12‬مليون سنة ‪.71935‬‬
‫لقد عملت خطوط السكك الحديدية على تنشيط االقتصاد الفرنسي وازدهار قطاع الخدمات‬
‫من خالل استغالل‪ ،8‬ونقل المواد المعدنية‪ ،‬والمنتوجات الزراعية‪ ،‬من مناطق اإلنتاج إلى مراكز‬
‫التصنيع واالستهالك‪ ،‬وذلك لفاعليتها وقلة التكلفة‪.9‬‬
‫نستنتج مما سبق أن خطوط السكك الحديدية لم تكن ذات أهداف تنموية من أجل االستقالل‬
‫األمثل إلمكانيات وموارد الطبيعة التي تزخر بها الجزائر داخل الجزائر وللجزائريين‪ ،‬بل كان‬
‫الهدف الحقيقي من ذلك هو ربط خيرات المستعمرة بالخزينة الفرنسية‪.10‬‬
‫إضافة إلى تعبيد الطرق و إنجاز سكك حديدية‪ ،‬قامت أيضا على إصالح وتجهيز الموانئ‬
‫لضمان حركة المبادالت الجزائرية مع فرنسا خاصة و أوروبا عامة‪ ،‬منها ميناء الجزائر الذي تم‬
‫تجهيزه وأيضا مينائي وهران وعنابه‪ ،‬وتوسيع المرفأ وانشاء مخازن للخمور‪.11‬‬

‫‪ -1‬ليون فوكس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.16.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-p. Godefroy: programme de chemins de fer gouvernement général de d'algérie, imrimeur‬‬
‫‪–libraire –éditeur, place du gouvernement,1919,p.9.‬‬
‫‪ -3‬أحميدة عميراوي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.69.‬‬
‫‪ -4‬عبد الحكيم رواحنة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪79.‬‬
‫‪ -5‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.79.‬‬
‫‪ -6‬صالح عباد‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.97.‬‬
‫‪ -7‬عبد الحكيم رواحنة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.79.‬‬
‫‪ -8‬خوله عقاب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.84.‬‬
‫‪ -9‬عبد الحكيم رواحنة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.80.‬‬
‫‪ -10‬إيمان بوذراع‪ :‬آثارَّسكةَّالحديدَّالفرنسيةَّفيَّاستعمارَّالمناطقَّالداخليةَّخطَّبونهَّ–َّتبسةَّأنموذجاَّ‪1914َّ–َّ1857‬م‪،‬‬
‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‪( ،‬غيرَّمنشورة)‪ ،‬تخ‪ :‬تاريخ الجزائر المعاصر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم‬
‫التاريخ وعلم اآلثار‪ ،‬جامعة العربي التبسي‪ -‬تبسة‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص‪.83.‬‬
‫‪ -11‬حورية مايا بن فضة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.119.‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع‬
‫الجزائري ‪1954 -1919‬‬
‫أوال‪ :‬الفقر وتدني المستوى المعيشي‪-‬ضعف األجور‬
‫ثانيا‪ :‬البطالة‬
‫ثالثا‪ :‬الواقع الصحي‬
‫رابعا‪ :‬الهجرة‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬م‬ ‫الفصل الثَّالث‪:‬‬

‫عرفت الجزائر مشاكل عويصة خلفتها السياسة االستعمارية‪ ،‬المطبقة من قبل سلطات‬
‫االحتالل الفرنسية في عدة جوانب ومجاالت‪ ،‬خاصة الجانب االقتصادي‪ ،‬الذي كان له األرثر‬
‫البالغ على المجتمع الجزائري‪ ،‬لجهة إفقاره وتشريده‪ .‬فكيف تم التشريد؟‬

‫أوال‪ :‬الفقر وتدني المستوى المعيشي‪ -‬ضعف األجور‪:‬‬

‫‪-1‬الفقر وتدني المستوى المعيشي‪:‬‬

‫كان لالقتصاد االستعماري الفرنسي انعكاسات على واقع المجتمع الجزائري الذي شهد‬
‫حالة البؤس وتدني المستوى المعيشي الذي أدى إلى فقر مدقع نتيجة سياسة التهميش‬
‫االجتماعي‪ ،‬التي يمارسها النظام اإلسلتعماري‪.‬‬

‫‪ -‬اتساع مجال الفقر في الجزائر راجع إلى الممارسات اإلستعماريه من انتزاع أراضي‬
‫الجزائريين التي تعتبر مصدر رزق األهالي الجزائريين وتسليمها للمعمرين ‪.1‬‬
‫‪ -‬اإلرهاق الضرائبي الذي يلزم الفالح الجزائري على بيع أرضه للكولون‪ ،‬من أجل تسديد‬
‫الجباية الملقاة على عاتقه وانتزاع لقمة عيشه بعد أن أرثقلته الديون‪.2‬‬
‫‪ -‬غالء المعيشة وانعدام القدرة الشرائية نتيجة ارتفاع األسعار وضعف األجور‪ ،‬ففي عام‬
‫‪ 1944‬كان على العامل أن يشتغل مدة ‪ 15‬يوما إلى ‪ 20‬يوما لشراء كمية بقيمة ‪400‬‬
‫فرنك فرنسي‪ ،‬وهذا مايفسر غالء المعيشة وانحطاطها‪ ،3‬إضافة إلى ذلك التمايز‬
‫االجتماعي بين الجزائريين واألوروبيين وقد كان لذلك آرثر‪.‬‬
‫حيث سجلت إحصائيات سنة ‪ 1931‬حوالي ‪ ،32115‬فقير وارتفع إلى ‪ 46177‬سنة‬
‫‪ ،41936‬وفي سنة ‪ 1948‬شهد المجتمع الجزائري ‪ %60‬من العائالت الذي تعيش فق ار‬
‫مدقعا‪.‬‬

‫‪ -11‬محمد قنانش‪ :‬الحياة النقابية في القطاع الوهراني خالل الثالثينات ‪ ،1939-1929‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير‪،‬‬
‫تخ‪ :‬تاريخ الحديث والمعا صر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة الجياللي اليابس‪ -‬سيدي‬
‫بلعباس‪ ،‬الجزائر‪ ،2015/2014 ،‬ص‪.30.‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.41.‬‬
‫‪ -3‬محمد قريشي‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.71.‬‬
‫‪ -4‬محمد قنانش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.30.‬‬

‫‪82‬‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬م‬ ‫الفصل الثَّالث‪:‬‬

‫مما أدى الكرثير من السكان إلى اللجوء الستهالك النباتات الغير الصالحة للتغذية‬
‫البشرية‪ ،‬مرثل الحشائش التي تنمو تلقائيا وكرثي ار ماكانوا يخطئون في استهالك النباتات‬
‫الخطيرة على صحة اإلنسان‪.1‬‬
‫وان حياتهم كانت كلها بساطة وخشونة‪ ،‬الوسيلة الوحيدة البحث عن القوت‪ ،‬وأغلبية‬
‫السكان وهم مكرهون على ذلك بالماء وخبز الشعير وقد استمرت هذه الوضعية إلى غاية‬
‫اندالع حرب التحرير ولم يظهر أي تحسن‪.2‬‬
‫تعتبر حالة الفقر المدقع التي عانى منها الشعب الجزائري بمختلف فئاته‪ ،‬مردها إلى‬
‫االحتالل الحاصل بين الزيادة السكانية والتناقص في اإلمكانيات المادية في ظل‬
‫الالمباالة والتجاهل لإلدارة الفرنسية التام للوضع المأساوي للسكان‪.3‬‬
‫‪-2‬ضعف األجور‪:‬‬
‫إن نظام العمل الذي كان متبعا في الجزائر كان يشبه إلى حد ما نظام العبودية‪ ،‬ألننا‬
‫ال نجد اسما آخر ليوم عمل يدوم فيه الشغل أكرثر من‪ 15‬ساعة‪ ،‬إذ يمكن لنا أن نؤكد‬
‫أن يوم العمل كان في حقيقة األمر يومين من العمل في يوم واحد‪ ،‬فإن ساعات العمل‬
‫‪4‬‬
‫المعروفة في العمل آنذاك ليومين متتاليين‪.‬‬
‫بحيث يعملون من ‪ 12‬إلى ‪ 14‬ساعة في اليوم‪ ،‬بأجر ال يزيد عن ‪ 14‬إلى ‪ 20‬فرنك‬
‫في الشهر‪ ،‬مع عدم ضمان االستمرار في العمل‪ ،‬في حين العامل الفرنسي ال يعمل إال‬
‫‪5‬‬
‫‪ 8‬ساعات في اليوم بأجر ال يقل في المتوسط على ألفي فرنك في اليوم‪.‬‬
‫فنصف مليون عامل بالنسبة للجزائريين الذي يتقاضون حوالي ربع ما يتقاضاه العامل‬
‫األوروبي‪ ،‬وهنا تتضح الفوارق الكبيرة من الجزائريين واألوروبيين‪ 6.‬حيث تتمرثل األجور‬
‫عند األوروبيين سنة ‪ 1920‬من ‪ 10‬إلى ‪ 12‬فرنكات‪ ،‬أما عند الجزائريين من ‪ 5‬إلى ‪6‬‬

‫‪ -1‬محمد قريشي‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.71.‬‬


‫‪ -2‬جياللي صاري ومحفوظ قداش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.210 .‬‬
‫‪ -3‬الغالي غربي‪ :‬فرنسا والثورة الجزائرية‪ ،‬ص‪.47.‬‬
‫‪ -4‬محمد قريشي‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪71.‬‬
‫‪ -5‬يحي بوعزيز‪ :‬سياسة التسلط االستعمارية والحركة الوطنية ‪ ،1954-1830‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.53.‬‬
‫‪ -6‬خيرة بوزكري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.76.‬‬

‫‪83‬‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬م‬ ‫الفصل الثَّالث‪:‬‬

‫فرنك‪ ،‬وفي سنة ‪ 1930‬يقدر عدد األجور عند األوروبيين من ‪16‬إلى ‪ 18‬فرنكات‬
‫‪1‬‬
‫والجزائريين من‪13‬إلى‪ 14‬فرنك‪.‬‬
‫حيث أن أجور العمال الجزائريين معروفة هي األضعف بين جميع العمال‪،2‬‬
‫إذ ال يتلقون إال أجور ال تكاد تسد الرمق‪ 3.‬يعيش ماليين الجزائريين المسلمين بمرتب‬
‫شهري ‪ 1500‬فرنك فرنسي ما يتساوي ‪ 10/1‬من متوسط المرتب الفرنسي‪ ،‬من ‪7‬‬
‫أشخاص يعيش واحد في فرنسا‪.4‬‬
‫نتيجة األساليب التي اعتمدت عليها اإلدارة االستعمارية‪ ،‬هي إبعاد الجزائريين عن‬
‫أراضيهم‪ ،‬وابعادهم عن الوظائف الحكومية واإلدارية‪ ،‬ضف إلى ذلك ضعف األجور‬
‫جعلت الجزائريين يكونون طبقة كرثيفة من العمال البطالين الذين ال يجدون سبيل‬
‫‪5‬‬
‫للعيش‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬البطــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالة‪:‬‬

‫هي ظاهرة اجتماعية عرفتها الجزائر‪ ،‬نتيجة السياسة المطبقة من قبل سلطات االحتالل‬
‫الفرنسية‪ ،‬وتعد من أخطر المشاكل‪ ،‬ألن العمل هو الوسيلة الوحيدة لضمان حياة أفضل‬
‫لإلنسان‪ ،‬فمن الصعب توفير أبسط الحاجيات الضرورية من دون عمل‪.6‬‬

‫‪ -)1‬أسباب انتشار البطالة‪:‬‬

‫من أسبابها التالي‪:‬‬

‫‪ ‬الفوائد الربوية للبنوك التي أرثقلت كاهل العديد من المالكين الجزائريين الذين أصبحوا‬
‫غير قادرين‪ ،‬مما اضطرهم إلى بيع محاصيلهم‪ ،‬وحتى بيع أراضيهم من أجل إعالة أسرهم‬
‫ولقمة العيش‪.7‬‬

‫‪ -1‬بن داهة عدة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.412.‬‬


‫‪ -2‬شارل روبير آجيرون‪ :‬تاريخ الجزائر المعاصرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.132.‬‬
‫‪ -3‬أحمد توفيق المدني‪ :‬هذه هي الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.131.‬‬
‫‪ -4‬عمار عمورة‪ :‬موجز في تاريخ الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.187.‬‬
‫‪ -5‬خيرة بوزكري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.77.‬‬
‫‪ -6‬محمد فريشي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.51.‬‬
‫‪ -7‬أني راي غولزيغر‪ :‬جذور حرب الجزائر (‪1945 – 1940‬م)‪ ،‬تر‪ :‬وردة لبنان‪ ،‬دار القصبة‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص‪.472.‬‬

‫‪84‬‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬م‬ ‫الفصل الثَّالث‪:‬‬

‫‪ ‬كان القطاع الصناعي يشهد ضعفا كبي ار بالجزائر‪ ،‬إ ْذ أن فرنسا لم تحاول أبدا خلق‬
‫قاعدة صناعية صلبة ومتطورة مرثل تك الموجودة بفرنسا ذاتها‪ ،‬لذلك بقيت الجزائر مخزنا لتموين‬
‫فرنسا بالمواد المعدنية‪ 1،‬إضافة إلى ذلك حرمان الجزائر من الصناعة التحويلية بالقدر‬
‫الكافي‪،‬مع االكتفاء بالصناعة اإلستخراجية للمواد األولية التي تُصدر للمصانع الفرنسية بفرنسا‪،‬‬
‫لتعود بعد ذلك سلعا تباع في السُّوق الجزائرية‪ ،‬ضف إلى ذلك القضاء على الصناعات التقليدية‬
‫المحلية نتيجة المنافسة مع السلع األوروبية‪.2‬‬
‫‪ ‬أدى تقلص الموارد‪ ،‬إلى تراجع األعمال الحرفية للفالحة‪ ،‬رثم انهارت تماما بفعل‬
‫المنافسة‪.3‬‬
‫‪ ‬المصانع المتوسطة التي أسستها سلطات االحتالل الفرنسية في الجزائر‪ ،‬لم تكن قادرة‬
‫على استيعاب أكرثر من ‪%7‬من اليد العاملة‪ ،‬بينما خصصت المناصب المربحة للمعمرين‬
‫األوروبيين‪.4‬‬
‫‪ ‬سياسة تجريد األراضي الجزائرية‪ ،‬ومصادرتها لصالح المعمرين‪ ،‬أدت إلى جعل فئة كبيرة‬
‫من الجزائريين يد عاملة زهيدة مستغلة من طرف المعمرين‪.5‬‬
‫‪ُّ ‬‬
‫النمو الديمغرافي‪ ،‬مع عدم توفر أسباب الحياة الكريمة‪ ،‬مما أوجد بين أهل البالد طبقة‬
‫كرثيفة من العمال العاطلين عن العمل‪.6‬‬
‫‪ -)2‬انتشار ظاهرة البطالة‪:‬‬
‫كانت البطالة تتزايد بوتيرة متسارعة بالمدن الجزائرية‪،7‬فأزداد العاطلون يتدفقون نحو المدن‬
‫بحرثاً عن العمل‪ ،‬حيث أغلبهم يعملون في أعمال النظافة والتنظيم‪ ،‬ومرثلوا طبقة األجراء‬
‫المستضعفين‪.8‬‬

‫‪ -1‬محمد قريشي ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.51.‬‬


‫‪ -2‬عباس فرحات‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.246.‬‬
‫‪ -3‬أني راي غولزيغر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.473.‬‬
‫‪ -4‬عباس فرحات‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.246.‬‬
‫‪ -5‬أحمد مهساس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.170.‬‬
‫‪ -6‬أحمد توفيق المدني‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.132.‬‬
‫‪ -7‬أني راي غولدزيغر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 473.‬‬
‫‪-8‬جان بول سارتر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.15.‬‬

‫‪85‬‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬م‬ ‫الفصل الثَّالث‪:‬‬

‫فالعمال الذين يجدون مايعملونه في األرض يتقاضون أجو اًر التكفي لسد الرمق‪ ،‬والعمال‬
‫الذين ال يجيدون عمالً يعيشون عالة على مجتمع ُمعدم‪ ،1‬وعند انتهاء الحرب العالمية الرثانية‬
‫تفاقم مشكل البطالة وأصبح يتضاعف يوماً بعد يوم‪ ،‬حيث قُدر عدد السُّكان الجزائريين في‬
‫األرياف سنة ‪1948‬م حوالي ‪ 5.800.000‬ماليين نسمة منهم ‪ 2.700.000‬ماليين نسمة في‬
‫سن العمل ولكن حوالي ‪ 1.700.000‬مليون فرد كان يعمل بمعدل‪ 100‬يوم فقط‪ ،‬أما الباقي‬
‫فكان يعاني البطالة‪.2‬وجاء في تقرير و ازرة الداخلية الفرنسية لشهر أفريل ‪1949‬م‪ ،‬أن عدد‬
‫العاطلين عن العمل في الجزائر حوالي ‪ 75.000‬ألف فرد‪ ،‬أما الدوائر الرسمية فاعترفت أن‬
‫هذا العدد أقل بكرثير عن الواقع الذي عرفه الجزائريين‪.3‬‬
‫أما سنة ‪ 1950‬مفقد تم استفحال البطالة بالجزائر‪ ،‬حيث قُدر عدد العاطلين عن العمل نحو‬
‫المليونين من أصل ‪ 3.2‬مليون جزائري في سن العمل‪ ،4‬وفي سنة ‪1951‬م قُدر عدد العمال‬
‫الذين بدون عمل ويعانون البطالة بـِ‪ 650.000 :‬ألف فرد أي بنسبة ‪ %46‬من مجموع‬
‫الجزائريين في سن العمل‪ ،5‬وفي سنة ‪1953‬م لم يكن هناك إال‪ 143.000‬ألف أجير مسجلين‬
‫في القوائم الرسمية على أنهم عملوا ألكرثر من ‪ 90‬يوما في السنة‪ ،‬أي بمعدل يوم لكل أربعة‬
‫أيام‪ ،6‬أما في الريف فقد قُّدر عدد العاطلين عن العمل بمليون عاطل سنة ‪1954‬م‪ ،7‬ومن‬
‫ضمن السُّكان الجزائريين وجد أكرثر من ‪ 400.000‬ألف فرد قادرين عن العمل بالقطاع‬
‫الحضري‪ ،‬هذا المشكل يخص الجزائريين وحدهم دون سواهم‪ ،‬ألن األوروبيين كانوا بعيدين عن‬
‫ذلك‪.8‬‬
‫لقد شهدت عشية اندالع الرثورة الجزائرية ‪1954‬م‪ ،‬أن ‪ %11‬فقط من اليد العاملة الجزائرية‬
‫تعمل في النظافة والتنظيم‪ ،‬بينما ‪%42‬من الكولون كانوا في كل األعمال ذات الصلة‬

‫‪ -1‬أحمد توفيق المدني‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.132.‬‬


‫‪ -2‬محمد قريشي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.59.‬‬
‫‪ -3‬يحي بوعزيز‪ :‬السياسة االستعمارية من خالل مطبوعات حزب الشعب الجزائري ‪1962–1830‬م‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪.220.‬‬
‫‪ -4‬بشير بالح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.250.‬‬
‫‪-5‬عمار بوحوش‪ :‬العمال الجزائريون في فرنسا دراسة تحليلية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.151.‬‬
‫‪ -6‬جان بول سارتر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.15.‬‬
‫‪ -7‬أحمد توفيق المدني‪ :‬هذه الجزائر‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.132.‬‬
‫‪ -8‬محمد قريشي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.59.‬‬

‫‪86‬‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬م‬ ‫الفصل الثَّالث‪:‬‬

‫بالصناعة‪ ،‬و‪ %92‬من األنشطة الصناعية والتجارية كانت في أيدي األوروبيين‪ .‬أما في ميدان‬
‫التوظيف فهناك ‪ %19‬فقط من الموظفين في القطاعات االقتصادية المؤممة جزائريين‪.1‬‬
‫أدت البطالة إلى هجرة حوالي‪ 400.000‬ألف عامل جزائري إلى فرنسا ألجل البحث عن‬
‫العمل‪ ،‬وبهدف النجاة من خطر الموت جوعا في بالده‪ ،‬التي ليس له في أرضها وال في‬
‫اقتصادها أي حظ‪ ،‬بحيث أن نحو النصف من هؤالء العمال يشتغلون شغال بأجور معقولة‬
‫تسمح لهم بإنفاق جزء منها على عائالتهم الباقية بالقطر الجزائر‪ ،‬أما النصف األخر فأغلبه‬
‫يقبل العمل بأي أجرة كانت‪ ،2‬ورغم مهاجرة عدد كبير من العاطلين الجزائريين عن العمل إلى‬
‫فرنسا إال أن هذا األمر لم يخلو من المشكل‪.3‬‬
‫ومن نتائج سياسات المحتل الفرنسي‪ ،‬أنه سلب األرض من مالكها األصليين واستغاللهم‬
‫بأزهد األجور التي ال تسد الرمق‪ ،‬وانتهى األمر بانتزاع حق العمل من السُّكان األصليين وهو‬
‫حقهم الطبيعي‪ ،‬بحيث ال يجد الجزائري في بيئته وفي أرضه ووطنه الخصب‪ ،‬إال أن يسقط‬
‫تحت وطأة الجوع‪.4‬‬
‫ثالثا‪ :‬الواقع الصحــــــــــــــــــــــــــــــــــــي‪:‬‬
‫خلقت كل الظُّروف السيئة السابقة حالة يررثى لها في أحوال السُّكان الصحية‪ ،5‬فلم يكتفي‬
‫االحتالل الفرنسي بإفقار الجزائريين وتشريدهم من أراضيهم وحرمانهم من خيرات بالدهم‪ ،‬بل‬
‫اتجه إلى إفناءهم بإهمال الناحية الصحية إهماال تاماً‪.6‬‬
‫‪ -)1‬عوامل تدهور الواقع الصحي‪:‬‬
‫‪ ‬حالة البؤس والفاقة التي كان عليها الشعب الجزائري بسبب انتشار ظاهرة األوبئة‬
‫االجتماعية الخطيرة‪.7‬‬

‫‪-1‬أبو القاسم سعد اهلل ‪ :‬تاريخ الجزائر الثقافي‪ ،‬ج‪ ،10.‬دار البصائر‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص‪.13.‬‬
‫‪ -2‬أحمد توفيق المدني‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.137.‬‬
‫‪ -3‬محمد قريشي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.54.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬جان بول سارتر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.15.‬‬
‫‪ -5‬يحي بوعزيز‪ :‬سياسة التسلط االستعماري والحركة الوطنية الجزائرية ‪1954 -1830‬م‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.59.‬‬
‫‪ -6‬محمد الصالح الصديق‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.81.‬‬
‫‪ -7‬يحي بوعزيز‪ :‬كفاح الجزائر من خالل الوثائق‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.149.‬‬

‫‪87‬‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬م‬ ‫الفصل الثَّالث‪:‬‬

‫‪ُّ ‬‬
‫الشروط السيئة للسكن‪،‬الذي هو عبارة عن أكواخ ضيقة يتكدس بها عدد كبير من‬
‫السُّكان تتراكم من حولهم األوساخ واألوبئة‪،1‬فتحولت هذه األكواخ إلى حقول خصبة لظهور‬
‫ونمو األمراض‪.2‬‬
‫‪ ‬مداخيل الفرد الجزائري الذي كان من أدنى المداخيل في العالم‪،‬مع انخفاض األجور‪،3‬‬
‫حيث لم يتجاوز أجر العامل اليومي ‪ 4‬فرنكات عام‪1920‬م‪ ،‬و‪ 8‬فرنكات عام ‪1935‬م و‪12‬‬
‫فرنك عام‪1942‬م‪ ،4‬وأن معدل متوسط الدخل لكل فرد كان يتراوح بين‪16.000‬و‪22.000‬‬
‫فرنك قديم في بداية الحرب التحريرية‪.5‬‬
‫‪ ‬انخفاض وتدني المستوى المعيشي للجزائريين نتيجة تحول اقتصاد الجزائر لمصلحة‬
‫االقتصاد الفرنسي سواء في الزراعة أو الصناعة أو التجارة‪.6‬‬
‫‪ ‬نقص وارتفاع أسعار المواد الغذائية األساسية‪ ،‬وال سيما القمح أرثناء الحرب العالمية‬
‫الرثانية‪ ،7‬نتيجة مصادرة المحصول الذي تم إرساله إلى فرنسا وبالخصوص إلى جيوش المحور‪،‬‬
‫أن ُيسوق في الجزائر‪ ،‬ففي‬
‫مما خلق فجوة كبيرة في المخزون الغذائي‪ ،‬الذي كان من المفروض ْ‬
‫سنة ‪1941‬م تم إرسال ‪ 1.8‬مليون قنطار من القمح إلى فرنسا‪ ،‬فبلغ محصول سنة ‪1942‬م‬
‫السكان صعوبات في التزود بالمؤونة الغذائية وأصبح‬
‫نصف محصول سنة ‪1939‬م‪ ،‬فوجد ُّ‬
‫السكان يعانون المجاعات‪ ،8‬مما أدى إلى تقنين الحصص الغذائية بالبطاقات‪.9‬‬
‫ُّ‬

‫‪ -1‬محمد قريشي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.81‬‬


‫‪ -2‬يحي بوعزيز‪ :‬سياسة التسلط االستعماري والحركة الوطنية الجزائرية ‪1954 -1830‬م‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.59.‬‬
‫‪ -3‬محمد قريشي‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.81.‬‬
‫‪ -4‬بشير بالح‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.250.‬‬
‫‪ -5‬محمد قريشي‪:‬المرجع السابق‪،‬ص‪.82.‬‬
‫‪ -6‬أنيسة بركات‪«:‬آرثار االحتالل على البلدان العربية اإلفريقية«‪،‬مجلة الذاكرة‪،‬ع‪،8.‬المتحف الوطني للمجاهد‪،‬منشو ارت المتحف‬
‫الوطني للمجاهد‪ ،‬الجزائر‪،2007،‬ص‪.118.‬‬
‫‪ -7‬بشير كاشه الفرحي‪ :‬مختصر وقائع وأحداث ليل االحتالل الفرنسي ‪1962 –1830‬م‪،‬ط‪ ،1.‬المؤسسة الوطنية لالتصال‬
‫والنشر واإلشهار‪ ،‬الجزائر‪،2007 ،‬ص‪.123.‬‬
‫‪ -8‬أني راي غولديزيفر‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.35.‬‬
‫‪ -9‬بشير كاشه الفرحي‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.123.‬‬

‫‪88‬‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬م‬ ‫الفصل الثَّالث‪:‬‬

‫‪ ‬إفقار المجتمع الجزائري الذي أدى إلى الجوع وسوء التغذية‪ ،1‬حيث أرثبت اإلحصاء أن‬
‫اليوم الواحد بالنسبة للجزائريين ال يتجاوز ‪ 1500‬كالورية يوميا‪ ،‬بحيث يتناول الفرد األوروبي‬
‫ضعف مايتناوله الفرد الجزائري‪.2‬‬
‫‪ ‬قلة المنشآت الصحية‪ ،‬وضعف الجهاز الطبي وانعدام الوسائل الوقائية الصحية‪.3‬‬

‫‪ -)2‬انتشار األمراض‪:‬‬

‫شهدت الجزائر انتشار كبي ار لألمراض المعدية الخطيرة نتيجة األوبئة‪ ،‬وسوء التغذية‪،‬‬
‫وظروف المعيشة المزرية التي عاناها الجزائريون جراء االحتالل‪ ،‬وكان من أخطر األمراض‬
‫التي عرفتها الجزائر‪.4‬‬

‫الســــــــــــــــــل وأمراض أخرى‪:‬‬


‫أ)‪ -‬مرض ُّ‬
‫كان مرض السُّل معروفا في الجزائر بمجيء المستعمر باسم مرض ُّ‬
‫الضعف والوهن‪ ،‬وال شك‬
‫أن الوضع االقتصادي واالجتماعي الصحي آنذاك‪ ،‬كان العامل الرئيسي في انتقال السُّل وشدة‬
‫خطورته‪.5‬‬

‫ضرب مرض السُّل أطنابه في الجزائر‪ ،‬نظ اًر لقول أحد األطباء األخصائيين أن قطر الجزائر‬
‫بماليينه العشرة من السُّكان يحتوي على نفس العدد من المسلولين الموجودين بفرنسا ذات‬
‫‪ 40.000.000‬مليونا‪ .6‬وبلغ المعدل السنوي للسل حوالي‪400‬إلى‪500‬حالة لكل ‪100.000‬‬
‫ألف نسمة من سنة ‪ 1938‬إلى غاية سنة ‪1954‬م وهو مايمرثل ‪ 30.000‬ألف حالة جديدة‬
‫سنويا إلى جانب ظهور ‪ 60.000‬ألف حالة نصفها حاالت معدية‪.7‬‬

‫حيث أن الوضع الصحي في الجزائر يختلف من منطقة إلى أخرى‪ ،‬ففي القطاع الريفي‬
‫كانت وضعيته سيئة جدا على عكس القطاع الحضري التي تسكنها األغلبية األوروبية والتي‬

‫‪ -1‬محمد قريشي‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.81.‬‬


‫‪ -2‬أحمد توفيق المدني‪ :‬هذه الجزائر‪،‬المصدر السابق‪،‬ص‪.133.‬‬
‫‪ -3‬يحي بوعزيز‪ :‬كفاح الجزائر من خالل الوثائق‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.149.‬‬
‫‪ -4‬محمد قريشي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.81.‬‬
‫‪ -5‬مصطفى خياطي‪ :‬األوبئة والمجاعات في الجزائر‪ ،‬تر‪ :‬حضرية يوسفي‪ ،‬ط‪ ،1.‬المؤسسة الوطنية لالتصال والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.187.‬‬
‫‪ -6‬أحمد توفيق المدني‪ :‬هذه الجزائر‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.124.‬‬
‫‪ -7‬محمد الصالح الصديق‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.82.‬‬

‫‪89‬‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬م‬ ‫الفصل الثَّالث‪:‬‬

‫عرف بها تحسنا صحيا‪ ،‬نظ ار الختالف العالج المقدم لألوروبيين الذي يتميز بالتطور‪ ،‬على‬
‫عكس عالج الموجه لفائدة الجزائريين الذي يتميز بالرداءة‪.1‬‬

‫ويمكن تفسير تطور انتشار مرض السُّل‪ ،‬إلى عدم استفادة األطفال الجزائريين من التلقيح‬
‫ضد السُّل‪ ،‬إال بعد الحملة ُّ‬
‫الدولية لمكافحة السُّل التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية‬
‫والصُّندوق العالمي‪ ،‬ضف إلى ذلك أن الكشف عن المرض وعالجه أو متابعته في أوساط‬
‫الجزائريين يتم بطريقة عرضية وغير منتظمة‪ ،‬ألن أغلب الوسائل الطبية المتاحة كانت تخص‬
‫المعمرين‪ ،2‬أيضا عدم استفادة من أية إجراءات وقائية جماعية‪.3‬‬

‫إضافة إلى وباء السُّل‪ ،‬هناك أمراض أخرى مرثل‪ :‬مرض الحمى الصفراء الذي فتك بإفريقيا‬
‫الشمالية عامة‪ ،‬حيث أحصى معهد باستور حاالت المرضى من أكتوبر إلى سبتمبر سنة‬
‫‪1942‬مبحوالي ‪ 200.000‬ألف حالة تقريبا‪.4‬‬

‫أيضا مرض التراخوما هو األخر قدرت نسبته في الجزائر قبل اندالع الرثورة التحريرية بحوالي‬
‫‪ 3000‬آالف مصاب‪ ،5‬وكذلك مرض الكولي ار والطاعون من األمراض التي عرفتها الجزائر‪،6‬‬
‫ضف إلى ذلك أمراض العيون من األمراض الفتاكة التي أذهبت بأبصار حوالي ‪ 80.000‬ألف‬
‫شخص من السُّكان الجزائريين سنوياً‪ ،‬نتيجة نقص في المصحات واألطباء‪.7‬‬

‫زيادة على األمراض المذكورة سابقا توجد أم ارض أخرى عرفتها الجزائر كالتيفوس والجدري‬
‫كما يوضحه الجدول التالي‪.8‬‬

‫‪ -1‬مصطفى خياطي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.187.‬‬


‫‪ -2‬محمد قريشي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.81.‬‬
‫‪ -3‬مصطفى خياطي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.191.‬‬
‫‪ -4‬أحمد رمزي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.153.‬‬
‫‪ -5‬أني راي غولدزيغر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.33.‬‬
‫‪ -6‬محمد الصالح الصديق‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.82.‬‬
‫‪ -7‬يحي بوعزيز‪ :‬كفاح الجزائر من خالل الوثائق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.149.‬‬
‫‪ -8‬أحمد توفيق المدني‪ :‬هذه الجزائر‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.124.‬‬

‫‪90‬‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬م‬ ‫الفصل الثَّالث‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)29‬يوضح انتشار األمراض في الجزائر من‪ 1945‬إلى‪1954‬م‬

‫جروح معدة‬ ‫حمى المستنقعات‬ ‫التيفوئيد الدفتيريا‬ ‫مرض التيفوس الجدري الحصبة‬
‫السنة‬

‫‪624‬‬ ‫‪151‬‬ ‫‪525‬‬ ‫‪1956‬‬ ‫‪1034‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪1115‬‬ ‫‪1945‬‬

‫‪233‬‬ ‫‪3156‬‬ ‫‪522‬‬ ‫‪2451 565‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪885‬‬ ‫‪1946‬‬

‫‪311‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪571‬‬ ‫‪1705 533‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪506‬‬ ‫‪1947‬‬

‫‪291‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪551‬‬ ‫‪1005 422‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪1948‬‬

‫‪199‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪652‬‬ ‫‪930‬‬ ‫‪314‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪1949‬‬

‫‪199‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪805‬‬ ‫‪1030 146‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪1950‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪577‬‬ ‫‪853‬‬ ‫‪891‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪1951‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪581‬‬ ‫‪891‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪1952‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪776‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪1953‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪494‬‬ ‫‪546‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪1954‬‬

‫يوضح الجدول خطورة الوضع الصحي في الجزائر بعد الحرب العالمية الرثانية الذي بلغ أشده‬
‫في سنوات ‪ 1945‬و ‪ 1946‬و ‪ 1947‬و ‪1948‬م‪ ،‬خاصة مرض التيفوس‪ ،‬الجدري‪ ،‬التيفوئيد‬
‫وحمى المستنقعات‪ ،‬التي شهدت خالل السنوات المذكورة سابقا‪ ،‬تزايد وارتفاع ملحوظا‪ ،‬نتيجة‬
‫مخلفات سياسات االحتالل الفرنسي‪ ،2‬ضف إلى ذلك ضعف الجهاز الطبي‪ ،‬وقلة المراكز‬
‫الصحية‪،‬وعدم االستفادة من األدوية‪.3‬‬

‫‪ -1‬محمد قريشي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.81.‬‬


‫‪ -2‬مصطفى خياطي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.190.‬‬
‫‪ -3‬بشير كاشه الفرحي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.59.‬‬

‫‪91‬‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬م‬ ‫الفصل الثَّالث‪:‬‬

‫ب)‪ -‬اإلمكانيات الصحية‪:‬‬

‫عند التطرق إلى الجانب الطبي الذي يحتوي على المشافي والمستوصفات ووسائل العالج‪،‬‬
‫والدواء‪ ،‬واألطباء‪ ،‬خالل فترة االحتالل نجدها شبه منعدمة‪ ،‬حيث يوجد حوالي ‪149‬مستشفى‬
‫منها ‪ 12‬عسكري و‪ 28‬مستوصف‪ ،1‬باإلضافة إلى ِقدم مبانيها واهترائها‪ ،‬وكانت تعاني من قلة‬
‫األجهزة الطبية‪ ،‬واألطباء‪ ،‬والممرضين‪ ،‬وانعدام اإلمكانيات الحديرثة‪.2‬‬

‫السل لوحدها‪ ،‬وفي القطر‬


‫مقابل ذلك يوجد بفرنسا ‪ 900‬ألف مستوصف صحي ألمراض ُّ‬
‫الجزائري يوجد مستوصفات بها ‪ 25.000‬ألف سرير فقط‪ ،‬بحيث ال تكاد تكفي حتى‬
‫األوروبيين‪ ،3‬و‪ 600‬سرير موزع على مستشفيات المناطق الداخلية للبالد التي ال تستجيب‬
‫لمتطلبات العالج الحديث‪.4‬‬

‫أما الحديث عن األطباء في الجزائر العاصمة ومدينة وهران يوجد طبيب واحد لكل ‪1400‬‬
‫فرد إلى ‪ 20.000‬ألف و‪ 30.000‬ألف حتى بلغ طبيب واحد لكل ‪ 80.000‬ألف في بعض‬
‫المناطق الجنوبية‪ ،5‬والطبيب لم يكن يحضر إلى هذه المناطق إال في أوقات استرثنائية‪ ،6‬وقد‬
‫قدر عدد األطباء سنة ‪1918‬م أقل من‪ 20‬طبيب ًا‪ ،‬أما سنة ‪1946‬م فقد وصل إلى‪ 31‬طبيب ًا‪.7‬‬

‫ونتيجة انتشار األمراض في أوساط الجزائريين‪ ،‬وضعف المنشآت الصحية‪ ،‬وغياب الرعاية‬
‫الصحية واألدوية‪ ،8‬أدى إلى تدهور الحالة الصحية وكرثرة الوفيات‪.9‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬يحي بوعزيز‪ :‬سياسة التسلط االستعماري والحركة الوطنية الجزائرية ‪1954 – 1830‬م‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.59.‬‬
‫‪ -2‬سارة غرد‪ :‬واقع الشعب الجزائري في سنوات االحتالل الفرنسي من خالل الكتابات الجزائرية في الفترة الممتدة ما‬
‫بين‪1830‬إلى غاية ‪1954‬م‪ ،‬مذكرة مكملة ليل شهادة الماستر (غير منشورة)‪ ،‬تخ‪ :‬تاريخ معاصر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬قسم العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ -‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪،2017 ،‬ص‪.13.‬‬
‫‪ -3‬أحمد توفيق المدني‪ :‬هذه الجزائر‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.124.‬‬
‫‪ -4‬مصطفى خياطي‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.191.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬محمد الصالح الصديق‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.82.‬‬
‫‪ -6‬محمد قريشي‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.81.‬‬
‫‪ -7‬مصطفى خياطي‪ :‬الطب واألطباء في الجزائر خالل الفترة االستعمارية‪ ،‬ط‪ ،1.‬المؤسسة الوطنية للنشر واإلشهار‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص‪.251.‬‬
‫‪ -8‬خيرة بوزكري‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.87.‬‬
‫‪ -9‬محمد الصالح الصديق‪:‬المرجع السابق‪،‬ص‪.82.‬‬

‫‪92‬‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬م‬ ‫الفصل الثَّالث‪:‬‬

‫إن سياسات االحتالل للرعاية الصحية في القرن العشرين تميزت بتهميش للسكان المحليين‪،‬‬
‫وأن أغلب المستشفيات في الجزائر كانت عبارة عن فروع لمستشفيات عسكرية لتلبية حاجات‬
‫المعمرين‪ ،‬ولم يكن األهالي مستفيدين من أية تغطية صحية‪ ،‬خاصة المناطق المعزولة بجهات‬
‫الجنوب‪ ،‬مما أدى بالعديد من الجزائريين إلى التداوي بالطب الشعبي ضعيف اإلمكانيات‬
‫والتشخيص‪.1‬‬

‫‪ -)3‬الوفيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات‪:‬‬

‫جراء انتشار الفقر والمجاعة والعديد من األمراض إبان فترة االحتالل الفرنسي في الجزائر‬
‫إلى نسبة كبيرة من الوفيات‪.2‬‬

‫السل سنة‪1945‬م لدى كافة الفئات بـِ‪ 36.2 :‬لكل‬


‫حيث قدر عدد الوفيات لمرضى ُّ‬
‫‪ 10.000‬آالف نسمة‪ ،‬وهو رقم يحمل فوارق هامة بحيث كان في حدود ‪ 21‬لكل ‪10.000‬‬
‫آالف نسمة لدى األوروبيين‪ ،‬وكان في حدود ‪ 90‬لكل ‪ 10.000‬نسمة لدى الجزائريين‪ ،3‬وما‬
‫بين سنتي ‪1951–1945‬م‪ ،4‬وكان معدل الوفيات في الجزائر‪ 14.9‬لكل ‪10.000‬آالف‬
‫نسمة‪ ،5‬وفي المجموع يكون بمعدل‪ 5.7‬للفرنسيين‪ 6‬و‪ 27.7‬للجزائريين‪.7‬‬

‫لقد بلغ عدد الوفيات سنة ‪1939‬م حوالي ‪ 112.000‬ألف متوفي‪ ،‬وتزايد إلى ‪154.000‬‬
‫ألف متوفي سنة ‪1941‬م‪ ،‬رثم إلى ‪ 235.000‬ألف متوفي سنة‪ ،81942‬أما عدد وفيات‬
‫األطفال بعد الحرب العالمية الرثاني لمن يبلغ عمره أقل من ‪ 5‬سنوات فقد قُد َر بـِ‪136.000:‬‬
‫ألف طفل جزائري سنة ‪1945‬م‪ ،‬مقابل ‪ 65‬ألف أطفال عند األوروبيين وارتفع سنة‪1954‬مليبلغ‬
‫إلى‪ 155.000‬ألف طفل‪ ،‬وخالل الرثّورة التّحريرية ارتفعت إلى ‪175.000‬ألف طفل‪.9‬‬

‫‪ -1‬مصطفى خياطي‪ :‬الطب واألطباء في الجزائر خالل الفترة االستعمارية‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.213 -139.‬‬
‫‪ -2‬أني راي غولزيغر‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.473.‬‬
‫‪ -3‬مصطفى خياطي‪ :‬األوبئة والمجاعات في الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.184.‬‬
‫‪ -4‬يحي بوعزيز‪ :‬سياسة التسلط االستعماري والحركة الوطنية الجزائرية‪1954-1830‬م‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.59.‬‬
‫‪ -5‬محمد قريشي‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪. 81.‬‬
‫‪ -6‬خيرة بوزكري‪:‬المرجع السابق‪،‬ص‪.87.‬‬
‫‪ -7‬مصطفى خياطي‪:‬األوبئة والمجاعات في الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.184.‬‬
‫‪ -8‬أني راي غولزيغر‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.34 -33.‬‬
‫‪ -9‬مصطفى خياطي‪ :‬الطب واألطباء في الجزائر خالل الفترة االستعمارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.387.‬‬

‫‪93‬‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬م‬ ‫الفصل الثَّالث‪:‬‬

‫هذه األرقام والنسب توضح مدى سوء وفداحة سياسات االحتالل اتجاه الشعب الجزائري‪ ،‬من خالل‬
‫أتباعه نظاماً اقتصاديا كولونياليا موجهاً لخدمة فرنسا وسياساتها‪ ،‬أدى إلى القضاء على كل مقومات‬
‫العيش الكريم للشعب الجزائري‪ ،‬الذي يمتلك الكرثير من الرثروات‪ ،‬وتركه ُعرضة ألبشع األمراض‬
‫واألوبئة التي فتكت به من كبيره إلى صغيره‪.‬‬

‫رايعا‪ :‬الهجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة‪:‬‬
‫‪ -)1‬مفهوم الهجرة‪:‬‬
‫يتضمن مفهوم الهجرة بأنها ظاهرة ديمغرافية تمرثل التحرك السكاني من منطقة إلى أخرى فالتنقل‬
‫كان سابق لالستقرار في حياة اإلنسان‪.‬وتتمرثل في انتقال فرد أو جماعة من مكان الى أخر‪ ،‬بغرض‬
‫الحصول على حياة أفضل وغالبا مايكون هذا االنتقال من الموطن األصلي الى مكان أخر‪.1‬‬
‫أ)‪ -‬تعريف الهجرة‪ :‬منها‪ :‬تعريف جونار‪Gon nard‬حيث يقول‪«:‬أنها ترك بلد وااللتحاق‬
‫بغيره‪،‬سواء منذ الميالد‪،‬أو منذ مدة طويلة بقصد اإلقامة الدائمة وغالبا بقصد تحسين الوضعية‬
‫بالعمل»‪ .2‬وهذا ما انطبق على حال الجزائريين‪.‬‬
‫لقد كانت وجهة الهجرة الجزائرية في رثالث اتجاهات‪ ،‬هي‪ :‬هجرة داخلية من األرياف نحو المدن‪،‬‬
‫وهجرة إلى البلدان العربية المجاورة‪ ،‬كتونس والمغرب وليبيا‪ ،‬وهجرة رثالرثة باتجاه أوروبا خاصة باتجاه‬
‫الدولة الفرنسية المحتلة للجزائر‪.3‬‬

‫‪ -)2‬أنواع الهجرة‪:‬‬

‫أ)‪-‬الهجرة الداخلية‪:‬وهي انتقال األفراد أو الجماعات داخل حدود القطر الواحد‪ ،4‬والتنقل من إقليم‬
‫ألخر دون اجتياز الحدود السياسية للدولة‪،‬كاالنتقال بين منطقتين لهما نفس الخصائص‪ .‬و تكون هذه‬
‫الهجرة داخلية من الريف إلى المدن‪.5‬‬

‫‪ -1‬أحمد جابوا‪:‬المهاجرون الجزائريون ونشاطهم في تونس ‪1954-1830‬م‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة ُّ‬
‫الدكتوراه(غير‬
‫منشورة)‪ ،‬تخ‪ :‬تاريخ حديث ومعاصر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم التاريخ وعلم اآلرثار‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪،‬‬
‫تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،2011،‬ص‪.21 -20.‬‬
‫‪ -2‬عبد الحميد زوزو‪:‬الدور السياسي للهجرة إلى فرنسا بين الحربين‪1939 -1914‬م‪ ،‬ج‪،4.‬طبعة خاصة‪،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪،‬الجزائر‪،2010،‬ص‪.12.‬‬
‫‪ -3‬عبد المالك خلف التميمي‪ :‬االستيطان األجنبي في الوطن العربي‪( ،‬د‪.‬ط)‪(،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪( ،‬د‪.‬م‪.‬ن)‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ن)‪ ،‬ص‪.73.‬‬
‫‪ -4‬عبد القادر عزام عوادي‪:‬هجرة سكان وادي سوف إلى تونس خالل ‪ -1962 -1912‬تونس العاصمة أنموذجا‪ ،-‬مذكرة‬
‫ليسانس في التاريخ‪ ،‬معهد العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬قسم التاريخ‪ ،‬المركز الجامعي بالوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،2012،‬ص‪.30.‬‬
‫‪ -5‬أحمد بن جابوا‪:‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.59.‬‬

‫‪94‬‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬م‬ ‫الفصل الثَّالث‪:‬‬

‫ب)‪ -‬الهجرة الخارجية‪:‬هي انتقال األفراد أو الجماعات من قطر إلى أخر وتعنى بالهجرة‬
‫الدولية‪ ،‬وتتم هذه الهجرة حسب أسباب وظروف قد تكون عادية أو ظروف‪ ،1‬الحرب كهجرة‬
‫الدول العربية منها‪ :‬المغرب األقصى‪ ،‬تونس‪ ،‬ليبيا المشرق العربي‪،‬أو إلى ُّ‬
‫الدول‬ ‫الجزائريين إلى ُّ‬
‫األوروبية كهجرة الجزائريين إلى فرنسا‪.2‬‬

‫‪ -)3‬أشكال الهجرة‪:‬‬

‫أن‬
‫تخص الشخص نفسه‪ ،‬ولها أبعاد خاصة بالفرد الواحد‪ ،‬إما ْ‬
‫ُّ‬ ‫أ)‪ -‬الهجرة الفردية‪:‬هي هجرة‬
‫يكون الشخص منفي من طرف إدارة االحتالل أو مبعد لغرض معين‪ ،‬كالعمل أو غيره‪.3‬‬

‫ب)‪ -‬الهجرة الجماعية‪ :‬وتكون بتنقل مجموعة من األشخاص أو عائلة كاملة‪ ،‬وتتعدد‬
‫أسبابها منها‪:‬االضط اررية أو المبعدون ومنها االختيارية التي فضل أصحابها مغادرة البالد‪.4‬‬

‫‪ -)4‬أسباب ودوافع الهجرة الجزائرية‪:‬‬

‫تتعدد دوافع وأسباب الهجرة الجزائرية‪ ،‬منها‪ :‬أسباب سياسية وعسكرية‪،‬وأخرى اجتماعية‪،‬‬
‫كالبحث عن العمل‪،‬وأخرى رثقافية من أجل الحصول على شهادة علمية‪ ،‬غير أن الدافع والسبب‬
‫الرئيسي األبرز‪ ،‬هو تدهور األحوال االقتصادية‪ 5‬لألهالي الجزائريين‪.6‬‬

‫ومن األسباب التي جعلت الجزائريين يهجرون وطنهم ومسقط رأسهم ومرتع طفولتهم‪ ،‬هو‬
‫السياسات المتبعة من طرف إدارة االحتالل الفرنسي في الجزائر‪ ،‬التي أخذت طابعاً سلبياً‪،‬والذي‬
‫اتضح في تغيير مختلف مناحي الحياة االجتماعية للجزائريين‪ ،‬بسبب العوز االقتصادي‪ ،‬هذا‬
‫التغيير دفع بالكرثير من الجزائريين الى الهجرة‪.7‬‬

‫‪ -1‬عبد القادر عزام عوادي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.31.‬‬


‫‪ -2‬أحمد بن جابوا‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.59.‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر عزام عوادي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.30.‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪.30.‬‬
‫‪-5‬أبو القاسم سعد اهلل‪ :‬الحركةالوطنيةالجزائرية‪ ،1930-1900‬ج‪ ،2.‬ط‪ ،4.‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،1992 ،‬‬
‫ص‪.120.‬‬
‫‪ -6‬مصطفى األش ارف‪ :‬الجزائر األمة والمجتمع‪ ،‬تر‪ :‬حنفي عيسى‪ ،‬ط‪ ،1.‬دار القصبة للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص‪.201‬‬
‫‪-7‬جمال يحياوي‪«:‬دوافع الهجرة الجزائرية خالل القرن‪ ،«19‬أعمال الملتقى الوطني حول الهجرة الجزائرية إبان مرحلة‬
‫االحتالل‪ 1962 -1830‬يومي‪ 31 -30‬أكتوبر ‪ ،2006‬منشورات و ازرة المجاهدين ‪،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص‪. 49.‬‬

‫‪95‬‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬م‬ ‫الفصل الثَّالث‪:‬‬

‫أ)‪ -‬البحث عن العمل‪:‬‬

‫إن سياسة تجريد الجزائريين‪ ،1‬من رثروة األرض‪ ،‬التي هي المصدر الرئيسي للعيش قد كانت‬
‫هي الدافع الكبير والسبب الرئيس للهجرة في بادئ األمر‪ ،‬وقد وجد الفالح الجزائري نفسه أمام‬
‫اختيارين ال رثالث لهما‪،‬االنكماش على نفسه والعيش في بؤس‪،2‬وأوضاع معيشية مزرية‪ ،3‬أو‬
‫الهجرة للبحث عن عمل يسكنه من سد حاجياته وتوفير العيش لبقية أفراد أسرته‪.4‬‬

‫ب)‪ -‬السياسة االستيطانية ومصادرة األراضي‪:‬‬

‫سياسة مارسها االحتالل الفرنسي في الجزائر‪ ،‬بحيث إن األوروبيين وجدوا أنفسهم أمام‬
‫حقيقتين أو أمرين‪ ،‬هما‪:‬إ ّما القضاء نهائيا على الشعب الجزائري صاحب األرض‪،‬واذابته في‬
‫بيئة جديدة أوروبية الستغالله في خدمة االستعمار الفرنسي‪،5‬أو مصادرة األراضي واحتاللها من‬
‫طرف الكولون قصد تجريد الجزائريين وتحويلهم إلى أيد عاملة رخيصة في خدمة أراضيهم التي‬
‫أصبحت مزارع المعمرين منتزعة من سكانها األصليين‪.6‬‬

‫كما أن إدارة االحتالل قد انتهجت سياسات أخرى منها‪:‬‬

‫ج)‪ -‬السياسة الضريبية‪:‬كانت السياسة الضريبية هي األخرى دافع من دوافع الهجرة‬


‫الجزائرية بعد االستيطان ومصادرة األراضي‪،‬فقد طبقت سلطات االحتالل سياسة ضريبية قاسية‬
‫في الجزائر‪ ،7‬وهي ضرائب من نوع خاص لم يكن متعارف عليها‪ ،‬ولم تكن طبقت في غيرها‬
‫من البالد حتى داخل فرنسا نفسها‪ ،‬وكانت تهدف إلى خدمة االقتصاد االستعماري من جهة‪،‬‬

‫‪-1‬عمار بوحوش‪« :‬األرض والهجرة«‪ ،‬مجلة األصالة‪ ،‬ع‪ ،16.‬و ازرة التعليم األصلي و ُّ‬
‫الشؤون الدينية‪ ،‬مطابع البعث‪ ،‬قسنطينة‪،‬‬
‫أكتوبر‪،1973‬ص‪.125.‬‬
‫‪ -2‬عمار بوحوش‪ :‬العمال الجزائريون في فرنسا دراسة تحليلية‪ ،‬طبعة خاصة‪ ،‬منشورات و ازرة المجاهدين‪ ،‬الجزائر‪،2008 ،‬‬
‫ص‪.130.‬‬
‫‪-3‬جياللي صاري‪ :‬تجريد الفالحين من أراضيهم ‪،1962 -1830‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.174.‬‬
‫‪ -4‬عمار بوحوش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.131.‬‬
‫‪ -5‬جمال يحياوي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 49‬‬
‫‪ -6‬أحمد صاري‪ :‬شخصيات وقضايا من تاريخ الجزائر المعاصر‪ ،‬تق‪:‬أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬ط‪ ،1.‬المطبعة العربية‪،‬غرداية‪،‬‬
‫‪،2004‬ص‪.153.‬‬
‫‪-7‬عبد القادر عوادي عزام‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.34.‬‬

‫‪96‬‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬م‬ ‫الفصل الثَّالث‪:‬‬

‫ومن جهة رثانية لتفقير الجزائريين‪ ،‬والغريب في هذه الضرائب أنها لم تكن ضريبة واحدة إنما‬
‫أخذت أنواعا وأسماء مختلفة‪.1‬‬

‫كضريبة العشور التي تفرض على األراضي الزراعية والزكاة التي تفرض على قطعان‬
‫الماشية‪ ،‬وأيضا ضريبة الحكور التي تطبق على أعراش قسنطينة‪ 2،‬أيضا هناك العديد من‬
‫الضرائب المجحفة‪ ،‬وغرامات تفرض على األهالي بمجرد التلفظ بعبارات معادية لالستعمار أو‬
‫‪3‬‬
‫االمتناع على العمل في المزارع األوروبية‪.‬‬

‫وهذه الضرائب كلها فرضت مايتناسب مع الوضع االقتصادي للفرنسيين وكانت لها أرثر كبير‬
‫على االقتصاد الجزائري وعلى الجزائريين بمرثابة عبئ رثقيل‪ ،‬وكانت هذه الضرائب طريقة‬
‫للسيطرة على المجتمع المحلي‪.4‬‬

‫د)‪ -‬التخريب والتدمير‪:‬إن عملية التخريب والتدمير أولى ممارسات سياسة االحتالل الفرنسي‬
‫المستعمرة‪ ،‬كالقضاء على كل ماهو محلي‬ ‫تحكمها في اقتصاد‬‫التي طبقت في الجزائر منذ ُّ‬
‫َ‬
‫وطني في الجزائر‪ ،‬والقضاء على الصناعات الجزائرية‪ ،‬وتدمير كل مايعود على األهالي‬
‫بالمنفعة‪ ،‬واستغالل الجزائر لخدمة مصالحها ومصالح المعمرون‪.5‬‬

‫ه)‪ -‬اإلبادة والتشريد والنفي‪:‬جعلت عملية القتل واإلبادة الجماعية للسكان الجزائريين‪،‬‬
‫الرعب والتأرثر في نفسية الجزائريين‪ ،‬مما أدى بهم الى مغادرة الديار هروبا‬
‫عزمها وديدنها‪،‬لبث ُّ‬
‫من القتل‪.6‬‬

‫ويرجع الكرثير من المؤرخين الدوافع االقتصادية للهجرة الجزائرية إلى ارتفاع األجور في فرنسا‬
‫مقارنة بالجزائر‪ ،‬والمعاملة الحسنة‪ ،7‬دون اإلشارة إلى االقتصاد الجزائري الذي كان طيلة فترة‬

‫‪-1‬جمال يحياوي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 52 -51.‬‬


‫‪ -2‬الغالي غربي‪ :‬العدوان الفرنسي على الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.226-225.‬‬
‫‪ -3‬محمد شبوب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.62.‬‬
‫‪ -4‬خديجة بختاوي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.207.‬‬
‫‪-5‬جمال يحياوي‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.44.‬‬
‫‪-6‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.47.‬‬
‫‪-7‬أحمد صاري‪« :‬دور المهاجرين الجزائريين في الرثورة التحريرية«‪ ،‬مجلة المصادر‪ ،‬ع‪ ،12.‬المركز الوطني للدراسات والبحث‬
‫في الحركة الوطنية ورثورة أول نوفمبر‪ ،1954‬منشورات و ازرة المجاهدين‪ ،‬الجزائر‪ ،1999 ،‬ص‪.239.‬‬

‫‪97‬‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬م‬ ‫الفصل الثَّالث‪:‬‬

‫االحتالل اقتصادا استعماريا كولونيالياً يخدم مصالح قلة من المعمرين‪ ،‬بالتعويل على سياسة‬
‫القهر وكذا السُّخرة‪،‬المنتهجة ضد األهالي‪.1‬‬
‫أما المؤرخين الفرنسيين الذين أرخو للهجرة الجزائرية بفرنسا‪،‬فيرجعون أسبابها إلى ُّ‬
‫النمو‬
‫السكان‪ ،2‬مع تزايد النمو‬
‫السكان األصليين وعدم وجود توازن بين ُّ‬
‫الديمغرافي الهائل وسط ُّ‬
‫أن يحملوا االحتالل الفرنسي وسياسات االستيطان‬ ‫الديمغرافي‪ .‬وهؤالء المؤرخون اليريدون ْ‬
‫تبعات ما آل إليه وضع الفالحين الجزائريين‪ ،‬الذين تركوا مداشرهم وركبوا البحر إلى فرنسا‪،‬‬
‫األم الجزائر‪.3‬‬
‫بحرثا عن لقمة العيش التي حرموا منها في بالدهم ُّ‬
‫وخالصة القول إن الجزائريين خالل فترة االحتالل لم يختاروا الهجرة طواعية‪ ،‬بل فرضتها‬
‫عليهم الظُّروف الجديدة التي أتت بها سلطات االحتالل‪ ،‬وشملت مختلف المجاالت االقتصادية‬
‫واالجتماعية والسياسية‪.4‬‬
‫‪ -)5‬اتجاهات الهجرة الجزائرية‪:‬‬
‫أ)‪ -‬هجرة داخلية من األرياف نحو المدن‪:‬‬
‫أدت األسباب األنفة الذكر من انقطاع وسائل العيش في األرياف الفقيرة‪ ،5‬إضافة إلى سياسة‬
‫مصادرة األراضي الفالحية والبطالة‪ ،‬التي قدرت نسبتها في األرياف سنة ‪1922‬م بحوالي‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫إن لم تكن عائلية تكون‬
‫‪ ، %50‬إلى الهجرة الجماعية لسكان األرياف نحوا المدن ‪.‬وهذه الهجرة ْ‬
‫فردية‪ ،‬أي هجرة ُّ‬
‫رب األسرة الفاقد ألرضه وعمله بالريف‪ ،‬رثم تتحول إلى هجرة عائلية بمجرد‬
‫حصول هذا العائل على عمل معين‪.8‬‬

‫‪ -1‬لينده عالل‪«: :‬الهجرة الجزائرية إلى فرنسا أسبابها ونتائجها»‪ ،‬أعمال الملتقى الوطني حول الهجرة الجزائرية إبان مرحلة‬
‫االحتالل ‪ 1962-1830‬يومي‪ 31-30‬أكتوبر ‪ ،2006‬منشورات و ازرة المجاهدين ‪ ،‬الجزائر‪ ،2007،‬ص‪.212.‬‬
‫‪-2‬عمار بوحوش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.166.‬‬
‫‪ -3‬لينده عالل‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.206.‬‬
‫‪ -4‬جمال يحياوي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.55.‬‬
‫‪ -5‬محمد قريشي‪ :‬األوضاع االجتماعية للشعب الجزائري منذ نهاية الحرب العالمية الثانية إلى اندالع الثورة‬
‫التحريريةالكبرى‪1954–1945‬م‪،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير(غير منشورة)‪،‬تخ‪ :‬تاريخ حديث ومعاصر‪ ،‬كلية العلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬قسم التاريخ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2002،‬ص‪.112.‬‬
‫‪-6‬عباس فرحات‪ :‬الجزائر من المستعمرة إلى المقاطعة الشاب الجزائري‪ ،1930‬تر‪ :‬أحمد منور‪ ،‬منشورات المركز الوطني‬
‫للدراسات والبحث في الحركة الوطنية ورثورة أول نوفمبر‪ ،1954‬الجزائر‪،2007،‬ص‪.245.‬‬
‫‪-7‬جياللي صاري ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.175.‬‬
‫‪-8‬محمد قريشي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.112.‬‬

‫‪98‬‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬م‬ ‫الفصل الثَّالث‪:‬‬

‫ابتداء من مطلع القرن العشرين ازدادت ظاهرة الهجرة الريفية إلى المدن‪ ،‬وخاصة أرثناء أزمة‬
‫الجفاف التي عرفتها الجزائر بين سنتي ‪1920-1919‬م‪ ،‬مما أدى إلى ارتفاع سكان مدينة‬
‫الجزائر‪ ،‬وسرعان ما تحولت األكواخ التي تشكلت بالمدن الجزائرية الكبرى إلى ظاهرة ُعرفت في‬
‫حينها باألحياء القصديرية‪.1‬‬
‫وقد بلغ عدد المهاجرين نحو المدن سنة ‪1926‬م حوالي ‪73036‬نسمة‪ ،‬ليرتفع إلى‬
‫‪106608‬نسمة سنة ‪1931‬م‪ ،‬ليزداد سنة ‪1936‬م إلى ‪ 118456‬نسمة‪ ،‬وبعد الحرب العالمية‬
‫الرثانية‪ ،‬في سنة ‪1948‬م وصل عدد الجزائريين بالعاصمة إلى ‪ 295539‬نسمة‪ ،2‬أما سنة‬
‫‪1954‬م فقد بلغ عددهم حوالي مليون شخص‪.3‬‬
‫ب)‪ -‬هجرة خارجية نحو بعض البلدان العربية‪:‬‬
‫تداعى لهذه الهجرة العديد من الجزائريين‪ ،‬سواء من األرياف أو المدن‪ ،‬وشهدت تونس‬
‫والمغرب األقصى أولى موجات هذه الهجرة أرثناء االحتالل‪.‬‬
‫لقد كانت الهجرة طيلة القرن التاسع عشر(‪19‬م) والقرن العشرين(‪20‬م) الميالديين‪ ،‬سواء من‬
‫الشرق الجزائري أو وسطه أوجنوبه أو غربه‪.4‬‬
‫‪ -)۱‬الهجرة الجزائرية نحو تونس‪:‬كان الشرق الجزائري بسبب قربه من تونس من أكرثر‬
‫المناطق التي عرفت هجرة أعداد كبيرة من العائالت الجزائرية‪ ،5‬خاصة الشريط الحدودي‬
‫الشرقي‪،‬ومن المدن التي عرفت هجرة إلى تونس‪ ،‬مدينة عنابة‪ ،‬والطارف‪ ،‬وسوق أهراس‪،‬‬
‫وتبسة‪ .6‬أما الجنوب الجزائري فنجد من مدينة وادي سوف‪ ،‬وورقلة‪ ،‬ونواحي وادي ريغ‪ ،‬فكانت‬
‫من أهم المناطق التي هاجرسكانها نحو البالد التُّونسية‪.7‬‬

‫‪-1‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪.111.‬‬


‫‪-2‬عباس فرحات‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.245.‬‬
‫‪ -3‬محمد قريشي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.112 .‬‬
‫‪-4‬لينده عالل‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 62.‬‬
‫‪-5‬نادية طربوش‪ :‬الهجرة الجزائرية نحو المشرق العربي‪ ،‬منشورات المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية ورثورة‬
‫أول نوفمبر ‪ ،1954‬طبعة خاصة‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص‪.261.‬‬
‫‪ -6‬خيرة بوزكري‪ :‬الوضع االجتماعي في الجزائر ‪1954 – 1945‬م‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر (غير منشورة)‪ ،‬تخ‪:‬‬
‫تاريخ معاصر‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬قسم العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ -‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪،2016 ،‬‬
‫ص‪.100.‬‬
‫‪ -7‬نادية طربوش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.261.‬‬

‫‪99‬‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬م‬ ‫الفصل الثَّالث‪:‬‬

‫حيث استقر المهاجرون الجزائريون بالبالد التُّونسية‪ ،‬في مناطق محاذية بتونس‪ ،‬كمدينة بنزرت‪،‬‬
‫والكاف‪ ،‬والقصرين‪.1‬وقُدر عدد المهاجرين الجزائريون إلى ت ـ ـونس سنة‪1936‬م بحوالي‬

‫‪4100‬مهاجر‪ ،‬وأكرثر من ‪ 50000‬مهاجر سنة ‪.21954‬‬


‫‪ -)۲‬الهجرة الجزائرية نحو المغرب األقصى‪:‬ازدادت وتيرة الهجرة الجزائرية نحو المغرب بعد‬
‫االحتالل الفرنسي للجزائر‪،‬القتناعهم أن إقامتهم في المغرب األقصى‪ ،‬ال تكلفهم الكرثير ولن تستمر‬
‫طويال‪ ،‬متأملين في العودة إلى بالدهم حالما يخرج الفرنسيون منها‪ ،‬إال أن التطورات التي عرفتها‬
‫الجزائر‪ ،‬دفعت الكرثير من الجزائريين‪ ،‬اتخاذ المغرب وجهة لهم لالستقرار بها نهائيا‪.3‬‬
‫وعرفت الهجرة الجزائرية نحو المغرب األقصى من ‪1956 –1936‬مارتفاعاً كبي اًر‪ ،‬وأكرثر ترك از‪،‬‬
‫خاصة في مدينة وجدة‪ ،‬والدار البيضاء‪ ،‬وفاس‪ ،‬كما يبينها الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول (‪ :)30‬يوضح هجرة الجزائريين إلى المغرب األقصى من‪1936‬إلى ‪.41952‬‬

‫السنوات‬
‫النسبة ‪%‬‬ ‫‪1952‬‬ ‫‪1936‬‬
‫المنطقة‬

‫‪61.3‬‬ ‫‪18950‬‬ ‫‪4594‬‬ ‫وجدة‬

‫‪8.40‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪745‬‬ ‫الدار البيضاء‬

‫‪13.9‬‬ ‫‪5470‬‬ ‫‪673‬‬ ‫فاس‬

‫‪7.6‬‬ ‫‪5200‬‬ ‫‪467‬‬ ‫مكناس‬

‫‪6.3‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪266‬‬ ‫الرباط‬

‫‪2.5‬‬ ‫‪1150‬‬ ‫‪371‬‬ ‫مراكش‬

‫‪0.3‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪22‬‬ ‫أغادير‬

‫‪-1‬خيرة بوزكري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.100.‬‬


‫‪-2‬أحمد بن جابوا‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.59.‬‬
‫‪ -3‬نادية طربوش‪:‬الهجرة الجزائرية نحو المشرق العربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.261.‬‬
‫‪ -4‬خيرة بوزكري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.94.‬‬

‫‪100‬‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬م‬ ‫الفصل الثَّالث‪:‬‬

‫يتبين من خالل الجدول الموضح أمامنا تزايد في عدد المهاجرين حيث وصل أكرثر‪،‬‬
‫من‪ 30‬ألف نسمة خالل ‪16‬سنة فقط‪ ،‬ويتبين أن الدار البيضاء في المرتبة األخيرة في سنة‬
‫‪1952‬م مقارنة مع سنة ‪1936‬م‪ ،‬التي كانت في المرتبة الرثانية وذلك راجع إلى سيطرة‬
‫المعمرون الفرنسيون على الدار البيضاء‪ ،‬ومدينة فاس؛ وبذلك فإن المغرب األقصى منطقة‬
‫استقبال المهاجرين الجزائريين الفارين من سياسات الممارسة االستعمارية من تفقير وتجويع‪.‬‬

‫لقد شهدت المغرب هجرات متتالية من الغرب الجزائري إلى المغرب األقصى‪،‬ممرثلة في‬
‫المدن التالية‪ :‬وهران‪ ،1‬ومعسكر‪ ،‬وتلمسان‪ ،2‬ومستغانم‪ ،‬والبليدة‪ .‬ومن المدن المغربية التي‬
‫شهدت استقطابا كبي اًر لهؤالء المهاجرين الجزائريين نجد‪ :‬مدينة وجدة‪ ،‬وتطوان‪ ،‬وطنجة‪،‬‬
‫والرباط‪،‬وسال‪ ،3‬وفاس‪ ،‬ومراكش‪.4‬‬

‫الجدول (‪ :)31‬يوضح المناطق األكثر استقطابا للمهاجرين الجزائريين‪.5‬‬

‫العدد‬ ‫المدينة‬ ‫العدد‬ ‫المدينة‬ ‫العدد‬ ‫المدينة‬

‫‪45‬‬ ‫سال‬ ‫‪82‬‬ ‫وزان‬ ‫‪4594‬‬ ‫وجدة‬

‫‪145‬‬ ‫القنطرة‬ ‫‪682‬‬ ‫تازة‬ ‫‪734‬‬ ‫الدار البيضاء‬

‫‪371‬‬ ‫مراكش‬ ‫‪21‬‬ ‫مقرو‬ ‫‪26‬‬ ‫فضالة‬

‫‪22‬‬ ‫أغادير‬ ‫‪467‬‬ ‫مكناس‬ ‫‪86‬‬ ‫سطات‬

‫‪16‬‬ ‫الصويرة‬
‫ُّ‬ ‫‪266‬‬ ‫الرباط‬ ‫‪673‬‬ ‫فاس‬

‫‪52‬‬ ‫أسفي‬ ‫‪23‬‬ ‫أزمور‬ ‫‪77‬‬ ‫الجديدة‬

‫‪1‬‬
‫الرؤية‪ ،‬ع‪ ،3.‬س‪ ،2.‬المركز الوطني للدراسات والبحث في‬
‫‪ -‬نادية طربوش‪« :‬الهجرة الجزائرية إلى بالد الشام»‪ ،‬مجلة ُّ‬
‫الحركة الوطنية ورثورة أول نوفمبر‪ ،1954‬منشورات و ازرة المجاهدين‪ ،‬الجزائر‪ ،1997،‬ص‪. 169.‬‬
‫‪ -2‬لينده عالل‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 62.‬‬
‫‪ -3‬نادية طربوش‪ :‬الهجرة الجزائرية نحو المشرق العربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.266.‬‬
‫‪ -4‬نادية طربوش‪:‬الهجرة الجزائرية إلى بالد الشام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.169.‬‬
‫‪-5‬خيرة بوزكري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.93.‬‬

‫‪101‬‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬م‬ ‫الفصل الثَّالث‪:‬‬

‫يالحظ من خالل الجدول أن المدن التي توافد عليها الجزائريون هي‪ :‬مدينة فاس وكذا‬
‫مدينة وجدة‪،‬نظ ار لتوفر هذه المناطق على اإلمكانيات االجتماعية والمهنية من تعليم والعمل‬
‫والنشاطات االقتصادية التي تضمن لهم العيش‪.‬‬

‫ج)‪ -‬هجرة خارجية نحو بعض البلدان األوروبية‪:‬‬


‫‪-)۱‬الهجرة إلى فرنسا‪ :‬من الصعب جداً تحديد تاريخ الهجرة الجزائرية إلى فرنسا‪ ،‬ألن هذه‬
‫الهجرة لم تكن في بدايتها ترثير االنتباه لقلة عدد المهاجرين‪ ،1‬إال أنه بحسب معظم المؤرخين‬
‫يرجع تاريخ بدايات الهجرة نحو فرنسا إلى نهاية القرن ‪19‬م وبداية القرن العشرين‪.2‬‬
‫األولى كان عدد المهاجرين الجزائريين في فرنسا‪ ،3‬سنة ‪1919‬م‬
‫فبعد نهاية الحرب العالمية ُّ‬
‫أكرثر من‪ 5.563‬مهاجر مستقر‪ ،4‬ليتضاعف كل سنتين‪ ،‬فمن ‪ 21.000‬ألف‬
‫مهاجرسنة‪1920‬م‪ ،‬ارتفع إلى ‪ 44.000‬ألف مهاجر سنة ‪1922‬م‪ ،‬ليصل إلى ‪ 71.000‬ألف‬
‫مهاجر سنة‪.51924‬‬
‫وتكمن األهمية العددية للمهاجرين الجزائريين عند مقارنتها بعدد المهاجرين المغاربة‬
‫والتّوانسة‪ ،‬فيظهر في اإلحصائيات أنه فيما بين سنتي ‪1920‬و‪1924‬م كان هناك ‪71.000‬‬
‫ألف مهاجر جزائري في مقابل ‪ 10.000‬آالف تونسي‪ ،‬و‪ 10.000‬آالف مغربي‪ ،6‬ويعود‬
‫ُّ‬
‫تضخم عدد المهاجرين في فرنسا ‪7‬خالل سنوات‪ 1919‬إلى ‪1924‬م إلى حاجة الصناعة‬ ‫سبب‬
‫الفرنسية إلى اليد العاملة‪ ،‬جراء ماتكبدته فرنسا من خسارة‪ ،‬وينخفض عدد المهاجرين‬
‫سنة‪1925‬م إلى‪24.753‬ألف مهاجر مقارنة بالسنة السابقة‪ ،‬نتيجة صدور تعليمات و ازرية‬
‫أن يحصل مقدما على تعاقد وعلى‬
‫فرنسية سنة ‪1924‬م تنظم الهجرة‪،‬وتفرض على المهاجر ْ‬

‫‪ -1‬أحمد صاري‪« :‬دور المهاجرين الجزائريين في الرثورة التحريرية»‪ ،‬مجلة المصادر‪ ،‬ع‪ ،1.‬المركز الوطني للدراسات والبحث‬
‫في الحركة الوطنية ورثورة أول نوفمبر ‪،1954‬منشورات المتحف الوطني للمجاهد‪ ،‬الجزائر‪ ،1999 ،‬ص‪.238.‬‬
‫‪ -2‬جياللي صاري‪ :‬هجرة الجزائريين نحو أوروبا‪ ،‬منشورات المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية ورثورة أول‬
‫نوفمبر‪ ،1954‬الجزائر‪ ،2007،‬ص‪.24.‬‬
‫‪ -3‬سعدي بزيان ‪ :‬دور الطبقة العاملة الجزائرية في المهجر في ثورة نوفمبر ‪ ،1954‬ط‪ ،2.‬منشورات رثالة ‪ ،‬الجزائر‪،2009،‬‬
‫ص‪.25.‬‬
‫‪ -4‬محمد قريشي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 196‬‬
‫‪ -5‬أحمد صاري ‪ :‬شخصيات وقضايا من تاريخ الجزائر المعاصر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.154.‬‬
‫‪6‬‬
‫السابق‪ ،‬ص‪.239.‬‬
‫‪ -‬أحمد صاري‪ :‬دور المهاجرين الجزائريين في الثورة التحريرية‪ ،‬المرجع ّ‬
‫‪ -7‬ينظر الملحق رقم‪،10‬ص‪.120‬‬

‫‪102‬‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬م‬ ‫الفصل الثَّالث‪:‬‬

‫المعدية والقدرة على العمل‪،‬وأخي ار حصوله على بطاقة تعريف‬


‫شهادة طبية بالخلو من األمراض ُ‬
‫عليها صورته‪.1‬‬
‫أما سنة ‪1928‬مفقد قُدر عدد المهاجرين بــِ‪ 39.726 :‬ألف مهاجر لينخفض سنة ‪1931‬م‬
‫إلى ‪ 20.847‬ألف مهاجر‪ ،‬رثم إلى ‪ 12.013‬ألف مهاجر سنة ‪1934‬م‪ ،2‬جراء صدور‬
‫قرار‪1928/4/4‬م الذي يحدد شروط الهجرة إلى فرنسا‪ ،‬وأصبحت العملية صعبة حيث أجبر‬
‫على المهاجر على دفع تأميناً على شخصه‪ ،‬والتأكد من صحة شهادته الطبية‪.3‬‬
‫نظر لتعديل القرار‬
‫ا‬ ‫وفي سنة ‪1937‬م ارتفع عدد المهاجرين إلى ‪ 46.562‬ألف مهاجر‪،4‬‬
‫السابق بصدور ق ارر جديد في‪1936 /07/17‬م‪ ،‬الذي أعاد قانون حرية التنقل إلى‬
‫فرنسا‪،‬واكتفى بشرط احد وهو‪ :‬وجود بطاقة تعريف لدى الراغب في الهجرة إلى فرنسا‪.5‬‬
‫وفي سنة ‪1939‬مبلغ عدد المهاجرين أكرثر من ‪ 34.419‬ألف مهاجر‪ ،6‬وما يميز الهجرة‬
‫الجزائرية إلى فرنسا بين الحربين‪ 7‬أنها تمت بغير تنظيم من ُّ‬
‫السلطة الفرنسية‪ ،‬إذ لم تشرف على‬
‫تنظيمها سوى سنوات الحرب األولى‪ ،‬وماعداها فالهجرة كانت تلقائية‪ ،‬يسافر الجزائريون إلى‬
‫فرنسا على نفقاتهم ويبحرثون هناك عن عمل بوسائلهم الخاصة‪ ،‬وكان من نتيجة انعدام األشراف‬
‫أن عانى الكرثير من المهاجرين الجزائر من محن التعطل‪.8‬‬
‫ْ‬
‫‪9‬‬
‫وبعد اندالع الحرب العالمية الرثانية انخفاض عدد المهاجرين ليبلغ‪ 34000‬ألف مهاجر‬
‫نتيجة صدور قرار الحكومة العامة في‪1940/02/23‬م‪ ،‬الذي ينص على أن توظيف اليد‬
‫أن تكون بتزكية من مصالح اليد العاملة التابعة‬
‫العاملة بالجزائر الستخدامها بفرنسا‪ ،‬يجب ْ‬
‫للحكومة العامة‪.10‬‬

‫‪ -1‬عبد الحميد زوزو‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.18.‬‬


‫‪ -2‬عمار بوحوش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.137.‬‬
‫‪ -3‬عبد الحميد زوزو‪:‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.18.‬‬
‫‪ -4‬عمار بوحوش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.137.‬‬
‫‪ -5‬محمد قريشي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.169.‬‬
‫‪ -6‬عمار بوحوش‪:‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.137.‬‬
‫‪ -7‬ينظر الملحق رقم ‪ ،11‬ص‪.121‬‬
‫‪ -8‬عبد الحميد زوزو‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.32.‬‬
‫‪ -9‬عمار بلخوجة ‪ :‬صفحات من ذاكرة التاريخ ‪ ،‬تر‪ :‬أحمد بن محمد بكلي‪ ،‬ط‪ ،1.‬منشورات ألفا‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص‪.226.‬‬
‫‪ -10‬محمد قريشي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.169.‬‬

‫‪103‬‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬م‬ ‫الفصل الثَّالث‪:‬‬

‫رغم ذلك استمرت الهجرة نحو فرنسا بنسب قليلة وتقلصت سنة ‪1942‬م‪ ،‬وبعد نهـ ـ ـاية الحرب‬
‫العالمية الرثانية عادت الهجرة من جديد إلى الجزائر فعرفت تطو ار كبي ار‪ ،1‬حيث قُدر عددها من‬
‫سنة ‪ 1945‬إلى ‪1948‬مبـِ‪ 185.500:‬ألف مهاجر‪ ،2‬وفي سنة ‪1954‬م قُدر بــِ‪159.786 :‬‬
‫ألف مهاجر‪ ،3‬كما يوضحها الجدول الموالي‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫الجدول(‪ :)32‬تطور الهجرة الجزائرية نحو فرنسا من‪ 1919‬إلى ‪1954‬‬
‫العودة‬ ‫الذهاب‬ ‫السنوات‬
‫‪17457‬‬ ‫‪5563‬‬ ‫‪1919‬‬
‫‪26289‬‬ ‫‪44466‬‬ ‫‪1922‬‬
‫‪36323‬‬ ‫‪24753‬‬ ‫‪1925‬‬
‫‪25008‬‬ ‫‪39726‬‬ ‫‪1928‬‬
‫‪43877‬‬ ‫‪40630‬‬ ‫‪1930‬‬
‫‪32950‬‬ ‫‪20847‬‬ ‫‪1931‬‬
‫‪15083‬‬ ‫‪16684‬‬ ‫‪1933‬‬
‫‪27824‬‬ ‫‪13974‬‬ ‫‪1940‬‬
‫‪22251‬‬ ‫‪66230‬‬ ‫‪1945‬‬
‫‪133517‬‬ ‫‪159786‬‬ ‫‪1954‬‬

‫الشكل (‪ :)13‬تطور الهجرة الجزائرية نحو فرنسامن‪1954 -1919‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.169.‬‬


‫‪ -2‬عمار بلخوجة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.221.‬‬
‫‪ -3‬جياللي صاري‪ :‬هجرة الجزائريين نحو أوروبا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.25.‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪.25.‬‬

‫‪104‬‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬م‬ ‫الفصل الثَّالث‪:‬‬

‫عدد المهاجرين الجزائريين‬


‫‪180000‬‬

‫‪160000‬‬

‫‪140000‬‬

‫‪120000‬‬
‫الذهاب‬
‫‪100000‬‬

‫‪80000‬‬ ‫العودة‬
‫‪60000‬‬

‫‪40000‬‬

‫‪20000‬‬
‫السنوات‬
‫‪0‬‬
‫‪1919 1922 1925 1928 1930 1931 1933 1940 1945 1954‬‬

‫من خالل الجدول يتبين تدفق الجزائريين إلى فرنسا منذ بداية القرن العشرين‪،‬ومع بداية‬
‫الرثالرثينيات عرف عدد المهاجرين بعض االنخفاض نتيجة األزمة االقتصادية العالمية سنة‬
‫‪1929‬م‪ ،‬التي قللت من فرص استرثمار العمال الجزائريين في بعض األشغال‪ ،‬وكذلك بسبب‬
‫التضييق على الهجرة من طرف اإلدارة االستعمارية بالجزائر‪ ،‬وواصل تراجعه إلى غاية الحرب‬
‫العالمية الرثانية‪ ،‬ولم يرتفع من جديد إال مع نهايتها‪ ،‬عندما احتاجت فرنسا إلى عدد كبير من‬
‫العمال إلعادة بناء ما خربته الحرب‪،‬إال أن الهجرة لم تتحرر نظريا من قيود اإلدارة االستعمارية‬
‫إال بعد صدور قانون ‪ 1947/09/20‬الذي ينص على حرية التنقل‪ ،‬مما نتج عنه هجرة كبيرة‬
‫إلى فرنسا‪ 1‬شهدتها سنة ‪1954‬م‪ ،‬حيث أنه ُسجل فائضاً لم يكن يتكون من نفس األشخاص‪،‬‬
‫كما كان يتم تعويض العائدين بالقادمين الجدد أو بهجرة جديدة لمهاجرين قدماء‪ ،‬مما زاد في‬
‫ضمان استمرار هذه الوضعية أن الهجرة كانت تخص بالدرجة األولى الرجال دون النساء‪ ،‬التي‬
‫لم تبرز هجرتهم إال بعد سنة ‪1954‬م‪.2‬‬

‫وأنتجت عن هذه الهجرة الجزائرية نحو فرنسا عدة سلبيات وكذا إيجابيات نذكر منها‪:‬‬

‫‪ ‬استفادة االقتصاد االستعماري الفرنسي استفادة كبيرة من خيرات الجزائر‪،‬حيث استغل‬


‫الحرب العالمية األولى وكذا الرثانية‪،‬‬ ‫الطاقة الشبابية في إعادة بناء فرنسا المخربة نتيجة‬
‫كمستخدمين غير دائمين خالل اإلضرابات العمالية‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد صاري ‪ :‬شخصيات وقضايا من تاريخ الجزائر المعاصر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.155.‬‬
‫‪ -2‬جياللي صاري‪ :‬هجرة الجزائريين نحو أوروبا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.26.‬‬

‫‪105‬‬
‫آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬م‬ ‫الفصل الثَّالث‪:‬‬

‫‪ ‬تزايد الوعي الوطني بصفة خاصة لدى المهاجرين‪ ،‬نتيجة لبعدهم عن القمع السياسي‬
‫والفكري داخل الجزائر‪ .‬وقد نتج عن ذلك ظهور نشاط سياسي تبلور في إنشاء حزب نجم شمال‬
‫إفريقيا ‪1926‬م‪.1‬‬

‫د)‪ -‬موقف الفرنسيين من الهجرة الجزائرية إلى فرنسا‪:‬‬

‫وجد الفرنسيون في البداية فرصة للتخلص من المتعصبين الذين يرثيرون فكرة الجهاد في‬
‫نفوس الجزائريين‪ ،‬ومعها فرصة توفير المزيد من األراضي للمستوطنين‪ ،2‬إال أنه بعد ذلك‬
‫عارض الكولون هجرة الجزائريين إلى فرنسا لعدة أسباب منها‪ :‬أنهم شعروا بأن الهجرة مرثل‬
‫المدرسة وهي الطريق نحو التحرر وعلى المدى البعيد تكون ضد مصالحهم‪.3‬‬

‫‪ -1‬أحميدة عميراوي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.53.‬‬


‫‪ -2‬نادية طربوش‪ :‬الهجرة الجزائرية إلى بالد الشام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.167.‬‬
‫‪ -3‬أحمد صاري‪ :‬شخصيات وقضايا من تاريخ الجزائر المعاصر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.154.‬‬

‫‪106‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫الدراسة التَّاريخية اإلحصائية حول بنية االقتصاد االستعماري الفرنسي‪ ،‬وتأثيراته‬


‫بعد هذه ِّ‬
‫المقومات والمرتكزات التي قام عليها‪ ،‬ألجل‬
‫ِّ‬ ‫على المجتمع الجزائري(‪ ،)1954-1919‬واب ار از‬
‫رفعة االقتصاد الفرنسي‪ ،‬توصلت إلى عدة نتائج منها‪:‬‬
‫الزراعة في الجزائر خالل الفترة َّ‬
‫الزمنية المدروسة للموضوع تقتصر على القطاع‬ ‫‪ ‬إ َّن ِّ‬
‫الحديث‪ ،‬الذي يمثل القطاع األوروبي الذي شجع على الِّزراعة المربحة التي تتمثل في كل من‬
‫الكروم والحوامض وغيرها‪ ،‬التي عرفت انتشار واسعا على مستوى المساحة وتطور مذهال في‬
‫اإلنتاج التي وجه بشكل خاص للتصدير‪.‬‬
‫الزراعي التَّقليدي الذي يمثله األهالي الجزائريين‪ ،‬وهو قطاع زراعة التَّقوت‬
‫أن القطاع ِّ‬
‫‪َّ ‬‬
‫والكفاف والمنتوج الخاص و َّ‬
‫الضعيف الموجه لالستهالك المحلي‪ ،‬ولتلبية حاجات السكان حيث‬
‫يحتوي هذا القطاع على زراعة الحبوب‪ ،‬وتربية المواشي‪،‬الذي ألقت بها سلطات االحتالل إلى‬
‫الهوامش إلى المناطق التي تتميز بصغر حجمها وقلة خصوبتها‪ ،‬بمعنى مناطق داخلية فقيرة‬
‫التي ال تصلح للزراعة‪،‬لصالح زراعة الكروم‪ ،‬كل هذا أدى باإلنتاج في هذا القطاع إلى التَّدهور‬
‫والعجز الغذائي‪.‬‬
‫الزراعي الحديث وكذا التَّقليدي‪ ،‬يقوم كل منهما في تطوير إنتاجه باالعتماد‬
‫‪ ‬أن القطاع ِّ‬
‫األول الوحيد‬
‫أن َّ‬‫على ملكيات عقارية‪ ،‬ومعدات فالحيه‪،‬وقروض‪ ،‬ويد عاملة مؤهلة‪ ،‬غير َّ‬
‫المستفيد من كل هذه الوسائل بشكل واسع ومتطور‪ ،‬على عكس التَّقليدي الذي حرم من كل‬
‫ذلك‪.‬‬
‫الصناعة في الجزائر فهي متنوعة‪ ،‬صناعة استخراجية ترتكز على استغالل المناجم‬
‫‪ ‬أما ِّ‬
‫ومواردها‪ ،‬كمواد خام للتصدير إلى المصانع الفرنسية‪ ،‬والى جانب ذلك صناعة تحويلية أسست‬
‫الشحن والحرب العالمية الثَّانية‪ ،‬وهي عبارة عن فروع‬
‫ألغراض المصالح الفرنسية‪ ،‬نتيجة تكلفة َّ‬
‫الصناعة الجزائرية التَّقليدية التي‬
‫أما فيما يخص شأن ِّ‬
‫مصانع فرنسية يتحكم بها المستوطنين‪َّ .‬‬
‫تنحصر في السكان األهالي‪ ،‬فقد عرفت مضايقات من قبل سلطات االحتالل والتَّدهور‪ ،‬نتيجة‬
‫الصناعة الجزائرية‪ ،‬هذا أدى إلى القضاء‬
‫المنافسة األوروبية في السوق الجزائرية لمنتوجات ِّ‬
‫على الحرف اليدوية نهائيا‪.‬‬
‫‪ ‬تعد الجزائر بالنسبة لفرنسيين خزان لنهب الموارد االقتصادية‪ ،‬وتحويلها إلى بالدهم األم‪،‬‬
‫ولم تعمل على تطوير البالد الجزائرية‪ ،‬ولم تسعى إلى فائدتها بل إلى تحقيق غاياتها‪ ،‬وتلبية‬

‫‪108‬‬
‫خاتمة‬

‫حاجيات مصانعها‪ ،‬والفائض منها يصدر إلى الدول األوروبية األخرى‪ ،‬تستغله في إثراء‬
‫خزينتها المالية‪.‬‬
‫الصناعي في الجزائر‪ ،‬بما يخدم توجهات االقتصاد‬ ‫‪ ‬نتيجة تطور اإلنتاج ِّ‬
‫الزراعي و ِّ‬
‫الفرنسي‪ ،‬أدى إلى ظهور استغالل من طرف سلطات االحتالل يهدف إلى توجيه المنتوجات‬
‫الجزائرية إلى السوق الفرنسية والمصانع الفرنسية‪ ،‬فعملت على غلق األسواق التي كانت تتعامل‬
‫أن التِّجارة الخارجية‬
‫معها الجزائر وبقيت مقصورة على واردات المصانع الفرنسية‪ ،‬بحيث َّ‬
‫كبير في ربط االقتصاد الجزائري باألسواق الخارجية‬
‫ا‬ ‫دور‬ ‫للجزائر خالل عهد االستعمار َّ‬
‫أدت ا‬
‫خاصة الفرنسية وتحويل الج ازئر إلى سوق للمنتجات المصنعة ومصدر للتزويد بالمواد األولية‪.‬‬
‫‪ ‬إن االقتصاد االستعماري الفرنسي في الجزائر كان له انعكاسات وخيمة على مجتمع‬
‫أهالي الجزائريين‪.‬‬
‫أرضيهم‪،‬وعملهم لصالح المعمرين‪ ،‬بأجور‬ ‫‪َّ ‬‬
‫إن بيع الجزائريين لممتلكاتهم‪ ،‬ونزع ا‬
‫منخفضة‪ ،‬نتج عنه واقع معيشي مزري قوامه الفقر المدقع‪ ،‬أدى إلى تدني المستوى المعيشي‬
‫للسكان‪ ،‬الذي خلق في حياض عيشهم المجاعات واألوبئة واألمراض بشكل خطير‪،‬والتي كان‬
‫ضحيتها العديد من الجزائريين‪ ،‬مما اضطرهم للهجرة وترك الوطن بحثا على واقع أفضل‪ ،‬وهذا‬
‫ترتب عليه استفراد الكولون بالواقع االقتصادي للشعب الجزائري وتحكمهم فيه بما يخدمهم‬
‫ويخدم مصالحهم وتطلعاتهم‪.‬‬
‫السياسة االقتصادية لالحتالل الفرنسي مصالح األقلية األوروبية في مقابل‬
‫‪ ‬لقد خدمت ِّ‬
‫بقاء غالبية َّ‬
‫الشعب الجزائري في ركود اقتصادي كبير‪ ،‬ما نتج عنه فيما بعد دولة ضعيفة‬
‫اقتصاديا‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫مالحق‬
‫مالحق‬

‫‪1‬‬
‫الملحق رقم(‪ :)1‬توسع زراعة الكروم‬

‫‪-1‬بشير بالح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.262‬‬

‫‪111‬‬
‫مالحق‬
‫‪1‬‬
‫الملحق رقم (‪ :)02‬تطور مساحة زراعة الحبوب األوروبية من‪1954-1919‬‬

‫المساحة(هكتار)‬ ‫السنوات‬
‫‪966771‬‬ ‫‪1919‬‬
‫‪8449233‬‬ ‫‪1921‬‬
‫‪797530‬‬ ‫‪1922‬‬
‫‪794068‬‬ ‫‪1923‬‬
‫‪826124‬‬ ‫‪1924‬‬
‫‪875426‬‬ ‫‪1925‬‬
‫‪881643‬‬ ‫‪1926‬‬
‫‪757273‬‬ ‫‪1927‬‬
‫‪803383‬‬ ‫‪1928‬‬
‫‪862000‬‬ ‫‪1944‬‬
‫‪815000‬‬ ‫‪1954‬‬

‫‪-1‬عبد اللطيف بن إشنهوا‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.170.‬عبد الحميد زوزو‪ :‬محطات في تاريخ الجزائر‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬‬
‫ص‪.315‬‬
‫‪112‬‬
‫مالحق‬

‫‪1‬‬
‫الملحق رقم(‪ :)3‬إحدى الشركات بيع التبغ وتصدير الخمور‬

‫‪1‬‬
‫سعيدة عماري‪ ،‬صباح مسعودي‪ ، :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.91‬‬

‫‪113‬‬
‫مالحق‬
‫‪1‬‬
‫الملحق(‪ :)4‬أهم المعادن في الجزائر‬

‫‪ -1‬كمال موريس‪ :‬الموسوعة الجغرافية الوطن العربي‪ ،‬ط‪ ، ،1‬دار الجيل ‪ ،‬بيروت‪1998 ،‬م‪ ،‬ص‪.172‬‬

‫‪114‬‬
‫مالحق‬

‫‪1‬‬
‫الملحق (‪ :)5‬منجم حديد الونزة(مقر الشحن)‬

‫‪ -1‬وردة ناصر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.103‬‬

‫‪115‬‬
‫مالحق‬

: 1)‫(الكويف‬ ‫ شركة فوسفات قسنطينة‬:)6(‫الملحق رقم‬

1
-http/www.delcampenet, Fr//collations/cartes-postales/ algérie/Constantine/?page5,01/06/2019.
116
‫مالحق‬
‫‪1‬‬
‫الملحق رقم (‪ :)7‬منجم القنادسة بالجنوب الوهراني‬

‫‪1‬‬
‫‪- www.Algerie photo pro ,com/kenadiza.htm,01/06/2019.‬‬
‫‪117‬‬
‫مالحق‬
‫‪1‬‬
‫الملحق(‪ :)8‬صناعة التحويلية في الجزائر‬

‫‪ -1‬سمير بوريمة‪ ،‬محمد الهادي لعروق‪ :‬أطلس الجزائر والعالم‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص‪.23‬‬

‫‪118‬‬
‫مالحق‬
‫‪1‬‬
‫الملحق رقم(‪ :)9‬عملية نقل الفوسفات من منجم الكويف إلى عبر سكة الحديد‬

‫‪ -1‬إيمان بوذراع‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.381‬‬

‫‪119‬‬
‫ملحق‬
‫‪1‬‬
‫الملحق رقم(‪ :)10‬رسم بياني يوضح الهجرة الفرنسية نحو فرنسا بين الحربين العالميتين‬

‫‪ -1‬عبد الحميد زوزو‪ :‬الدور السياسي للهجرة إلى فرنسا بين الحربين(‪ ،)1939 -1914‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪120‬‬
‫مالحق‬
‫‪1‬‬
‫الملحق(‪ :)11‬خريطة توزيع المهاجرين على الواليات في فرنسا‬

‫‪ -1‬عبد الحميد زوزو ‪ :‬الدور السياسي للهجرة إلى فرنسا بين الحربين (‪ ،)1939-1914‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 29‬‬
‫‪121‬‬
‫قائمة‬
‫المصادر والمراجع‬
‫قائمة المصادر والمــــــــراجع‬

‫‪ ‬القرآن الكريم‬

‫مالحظة‪ :‬اعتمدت يف ترتيب قائمة املصادر واملراجع على ر‬


‫الَّتتيب األجبدي‪ ،‬واستثنينا (ال) القمرية‪ ،‬و(ال) الشرمسية‪.‬‬

‫أولا‪:‬المصادر ‪:‬‬

‫‪ ‬الوثائق األرشيفية المنشورة ‪:‬‬

‫‪1- M.SALAH BOUAKOUIR: l'industrialisation de l'algérie, documents‬‬


‫‪Algériens, série economique, n70,5 mai 1950.‬‬
‫‪2- SANS L'AUTEUR: la situation économique de l'algérie en1954, Documents‬‬
‫‪Algériens, serte économique, n116, 15 juin 1955.‬‬
‫‪ ‬باللغة العربية‪:‬‬

‫‪ -1‬فرحات عباس‪ :‬الجزائر من المستعمرة إلى المقاطعة الشاب الجزائري‪ ،1930‬تر‪ ،‬أحمد‬
‫منور‪ ،‬منشورات المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول‬
‫نوفمبر‪ ،1954‬الجزائر‪.2007،‬‬

‫‪ -2‬المدني أحمد توفيق‪ :‬جغرافية القطر الجزائري‪( ،‬د‪.‬ط)‪( ،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪ ،‬الجزائر‪.1948،‬‬


‫للنشر والتَّوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪(-3‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪ ،‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ)ـ‪ :‬كتاب الجزائر‪ ،‬طبعة خاصة‪ ،‬دار البصائر َّ‬
‫‪.2009‬‬
‫‪ (-4‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪ ،‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ)‪ :‬هذه الجزائر‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬مكتبة َّ‬
‫النهضة المصرية‪ ،‬القاهرة‪.2001،‬‬
‫‪ -5‬مهساس أحمد‪ :‬الحقائق الستعمارية والمقاومة‪ ،‬ط‪ ،1.‬دار المعرفة‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪ -6‬الميلي مبارك‪ :‬تاريخ الجزائر في القديم والحديث‪،‬ج‪( ،3.‬د‪.‬ط)‪ ،‬مكتبة َّ‬
‫النهضة الجزائرية‪،‬‬
‫بيروت‪.1964 ،‬‬

‫‪ ‬باللغة الفرنسية‪:‬‬

‫‪1-ARCHIVE NATIONAL DE MONDE DU TRAVAIL: Guide des source a la‬‬


‫‪Guerre d'Algérie conservées, Roubaix aout 2011.‬‬
‫‪2- ENGENE GRUCH: la houillère de knadza ,l'écho de Tiaret, n806, Année 21,‬‬
‫‪samedi17juillet1921.‬‬

‫"‪3-Félix Flack: "Mines de knadza produiront bientôt deux cent tonnes par jour‬‬
‫‪;LeFigaro,N 15 Année 70 ; lundi 21 avril 1924 .‬‬

‫‪123‬‬
‫قائمة المصادر والمــــــــراجع‬

‫‪4-JULE GAZENAVE :La houillère de knadza , L'Algérie français; N 250 Année‬‬


‫‪14, vendredi 30mai1946.‬‬
‫‪5- M.PIERRE BORDES: expose de la situation générale de l'algérie en 1929,‬‬
‫‪imprimerie Victor hentz, Alger, 1930.‬‬
‫‪6-M.J.CARDE: exposé de la situation générale de l'algérie en 1934, imprime‬‬
‫‪solal, Alger, 1935.‬‬

‫ثانيا‪:‬المراجع‪:‬‬

‫‪ ‬باللغة العربية‪:‬‬

‫‪ -1‬أجرون شارل روبير‪ :‬الجزائريون المسلمون وفرنسا ‪،1919- 1871‬تر‪ :‬حاج مسعود‪،‬‬
‫الرائد للكتاب‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬
‫ج‪،2.‬ط‪،1.‬دار َّ‬
‫‪ (-2‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪،‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ)‪ :‬تاريخ الجزائر المعاصرة من انتفاضة ‪ 1871‬إلى اندلع حرب‬
‫التحرير ‪ ،1954‬تر‪ :‬محمد حمداوي‪ ،‬ج‪ ،2.‬ط‪ ،1.‬دار األمة‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬

‫‪ (-3‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪،‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ)‪ :‬تاريخ الجزائر المعاصرة‪ ،‬تر‪ :‬عيسى عصفور‪ ،‬ط‪ ،1.‬منشورات‬
‫عويدات‪ ،‬بيروت‪.1982 ،‬‬

‫الرياض‬
‫‪-4‬احمد باغي إسماعيل‪ :‬تاريخ العالم العربي المعاصر‪ ،‬ط‪ ،1.‬مكتبة العبيكان‪ِّ ،‬‬
‫‪.2000‬‬

‫‪-5‬أزغيدي محمد لحسن‪ :‬مؤتمر الصومام وتطور ثورة التحرير الوطني الجزائرية ‪ 1956‬ــــ‬
‫‪ ،1962‬ط‪ ،1.‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪ -6‬األشراف مصطفى‪ :‬الجزائر األمة والمجتمع‪ ،‬تر‪ :‬حنفي عيسى‪،‬ط‪ ،1.‬دار القصبة للنشر‪،‬‬
‫الجزائر‪.2007 ،‬‬

‫‪ -7‬أندري برنيان‪ ،‬الكوست إيف‪ ،‬نوشي أندري‪ :‬الجزائر بين الماضي والحاضر‪ ،‬تر‪ :‬رابح‬
‫إسطنبولي ومنصف عاشور‪ ،‬ط‪، ،1.‬المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1984،‬‬

‫‪ -8‬بزيان سعدي‪ :‬دور الطبقة العاملة الجزائرية في المهجر في ثورة نوفمبر ‪ ،1954‬ط‪،2.‬‬
‫منشورات ثالة‪ ،‬الجزائر‪.2009،‬‬

‫‪124‬‬
‫قائمة المصادر والمــــــــراجع‬

‫‪ -9‬بالح بشير‪ :‬تاريخ الجزائر المعاصر (‪ 1830‬ـــــ ‪ ،)1989‬ج‪ ،1.‬ط‪ ،1.‬دار المعرفة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2006 ،‬‬
‫محمد‪ :‬المجالس العامة للعمالت في الجزائر‪ ،‬ج‪ ،2.‬ط‪ ،1.‬دار سنجاق ِّ‬
‫الدين‪،‬‬ ‫‪ -10‬بليل َّ‬
‫الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪( -11‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪،‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ)‪ :‬تشريعات الستعمار الفرنسي في الجزائر وانعكاساتها عل الجزائريين‬
‫‪ 1881‬ـــ ‪1914‬م‪ ،‬ط‪ ،1.‬دار سنجاق ِّ‬
‫الدين‪ ،‬الجزائر‪.2013،‬‬

‫‪ -12‬بن أشنهو عبد اللطيف‪ :‬تكون التَّخلف في الجزائر‪ ،‬تر‪ :‬نخبة من األساتذة‪ ،‬ط‪،1.‬‬
‫َّ‬
‫الشركة الوطنية للنشر والتَّوزيع‪ ،‬الجزائر‪.1979 ،‬‬

‫الصراع حول ملكية األرض إبان الحتالل الفرنسي للجزائر‬


‫‪ -13‬بن داهة عدة‪ :‬الستيطان و ِّ‬
‫‪ 1830‬ــــ ‪ ،1962‬ج‪ ،2.‬ط‪ ،1.‬منشورات و ازرة المجاهدين‪ ،‬الجزائر‪.2008،‬‬

‫‪ -14‬بن فضة حورية مايا‪ :‬الجزائر في عهد الحاكم العام نايجالن ‪ 1948‬ــــ ‪ ،1951‬ط‪،1.‬‬
‫و ازرة الثقافة‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫الرأسمالي ِّ‬
‫الزراعي للجزائر ومبادئ إعادة تنظيم القتصاد الوطني‬ ‫‪ -15‬بهلول حسن‪ :‬الغزو َّ‬
‫بعد الستقالل‪ ،‬ط‪ ،1.‬المؤسسة الجزائرية ِّ‬
‫للطباعة‪ ،‬الجزائر‪.1984 ،‬‬

‫‪ -16‬بهلول محمد بلقاسم حسن‪ :‬القطاع التَّقليدي في الجزائر‪ ،‬ط‪ ،1.‬المؤسسة الوطنية‬
‫للكتاب‪ ،‬الجزائر‪.1985 ،‬‬

‫‪ -17‬بواهن أدوا‪« :‬إفريقيا في ظل السيطرة الستعمارية ‪1881‬ــــ ‪ ،»1935‬تاريخ إفريقيا‬


‫العام‪ ،‬مج‪ ،7.‬المطبعة الكاثوليكية‪ ،‬بيروت‪.1990 ،‬‬

‫‪ -18‬بوحوش عمار‪ :‬العمال الجزائريون في فرنسا دراسة تحليلية‪ ،‬طبعة خاصة‪ ،‬منشورات‬
‫و ازرة المجاهدين‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫‪ -19‬بوعزيز يحي‪ :‬سياسة التَّسلط الستعماري والحركة الوطنية الجزائرية‬


‫‪1830‬ــــ‪1954‬م‪ ،‬ط‪ ،1.‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬

‫‪ ( -20‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪ ،‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ)‪ :‬مع تاريخ الجزائر في الملتقيات الوطنية والدولية‪ ،‬طبعة خاصة‪ ،‬عالم‬
‫المعرفة‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪125‬‬
‫قائمة المصادر والمــــــــراجع‬

‫السياسة الستعمارية من خالل مطبوعات حزب الشعب الجزائري‬


‫‪ ( -21‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪،‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ)‪ِّ :‬‬
‫‪1830‬ـــ ‪ ،1954‬ط‪ ،1.‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1995 ،‬‬

‫محمد‪ :‬تاريخ الجزائر العام‪ ،‬ج‪ ، 4.‬ط‪ ،1.‬دار األمة‪،‬‬


‫َّ‬ ‫الرحمان بن‬
‫‪ -22‬الجياللي عبد َّ‬
‫الجزائر‪.2007 ،‬‬

‫‪ -23‬حربي محمد‪ :‬الثَّورة الجزائرية سنوات المخاض‪ ،‬تر‪ :‬نجيب عباد‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬موفم للنشر‪،‬‬
‫الجزائر‪.1994 ،‬‬

‫‪ -24‬حليمي عبد القادر‪ :‬جغرافية الجزائر(طبيعية‪ ،‬بشرية‪ ،‬اقتصادية)‪ ،‬ط‪ ،2.‬مطبعة‬


‫اإلنشاء‪ ،‬دمشق‪.1986 ،‬‬

‫‪ -25‬حماميد حسينة‪ :‬المستوطنون األوروبيون والثّورة الجزائرية ‪ 1954‬ــــ ‪ ،1962‬ط‪،1.‬‬


‫منشورات الحبر‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬

‫‪ -26‬خرشي جمال‪ :‬الستعمار وسياسة الستيعاب في الجزائر ‪ 1830‬ــــ ‪ ،1962‬تر‪ :‬عبد‬


‫السَّالم عزيزي و إ شوم مصطفى ماضي‪،‬ط‪ ،1.‬دار القصبة‪،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪ -27‬خلف التَّميمي عبد المالك‪ :‬الستيطان األجنبي في الوطن العربي‪( ،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪( ،‬د‪.‬م‪.‬ن)‪،‬‬
‫(د‪.‬س‪.‬ن)‪.‬‬

‫‪ -28‬خياطي مصطفى ‪ :‬األوبئة والمجاعات في الجزائر‪،‬تر‪ :‬حضرية يوسفي‪ ،‬المؤسسة‬


‫النشر والتَّوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫الوطنية لالتصال و َّ‬

‫‪( -29‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪،‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ)‪ :‬الطِّب واألطباء في الجزائر خالل الفترة الستعمارية‪ ،‬المؤسسة‬
‫الوطنية للنشر واإلشهار‪ ،‬الجزائر‪.2014،‬‬

‫‪ -30‬داهش محمد علي‪ :‬المغرب العربي المعاصر‪ ،‬ط‪ ،1.‬دار العربية للموسوعات‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪.2014‬‬

‫للنشر والتَّوزيع‪،‬‬ ‫‪ -31‬رزاقي عبد الرحمان‪ :‬تجارة الجزائر الخارجية‪ ،‬ط‪َّ ،1.‬‬
‫الشركة الوطنية َّ‬
‫الجزائر‪.1976 ،‬‬
‫‪ -32‬رمزي أحمد‪ :‬الستعمار الفرنسي في شمال إفريقيا‪( ،‬د‪.‬ط)‪،‬المطبعة َّ‬
‫النموذجية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.1948‬‬

‫‪126‬‬
‫قائمة المصادر والمــــــــراجع‬

‫‪َّ -33‬‬
‫الزبيري محمد العربي ‪ :‬تاريخ الجزائر المعاصر‪ ،‬ج‪ ،1.‬ط‪،1.‬منشورات اتحاد الكتاب‬
‫العربي‪ ،‬دمشق‪.1999 ،‬‬

‫‪ ( -34‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪،‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ)‪:‬الثورة الجزائرية في عامها األول‪،‬ط‪ ،1.‬دار البعث‪ ،‬قسنطينة‪،‬‬


‫الجزائر‪.1984،‬‬
‫‪ ( -35‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪،‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ)‪ :‬التجارة الخارجية للشرق الجزائري‪ ،‬ط‪ ،1.‬الشركة الوطنية َّ‬
‫للنشر‬
‫والتَّوزيع‪،‬الجزائر‪.1972 ،‬‬

‫‪ -36‬زوزو عبد الحميد‪ :‬األوراس إبان فترة الستعمار الفرنسي‪ ،‬تر‪ :‬حاج مسعود‪ ،‬ج‪،1.‬‬
‫ط‪ ،1.‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪.2005 ،‬‬

‫‪ ( -37‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪،‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ)‪ :‬محطات في تاريخ الجزائر‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪.2004 ،‬‬

‫‪ ( -38‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪،‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ)‪:‬الَّدور السياسي للهجرة إلى فرنسا بين الحربين‪،1939 -1914‬‬
‫مج‪ ،4.‬طبعة خاصة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬

‫للنشر والتَّوزيع‪( ،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪،‬‬


‫‪ -39‬سارتر جان بول‪ :‬عارنا في الجزائر‪( ،‬د‪.‬ط)‪،‬دار القومية َّ‬
‫(د‪.‬س‪.‬ن)‪.‬‬

‫‪ -40‬سعد اهلل أبوا القاسم ‪:‬الحركةالوطنيةالجزائرية‪،1930-1900‬ج‪،2.‬ط‪،4.‬دار الغرب‬


‫اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪. 1992،‬‬

‫‪ (-41‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪،‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ)‪ :‬تاريخ الجزائر الثَّقافي‪ ،‬ج‪ ،10.‬دار البصائر‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪ (-42‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪،‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ)‪ :‬محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث‪ ،‬ط‪َّ ،3.‬‬
‫الشركة الوطنية َّ‬
‫للنشر‬
‫والتَّوزيع‪ ،‬الجزائر‪.1982،‬‬

‫‪-43‬سعيدوني ناصر الدين‪ :‬الجزائر منطلقات وآفاق‪ ،‬ط‪ ،1.‬دار الغرب اإلسالمي‪،‬‬
‫بيروت‪.2000،‬‬

‫‪ -44‬سيدي صالح حياة‪ :‬اللجان البرلمانية الفرنسية وقضايا الجزائريين ‪ 1871‬ـــــ‪،1895‬‬


‫ط‪ ،1.‬دار الهدى‪ ،‬عيد مليلة‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬

‫‪ -45‬شريط عبد اهلل‪ :‬مختصر تاريخ الجزائر‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.1985‬‬

‫‪127‬‬
‫قائمة المصادر والمــــــــراجع‬

‫‪ -46‬صاري أحمد‪ :‬شخصيات وقضايا من تاريخ الجزائر المعاصر‪ ،‬تق‪ :‬أبو القاسم سعد اهلل‬
‫ط‪ ،1.‬المطبعة العربية‪ ،‬غرداية‪.2004 ،‬‬

‫‪ -47‬صاري جياللي وقداش محفوظ‪ :‬الجزائر في التَّاريخ والمقاومة ِّ‬


‫السياسية ‪1900‬‬
‫ــــ‪ ،1954‬تر‪ :‬عبد القادر بن حراث‪ ،‬ط‪ ،1.‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪.1984 ،‬‬

‫‪ -48‬صاري جياللي‪ :‬الجزائر صمود ومقاومات ‪ 1830‬ــــ ‪ ،1962‬تر‪:‬خليل أوذاينية‪،‬ط‪،1.‬‬


‫ديوان المطبوعات الجامعي‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬

‫‪ (-49‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪،‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ)‪ :‬تجريد الفالحين من أراضيهم ‪ 1830‬ــــ ‪ ،1962‬تر‪ :‬قندوز عياد‬
‫فوزية‪ ،‬ط‪ ،1.‬منشورات المركز الوطني ِّ‬
‫للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة َّأول نوفمبر‬
‫‪ ،1954‬الجزائر‪.2010 ،‬‬

‫‪ (-50‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪،‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ)‪ :‬هجرة الجزائريين نحو أوروبا‪ ،‬منشورات المركز الوطني للدراسات‬
‫والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر‪ ،1954‬الجزائر‪.2007،‬‬

‫الصمود‪( ،‬د‪.‬ط)‪،‬موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬


‫الصالح‪ :‬الجزائر بلد التحدي و َّ‬
‫محمد َّ‬
‫َّ‬ ‫الصديق‬
‫‪َّ -51‬‬
‫‪.2009‬‬

‫‪ -52‬طربوش نادية‪ :‬الهجرة الجزائرية نحو المشرق العربي‪،‬منشورات المركز الوطني للدراسات‬
‫والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر ‪ ،1954‬طبعة خاصة‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ -53‬طالس مصطفى‪ :‬الثَّورة الجزائرية‪ ،‬ط‪ ،1.‬طالس ِّ‬
‫للدراسات وترجمة و َّ‬
‫النشر‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫‪.1984‬‬

‫‪ -54‬عباد صالح‪:‬الجزائر بين فرنسا والمستوطنين ‪ 1830‬ـــ ‪،1930‬ط‪ ،1.‬ديوان المطبوعات‬


‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1999 ،‬‬
‫‪ -55‬العسلي بسام‪ :‬اهلل أكبر وانطلقت الثورة الجزائرية‪ ،‬ط‪ ،1.‬دار َّ‬
‫النفائس‪ ،‬بيروت‪.1982 ،‬‬

‫‪ -56‬العقاد أنور عبد الغني و الحمادي محمد عبد الحميد‪ :‬الجغرافيا القتصادية موارد الطَّاقة‬
‫الرياض‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ن)‪.‬‬
‫والموارد المعدنية‪،‬ج‪،2.‬ط‪ ،1.‬دار المريخ‪ِّ ،‬‬

‫‪128‬‬
‫قائمة المصادر والمــــــــراجع‬

‫‪ -57‬عمار بلخوجة ‪ :‬صفحات من ذاكرة التاريخ‪ ،‬تر‪ :‬أحمد بن محمد بكلي‪ ،‬ط‪،1.‬منشورات‬
‫ألفا‪ ،‬الجزائر‪.2015 ،‬‬

‫الريحانة‪ ،‬الجزائر‪.2002 ،‬‬


‫‪ -58‬عمورة عمار‪ :‬موجز في تاريخ الجزائر‪ ،‬ط‪ ،1.‬دار َّ‬
‫السياسة الستعمارية والستيطانية في المجتمع الجزائري ‪1830‬‬
‫‪ -59‬عميراوي أحميدة‪ :‬آثار ِّ‬
‫‪ ، 1954‬منشورات المركز الوطني وثورة أول نوفمبر ‪ ،1954‬الجزائر‪.2007،‬‬

‫السياسة الفرنسية وردود الفعل الوطنية في قطاع‬


‫‪ (-60‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪،‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ)‪ :‬جوانب من ِّ‬
‫الشرق الجزائري‪ ،‬ط‪ ،1.‬دار البعث‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.1984 ،‬‬

‫الساسي‪ :‬تاريخ الصروف في تاريخ وادي سوف‪ ،‬تع‪،‬الجيالني بن‬


‫‪ -61‬العوامر إبراهيم محمد َّ‬
‫إبراهيم العوامر‪ ،‬ط‪ ،1.‬منشورات ثالة‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬

‫النشر‪،‬‬ ‫الصليبية في الجزائر‪( ،‬د‪.‬ط)‪َّ ،‬‬


‫الزيتونة لإلعالم و َّ‬ ‫‪ -62‬عوض صالح‪ :‬معركة اإلسالم و ِّ‬
‫الجزائر‪.1989،‬‬

‫‪ -63‬غربي الغالي‪ :‬العدوان الفرنسي على الجزائر الخلفيات واألبعاد‪( ،‬د‪.‬ط)‪،‬منشورات المركز‬
‫الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر ‪ ،1954‬الجزائر‪.2007،‬‬

‫‪( -64‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪ ،‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ)‪ :‬فرنسا والثورة الجزائرية ‪( ،1962 -1954‬د‪.‬ط)‪ ،‬غرناطة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪ -65‬غولزيغر أني راي‪ :‬جذور حرب الجزائر (‪ ،)1945-1940‬تر‪ :‬وردة لبنان‪ ،‬دار‬
‫القصبة‪ ،‬الجزائر‪.2005 ،‬‬

‫‪ -66‬فركوس صالح‪ :‬تاريخ الجزائرمن ماقبل التَّاريخ إلى غاية الستقالل‪ ،‬ط‪ ،1.‬دار العلوم‬
‫للنشر‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ -67‬فوكس ليون‪ :‬الجزائر حلف الستعمار‪ ،‬تر‪ :‬محمد عيناتي‪ ،‬مكتبة المعارف‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫د‪.‬م‪.‬ن‪.‬‬

‫‪ -68‬قبايلي هواري‪ :‬الثَّورة الجزائرية وانعكاساتها على القتصاد الستعماري الفرنسي‪ ،‬مرا‪:‬‬
‫بلقاسمي بوعالم‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬دار كوكب للعلوم‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬

‫‪129‬‬
‫قائمة المصادر والمــــــــراجع‬

‫‪ -69‬قداش محفوظ‪ :‬جزائر الجزائريين تاريخ الجزائر ‪1930‬ــ‪ ،1962‬تر‪ :‬محمد المعراجي‪،‬‬
‫ط‪ ،1.‬المؤسسة الوطنية لالتصال والنشر واإلشهار‪ ،‬الجزائر‪.2008،‬‬

‫‪ -70‬كاشه الفرحي بشير‪:‬مختصر وقائع وأحداث ليل الحتالل الفرنسي ‪،1962 -1830‬‬
‫المؤسسة الوطنية لالتصال و َّ‬
‫النشر واإلشهار‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬

‫‪ -71‬لوكور غرانميزون أولفيه‪ :‬في نظام األهالي‪ ،‬تر‪ :‬العربي بوينون‪ ،‬ط‪ ،1.‬منشورات‬
‫السائحي‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬

‫‪ -72‬مياسي إبراهيم‪ :‬توسع الستعمار الفرنسي في الجنوب الغربي الجزائري ‪ 1881‬ـــ‬


‫‪ ،1912‬ط‪ ،1.‬منشورات المتحف الوطني للمجاهد‪ ،‬الجزائر‪.1996 ،‬‬

‫‪(-73‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪ ،‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ)‪ :‬من قضايا تاريخ الجزائر المعاصر‪ ،‬ط‪ ،1.‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.1999،‬‬

‫‪ -74‬هارتموت إلزنهانس‪ :‬فشل الستعمار الفرنسي في الجزائر‪ ،‬تر‪ :‬أحمد بن بكلي‪،‬ط‪ ،1.‬دار‬
‫القصبة‪ ،‬الجزائر‪. 2015 ،‬‬

‫‪ -75‬الهواري عدي‪ :‬الستعمار الفرنسي في الجزائر سياسة التَّفكيك القتصادي والجتماعي‬


‫‪1962 – 1830‬م‪ ،‬ط‪ ،1.‬دار الحداثة‪ ،‬بيروت‪.1983 ،‬‬

‫‪ ‬باللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪1- NADJAH AHMED: Souf des oasis, édition de la maison des livre, Alger,‬‬
‫‪1971.‬‬
‫‪2- BOUCHENE- ABDERRAHMAN: Histoire De L'Algérie a la période‬‬
‫‪coloniale 1830-1962 ,édition la Découverte, paris,2014.‬‬
‫‪3- HENRRI CHARLES –LAVAUZELLE: situation économique actuelle de‬‬
‫‪l'Algérie, éditeur militaire, place saint –André- des arts, Paris, s.a.p.‬‬
‫‪ 1962, courrier‬ـــــ ‪4- KATEB KAMEL: la statistique coloniale en algérie 1830‬‬
‫‪des statistiques, n112, decembre2004.‬‬
‫‪5- MELIA (j): Le Triste sort des Indigènes musulmans d'Algérie, Ed. Mercure‬‬
‫‪de France, Paris, 1936.‬‬
‫‪6- P. GODEFROY: programme de chemins de fer gouvernement général de‬‬
‫‪d'Algérie, imprimeur –libraire –éditeur, place du gouvernement,1919.‬‬

‫‪130‬‬
‫قائمة المصادر والمــــــــراجع‬

‫‪7- S.L: caractéristique Economiques de l'Algérie , Typographie Adolphe‬‬


‫‪Jourdan, imprimeur- libraire- éditeur, place de gouvernement,1903.‬‬

‫ثالثا‪:‬المجالت و َّ‬
‫الدوريات‪:‬‬

‫‪ ‬باللغة العربية‪:‬‬

‫‪-1‬بركات أنيسة‪«:‬آثار االحتالل على البلدان العربية اإلفريقية«‪،‬مجلة الذاكرة‪،‬ع‪ ،8.‬المتحف‬


‫الوطني للمجاهد‪،‬منشورات المتحف الوطني للمجاهد‪ ،‬الجزائر‪،‬مارس‪.2007‬‬

‫‪-2‬بن خرف الطَّاهر‪« :‬التحول االقتصادي واالجتماعي والسِّياسي للريف الجزائري ‪ 1830‬ـ ـ ـ‬
‫‪ ،»1962‬مجلة الذاكرة‪ ،‬ع‪ ،2.‬مطبعة الجزائرية‪ ،‬الجزائر‪.1995 ،‬‬

‫‪-3‬بوجمعة أكرم‪« :‬أوضاع الجزائر مع مطلع القرن العشرين»‪ ،‬مجلة كلية التربية اإلنسانية‬
‫للعلوم التربوية واإلنسانية‪ ،‬ع‪ ،28.‬منشورات جامعة بابل‪ ،‬بغداد‪.2016 ،‬‬

‫‪-4‬بوحوش عمار‪« :‬األرض والهجرة«‪ ،‬مجلة األصالة‪ ،‬ع‪ ،16.‬و ازرة التَّعليم األصلي والشؤون‬
‫الدينية‪ ،‬مطابع البعث‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬أكتوبر‪.1973‬‬

‫‪-5‬تند ار ري عبد الرحمان‪« :‬بوادر أزمة زراعة الكروم وعالقتها بفشل المشروع االستعماري في‬
‫الدراسات التَّاريخية‪ ،‬مج‪،3.‬‬
‫عمالة وهران ‪ 1851‬ـ ـ ـ ـ ‪ ،»1914‬المجلة الجزائرية للبحوث و ِّ‬
‫ع‪ ،6.‬جامعة جياللي اليابس‪ ،‬سيدي بلعباس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديسمبر ‪.2017‬‬

‫‪-6‬حجازي مصطفى‪« :‬االستيطان األوروبي وزراعة الكروم بمنطقة سيدي بلعباس بين ‪1870‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ‪ ،»1954‬مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتَّاريخ‪ ،‬ع‪ ،10.‬جامعة خالد‬
‫اسطنبولي‪،‬معسكر‪ ،‬ديسمبر ‪.2015‬‬

‫‪-7‬صاحب منعم أسامة‪«:‬األوضاع االقتصادية العامة للجزائر في ظل اإلدارة الفرنسية ‪1830‬‬


‫للدراسات اإلنسانية‪،‬‬ ‫ـ ـ ـ ‪ 1962‬ومحاوالت البحث عن َّ‬
‫النفط قبل االستقالل»‪ ،‬مجلة بابل ِّ‬
‫مج‪،4.‬ع‪،3.‬منشورات مركز بابل ِّ‬
‫للدراسات اإلنسانية‪ ،‬بغداد‪.2014 ،‬‬

‫‪-8‬صاري أحمد‪« :‬دور المهاجرين الجزائريين في الثَّورة التَّحريرية»‪ ،‬مجلة المصادر‪ ،‬ع‪،1.‬‬
‫المركز الوطني ِّ‬
‫للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة َّأول نوفمبر ‪،1954‬منشورات‬
‫المتحف الوطني للمجاهد‪ ،‬الجزائر‪.1999 ،‬‬

‫‪131‬‬
‫قائمة المصادر والمــــــــراجع‬

‫‪-9‬طاعة سعد‪«:‬البنية االجتماعية واالقتصادية للريف الجزائري ‪ ،»1954 -1830‬مجلة‬


‫المصادر‪ ،‬ع‪،17.‬منشورات المركز الوطني ِّ‬
‫للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة َّأول‬
‫نوفمبر ‪ ،1954‬الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫في الجزائر ‪1830‬‬ ‫‪ -10‬عطاء اهلل فشار وآخرون‪«:‬دعائم السِّياسة ِّ‬


‫الزراعية الفرنسية‬
‫ـ ـ ـ ـ‪ ،»1945‬مجلة وأفاق للعلوم‪ ،‬ع‪ ،5.‬جامعة زيان عاشور‪،‬الجلفة‪.2015،‬‬

‫‪-11‬لمام موسى‪ « :‬الغابات الجزائرية في منظور المشروع االستعماري الفرنسي خالل القرن‬
‫للدراسات الجتماعية والتَّاريخية‪ ،‬مج‪ ،8.‬ع‪ ،1.‬جامعة خالد‬ ‫‪19‬م»‪ ،‬مجلة َّ‬
‫الناصرية ِّ‬
‫اسطنبولي‪ ،‬معسكر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان ‪.2017‬‬

‫‪ -12‬مياسي إبراهيم‪« :‬دوافع احتالل فرنسا للجزائر»‪ ،‬مجلة الرؤية‪ ،‬ع‪،3.‬المركز الوطني‬
‫ِّ‬
‫للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة َّأول نوفمبر ‪ ،1954‬مطابع الجزائر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫األول ‪.1997‬‬
‫السداسي َّ‬
‫الرؤية‪ ،‬ع‪ ،3.‬س‪ ،2.‬المركز‬ ‫‪ -13‬نادية طربوش‪« :‬الهجرة الجزائرية إلى بالد َّ‬
‫الشام»‪ ،‬مجلة ُّ‬
‫الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر‪ ،1954‬منشو ارت و ازرة‬
‫المجاهدين‪ ،‬الجزائر‪1997،‬‬

‫‪ ‬باللغة بالفرنسية‪:‬‬
‫‪1- A;COURANGOU :le question de la mouche de L'oranger , Revue Française‬‬
‫‪De L'oranger , N°92, decembre1938.‬‬
‫‪2- L.VERRIERE,RONALD OLIVIER: l'économie algérienne-structure son‬‬
‫‪évolution de 1950 a 1955, études et conjoncture institut national de la‬‬
‫‪statistique et des études économique, n2,1957.‬‬
‫‪3- JEAN DEPOIS : le blé en Algérie , Anales de Géographie, N° 319, p.157.Voir‬‬
‫‪:http ://w.w.w.persee.‬‬
‫‪4- PIERRE DE VILMORIN: l'avenir la culture du cotonnier en algérie, revue de‬‬
‫‪botanique appliquée et d'agriculture coloniale, n53, 6eannée , ,31janvier1926.‬‬
‫‪5- HILDEBERT ISNARD: iv.vigne et colonisation en algérie 1880-1947,Annales‬‬
‫‪économies sociétés civilisations, n3, 2eannée , 1947.‬‬
‫‪6- S.L: la balance des comptes de l'algérie, politique étagère, n3, 1956, p.320.‬‬
‫‪http://www.persee.fr.‬‬

‫‪132‬‬
‫قائمة المصادر والمــــــــراجع‬

‫‪7-ROBERT TINTHOIN:‬‬ ‫‪le commerce de l'algérie avec l'empire français,‬‬


‫‪Annales de géographie, n3,1965.‬‬

‫الرسائل الجامعية‪:‬‬
‫رابع ا‪:‬األطروحات والمذكرات و َّ‬
‫‪ ‬أطروحات الدكتوراه‪:‬‬

‫‪ -1‬بختاوي خديجة‪ :‬التَّحولت القتصادية والجتماعية و ِّ‬


‫السياسية في عمالة وهران ‪ 1870‬ــــ‬
‫‪ ،1939‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه (غير منشورة)‪ ،‬تخ‪ :‬تاريخ حديث ومعاصر‪ ،‬كلية‬
‫العلوم اإلنسانية والحضارة اإلسالمية‪ ،‬قسم التَّاريخ وعلم اآلثار‪ ،‬جامعة وهران‪،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬

‫‪ -2‬بوذراع إيمان‪ :‬آثار سكة الحديد الفرنسية في استعمار المناطق الداخلية خط بونه –‬
‫تبسة أنموذجا ‪ ،1914- 1857‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه(غير منشورة)‪ ،‬تخ‪:‬‬
‫تاريخ الجزائر المعاصر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ‪ ،‬قسم التاريخ وعلم اآلثار‪ ،‬جامعة‬
‫العربي التبسي‪ -‬تبسة‪ ،‬الجزائر ‪.2018‬‬

‫‪ -3‬تابتي حياة‪ :‬األوضاع القتصادية والجتماعية بالقطاع الوهراني ‪ 1929‬ــــ‬


‫‪،1954‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه(غير منشورة)‪،‬تخ‪ :‬التَّاريخ الحديث والمعاصر‪،‬‬
‫كلية العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية‪ ،‬قسم التاريخ وعلم اآلثار‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪-‬‬
‫تلمسان‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬

‫‪ -4‬جابوا أحمد‪ :‬المهاجرون الجزائريون ونشاطهم في تونس ‪ ، 1954-1830‬أطروحة‬


‫مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية‪،‬قسم التاريخ واآلثار‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ -‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪.2011،‬‬

‫‪ -5‬شبوب محمد‪ :‬الجزائر في الحرب العالمية الثَّانية ‪ 1939‬ــــ ‪ 1945‬دراسة سياسية‪،‬‬


‫اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬أطروحة مكملة لنيل شهادة الدكتوراه (غير منشورة)‪ ،‬تخ‪ :‬تاريخ حديث‬
‫ومعاصر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية والعلوم اإلسالمية‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪.2015 ،‬‬

‫‪ -6‬شاللي عبد الوهاب‪:‬دور عمال المناجم الجزائرية في ثورة التَّحرير الجزائرية ‪ 1954‬ــــ‬
‫‪1962‬م المنطقة الحدودية الشرقية نموذجا‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه (غير‬
‫منشورة)‪ ،‬تخ‪ :‬تاريخ حديث ومعاصر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية‪ ،‬قسم التَّاريخ و‬
‫اآلثار‪ ،‬جامعة متنوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬

‫‪133‬‬
‫قائمة المصادر والمــــــــراجع‬

‫‪ -7‬صالح حيمر‪ :‬السياسة العقارية الفرنسية في الجزائر ‪ 1830‬ــــ ‪ ،1930‬رسالة مقدمة‬


‫لنيل درجة دكتوراه‪ ،‬تخ ‪ :‬التاريخ الحديث والمعاصر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية والعلوم‬
‫اإلسالمية‪ ،‬قسم التاريخ وعلم اآلثار‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪.2014/2013 ،‬‬

‫‪ -8‬غنابزية علي‪ :‬مجتمع وادي سوف من الحتالل الفرنسي إلى بداية الثورة التحريرية‬
‫‪ 1300‬ــ ‪1374‬هـ‪ 1882/‬ـــ ‪ ،1954‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه (منشورة)‪ ،‬تخ‪:‬‬
‫قسم التَّاريخ‪ ،‬جامعة‬ ‫كلية العلوم االجتماعية والعلوم اإلنسانية‪،‬‬ ‫تاريخ حديث ومعاصر‪،‬‬
‫الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪ ‬مذكرات ماجستير‪:‬‬

‫‪-1‬تابتي حياة‪ :‬الحرب العالمية األولى ‪ 1914‬ـــــ ‪ 1918‬وانعكاساتها على الجزائريين في‬
‫القطاع الوهراني‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة ماجستير (غير منشورة)‪ ،‬تخ‪ :‬تاريخ حديث‬
‫ومعاصر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية والحضارة اإلسالمية‪ ،‬قسم التَّاريخ وعلم اآلثار‪ ،‬جامعة وهران‪،‬‬
‫الجزائر‪.2006 ،‬‬

‫السياسة القتصادية الفرنسية في الجزائر ‪ 1870‬ـــــ ‪ ،1930‬مذكرة‬


‫‪-2‬رواحنة عبد الحكيم‪ِّ :‬‬
‫مكملة لنيل شهادة الماجستير (غير منشورة)‪ ،‬تخ‪ :‬تاريخ حديث ومعاصر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية‬
‫االجتماعية والعلوم اإلسالمية‪ ،‬قسم العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ -‬باتنة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2014،‬‬

‫‪-3‬زقب عثمان‪ :‬األوضاع القتصادية والجتماعية في منطقة وادي سوف ‪ 1918‬ـــ‬


‫‪1947‬وتأثيرها على العالقات مع تونس وليبيا‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة ماجستير (غير‬
‫منشورة)‪ ،‬تخ‪ :‬تاريخ حديث ومعاصر‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬قسم التَّاريخ‪ ،‬جامعة‬
‫الحاج لخضر‪ -‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬

‫‪-4‬قريشي محمد‪ :‬األوضاع الجتماعية للشعب الجزائري منذ نهاية الحرب العالمية الثانية إلى‬
‫اندلع الثورة التحريريةالكبرى‪،1954-1945‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير(غير‬
‫منشورة)‪،‬تخ‪ :‬التَّاريخ الحديث والمعاصر‪،‬كلية العلوم اإلنسانية‪ ،‬قسم التَّاريخ‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪.2002،‬‬

‫‪134‬‬
‫قائمة المصادر والمــــــــراجع‬

‫‪-5‬محمد قنانش‪ :‬الحياة النقابية في القطاع الوهراني خالل الثالثينات ‪ ،1939-1929‬مذكرة‬


‫مكملة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬تخ‪ :‬تاريخ الحديث والمعاصر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬قسم العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة الجياللي اليابس‪ -‬سيدي بلعباس‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2015/2014‬ص‪.30.‬‬

‫‪ ‬مذكرات ماستر‪:‬‬

‫‪-1‬بوزكري خيرة‪ :‬الوضع الجتماعي في الجزائر‪ ،1954 -1945‬مذكرة مكملة لنيل شهادة‬
‫الماستر(غير منشورة)‪ ،‬تخ‪ :‬التَّاريخ المعاصر‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪،‬قسم العلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ -‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2016،‬‬

‫السياسة الطَّاقوية لالستعمار الفرنسي في الجزائر ‪1900‬ـــ ‪ ،1962‬مذكرة‬


‫‪-2‬جبلي إبراهيم‪ِّ :‬‬
‫مكملة لنيل شهادة الماستر (غير منشورة)‪ ،‬تخ‪ :‬تاريخ الجزائر االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬كلية‬
‫العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ِّ -‬‬
‫الشلف‪،‬‬
‫الجزائر‪.2018،‬‬

‫‪-3‬دومي نبيلة‪ :‬األوضاع العامة بالجزائر خالل الحرب العالمية الثَّانية ‪ 1939‬ــــ ‪1945‬‬
‫وانعكاساتها على مسار الحركة الوطنية‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر (غير منشورة)‪،‬‬
‫تخ‪ :‬تاريخ معاصر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر‪ -‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2017 ،‬‬

‫الصناعات التَّقليدية والحرف اليدوية بوادي سوف خالل‬


‫‪-4‬سديرة حنان و جاب اهلل علية‪ِّ :‬‬
‫الفترة الستعمارية ‪ 1954‬ـــ ‪ ،1962‬مذكرة مكملة لمتطلبات الحصول على شهادة الماستر‬
‫(غير منشورة)‪ ،‬تخ‪ :‬تاريخ المغرب العربي الحديث والمعاصر‪ ،‬جامعة َّ‬
‫الشهيد حمة لخضر‪-‬‬
‫الوادي‪ ،‬الجزائر‪.2017 ،‬‬

‫‪-5‬صغيري بلقاسم وبلعباس وثامر‪ :‬الستيطان الفرنسي ودوره في تفكيك بنية المجتمع‬
‫الجزائري ‪1830‬ـــ‪ ،1962‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في التَّاريخ (غير منشورة)‪ ،‬كلية‬
‫العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم التَّاريخ‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ -‬المسيلة‪ ،‬الجزائر‪.2017 ،‬‬

‫‪-6‬عقاب خوله وبن ازره نزيهة‪ :‬التِّجارة َّ‬


‫الداخلية في الجزائر خالل الفترة ‪،1962-1929‬‬
‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬تخ‪ :‬تاريخ المغرب العربي الحديث والمعاصر‪ ،‬كلية العلوم‬

‫‪135‬‬
‫قائمة المصادر والمــــــــراجع‬

‫حمه لخضر‪ -‬الوادي‪،‬‬ ‫االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬قسم العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة َّ‬
‫الشهيد َّ‬
‫الجزائر‪.2018،‬‬

‫‪-7‬غرد سارة‪ :‬واقع الشعب الجزائري في سنوات الحتالل الفرنسي من خالل الكتابات‬
‫الجزائرية في الفترة الممتدة مابين‪1830‬إلى غاية‪ ،1954‬مذكرة مكملة ليل شهادة‬
‫الماستر(غير منشورة)‪ ،‬تخ‪ :‬التاريخ المعاصر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم العلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ -‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2017 ،‬‬

‫‪-8‬مسالك فاطمة الزهراء‪ :‬الغابات في الجزائر وسياسة اإلدارة الستعمارية تجاهها ‪ 1830‬ــــ‬
‫‪ ،1930‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر (غير منشورة)‪ ،‬تخ‪ :‬تاريخ المغرب العربي الحديث‬
‫حمه‬ ‫والمعاصر‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬قسم العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة َّ‬
‫الشهيد َّ‬
‫لخضر‪ -‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪.2018 ،‬‬

‫‪-9‬معمري لبنى وفايزي هند‪ :‬تأثير األزمة القتصادية العالمية على اقتصاد الجزائر وتونس‬
‫‪ 1929‬ـــ ‪1939‬م‪،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر (غير منشورة)‪،‬تخ‪ :‬تاريخ المغرب العربي‬
‫الحديث والمعاصر‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬قسم العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة َّ‬
‫الشهيد‬
‫حمه لخضر‪ -‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪.2018،‬‬
‫َّ‬
‫‪-10‬ناصر وردة‪ :‬الصناعة اإلستخراجية الفرنسية في وآثرها على القتصاد الكولونيالي ــ‬
‫المنطقة الحدودية َّ‬
‫الشرقية أنموذجا‪ 1830‬ــــ ‪1962‬م‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر (غير‬
‫منشورة )‪ ،‬تخ‪ :‬تاريخ معاصر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر‪ -‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2016 ،‬‬

‫‪ ‬مذكرات ليسانس‪:‬‬

‫‪ -1‬عوادي عزام عبد القادر‪:‬هجرة سكان وادي سوف إلى تونس خالل ‪-1962 -1912‬‬
‫تونس العاصمة أنموذجا‪،-‬مذكرة ليسانس في التاريخ‪ ،‬معهد العلوم االجتماعية واإلنسانية ‪ ،‬قسم‬
‫التاريخ‪ ،‬المركز الجامعي بالوادي‪ ،‬الجزائر‪.2012،‬‬

‫الصناعي في الجزائر ما بين ‪ 1919‬ــــ‬


‫‪ -2‬عماري سعيدة و مسعودي صباح‪ :‬القطاع ِّ‬
‫‪ ،1954‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الليسانس في التاريخ (غير منشورة)‪ ،‬معهد العلوم‬
‫االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬قسم التَّاريخ‪ ،‬المركز الجامعي بالوادي‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬

‫‪136‬‬
‫قائمة المصادر والمــــــــراجع‬

‫خامسا‪:‬الملتقيات‪:‬‬

‫الصناعة التِّحويلية في الجزائر»‪ ،‬أعمال الملتقى العلمي حول‬


‫‪-1‬دراجي كريموا‪« :‬واقع وآفاق ِّ‬
‫الصناعي في تفعيل برنامج التَّنويع القتصادي يومي ‪6‬و‪7‬نو فمبر‬
‫إستراتيجية تطوير القطاع ِّ‬
‫‪ ،2018‬جامعة لونيسي علي‪-‬البليدة‪ ،‬الجزائر‪.2018 ،‬‬

‫‪-2‬سيفوا فتيحة‪« :‬عرائض الجزائريين ضد السياسة العقارية»‪ ،‬أعمال الملتقى الوطني األول‬
‫والثاني العقار في الجزائر إبان الحتالل الفرنسي ‪ 1830‬ــــ‪،1962‬منشورات و ازرة المجاهدين‪،‬‬
‫الجزائر‪.2007 ،‬‬

‫‪-3‬عالل لينده‪«:‬الهجرة الجزائرية إلى فرنسا أسبابها ونتائجها«‪ ،‬أعمال الملتقى الوطني حول‬
‫الهجرة الجزائرية إبان مرحلة الحتالل ‪ 1962-1830‬يومي‪ 31-30‬أكتوبر ‪،2006‬‬
‫منشورات و ازرة المجاهدين ‪ ،‬الجزائر‪.2007،‬‬
‫‪-4‬غنابزية علي‪« :‬الخدمات واألعراف االجتماعية لرعاية غيطان َّ‬
‫النخيل بوادي سوف خالل‬
‫القرن ‪19‬م»‪ ،‬أعمال الملتقى الوطني الثَّاني حول الحياة الجتماعية والقتصادية في الجنوب‬
‫الجزائري خالل القرنين ‪13 – 10‬ه‪19 – 18/‬م من خالل مصادر المحلية ‪ 25‬جانفي‬
‫‪ ،2012‬المركز الجامعي بالوادي‪ ،‬مطبعة منصور‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪. 2012 ،‬‬

‫‪-5‬قنان جمال‪«:‬التوسع االستعماري ظاهرة عدوانية تسلطية واستغاللية»‪ ،‬أعمال الملتقى‬


‫السياسي بالجزائر‪،‬المركز الوطني للدراسات‬
‫الدولي حول الستعمار بين الحقيقة والجدل ِّ‬
‫والبحث في الحركة الوطنية وثورة َّأول نوفمبر ‪،1954‬منشورات و ازرة المجاهدين‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪. 2007‬‬

‫‪-6‬يحياوي جمال‪«:‬دوافع الهجرة الجزائرية خالل القرن‪ ،«19‬أعمال الملتقى الوطني حول‬
‫الهجرة الجزائرية إبان مرحلة الحتالل‪ 1962 -1830‬يومي‪ 31 -30‬أكتوبر ‪،2006‬‬
‫منشورات و ازرة المجاهدين‪،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬

‫سادس ا‪:‬الموسوعات واألطالس‪:‬‬

‫‪ -1‬العروق محمد الهادي وبوريمة سمير‪ :‬أطلس الجزائر والعالم‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫قائمة المصادر والمــــــــراجع‬

‫‪ -2‬موريس كمال‪ :‬الموسوعة الجغرافية الوطن العربي‪ ،‬ط‪ ،1.‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪.1998 ،‬‬

‫سابع ا‪:‬المواقع اإللكترونية والفيديوهات‪:‬‬

‫‪-1‬بطاهر يمينة‪ :‬تاريخ المناجم الجزائرية ‪1830‬ــــ‪1962‬م‪video,mob,ge/géo/vidéo, ،‬‬


‫‪ .php? Id=7ydbhbmxo‬تاريخ الولوج‪.9:30، 2019/04/20 :‬‬

‫?‪3- http/www.delcampenetFr//collations/cartes-postales /algérie /Constantine /‬‬


‫‪Page 5,01/06/2019.‬‬
‫‪4- www.Algerie photo pro ,com/kenadiza.htm,01/06/2019.‬‬

‫ثامن ا‪:‬المقابالت َّ‬


‫الشخصية‪:‬‬

‫األول الوادي‪،‬‬
‫الصحن َّ‬
‫‪-1‬مقابلة مع‪ :‬بن عتوس سعيدة ازدياد ‪،1962‬أجريت بمنزلها‪ ،‬حي َّ‬
‫يوم ‪ 10‬ماي‪ 2019‬على الساعة ‪. 16:00‬‬

‫الرقيبة‪،‬‬ ‫‪-2‬مقابلة مع‪ :‬خالد هنية إزدياد ‪1962‬م‪ ،‬أجريت بمنزلها بحي َّ‬
‫النخيل(هبة)‪ ،‬بلدية َّ‬
‫يوم ‪ 24‬ماي‪ 2019‬على الساعة ‪.10:30‬‬

‫الرقمية‪:‬‬
‫تاسعا‪ :‬المكتبة َّ‬

‫‪1-Source gallica, bnf,fr‬‬

‫‪138‬‬
‫الفهارس‬

‫فهرس الجداول‬

‫فهرس األشكال البيانية‬

‫فهرس الموضوعات‬
‫فهارس‬

‫فهرس الجداول‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم‬


‫الجدول‬
‫‪19‬‬ ‫جدول يوضح مبادالت التِّجارة الخارجية في الجزائر من‪ 1914‬إلى ‪1918‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪24‬‬ ‫جدول يوضح تطور مساحة وانتاج زراعة الكروم من‪ 1921‬إلى‪1954‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪26‬‬ ‫جدول يوضح تطور إنتاج زراعة الحبوب األوروبية من ‪1920‬إلى‪1954‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪28‬‬ ‫جدول يوضح تطور إنتاج الحوامض من‪1954-1931‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪29‬‬ ‫جدول يوضح تطور إنتاج أشجار الحمضيات‬ ‫‪5‬‬
‫‪31‬‬ ‫الجدول تطور إنتاج التبغ من‪1919‬إلى ‪1953‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪33‬‬ ‫جدول يوضح إنتاج الفلين من‪1929-1925‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪35‬‬ ‫جدول يوضح إنتاج الحبوب في القطاع التَّقليدي‬ ‫‪8‬‬
‫‪36‬‬ ‫جدول يوضح تطور إنتاج زيت َّ‬
‫الزيتون من‪ 1910‬إلى ‪1952‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪39‬‬ ‫جدول يوضح تعداد القطيع لكل من التَّل والجنوب‬ ‫‪10‬‬
‫‪41‬‬ ‫جدول يوضح تطور الملكيات لدى كل من المستوطنين والجزائريين‬ ‫‪11‬‬
‫جدول يوضح أدوات الفالحية لدى كل من األوروبيين والجزائريين حسب ‪43‬‬ ‫‪12‬‬
‫إحصاء ‪1930‬‬
‫‪47‬‬ ‫الجدول يوضح تطور صادرات الكروم من‪1954 -1924‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪48‬‬ ‫جدول يوضح تطور صادرات الحوامض من ‪1940 -1919‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪49‬‬ ‫جدول يوضح تطور صادرات التبغ من‪1919‬إلى‪1952‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪49‬‬ ‫جدول يوضح تطور صادرات كل من الحلفاء والفلين من‪1919‬إلى ‪1952‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪50‬‬ ‫جدول يوضح تطور صادرات الحبوب من ‪1919‬إلى‪1953‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪ -‬جدول يوضح صادرات المواشي من‪ 1919‬إلى ‪1938‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪51‬‬ ‫جدول يوضح تطور صادرات زيت الزيتون من‪ 1919‬إلى ‪1940‬‬ ‫‪19‬‬
‫‪58‬‬ ‫جدول يوضح تطور إنتاج معدن الحديد من ‪1954-1919‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪59‬‬ ‫جدول تطور إنتاج الفوسفات بمنجم الكويف ‪1954 -1920‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪140‬‬
‫فهارس‬

‫‪61‬‬ ‫الجدول تطور إنتاج الزنك من‪1925‬إلى‪1954‬‬ ‫‪22‬‬


‫‪62‬‬ ‫‪ -‬الجدول تطور إنتاج معدن الرصاص من‪1919‬إلى‪1954‬‬ ‫‪23‬‬
‫‪63‬‬ ‫جدول يوضح تطور إنتاج الفحم بمنجم القنادسة من ‪1919‬إلى‪1954‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪76‬‬ ‫جدول يوضح صادرات الحديد من‪1919‬إلى ‪1952‬‬ ‫‪25‬‬
‫‪77‬‬ ‫جدول يوضح تطور صادرات الفوسفات ‪1953-1919‬‬ ‫‪26‬‬
‫‪77‬‬ ‫جدول يوضح تطور صادرات الزنك ‪1938-1919‬‬ ‫‪27‬‬
‫‪78‬‬ ‫جدول يوضح تطور صادرات الرصاص‪1953 -1919‬‬ ‫‪28‬‬
‫‪91‬‬ ‫الجدول انتشار األمراض في الجزائر من‪ 1945‬إلى‪1954‬‬ ‫‪29‬‬
‫‪100‬‬ ‫جدول يوضح هجرة الجزائريين إلى المغرب األقصى من‪1952 -1936‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪101‬‬ ‫الجدول المناطق األكثر استقطابا للمهاجرين الجزائريين‬ ‫‪31‬‬
‫‪104‬‬ ‫الجدول تطور الهجرة الجزائرية نحو فرنسا من‪1954 -1919‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪141‬‬
‫فهارس‬

‫فهرس األشكال البيانية‪:‬‬

‫رقم‬ ‫عنوان الشكل البياني‬ ‫رقم‬


‫الصفحة‬ ‫الشكل‬
‫‪24‬‬ ‫َّ‬
‫الشكل يوضح تطور مساحة زراعة الكروم من ‪ 1921‬إلى ‪1954‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪25‬‬ ‫َّ‬
‫الشكل يوضح تطور إنتاج زراعة الكروم من ‪ 1921‬إلى ‪1954‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪27‬‬ ‫الشكل يوضح تطور إنتاج زراعة الحبوب األوروبية من ‪1954 -1920‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪29‬‬ ‫الشكل يوضح تطور إنتاج الحوامض من‪1954-1931‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪31‬‬ ‫َّ‬
‫الشكل تطور إنتاج زراعة التَّبغ من ‪1919‬إلى ‪1953‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪37‬‬ ‫َّ‬
‫الشكل تطور إنتاج زيت الزيتون من ‪ 1910‬إلى ‪1952‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪46‬‬ ‫الشكل يوضح صادرات الجزائر نحو فرنسا من ‪1928- 1919‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪58‬‬ ‫شكل يوضح تطور إنتاج الحديد من ‪1919‬إلى ‪1954‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪60‬‬ ‫شكل يوضح تطور إنتاج الفوسفات بمنجم الكويف من‪1920‬إلى ‪1954‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪61‬‬ ‫شكل يوضح تطور إنتاج َّ‬
‫الزنــك من ‪1925‬إلى ‪1954‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪62‬‬ ‫الرصاص من ‪1919‬إلى ‪1954‬‬
‫شكل يوضح تطور إنتاج َّ‬ ‫‪11‬‬
‫‪64‬‬ ‫شكل يوضح تطور إنتاج الفحم بمنجم القنادسة من ‪ 1919‬إلى ‪1954‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪105‬‬ ‫الشكل يوضح تطور الهجرة الجزائرية نحو فرنسا من‪1954 -1919‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪142‬‬
‫فهارس‬

‫فهرس المحتويات‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫اإلهداء‬
‫الشكر والعرفان‬
‫قائمة المختصرات‬
‫‪08‬‬ ‫المقدمة‬
‫المدخل‪ :‬األوضاع االقتصادية في الجزائر أثناء الحرب العالمية األولى ‪1918-1914‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪ – 1‬الواقع الزراعي أثناء الحرب العالمية األولى‬
‫‪18‬‬ ‫‪ -2‬الواقع الصناعي أثناء الحرب العالمية األولى‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -3‬الواقع التجاري أثناء الحرب العالمية األولى‬
‫الفصل األول‪ :‬الزراعة في الجزائر ‪1954 -1919‬‬
‫‪22‬‬ ‫أوال‪ :‬الزراعة الكلونيالية(الحديثة)‬
‫‪34‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الزراعة الجزائرية(التقليدية)‬
‫‪41‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الوسائل المساعدة في تطور القطاع الزراعي‬
‫‪45‬‬ ‫رابعا‪ :‬االستغالل التجاري للزراعة في الجزائر‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الصناعة في الجزائر‪1954 -1919‬‬
‫‪53‬‬ ‫أوال‪ :‬الصناعة اإلستخراجية (الثقيلة)‬
‫‪65‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الصناعة التحويلية (الخفيفة)‬
‫‪71‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الصناعة في الجزائر(التقليدية)‬
‫‪75‬‬ ‫رابعا‪ :‬االستغالل التجاري للصناعة في الجزائر‬
‫الفصل الثالث‪ :‬آثر االقتصاد االستعماري على واقع المجتمع الجزائري ‪1954 -1919‬‬
‫‪82‬‬ ‫أوال‪ :‬الفقر وتدني المستوى المعيشي‪ -‬ضعف األجور‬
‫‪84‬‬ ‫ثانيا‪ :‬البطالة‬
‫‪87‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الواقع الصحي‬
‫‪94‬‬ ‫رابعا‪ :‬الهجرة‬

‫‪143‬‬
‫فهارس‬

‫‪108‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪111‬‬ ‫المالحق‬
‫‪123‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪140‬‬ ‫فهرس الجداول‬
‫‪142‬‬ ‫فهرس األشكال البيانية‬
‫‪143‬‬ ‫فهرس المحتويات‬

‫‪144‬‬

You might also like