Professional Documents
Culture Documents
Alwqwd Alhywy hl ysbh bdyla llnft
Alwqwd Alhywy hl ysbh bdyla llnft
Alwqwd Alhywy hl ysbh bdyla llnft
بديال للنفط؟
ً هل يصبح
إعـــــداد
2007م
إن تزايد أسعار الطاقة األحفورية (غاز ،نفط ،وفحم) وتزايد كميات ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من
جراء استعمال هذه الطاقة أدى إلى تركيز الدول المستهلكة على المشكالت البيئية والمناخية ،باإلضافة إلى
ظهور كثير من االهتمام بموضوع نضوب هذه الموارد الطبيعية سواء خالل 50أو 100عام ،وكذلك افتتان
الدول المستهلكة وعلى رأسها أمريكا بفكرة استقالل الطاقة .مما أدى الى االهتمام بالدور المحتمل للطاقة البديلة
عامة االهتمام بالطاقة الحيوية خاصة في كل من الدول النامية والصناعية باعتبارها مصدر للطاقة صديق للبيئة
محليا .
ً ومجدي من حيث التكلفة ومتوفر
ويظهر االهتمام الكبير بالوقود الحيوي وهو الطاقة المستمدة من الكائنات الحية سواء النباتية أو
الحيوانية منها ،والذي يعتبر أحد أهم مصادر الطاقة المتجددة ،على خالف غيرها من الموارد الطبيعية مثل:
النفط ،الفحم الحجري وكافة أنواع الوقود الأحفوري والوقود النووي والتي تعتبر موارد ناضبة .ولقد اهتمت
خصيصا الستخدامها في مجال الوقود الحيوي ،منها الذرة
ً بعض المناطق بزراعة أنواع معينة من النباتات
وفول الصويا في الواليات المتحدة ،اللفت في أوروبا ،وقصب السكر في البرازيل ،وزيت النخيل في جنوب
شرق آسيا .كما يتم الحصول على الوقود الحيوي من التحليل الصناعي للمزروعات والفضالت وبقايا
الحيوانات التي يمكن إعادة استخدامها ،مثل القش ،الخشب ،السماد ،قشر األرز ،المجاري ،تحُلل النفايات
ومخلفات األغذية التي يمكن تحويلها إلى الغاز الحيوي.
وتم التركيز على الدور الذي قد يلعبة الوقود الحيوي في خفض انبعاث ثاني أكسيد الكربون حيث
يفترض إن استخدام اإليثانول بنسبة % 85في تشغيل السيارة سيؤدي إلى انخفاض انبعاث غازات االحتباس
الحراري بمعدل % 91مقارنة بالبترول ،وعلى الجانب اآلخر فإن وقود السيارات المستخلص من النباتات
يمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو أثناء عملية التصنيع ،مما دفع اإليثانول والوقود الحيوي بأن يحظيا بمقادير
هائلة من االهتمام ويحصال على إعانات دعم ضخمة ،وبالرغم من مزايا اإليثانول كوقود نظيف مقارنة بالبترول
فإنه يمثل أقل من % 1من السوق العالمي لوقود السيارات ويعتمد على الدعم الحكومي فقط ،ويهدف العلماء إلى
توسيع نطاق استخدام الوقود النظيف حيث أن السيارات كمستهلك للوقود تعتبر ثاني مصدر بعد الصناعة لنشر
ثاني أكسيد الكربون على سطح األرض.
وتوجد عدد من الدول اهتمت بتطوير الوقود الحيوي وعلى رأسها البرازيل ،الواليات المتحدة
األمريكية االتحاد األوروبي ،والصين:
البرازيل أكبر منتج لإليثانول البيولوجي:
ففي البرازيل تعمل نحو مليون سيارة بوقود مشتق من قصب السكر ،وأن الغالبية العظمى من
السيارات الجديدة تعمل بواسطة" محركات ذات الوقود المرن" ،فمنذ أن دخلت تلك المحركات قيد الخدمة قبل
ثالث سنوات تم االعتماد على الغازولين أو اإليثانول البيولوجي أو أي مزيج من المادتين المذكورتين ،وبدأت
البرازيل بإنتاج الوقود البيولوجي قبل 30عامًا .وفي البرازيل حاليًا ُيعنى نحو 1,5مليون مزارع في زراعة
قصب السكر ألغراض الوقود غير أنه يمكن إنتاج الوقود الحيوي من طائفة متنوعة من المحاصيل ،منها:
الصويا ،شجرة النخيل الزيتية ،جذور البنجر وبذور اللفت .فالبرازيل تتقدم على أوروبا سواًء كان ذلك في
مجال إنتاج اإليثانول البيولوجي أو استهالكه ،فاألسعار في أوروبا تكاد تكون ضعف ما هي عليه في البرازيل
بعد أن أصبحت السيارات التي تعمل بالوقود الحيوي تشكل ثلثي حجم مبيعات السيارات الجديدة في البرازيل هذا
العام ،لذا تهتم البرازيل بتصدير تكنولوجيا الوقود البديل إلى مختلف دول العالم كوسيلة لمواجهة ارتفاع أسعار
النفط . .وتعرض اإليثانول في مطلع التسعينيات النتكاسة مؤقتة بالبرازيل بسبب مشكالت اإلمداد ما دفع
قائدي السيارات أن يعودوا محبطين إلى البنزين التقليدي ،لكن في العام 2003م قدمت شركة فولكس فاغن في
البرازيل أول سيارة تسمى بسيارة الوقود المرن حيث تعمل بالبنزين الخالي من الرصاص والوقود الكحولي أو
اإليثانول ومنذ ذلك الحين استمر الطلب على سيارات الوقود المرن ،وذكرت هيئة تنمية الصادرات البرازيلية أن
نحو %80من السيارات الجديدة التي بيعت حتى اآلن في العام الجاري كانت من سيارات الوقود المرن ،مشيرة
إلى أن هذا االتجاه آخذ في التزايد وبالتالي يتزايد االستثمار في صناعة اإليثانول والسكر .وذكرت هيئة تنمية
جديدا بحلول العام 2014م بجنوب وجنوب شرق
ً مصنعا
ً الصادرات البرازيلية أنه من المزمع بناء نحو 140
البرازيل باستثمارات تصل إلى تسعة مليارات دوالر ،وال تملك أي دولة أخرى هذه الشبكة المتطورة من الوقود
الحيوي وأنظمة التوزيع مثل البرازيل،
أبدت الواليات المتحدة اهتمامًا بتطوير الوقود الحيوي كبديل للطاقة حيث كان هناك اتفاقيات بين
الواليات المتحدة والبرازيل من أجل زيادة كمية اإليثانول البرازيلي الذي يمكن توفيره للسوق األمريكية ،حيث تم
التوقيع على اتفاقية تركز على اإليثانول التي تطلب من البرازيل والواليات المتحدة أن تزيدا عملهما حول الوقود
الحيوي ،مع زيادة االستثمارات وتبادل التكنولوجيا ،حيث كانت "دبلوماسية اإليثانول" محور زيارة الرئيس
األمريكي في مارس 2006م في أمريكا الالتينية .وبينما يسيطر على وسائل اإلعالم وبوش هاجس اإليثانول،
3
اال أن عالقة الواليات المتحدة مع البرازيل الن البرازيل أصبحت واحدًا من أهم منتجي الطاقة النفطية في
امريكا الجنوبية.
وبالنسبة للواليات المتحدة حيث تظل الذرة المصدر العملي الوحيد إلنتاج اإليثانول ،فقد تثبت األسعار
المحلقة أنها القيد األساسي إزاء استخدامه ،ففي عام 2006م وحده ،ارتفعت أسعار الذرة عندما التهمت أجهزة
استقطار اإليثانول ُخ مس إنتاج الواليات المتحدة من الذرة .وبحلول عام 2008م ،قد يبتلع منتجو اإليثانول
نصف إنتاج الذرة األمريكي ،وذلك يمكن أن يدفع أسعار الذرة إلى ارتفاع أكثر.
ويضغط بوش والساسة اآلخرون في الواليات المتحدة لتطوير اإليثانول السيلولوزي ،لكن رغم سنوات
من الحديث واالستثمار ،فإنه ال يبدو أن هناك اختراقات كبيرة وشيكة ،وحتى إذا حدث اختراق كبير فقد تحتاج
صناعة اإليثانول السيلولوزي إلى عقود حتى تسهم مساهمة كبيرة ،ويمكن رؤية هذا بالنظر إلى تاريخ مرفق
إيثانول الذرة ،فقد احتاجت صناعة الذرة إلى 13سنة قبل أن تتمكن من إنتاج مليار جالون من اإليثانول في
السنة ،واحتاجت صناعة الذرة إلى نحو عقدين ونصف العقد لتجعل إنتاج إيثانول الذرة يزيد على خمسة مليارات
جالون في السنة ...وهكذا .وحتى مع تحقيق اختراق كبير في تكنولوجيا الخميرة ،وحتى مع كميات ضخمة
من االستثمار الرأسمالي واإلعانات الحكومية ،فإن من غير المحتمل لصناعة اإليثانول السيلولوزي أن تقدم أي
إسهامات كبيرة في سوق الوقود األمريكي في المستقبل المنظور.
وفي الواليات المتحدة بدأت بعض الواليات ،مثل :كاليفورنيا ومينيسوتا استعداداتها لخلط البنزين،
الذي يباع بجميع محطات وقود السيارات باإليثانول لتلبية المعايير الجديدة للحفاظ على البيئة ،والتي يتوقع أن يتم
تطبيقها أواخر العام المقبل ،فيما تحفظت بعض الواليات على هذه الخطوة حتى تبدأ األسواق في قبول هذا المنتج
ويتزايد الطلب عليه ،خاصة مع وجود 114محطة في الواليات المتحدة متخصصة في بيع وقود اإليثانول،
إضافة إلى نحو 90محطة أخرى جاري إنشاؤها في عدة واليات .وتعتبر محطة "بيرسون فورد" من أوائل
المحطات التي توفر مصادر الطاقة الحيوية ،فباإلضافة إلى البنزين والديزل ،توفر هذه المحطة أنواعا جديدة من
الوقود ،تتراوح ما بين البروباين واإليثانول ،وحتى مادة " ،"BioWillieالتي تتكون من حبوب الصويا ،ومحطة
"بيرسون فورد" تشبه أي محطة أخرى في الواليات المتحدة وخارجها ،إال أن ما يميزها هو وجود شارات على
خزانات الوقود ،كتب عليها " "E85وغاز طبيعي مضغوط ،ومادة E85التي تتكون من 85في المائة من
اإليثانول و 15في المائة من البنزين ،ويمكن استعمال هذا الوقود في مختلف أنواع السيارات.
وتتميز هذه األنواع الجديدة من الوقود بأنها أرخص ثمنًا خاصة مع ارتفاع أسعار النفط عالمياً ،وقد أدى
تزايد الطلب على اإليثانول الذي يستخرج من الذرة في الواليات المتحدة وعدد من دول أمريكا الوسطى
بدال من زراعات أخرى ،األمر الذي ترتب عليه رفع
والجنوبية ،إلى تدافع المزارعين على زرع حقولهم به ً
أسعار الذرة محليًا وعالميًا ،فضًال عن زيادة تكلفة إنتاج لحوم الدواجن واألبقار بصورة كبيرة في الواليات
المتحدة ودول أمريكا الجنوبية ،وهو ما دفع وزارة الطاقة األمريكية هذا العام إلى تخصيص 385مليون دوالر
4
لتمويل ستة مشاريع على مدى أربع سنوات ،تستهدف إنتاج إيثانول سيلولوزي وتجنب أزمة الذرة عن طريق
إنتاج الوقود من مصادر أخرى.
االتحاد األوروبي
يهتم االتحاد األوروبي بدرجة متزايدة بالوقود الحيوي الذي يصنع من مواد نباتية أو حيوانية وذلك
لتعزيز أمن الطاقة وخفض انبعاث غازات االحتباس الحراري وفتح أسواق جديدة أمام المزارعين ،وحيث أنه
يمكن إنتاج مادة الديزل من أي بذور زيتية فأوروبا هي أصًال أكبر منتج في العالم لوقود الديزل البيولوجي
(الذي يتم إنتاجه حاليًا من بذور اللفت وبذور الصويا أو بذور عباد الشمس) ،فهذا القطاع يشهد نموًا سريعًا،
حيث تدرس عدة بلدان مثل ألمانيا وأوكرانيا وغيرها من شركات القطاع الخاص والقطاع العام إمكانية االستثمار
في مجال الديزل البيولوجي المنتج من هذه المحاصيل أو من مصادر أخرى .وهناك سيارات جديدة في أوروبا
من طرازي "سي-ماكس" و "ساب "5-9من إنتاج شركة فورد تعمل بالوقود (إي ،)85وهو خليط يضم %85
من اإليثانول و %15من البنزين .وتوسع بعض الدول النامية مثل ماليزيا من بين دول أخرى مزارعها من زيت
النخيل ،وتقيم مصانع للوقود الحيوي لخدمة السوق األلمانية بشكل محدد.
5
والغاز الطبيعي والميثانول الحيوي والهيثان (وهو عبارة عن خليط من %10من الهيدروجين و %90من
لترا فقط ليتيح المجال لنظم الوقود البديلة اإلضافية .أما
الميثان) ،كما إنها مجهزة بخزان للبنزين بسعة ً 29
الغازات الثالثة فتدمج في خزانين أحدهما كبير واآلخر أصغر بحجم إجمالي قدره 98لتراً ،وفي حال ملء
الخزانات تستطيع السيارة قطع مسافة 700كيلو متر دون الحاجة إلعادة التزود بالوقود ،وزودت السيارة
حصانا ،ويمكن للسيارة االنطالق من
ً الجديدة بمحرك توربو سعته لتران وطاقته 147كيلو وات وقدرته 200
سرعة الصفر إلى 100كيلو متر في الساعة في 8.7ثوان ،ويمكن لقائد السيارة التحول من مصدر وقود إلى
جهدا أكبر لتطوير
ً آخر دون أي تراجع في أداء السيارة .يبذل العديد من شركات صناعة السيارات األوروبية
مزيد من السيارات التي تعمل بوقود بديل مثل اإليثانول الذي يستخدم على نطاق واسع في البرازيل ،وستستمر
السيارات الهجين التي تعمل باندماج محرك كهربائي وآخر يعمل بالبنزين في االستحواذ على نصيب أكبر في
األسواق ،وتحتاج المحركات العادية لكي تعمل باإليثانول إلى قليل من التعديالت ،وتعتبر هذه المحركات أفضل
الطرق قصيرة المدى في ظل استمرار ارتفاع أسعار النفط وسريان مفعول القانون الصارم للحفاظ على جودة
مطمحا على
ً الهواء .تقول معظم شركات صناعة السيارات إن محرك الهيدروجين التي يعمل بخلية وقود يبقى
األجل الطويل بالنسبة لتطور سيارة شعبية يستغرق إنتاجها من 10إلى 15عاماً ،وال تزال السيارات الجديدة
التي تعمل باإليثانول تعرض على نطاق ضيق حاليا مثل فورد "سي.ماكس" أو ساب .5-9وتعتبر هذه واحدة
حاليا للتقليل من االعتماد على البترول ,حيث تجري مصانع للسيارات
من سلسلة من المحاوالت التي تجرى ً
أيضا من الغاز الطبيعي والفحم في إنتاج نوع من الوقود الصناعي
ً أبحاثا لالستفادة
ً وشركات بترول عالمية
المرّك ب .ويقول خبراء صناعيون إن الوقود الجديد عدا عن فوائده االقتصادية والسياسية ال يسبب أضراراً بيئية
كبيرا في األسواق
ً حاليا عليه أن يلقى رواجاً
عند االحتراق ،متوقعين في حال نجاح التجارب التي يجرونها ً
العالمية .وفي الوقت الحالي تركز فولفو على خيار ما يسمى بسيارات الوقود الممزوج التي تعمل بخليط
اإليثانول والبنزين ،والسيارات الحالية "فولفو أس "40و "فولفو في "50التي تعمل بالوقود الممزوج متاحة حتى
اآلن في السويد وحدها وستطرح الحقاً هذا العام في ست دول أوروبية أخرى.
قالت فورد إنها ستصبح أول شركة تقوم بتجميع سيارة هجين في كندا ،وتعمل سيارات الهجين
بمحركين أحدهما بالوقود التقليدي واآلخر بالكهرباء مما يوفر استهالك الطاقة ،ويخلف أضراراً أقل على البيئة.
وتتيح تكنولوجيا فورد وقف محرك الوقود التقليدي بصورة أوتوماتيكية عندما تتحرك السيارة ,باإلضافة إلى
إمكانية إعادة شحن البطاريات من خالل نظام الستعادة الطاقة .أوضحت الشركة أن مصنعها في أوكافيل بوالية
أونتاريو الكندية سيقوم بتجميع طرازي "إدج" و"لنكولن إم كي إكس" ،وسيتم الشروع في إنتاج هذا الطراز الجديد
عام 2007م بينما يتم إنتاجه بصورة تجارية عام 2010م .وتعتزم الشركة طرح خمس أنواع جديدة من
حاليا باستثمار مبلغ 860مليون دوالر لتطوير
السيارات الهجين عام 2008م ،ولتنفيذ هذه الخطة تقوم الشركة ً
مصنعها في أوكافيل ،كما تعتزم فورد تنفيذ خطة إلعادة الهيكلة تتضمن تخفيض 25ألف وظيفة وإ غالق 14
مصنعا حتى عام 2012م ,وتأمل في نفس الوقت بيع 250ألف سيارة هجين حتى عام 2010م.
6
هناك توجه نحو االستغناء عن النفط وتطوير بدائل جديدة ولكن على سبيل المثال الواليات المتحدة أكبر
مستهلك و مورد للنفط في العالم ،كانت تخطط في عام 1976م ،بأنها ستكون مستقلة في الطاقة خالل عقد من
السنوات ،وكانت اردات أمريكا في ذلك العام تساوي نحو 2.7مليون برميل في اليوم ،ولكن في نهاية عام
2006م بلغت واردات أمريكا أكثر من 9ماليين برميل في اليوم .إن الوقود الحيوي المزروع في المزارع
كاإليثانول والديزل الحيوي مازاال يشكالن نسبًا صغيرة من حجم استخدام الوقود األحفوري كما غيرها من
مصادر الطاقة المتجددة كالريح والشمس ولكن تهتم بعض المؤسسات الكبيرة ليس فقط بأنتاج وتطوير الوقود
الحيوي ،وإ نما أيضًا بالضغط على الحكومات عبر العالم بحقائق ارتفاع حرارة الكون ،والنظر إلى الوقود
الحيوي باعتباره خطوة عملية باتجاه تخفيض انبعاث الكربون ،ويشترط عدد متزايد من البلدان اآلن مزج الوقود
الحيوي بمخزونات الوقود المستخرج من باطن األرض ،وقد استثمرت شركات نفطية مبالغ طائلة استجابة لذلك،
وقد أصبحت توزع للعالم اإليثانول عبر شبكتها العالمية من محطات توزيع الوقود .وتتدافع شركات متنوعة
لالستثمار في هذا المجال ويصيب الحماس المزارعين حول العالم بشأن سوق كبيرة جدًا لمنتجاتهم ويرحب
البيئيون بالوقود الجديد باعتباره نظيفًا مستدامًا.
ولكن مازالت هناك أسئلة كبيرة حول ما إذا كان من الممكن المضي بالوقود الحيوي إلى حدود قصوى
بنجاح ليتمكن من تحدي النفط ،هل سيكون هناك على سبيل المثال ما يكفي من األراضي التي يمكن زراعتها
بمحاصيل الوقود من دون الضغط على المنتجات الغذائية؟ وهل سيكون الوقود الحيوي قادرًا على الوقوف على
قدميه بال ضريبة ودعم خصوصًا إذا اتجهت أسعار النفط إلى االنخفاض؟ ثم هناك سياسة التجارة العالمية ،فقد
أخذت مجموعة الضغط الزراعية الجبارة في البلدان الغنية تحاول منع تصدير الوقود الحيوي من البرازيل
وباكستان وغيرهما من الدول النامية.
وتؤكد الدراسات والتقارير المختصة أنه على الرغم من صرف مليارات الدوالرات على أنواع من
الطاقة األخرى وتحول العديد من التقنيات الجديدة من المرحلة التجريبية إلى المرحلة التطبيقية ،إال أن النفط
سيحافظ على المركز األول كمصدر رئيس للطاقة ،وأن الحديث عن نضوب منابعه أو منافسة مصادر طاقة
أخرى نظيفة أو غير نظيفة لن تبدأ قبل عام 2050م وأن نفط الخليج بشكل خاص سيبقى يشكل المرتكز األساسي
في توفير الطاقة للعالم لعقود قادمة فعمر احتياطياته هو األطول بين جميع االحتياطيات في العالم وكلفة
استخراجه هي األقل أيضًا ،مما يمكنه من منافسة مصادر الطاقة البديلة المطروحة.
7