Alwqwd Alhywy hl ysbh bdyla llnft

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 7

‫الوقود الحيوي‬

‫بديال للنفط؟‬
‫ً‬ ‫هل يصبح‬

‫إعـــــداد‬

‫د‪ .‬نورة بنت عبد الرحمن اليوسف‬


‫أستاذ االقتصاد المشارك‬
‫قسم االقتصاد ‪/‬جامعة الملك سعود‬

‫‪2007‬م‬
‫إن تزايد أسعار الطاقة األحفورية (غاز‪ ،‬نفط‪ ،‬وفحم) وتزايد كميات ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من‬
‫جراء استعمال هذه الطاقة أدى إلى تركيز الدول المستهلكة على المشكالت البيئية والمناخية‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫ظهور كثير من االهتمام بموضوع نضوب هذه الموارد الطبيعية سواء خالل ‪ 50‬أو ‪ 100‬عام‪ ،‬وكذلك افتتان‬
‫الدول المستهلكة وعلى رأسها أمريكا بفكرة استقالل الطاقة‪ .‬مما أدى الى االهتمام بالدور المحتمل للطاقة البديلة‬
‫عامة االهتمام بالطاقة الحيوية خاصة في كل من الدول النامية والصناعية باعتبارها مصدر للطاقة صديق للبيئة‬
‫محليا ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ومجدي من حيث التكلفة ومتوفر‬

‫ويظهر االهتمام الكبير بالوقود الحيوي وهو الطاقة المستمدة من الكائنات الحية سواء النباتية أو‬
‫الحيوانية منها‪ ،‬والذي يعتبر أحد أهم مصادر الطاقة المتجددة‪ ،‬على خالف غيرها من الموارد الطبيعية مثل‪:‬‬
‫النفط‪ ،‬الفحم الحجري وكافة أنواع الوقود الأحفوري والوقود النووي والتي تعتبر موارد ناضبة‪ .‬ولقد اهتمت‬
‫خصيصا الستخدامها في مجال الوقود الحيوي‪ ،‬منها الذرة‬
‫ً‬ ‫بعض المناطق بزراعة أنواع معينة من النباتات‬
‫وفول الصويا في الواليات المتحدة‪ ،‬اللفت في أوروبا‪ ،‬وقصب السكر في البرازيل‪ ،‬وزيت النخيل في جنوب‬
‫شرق آسيا‪ .‬كما يتم الحصول على الوقود الحيوي من التحليل الصناعي للمزروعات والفضالت وبقايا‬
‫الحيوانات التي يمكن إعادة استخدامها‪ ،‬مثل القش‪ ،‬الخشب‪ ،‬السماد‪ ،‬قشر األرز‪ ،‬المجاري‪ ،‬تحُلل النفايات‬
‫ومخلفات األغذية التي يمكن تحويلها إلى الغاز الحيوي‪.‬‬

‫وتم التركيز على الدور الذي قد يلعبة الوقود الحيوي في خفض انبعاث ثاني أكسيد الكربون حيث‬
‫يفترض إن استخدام اإليثانول بنسبة ‪ % 85‬في تشغيل السيارة سيؤدي إلى انخفاض انبعاث غازات االحتباس‬
‫الحراري بمعدل ‪ % 91‬مقارنة بالبترول‪ ،‬وعلى الجانب اآلخر فإن وقود السيارات المستخلص من النباتات‬
‫يمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو أثناء عملية التصنيع‪ ،‬مما دفع اإليثانول والوقود الحيوي بأن يحظيا بمقادير‬
‫هائلة من االهتمام ويحصال على إعانات دعم ضخمة‪ ،‬وبالرغم من مزايا اإليثانول كوقود نظيف مقارنة بالبترول‬
‫فإنه يمثل أقل من ‪ % 1‬من السوق العالمي لوقود السيارات ويعتمد على الدعم الحكومي فقط‪ ،‬ويهدف العلماء إلى‬
‫توسيع نطاق استخدام الوقود النظيف حيث أن السيارات كمستهلك للوقود تعتبر ثاني مصدر بعد الصناعة لنشر‬
‫ثاني أكسيد الكربون على سطح األرض‪.‬‬

‫وتوجد عدد من الدول اهتمت بتطوير الوقود الحيوي وعلى رأسها البرازيل‪ ،‬الواليات المتحدة‬
‫األمريكية االتحاد األوروبي‪ ،‬والصين‪:‬‬
‫البرازيل أكبر منتج لإليثانول البيولوجي‪:‬‬
‫ففي البرازيل تعمل نحو مليون سيارة بوقود مشتق من قصب السكر‪ ،‬وأن الغالبية العظمى من‬
‫السيارات الجديدة تعمل بواسطة" محركات ذات الوقود المرن"‪ ،‬فمنذ أن دخلت تلك المحركات قيد الخدمة قبل‬
‫ثالث سنوات تم االعتماد على الغازولين أو اإليثانول البيولوجي أو أي مزيج من المادتين المذكورتين‪ ،‬وبدأت‬
‫البرازيل بإنتاج الوقود البيولوجي قبل ‪ 30‬عامًا‪ .‬وفي البرازيل حاليًا ُيعنى نحو ‪ 1,5‬مليون مزارع في زراعة‬
‫قصب السكر ألغراض الوقود غير أنه يمكن إنتاج الوقود الحيوي من طائفة متنوعة من المحاصيل‪ ،‬منها‪:‬‬
‫الصويا‪ ،‬شجرة النخيل الزيتية‪ ،‬جذور البنجر وبذور اللفت‪ .‬فالبرازيل تتقدم على أوروبا سواًء كان ذلك في‬
‫مجال إنتاج اإليثانول البيولوجي أو استهالكه‪ ،‬فاألسعار في أوروبا تكاد تكون ضعف ما هي عليه في البرازيل‬
‫بعد أن أصبحت السيارات التي تعمل بالوقود الحيوي تشكل ثلثي حجم مبيعات السيارات الجديدة في البرازيل هذا‬
‫العام‪ ،‬لذا تهتم البرازيل بتصدير تكنولوجيا الوقود البديل إلى مختلف دول العالم كوسيلة لمواجهة ارتفاع أسعار‬
‫النفط‪ . .‬وتعرض اإليثانول في مطلع التسعينيات النتكاسة مؤقتة بالبرازيل بسبب مشكالت اإلمداد ما دفع‬
‫قائدي السيارات أن يعودوا محبطين إلى البنزين التقليدي‪ ،‬لكن في العام ‪2003‬م قدمت شركة فولكس فاغن في‬
‫البرازيل أول سيارة تسمى بسيارة الوقود المرن حيث تعمل بالبنزين الخالي من الرصاص والوقود الكحولي أو‬
‫اإليثانول ومنذ ذلك الحين استمر الطلب على سيارات الوقود المرن‪ ،‬وذكرت هيئة تنمية الصادرات البرازيلية أن‬
‫نحو ‪ %80‬من السيارات الجديدة التي بيعت حتى اآلن في العام الجاري كانت من سيارات الوقود المرن‪ ،‬مشيرة‬
‫إلى أن هذا االتجاه آخذ في التزايد وبالتالي يتزايد االستثمار في صناعة اإليثانول والسكر‪ .‬وذكرت هيئة تنمية‬
‫جديدا بحلول العام ‪2014‬م بجنوب وجنوب شرق‬
‫ً‬ ‫مصنعا‬
‫ً‬ ‫الصادرات البرازيلية أنه من المزمع بناء نحو ‪140‬‬
‫البرازيل باستثمارات تصل إلى تسعة مليارات دوالر‪ ،‬وال تملك أي دولة أخرى هذه الشبكة المتطورة من الوقود‬
‫الحيوي وأنظمة التوزيع مثل البرازيل‪،‬‬

‫الواليات المتحدة األمريكيه‪:‬‬


‫في عام ‪2006‬م‪ ،‬أنتجت الواليات المتحدة نحو خمسة مليارات جالون من اإليثانول‪ ،‬ونحو ‪ 250‬مليون‬
‫جالون من الديزل الحيوي‪ ،‬ويتوقع أن يواصل كال الوقودين االزدياد وذلك لهدف تخفيض استهالك أمريكا من‬
‫النفط المستورد‪ ،‬حيث تعهد بوش بأن الواليات المتحدة سوف تستخدم ‪ 35‬مليار جالون من أنواع الوقود المتجدد‬
‫والبديل بحلول عام ‪2017‬م (زيادة بسبعة أضعاف في إنتاج أنواع الوقود المتجدد والبديل خالل عقد فقط)‪،‬‬
‫وحيث أن أمريكا تستخدم نحو ‪ 140‬مليار جالون من البنزين في كل سنة‪ ،‬لكن ذلك االستخدام للبنزين ال يشكل‬
‫سوى نحو نصف إجمالي استخدام أمريكا للنفط‪ ،‬فالواليات المتحدة تستخدم نحو ‪ 21‬مليون برميل من النفط في‬
‫كل يوم‪ ،‬أو نحو ‪ 321.9‬مليار جالون في السنة‪ ،‬ومن هنا وحتى إذا حققت أمريكا هدف بوش‪ ،‬فإن أنواع الوقود‬
‫البديل التي يطرحها ستظل تشكل فقط نحو ‪ 11‬في المائة من إجمالي استهالك أمريكا للنفط بالنسبة للحجم‪،‬‬
‫وحيث إن اإليثانول (الذي من المحتمل أن يشكل أكبر حصة من تلك األنواع من الوقود المتجدد والبديل) يحتوي‬
‫فقط على ثلثي طاقة حرارة البنزين‪ ،‬فإن النسبة الفعلية للنفط الذي يتم استبداله ستكون قليلة‪ ،‬وعند تشكيل قيمة‬
‫حرارة أدنى لإليثانول فإن من المحتمل أال تؤدي خطط بوش ألنواع الوقود البديل إلى تخفيض إجمالي استهالك‬
‫أمريكا من النفط بنحو سبعة أو ثمانية في المائة‪.‬‬

‫أبدت الواليات المتحدة اهتمامًا بتطوير الوقود الحيوي كبديل للطاقة حيث كان هناك اتفاقيات بين‬
‫الواليات المتحدة والبرازيل من أجل زيادة كمية اإليثانول البرازيلي الذي يمكن توفيره للسوق األمريكية‪ ،‬حيث تم‬
‫التوقيع على اتفاقية تركز على اإليثانول التي تطلب من البرازيل والواليات المتحدة أن تزيدا عملهما حول الوقود‬
‫الحيوي‪ ،‬مع زيادة االستثمارات وتبادل التكنولوجيا‪ ،‬حيث كانت "دبلوماسية اإليثانول" محور زيارة الرئيس‬
‫األمريكي في مارس ‪2006‬م في أمريكا الالتينية‪ .‬وبينما يسيطر على وسائل اإلعالم وبوش هاجس اإليثانول‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫اال أن عالقة الواليات المتحدة مع البرازيل الن البرازيل أصبحت واحدًا من أهم منتجي الطاقة النفطية في‬
‫امريكا الجنوبية‪.‬‬

‫وبالنسبة للواليات المتحدة حيث تظل الذرة المصدر العملي الوحيد إلنتاج اإليثانول‪ ،‬فقد تثبت األسعار‬
‫المحلقة أنها القيد األساسي إزاء استخدامه‪ ،‬ففي عام ‪2006‬م وحده‪ ،‬ارتفعت أسعار الذرة عندما التهمت أجهزة‬
‫استقطار اإليثانول ُخ مس إنتاج الواليات المتحدة من الذرة‪ .‬وبحلول عام ‪2008‬م‪ ،‬قد يبتلع منتجو اإليثانول‬
‫نصف إنتاج الذرة األمريكي‪ ،‬وذلك يمكن أن يدفع أسعار الذرة إلى ارتفاع أكثر‪.‬‬

‫ويضغط بوش والساسة اآلخرون في الواليات المتحدة لتطوير اإليثانول السيلولوزي‪ ،‬لكن رغم سنوات‬
‫من الحديث واالستثمار‪ ،‬فإنه ال يبدو أن هناك اختراقات كبيرة وشيكة‪ ،‬وحتى إذا حدث اختراق كبير فقد تحتاج‬
‫صناعة اإليثانول السيلولوزي إلى عقود حتى تسهم مساهمة كبيرة‪ ،‬ويمكن رؤية هذا بالنظر إلى تاريخ مرفق‬
‫إيثانول الذرة‪ ،‬فقد احتاجت صناعة الذرة إلى ‪ 13‬سنة قبل أن تتمكن من إنتاج مليار جالون من اإليثانول في‬
‫السنة‪ ،‬واحتاجت صناعة الذرة إلى نحو عقدين ونصف العقد لتجعل إنتاج إيثانول الذرة يزيد على خمسة مليارات‬
‫جالون في السنة ‪ ...‬وهكذا‪ .‬وحتى مع تحقيق اختراق كبير في تكنولوجيا الخميرة‪ ،‬وحتى مع كميات ضخمة‬
‫من االستثمار الرأسمالي واإلعانات الحكومية‪ ،‬فإن من غير المحتمل لصناعة اإليثانول السيلولوزي أن تقدم أي‬
‫إسهامات كبيرة في سوق الوقود األمريكي في المستقبل المنظور‪.‬‬

‫وفي الواليات المتحدة بدأت بعض الواليات‪ ،‬مثل‪ :‬كاليفورنيا ومينيسوتا استعداداتها لخلط البنزين‪،‬‬
‫الذي يباع بجميع محطات وقود السيارات باإليثانول لتلبية المعايير الجديدة للحفاظ على البيئة‪ ،‬والتي يتوقع أن يتم‬
‫تطبيقها أواخر العام المقبل‪ ،‬فيما تحفظت بعض الواليات على هذه الخطوة حتى تبدأ األسواق في قبول هذا المنتج‬
‫ويتزايد الطلب عليه‪ ،‬خاصة مع وجود ‪ 114‬محطة في الواليات المتحدة متخصصة في بيع وقود اإليثانول‪،‬‬
‫إضافة إلى نحو ‪ 90‬محطة أخرى جاري إنشاؤها في عدة واليات‪ .‬وتعتبر محطة "بيرسون فورد" من أوائل‬
‫المحطات التي توفر مصادر الطاقة الحيوية‪ ،‬فباإلضافة إلى البنزين والديزل‪ ،‬توفر هذه المحطة أنواعا جديدة من‬
‫الوقود‪ ،‬تتراوح ما بين البروباين واإليثانول‪ ،‬وحتى مادة "‪ ،"BioWillie‬التي تتكون من حبوب الصويا‪ ،‬ومحطة‬
‫"بيرسون فورد" تشبه أي محطة أخرى في الواليات المتحدة وخارجها‪ ،‬إال أن ما يميزها هو وجود شارات على‬
‫خزانات الوقود‪ ،‬كتب عليها "‪ "E85‬وغاز طبيعي مضغوط‪ ،‬ومادة ‪ E85‬التي تتكون من ‪ 85‬في المائة من‬
‫اإليثانول و‪ 15‬في المائة من البنزين‪ ،‬ويمكن استعمال هذا الوقود في مختلف أنواع السيارات‪.‬‬

‫وتتميز هذه األنواع الجديدة من الوقود بأنها أرخص ثمنًا خاصة مع ارتفاع أسعار النفط عالمياً‪ ،‬وقد أدى‬
‫تزايد الطلب على اإليثانول الذي يستخرج من الذرة في الواليات المتحدة وعدد من دول أمريكا الوسطى‬
‫بدال من زراعات أخرى‪ ،‬األمر الذي ترتب عليه رفع‬
‫والجنوبية‪ ،‬إلى تدافع المزارعين على زرع حقولهم به ً‬
‫أسعار الذرة محليًا وعالميًا‪ ،‬فضًال عن زيادة تكلفة إنتاج لحوم الدواجن واألبقار بصورة كبيرة في الواليات‬
‫المتحدة ودول أمريكا الجنوبية‪ ،‬وهو ما دفع وزارة الطاقة األمريكية هذا العام إلى تخصيص ‪ 385‬مليون دوالر‬

‫‪4‬‬
‫لتمويل ستة مشاريع على مدى أربع سنوات‪ ،‬تستهدف إنتاج إيثانول سيلولوزي وتجنب أزمة الذرة عن طريق‬
‫إنتاج الوقود من مصادر أخرى‪.‬‬

‫الصين والوقود الحيوي‬


‫تعتزم الصين التوسع في زراعة نبات "الجتروفا" في مختلف أنحاء األقاليم الجنوبية الغربية لالستفادة‬
‫منه في إنتاج الوقود الحيوي وتقليل االعتماد على النفط المستورد‪ ،‬ويتوقع أن تتمكن الصين بحلول عام ‪2020‬م‬
‫من استغالل نبات الجتروفا وغيره من منتجات الغابات في إنتاج ستة ماليين طن من وقود الديزل الحيوي وتوليد‬
‫‪ 1500‬ميغا وات من الكهرباء‪ .‬وتقدم الصين (والتي ارتفع استهالكها من النفط العام الماضي بنسبة ‪%10.2‬‬
‫وزاد فيه اعتماد االقتصاد الصيني السريع النمو على مصادر الطاقة الخارجية حيث استوردت الصين ‪980‬‬
‫مليون برميل من النفط في ‪2006‬م مثلت ‪ %48‬من احتياجات الصين‪ ,‬أي ارتفاع ‪ %43‬عن عام ‪2005‬م)‪،‬‬
‫وتستثمر مؤسسة البترول الوطنية الصينية وشركة كوفكو لتجارة الحبوب في زراعة هذا النبات الستخراج‬
‫الوقود منه‪ ،‬وتواجه الصين مشكلة حول كيفية الموازنة بين سياسات الطاقة والسياسات الزراعية‪ .‬وأقامت‬
‫الصين أكبر مرفق لوقود اإليثانول في العالم وهو يستخدم الذرة‪ ،‬لكن مقطري الوقود الحيوي الصينيين يختبرون‬
‫البطاطا الحلوة‪ ،‬وقصب السكر ويذكر أن بكين باإلضافة إلى اهتمامها بطرق اإلنتاج اال أنها تركز على استيراد‬
‫اإليثانول البرازيلي أيضًا‪ ،‬وقد سارت اليابان على ذلك الطريق فوقعت صفقة بقيمة ‪15‬مليون لتر مع البرازيل‬
‫في أيار ‪2005‬م كمقدمة لالستعاضة عن نحو ‪ 3‬بالمائة من غازولين اليابان‪..‬‬

‫االتحاد األوروبي‬
‫يهتم االتحاد األوروبي بدرجة متزايدة بالوقود الحيوي الذي يصنع من مواد نباتية أو حيوانية وذلك‬
‫لتعزيز أمن الطاقة وخفض انبعاث غازات االحتباس الحراري وفتح أسواق جديدة أمام المزارعين‪ ،‬وحيث أنه‬
‫يمكن إنتاج مادة الديزل من أي بذور زيتية فأوروبا هي أصًال أكبر منتج في العالم لوقود الديزل البيولوجي‬
‫(الذي يتم إنتاجه حاليًا من بذور اللفت وبذور الصويا أو بذور عباد الشمس)‪ ،‬فهذا القطاع يشهد نموًا سريعًا‪،‬‬
‫حيث تدرس عدة بلدان مثل ألمانيا وأوكرانيا وغيرها من شركات القطاع الخاص والقطاع العام إمكانية االستثمار‬
‫في مجال الديزل البيولوجي المنتج من هذه المحاصيل أو من مصادر أخرى‪ .‬وهناك سيارات جديدة في أوروبا‬
‫من طرازي "سي‪-‬ماكس" و "ساب ‪ "5-9‬من إنتاج شركة فورد تعمل بالوقود (إي ‪ ،)85‬وهو خليط يضم ‪%85‬‬
‫من اإليثانول و‪ %15‬من البنزين‪ .‬وتوسع بعض الدول النامية مثل ماليزيا من بين دول أخرى مزارعها من زيت‬
‫النخيل‪ ،‬وتقيم مصانع للوقود الحيوي لخدمة السوق األلمانية بشكل محدد‪.‬‬

‫تطوير وسائل النقل التي تعمل بالوقود الحيوي‬


‫تقوم شركات صناعة السيارات بتطوير نماذج لسيارات تستخدم أنواعاً متعددة من الوقود لكي تتيح‬
‫استخدام نظم الوقود البديلة المطورة بصورة متنوعة في أوروبا‪ ،‬فعلى سبيل المثال فإن نموذج سيارة "فولفو في‬
‫‪ "70‬تستخدم خمسة أنواع مختلفة من الوقود‪ ،‬وإ لى جانب البنزين يمكن تحويل السيارة للعمل باإليثانول الحيوي‬

‫‪5‬‬
‫والغاز الطبيعي والميثانول الحيوي والهيثان (وهو عبارة عن خليط من ‪ %10‬من الهيدروجين و‪ %90‬من‬
‫لترا فقط ليتيح المجال لنظم الوقود البديلة اإلضافية‪ .‬أما‬
‫الميثان)‪ ،‬كما إنها مجهزة بخزان للبنزين بسعة ‪ً 29‬‬
‫الغازات الثالثة فتدمج في خزانين أحدهما كبير واآلخر أصغر بحجم إجمالي قدره ‪ 98‬لتراً‪ ،‬وفي حال ملء‬
‫الخزانات تستطيع السيارة قطع مسافة ‪ 700‬كيلو متر دون الحاجة إلعادة التزود بالوقود‪ ،‬وزودت السيارة‬
‫حصانا‪ ،‬ويمكن للسيارة االنطالق من‬
‫ً‬ ‫الجديدة بمحرك توربو سعته لتران وطاقته ‪ 147‬كيلو وات وقدرته ‪200‬‬
‫سرعة الصفر إلى ‪ 100‬كيلو متر في الساعة في ‪ 8.7‬ثوان‪ ،‬ويمكن لقائد السيارة التحول من مصدر وقود إلى‬
‫جهدا أكبر لتطوير‬
‫ً‬ ‫آخر دون أي تراجع في أداء السيارة‪ .‬يبذل العديد من شركات صناعة السيارات األوروبية‬
‫مزيد من السيارات التي تعمل بوقود بديل مثل اإليثانول الذي يستخدم على نطاق واسع في البرازيل‪ ،‬وستستمر‬
‫السيارات الهجين التي تعمل باندماج محرك كهربائي وآخر يعمل بالبنزين في االستحواذ على نصيب أكبر في‬
‫األسواق‪ ،‬وتحتاج المحركات العادية لكي تعمل باإليثانول إلى قليل من التعديالت‪ ،‬وتعتبر هذه المحركات أفضل‬
‫الطرق قصيرة المدى في ظل استمرار ارتفاع أسعار النفط وسريان مفعول القانون الصارم للحفاظ على جودة‬
‫مطمحا على‬
‫ً‬ ‫الهواء‪ .‬تقول معظم شركات صناعة السيارات إن محرك الهيدروجين التي يعمل بخلية وقود يبقى‬
‫األجل الطويل بالنسبة لتطور سيارة شعبية يستغرق إنتاجها من ‪ 10‬إلى ‪ 15‬عاماً‪ ،‬وال تزال السيارات الجديدة‬
‫التي تعمل باإليثانول تعرض على نطاق ضيق حاليا مثل فورد "سي‪.‬ماكس" أو ساب ‪ .5-9‬وتعتبر هذه واحدة‬
‫حاليا للتقليل من االعتماد على البترول‪ ,‬حيث تجري مصانع للسيارات‬
‫من سلسلة من المحاوالت التي تجرى ً‬
‫أيضا من الغاز الطبيعي والفحم في إنتاج نوع من الوقود الصناعي‬
‫ً‬ ‫أبحاثا لالستفادة‬
‫ً‬ ‫وشركات بترول عالمية‬
‫المرّك ب‪ .‬ويقول خبراء صناعيون إن الوقود الجديد عدا عن فوائده االقتصادية والسياسية ال يسبب أضراراً بيئية‬
‫كبيرا في األسواق‬
‫ً‬ ‫حاليا عليه أن يلقى رواجاً‬
‫عند االحتراق‪ ،‬متوقعين في حال نجاح التجارب التي يجرونها ً‬
‫العالمية‪ .‬وفي الوقت الحالي تركز فولفو على خيار ما يسمى بسيارات الوقود الممزوج التي تعمل بخليط‬
‫اإليثانول والبنزين‪ ،‬والسيارات الحالية "فولفو أس ‪ "40‬و "فولفو في‪ "50‬التي تعمل بالوقود الممزوج متاحة حتى‬
‫اآلن في السويد وحدها وستطرح الحقاً هذا العام في ست دول أوروبية أخرى‪.‬‬

‫قالت فورد إنها ستصبح أول شركة تقوم بتجميع سيارة هجين في كندا‪ ،‬وتعمل سيارات الهجين‬
‫بمحركين أحدهما بالوقود التقليدي واآلخر بالكهرباء مما يوفر استهالك الطاقة‪ ،‬ويخلف أضراراً أقل على البيئة‪.‬‬
‫وتتيح تكنولوجيا فورد وقف محرك الوقود التقليدي بصورة أوتوماتيكية عندما تتحرك السيارة‪ ,‬باإلضافة إلى‬
‫إمكانية إعادة شحن البطاريات من خالل نظام الستعادة الطاقة‪ .‬أوضحت الشركة أن مصنعها في أوكافيل بوالية‬
‫أونتاريو الكندية سيقوم بتجميع طرازي "إدج" و"لنكولن إم كي إكس"‪ ،‬وسيتم الشروع في إنتاج هذا الطراز الجديد‬
‫عام ‪2007‬م بينما يتم إنتاجه بصورة تجارية عام ‪2010‬م‪ .‬وتعتزم الشركة طرح خمس أنواع جديدة من‬
‫حاليا باستثمار مبلغ ‪ 860‬مليون دوالر لتطوير‬
‫السيارات الهجين عام ‪2008‬م‪ ،‬ولتنفيذ هذه الخطة تقوم الشركة ً‬
‫مصنعها في أوكافيل‪ ،‬كما تعتزم فورد تنفيذ خطة إلعادة الهيكلة تتضمن تخفيض ‪ 25‬ألف وظيفة وإ غالق ‪14‬‬
‫مصنعا حتى عام ‪2012‬م‪ ,‬وتأمل في نفس الوقت بيع ‪ 250‬ألف سيارة هجين حتى عام ‪2010‬م‪.‬‬

‫تأثيرات الوقود الحيوي على قطاع النفط‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫هناك توجه نحو االستغناء عن النفط وتطوير بدائل جديدة ولكن على سبيل المثال الواليات المتحدة أكبر‬
‫مستهلك و مورد للنفط في العالم‪ ،‬كانت تخطط في عام ‪1976‬م ‪ ،‬بأنها ستكون مستقلة في الطاقة خالل عقد من‬
‫السنوات‪ ،‬وكانت اردات أمريكا في ذلك العام تساوي نحو ‪ 2.7‬مليون برميل في اليوم‪ ،‬ولكن في نهاية عام‬
‫‪2006‬م بلغت واردات أمريكا أكثر من ‪ 9‬ماليين برميل في اليوم‪ .‬إن الوقود الحيوي المزروع في المزارع‬
‫كاإليثانول والديزل الحيوي مازاال يشكالن نسبًا صغيرة من حجم استخدام الوقود األحفوري كما غيرها من‬
‫مصادر الطاقة المتجددة كالريح والشمس ولكن تهتم بعض المؤسسات الكبيرة ليس فقط بأنتاج وتطوير الوقود‬
‫الحيوي‪ ،‬وإ نما أيضًا بالضغط على الحكومات عبر العالم بحقائق ارتفاع حرارة الكون ‪ ،‬والنظر إلى الوقود‬
‫الحيوي باعتباره خطوة عملية باتجاه تخفيض انبعاث الكربون‪ ،‬ويشترط عدد متزايد من البلدان اآلن مزج الوقود‬
‫الحيوي بمخزونات الوقود المستخرج من باطن األرض‪ ،‬وقد استثمرت شركات نفطية مبالغ طائلة استجابة لذلك‪،‬‬
‫وقد أصبحت توزع للعالم اإليثانول عبر شبكتها العالمية من محطات توزيع الوقود‪ .‬وتتدافع شركات متنوعة‬
‫لالستثمار في هذا المجال ويصيب الحماس المزارعين حول العالم بشأن سوق كبيرة جدًا لمنتجاتهم ويرحب‬
‫البيئيون بالوقود الجديد باعتباره نظيفًا مستدامًا‪.‬‬

‫ولكن مازالت هناك أسئلة كبيرة حول ما إذا كان من الممكن المضي بالوقود الحيوي إلى حدود قصوى‬
‫بنجاح ليتمكن من تحدي النفط‪ ،‬هل سيكون هناك على سبيل المثال ما يكفي من األراضي التي يمكن زراعتها‬
‫بمحاصيل الوقود من دون الضغط على المنتجات الغذائية؟ وهل سيكون الوقود الحيوي قادرًا على الوقوف على‬
‫قدميه بال ضريبة ودعم خصوصًا إذا اتجهت أسعار النفط إلى االنخفاض؟ ثم هناك سياسة التجارة العالمية‪ ،‬فقد‬
‫أخذت مجموعة الضغط الزراعية الجبارة في البلدان الغنية تحاول منع تصدير الوقود الحيوي من البرازيل‬
‫وباكستان وغيرهما من الدول النامية‪.‬‬

‫وتؤكد الدراسات والتقارير المختصة أنه على الرغم من صرف مليارات الدوالرات على أنواع من‬
‫الطاقة األخرى وتحول العديد من التقنيات الجديدة من المرحلة التجريبية إلى المرحلة التطبيقية‪ ،‬إال أن النفط‬
‫سيحافظ على المركز األول كمصدر رئيس للطاقة‪ ،‬وأن الحديث عن نضوب منابعه أو منافسة مصادر طاقة‬
‫أخرى نظيفة أو غير نظيفة لن تبدأ قبل عام ‪2050‬م وأن نفط الخليج بشكل خاص سيبقى يشكل المرتكز األساسي‬
‫في توفير الطاقة للعالم لعقود قادمة فعمر احتياطياته هو األطول بين جميع االحتياطيات في العالم وكلفة‬
‫استخراجه هي األقل أيضًا‪ ،‬مما يمكنه من منافسة مصادر الطاقة البديلة المطروحة‪.‬‬

‫‪7‬‬

You might also like