Noor-Book.com الحلة الجديدة لاختصار صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 41

1

‫تلخيص‬
‫صفة صالة النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬
‫من التكبير إلى التسليم كأنك تراها‬

‫لإلمام ال ُمحدِّث الفقيه‬


‫محمد ناصرالدين األلباني‬
‫‪-‬رحمه هللا تعالى‪-‬‬

‫قال رسول اهلل ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪:-‬‬


‫أيتموني أصمي»‬
‫«صموا كما ر ُ‬
‫(رواه البخاري)‬

‫‪2‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫تقديم‬
‫الحمد هلل والصالة والسالم عمى رسول اهلل وبعد‪:‬‬
‫ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من‬
‫ُ‬ ‫ونستعينو‪،‬‬
‫ُ‬ ‫إن الحمد هلل‪ ،‬نحمدهُ‪،‬‬
‫ِ‬
‫سيئات أعمالنا‪ ،‬من ييده اهلل فال مضل‬ ‫شرور أنفسنا‪ ،‬ومن‬
‫لو‪ ،‬ومن ُيضمل فال ىادي لو‪.‬‬
‫وحده ال شريك لو‪ ،‬وأشيد أن‬
‫وأشيد أن ال إلو إال اهلل َ‬
‫عبده ورسولُو‪.‬‬
‫محمداً ُ‬
‫بعد‪ :‬فقد اقترح عمي أكثر من أخ أو صديق أن أقوم‬
‫أما ُ‬
‫بتمخيص كتابي‪« :‬صفة صالة النبي ‪-‬صلى هللا عليه‬
‫وسلن‪ -‬من التكبير إلى التسميم كأنك تراىا»‪ ،‬واختصاره‪،‬‬
‫وتقريب عبارتو إلى عامة الناس‪.‬‬
‫ولما رأيتو اقتراحاً مباركاً‪ ،‬وكان موافقاً لما كان يجو ُل في‬
‫أقتطع لو قميال‬ ‫بعيد‪ ،‬شجعني ذلك عمى أن‬ ‫نفسي من زمن ٍ‬
‫َ‬
‫فبادرت إلى‬
‫ُ‬ ‫من وقتي المزدحم بكثير من األعمال العممية‪،‬‬
‫تحقيقو حسب طاقتي وجيدي‪ ،‬سائالً المولى ‪ُ -‬سبحانو‬

‫‪3‬‬
‫وتعالى‪ -‬أن يجعمو خالصاً لوجيو‪ ،‬وينفع بو إخواني‬
‫المسممين‪.‬‬
‫تنبيت‬
‫ُ‬ ‫ض الفوائد الزائدة عمى «الصفة»‪،‬‬
‫أوردت فيو بع َ‬
‫ُ‬ ‫وقد‬
‫نيت عناية‬
‫استحسنت ذكرىا في التمخيص‪ ،‬كما ُع ُ‬
‫ُ‬ ‫ليا‪ ،‬و‬
‫خاصة بشرح بعض األلفاظ الواردة في بعض الجمل‬
‫الحديثية‪ ،‬أو األذكار‪.‬‬
‫وجعمت لو عناوين رئيسة‪ ،‬وأخرى كثيرة جانبية توضيحية‪،‬‬
‫ُ‬
‫أوردت تحتيا مسائل الكتاب بأرقام متسمسمة‪.‬‬
‫و ُ‬
‫اجب‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بحكميا من ركن أو و ٍ‬ ‫وصرحت بجانب كل مسألة‬
‫ُ‬
‫سكت عن بيان حكمو فيو من السنن‪ ،‬وبعضيا قد‬ ‫ُ‬ ‫وما‬
‫يحتمل القول بالوجوب‪ ،‬والجزم بيذا أو ذاك ينافي التحقيق‬
‫العممي‪.‬‬
‫الشيء الذي ىو فيو‪ ،‬ويمزم من عدم‬
‫ُ‬ ‫والركن‪ :‬ىو ما يتم بو‬
‫ركن فيو‪ ،‬كالركوعِ مثالً في الصالة‪،‬‬
‫وجوده ُبطالن ما ىو ٌ‬
‫ركن فييا‪ ،‬يمزم من عدمو بُطالنيا‪.‬‬
‫فيو ٌ‬
‫والشرط‪ :‬كالركن َإال أنو يكون خارجاً عما ىو شرط فيو‪،‬‬
‫كالوضوء مثالً في الصالة‪ ،‬فال تصح بدونو‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫األمر بو في الكتاب أو السنة‪ ،‬وال‬
‫ُ‬ ‫ثبت‬
‫والواجب‪ :‬ىو ما َ‬
‫ويثاب فاعمو‪ .‬ويعاقب تاركو‬
‫دلي َل عمى ركنيتو أو شرطيتو‪ُ ،‬‬
‫َإال ٍ‬
‫لعذر‪.‬‬
‫اصطالح‬
‫ٌ‬ ‫الفرض»‪ ،‬التفريق بينو وبين الواجب‬
‫ُ‬ ‫ومثمو «‬
‫ِ‬
‫حادث ال دلي َل عميو‪.‬‬
‫النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬عميو من‬
‫ُ‬ ‫والسنة‪ :‬ما واظب‬
‫ويثاب‬
‫أمر إيجاب‪ُ ،‬‬
‫العبادات دائماً‪ ،‬أو غالباً‪ .‬ولم يأمر بو َ‬
‫فاعميا‪ ،‬وال يعاقب تاركيا‪ ،‬وال يعاتب‪.‬‬
‫ُ‬
‫بعض المقمدين‪ ،‬معزواً إلى‬
‫ُ‬ ‫الحديث الذي يذكره‬
‫ُ‬ ‫وأما‬
‫سنتي‪ ،‬لم تنمو‬
‫النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪« :-‬من ترك ُ‬
‫شفاعتي»‪ ،‬فال أص َل لو عن رسول اهلل ‪-‬صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪.-‬‬
‫وما كان كذلك فال يجوز نسبتو إليو ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬
‫؛ خشية التقول عميو‪ .‬فقد قال ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪َ « :-‬م ْن‬
‫مقعده من النار»‪.‬‬
‫َ‬ ‫أقل فميتبوأ‬
‫قال عمى ما لم ْ‬
‫ألتزم فيو ‪-‬تبعاً‬
‫ْ‬ ‫وان من نافمة القول أن أذكر أنني لم‬
‫ألصمو‪ -‬مذىباً معيناً من المذاىب األربعة المتبعة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫سمكت فيو مسمك أىل الحديث؛ الذين يمتزمون األخذ‬
‫ُ‬ ‫وانما‬
‫بكل ما ثبت عنو ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬من الحديث‪،‬‬
‫ولذلك كان مذىبيم أقوى من مذاىب غيرىم‪ ،‬كما شيد‬
‫ٍ‬
‫مذىب‪ ،‬منيم العالمة أبو‬ ‫بذلك المنصفون من كل‬
‫الحسنات المكنوي الحنفي القائل‪« :‬وكيف ال‪ ،‬وىم ورثة‬
‫النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬حقاً‪ ،‬ونواب شرعو صدقاً‪،‬‬
‫حشرنا اهلل في زمرتيم‪ ،‬وأماتنا عمى حبيم وسيرتيم»‪.‬‬
‫‪-‬ورحم اهلل‪ -‬اإلمام أحمد بن حنبل؛ إذ قال‪:‬‬
‫آثار‬
‫نعم المطية لمفتى ُ‬ ‫دين النبي محمد أخبار‬
‫ُ‬
‫نيار‬ ‫ِ‬
‫فالرأي ليل والحديث ُ‬ ‫الحديث وآلو‬ ‫غبن عن‬
‫ال تر َ‬
‫والشمس بازغة ليا أنو ُار‬ ‫ولربما جيل الفتى أثر اليدى‬

‫دمشق ‪ 62‬صفر‪2936‬‬
‫محمد ناصر الدين األلباني‬

‫‪6‬‬
‫ِ‬
‫الكعبة‬ ‫استقبا ُل‬
‫قمت أييا المسمم إلى الصالة‪ ،‬فاستقبل الكعبة حيث‬
‫‪ ‬إذا َ‬
‫ركن من أركان الصالة‪،‬‬
‫كنت‪ ،‬في الفرض والنفل‪ ،‬وىو ٌ‬
‫التي ال تصح الصالةُ إال بيا‪.‬‬

‫ويسقط االستقبال عن‪:‬‬


‫ِ‬
‫المحارب في صالة الخوف‪ ،‬والقتال الشديد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وعن العاجز عنو؛ كالمريض‪ ،‬أو من كان في‬ ‫‪-‬‬
‫السفينة‪ ،‬أو السيارة‪ ،‬أو الطائرة‪ ،‬إذا خشي خروج‬
‫الوقت‪.‬‬
‫يسير راكباً‬
‫ُ‬ ‫وعمن كان يصمي نافمة أو وت اًر‪ ،‬وىو‬ ‫‪-‬‬
‫ويستحب لو ‪-‬إذا أمكن‪ -‬أن يستقب َل‬
‫ُ‬ ‫دابة أو غيرىا‪،‬‬
‫بيا القبمة عند تكبيرة اإلحرام‪ ،‬ثم يتجو بيا حيث‬
‫كانت وجيتو‪.‬‬
‫ويجب عمى كل َمن كان ُمشاىداً لمكعبة أن يستقب َل‬ ‫ُ‬ ‫‪‬‬
‫ٍ‬
‫مشاىد ليا فيستقبل جيتيا‪.‬‬ ‫عينيا‪ ،‬وأما َمن كان غير‬

‫‪7‬‬
‫حكم الصالة إلى غير الكعبة خطأ‬
‫وان صمى إلى غير القبمة؛ لغيمٍ أو غيره بعد‬ ‫‪-‬‬
‫جازت صالتو‪ ،‬وال إعادة عميو‪.‬‬
‫ْ‬ ‫االجتياد والتحري‬
‫فأخبره بجيتِيا‪،‬‬
‫َ‬ ‫يثق بو ‪-‬وىو يصمي‪-‬‬
‫‪ -‬واذا جاءَ َم ْن ُ‬
‫فعميو أن يبادر إلى استقبالِيا‪ ،‬وصالتو ِ‬
‫صحيحة‪.‬‬ ‫ُ‬

‫القيام‬
‫ُ‬
‫ركن‪ ،‬إال عمى‪:‬‬
‫ويجب عميو أن ُيصمي قائماً‪ ،‬وىو ٌ‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬المصمي صالة الخوف‪ ،‬والقتال الشديد؛ فيجوز لو أن‬
‫يصمي راكباً‪.‬‬
‫فيصمي جالساً إن‬
‫‪ -‬والمريض العاجز عن القيام‪ُ ،‬‬
‫استطاع‪ ،‬واال فعمى ٍ‬
‫جنب‪.‬‬
‫شاء‪،‬‬
‫‪ -‬والمتنفل‪ ،‬فمو أن يصمي راكباً‪ ،‬أو قاعداً إن َ‬
‫ويسجد إيماء بر ِ‬
‫أسو‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ويركعُ‬
‫ِ‬
‫ركوعو‪.‬‬ ‫أخفض من‬
‫َ‬ ‫سجوده‬
‫َ‬ ‫يض‪ ،‬ويجعل‬ ‫‪ -‬وكذلك المر ُ‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬وال يجوز لممصمي جالساً أن يضع شيئاً عمى‬
‫األرض مرفوعاً يسجد عميو‪ ،‬وانما يجعل سجوده‬
‫أخفض من ركوعو ‪-‬كما ذكرنا‪ -‬إذا كان ال يستطيع‬
‫أن ُيباشر األرض بجبيتِ ِو‪.‬‬

‫الصالة في السفينة والطائرة‪:‬‬


‫وتجوز صالةُ الفر ِ‬
‫يضة في السفينة‪ ،‬وكذا الطائرة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ولو أن يصمي فييما قاعداً إذا خشي عمى ِ‬
‫نفسو‬ ‫ُ‬
‫السقوط‪.‬‬
‫يعتمد في قيامو عمى عموٍد‪ ،‬أو عصى؛ لكبر‬
‫َ‬ ‫‪ ‬ويجوز أن‬
‫سنو‪ ،‬أو ضعف بدنو‪.‬‬

‫الجمعُ بين القيام والقعود‬


‫‪ -‬ويجوز أن يصمي صالة الميل قائماً أو قاعداً بدون‬
‫يجمع بينيما‪ ،‬فيصمي ويق أر جالساً‪ ،‬وقبيل‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫عذر‪ ،‬وأن‬
‫يقوم‪ ،‬فيق أر ما بقي عميو من اآليات قائماً‪ ،‬ثم‬
‫الركوع ُ‬
‫ويسجد‪ ،‬ثم يصنع مث َل ذلك في الركعة الثانية‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يركع‬

‫‪9‬‬
‫جمس ٍة أخرى‬
‫جمس متربعاً‪ ،‬أو أي َ‬
‫‪ -‬واذا صمى قاعداً َ‬
‫يستريح بيا‪.‬‬

‫الصالة في ِ‬
‫النعال‬
‫يجوز لو أن يصمي منتعال‪،‬‬
‫ُ‬ ‫يقف حافياً‪ ،‬كما‬
‫ويجوز لو أن َ‬
‫ُ‬
‫واألفضل أن يصمي تارةً ىكذا‪ ،‬وتارةً ىكذا‪ ،‬حسبما تيسر‬
‫لو‪ ،‬فال يتكمف لبسيما لمصالة وال خمعيما‪ ،‬بل إن كان‬
‫حافياً صمى حافياً‪ ،‬وان كان منتعالً صمى منتعالً‪َ ،‬إال ٍ‬
‫ألمر‬
‫عارض‪ ،‬واذا نزَعيما فال يضعيما عن يمينو‪ ،‬وانما عن‬
‫أحد يصمي‪ ،‬واال وضعيما‬
‫يساره‪ ،‬إذا لم يكن عن يساره ٌ‬
‫بين رجميو‪ .‬بذلك صح األمر عن النبي ‪-‬صلى هللا عليه‬
‫(‪)1‬‬
‫وسلم‪-‬‬

‫لطيف إلى أنو ال يضعيما أمامو‪ ،‬وىذا أدب أخل بو‬


‫ٌ‬ ‫إيماء‬
‫ٌ‬ ‫(‪ )1‬قمت‪ :‬وفيو‬
‫جماىير المصمين‪ ،‬فتراىم يصمون إلى نعاليم‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪11‬‬
‫الصالة عمى المنبر‬
‫وتجوز صالة اإلمام عمى مكان مرتفع كالمنبر؛ لتعميم‬
‫يقوم عميو‪ ،‬فيكبر ويق أر ويركع وىو عميو‪ ،‬ثم ينزل‬
‫الناس ُ‬
‫القيقرى حتى يتمكن من السجود عمى األرض في أصل‬
‫المنبر‪ ،‬ثم يعود إليو‪ ،‬فيصنع في الركعة األخرى كما صنع‬
‫في األولى‪.‬‬

‫سترٍة‪ ،‬والدنو منيا‬


‫وجوب الصالة إلى ُ‬
‫ُ‬
‫ويجب أن يصمي إلى ست ٍرة‪ ،‬ال فرق في ذلك بين المسجد‬‫ُ‬
‫وغيره‪ ،‬وال بين كبيره وصغيره؛ لعموم قولو ‪-‬صلى هللا عليه‬
‫سترٍة‪ ،‬وال تدع أحداً يمر بين‬
‫وسلم‪« :-‬ال تصل إال إلى ُ‬
‫يديك‪ ،‬فإن أبى فمتُقاتمو؛ فإن معو القرين» يعني‪:‬‬
‫ويجب أن يدنو منيا؛ ألمر النبي ‪-‬صلى هللا‬
‫ُ‬ ‫الشيطان‪،‬‬
‫عليه وسلم‪ -‬بذلك‪ .‬وكان بين موضع سجوده ‪-‬صلى هللا‬

‫‪11‬‬
‫عليه وسلم‪ -‬والجدار الذي يصمي إليو نحو ممر ٍ‬
‫شاة‪ ،‬فمن‬
‫فع َل ذلك فقد أتى بالدنو الواجب(‪.)1‬‬

‫السترة‬
‫مقدار ارتفاع ُ‬
‫ُ‬
‫ويجب أن تكون السترة مرتفعة عن األرض نحو شبر‪ ،‬أو‬
‫ُ‬
‫أحدكم‬
‫وضع ُ‬
‫َ‬ ‫شبرين؛ لقولو ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪« :-‬إذا‬
‫بين يديو ِمثل ُمؤخرة‪ 2‬الرحل فميصل‪ ،‬وال يُبالي من مر‬
‫اء ذلك»‬
‫ور َ‬
‫ويتوجو إلى السترة مباشرة؛ ألنو الظاىر من األمر بالصالة‬
‫بحيث أنو ال‬
‫ُ‬ ‫إلى ست ٍرة‪ ،‬وأما التحول عنيا يميناً أو يسا اًر‪،‬‬
‫وتجوز الصالة إلى العصا‬
‫ُ‬ ‫ص ْمداً‪ ،‬فمم يثبت‪،‬‬
‫يصم ُد إلييا َ‬
‫ُ‬
‫المغروزة في األرض أو نحوىا‪ ،‬والى شج ٍرة‪ ،‬أو اسطوانة‪،‬‬

‫الناس في كل المساجد التي رأيتيا في سوريا‬


‫ُ‬ ‫(‪ )1‬ومنو نعمم أن ما يفعمو‬
‫وغيرىا من الصالة وسط المسجد بعيداً عن الجدار أو السارية‪ ،‬ما ىو‬
‫إال غفمة عن أمره ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬وفعمو‪.‬‬
‫(‪ )2‬ىي العود الذي في آخر الرحل‪ .‬و«الرحل» ىو لمجمل بمنزلة السرج‬
‫لمفرس» وفي الحديث إشارة إلى أن الخط عمى األرض ال يجزي‪،‬‬
‫والحديث المروي فيو ضعيف‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫والى امرأتو المضطجعة عمى السرير‪ ,‬وىي تحت ِ‬
‫لحافيا‪،‬‬ ‫َ‬
‫والى الدابة‪ ،‬ولو كانت َج َمالً‪.‬‬

‫تحريم الصالة إلى القبور‬


‫ُ‬
‫تجوز الصالة إلى القبور مطمقاً‪ ،‬سواء كانت قبو اًر‬
‫ُ‬ ‫وال‬
‫لألنبياء‪ ،‬أو غيرىم‪.‬‬
‫تحريم المرور بين يدي المصمي ولو في المسجد الحرام‬
‫ُ‬
‫المرور بين يدي المصمي إذا كان بين يديو سترة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫يجوز‬
‫وال ُ‬
‫فرق في ذلك بين المسجد الحرام وغيره من المساجد‪،‬‬
‫وال َ‬
‫فكميا سواء في عدم الجواز لعموم قولو ‪-‬صلى هللا عليه‬
‫المار بين يدي المصمي ماذا عميو‪،‬‬
‫ُ‬ ‫وسلم‪« :-‬لو يعمم‬
‫يمر بين يديو»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يقف أربعين‪ ،‬خي ارً لو من أن َ‬
‫لكان أن َ‬
‫َ‬
‫يعني‪ :‬المرور بينو وبين موضع سجوده(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬وأما حديث صالتو ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬في حاشية المطاف دون سترة‬
‫والناس يمرون بين يديو‪ ،‬فال يصح‪ ،‬عمى أنو ليس فيو أن المرور كان‬
‫بينو وبين سجوده‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫وجوب منع المصمي لممار بين يديو‪ ،‬ولو في المسجد‬
‫الحرام‬
‫يجوز لممصمي إلى سترٍة أن يدع أحداً يمر بين يديو؛‬
‫وال ُ‬
‫لمحديث السابق‪:‬‬
‫« وال تدع أحداً يمر بين يديك‪ ،»...‬وقولو ‪-‬صلى هللا عليه‬
‫يستره من الناس‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أحدكم إلى شيء‬
‫وسلم‪« :-‬إذا صمى ُ‬
‫يجتاز بين يديو‪ ،‬فميدفع في نحرِه‪ ،‬وليد أر ما‬
‫َ‬ ‫أحد أن‬
‫فأراد ٌ‬
‫اية‪« :‬فميمنعو‪-‬مرتين‪ -‬فإن أبى‬‫استطاع»‪ ،‬وفي رو ٍ‬
‫شيطان»‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫فميقاتمو؛ فإنما ىو‬

‫المشي إلى األمام؛ لمنع المرو‪:‬‬


‫ٍ‬
‫مكمف من‬ ‫غير‬
‫ويجوز أن يتقدم خطوة أو أكثر؛ ليمنع َ‬
‫طفل‪ ،‬حتى يمر من ورائو‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫كدابة أو ٍ‬ ‫المرور بين يديو؛‬

‫ما يقطعُ الصالة‬


‫السترة في الصالة‪ ،‬أنيا تحو ُل بين المصمي‬
‫وان من أىمية ُ‬
‫صالتو؛ بالمرور بين يديو‪ ،‬بخالف الذي‬
‫إلييا‪ ،‬وبين إفساد َ‬
‫‪14‬‬
‫مرت بين يديو المرأةُ‬
‫ْ‬ ‫لم يتخذىا؛ فإنو يقطع صالتو إذا‬
‫األسود‪.‬‬ ‫الكمب‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫مار‪ ،‬و ُ‬
‫البالغة‪ ،‬وكذلك الح ُ‬

‫النية‬
‫قام إلييا‪ ،‬وتعيينيا‬
‫والبد لممصمي من أن ينوي لمصالة التي َ‬
‫بقمبو‪ ،‬كفرض الظير أو العصر‪ ،‬أو ُسنتيما مثالً‪ ،‬وىو‬
‫ِ‬
‫لمسنة‪،‬‬ ‫ركن‪ ،‬وأما التمفظ بيا بمسانو فبدعة مخالفة‬
‫شرط أو ٌ‬
‫أحد من متبوعي المقمدين من األئمة‪.‬‬
‫ولم يقل بيا ٌ‬

‫التكبير‬
‫ُ‬
‫ركن؛ لقولو –‬
‫ثم يستفتح الصالة‪ ،‬بقولو‪« :‬اهلل أكبر» وىو ٌ‬
‫الطيور‪،‬‬
‫ُ‬ ‫مفتاح الصالة‬
‫ُ‬ ‫صلى هللا عليه وسلم‪« :-‬‬
‫التسميم»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يا‬‫م‬
‫ُ‬ ‫وتحمي‬ ‫‪،‬‬‫التكبير‬ ‫(‪)1‬‬
‫وتحريميا‬
‫ُ‬

‫(‪ )1‬أي‪ :‬وتحريم ما حرم اهلل من األفعال‪ ،‬وكذا تحميميا‪ ،‬أي تحميل ما أحل‬
‫المحرم والمحمل‪.‬‬
‫َ‬ ‫خارجيا من األفعال‪ ،‬والمراد بالتحريم والتحميل‬
‫‪15‬‬
‫وال يرفع صوتو بالتكبير في كل الصموات‪ ،‬إال إذا كان‬
‫تكبير اإلمام إلى الناس‪ ،‬إذا‬
‫َ‬ ‫ويجوز تبميغُ المؤذن‬
‫ُ‬ ‫إماماً‪،‬‬
‫جد المقتضي لذلك‪ ،‬كمرض اإلمام‪ ،‬وضعف صوتو‪ ،‬أو‬ ‫ُو َ‬
‫المأموم إال عقب انتياء‬
‫ُ‬ ‫كثرة المصمين خمفو‪ ،‬وال يكبر‬
‫اإلمام من التكبير‪.‬‬

‫رفعُ اليدين‪ ،‬وكيفيتو‬


‫بعده‪ ،‬ك ُل ذلك‬
‫‪ -‬ويرفع يديو مع التكبير‪ ،‬أو قبمو‪ ،‬أو َ‬
‫ِ‬
‫السنة‪.‬‬ ‫ثابت في‬
‫ٌ‬
‫‪ -‬ويرفعيما ممدودتا األصابع‪.‬‬
‫‪ -‬ويجعل كفيو حذو منكبيو‪ ،‬وأحياناً يبالغ في ر ِ‬
‫فعيما‪،‬‬ ‫ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫حتى يحاذي بيما أطراف أذنيو‬

‫(‪ )1‬وأما مس شحمتي األذنين بإبياميو‪ ،‬فال أصل لو في السنة‪ ،‬بل ىو‬
‫عندي من دواعي الوسوسة‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫وضعُ اليدين‪ ،‬وكيفيتو‬
‫اليمنى عمى اليسرى عقب التكبير‪ ،‬وىو‬‫يده ُ‬
‫‪ -‬ثم يضع َ‬
‫أمر بو رسول‪-‬‬ ‫من ُسنن األنبياء ‪-‬عمييم السالم‪ ،-‬و َ‬
‫يجوز إسدالُيما‪.‬‬
‫أصحابو‪ ،‬فال ُ‬
‫َ‬ ‫صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬
‫الر ْسغ‬
‫اليسرى‪ ،‬وعمى ُ‬ ‫اليمنى عمى ظير كفو ُ‬ ‫‪ -‬ويضعُ ُ‬
‫والساعد‪.‬‬
‫اليسرى‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬وتارة يقبض باليمنى عمى ُ‬

‫محل الوضع‬
‫‪ -‬ويضعيما عمى صدره فقط‪ ،‬الرج ُل والمرأة في ذلك‬
‫(‪)2‬‬
‫سواء‬
‫اليمنى عمى خاصرتو‪.‬‬
‫يده ُ‬
‫يضع َ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬وال يجوز أن‬

‫بعض المتأخرين من الجمع بين الوضع والقبض في‬


‫ُ‬ ‫(‪ )1‬وأما ما استحسنو‬
‫آن و ٍ‬
‫احد‪ ،‬فمما ال أصل لو‪.‬‬
‫ضعيف‪ ،‬واما ال أصل لو‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫(‪ )2‬ووضعيما عمى غير الصدر‪ ،‬إما‬
‫‪17‬‬
‫الس ِ‬
‫جود‬ ‫النظر إلى موضع ُ‬
‫الخشوعُ و ُ‬
‫‪ -‬وعميو أن يخشعَ في صالتو‪ ،‬وأن يتجنب كل ما قد‬
‫ُيمييو عنو‪ ،‬من زخارف ونقوش‪ ،‬فال يصمي بحضرة‬
‫طعام يشتييو‪ ،‬وال وىو يدافعو البو ُل والغائِطُ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫‪ -‬وينظر في قيامو إلى موضع سجوِده‪.‬‬
‫اختالس‬
‫ٌ‬ ‫االلتفات‬
‫َ‬ ‫‪ -‬وال يمتفت يميناً‪ ،‬وال يسا اًر‪ ،‬فإن‬
‫يختمِسو الشيطان من صالة ِ‬
‫العبد‪.‬‬ ‫ُ‬
‫فع بصره إلى السماء‪.‬‬
‫يجوز أن ير َ‬
‫‪ -‬وال ُ‬

‫دعاء االستفتاح‬
‫ثم يستفتح القراءة ببعض األدعية الثابتة عن النبي‪-‬صلى‬
‫سبحان َك الميم‬
‫أشيرىا‪ُ « :‬‬
‫ُ‬ ‫هللا عليه وسلم‪ ،-‬وىي كثيرةٌ‬
‫جدك‪ ،‬وال إلو‬ ‫ُ‬ ‫اسمك‪ ،‬وتعالى‬ ‫ِ‬
‫وبحمدك‪ ،‬وتبارك‬
‫ُ‬
‫األمر بو‪ ،‬فينبغي المحافظة عميو‬
‫(‪)1‬‬
‫ُ‬ ‫ثبت‬
‫غيرك»‪ .‬وقد َ‬

‫(‪ )1‬ومن شاء االطالع عمى بقية األدعية‪ ،‬فميراجع «صفة الصالة» (ص‬
‫‪ )38-38‬من الطبعة الخامسة أو السادسة أو السابعة‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫القراءة‬
‫‪ -‬ثم يستعيذ باهلل –تعالى‪ -‬وجوباً‪ ،‬ويأثم بتركو‪.‬‬
‫‪ -‬والسنة أن يقول تارةً‪« :‬أعوذ باهلل من الشيطان‬
‫الرجيم؛ من ىمزه‪ ،‬ونفخو‪ ،‬ونفثو» و«النفث» ىنا‪:‬‬
‫الشعر المذموم‪.‬‬
‫‪ -‬وتارةً يقو ُل‪« :‬أعوذ باهلل السميع العميم من الشيطان‬
‫‪ »..‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬ثم يقو ُل‪ -‬س اًر في الجيرية والسرية‪« :‬بسم اهلل‬
‫الرحمن الرحيم»‪.‬‬

‫قراءةُ الفاتحة‬
‫‪ -‬ثم يق أر سورة «الفاتحة» بتماميا‪ -‬والبسممة منيا‪-‬‬
‫ركن‪ ،‬ال تصح الصالة َإال بيا‪ ،‬فيجب عمى‬‫وىي ٌ‬
‫األعاجم حفظُيا‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -‬فمن لم يستطع أجزأه أن يقول‪« :‬سبحان اهلل‪ ،‬والحمد‬
‫هلل‪ ،‬وال إلو إال اهلل‪ ،‬واهلل أكبر‪ ،‬وال حول قوة إال‬
‫باهلل»‪.‬‬
‫‪ -‬والسنة في قراءتيا أن يقطعيا آية آية‪ ،‬يقف عمى‬
‫رأس كل آية‪ ،‬فيقول ‪ «[:‬بسم اهلل الرحمن الرحيم»‪،‬‬
‫الحمد هلل رب العالمين »‪ ،‬ثم‬
‫ثم يقف‪ ،‬ثم يقول‪ُ « :‬‬
‫يقف‪ ،‬ثم يقول‪ «:‬الرحمن الرحيم»‪ ،‬ثم يقف‪ ،‬ثم‬
‫يقول‪ «:‬مالك يوم الدين»‪ ،‬ثم يقف‪ ]..‬وىكذا‬
‫إلى آخرىا ‪.‬وىكذا كانت قراءةُ النبي‪-‬صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ -‬كميا‪ ،‬يقف عمى رؤوس اآلي‪ ،‬وال ِ‬
‫يصميا بما‬
‫بعدىا‪ ،‬وان كانت متعمقة المعنى بيا‪.‬‬
‫‪ -‬ويجوز قراءتيا‪« :‬مالك»‪ ،‬و«ممك»‪.‬‬

‫قراءة المقتدي ليا‬


‫اء اإلمام في السرية وفي‬
‫ويجب عمى المقتدي أن يقرأىا ور َ‬
‫سكت ىذا‬
‫َ‬ ‫الجيرية –أيضاً‪ ،-‬إن لم يسمع قراءة اإلمام‪ ،‬أو‬

‫‪21‬‬
‫سكتة؛ ليتمكن فييا المقتدي من قراءتيا! وان كنا نرى أن‬
‫ىذا السكوت لم يثبت في السنة(‪.)1‬‬

‫القراءة بعد الفاتحة‬


‫ويسن أن يق أر ‪-‬بعد الفاتحة‪ -‬سورة أخرى‪ ،‬حتى في‬
‫‪ُ -‬‬
‫صالة الجنازة‪ ،‬أو بعض اآليات في الركعتين‬
‫األوليين‪.‬‬
‫‪ -‬ويطيل القراءة بعدىا أحياناً‪ ،‬ويقَ ِ‬
‫ص ُرىا أحياناً‬ ‫ُ‬
‫سعال‪ ،‬أو مرض‪ ،‬أو بكاء صبي‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫لعارض ٍ‬
‫سفر‪ ،‬أو‬
‫‪ -‬وتختمف القراءة باختالف الصموات‪ ،‬فالقراءة في‬
‫صالة الفجر أطول منيا في سائر الصموات‬
‫الخمس‪ ،‬ثم الظير‪ ،‬ثم العصر والعشاء‪ ،‬ثم المغرب‬
‫غالباً‪.‬‬
‫‪ -‬والقراءة في صالة الميل أطول من ذلك كمِو‪.‬‬

‫(‪ )1‬قمت‪ :‬وقد ذكرت مستند من ذىب إليو‪ ،‬وما يرد عميو في «سمسمة‬
‫األحاديث الضعيفة» رقم «‪ 645‬و‪»645‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ -‬والسنة إطالة القراءة في الركعة األولى أكثر من‬
‫الثانية‪.‬‬
‫أقصر من األوليين‪،‬‬
‫َ‬ ‫‪ -‬وأن يجع َل القراءة في األخريين‬
‫(‪)1‬‬
‫قدر النصف‬

‫قراءة الفاتحة في كل ركعة‬


‫‪ -‬وتجب قراءة الفاتحة في كل ركعة‪.‬‬
‫‪ -‬ويسن الزيادة عمييا في الركعتين األخيرتين –أيضاً‪-‬‬
‫أحياناً‪.‬‬
‫‪ -‬وال تجوز إطالة اإلمام لمقراءة بأكثر مما جاء في‬
‫السنة‪ ،‬فإنو يشق عمى من قد يكون وراءه من رجل‬
‫كبير في السن‪ ،‬أو مريض‪ ،‬أو امرأة ليا رضيع‪ ،‬أو‬
‫ذي الحاجة‪.‬‬

‫(‪ )1‬وتفصيل ىذا الفصل راجعو إن شئت في «صفة الصالة»‬


‫«ص‪ »626-605‬من الطبعة الثامنة‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫الجير واإلسرُار بالقراءة‬
‫ُ‬
‫صالة الصبح‪ ،‬والجمعة‪،‬‬ ‫‪ -‬ويجير بالقراءة في َ‬
‫والعيدين‪ ،‬واالستسقاء‪ ،‬والكسوف‪ ،‬واألوليين من‬
‫وي ِس ُر بيا في صالة‬
‫صالة المغرب والعشاء‪ُ .‬‬
‫الظير‪ ،‬والعصر‪ ،‬وفي الثالثة من صالة المغرب‪،‬‬
‫األخريين من صالة العشاء‪.‬‬
‫و َ‬
‫‪ -‬ويجوز لإلمام أن ي ِ‬
‫سم َعيم اآلية أحياناً في الصالة‬‫ُ‬
‫السرية‪.‬‬
‫ويجير تارة‬
‫ُ‬ ‫فيسر فييا تارة‪،‬‬
‫الوتر وصالة الميل‪ُ ،‬‬
‫‪ -‬أ َما ُ‬
‫ويتوسط رفع الصوت‪.‬‬
‫ترتي ُل القرآن‪:‬‬
‫والسنة أن يرتل القرآن ترتيالً‪ ،‬ال ىذا وال عجمة‪ ،‬بل قراءة‬
‫آن بصوتو‪ ،‬ويتغنى بو في‬ ‫مفسرة حرفاً حرفاً‪ ،‬ويزين القر َ‬
‫ِ‬
‫بالتجويد‪ ،‬وال يتغنى‬ ‫حدود األحكام المعروفة عند أىل العمم‬
‫عمى األلحان المبتدعة ‪ ،‬وال عمى القوانين الموسيقية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الفتح عمى اإلمام‬
‫الفتح عمى اإلمام إذا ْأرتِ َج عميو‬
‫َ‬ ‫يتقص َد‬
‫َ‬ ‫ويشرعُ لممقتدي أن‬
‫في القر ِ‬
‫اءة‪.‬‬

‫الركوع‬
‫سكت سكتة لطيفة‪ ،‬بمقدار ما‬
‫َ‬ ‫‪ -‬فإذا فرغ من القراءة‪،‬‬
‫فسوُ‪.‬‬
‫يتراد إليو َن ُ‬
‫‪ -‬ثم يرفع يديو عمى الوجوه المتقدمة في تكبيرة‬
‫اإلحرام‪.‬‬
‫اجب‪.‬‬
‫‪ -‬ويكبر‪ ،‬وىو و ٌ‬
‫‪ -‬ثم يركع‪ ،‬بقدر ما تستقر مفاصمو‪ ،‬ويأخذ ك ُل عضو‬
‫ركن‪.‬‬
‫مأخذه‪ ،‬وىذا ٌ‬

‫كيفية الركوع‬

‫‪24‬‬
‫‪ -‬ويضع يديو عمى ُركبتيو‪ ،‬ويمكنيما من ُركبتيو‪،‬‬
‫قابض عمى ركبتيو‪ ،‬وىذا‬
‫ٌ‬ ‫ويفرج بين أصابعو‪ ،‬كأنو‬
‫اجب‪.‬‬
‫كمو و ٌ‬
‫الماء‬
‫ُ‬ ‫ب عميو‬
‫صَ‬‫ظيره ويبسطو‪ ،‬حتى لو ُ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬ويمد‬
‫اجب‪.‬‬
‫الستقر‪ ،‬وىو و ٌ‬
‫أسو‪ ،‬وال يرفعو‪ ،‬ولكن يجعمو ُمساوياً‬
‫‪ -‬وال يخفض ر َ‬
‫لظيره‪.‬‬
‫ويباعد ِمرفقيو عن َجنبيو‪.‬‬
‫‪ُ -‬‬
‫‪ -‬ويقول في ُركوعو‪ُ « :‬سبحان ربي العظيم»‪ ،‬ثالث‬
‫(‪)1‬‬
‫مرات‪ ،‬أو أكثر‬
‫تسوية األركان‬
‫‪ -‬ومن السنة أن يسوي بين األركان في الطول‪،‬‬
‫وسجوده‪ ،‬وجمستو‬
‫َ‬ ‫وقيامو بعد الركوع‪،‬‬
‫َ‬ ‫ركوعو‬
‫َ‬ ‫فيجعل‬
‫بين السجدتين قريباً من السواء‪.‬‬

‫(‪ )1‬وىناك أذكار أخرى تُقال في ىذا الركن‪ ،‬منيا الطويل‪ ،‬ومنيا المتوسط‪،‬‬
‫ومنيا القصير‪ ،‬تراجع في صفة صالة النبي‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬
‫ص‪ 685‬الطبعة السابعة‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫آن في الركوع‪ ،‬وال في السجوِد‪.‬‬
‫يجوز أن يق أر القر َ‬
‫‪ -‬وال ُ‬

‫االعتدا ُل من الركوع‪:‬‬
‫ركن‪.‬‬
‫ص َمبو من الركوع‪ ،‬وىذا ٌ‬ ‫‪ -‬ثم يرفع ُ‬
‫لم ْن حمده»‪،‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬ويقو ُل في أثناء االعتدال‪َ « :‬سم َع اهللُ َ‬
‫اجب‪.‬‬
‫وىذا و ٌ‬
‫‪ -‬ويرفعُ يديو عند االعتدال عمى الوجوه المتقدمة‪.‬‬
‫يقوم معتدالً مطمئناً‪ ،‬حتى يأخذ ك ُل عظم مأخذه‬
‫‪ -‬ثم ُ‬
‫ركن‪.‬‬
‫وىذا ٌ‬
‫ىذا‬ ‫الحمد»‬
‫(‪)1‬‬
‫ُ‬ ‫ك‬
‫في ىذا القيام‪« :‬رَبنا ول َ‬ ‫‪ -‬ويقو ُل‬
‫صل‪ ،‬ولو كان مؤتماً(‪)2‬؛ فإنو ِورد‬ ‫عمى كل ُم َ‬ ‫اجب‬
‫و ٌ‬
‫فورد االعتدال‪.‬‬
‫أما التسميع ُ‬ ‫القيام‪،‬‬

‫(‪ )1‬وىناك أذكار أخرى تقال ىنا‪ ،‬فراجع صفة الصالة ص‪ 686‬الطبعة‬
‫السابعة‪.‬‬
‫(‪ )2‬وال يشرع وضع اليدين إحداىما عمى األخرى في ىذا القيام لعدم وروده‪،‬‬
‫وانظر إن شئت البسط في األصل صفة صالة النبي‪-‬صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪-‬‬
‫‪26‬‬
‫‪ -‬ويسوي بين ىذا القيام والركوع في الطول‪ ،‬كما تقدم‪.‬‬

‫جود‬
‫الس ُ‬
‫ُ‬
‫‪ -‬ثم يقول‪« :‬اهلل أكبر» وجوباً‪.‬‬
‫‪ -‬ويرفع يديو‪ ،‬أحياناً‪.‬‬

‫الخرور عمى اليدين‬


‫ُ‬
‫‪ -‬ثم َي ِخ ُر إلى السجود عمى يديو‪ ،‬يضعيما قبل‬
‫ركبتيو‪ ،‬بيذا أمر رسو ُل اهلل‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪،-‬‬
‫الثابت عنو من فعمو‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪،-‬‬ ‫ُ‬ ‫وىو‬
‫ببروك البعير‪ ،‬وىو إنما َي ِخ ُر عمى‬
‫ِ‬ ‫ونيى عن التشبو‬
‫ُركبتيو المتين ىما في مقدمتيو‪.‬‬
‫اعتمد عمى كفيو وبسطيما‪.‬‬
‫َ‬ ‫ركن‪-‬‬
‫‪ -‬فإذا سجد ‪-‬وىو ٌ‬
‫ويضم أصابعيما‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ويوجييا إلى ِ‬
‫القبمة‪.‬‬
‫ذو منكبيو‪.‬‬
‫‪ -‬ويجعل كفيو َح َ‬

‫‪27‬‬
‫ذو أذنيو‪.‬‬
‫‪ -‬وتارة يجعميما َح َ‬
‫‪ -‬ويرفع ذراعيو عن األرض وجوباً‪ ،‬وال يبسطيما بسط‬
‫ِ‬
‫الكمب‪.‬‬
‫ركن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ويمكن أنفو وجبيتو من األرض‪ ،‬وىذا ٌ‬ ‫‪-‬‬
‫ِ‬
‫ويمكن –أيضاً‪ُ -‬ركبتيو‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬وكذا أطراف قدميو‪.‬‬
‫اجب‪.‬‬
‫‪ -‬وينصبيما‪ ،‬وىذا كمو و ٌ‬
‫‪ -‬ويستقبل بأطراف أصابعيما ِ‬
‫القبمة‪.‬‬
‫ص َع ِقبيو‪.‬‬
‫وي ُر ُ‬
‫‪َ -‬‬

‫االعتدا ُل في السجوِد‬
‫يعتمد‬
‫َ‬ ‫‪ -‬ويجب عميو أن يعتد َل في ُسجوِده‪ ،‬وذلك بأن‬
‫فيو اعتماداً متساوياً عمى جميع أعضاء سجوده‪،‬‬
‫وىي‪ :‬الجبية واألنف معاً‪ ،‬والكفان‪ ،‬والركبتان‪،‬‬
‫وأطراف القدمين‪.‬‬
‫ومن اعتد َل في سجوده ىكذا‪ ،‬فقد اطمأن يقيناً‪،‬‬
‫‪َ -‬‬
‫ركن –أيضاً‪.-‬‬
‫االطمئنان في السجود ٌ‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫‪28‬‬
‫‪ -‬ويقو ُل فيو‪ُ « :‬سبحان ربي األعمى»‪ ،‬ثالث مرات‪ ،‬أو‬
‫(‪)1‬‬
‫أكثر‬
‫الدعاء فيو؛ فإنو مظنة اإلجابة‪.‬‬
‫َ‬ ‫ويستحب أن يكثر‬
‫‪ُ -‬‬
‫ركوعو في الطول كما‬‫ِ‬ ‫سجوده قريباً من‬
‫َ‬ ‫‪ -‬ويجعل‬
‫تقدم‪.‬‬
‫ٍ‬
‫حائل بينيا‬ ‫السجود عمى األرض‪ ،‬وعمى‬
‫ُ‬ ‫ويجوز‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫حص ٍ‬
‫ير‪ ،‬أو‬ ‫بساط‪ ،‬أو ِ‬
‫ٍ‬ ‫وبين الجبية؛ من ٍ‬
‫ثوب‪ ،‬أو‬
‫نحوه‪.‬‬
‫ساجد‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫آن وىو‬
‫‪ -‬وال يجوز أن يق أر القر َ‬

‫اإلقعاء بين السجدتين‬


‫ُ‬ ‫اش و‬
‫االفتر ُ‬
‫اجب‪.‬‬
‫أسو مكب اًر‪ ،‬وىذا و ٌ‬
‫‪ -‬ثم يرفع ر َ‬
‫‪ -‬ويرفع يديو أحياناً‪.‬‬
‫‪ -‬ثم يجمس مطمئناً‪ ،‬حتى يرجع ك ُل ع ٍ‬
‫ظم إلى‬ ‫َ‬
‫ركن‪.‬‬
‫موضعو وىو ٌ‬

‫(‪ )1‬وفيو أذكار أخرى تراىا في صفة صالة النبي‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬
‫ص‪668‬‬
‫‪29‬‬
‫اجب‪.‬‬
‫اليسرى فيقعد عمييا‪ ،‬وىذا و ٌ‬
‫‪ -‬ويفرش رجمو ُ‬
‫‪ -‬وينصب رجمو اليمنى‪.‬‬
‫‪ -‬ويستقبل بأصابعيا القبمة‪.‬‬
‫ب عمى َع ِقبيو‬ ‫ِ‬
‫اإلقعاء أحياناً‪ ،‬وىو أن ينتص َ‬
‫ُ‬ ‫ويجوز‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫وصدور قدميو‪.‬‬
‫ُ‬
‫اغفر لي‪ ،‬وارحمني‬
‫ْ‬ ‫‪ -‬ويقول في ىذه الجمسة‪« :‬الميم‬
‫واجبرني‪ ،‬وارفعني‪ ،‬وعافني‪ ،‬وارزقني»‪.‬‬
‫اغفر لي»‪.‬‬
‫رب ْ‬ ‫اغفر لي‪ِ ،‬‬
‫رب ْ‬‫شاء قال‪ِ « :‬‬
‫‪ -‬وان َ‬
‫ويطيل ىذه الجمسة حتى تكون قريباً من سجدتو‪.‬‬
‫‪ُ -‬‬

‫السجدة الثانية‬
‫‪ -‬ثم يكبر وجوباً‪.‬‬
‫‪ -‬ويرفع يديو مع ىذا التكبير أحياناً‪.‬‬
‫ركن ‪-‬أيضاً‪.-‬‬
‫‪ -‬ويسجد السجدة الثانية‪ ،‬وىي ٌ‬
‫صنع في األولى‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -‬ويصنع فييا ما‬

‫‪31‬‬
‫جمسة االستراحة‬
‫النيوض إلى‬
‫َ‬ ‫أسو من السجدة الثانية‪ ،‬وأر َاد‬‫فع ر َ‬
‫‪ -‬فإذا ر َ‬
‫الركعة الثانية كبر وجوباً‪.‬‬
‫‪ -‬ويرفع يديو أحياناً‪.‬‬
‫ينيض قاعداً عمى رجمو اليسرى‪،‬‬
‫َ‬ ‫‪ -‬ويستوي قبل أن‬
‫معتدال‪ ،‬حتى يرجع ك ُل ٍ‬
‫عظم إلى موضعو‪.‬‬

‫الركعة الثانية‬
‫‪ -‬ثم ينيض معتمداً عمى األرض بيديو المقبوضتين‬
‫ركن‪.‬‬
‫العاجن إلى الركعة الثانية‪ ،‬وىي ٌ‬
‫ُ‬ ‫كما يقبضيما‬
‫صنع في األولى‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -‬ويصنعُ فييا ما‬
‫دعاء االستفتاح‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -‬إال أنو ال يق أر فييا‬
‫‪ -‬ويجعميا أقصر من الركعة األولى‬
‫‪.‬‬
‫الجموس لمتشيد‬
‫ُ‬
‫اجب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫لمتشيد‪ ،‬وىو و ٌ‬ ‫قع َد‬
‫‪ -‬فإذا فرغ من الركعة الثانية‪َ ،‬‬
‫‪ -‬ويجمس مفترشاً ‪ -‬كما سبق ‪ -‬بين السجدتين‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫يجوز اإلقعاء ىنا‪.‬‬
‫‪ -‬لكن ال ُ‬
‫‪ -‬ويضع كفو اليمنى عمى ِ‬
‫فخذه وركبتو اليمنى‪ ،‬ونياية‬
‫مرفقو األيمن عمى فخذه‪ ،‬ال يبعده عنو‪.‬‬
‫‪ -‬ويبسط كفو اليسرى عمى فخذه وركبتو اليسرى‪.‬‬
‫وخصوصاً‬‫يجمس معتمداً عمى ِيده‪ُ ،‬‬
‫َ‬ ‫‪ -‬وال يجوز أن‬
‫اليسرى‪.‬‬
‫ُ‬

‫النظر إلييا‪:‬‬
‫اإلصبع‪ ،‬و ُ‬ ‫ْ‬ ‫تحري ُك‬
‫إبيامو‬
‫َ‬ ‫أصابع كفو اليمنى كميا‪ ،‬ويضعُ‬‫َ‬ ‫‪ -‬ويقبض‬
‫إص َب ِع ِو الوسطى تارة‪.‬‬
‫عمى ْ‬
‫‪ -‬وتارة ُيحمِق بيما حمقة‪.‬‬
‫‪ -‬ويشير بإصب ِعو السبابة إلى ِ‬
‫القبمة‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪ -‬ويرمي ببصره إلييا‪.‬‬
‫يدعو بيا من أول التشيد إلى آخره‪.‬‬
‫‪ -‬ويحركيا ُ‬
‫‪ -‬وال يشير بإصبع يده اليسرى‪.‬‬
‫ٍ‬
‫تشيد‪.‬‬ ‫‪ -‬ويفعل ىذا كمو في كل‬

‫‪32‬‬
‫صيغة التشيد‪ ،‬والدعاء بعده‬
‫سجد سجدتي السيو‪.‬‬ ‫اجب‪ ،‬إذا ِ‬
‫نس َيو َ‬ ‫‪ -‬والتشيد و ٌ‬
‫‪ -‬ويقرؤه س اًر‪.‬‬
‫‪ -‬وصيغتو‪« :‬التحيات هلل‪ ،‬والصموات‪ ،‬والطيبات‪،‬‬
‫ورحمة اهلل وبركاتو‪ ،‬السالم‬ ‫السالم عمى النبي‬
‫(‪)1‬‬

‫عمينا وعمى عباد اهلل الصالحين‪ ،‬أشيد أن ال إلو إال‬


‫اهلل‪ ،‬وأشيد أن محمداً عبده ورسولو»(‪.)2‬‬
‫بعده عمى النبي‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪،-‬‬
‫‪ -‬ويصمي َ‬
‫ٍ‬
‫محمد‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫محمد‪ ،‬وعمى آل‬ ‫فيقول‪« :‬الميم صل عمى‬
‫كما صميت عمى إبراىيم‪ ،‬وعمى آل إبراىيم‪ ،‬إنك‬
‫ٍ‬
‫محمد‪ ،‬وعمى آل‬ ‫مجيد‪ ،‬الميم بارك عمى‬
‫ٌ‬ ‫حميد‬
‫ٌ‬

‫(‪ )1‬ىذا ىو المشروع بعد وفاة النبي‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬وىو الثابت في‬
‫تشيد ابن مسعود وعائشة وابن الزبير وابن عباس –رضي اهلل عن‬
‫الجميع‪ ،‬ومن شاء التفصيل فعميو بكتابي «صفة صالة النبي–صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪( »-‬ص‪.)656-658‬‬
‫(‪ )2‬وفي كتابي المذكور صيغ أخرى ثابتة‪ ،‬وما ذكرتو ىنا أصحيا‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫ٍ‬
‫محمد‪ ،‬كما باركت عمى إبراىيم‪ ،‬وعمى آل‬
‫مجيد»‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫حميد‬
‫ٌ‬ ‫إبراىيم‪ ،‬إنك‬
‫قمت‪« :‬الميم صل عمى‬
‫االختصار‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫‪ -‬وان شئت‬
‫محمد‪ ،‬وعمى آل محمد؛ وبارك عمى محمد‪ ،‬وعمى‬
‫آل محمد‪ ،‬كما صميت وباركت عمى إبراىيم‪ ،‬وعمى‬
‫مجيد»‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫حميد‬
‫ٌ‬ ‫آل إبراىيم‪ ،‬إنك‬
‫اعجبو‬
‫َ‬ ‫‪ -‬ثم يتخير في ىذا التشيد من الدعاء الوارد‬
‫إليو؛ فيدعو اهلل بو‪.‬‬

‫الركعة الثالثة والرابعة‬


‫جالس‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ -‬ثم يكبر وجوباً‪ ،‬والسنة أن يكبر وىو‬
‫‪ -‬ويرفع يديو أحياناً‪.‬‬
‫ركن كالتي‬
‫‪ -‬ثم ينيض إلى الركعة الثالثة‪ ،‬وىي ٌ‬
‫بعدىا‪.‬‬
‫القيام إلى الركعة الرابعة‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -‬وكذلك يفعل إذا أراد‬
‫ينيض يستوي قاعداً عمى رجمِو‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬ولكنو قب َل أن‬
‫عظم إلى موضعو‪.‬‬ ‫اليسرى‪ ،‬معتدال‪ ،‬حتى يرجع ك ُل ٍ‬
‫َ‬
‫‪34‬‬
‫‪ -‬ثم يقوم معتمداً عمى يديو‪ ،‬كما فعل في قيامو إلى‬
‫الركعة الثانية‪.‬‬
‫‪ -‬ثم يق أر في كل من الثالثة والرابعة سورة «الفاتحة»‬
‫وجوباً‪.‬‬
‫‪ -‬ويضيف إلييا آية أو أكثر أحياناً‪.‬‬

‫القنوت لمنازلة‪ ،‬ومحمو‪:‬‬


‫ُ‬
‫يقنت ويدعو لممسممين لناز ٍ‬
‫لة نزلت بيم‪.‬‬ ‫سن لو أن َ‬
‫ُ‬ ‫وي ُ‬
‫‪ُ -‬‬
‫‪ -‬ومحمو إذا قال بعد الركوع‪« :‬ربنا لك الحمد»‪.‬‬
‫اتب‪ ،‬وانما يدعو فيو بما يتناسب‬
‫دعاء ر ٌ‬
‫ٌ‬ ‫‪ -‬وليس لو‬
‫مع النازلة‪.‬‬
‫‪ -‬ويرفع يديو في ىذا الدعاء‪.‬‬
‫‪ -‬ويجير بو إذا كان إماماً‪.‬‬
‫‪ -‬ويؤمن عميو َمن خمفو‪.‬‬
‫وسجد‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -‬فإذا فرغ‪ ،‬كبر‬

‫‪35‬‬
‫قنوت الوتر‪ ،‬ومحمو‪ ،‬وصيغتو‪:‬‬
‫ُ‬
‫فيشرع أحياناً‪.‬‬
‫‪ -‬وأما القنوت في الوتر‪ُ ،‬‬
‫‪ -‬ومحمو قبل الركوع‪ ،‬خالفاً لقنوت النازلة‪.‬‬
‫‪ -‬ويدعو فيو بما يأتي‪« :‬الميم اىدني فيمن ىديت‪،‬‬
‫وعافني فيمن عافيت‪ ،‬وتولني فيمن توليت‪ ،‬وبارك‬
‫لي فيما أعطيت‪ ،‬وقني شر ما قضيت‪ ،‬فإنك‬
‫تقضي وال يقضى عميك‪ ،‬وانو ال يذل من واليت‪ ،‬وال‬
‫يعز من عاديت‪ ،‬تباركت ربنا وتعاليت‪ ،‬وال منجاً‬
‫منك َإال إليك»‪.‬‬
‫الدعاء من تعميم رسول اهلل‪-‬صلى هللا عليه‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬وىذا‬
‫وسلم‪ ،-‬فال ُيزاد عميو‪َ ،‬إال الصالة عميو‪-‬صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ -‬فتجوز‪ ،‬لثبوتيا عن الصحابة‪-‬رضي‬
‫اهلل عنيم‪.-‬‬
‫‪ -‬ثم يركع‪ ،‬ويسجد السجدتين‪ ،‬كما تقدم‪.‬‬
‫التشيد األخير‪ ،‬والتورك‬
‫ُ‬
‫اجب‪.‬‬
‫‪ -‬ثم يقعد لمتشيد األخير‪ ،‬وكالىما و ٌ‬
‫صنع في التشيد األول‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -‬ويصنعُ فيو ما‬
‫‪36‬‬
‫ِِ‬
‫‪َ -‬إال أنو يجمس فيو متوركاً‪ُ ،‬يفضي َبوركو ُ‬
‫اليسرى إلى‬
‫ناحية و ٍ‬
‫احدة‪ ،‬ويجع َل‬ ‫ٍ‬ ‫ويخرج قدميو من‬ ‫األرض‪ُ ،‬‬
‫اليمنى‪.‬‬
‫اليسرى تحت ساقو ُ‬
‫ُ‬
‫قدمو اليمنى‪.‬‬
‫‪ -‬وينصب َ‬
‫‪ -‬ويجوز فرشيا أحياناً‪.‬‬
‫اليسرى ركبتو‪ ،‬يعتمد عمييا‪.‬‬
‫ويمقم كفو ُ‬
‫‪ُ -‬‬

‫وجوب الصالة عمى النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلن‪ -‬والتعوذ‬


‫ُ‬
‫من األربع‬
‫‪ -‬ويجب عميو في ىذا التشيد الصالة عمى النبي ‪-‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ، -‬وقد ذكرنا في التشيد األول‬
‫بعض صيغيا‪.‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫يستعيذ باهلل من أربع‪ ،‬يقول‪« :‬الميم إني أعوذ‬ ‫‪ -‬وأن‬
‫ِ‬
‫عذاب جينم‪ ،‬ومن عذاب القبر‪ ،‬ومن فتنة‬ ‫بك من‬
‫(‪)1‬‬
‫ِ‬
‫ومنشر فتنة المسيح الدجال»‬ ‫المحيا والممات‪،‬‬

‫(‪ )1‬فتنة «المحيا» ىي‪ :‬ما يعرض لإلنسان في حياتو من االفتتان بالدنيا‬
‫وشيواتيا‪ .‬وفتنة «الممات»‪ ،‬ىي‪ :‬فتنة القبر وسؤال الممكين‪ .‬و«فتنة‬
‫‪37‬‬
‫عاء قبل السالم‬
‫الد ُ‬
‫ُ‬
‫ثبت في الكتاب‬
‫‪ -‬ثم يدعو لنفسو بما بدا لو‪ ،‬مما َ‬
‫شيء‬
‫ٌ‬ ‫طيب‪ ،‬فإن لم يكن عنده‬
‫ٌ‬ ‫كثير‬
‫والسنة‪ ،‬وىو ٌ‬
‫منو‪ ،‬دعا بما تيسر لو‪ ،‬مما ينفعو في ِدينو‪ ،‬أو‬
‫ُدنياه‪.‬‬

‫التسميم وأنواعوُ‬
‫ُ‬
‫ركن‪ ،‬حتى يرى بياض ِ‬
‫خده‬ ‫‪ -‬ثم يسمم عن يمينو‪ ،‬وىو ٌ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫األيمن‪.‬‬
‫خده األيسر‪ ،‬ولو في‬‫‪ -‬وعن يساره حتى يرى بياض ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫صالة الجنازة‪.‬‬
‫اإلمام صوتو بالسالم‪َ ،‬إال في صالة الجنازة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ويرفع‬
‫وىو عمى ُوجوٍه‪:‬‬

‫كثير‬ ‫ِ‬
‫المسيح الدجال»‪ :‬ما يظير عمى يديو من الخوارق التي َيض ُل بيا ٌ‬
‫من الناس‪ ،‬ويتبعونو عمى دعواه األلوىية‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫األول‪ :‬السالم عميكم ورحمة اهلل وبركاتو‪ ،‬عن يمينو‪.‬‬
‫السالم عميكم ورحمة اهلل‪ ،‬عن يساره‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬مثمو‪ ،‬دون قولو‪« :‬وبركاتو»‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬السالم عميكم ورحمة اهلل‪ ،‬عن يمينو‪ .‬السالم‬
‫عميكم‪ ،‬عن يساره‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬يسمم تسميمة واحدة تمقاء وجيو‪ ،‬يميل بو إلى يمينو‬
‫قميال‪.‬‬

‫أخي المسمم! ىذا ما تيسر لي من تمخيص صفة صالة‬


‫النبي‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ ،-‬محاوالً بذلك أن أقربيا إليك‪،‬‬
‫حتى تكون واضحة لديك‪ ،‬ماثمة في ذىنك‪ ،‬وكأنما تراىا‬
‫بعينك‪.‬‬
‫وصفت لك من صالتو –صلى‬ ‫ُ‬ ‫أنت صميت نحو َما‬
‫فإذا َ‬
‫هللا عليه وسلم‪ ،-‬فإني أرجو من اهلل –تعالى‪ -‬أن يتقبميا‬
‫منك؛ ألنك بذلك تكون قد حققت فعالً قول النبي –صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪« -‬صموا كما رأيتموني أصمي»‪ .‬ثم عميك‬
‫ِ‬
‫القمب‪ ،‬والخشوع‬ ‫تنس االىتمام باستحضار‬
‫بعد ذلك أن ال َ‬
‫‪39‬‬
‫ِ‬
‫وقوف العبد بين يدي اهلل‬ ‫فييا؛ فإنو ىو الغاية الكبرى من‬
‫–تعالى‪ -‬فييا‪ ،‬وبقدر ما تحقق في نفسك من ىذا الذي‬
‫فت لك من الخشوع واالحتذاء بصالتو ‪-‬صلى هللا عليه‬ ‫وص ُ‬
‫وسلم‪ -‬يكون لك من الثمرة المرجوة‪ ،‬التي أشار إلييا ربُنا ‪-‬‬
‫ب َوأَقِ ِم‬
‫ك ِم َه ْال ِكتَا ِ‬ ‫تبارك تعالى‪ ‬بقولو‪﴿ :‬ا ْت ُل َما أُو ِح َي إِلَ ْي َ‬
‫الص َََّلةَ ۖ إِ َّن الص َََّلةَ تَ ْىهَ ٰى َع ِه ْالفَحْ َشا ِء َو ْال ُم ْى َك ِر ۗ َولَ ِذ ْك ُر َّ‬
‫هللاِ‬
‫ُىن﴾ العنكبوت [‪]46‬‬ ‫أَ ْكبَ ُر ۗ َو َّ‬
‫هللاُ يَ ْعلَ ُم َما تَصْ ىَع َ‬

‫وختاماً‬
‫أسأل اهلل –تعالى‪ -‬أن يتقبل منا صالتنا‪ ،‬وسائر أعمالنا‪،‬‬
‫ويدخر لنا ثو َابيا إلى يوم نمقاه‪- :‬سبحاوه وتعالى‪-‬‬
‫سلِين‬ ‫ون (‪ )88‬إِ َل َهنْ أَتَى َ‬
‫هللاَ بِقَ ْلب َ‬ ‫(يَ ْو َم َل يَنفَع َهال َو َل بَن َ‬
‫(‪ ))88‬سورة الشعراء‬

‫وصمى اهلل وسمم عمى نبينا محمد والحمد هلل رب العالمين‬

‫‪41‬‬
‫ىذه الرسالة‬
‫‪ ‬كيف كان رسو ُل اهلل ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬يصمي‬
‫من التكبير إلي التسميم كأنك تراىا‪ ،‬بعبارة وجيزة‪،‬‬
‫ال تعقيد فييا‪ ،‬وال غموض‪ ،‬بعيدة عن األقيسة‬
‫واآلراء‪.‬‬
‫ثبت عن النبي ‪-‬صلى هللا‬
‫استقصيت فييا ك َل ما َ‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬
‫ِ‬
‫بموضوعيا‪ ،‬بحيث‬ ‫عليه وسلم‪ -‬مما لو صمة‬
‫جمعت ما في بطون األميات الفقيية وغيرىا‪ ،‬بل‬
‫ْ‬
‫ت عمييا‪.‬‬ ‫و ْأرَب ْ‬
‫انتخبت مادتيا من عشرات ال ُكتب الحديثية‬‫ُ‬ ‫‪‬‬
‫المعتمدة‪ ،‬من مطبوعة ومخطوطة‪.‬‬
‫مستندىا من قولو –صلى هللا‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫مسألة فييا تجد‬ ‫‪ ‬ك ُل‬
‫عليه وسلم‪ ،-‬أو فعمو في أصمِيا «صفة الصالة»‪،‬‬
‫فيي بيذه المزايا فائقة كل ما ىو معروف اليوم من‬
‫الرسائل المؤلفة في بابيا‪.‬‬

‫‪41‬‬

You might also like