المادة العلمية من معلم اول أ لمعلم خبير

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 35

‫مفهوم التربية اإليجابية‪:‬‬

‫إن التربية اإليجابية تعتبر من أهم سمات التربية المعاصرة‪ ،‬وأصبح دمجها وتطبيقها في المؤسسات التعليمية ضرورة‬
‫حتمية وذلك في ضوء تزايد معدالت األمراض النفسية والعقلية بين الشباب‪ ،‬وكذلك في ضوء الحاجة إلى إشباع الحاجات‬
‫النفسية واالجتماعية والوجدانية للطالب‪ ،‬باإلضافة إلى اهتمام المؤسسات التعليمية وتركيزها على تنمية الجوانب‬
‫األكاديمية فقط للطالب‪.‬‬
‫كما أن التربية اإليجابية هي “مجمل األساليب التي تُنمي مهارات الطفل اللغوية‪ ،‬والحركية‪ ،‬والعاطفية‪ ،‬والسلوكية بطريقة‬
‫طرق التعامل مع كل مرحلة‪ ،‬وتفسير وتوجيه وتقويم‬
‫بناءة”‪ ،‬ويرى آخر ّأنها تعني معرفة اآلباء بمراحل نمو أبنائهم و ُ‬
‫سلوكهم بطرق سليمة دون تعرضهم للضرر النفسي الذي قد يصدر عن بعض اآلباء دون دراية منهم‪.‬‬
‫والتربية اإليجابية بشكل إجرائي هي نهج في التربية يركز على تطبيق األساليب واإلجراءات اإليجابية لتعزيز التعلم‬
‫وتطوير السلوك اإليجابي لدى األطفال والشباب‪ .‬يهدف هذا النهج إلى خلق بيئة تربوية تشجع األطفال على التعاون‬
‫واالنضباط والمشاركة الفاعلة في العملية التعليمية‪.‬‬
‫تعتمد التربية اإليجابية بشكل إجرائي على مبدأ تعزيز السلوك اإليجابي بواسطة استخدام التعزيز المشتق من النتائج‬
‫والمكافآت‪ ،‬باإلضافة إلى تعزيز السلوك اإليجابي بواسطة توفير الدعم والتوجيه‪ .‬يتم تعزيز السلوك اإليجابي من خالل‬
‫مكافآت مثل الثناء والتشجيع وتعزيز الذات‪ ،‬مما يعزز التعلم ويعزز السلوك اإليجابي‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يعتمد النهج اإليجابي بشكل إجرائي على استخدام تقنيات التعلم النشط والمشاركة الفاعلة‪ .‬يشجع‬
‫المدرسون والمربون على توفير فرص للتفاعل النشط والتعلم العملي‪ ،‬مما يساعد على تعزيز التفكير النقدي وتطوير‬
‫المهارات العملية لدى األطفال‪.‬‬
‫أساسيا‪ ،‬حيث يسعى إلى تعزيز السلوك‬
‫ً‬ ‫عنصر‬
‫ًا‬ ‫يعتبر التركيز على التعزيز والمكافآت في التربية اإليجابية بشكل إجرائي‬
‫أساسيا‪ ،‬حيث‬
‫ً‬ ‫عنصر‬
‫ًا‬ ‫ال من الترك يعتبر التركيز على التعزيز والمكافآت في التربية اإليجابية بشكل إجرائي‬
‫اإليجابي بد ً‬
‫يسعى إلى تعزيز السلوك اإليجابي بدالً من التركيز على العقاب‪ .‬يتم تشجيع األطفال على اتخاذ سلوك إيجابي من‬
‫خالل تقديم مكافآت وتعزيزات مثل الثناء‪ ،‬االعتراف باإلنجازات‪ ،‬وتقديم مكافأة ملموسة كمكافأة عن جهودهم وتحقيق‬
‫نتائج إيجابية‪.‬‬
‫أيضا اهتمام بتطوير عالقات قوية بين المعلم والطالب‪ ،‬حيث يتم تعزيز التواصل اإليجابي والتعاون بينهما‪ .‬المعلم‬
‫يوجد ً‬
‫اما في توجيه الطالب وتقديم الدعم والتشجيع لهم في تحقيق أهدافهم التعليمية والسلوكية‪.‬‬
‫دور ه ً‬
‫يلعب ًا‬
‫بشكل عام‪ ،‬يهدف النهج اإليجابي بشكل إجرائي إلى تعزيز السلوك اإليجابي وتعزيز التعلم وتنمية مهارات الطالب‪،‬‬
‫وذلك من خالل إنشاء بيئة تعليمية داعمة ومحفزة تشجع على النمو الشامل لألطفال‬

‫المعايير(المقاييس) الخمسة للتربية اإليجابية‪:‬‬


‫‪ -‬تساعد الطالب على الشعور بقوة الصلة (االنتماء واألهمية)‪.‬‬
‫معا)‬
‫‪ -‬تتسم باالحترام والتشجيع المتبادل بين الكبار والصغار (الحنان والحزم ً‬
‫‪ -‬فعالة على المدى البعيد‬
‫‪ -‬تعلم مهارات الحياة والمهارات االجتماعية (االحترام‪ ،‬االهتمام باآلخرين‪ ،‬حل المشكالت‪ ....‬وكل المهارات التي‬
‫تجعلهم مساهمين في مجتمعاتهم‪.‬‬
‫‪ -‬دعوة الطالب الكتشاف كم لديهم من قدرات‪.‬‬
‫مالمح التربية اإليجابية في عصر الذكاء االصطناعي‪:‬‬
‫هاما في تعزيز التعلم وتطوير مهارات األفراد‬
‫دور ً‬
‫في عصر الذكاء االصطناعي‪ ،‬يمكن أن تلعب التربية اإليجابية ًا‬
‫في التفاعل مع التكنولوجيا والذكاء االصطناعي‪ .‬هنا بعض المالمح الرئيسية للتربية اإليجابية في هذا السياق‪:‬‬
‫‪ .1‬التوجيه والتوعية‪ :‬يعتبر التركيز على تعزيز الوعي والفهم لدى األفراد فيما يتعلق بالذكاء االصطناعي‬
‫أساسيا من التربية اإليجابية‪ .‬يتم تعزيز الفهم المتعمق للتكنولوجيا وتحفيز األفراد‬
‫ً‬ ‫وتأثيره على حياتهم جزًءا‬
‫على اكتشاف طرق استخدامها في المجاالت المختلفة‪.‬‬
‫‪ .2‬تنمية المهارات الرقمية‪ :‬يشجع النهج اإليجابي على تنمية مهارات األفراد في استخدام التكنولوجيا والذكاء‬
‫االصطناعي بطرق إيجابية ومبدعة‪ .‬يتم تعليم المهارات الرقمية مثل التحليل البياني‪ ،‬والبرمجة‪ ،‬والتفكير‬
‫الحاسوبي لتمكين األفراد من فهم واستخدام التكنولوجيا بطريقة فعالة وأخالقية‪.‬‬
‫‪ .3‬التفكير النقدي والتحليلي‪ :‬يشجع النهج اإليجابي على تنمية قدرات األفراد في التحليل النقدي للمعلومات‬
‫والبيانات التي تنتجها التكنولوجيا والذكاء االصطناعي‪ .‬يتم تشجيع الطالب على التفكير بشكل مستقل‬
‫واستنتاج المعلومات وتقييم المصادر والتحليل العميق قبل اتخاذ الق اررات‪.‬‬
‫أساسيا من التربية اإليجابية في‬
‫ً‬ ‫‪ .4‬الوعي التكنولوجي واألخالق‪ :‬يعتبر الوعي التكنولوجي واألخالق جزًءا‬
‫عصر الذكاء االصطناعي‪ .‬يتم تعزيز الوعي بقضايا الخصوصية واألمان واألخالق في استخدام التكنولوجيا‬
‫والذكاء االصطناعي‪ .‬يشجع األفراد على اتخاذ ق اررات مسؤولة وأخالقية عند استخدام التكنولوجيا والمشاركة‬
‫في العالم الرقمي‪.‬‬
‫‪ .5‬التعاون والتفاعل االجتماعي‪ :‬يتم تعزيز التعاون والتفاعل االجتماعي في سياق التكنولوجيا والذكاء‬
‫االصطناعي‪ .‬يشجع النهج اإليجابي على التعاون في فرق العمل الرقمية‪ ،‬والتواصل الفعال عبر الشبكات‬
‫االجتماعية‪ ،‬وتباد الطرق االبداعية الستخدام التكنولوجيا والذكاء االصطناعي في حل المشكالت االجتماعية‬
‫والبيئية‪.‬‬
‫‪ .6‬تعزيز التوازن والصحة الرقمية‪ :‬في عصر الذكاء االصطناعي‪ ،‬يهم التربية اإليجابية تعزيز التوازن بين‬
‫بعيدا عن التكنولوجيا‪.‬‬
‫الحياة الرقمية والحياة الواقعية‪ ،‬وتشجيع األفراد على ممارسة النشاط البدني واالسترخاء ً‬
‫يتم تعليم األفراد حول أهمية االستخدام السليم للتكنولوجيا والتوازن بين الوقت المنقسم بين األنشطة الرقمية‬
‫واألنشطة األخرى‪.‬‬
‫هذه المالمح تعكس الطرق التي يمكن أن تساهم بها التربية اإليجابية في تهيئة األفراد للتفاعل مع التكنولوجيا‬
‫والذكاء االصطناعي بشكل مفيد وبناء‪ .‬يتم توفير إطار قوي للتعلم والتطور الشخصي في هذا السياق‪ ،‬ويتم تنمية‬
‫مهارات األفراد للتعامل مع التكنولوجيا بشكل أخالقي ومسؤول‪.‬‬

‫أدوات التربية اإليجابية‪:‬‬


‫نموذجا للحزم بأن يحترموا أنفسهم ومتطلبات الموقف والحنان بأن يحترموا‬
‫ً‬ ‫‪ -‬االحترام المتبادل؛ الكبار يقدمون‬
‫احتياجات الطالب‬
‫‪ -‬فهم االعتقاد وراء السلوك؛ التهذيب الفعال يتعامل مع األسباب التي تدفع الطالب لعمل سلوك ما ويعمل على‬
‫تغيير هذه المعتقدات أكثر من مجرد التركيز على تغيير السلوك الظاهري‬
‫‪ -‬مهارات تواصل فعالة ومهارات حل المشكالت‬
‫‪ -‬التهذيب الذي ُي َعلم (وهو ليس متساهال وال عقابيا)‬
‫‪ -‬يركز على حل المشكلة وليس على عقاب الطالب‬
‫‪ -‬التشجيع وليس المدح؛ فالتشجيع يركز على الجهد المبذول والتحسن وليس فقط النجاح والنتيجة ويعمل على‬
‫بناء التقدير الذاتي وتمكين الطالب على المدى البعيد وليس القصير‪.‬‬
‫متطلبات التربية اإليجابية في عصر الذكاء االصطناعي‬
‫تركيز على عدة جوانب‪ .‬إليك بعض المتطلبات‬
‫ًا‬ ‫متطلبات التربية اإليجابية في عصر الذكاء االصطناعي تتطلب‬
‫الرئيسية‪:‬‬
‫مستمر للتربية اإليجابية‪.‬‬
‫ًا‬ ‫تحديا‬
‫‪ .1‬التحديث المستمر‪ :‬تعد سرعة التطور التكنولوجي والذكاء االصطناعي ً‬
‫يجب أن يكون لدى المربين والمعلمين والوالدين إلمام مستمر بالتطورات الجديدة في مجال التكنولوجيا‬
‫والذكاء االصطناعي‪ ،‬وكذلك تأثيراتها على األفراد والمجتمعات‪.‬‬
‫‪ .2‬تفهم األخالق والقيم‪ :‬يجب أن يتضمن التعليم اإليجابي في عصر الذكاء االصطناعي تعزيز الوعي‬
‫بالقضايا األخالقية المرتبطة بالتكنولوجيا والذكاء االصطناعي‪ ،‬وتعزيز حوار أخالقي حول استخدامها‪.‬‬
‫يجب تعزيز القيم األخالقية مثل االحترام والمسؤولية والعدالة والشفافية في استخدام التكنولوجيا وتطبيقات‬
‫الذكاء االصطناعي‪.‬‬
‫‪ .3‬تنمية مهارات التفاعل والتعاون‪ :‬يجب تعزيز مهارات التواصل والتعاون في سياق التكنولوجيا والذكاء‬
‫االصطناعي‪ .‬يتضمن ذلك تعزيز التعاون في الفرق الرقمية‪ ،‬وتطوير مهارات التفاعل االجتماعي عبر‬
‫الشبكات االجتماعية‪ ،‬وتعزيز القدرة على العمل مع الروبوتات واألنظمة الذكية‪.‬‬
‫‪ .4‬تعليم مهارات التفكير النقدي‪ :‬يجب تشجيع األفراد على تطوير مهارات التحليل والتقييم النقدي للمعلومات‬
‫المتعلقة بالتكنولوجيا والذكاء االصطناعي‪ .‬يجب أن يكون لديهم القدرة على التفكير بشكل مستقل‪ ،‬وتحليل‬
‫بناء على معايير موضوعية وموثوقة‪.‬‬
‫المصادر‪ ،‬وتقييم المعلومات ً‬
‫‪ .5‬تعزيز الوعي باألمان والخصوصية‪ :‬يجب أن يكون لدى األفراد فهم عميق لقضايا األمان والخصوصية‬
‫في استخدام التكنولوجيا والذكاء االصطناعي‪ .‬يجب تعزيز الوعي بمخاطر االستخدام غير اآلمن‬
‫للتكنولوجيا وتعزيز ممارسات األمان الرقمي وحماية البيانات الشخصية‪.‬‬
‫‪ .6‬توازن بين الرقمي والواقعي‪ :‬يجب تعزيز التوازن بين الحياستخدام التكنولوجيا والعالم الرقمي والعالم‬
‫الواقعي‪ .‬يجب أن يتم تشجيع األفراد على االستفادة من التكنولوجيا بشكل إيجابي‪ ،‬وفي الوقت نفسه‪،‬‬
‫تشجيعهم على التفاعل المباشر مع العالم الواقعي واالستمتاع بالنشاطات غير الرقمية مثل التفاعل‬
‫االجتماعي والتجارب الحسية‪.‬‬
‫ه ذه بعض المتطلبات الرئيسية للتربية اإليجابية في عصر الذكاء االصطناعي‪ .‬يجب أن يتم تطبيق هذه‬
‫المتطلبات في المدارس والمجتمعات والبيوت لضمان استخدام التكنولوجيا والذكاء االصطناعي بشكل إيجابي ومسؤول‪.‬‬

‫التربية اإليجابية والتعريف بالمشروعات القومية‪:‬‬


‫مشروع حياة كريمة‪:‬‬
‫إنها تلك المبادرة الوطنية التي أطلقها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي‪ ،‬رئيس جمهورية مصر العربية‪2 ،‬‬
‫يناير ‪ 2021‬وهي مبادرة متعددة في ِ‬
‫أركانها ومتكاملة في ِ‬
‫مالم ِحها‪.‬‬
‫تهدف إلى‬
‫ُ‬ ‫أبعد من كونها مبادرة‬
‫وبعد إنساني قبل أي شيء آخر‪ ،‬فهي ُ‬ ‫تنبع هذه المبادرة من مسؤولية حضارية ُ‬‫ُ‬
‫تحسين ظروف المعيشة والحياة اليومية للمواطن المصري‪ ،‬ألنها تهدف أيضا إلى التدخل اآلني والعاجل لتكريم اإلنسان‬
‫المصري وحفظ كرامته وحقه في العيش الكريم‪ ،‬ذلك المواطن الذي تحمل فاتورة اإلصالح االقتصادي والذي كان خير‬
‫مساند للدولة المصرية في معركتها نحو البناء والتنمية‪ .‬لقد كان المواطن المصري هو البطل الحقيقي الذي تحمل كافة‬
‫الظروف والمراحل الصعبة بكل تجرد وإخالص وحب للوطن‪.‬‬
‫ومن هنا‪ ،‬كان لِزاما أن يتم التحرك على نطاق واسع – و ِ‬
‫ألول مرة‪ -‬وفي إطار من التكامل وتوحيد الجهود بين‬
‫مؤسسات الدولة الوطنية ومؤسسات ال قطاع الخاص والمجتمع المدني وشركاء التنمية في مصر‪ .‬ألن ما تسعى هذه‬
‫ِ‬
‫بمثابة‬ ‫انب مختلفة صحية واجتماعية ومعيشية‪ ،‬هي‬
‫تشمل جو َ‬
‫ُ‬ ‫المبادرة إلى تقديمه من حزمة متكاملة من الخدمات‪ ،‬التي‬
‫ِ‬
‫شرف والت از ِم تقديمها إلى المواطن المصري‪ ،‬ال سيما من الفئات‬ ‫ستتشارك هذه الجهات المختلفة في‬ ‫مسؤولية ضخمة‬
‫ُ‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫تستحقها والتي تضمن‬ ‫العو ِن لها‪ ،‬حتى تستطيع أن تحيا َ‬
‫الحياة األفضل التي‬ ‫المجتمعية األكثر احتياجاً للمساعدة ولمد يد َ‬
‫لها الحياة الكريمة‪.‬‬
‫من هنا جاء دور مبادرة حياة كريمة أحد أهم وأبرز المبادرات الرئاسية لتوحيد كافة جهود الدولة والمجتمع المدني‬
‫والقطاع الخاص لهدف التصدي للفقر المتعدد االبعاد وتوفير حياة كريمة بها تنمية مستدامة للفئة األكثر احتياجا في‬
‫محافظات مصر ولسد الفجوات التنموية بين المراكز والقري وتوابعهم واالستثمار في تنمية االنسان وتعزيز قيمة الشخصية‬
‫المصرية‪.‬‬

‫وقد نشأت الفكرة ع ندما شارك الشباب المتطوع بعرض رؤيتهم وأفكارهم في المؤتمر األول لمبادرة "حياة كريمة"‪،‬‬
‫والذي عُقد على هامش المؤتمر الوطني السابع للشباب في ‪ 30‬يوليو ‪ ،2019‬وعلى إثره تم انشاء مؤسسة حياة كريمة‬
‫بتاريخ ‪ 22‬اكتوبر ‪ 2019‬من شباب متطوع يقدم نموذج فريد يحتذى به في العمل التطوعي‪.‬‬
‫أهداف مبادرة حياة كريمة‪:‬‬
‫تهدف المؤسسة الى التدخل اإلنساني لتنمية وتكريم االنسان المصري وحفظ كرامته وحقه في العيش الكريم إلحداث‬
‫تغيير ملموس لتكريس كافة مجهودات العمل الخيري والتنموي‪ ،‬كما تهدف المبادرة إلى‪:‬‬
‫‪ -‬التخفيف عن كاهل المواطنين بالتجمعات األكثر احتياجا في الريف والمناطق العشوائية في الحضر‪.‬‬
‫‪ -‬التنمية الشاملة للتجمعات الريفية األكثر احتياجا بهدف القضاء على الفقر متعدد األبعاد لتوفير حياة كريمة‬
‫مستدامة للمواطنين على مستوى الجمهورية‪.‬‬
‫‪ -‬االرتقاء بالمستوى االجتماعي واالقتصادي والبيئي لألسر المستهدفة‪.‬‬
‫‪ -‬توفير فرص عمل لتدعيم استقاللية المواطنين وتحفيزهم للنهوض بمستوى المعيشة ألسرهم وتجمعاتهم المحلية‪.‬‬
‫‪ -‬اشعار المجتمع المحلي بفارق إيجابي في مستوى معيشتهم‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم صفوف المجتمع المدني وتعزيز الثقة في كافة مؤسسات الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬االستثمار في تنمية االنسان المصري‪.‬‬
‫‪ -‬سد الفجوات التنموية بين المراكز والقرى وتوابعها‪.‬‬
‫‪ -‬احياء قيم المسؤولية المشتركة بين كافة الجهات الشريكة لتوحيد التدخالت التنموية في المراكز والقرى وتوابعها‪.‬‬
‫الفئات المستهدفة‪:‬‬
‫‪ -‬األسر األكثر احتياجا في التجمعات الريفية‪.‬‬
‫‪ -‬كبار السن‪.‬‬
‫‪ -‬ذوي الهمم‬
‫‪ -‬المتطوعين‬
‫‪ -‬النساء المعيالت والمطلقات‪.‬‬
‫‪ -‬األيتام واألطفال‪.‬‬
‫‪ -‬الشباب القادر على العمل‪.‬‬
‫محاور عمل المبادرة‪:‬‬
‫احتياجا‪ ،‬ومد وصالت مياه‬
‫ً‬ ‫‪ -‬سكن كريم رفع كفاءة منازل‪ ،‬بناء أسقف‪ ،‬وبناء مجمعات سكنية في القري األكثر‬
‫وصرف صحي وغاز وكهرباء داخل المنازل‪.‬‬
‫‪ -‬بنية تحتية مشروعات متناهية الصغر وتفعيل دور التعاونيات اإلنتاجية في القرى‪.‬‬
‫‪ -‬خدمات طبية بناء مستشفيات ووحدات صحية وتجهيزها من معدات وتشغيلها بالكوادر طبية على سبيل‬
‫المثال‪ -:‬إطالق قوافل طبية وتقديم من خاللها خدمات صحية من أجهزة تعويضية (سماعات ونظارات‬
‫وكراسي متحركة وعكازات‪ ..‬إلخ‬
‫‪ -‬خدمات تعليمية بناء ورفع كفاءة المدارس والحضانات وتجهيزها وتوفير الكوادر التعليمية ‪،‬على سبيل‬
‫المثال‪ -:‬انشاء فصول محو األمية‪.‬‬
‫‪ -‬تمكين اقتصادي على سبيل المثال‪ -:‬تدريب وتشغيل من خالل مشروعات متوسطة وصغيرة ومتناهية‬
‫الصغر مجمعات صناعية وحرفية وتوفير فرص عمل‪.‬‬
‫‪ -‬تدخالت اجتماعية وتنمية إنسانية تدخالت اجتماعية تشمل بناء وتأهيل اإلنسان وتستهدف األسرة والطفل والمرأة‬
‫وذوي الهمم وكبار السن ومبادرات توعوية‪.‬‬
‫‪ -‬توفير سالت غذائية وتوزيعها ُم َّدعمة‪.‬‬
‫‪ -‬زواج اليتيمات بما يشمل تجهيز منازل الزوجية وعقد أفراح جماعية‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية الطفولة بإنشاء حضانات منزلية لترشيد وقت األمهات في الدور اإلنتاجي وكسوة أطفال‪.‬‬
‫‪ -‬تدخالت بيئية ‪:‬كجمع مخلفات القمامة مع بحث سبل تدويرها‪ ..‬إلخ‪.‬‬
‫العمل التطوعي‬

‫مفهوم العمل التطوعي‪:‬‬


‫‪ -‬يعرف العمل التطوعي بأنه "نتاج تطور اإلنسان ويشير إلى أي شخص يسهم طواعية بوقته الشخصي ومجهوده‬
‫البدني لتقديم الخدمات لآلخرين للنهوض بالتنمية البشرية والتقدم والرفاه االجتماعي دون تعويض مادي‬
‫‪.(Wang Song, 2018, 316) -‬‬
‫كما يعرف العمل التطوعي أيضا بأنه (عملية يتم من خاللها بذل الجهد بشكل فردي أو جماعي‪ ،‬بما ينفع المجتمع‬
‫دون وجود إلزام محدد‪ ،‬وأساسه الرغبة الحرة‪ ،‬والدافع الذاتي)‪ ،‬لذلك هو عمل اجتماعي نابع من إرادة الفرد دون الهدف‬
‫للربح أو مقابل مادي؛ بل نتيجة للشعور بالوالء للمجتمع واإلسهام في تحمل المسؤوليات التي تخدم االحتياجات‬
‫االجتماعية أو االقتصادية أو الثقافية للفرد والمجتمع‪ ،‬أو معالجة مشكلة من المشكالت التي تواجه المجتمع"(حوالة‪،‬‬
‫‪2013‬م‪ ،‬ص‪.)9‬‬
‫وفي ذات السياق ينظر إلى مفهوم العمل التطوعي لدى طالب الجامعات على أنه "نوع من اإلجراءات والممارسات‬
‫العملية المنظمة أو غير المنظمة التي يقوم بها طالب الجامعات داخل الجامعة أو في المجتمع الخارجي؛ لالستفادة من‬
‫أوقات فراغهم بشكل تطوعي‪ ،‬وليس من أجل الحصول على الدخل أو تنمية الموارد" ‪(Islary & Phungshok, 2015,‬‬
‫)‪.12‬‬
‫كما ينظر للعمل التطوعي على أنه "عملية تسهم في تحمل الفرد لمسئولياته االجتماعية‪ ،‬من خالل المشاركة‬
‫بإبداء الرأي‪ ،‬وتنفيد الخطط دون مقابل‪ ،‬من خالل استثمار الخبرات والمهارات لدى األفراد لخدمة اآلخرين‪ ،‬وهذا ال أهمية‬
‫التدريب على األعمال التطوعية "(العبداونية‪2015 ،‬م‪ ،‬ص‪.)27‬‬
‫كما يعرف العمل التطوعي بأنه "عملية تتضمن الجهود المبذولة من أفراد المجتمع ومؤسساته والقائمة‬
‫اكتساب شعور‬ ‫على الرغبة والدافع الذاتي‪ ،‬بهدف‬
‫السعي‬ ‫عن‬ ‫االنتماء للمجتمع وتحمل بعض المسئوليات التي تسهم في تلبية احتياجات مجتمعية بعيدا‬
‫نحو تحقيق ربح مادي "‪(.‬الوكيل‪2016 ،‬م‪ ،‬ص‪)26‬‬
‫وباستقراء ما سبق من تعريفات يتضح أن مفهوم العمل التطوعي يشير إلى إسهام أفراد المجتمع طواعية وبدافع‬
‫داخلي للمشاركة في تقديم األعمال الخيرية‪ ،‬سواء كان ذلك بشكل فردي‪ ،‬أو جماعي ومؤسسي‪ ،‬وهو يستند في ذلك‬
‫المتطوع‬ ‫لشعور‬ ‫وأنه وسيلة‬ ‫وإنسانية‪،‬‬ ‫وأخالقية‪،‬‬ ‫على موجهات دينية‪ ،‬واجتماعية‪،‬‬
‫بناء على فهم احتياجات المجتمع وتحمل‬
‫ً‬ ‫بالراحة النفسية واالعتزاز والثقة بالنفس الرتباطه بغايات معنوية وإنسانية‬
‫المسؤوليات المجتمعية‪ ،‬ومن ثم فإن العمل التطوعي يسهم في تحقيق الترابط والتكامل االجتماعي في مواجهة مشكالت‬
‫المجتمع ودعم الجهود التي تبذلها الدولة في ذلك‪.‬‬

‫أهمية العمل التطوعي‪:‬‬


‫يعد العمل التطوعي أحد العناصر الرئيسة للنهوض بالمجتمع‪ ،‬وتحقيق أهداف خطة التنمية الشاملة‪ ،‬ويتجلى ذلك‬
‫ّ‬
‫من خالل إسهام أفراد المجتمع في المبادرات الساعية نحو التخفيف من مشكالت الناس وأعبائهم‪ ،‬وتحقيق التعاون الفعال‬
‫مع المجتمعات الخارجية‪ ،‬من أجل تحقيق مبدأ العدالة والتكافل االجتماعي‪ ،‬كما أنه يمثل أبرز صور المشاركة مع‬
‫الحكومات في تنفيذ خططها في مختلف المجاالت‪ ،‬وإعطاء مؤشرات إيجابية عن مستوى إحساس أفراد المجتمع بالمواطنة‬
‫والمسؤولية المجتمعية‪ ،‬والوالء واالنتماء للوطن‪(.‬المهدي‪2012 ،‬م‪ ،‬ص‪)5‬‬
‫ومع تقدم المجتمع وتشابك العالقات االجتماعية واإلنسانية بين أفراده تتضح مدى الحاجة إلى توظيف‬
‫العمل التطوعي على مستوى أفراد المجتمع ومؤسساته‪ ،‬حيث يشكل أسمى حاالت الترابط والتماسك المجتمعي ويعكس‬
‫مدى قدرة المجتمع على حل قضاياه ومواجهة تحدياته بقوة‪ ،‬وشعور الفرد بقيمته ودوره‪ ،‬مما ينمي لديه الشعور الذاتي‬
‫بالرضا‪(.‬عزازي‪2014 ،‬م‪ ،‬ص‪)168‬‬
‫وفي ظل تسارع وتيرة التغيرات االجتماعية واالقتصادية والتكنولوجية والتي انعكست على واقع الحياة المعاصرة‪ ،‬فقد‬
‫تحول العمل التطوعي من مجموعة أعمال فردية إلى عمل جماعي منظم من خالل مؤسسات ذات أهداف واضحة وخطط‬
‫محددة تعمل في مجاالت متعددة تهدف إلى خدمة المجتمع وتوفير احتياجاته وتنميته‪ ،‬وتتجلى أهمية العمل التطوعي‬
‫مع عمل الحكومات عن طريق رفع مستوى‬ ‫التكامل‬ ‫في‬ ‫تتمثل‬ ‫المجتمع‬ ‫في أداء ثالث وظائف أساسية في‬
‫أداء الخدمات أو توسيع نطاقها‪ ،‬وتوفير خدمات جديدة قد يكون من الصعب على الحكومات تقديمها أو توفيرها (أحمد‪،‬‬
‫‪2016‬م‪ ،‬ص‪.)46‬‬
‫أن أهمية العمل التطوعي تتشكل في اإلسهام الفعال ألفراد المجتمع ومؤسساته في مواجهة وحل المشكالت‬
‫المجتمعية‪ ،‬والعمل على توحيد الجهود التي تبذلها الدولة والجهود التطوعية؛ للعمل على تقدم المجتمع وتحقيق رفاهيته‪،‬‬

‫كما أنه من خالل ممارسة العمل التطوعي يكتسب المشاركون فيه ً‬


‫قيما إيجابية تسهم في تنمية شعورهم وإحساسهم‬
‫بالمسؤولية المجتمعية‪ ،‬كما يسهم العمل التطوعي في التقليل من تحديات المشكالت االجتماعية والسلوك السلبي داخل‬
‫المجتمع‪ ،‬من خالل مشاركة أفراد المجتمع في القيام بمبادرات يمكنها أن تشعرهم بمسؤولياتهم المجتمعية ودورهم الفعال‬
‫فى تنمية قدرة المجتمع على مساعدة نفسه‪ ،‬عن طريق المبادرات والجهود الذاتية التي يمارسها المتطوعون‪.‬‬

‫ثقافة العمل التطوعي داخل المؤسسات التعليمية‪:‬‬

‫هاما من بناء مجتمع تعليمي قوي ومزدهر ‪ ،‬وتعتبر‬ ‫ثقافة العمل التطوعي داخل المؤسسات التعليمية تعد جزًءا ً‬
‫المؤسسات التعليمية بيئة مثالية للعمل التطوعي‪ ،‬حيث يمكن للطالب وأولياء األمور والمعلمين والموظفين المساهمة في‬
‫تحسين البيئة التعليمية وتعزيز تجربة التعلم للجميع‪ .‬إليك بعض الجوانب الرئيسية لثقافة العمل التطوعي داخل المؤسسات‬
‫التعليمية‪:‬‬
‫‪ ‬الدعم المتبادل‪ :‬تشجع ثقافة العمل التطوعي داخل المؤسسات التعليمية على التعاون والتبادل بين جميع‬
‫أفراد المجتمع التعليمي‪ .‬يمكن للطالب والمعلمين وأولياء األمور والموظفين دعم بعضهم البعض من خالل‬
‫تقديم المعلومات والخبرات والمهارات المختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز االنتماء والملكية‪ :‬يعزز العمل التطوعي شعور االنتماء والملكية في المؤسسة التعليمية‪ .‬من خالل‬
‫المشاركة في األنشطة التطوعية‪ ،‬يشعر األفراد بأنهم جزء من المجتمع التعليمي وأنهم يساهمون في تحقيق‬
‫تحسينات وإيجابيات داخل المدرسة‪.‬‬
‫فرصا للتعلم وتطوير المهارات‪.‬‬
‫‪ ‬تعلم القيم والمهارات‪ :‬يوفر العمل التطوعي داخل المؤسسات التعليمية ً‬
‫يمكن للطالب تعلم القيم مثل التعاون والعطاء والتفاني من خالل المشاركة في أعمال التطوع‪ .‬باإلضافة‬
‫إلى ذلك‪ ،‬يمكن لألفراد تنمية مهارات القيادة‪ ،‬والتنظيم‪ ،‬وإدارة الوقت من خالل تنظيم وتنسيق األنشطة‬
‫التطوعية‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز التواصل والتفاعل االجتماعي‪ :‬يعتبر العمل التطوعي فرصة لتعزيز التواصل والتفاعل االجتماعي‬
‫بين الطالب وبين الطالب والمعلمين والموظفين‪ .‬يمكن للمشاركة في األنشطة التطوعية أن تسهم في بناء‬
‫عالقات إيجابية وتعزيز التعاون بين األفراد‪.‬‬
‫‪ ‬الوعي المجتمعي والمسؤولية االجتماعية‪ :‬يعمل العمل التطوعي داخل المؤسسات التعليمية على تعزيز‬
‫الوعي المجتمعي وتنمية الروح المسؤولية االجتماعية لدى الطالب‪ .‬يساهم العمل التطوعي في تعريف‬
‫الطالب بقضايا المجتمع والتحديات التي يواجهونها‪ ،‬ويحثهم على المساهمة في حل تلك القضايا بطرق‬
‫إيجابية‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز القيم اإليجابية‪ :‬يعزز العمل التطوعي ثقافة القيم اإليجابية داخل المؤسسات التعليمية‪ ،‬مثل العطاء‬
‫والتعاون والتفان ي والتسامح‪ .‬يتعلم الطالب من خالل التجارب التطوعية قيمة تقديم المساعدة لآلخرين‬
‫والعمل من أجل الخير العام‪.‬‬

‫باختصار‪ ،‬ثقافة العمل التطوعي داخل المؤسسات التعليمية تساهم في تعزيز التواصل والتعاون‪ ،‬وتنمية المهارات‬
‫أساسيا من ترسيخ قيم التعليم‬
‫ً‬ ‫والقيم اإليجابية‪ ،‬وتعزيز االنتماء والملكية في المجتمع التعليمي‪ .‬تعتبر تلك الثقافة جزًءا‬
‫وتحقيق التعلم الشامل والتنمية الشخصية للطالب‪.‬‬

‫مجاالت العمل التطوعي‪:‬‬


‫التطوعي‪ -‬بوصفه رغبة إنسانية ‪ -‬في إتاحة فرص كبيرة وغير محدودة أمام أفراد المجتمع الراغبين في‬
‫ُّ‬ ‫يسهم العمل‬
‫المشاركة بأنشطة التطوع‪ ،‬وحيث إنه قد تختلف ظروف ومجاالت التطوع من مجتمع آلخر‪ ،‬نتيجة الختالف ظروف‬
‫المجتمع وأفراده‪ ،‬والمتغيرات التي قد تحدث في المجتمع‪(.‬شاهين‪ ،‬وشندي‪2013 ،‬م‪ ،‬ص‪)12‬‬
‫ولعل من أبرز مجاالت العمل التطوعي (ابن عسكر‪2015 ،‬م‪ ،‬ص‪:)373-372‬‬
‫‪ -‬المجال الدعوي‪ :‬يمثل العمل التطوعي في مجال الدعوة مواصلة للدعوة اإلسالمية الدائمة المتأصلة في النسق‬
‫يعد من المقومات الرئيسة الستم اررية الترابط المجتمعي وتماسكه في‬
‫الديني في المجتمع وتتضح أهميته في كونه ّ‬
‫مواجهة التحديات الوافدة في ظل اتساع حدود الدول اإلسالمية في ظل الغزو الثقافي‪.‬‬
‫‪ -‬المجال االجتماعي‪ :‬ويمثل أكثر المجاالت التي تنتشر فيها أنشطة العمل التطوعي‪ ،‬والتي تقوم بدور‬
‫كبير في خدمة المجتمع ومسايرة ما يتجدد من احتياجاته ومتطلباته المتعددة‪ ،‬ومن مظاهره المختلفة‪ :‬رعاية‬
‫الضعفاء والمساكين واأليتام ومساعدة األرامل ‪ ،‬ورعاية كبار السن وذوي االحتياجات الخاصة‪.)... ،‬‬
‫‪ -‬المجال التعليمي التربوي‪ :‬تتجلى أهمية العمل التطوعي في المجال التعليمي والتربوي نتيجة للدور الفعال في‬
‫التخفيف من اآلثار السلبية للجهل واألمية وإسهامه في حفظ وتماسك المجتمع وتكوين الشخصية السوية في ظل‬
‫الغزو الفكري والثقافي‪.‬‬
‫‪ -‬المجال الصحي‪ :‬ويتجلى دور العمل التطوعي في المجال الصحي في اإلسهام في تقديم برامج وأنشطة صحية‬
‫تهدف للتصدي لألمراض والوقاية منها‪ ،‬وتوعية المرضى في الوصول إلى الخدمات الصحية والمساعدة في‬
‫الحصول على األدوية وتنفيذ البرامج التثقيفية والتبرع بالدم وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬المجال األمني‪ :‬ويمثل المجال األمني أحد أهم مجاالت العمل التطوعي نتيجة لدوره المهم في التكامل مع الدور‬
‫الذي تقدمه األجهزة النظامية والحكومية للحد من مخاطر الخروج على النظام المجتمعي والتوعية األمنية بمخاطر‬
‫الجريمة والسلوك المنحرف على الفرد والمجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬المجال اإلعالمي‪ :‬لوسائل اإلعالم المختلفة دور مهم في التوعية بأهمية العمل التطوعي وتأثيره الفعال في تقدم‬
‫المجتمع من خالل تنفيذ الحمالت اإلعالمية لتنمية الوعي المجتمعي بأهمية المشاركة التطوعية في خدمة قضايا‬
‫المجتمع وبالتالي توجه سلوكه تجاه ما يجري حوله‪.‬‬

‫أنشطة تطوعية عملية داخل المؤسسات التعليمية وخارجها‬


‫توجد العديد من األنشطة التطوعية التي يمكن القيام بها داخل المؤسسات التعليمية وخارجها‪ ،‬وفيما يلي بعض األمثلة‬
‫على تلك األنشطة‪:‬‬
‫‪ ‬داخل المؤسسات التعليمية‪:‬‬
‫‪ .1‬مساعدة الطالب اآلخرين‪ :‬يمكن للطالب المتفوقين مساعدة زمالئهم في الدروس أو تقديم الدروس التعليمية‬
‫اإلضافية‪.‬‬
‫‪ .2‬التوجيه األكاديمي‪ :‬يمكن للطالب األكبر سناً مساعدة الطالب األصغر سناً في اختيار المسارات األكاديمية‬
‫وتقديم المشورة لهم‪.‬‬
‫‪ .3‬التطوير الشخصي‪ :‬يمكن تنظيم ورش عمل أو ندوات تهدف إلى تطوير مهارات االتصال والقيادة والتنظيم‬
‫للطالب‪.‬‬
‫‪ .4‬الرعاية البيئية ‪ :‬يمكن تنظيم حمالت تنظيف المدرسة وتوعية الطالب بأهمية الحفاظ على البيئة واالستدامة‪.‬‬
‫‪ .5‬األنشطة االجتماعية ‪ :‬يمكن تنظيم فعاليات اجتماعية مثل الحفالت أو النشاطات الرياضية لتعزيز التواصل‬
‫والروح الجماعية بين الطالب‪.‬‬
‫‪ ‬خارج المؤسسات التعليمية‪‬‬
‫‪ .1‬الخدمة المجتمعية ‪ :‬يمكن للطالب المشاركة في أنشطة خدمة المجتمع مثل زيارة دور الرعاية للمسنين أو‬
‫المشاركة في حمالت توعية صحية‪.‬‬
‫‪ .2‬التعليم العام‪ :‬يمكن للطالب المساهمة في تعليم األشخاص في الحاجة في المجتمع‪ ،‬مثل تدريس األطفال في‬
‫المدارس الفقيرة أو تقديم الدروس التعليمية لألشخاص غير المتمكنين من حضور المدارس‪.‬‬
‫‪ .3‬الدعم االجتماعي‪ :‬يمكن للطالب المشاركة في برامج الدعم االجتماعي لألشخاص الذين يعانون من ظروف‬
‫صعبة مثل المشردين أو الالجئين‪.‬‬
‫‪ .4‬الرعاية البيئية ‪ :‬يمكن للطالب المشاركة في حمالت تشجيع التوعية البيئية وحماية الحياة البرية وتنظيف‬
‫المناطق الطبيعية‪.‬‬
‫‪ .5‬األعمال التجارية االجتماعية‪ :‬يمكن للطالب المشاركة في إنشاء مشاريع تجارية تهدف إلى حل مشكالت‬
‫اجتماعية مثل الفقر أو البطالة‪.‬‬

‫هذه مجرد بعض األمثلة‪ ،‬ويمكن تخصيص األنشطة التطوعية وفًقا الحتياجات واهتمامات المؤسسة التعليمية والمجتمع‬
‫المحلي‪ .‬إذا كنت ترغب في البحث عن فرص تطوعية محددة‪ ،‬يمكنك التواصل مع المؤسسات التعليمية‪ ،‬المنظمات‬
‫غير الحكومية‪ ،‬أو مراكز التطوع في منطقتك لمعرفة المزيد عن األنشطة المتاحة وكيفية االنضمام إليها‪.‬‬
‫دور العمل التطوعي في تنمية قيم الوالء واالنتماء‬
‫(قيم المواطنة)‬
‫‪ .1‬مفهوم قيم المواطنة‪:‬‬
‫يشير "بيكمور" )‪ (Bickmore, 2014‬إلى أن قيم المواطنة تتضمن "تحديد طبيعة أفراد المجتمع‪ ،‬وتعامالتهم‬
‫وحياتهم معا‪ ،‬وطبيعة أنماط شخصية أفراد المجتمع ال تي ينبغي أن ينتمي إليها الناشئة"‪ ،‬ولذلك فإنه يعتمد في جوهره‬
‫مقياسا معياريا مقننا يقوم باألساس على ركائز أخالقية حول ما يجب تلبيته من أجل إرساء دعائم المواطن الصالح‬
‫والتعليم الفعال من أجل المواطنة‪.‬‬
‫وتعرف قيم المواطنة بأنها" مجمل القيم التي توضح مدى انتماء الفرد لوطنه‪ ،‬وإدراكه لألحداث السياسية التي تدور‬
‫من حوله‪ ،‬وقضايا البيئية‪ ،‬والمشكالت الصحية‪ ،‬واألزمات االقتصادية‪ ،‬وحقوق اإلنسان‪ ،‬وأهمية تطبيق القانون‪ ،‬واحترام‬
‫اآلخر والتسامح معه‪ ،‬والتزامه بالقيم االخالقية وتحمل المسؤولية وواجباته نحو مجتمعه"‪(.‬تركو‪2016 ،‬م‪ ،‬ص‪)175‬‬
‫كما تعرف قيم المواطنة بأنها" السمة المميزة لإلنسان الذي يعرف حقوقه وواجباته نحو وطنه ومدى قدرته على‬
‫التعايش اإليجابي مع أفراد مجتمعه واإلسهام في خدمتهم وقيامه باألعمال واألدوار الالزمة لرقي مجتمعه وتقدمه‪ ،‬وتحقيق‬
‫مبادئ العدالة والمساواة دون تفرقه على أساس الدين أو اللون أو الجنس"‪(.‬زقاوة‪2015 ،‬م‪ ،‬ص‪)56‬‬
‫ومن خالل ما سبق عرضه من تعريفات يمكن تعريف المواطنة بأنها ‪-:‬تركز مجموعة القيم التي تعكس انتماء‬
‫الفرد لوطنه‪ ،‬واتصافه بالقيم األخالقية الحميدة‪ ،‬والمسؤولية االجتماعية تجاه نفسه ومجتمعه‪ ،‬ومعرفة ما ينبغي له من‬
‫حقوق‪ ،‬وما يترتب عليه من واجبات ومسؤوليات تجاه المجتمع الذي يعيش فيه‪.‬‬
‫‪ .2‬أهمية تنمية قيم المواطنة‪:‬‬
‫تتناول المواطنة المواطن بالدرجة األولى باعتباره الهدف األسمى من عملية االصالح‪ ،‬وأن‬
‫إصالح أول لبنة من لبنات تحقيق الوحدة الوطنية‬ ‫طريق‬ ‫استقرار المجتمع وتقدمه ال يتحقق إال عن‬
‫أال وهو الفرد‪ ،‬ومن هنا تأتي أهمية المواطنة كمبدأ اجتماعي وقانوني وسياسي أسهم في تطور المجتمع اإلنساني بشكل ك‬
‫المساواة والعدل واإلنصاف‪ ،‬وتحقيق الديمقراطية والشفافية‪ ،‬والشراكة‬ ‫قيم‬ ‫إضافة إلى االرتقاء بالدولة ووإعالء‬ ‫بير‪،‬‬
‫الحقيقية وضمان الحقوق والواجبات‪.‬‬
‫وتسهم عملية تنمية قيم المواطنة في تطوير معرفة الطالب وفهمهم لقضايا الساعة المحلية والوطنية‪ ،‬تشجيعهم‬
‫على اكتساب الثقة في تكوين الرأي والتعبير عنه علناً‪ ،‬وتمكينهم من أن يكون لهم رأي داخل الجامعة حول جودة برامج‬
‫التعلم الخاصة بهم‪ ،‬والمشاركة في رسم السياسات وصنع القرار‪ ،‬وتشجيعهم على التعرف على المشاركة المسؤولة في‬
‫الجامعة والمجتمع المحلي‪ ،‬وبناء مهاراتهم القيادية‪ ،‬وإعدادهم للمشاركة الكاملة في النظام السياسي الديمقراطي ‪(Suyan,‬‬
‫)‪.2021, 948‬‬
‫وتتجلى أهمية قيم المواطنة في تدعيم استقرار حياة الفرد وتنمية المجتمع بشكل رئيس‪ ،‬بل يتجاوز األمر ذلك إلى‬
‫أبعد من ذلك في ضرورة العناية بها في ظل الواقع الحالي وما يحمله في طياتها من تحديات تؤثر بالسلب على تماسك‬
‫المجتمع واستق ارره ومحاربة كل ما هو أخالقي واهتزاز القيم ومحاربة الفضيلة‪ ،‬واضطراب المعايير االجتماعية‬
‫واألخالقية‪ ،‬وهذه األمور كلها تؤكد على ضرورة العمل على إعادة النظر في طبيعة القيم السائدة حاليا والعمل على‬
‫غرس القيم اإليجابية في نفوس الطالب لمواجهة التحديات التي يتعرضون لها‪.‬‬
‫قيم المواطنة ومبادؤها‪:‬‬
‫تشكل القيم في مجملها مكونات المواطنة المسئولة‪ ،‬والتي يتحتم تربية الفرد عليها ليصبح قاد اًر على االضطالع‬
‫بها وممارستها‪ .‬وفى ضوء ما أسفر عنه تحليل مفهوم كل من المواطنة والقيم‪ ،‬توجد أربع قيم رئيسة للمواطنة‪ ،‬يرتبط بها‬
‫كثير من القيم الفرعية المتداخلة معها‪ ،‬كما أنها محققة للمواطنة في أبعادها المختلفة‪ ،‬والتي يتعين على المؤسسات‬
‫ال تعليمية تنميتها لدى الطالب‪ ،‬وهى قيم االنتماء‪ ،‬والحوار‪ ،‬والمشاركة السياسية‪ ،‬والحفاظ على البيئة‪ ،‬ويمكن عرضها‬
‫على النحو التالي (إسماعيل‪2015 ،‬م‪ ،‬ص‪:)35‬‬
‫‪ -‬قيمة االنتماء‪ :‬يتولد الشعور باالنتماء لدى الفرد نتيجة ارتباطه بكيان أكبر مثل‪ :‬األسرة والقبيلة واألمة وغيرها‪،‬‬
‫لذا يعرف االنتماء بأنه وازع أو إحساس ينبع من داخل الفرد ويتمثل في تلبية الحاجات والدوافع االجتماعية‬
‫والنفسية‪ ،‬وينمي لدى الفرد االرتباط بقيم المجتمع وعاداته وثقافته وأنظمته المختلفة ومؤسساته بوصفه جزءاً من‬
‫المجتمع ويجب عليه التمسك بقيمه وااللتزام بمعاييره وضوابطه عن قناعة والتزام مع االستعداد للقيام بواجباته‬
‫من أجل نصرته والدفاع عنه واإلسهام في حل قضاياه‪.‬‬
‫‪ -‬قيمة الحوار‪ :‬يعد الحوار من القيم الحضارية واإلنسانية الضرورية‪ ،‬والتى يتعين على األفراد والمجتمعات‬
‫ممارستها‪ ،‬للتعامل االيجابي مع المتغيرات المعاصرة على المستويات المحلية واإلقليمية والعالمية‪ ،‬واإلفادة من‬
‫ايجابيات الحوار فى تحقيق المواطنة الفعالة للفرد داخل المجتمع‪.‬‬
‫تعد المشاركة السياسية أرقى واجبات المواطنة الصالحة عندما تتسنى للفرد فرصة‬
‫‪ -‬قيمة المشاركة السياسية‪ّ :‬‬
‫القيام بأدواره الواقعية نحو ق ضايا ومشكالت مجتمعه من خالل المشاركة في الحياة السياسية من خالل اإلسهام‬
‫الفاعل في اتخاذ الق اررات والمشاركة في تنفيذها باإلضافة إلى محاولة وضع األهداف العامة للمجتمع وبدائلها‬
‫وأفضل اإلجراءات واآلليات الالزمة لتحقيقها‪.‬‬
‫‪ -‬المحافظة على البيئة‪ :‬أصبح االهتمام بالبيئة وقضاياها من الموضوعات الرئيسة فى المجاالت التربوية ويعكس‬
‫ذلك ما يعقد من مؤتمرات‪ ،‬ومعاهدات واتفاقيات دولية تعنى بالحفاظ على البيئة‪ ،‬وأصبحت المواطنة البيئية من‬
‫قيم المواطنة الحديثة التي تبرز االهتمام بقضايا وشؤون البيئة‪ ،‬التى تعكس اهتمام الفرد بالمشاركة فى حماية‬
‫الشأن العام من خالل الحفاظ بالبيئة‪ ،‬ومن ثم دمج الفرد فى حل القضايا والمشكالت البيئية‪.‬‬
‫وحدد هوبكنز (‪ ) 2002‬خمسة جوانب رئيسية لقيم المواطنة الصالحة التي تمثل المواطن الصالح في المجتمع‬
‫وهي )‪:(Al-Qatawneh, et al, 2019, 2‬‬
‫‪ -‬الصدق‪ :‬يجب أن يكون المواطن الصالح صاد ًقا مع اآلخرين وكذلك مع نفسه‪ ،‬من أجل أن يكون مو ً‬
‫اطنا‬
‫صالحا في مجتمعه‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬التعاطف‪ :‬يشير التعاطف إلى عاطفة االهتمام بالناس ولألشياء الحية األخرى؛ حيث إن التراحم يخلق رابطة‬
‫عاطفية بين المواطن واآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬االحترام‪ :‬يشير االحترام إلى احترام المواطن لذاته واحترامه أفكار اآلخرين واحترام القوانين واألنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬المسؤولية‪ :‬المسؤولية تشمل كال من المسؤولية الشخصية عن نفسه والمسؤولية العامة عن المجتمع‪ ،‬والتزام‬
‫الفرد بالقيم والتزامه بالدفاع عن الوطن وحمايته‪.‬‬
‫‪ -‬الشجاعة‪ :‬الشجاعة مهمة للمواطن ة الصالحة ألنها تلهم المواطن للمشاركة في إحداث التغييرات المطلوبة في‬
‫المجتمع من أجل التطوير واإلصالح‪.‬‬
‫ومن خالل ما تقدم من قيم فإن التربية على المواطنة تتجلى في الحفاظ على القيم االجتماعية واألخالقية التي‬
‫تعكس هوية المجتمع وأصالته‪ ،‬والتي تتمثل في مجموعة من القيم والمبادئ التي يجب ترسيخها‪ ،‬ويأتي على رأسها‬
‫اإلحساس بالهوية العربية اإلسالمية والحضارية‪ ،‬واالعتزاز بها واالستعداد للتضحية من أجلها‪ ،‬مع ضرورة االنفتاح‪ ،‬في‬
‫ذات الوقت على الثقافات والمجتمعات األخرى والتعامل معها في إطار من الفهم العميق والموضوعية والحوار القائم‬
‫على العلم واالحترام واإلنسانية‪.‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫لم تعد المدرسة هي المصدر الوحيد للمعرفة في ظل االنفجار المعرفي المتسارع لذا فإن قدرتها على البقاء‬
‫والتميز في ظل مجتمع المعرفة أصبحت تقاس بقدرتها على التعلم الجيد‪ ،‬وعلى ذلك تغيرت النظرة التقليدية لها من‬
‫كونها مكانا ً يتعلم فيه الطالب‪ ،‬ويدرس فيه المعلمون‪ ،‬ويقود فيه المديرون‪ ،‬إلى منظور أوسع وأشمل يهتم بتعلم كافة‬
‫األطراف المعنية من قادة ومعلمين وإداريين وطالب إلى جانب اآلباء وأفراد المجتمع المحلي‪ ،‬ومن ثم تحولت إلى ما‬
‫يطلق عليه منظمة تعلم )‪ (Learning Organization‬أو مجتمع تعلم‪(Learning Community).‬‬
‫ويفهم من ذلك أن عملية التعلم تمثل المقوم األساسي الذي تعتمد عليه أي مدرسة لكي تصبح منظمة تعلم‪ ،‬حيث‬
‫تهتم بالتطوير المستمر لقدرات العاملين وكافة المسؤولين بها‪ ،‬وتنمية أنماط جديدة من التفكير لديهم‪ ،‬كما تحثهم على‬
‫العمل الجماعي إلنجاز المهام واألنشطة وتحقيق األهداف‪ ،‬وال يتأتى ذلك إال في ظل قيادة واعية تدمج عملية التعلم‬
‫في رؤية المنظمة وأهدافها واستراتيجياتها وأنشطتها اليومية‪.‬‬
‫وبناء على ماسبق فإن المجتمعات المهنية للتعلم يمكن أن تصبح مدخالً قويا ً إلى التنمية المهنية واستراتيجية‬
‫فعالة لتغيير وتطوير المدارس‪ ،‬فقد أثبتت التجارب والممارسات التربوية أن اإلصالح التعليمي الذي يفرض على‬
‫المدرسة من خارجها‪ ،‬ال يحقق – غالبا ً – النتائج المرجوة منه‪ ،‬فاإلصالحات التي توضع من قبل المسئولين‪ ،‬ثم‬
‫تطبق على المدارس دون مراعاة للتفاوت فيما بينها في اإلمكانات المادية والبشرية والبنى التنظيمية‪ ،‬وكذلك مدى‬
‫استعداد المدارس لتطبيقها‪ ،‬ومدى تحمس العاملين بها لتقبلها ودعمها‪ ،‬كلها أمور تؤثر بدرجة كبيرة على نجاح هذه‬
‫اإلصالحات‪.‬‬

‫فلسفة ونشأة مجتمعات التعلم المهنية‬


‫تعود جذور فكرة مجتمعات التعلم إلى فلسفة جون ديوي الذي أكد على التعلم الجماعي‪ ،‬إضافةً إلى ظهور‬
‫نظريات التعلم التعاوني وفرق العمل‪ ،‬التي أغنت مفهوم مجتمعات التعلم الذي برز لتعزيز المفاهيم المشتركة وتحقيق‬
‫التآزر والمشاركة والتوافق بين الجهد الفردي والجماعي لتحقيق االنسجام والتكامل‪ .‬ويعد “بيتر سينج” هو المؤسس‬
‫لمنظمات التعلم والذي أكد على أهمية مجتمعات التعلم في المدارس‪ .‬وظهر مفهوم مجتمعات التعلم في أواخر‬
‫ثمانينات القرن العشرين وفي بداية القرن الحادي والعشرين‪ ،‬بتحول العالم من مجتمع الصناعة إلى مجتمع ما بعد‬
‫الصناعة‪ ،‬ومن مجتمع المعلومات‪ ،‬إلى مجتمع المعرفة‪ ،‬وهذا التحول المتسارع يتطلب من اإلنسان المعاصر أن‬
‫يكون منخرطا ً باستمرار في جماعات التعلم‪ ،‬وأن يتعلم اإلنسان محتوى فاعال ويتعلم كيف يتعلم‬

‫مفهوم مجتمعات التعلم المهنية ‪:‬‬


‫تتعدد مفاهيم مجتمعات التعلم المهنية‪ ،‬وتدور جميعها حول مبدأ التعاون الذي يكفل التعلم المستمر‪ ،‬للمعلمين‬
‫والمتعلمين على حد سواء‪ ،‬هذا المبدأ الذي يمكن اعتباره جوهر مفهوم مجتمعات التعلم المهنية‪.‬‬
‫ُدرسون نفس المقرر‬ ‫وتشير مجتمعات التعلم المهنية إلى نوع من المشاركة يحدث بين فريق من المعلمين الذين ي ّ‬
‫الدراسى بحيث تستهدف تلك المشاركة تحقيق مجموعة من األهداف المحددة سلفًا في إطار رؤية مشتركة يصيغها‬
‫أطراف مجتمع التعلم المهني ويلتفون حولها‪.‬‬
‫وعلى النحو الذي يحقق تطوير مستمر ألداء أطراف مجتمع التعلم المهني‪ ،‬وتجعلهم شركاء ع ّما تسفر عنه العملية‬
‫التعليمية من نتائج إيجابية أو سلبية‪.‬‬
‫وتعد مجتمعات التعلم المهنية واحدة من الركائز التي يُعتمد عليها في تعزيز الجودة في التعليم وتطوير المؤسسات‬
‫التعليمية‪ ،‬وتحويلها إلى مؤسسات تربوية متكاملة‪ ،‬ال تركز فقط على عملية تعليم الطالب‪ ،‬بل على عملية تعلمهم‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار يتضح جليًا أهمية اكتساب المعلمين للمهارات والمعارف التي تجعلهم قادرين على إيفاء متطلبات‬
‫عملية تعلم الطالب‪.‬وهذا هو ما يسعى إليه نموذج مجتمعات التعلم المهنية‪ ،‬بما يطرحه من أنشطة وقنوات تواصل‬
‫وسبل تفاعل‪ ،‬تكفل للمعلمين تبادل مستمر للخبرات والمعارف‪ ،‬واطالع دائم على أكفأ الممارسات التعليمية‪.‬األمر‬
‫الذي يساهم في تعزيز دور المعلم وكفاءته‪ ،‬وجعله أقدر على حل المعوقات التي تعترضه خالل العمل‪.‬‬
‫ومن شأن ذلك كله أن يصب في بوتقة تعلم الطالب‪ ،‬وتذليل صعوبات التعلم التي يعانون منها‬
‫نظرا ً لحداثة مصطلح مجتمعات التعلم‪ ،‬فليس هناك تعريف محدد لها‪ ،‬فمجتمعات التعلم قد يختلف تفسيرها‬
‫باختالف السياق الذي تفسر فيه‪ ،‬غير أنه يبدو أن هناك إجماعا ً واسعا ً على أن المقصود بهذه المجتمعات هو قيام‬
‫مجموعة من الناس يعملون بشكل جماعي بمشاركة بعضهم البعض في ممارساتهم‪ ،‬والبحث الناقد في هذه‬
‫الممارسات‪ ،‬وذلك بطريقة تتسم باالستمرارية والتعاونية والتأملية واالستيعاب والتوجيه التعليمي‪ ،‬والدفع نحو‬
‫التحسين والنمو‪.‬‬
‫وتعرف مجتمعات التعلم المهنية بأنها‪" :‬المجتمع الذي يكون فيه المعلمون وإدارة المدرسة في سعى دائم‬
‫للمشاركة في التعلم‪ ،‬والبناء على هذا التعلم‪ ،‬بهدف تعزيز فاعليتهم المهنية‪ ،‬بما يعود بالفائدة على الطالب‪ ،‬وهو‬
‫ما يمكن تسميته بمجتمعات التطوير والبحث المستمر"‪.‬‬
‫كما تعرف بأنها تلك المجتمعات التي تتكون من مجموعة من األفراد يشتركون في هدف واحد‪ ،‬ويتعاونون في‬
‫تحديد جوانب القوة لدى كل فرد واستثمارها‪ ،‬ويحترمون تنوع اآلراء‪ ،‬ويدعمون فرص التعلم بفاعلية‪ ،‬األمر الذي‬
‫يؤدي إلى توفير بيئة متعاونة نشطة‪ ،‬وتنمية قدرات عالية لدى جميع األعضاء‪ ،‬وإمكانية إنتاج معارف جديدة‬
‫والعمل على تبادلها‪.‬‬

‫أهداف مجتمعات التعلم المهنية‪:‬‬


‫يعد تحسين عملية التعلم هو الهدف األساسي لمجتمعات التعلم المهنية‪ ،‬ومنه تنبثق العديد من توصيات المجتمعات‬
‫المهنية وأهدافها‪.‬‬

‫تحفيز التفكير النقدي واإلبداعي‪ ،‬ودعم األنشطة االبتكارية في إطار عملية التعليم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بيان دور المهنية في العملية التعليمية‪ ،‬وكيف تسهم في ترسيخ القيم التعليمية المشتركة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إكساب المتعلمين مجموعة مختلفة من المهارات الحياتية‪ ،‬على رأسها‪ :‬مهارات التفاوض والقيادة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إيجاد حلول مبتكرة وقابلة للتطبيق بشأن ما يواجه المتعلمين من صعوبات في االستيعاب أو خالل التقييم‪ ،‬أو‬ ‫‪‬‬
‫غيرها‪.‬‬
‫خلق مساحة للتطوير المستمر لمهارات المعلمين وخبراتهم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلفادة من التقنيات التكنولوجية في الحصول على معرفة غير محدودة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫خلق مجتمعات دراسية تدعم عملية التعلم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التطوير الشامل للمنظومة التعليمية على النحو الذي يصب في المصلحة العامة للمجتمع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تلك األهداف التي تختلف باختالف المجتمع المهني‪ ،‬كما تختلف في إطار المجتمع المهني الواحد‪ ،‬بناء على‬
‫المرحلة والظروف التي يمر بها‬

‫يمكن اإلشارة إلى أهم األهداف التي يسعى مجتمع التعلم المهني على تحقيقها فيما يلي‪:‬‬
‫إصالح وتطوير المدارس‬
‫ويمثل هذا الهدف الغاية الكبرى لمجتمع التعلم المهني‪ ،‬وهو تحقيق اإلصالح المدرسي وتطوير عملية التعلم‪،‬‬
‫والجديد هنا في عملية اإلصالح أنها تتم من خالل التعليم نفسه‪ ،‬أو ما يمكن أن نسميه “إصالح التعليم بالتعليم فإذا كان‬
‫المجتمع المهني يدفع فعالً نحو التغيير التعليمي والتطوير واإلصالح‪ ،‬فإنه يفعل ذلك من خالل خلق أو إيجاد بيئة من‬
‫شأنها أن تساعد على التعلم‪.‬‬
‫خلق بيئة مدرسية داعمة ومحفزة على التعلم‬
‫إن بناء هذه البيئة الداعمة والمحفزة لعملية التعلم يعد من أهم األهداف واألسس لبناء مجتمع تعلم مهني‪ ،‬لذا فإن‬
‫نجاح المدرسة في بناء مجتمع تعلم مهني مرهون بدرجة كبيرة بقدرتها على بناء بيئة تعاونية “تتسم بالصداقة”‬
‫ومساعدة العاملين بعضهم البعض‪ ،‬بحيث يتولد لديهم إحساس بأنهم أسرة واحدة تعمل بانسجام‪” .‬‬
‫تنمية الشعور بالشخصية الجماعية‬
‫تعتمد مجتمعات التعلم على مناخ عمل جماعي يتسم بالتواصل المنفتح والمشاركة في صنع القرار والفهم‬
‫المشترك‪ ،‬والعمل القائم على الفرق التعاونية‪ ،‬كل ذلك يؤدي إلى شعور الفرد بأنه عضو في جماعة‪ ،‬أو فرد في‬
‫فريق‪ ،‬ومن ثم يتعلم الطالب أنهم ال يمكن أن يكونوا مستقلين تماما ً بذاتهم‪ ،‬وال معتمدين تماما ً على اآلخرين‪.‬‬
‫تنمية خبرات ومهارات الطالب والمعلمين‬
‫ال يقتصر مجتمع التعلم المهني على تنمية المهارات والخبرات وحدها ولكنه إلى جانب ذلك يهدف إلى تنمية‬
‫الخبرات االجتماعية واألكاديمية والمهنية‪ ،‬ويتم دمج هذه الخبرات معاً‪ ،‬وتهدف كل البرامج التي تقدم في مجتمع‬
‫التعلم المهني إلى تنمية المهارات والخبرات الشخصية لدى المعلم والطالب وكذلك تنمية مهارات التفكير المعقدة‪،‬‬
‫خاصة التفكير اإلبداعي‪،‬حيث يتعود الطالب على ممارسة البحث العلمي في دراسة مشكلة معينة‪ ،‬وجمع المادة‬
‫العلمية من مصادرها‪.‬‬
‫رفع مستوى األداء األكاديمي في مجتمعات التعلم المهنية‬
‫إن تحسين األداء األكاديمي للمدرسة من أهم أهداف مجتمعات التعلم داخل المدرسة‪ ،‬فالمدارس التي تتبنى نظام‬
‫المجتمعات المهنية تحافظ على معدالت تحصيل عالية‪.‬‬

‫المبادئ واألسس التي تقوم عليها مجتمعات التعلم المهنية‬


‫القيادة التشاركية الدعامة‬
‫ففي مجتمع التعلم المهني يتبادل مدير المدرسة القيادة مع العاملين‪ ،‬ويشارك معهم بأسلوب جماعي ديمقراطي‬
‫في العمل المدرسي‪ ،‬ويتقاسم معهم السلطة والقوة‪ ،‬وبذلك يمكن أن تزدهر استقاللية المعلمين وتمكينهم‪.‬‬
‫الرؤية والقيم المشتركة‬
‫ال يمكن بناء منظمة تعلم بدون رؤية مشتركة يتفق عليها جميع العاملين‪ ،‬حيث يتميز مجتمع التعلم بوجود رؤية‬
‫ورسالة مشتركة‪ ،‬ويشعر جميع األعضاء العاملين بمسئوليتهم المشتركة نحو تحقيق األهداف‪.‬‬
‫اإلبداع الجماعي‬
‫عندما يتعاون العاملون‪ ،‬فإنهم يبحثون بصورة جماعية عن معارف جديدة ويتبادلونها‪ ،‬ويؤثر هذا النشاط‬
‫بإيجابية على ممارساتهم داخل المدرسة‪.‬‬
‫الظروف الداعمة‬
‫لتحويل المدارس إلى مجتمعات تعلم يجب أن تكون البيئة الحالية داعمة وقوية بدرجة كافية بحيث تسمح‬
‫للعاملين بالمشاركة في األنشطة التعاونية‪ .‬وتتضمن الظروف الداعمة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬قدرات األفراد المشاركين‪ ،‬وتمثل الجانب الثقافي للمدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬الظروف الطبيعية والهيكلية‪ ،‬وتمثل الجانب التنظيمي للمدرسة‪.‬‬
‫ممارسات بناء قدرة المدارس كمجتمعات تعلم مهنية‪:‬‬
‫هناك عددا ً من الممارسات تساعد في بناء قدرة المدارس كمجتمعات تعلم مهنية‪ ،‬وتلعب القيادة دورا ً محوريا ً في‬
‫تلك العملية‪ ،‬وتتمثل تلك الممارسات فيما يلي‪:‬‬
‫)‪ (1‬ممارسات تأملية‪Reflective Practices:‬‬
‫فمن الشائع في تلك المدارس أن يتأمل المعلمون ممارساتهم ويختبروا البدائل التعليمية‪ ،‬ويتم التعرف على‬
‫تأمالتهم وجهودهم البحثية من خالل اتجاههم نحو جمع مجموعة كبيرة من البيانات حول الفصل والمدرسة‪.‬‬
‫)‪ (2‬الموارد التنظيمية‪Organizational Resources:‬‬
‫يتوافر في تلك المدارس موارد تكنولوجية ومنهجية ومكتبية مناسبة‪ ،‬وكذلك فرص عديدة للتنمية المهنية‪.‬‬
‫)‪ (3‬االستمرارية‪Currency‬‬
‫يحرص العاملون في تلك المدارس على اإلطالع المستمر على أحدث البحوث في مجال التعليم والتعلم‬
‫)‪ (4‬فرص التعلم‪Learning Opportunities:‬‬
‫تتيح تلك المدارس فرصا ً عديدة للتعلم أمام العاملين والطالب واآلباء‪ ،‬ويقوم المديرون بتنمية ثقافة تحث على‬
‫التعلم‪.‬‬
‫)‪ (5‬التدريس التفاعلي‪Interactive Teaching:‬‬
‫يبحث المعلمون في تلك المدارس عن طرق لتحسين عمليتي التعليم والتعلم‪ ،‬ويتم ذلك بصورة جماعية‪.‬‬
‫)‪ (6‬مشاركة المتعلم‪Learner Engagement:‬‬
‫تتسم تلك المدارس بارتفاع مستوى مشاركة الطالب معرفيا ً وسلوكيا ً وانفعاليا ً‪.‬‬
‫)‪ (7‬بناء فرق تعلم‪Developing Learning Teams:‬‬
‫يهتم المديرون في تلك المدارس بتقدير العمل الجماعي وحث اآلخرين على القيام بأدوار قيادية‪.‬‬
‫مما سبق يتضح أن تحويل المدارس إلى مجتمعات تعلم مهنية يعتمد إلى حد كبير على بناء قدرات القادة‬
‫واألفراد العاملين بتلك المدارس وتنمية معارفهم ومهاراتهم‪ ،‬ومن أبرز الممارسات التي تسهم في ذلك مشاركة جميع‬
‫أفراد المجتمع المدرسي في العمل القيادي وصنع القرارات المدرسية‪ ،‬باإلضافة إلى مشاركة الطالب والمتعلمين‬
‫أنفسهم‪ ،‬والتركيز على التعلم الفردي والتنظيمي‪ ،‬والقيام باألنشطة المختلفة من خالل العمل الجماعي وبناء فرق‬
‫العمل‪.‬‬

‫متطلبات تحويل المدارس إلى مجتمعات تعلم مهنية‪:‬‬


‫يمكن تحديد مجموعة من المتطلبات الالزمة لتحويل المدارس إلى مجتمعات تعلم مهنية على النحو التالي‪:‬‬
‫تبني نمط قيادي معاصر يدعم مشاركة العاملين‬
‫إن مجتمعات التعلم تتطلب نمطا ً مختلفا ً من القيادة يزيد فيه مستوى مشاركة العاملين في عملية صنع القرار‪،‬‬
‫وتبادل السلطة‪ ،‬ويعمل فيه القادة على بناء القدرة القيادية بين زمالئهم‪ ،‬ويهتمون في الوقت ذاته بتحسين اإلنجاز‬
‫الطالبي على المدى الطويل‪.‬‬
‫إن تحويل المدارس إلى مجتمعات تعلم يتطلب دعم المدير الذي يرفض فكرة صنع القرار بمفرده‪ ،‬كما أن‬
‫المديرين الذين يرغبون في تقاسم القيادة مع اآلخرين يجب أن يستبدلوا الرقابة على المعلمين بدعمهم وإتاحة الفرص‬
‫أمامهم للنمو والتطور‪.‬‬
‫توزيع المهام والمسئوليات القيادية على جميع العاملين بالمدرسة وفقا ً لقدراتهم‬
‫ال يمكن إنجاز المهام الصعبة في أي مشروع يقوم على المعرفة مثل التعليم والتعلم بدون توزيع المسئوليات‬
‫والمهام القيادية ونشرها بين العاملين‪ ،‬وبهذا المعنى فإن تحويل المدارس إلى مجتمعات تعلم مهنية يتطلب من القادة‬
‫توزيع المسئوليات والمهام القيادية على كافة أعضاء المجتمع المدرسي وفقا ً لقدراتهم‪.‬‬
‫توفير مناخ صحي للعالقات‬
‫وفي سياق تحويل المدرسة إلى مجتمع تعلم مهني تزداد العالقات بين جميع األفراد من قادة وتابعين‪ ،‬ومن ثم‬
‫فعلى القادة توفير مناخ صحي للعالقات لكي يحقق جميع األفراد في المجتمع المدرسي مستويات مرتفعة من‬
‫التعلم‪.‬كما يتطلب بناء مجتمع التعلم المهني أن يعمل مدير المدرسة على تعزيز المناخ اإليجابي للتعلم من خالل‬
‫الحفاظ على درجة عالية من الشفافية‪ ،‬وتوفير الحفاظ للعاملين‪.‬‬
‫التركيز على التعلم‬
‫إن بناء مجتمع التعلم المهني يتطلب من القادة التركيز على التعلم والبحث عن استراتيجيات للمحافظة عليه ‪.‬‬
‫بناء هياكل تنظيمية تدعم ثقافة التعاون بين العاملين‬
‫في سياق بناء مجتمع التعلم المهني يدرك التربويون ضرورة العمل بصورة جماعية لتحقيق هدفهم الجماعي‬
‫لتعلم الجميع‪ ،‬ومن ثم فهم يقومون ببناء هياكل تدعم ثقافة التعاون‪.‬‬
‫بناء الثقة بين أطراف التعلم في المدرسة‬
‫يعد بناء الثقة أمرا ً جوهريا ً لنجاح العمل التعاوني في مجتمعات التعلم‪ ،‬فثمة حاجة إلى بناء الثقة المتبادلة بين‬
‫الزمالء واألقران‪ ،‬وبينهم وبين القادة‪.‬‬
‫دعم ثقافة التنمية المهنية المستدامة‬
‫إن ثقافة التنمية المهنية المستمرة تعد من المتطلبات المهمة لنجاح المدارس كمجتمعات تعلم‪ ،‬وتتضمن تلك‬
‫التنمية جميع األفراد العاملين‪ ،‬وتعتمد على رؤية مشتركة‪ ،‬وعلى العمل الجماعي ‪ /‬الفريقي‪ ،‬وتعتبر المدير كقائد‬
‫متعلم‪.‬‬
‫ويهتم القادة في مجتمعات التعلم المهنية اهتماما ً كبيرا ً بتنمية القدرة القيادية في مدارسهم‪ ،‬وتنتشر صور التدريب‬
‫والتنمية فمنها‪ :‬الحوارات التأملية‪ ،‬وشبكات العمل‪ ،‬ونماذج الدور‪ ،‬ويعد ذلك فرصة لممارسة األدوار القيادية عبر‬
‫مواقف متعددة وبيئات مدرسية متنوعة‪.‬‬
‫فرق العمل ضرورة لبناء مجتمعات التعلم‬
‫وتكمن أهمية فرق العمل كأحد المتطلبات األساسية لبناء مجتمعات التعلم في كونها تقنية أو أسلوب حديث يساعد‬
‫على تفهم وتقبل األفراد اآلخرين في العمل ومعرفة أبعاد سلوك كل فرد وما يتسم به من دوافع واستعدادات وقدرات‬
‫للتفكير واإلبداع‪ ،‬كما أنه يساعد على تعزيز الدعم والثقة واالتفاق وتحقيق األهداف‪.‬‬
‫ويحتاج العمل الفريقي في المدارس التي تحولت إلى مجتمعات تعلم مهنية إلى الدعم والتعزيز بصورة كلية‬
‫حيث يظهر فيه االلتزام بالقيادة التشاركية والتعاون‪.‬‬

‫األنماط القيادية المالئمة لتحويل المدارس إلى مجتمعات تعلم مهنية‬


‫القيادة التوزيعية ومجتمعات التعلم المهنية‬
‫تعد القيادة التوزيعية أحد األنماط القيادية المعاصرة التي ظهرت حديثا ً في المنظمات التعليمية‪ ،‬ومن بينها‬
‫المدارس‪ ،‬ولقد أثبتت نتائج عدة دراسات أن لها دورا ً فاعالً في بناء مجتمعات التعلم المهنية‪ ،‬وتتضح أهمية القادة‬
‫التوزيعية في مجتمعات التعلم المهنية في عدد من المؤشرات والممارسات التي يمكن تناولها من خالل العديد من‬
‫األدبيات والدراسات المرتبطة على النحو التالي‪.‬‬
‫‪ -‬دعم قادة المدارس للتنمية المهنية و للتعليم والتعلم بفاعلية‪ ،‬وتحفيز جميع العاملين واألطراف المعنية للعمل‬
‫معا ً كفريق تعاوني لدراسة االعوامل المهمة المرتبطة بتطوير رسالة المدرسة وأهدافها لغرض التحسين‬
‫المدرسي‪.‬‬
‫‪ -‬تفويض األطراف المعنية ومشاركتها في مسئولية صنع القرار المدرسي بصورة تعاونية وتوزيع المسئولية‬
‫على األعضاء لزيادة شعورهم بالملكية والمحاسبية إلى أقصى حد‪.‬‬
‫‪ -‬تعاون األعضاء لتحديد وتحقيق أهداف التعلم بالمدرسة‪ ،‬واستخدام المدرسة آلليات رسمية للتبادل المهني‪،‬‬
‫واهتمامها بتنمية شبكة للعالقات‪.‬‬
‫‪ -‬رسم الفرق الجماعية لخطوط السلطة والمسؤولية وتدريب الفرق على أنشطة التحسين المدرسي‪ ،‬واالنضمام‬
‫إلى صنع القرار التشاركي‪ ،‬والبحث عن الحلول فعالة للمشكالت المدرسية‪ ،‬مع توفير موارد كافية‬
‫وظروف عمل داعمة للتخطيط التعاوني‪.‬‬
‫القيادة التشاركية ومجتمعات التعلم المهنية‬
‫تعد القيادة التشاركية أحد األنماط القيادية التي ظهرت مؤخرا ً في أدبيات الفكر التنظيمي المعاصر‪ ،‬والتي‬
‫يمارسها العديد من القادة في المدارس‪ ،‬وقد أظهرت نتائج عدة دراسات وبحوث أن لها دورا ً فاعالً في تحويل‬
‫المدارس إلى مجتمعات تعلم مهنية‪.‬‬
‫إن القيادة التشاركية تدعم مجموعة من التفاعالت والعالقات المتعددة التي تعمل على بناء القدرة للتغيير‪ .‬ولقد‬
‫انتهت حركات اإلصالح التربوي المعاصرة إلى أن القيادة التشاركية تعد استراتيجية مفضلة لتحقيق التحسين‬
‫المدرسي‪ ،‬فهي تحث العاملين على االندماج” بصورة أكبر في الممارسات االبتكارية لصنع القرارات التعليمية‪.‬‬
‫وهناك خمسة عناصر تصف المشاركة في القيادة من أجل ممارسة التعلم على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬تعمل الهياكل على تدعيم المشاركة في تطوير المدرسة كمجتمع تعلم‪.‬‬
‫‪ -‬تظهر القيادة التشاركية في التدفق اليومي لألنشطة المدرسية‪.‬‬
‫‪ -‬يتم تشجيع كل فرد لتحمل مسئولية القيادة بحيث تكون مناسبة للمهام التي يقوم بها‪ ،‬ومتوافقة مع السياق‪.‬‬
‫‪ -‬يتم االعتماد على خبرات العاملين والطالب واآلباء‪ ،‬واعتبارهم موارد‪.‬‬
‫‪ -‬يتم تقدير وتعزيز األنماط التعاونية للعمل والنشاط مع تجاوز حدود المادة الدراسية والدور والمنصب‪.‬‬

‫خصائص النمط القيادي المالئم لتحويل المدارس إلى مجتمعات تعلم مهنية‬
‫في ضوء ما تم تناوله من طبيعة مجتمعات التعلم المهنية وخصائصها‪ ،‬وبناء قدرات العاملين بها‪ ،‬ومتطلبات‬
‫تحويل المدارس لمجتمعات تعلم مهنية‪ ،‬ونمطي القيادة التوزيعية والتشاركية‪ ،‬يمكن استخالص مجموعة من‬
‫الخصائص للنمط القيادي المالئم لتحويل المدارس إلى مجتمعات تعلم مهنية‪ ،‬ويتم تقسيمها إلى المجاالت التالية‪:‬‬
‫المجال األول‪:‬فصل الممارسات القيادية عن سلطة المنصب وربطها بالخبرة‪ ،‬ويتضمن‪:‬‬
‫‪ -‬التأكيد على أن القيادة صفة غير مرتبطة بشخص أو منصب معين‪ ،‬وإنما تمتد لتشمل أي عضو من أعضاء‬
‫فريق العمل المدرسي‪.‬‬
‫‪ -‬االعتماد على الخبرة بدالً من السلطة الوظيفية في ممارسة العمل القيادي بالمدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع الممارسات والمسئوليات القيادية بين القادة الرسميين وغير الرسميين‪.‬‬
‫‪ -‬تحويل أعضاء المجتمع المدرسي لممارسة األدوار واألنشطة القيادية‪.‬‬
‫المجال الثاني‪:‬دعم ثقافة المشاركة بين كافة األطراف المعنية‪ ،‬ويتضمن‪:‬‬
‫‪ -‬صنع القرار المشترك بين القادة والعاملين واألطراف المعنية‪.‬‬
‫‪ -‬مشاركة أعضاء المجتمع المدرسي والمحلي في قيادة المدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬مشاركة أعضاء المجتمع المدرسي في تحديد ونشر رؤية المدرسة وأهدافها‪.‬‬
‫المجال الثالث‪:‬تطوير الهياكل التنظيمية‪ ،‬ويتضمن‪:‬‬
‫‪ -‬تبني هياكل تعتمد على فرق العمل وتسمح بتمكين العاملين ودعم استقالليتهم ومشاركتهم في القيادة‪ ،‬وتدعم‬
‫ترتيبات توزيع السلطة‪ ،‬واالتصال المفتوح وتبادل المعلومات بين األعضاء‪.‬‬
‫‪ -‬تبني الهياكل المرنة غير الهيراركية التي تسمح لألفراد بالتعلم وبإحداث التغييرات‪ ،‬والقدرة على التكيف‬
‫السريع مع التغيرات البيئية‪.‬‬
‫المجال الرابع‪:‬تبني ثقافة تنظيمية تدعم القيم اإليجابية‪ ،‬ويتضمن‪:‬‬
‫‪ -‬تهيئة البيئة التي تساعد على إقامة عالقات تعاونية إيجابية بين أعضاء المجتمع المدرسي‪.‬‬
‫‪ -‬نشر ثقافة التعاون بين أعضاء المجتمع المدرسي‪ ،‬وتعزيز األنماط التعاونية في ممارسة األنشطة المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز االحترام المتبادل والشعور بالتقدير والثقة بين القادة وأعضاء الفريق المدرسي‪.‬‬
‫المجال الخامس‪:‬دعم التنمية المهنية المستدامة‪ ،‬ويتضمن‪:‬‬
‫‪ -‬توفير فرص التنمية المهنية المستمرة أمام أعضاء الفريق المدرسي‪.‬‬
‫‪ -‬االهتام ببناء القدرات القيادية ألعضاء المجتمع المدرسي‪.‬‬
‫المجال السادس‪:‬دعم ثقافة التعلم ونشرها‪ ،‬ويتضمن‪:‬‬
‫اعتبار المدرسة فريق من المتعلمين‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام بالتعلم الجماعي التعاوني بين أعضاء الفريق المدرسي‪.‬‬
‫‪ -‬حث أعضاء الفريق المدرسي على اكتشاف فرص وتحديات جديدة للتعلم من خالل اكتساب المعارف‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫المجال السابع‪:‬دعم االبتكار والتجديد‪ ،‬ويتضمن‪:‬‬
‫‪ -‬تيسير االبتكار من خالل تعزيز اآللية التحفيزية لتمكين العاملين وأعضاء الفريق‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية قدرة الفريق على تحويل األفكار الجديدة والمعارف الفردية إلى إجراءات وممارسات وخدمات‬
‫ابتكارية‪.‬‬
‫‪ -‬إتاحة الفرصة أمام أعضاء الفريق المدرسي لالبتكار وتجريب األفكار والممارسات الجديدة‪.‬‬
‫ما هي استراتيجيات مجتمعات التعلم المهنية؟‬
‫هناك أكثر من استراتيجية يُعتمد عليها حتى تتحقق فوائد مجتمعات التعلم المهنية‪ ،‬وتتمثل تلك االستراتيجيات فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫األنشطة الالصفية‬
‫‪ -‬تقوم استراتيجية األنشطة الالصفية على مناقشة موضوعات غير مدرجة ضمن المقرر الدراسي‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫تجديد الخطاب الديني‪ ،‬أو عمل المرأة‪.‬‬
‫‪ -‬كما أن األنشطة المنفذة في إطار تلك االستراتيجية ال يتم تنفيذها في ساعات اليوم الدراسي‪.‬‬
‫‪ -‬وتستهدف األنشطة الالصفية اكتساب معارف ومهارات إضافية إلى تلك الموجودة في المقررات‬
‫الدراسية‪ ،‬وفي إطار من الحرية‪.‬‬
‫الدمج‬
‫‪ -‬تقوم استراتيجية الدمج على إنشاء نوع من التكامل بين المقررات التعليمية‪ ،‬وأي شكل من أشكال‬
‫المستجدات التربوية‪ ،‬في أي مجال سواء كان تكنولوجي أو بيئي أو نحوه‪ ،‬مثل ‪:‬التربية على الحفاظ على‬
‫المناخ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن شأن تلك االستراتيجية أن تزيد وعي المتعلمين بما يدور في المجتمع من قضايا‪ ،‬وأن تعزز شعورهم‬
‫بالمسئولية نحوها‪.‬‬
‫المقررات المستقلة‬
‫‪ -‬تقوم استراتيجية المقررات المستقلة على اختيار موضوع ما‪ ،‬مثل‪ :‬األمن الغذائي في الدول النامية‪ ،‬أو‬
‫مستقبل الذكاء االصطناعي‪.‬‬
‫‪ -‬ثم ترجمة الموضوع إلى مقرر دراسي‪ ،‬فيُدرس في ساعات اليوم الدراسي‪ ،‬وتحدد له أهداف ومفاهيم‬
‫وأسلوب تدريس ونمط تربوي‪ ،‬وكذلك طريقة الختبار المتعلمين حوله‪.‬‬
‫‪ -‬وتستهدف تلك االستراتيجية تدريب المتعلمين على مواكبة المستجدات المحلية والعالمية‪ ،‬وتطوير‬
‫معرفتهم حولها‪.‬‬
‫المشروعات التربوية‬
‫‪ -‬تقوم استراتيجية المشروعات التربوية على صورة من التعاون بين المؤسسات التعليمية ومؤسسات‬
‫مجتمعية أخرى‪ ،‬بشأن مشروع تربوي يتم اختياره‪ ،‬مثل‪ :‬التحول الرقمي أو حقوق اإلنسان‪ ،‬ونحوها‪.‬‬
‫‪ -‬وذلك ً‬
‫عمال بمبدأ التعلم بالعمل وتطوير مناطق االهتمام عند المتعلمين‪.‬‬
‫‪ -‬وتستهدف تلك االستراتيجية إكساب المتعلمين مجموعة من المهارات‪ ،‬على رأسها‪ :‬مهارات التفاوض‪،‬‬
‫والتخطيط‪ ،‬واحترام الرأي‪ ،‬والنقد البناء‪ ،‬والشعور بالمسئولية‬

‫دور المعلم في المجتمعات المهنية‬


‫يجتمع المعلمين بانتظام كل أسبوعين أو كل شهر ‪ ،‬على سبيل المثال ويعملون معًا لتحسين وتنويع تقنياتهم‬ ‫‪‬‬
‫التعليمي ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬قد يوافقون على تحديد ومراقبة احتياجات تعلم الطالب في فصولهم الدراسية‬
‫‪ ،‬وإجراء مالحظات لزمالئهم أثناء التدريس وإعطائهم مالحظات بناءة ‪ ،‬وتطوير وتحسين الدروس‬
‫والتقنيات التعليمية بشكل تعاوني ‪ ،‬وتحسين استراتيجيات الدعم التي يستخدمونها لمساعدة الطالب‪.‬‬
‫يعمل المعلمين عمو ًما نحو أهداف وتوقعات مشتركة يتم االتفاق عليها مسبقًا ‪ ،‬قد تنشئ المجموعات حتى‬ ‫‪‬‬
‫بيانات المهمة والرؤية أو مجموعة من المعتقدات والقيم المشتركة‪.‬‬
‫يقوم المعلمون بتنفيذ الدرس المخطط له ‪ ،‬ويسجلون النجاحات والتحديات ‪ ،‬ويجمعون األدلة على تعلم‬ ‫‪‬‬
‫الطالب‪.‬‬
‫يقوم المعلمين بمراجعة عمل الطالب ومناقشة فهم الطالب للمعايير‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يعمل المعلمون في فرق التخطيط التعاوني إلجراء فحص نقدي ومناقشة توقعات التعلم القائمة على المعايير‬ ‫‪‬‬
‫للطالب‪.‬‬
‫يقوموا المعلمين بتنسيق االجتماعات وإدارتها بعد تدريبهم على استراتيجيات تيسير المجموعة ‪ ،‬غالبًا من‬ ‫‪‬‬
‫قبل منظمة خارجية أو متخصص تدريب‪.‬‬
‫ما هي مجتمعات التعلم المهنية عن بعد؟‬
‫يعد التطور التكنولوجي أهم مالمح العصر الذي نعيشه؛ لذا كان من الطبيعي أن ينعكس صداه في كل المجاالت‪ ،‬وأن‬
‫يترك بصمته على كافة المفاهيم والممارسات‪ ،‬ومن هذا المنطلق ظهرت مجتمعات التعلم المهنية عن بعد‪.‬‬
‫وهي تشير إلى المشاركة الجماعية المستمرة القائمة بين مجموعات من المعلمين‪ ،‬في حلقات دورية من البحوث‬
‫اإلجرائية والجماعية‪.‬‬
‫بهدف تعميق الخبرات وتبادل الممارسات التعليمية وتطويرها‪ ،‬على النحو الذي يعزز جودة العملية التعليمية‪ ،‬ويطور‬
‫معدالت استيعاب المتعلمين‪ .‬وترتكز تلك المجتمعات على فرضية التطوير المستمر لمهارات وخبرات المعلمين‪ ،‬الذي‬
‫يساهم بالتبعية في تطوير مستوى المتعلمين‪ .‬وليس هناك أكثر فعالية من التكنولوجيا الرقمية لتعزيز إمكانات‬
‫المعلمين؛ بما تتيحه من معرفة غزيرة ال تعوقها أية حواجز زمانية أو مكانية‪ .‬فيستطيع المعلمون الوصول إلى كافة‬
‫ما يحتاجون إليه من معارف ومعلومات بسهولة شديدة‪ ،‬ومن أي مكان‪ .‬كما يستطيعون التواصل مع أقرانهم في أي‬
‫مكان في العالم‪ ،‬والنقاش معهم حول أحدث ما توصلوا إليه‪ ،‬واالطالع على تجاربهم المختلفة في التدريس وفي تحليل‬
‫نتائج الطالب‪ ،‬واالستفادة منها‪.‬‬
‫من شأن ذلك كله أن يُثري العملية التعليمية بكل عناصرها‪ ،‬ويجعلها أكثر قدرة على مواكبة متطلبات العصر الحديث‬
‫ومواجهة تحدياته‪ .‬وعلى النحو الذي يكفل تطور دائم لمستوى المتعلمين‪ ،‬وتذليل ما يعترضهم من صعوبات مختلفة‬
‫أنواع البحوث العلمية‬
‫البحوث األساسية ‪Basic Research‬‬
‫هي في العادة بحوث يوجهها اهتمام العلماء ورغبتهم في التعرف علي إجابة بعض األسئلة‪ ،‬ومن ثم يكون الهدف‬
‫واألساس فيها توسيع قاعدة المعرفة وليس الهدف اختراع أو ابتكار شيء جديد ‪ ،‬وبمعني آخر ال يوجد هدف تجاري‬
‫للنتائج التي نحصل عليها من البحوث األساسية ‪ .‬ومثال لألسئلة التي تسعي بعض هذه البحوث اإلجابة عنها‪:‬‬
‫كيف بدأ تشكيل هذا الكون ؟‬
‫ما مكونات البروتونات والنيترونات ؟‬
‫ما الجينات الخاصة لذبابة الفاكهة ؟‬
‫ويعتقد العلماء أن البحوث األساسية تشكل األساس الضروري لفهم فروع العلم من أجل تحقيق التقدم ‪ ،‬وبمعنى آخر‬
‫فإن البحوث األساسية تصنع األسس للبحوث التطبيقية‪.‬‬
‫البحوث التطبيقية‪Applied Research‬‬
‫تضم البحوث التطبيقية وضع حلول لمشكالت عملية ‪ ،‬ومن الممكن ببساطة تعريفها‬
‫بأنها تهدف إلى تحسين الظروف المحيطة باإلنسان ‪ ،‬وعلي سبيل المثال قد تسعي‬
‫البحوث التطبيقية إلى التوصل إلى‪:‬‬
‫‪-‬تحسين إنتاج المحاصيل‪.‬‬
‫تقديم عالج ألحد األمراض‪.‬‬
‫تحسين استخدام الطاقة في المنازل ووسائل المواصالت‪.‬‬
‫وعلى أية حال فإن التمييز الدقيق بين البحوث األساسية والتطبيقية ال يكون قاطعا بشكل كبير ولكنه يعتمد علي‬
‫المنظور الذي يتم من خالله دراسة الموضوع‪.‬‬
‫البحوث الكمية والبحوث الكيفية‪Quantitative & Qualitative Research‬‬
‫البحوث الكمية تشير إلى الفحص اإلمبريقي المنظم للظواهر االجتماعية باستخدام فنيات اإلحصاء والرياضيات‬
‫فالبحوث الكمية تستخدم النماذج والنظريات الرياضية والبيانات الكمية وهي البيانات التي تتخذ الشكل الرقمي مثل‬
‫اإلحصاءات ‪ .‬المتوسط ‪ ،‬الوسيط ‪ ،‬النسب ‪ /‬إلخ ) فالباحث الذي يستخدم المنهج الكمي يسأل أسئلة محددة ويجمع‬
‫البيانات من األفراد لكي يجيب عن األسئلة حيث يقوم بتحليل البيانات باالستعانة باإلحصاء علي أمل أن األرقام سوف‬
‫تكشف عن نتائج غير متحيزة ومن ثم يمكن تعميمها علي المجتمع األصلي‪ .‬فالبحث الكمي يركز علي القياس ويعتمد‬
‫علي المنهج العلمي ويقوم على فرضية أساسية هي أن الظاهرة تكون ذات معني عندما يمكن مالحظتها وقياسها ‪ .‬أما‬
‫البحوث الكيفية فتتمتع بالعديد من المداخل والطرق التي تستخدم لالستكشاف والفهم العتقادات األفراد واتجاهاتهم‬
‫وسلوكهم وتفاعالتهم وفي الغالب ال تعتمد علي بيانات رقمية ‪ ،‬ولكنها مثال قد تعتمد علي استبيانات بأسئلة مفتوحة‪،‬‬
‫ومقابالت مقننة وغير مقننة ‪ ،‬والمالحظة بأنواعها ‪ ،‬ومن ثم فالبحث الكيفي يعتمد علي منهج علمي يسمح بالتعمق في‬
‫دراسة حالة أو حاالت بعينها مع تقديم ما يرتبط بها من تفسيرات‪.‬‬
‫البحوث االستكشافية‪Exploratory Research‬‬
‫تستخدم هذه النوعية من البحوث عندما تكون المشكلة غير محددة لذا فهي تساعد الباحث اكتشاف ابعاد وعوامل‬
‫المشكلة التي يتم دراستها وتفيد في إيجاد فروض البحث ‪ ،‬إنها الدراسة المبدئية قبل إجراء البحث الكامل وهي تساعد‬
‫في تحديد وضع أفضل تصميم للبحث وطرق جمع البيانات واختيار العينة ‪ ،‬ومن المكن القول أن البحوث االستكشافية‬
‫تفيد في بلورة مشكلة البحث‪.‬‬
‫البحوث شبه التجريبية‪Quasi Experimental‬‬
‫هي نوع من البحوث يهدف إلى دراسة تأثير متغير أو معالجة يتم تطبيقها علي عينة األفراد في البحث ‪ ،‬فهي دراسة‬
‫تجريبية ولكن ينقصها شرط أو أكثر من شروط الدراسة التجريبية والتي تضمن‪:‬‬
‫)‪(1‬التصميم قبلي ‪ -‬بعدي‬
‫(‪ )۲‬مجموعة تجريبية وأخري ضابطة‬
‫(‪ )۳‬التوزيع العشوائي ألفراد العينة‬
‫ومن ثم يمكن القول أن الدراسة شبة التجريبية هي الدراسة التي ينقصها واحد أو أكثر من شروط البحث التجريبي‪.‬‬
‫بحوث تحليل المحتوي‪Content Analysis Research Method‬‬
‫يهدف إلى تحديد معاني أو مفاهيم في إطار سياق نصي أو مجموعة من النصوص ‪ ،‬ويقوم الباحث بتحليل المعاني‬
‫والعالقات بين الكلمات والمفاهيم ‪ ،‬كما يقوم أيضا بعمل استدالالت عن الرسائل في السياق النص التي يمكن الوصول‬
‫إليها ويقصد بالسياق النصي كتاب أو مقاالت أو مقابالت أو مناقشات أو مالحظات مكتوبة أو وثائق تاريخية‪.‬‬
‫وهناك نمطان من تحليل المحتوي ‪:‬‬
‫(‪ )۱‬تحليل مفاهيمي‬
‫(‪ )۲‬تحليل عالقي‬
‫والنمط األول يتم تحديد المفهوم المراد فحصة ثم تحليل المحتوي النصي من حيث مرات تكرار المفهوم ‪.‬‬
‫والنمط الثاني العالقي يبدأ بتحديد وجود مجموعة من المفاهيم في النص ثم يمتد ألبعد من ذلك للكشف عن العالقات‬
‫بين هذه المفاهيم ‪.‬‬
‫البحوث المستقبلية ‪Future Research‬‬
‫ظهر هذا النوع من البحوث في الفترة األخيرة من القرن الماضي حيث بدأ التحرك نحو النظر إلى المستقبل‪.‬‬
‫ولقد تطور البحث في هذا اإلطار من مجرد تصورات للمستقبل إلى شكل برجماتي االحتياجات المجتمعية والمؤسسية‬
‫ثم الستكشاف المستقبل من أجل فهم المتطلبات الحالية واتخاذ القرارات الحاسمة بشأنها ولقد بدأت البحوث المستقبلية‬
‫مع بداية القرن العشرين حيث بدأ إعداد الخط الخمسية والخطط العشرينية مثال ‪ .‬والبحوث المستقبلية ال يتم تصنيفها‬
‫على أنها أحد مجاالت ألن العاملين فيها قد ال يشتركون في خلفية أكاديمية موحدة ولذا يطلق عليها بحوث متعددة‬
‫المجاالت‪.‬‬
‫البحوث التقويمية ‪Evaluation‬‬
‫تتضمن فحص وتقويم منتظم لعمليات البرامج أو السياسات ونتائجها في إطار مجموعة من المعايير الصريحة أو‬
‫الضمنية كوسيلة لتحديد إسهامات البرنامج أو السياسة الموضوعة وذلك بهدف تطويرها ‪ ،‬فمثال قد نجد البحوث‬
‫التقويمية في المجال التربوي يتم إجرائها علي مستوي برنامج كبير مثل تقويم برنامج شامل لتطور التعليم ‪ ،‬أو تقويم‬
‫محدد يركز على تطوير المناهج بهذا البرنامج أو أكثر تحديدا مثل تقويم طريقة جديدة في تدريس اللغة العربية‪.‬‬
‫بحوث المقارنة ‪Comparative Research‬‬
‫هي بحوث تهدف إلى إجراء مقارنات بين دول أو ثقافات في محاولة لتفسير التشابهات واالختالفات فيما بينها‬
‫وإمكانية اإلفادة منها ‪ ،‬وتعد المقارنة مفيدة وأساسية لالستفادة من الخبرات المختلفة ومن الناحية العلمية قد تعتمد هذه‬
‫البحوث المدخل المتعدد التخصصات والمدخل متعدد المستويات ‪ Multidisciplinary Multilevel‬حيث تسمح هذه‬
‫المداخل بمرونة في التحليل وتعمقه ‪ ،‬كما قد تستخدم هذه البحوث الطرق الكمية أو الكيفية أو كالهما ‪.‬‬
‫التقييم السريع ‪Rapid Assessment‬‬
‫يهدف إلى التوصل السريع إلى نتائج بأقل تكلفة ‪ Cost effective‬وغالبا ما يعني باالستجابة لقرارات سياسة ويبحث‬
‫عن الوصول إلى نتائج استداللية لفهم الموقف ويعتمد علي دمج الطرق الكمية والكيفية مستخدما مصادر متعددة‬
‫للمعلومات والبيانات‪.‬‬
‫تحديد االحتياجات ‪Needs Assessment‬‬
‫عملية منتظمة لتحديد ومجابهة االحتياجات أو الفجوات ‪ gaps‬بين الوضع الراهن والوضع المأمول تحقيقه وقد تكون‬
‫هذه االحتياجات مرتبطة بتحسين األداء الحالي أو تصحيح أوجه قصور معينة ‪ ،‬ومن ثم نجد أن تحديد االحتياجات‬
‫يمثل جزءا أساسيا من عملية التخطيط ويستخدم عادة من أجل تحسين أداء األفراد أو تطوير المؤسسات ومن الممكن‬
‫أن يؤدي تحديد االحتياجات إلى تحسين أو تطوير منتج مثل برامج التدريب أوخدمة العمالء‬
‫دراسة الوضع الراهن ( خط األساس ) ‪ Baseline Study‬تقدم وصفا عن الواقع القائم الذي يمكن على ضوئه قياس‬
‫التقدم الحادث فيما بعد‪ ،‬وهي تستخدم عادة كجزء من بحوث تقويم األثر ‪ Impact Evaluation‬ويتم إجرائها لتوفير‬
‫معلومات عن الوضع السابق لتطبيق تغيير ما ‪ ،‬فمثال قد تقوم إحدي الشركات بحصر عدد الوحدات التي تم بيعها‬
‫أثناء السنة األولي كخط أساس يمكنها من قياس التقدم أو التراجع الحادث في المبيعات في السنوات التالية بعد إدخال‬
‫تعديالت ما ‪ ،‬وكمثال آخر قد يتم دراسة الوضع الراهن للمدرسة ) والمعروفة بالدراسة الذاتية ) قبل تطبيق خطة‬
‫تطوير المدرسة لتكون هذه الدراسة بمثابة خط األساس للوقوف علي التطوير الحادث في المدرسة ‪...‬‬
‫‪ Policy Analsis‬بحوث تحليل السياسات‬
‫تهدف إلى وضع سياسات بديلة تساعد في تحقيق مجموعة من األهداف من خالل تحديد العالقات بين االهداف‬
‫المرغوبة والسياسات الموضوعة ‪ ،‬ويشمل تحليل السياسات مجالين كبيرين هما المجال التحليلي الوصفي ويهتم‬
‫بتفسير السياسات وتطورها ‪ ،‬والثاني مجال تحليل السياسات من خالل منظور معين بمعني أنها تهتم بتشكيل‬
‫السياسات والمفاهيم التي تنطلق منها ‪.‬‬
‫وهناك ثالثة مداخل عامة يمكن تميزها لتحليل السياسات هي ‪:‬‬
‫‪ -‬مدخل التحليل المركزي ‪ analycentric‬وهو مدخل يركز علي المشكالت الفردية وحلولها بمعني أنها تركز علي‬
‫المستوي الصغير ‪ micro scale‬وتفسير المشكالت فهي ذات طبيعة فنية‪.‬‬
‫‪ .1‬مدخل تحليل العملية‬
‫‪ .2‬مدخل ما وراء السياسات‬
‫‪ Historical Research‬البحوث التاريخية‬
‫يهدف إلى تقديم سردا ‪ ،‬وفي بعض األحيان تفسيرا ‪ ،‬لظروف ومواقف وأحداث وقعت في الماضي ‪ ،‬ونذكر كمثال أن‬
‫يهدف البحث التاريخي إلى توثيق تطور برامج تدريب المعلم منذ بداية القرن الماضي وتفسير ما ارتبط بها من‬
‫عوامل ومتغيرات تاريخية ‪ ،‬مما يساعد علي تحقيق فهم أفضل لعمليات وبرامج التدريب الحالية علي ضوء ما شهدته‬
‫من تطورات في الماضي ‪.‬‬
‫البحث التاريخي الشفهي ‪Oral Historical Research‬‬
‫تهدف إلى جمع ودراسة المعلومات التاريخية المرتبطة بأفراد أو عائالت أو أحداث أو أماكن أو مجتمعات باالستعانة‬
‫بالشرائط الصوتية والمصورة التي تم تسجيلها والمقابالت المقننة التي يتم إجرائها مع األفراد الذين عايشوا الفترة‬
‫التاريخية المدروسة وشاركوا فيها ‪.‬‬
‫البحث الوصفي ‪Descriptive Research‬‬
‫يقدم وصفا للظروف والمواقف واألحداث اآلتية التي تحدث في الوقت الحاضر ‪ ،‬ومثال ذلك إجراء بحثا حول الوضع‬
‫الراهن للحالة الفيزيقية لبعض المدارس بهدف إعداد وصفا كامال للتجهيزات المتاحة بهذه المدارس ومدي مالئمتها‬
‫للعملية التعليمية ‪.‬‬

‫البحث االرتباطي ‪Correlation Research‬‬


‫يتضمن البحث في العالقات بين المتغيرات الخاصة بظاهرة أو مشكلة ما قيد البحث‬
‫من خالل استخدام مقاييس إحصائية لالرتباط وعلى سبيل المثال بحث العالقة بين رضا المعلمين عن المهنة‬
‫ومتغيرات أخري قد ترتبط بالمرتبات والحوافز واإلجازات أو ممارسات اإلدارة المدرسية أو توفر احتياجات‬
‫التدريس بالفص أو غيرها ‪.‬‬
‫البحوث السببية ‪Causal Research‬‬
‫تهدف إلى دراسة االرتباطات السببية بين المتغيرات المتعلقة بالظاهرة قيد البحث من خالل البيانات والمعلومات‬
‫المتاحة وعلى سبيل المثال ‪ ،‬دراسة العوامل المرتبطة بتسريب الطالب من التعليم الثانوي باستخدام قاعدة البيانات‬
‫المدرسية وغيرها من المعلومات المتوافرة حول هذه الظاهرة ‪.‬‬
‫البحث التجريبي ‪Experimental Research‬‬
‫يتم استخدام البحث ا لتجريبي عندما يتم التحكم في متغيرات واحد أو أكثر من المتغيرات السببية بطريقة منتظمة من‬
‫أجل الوقوف على تأثيرها علي متغيرات أخري وعلي سبيل المثال دراسة فعالية كتابين جديدين من خالل توزيع‬
‫عشوائي للمدرسين والطالب في ثالث مجموعات ‪ ،‬مجموعتان تجريبيتان تستخدم كل واحدة منهما أحد الكتابين‬
‫الجديدين وتستخدم المجموعة الثالثة الكتاب التقليدي لتكون المجموعة الضابطة ‪.‬‬
‫دراسة الحالة ‪Case study‬‬
‫وتشير هذه النوعية من البحوث إلى مدخلين مميزين للبحوث ‪ :‬المدخل األول يتضمن دراسة متعمقة ‪In -‬‬
‫‪ depth‬لحالة طالب معين ‪ ،‬أو فصل دراسي ‪ ،‬أو مدرسة بهدف تقديم وصف لإلطار الثقافي الذي يؤثر على التعليم‬
‫وتوضيح التفاعالت التي تحدث بين الطالب واألفراد في محيط تعاملهم ‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬دراسة تفسيرية عميقة‬
‫ألنماط عالقات الصداقة بين الطالب في فصل دراسي ‪ .‬أما المدخل الثاني لدراسة الحالة فيتضمن تطبيق لطرق‬
‫البحث الكمية أو الكيفية أو كالهما على عينات معينة ( مقصود‪ non probability‬وأن تقدم نتائج ليس من الممكن‬
‫تعميمها بالضرورة ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬دراسة مسحية ‪ survey‬للتحصيل القرائي للطالب في احدى المناطق‬
‫الريفية في بلد معين ‪.‬‬
‫البحوث االثنوجرافية ‪Ethnographic‬‬
‫يهتم باألحداث الحياتية للجماعات والمجتمعات والتفاعل بين األفراد في سياق المعايير الثقافية واالجتماعية والروحية‬
‫والمعتقدات المشتركة ‪ .‬وفيها يعايش الباحث حياة المجتمع أو المجتمع المدروس لفترة زمنية كافية تسمح بفهم ثقافة‬
‫هذا المجتمع وتفاعالته ‪.‬‬
‫البحث النظرى ‪Theoretical Research‬‬
‫هذا النوع من البحوث يهدف إلى اثبات أو دحض فرضية نظرية أو اقتراح أبحاث مستقبلية ووضع خطط مقترحة ‪.‬‬
‫ومثال هذه النوعية من األبحاث يمكن أن يكون في الرياضيات أو الفلسفة حيث يحاول الباحث البرهنة على النظرية‬
‫وعلى العالقة بين مجموعة من الفروض بالنظرية الرياضية مثال ‪.‬‬
‫البحث الميداني ‪Field Research‬‬
‫يقصد به البحث الذى يتم فيه جمع المعلومات من خارج المعمل أو مكان العمل ‪ ،‬ويتم الحصول على المعلومات من‬
‫خالل التفاعل مع الفئات البشرية المستهدفة والمشاركة في البحث ‪ ،‬ويستخدم فيه العديد من أساليب جمع البيانات مثل‬
‫المالحظة أو المقابلة أو المناقشة الجماعية ‪ ،‬إلخ ‪ .‬وعادة يتم ربط هذا النوع من البحوث بالبحوث االثنوجرافية ولذا‬
‫يتصف دائما بأنه كيفيا أكثر من كميا ً ‪.‬‬
‫البحث المكتبي ‪Desk Research‬‬
‫حيث يتضمن تجميع بحثى نظري ويطلق عليه أحيانا البحث الثانوي ‪ Secondary Research‬كما أنه قد يتضمن‬
‫تصنيفا لمجموعة من األبحاث التي تم إجرائها أو الوثائق والتقارير الرسمية المتاحة ‪.‬‬
‫التقييم ‪ Assessment‬والتقويم ‪Evaluation‬‬
‫يشار في التراث التربوي والنفسي إلى التقييم على أنه تحديد قيمة للشيء وفي المجال التربوي التقييم يقدم نتائج عن‬
‫المتعلم وعملية التعلم عن مستواه المعرفي والمهاري واتجاهاته ‪ .‬أما التقويم فيستخدم هذه النتائج كتغذية راجعة من‬
‫أجل تحسين األداء ‪.‬‬
‫ولعل من المفيد التوقف إلعطاء لمحة عن تطور فكرة بحث الفعل من منظور تاريخي وتشير الدراسات المتعددة إلى‬
‫أن نشأة فكرة بحث الفعل قد تعود إلى نهاية القرن التاسع عشر ‪ ،‬كما تمت اإلشارة إلى استخدام بحث الفعل في‬
‫الدراسات االجتماعية في بدايات القرن العشرين ‪ ،‬وبرغم غموض وضبابية الحديث حول نشأته إال أن معظم‬
‫الدراسات الجادة في هذا المجال ترجع فكرة بحث الفعل أساسا ً إلى عالم النفس االجتماعي ) كورت ليفين ‪Lewin‬‬
‫‪ ۱۹۴۷- ۱۹۰Jurt‬م ) ‪ ،‬والذى تعتبر صاحب تأثير قوى على نمو وتطور علم النفس االجتماعي ‪ ،‬والتعلم التجريبي‬
‫‪ ،‬وديناميات المجتمع واألهم في نطاق هذا البحث هو أنه أول من صك مصطلح ‪ " :‬بحث الفعل " ‪ .‬فمن وجهة نظره‬
‫أن البحث المطلوب للممارسة االجتماعية يمكن أن تتحدد مالمحه في أنه بحث لإلدارة االجتماعية أو الهندسة‬
‫االجتماعية ‪ ،‬فهذا النوع من بحث الفعل مطلوب من أجل إحداث فعل اجتماعي ‪ ،‬وبحث يؤدى إلى فعل اجتماعي ‪،‬‬
‫فال يكفى أن يكون الهدف النهائي منه هو إخراج كتاب ‪ ،‬أو صفحات في كتاب ‪ ،‬بل البد وأن يؤدى البحث إلى فعل‬
‫اجتماعي‬
‫ونظرا ً الهتمام ليفين بالمجتمع ‪ ،‬وما يدور فيها وبينها من تفاعالت ‪ ،‬فقد حاول البعض المقارنة بينه وبين فيلسوف‬
‫التربية ( جون ديوی ‪ ) ۱۹٥۲ - ۱۸۵۹‬والذي ارتبط اسمه بالمدرسة التي جعلت مركزها الطفل ‪ ،‬وقد أشار في كتابه‬
‫( كيف نفكر ) إلى الطريقة البرجماتية التي ينظر بها للنتائج الفعلية للعمل ‪ .‬وكما هو مشهور فقد أرسى جون ديوى‬
‫دعائم العالقة بين الديمقراطية والتربية في رؤيته للتربية التقدمية ‪ ،‬وحيث تحتل فكرة الديمقراطية موقعا ً رئيسا ً في‬
‫تفكيره وممارساته ؛ فكل منهما من هذه الزاوية يؤكد على أن األجيال الجديدة البد وأن تتعلم ممارسة الديمقراطية ‪.‬‬
‫فالديمقراطية أصعب في تبنيها والمحافظة عليها من االستبداد ‪ ،‬كما أن جون ديوى‪ ،‬وكورت ليفين يؤكدان على أن‬
‫هناك عالقة وثيقة بين الحرية والعلوم االجتماعية ؛ فبدون معرفة وقبول قوانين الطبيعة اإلنسانية في تكوين المجتمع‬
‫فإن الديمقراطية ال يمكن أن تنجح ‪ .‬وباإلضافة إلى هذا فإن ممارسة البحث والتنظير في حاجة إلى الحرية‬
‫والديمقراطية ‪ ،‬وإال فإن العلوم االجتماعية سوف ال يكتب لها إال الفشل ‪.‬‬
‫ولعل االقتناع الكامل بالديمقراطية ‪ ،‬وإعداد األفراد من أجل تبنيها واالستمتاع بممارستها هي التي جعلت من جون‬
‫ديوى الفيلسوف المتميز في مجال التربية التقدمية ؛ حيث إن كتابه الشهير في هذا المجال ترجم إلى العربية أكثر من‬
‫مرة تحت عنوان الديمقراطية والتربية ‪.‬‬
‫نشأة فكرة بحوث الفعل‬
‫ترجع فكرة بحث الفعل أساساً إلى عالم النفس االجتماعي ( كورت ليفين ‪1947 – 1890 Lewin Jurt‬م ) ‪،‬‬
‫والذى يعتبر صاحب تأثير قوى على نمو وتطور علم النفس االجتماعي ‪ ،‬والتعلم التجريبي ‪ ،‬وديناميات المجتمع‬
‫واألهم في نطاق هذا البحث هو أنه أول من وضع مصطلح ‪ " :‬بحث الفعل "‬

‫تعريف بحوث الفعل‬


‫منهج بحثي فيه شكل من أشكال التأمل الذاتي يقوم به مشاركون (معلمون‪ ،‬طالب‪ ،‬مسؤولون‪ )....،‬في مواقف‬
‫اجتماعية (من ضمنها التعليمية) من أجل تحسين الممارسات التعليمية و اقتراح سبل التغيير‪.‬‬

‫خطوات بحوث الفعل‬


‫أنه بحث ينبع من مشاكل المعلم‪ ،‬فهو الذي يحدد المشكلة في سياقها‪ ،‬وهو الذي يبحثها‪ ،‬ويطرح الحلول واإلجراءات‬
‫لفهمها ‪ ،‬مبتدئا بما يحصل في الصف‪ ،‬والخروج بعدها إلى منظور أوسع‪ ،‬كما يقوم بربط المشكلة بالسياق الثقافي‬
‫االجتماعي‪ .‬وهذا يتطلب تأمل المعلم الباحث صاحب المهموم بإيجاد الحل األمثل للمشكلة‪ .‬وهنا يعتبر التأمل ركيزة‬
‫البحث اإلجرائي‪.‬‬
‫خطوات بحوث الفعل‬

‫خطوات هذا البحث تتضمن خطوات حلزونية أو كما أطلق عليها ليفين( ‪ )Spiral‬كل خطوة تتكون من حلقة‬
‫تبدأ بالتخطيط ‪ ،‬ثم الفعل ‪ ،‬والحصول على الحقائق المترتبة على هذا الفعل ‪ ،‬والحلقة األولية كما يصفها ليفين تتضح‬
‫في الخطوات األساسية المحددة كاالتي‪.‬‬

‫خطوات بحوث الفعل كما حدها كورت ليفين‬


‫إجراءات عملية بحث الفعل‬
‫• تتراوح بحوث الفعل في مسارها العلمي بين البحث والفعل فال يمكن أن يسبق أحدهما اآلخر ‪ ،‬فالدارس يبحث‬
‫لكى يفعل ‪ ،‬ثم يفعل لكي يبحث عن حركية تغييرية متواصلة ومرنة ‪ ،‬فليس لها إجراءات معينة أو محددة ‪،‬‬
‫ويتم إتباعها وفق ترتيب محدد ‪.‬‬
‫• لذلك تعددت وجهات النظر حول تلك اإلجراءات ‪ .‬ولكنها اتفقت على الطبيعة الديناميكية للبحوث ‪ .‬وغالبا ما‬
‫تأتي اإلجراءات كما وصفها "كورت" ‪ Kurt‬فى شكل حلزوني ‪ Spiral‬كل خطوة تتكون من حلقة تبدأ بالتخطيط‬
‫ثم الفعل والحصول على حقائق مترتبة على هذا الفعل ‪ ،‬والحلقة األولية – كما يصفها " كورت"‬
‫الخطوة األولي‬
‫وهى اختبار الفكرة بعناية فى ضوء اإلمكانات المتاحة ‪ ،‬وفى بعض األحيان بتطلب األمر إجراء المزيد من البحث‬
‫عن الحقائق ‪ ،‬واذا ما تحققت المرحلة األولى من التخطيط بنجاح فسوف ينبثق عنها ما يسمي بخطة عامة ‪ ،‬وهي‬
‫خطة معدلة بالنسبة للفكرة األساسية‬
‫الخطوة الثانية‬
‫وتتكون من التخطيط فالتنفيذ واالستطالع أو البحث عن الحقائق ‪ ،‬بهدف تقويم النتائج التي تم الحصول عليها فى هذه‬
‫الخطوة ‪ ،‬ثم اإلعداد للتخطيط للخطوة الثالثة‬

‫وقد طور "ستفين كيميس" ‪ S . Kemmis‬النموذج البسيط ذا الطابع الدورى لعملية بحث الفعل ‪ ،‬ليتخذ شكال حلزونيا‬
‫تمثل كل دورة أربع خطوات ‪-:‬الخطة – التنفيذ – المالحظة – التأمل‬
‫أهم مبادئ بحوث الفعل‬
‫النقد التأملي‪Reflexive Critique‬‬ ‫‪)1‬‬
‫النقد المنطقي ‪Dialectical Critique‬‬ ‫‪)2‬‬
‫االستناد إلي مصدر تعاوني ‪Collaborative Critique‬‬ ‫‪)3‬‬
‫االعتماد علي المخاطرة‪Risk‬‬ ‫‪)4‬‬
‫البنية الجمعية ‪Plural Structure‬‬ ‫‪)5‬‬
‫‪ )6‬االستناد إلي النظرية والممارسة والتحول ‪Theory, Practice and Transformation‬‬
‫‪ -1‬النقد التأملي ‪Reflexive Critique‬‬
‫يعكس هذا المبدأ التأمل للقضايا والمشكالت واإلجراءات المصاحبة لها ووضع أسس ‪ ،‬وافتراضات لألحكام الصادرة‬
‫‪ ،‬أي االهتمام بالمرجعية النظرية‬
‫‪-2‬النقد المنطقى ‪Dialectical Critique‬‬
‫ويقصد به فهم العالقة بين الظاهرة وسياقها وكذلك بين العناصر المكونة لظاهرة‬
‫‪ -3‬االستناد إلى مصدر تعاوني‬
‫‪Collaborative Resource‬‬
‫المشاركون فى مشروع بحث الفعل ‪ ،‬هم باحثون مشاركون ‪ Co- researcher‬ويفترض مبدأ التعاون ‪ ،‬أن أفكار‬
‫وأراء كل فرد على نفس القدر من أألهمية ‪ ،‬وأنها تشكل موردا أساسيا للتفاوض بين المشاركين ‪ .‬لذلك يوضع فى‬
‫االعتبار العالقة بين اآلراء الجماعية والفردية ‪.‬‬
‫‪ -4‬االعتماد على المخاطر ‪Risk‬‬
‫من المحتمل أن تولد علميات التغير نوعا من المخاوف بين المشاركين كنتاج لهذا التغير ‪ ،‬غير أن قيام بحث الفعل‬
‫على مبدأ المخاطرة ‪ ،‬سيؤدى إلى إزالة تلك المخاوف وإحداث تلك التغييرات ‪ ،‬ومهما كانت النتائج ستتم عملية التعلم‬
‫‪.‬‬
‫‪ -5‬البنية الجمعية ‪Plural structure‬‬
‫تتج سد طبيعة بحث الفعل فى تعدد اآلراء ‪ ،‬بما يؤدى إلى تعدد اإلجراءات الممكنة والتفسيرات ‪ ،‬وصوال إلى نص‬
‫جماعي فى التقرير ‪ .‬وهذا بدوره يؤدى إلى وجود كثير من الحسابات الواضحة والعلنية ‪ ،‬وهى بمثابة دعم لمناقشة‬
‫مستمرة بين المشاركين وليست استنتاجا نهائيا للحقيقة ‪.‬‬
‫‪ -6‬االستناد إلى النظرية والممارسة والتحول "‪"Theory, practice and Transformation‬‬
‫توفر النظرية فى بحوث الفعل معلومات الممارسة‪ ،‬والممارسة تطبق النظرية من خالل عملية ترجمة مستمرة ‪ .‬مع‬
‫مالحظة كل نتيجة تتأكد المعرفة النظرية وكال األمرين مترابطان من أجل تحقيق عملية التغيير‬
‫خصائص رئيسية لبحوث الفعل‬
‫االهتمام ‪Concern‬‬
‫إن الطبيعة التفسيرية لبحث الفعل تعتمد على الحوار الفردي وعالقة العمل المغلقة ‪ ،‬وهذا يعني أنه على المشاركين‬
‫دعم المجموعة ‪ ،‬خاصة األصدقاء المهمين ‪ ، critical friends‬مما يتطلب تحديد درجة المخاطر وتواجد نوع من‬
‫التطوع والثقة المتبادلة بين األفراد ‪.‬‬

‫التعاون ‪Collaboration‬‬
‫قوة العالقات بين المشاركين فى بحث الفعل تكون متكافئة والتعاون ال يكون بشكل فردى ‪ ،‬ولكنه يتضمن العمليات‬
‫الدورية ويشكل تبادلي (أخذ وعطاء) واالقتراحات الفردية ‪ ،‬من المهم االستماع إليها وتأملها وأيضا احترامها جيدا‬

‫االلتزام ‪Committee‬‬
‫بحث الفعل يستغرق قدرا من الوقت ‪ ،‬والمشاركون فيه بحاجة لمزيد من الوقت للتعرف على بعضهم واكتساب الثقة‬
‫واالحترام ‪ ،‬ولمراقبة الممارسة ‪ ،‬واالهتمام بالتغييرات ومحاولة التعرف على مداخل جديدة ‪ ،‬وتفسير النتائج ‪ ،‬ويجب‬
‫أن يكونوا على وعي تام بأن المشاركة فى مشروع البحث قد تستغرق عاما أو أكثر ‪ ،‬لذا ينبغي النظر إلى االلتزام بقدر‬
‫من االهتمام ‪.‬‬
‫النظر بعين االعتبار ‪Consideration‬‬
‫ممارسة التأمل هي متابعة ذهنية النفعال كل فرد خاصة األفعال المهنية ‪ ،‬ويتطلب التأمل تركيزا ‪ ،‬مع العناية بدراسة‬
‫الرسوم البيانية ‪ ،‬والعالقات التي تولد معني فى إطار التحقيق ‪ .‬ويشكل التأمل تحديا وتركيزا وتقييما ونقدا لسلوك‬
‫المرء‪.‬‬
‫التغيير ‪Change‬‬
‫إن التغيير والنمو بالنسبة لإلنسان يعدان جزءا من تطور حياته والتغيير عندما يكون مستمر بعض األحيان فإنه يشكل‬
‫صعوبة ‪ ،‬لكنه عنصر مهم لإلبقاء على المعلم الكفء ‪ .‬فهو أى التغيير يحدث إذا ما الحقه عناية إيجابية ودعم ونتائج‬
‫جديرة باالهتمام‪.‬‬
‫كيف يجرى المعلم بحوث الفعل؟‬
‫يقترح في ضوء الواقع اتباع الخطوات التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬يطرح أسئلة منبثقة من واقع حبه الستطالع نتائج عملية تعليم وتعلم تالمذته ‪.‬‬
‫‪ ‬يراجع األسئلة ويبحثها مع تالمذته بطريقة منظمة ويوثقها بطريقة دقيقة‬
‫‪ ‬يجمع المادة الناتجة عن األسئلة المطروحة ويحللها طبقاً لمالحظاته وتأمله لها ‪.‬‬
‫‪ ‬يختبر االفتراضات والمعتقدات ‪ ،‬ويحاول التفسير من خالل إطار نظري‬
‫‪ ‬يشترك مع زمالئه في النقد والتفسير لما جمعه وانتهى إليه من نتائج ‪.‬‬
‫‪ ‬يقدم النتائج لغيره من المشاركين والمهتمين بتجديد التعليم ‪.‬‬
‫‪ ‬يتحدث إلى تالميذه بشأن النتائج وتفسيراتها ‪.‬‬
‫‪ ‬يناقش النتائج في قاعة االجتماعات ‪.‬‬
‫‪ ‬ينشر النتائج عبر القنوات الممكنة ‪.‬‬
‫‪ ‬يعاود رحلة البحث في ضوء ما انتهى إليه من أفكار جديدة‪.‬‬

You might also like