Professional Documents
Culture Documents
o u o o u u u o u u o u u o u u o u u o o u Oyo o o u o o o u o o u o o u u o o o Ouo Ou o u u u o o u u u o o u o o u u o o u u o o u o o o u o o u u o o o u o o u u o u o u o u o o
o u o o u u u o u u o u u o u u o u u o o u Oyo o o u o o o u o o u o o u u o o o Ouo Ou o u u u o o u u u o o u o o u u o o u u o o u o o o u o o u u o o o u o o u u o u o u o u o o
o u o o u u u o u u o u u o u u o u u o o u Oyo o o u o o o u o o u o o u u o o o Ouo Ou o u u u o o u u u o o u o o u u o o u u o o u o o o u o o u u o o o u o o u u o u o u o u o o
ملف عدد2018-110-0047
تقديم:
ونحن اليوم نطلع على حكم إدارية محكمة اكادير،المتعلق بمدى مشروعية اختصاص القواد في إجراء
الرقابة و معاينة مخالفات التعمير و البناء من عدمه،ونظرا لما خلفه حكم إدارية اكادير من نقاش
واسع لدى المهتمين و المتتبعين،وتبعا ألهمية الموضوع وراهنيته،ال بأس وان نذكر بأهم النقاط التي
تلم بالموضوع.
فكما تعلمون،أنه صدر بالجريدة الرسمية عدد 6501بتاريخ 19شتنبر 2016الظهير الشريف رقم
،1/16/124بتنفيذ قانون 66/12المتعلق بمراقبة و زجر مخالفات التعمير والبناء القاضي بتغيير
وتتميم بعض مقتضيات كل من القانون 12/90نوالقانون 25/90المتعلق بالتجزءات العقارية و
المجموعات السكنية وتقسيم العقارات،وكذلك الظهير الشريف رقم 03.501بشان توسيع نطاق
العمارات القروية.
وكان الهدف من وراء صدور هذا القانون،يرمي إلى تعزيز الحكامة في ميدان مراقبة و معاينة و جزر
محالفات التعمير و البناء و تجاوز االختالالت التي عرفتها هذه المنظومة و المتمثلة أساسا قي تعدد
الجهات المكلفة بالمراقبة،فكان حسنا ما فعل المشرع،لكونه بذلك أصاب و نجح في الفصل بين منظومة
التراخيص و منظومة المراقبة و الجزر ،بما يمكن من توزيع المسؤوليات تعميم تنزيل المبدأ
الدستوري القاضي بربط المسؤولية بالمحاسبة
وعليه،فان اإلشكالية التي يطرحها حكم المحكمة اإلدارية الكادير،مرتبط أساسا بنقطتين أساسيتين
-1النقطة األولى :تتعلق بمعايير التمييز،بين عمل القواد بصفتهم ضبط للشرطة القضائية،ومن جهة
ثانية بصفتهم شرطة إدارية في إطار أعمال الضبط اإلداري الموكولة لهم بصريح القانون
-2النقطة الثانية :وتتعلق بإشكالية االختصاص،المتعلق بمراقبة ومعاينة القواد لمخالفات التعمير و
البناء -نطاقها وحدودها-
لذلك،وفي تعليقنا على حكم المحكمة اإلدارية ل اكادير،سوف نعرج وبشكل مفصل حول اإلشكاليات
المطروحة،وفق منهجية قانونية محكمة،نأمل من خاللها أن نكون موفقين في رفع اللبس الذي أناط
منطوق حكم إدارية اكادير.
الوقائع:
بتاريخ 2018/01/05تقدم المدعيان (،)......بناء على مقالهما االفتتاحي،يعرضا فيه،أنهما فوجئا
بصدور أمر بإيقاف األشغال،مؤرخ في 2018/12/26صادر عن القائد المدعى عليه،ملتمسين من
المحكمة اإلدارية،الحكم بإلغاء القرار اإلداري،عدد 14بتاريخ 2017/12/26الصادر عن قائد قيادة
الدراركة اكادير،باإليقاف الفوري لألشغال،و شمول الحم بالنفاد المعجل،لعلة عيب االختصاص،وعدم
مشروعية ما صدر عن قائد قيادة الدراركة ب اكادير،لكون هذا األخير استعمل في المحضر صفته
الضبطية .
حيثيات الحكم:
استندت المحكمة،مصدرة الحكم في حيثياتها على نص المادة 20من القانون رقم 41/90المحدث
بموجبه محاكم إدارية،والذي يقضي على انه كل قرار إداري صدر من جهة غير مختصة او لعيب في
شكله او النحراف في السلطة او النعدام التعليل او المخالفة للقانون،يشكل تجاوزا في استعمال
السلطة،بحيث يمكن للمتضرر الطعن فيه أمام الجهة القضائية اإلدارية المختصة.
منطوق الحكم:
جاء في منطوق حكم إدارية اكادير مايلي ذكره:
وحيث،يهدف الطلب إلى الحكم بإلغاء القرار اإلداري عدد 14بتاريخ ، 2017/12/26الصادر عن قائد
الدراركة اكادير،مع ما يترتب عن ذلك قانونا وشمول الحكم بالنفاد المعجل.
في الشكل :قضت المحكمة بقبول الطلب لتقديمه وفق الشروط الشكلية المتطلبة قانونا.
في الموضوع :إلغاء القرار اإلداري المطعون فيه مع ما يترتب عن ذلك قانونا،وبرفض طلب النفاد
المعجل.
ال شك،أن مجال التمييز،بين أعمال الضبط اإلداري و مجاالت أعمال الشرطة القضائية،يكمن في كون
أعمال الشرطة اإلدارية تسعى إلى الوقاية من الجرائم،وتسعى من جهة أخرى إلى الحيلولة دون
وقعها،في حين أن أعمال الشرطة القضائية،تكمن في التدخل بعد وقوع الجرائم للتثبت من حصولها و
جمع األدلة المتعلقة بها ومتابعة مرتكبيها،وتكمن التفرقة أيضا في كون أعمال الضبط اإلداري تخضع
لرقابة اإلدارة أما أعمال الضبط القضائي فتخضع إلشراف النيابة العامة.
جوز لألفراد أن يطعنوا في قرارات الشرطة اإلدارية ا وان يطلبوا التعويض على األضرار الالحقة بهم
من جراء استعمال سلطات الشرطة ،ويتعين على القاضي التحقق من كون قواعد االختصاص
والشكليات قد تم احترامها بشكل مضبوط من لدن سلطة الشرطة كما للقاضي التحقق من الهدف
الحقيقي في استعمال سلطة الشرطة أي المحافظة على النظام العام،وأنه غير مشوب باالنحراف في
استعمال السلطة،
وصلة بموضوعنا،وحيث أسس الطاعنين طلبهما على عيب االختصاص،لكون القائد المطلوب في
الدعوى استعمل صفته كرجل سلطة محلية،وصفته كضابط للشرطة القضائية في نفس الوقت.
وحيث،استندت المحكمة اإلدارية في حكمها على كون المشرع فصل بين اختصاصات الشرطة القضائية
التي اسند لها صالحيات معاينات مخالفات التعمير و البناء و اتخاذ التدابير الالزمة ألنهاها،وصالحيات
السلطة اإلدارية المحلية في اإلشراف على معالجات مخالفات التعمير و البناء.
نقول في هذا الصدد،أن المشرع المغربي لم يمنع بين المزاوجة بين أعمال الضبط اإلداري و أعمال
الشرطة القضائية لجهات معينة بقوة القانون،ومن ضمنهم رجال القواد،على اساس انه ال يوجد في
القانون ما يمنع القائد من القيام بالدورين معا في أن واحد،حيث له أن يتولى مهام ضابط شرطة
قضائية،وفي نفس الوقت مهام رجل الضبط اإلداري،في إطار تدابير الشرطة اإلدارية المخولة
له،وسندنا في ذلك المادة 110من القانون التنظيمي للجماعات قم ،113/14التي توضح مجاالت
أعمال الضبط اإلداري المخلولة بقوة القانون لفائدة السلطات المحلية اإلدارية،
كما أن نص المادتين 66و 67من قانون 12/66واضح فيما يخص تحديد الجهات التي لها حق القيام
بمعاينات المخالفات المشار إليها في المادة 64وتحرير محاضر في شانها،ومن بينهم -ضباط الشرطة
القضائية -مراقبو التعمير التابعون للوالي او العامل-او اإلدارة المخول لهم صفة ضابط الشرطة
القضائية،كما تنص المادة 67على صالحية واختصاص ضبط الشرطة القضائية في اتخاذ التدابير
الالزمة كلما تبت هناك إخالل بضوابط التعمير و البناء .
وبالرجوع إلى أحكام المادة الرابعة 66من قانون التعمير ،12/90كما تم تغييره و تتميمه نجدها تنص
وبقوة القانون على الصفة الضبطية للقواد،مكرستا بذلك مقتضيات المادة 20من قانون المسطرة
الجنائية،التي بدورها تنص وبقوة القانون،على انه يحمل صفة ضابط للشرطة القضائية:الباشوات
والقواد.
كما أن مقتضيات المادة 21من قانون المسطرة الحنائية،أناطت عمل ضباط الشرطة القضائية،بإلزامية
توجيه صورا للمحاضر التي ينجزونها،مرفقة بنسختين منهما مشهود بمطابقتهما لألصل وكذا جميع
الوثائق و المستندات المتعلقة بها مباشر إلى لوكالء الملك او الوكالء العامين بمجرد إنهاء العمليات
التي يقومون بها،كما ألزمتهم بضرورة اإلشارة في صلب المحاضر التي يقومون بها إلى أن لمحررها
صفة ضابط الشرطة القضائية.
مما نستخلص معه أن دفع الطاعنين بكون القائد أشار إلى صفته الضبطية في مضمون محضر المعاينة
كمبرر من اجل إلغاء القرار اإلداري الصادر عن القائد،يبقى وسيلة ال أساس لها،وما جاء بالوسيلة
غير جدير باالعتبار.
جاء في حكم إدارية اكادير،ما مفاده أن صالحية السلطة اإلدارية المحلية ينحصر مجالها في اإلشراف
على عملية المراقبة على معالجة مخالفات التعمير،سندها في ذلك الدورية المشتركة عدد
،17/07وبالتالي لم يعد لهذه األخيرة أي صالحيات في معاينات المخالفات او اتخاذ تدابير يشأنها
واعتبارها أن القرار الصادر عن القائد مشوبا بالتجاوز في استعمال السلطة لعيب االختصاص.
ونحن نقول في هذا الصدد،أن اإلشكالية التي وقعت فيها المحكمة اإلدارية،تتجلى في استعمالها
لمصطلح غامض،شابه نوع من اللبس،و هو مصطلح (السلطة اإلدارية المحلية)،الذي حصرت
اختصاصاتها،في اإلشراف،والواقع أن داللة السلطة اإلدارية المحلية ينصب على جهتين:األولى
السلطات اإلدارية المحلية المنتخبة ،و الثانية السلطات اإلدارية المعينة،التي يجسدها كل من الوالة و
العمال و ورؤساء الدوائر و الباشاوات،تم القواد،وهؤالء يعتبرون في القانون ضباط للشرطة القضائية
و كذلك يمارسون عمليات الضبط اإلداري كل فيما يخصه و في نطاق ترابي معين.
كما أن قانون ،66/12منح لهؤالء صالحيات ضابط للشرطة القضائية،و هو ما يزكيه قانون المسطرة
الجنائية في فصله ، 20كما سبق لنا بيانه أعاله،و أن الدورية المستند عليها في تعليل الحكم لم تنكر
على القواد ممارسة عمليات المراقبة و المعاينات في مجال التعمير و البناء،بل العكس من ذلك خولتهم
الوالية في االختصاص وبشكل واضح ال مجال إلنكاره بدليل أن تعليمات الجهاز المركزي للتنظيم و
اإلدارة سواء تعلقت األمر بدوريات أو مناشير وزارية ال تعدو أن تكون مجرد تعليمات إدارية ليست
لها منزلة التشريع،و ال يجوز لها أن تعدل من أحكام القانون،فالمشرع لم يسبغ على الجهاز التنفيذي
(وزارة الداخلية أو وزارة إعداد التراب واإلسكان )،والية تفسير النصوص القانونية،إنما ذلك يدخل في
اختصاص القضاء ال غيره،،كما أن الدوريات الوزارية ال يمكنها أن ترقى على ما جاء به القانون
المتعلق بمراقبة و معاينة مخالفات التعمير والبناء المشار إليه أعاله،تبعا لما تفرضه القواعد المعمول
بها في تراتبية وتصنيف القوانين.
ومايزكي رأينا في الموضوع أن دورية وزير العدل عدد 58س،حول مستجدات قانون ،12/66ال نجد
بها ما يحرم ويمنع السلطات اإلدارية المحلية في شخص القواد من بسط والية اختصاصاتهم في
مراقبة ومعاينة وزجر مخالفات التعمير والبناء،كلما تعلق األمر بجرائم تعميرية،كما انه ال يمكن لقانون
12/66أن يتناقض و أهدافه،خصوص وانه يسعى أصال إلى الفصل بين منظومة التراخيص من
جهة،ومنظومة المراقبة و المعاينات وزجر مخالفات التعمير و البناء من جهة أخرى.
وعليه،تبقى عملية اإليقاف الفوري لألشغال من طرف قائد الدراركة باكادير،لها ما يبررها وهو الحفاظ
على سالمة األشخاص و ممتلكاتهم من جهة،ومن جهة أخرى إعماال لصالحياته المخولة له بمقتضى
القانون.
وترتيبا لما سبق بسطه أعاله،تكون اإلدارة الجهة المطلوبة في الطعن،وخالفا لما تمسكت به الجهة
الطاعنة،قد بنت قرارها على سبب مشروع وطبقا للقانون،األمر الذي يبقى معه قرارها المتخذ من
طرفها و المطعون فيه مشروعا،و ال ينطوي على عيب من عيوب المشروعية و عيب االختصاص
وبالتالي فإن الطلب الرامي إلى الحكم بإلغائه،يبقى غير مرتكز على أسس قانونية او واقعية سليمة،مما
يتعين معه الحكم برفضه.