Professional Documents
Culture Documents
موارد-بشرية (1)
موارد-بشرية (1)
المقدمة
المطلب األول :األجور
المبحث األول :مفاهيم و أساسيات حول األجور
المبحث الثاني :أنواع األجور
المبحث الثالث :نظريات األجور
المبحث الرابع :طرق دفع األجور في المؤسسة
المطلب الثاني :الحوافز
المبحث األول :نظرة تارخية و مفاهيم حول الحوافز
المبحث الثاني :أنواع و عناصر التحفيز
المبحث الثالث :الخطوات األساسية و شروط تصميم برنامج الحوافز
المبحث الرابع :نظريات و أهمية الحوافز
الخاتمة
المقدمة
تعد األجور والحوافز من أهم العوامل التي تؤثر على أداء الموظفين ورضاهم في محيط
العمل ،وهما جزء ال يتجزأ من نظام المكافآت والتعويضات الذي يقدمه أصحاب العمل
لموظفيهم .تمثل األجور األساسية المقابل المالي للعمل المقدم ،في حين تعد الحوافز وسيلة
لتشجيع الموظفين على تحقيق األداء المتميز وتحقيق األهداف المؤسسية .تتنوع أنظمة
األجور والحوافز بشكل كبير بين الشركات والمؤسسات ،وتعتمد على عدة عوامل من بينها
طبيعة العمل ،والصناعة ،وحجم الشركة ،وتوجهاتها االستراتيجية .ومع تطور المنظومة
االقتصادية والتكنولوجية ،تواجه الشركات تحديات متزايدة في تصميم أنظمة األجور
.والحوافز التي تحافظ على جاذبيتها وفعاليتها في تحقيق األهداف المرجوة
يهدف هذا البحث إلى استكشاف أهمية األجور والحوافز في بيئة العمل الحديثة ،وتحليل
تأثيرها على أداء الموظفين ورضاهم ،باإلضافة إلى استعراض أبرز النماذج والممارسات
الفّع الة في تصميم أنظمة األجور والحوافز .سيتم تقديم نقاط القوة والضعف في هذه النماذج،
وسيتم مناقشة التحديات التي تواجه الشركات في تطبيقها بشكل ناجح ،مع تقديم بعض
.التوصيات لتعزيز فعالية هذه األنظمة في تحقيق أهداف المؤسسة ورفاهية موظفيها
المطلب األول :األجور
المبحث األول :مفاهيم و أساسيات حول األجور
أوال :مفاهيم حول األجور
تعتبر األجور كأداة و وسيلة لقياس ما يبذله العامل من جهد أو ما يقدمه من عمل وهذه
األجور تجعل عالقة حسنة وطيبة بين العمال واإلدارة .و ينطوي مصطلح األجر على
مرادفات كثيرة ،تستعمل أحيانا للداللة عليه و أحيانا للداللة على مفهوم أخر يرتبط به بشكل
:من األشكال كالتالي
األجر :هو كل ما يحصل عليه العامل لقاء عمله أيا كان نوعه ،كما يقصد باألجر كل ما 1-
يدخل في ذمة العامل من مال مقابل قيامه بالعمل ايا كان نوعه أو صورته .فاألجر يمكن أن
.يأخذ صورة نقدية أو عينية
الراتب أو المرتب :و هو مصطلح مرادف لألجر ،ويتصف بالرتابة في الزمن وهو أجر 2-
.يمنح كل مدة زمنية محددة كالشهر أو األسبوع متفق عليها مسبقا
الدخل :يستعمل الدخل في بعض األحيان للداللة على األجر ،إال انه يعتبر اشمل منه فهو 3-
مجموع ما يدفع للفرد في مقابل قيامه بالعمل المطلوب ،وهو يشمل األجر والمكافآت و
.المزايا والخدمات التي يحصل عليها الفرد في عمله
و كتعريف شامل لألجر يمكن القول أنه هو ذلك المبلغ المالي الذي يتقاضاه العامل مقابل
العمل الذي يؤديه والذي يقدمه لصاحب العمل ،ويدفع للفرد بالساعة أو أسبوعيا أو شهريا
ويشمل على كافة العناصر المالية والعينية المقدمة من طرف صاحب العمل للعمل لقاء ما
يقدمه له هذا األخير من جهد عضلي أو فكري في وقت معين وما يحققه له من نتائج
وأهداف .بحيث تكون قادرة على تحفيز األفراد لبذل المزيد من الجهد إلنتاج أفضل كما
.ونوعا ،كما تمكنهم من تأمين احتياجاتهم األساسية بالدرجة األولى
.األجر األساسي :و هو عبارة عن الجمع بين األجر القاعدي وعالوة األقدمية 2-
األجر الخاضع إلقتطاعات الضمان اإلجتماعي :و يجمع األجر القاعدي وبعض من 3-
المنح والعالوات الخاضعة القتطاعات الضمان االجتماعي التي تحددها التشريعات
.والقوانين المتعلقة بالعمل
األجر الخاضع للضريبة :و ويجمع بين األجر القاعدي وبعضا من المنح والعالوات 4-
.الخاضعة للضريبة التي تحددها التشريعات والقوانين المتعلقة بالعمل
.األجر الكلي :و يجمع ين األجر األساسي وكل المنح والعالوات دون استثناء 5-
األجر الصافي :و هو األجر الكلي بعد طرح اقتطاعات الضمان االجتماعي 6-
.واالقتطاعات الضريبية
المبحث الثاني :أنواع األجور
اختلفت وجهات النظر في هذا المجال وخاصة من حيث تعد د أنواع األجور نظرا
ألهميتها البالغة ،فنجد أن لكل نوع دور يلعبه في تحديد طبيعة ونوعية األجور التي يحصل
عليها العامل والذي يساعده في قضاء حاجياته ومتطلبات الحياة الضرورية .و بذلك نقسمها
:إلى
األجر االسمي (النقدي) :هو مقدار من المال يتحصل عليه العامل مقابل تأدية عمله في 1-
فترة زمنية معينة ،وهو ال يعبر على القوة الشرائية للنقود التي قد يحصل عليها مقابل عمله،
.كما ال يعكس هذا األجر مستوى إنتاجية الفرد
األجر الحقيقي :و عكس األجر االسمي ،فهذا األجر يعبر عن كمية السلع والخدمات التي 2-
يرغب العامل الحصول عليها مقابل أجره النقدي وبالتالي فهو يعكس المستوى المعيشي
للعامل كونه يتوقف على مستوى األسعار الذي يكون في الغالب غير معروف وبالدقة
.المرغوبة ،ومنه فهو ناتج قسمة األجر النقدي على مستوى األسعار
األجر الجاري :و يتحدد في األجل القصير من خالل التوازن في سوق العمل بين 3-
.العرض والطلب
األجر الطبيعي :و هو عكس األجر الجاري حيث يتحدد من خالل التوازن في سوق 4-
.العمل بين العرض والطلب على المدى الطويل
األجر التأشيري :و يتم تأشير األجور من خالل ربط مستوى األجور بالمستوى العام 5-
لألسعار وهذا من اجل إبراز اآلثار السلبية للتضخم على األجور بغية المحافظة على القدرة
.الشرائية لألجور
األجر حسب المؤهالت المهنية :و ينظر لهذا األجر بداخل المؤسسة ،إذ يتم وصف 6-
وتحليل العمل باألخذ بعين االعتبار صعوبة ونوعية المهام ،يسعى التحليل إلى وضع فئات
مهنية تتعلق باجر معين وهذا باألخذ بعين االعتبار الخصائص الجسمانية واليدوية والثقافية
التي يتطلبها كل عمل باإلضافة لألخطار والصعوبات الناجمة عن ممارسة ذلك العمل كما
.يأخذ في الحسبان الفوارق في مجهودات األفراد ذوي المنصب
األجر حسب الوقت :يتغير هذا األجر حسب عدد ساعات العمل واأليام والشهور 7-
التي اشتغل فيها العامل وهذا األجر ليس له عالقة مباشرة مع الكمية المنتجة من
طرف العامل بحيث انه على هذا األخير احترام لبعض المقاييس العمل من حيث
.الكمية والنوعية
األجر حسب المر دودية :تطور ذا النوع من األجور في ظروف أين كانت 8-
.مراقبة العمل المنجز ،ويتعلق هذا األجر مباشرة بإنتاجية الفرد
أجر المجموعة :و نعني بأجر المجموعة أن العمال يتلقون أجرا جماعيا ثم 9-
.ويوزعونه بينهم
نظرية رصيد األجور :هذه النظرية هي مكملة لنظرية حد الكفاف وهنا نجد أن معدل 2-
األجور يكون تبعا لهذه النظرية ويتوقف على العالقة بين عدد السكان ورأس المال ،وزيادة
السكان مع ثبات المال (المخصص لألجور) يؤدي إلى زيادة عرض العمل ومنه انخفاض
األجور .وقد أشاد وأكد جامسيل إلى أن عدد السكان يزيد بمعدل يفوق زيادة رأس المال،
خاصة إذا تذكرنا أن عائد رأس المال يميل إلى النقص باستمرار نتيجة زيادة كمية منه في
اإلنتاج ( قانون تناقص ) وبذالك يقل الرصيد السنوي الذي تتكون منه المذكرات ،وبذلك
.يرى ميل أن هناك اتجاه قوي ومستمر نحو انخفاض األجور
النظرية الماركسية:و هي نظرية فلسفية اقتصادية يؤلف االقتصاد السياسي جزءًا رئيسًا 3-
فيها ،وتعد هذه النظرية االقتصادية متكاملة تعالج آلية التطور والتوازن االقتصاديين ،كما
تعتبر نظرية القيمة الزائدة (فضل القيمة) حجر الزاوية في النظرية االقتصادية الماركسية.
يتحدد األجر الطبيعي بكمية العمل الالزم اجتماعيا إلنتاج وسائل العيش الضرورية
الستمرار الطبقة العاملة ،ولتحديد قوة العمل حسب هذه النظرية فان العامل في المؤسسة
:الرأسمالية يتكون من جزئيين
األخر يقوم به العامل دون أن يتقاضى عليه أجرا والفرق بين األجرين سماه ماركس -
.بالقيمة الفائضة
وبالتالي األجر حسب النظام الرأسمالي يتم وفق تقسيم وقت العمل إلى عمل ضروري
.وعمل فائض ويدفع للعامل سوى المقابل لجزء من عمله
العمل الضروري :وهو الوقت الذي يصرفه العامل في العمل كي ينتج قيمة المواد -
.الضرورية الالزمة لمعيشته ومعيشة أفراد أسرته ،أي لتجديد قوة عمله
العمل الزائد :وهو الوقت الذي يمضيه العامل في العمل زيادة على وقت العمل الضروري -
.وفيه ينتج القيمة الزائدة أو فضل القيمة التي تعود إلى صاحب العمل مالك وسائل اإلنتاج
من هنا فإن النظرية الماركسية على الرغم من التقارب المالحظ بينها وبين بعض
النظريات االقتصادية في ربط األجور بالحد األدنى الضروري الالزم لمعيشة العامل ،فإنها
تختلف عنها في تفسير مستوى األجور وفي تفسير النتائج المترتبة على ذلك .فتنطلق من أن
التبادل (البيع والشراء) يتم بين سلع متساوية القيمة وأن األجر هو قيمة السلعة التي يبيعها
العامل إلى صاحب العمل وهو قوة عمله أو قدرته وأهليته للعمل .وهكذا فإن العامل ال يبيع
الرأسمالي عمله بل يبيعه قدرته على العمل ،أي قوة عمله ،ألن العامل بذاته ليس سلعة قابلة
:للتبادل لألسباب التالية
إن لكل سلعة قيمة ،والعمل ليست له قيمة بذاته ذلك أن القيمة هي العمل ا¬رد المتجسد _
في السلعة ،والذي يظهر في عملية التبادل .وهكذا يكون من غير المقبول الحديث عن قيمة
.العمل بذاته ،وهو ليس سلعة منفصلة قائمة بذاتها
إن السلعة موجودة فعًال قبل دخولها عملية التبادل أما العمل فهو غير موجود في لحظة _
عملية البيع والشراء وإنما الموجود بحوزة العامل هو قدرته على العمل وهي التي يبيعها
.إلى صاحب العمل
إن عملية بيع العمل وشرائه تتناقض بالضرورة مع القوانين االقتصادية الفاعلة في _
االقتصاد الحر .فإذا عد العمل سلعة ،يجب أن يدفع ثمنه كامًال بحسب قوانين التبادل
السلعي .وإذا حدث ذلك فال يستطيع صاحب العمل الحصول على أية قيمة إضافية .وهذا
يتناقض مع سعي الرأسمالي وراء الربح .لذلك ترى الماركسية أن ما يبيعه العامل هو قوة
.عمله التي تتحدد قيمتها وفقًا لقانون القيمة
وعلى الرغم من التشابه بين النظرية الماركسية في األجور ونظرية الحد األدنى
لمستوى المعيشة فهما تختلفان فيما بينهما ،فاألخيرة تقصر حاجات العامل على السلع
المادية في حين تدخل النظرية الماركسية في حساب قيمة قوة العمل ،في مكونات األجر،
العنصر التاريخي واألخالقي ،إذ يجب أن يتطور مستوى األجور بما يتفق مع مستوى النمو
االقتصادي والرفاه االجتماعي .وقد عارض ماركس صراحة في كتابه «نقد برنامج غوته»
قانون األجور الحديدي الذي طرحه السال .فهو يرى أن قيمة قوة العمل ترتفع مع الزمن
بسبب التقدم االقتصادي وارتفاع المستوى الثقافي ومستوى الرفاه ،وكذلك بسبب إدخال سلع
استهالكية جديدة ،وبسبب تزايد شدة العمل و وتيرته نتيجة إدخال أساليب جديدة في تنظيم
العمل ،مما يجعل العامل مضطرًا إلى صرف مجهود عضلي وذهني أكبر ،وبالتالي حاجته
إلى الراحة واالستجمام ،وكل ذلك ينعكس زيادة في قيمة قوة العمل ،وفي األجر الذي يجب
.أن يكون معادًال لها
نظرية الحد األدنى لمستوى المعيشة :يرى أنصار هذه النظرية أن مستوى األجور 1-
يتحدد بما يعادل قيمة المواد والحاجات الضرورية لمعيشة العامل في الحد األدنى .ويقولون
إن حركة العرض والطلب في سوق العمل كفيلة بالمحافظة على األجور مدة طويلة في
مستوى الحد األدنى للمعيشة الالزم للمحافظة على حياة العامل .وواضع أسس هذه النظرية
هو االقتصادي الفرنسي تورغو وتبناها في منتصف القرن التاسع عشر االقتصادي والزعيم
العمالي األلماني السال ودافع عنها وسماها «القانون الحديدي لألجور» .وبحسب هذا
القانون إذا ارتفع مستوى األجور عن الحد األدنى الضروري للحياة وتحسنت الحالة
المعيشية للعمال فإنهم يميلون إلى التزاوج فتكثر بذلك الوالدات ،ويزداد عدد العمال ويزداد
بالتالي عرض العمل في السوق ،مما يقود إلى انخفاض مستوى األجور إلى الحد األدنى
الضروري للمعيشة أو حتى إلى أدنى منه مؤقتًا .ولكن األجور ال يمكن أن تبقى مدة طويلة
في مستوى أقل من الحد األدنى الضروري للمعيشة ألن العمال ،في هذه الحالة ال
يستطيعون إعالة أسرهم فيحجمون عن الزواج وتقل الوالدات فينخفض عرض العمل في
السوق وترتفع األجور إلى مستواها السابق أو إلى أعلى منه .وهكذا فإن حركة العرض
والطلب في سوق العمل تجعل األجور ،في رأي أنصار هذه النظرية ،تراوح في حركتها
حول مستوى الحد األدنى الضروري للمعيشة ،أي ما يعادل قيمة المواد والحاجات
.الضرورية لمعيشة العامل
نظرية إنتاجية العمل :تنبثق هذه النظرية من النظرية العامة لتوزيع الدخل القومي في 2-
االقتصاد الحر أو اقتصاد السوق ،إذ تنطلق نظرية التوزيع من فرضية أثمان عوامل
اإلنتاج ،التي تزعم أن كل من يشترك في اإلنتاج يحصل على نصيب منه يعادل إنتاجيته،
أي بمقدار إسهامه في تكوين ذلك اإلنتاج .لما كان األجر ،بحسب أنصار هذه النظرية ،هو
ثمن العمل ،فإن العامل يحصل على الثمن الكامل للعمل الذي يقدمه ،ويتحدد مستوى األجر
مباشرة بإنتاجية العمل .وقد وضع االقتصادي الفرنسي جان باتيست ساي أساس نظرية
إنتاجية العمل ،إذ رأى في األجر مكافأة على الخدمة اإلنتاجية التي يقدمها العامل ،وبالتالي
فإن العامل يحصل على أجر يعادل إسهامه في تكوين اإلنتاج .وفي أواخر القرن التاسع
عشر حلت نظرية «القيمة -المنفعة» محل نظرية «القيمة -التكلفة» ،وترتب على ذلك فهم
جديد بأنه ليست للسلعة قيمة إال إذا كانت تحمل قيمة استعمالية نافعة ومطلوبة في السوق.
وليس لعوامل اإلنتاج -والعمل أحد عوامل اإلنتاج -إال قيمة مشتقة من قيمة السلع التي
تسهم في إنتاجها .وبالتالي فإن ما يحدد األجور هو إنتاجية العمل ،أي ما يعادل نصيب
العمل في تكوين اإلنتاج .وفي بداية القرن العشرين طور عدد من االقتصاديين ج.ب.كالرك
وفون ويزر وهانس ماير هذه النظرية فقالوا :إن ما يحدد األجر ليس إنتاجية العمل بصورة
مطلقة بل إنتاجية وحدة العمل األخيرة أو اإلنتاجية الحدية ويقول كالرك إنه في كل فروع
اإلنتاج يمارس قانون المردود المتناقص عمله إذ يتزايد اإلنتاج بمعدالت أقل من تزايد
العمل الحي المصروف في إنتاجه ،وإنتاجية وحدة العمل األخيرة هي اإلنتاجية الحدية
.للعمل ،وهي التي تحدد مستوى األجر فيميل األجر إلى التطابق مع اإلنتاجية الحدية للعمل
النظرية االجتماعية ألجور :يرى أنصار هذه النظرية أن األجور أداة من أدوات توزيع 3-
الدخل القومي وبالتالي فإن مستوى األجور في أي بلد يتحدد بعاملين اثنين :األول إنتاجية
العمل االجتماعي التي تحدد الناتج اإلجمالي الذي يتم اقتسامه بين الطبقات االجتماعية من
جهة ،والثاني الوزن االجتماعي للطبقة العاملة الذي يحدد نصيب العمال من الناتج من جهة
ثانية .تختلف هذه النظرية في جوهرها عن نظرية األجور المنظمة أو نظرية األجور
التفاوضية فكلتاهما تفسران مستوى األجور بمدى قدرة التنظيم النقابي على ممارسة الضغط
.سواء على منظمات أرباب العمل أو على الحكومات واألحزاب السياسية
نظرية األجور المنظمة :إن جميع نظريات األجور السابقة لم تستطع بيان األساس 4-
الحقيقي لتحديد األجور ،وقد بينت أحداث القرنين التاسع عشر والعشرين تزايد قوة الطبقة
العاملة السياسية وتأثيرها الكبير في الحياة السياسية واالقتصادية في كل البلدان الصناعية
المتقدمة ،كما شهدت مستويات األجور بالمقابل قفزات ال يمكن تفسيرها بتحسن اإلنتاجية أو
بتغير الحد األدنى الضروري للمعيشة ،مما أفسح في المجال أمام تطوير النظرية
االجتماعية لألجور إلى نظرية األجور التفاوضية (اتفاقيات األجور الجماعية) أو نظرية
األجور المنظمة .وبحسب هذه النظرية يتحدد األجر بطريق التفاوض الفردي بين العامل
ورب العمل .وألن العامل الفرد في موقف تفاوضي ضعيف ،وبسبب زيادة دور المنظمات
النقابية العمالية ،فقد أصبح مستوى األجور يتحدد بالمفاوضات بين منظمات أرباب العمل
والنقابات العمالية .وبسبب أهمية كتلة األجور وتأثيرها في حسن سير االقتصاد الوطني،
ودورها المتزايد في تنشيط االستهالك وتحقيق التوازن على مستوى االقتصاد الكلي ،إضافة
إلى األضرار الكبيرة التي تلحقها اإلضرابات العمالية في حال عدم االتفاق بين النقابات
وأرباب العمل على مستوى األجور فقد راحت السلطات العامة تتدخل في المفاوضات
.وتقوم بدور المنظم لمستويات األجور في كثير من األحيان
المبحث الرابع :طرق دفع األجور في المؤسسة
:هناك العديد من الطرق التي بموجها تجدد األجور نذكر منها
طريقة األجر على أساس الزمن في العمل :في المنظمات و المؤسسات ،و المعيار 1-
الزمني المستخدم في احتساب األجر قد يكون الساعة ،أو اليوم ،أو األسبوع ،أو الشهر ،أو
السنة ،وذلك بغض النظر عن حجم األداء أو كمية اإلنتاج و جودته .و قد جرت العادة
حسب هذا النظام أن يحدد معدل اجر السـاعة الواحـدة كأساس في احتساب األجر الكلي ،أما
إذا استدعي األمر أن يعمل الفرد ساعات أكثر من الساعات المقررة ،فيعطي أجرا إضافيا
عن كمية العمل اإلضافية ،وفقًا لمعدل األجر األساسي أو وفقًا لمعدل خاص ،قد يزيد عادة
.عن المعدل األول
تحديد الزمن المعياري حتى يمكن كشف العامل البطيئ ومحاولة تدريبه أو نقله إلى عمل -
.أخر يناسبه
تطبيق نظام البرامج الزمنية حتى تتدفق أوامر اإلنتاج تبعا على العامل حتى يمكن شغل -
.وقته بالكامل
عندما يتعذر أو يصعب تحديد كمية اإلنتاج الخاصة بكل فرد علي حدة ،وبالتالي يتعذر -
.إيجاد العالقة بين جهد الفرد وناتج أدائه
عندما تكون العتبارات الجودة أهمية اكبر من اعتبارات الكمية ،أي عندما تكون نوعية -
.اإلنتاج أهم بكثير من حجمه
.عندما يكون العمل غير منتظم باستمرارية ألسباب ال عالقة للعاملين بها -
:وهذا وتحقق األجور الزمنية المزايا التالية -
.تضمن للعاملين دخًال محددًا و معروفًا يمكن ان يكون أساس ألسلوب حياته و تصرفاته -
سهولة احتساب و فهم و استخدام مثل هذه الطريقة سواء من قبل اإلدارة ،أم من قبل -
.األفراد
:بالنسبة للعامل
.يجد في هذه النظم وسيلة لزيادة دخله عن طريق زيادة إنتاجيته -
حثه على االبتكار واإلبداع في إيجاد أفضل السبل والوسائل التي من شأنها أن ترفع من -
.مستوى أدائه
:بالنسبة للمنظمة
.فيمكن أن تكون نظم األجور علي أساس اإلنتاج أفضل وسيلة لزيادة الكفاءة اإلنتاجية -
إذ تنتقل مسئولية العمل واإلنتاج إلي األفراد الذين يرغبون في الحصول علي أجور -
.مرتفعة
.تقدم هذه النظم تسهيالت كبيرة لإلدارة في احتسابها لتكلفة الوحدة الواحدة من اإلنتاج -
:أما عيوب هذا النظام تتمثل في
تقلل هذه النظم من فاعلية اإلدارة في التفكير بإيجاد الوسائل الفعالة للرفع من معدالت -
الكفاءة اإلنتاجية ،اعتقادًا منها ان الكفاءة يمكن ان تصل إلي معدالت مرتفعة بصورة تلقائية
.علي أساس ربط األجر باإلنتاج
قد يؤدي استخدام نظم األجور علي أساس اإلنتاج إلي زيادة الهدر في الموارد و تشغيل -
اآلالت والتجهيزات بأكبر من طاق̈اا ،وذلك نتيجة توجه األفراد لزيادة حجم اإلنتاج بشتى
السلب والوسائل ،دون أي اعتبار لجودته ،بقصد الحصول علي أجور مرتفعة
قد تعمل هذه النظم بصورة عكسية بالنسبة لشعور األفراد بالرضا ،وذلك عندما تكون -
وسائل العمل قديمة ومنخفضة اإلنتاجية األمر الذي يؤدي إلي انخفاض مستوى أداء األفراد
.ألسباب خارجة عن إرادتهم
طريقة نظام األجور التشجيعية :يختلف هذا النظام عن الطريقتين السابقتين في انه 3-
يهدف إلى تشجيع األفراد لتحسين أدائهم في العمل لزيادة إنتاجيتهم ،وذلك باالعتماد على
عدة طرق ،وتشمل األجور التشجيعية على بعض خصائص نظام الدفع على أساس الزمن،
و بعض خصائص نظام الدفع على أساس اإلنتاج .وتقوم األجور التشجيعية على مجموعة
:من األسس أهمها
الدفع على أساس المعدالت العادية لألجر لإلفراد الذين ال يصلون إلى المعدل المعياري -
.لإلنتاج
الدفع على أساس إعطاء اجر إضافي تشجيعي لألفراد الذين ال يتجاوزون المعدل -
.المعياري لإلنتاج
المطلب الثاني :الحوافز
المبحث األول:نظرة تارخية و مفاهيم حول الحوافز
اوال :نظرة تارخية حول الحوافز
مع بداية القرن الثامن عشر عندما برزت حركة اإلدارة العلمية بدأ العلماء يهتمون في
بحوثهم ودراساتهم بموضوع الحوافز ويمكن أن نميز بين ثالث مراحل لتطوير الفكر
.اإلداري فيما يخص موضوع الحوافز
المرحلة التقليدية :تمثل هذه المرحلة النظريات التقليدية في اإلدارة حيث تعتبر المنظمة 1/
وحدة اقتصادية مثالية ال عالقة لها بالبيئة الخارجية ومن وجهة نظر ماكس فيبر رائد
النظرية البيروقراطية أن الفرد بطبعه غير طموح وكسول ودائما يسعى إلى إشباع حاجاته
المادية وبالتالي ركزت هذه المرحلة على الحوافز المادية فقط وكذلك ركزت مدرسة اإلدارة
.العلمية بقيادة فريدرك تايلور في سياستها التحفيزية على األساس المادي
مرحلة مدرسة العالقات االنسانية :من وجهة نظر هذه المدرسة أن المنظمة عبارة عن 2/
نظام كبير ومعقد التكوين حيث يتكون من أجزاء متباينة في األداء أهمها الجانب اإلنساني
والفني وهذه المدرسة تنظر إلى اإلنسان باعتبار أن له مشاعر وأحاسيس ويعمل في داخل
الجماعات .وبالتالي نرى بوضوح التطور في النظرة إلى اإلنسان وكيفية التعامل معه
باعتبار أن المنظمة بجانب أنها وحدة اقتصادية فهي وحدة اجتماعية لذلك نجد تنوعا في منح
.الحوافز ما بين المادية والمعنوية
المرحلة الحديثة :تمثلها نظريات اإلدارة الحديثة مثل(نظرية اإلدارة باألهداف ونظرية 3/
النظم) وحاولت هذه المرحلة أن تتجنب أخطاء النظريات والمراحل السابقة مستفيدة من
تجاربها وهذه المرحلة تنظر إلى الجهاز على أنه نظام مفتوح وليس مغلقا كما كانت
المدارس التقليدية ،وقد أدعت المدارس الحديثة إلى ربط الحوافز بالنتائج المتحققة ونادت
بضرورة اختالف ما يحصل عليه العاملون من حوافز سواء كانت مادية أو معنوية وذلك
حسب مستويات األداء وكذلك من وجه نظر هذه المرحلة ضرورة اشتراك العاملين مع
.اإلدارة في وضع خطط الحوافز
التحكم بعناصر المحيط التنظيمي الداخلي :مثل زيادة أهمية العمل وإثرائه وتنظيمه -
.وتشجيع أنواع التحفيز اآلتية من الوظيفة نفسها
التعرف على نظام القيم لكل عامل :ليس فقط بدراسة الخصائص المهنية ولكن كذلك -
.باعتبار حياته خارج العمل
الحوافز االيجابية :تشجع األفراد على إحداث السلوك المرغوب فيه حيث تحدد المنظمة -
.السلوك االيجابي و الحافز المادي أو المعنوي المستعمل
.الحوافز السلبية :تدفع العاملين لتجنب سلوك معين و يمكن أن تكون مادية أو معنوية -
:حسب المتحصل عليها :و هذا النوع يمكن أن يقدم للفرد أو الجماعة 3/
الحوافز الجماعية :موجهة للجماعة أو الوحدة التي تقوم بالنشاط ،و يمكن أن تكون مادية -
.أو معنوية
الحوافز على مستوى المنظمة :تكون موجهة إلى جميع عمال المنظمة ،كاألرباح ،و ملكية -
.......األسهم
القدرة :الشخص المؤهل أو القادر على القيام بعمل معين يمكن تحسين أدائه عن طريق -
.التحفيز بخالف الشخص العاجز غير المدرب أو غير المؤهل أصال
الجهد :الذي يشير إلى الطاقة و الوقت الالزمين لتحقيق هدف معين حيث أن مجرد القدرة -
.وحدها ال تكفي
الرغبة :إذا لم الرغبة موجودة فان فرصة الوصول إلى النجاح في أداء العمل تقل حتى و -
.لو تم أداؤه فعال
دراسة االداء :تسعى هذه الخطوة إلى تحديد و توصيف األداء المطلوب ،كما تسعى إلى 2/
:تحديد طريقة لقياس األداء الفعلي ،إن تحديد و توصيف األداء المطلوب يستدعي ما يلي
تحديد ميزانية الحوافز :و يقصد بها ذلك المبلغ اإلجمالي المتاح لمدير نظام الحوافز 3/
لكي يتفق ،على هذا النظام،و يجب أن يغطي المبلغ الموجود في ميزانية الحوافز البنود
:التالية
قيمة الحوافز و الجوائز :و هو يمثل الغالبية العظمى لميزانية الحوافز وتتضمن بنودا -
.جزئية مثل المكافآت ،العالوات ،الرحالت ،الهدايا و غيرها
التكاليف اإلدارية :و هي تغطي بنودا مثل التكاليف لتصميم النظام و تعديله واالحتفاظ -
.بسجالته و اجتماعاته و تدريب المديرين على النظام
تكاليف الترويج :وهي تغطي بنودا مثل النشرات و الكتيبات التعريفة و الملصقات -
.الدعائية و المراسالت و خطابات الشكر و الحفالت متضمنة بنودا أخرى خاصة بها
.سهولة فهم السياسات واإلجراءات التي تقررها المنظمة أثناء تقرير النظام -
أن ترتبط هذه الحوافز ارتباطا وثيقا بالجهود الذهنية أو البدنية التي يبذلها المنظف أو -
.العامل في تحقيق الحد األدنى لألداء و اإلنتاجية
.أن يقرر صرفها أو تقديمها للموظفين أو العاملين في المواعيد المحددة و المتقاربة -
آن تواكب هذه الحوافز المتغيرات االقتصادية و االجتماعية ،...التي تمر بها البالد ،و -
.التي تؤثر على سلوك العاملين و رغباتهم و توقعاتهم
.أن ال تتدخل فيها المنازعات الشخصية أو العالقات أو السلطات و المحتويات -
متطلبات نظام الحوافز :هناك العديد من العوامل التي يجب على اإلدارة أن تأخذها بعين 2/
:االعتبار حين إصدار القرار متعلق بنظام الحوافز
يتطلب نظام الحوافز السليم ضرورة أن تكون هناك عالقة واضحة بين نوع المبادالت و -
.الجهد المبذول من ناحية و بين األداء و اإلنتاج من ناحية أخرى
يجب أن تكون النتائج النهائية لألداء سواء على المستوى الفردي أو الجماعي قابال للتنميط -
.و القياس الكمي
.يجب أن يكون نظام الحوافز مقبوال من جهة نظر األفراد حتى يكون فعال -
يجب أن يكون نظام الحوافز هادفا أي تحقق المؤسسة من ورائه أرباحا و تقلل من -
.تكاليفها
:خصائص نظام الحوافز :يجب أن يتسم نظام الحوافز ببعض من أهمها 3/
القابلية للقياس :يجب أن تترجم السلوكيات و التصرفات و االنجاز الذي سيتم تحفيزه في -
.شكل يمكن تقديره و قياس أبعاده
إمكانية التطبيق :ويشير هذا إلى تحري الواقعية و الموضوعية عند تحديد معايير الحوافز -
.بال مبالغة في تقدير الكميات أو األوقات
الوضوح و البساطة :البد من وضوح نظام الحوافز و إمكانية فهمه و استيعاب أسلوبه و -
.االستفادة منه و ذلك من حيث اإلجراءات التطبيقية
التحفيز :يجب أن يتسم نظام الحوافز بإثارة همم األفراد و حثهم على العمل و التأثير على -
.دوافعهم لزيادة إقبالهم على تعديل السلوك و تحقيق األداء المنشود
المشاركة :يفضل أن يشارك العاملون في وضع نظام الحوافز الذي سيطبق عليهم مما -
.يؤدي لتبنيهم و تحسمهم ،و زيادة إقناعهم به و الدفاع عنه
تحديد معدالت األداء :يعتمد نظام الحوافز بصورة جوهرية على وجود معدالت محددة -
.وواضحة ،و موضوعية لألداء
القبول :يتسم النظام الفعال للحوافز بقبوله من جانب األفراد المستفيدين منه و إال فقد -
.أهميته و تأثيره لتحقيق أهدافه المرجوة
المالئمة :تفقد الحوافز أهميتها إذا حصل جميع العاملين على نفس المقدار منها ،إذ يجب -
أن تعتمد في مدخلها و طرقها على مراعاة االختالفات في المستويات اإلدارية و األعمار
السنية و الحاجات اإلنسانية و الكميات و األرقام و الجودة...و غيرها من معايير تحديد
.مقدار الحوافز
المرونة :يجب أن يتسم نظام الحوافز باالستقرار و االنتظام إال أن ذلك ال ينفي إمكانية -
.تطوير أو تعديل بعض معاييره إذا استدعى األمر
الجدوى التنظيمية :يجب أن يكون للنظام منفعة للمنظمة في شكل زيادة إيراد̈اا و أرباحها -
.أو نتائج إعماله ،وذلك بمقارنة نتائج أعمال المنظمة قبل و بعد النظام
التوقيت المناسب :تتعلق فعالية تقديم الحوافز بالتوقيت ،فالثواب الذي يتبع السلوك بسرعة -
أفضل من ذلك الذي يتم بعد فترة طويلة من حدوث الفعل و الصرف .التحفيز في ميدان
العمل على انه مجموعة من القوى النشيطة التي تصدر من داخل الشخص ومن محيطه في
أن واحد .و هي تحث الفرد العامل على تصرف معين في عمله وتحدد اتجاهه ،وشدته،
.ومدته .ويرتبط تحفيز العمال بعدة عناصر مهمة تؤثر مباشرة على فاعلية المنظمة
نظرية ماسلو :تعتبر نظرية ماسلو ،والتي أطلق عليها "سلم ماسلو للحاجات'' من أكثر 1/
نظريات الحوافز شيوعًا ،حيث قام بتحديد خمس مجموعات من الحاجات المتعاقبة السلم،
وهي :الحاجات الفيزيولوجية ،حاجات األمان حاجات االنتماء ،حاجات التقدير ،وحاجات
تحقيق الذات .حيث يرى أن الفرد يسعى إلى تحقيق الذات وطموحاته بالعمل الجاد إذا
توفرت له الحاجات األساسية ،ويعتبر ماسلو أن الدافعية هي شيء ذاتي داخل اإلنسان ،ومن
الصعب أن يفرض عليـه مـن الخارج .ويرتب ماسلو دوافع أو حاجات اإلنسان على شكل
هرم ،حيث تشكل الحاجات البدائية بداية القاعدة في الهرم ،وبعد ذلك تأتي الحاجات األقل
:إلحاحًا تبعًا ألهميتها النسبية وكما يأتي
الحاجات الفيزيولوجية :وهي تمثل الحاجات الجسمانية واألساسية للحياة مثل :الحاجة -
للطعام والماء ،والجنس والهواء ،والنوم والمسكن ،وتأتي هذه الحاجات في أسفل السلم
.الهرمي وتشكل قاعدته األساسية
حاجات االمن و الطمانينة :وهي تشمل حاجات الفرد لألمان والطمأنينة وتجنب المخاطر- ،
كما تتناول الجوانب المتعلقة باألمن النفسي والمعنوي واستقراره كما تشمل أيضًا اطمئنان
الفرد على عمله وحريته من الوقوع تحت التهديد بفقدان هذا العمل ،وتأتي هذه الحاجات في
.الدرجة الثانية من السلم
الحاجات االجتماعية :وهي تشمل الشعور بالود واأللفة والمحبة مع اآلخرين وتبادل -
المشاعر االجتماعية واإلنسانية معهم واكتساب األصدقاء والزمالء ،حيث إن اإلنسان
.اجتماعي بطبيعته ويعيش ضمن جماعة ويتفاعل معها
الحاجات للتقدير :وهي تشمل الثقة بالنفس واالستقالل ،كما تتضمن حاجات الفرد للشعور -
.بأنه موضع اعتزاز واحترام وتقدير اآلخرين ،واعترافهم له بمكانة اجتماعية معينة
حاجات تحقيق الذات :تعبر هذه الحاجات عن رغبة الفرد باالستمرار في تنمية الذات -
والخلق واإلبداع والرغبة في تكوين كيان متميز ومستقل له ينطلق من خالل مواهبه
.وقدراته وإمكانياته ،وتشكل هذه الحاجة في نظر ماسلو أعلى الهرمي للحاجات
ولهذا تعتبر نظرية ماسلو ذات أهمية خاصة للمهندسين ،حيث ترشدهم إلى كيفية تحفيز
العاملين حسب احتياجاتهم الشخصية ،فيجب على المهندسين التعرف على مرؤوسيهم
وظروفهم االجتماعية والعلمية عن قرب؛ حتى يمكنهم تحديد مستوى الحاجات لكل فئة،
ومن ثم دراسة كيفية التعامل مع هذه الحاجات .إن حرمان الفرد من الحاجات المختلفة،
وخاصة تلك التي في قمة الهرم ،والتي ال تالحظ أهميتها كثيرًا لدى العديد من المسؤولين
.يؤدي إلى نتائج سلبية على المنظمة
نظرية العاملين لهيرزبرغ :لقد ركز فردريك هيرز برغ في نظريته على الدور 2/
الرئيسي للعمل وظروفه في حياة األفراد والجماعات العاملة ،وقد صنف شعور العاملين
:حول وظائفهم إلى فئتين
.المرتبات -
نظرية سلم الحاجات لبورتر :تشبه هذه النظرية إلى حد كبير نظرية ماسلو ،ولكن هناك 3/
اختالفًا شكليًا في الترتيب ،حيث استبدل الحاجة الفسيولوجية التي تمثل قاعدة الهرم بالحاجة
إلى األمن ،كما أضاف الحاجة إلى االستقاللية ووضعها قبل الحاجة األخيرة وهي الحاجة
.لتحقيق الذات
نظرية فروم للتوقعات :لقد قام فروم تطوير هذه النظرية التي تعتبر من النظريات 4/
الحديثة في الدوافع ،والفكرة األساسية في هذه النظرية هي أن األفراد لديهم الرغبة القوية
في العمل الجاد لتوقعهم بأن هذا العمل سوف يؤدي إلى نتائج يرغبون فيها ،وبموجب
نظرية التوقع فإن :االداء = التحفيز* القابلية
ولقد أكدت هذه النظرية أن الفرد غالبًا ما يتجه ألداء عمل معين عندما يتوقع أنه سيؤدي به
للحصول على عائد أفضل من األعمال األخرى .ويمكن القول بأن نظرية فروم أشارت
بشكل واضح إلى متغيرات السلوك ودوافع الفرد نحوه ،كما أكدت على وجود االختالفات
الفردية في تحديد دوافع العمل ،لذلك يالحظ بأن لكل فرد قوى جذب وتوقعات معينة تدفعه
.للقيام بأداء معين وتجعله يفضله عما سواه
نظرية مكليالند في الحاجات :حدد مكليالند ثالثة أنواع من الحاجات األساسية هي5/ :
.الحاجة للقوة ،والحاجة لالنتماء ،والحاجة لإلنجاز
الحاجة للقوة :لقد لوحظ أن األفراد الذين لديهم حاجة قوية للسلطة أو القوة يهتمون كثيرًا -
بممارستها تجاه اآلخرين وهؤالء األفراد الذين لديهم حاجة قوية للسلطة أو القوة يهتمون
كثيرًا بممارستها تجاه اآلخرين ،وهؤالء األفراد يتسمون بقوة الشخصية واللباقة ،والقدرة
.على فرض الرأي
الحاجة لالنتماء :إن األفراد الذين يحتاجون لالنتماء يشعرون بالسعادة عندما يكونون -
محبوبين من قبل أشخاص آخرين ،ويحرصون على تفادي الرفض من قبل الجماعة التي
ينتمون إليها ،لذلك فإنهم يهتمون باستمرار وجود عالقات اجتماعية مع اآلخرين كما يعملون
.على مساعدة اآلخرين والتخفيف من حدة مشكالتهم
الحاجة لالنجاز :وهذا يعني أن األفراد الذين لديهم رغبة قوية في تحقيق إنجازات ،يبذلون -
الجهد لبلوغ النجاح ،ولتفادي حاالت الفشل كما أنهم ينظرون إلى تحمل المخاطرة بواقعية،
.ويفضلون تحمل المسؤولية عن إنجاز المهمات
إن الفهم الجيد لهذه الحاجات الثالث يعتبر ذا أهمية كبيرة في إدارة المشروعات الهندسية،
.حتى يتمكن مدير المشاريع من تحقيق أهداف الشركة الرئيسية والفرعية
تعزيز الدافعية :الحوافز تساعد في تعزيز الدافعية والرغبة للقيام بالمهام واألنشطة -
المطلوبة .عندما يكون هناك حافز مجٍز أو مكافأة في النهاية ،يزداد الشعور بالحماس
.والرغبة في بذل المزيد من الجهود وتحقيق النجاح
تحسين االداء :الحوافز تعزز األداء واألداء الممتاز .عندما يكون هناك مكافأة أو مكافأة -
.محتملة ،يتحفز األفراد للعمل بجهد أكبر وتحسين أدائهم وتحقيق النتائج المرجوة
زيادة االنخراط :الحوافز تعزز االنخراط والتفاعل اإليجابي لألفراد في المهام واألنشطة- .
عندما يشعر األفراد بالتقدير واالعتراف ويعرفون أن هناك مكافأة محتملة ،فإنهم يشعرون
.باالنخراط واالهتمام بشكل أكبر
تعزيز التطوير الشخصي :الحوافز يمكن أن تكون فرصة للتطوير الشخصي والنمو -
المهني .عندما يتم تقديم حوافز لتحقيق أهداف معينة ،فإن األفراد يعملون على تطوير
.مهاراتهم وتعلم المزيد لتحقيق النجاح والحصول على المكافآت المقدمة
تعزيز الرضا الوظيفي :الحوافز تساعد في تعزيز الرضا الوظيفي لألفراد .عندما يكون -
هناك نظام حافز فعال وعادل ،يشعر األفراد بأنهم مقدرين ويشعرون برضاهم عن العمل
.والمكانة التي يحتلونها
بشكل عام ،تساهم الحوافز في تعزيز األداء والتفاعل اإليجابي وتعزيز االنخراط والتطور
.الشخصي ،مما يساعد على تحقيق األهداف المنشودة في المجال الشخصي والمهني
:الخاتمة
في نهاية هذا البحث ،يظهر بوضوح أن األجور والحوافز ليست مجرد عناصر من نظام
المكافآت الروتيني ،بل هي أدوات قوية لتحفيز وتطوير القوى العاملة في الشركات
والمؤسسات .من خالل فهم عميق الحتياجات وتطلعات الموظفين ،وتوظيف أنظمة األجور
والحوافز بشكل استراتيجي ،يمكن للشركات تحقيق ميزة تنافسية فّعالة وبناء بيئة عمل
تشجع على التميز واالبتكار .ومع ذلك ،يجب على الشركات االعتراف بأن تصميم وتنفيذ
أنظمة األجور والحوافز يتطلب مزيًج ا من المرونة واالبتكار ،والتي يمكن أن تتطلب
التكيف المستمر والتحسين المستمر .باإلضافة إلى ذلك ،ينبغي للشركات أن تتبنى نهجًا
شامًال يركز على تحقيق التوازن بين المكافآت المالية وغير المالية ،مع التركيز على بناء
.ثقافة تنافسية تعزز العدالة والشفافية في توزيع األجور والحوافز
وختاًم ا ،فإن استثمار الشركات في أنظمة األجور والحوافز يعتبر استثماًر ا في أهم
مورديها ،وهم الموظفون .فالتزام الشركات بتوفير بيئة عمل محفزة ومكافآت عادلة
ومستدامة للموظفين يسهم بشكل كبير في تعزيز رضاهم والحفاظ على استقرارهم ،مما
.ينعكس إيجابًا على أداء الشركة بشكل عام وتحقيق أهدافها االستراتيجية بنجاح