Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 16

‫ﺷﺒﻜﺔ‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫كتبه‬

‫حسن عبد الرحمن عبد الحافظ عثمان‬


‫باحث بالدكتوراة (دار العلوم – القاهرة )‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪|Page2‬‬

‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬


‫بين يدي البحث‬
‫إن احلمد هلل أمحده وأستعينه وأستغفره وأعوذ باهلل تعاىل من رشور أنفسنا ومن سيئات أعاملنا ‪ ,‬من‬
‫هيده اهلل فال مضل له ومن يضلل فال هادي له ‪ ,‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده الرشيك له وأشهد أن حممدا‬
‫عبده ورسوله وبعد ‪,‬‬

‫فإن أرشف عمل يقوم به املرء هو طلب العلم ‪ ,‬فالعلم هو حياة القلوب ورفعة األمم؛ فام هنضت أمة‬
‫وعلت فوق األمم إال بتقدير العلم واالهتامم به ‪ ,‬وما ذلت أمة وأصبحت يف إدبار إال بإمهال العلم ‪.‬‬

‫ك ال ِذي‬ ‫واملوىل سبحانه أول ما أمر نبيه صىل اهلل عليه وسلم أمره بالعلم فقال عز وجل {ا ْق َر ْأ بِ ْ‬
‫اس ِم َر ِّب َ‬
‫َخ َل َق }‪ ,‬وما أمر نبيه بطلب الزيادة من يشء سوى العلم فقال سبحانه وتعاىل } َو ُقل ر ِّب ِز ْد ِِن ِع ْلام }‪.‬‬

‫اع َل ْم َأن ُه َال إِ َل َه إِال اهللُ َو ْاستَغ ِْف ْر لِ َذنبِ َ‬


‫ك‬ ‫بل قدم سبحانه وتعاىل العلم عىل العمل فقال عز وجل{ َف ْ‬
‫ولِ ْلم ْؤ ِمنِني وا ُْمل ْؤ ِمن ِ‬
‫َات{ ‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬

‫والعلم كله حممود سواء ما اتصل بالعلوم الرشعية أو العلوم الدنيوية إال ما نص الرشع عىل حتريمه‬
‫كالسحر‪ ,‬أما ماعدا ذلك فكل ما أفاد البرشية ومل خيالف الرشع فإنه حممود عند اهلل ويثاب فاعله رشيطة عقد‬
‫النية ‪.‬‬

‫والعلم بناء له قواعد جيب أن يقوم عليها وإال كان رضبا من التخبط والفوىض ‪ ,‬فليس العلم بالقراءة‬

‫واقتناء الكتب وإنام كام صىل اهلل عليه وسلم "يا أهيا الناس إنام العلم بالتعلم " ( ‪.) 4‬‬
‫‪1‬‬

‫فالعلم يكون باملذاكرة واملداولة والتدرج والتدرب عىل أيدى املتخصصني من العلامء الراسخني يف‬
‫العلم ‪.‬‬

‫" حسن لغيره "‬ ‫‪ - 1‬صحيح الترغيب والترهيب‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪|Page3‬‬

‫وختتلف أساليب العلم من عرص إىل عرص ومن مرص إىل مرص ‪ ,‬فقديام كان العلم باجللوس إىل‬
‫املشايخ بداية من مرحلة الكتاتيب ثم االنتقال إىل املساجد وهكذا حتى جياز املرء من قبل شيخه أو معلمه ‪.‬‬

‫أما يف العرص احلديث فقد تغريت وسائل العلم فاصبح هنالك ما يسمى بالعلم االكاديمي والذي‬
‫يتدرج فيه الفرد يف املرحل التعليمية حتى يصل إىل املرحلة اجلامعية فإذا أتم هذه املرحلة وأراد أن يكمل‬
‫دراسته؛ فتأيت مرحلة الدراسات العليا للحصول عىل املاجستري ثم الدكتوراه والتي تعادل اإلجازات القديمة‬
‫من املشايخ ‪.‬‬

‫ٍ‬
‫بحث علميٍ‬ ‫وكال من الدرجتني العلميتني – املاجستري والدكتوراه – حيصل عليها الفرد بتقديم‬
‫ٍ‬
‫جديد يناقشه فيه بعض األساتذة املتخصصني ‪.‬‬

‫وهذا البحث العلمي له رشوط ومتطلبات متعارف عليها يف جامعات العامل بداية من موضوع‬
‫البحث ورشوطه والطريقة العلمية املتبعة – املنهج – والنتيجة التى يتوصل إليها الباحث وهكذا ‪.‬‬

‫فالبحث العلمي ليس جمرد تأليف لكتاب وإنام منهج علمي متبع له رشوط وقيود حتى يصح أن‬
‫يطلق عليه " بحث علمي " ‪.‬‬

‫وسنتناول بإذن اهلل تعاىل ىف هذه الورقات رشوط املوضوع الصالح للبحث يف الدراسات العليا‬
‫وكيفية اختياره وذلك من خالل ثالثة مباحث هي ‪:‬‬

‫املبحث األول ‪ :‬تعريف البحث العلمي ومشكلة البحث‬

‫املبحث الثاِن ‪ :‬رشوط املوضوع الصالح للبحث‬

‫املبحث الثالث ‪ :‬كيفية اختيار موضوع البحث‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪|Page4‬‬

‫‪ ‬أوال ‪ :‬البحث ‪: Research‬‬


‫لغة ‪ :‬بحث ‪ :‬ال َب ْح ُ‬
‫ث طلبك اليشء يف الرتاب ‪ ,‬والبحث أن تسأل عن يشء وتستخرب ‪ ,‬وبحث عن‬
‫اخلرب وبحثه يبحثه بحثا ‪ :‬سأل ‪ ,‬ومجعه بحوث ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫اصطالحا ‪ :‬حقيقة ليس هناك تعريف متفق عليه للبحث العلمي ‪ ,‬فهناك أكثر من تعريف للبحث‬
‫العلمي حسب الرؤية واملنظور الذي ينظر منه املؤلف ‪ ,‬إال أن مجيع التعريفات تدور حول كونه وسيلة‬
‫لالستعالم واالستقصاء املنظم والدقيق ‪.‬‬

‫ومن هذه التعريفات‪:‬‬

‫‪ -‬البحث ‪ :‬هو وسيلة للوصول إىل تطوير املعرفة بطريقة منتظمة وطريقة إجياد حلول ملشكالت التغري‬
‫األجتامعي يف خمتلف النواحي لكي يسري املجتمع يف سبيل التقدم وحيقق ما يصبو إليه ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -‬البحث ‪ :‬وسيلة للدراسة يمكن بواستطها الوصول إىل حل ملشكلة حمددة ‪ ,‬وذلك عن طريق‬
‫التقيص الشامل والدقيق جلميع الشواهد واألدلة التي يمكن التحقق منها ‪ ,‬والتي تتصل هبذه‬

‫املشكلة املحددة ‪.4‬‬

‫‪ -‬البحث العلمي نشاط إنساِن فكري منظم ‪ ,‬يستخدم املنهج العلمي للتحقق من املعرفة القائمة أو‬
‫للحصول عىل معرفة جديدة ‪ ,‬وهيدف إىل حتقيق الفهم املبني عىل الوصف والتفسري والتنبؤ‬
‫واقرتاح احللول املمكنة للمشكالت ‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫‪ - 2‬ابن منظور ( لسان العرب )‬


‫ص ‪28‬‬ ‫َّ‬
‫الصباب (أحمد عبد هللا ) ‪ :‬أساليب ومناهج البحث العلمي – مكتبة مصباح ‪ ,‬جدة‬ ‫‪-3‬‬
‫ص ‪22‬‬ ‫‪ - 4‬بدر ( أحمد ) ‪ :‬أصول البحث العلمي ومناهجه – وكالة املطبوعات ‪ ,‬الكويت‬
‫‪ - 5‬أبو النصر (مدحت) ‪ :‬قواعد ومراحل البحث العلمي ‪ -‬مجموعة النيل العربية ‪ ,‬القاهرة ص‪22‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪|Page5‬‬

‫‪ -‬البحث هو حماولة لإلجابة عىل تساؤالت أو حل مشكالت أو الكتشاف معارف جديدة أو اخرتاع‬
‫وابتكار أشياء حديثة مل تكن معروفة من قبل وذلك باتباع أساليب علمية نظامية أو خطوات‬
‫منطقية بغرض الوصول إىل معلومات ومعارف جديدة عن طريق السعي وراء املعارف ومجع‬
‫املعلومات وحتليلها باستخدام أساليب ومناهج بحثية موثقة ومعرتف هبا ومعاجلة األفكار‬
‫والتقيص والتنقيب عنها بحيدة وموضوعية وإقامة الدليل عىل صحة هذه املعارف واألفكار‬
‫والتحقق منها وتقنينها وتعميمها ‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫ويمكن أن نخلص من هذه التعريفات بأن البحث العلمي هو وسيلة علمية مبنية عىل خطوات‬
‫حمددة اهلدف منها الوصول إىل حقيقة علمية جديدة أو حل مشكلة علمية قائمة ‪.‬‬

‫‪ ‬ثانيًا ‪ :‬مشكلة البحث ‪: Research Problem‬‬


‫تعرف مشكلة البحث بأهنا موضوع أو مسألة حييط هبا الغموض أو موقف أو ظاهرة حتتاج إىل‬
‫تفسري وحتليل ‪ ,‬أو قضية تكون موضوع خالف ‪ ,‬بحيث يمكن استخدام وتطبيق البحث العلمي عند دراسة‬
‫مثل هذه املوضوعات أو املسائل أو املواقف أو الظواهر التي تتصل عادة بصورة مبارشة أو غري مبارشة‬
‫‪7‬‬
‫باإلنسان يف صورته كفرد أو كعضو يف مجاعة‬

‫ص ‪22‬‬ ‫‪ - 6‬العايدي ( محمد عوض )‪ :‬إعداد وكتابة البحوث والرسائل الجامعية – مركز الكتاب للنشر – القاهرة‬
‫ص ‪222‬‬ ‫‪ - 7‬قواعد ومراحل البحث العلمي‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪|Page6‬‬

‫أول صعوبة تقابل الباحث املبتدئ يف الدراسات العليا هو املوضوع الصالح للبحث أو كام يطلق‬
‫عليه مشكلة البحث ‪ ,‬فاختيار املوضوع ليس أمرا هينا بل هو أمر يف غاية الصعوبة خاصة بالنسبة للمبتدئ‬
‫يف هذا املجال ‪ ,‬بل قد يقال إن اختيار املشكلة أصعب من حلها ‪.‬‬

‫فليس كل موضوع يمكن أن يكون صاحلا للبحث العلمي يف املاجستري أو الدكتوراه ‪ ,‬قد يكون‬
‫صاحلا للتأليف لكن جمال التأليف أوسع وأعم من جمال البحث العلمي ‪.‬‬

‫فالبحث العلمي يتناول نقطة صغرية جدا وحمددة جدا يف جمال أوسع ‪ ,‬ويتم تعميق هذه النقطة ‪ ,‬لذا‬
‫فالبحث العلمي خيتلف عن التأليف سواء يف املوضوع أو يف أسلوب التناول واخلطوات ‪.‬‬

‫وحتى يكون الباحث املبتدئ عىل بصرية يف بحثه عن ضالته جيب أن يعلم ما هي مواصفات‬
‫املوضوع الذي يصلح ألن يكون بحثا علميا تُنال به درجة علمية سواء املاجستري أو الدكتوراه ‪.‬‬

‫هذه املواصفات قد اصطلح أهل العلم عىل تسميتها برشوط أو معايري املوضوع الصالح للبحث‬
‫العلمي ‪.‬‬

‫فالباحث يف هذا الدور ال يستطيع أن يبحث أي موضوع كان؛ إذ املطلوب أن يقوم الباحث ببحث‬
‫مبتكر يف العلم ( ‪ ) Original‬ويكشف عن حقائق جديدة ‪ ,‬فال يكون البحث يف هذه احلال بناء عىل‬
‫الرغبة فحسب بل بناء عىل ما جيب أن يبحث أو ما يمكن أن يبحث (‪.)8‬‬

‫واملبتدئ يف البحث العلمي ينبغي أن يراعي بعض املسائل ‪ ,‬فليس من الرضوري دائام حتديد عنوان‬
‫املوضوع من أول األمر ‪ ,‬ويكفي حتديد النواحي التي تصلح موضوعا للبحث يف نطاق معني ‪ ,‬أما التحديد‬
‫النهائي فيتم يف الغالب بعد ميض شوطا يف القراءة والبحث ‪.‬‬

‫ص ‪65‬‬ ‫‪ - 8‬عثمان ( حسن ) ‪ :‬منهج البحث التاريخي – دار املعارف ‪ ,‬القاهرة‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪|Page7‬‬

‫وينبغي أال خيتار موضوعا طويال إذ أن اختيار ناحية أو مسألة حمددة يمكنه من إنجاز بحثه يف وقت‬
‫مناسب مع اإلتيان فيه بجديد عىل العلم ‪ ,‬وحيسن أن يكون جزءا من موضوع عام مرتابط البناء لكي يتسع‬
‫املجال أمام الباحث ملواصلة دراساته يف املستقبل(‪.)9‬‬

‫ويمكن إمجال رشوط املوضوع الصالح للبحث فيام ييل ‪:‬‬

‫‪ - 1‬حداثة البحث‬
‫‪ – 2‬القابلية للدراسة والبحث‬
‫‪ – 3‬الدقة والوضوح‬
‫‪ - 4‬وفرة املصادر‬
‫‪ – 5‬القيمة العلمية للمشكلة‬
‫‪ – 6‬األولوية كحق أديب‬
‫‪ – 7‬أن تضيف جديدا إىل املعرفة يف جماهلا‬
‫‪ – 8‬الوقت والتكلفة‬
‫وسنتناول هذه النقاط بيشء من البسط فيام ييل ‪:‬‬

‫‪ - 1‬حداثة البحث ‪:‬‬

‫بمعنى أن تكون املشكلة – املوضوع – املختارة جديدة ‪ ,‬وهذا ال يعني أن تكون غري مطروقة‬

‫بالرضورة ‪ ,‬فكثري من املشكالت يف كل ميدان معرفة تنتظر البحث ‪ ,‬وكثري من البحوث قد تصل إىل نتائج‬

‫غري مؤكدة ؛ وهلذا فإن احلداثة تعني جوانب جديدة من مشكلة سبقت دراستها ومل يتطرق البحث إىل هذه‬

‫اجلوانب ‪ .‬وعموما فإن املطلوب أال يكون البحث جمرد تكرار لعمل سابق مل يعرف الباحث به‪ ,‬األمر الذي‬

‫يلقي عليه عبء التأكد من أن ما سيقوم بدراسته ليس عمال مكررا قام بأدائه آخرون مثله(‪.)10‬‬

‫ص ‪65‬‬ ‫‪ - 9‬السابق‬
‫ص ‪62‬‬ ‫‪ - 10‬أساليب ومناهج البحث‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪|Page8‬‬

‫‪ - 2‬القابلية للدراسة والبحث ‪:‬‬

‫فهناك كثري من املشكالت التي تبدو مثرية وشيقة ولكنها صعبة البحث ‪ ,‬لعدم متكن الباحث يف جماهلا‬

‫من الوصول إىل احلقائق أو املعلومات املتصلة هبا ‪ ,‬لذا فإن الباحث الواعي ال جيري وراء رغبات طارئة أو‬

‫محاس وقتي ملشكلة ما إال إذا تأكد أن مجيع معوقات البحث يف متناول يده (‪.)11‬‬

‫‪ -3‬الدقة والوضوح ‪:‬‬

‫أي أن يكون حمدودا ال حيتمل الزيادة والنقصان وال يكتنفه الغموض واإلهبام ‪ ,‬ليدل الطالب عىل‬

‫عقلية نقية وينطلق منطلقا سليام من غري تلكؤ وحماولة وخطأ ‪ ,‬عارفا بام يأخذ عاملا بام يدع ‪ ,‬وتتضح هذه‬

‫الدقة من العنوان ‪ ,‬ألن هم الباحث من عنوانه الداللة العلمية(‪.)12‬‬

‫‪ –4‬وفرة املصادر ‪:‬‬

‫أي أنك ال تكتفي لدى االختيار برونق املوضوع ‪ ,‬وحتى بدقته وجدته ‪ ,‬وإنام تفكر – مع ذلك – يف‬

‫مصادره ‪ ,‬وتطمئن إىل أن عدد هذه املصادر من الكثرة والقوة بحيث جتهزك باملادة الالزمة للبحث ‪.‬‬

‫فاملوضوع الذي تقل مصادره بشكل ملحوظ أو الذي يكون الكالم عليه مسهبا يف مصدر أو مصدرين فقط‬

‫ال يصلح لالختيار ‪ ,‬ألن العمل فيه ال يعدو التلخيص وألنه ال يزود الطالب خربة باستعامل املصادر ‪ ,‬وال‬

‫هييئ له دليال عىل املراجعة والتقيص(‪. )13‬‬

‫‪ – 5‬القيمة العلمية للمشكلة ‪:‬‬

‫والتي تتبلور يف أمهية دراستها ‪ ,‬فالبحث الذي جيريه الباحث دون اهتامم حقيقي يؤدي غالبا إىل امللل‪,‬‬
‫ٍ‬
‫جمهود يقوم به عبئا ثقيال عليه ؛ األمر الذي يستوجب قيام الباحث بالوقوف عىل قيمة بحثه وإىل‬ ‫ويكون أي‬

‫ص ‪62‬‬ ‫‪ - 11‬السابق‬
‫‪ - 12‬الطاهر(علي جواد)‪ :‬منهج البحث ألادبي ‪ -‬املؤسسة العربية للدراسات والنشر– بيروت ص ‪52‬‬
‫ص ‪52‬‬ ‫‪ - 13‬السابق‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪|Page9‬‬

‫أي حد يثري اهتامم اآلخرين(‪. )14‬‬

‫‪ –6‬األولوية كحق أديب ‪:‬‬

‫وهذا الرشط يمثل جانبا أخالقيا بالدرجة األوىل ‪ ,‬فال جيب أن خيتار الباحث مشكلة يدرسها ‪ ,‬هي‬

‫يف نفس الوقت حق لغريه يقوم فعال بدراستها ومل ينته منها بعد ‪ ,‬حيث يكون لآلخر احلق األول فيها ‪ ,‬ومن‬

‫املتعارف عليه أال يعتدي باحث عىل حق باحث آخر إال إذا كان من خالل اتفاق سبق بينهام ‪ .‬وهذا يتطلب‬

‫من الباحث التأكد من عدم قيام باحث آخر بنفس البحث ‪ ,‬ليس اآلن فقط بل وسابقا أيضا إال إذا كان يف‬

‫اإلمكان جتميع جهودمها ليصال إىل نتائج أفضل ؛ فالنشاط العلمي يقوم عىل سلوكيات أخالقية حيرتمها أي‬

‫باحث علمي أصيل(‪.)15‬‬

‫‪ -7‬أن تضيف جديدا إىل املعرفة يف جماهلا ‪:‬‬

‫وهذا ألن املشكالت ال تتساوى من حيث طبيعتها وال أمهيتها وال قيمتها العلمية والعملية ‪ ,‬األمر‬

‫الذي يتطلب الوقوف – ولو من خالل التوقع – عىل مدى إسهام املشكلة املختارة يف إضافة يشء ما إىل جمال‬

‫املعرفة اخلاص هبا ومدى قيمة هذا اإلسهام ‪ ,‬حيث البد أن يكون الباحث مقتنعا بأمهية بحثه بالنسبة للعلم‬

‫وبالنسبة للمجتمع عىل حد سواء ‪ .‬فالبحوث مهام تعددت فإهنا تستهدف يف جمموعها ‪:‬‬

‫هدفا علميا ‪ :‬ويتلخص يف التحقق من صحة قانون أو نظرية أو الوصول إىل حقائق يمكن أن تكون‬

‫أساسا لنظرية جديدة ‪.‬‬

‫هدفـا تطبيقيا عمليا ‪ :‬ويتلخص يف الوصول إىل حل مشكلة علمية أو اجتامعية أو إدارية بوجه عام ‪.‬‬

‫ص ‪62‬‬ ‫‪ - 14‬أساليب ومناهج البحث‬


‫‪ - 15‬محلس ( ثريا عبد الفتاح ) ‪ :‬منهج البحوث العلمية ‪ ,‬دار الكتاب اللبناني ‪ ,‬بيروت ص‪21‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪| P a g e 01‬‬

‫والنوع األول هو ما يطلق عليه ‪ Pure Research‬أي بحوث نظرية بحتة أو بحوث أساسية‬

‫‪ ,Fundamental Research‬كام أن النوع الثاِن يطلق عليه بحوث تطبيقية ‪Applied‬‬


‫‪ , Research‬أو بحوث عملية ‪ , Practical Research‬والذي يفرق بينهام أن األول هيتم‬

‫باملشكالت العامة ‪ ,‬والثاِن هيتم بمشكالت أضيق نطاقا وأكثر حملية(‪.)16‬‬

‫‪ -8‬الوقت والتكلفة ‪:‬‬

‫وهذا أيضا عامل مهم إذ إن األبحاث العلمية ختتلف يف طبيعتها من حيث املصادر واملراجع املطلوب‬

‫التزود هبا فعىل املرء أن يضع يف احلسبان تكلفة معينة للبحث حتى ال يتعثر أثناء سريه ‪ ,‬وكذا عامل الوقت‬

‫حتى ال يمتد به العمر ‪ ,‬فإذا كان البحث يستغرق ثالث سنوات فيضع الباحث خطة إلهناء البحث يف‬

‫سنتني ‪ ,‬فقد تقابله بعض املعوقات و الصعوبات وقد يتسع منه البحث فتدخل جوانب مل تكن يف احلسبان‬

‫فتكون السنة الثالثة ملثل هذه املستجدات‬

‫ص‪44‬‬ ‫‪ - 16‬أساليب ومناهج البحث‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪| P a g e 00‬‬

‫بعدما انتهينا من حتديد الرشوط واملعايري الواجب توافرها يف املوضوع حتى يصلح أن يكون بحثا‬
‫علميا يف الدراسات العليا ‪ ,‬يتوجه الباحث بعد ذلك إىل التنقيب عن هذا املوضوع الذي تنطبق عليه هذه‬
‫الرشوط ‪.‬‬

‫وال شك أن جماالت العلم والبحث كثرية ومتشعبة‪ ,‬فتختلف مواضيع البحث بحسب املجال‬
‫العلمي والدرايس للباحث؛ فمجال البحث التارخيي خيتلف عن جمال البحث األديب وعن جمال البحث‬
‫الفلسفي وهكذا‪ ,‬فلكل علم من هذه العلوم جماله وميدانه املعريف ولكل منها مصادره ومراجعه اخلاصة ‪.‬‬

‫فالطريقة العلمية للوصول إىل االختيار املناسب للبحث املناسب هي رجوع الباحث إىل جمموعة‬
‫من املصادر العلمية يف جمال ختصصه قديمها وحديثها بحيث متثل وجهات النظر املختلفة أو املدارس‬
‫الفكرية املتنوعة واملناهج العلمية املتعددة يف هذا الصدد ‪ ,‬ثم يقوم بدراستها وتأملها بكل روية وعناية ؛ ذلك‬
‫أن هذه الدراسات املتأنية سترتك أثرها يف شكل جمموعة من املوضوعات أو البحوث التي حتتاج إىل تعمق أو‬
‫زيادة يف البحث وما عليه بعد ذلك إال أن خيتار من بينهام ما يتوقع أن له جماالت أكرب للبحث والدراسة وما‬

‫يتفق مع ميوله واستعداده العلمي(‪. )17‬‬

‫إذن فمجال البحث عن املشكلة هو ختصص الباحث ‪ ,‬فالباحث يف جمال الفلسفة جيب أن يبحث‬
‫عن موضوع يتعلق بعلوم الفلسفة كعلم الكالم أو األخالق أو مقارنة األديان أو الفلسفة املشائية وكل ما‬
‫يندرج حتت هذا االسم ‪ ,‬وكذا الباحث يف األدب أو الرشيعة أو أي علم من العلوم ‪ .‬وهذا يساعد عيل‬
‫تضييق جمال البحث عىل الباحث ‪ ,‬مما يسهم يف رسعة الوصول إىل موضوع صالح للبحث العلمي ‪.‬‬

‫ويعترب الفهم الدقيق للحقائق املعروفة واألفكار املتفق عليها يف املجال العلمي الذي يريد الطالب‬
‫أن يتابع دراسته فيه اخلطوة األوىل واألساسية يف اختيار مشكلة البحث ‪ ..‬وإذا كان لدى الباحث معلومات‬
‫مناسبة عن البحوث والدراسات التي متت يف جماله العلمي ؛ فسيعرف بالتايل شيئا عن املشاكل العديدة التي‬
‫يمكن البحث فيها ودراستها بل ويمكن أن نقول بأن مشاكل البحث متثل حتديا لرباعة وإبداع الباحث‬

‫ص ‪45‬‬ ‫‪ - 17‬السابق‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪| P a g e 02‬‬

‫املبتدئ وكفاءته ‪ ,‬وسوف يالحظ الباحث بنفسه املشاكل املقرتحة للدراسة والتي مل يصل فيها الباحثون إىل‬
‫حلول أثناء دراسته للمواد الدراسية ‪.‬‬

‫و يستطيع الطالب أن يضع يديه عىل تفاصيل هذه املشاكل واملجاالت العديدة املفتوحة للدراسة‬
‫عند إطالعه عىل الدوريات العلمية والتي حتتوي عىل قائمة مطولة باملوضوعات التي حتتاج إىل مزيد من‬
‫الدراسات والبحوث(‪.)18‬‬

‫ويستحسن أن يأخذ الطالب ما هو أقرب لنفسه ورغبته وجتربته ليدفعه ذلك إىل العمل والتضحية‬
‫وليشعره باملتعة وليعينه عىل الفهم والتفهيم ‪ ,‬ولكن هذا ال يمنع أن يقبل موضوعا ال رغبة له فيه وال علم له‬
‫به ؛ فقد حيس برهبة إزاء هذا النوع من املوضوعات ولكنه ما يكاد يبدأ ويسري حتى تولد فيه رغبة كانت‬
‫كامنة فيعمل منسجام وتزيده لذة االكتشاف سعيا واجتهادا(‪.)19‬‬

‫وعموما فإن األبواب التي جيب عىل الباحث أن يطرقها بحثا عن موضوع دراسته تكاد تنحرص يف‬
‫هذه املصادر ‪:‬‬

‫‪ -1‬وظيفة ومهنة الباحث وخربته الشخصية ‪ :‬فكلام كانت خربة الباحث الشخصية يف جمال ختصصه‬
‫ومهنته كبرية كان ذلك أفضل للتعرف عىل املشكالت املوجودة يف جمال التخصص فضال عن‬
‫اقتناعه هبا وحتمسه هلا وقدرته يف الدفاع عنها ‪.‬‬

‫‪ -2‬برامج الدراسات العليا ‪ :‬تؤدي الدراسات العليا التمهيدية التي يلتحق هبا الدراسني إىل‬
‫تزويدهم باملعلومات واملهارات العلمية يف جمال التخصص وبالتايل تؤدي إىل إثارة األفكار‬
‫اجلديدة لدهيم ‪.‬‬

‫‪ -3‬الدراسات السابقة ‪ :‬إن دراسة الباحث للدراسات السابقة التي قام هبا اآلخرون يف موضوع‬
‫بحثه يمكنه من االستفادة من األساليب واألدوات التي استخدموها ‪.‬‬

‫ص ‪85 , 85‬‬ ‫‪ - 18‬أصول البحث العلمي‬


‫ص ‪52‬‬ ‫‪ - 19‬منهج البحث ألادبي‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪| P a g e 03‬‬

‫‪ -4‬القراءات املتأنية الواعية يف جمال التخصص ‪ :‬فذلك يتيح للباحث التعرف عىل األفكار‬
‫واملوضوعات املختلفة يف جمال التخصص مما يساعد عىل فهم املشكالت التي تدور حوله ‪.‬‬

‫‪ -5‬اإلطالع عىل الدوريات والنرشات والكتب والرسائل العلمية ‪ :‬فهذه املصادر تعترب هامة وحيوية‬
‫يف احلصول عىل مشكلة البحث فضال عن توفري اإلطار العام للمشكلة مما يساعد عىل اإلحاطة‬
‫هبا والتعرف عىل عنارصها ‪.‬‬

‫‪ -6‬االحتكاك بالعلامء وذوي اخلربة وحضور املؤمترات العلمية التي تنظمها اجلامعة وتدعوا هلا‬
‫العديد من الشخصيات املرموقة من الداخل واخلارج يف جمال التخصص حيث يناقش فيها‬
‫القضايا واملشكالت اهلامة يف املوضوع مما يساعد يف تزويد الباحثني باملوضوعات احليوية التي قد‬
‫تكون أحد مشكالت البحث ‪.‬‬

‫‪ -7‬حضور مناقشات الرسائل وحلقات البحث ‪ :‬تعترب مناقشات رسائل املاجستري والدكتوراه‬
‫مصدرا هاما للحصول عىل املوضوعات واألفكار العلمية اهلامة مما يثريه األساتذة والطالب من‬
‫مناقشات (‪. )20‬‬

‫والباحث املبتدئ خاصة جيب أن يراعي بعض االعتبارات أو األمور حتى ال يتعثر يف وسط الطريق‬
‫والتي يمكن صياغتها يف االرشادات التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬أال خيتار موضوعا يكثر اجلدل حوله ألن هذا املوضوع حيتاج إىل متحيص وحتقيق ‪ ,‬مما يصعب‬
‫معه أن يكون الباحث موضوعيا ‪ ,‬ألن مفاهيمه وقضاياه وحقائقه ال زالت حمل خالف ‪ ,‬وليس‬
‫البحث العلمي جمرد عرض لوجهات النظر املؤيدة واملعارضة فقط ‪ .‬فال بد للباحث أن يديل‬
‫بدلوه وهو ما سيكون صعبا عليه ‪ ,‬خصوصا إذا كان مبتدئا‪.‬‬

‫‪ -2‬أال خيتار موضوعا معقدا ‪ ,‬ألنه حيتاج إىل جهدا من الباحث وربام تكنولوجيا متقدمة قد ال تتوفر‬
‫للباحث متطلباهتا ‪.‬‬

‫ص ‪18‬‬ ‫‪ - 20‬إعداد وكتابة البحوث‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪| P a g e 04‬‬

‫‪ -3‬أال خيتار موضوعا يصعب العثور عىل املادة العلمية الالزمة له يف مراكز املعلومات املحلية‬
‫بصورة كافية ‪ ,‬فندرة املصادر تعترب معوقا ليس من احلكمة التصدي له ‪.‬‬

‫‪ -4‬االبتعاد بقدر اإلمكان عن املوضوعات الواسعة جدا حتى ال يتوه يف رساديب فكرية ال يستطيع‬
‫اخلروج منها ‪.‬‬

‫‪ -5‬أن يتجنب املواضيع الغامضة ‪ .‬فاملوضوع الغامض تكون فكرته غامضة ‪ ,‬مما يصعب معه حتديد‬
‫أي نوع من املعلومات يمكن أن يستعني هبا الباحث يف تصديه له ‪ ,‬وأي نوع يمكن االستغناء‬
‫عنه(‪.)21‬‬

‫فهذا ما يَّس اهلل عز وجل به وأعان ‪,‬فأسأله سبحانه أن جيعل عميل صاحلا ولوجهه خالصا وال جيعل‬
‫ألحد فيه شيئا‪.‬‬

‫وأرجو أن أكون وفيت البحث حقه‪ ,‬وما كان من توفيق من اهلل وحده الفضل واملنة‪ ,‬وما كان من‬
‫ِّ‬
‫وصل اللهم عىل نبينا حممد وعىل آله وصحبه‬ ‫نقص وتقصري فمني ومن الشيطان أسأل اهلل أن يتجاوز عنه‬
‫وس ِّلم‪.‬‬

‫ص ‪45 , 45‬‬ ‫‪ - 21‬أساليب ومناهج البحث‬

‫‪‬‬

You might also like