Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 46

‫جامعة الشام الخاصة‬

‫كلية طب األسنان‬

‫محاضرات في أصول البحث العلمي‬

‫الفصل الثاني العام الدراسي ‪2023/2024‬‬

‫إعداد‪ .‬د‪ .‬أحمد داود‬

‫‪1‬‬
2
‫المحتويات‪:‬‬

‫الصفحات‬ ‫الموضوع‬
‫‪4‬‬ ‫مقدمة عامة‬
‫‪7-5‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬العلم والمعرفة‬
‫أنواع المعرفة‪ -‬الفرق بين العلم والمعرفة‪-‬‬
‫تعريف العلم – خصائص التفكير العلمي ‪-‬‬
‫‪14-7‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬البحث العلمي‬
‫تعريف البحث العلمي‪ -‬أهداف البحث العلمي‪-‬‬
‫مستلزمات البحث العلمي‪ -‬أدوات البحث‬
‫العلمي‪ -‬صفات الباحث العلمي‪ -‬أنواع البحوث‬
‫العلميّة‪ -‬خطوات إجراء البحث العلمي‬
‫‪15‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬البحث العلمي والمكتبة‬
‫‪18-16‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬النشر العلمي‬
‫‪31-19‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬أنواع الدراسات الطبية‬
‫هرم الدليل العلمي‪ -‬أنواع الدراسات الطبية‬
‫‪35 -32‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬توثيق المراجع‬
‫أهمية المراجع في البحث العلمي‪ -‬معنى‬
‫التوثيق أو اإلسناد‪ -‬أهمية التوثيق‪ -‬أنواع‬
‫التوثيق‪ -‬ترتيب المراجع في قائمة المراجع‪.‬‬
‫‪40-36‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الكتابة العلميّة‬
‫تطور الكتابة العلميّة‪-‬أنواع المطبوعة العلميَّة‪-‬‬
‫أقسام المقالة البحثية‪.‬‬
‫‪45-41‬‬ ‫الفصل الثامن‪ :‬أخالقيات البحث العلمي‬

‫‪3‬‬
4
‫مقدمة عامة‪:‬‬
‫البحث العلمي أحد أهم مستلزمات وضرورات التطور العلمي‪ ،‬و من أهم مؤشرات التقدم‬ ‫ُ‬ ‫يُع ُّد‬
‫العلمي؛ حيث يُقاس تقدم األمم غالبا بما تُقدمه من بحوث علميَّة تسهم في رفاه البشريَّة‪ .‬وليس‬
‫هناك عل ٌم أو تقدم علمي إلَّ عن طريق البحث العلمي‪ ،‬الذي يعتمد التحليل والستنتاج العلمي‬
‫المبني على براهين محسوسة‪.‬‬
‫فإن الفائدة منها لتتحقق إلَّ إذا أُعدت هذه البحوث بطريقة‬ ‫بالرغم من أهميَّة البحوث العلميَّة‪َّ ،‬‬
‫علميَّة سليمة‪ ،‬وبمنهج علمي قويم‪.‬‬
‫إن مسؤولية الجامعات‪ ،‬ومعاهد البحث في تخطيط مستقبل أي بلد لتقل عن مسؤولية الوزارات‬ ‫َّ‬
‫فإن الدول المتقدمة تبنت المنهج العلمي سبيال نحو التقدم على‬ ‫المعنية والسلطات التشريعية‪ ،‬لذا َّ‬
‫مختلف األصعدة‪ ،‬ألنَّه يعني البتعاد عن الرتجاليَّة والفوضى‪.‬‬
‫يكتسب البحث العلمي في بالدنا أهميَّة خاصة تنبع من ضرورة مواكبة التطورات العلميَّة‬
‫المتسارعة في العالم‪ .‬ومن أجل ذلك عملت المراكز البحثيَّة‪ ،‬والجامعات على اعتبار البحث العلمي‬
‫أولويَّة في سياساتها؛ فأضافت وزارة التعليم العالي حديثا البحث العلمي إلى تسميتها فأصبحت‬
‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‪ .‬وانطالقا من أهميَّة دور الجامعات في البحث العلمي‪،‬‬
‫واستثمار نتائجه‪ ،‬ورعاية الباحثين فقد ضاعفت الجامعات الميزانيَّة المخصصة للدراسات العلميَّة‪،‬‬
‫وازداد عدد العاملين في البحث العلمي‪ ،‬وخاصة مع ازدياد طالب الدراسات العليَّا الذين يشكلون‬
‫الركيزة األساسيَّة في تقدم البحث العلمي‪ .‬وازداد عدد المجالت العلميَّة المتخصصة في الجامعات‪،‬‬
‫والمراكز البحثيَّة من أجل استيعاب األعداد المتزايدة من البحوث العلميَّة‪ ،‬وربط هذه البحوث‬
‫بحاجة المجتمع وتطوره‪.‬‬
‫يهدف هذا المقرر إلى تعريف طالب المرحلة الجامعية األولى بمفهوم البحث العلمي‪ ،‬وأنواعه‪،‬‬
‫وأدواته‪ ،‬ومنهجيّته‪ ،‬وأخالقياته‪ ،‬وقواعد الكتابة العلمية؛ من أجل إكساب الطالب مهارة بحثية‬
‫أولية يمكنه البناء عليها خالل دراسته الجامعية ‪ ،‬أو في مرحلة الدراسات العليا الحقا‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ :‬العلم والمعرفة‬
‫أوال‪ .‬أنواع المعرفة‪:‬‬
‫ُ‬
‫النسان خالل حياته رصيدا كبيرا من العلم والمعرفة‪ ،‬ويُقس ُم الباحثون المعارف إلى‪:‬‬ ‫يجم ُع‬
‫المعرفة الحسية‪ :‬وهي معرفةٌ تُستم ُد من مالحظة الظواهر مالحظة بسيطة غير مقصودة‬
‫اعتمادا على ما تراه العين‪ ،‬وتسمعه األذن‪ ،‬وتلمسه اليد دون التعمق في أسباب حدوث هذه‬
‫الظواهر‪ .‬من أمثلة هذه المعارف ما يالحظه الشخص العادي من تعاقب الليل والنهار‪،‬‬
‫وتساقط أوراق األشجار‪ ،‬وتنامي األجنة في األرحام‪ ،‬وتساقط األسنان اللبنيَّة عند األطفال‪....‬‬
‫الخبرة الذاتية‪ :‬وهي معرفةٌ تعتمد على المصادفة والمحاولة والخطأ والخبرة‪.‬‬
‫المعرفة النقلية‪ :‬وهي معرفةٌ تُستم ُد من مصادر الثقة ( كاآلباء والمعلمين ‪ ،)...‬ومن التقاليد‬
‫بأن بعض النباتات سامة ل تؤكل‪ ،‬وبعضها يُفيد في شفاء‬ ‫السائدة‪ ،‬ومن التراث‪ ،‬كالمعرفة َّ‬
‫بعض األمراض‪.‬‬
‫المعرفة التأملية أو الفلسفية‪ :‬وهي معرفة تنطلق بعيدا عما تراه العين وتسمعه األذن وتلمسه‬
‫اليد؛ إذ يحاول اإلنسان في هذه المرحلة التفكير والتأمل والحوار في األسباب البعيدة‪ ،‬فيما‬
‫وراء الطبيعة‪ ،‬مثال التفكير في الموت والحياة‪ ،‬ووجود الخالق‪ ...‬ويجب على الفرد أن يكون‬
‫متمتعا بقدر كاف من النضج الفكري للدخول في هذا النوع من المعرفة‪.‬‬
‫المعرفة العلمية‪ :‬وهي معرفةٌ تقوم على أساس المالحظة المنظمة المقصودة للظواهر‬
‫وتفسيرها تفسيرا علميَّا من خالل ربطها ربطا موضوعيّا‪.‬‬
‫المعرفة العلمية التجريبية‪ :‬نوعٌ من أنواع المعرفة العلميَّة‪ ،‬تقوم على أساس وضع الفرضيَّات‬
‫المالئمة‪ ،‬والتحقق منها بالتجربة‪ ،‬وتجميع البيانات وتحليلها من أجل الوصول إلى القوانين‬
‫والنظريَّات العامة التي تربط البيانات ببعضها‪ ،‬وتُم ّك ُن من التعميم والتنبؤ بما يحدث للظواهر‬
‫المختلفة تحت ظروف معينة‪.‬‬
‫أن أنواع المعارف ليست منفصلة عن بعضها تماما‪ ،‬وذلك َّ‬
‫ألن هذه المراحل‬ ‫ويجب التأكيد على َّ‬
‫والطرائق يستخدمها الباحث والشخص العادي لكتساب المعارف والوصول إلى المعلومات‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬الفرق بين العلم والمعرفة‪:‬‬
‫طلب علما‪ ،‬وإنما كان يبحث عن معرفة‬ ‫اإلنسان قبل أن يعلم‪ ،‬ففي بداية وجوده لم يكن ي ُ‬ ‫ُ‬ ‫عرف‬
‫أن المعرفة سبقت العلم‪ ،‬فاإلنسان لم يكن في بداية وجوده‬ ‫تؤمن له استمرار وجوده‪ .‬وهكذا نجد َّ‬ ‫ُ‬
‫يبحث عن كيفيَّة حدوث الظاهرة‪ ،‬وما هي أسبابها؟ بقدر ما كان يبحث عن ما توفره له هذه المعرفة‬
‫من مطالب وحاجات تؤثر تأثيرا مباشرا في بقاءه‪ .‬وبذلك أصبح البحث عن األسباب والكشف عن‬
‫العالقات وإدراكها قيمةٌ ثانويَّة‪ ،‬أو ضربا من الرفاهيَّة التي ل فائدة منها‪ ،‬إذ لم تكن معرفة القوانين‬
‫الطبيعيَّة‪ ،‬والجزم بصدقها من عدمه من األولويَّات المطروحة في سياقات حياته وتفكيره‪ ،‬بل‬
‫كانت هذه المعرفة بالنسبة له مجرد وسيلة لستمرار وجوده‪.‬‬
‫يرى الباحثون أن العلم هو االستدالل الفكري‪ ،‬أما المعرفة فهي العلم التلقائي‪.‬‬
‫فالفرق بين العلم والمعرفة‪ ،‬هو اتباع اساليب المنهج‪ ،‬وقواعد التفكير‪ ،‬إذ َّ‬
‫أن العلم يكتسب سماته‬
‫الجوهرية من خالل استخدام منهج ما‪ ،‬أما المعرفة فال تشترط ذلك ‪ ،‬فالمنهج هو الوسيلة األكثر‬
‫انضباطا كي يحقق العل ُم نتائج إيجابية ومفيدة‪ ،‬وبدون المنهج يتحول العل ُم إلى جملة من المعارف‬
‫لترابط بينها‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫يمكن اعتبار كل علم معرفة ‪ ،‬ولكن لتُع ُد كل معرفة علما‪ .‬فالمعرفة غريزية في اإلنسان‪ ،‬بينما‬
‫ُ‬
‫الباحث قواعد المنهج العلمي‪ ،‬وتقيد بخطواته في الكشف‬ ‫العلم مكتسبٌ بأدواته ومناهجه‪ .‬فإذا اتبع‬
‫عن الحقائق العلميَّه فإنه يصل إلى المعرفة العلميَّة‪.‬‬
‫من خالل المعلومات السابقة يمكن الوصول إلى مايأتي‪:‬‬
‫‪ ‬المعرفة كم‪ ،‬والعلم كيف‪.‬‬
‫‪ ‬المعرفة كثرة‪ ،‬والعلم منهج‪.‬‬
‫‪ ‬المعرفة شكل‪ ،‬والعلم موضوع‪.‬‬
‫العلم يكون بالكتساب‪ ،‬والمعرفة تكون باإلدراك‪ .‬م الفيزياء ‪ /‬كلية العلوم ‪ /‬جامعة دمشطرق‬ ‫‪‬‬
‫ثالثا‪ .‬تعريف العلم‪:‬‬
‫يعطي قاموس ويبستر الجديد تعريفين للعلم هما‪:‬‬
‫العلم هو المعرفة المنسقة ‪ Systematized knowledge‬التي تنشأ عن المالحظة‬
‫والدراسة والتجريب‪ ،‬والتي تتم بغرض تحديد طبيعة وأسس وأصول ما تتم دراسته‪.‬‬
‫العلم هو فرع من فروع المعرفة أو الدراسة يعتمد على تنسيق وترسيخ الحقائق والمبادئ‬
‫والمناهج بواسطة التجارب والفرضيات‪.‬‬
‫أما قاموس أكسفورد المختصر فيعرف العلم‪ :‬بأنَّه ذلك الفرع من الدراسة الذي يتعلق بجسد‬
‫مترابط من الحقائق الثابتة المصنفة‪ ،‬والتي تحكمها قوانين عامة‪ ،‬وتحتوي على طرائق ومناهج‬
‫موثوق بها لكتشاف الحقائق الجديدة في نطاق الدراسة‪.‬‬
‫ٌ‬
‫بحث موضوعي مجرد‪.‬‬ ‫وعرف البعض العلم بأنَّه مجموعة من الحقائق يأتي بها‬
‫َّ‬
‫ويحد ُد معظ ُم الباحثين العلم من خالل مناهجه التي ترتكز على دعائم أساسيّة كفرض الفروض‬
‫‪ Hypotheses‬والمالحظة ‪ Observation‬وإجراء التجارب ‪ Experiments‬ثم مرحلة‬
‫قبول الفرضيات وصياغتها في نظرية‪ ،‬أو ربما رفضها‪ .‬والمنطق في كل ذلك استقراء‬
‫‪ Induction‬واستنتاج ‪Deduction‬‬
‫رابعا‪ .‬التفكير العلمي‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريف التفكير العلمي‪ :‬هو العمليَّة العقليَّة التي يقوم بها الفرد لفهم العالم المحيط به‪ ،‬وما‬
‫يحويه من مشكالت وقضايا‪ ،‬بهدف تفسيرها وإيجاد حلو ٍل لها‪.‬‬
‫ويعتمد التفكير العلمي على مبدأين ل يمكن الحياد عنهما وهما‪:‬‬
‫‪ ‬عدم إثبات الشيء ونقيضه في ذات الوقت‪.‬‬
‫‪ ‬لكل حادث سبب‪ ،‬ومن المحال أن يحدث شيء من لشيء‪.‬‬
‫‪ -2‬خصائص التفكير العلمي‪:‬‬
‫إن إنجاز أي بحث علمي يتطلب من الباحث التفكير بطريقة علميَّة‪ .‬وللتفكير العلمي خصائص‬ ‫َّ‬
‫يتوجب على الباحث تحقيقها وأهمها‪:‬‬
‫التحقق واالستدالل‪ :‬حيث يتميز التفكير العلمي بأنَّه مبني على األدلة‪ ،‬والبراهين اليقينيَّة‬
‫الصادرة عن المالحظة الدقيقة‪ ،‬والخطوات التجريبيَّة المدروسة بطريقة قائمة على المنطق‬
‫واإلستدلل السليمين‪.‬‬
‫التنظيم‪ :‬وهو اعتماد اساليب ممنهجة تترتب فيها األفكار وفق نسق محدد خال من العشوائية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الدقة والوضوح ‪ :‬حتى يكون التفكير علميَّا فال بد من مراعاة الدقة والوضوح في نظرياته‬
‫غير متأكد منها‪.‬‬
‫وطروحاته؛ فمن غير المقبول أن يعتمد التفكير العلمي على أمور احتمالية ُ‬
‫ط مقصود‪ ،‬وليس تلقائي‪ ،‬إذ يدرس الباحث الظواهر‬ ‫أن يكون هادفا‪ :‬فالتفكير العلمي نشا ٌ‬
‫للوصول إلى القوانين التي تحكمها‪.‬‬
‫السببيه‪ :‬يحاول التفكير العلمي تفسير أحداث وظواهر بالبحث عن أسباب حدوثها‪.‬‬
‫النسبية‪ :‬يعجز التفكير العلمي بكل أدواته البحثيَّة والتحليليَّة عن الوصول إلى حقائق مطلقة‪،‬‬
‫واعتبارها مسلمات مجردة ل خطأ فيها‪ ،‬وكل معلومة يتم التوصل إليها قابلة للخضوع لإلختبار‬
‫أن تنزيه العلوم عن القصور يتنافى مع روح التفكير العلمي‬ ‫والتجريب للتأكد من صحتها‪ ،‬إذ َّ‬
‫المتمثل بالبعد عن التعصب‪ ،‬وعدم إشراك العواطف الشخصية‪.‬‬
‫النزاهة‪ :‬ويُرا ُد بها هنا تجر ُد الباحث عن األهواء والميول والرغبات‪ ،‬وإبعاد المصالح الذاتيَّة‬
‫والعتبارات الشخصيَّة‪ ،‬وتنحية كل ما يعوق تقصي الحقائق من طلب شهرة أو مجد أو ثراء‪،‬‬
‫والتحلي بالصبر واألناة والدقة‪.‬‬
‫الموضوعية‪ :‬وتعني هنا الحرص على معرفة الوقائع كما هي في الواقع‪ ،‬وليس كما تبدو في‬
‫أمنيات الباحث‪ .‬فالتجربة هي التي يجب أن تحسم أي خالف ممكن بين الباحثين‪.‬‬
‫التخلي عن المعلومات السابقة‪ ،‬بحيث ل يتأثر البحث بمعلومات سابقة‪ ،‬يُحتمل أن تكون‬
‫ذكر هنا بأفكار فرنسيس بيكون ‪1626‬م واضع أصول المنهج العلمي " على‬ ‫خاطئة‪ .‬ونُ ُ‬
‫الباحث أن يُطهر عقله قبل أن يبدأ بحثه من كل ما قد يقود إلى الخطأ ويعوق قدرته على‬
‫التوصل إلى الحقائق"‪ .‬وكذلك أفكار ديكارت ‪ 1650‬في كتابه "التأمالت في الفلسفة األولى"‬
‫حيث ذكر بأنه " يجب على الباحث أن يُطهر عقله من المعلومات السابقة عن طريق الشك‬
‫المنهجي إمعانا في النزاهة" وأوجب على الباحث في القاعدة األولى من منهجه أن يتحرر من‬
‫كل سلطة إلّ سلطة عقله‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البحث العلمي‬
‫أوال‪ :‬تعريف البحث العلمي ‪:Defination of Scientific Research‬‬
‫هو أسلوبٌ منظم في جمع الحقائق والدراسات حول موضوع معين دقيق في مجال التخصص؛‬
‫لفحصها‪ ،‬وتحليلها بموضوعيَّة ودقة باتباع مناهج علميَّة؛ بقصد التأكد من صحتها‪ ،‬أو تعديلها‪ ،‬أو‬
‫إضافة الجديد إليها‪ ،‬ويكون للباحث منها موقف معين‪ .‬ومن ثم محاولة التوصل إلى القوانين‬
‫والنظريّات التي تحكمها‪.‬‬
‫أو هو‪ :‬وسيلة لحل مشكلة محددة‪ ،‬أو اكتشاف حقائق جديدة اعتمادا على المنهجيَّة العلميَّة التي‬
‫تعتمد على األساليب الموضوعيّة المنظمة في المالحظة‪ ،‬وتسجيل المعلومات‪ ،‬ووصف األحداث‬
‫وتكوين الفرضيَّات‪.‬‬
‫أو هو‪ :‬الخطوات العلميَّة المنظمة لحل مشكلة علميَّة محددة‪ ،‬و اإلجابة عن أسئلة محددة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أركان البحث العلمي ‪: Bases of Scientific Research‬‬
‫للبحث العلمي ثالثة أركان هي‪:‬‬
‫‪ -1‬الموضوع ‪: Topic‬‬
‫هو محور الدراسة؛ وكلما كان الموضوع جديدا‪ ،‬أو فيه جوانب جديدة تسهم في معالجة مشكالت‬
‫علميَّة‪ ،‬كلما كان إقبال الدارسين‪ ،‬والباحثين عليه أكبر‪ .‬ولتعني الجدّة والبتكار واإلضافة في‬
‫أن التأليف يكون في‪ :‬اختراع‬ ‫الموضوع القتصار على كشف الجديد وحسب‪ ،‬بل القاعدة العامة َّ‬
‫جديد‪ ،‬أو جمع متفرق‪ ،‬أو تكميل ناقص‪ ،‬أو تفصيل مجمل‪ ،‬أو تشذيب مطول‪ ،‬أو ترتيب مختلط‪،‬‬
‫أو تعيين مبهم‪ ،‬أو تبيين خطأ‪.‬‬
‫‪ -2‬المنهج ‪: Methodology‬‬
‫هو مجموعة القواعد واإلجراءات العلميَّة التي يتبعها الباحث للوصول إلى نتائج بحثيَّة سليمة‪.‬‬
‫‪ -3‬البنية ‪: Structure‬‬
‫بنية البحث هي طريقة تنظيم البحث‪ ،‬وتنسيق عناصره شكال وكتابة‪ .‬بما يضفي عليه الصبغة‬
‫التنظيميَّة‪ ،‬ويوفر له قدرا من الجاذبيَّة‪ ،‬التي توافق العُرف العلمي العام على اتباعها‪.‬‬
‫وكلما تميز البحث في أركانه الثالثة زادت قيمته‪ ،‬وتنامى حظه من التقدير لدى القارئ؛ فالموضوع‬
‫يكتسب أهميته من مقدار إسهامه في زيادة المخزون المعرفي‪ ،‬وتقديم حلول علمية للمشكالت‪،‬‬
‫والوصول إلى حقائق جديدة‪.‬‬
‫والمنهج تزداد صالحيته حينما تعلو درجة مصداقيته في تحقيق هدف البحث‪ ،‬وهذا يتطلب اختيار‬
‫الطريقة األنسب لجمع البيانات‪ ،‬ثم اتباع الطرائق األنسب لتحليل هذه البيانات وتفسيرها‪.‬‬
‫ألن اإلخراج الرديء‬ ‫وبنية البحث التي تعني الصيغة التي ُكتب فيها البحث‪ ،‬تستلزم إخراجا جيدا‪َّ ،‬‬
‫للبحث يُضعف البحث حتى لو تميز في موضوعه ومنهجيَّته‪ ،‬وعلى الباحث اتباع أسلوب وترتيب‬
‫للكتابة‪ ،‬يضمن بهما للبحث الجاذبيَّة‪ ،‬بحيث يمتاز بالجديَّة العلميَّة‪ ،‬ويخلو من اإلسهاب الممل‪،‬‬
‫والقتضاب المخل‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬خصائص البحث العلمي ‪:‬‬
‫يمكن إيجاز خصائص البحث العلمي في النقاط اآلتية‪:‬‬
‫ي بحث علمي يجب على الباحث إتباع‬ ‫عملية البحث منظمة‪ ،‬بمعنى أنَّه عند القيام بأ ّ‬ ‫‪-1‬‬
‫أن الخطوة الثانية تبدأ حال إنتهاء الخطوة األولى‪ .‬تبدأ‬ ‫خطوات معينة متتالية‪ ،‬بحيث َّ‬

‫‪9‬‬
‫هذه الخطوات باختيار المشكلة وتحديدها‪ ،‬تليها خطوة تجميع المعلومات والبيانات‪،‬‬
‫وصول لستنتاج الحل المنطقي للمشكلة‪.‬‬
‫عملية البحث العلمي منطقية‪ ،‬إذ أنَّه عند الشروع ببحث علمي لحل مشكلة قائمة لبد‬ ‫‪-2‬‬
‫من استخدام المنطق ( الرأي الراجح) في جميع مراحل البحث‪ .‬هذه المنطقيَّة تنتج من‬
‫حرص الباحث على التأكد من سالمة وصحة إجراءات البحث قيد الدراسة ‪ ،‬ويتم ذلك‬
‫عن طريق فحص وتدقيق كل نتيجة كي تكون مقبولة؛ وبالتالي تكون النتيجة النهائية‬
‫للبحث كاملة وسليمة بحيث يمكن لنا بعد إنتهاء البحث تطبيقه والعتماد على نتائجة‪.‬‬
‫البحث العلمي عملية تجريبية‪ ،‬فكل أنواع البحوث العلميَّة تعتمد على الواقعيَّة‪ ،‬لذا َّ‬
‫فإن‬ ‫‪-3‬‬
‫تجميع البيانات والعينات وتحليلها يُع ُّد إجراء تجريبيا‪ ،‬كما هو الحال عند إجراء التجارب‬
‫المخبريَّة أو السريريّة‪.‬‬
‫البحث العلمي عملية مختصرة وموجزة ‪ ،‬إذ يفضل عند إجراء أي بحث عدم المبالغة‬ ‫‪-4‬‬
‫ألن ذلك سيؤدي إلى التشتت‪ ،‬لذا يتم‬ ‫وإعطاء مشكلة البحث حجما أكبر مما تستحق؛ َّ‬
‫استبعاد كل ماليس له عالقة وثيقة بالبحث‪ ،‬من أجل الوصول لنتائج تحقق هدف البحث‪.‬‬
‫البحث العلمي عملية تطبيقية‪ ،‬فالنتائج التي يتوصل إليها البحث تكتسب أهميتها من أنها‬ ‫‪-5‬‬
‫قابلة للتطبيق‪.‬‬
‫توصلنا خصائص البحث العلمي آنفة الذكرإلى أن البحث العلمي هو " التفسير العلمي للحقائق"‬
‫رابعا‪ :‬مستلزمات البحث العلمي الناجح‪:‬‬
‫اختيار الموضوع المناسب محددا بالزمان والمكان‪.‬‬
‫التنسيق بين سعة البحث والوقت المحدد له‪.‬‬
‫األمانة العلميَّة في نقل الحقائق‪.‬‬
‫وضوح األسلوب‪.‬‬
‫الترابط بين أجزاء البحث (وحدة الموضوع)‬
‫توافر المصادر والمراجع المتعلقة بالبحث‪.‬‬
‫تالؤم البحث مع اإلمكانات التعليميَّة والعلميَّة‪.‬‬
‫اإلشراف والمتابعة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الباحث ‪: The Researcher‬‬
‫هو الشخص الذي توفرت فيه الستعدادات الفطريّة والنفسيّة‪ ،‬باإلضافة إلى الكفاءة العلميَّة ال ُمكتسبة‬
‫التي تؤهله للقيام ببحث علمي‪ ،‬وأهم الصفات التي ينبغي توفرها في الباحث الناجح‪:‬‬
‫حب العلم واالطالع‪ :‬فهما القوة الدافعة لستمرار البحث والدراسة للوصول إلى النتائج‪.‬‬
‫صفاء الذهن‪ :‬وهي خاصية تؤدي إلى قوة المالحظة وصدق التصور‪ ،‬والتحرر من التحيز‪.‬‬
‫الصبر والمثابرة‪ :‬وهما كفيالن بعدم توقف الباحث عن بحثه إذا مااعترضته بعض المشاكل‪.‬‬
‫األمانة العلمية‪ :‬وهي ضرورة حتميَّة في البحث العلمي‪ ،‬وهي صفة تستقر في الضمير العلمي‬
‫الحي والخلُق المستقيم‪ ،‬وفيها إحساس واع بالنزاهة وممارسة المسؤوليَّة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫المرونة الفكرية التي تجعله قادرا على تنظيم المعلومات التي يريد إيصالها للقارئ تنظيما‬
‫منطقيا له معناه ومدلوله‪.‬‬
‫َّ‬
‫ولكن التدريب‬ ‫َّ‬
‫إن اكتساب القدرة على القيام ببحث علمي منهجي مكتمل الجوانب ليس أمرا سهال‪،‬‬
‫المتواصل والستعداد الفطري والنفسي‪ ،‬واإلصغاء إلى توجيهات المشرفين كفيلةٌ بتنمية مواهب‬
‫الباحث‪ ،‬ومضاعفة قدرته على البحث‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬الدرجات العلمية في الدراسات العليا‪:‬‬
‫ت ُقس ُم الدرجات العلميَّة في الدراسات العليا إلى الدرجات األكاديميّة‪ ،‬ودرجات التأهيل والتخصص‪:‬‬
‫‪ -1‬الدرجات األكاديمية وتتضمن‪:‬‬
‫‪ ‬الماجيستير األكاديمي ‪: Academic Master‬‬
‫وهي شهادة دراسات جامعيَّة تخصصيّة عليا بحثية‪ /‬أكاديميّة تُمنح بعد مدة دراسة محددة يُطلب‬
‫ٌ‬
‫بحث على شكل أطروحة جامعيَّة محكمة علنيا‪ .‬تمتد الخطة العلميَّة لهذه الدراسة من‬ ‫في نهايتها‬
‫سنتين ( سنة مقررات وسنة األطروحة) إلى ثالثة سنوات‪ .‬تُركز درجة الماجستير األكاديمي على‬
‫البحوث والدراسات العلميَّة في مجال محدد‪ ،‬ويؤهل البرنام ُج الطالب إلى إكمال التعليم للحصول‬
‫على درجة الدكتوراه‪ ،‬حيث يمكن للطالب التخصص في مجال محدد للغاية‪.‬‬
‫‪ ‬الدكتوراه األكاديمية ‪) PHD.( Academic Doctorate‬‬
‫وهي شهادة دراسات جامعيَّة عليا في فلسفة التخصص المعين‪ ،‬وهي درجة بحثيَّة‪ /‬أكاديميَّة‪ ،‬ت ُمنح‬
‫بعد مدة دراسيّة محددة‪ ،‬تنتهي بإنجاز بحث على شكل أطروحة جامعيَّة محكمة علنيا‪ .‬ويشترط‬
‫على طالب درجة الدكتوراه قبل التقدم للدفاع النهائي نشر بحثين مبتكرين أصيلين على األقل‬
‫بموضوع اختصاصه الدقيق في إحدى المجالت المحكمة المعتمدة‪.‬‬
‫‪ -1‬درجات التأهيل والتخصص‪ ،‬وتتضمن‪:‬‬
‫‪ ‬دبلوم التأهيل والتخصص ‪:Diploma of Qualification and Specification‬‬
‫وهي شهادة دراسات جامعيَّة تخصصيّة تأهيليَّة عليا‪ ،‬تُمن ُح بعد مدة دراسيَّة محددة ليُشترط في‬
‫نهايتها تقديم بحث‪.‬‬
‫‪ ‬ماجيستير التأهيل والتخصص ‪Master of Qualification and Specification‬‬
‫وهي شهادة دراسات جامعيَّة تخصصيّة تأهيليَّة عليا‪ ،‬تُمن ُح بعد مدة دراسيَّة محددة يُطلب في‬
‫نهايتها مشروع نهاية الدراسة يُحكم علنيا؛ ويُقصد بماجستير التأهيل والتخصص نيل شهادة‬
‫الماجستير في مجال مهني محدد للمتخصصين الراغبين في مزاولة المهنة‪ ،‬ولينوون العمل في‬
‫المستقبل كأكاديميين‪ ،‬أو باحثين‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬خطوات إجراء البحث العلمي‪:‬‬
‫وهي المراحل التي يجب على الباحث اتباعها إلنجاز بحثه وهذه الخطوات‪:‬‬
‫‪ -1‬تحديد موضوع البحث (اختيار المشكلة التي تحتاج إلى التفسير أو الحل)‪ :‬وهوالخطوة‬
‫ي بحث علمي‪ .‬أي الستفسار العلمي عن مشكلة تحتاج إلى حل‪ ،‬أو سؤال‬ ‫األولى في إجراء أ ّ‬
‫يحتاج إلى جواب‪ .‬وينبع شعور الباحث بالمشكلة البحثيَّة من خالل‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫أن خبرة الباحث في مجال معين تؤهله لطرح العديد من التساؤلت‬ ‫‪ ‬الخبرة الشخصية‪ :‬إذ َّ‬
‫العلميَّة التي ترتبط بمجال عمله‪.‬‬
‫‪ ‬القراءة الناقدة التحليلية‪.‬‬
‫‪ ‬االطالع على البحوث السابقة‪.‬‬
‫ويفضل عند تحديد مشكلة البحث مراعاة األمور اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬أن تكون المشكلة قابلة للحل‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون المشكلة أصيلة‪ ،‬وغير مكررة‪ ،‬وذات قيمة‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون المشكلة في حدود اإلمكانيَّات العلميَّة والماديَّة (توفراألجهزة والمخابر‪ ،‬والتكلفة)‪.‬‬
‫ويستحسن للباحث تفادي‪:‬‬
‫‪ ‬الموضوعات العلميَّة المعقدة التي تحتاج إلى تقنية عالية‪.‬‬
‫‪ ‬الموضوعات الخاملة التي لتبدو ممتعة‪.‬‬
‫‪ ‬الموضوعات الواسعة جدا‪ ،‬والضيقة جدا‪ ،‬وكذلك الموضوعات الغامضة‪.‬‬
‫‪ ‬الموضوعات التي يشتد حولها الخالف‪ ،‬ول جدوى منها‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد العنوان‪:‬‬
‫بعد تحديد المشكلة البحثية تصاغ على هيئة عنوان؛ والعنوان هو أصغر ملخص ممكن للمحتوى؛‬
‫والعنوان الجيد هو الذي يراعي األمور اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬أن يكون مفصحا عن موضوع البحث‪.‬‬
‫‪ ‬أن تتبين منه حدود الموضوع وأبعاده وأجزاؤه‪.‬‬
‫‪ ‬أل يتضمن ماليس داخال في موضوع البحث‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون قصيرا بقدر اإلمكان‪ ،‬ويكون إيحاؤه باألفكار الرئيسة بصورة ذكيَّة‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون مرنا بحيث لو احتاج إلى تعديل بسيط كان ذلك ممكنا‪.‬‬
‫‪ ‬أل تكون الصياغة اللغويَّة إعالميَّة‪ ،‬على شكل عنوان صحفي أو إخباري أو إعالني‪.‬‬
‫‪ -3‬تحديد أبعاد البحث وأهميته وأهدافه‪ :‬يقوم الباحث في هذا الجزء بتحديد أبعاد البحث‪،‬‬
‫وأهميّتة‪ ،‬وأهدافه من خالل توضيح النقاط اآلتية‪:‬‬
‫أسباب اختيار البحث‪.‬‬
‫أهمية البحث‪ ،‬ومبررات القيام به‪.‬‬
‫القيمة المضافة التي سوف يقدمها البحث؛ سواء في مجال سد النقص في اإلنتاج‬
‫الفكري‪ ،‬أو اإلضافة إلى نظريَّة‪ ،‬أو حل مشكلة قائمة‪.‬‬
‫الغاية المرجوة من إجراء البحث‪.‬‬
‫تحديد أبعاد البحث‪ ،‬ومدى تعمقه في تحليل المشكلة‪.‬‬
‫ويتم عادة تحديد أبعاد البحث وأهميته من خالل طرح مجموعة من األسئلة البحثيَّة‪ ،‬ومحاولة‬
‫اإلجابة عنها مثال‪:‬‬
‫‪ ‬لماذا يعتقد الباحث َّ‬
‫أن المشكلة المختارة مهمة؟‬
‫أن المشكلة جديرة بالدراسة؟‬‫‪ ‬لماذا يرى الباحث َّ‬

‫‪12‬‬
‫‪ ‬ماذا يعني بقاء المشكلة دون حل؟‬
‫‪ ‬ماهي اآلثار التي يُمكن أن تنتج عن بقاء المشكلة دون حل؟‬
‫‪ -4‬استعراض الدراسات السابقة حول موضوع البحث ( مراجعة األدبيات المتعلقة بالبحث)‪:‬‬
‫تتضمن هذه الخطوة الطالع على البحوث السابقة التي نُشرت في موضوع الدراسة‪ ،‬أو في‬
‫المواضيع المشابهة لموضوع الدراسة‪ ،‬وتلخيص األفكار الرئيسية الواردة فيها‪ .‬وتهدف مراجعة‬
‫األدبيَّات المتعلقة بالبحث إلى‪:‬‬
‫أ‪ -‬توضيح وشرح خلفيَّة موضوع البحث ( أي ماكتبه اآلخرون حول موضوع البحث)‪.‬‬
‫ب‪ -‬المساعدة في وضع البحث في إطاره الصحيح‪.‬‬
‫ت‪ -‬تجنب األخطاء والمشاكل التي تعرضت لها البحوث السابقة‪.‬‬
‫ث‪ -‬تجنب التكرار غير المفيد‪.‬‬
‫وعند مراجعة األدبيات المتعلقة بالبحث المراد إجراؤه يفضل تقيد الباحث بالنصائح اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬ل تقبل كل ماتقرأه كحقيقة مؤكدة‪.‬‬
‫‪ ‬لتعارض كل شيء‪ ،‬ولكن قيّم ماتقرأه وتفحصه‪.‬‬
‫‪ ‬حاول الربط بين ماتقرأه وبين معلوماتك وخبراتك في هذا الموضوع‪.‬‬
‫أن الفهم الصحيح للمبادئ العامة أفضل من تذكر مجلدات من التفاصيل الدقيقة‪.‬‬ ‫‪ ‬تذكر َّ‬
‫‪ -5‬تحديد النظرية االفتراضية التي يرغب الباحث في دراستها‪:‬‬
‫افتراض مؤقت يهدف إلى تفسير أولي للمشكلة البحثيَّة التي‬
‫ٌ‬ ‫ف النظرية االفتراضية بأنَّها‪:‬‬ ‫ت ُ َّ‬
‫عر ُ‬
‫يهدف البحث إليجاد حل لها‪ ،‬وهي تُوض ُع بهدف رسم خطة بحثيَّة‪ ،‬ويُجرى البحث بهدف إثباتها‬
‫أو نفيها ( قبولها أو رفضها)‪.‬‬
‫وتتميز النظرية االفتراضية الجيدة بما يأتي‪:‬‬
‫تستند إلى حقائق علميَّة‪.‬‬
‫تكون قابلة لالختبار‪.‬‬
‫تتفق مع األسس والحقائق الثابتة في حقل الدراسة‪.‬‬
‫وتسبق النظريَّة الفتراضيَّة مستويات أقل من التأكيد تُوصف بكلمات أو مصطلحات مثل وجهة‬
‫نظر وفرضيَّة وفكره و انطباع وتأمل وحدس وظن وتخمين‪.‬‬
‫وتُقب ُل النظريَّة الفتراضيَّة إذا كانت نتائج الدراسات التي أُجريت لختبارها مؤيدة لها‪ ،‬ويزداد‬
‫قبولها بتزايد وتراكم األدلة المؤيدة لها إلى أن تصبح نظريَّة أو قانونا من القوانين العلميَّة‪.‬‬
‫ول يجب إهمال نظريَّة افتراضيَّة لمجرد صعوبة إثباتها‪ ،‬كما ل يجب التشبث بها عندما تكون‬
‫نتائج البحث غير مؤيدة لها‪ ،‬ويجب على الباحث أن يكون على استعداد لتعديلها‪.‬‬
‫مثال يوضح مفهوم النظرية االفتراضية لدى دراسة دور ‪ Ph‬اللعاب في انتشار نخور الطفولة‬
‫المبكرة في رياض األطفال من (‪ )6-3‬سنوات‪.‬‬
‫المشكلة البحثية‪ :‬انتشار نخور الطفولة المبكرة في رياض األطفال من (‪ )6-3‬سنوات‪ ،‬وأسباب‬
‫هذا النتشار‪.‬‬
‫دور في انتشار النخور السنيَّة عند أطفال العينة المدروسة‬‫النظرية االفتراضية‪ :‬لدرجة ‪ Ph‬اللعاب ٌ‬
‫(األطفال بعمر الطفولة المبكرة)‪.‬‬
‫الحظ أن هذه النظرية االفتراضية‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫دور ها ٌم في حدوث النخور السنيَّة‪ .‬ثم‬ ‫أن لدرجة ‪ Ph‬اللعاب ٌ‬ ‫‪ ‬تستند إلى حقيقة علمية‪ :‬هي َّ‬
‫شوهدت في العينة المدروسة ( ‪ 6 -3‬سنوات ) حالت عديدة لنتشار النخور السنيَّة‪.‬‬
‫‪ ‬قابلة لالختبار‪.‬‬
‫إلثبات هذه النظريَّة الفتراضيَّة يجب إجراء دراسة توضح عالقة النخور السنيَّة عند أفراد العينة‬
‫بدرجة ‪ PH‬اللعاب لديهم‪.‬‬
‫‪ ‬فإذا كان ‪ PH‬اللعاب متساويا عند جميع أطفال العينة ( المصابين بالنخور‪ ،‬وغير المصابين‬
‫بالنخور) ُرفضت النظريَّة الفتراضيَّة‪ ،‬ويجب البحث عن أسباب أخرى لهذه النخور؛ أي‬
‫نظرية افتراضيَّة جديدة مثال‪ :‬إضافة لدرجة ‪ PH‬اللعاب هناك عوامل أخرى تؤدي لحدوث‬
‫النخور السنية عند األطفال بعمر الطفولة المبكرة‪ .‬ويجب البحث عن هذه األسباب من أجل‬
‫إثبات النظرية الفتراضيَّة الجديدة‪.‬‬
‫‪ ‬ولكن إذا بينت النتائج اختالف ‪ PH‬اللعاب بين المصابين وغير المصابين بالنخور السنيَّة‪،‬‬
‫فإن ذلك يؤيد النظريَّة الفتراضيَّة أي يجعلها مقبولة‪ ،‬ولكن ل يبرهن على صحتها‪ ،‬ويتعين‬ ‫َّ‬
‫إجراء المزيد من التجارب للحصول على مزيد من التأييد والقبول لهذه النظريَّة الفتراضيَّة‪.‬‬
‫ألن على من‬ ‫‪ -6‬تحديد األسئلة البحثية‪ :‬يُفضل عادة تقسيم موضوع البحث إلى أسئلة بحثيَّة‪َّ ،‬‬
‫يرغبون في الوصول إلى الحقيقة أن يسألوا األسئلة الصحيحة أول (أرسطو)‪ .‬ويفيد تحديد‬
‫األسئلة البحثية في تحديد اسئلة الستبيان؛ إذا كان الستبيان أداة للبحث‪.‬‬
‫‪ -7‬جمع البيانات‪.‬‬
‫‪ -8‬تحليل البيانات وتفسيرها‪.‬‬
‫‪ -9‬كتابة النتائج ومناقشتها‪.‬‬
‫مثال‪ 1‬يوضح كيفية تقسيم موضوع البحث إلى أسئلة بحثية‪:‬‬
‫في بحث لألستاذه الدكتوره شذى قوشجي نُشر في مجلة جامعة دمشق للعلوم الصحيّة في المجلد‬
‫‪ 33‬العدد الثاني بعنوان‪" :‬مستوى معرفة أطباء األسنان السوريين بالمعوقين‪ ،‬وموقفهم منهم"‬
‫يتضمن الموضوع مشكلتين بحثيتين‪ :‬األولى‪ :‬مستوى معرفة أطباء األسنان السوريين بالمعوقين‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬موقف أطباء األسنان السوريين من المعوقين‪.‬‬
‫إذن يجب أن يجيب البحث عن سؤالين رئيسين هما‪:‬‬
‫‪ ‬ماهو مستوى معرفة أطباء األسنان السوريين بالمعوقين؟‬
‫‪ ‬ماهو موقف أطباء األسنان السوريين من المعوقين؟‬
‫وللوصول إلى اإلجابة عن هذيّن السؤاليّن يجب طرح عدد من األسئلة البحثية مثال‪:‬‬
‫‪ ‬ماهي العوامل المؤثرة في معرفة أطباء األسنان السوريين بالمعوقين؟‬
‫‪ ‬هل هناك فروق بين موقف األطباء والطبيبات من المعوقين؟‬
‫‪ ‬هل تختلف نسبة المعرفة بالمعوقين بين طالب ماقبل التخرج‪ ،‬ومرحلة مابعد التخرج؟‬
‫‪ ‬هل يرغب أطباء األسنان السوريين في معالجة المعوقين في العيادة؟ أم َّ‬
‫أن ذلك سينفر‬
‫باقي المرضى من إتمام العالج؟‬
‫‪ ‬ما هي أكثر الختصاصات معالجة للمعوقين؟‬
‫يمكن التوصل من خالل األسئلة البحثيَّة السابقة إلى النظريَّة الفتراضيَّة اآلتية‪ :‬هناك مستوى‬
‫متدن من معرفة أطباء األسنان السوريين بالمعوقين‪ ،‬وهناك موقف سلبي منهم‪ .‬أو هناك‬ ‫ٍ‬
‫مستوى مرتفع من معرفة أطباء األسنان السوريين بالمعوقين‪ ،‬وهناك موقف إيجابي منهم‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫كذلك يمكن من خالل األسئلة البحثيَّة تحديد أسئلة اإلستبيان‪.‬‬
‫إلثبات النظرية الفتراضيَّة لجأت الباحثة إلى اإلستبيان كأداة للبحث‪ .‬وحددت ‪ 120‬طبيبا يعملون‬
‫في مدينة دمشق كعينة للبحث‪.‬‬
‫أما بعض أسئلة اإلستبيان‪:‬‬
‫‪ ‬هل ترغب في معالجة المعوق؟‬
‫‪ ‬ماهي العوامل التي تؤثر على رغبتك في إنجاز المعالجات السنية للمعوقين؟‬
‫‪ ‬مالذي يشجعك على معالجة المعوق؟‬
‫‪ ‬مالذي يُبعدك عن معالجة المعوق؟‬
‫وكانت النتيجة التي توصلت إليها الباحثة بعد تحليل اإلستبيان‪:‬‬
‫‪ 75 ‬من أفراد العينة ليرغبون في معالجة المعوقين؛ ( وهذا يؤيد النظرية الفتراضية)‬
‫أن معالجة المعوقين في العيادة سينفر باقي المرضى‪ ،‬و‬ ‫حيث يعتقد ‪ %29.9‬منهم َّ‬
‫أن تدبير العيادة ل يسمح‬‫‪ %27.5‬منهم يُرج ُع عدم رغبته في معالجة المعوقين يعود إلى َّ‬
‫بمعالجة المعوقين‪.‬‬
‫‪ ‬أطباء أسنان األطفال هم األكثر استقبال لألطفال المعوقين في عياداتهم‪.‬‬
‫‪ ‬تميل طبيبات األسنان لتخاذ موقف إيجابي أكثر تجاه المعوقين من األطباء الذكور‪.‬‬
‫هل يمكن تعميم هذه النتيجة‪ ،‬وهل ترقى إلى مستوى النظرية والقانون؟‬
‫اإلجابة ال‪ ،‬ألن الموضوع يحتاج لدراسات أعمق‪ ،‬وهو عرضة للتبدل والتغير بتغير العينة‪.‬‬
‫مثال‪ :2‬انتشار نخور الطفولة المبكرة في رياض األطفال ( من عمر ‪ 6-3‬سنوات)‪.‬‬
‫يمكن تقسيم موضوع الدراسة إلى مجموعة من األسئلة البحثيَّة مثال‪:‬‬
‫أن بزوغ األسنان لدى اإلناث‬ ‫‪ ‬هل يرتبط انتشار نخور الطفولة المبكرة بجنس الطفل‪ ،‬خاصة َّ‬
‫يكون غالبا أبكر‪ (.‬هذا السؤال البحثي يتطلب أن تتضمن اسئلة الستبيان ذكر جنس الطفل)‬
‫‪ ‬هل يرتبط انتشار نخور الطفولة المبكرة مع المستوى التعليمي والثقافي لألم؟ (هذا السؤال‬
‫البحثي يتطلب أن تتضمن أسئلة الستبيان سؤال عن المستوى التعليمي لألم؟‬
‫‪ ‬هل ترتبط نسبة انتشار نخور الطفولة مع المستوى الجتماعي‪ ،‬والقتصادي للطفل؟‬
‫‪ ‬هل يؤثر نوع الرضاعة ( طبيعية أو صناعية أو مختلطة ) في انتشار نخور الطفولة المبكرة؟‬
‫‪ ‬هل تؤثر فترة الرضاعة في انتشار نخور الطفولة المبكرة؟‬
‫‪ ‬هل يؤثر عامل العناية الفموية في نسبة انتشار نخور الطفولة المبكرة؟‬
‫‪ ‬هل يؤثر عامل الفحص الدوري في نسبة انتشار نخور الطفولة المبكرة؟ (هذا السؤال البحثي‬
‫يتطلب أن تتضمن أسئلة الستبيان سؤال عن مرات زيارة طبيب أسنان األطفال؟‬
‫‪ ‬هل هناك عالقة بين ‪ PH‬اللعاب ونسبة انتشار نخور الطفولة المبكرة؟ ( لتحديد ذلك يجب‬
‫إجراء اختبار ‪ PH‬اللعاب عند أفرادالعينة)‪.‬‬
‫‪ ‬هل هناك عالقة بين الحالة الصحيَّة للمريض وانتشار نخور الطفولة المبكرة؟‬
‫‪ ‬هل هناك تأثير للعوامل المناعيَّة في انتشار نخور الطفولة المبكرة؟‬
‫‪ ‬هل تزداد نسبة انتشار نخور الطفولة المبكرة لدى األطفال ذووي الحتياجات الخاصة؟‬
‫‪ ‬هل تنعكس إصابة الطفل بالنخور السنيَّة على حالته النفسيَّة؟‬
‫ويمكن من خالل هذه األسئلة وغيرها تحديد عمق البحث‪ ،‬وأسئلة الستبيان‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬البحث العلمي‪ ،‬والمكتبة (مصادر المعلومات)‬
‫بعد تحديد مشكلة البحث‪ ،‬ووضع التساؤلت المتعلقة بها‪ ،‬وتصميم خطة البحث‪ ،‬تأتي الخطوة‬
‫األهم وهي‪ :‬جمع المعلومات المتعلقة بالبحث؛ وبتعبير آخر جمع ماكتب اآلخرون حول موضوع‬
‫البحث‪ ،‬أو حول الموضوعات القريبة المشابهة‪.‬‬
‫إن الباحث الماهر ال ُمدرب على مراجعة البحوث‪ ،‬يعلم كيف يأخذ المعلومات المرجعيَّة المناسبة‬ ‫َّ‬
‫التي يحتاجها من المصادر‪ ،‬حيث تُسهم هذه المعلومات في حل الكثير من المشكالت العلميَّة‬
‫المتعلقة بالبحث‪ ،‬وفقا لما يأتي‪:‬‬
‫إن التعرف على األفكار األساسيَّة في الدراسات والبحوث السابقة من شأنه أن يوضح خلفيَّة‬ ‫َّ‬ ‫‪-1‬‬
‫الباحث بإجرائه‪ ،‬ووضعه في اإلطار السليم بالنسبة للبحوث‬ ‫ُ‬ ‫موضوع البحث الذي يرغب‬
‫األخرى‪ ،‬وبيان مايمكن أن يضيفه هذا البحث للمعارف البشريَّة‪.‬‬
‫إن التخطيط الدقيق لمراجعة المراجع المتعلقة بالبحث يُع ُّد في معظم األحيان مصدرا أساسيّا‬ ‫َّ‬ ‫‪-2‬‬
‫للتعرف على مشاكل البحث‪ ،‬وتحديدها‪.‬‬
‫إن الفحص الدقيق للدراسات المرجعيَّة هو الوسيلة التي تُم ّك ُن الباحث من معرفة ما إذا كان‬ ‫َّ‬ ‫‪-3‬‬
‫بحثه مكررا لبحث سبق أن قام به باحث آخر في مكان آخر‪ ،‬أو َّ‬
‫أن بحثه جديد مبتكر (أصيل)‪.‬‬
‫إن استيعاب معلومات الدراسات المرجعيَّة تساعد الباحث في اختيار منهج البحث المالئم‬ ‫َّ‬ ‫‪-4‬‬
‫لدراسته‪ ،‬وتساعده أيضا على تفسير النتائج التي يتوصل إليها‪.‬‬
‫إن التمعن في الدراسات السابقة من شأنه أن يُجنب الباحث األخطاء والمشكالت التي تعرضت‬ ‫َّ‬ ‫‪-5‬‬
‫لها البحوث السابقة في مجاله‪.‬‬
‫والسؤال الذي يؤرق الباحث المبتدئ هو من أين يجمع المعلومات؟ وكيف يمكن التأكد من أن‬
‫هذه المعلومات صحيحة ويمكن االعتماد عليها في إنجاز بحثه؟‬
‫مصادر المعلومات ‪ :‬يمكن تقسيم مصادر المعلومات إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬مصادر منشورة ‪ : Published Sources‬وتتضمن الكتب والدوريات والنشرات‬
‫والمخطوطات واألنترنت‪..........‬‬
‫‪ -2‬مصادر غير منشورة ‪ : Unpublished Sources‬وتتضمن الرسائل الجامعية‬
‫والتقارير وأبحاث المؤتمرات وتوصيات الندوات والمحاضرات العامة‪.....‬‬
‫‪ -3‬المراجع ‪ : Refrences‬وهي المواضيع التي توضع في نهاية كل بحث‪ ،‬وتحدد البحوث‬
‫التي تمت الستعانة بها في إنجاز البحث‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬النشر العلمي‬
‫يهدف نشر البحوث العلميّة في‪:‬‬
‫‪ -1‬المساهمة في إضافة قيمة جديدة الى المعرفة الحاليَّة‪.‬‬
‫‪ -2‬المساهمة في بناء قاعدة بيانات مهمة تساهم في نمو المجتمعات و تطورها‪.‬‬
‫‪ -3‬العتماد على النوعيَّة بدل من الكميَّة في مجال النشر العلمي‪.‬‬
‫‪ -4‬التميز في مجال التخصص‪.‬‬
‫‪ -5‬التدرب األكاديمي‪ ،‬واكتساب الخبرة في كتابة البحوث‪.‬‬
‫‪ -6‬التنافس مع الزمالء اآلخرين في ذات الختصاص‪.‬‬
‫‪ -7‬المحافظة على التواصل مع الباحثين في ذات الختصاص‪.‬‬
‫أن البحث‪ ،‬أصيل وليس مستال‪.‬‬ ‫‪ -8‬التأكد من َّ‬
‫ويجب على الباحث قبل نشر المقال العلمي القيام ببعض األمور منها‪:‬‬
‫‪ -1‬إدراج أسماء جميع الباحثين المشاركين في البحث‪ ،‬و عرض البحث عليهم قبل إرساله‬
‫للمجلة‪ ،‬وهي من مسؤولية الباحث الذي يرسل البحث للنشر‪.‬‬
‫‪ -2‬توضيح مكان إجراء البحث‪ ،‬مع ذكر معلومات اإلتصال بالباحث المسؤول‪.‬‬
‫‪ -3‬التأكد من كتابة البحث بلغة سليمة‪ ،‬ومنهجية صحيحة‪.‬‬
‫و يجب على الباحث االبتعاد عن‪:‬‬
‫الستالل‪ ،‬والنتحال‪ ،‬وتكرار النشر‪ ،‬وإرسال البحث ألكثر من جهة في وقت واحد‪ ،‬وتجزئة‬
‫نتائج البحث في أكثر من ورقة علميَّة‪.‬‬
‫بعض المفاهيم المتداولة والمتعلقة بالنشر العلمي‪:‬‬
‫معامل (عامل) التأثير (‪Impact factor )IF‬‬
‫قام عالم الحواسيب األمريكي ‪ )2017 -1925( Eugen Garfield‬بابتكار هذا المعامل‪،‬‬
‫وهو مقياس ألهميَّة المجالت العلميَّة المحكمة ضمن مجالت تخصصها البحثي‪ ،‬ويعكس هذا‬
‫المعامل مدى إشارة األبحاث الجديدة لألبحاث التي نُشرت سابقا في تلك المجلة والستشهاد بها‪.‬‬
‫وبذلك تكون المجلة التي تملك معامل تأثير ‪ IF‬مرتفع‪ ،‬مجلة مهمة تتم اإلشارة إلى أبحاثها‪،‬‬
‫والستشهاد بها بشكل أكبرمن تلك التي تملك معامل تأثير ‪ IF‬منخفض‪.‬‬
‫كيف يتم حساب معامل التأثير للمجالت العلمية‪:‬‬
‫تقوم حاليا مؤسسة تومسون رويترز بحساب عوامل التأثير سنويا لجميع المجالت المحكمة‬
‫التي تكون مسجلة لديها‪ ،‬ثم تقوم بنشرها عبر تقارير استشهاد بالمجالت األكاديميَّة‪ ،‬يتم من خاللها‬
‫تصنيف المجالت المحكمة حسب معامل التأثير‪.‬‬
‫إ َّن الطالع على كيفيَّة معرفة معامل التأثير ‪ IF‬للمجالت العلميَّة له أهمية كبيرة للطالب‬
‫والباحثين‪ ،‬في إعطاء فكرة دقيقة للباحث العلمي عن المجلة المحكمة ‪ ،‬وفي اختياره للمجلة العلميَّة‬
‫التي يريد نشر دراساته العلميَّة فيها‪ ،‬أو الطالع على المعلومات الصحيحة من خاللها‪ ،‬وذلك من‬
‫أجل تحقيق الستفادة القصوى‪.‬‬
‫يبدأ حساب معامل التأثير بالنسبة للمجالت المحكمة بعد أن تصدر المجلة المحكمة لمدة عامين‪.‬‬
‫ففي أول عامين لصدورها ليمكن حسابه‪ ،‬كما أنَّه يفترض أن ت ُسج ُل المجلة بأحد الفهارس‬
‫اللكترونيَّة‪ ،‬وأن ت ُصدر أعدادا دوريّة سنوية بالحد األدنى‪ ،‬حتى ليتأثر معامل التأثير‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫أن معامل التأثير لسنة محددة يتم حسابه إلحدى المجالت العلميَّة‬ ‫لتوضيح األمرأكثر يمكن القول َّ‬
‫عن طريق معرفة المعدل لعدد المرات التي حصل فيها الستشهاد بدراسات وأبحاث علميَّة نُشرت‬
‫سابقا بهذه المجلة خالل السنتين األخيرتين‪.‬‬
‫على سبيل المثال إذا كان معامل التأثير بعام ‪ 2017‬هو ‪ 3‬فهذا معناه أنَّه قد حصل الستشهاد‬
‫باألبحاث والدراسات التي نُشرت بالمجلة العلميَّة المحكمة في عامي ‪ 2015‬و ‪ 2016‬بمعدل ‪3‬‬
‫مرات لكل دراسة أو بحث‪.‬‬
‫حيث يحسب معامل التأثير عن طريق تقسيم مجموع عدد مرات الستشهاد بالبحوث التي نشرت‬
‫في ‪ 2015‬و ‪ 2016‬على عدد الدراسات الممكن الستشهاد بها في البحوث التي نشرتها المجلة‬
‫خالل هذين العامين ( العدد الكلي للمقالت التي نُشرت في العامين الماضيين)‪.‬‬
‫يحسب عامل التأثير وفقا لما يلي‪ :‬معامل التأثير= عدد الستشهادات في السنة الحالية ‪ /‬العدد‬
‫الكلي للمقالت التي نُشرت بالسنتين الماضيتين‪ .‬وهكذا يعني عامل التأثير ‪ 1‬أنَّه في المتوسط َّ‬
‫فإن‬
‫الدراسات المنشورة منذ عام أو عامين قد تم الستشهاد بها مرة واحدة‪.‬‬
‫مجالت ‪:... Q1‬‬
‫أن المجالت‬ ‫يُعبر هذا الرمز عن المرتبة األولى لتصنيف المجالت العلميَّة ال ُمحكمة‪ ،‬وهذا يعني َّ‬
‫التي تُعطى هذا الرمز هي األفضل ‪.‬‬
‫‪h-indexHhhhh h- Index‬‬ ‫مؤشر هيرش ‪ Hirsch‬لتقييم الباحثين‬
‫‪ ‬اقترح هذا المؤشر جورج هيرش عالم الفيزياء في جامعة كاليفورنيا عام ‪ ، 2005‬كأداة‬
‫لتحديد جودة الباحثين‪ .‬وهو مؤشر يستخدم لقياس كل من اإلنتاجيَّة والتأثير لألعمال‬
‫المنشورة من قبل باحث‪ ،‬ويستند المؤشر على مجموعة من أكثر أبحاث الباحث إستشهادا‪،‬‬
‫وعدد الستشهادات‪ ،‬ويُقي ُم المؤلفون بالجمع بين كل من عدد المقالت التي نشرها الباحث‪،‬‬
‫وعدد اإلستشهادات للباحث‪ ،‬ويمكن تطبيق هذا المؤشر على المجالت العلميَّة والمجموعات‬
‫البحثيَّة‬
‫‪ ‬فائدة هذا العامل ‪ :‬تحسين جودة البحث العلمي ؛ فهو يحصي عدد البحوث المنشورة وعدد‬
‫القتباسات‪ ،‬وهذا العامل يعمل على مقارنة البحوث ضمن ذات التخصص فقط‪ ،‬أي َّ‬
‫ان ك َّل‬
‫تخصص معزول عن الثاني ‪ .‬وقد اعتمدته الكثير من الجامعات كشرط أساسي للترفيع‬
‫العلمي‪.‬‬
‫يعرف مؤشر هرش للباحث بأنَّه عدد المقالت التي ينشرها الباحث ‪ ،‬والتي تكون استشهاداتها‬
‫أكبر أو تساوي عدد المقالت المنشورة‪ ،‬فمثال عندما نقول أن مؤشر هيرش للباحث هو عشرة‬
‫فهذا يعني أن لديه ما ل يقل عن عشرة مقالت منشورة ‪ ،‬كل منها لديه عشرة استشهادات على‬
‫األقل ‪ .‬وكلما زاد عدد المقالت ذات األهمية الكبيرة التي نشرها الباحث ‪ ،‬زاد عددالستشهادات‬
‫المحققة ‪ ،‬وازدياد مؤشرهيرش للباحث ‪ ،‬يعكس الجودة األكاديميَّة والعلميَّة للباحث وطاقته‬
‫اإلنتاجيَّة؛ أي يوازن بين الكمية والنوعيَّة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬أنواع أو تصاميم الدراسات الطبية ‪Medical Studies Designs‬‬

‫أوال‪ .‬هرم الدليل العلمي ‪ evidence-based medicine pyramid‬أو هرم الطب‬


‫المسند‪ :‬هو نموذج تقليدي لتراتبيَّة الدراسات العلميَّة‪ ،‬حسب قوة دليلها العلمي من أسفل ألعلى‪.‬‬
‫ورغم وجود بعض الختالفات في تعريف درجاته وطبقاته‪ ،‬فإن مجملها يصب في تصور متقارب‪.‬‬
‫‪ ‬تحتل قاعدة الهرم الدراسات العلميَّة الطبيَّة على الحيوانات‪ ،‬وآراء األطباء والخبراء المدعومة‬
‫بتجاربهم وأفكارهم وليس بدراسات منهجيَّة‪ ،‬ثم تأتي الدراسات العلميَّة الطبيَّة على حالت‬
‫بشريَّة ابتداء من األقل في قوة الدليل إلى األعلى كلما ارتقينا درجة‪ ،‬حتى نصل إلى قمة‬
‫الهرم‪ ،‬وأقوى األدلة‪ ،‬وهي تواليا‪:‬‬
‫‪ ‬تقرير حالة ‪ ، Case report‬و تقرير سلسلة حاالت ‪Case series‬‬
‫‪ ‬دراسات الحاالت المرضية والمجموعات الضابطة ‪case - control studies‬‬
‫‪ ‬دراسات الحشد ‪Cohort studies‬‬
‫‪ ‬التجارب السريرية المضبوطة على عينة عشوائية‪Randomized Controlled .‬‬
‫‪trial‬‬
‫‪ ‬المراجعات المنهجية ‪ : Systematic reviews‬وهي دراسة نقديّة‪ ،‬تتضمن تحليل‬
‫وتقييم البحوث التي تناقش مشكلة سريريَّة معينة‪ ،‬حيث يتم تقييمها وإعطاء معلومات أساسيَّة‬
‫عن المشكلة‪ ،‬ومناقشة كل األمور المتعلقة بها‪.‬‬
‫‪ ‬التحليل البعدي ‪ :Meta analysis‬هو مجموعة فرعيَّة من المراجعات المنهجيَّة‪ ،‬وطريقة‬
‫لجمع بيانات الدراسة النوعيَّة والكميَّة من عدة دراسات مختارة من أجل وضع استنتاج واحد‬
‫له قوة إحصائيَّة أكبر‪ .‬و يستخدم التحليل البعدي لتقييم الدراسات البحثيَّة المنهجيَّة تقييما منظما‬
‫وفق خطوات منسقة لستخالص النتائج منها‪ ،‬إضافة لكونه يتضمن تحليل التحليالت‪ .‬وإنجاز‬
‫هذا النوع من الدراسات يشبه إنجاز دراسة واحدة ضخمة على عينة كبيرة جدا‪ .‬وتكون هذه‬

‫‪19‬‬
‫الدراسة جيدة بقدر ماتكون الدراسات ال ُمتضمنة فيها جيدة‪ .‬وبالرغم من أنها تُع ُّد أقوى أنواع‬
‫الدراسات‪ ،‬إل أنَّه يُمكن أن يحدث فيها انحياز‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬أنواع الدراسات الطبية‪:‬‬
‫يوضح المخططين التاليين أنواع الدراسات الطبية‪ ،‬وعالقتها ببعضها‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫دراسات المالحظة‪Observational studies :‬‬
‫بأي تدخل أو تعديل في العالجات التي تتلقاها‬ ‫ليقوم الباحث في هذا النوع من الدراسات ّ‬
‫الحالت‪ ،‬ويكتفي فقط بمتابعتها‪ ،‬وتسجيل المالحظات على مايحدث‪.‬‬
‫تُقسم دراسات المالحظة إلى الدراسات الوصفيَّة والتحليليَّة‪ ،‬ويمكن التمييز بينهما كما يلي‪:‬‬
‫• ليوجد في الدراسات الوصفيَّة مجموعات مقارنة‪.‬‬
‫صف الدراسة الوصفيَّة خصائص العينة فقط فمثال‪ :‬يمكن دراسة عينة من الطالب؛ أطوالهم‪،‬‬ ‫• ت ُ‬
‫أوزانهم‪ ،‬عدد المدخنين منهم‪ ،‬حالتهم الصحيَّة‪....‬‬
‫• في الدراسات التحليليَّة‪ ،‬هناك مجموعات مقارنة‪.‬‬
‫• تحاول الدراسات التحليليَّة تحليل العالقة بين متغيرين‪.‬‬
‫ويمكن للدراسات الوصفيَّة‪ ،‬والدراسات التحليليَّة أن تكون مستقبليَّة (تقدميَّة) ‪ Prospective‬أو‬ ‫ُ‬
‫رجعيَّة (بأثر رجعي) ‪. Retrospective‬‬
‫‪ -1‬الدراسات الوصفية ‪: Descriptive Studies‬‬
‫وهي تدرس معدل حدوث األمراض‪ ،‬ومدى انتشارها‪ ،‬إذ يُمكن من خالل هذه الدراسات اإلجابة‬
‫عن مجموعة من األسئلة مثال‪:‬‬
‫‪ ‬من هم األشخاص المصابين بالمرض ( من ناحية العمر والجنس والوظيفة والعرق ومستوى‬
‫التعليم‪ ،‬وغيرها من المتغيرات)؟‬
‫‪ ‬ماذا يعاني هؤلء األشخاص بالتحديد؟ وأين يوجدون؟ ومتى أصابهم المرض؟‬
‫وللدراسات الوصفيَّة عدة أنواع منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬تقرير حالة ‪Case report‬‬
‫ظهر للمرة األولى‪،‬‬
‫يتضمن هذا النوع دراسة وصفيَّة لحالة مميزة أو فريدة أو نادرة‪ ،‬أو حالة ت ُ‬
‫أو ظهرت سابقا ولم يهتم بها أحد‪ .‬أو حالة تُبدي أعراضا أو عالمات غير معتادة للمرض الذي‬
‫تعاني منه‪ ،‬أو مرت بعالج جديد‪ ،‬أو ظهر لديها مضاعفات غير متوقعة لدواء معين‪ ،‬أو مثلت‬
‫صعوبة في التشخيص لسبب ما‪.‬‬
‫يتم في تقرير الحالة تسجيل األعراض والعالمات ونتائج التحاليل والتصوير الخاصة بالحالة‪،‬‬
‫وتسجيل التشخيص النهائي لها‪ ،‬والعالج الذي تلقته‪ ،‬ونتائج متابعتها‪.‬‬
‫مثال يمكن تسجيل تقرير حالة عن إصابة بساركوما أيوينغ في الفك السفلي‪ ( .‬وهو نوع من‬
‫السرطان يصيب العظام واألنسجة الرخوة حولها‪ ،‬ونادرا ما يصيب الفك السفلي‪ ،‬وقد تختلط هذه‬
‫اإلصابة بالحالت اإللتهابيَّة‪ ،‬أو الورميَّة األخرى ذات المنشأ السني)‬
‫‪ ‬مزايا تقرير الحالة ‪:Case report‬‬
‫‪ ‬تمثل ‪ Case report‬أسهل أنواع األبحاث‪ ،‬وأقلها كلفة‪ ،‬ولتحتاج لشاهد‪.‬‬
‫‪ ‬تؤدي مناقشة هذه الحالت لطرح تساؤلت يُمكن لكل منها أن يُشكل موضوع بحث‪.‬‬
‫‪ ‬أما أهم مساوئها‪:‬‬
‫‪ ‬عدم وجود مجموعة ُمقارنة ‪( control group‬مجموعة شاهدة)‪ ،‬وهذا يقلل كثيرا من‬
‫مصداقيَّة النتائج‪.‬‬
‫‪ ‬ل يمكن القياس عليها كونها تشتمل على حالة واحدة‪.‬‬
‫يغلب عليها العتماد على رأي الدارس‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪‬‬

‫‪21‬‬
‫أن تقارير الحالة ليست مصدرا لدليل علمي قوي‪ ،‬لكنها تلفت النظر إلى ظواهر‬ ‫بالرغم من َّ‬
‫حسب لها أنَّها كانت األصل الذي تفرعت منه شجرة الدراسات العلميَّة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وحالت طبيَّة فريدة‪ .‬ويُ‬
‫فأساس ظهور العلم الطبي كان المالحظة الجيّدة لظواهر أو أعراض جديدة وغريبة‪ ،‬ول ْفتُ نظر‬
‫المجتمع العلمي إليها‪ ،‬لتبدأ دراسات أكثر وأقوى هنا وهناك تؤكد النتائج األوليَّة أو تنفيها‪.‬‬
‫ومن أشهر األمثلة الحديثة التي تدل على أهمية تقارير الحالة اكتشاف مرض اإليدز‪، AIDS‬‬
‫والذي بدأ بتقارير طبيَّة عن حالت من إصابة المثليين جنسيا ‪ homo-sexual‬بالتهاب رئوي‬
‫ل يصيب سوى أصحاب المناعة الضعيفة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقرير سلسلة الحاالت ‪Case series‬‬
‫يتشابه هذا النوع من الدراسات مع النوع السابق‪ ،‬إل أنَّه يتضمن دراسة وصفيَّة لسلسلة من‬
‫الحالت المتشابهة (‪ 6- 3‬حالت ليس أكثر) تشترك في ظاهرة طبيَّة ما‪.‬‬
‫يتم في هذا النوع من الدراسات جمع المعلومات عن عدد من المرضى‪ ،‬وعادة ما يشترك هؤلء‬
‫المرضى في صفة أو أكثر مثل‪ :‬نوع المرض الذي يعانون منه‪ ،‬أو نوع العالج الذي خضعوا‬
‫له‪ ،‬أو نوع المضاعفات التي يعانون منها‪.‬‬
‫يتم إجراء هذا النوع من الدراسة بمتابعة هؤلء المرضى لفترة من الزمن ( مستقبليَّة‬
‫‪ ،) Prospective‬أو يتم إجرائها بجمع المعلومات عن الحالت من ملفاتهم المرضيَّة وسجالتهم‬
‫(رجعيَّة ‪.) Retrospective‬‬
‫مثال دراسة عن ‪ 4‬مرضى مارفان تشخيصها والحالة الصحية الفموية لكل مريض‪.‬‬
‫‪ ‬المزايا‪:‬‬
‫‪ ‬سهل الكتابة‪ ،‬ومفيد في دراسة الظواهر النادرة‪ ،‬واألمراض الجديدة‪.‬‬
‫‪ ‬المساوئ‪:‬‬
‫‪ ‬عدم وجود مجموعة ُمقارنة ‪( control group‬مجموعة شاهدة) يقلل من مصداقية النتائج‪.‬‬
‫‪ ‬التحيز في البحث المتعلق بالختيار‪ ،‬فمثال‪ :‬قد يكون لدى الباحث ‪ 5‬حالت‪ ،‬ولكن ينتقي منها‬
‫‪ 3‬فقط ألنها من وجهة نظره ذات شكل أنسب للنشر‪ ،‬والصور فيها أكثر وضوحا‪( .‬يُدعى هذا‬
‫التحيز بتحيز النتقاء)‪.‬‬
‫‪ -2‬الدراسات التحليلية‪Analytic studies :‬‬
‫هي دراسات يتم إجراؤها للتأكد فيما إذا كان هناك ارتباط بين المرض موضع الدراسة‪ ،‬و‬
‫التعرض ألحد المسببات المتوقعة‪ ،‬أو عوامل الخطر المتوقعة له‪ .‬وأهم الدراسات التحليليَّة‪:‬‬
‫الدراسات المقطعية‪ ،‬ودراسات الحاالت المرضية والمجموعات الضابطة‪ ،‬و الدراسات الحشدية‪.‬‬
‫ُمكن التمييز بين أنواع الدراسات التحليليَّة الثالث باإلجابة عن سؤال‪ :‬متى ُحددت النتائج؟‬ ‫وي ُ‬
‫‪ ‬فإذا حددت النتائج في بداية الدراسة‪ ،‬فهي دراسة حاله‪ -‬شاهد‪case - control .‬‬
‫‪ ‬وإذا حددت النتائج في نهاية فترة المتابعة‪ ،‬فهي دراسة حشديَّة‪Cohort studies .‬‬
‫‪ ‬وإذا حددت النتائج في أثناء الدراسة‪ ،‬فهي دراسة مقطعيَّة ‪Cross sectional‬‬
‫‪.studies‬‬
‫أ‪ -‬الدراسات المقطعية ‪: Cross sectional studies :‬‬
‫وتدعى أحيانا دراسات النتشار”‪ ، Prevalence studies‬وهي دراساتٌ تهتم بدراسة مدى‬
‫انتشار مرض معين‪ ،‬أو ظاهرة مرضيَّة‪ ،‬أو عدد المصابين بمرض‪ ،‬أو العوامل المؤثرة على‬
‫انتشار مرض معين في شريحة محددة من المجتمع‪ ،‬في مكان وزمان محددين‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫مثال‪ :1‬عالقة السمنة في منطقة ما بانتشار سرطانات معينة‪.‬‬
‫مثال‪ :2‬يقوم الباحثون بإجراء دراسة على سكان قرية ما‪ ،‬لمعرفة مدى انتشار مجموعة من‬
‫األمراض المزمنة‪ ،‬والعوامل المؤثرة على االنتشار؛ وذلك من خالل المسح الشامل لسكان القرية‬
‫(التاريخ المرضي‪ ،‬واختبارات طبيَّة سريعة…)‪ .‬تستطيع الدراسة بسهولة الوصول إلى نسب‬
‫انتشار الظواهر المطلوبة في القرية‪ ،‬فمثال ‪ ٪١٠‬منهم مصابون بمرض السكري‪ ،‬و ‪٪١٥‬‬
‫بالضغط‪ ،‬و ‪ ٪١٢‬بالسمنة ( وأكثر من نصف هؤلء مصابون بالسكري )‪ ،‬و ‪ ٪25‬منهم مدخنون‪،‬‬
‫و ‪ ٪١٢‬يعانون من قصور بشرايين القلب‪ .‬لكن ل تستطيع الدراسة تحديد السبب والنتيجة بكفاءة‪.‬‬
‫مثال ‪ :3‬دراسة نسبة إصابة تالميذ الصف األول البتدائي في مدرسة معينة بالنخور السنيَّة‪.‬‬
‫تفيد هذه الدراسات أيضا في دراسة المسوحات والوبائيات‪.‬‬
‫مثال‪ :4‬دراسة لألستاذ الدكتور نبيل قوشجي نُشرت في مجلة جامعة دمشق للعلوم الصحيَّة المجلد‬
‫‪ 34‬العدد األول ‪ 2018‬بعنوان‪ :‬دراسة وبائية لألورام سنية المنشأ في الفكين لدى عينة من‬
‫المرضى في المجتمع السوري‪.‬‬
‫اعتمد البحث على دراسة حالت مجموعة من المرضى المصابين بأورام سنيَّة المنشأ في الفكين‬
‫صنفت‬ ‫المسجلة في أرشيف مخابر التحاليل النسيجيّة‪ ،‬وذلك خالل الفترة بين ‪ ، 2014 -2006‬و ُ‬
‫تلك الحالت تبعا للعمر والجنس والموقع التشريحي‪ ،‬والتشخيص النهائي‪ .‬واعتمدت الدراسة‬
‫الطريقة الرجعية ٌ‪ Retrospective‬؛ إذ تم الرجوع ألرشيف الحالت المرضيَّة المسجلة في‬
‫مخابر التشريح المرضي للمرضى الذين خضعوا للعالج في عدد من مشافي دمشق الخاصة‬
‫والعامة؛ إذ ُجمعت البيانات عن حالت األورام سنيَّة المنشأ في الفكين الواردة للمخبر‪ ،‬و ُحللت‬
‫وفقا لعمر المريض وجنسه وموقع اآلفة‪.‬‬
‫أن معظم األورام سنيَّة المنشأ حدثت عند المرضى الذين تراوحت أعمارهم‬ ‫وتوصلت الدراسة إلى َّ‬
‫بين ‪ 30 -21‬سنة بنسبة ‪ %27.8‬وكانت نسبة اصابة الذكور إلى اإلناث ‪ . 1.45 :1‬كما‬
‫توضعت النسبة العليَّا من الحالت في الفك السفلي بنسبة ‪..... %82.7‬‬
‫مثال‪ :5‬دراسة لألستاذة الدكتورة شذى قوشجي‪ ،‬ومحمد بهاء الحفار وهو طالب سنة ثالثة في كليَّة‬
‫طب األسنان بجامعة دمشق بعنوان‪ :‬تأثير األزمة السورية في مستويات التوتر عند طالب طب‬
‫األسنان في الجامعات السورية‪.‬‬
‫البحث إلى تحديد مصادر التوتر في بيئة طب األسنان في الجامعات السورية‪ ،‬ومقارنتها‬ ‫ُ‬ ‫هدف‬
‫بجنس الطالب‪ ،‬والسنة الدراسيَّة‪ ،‬ونوع الجامعة‪ ،‬ودراسة تأثير األزمة السوريَّة كعامل إضافي‬
‫مسبب للتوتر‪ ،‬وتحديد نتائج التوتر ومنعكساته على الطالب‪.‬‬
‫البحث عبارة عن دراسة إحصائية مقطعية مسحيَّة شملت ‪ 4‬جامعات حكومية‪ ،‬و‪ 3‬جامعات‬
‫خاصة‪ .‬واستخدم استبيان الكتروني ُوزع على الطالب من السنة الثانية‪ ،‬وحتى الخامسة عشوائيا‪،‬‬
‫والستبيان عبارة عن ‪ 60‬سؤال ُوزعت في ‪ 6‬أقسام‪ .‬وتوصلت الدراسة إلى‪:‬‬
‫‪ ‬وجود مستويات مرتفعة من التوتر في بيئة طب األسنان في الجامعات التي أجري فيها البحث‪.‬‬
‫أن بيئة طب األسنان مسببة للتوتر‪ ،‬اعتمد على جواب‬ ‫النسبة المئوية من الطالب الذين يجدون َّ‬
‫الطالب عن سؤال هل طب األسنان مسبب للتوتر؟‬
‫أن بيئة طب األسنان مسببة للتوتر‪ ،‬في حين‬ ‫‪ %86.1‬من الطالب المستطلعة أراؤهم يجدون َّ‬
‫أن بيئة طب األسنان غير مسببة للتوتر‪.‬‬‫‪ 13.9‬من الطالب َّ‬
‫‪ ‬السنة الرابعة هي األكثر تسببا للتوتر للطالب بنسبة ‪.%93.6‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ ‬ارتفاع نسبة التوتر عند اإلناث (‪ )%54.8‬مقارنة بالذكور (‪.)%48.8‬‬
‫‪ ‬تتشابه مستويات التوتر بين طالب الجامعات الحكوميَّة‪ ،‬وكذلك بين طالب الجامعات الخاصة‪.‬‬
‫‪ ‬ترتفع مستويات التوتر في الجامعات الحكوميَّة ( ‪ )%53.4‬مقارنة بالجامعات الخاصة‬
‫(‪)49.1‬‬
‫وتحتاج الدراسات المقطعيَّة من أجل البناء عليها‪ ،‬لتحليالت إحصائيَّة عميقة‪.‬‬
‫‪ ‬المزايا‪:‬‬
‫‪ ‬سريعة جدا‪.‬‬
‫‪ ‬قليلة التكاليف نسبيا‪.‬‬
‫‪ ‬عدم وجود قيم مفقودة بسبب المتابعة‪.‬‬
‫‪ ‬المساوئ‪:‬‬
‫‪ ‬ل تقيم العالقة السببيَّة بين المرض والمسبب‪.‬‬
‫‪ ‬غير عمليَّة لألمراض النادرة‪.‬‬
‫ب‪ -‬دراسات الحاالت المرضية والمجموعات الضابطة ‪case - control studies‬‬
‫تبدأ هذه النوعية من الدراسات باختيار الباحث لمجموعتين‪:‬‬
‫‪ ‬مجموعة مصابة بالمرض الذي يقوم بدراسته (مجموعة ‪) Case‬‬
‫‪ ‬مجموعة غير مصابة بالمرض (المجموعة الضابطة أو الشاهدة ‪.) Control‬‬
‫أي أن بداية البحث تكون بالنتيجة المرضية ‪ ، outcome‬ونهايته التي يريد الباحث الوصول‬
‫لها هو المسبب؛ أو عامل التعرض‪ exposure‬؛ أي ما تعرضت له الحالة ‪ .‬ويمكن أن تتم‬
‫بأثر رجعي‪ ،‬أو بأثر حالي أو مستقبلي‪.‬‬ ‫هذه الدراسات ٍ‬
‫ففي حالة الدراسة بأثر رجعي يقوم الباحث من خالل التقارير الطبيَّة‪ ،‬والتاريخ المرضي للحالت‪،‬‬
‫تعرضت لها المجموعة‬ ‫بالبحث في الماضي عن مسببات محتملة ‪( exposure‬عوامل تعرض) َّ‬
‫المريضة‪ ،‬وذلك للوصول إلى األسباب الحقيقيَّة التي أنتجت الحالة المرضيَّة ‪ .‬ويُفضل أن يكون‬
‫المرض هو الفارق الوحيد بين المجموعة المريضة ‪ Case‬والمجموعة الضابطة ‪، Control‬‬
‫وأن تتشابه المجموعتان بالصفات األخرى؛ كالجنس واللون والعمر ومكان العمل‪..‬‬
‫وتكون الدراسة ذات مصداقيَّة أكبر‪ ،‬و النتائج أدق كلما كان عدد أفراد العينة أكبر‪ ،‬وكلما كانت‬
‫المجموعة الشاهدة (الضابطة) مساو لعدد أفراد العينة المريضة‪.‬‬
‫يتم حساب وجود عالقة سببيَّة بين النتيجة (المرض) والمسبب (عامل التعرض) من نسبة‪ :‬عدد‬
‫الحالت المرضيَّة التي تبين أنَّها تعرضت لل ُمسبب ‪ ،exposure‬إلى عدد الحالت المرضيَّة التي‬
‫لم تكن تعرضت لهذا المسبب أي‪:‬‬
‫العالقة السببية بين النتيجة والمسبب= عدد الحالت المرضيَّة التي تعرضت للمسبب‪ /‬عدد الحالت‬
‫المرضية التي لم تتعرض للمسبب‪.‬‬
‫ولبد أن تزيد النسبة عن ‪ 1‬لنتحدث عن وجود عالقة سببيَّة بين النتيجة والمسبب‪ ،‬وكلما زادت‬
‫القيمة زاد الحتمال‪ .‬ومن أجل حساب الخطورة النسبية (نسبة احتمال أن يكون المرض ناتج عن‬
‫المسبب) يتم أول وضع نتائج الدراسة في جدول كما يأتي‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫حيث تمثل المجموعة أ‪ :‬الحالت المرضيَّة التي تعرضت للمسبب المحتمل‪.‬‬
‫وتمثل المجموعة ب‪ :‬الحالت غير المرضيَّة التي تعرضت للمسبب المحتمل‪.‬‬
‫وتمثل المجموعة جـ‪ :‬الحالت المرضيَّة التي لم تتعرض للمسبب المحتمل‪.‬‬
‫وتمثل المجموعة د‪ :‬الحالت غير المرضيَّة‪ ،‬والتي لم تتعرض للمسبب المحتمل‪.‬‬
‫تُحسب العالقة السببية بين النتيجة والمسبب من قسمة عدد الحالت المرضيَّة التي تعرضت‬
‫للمسبب على عدد الحالت المرضية التي لم تتعرض للمسبب أي أ‪/‬جـ ‪ ،‬وتُحسب الخطورة النسبية‬
‫من المعادلة‪( :‬أ‪/‬جـ) ‪( /‬ب‪/‬د)‬
‫مثال‪ :1‬عالقة اإلصابة بسرطان الرئة بالتدخين‪.‬‬
‫رجل مصاب بسرطان الرئة‪.‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪ ‬المجموعة المصابة بالمرض =‬
‫رجل غير مصاب بسرطان الرئة‪.‬‬ ‫‪ ‬المجموعة الضابطة (الشاهده) = ‪100‬‬
‫بعد دراسة جميع الحالت ُوزعت المجموعتين المصابة‪ ،‬والشاهدة في أربع مجموعات‪:‬‬
‫مدخن ‪90‬‬ ‫المجموعة أ‪ .‬مصاب‬
‫المجموعة جـ‪ .‬مصاب غير مدخن ‪10‬‬
‫‪20‬‬ ‫المجموعة ب‪ .‬غير مصاب مدخن‬
‫المجموعة د‪ .‬غير مصاب غير مدخن ‪80‬‬
‫لمعرفة وجود عالقة سببيَّة بين التدخين واإلصابة بسرطان الرئة في العينة الدروسة نقسم عدد‬
‫الحالت المرضيَّة التي تعرضت للمسبب‪ /‬عدد الحالت المرضية التي لم تتعرض للمسبب‪ ،‬أي‬
‫أ‪/‬جـ أي ‪ ،9 = 10/90‬وهذا يعني وجود عالقة سببيّة قوية بين النتيجة (سرطان الرئة) والمسبب‬
‫(التدخين)‪ .‬ويتم حساب الخطورة النسبيَّة (نسبة احتمال أن يكون المرض في العينة المدروسة ناتج‬
‫عن المسبب) من العالقة (أ‪/‬جـ) ‪( /‬ب‪/‬د) = ‪ 36 = 0.25/9‬بنسبة ‪%36‬‬
‫مثال‪ :2‬عن الحاالت المرضية والمجموعات الضابطة ‪case - control studies‬‬
‫عنوان الدراسة‪ :‬العالقة بين التهاب المفصل الرثياني والتهاب النسج حول السن‪.‬‬
‫أطروحة ماجيستير إعداد الطالب‪ :‬محمــد الفـروح‪ ،‬إشراف‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬أسامة إبراهيم‪ ،‬وأ‪.‬د‪ .‬حسان‬
‫اليقة‪ .‬تألّفت عيّنة البحث من مجموعتين رئيستين‪:‬‬
‫‪ -1‬المجموعة المرضيَّة (‪ : (Case‬مجموعة التهاب المفصل الرثياني‪ :‬وتألّفت من ‪ 25‬مريضا‬
‫ص لديهم التهاب مفصل رثياني‪.‬‬‫مش َّخ ٌ‬
‫‪ -2‬المجموعة الشاهدة أو الضابطة (‪ ) Control‬وتألَّفت من ‪ 25‬مشاركا غير مصابين بالتهاب‬
‫المفصل الرثياني‪ ،‬ت َّم اختيارهم دون العلم بحالة النسج حول السنيَّة لديهم‪ ،‬ودون إعطائهم‬
‫موعدا مسبقا للفحص حول السني‪ ،‬وقد كان الختيار مقصودا ليوافق مجموعة التهاب المفصل‬
‫الرثياني من ناحية العمر والجنس‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫وجرى تقييم حالة النسج حول السنية عند كل من مرضى التهاب المفصل الرثياني وأفراد‬
‫فروق دالةٌ‬
‫ٌ‬ ‫المجموعة الشاهدة باستخدام مشعرات معينة‪ ،‬وتوصلت الدراسة إلى أنَّه ل يوجد‬
‫إحصائيا بين المشعرات السريرية حول السنيَّة في مجموعتي الدراسة ( المريضة والشاهدة)‬
‫أما االستنتاجات فتوصلت إلى أنه ل يوجد اختالف بين الحالة حول السنيَّة السريريَّة عند مرضى‬
‫التهاب المفصل الرثياني وأفراد المجموعة الشاهدة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬دراسات الحشد ‪:Cohort studies‬‬
‫تعتمد هذه الدراسات على تتبع مجموعة كبيرة (حشد من الناس) خالل فترات زمنيَّة‪.‬‬
‫وهي تجرى على مجموعة من األشخاص‪ ،‬تعرض بعضهم لمسبب مرض معين‪ ،‬ولم يتعرض‬
‫البعض اآلخر لذلك المسبب‪ ،‬وتتم متابعة هذه المجموعة عبر الزمن مع مراقبة إذا ماتطور لديهم‬
‫مرض أم ل‪.‬‬
‫ٌ‬
‫أي أن بداية البحث تكون بعامل التعرض‪ exposure‬ونهايته التي يريد الباحث الوصول‬
‫لها هو النتيجة المرضية ‪ outcome‬؛ أي حصول المرض‪ ،‬ويمكن أن تكون الدراسات‬
‫الحشديّة تقدميّة أو مستقبلية (تتبعية نحو األمام) ‪ Prospective cohort study‬أو‪.‬‬
‫تراجعيّة (تتبعية نحو الخلف) ‪. Retrospective cohort study‬‬
‫‪ -1‬الدراسات الحشدية التقدمية (تتبعية نحو األمام) ‪Prospective cohort study‬‬
‫هي دراسة مجموعة من األشخاص بدءأ من نقطة الصفر دون الرجوع للخلف‪ ،‬بهدف استقصاء‬
‫مشكلة معينة‪ ،‬ويتم تتبعهم عبر الزمن المستقبلي( أشهر‪ ،‬أو سنوات‪ ،‬أو عقود حسب تصميم‬
‫الدراسة المستخدم)‪ .‬إذ قد تستغرق الدراسات الحشديَّة المستقبليَّة فترات طويلة جدا؛ ففي نيوزيلندا‬
‫تم تتبع مجموعة كبيرة من المواليد الذين ولدوا خالل الحرب العالميَّة الثانية لمدة ‪ 50‬عاما من‬
‫حيث انتشار األمراض‪ ،‬ثم مقارنة النتائج مع أطفال ولدوا بعد الحرب‪.‬‬
‫يتم في هذا النوع من الدراسات تقسيم الحالت إلى مجموعتين‪:‬‬
‫‪ ‬مجموعة معرضة لعامل الخطر قيد الدراسة‪.‬‬
‫‪ ‬مجموعة شاهدة أو ضابطة غير معرضة لعامل الخطر‪.‬‬
‫يتم متابعة المجموعتين في المستقبل‪ ،‬ومعرفة نسبة ظهور بعض األمراض في كلتيهما‪.‬‬
‫أي أن بداية البحث تكون مع مسبّب معين‪ ، exposure‬ونهايتة التي يريد الباحث الوصول‬
‫إليها هو النتيجة المتوقعة ‪ outcome‬أي حصول المرض‪.‬‬
‫ومن نسبة المصابين في كل مجموعة‪ ،‬يتم حساب الخطورة النسبية لعامل الخطر‬
‫المدروس ‪.relative risk‬‬

‫‪26‬‬
‫تُوضع نتائج الدراسة في جدول وفق اآلتي‪:‬‬

‫المجموعة أ هي الحالت المعرضة لعامل الخطر‪ ،‬وأصيبت بالمرض‪.‬‬


‫المجموعة ب هي الحالت المعرضة لعامل الخطر‪ ،‬ولم تصب بالمرض‪.‬‬
‫المجموعة جـ هي الحالت التي لم تتعرض لعامل الخطر‪ ،‬وأصيبت بالمرض ‪.‬‬
‫المجموعة د هي الحالت التي لم تتعرض لعامل الخطر‪ ،‬ولم تُصب بالمرض‪.‬‬
‫وتُحسب الخطورة النسبية بالمعادلة اآلتية‪ :‬الخطورة النسبية=[ أ‪ ( /‬أ‪+‬ب) ] ‪ [ /‬ج‪ ( /‬ج‪+‬د ) ]‪.‬‬
‫تعرضت لعامل الخطر‬ ‫البسط [ أ‪ ( /‬أ‪+‬ب) ] هو حاصل قسمة عدد الحالت المرضيَّة التي َّ‬
‫‪exposure‬على مجمل المتعرضين لعامل الخطر‪ ،‬مرضى وأصحاء‪.‬‬
‫والمقام [ ج‪ ( /‬ج‪+‬د ) ] هو حاصل قسمة عدد الحالت المرضية التي لم تتعرض لعامل الخطر‪،‬‬
‫المتعرضين له‪ ،‬مرضى وأصحاء‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫على مجمل غير‬
‫ولبد أن يكون ناتج المعادلة أكثر من ‪ ،1‬ليكون هناك فعال احتمالية عالقة خطورة بين عامل‬
‫الخطر المدروس‪ ،‬والمرض الناشئ عنه‪ .‬وكلما زاد الرقم‪ ،‬زادت الخطورة النسبية لعامل الخطر‪.‬‬
‫أما لو كانت النتيجة أقل من ‪ ،1‬فسيكون العكس أقرب للصواب‪ .‬أي أن عامل الخطر ليس فعال‬
‫عامل خطر‪ ،‬بل قد يكون عامل حماية يقلل من احتمالت الخطورة‪.‬‬
‫مثال‪ :1‬عالقة التعرض للمبيدات الحشرية باإلصابة بسرطان الرئة‪.‬‬
‫تمت متابعة مجموعتين من الرجال األصحاء لمدة خمس سنوات‪ ،‬من أجل تسجيل إمكانية اإلصابة‬
‫بسرطان الرئة في المجموعتين ومقارنتهما‪.‬‬
‫تألفت المجموعة األولى من ‪ 100‬رجل يعملون في معامل للمبيدات الحشرية‪.‬‬
‫وتألفت المجموعة الثانية من ‪ 100‬رجل لم يعملوا أبدا في معامل المبيدات الحشرية‪.‬‬
‫بعد فترة التتبع (‪ 5‬سنوات) قُسمت المجموعتان إلى أربع مجموعات‪:‬‬
‫(‪)60‬‬ ‫المجموعة أ‪ :‬وتمثل العاملون في معامل المبيدات‪ ،‬وأصيبوا بسرطان الرئة‬
‫(‪)40‬‬ ‫المجموعة ب‪ :‬وتمثل العاملون في معامل المبيدات‪ ،‬ولم يُصابوا بالمرض‪.‬‬
‫(‪)10‬‬ ‫المجموعة جـ‪ :‬وتمثل غير العاملين في معامل المبيدات‪ ،‬وأصيبوا بالمرض‬
‫(‪)90‬‬ ‫المجموعة د‪ :‬وتمثل غير العاملين في معامل المبيدات‪ ،‬ولم يُصابوا بالمرض‬
‫تُحسب الخطورة النسبية بالمعادلة اآلتية‪ :‬الخطورة النسبية = [ أ‪ ( /‬أ‪+‬ب) ] ‪ [ /‬ج‪ ( /‬ج‪+‬د ) ]‪.‬‬
‫الخطورة النسبية= ‪6 = 0.1 /0.6‬‬
‫أن احتمالية عالقة خطورة بين عامل التعرض للمبيدات‪ ،‬واإلصابة بسرطان الرئة هي ‪.%6‬‬ ‫أي َّ‬
‫‪ ‬مزايا الدراسات الحشدية التقدمية‪:‬‬
‫‪ -1‬خالية من التحيز ( تحيز انتقاء العينة)‬
‫‪27‬‬
‫‪ -2‬أقل عرضة للحصول على المعلومات الخاطئة‪.‬‬
‫‪ -3‬يمكن أن تدرس عدة أمراض وعوامل خطورة سويا‪.‬‬
‫‪ ‬سيئات الدراسات الحشدية التقدمية‪:‬‬
‫‪ -1‬مكلفة ومستهلكة للوقت‪.‬‬
‫‪ -2‬يمكن أن تكون عرضة لخسارة بعض األفراد المشاركين بسبب الهجرة‪ ،‬قلة المشاركة‪،‬‬
‫الوفاة‪ ،‬النسحاب‪ .‬وبالتالي تصبح عرضة لتحيز التواصل مع بعض المرضى المتابعين‬
‫دون غيرهم‪.‬‬
‫‪ -3‬يمكن لألشخاص المتعرضين للمرض أن يصبحوا محور اهتمام ومراقبة أكثر من‬
‫المرضى غير المعرضين‪.‬‬
‫المثال األكثر شيوعا للدراسة الحشدية التقدمية هي دراسة باسم دراسة صحة الممرضات‪،‬‬
‫وهي دراسة طويلة األمد تم إجراءها على صحة المرأة‪.‬‬
‫بدأت الدراسة األولى في عام ‪1976‬واستمرت حتى عام ‪ ، 1989‬وشاركت فيها‬
‫‪121700‬ممرضة ‪ ،‬تتراوح أعمارهن بين ‪ 55- 30‬من أجل التحقيق في العواقب المحتملة على‬
‫المدى الطويل لستعمال موانع الحمل الفموية‪ ،‬والتدخين‪ ،‬والنظام الغذائي‪ ،‬وزيادة الوزن‪...‬‬
‫وبدأت مجموعة الجيل الثاني من الدراسة الثانية لصحة الممرضات في عام ‪1989‬وحتى ‪2010‬‬
‫وشاركت فيها ‪ 116000‬ممرضة‪ .‬تتراوح أعمارهن بين ‪.46-20‬‬
‫وبدأت الدراسة الثالثة في عام ‪ 2010‬وحتى ‪2021‬مجموعة الممرضات من الجيل الثالث‪.‬‬
‫وشاركت فيها ‪100000‬ممرضة تتراوح أعمارهن بين ‪46- 20‬‬
‫شاركت في الدراسة ممرضات من جميع أنحاء الوليات المتحدة وكندا‪.‬‬
‫وتأتي هذه الدراسات ضمن التحقيقات األكثر شمول بشأن عوامل المخاطر المتعلقة بإصابة النساء‬
‫باألمراض المزمنة الكبرى‪.‬‬
‫كانت الممرضات في أول الدراسة الحشدية “دراسة صحة الممرضات” نساء متزوجات تتراوح‬
‫أعمارهن بين ‪ 30‬و ‪ 55‬عاما‪ .‬بينما الجيل الثاني والثالث من الدراسة الحشدية كان يهدف إلى‬
‫النظر إلى مجموعة أكثر تنوعا بما في ذلك النساء الالتي تتراوح أعمارهن بين ‪ 20‬و ‪ 46‬عاما‪.‬‬
‫حصل الباحثون على العديد من المعلومات من هذه الدراسة‪ ،‬والتي تم إجرائها من قبل كلية‬
‫هارفارد للصحة العامة ‪ ،‬ومشفى بريغهام للنساء ‪.‬‬
‫دراسات حشدية تراجعيّة (نحو الخلف) ‪Retrospective cohort study‬‬
‫تتم مقارنة مجموعة من األفراد الذين يتشاركون في عامل التعرض المشترك مع مجموعة‬
‫أخرى من األفراد المعادلين غير المعرضين لهذا العامل‪ ،‬لتحديد تأثير العامل على حدوث حالة‬
‫مثل المرض أو الوفاة‪ .‬ويتم جمع البيانات ذات الصلة لكل فرد ( شكل ووقت التعرض لعامل ما‬
‫ووقت حدوث أي نتيجة لحقة) من السجالت الموجودة‪ ،‬ويمكن تحليلها على الفور لتحديد الخطر‬
‫النسبي مقارنة مع مجموعة المراقبة‪.‬‬
‫مثال‪:‬تتبع إلى الخلف لعدد من الممرضات الالئي عملن في قسم األشعة في أحد المشافي ومقارنتهن‬
‫بالممرضات الالئي عملن في األقسام اإلدارية‪ ،‬من حيث اإلصابة باألمراض‪ ،‬وخاصة السرطانية‪.‬‬
‫يعتمد نجاح هذا النمط من الدراسات على توفر أرشيف مضبوط للمرضى موضوع الدراسة‪.‬‬
‫‪ ‬مزايا الدراسات الحشدية التراجعيّة‪:‬‬
‫‪ ‬تعتمد على ذاتها‪...‬أي يكون لها بيانات مخزنة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ ‬أقل استهالكا للوقت والكلفة ألنها لتتطلب فترة مراقبة ومتابعة‪.‬‬
‫‪ ‬مفيدة عندما تكون الدراسات التجريبية غير ممكنة‪.‬‬
‫‪ ‬غير عرضة للتحيز‪.‬‬
‫‪ ‬سيئات الدراسات الحشدية التراجعية‪:‬‬
‫‪ ‬احتمالية عدم اكتمال المعلومات من األرشيف‪.‬‬
‫‪ ‬حتى لو كانت البيانات المطلوبة موجودة ربما تكون غير دقيقة أو غير كاملة‪.‬‬
‫الدراسات التجريبيّة‪Experimental studies :‬‬
‫في هذه الدراسات يقوم الباحث بتدخل معين (إعطاء دواء ما‪ ،‬تجريب طريقة عالجيّة جديدة‪،‬‬
‫التقليل من مؤثر معين) ثم يقوم بمتابعة الحالت لمعرفة تأثير هذا التدخل على سير المرض أو‬
‫حالة المرضى‪.‬‬

‫عندما تُجرى الدراسات التجريبية بدون وجود مجموعة شاهدة أو ضابطة للمقارنة تُدعى‬
‫بالدراسات التجريبية غير المضبوطة ‪ .Non-controlled‬وعندما تُجرى الدراسات التجريبية‬
‫بوجود مجموعة شاهدة أو ضابطة تُدعى بالدراسات التجريبية المضبوطة ‪ .Controlled‬وهنا‬
‫يمكن التمييز بين حالتين‪:‬‬
‫‪ ‬في الحالة األولى يتم توزيع الحالت المرضيَّة بشكل عشوائي بين مجموعة التجربة‪،‬‬
‫والمجموعة الضابطة أو الشاهدة فنكون أمام تجربة مضبوطة على عينة‬
‫عشوائيَّة ‪Randomised Controlled Trial‬‬
‫‪ ‬في الحالة الثانية ل يتم استعمال التوزيع العشوائي للحالت بين مجموعة التجربة و المجموعة‬
‫الضابطة‪ ،‬ونكون أمام تجربة مضبوطة على عينة غير عشوائيَّة ‪non-randomized‬‬
‫‪controlled trial.‬‬
‫‪ -1‬التجارب العشوائية المضبوطة (التجارب المضبوطة المعشاة) (الدراسة السريرية المنضبطة‬
‫على عينة عشوائية ) ‪ Randomized Controlled trial‬هي نوعٌ من الدراسات‬
‫الطبيَّة التجريبيَّة ( السريريَّة) تهدف إلى الحد من التحيز ‪ Bias‬عند اختبار دواء جديد‪ ،‬أو‬
‫وسيلة عالجيّة جديدة‪ ،‬أو توفير معلومات عن اآلثار السلبيَّة لتفاعالت دواء ما‪ ،‬أو تأثير أنواع‬

‫‪29‬‬
‫مختلفة من الجراءات الطبيَّة‪ .‬مثال‪ :‬في حال اختبار عالج جديد يتم توزيع المشاركين في‬
‫الدراسة بشكل عشوائي على مجموعتين (أو أكثر)‪:‬‬
‫‪ ‬مجموعة تتلقى العالج قيد الدراسة‪.‬‬
‫‪ ‬مجموعة شاهدة تتلقى عالجا وهميا‪.‬‬
‫ويقلل التوزيع العشوائي من التحيز في الختيار‪ .‬وتسمح مجموعات المقارنة المختلفة للباحثين‬
‫بتحديد أي تأثيرات للمعالجة المدروسة بمقارنتها مع المجموعة الشاهدة‪.‬‬
‫تُظهر الدراسات المضبوطة المعشاة أقل قدر ممكن من الختالفات‪ ،‬ويتحقق ذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬التوزيع العشوائي للمرضى إلى المجموعات وذلك لتجنب حدوث تحيز في النتائج‪.‬‬
‫‪ ‬وجود مجموعة مراقبة (شاهدة) والتي ل تتلقى عالجا أو تتلقى عالجا وهميّا‪.‬‬
‫‪ ‬التعميّة (‪ ،)Blinding‬وهي طريقة أخرى لتجنب التحيّز الشخصي؛ حيث يتم إخفاء معلومات‬
‫الختبار عن المشارك‪ ،‬وذلك للحد من التحيز حتى بعد انتهاء التجربة‪ .‬وهناك نوعان منها‪:‬‬
‫التعمية الفردية (‪ )single blinding‬حيث ل يكون المريض على دراية بالعالج الذي‬
‫يتلقاه‪ .‬التعمية المزدوجة (‪ )double blinding‬حيث ل يعرف المريض ول الباحث أي‬
‫عالج يتم التخطيط له‪ ،‬ول يعرفون فيما إذا كان الفرد ينتمي إلى المجموعة التجريبيَّة أو‬
‫الشاهدة‪.‬‬
‫مثال‪ :1‬في دراسة لمجموعة من الباحثين في كليَّة طب األسنان بجامعة دمشق منشورة في‬
‫مجلة العلوم الصحيّة المجلد‪ 33‬العدد ‪ 2‬لعام ‪ 2017‬بعنوان‪ :‬تأثير العضة المعكوسة الخلفيَّة‬
‫أحاديَّة الجانب الوظيفيَّة في الفعاليَّة العضليَّة الماضغة والصدغيَّة عند األطفال‪.‬‬
‫تألفت عينة البحث من ‪ 20‬طفال تراوحت أعمارهم بين ‪ 10-7‬سنوات‪ ،‬قُسموا إلى‬
‫مجموعتين‪ :‬تألفت المجموعة األولى من ‪ 10‬أطفال ذوي عضة معكوسة خلفيَّة أحاديَّة الجانب‬
‫وظيفيَّة (مجموعة الدراسة) وتألفت المجموعة الثانية من ‪ 10‬أطفال ذوي إطباق سوي‬
‫(المجموعة الشاهدة)‪ .‬وبعد إجراءالفحص السريري والوظيفي لهم أُجري التخطيط العضلي‬
‫الكهربائي للعضلتين الماضغة والصدغية بعد التعمية عند األطفال جميعهم‪.‬‬
‫قُسم الفريق البحثي إلى مجموعتين‪ :‬قام أعضاء المجموعة األولى بفحص المرضى سريريا‬
‫ووظيفيا‪ ،‬وتسجيل أسمائهم وتحديد هل كانوا من المجموعة الشاهدة‪ ،‬أو من مجموعة الدراسة‪.‬‬
‫وقام أعضاء المجموعة الثانية من الفريق البحثي بإجراء عمليات التخطيط الكهربائي‬
‫للعضالت المدروسة ‪ ،‬وتحديد الجانب المفضل للمضغ‪ .‬أ ُعلم أعضاء الفريق‪ :‬هل كان المريض‬
‫المفحوص من المجموعة الشاهدة‪ ،‬أو من المجموعة المرضيَّة‪ ،‬دون تحديد جهة العضة‬
‫المعكوسة عند مرضى المجموعة المرضية‪ .‬وذلك لتجنب النحياز المحتمل من قبل أعضاء‬
‫المجموعة الثانية من الفريق البحثي في أثناء عمليات التخطيط والتسجيل‪.‬‬
‫مثال ‪ .2‬في دراسة للباحثين محمد حسان جعفو و باسل براد بعنوان‪ :‬فعالية الالصق النسيجي‬
‫في التخفيف من الختالطات التالية للقلع الجراحي لألرحاء السفلية المنطمرة ( دراسة سريريَّة‬
‫معشاة) نُشرت في مجلة جامعة دمشق للعلوم الصحية المجلد ‪ 34‬العدد األول ‪.2018‬‬
‫هدف البحث إلى تقييم فعالية الالصق النسيجي في التخفيف من الختالطات التالية للقلع الجراحي‬
‫لألرحاء السفلية المنطمرة بالمقارنة مع الخياطة التقليديَّة‪.‬‬
‫وشملت الدراسة ‪ 25‬مريضا لديهم أرحاء ثالثة سفلية منطمرة ثنائية الجانب ومتناظرة التوضع‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫تم القلع وإغالق الجرح عن طريق الخياطة في أحد الجانبين عشوائيا‪ .‬وتم القلع في الجانب المقابل‬
‫بعد أربعة أسابيع من األول‪ ،‬وإغالق الجرح عن طريق الالصق النسيجي‪ ،‬وأجري التقييم عن‬
‫طريق مختص في جراحة الوجه والفكين؛ إذ قُيم انفتاح الجرح وانتانه‪ ،‬وذلك في مدتين زمنيتين‬
‫مختلفتين؛ بعد أسبوع واحد‪ ،‬وبعد أربعة أسابيع من العمل الجراحي كل على حده‪.‬‬
‫أن كال من انفتاح الجرح وانتانه بعد القلع الجراحي كان متماثال في مجموعة‬ ‫وقد أظهرت النتائج َّ‬
‫بأن استخدام الالصق‬ ‫الالصق النسيجي ومجموعة الخياطة‪ .‬وتوصلت الدراسة إلى الستنتاج َّ‬
‫النسيجي في إغالق الجرح بعد القلع الجراحي لألرحاء الثالثة المنطمرة ل يخفف من انفتاح الجرح‬
‫وانتانه بعد القلع الجراحي‪.‬‬
‫‪non-‬‬ ‫‪ -2-2‬التجارب غير العشوائية المضبوطة (الدراسات المضبوطة غير المعشاة)‬
‫‪randomized controlled trial.‬‬
‫هي نوعٌ من التجارب السريريّة ل يتم فيها التوزيع العشوائي للحالت المرضية بين مجموعة‬
‫التجربة والمجموعة الشاهدة؛ أي يعرف فيها الباحثون والمشاركون أيا من العالجات يتم تناولها‪.‬‬
‫وتستخدم مثل هذه الدراسات لدى مقارنة عالجين متشابهين للغاية لتحديد أيهما أكثر فعالية‪ .‬وقد‬
‫ليمكن في بعض الحالت تجنب هذا النوع من الدراسات مثل‪ :‬مقارنة فعاليّة دواء ما مع جلسات‬
‫العالج الفيزيائي المكثفة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬توثيق المراجع ( نظام اإلسناد ‪)Citation System‬‬
‫أوال‪ .‬أهمية المصادر والمراجع في البحث العلمي‪:‬‬
‫ُ‬
‫الباحث للمراجع العلميَّة من أجل إثراء بحثه‪ ،‬وإنجازه بشكل دقيق ومنهجي؛ فالبحث‬ ‫يحتاج‬
‫تنوع المصادر والمراجع‪ ،‬ويستفيد‬‫العلمي الذي يتمتع بمصداقيَّة كبيرة هو البحث الذي يعتمد على ُّ‬
‫أقصى استفادة منها‪ .‬ويمكن حصر أهميَّة الطالع على المراجع في البحث العلمي بما يأتي‪:‬‬
‫تجيب عن معظم الستفسارات التي يطرحها الباحثون في بحوثهم‪.‬‬
‫ُ‬
‫تُعطي قيمة للبحث‪ ،‬وتُشير إلى مدى ّ‬
‫اطالع الباحث‪ ،‬وخبرته في مجال البحث العلمي‪.‬‬
‫يتم الستناد إليها في حل قضايا ومشكالت البحث بصورة دقيقة‪.‬‬
‫تنمية المعرفة من خالل تراكم المعلومات واإلحاطة بها‪.‬‬
‫عتبر حلقة وصل بين معلومات الماضي والحاضر التي تخص موضوعع البحث‪.‬‬ ‫تُ ُ‬
‫التطور الذي وصلت إليه البشريَّة في جميع المجالت‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫التعرف على مدى‬ ‫ُّ‬ ‫يمكن من خاللها‬
‫تُع ُّد وسيلة غير مباشرة لتبادل الثقافات والعلوم بين شعوب العالم‪.‬‬
‫تُو ّ‬
‫ضح المصادر والمراجع مدى حداثة المعلومات التي يستند إليها الباحث‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬معنى التوثيق أو اإلسناد ‪:‬‬
‫ف مصطلح التوثيق بأنَّه تسجي ُل المعلومات التي استفاد منها الباحث في كتابته لبحثه بصورة‬
‫ُعر ُ‬
‫ي َّ‬
‫مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬وفقا لطرائق علميَّة ُمتَّبعة‪ ،‬بحيث يتم إثبات مصدر المعلومات‪ ،‬وإرجاعها‬
‫إلى أصحابها اعترافا بجهدهم‪.‬‬
‫يستخدم الباحث المعلومات من المراجع في عدة صور‪:‬‬
‫االقتباس النصي‪ :‬ويعني قيام الباحث بنقل فقرة أو نص من المرجع بالكلمات والصياغة ذاتها‪،‬‬
‫ويُوض ُع عادة هذا القتباس بين عالمتي تنصيص" "‬
‫االقتباس وإعادة الصياغة‪ :‬حيث يقوم الباحث بإعادة صياغة ماهو مكتوب في المرجع بلغتة‬
‫وكلماته الخاصه‪ ،‬مع الحتفاظ بذات المعنى الذي يشير إليه المرجع‪.‬‬
‫التلخيص‪ :‬وهو تلخيص فكرة أو رأي أو عوامل تؤثر في متغير‪.‬‬
‫النقل‪ :‬حيث يقوم الباحث بنقل صور أورسومات توضيحية أوأشكال بيانية من المرجع إلى‬
‫البحث‪ ،‬وعادة ل توضع بين عالمتي تنصيص‪ ،‬بل يشار إلى ذلك‪.‬‬
‫ثالثا‪ .‬أهمية التوثيق‪:‬‬
‫تتمثَّل أهمية توثيق المراجع في البحث العلمي بما يأتي‪:‬‬
‫التعزيز من مصداقية البحث وصحة ما به من معلومات‪.‬‬
‫اعتراف‬
‫ٌ‬ ‫حفظ الحقوق الخاصة لمن اقتبس منهم‪ ،‬أو استند إلى كتاباتهم ودراساتهم‪ ،‬وفي ذلك‬
‫بجهد اآلخرين‪ ،‬وحقوقهم العلميَّة‪ ،‬وتحقيق لألمانة العلميّة‪.‬‬
‫إمكانية أن يستزيد القارئ في موضوع البحث من خالل رجوعه إلى تلك المصادر‬
‫والمراجع التي وثقها الباحث في بحثه‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫رابعا‪ .‬أنواع التوثيق أو اإلسناد‪ ،‬وطرائق توثيق المراجع في البحوث العلميّة‪:‬‬
‫وثق المراج ُع عادة في المتن أي ضمن النص(‪ ،) Text‬وفي قائمة المراجع ( ‪References‬‬ ‫تُ ُ‬
‫‪ .)list‬ويرتبط كل مرجع مذكور ضمن النص في البحث بمرجع في قائمة المراجع‪ .‬وينبغي أن‬
‫تكون المراجع الموثقة في المتن مطابقة تماما للمراجع الموثقة في قائمة المراجع‪ .‬وعادة ما تتضمن‬
‫شروط النشر في المجالتُ العلميَّة‪ ،‬الطريقة التي تعتمدها المجلة في توثيق المراجع‪.‬‬
‫‪ -1‬التوثيق أو اإلسناد ضمن النص‪:‬‬
‫كر مؤلف‪ ،‬أو مؤلفو‬ ‫تُتب ُع عادة طريقتان لذكر المراجع ضمن النص هما‪ :‬ذكر رقم المرجع‪ ،‬أو ذ ُ‬
‫المرجع مع عام النشر‪.‬‬
‫‪ -1-1‬طريقة التوثيق بذكر رقم المرجع‪:‬‬
‫عادة ماتوجهُ المجالتُ العلميَّة الباحث الى الطريقة التي تعتمدها في توثيق المراجع بهذه الطريقة؛‬
‫فمثال من شروط النشر في مجلة جامعة دمشق للعلوم الصحيَّة أن يتم التوثيق ضمن النص باإلشارة‬
‫إلى رقم المرجع في مكانه ضمن النص بخط مرتفع دون وضع أقواس؛ إذا كان التوثيق لمرجع‬
‫واحد‪ .‬ووضع فواصل بين أرقام المراجع‪ ،‬إذا كان التوثيق ألكثر من مرجع‪ .‬ووضع كشيدة في‬
‫حال وجود عدة مراجع متسلسلة بين رقمين مذكورين‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أمثلة‪ :‬تسم ُح جلسات تنقيّة الدم الصناعيَّة بإعادة تأهيل أسرع للمرضى (مرجع واحد ‪)1‬‬
‫تسمح جلسات تنقية الدم الصناعيَّة بإعادة تأهيل أسرع للمرضى‪ ( 1،2،5،8‬المراجع ‪1‬و‪2‬و‪5‬و‪)8‬‬
‫أو تسمح تنقية الدم الصناعية بإعادة تأهيل أسرع للمرضى‪ 1-5‬المراجع (‪)1،2،3،4،5‬‬
‫وتختلف طريقة التوثيق من مجلة ألخرى؛ وفي جميع الحاالت يجب على الباحث اتباع طريقة‬
‫واحدة في كامل النص‪.‬‬
‫‪ -1-1‬طريقة التوثيق باستخدام كنية المؤلف‪ ،‬أو المؤلفين مع عام النشر‪:‬‬
‫وهي الطريقة األكثر شيوعا‪ ،‬وهي معتمدة في الكثير من المجالت العلميَّة العالميَّة‪.‬‬
‫توثيق المراجع العربية‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق مرجع لمؤلف واحد‪ :‬تُذكر كنية المؤلف مع عام النشر وفقا للحالتين اآلتيتين‪:‬‬
‫أن األسنان ذات عالقة‬ ‫‪ ‬اإلسناد بداية الفقرة (إسناد مباشر) مثال‪ :‬ذكر قوشجي (‪َّ )2017‬‬
‫وثيقة مع العمر أكثر من أي نسيج صلب آخر في الجسم‪.‬‬
‫‪ ‬اإلسناد نهاية الفقرة (إسناد غير مباشر)‪ :‬يمكن تحديد العمر عند األطفال من خالل تطور‬
‫األسنان الدائمة والمؤقتة‪ ،‬وبزوغها؛ وذلك حتى عمر ‪ 14‬سنة (قوشجي‪.)2017 ،‬‬
‫ب‪ -‬توثيق مرجع لمؤلفين‪ :‬تُذكر كنية المؤلفين مع عام النشر وفقا للحالتين اآلتيتين‪:‬‬
‫‪ ‬اإلسناد بداية الفقرة (اسناد مباشر)‪ :‬مثال‪ :‬ذكر درويش و زيناتي (‪َّ )2017‬‬
‫أن ازدياد تعداد‬
‫الكريات البيضاء‪ ،‬وارتفاع الحرارة تع ُّد بمنزلة العالمات األولى لإلصابة بساركوما إيوينغ‬
‫في المنطقة الوجهيَّة الفكيَّة‪.‬‬
‫‪ ‬اإلسناد نهاية الفقرة (إسناد غير مباشر) مثال‪ :‬تُع ُّد ساركوما إيوينغ نسيجيَّا من األورام‬
‫الظهاريَّة العصبيَّة قليلة التمايز (درويش‪ ،‬زيناتي‪ .)2017،‬أو (درويش و زيناتي‪.)2017،‬‬
‫جـ‪ -‬توثيق مرجع ألكثر من مؤلفين‪ :‬تُذكر كنية المؤلف األول‪ ،‬كما وردت في المرجع‪ ،‬مع‬
‫إضافة وآخرون أو وزمالؤه وعام النشر وفقا للحالتين اآلتيتين‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ ‬اإلسناد بداية الفقرة (اسناد مباشر) مثال‪ :‬ذكر درويش وآخرون (‪َّ )2017‬‬
‫أن ازدياد تعداد‬
‫الكريات البيضاء‪ ،‬وارتفاع الحرارة تع ُّد بمنزلة العالمات األولى لإلصابة بساركوما إيوينغ‬
‫في المنطقة الوجهية الفكيَّة‪.‬‬
‫‪ ‬اإلسناد نهاية الفقرة (إسناد غير مباشر) مثال‪ :‬تُع ُّد ساركوما إيوينغ نسيجيَّا من األورام‬
‫الظهاريَّة العصبية قليلة التمايز (درويش وآخرون ‪.)2017،‬‬
‫في حالة كان مرجع البحث العلمي مصدره منظمة أو شركة أو هيئة‪:‬‬
‫أ‪ -‬في أول الجملة ‪ :‬ذكرت منظمة الصحة العالميّة (‪ )2002‬أن وباء‪............‬‬
‫ب‪ -‬في آخر الجملة‪ ( :‬منظمة الصحة العالمية‪.)2002 ،‬‬

‫توثيق المراجع األجنبية‪:‬‬


‫أ‪ -‬توثيق مرجع لمؤلف واحد‪ :‬تُذكر كنية المؤلف مع عام النشر وفقا للحالتين اآلتيتين‪:‬‬
‫‪( ‬اسناد مباشر) حسب دراسة ‪ )1998( Lu Yung‬عن المجتمع الصيني‪.‬‬
‫صنف األورام تبعا لمنشئها إلى أورام بشروية وضامة ومختلطة‬ ‫ُ‬ ‫‪( ‬اسناد غير مباشر) ت ُ‬
‫(‪) Regezi, 2012‬‬
‫ب‪ -‬توثيق مرجع لمؤلفين اثنين‪ :‬تُذكر كنية المؤلفين مع عام النشر وفقا للحالتين اآلتيتين‪:‬‬
‫‪ ‬في بداية الجملة (اسناد مباشر)‪Darwish and Zenati (2017) :‬‬
‫أو‪Darwish and Zenati (2017) said…….. :‬‬
‫‪ ‬في نهاية الجملة (اسناد غير مباشر)‪) Darwish, Zenati, 2017 ( :‬‬
‫ت‪ -‬توثيق مرجع ألكثر من مؤلفين‪ :‬تُذكر كنية المؤلف األول كما وردت في المرجع‪ ،‬مع إضافة‬
‫‪ et al.‬وفقا للحالتين اآلتيتين‪:‬‬
‫‪David et al. (2019) said:‬‬ ‫‪ ‬في أول الجملة (اسناد مباشر)‪...:‬‬
‫(‪)David et al.,2019‬‬ ‫‪ ‬في آخر الجملة (اسناد غير مباشر)‪:‬‬
‫‪ -2‬التوثيق أو اإلسناد في قائمة المراجع‪:‬‬
‫تشترط المجلة " أن يتم التوثيق بمراجع من األدب الطبي الحديث‪ ،‬ويُتب ُع النهج المتعارف عليه‬
‫عالميَّا في المجالت الصحيَّة ‪Uniform Requirements for Biomedical Journals‬؛‬
‫فإذا كان المرجع مقالة من دورية يُذكر أسماء المؤلفين‪ ،‬ثم عنوان البحث‪ ،‬واسم المجلة‪ ،‬وسنة‬
‫اإلصدار‪ ،‬ورقم المجلد‪ ،‬والصفحات‪ .‬وتكتب أسماء المجالت باختصاراتها حسب ورودها في‬
‫‪ Medline‬و ‪ . Index Medicus‬وإذا كان المرجع من كتاب‪ ،‬يُذكر اسم المؤلف أو المؤلفين‪،‬‬
‫وعنوان الفصل وعنوان الكتاب والناشر‪ ،‬ومكان وعام النشر وأرقام صفحات الفصل"‬
‫أ‪ -‬مرجع لمؤلف واحد‪:‬‬
‫‪Kochaji,N.(2017). Age Estimation via the Histological and‬‬
‫‪Morphological changes of Teeth (Syrian Sample). Damascus‬‬
‫‪University Journal for the Health Sciences. 33(2): 165-169.‬‬
‫قوشجي‪ ،‬نبيل‪ )2017(،‬تحديد العمر باستخدام التغيرات النسيجيَّة والشكليَّة في األسنان (عينة‬
‫سورية)‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم الصحيَّة‪.169 -165 :)2(33 ،‬‬

‫‪34‬‬
‫ب‪ -‬مرجع لمؤلفين‪Darwish, K. Zenati, M. (2017). Ewing Sarcoma of :‬‬
‫‪the Mandible. Damascus University Journal for the Health‬‬
‫‪Sciences. 33(2): 171-178.‬‬
‫درويش‪ ،‬خلدون‪ ،‬زيناتي‪ ،‬مازن (‪ )2017‬ساركوما ايوينغ في الفك السفلي‪ ،‬مجلة جامعة دمشق‬
‫للعلوم الصحيَّة‪.178 -171 :)2(33 ،‬‬
‫جـ‪-‬مرجع ألكثر من مؤلفين‪:‬‬
‫‪Alabdullah, M.,Saltaji, H., Abou-Hamed, H., Youssef, M. (2014).‬‬
‫‪The Relationship Between Molar Bite Force and Incisor Inclination.‬‬
‫‪International Orthodontics, 12, 494-504.‬‬
‫وقد توجه المجلة لوضع عام النشر بعد اسم المجلة الناشرة كما في المثال اآلتي‪:‬‬
‫‪Al Beiruti N. Oral health behaviour among a sample of school‬‬
‫‪teachers, physicians and nurses in the Syrian Arab Republic.‬‬
‫‪Eastern Mediterranean Health Journal 1997;3(2):258-262‬‬
‫وفي جميع الحالت يجب توحيد طريقة كتابة المراجع في قائمة المراجع‪.‬‬
‫ترتيب المراجع العربية في قائمة المراجع في نهاية البحث‪:‬‬
‫عند اعتماد اسلوب ترقيم المراجع داخل النص‪ ،‬تُرتب المراجع في قائمة المراجع بالترتيب ذاته‬
‫الذي ورد ضمن النص‪.‬‬
‫أما في الحالت األخرى فترتب المراجع في قائمة المراجع ترتيبا هجائيا بحسب كنية مؤلف‬
‫البحث‪ ،‬أو المؤلف األول عند تعدد المؤلفين‪ ،‬مع ضرورة ذكر أسمائهم جميعا‪ .‬ويجب على الباحث‬
‫التأكد من مطابقة أسماء الباحثين وأعوام النشر المذكورة في النص والمثبتة في صفحة المراجع‪،‬‬
‫وخاصة في المراحل األخيرة من إعداد البحث‪.‬‬
‫يراعى في المطبوعات العربية ذكر المراجع العربية أوال ثم المراجع األجنبية‪ .‬مع ضرورة‬
‫التقيد في ترتيبها بالترتيب اآلتي‪:‬‬
‫مجالت أو دوريات علمية‪ ،‬كتب‪ ،‬وقائع المؤتمرات‪ ،‬تقارير‪ ،‬نشرات‪ ،‬رسائل أو أطروحات‬
‫دراسات عليا‪ ،‬أعمال غير منشورة‪.‬‬
‫وكذلك ترتب المراجع األجنبية‬
‫‪1. Journals‬‬
‫‪2. Books and monographs‬‬
‫‪3. Conference proceedings‬‬
‫‪4.Annual and technical reports‬‬
‫‪5. Bulletins‬‬
‫‪6. Thesis and/or dissertations‬‬
‫‪8.Unpublished works‬‬

‫‪35‬‬
‫ذكر أسماء العلماء‪ ،‬وغيرهم في النص‬
‫القاعدة العامة في اإلشارة إلى أسماء العلماء‪ ،‬وغيرهم في النص هي أن يذكر السم دون اللقب‬
‫العلمي أو الوظيفة التي يشغلها العالم‪ ،‬كأن تقول دكتور أو أستاذ أو عميد أو وزير‪ .‬تستثنى من‬
‫ذلك كلمات الشكر والتقدير في المطبوعة‪ ،‬إذ يجب أن يثبت فيها السم مع اللقب والوظيفة‪ ،‬فتقول‬
‫جزيل الشكر والتقدير للدكتور‪ ...‬مدير عام ‪.......‬على ما قدمه من ‪..‬‬
‫وفي جميع الحالت يجب البتعاد عن عبارات كهذه‪ :‬أستاذنا الفاضل‪ ،‬أو العالم الجليل أو‪...‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل السابع‪ :‬الكتابة العلمية ‪Scientific Writing‬‬
‫‪ -1‬تطور الكتابة العلمية ‪ :‬ظهرت أول المجالت العلميَّة عام ‪ 1665‬وكانت‪:‬‬
‫‪Journal de sçavans In France.‬‬
‫‪Philosophical Transactions the Royal Society of London.‬‬

‫وكانت الكتابة فيهما تقتصر على البحوث العلميَّة‪ ،‬ولكنها تكتب بطريقة عادية‪.‬‬
‫وتطورت طرائق الكتابة العلميَّة مع منتصف القرن التاسع عشر مع ظهور علم األحياء الدقيقة‬
‫على يد العالم ‪ . Louis Pasteur‬إلى أن ظهرت طريقة الكتابة العلميّة الحاليّة‪ ،‬والتي يُرمز لها‬
‫اختصارا ‪ IMRAD‬أو ما يعرف اليوم بنظام ‪. IMRAD‬‬
‫?‪I= Introduction: What was studied‬‬
‫?‪M= Methods: How was the problem studied‬‬
‫‪R= Results: What were the findings? a= and‬‬
‫?‪D= Discussion: What do these findings mean‬‬
‫‪ -2‬أنواع المطبوعة العلمية‬
‫يمكن حصر أهم أنواع المطبوعة العلميَّة بما يأتي‪:‬‬
‫‪ .1‬المقالة البحثية ‪research article‬‬
‫‪ .2‬البحث المختصر ‪short communication‬‬
‫‪ .3‬المقالة أو المراجعة العلميَّة ‪review article‬‬
‫‪ .4‬الرسالة أو األطروحة الجامعيَّة ‪thesis and/or dissertation‬‬
‫‪ .5‬الكتاب ‪book‬‬
‫‪ .6‬التقرير ‪report‬‬
‫سع ‪extended abstract‬‬ ‫‪ .7‬الملخص المو َّ‬
‫‪ .8‬الملصق ‪poster‬‬
‫‪ .9‬المراجعة لكتاب ‪book review‬‬
‫‪ -3‬أقسام المقالة البحثية‪:‬‬
‫تتألف المقالة البحثية أصول من المكونات اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬العنوان وسطر المؤلف ‪Title and by line‬‬
‫‪ .2‬الملخص باللغة العربية‬
‫‪ .3‬المقدمة ‪Introduction‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ .4‬مواد البحث وطرائقه ‪Material and methods‬‬
‫‪ .5‬النتائج ‪Results‬‬
‫‪ .6‬المناقشة ‪Discussion‬‬
‫‪ .7‬الستنتاجات ‪Conclusion‬‬
‫‪ .8‬التوصيات ‪Recommendations‬‬
‫‪ .9‬كلمة شكر ‪( Acknowledgments‬إن لزمت)‬
‫‪ .10‬ملخص باإلنكليزية ‪English abstract‬‬
‫‪ .10‬المراجع ‪References‬‬
‫‪ -1‬العنوان وسطر المؤلف ‪title and by line‬‬
‫عكس العنوان وصفا موجزا وواضحا عن موضوع البحث‪ ،‬لذا يجب أن يكون واضحا ودقيقا‬ ‫ي ُ‬
‫بحيث يُغطي الجوانب الرئيسيَّة في البحث‪ ،‬ويجب على الباحث أل يحيد عن العنوان في مختلف‬
‫المراحل البحثيَّة‪.‬‬
‫وينبغي في العنوان تحقيق الشروط اآلتية ‪:‬‬
‫‪ ‬وضوح التركيب والمعنى‪ ،‬وهذا يعني خلوه من كلمات تحتمل التأويل‪ ،‬وكذلك من أي‬
‫حشو ل لزوم له مثل‪ :‬دراسات أولية على‪ ....‬أو محاضرات تمهيدية حول‪....‬‬
‫‪ ‬التعبير بدقة عن محتويات البحث‪.‬‬
‫‪ ‬اإليجاز‪ ،‬بحيث ل يزيد عن ‪ 70‬حرفا‪.‬‬
‫أما سطر المؤلف فيتألف من السم الكامل للمؤلف أو المؤلفين‪ ،‬وصفتهم العلميَّة‪ ،‬واسم الهيئة أو‬
‫المؤسسة العلميَّة التي يعملون بها‪ ،‬والعنوان البريدي أو اللكتروني‪.‬‬
‫‪ .2‬الملخص‪:‬‬
‫برز أهم محتويات‬ ‫يتألف الملخص من فقرة واحدة ل يتجاوز قوامها عادة ‪ 250‬كلمة‪ ،‬لكنها ت ُ ُ‬
‫ونتائج البحث بأسهل وأوضح وأوجز عبارة ممكنة‪ ،‬لذا يجب بذل منتهى العناية والدقة في كتابتة‬
‫إذ يغلب أن يطلَّع عليه جمهور كبير من القراء المهتمين قبل أن يطلّعوا على البحث كله‪ ،‬ليتبينوا‬
‫حاجتهم إليه‪ .‬فضال عن صدور العديد من المطبوعات العلميَّة‪ ،‬وبعض وقائع المؤتمرات والندوات‪،‬‬
‫التي تُعنى بنشر ملخصات البحوث فقط‪ .‬وهذا وذاك يعنيان ضرورة أن يكون الملخص معبرا‬
‫بذاته عن كنه البحث دون إحالة إلى ورقة البحث‪ ،‬أو يكون بديال عنها‪ .‬ويجب التذكر دائما بأ َّن‬
‫الملخص آخر ما يُكتب‪ ،‬وأول مايُقرأ‪.‬‬
‫ويجب أن يتضمن الملخص موجزا معبرا عن ك ٍل مما يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬خلفية البحث وهدفه‪.‬‬
‫‪ ‬مواد البحث وطرائقه‪.‬‬
‫‪ ‬نتائج البحث الرئيسة المتوصل إليها‪ ،‬ومدى إسهامها في زيادة حجم المعرفة حول الموضوع‬
‫المطروق‪ ،‬دون الخوض في أية تفاصيل أو إضافات أو تصويبات ومناقشات آلراء اآلخرين‪.‬‬
‫‪ ‬الستنتاجات‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد نوع التصميم اإلحصائي المتبع‪.‬‬
‫وعند كتابة الملخص يفضل‪:‬‬
‫‪ ‬اإلقالل ما أمكن من المختصرات والرموز وخاصة غير الشائع منها‪.‬‬
‫‪ ‬تفادي أي عزو إلى جداول أو أشكال أو مراجع‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ .3‬الكلمات المفتاحية‪:‬‬
‫تطلب الدوريّات العلميَّة أن يضع الباحث ‪ 5-3‬كلمات مفتاحية ‪ key words‬للبحث‪ ،‬تُكتب‬
‫على سطر خاص بعد الملخص‪ ،‬لتساعد في عمليات الفهرسة‪ ،‬وتخزين واسترجاع المعلومات‪.‬‬
‫‪ .4‬المقدمة ‪Introduction‬‬
‫أن المقدمة السيئة تنتج نهاية‬‫تُشجع المقدمة الناجحة القارئ على إكمال قراءة البحث‪ ،‬في حين َّ‬
‫سيئة‪ ،A bad beginning makes a bad ending .‬فالمقدمة يجب أن تحتوي على ما‬
‫يوضح سبب اهتمام الباحث بالقيام بهذا البحث‪ ،‬واألسئلة البحثيَّة التي يريد الباحث اإلجابة عنها‬
‫من خالل بحثه‪ .‬وينبغي في المقدمة معالجة أمرين هامين‪:‬‬
‫أ‪ -‬إبراز أهميَّة البحث والهدف منه‪ ،‬مع تحديد المشكلة ال ُمتصدى لها‪ ،‬وطريقة حلها‪.‬‬
‫ب‪ -‬استعراض مرجعي ألعمال سابقة حول الموضوع ‪ ،‬إلى حين البدء بالدراسة الجديدة‪.‬‬
‫ت هي‬ ‫كل ذلك يجب أن يتم بعيدا عن الحشو واإلطالة‪ ،‬وخاصة في محاولة إقناع القارئ بمعلوما ٍ‬
‫من قبيل المسلمات بالنسبة إلى كل من له صلة بالموضوع‪.‬‬
‫‪ -1-4‬وظيفة المقدمة‬
‫‪ ‬تأمين خلفيَّة كافية من المعلومات تسمح للقارئ فهم وتقييم نتائج الدراسة‪ ،‬وتعطي تقديما‬
‫للدراسة أو البحث‪ .‬وتعرض ما سبق من دراسات حول الموضوع‪.‬‬
‫‪ ‬مبررات إجراء الدراسة‪.‬‬
‫‪ ‬جزء توضيحي لمحاور الموضوع المدروس‪.‬‬
‫‪ ‬تعطي الحقائق المبدئية للبحث‪.‬‬
‫‪ ‬تشكل الرابط بين محاور البحث‪.‬‬
‫‪ ‬تقدم للجديد الذي قدمته الدراسة‪.‬‬
‫‪ -2-4‬الهدف من البحث‪:‬‬
‫الباحث األهداف التي يسعى من خالل البحث لتحقيقها‪ ،‬بحيث يكون محتواها مرتبطا‬ ‫ُ‬ ‫يُحد ُد‬
‫ارتباطا أساسيَّا بالمسألة البحثيَّة وبمبررات البحث‪ .‬ويفضل أن تحقق أهداف البحث معايير‬
‫‪ :SMART‬وتعني‬
‫‪• Specific‬‬ ‫محددة‪.‬‬
‫قابلة للقياس ‪• Measurable‬‬
‫‪• Applicable‬‬ ‫قابلة للتطبيق‬
‫قابلة للصياغة ‪• Rewardable‬‬
‫محددة بوقت ‪• Time-bounded‬‬
‫‪ -5‬مواد البحث وطرائقه ‪Materials and Methods‬‬
‫في هذا الجزء من الدراسة يجب على الباحث اإلجابة عن األسئلة الثالثة اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬كيف درس المشكلة البحثية؟ أي ما هي الطرائق التي استخدمها الباحث؟ مع ذكر المراجع‬
‫إن لزم األمر‪.‬‬
‫ب‪ -‬ماذا استخدم لذلك؟من أجهزة‪ ،‬ومواد‪.‬‬
‫الكيماويات (اسم المركب‪ ،‬الشركة المصنعة‪ ،‬النقاوة)‪ ،‬األجهزة (اسم الجهاز والموديل‪ ،‬الشركة‬
‫المصنعة)‪ ،‬أي برامج حاسوبية خاصة‪ ،‬إلخ‪.....‬‬
‫ج‪ -‬كيف أجرى التجارب البحثية؟‬

‫‪39‬‬
‫يجب وصف خطوات التجارب بوضوح‪ ،‬وخاصة إذا كانت الطريقة المستخدمة جديدة (بحيث‬
‫يمكن ألي باحث أن يكرر التجربة بدون صعوبة)‪ .‬ولمعرفة المنهجيَّة األمثل التي يمكن استخدامها‪.‬‬
‫( يمكن وضع عناوين جانبيَّة إذا اقتضى األمر لكل نوع من التجارب)‪.‬‬
‫‪ -6‬كتابة النتائج ‪WRITING RESULTS‬‬
‫تتضمن النتائج المعلومات التي ت َّم التوصل إليها من خالل البحث‪ ،‬ومن المهم أن تُقدم النتائج‬
‫بشكل واضح وبسيط إذ أنها تمثل المعرفة الجديدة التي يُقدمها البحث للعالم‪ .‬ومن الممكن أن تُقدم‬
‫النتائج من خالل الجداول والرسوم البيانية‪ ،‬لذا يجب أن تكون األخيرة واضحة بما يكفي دون‬
‫الحاجة للعودة إلى النص‪ ،‬وكذلك يجب أن يكون النص واضحا بما يكفي دون الحاجة للعودة إلى‬
‫الجداول والرسوم البيانية‪.‬‬
‫وهذه بعض القواعد التي قد تكون مفيدة في كتابة النتائج‪:‬‬
‫‪ ‬أُكتب النتائج بشكل واضح و بسيط‪ ،‬ومن دون التالعب بالكلمات‪.‬‬
‫‪ ‬قم بتقديم معلومات مركزة تخدم الهدف‪ ،‬ول تقدم معلومات مكررة‪.‬‬
‫‪ ‬تجنب إيضاح ما هو موضح باألشكال‪ ،‬والصور والجداول‪.‬‬
‫‪ ‬في حالة النتائج البسيطة استخدم الكلمات في التعامل معها‪.‬‬
‫‪ ‬في حالة النتائج المتعددة استخـــــــدم الصور والجداول المعبرة عن تلك النتائج‪.‬‬
‫‪ ‬حافظ على التزامك بالهدف العام وطريقة البحث‪.‬‬
‫‪ ‬ل يجب أن يتضمن قسم النتائج إسناد أو توثيق‪.‬‬
‫‪-7‬المناقشة ‪:Discussion‬‬
‫الهدف الرئيس من جزء المناقشة هو إيجاد عالقة علميَّة ما بين النتائج التي تم الوصول إليها‪.‬‬
‫وهذا الجزء هو األسهل للكتابة ولكنه األصعب ليكون صحيحا‪ .‬وهو القسم األطول ويسمح فيه‬
‫باإلطناب‪ .‬ويجب التذكر بأن المعنى الصحيح للنتائج يمكن أن يصبح غير ذلك عند المناقشة‬
‫الخاطئة‪ .‬بشكل عام تتضمن المناقشة‪:‬‬
‫‪ -1‬تلخيص النتائج األساسيَّة للتجارب التي تم إجراؤها‪.‬‬
‫‪ -2‬تفسير النتائج التي تم الحصول عليها‪.‬‬
‫‪ -3‬توضيح الصلة بين النتائج التي تم الحصول عليها‪ ،‬والنتائج التي توقعها الباحث من خالل‬
‫نظريته الفتراضية للبحث‪ .‬هل تم رفض النظرية الفتراضية؟ أم تمت الموافقة عليها‪.‬‬
‫‪ -4‬مناقشة مدى توافق أو تعارض نتائج البحث‪ ،‬مع نتائج البحوث السابقة ذات الصلة بالبحث‪.‬‬
‫وهذه بعض القواعد التي تتعلق بكتابة المناقشة‪:‬‬
‫‪ ‬اكتب هذا القسم بشكل واضح وصريح‪.‬‬
‫‪ ‬ل تعيد كتابة النتائج بشكل مطول بهذا القسم‪.‬‬
‫‪ ‬ل ضير من تذكير القارئ سريعا بالنتائج الرئيسة‪ ،‬ثم ماذا نستنتج منها؟‬
‫‪ ‬حاول تقديم المبادئ والعالقات التي ظهرت في قسم النتائج‪.‬‬
‫‪ ‬فسر وناقش النتائج‪ ،‬ولكن ل تعد كتابة النتائج بقالب جديد‪.‬‬
‫‪ ‬وضح وجود أي استثناءات أو عدم وجود عالقات أو أي نقاط ذات إشكالية‪.‬‬
‫‪ ‬النقاط المترابطة يجب أن تشرح بطريقة واضحة وعادلة‪.‬‬
‫ي تطبيقات عملية محتملة‪.‬‬ ‫ناقش النتائج النظرية م ْن عملك باإلضافة إلى أ ّ‬
‫ْ‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ل تكن خجول‪ ،‬ول تستغرق في أحالم اليقظة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪-8‬االستنتاجات ‪ :Conclusion‬وهي بمثابة الخالصة‪ ،‬والتي يجب فيها‪:‬‬
‫‪ ‬ذكر نتائج البحث بشكل أكثر تجريدا وبشكل موضوعي‪.‬‬
‫‪ ‬اإلشارة إلى نجاح (أو عدم نجاح) العمل العلمي في تحقيق الغاية الرئيسية من القيام به‪،‬‬
‫والذي تم ذكرها في فقرة المقدمة‪.‬‬
‫‪ ‬اإلشارة إلى اآلفاق المستقبليَّة للبحث‪ ،‬والتي يجب البحث عنها مستقبال‪.‬‬
‫‪ ‬اإلشارة الواضحة إلى األبعاد العمليّة لنتائج المقالة البحثيَّة‪.‬‬
‫ت جديدة لالستكشاف‪.‬‬ ‫تذكر‪ :‬إن النتائج العلمية الثمينة هي تلك التي تفتح إمكانيا ٍ‬
‫‪ -9‬التوصيات‪ ،‬والمقترحات ‪RECOMMENDATIONS‬‬
‫يجب أن تكون التوصيات والمقترحات مستقاة من النتائج التي توصلت إليها‪ ،‬وتتعلق باستكمال‬
‫األهداف التي كنت ترغب في تعميقها‪ .‬وأن تكون قابلة للتحقيق‪.‬‬
‫قواعد أساسية في الكتابة العلمية‪:‬‬
‫‪ ‬تذكر أنك تكتب لتوصل الفكرة‪ ،‬وليس لتدهش القارئ‪.‬‬
‫‪ ‬ال تبالغ في استخدام الصور البالغيّة‪ ،‬كالتشبيه واالستعارة‪ ،‬والمجاز والكناية‪ ،‬والتورية‪.‬‬
‫واستخدمها شريطة أال تخفي حقيقة‪ ،‬أو تغالي في تصويرها‪.‬‬
‫ت مبهمة يسبب جفاف األسلوب وإجهاد القارئ‪.‬‬ ‫ت لفظية‪ ،‬واصطالحا ٍ‬ ‫‪ ‬إن حشو النص بمرادفا ٍ‬
‫‪ ‬ال تستخدم كلمات أكثر مما يتطلب األمر‪ ،‬وابتعد عن الكلمات التي تحتمل أكثر من معنى‪.‬‬
‫‪ ‬ال يجوز في العمل العلمي الواحد أن يدل المصطلح الواحد على مدركين‪ ،‬وال أن يكون للمدرك‬
‫الواحد مصطلحين أو أكثر‪.‬‬
‫ت جديدة يجب وضع مرادفها العلمي باإلنكليزية مع أول مرة ترد فيه بالنص‪،‬‬ ‫‪ ‬عند إدخال كلما ٍ‬
‫ثم االقتصار فيما بعد على االسم العربي فقط‪.‬‬
‫‪ ‬ض ّمن النص التفسيرات والتعاريف المطلوبة للرموز‪ ،‬والمعادالت الرياضية‪ ،‬والمختصرات‬
‫المستعملة‪.‬‬
‫‪ ‬استخدم الجمل القصيرة أكثر من الجمل الطويلة‪ ،‬والتنس عالمات الترقيم‪.‬‬
‫‪ ‬تحاشى األسلوب التهكمي‪ ،‬وكلمات التجريح وعبارات السخرية‪ ،‬وابتعد عن الجدال الذي ال‬
‫جدوى منه‪.‬‬
‫‪ ‬ابتعد عن أسلوب الجزم والقطع في أمور البحث العلمي‪ ،‬كأن نقول يمكن أن نجزم وبدون‬
‫شك‪...‬ذلك أن ما نحسبه اليوم صحيحا قد ال يكون كذلك غدا‪.‬‬
‫‪ ‬ابتعد ما أمكن عن استخدام ضمائر المتكلم‪ .‬فال تقل أنا‪ ،‬نحن‪ ،‬ويرى الكاتب‪ ،‬والمؤلف ال‬
‫يوافق‪....‬واألفضل استخدام ‪ :‬يبدو أنه‪ ،‬يتضح من ذلك‪ ،‬ويظهر مما سبق‪.‬‬
‫‪ ‬ال يجوز القول‪ :‬إن البحوث التي نفذتها تجعلني أعتقد‪ ،‬أو ال أوافق ذلك الباحث على ‪....‬‬
‫‪ ‬األبسط هو األفضل دائما‪ ،‬فكلما كانت الكتابة مباشرة وبسيطة كان من السهل فهمها‪ ،‬بل‬
‫وتصبح أكثر تأثيرا وتبقى في الذاكرة‪.‬‬
‫‪ ‬يخطئ بعض الناس في اعتقادهم بأن الكتابة المنمقة تجعل الكاتب يبدو أكثر كفاءة وجدية‬
‫بل أن الكتابة البسيطة هي التي تعطي هذا االنطباع عن أي عمل‪ .‬فإذا كان هدفك هو أن‬
‫تكون مفهوما بطريقة واضحة‪ ،‬مؤثرة وال يمكن نسيانها فتبنى األسلوب البسيط المباشر‪.‬‬
‫‪ ‬تذكر أن الكتابة العلمية السليمة تتطلب وضع الحقائق بطريقة مبسطة قدر اإلمكان‪ ،‬وغير‬
‫مطلوب منك المبالغة في البالغة أو الزخرفة في الكالم‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬أخالقيّات البحث العلمي‬
‫‪ -1‬أخالقيات الباحث العلمي‪:‬‬
‫أخالقيَّات الباحث العلمي هي أخالق وقيم اإلنسان‪ .‬وأهم الفضائل اإلنسانيَّة التي يجب أن يتحلى‬
‫بها هي‪ :‬الصدق واألمانة والعدالة والعفة والعطاء والمصداقية )‪ (Truthfulness‬والمهنية‬
‫)‪ (Trust‬والموافقة (‬ ‫)‪ (Safety‬والثقة‬ ‫والسالمة‬ ‫(‪)Professionalism‬‬
‫‪(Consent‬والدقة (‪ )Accuracy‬والمسؤولية ( ‪ (Responsibility‬واألمانة العلمية‬
‫( ‪ (Integrity‬والتعاون (‪ )Collaboration‬وسريَّة المعلومات )‪(Anonymity‬‬
‫والموضوعيّة (‪...)Objectivity‬‬
‫‪ -2‬المبادئ األساسية في أخالقيّات البحث العلمي في المجال الصحي‪:‬‬
‫يجب على كل بحث علمي في المجال الصحي مراعاة القواعد األخالقيَّة في عمليات البحث‬
‫العلمي‪ ،‬ومن أهم هذه المبادئ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن تُسهم هذه البحوث في التنمية البشريَّة والمعرفيّة‪ ،‬و في إثراء المعرفة الصحيّة‪ .‬وأن ل‬
‫يكون قص ُد الباحث مجرد الفضول العلمي‪.‬‬
‫أثر إيجابي ملموس على مستوى تحسين الرعاية الصحيَّة‪ ،‬أوحل مشكالتها‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أن يكون للبحث ٌ‬
‫ت‪ -‬أن تُحسن هذه البحوث من نوعيّة الحياة والرعاية الصحيّة الشاملة‪ ،‬بحيث تهدف في المقام‬
‫األول الحفاظ على كرامة اإلنسان وتجسيد المبادئ األخالقيَّة في هذا المجال‪.‬‬
‫ث‪ -‬أن تفوق الفوائد المرجوة من البحث العلمي األضرار المتوقع حدوثها للمريض أو المجتمع‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن تتفق وسائل البحث العلمي مع مبادئ األخالق‪ ،‬و أل تبرر الغاية النبيلة استخدام وسائل‬
‫غير أخالقية ‪.‬‬
‫ح‪ -‬أن ل تتعارض فرضية البحث ومخرجاته مع اإلطار األخالقي‪ ،‬ومبادئ حماية اإلنسان‬
‫والمجتمع الذي يعيشه فيه‪.‬‬
‫خ‪ -‬أن تتخذ من أسلوب التفكير الصحيح منهجا لتخاذ قرارات صائبة تعمل على تحقيق األهداف‬
‫المرجوة من إجراء البحوث الصحيَّة‪.‬‬
‫د‪ -‬إيالء مفهوم تطوير النظم الصحيَّة ونوعية الرعاية الصحيَّة جانبا من األهمية‪ ،‬وخصوصا‬
‫تحقيق رضا المستفيد‪ ،‬وتقديم الخدمة مع حماية األفراد والمجتمع من مخاطر إجراء البحوث‪.‬‬
‫ذ‪ -‬تحقيق الخير ودفع الضرر‪ ،‬وهو عمل أخالقي ليتنافى وأهداف ممارسة مهنة الطب الخالقية‪.‬‬
‫أن اللتزام بأخالقيّات البحث العلمي في المجال الصحي من قبل الباحثين يشك ُل‬ ‫ويجب التأكيد على َّ‬
‫أن هذه البحوث في‬ ‫الضمانة الرئيسية ألخالقيَّات البحوث‪ ،‬ولتطمين المسؤولين والمواطنين من َّ‬
‫الوقت الذي تسهم في تقدم علوم الطب‪ ،‬وفي الرتقاء بالصحة‪ ،‬فإنها مضبوطة ومرتبطة بإجراءات‬
‫تكفل عدم الضرار أو إلحاق الذى باألشخاص المشمولين بها‪.‬‬
‫‪ -3‬المبادئ األساسية في أخالقيات البحث العلمي على األطفال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ينبغي ألّ تُجرى البحوث على األطفال في حال إمكانية إجرائها على الكبار‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن تُجرى البحوث إلغناء المعرفة فيما يخص إختصاص وإحتياجات الطفولة‪ ،‬وتطوير‬
‫الخدمات المقدمة لهم‪.‬‬
‫ت‪ -‬ينبغي الحصول على موافقة األطفال‪ ،‬وحسب درجة نضجهم العقلي‪ ،‬وفي حالة تعذر ذلك‬
‫ينبغي الحصول على موافقة ذويهم أو أوصيائهم‪.‬‬
‫ث‪ -‬يجب أن ل تشكل البحوث أي خطورة على الطفل‪ ،‬وأن تكون الفائدة أكثر من الضرر‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ -4‬على من تقع مسؤولية مراعاة األخالقيات فى البحث العلمى؟‬
‫أ‪ -‬الباحث‪ :‬يتحمل الباحث العلمي المسؤوليَّة في تحديد الجوانب األخالقيَّة المرتبطة بالبحث‬
‫الذي يقوم به‪ .‬فقد يقوم البحث على اإلنسان أو على األنسجة البشرية‪ ،‬أو على الحيوانات‪،‬‬
‫وفي جميع الحالت توجد قواعد أخالقيَّة صارمة يجب على الباحث اللتزام بها‪.‬‬
‫ب‪ -‬مؤسسات البحث العلمي‪ :‬فهى مسؤولة عن البحوث التى تُجرى بها‪ ،‬ولبد من وجود لجان‬
‫أخالقيَّات بها للمراقبة‪.‬‬
‫ت‪ -‬محررو المجالت العلميّة‪ :‬لبد من أن يرفق بالبحث موافقة لجنة األخالقيات بالمؤسسات‬
‫العلميَّة‪.‬‬
‫ث‪ -‬وكاالت التمويل والمنظمات‪ :‬فال يجب تقديم التمويل إل بعد تقديم ضمانات مراقبة المبادىء‬
‫األخالقيّة للبحث‪.‬‬
‫‪ -5‬لمحة تاريخية في تطور أخالقيات البحث العلمي في المجال الصحي‪:‬‬
‫تعود المفاهيم األولى ألخالقيَّات البحث العلمي المتعلقة بموافقة المرضى واإلستقاللية‪....‬‬
‫لبدايات القرن التاسع عشر‪.‬‬
‫‪ ‬صيغت أول وثيقة مقبولة عالميّا عن أخالقيَّات البحث العلمي بعد الحرب العالميَّة الثانية في‬
‫ضوء ماتردد عن تجارب النازية على األسرى والمعتقلين أثناء الحرب‪ ،‬وكشفتها محاكمات‬
‫نوريمبرغ حول جرائم الحرب التي ارتكبها النازيون‪ .‬ونتيجة لذلك صدرت وثيقة نوريمبرغ‬
‫لسس التي يجب اللتزام بها عند إجراء‬ ‫للتجارب على المرضى والتي ُحددت من خاللها ا ْ‬
‫التجارب‪ .‬وأبرزت للعلن حقوق المرضى المشاركين في البحوث العلميَّة فيما سمي دستور‬
‫نوريمبرغ عام ‪ 1947‬بنقاطه العشرة‪.‬‬
‫‪ ‬في عام ‪ 1964‬تم إقرار إعالن هلسنكي من قبل الجمعيَّة الطبيَّة العالميَّة‪ ،‬والتي مازالت تعتبر‬
‫المرجع الخالقي إلجراء البحوث الطبيَّة الحياتية‪ ،‬وتحدث إعالن هلسنكي حول موضوع‬
‫حقوق المشاركين في البحوث العلميَّة بلغة واضحة " أن تحظى العتبارات المتعلقة بسالمة‬
‫عدلت مبادئ هذا اإلعالن في مؤتمرات‬ ‫األفراد األولوية على سالمة العلم والمجتمع" ‪ .‬وقد ُ‬
‫عديدة لحقة‪.‬‬
‫‪ ‬صيغ في الوليات المتحدة األمريكية عام ‪ 1974‬القانون الوطني للبحوث‪ ،‬وتضمن حماية‬
‫المشاركين في البحوث الطبيَّة‪ ،‬وتطور عنه ما يعرف بتقرير بلمونت ‪ 1979‬الذي أكد على‬
‫على ثالثة مبادئ أخالقيَّة أساسيَّة‪:‬‬
‫‪ -1‬احترام األشخاص‪ :‬بغض النظر عن العمر أو الجنس‪ ،‬أو العرق‪ ،‬أو الحالة اإلجتماعية أو‬
‫قادر على اتخاذ القرار المناسب‪ .‬ويجب حماية‬ ‫اإلقتصادية‪ ،‬حيث يُعام ُل الشخص ككيان مستقل ٌ‬
‫عجز من خالل شخص ثالث يمنع هذه الفئة‬ ‫ٌ‬ ‫األشخاص غير المؤهلين كاألطفال‪ ،‬أو من لديه‬
‫من المشاركة في البحوث قسرا‪ ،‬ويتحقق ذلك من خالل موافقة مستنيرة حقيقية‪.‬‬
‫‪ -2‬الفائدة‪ :‬وتتضمن زيادة الفائدة من الدواء أو المادة قيد البحث إلى الحد األقصى‪ ،‬مع تقليل‬
‫المخاطر عن المشاركين في البحث إلى الحد األدنى‪ ،‬ويتحقق ذلك من خالل تقدير دقيق لفوائد‬
‫البحث ومخاطره‪.‬‬
‫‪ -3‬العدالة‪ :‬أي توزيع فوائد هذه الدراسة ومخاطرها بشكل عادل على مختلف فئات المجتمع‪ .‬فال‬
‫يجوز تقديم بحوث عالية المنافع إلى أشخاص أو مجموعات مختارة‪ ،‬مثلما ل يجوز اختيار‬

‫‪43‬‬
‫أبحاث عالية الخطورة ألشخاص أو مجموعات غير مرغوب بهم‪ .‬ويتحقق ذلك بإجراءات‬
‫عادلة لختيار المشاركين في البحث‪.‬‬
‫والمثال الذي يوضح أهمية الفائدة والعدالة في البحث العلمي هو ماحدث أثناء إجراء األبحاث‬
‫حول مرض اإليدز؛ فقد أجريت هذه البحوث على مرضى الدول االفريقية الفقيرة‪ ،‬وعندما‬
‫أصبح العالج متاحا نتيجة لتلك البحوث‪ ،‬لم يستفيد منه مرضى الدول الفقيرة ألنه باهظ‬
‫التكاليف واستفادت منه الدول الغنية فقط‪.‬‬
‫ويعطي توزيع لقاح كورونا اليوم مثاال جليا يوضح مفهوم العدالة؛ فقد صرح مدير منظمة‬
‫الصحة العالميَّة تيدروس أدهانوم " َّ‬
‫أن العالم على شفا كارثة أخالقيَّة كبرى بسبب عدم عدالة‬
‫توزيع لقاحات التطعيم ضد فبروس كورونا‪ ،‬وضآلة نصيب الدول الفقيرة من هذه اللقاحات‪.‬‬
‫‪ ‬في عام ‪ 1982‬تم إعادة النظر في وثيقة نوريمبرغ وإعالن هلسنكي من قبل مؤتمر المنظمات‬
‫العالميَّة للعلوم الطبيَّة‪ ،‬وأصدرت آنذاك إرشادات في كيفية تطبيق األسس التي وردت في‬
‫وثيقة وإعالن هلسنكي وبصورة فعالة‪ ،‬وخصوصا في الدول النامية في ضوء خصوصيَّة‬
‫الظروف الجتماعية والقتصادية‪ ،‬وفي ضوء خصوصية الظروف والتشريعات والقوانين‬
‫في تلك الدول‪.‬‬
‫‪ ‬روجعت الرشادات المذكورة من قبل المؤتمر العالمي للمنظمات الطبيَّة بعد عشر سنوات‬
‫من إصدارها‪ ،‬وفي ضوء التطورات الصحيّة الحاصلة‪ ،‬وفي ضوء إنتشار مرض اإليدز‪،‬‬
‫وفي ضوء القرار بدور علم الوبائيات كوسيلة من وسائل الصحة العامة‪ ،‬وبروز الحاجة إلى‬
‫إرشادات تنظم الدراسات الوبائية‪ ،‬وعلى أثر هذه المراجعة صدر دليل اإلرشادات العالميَّة‬
‫ألخالقيَّات البحوث على ألشخاص عام ‪. 1992‬‬
‫‪ -6‬أخالقيّات البحث العلمي في مجال طب األسنان‪:‬‬
‫اهتمت المنظمة العالميّة لبحوث طب األسنان بالمسألة األخالقية في بحوث طب األسنان‪،‬‬
‫وصاغت وثيقة أخالقيات جرى فيها التأكيد إلى جانب أهمية صياغة مبادئ أخالقيَّة عامة ضرورة‬
‫مراعاة القيم الثقافية لألشخاص المشاركين في البحوث‪ ،‬ومن ثم أهمية صياغة وثائق أخالقية‬
‫للبحث العلمي خاصة بكل بلد أو مجموعة بلدان متقاربة بالقيم الحضارية والثقافية‪ ،‬عوضا عن‬
‫دستور أخالقي واحد على المستوى العالمي‪.‬‬
‫‪ -7‬ضوابط وشروط إجراء البحوث العلمية في المجال الصحي‪:‬‬
‫أ‪ -‬فيما يخص فريق البحث ‪:‬‬
‫أن يكون الباحث مؤهال‪ ،‬وعلى درجة عالية من الكفاءة والتخصص للقيام بالبحث الصحي‪،‬‬
‫وعلى معرفة تامة بالمادة العلميَّة في موضوع البحث المراد إجراؤه‪ ،‬وأن يلتزم باألسس‬
‫العلميّة والمنهجية في كافة مراحل البحث العلمي‪.‬‬
‫أن يحترم الباحث حقوق الخاضعين للبحث‪ ،‬وأن ل يهدر كرامتهم‪ ،‬وأن يتم التعامل معهم‬
‫بطريقة إنسانية دون انتقاص من قدرهم أو من حقوقهم ‪.‬‬
‫أن ل يستغل حاجة الخاضعين للبحث أو المجتمع الماليّة أو األدبية إلجراء البحث‪.‬‬
‫أن يكون الباحث قد تأكد من إمكان إجراء البحث لكافة مراحله بعد أن يتم تجربته على الحيوان‬
‫فيما يخص البحوث السريرية ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫أن تتوفر لدى الباحث دراسة وافية عن المخاطر واألعباء التى يتعرض لها الفرد أو الجماعة‬
‫ومقارنتها بالفوائد المتوقع الحصول عليها من البحث ‪.‬‬
‫أن يتعهد فريق البحث بتقديم المعلومات المناسبة الكاملة عن طبيعة البحث وغايته‪ ،‬والفوائد‬
‫المرجوة‪ ،‬والمخاطر المتوقعة إلى الجهات الرسميَّة والمشاركين في البحث ‪.‬‬
‫أن يلتزم فريق البحث بكافة األخالقيات مثل األمانة والصدق والشفافية والعدل ‪.‬‬
‫أن يلتزم فريق البحث في حفظ حق المساهمين في البحوث في حقهم األدبي عند نشر البحوث‬
‫أو حقهم المادي عند التفاق على مقابل مادي إلسهاماتهم ‪.‬‬
‫أن يلتزم الباحث بالمحافظة على سالمة األفراد الخاضعين للبحث‪ ،‬وتأمين راحتهم وأمنهم‬
‫وسالمتهم البدنيَّة والنفسيَّة وخصوصياتهم في كافة مراحل إجراء البحث‪.‬‬
‫ب ‪ -‬فيما يخص المؤسسة الصحية ‪:‬‬
‫أن يتوفر لدى المؤسسة الصحيّة جهاز بحث رقابي يتحقق من التزام الباحثين بشروط إجراء‬
‫البحث ويعتمد مراحله‪ ،‬ويراجع البحث من الناحية العلميَّة واألخالقيّة‪.‬‬
‫أن تلتزم المؤسسة بضمان حقوق المرضى بتوفير الرعاية الصحيّة بعد انتهاء البحث‪.‬‬
‫أن تتأكد المؤسسة الصحيّة من عدم وجود أعباء ماليّة على الخاضعين للبحث‪.‬‬
‫أن تضمن توفير البيئة المناسبة إلجراء البحوث بكفاءة وفعالية‪.‬‬
‫أن تتأكد من سالمة مصادر التمويل وابتعادها عن مواطن الشبهات‪.‬‬
‫أن تلتزم المؤسسة بالمحافظة على سرية وأمن المعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬مثال عن التجاوزات في أخالقيات البحوث الطبيّة التي تجري على اإلنسان‪:‬‬
‫قصة االمريكية هنريتا الكس‪ :‬سيدة سوداء توفيت فى عام ‪ 1951‬بسرطان عنق الرحم بمستشفى‬
‫جون هبكنز الشهير بمدينة بلتمور‪ .‬فكيف حدث ذلك؟‬
‫أُدخلت هنريتا المستشفى وظهر من الكشف السريرى أنها ربما تكون مصابة بالسرطان‪ .‬وبعد‬
‫تحليل عينة من عنق الرحم؛ تبين أنها مصابةٌ بورم سرطاني في أطواره األخيرة‪.‬‬
‫أخذ الطبيب الذى ش َّخص المرض مجهريا جزءا من العينة واعطاه لطبيب آخر في المستشفى كان‬
‫يُجرى تجارب عن السرطان مستخدما زراعة الخاليا السرطانية‪ ،‬ولم تكن السيدة هنريتا ول‬
‫عائلتها على علم بذلك‪ .‬ويعد هذا فى أيامنا هذه عمال غير اخالقى اذ يتوجب على كل باحث يجرى‬
‫أن المريض قد‬‫دراسة علمية على أى مريض أن ياخذ منه إذنا مكتوبا ممهورا بتوقيعه يوضح َّ‬
‫أ ُخبر بتفاصيل مشروع البحث‪ ،‬واهدافه‪ ،‬وأهمية النتائج التى يتوقع أن تعود بالفائدة على المرضى‬
‫والمجتمع كما يجب ان تكون موافقة المريض بمحض اختياره‪ ،‬وله أن يرفض الشتراك فى البحث‬
‫من غير أن يعاقب على ذلك‪ .‬ولكن ذلك اإلجراء لم يكن متبعا فى األربعينات والخمسينات من‬
‫القرن الماضى مما جعل الباحثين يفعلون ما يشاؤون على المرضى اذ لم يكن هنالك ضوابط مهنية‬
‫أخالقية تمنعهم من ذلك‪ ،‬ول يمكن محاكمتهم مهنيا او عدليا‪.‬‬
‫تمت زراعة الخاليا السرطانية المأخوذة من هنريتا‪ ،‬وتكاثرت تلك الخاليا بسرعة وبكميات هائله‪.‬‬
‫ووزع مستشفى بلتمور تلك الخاليا الى كل المختبرات التى تحتاج إلجراءالبحوث عليها وسميت‬
‫تلك الخاليا "خاليا هيال" نسبة للمريضة هينريتا لكس‪ .‬وماتت المسكينة وهى ل تعلم أن جزءا‬
‫منها ل يزال حيا‪ .‬وقد استخدمت خاليا هيال فى التوصل الى عقاقير ناجعة تقتل تلك الخاليا‬

‫‪45‬‬
‫السرطانية‪ ،‬وكذلك األورام الخبيثة بين المرضى المصابين بالسرطان‪ ،‬ولم يكن من الميسور‬
‫التوصل الى تلك العقاقير إل باختبارها على خاليا هيال السرطانية‪ .‬كما استخدمت خاليا هيال فى‬
‫اختبار فعالية المصل الواقى من شلل الطفال‪ .‬ولكن وبالرغم من تلك النجاحات الباهرة التى‬
‫استخدمت فيها خاليا هيال فان شيئا واحدا ما زال يؤرق المهتمين بأخالقيات البحث العلمى وهو‬
‫َّ‬
‫أن هذه الخاليا استخدمت من غير علم وموافقة السيدة التى اخذت منها‪.‬‬
‫ألن المستشفى قد "سرق" منهم جزءا عزيزا عليهم َّ‬
‫وأن كثيرا من‬ ‫شعر ذوو هنريتا بالمرارة َّ‬
‫المختبرات قد أثري ماديا من بيع خاليا ابنتهم واستخداماتها‪ .‬بينما هم يعيشون في فقر وعوز‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫دليل كتابة أبحاث الدراسات العليا الجامعية ‪ ،‬جامعة دمشق‪.2021 ،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الدليل الوطني ألخالقيات البحث العلمي‪ ،‬والتطبيقات التقانية الحديثة‪ ،‬اللجنة الوطنية‬ ‫‪-2‬‬
‫ألخالقيات المعارف العلمية والتكنولوجية‪ ،‬الهيئة العامة للبحث العلمي دمشق ‪.2020‬‬
‫حسن‪ ،‬أحمد عبد المنعم أصول البحث العلمي ‪ ،‬المكتبة األكاديمية‪ ،‬القاهرة‪.2008 ،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫عبيدات‪ ،‬ذوقان‪ ،‬عدس‪ ،‬عبد الرحمن‪ ،‬عبد الحق كايد‪ ،‬البحث العلمي‪ ،‬مفهومه‪ ،‬وأدواته‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وأساليبه‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع عمان ‪.1998‬‬
‫بدر‪ ،‬أحمد ‪ ،‬أصول البحث العلمي ومناهجه‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،‬وكالة المطبوعات ‪ ،‬الكويت‬ ‫‪-5‬‬
‫‪.1978‬‬

‫‪46‬‬

You might also like