Professional Documents
Culture Documents
أصول ف2-24 2
أصول ف2-24 2
كلية طب األسنان
1
2
المحتويات:
الصفحات الموضوع
4 مقدمة عامة
7-5 الفصل األول :العلم والمعرفة
أنواع المعرفة -الفرق بين العلم والمعرفة-
تعريف العلم – خصائص التفكير العلمي -
14-7 الفصل الثاني :البحث العلمي
تعريف البحث العلمي -أهداف البحث العلمي-
مستلزمات البحث العلمي -أدوات البحث
العلمي -صفات الباحث العلمي -أنواع البحوث
العلميّة -خطوات إجراء البحث العلمي
15 الفصل الثالث :البحث العلمي والمكتبة
18-16 الفصل الرابع :النشر العلمي
31-19 الفصل الخامس :أنواع الدراسات الطبية
هرم الدليل العلمي -أنواع الدراسات الطبية
35 -32 الفصل السادس :توثيق المراجع
أهمية المراجع في البحث العلمي -معنى
التوثيق أو اإلسناد -أهمية التوثيق -أنواع
التوثيق -ترتيب المراجع في قائمة المراجع.
40-36 الفصل السابع :الكتابة العلميّة
تطور الكتابة العلميّة-أنواع المطبوعة العلميَّة-
أقسام المقالة البحثية.
45-41 الفصل الثامن :أخالقيات البحث العلمي
3
4
مقدمة عامة:
البحث العلمي أحد أهم مستلزمات وضرورات التطور العلمي ،و من أهم مؤشرات التقدم ُ يُع ُّد
العلمي؛ حيث يُقاس تقدم األمم غالبا بما تُقدمه من بحوث علميَّة تسهم في رفاه البشريَّة .وليس
هناك عل ٌم أو تقدم علمي إلَّ عن طريق البحث العلمي ،الذي يعتمد التحليل والستنتاج العلمي
المبني على براهين محسوسة.
فإن الفائدة منها لتتحقق إلَّ إذا أُعدت هذه البحوث بطريقة بالرغم من أهميَّة البحوث العلميَّةَّ ،
علميَّة سليمة ،وبمنهج علمي قويم.
إن مسؤولية الجامعات ،ومعاهد البحث في تخطيط مستقبل أي بلد لتقل عن مسؤولية الوزارات َّ
فإن الدول المتقدمة تبنت المنهج العلمي سبيال نحو التقدم على المعنية والسلطات التشريعية ،لذا َّ
مختلف األصعدة ،ألنَّه يعني البتعاد عن الرتجاليَّة والفوضى.
يكتسب البحث العلمي في بالدنا أهميَّة خاصة تنبع من ضرورة مواكبة التطورات العلميَّة
المتسارعة في العالم .ومن أجل ذلك عملت المراكز البحثيَّة ،والجامعات على اعتبار البحث العلمي
أولويَّة في سياساتها؛ فأضافت وزارة التعليم العالي حديثا البحث العلمي إلى تسميتها فأصبحت
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي .وانطالقا من أهميَّة دور الجامعات في البحث العلمي،
واستثمار نتائجه ،ورعاية الباحثين فقد ضاعفت الجامعات الميزانيَّة المخصصة للدراسات العلميَّة،
وازداد عدد العاملين في البحث العلمي ،وخاصة مع ازدياد طالب الدراسات العليَّا الذين يشكلون
الركيزة األساسيَّة في تقدم البحث العلمي .وازداد عدد المجالت العلميَّة المتخصصة في الجامعات،
والمراكز البحثيَّة من أجل استيعاب األعداد المتزايدة من البحوث العلميَّة ،وربط هذه البحوث
بحاجة المجتمع وتطوره.
يهدف هذا المقرر إلى تعريف طالب المرحلة الجامعية األولى بمفهوم البحث العلمي ،وأنواعه،
وأدواته ،ومنهجيّته ،وأخالقياته ،وقواعد الكتابة العلمية؛ من أجل إكساب الطالب مهارة بحثية
أولية يمكنه البناء عليها خالل دراسته الجامعية ،أو في مرحلة الدراسات العليا الحقا.
5
الفصل األول :العلم والمعرفة
أوال .أنواع المعرفة:
ُ
النسان خالل حياته رصيدا كبيرا من العلم والمعرفة ،ويُقس ُم الباحثون المعارف إلى: يجم ُع
المعرفة الحسية :وهي معرفةٌ تُستم ُد من مالحظة الظواهر مالحظة بسيطة غير مقصودة
اعتمادا على ما تراه العين ،وتسمعه األذن ،وتلمسه اليد دون التعمق في أسباب حدوث هذه
الظواهر .من أمثلة هذه المعارف ما يالحظه الشخص العادي من تعاقب الليل والنهار،
وتساقط أوراق األشجار ،وتنامي األجنة في األرحام ،وتساقط األسنان اللبنيَّة عند األطفال....
الخبرة الذاتية :وهي معرفةٌ تعتمد على المصادفة والمحاولة والخطأ والخبرة.
المعرفة النقلية :وهي معرفةٌ تُستم ُد من مصادر الثقة ( كاآلباء والمعلمين ،)...ومن التقاليد
بأن بعض النباتات سامة ل تؤكل ،وبعضها يُفيد في شفاء السائدة ،ومن التراث ،كالمعرفة َّ
بعض األمراض.
المعرفة التأملية أو الفلسفية :وهي معرفة تنطلق بعيدا عما تراه العين وتسمعه األذن وتلمسه
اليد؛ إذ يحاول اإلنسان في هذه المرحلة التفكير والتأمل والحوار في األسباب البعيدة ،فيما
وراء الطبيعة ،مثال التفكير في الموت والحياة ،ووجود الخالق ...ويجب على الفرد أن يكون
متمتعا بقدر كاف من النضج الفكري للدخول في هذا النوع من المعرفة.
المعرفة العلمية :وهي معرفةٌ تقوم على أساس المالحظة المنظمة المقصودة للظواهر
وتفسيرها تفسيرا علميَّا من خالل ربطها ربطا موضوعيّا.
المعرفة العلمية التجريبية :نوعٌ من أنواع المعرفة العلميَّة ،تقوم على أساس وضع الفرضيَّات
المالئمة ،والتحقق منها بالتجربة ،وتجميع البيانات وتحليلها من أجل الوصول إلى القوانين
والنظريَّات العامة التي تربط البيانات ببعضها ،وتُم ّك ُن من التعميم والتنبؤ بما يحدث للظواهر
المختلفة تحت ظروف معينة.
أن أنواع المعارف ليست منفصلة عن بعضها تماما ،وذلك َّ
ألن هذه المراحل ويجب التأكيد على َّ
والطرائق يستخدمها الباحث والشخص العادي لكتساب المعارف والوصول إلى المعلومات.
ثانيا .الفرق بين العلم والمعرفة:
طلب علما ،وإنما كان يبحث عن معرفة اإلنسان قبل أن يعلم ،ففي بداية وجوده لم يكن ي ُ ُ عرف
أن المعرفة سبقت العلم ،فاإلنسان لم يكن في بداية وجوده تؤمن له استمرار وجوده .وهكذا نجد َّ ُ
يبحث عن كيفيَّة حدوث الظاهرة ،وما هي أسبابها؟ بقدر ما كان يبحث عن ما توفره له هذه المعرفة
من مطالب وحاجات تؤثر تأثيرا مباشرا في بقاءه .وبذلك أصبح البحث عن األسباب والكشف عن
العالقات وإدراكها قيمةٌ ثانويَّة ،أو ضربا من الرفاهيَّة التي ل فائدة منها ،إذ لم تكن معرفة القوانين
الطبيعيَّة ،والجزم بصدقها من عدمه من األولويَّات المطروحة في سياقات حياته وتفكيره ،بل
كانت هذه المعرفة بالنسبة له مجرد وسيلة لستمرار وجوده.
يرى الباحثون أن العلم هو االستدالل الفكري ،أما المعرفة فهي العلم التلقائي.
فالفرق بين العلم والمعرفة ،هو اتباع اساليب المنهج ،وقواعد التفكير ،إذ َّ
أن العلم يكتسب سماته
الجوهرية من خالل استخدام منهج ما ،أما المعرفة فال تشترط ذلك ،فالمنهج هو الوسيلة األكثر
انضباطا كي يحقق العل ُم نتائج إيجابية ومفيدة ،وبدون المنهج يتحول العل ُم إلى جملة من المعارف
لترابط بينها.
6
يمكن اعتبار كل علم معرفة ،ولكن لتُع ُد كل معرفة علما .فالمعرفة غريزية في اإلنسان ،بينما
ُ
الباحث قواعد المنهج العلمي ،وتقيد بخطواته في الكشف العلم مكتسبٌ بأدواته ومناهجه .فإذا اتبع
عن الحقائق العلميَّه فإنه يصل إلى المعرفة العلميَّة.
من خالل المعلومات السابقة يمكن الوصول إلى مايأتي:
المعرفة كم ،والعلم كيف.
المعرفة كثرة ،والعلم منهج.
المعرفة شكل ،والعلم موضوع.
العلم يكون بالكتساب ،والمعرفة تكون باإلدراك .م الفيزياء /كلية العلوم /جامعة دمشطرق
ثالثا .تعريف العلم:
يعطي قاموس ويبستر الجديد تعريفين للعلم هما:
العلم هو المعرفة المنسقة Systematized knowledgeالتي تنشأ عن المالحظة
والدراسة والتجريب ،والتي تتم بغرض تحديد طبيعة وأسس وأصول ما تتم دراسته.
العلم هو فرع من فروع المعرفة أو الدراسة يعتمد على تنسيق وترسيخ الحقائق والمبادئ
والمناهج بواسطة التجارب والفرضيات.
أما قاموس أكسفورد المختصر فيعرف العلم :بأنَّه ذلك الفرع من الدراسة الذي يتعلق بجسد
مترابط من الحقائق الثابتة المصنفة ،والتي تحكمها قوانين عامة ،وتحتوي على طرائق ومناهج
موثوق بها لكتشاف الحقائق الجديدة في نطاق الدراسة.
ٌ
بحث موضوعي مجرد. وعرف البعض العلم بأنَّه مجموعة من الحقائق يأتي بها
َّ
ويحد ُد معظ ُم الباحثين العلم من خالل مناهجه التي ترتكز على دعائم أساسيّة كفرض الفروض
Hypothesesوالمالحظة Observationوإجراء التجارب Experimentsثم مرحلة
قبول الفرضيات وصياغتها في نظرية ،أو ربما رفضها .والمنطق في كل ذلك استقراء
Inductionواستنتاج Deduction
رابعا .التفكير العلمي:
-1تعريف التفكير العلمي :هو العمليَّة العقليَّة التي يقوم بها الفرد لفهم العالم المحيط به ،وما
يحويه من مشكالت وقضايا ،بهدف تفسيرها وإيجاد حلو ٍل لها.
ويعتمد التفكير العلمي على مبدأين ل يمكن الحياد عنهما وهما:
عدم إثبات الشيء ونقيضه في ذات الوقت.
لكل حادث سبب ،ومن المحال أن يحدث شيء من لشيء.
-2خصائص التفكير العلمي:
إن إنجاز أي بحث علمي يتطلب من الباحث التفكير بطريقة علميَّة .وللتفكير العلمي خصائص َّ
يتوجب على الباحث تحقيقها وأهمها:
التحقق واالستدالل :حيث يتميز التفكير العلمي بأنَّه مبني على األدلة ،والبراهين اليقينيَّة
الصادرة عن المالحظة الدقيقة ،والخطوات التجريبيَّة المدروسة بطريقة قائمة على المنطق
واإلستدلل السليمين.
التنظيم :وهو اعتماد اساليب ممنهجة تترتب فيها األفكار وفق نسق محدد خال من العشوائية.
7
الدقة والوضوح :حتى يكون التفكير علميَّا فال بد من مراعاة الدقة والوضوح في نظرياته
غير متأكد منها.
وطروحاته؛ فمن غير المقبول أن يعتمد التفكير العلمي على أمور احتمالية ُ
ط مقصود ،وليس تلقائي ،إذ يدرس الباحث الظواهر أن يكون هادفا :فالتفكير العلمي نشا ٌ
للوصول إلى القوانين التي تحكمها.
السببيه :يحاول التفكير العلمي تفسير أحداث وظواهر بالبحث عن أسباب حدوثها.
النسبية :يعجز التفكير العلمي بكل أدواته البحثيَّة والتحليليَّة عن الوصول إلى حقائق مطلقة،
واعتبارها مسلمات مجردة ل خطأ فيها ،وكل معلومة يتم التوصل إليها قابلة للخضوع لإلختبار
أن تنزيه العلوم عن القصور يتنافى مع روح التفكير العلمي والتجريب للتأكد من صحتها ،إذ َّ
المتمثل بالبعد عن التعصب ،وعدم إشراك العواطف الشخصية.
النزاهة :ويُرا ُد بها هنا تجر ُد الباحث عن األهواء والميول والرغبات ،وإبعاد المصالح الذاتيَّة
والعتبارات الشخصيَّة ،وتنحية كل ما يعوق تقصي الحقائق من طلب شهرة أو مجد أو ثراء،
والتحلي بالصبر واألناة والدقة.
الموضوعية :وتعني هنا الحرص على معرفة الوقائع كما هي في الواقع ،وليس كما تبدو في
أمنيات الباحث .فالتجربة هي التي يجب أن تحسم أي خالف ممكن بين الباحثين.
التخلي عن المعلومات السابقة ،بحيث ل يتأثر البحث بمعلومات سابقة ،يُحتمل أن تكون
ذكر هنا بأفكار فرنسيس بيكون 1626م واضع أصول المنهج العلمي " على خاطئة .ونُ ُ
الباحث أن يُطهر عقله قبل أن يبدأ بحثه من كل ما قد يقود إلى الخطأ ويعوق قدرته على
التوصل إلى الحقائق" .وكذلك أفكار ديكارت 1650في كتابه "التأمالت في الفلسفة األولى"
حيث ذكر بأنه " يجب على الباحث أن يُطهر عقله من المعلومات السابقة عن طريق الشك
المنهجي إمعانا في النزاهة" وأوجب على الباحث في القاعدة األولى من منهجه أن يتحرر من
كل سلطة إلّ سلطة عقله.
8
الفصل الثاني :البحث العلمي
أوال :تعريف البحث العلمي :Defination of Scientific Research
هو أسلوبٌ منظم في جمع الحقائق والدراسات حول موضوع معين دقيق في مجال التخصص؛
لفحصها ،وتحليلها بموضوعيَّة ودقة باتباع مناهج علميَّة؛ بقصد التأكد من صحتها ،أو تعديلها ،أو
إضافة الجديد إليها ،ويكون للباحث منها موقف معين .ومن ثم محاولة التوصل إلى القوانين
والنظريّات التي تحكمها.
أو هو :وسيلة لحل مشكلة محددة ،أو اكتشاف حقائق جديدة اعتمادا على المنهجيَّة العلميَّة التي
تعتمد على األساليب الموضوعيّة المنظمة في المالحظة ،وتسجيل المعلومات ،ووصف األحداث
وتكوين الفرضيَّات.
أو هو :الخطوات العلميَّة المنظمة لحل مشكلة علميَّة محددة ،و اإلجابة عن أسئلة محددة.
ثانيا :أركان البحث العلمي : Bases of Scientific Research
للبحث العلمي ثالثة أركان هي:
-1الموضوع : Topic
هو محور الدراسة؛ وكلما كان الموضوع جديدا ،أو فيه جوانب جديدة تسهم في معالجة مشكالت
علميَّة ،كلما كان إقبال الدارسين ،والباحثين عليه أكبر .ولتعني الجدّة والبتكار واإلضافة في
أن التأليف يكون في :اختراع الموضوع القتصار على كشف الجديد وحسب ،بل القاعدة العامة َّ
جديد ،أو جمع متفرق ،أو تكميل ناقص ،أو تفصيل مجمل ،أو تشذيب مطول ،أو ترتيب مختلط،
أو تعيين مبهم ،أو تبيين خطأ.
-2المنهج : Methodology
هو مجموعة القواعد واإلجراءات العلميَّة التي يتبعها الباحث للوصول إلى نتائج بحثيَّة سليمة.
-3البنية : Structure
بنية البحث هي طريقة تنظيم البحث ،وتنسيق عناصره شكال وكتابة .بما يضفي عليه الصبغة
التنظيميَّة ،ويوفر له قدرا من الجاذبيَّة ،التي توافق العُرف العلمي العام على اتباعها.
وكلما تميز البحث في أركانه الثالثة زادت قيمته ،وتنامى حظه من التقدير لدى القارئ؛ فالموضوع
يكتسب أهميته من مقدار إسهامه في زيادة المخزون المعرفي ،وتقديم حلول علمية للمشكالت،
والوصول إلى حقائق جديدة.
والمنهج تزداد صالحيته حينما تعلو درجة مصداقيته في تحقيق هدف البحث ،وهذا يتطلب اختيار
الطريقة األنسب لجمع البيانات ،ثم اتباع الطرائق األنسب لتحليل هذه البيانات وتفسيرها.
ألن اإلخراج الرديء وبنية البحث التي تعني الصيغة التي ُكتب فيها البحث ،تستلزم إخراجا جيداَّ ،
للبحث يُضعف البحث حتى لو تميز في موضوعه ومنهجيَّته ،وعلى الباحث اتباع أسلوب وترتيب
للكتابة ،يضمن بهما للبحث الجاذبيَّة ،بحيث يمتاز بالجديَّة العلميَّة ،ويخلو من اإلسهاب الممل،
والقتضاب المخل.
ثالثا :خصائص البحث العلمي :
يمكن إيجاز خصائص البحث العلمي في النقاط اآلتية:
ي بحث علمي يجب على الباحث إتباع عملية البحث منظمة ،بمعنى أنَّه عند القيام بأ ّ -1
أن الخطوة الثانية تبدأ حال إنتهاء الخطوة األولى .تبدأ خطوات معينة متتالية ،بحيث َّ
9
هذه الخطوات باختيار المشكلة وتحديدها ،تليها خطوة تجميع المعلومات والبيانات،
وصول لستنتاج الحل المنطقي للمشكلة.
عملية البحث العلمي منطقية ،إذ أنَّه عند الشروع ببحث علمي لحل مشكلة قائمة لبد -2
من استخدام المنطق ( الرأي الراجح) في جميع مراحل البحث .هذه المنطقيَّة تنتج من
حرص الباحث على التأكد من سالمة وصحة إجراءات البحث قيد الدراسة ،ويتم ذلك
عن طريق فحص وتدقيق كل نتيجة كي تكون مقبولة؛ وبالتالي تكون النتيجة النهائية
للبحث كاملة وسليمة بحيث يمكن لنا بعد إنتهاء البحث تطبيقه والعتماد على نتائجة.
البحث العلمي عملية تجريبية ،فكل أنواع البحوث العلميَّة تعتمد على الواقعيَّة ،لذا َّ
فإن -3
تجميع البيانات والعينات وتحليلها يُع ُّد إجراء تجريبيا ،كما هو الحال عند إجراء التجارب
المخبريَّة أو السريريّة.
البحث العلمي عملية مختصرة وموجزة ،إذ يفضل عند إجراء أي بحث عدم المبالغة -4
ألن ذلك سيؤدي إلى التشتت ،لذا يتم وإعطاء مشكلة البحث حجما أكبر مما تستحق؛ َّ
استبعاد كل ماليس له عالقة وثيقة بالبحث ،من أجل الوصول لنتائج تحقق هدف البحث.
البحث العلمي عملية تطبيقية ،فالنتائج التي يتوصل إليها البحث تكتسب أهميتها من أنها -5
قابلة للتطبيق.
توصلنا خصائص البحث العلمي آنفة الذكرإلى أن البحث العلمي هو " التفسير العلمي للحقائق"
رابعا :مستلزمات البحث العلمي الناجح:
اختيار الموضوع المناسب محددا بالزمان والمكان.
التنسيق بين سعة البحث والوقت المحدد له.
األمانة العلميَّة في نقل الحقائق.
وضوح األسلوب.
الترابط بين أجزاء البحث (وحدة الموضوع)
توافر المصادر والمراجع المتعلقة بالبحث.
تالؤم البحث مع اإلمكانات التعليميَّة والعلميَّة.
اإلشراف والمتابعة.
خامسا :الباحث : The Researcher
هو الشخص الذي توفرت فيه الستعدادات الفطريّة والنفسيّة ،باإلضافة إلى الكفاءة العلميَّة ال ُمكتسبة
التي تؤهله للقيام ببحث علمي ،وأهم الصفات التي ينبغي توفرها في الباحث الناجح:
حب العلم واالطالع :فهما القوة الدافعة لستمرار البحث والدراسة للوصول إلى النتائج.
صفاء الذهن :وهي خاصية تؤدي إلى قوة المالحظة وصدق التصور ،والتحرر من التحيز.
الصبر والمثابرة :وهما كفيالن بعدم توقف الباحث عن بحثه إذا مااعترضته بعض المشاكل.
األمانة العلمية :وهي ضرورة حتميَّة في البحث العلمي ،وهي صفة تستقر في الضمير العلمي
الحي والخلُق المستقيم ،وفيها إحساس واع بالنزاهة وممارسة المسؤوليَّة.
10
المرونة الفكرية التي تجعله قادرا على تنظيم المعلومات التي يريد إيصالها للقارئ تنظيما
منطقيا له معناه ومدلوله.
َّ
ولكن التدريب َّ
إن اكتساب القدرة على القيام ببحث علمي منهجي مكتمل الجوانب ليس أمرا سهال،
المتواصل والستعداد الفطري والنفسي ،واإلصغاء إلى توجيهات المشرفين كفيلةٌ بتنمية مواهب
الباحث ،ومضاعفة قدرته على البحث.
سادسا :الدرجات العلمية في الدراسات العليا:
ت ُقس ُم الدرجات العلميَّة في الدراسات العليا إلى الدرجات األكاديميّة ،ودرجات التأهيل والتخصص:
-1الدرجات األكاديمية وتتضمن:
الماجيستير األكاديمي : Academic Master
وهي شهادة دراسات جامعيَّة تخصصيّة عليا بحثية /أكاديميّة تُمنح بعد مدة دراسة محددة يُطلب
ٌ
بحث على شكل أطروحة جامعيَّة محكمة علنيا .تمتد الخطة العلميَّة لهذه الدراسة من في نهايتها
سنتين ( سنة مقررات وسنة األطروحة) إلى ثالثة سنوات .تُركز درجة الماجستير األكاديمي على
البحوث والدراسات العلميَّة في مجال محدد ،ويؤهل البرنام ُج الطالب إلى إكمال التعليم للحصول
على درجة الدكتوراه ،حيث يمكن للطالب التخصص في مجال محدد للغاية.
الدكتوراه األكاديمية ) PHD.( Academic Doctorate
وهي شهادة دراسات جامعيَّة عليا في فلسفة التخصص المعين ،وهي درجة بحثيَّة /أكاديميَّة ،ت ُمنح
بعد مدة دراسيّة محددة ،تنتهي بإنجاز بحث على شكل أطروحة جامعيَّة محكمة علنيا .ويشترط
على طالب درجة الدكتوراه قبل التقدم للدفاع النهائي نشر بحثين مبتكرين أصيلين على األقل
بموضوع اختصاصه الدقيق في إحدى المجالت المحكمة المعتمدة.
-1درجات التأهيل والتخصص ،وتتضمن:
دبلوم التأهيل والتخصص :Diploma of Qualification and Specification
وهي شهادة دراسات جامعيَّة تخصصيّة تأهيليَّة عليا ،تُمن ُح بعد مدة دراسيَّة محددة ليُشترط في
نهايتها تقديم بحث.
ماجيستير التأهيل والتخصص Master of Qualification and Specification
وهي شهادة دراسات جامعيَّة تخصصيّة تأهيليَّة عليا ،تُمن ُح بعد مدة دراسيَّة محددة يُطلب في
نهايتها مشروع نهاية الدراسة يُحكم علنيا؛ ويُقصد بماجستير التأهيل والتخصص نيل شهادة
الماجستير في مجال مهني محدد للمتخصصين الراغبين في مزاولة المهنة ،ولينوون العمل في
المستقبل كأكاديميين ،أو باحثين.
سابعا :خطوات إجراء البحث العلمي:
وهي المراحل التي يجب على الباحث اتباعها إلنجاز بحثه وهذه الخطوات:
-1تحديد موضوع البحث (اختيار المشكلة التي تحتاج إلى التفسير أو الحل) :وهوالخطوة
ي بحث علمي .أي الستفسار العلمي عن مشكلة تحتاج إلى حل ،أو سؤال األولى في إجراء أ ّ
يحتاج إلى جواب .وينبع شعور الباحث بالمشكلة البحثيَّة من خالل:
11
أن خبرة الباحث في مجال معين تؤهله لطرح العديد من التساؤلت الخبرة الشخصية :إذ َّ
العلميَّة التي ترتبط بمجال عمله.
القراءة الناقدة التحليلية.
االطالع على البحوث السابقة.
ويفضل عند تحديد مشكلة البحث مراعاة األمور اآلتية:
أن تكون المشكلة قابلة للحل.
أن تكون المشكلة أصيلة ،وغير مكررة ،وذات قيمة.
أن تكون المشكلة في حدود اإلمكانيَّات العلميَّة والماديَّة (توفراألجهزة والمخابر ،والتكلفة).
ويستحسن للباحث تفادي:
الموضوعات العلميَّة المعقدة التي تحتاج إلى تقنية عالية.
الموضوعات الخاملة التي لتبدو ممتعة.
الموضوعات الواسعة جدا ،والضيقة جدا ،وكذلك الموضوعات الغامضة.
الموضوعات التي يشتد حولها الخالف ،ول جدوى منها.
-2تحديد العنوان:
بعد تحديد المشكلة البحثية تصاغ على هيئة عنوان؛ والعنوان هو أصغر ملخص ممكن للمحتوى؛
والعنوان الجيد هو الذي يراعي األمور اآلتية:
أن يكون مفصحا عن موضوع البحث.
أن تتبين منه حدود الموضوع وأبعاده وأجزاؤه.
أل يتضمن ماليس داخال في موضوع البحث.
أن يكون قصيرا بقدر اإلمكان ،ويكون إيحاؤه باألفكار الرئيسة بصورة ذكيَّة.
أن يكون مرنا بحيث لو احتاج إلى تعديل بسيط كان ذلك ممكنا.
أل تكون الصياغة اللغويَّة إعالميَّة ،على شكل عنوان صحفي أو إخباري أو إعالني.
-3تحديد أبعاد البحث وأهميته وأهدافه :يقوم الباحث في هذا الجزء بتحديد أبعاد البحث،
وأهميّتة ،وأهدافه من خالل توضيح النقاط اآلتية:
أسباب اختيار البحث.
أهمية البحث ،ومبررات القيام به.
القيمة المضافة التي سوف يقدمها البحث؛ سواء في مجال سد النقص في اإلنتاج
الفكري ،أو اإلضافة إلى نظريَّة ،أو حل مشكلة قائمة.
الغاية المرجوة من إجراء البحث.
تحديد أبعاد البحث ،ومدى تعمقه في تحليل المشكلة.
ويتم عادة تحديد أبعاد البحث وأهميته من خالل طرح مجموعة من األسئلة البحثيَّة ،ومحاولة
اإلجابة عنها مثال:
لماذا يعتقد الباحث َّ
أن المشكلة المختارة مهمة؟
أن المشكلة جديرة بالدراسة؟ لماذا يرى الباحث َّ
12
ماذا يعني بقاء المشكلة دون حل؟
ماهي اآلثار التي يُمكن أن تنتج عن بقاء المشكلة دون حل؟
-4استعراض الدراسات السابقة حول موضوع البحث ( مراجعة األدبيات المتعلقة بالبحث):
تتضمن هذه الخطوة الطالع على البحوث السابقة التي نُشرت في موضوع الدراسة ،أو في
المواضيع المشابهة لموضوع الدراسة ،وتلخيص األفكار الرئيسية الواردة فيها .وتهدف مراجعة
األدبيَّات المتعلقة بالبحث إلى:
أ -توضيح وشرح خلفيَّة موضوع البحث ( أي ماكتبه اآلخرون حول موضوع البحث).
ب -المساعدة في وضع البحث في إطاره الصحيح.
ت -تجنب األخطاء والمشاكل التي تعرضت لها البحوث السابقة.
ث -تجنب التكرار غير المفيد.
وعند مراجعة األدبيات المتعلقة بالبحث المراد إجراؤه يفضل تقيد الباحث بالنصائح اآلتية:
ل تقبل كل ماتقرأه كحقيقة مؤكدة.
لتعارض كل شيء ،ولكن قيّم ماتقرأه وتفحصه.
حاول الربط بين ماتقرأه وبين معلوماتك وخبراتك في هذا الموضوع.
أن الفهم الصحيح للمبادئ العامة أفضل من تذكر مجلدات من التفاصيل الدقيقة. تذكر َّ
-5تحديد النظرية االفتراضية التي يرغب الباحث في دراستها:
افتراض مؤقت يهدف إلى تفسير أولي للمشكلة البحثيَّة التي
ٌ ف النظرية االفتراضية بأنَّها: ت ُ َّ
عر ُ
يهدف البحث إليجاد حل لها ،وهي تُوض ُع بهدف رسم خطة بحثيَّة ،ويُجرى البحث بهدف إثباتها
أو نفيها ( قبولها أو رفضها).
وتتميز النظرية االفتراضية الجيدة بما يأتي:
تستند إلى حقائق علميَّة.
تكون قابلة لالختبار.
تتفق مع األسس والحقائق الثابتة في حقل الدراسة.
وتسبق النظريَّة الفتراضيَّة مستويات أقل من التأكيد تُوصف بكلمات أو مصطلحات مثل وجهة
نظر وفرضيَّة وفكره و انطباع وتأمل وحدس وظن وتخمين.
وتُقب ُل النظريَّة الفتراضيَّة إذا كانت نتائج الدراسات التي أُجريت لختبارها مؤيدة لها ،ويزداد
قبولها بتزايد وتراكم األدلة المؤيدة لها إلى أن تصبح نظريَّة أو قانونا من القوانين العلميَّة.
ول يجب إهمال نظريَّة افتراضيَّة لمجرد صعوبة إثباتها ،كما ل يجب التشبث بها عندما تكون
نتائج البحث غير مؤيدة لها ،ويجب على الباحث أن يكون على استعداد لتعديلها.
مثال يوضح مفهوم النظرية االفتراضية لدى دراسة دور Phاللعاب في انتشار نخور الطفولة
المبكرة في رياض األطفال من ( )6-3سنوات.
المشكلة البحثية :انتشار نخور الطفولة المبكرة في رياض األطفال من ( )6-3سنوات ،وأسباب
هذا النتشار.
دور في انتشار النخور السنيَّة عند أطفال العينة المدروسةالنظرية االفتراضية :لدرجة Phاللعاب ٌ
(األطفال بعمر الطفولة المبكرة).
الحظ أن هذه النظرية االفتراضية:
13
دور ها ٌم في حدوث النخور السنيَّة .ثم أن لدرجة Phاللعاب ٌ تستند إلى حقيقة علمية :هي َّ
شوهدت في العينة المدروسة ( 6 -3سنوات ) حالت عديدة لنتشار النخور السنيَّة.
قابلة لالختبار.
إلثبات هذه النظريَّة الفتراضيَّة يجب إجراء دراسة توضح عالقة النخور السنيَّة عند أفراد العينة
بدرجة PHاللعاب لديهم.
فإذا كان PHاللعاب متساويا عند جميع أطفال العينة ( المصابين بالنخور ،وغير المصابين
بالنخور) ُرفضت النظريَّة الفتراضيَّة ،ويجب البحث عن أسباب أخرى لهذه النخور؛ أي
نظرية افتراضيَّة جديدة مثال :إضافة لدرجة PHاللعاب هناك عوامل أخرى تؤدي لحدوث
النخور السنية عند األطفال بعمر الطفولة المبكرة .ويجب البحث عن هذه األسباب من أجل
إثبات النظرية الفتراضيَّة الجديدة.
ولكن إذا بينت النتائج اختالف PHاللعاب بين المصابين وغير المصابين بالنخور السنيَّة،
فإن ذلك يؤيد النظريَّة الفتراضيَّة أي يجعلها مقبولة ،ولكن ل يبرهن على صحتها ،ويتعين َّ
إجراء المزيد من التجارب للحصول على مزيد من التأييد والقبول لهذه النظريَّة الفتراضيَّة.
ألن على من -6تحديد األسئلة البحثية :يُفضل عادة تقسيم موضوع البحث إلى أسئلة بحثيَّةَّ ،
يرغبون في الوصول إلى الحقيقة أن يسألوا األسئلة الصحيحة أول (أرسطو) .ويفيد تحديد
األسئلة البحثية في تحديد اسئلة الستبيان؛ إذا كان الستبيان أداة للبحث.
-7جمع البيانات.
-8تحليل البيانات وتفسيرها.
-9كتابة النتائج ومناقشتها.
مثال 1يوضح كيفية تقسيم موضوع البحث إلى أسئلة بحثية:
في بحث لألستاذه الدكتوره شذى قوشجي نُشر في مجلة جامعة دمشق للعلوم الصحيّة في المجلد
33العدد الثاني بعنوان" :مستوى معرفة أطباء األسنان السوريين بالمعوقين ،وموقفهم منهم"
يتضمن الموضوع مشكلتين بحثيتين :األولى :مستوى معرفة أطباء األسنان السوريين بالمعوقين.
والثانية :موقف أطباء األسنان السوريين من المعوقين.
إذن يجب أن يجيب البحث عن سؤالين رئيسين هما:
ماهو مستوى معرفة أطباء األسنان السوريين بالمعوقين؟
ماهو موقف أطباء األسنان السوريين من المعوقين؟
وللوصول إلى اإلجابة عن هذيّن السؤاليّن يجب طرح عدد من األسئلة البحثية مثال:
ماهي العوامل المؤثرة في معرفة أطباء األسنان السوريين بالمعوقين؟
هل هناك فروق بين موقف األطباء والطبيبات من المعوقين؟
هل تختلف نسبة المعرفة بالمعوقين بين طالب ماقبل التخرج ،ومرحلة مابعد التخرج؟
هل يرغب أطباء األسنان السوريين في معالجة المعوقين في العيادة؟ أم َّ
أن ذلك سينفر
باقي المرضى من إتمام العالج؟
ما هي أكثر الختصاصات معالجة للمعوقين؟
يمكن التوصل من خالل األسئلة البحثيَّة السابقة إلى النظريَّة الفتراضيَّة اآلتية :هناك مستوى
متدن من معرفة أطباء األسنان السوريين بالمعوقين ،وهناك موقف سلبي منهم .أو هناك ٍ
مستوى مرتفع من معرفة أطباء األسنان السوريين بالمعوقين ،وهناك موقف إيجابي منهم.
14
كذلك يمكن من خالل األسئلة البحثيَّة تحديد أسئلة اإلستبيان.
إلثبات النظرية الفتراضيَّة لجأت الباحثة إلى اإلستبيان كأداة للبحث .وحددت 120طبيبا يعملون
في مدينة دمشق كعينة للبحث.
أما بعض أسئلة اإلستبيان:
هل ترغب في معالجة المعوق؟
ماهي العوامل التي تؤثر على رغبتك في إنجاز المعالجات السنية للمعوقين؟
مالذي يشجعك على معالجة المعوق؟
مالذي يُبعدك عن معالجة المعوق؟
وكانت النتيجة التي توصلت إليها الباحثة بعد تحليل اإلستبيان:
75 من أفراد العينة ليرغبون في معالجة المعوقين؛ ( وهذا يؤيد النظرية الفتراضية)
أن معالجة المعوقين في العيادة سينفر باقي المرضى ،و حيث يعتقد %29.9منهم َّ
أن تدبير العيادة ل يسمح %27.5منهم يُرج ُع عدم رغبته في معالجة المعوقين يعود إلى َّ
بمعالجة المعوقين.
أطباء أسنان األطفال هم األكثر استقبال لألطفال المعوقين في عياداتهم.
تميل طبيبات األسنان لتخاذ موقف إيجابي أكثر تجاه المعوقين من األطباء الذكور.
هل يمكن تعميم هذه النتيجة ،وهل ترقى إلى مستوى النظرية والقانون؟
اإلجابة ال ،ألن الموضوع يحتاج لدراسات أعمق ،وهو عرضة للتبدل والتغير بتغير العينة.
مثال :2انتشار نخور الطفولة المبكرة في رياض األطفال ( من عمر 6-3سنوات).
يمكن تقسيم موضوع الدراسة إلى مجموعة من األسئلة البحثيَّة مثال:
أن بزوغ األسنان لدى اإلناث هل يرتبط انتشار نخور الطفولة المبكرة بجنس الطفل ،خاصة َّ
يكون غالبا أبكر (.هذا السؤال البحثي يتطلب أن تتضمن اسئلة الستبيان ذكر جنس الطفل)
هل يرتبط انتشار نخور الطفولة المبكرة مع المستوى التعليمي والثقافي لألم؟ (هذا السؤال
البحثي يتطلب أن تتضمن أسئلة الستبيان سؤال عن المستوى التعليمي لألم؟
هل ترتبط نسبة انتشار نخور الطفولة مع المستوى الجتماعي ،والقتصادي للطفل؟
هل يؤثر نوع الرضاعة ( طبيعية أو صناعية أو مختلطة ) في انتشار نخور الطفولة المبكرة؟
هل تؤثر فترة الرضاعة في انتشار نخور الطفولة المبكرة؟
هل يؤثر عامل العناية الفموية في نسبة انتشار نخور الطفولة المبكرة؟
هل يؤثر عامل الفحص الدوري في نسبة انتشار نخور الطفولة المبكرة؟ (هذا السؤال البحثي
يتطلب أن تتضمن أسئلة الستبيان سؤال عن مرات زيارة طبيب أسنان األطفال؟
هل هناك عالقة بين PHاللعاب ونسبة انتشار نخور الطفولة المبكرة؟ ( لتحديد ذلك يجب
إجراء اختبار PHاللعاب عند أفرادالعينة).
هل هناك عالقة بين الحالة الصحيَّة للمريض وانتشار نخور الطفولة المبكرة؟
هل هناك تأثير للعوامل المناعيَّة في انتشار نخور الطفولة المبكرة؟
هل تزداد نسبة انتشار نخور الطفولة المبكرة لدى األطفال ذووي الحتياجات الخاصة؟
هل تنعكس إصابة الطفل بالنخور السنيَّة على حالته النفسيَّة؟
ويمكن من خالل هذه األسئلة وغيرها تحديد عمق البحث ،وأسئلة الستبيان.
15
الفصل الثالث :البحث العلمي ،والمكتبة (مصادر المعلومات)
بعد تحديد مشكلة البحث ،ووضع التساؤلت المتعلقة بها ،وتصميم خطة البحث ،تأتي الخطوة
األهم وهي :جمع المعلومات المتعلقة بالبحث؛ وبتعبير آخر جمع ماكتب اآلخرون حول موضوع
البحث ،أو حول الموضوعات القريبة المشابهة.
إن الباحث الماهر ال ُمدرب على مراجعة البحوث ،يعلم كيف يأخذ المعلومات المرجعيَّة المناسبة َّ
التي يحتاجها من المصادر ،حيث تُسهم هذه المعلومات في حل الكثير من المشكالت العلميَّة
المتعلقة بالبحث ،وفقا لما يأتي:
إن التعرف على األفكار األساسيَّة في الدراسات والبحوث السابقة من شأنه أن يوضح خلفيَّة َّ -1
الباحث بإجرائه ،ووضعه في اإلطار السليم بالنسبة للبحوث ُ موضوع البحث الذي يرغب
األخرى ،وبيان مايمكن أن يضيفه هذا البحث للمعارف البشريَّة.
إن التخطيط الدقيق لمراجعة المراجع المتعلقة بالبحث يُع ُّد في معظم األحيان مصدرا أساسيّا َّ -2
للتعرف على مشاكل البحث ،وتحديدها.
إن الفحص الدقيق للدراسات المرجعيَّة هو الوسيلة التي تُم ّك ُن الباحث من معرفة ما إذا كان َّ -3
بحثه مكررا لبحث سبق أن قام به باحث آخر في مكان آخر ،أو َّ
أن بحثه جديد مبتكر (أصيل).
إن استيعاب معلومات الدراسات المرجعيَّة تساعد الباحث في اختيار منهج البحث المالئم َّ -4
لدراسته ،وتساعده أيضا على تفسير النتائج التي يتوصل إليها.
إن التمعن في الدراسات السابقة من شأنه أن يُجنب الباحث األخطاء والمشكالت التي تعرضت َّ -5
لها البحوث السابقة في مجاله.
والسؤال الذي يؤرق الباحث المبتدئ هو من أين يجمع المعلومات؟ وكيف يمكن التأكد من أن
هذه المعلومات صحيحة ويمكن االعتماد عليها في إنجاز بحثه؟
مصادر المعلومات :يمكن تقسيم مصادر المعلومات إلى:
-1مصادر منشورة : Published Sourcesوتتضمن الكتب والدوريات والنشرات
والمخطوطات واألنترنت..........
-2مصادر غير منشورة : Unpublished Sourcesوتتضمن الرسائل الجامعية
والتقارير وأبحاث المؤتمرات وتوصيات الندوات والمحاضرات العامة.....
-3المراجع : Refrencesوهي المواضيع التي توضع في نهاية كل بحث ،وتحدد البحوث
التي تمت الستعانة بها في إنجاز البحث.
16
الفصل الرابع :النشر العلمي
يهدف نشر البحوث العلميّة في:
-1المساهمة في إضافة قيمة جديدة الى المعرفة الحاليَّة.
-2المساهمة في بناء قاعدة بيانات مهمة تساهم في نمو المجتمعات و تطورها.
-3العتماد على النوعيَّة بدل من الكميَّة في مجال النشر العلمي.
-4التميز في مجال التخصص.
-5التدرب األكاديمي ،واكتساب الخبرة في كتابة البحوث.
-6التنافس مع الزمالء اآلخرين في ذات الختصاص.
-7المحافظة على التواصل مع الباحثين في ذات الختصاص.
أن البحث ،أصيل وليس مستال. -8التأكد من َّ
ويجب على الباحث قبل نشر المقال العلمي القيام ببعض األمور منها:
-1إدراج أسماء جميع الباحثين المشاركين في البحث ،و عرض البحث عليهم قبل إرساله
للمجلة ،وهي من مسؤولية الباحث الذي يرسل البحث للنشر.
-2توضيح مكان إجراء البحث ،مع ذكر معلومات اإلتصال بالباحث المسؤول.
-3التأكد من كتابة البحث بلغة سليمة ،ومنهجية صحيحة.
و يجب على الباحث االبتعاد عن:
الستالل ،والنتحال ،وتكرار النشر ،وإرسال البحث ألكثر من جهة في وقت واحد ،وتجزئة
نتائج البحث في أكثر من ورقة علميَّة.
بعض المفاهيم المتداولة والمتعلقة بالنشر العلمي:
معامل (عامل) التأثير (Impact factor )IF
قام عالم الحواسيب األمريكي )2017 -1925( Eugen Garfieldبابتكار هذا المعامل،
وهو مقياس ألهميَّة المجالت العلميَّة المحكمة ضمن مجالت تخصصها البحثي ،ويعكس هذا
المعامل مدى إشارة األبحاث الجديدة لألبحاث التي نُشرت سابقا في تلك المجلة والستشهاد بها.
وبذلك تكون المجلة التي تملك معامل تأثير IFمرتفع ،مجلة مهمة تتم اإلشارة إلى أبحاثها،
والستشهاد بها بشكل أكبرمن تلك التي تملك معامل تأثير IFمنخفض.
كيف يتم حساب معامل التأثير للمجالت العلمية:
تقوم حاليا مؤسسة تومسون رويترز بحساب عوامل التأثير سنويا لجميع المجالت المحكمة
التي تكون مسجلة لديها ،ثم تقوم بنشرها عبر تقارير استشهاد بالمجالت األكاديميَّة ،يتم من خاللها
تصنيف المجالت المحكمة حسب معامل التأثير.
إ َّن الطالع على كيفيَّة معرفة معامل التأثير IFللمجالت العلميَّة له أهمية كبيرة للطالب
والباحثين ،في إعطاء فكرة دقيقة للباحث العلمي عن المجلة المحكمة ،وفي اختياره للمجلة العلميَّة
التي يريد نشر دراساته العلميَّة فيها ،أو الطالع على المعلومات الصحيحة من خاللها ،وذلك من
أجل تحقيق الستفادة القصوى.
يبدأ حساب معامل التأثير بالنسبة للمجالت المحكمة بعد أن تصدر المجلة المحكمة لمدة عامين.
ففي أول عامين لصدورها ليمكن حسابه ،كما أنَّه يفترض أن ت ُسج ُل المجلة بأحد الفهارس
اللكترونيَّة ،وأن ت ُصدر أعدادا دوريّة سنوية بالحد األدنى ،حتى ليتأثر معامل التأثير.
17
أن معامل التأثير لسنة محددة يتم حسابه إلحدى المجالت العلميَّة لتوضيح األمرأكثر يمكن القول َّ
عن طريق معرفة المعدل لعدد المرات التي حصل فيها الستشهاد بدراسات وأبحاث علميَّة نُشرت
سابقا بهذه المجلة خالل السنتين األخيرتين.
على سبيل المثال إذا كان معامل التأثير بعام 2017هو 3فهذا معناه أنَّه قد حصل الستشهاد
باألبحاث والدراسات التي نُشرت بالمجلة العلميَّة المحكمة في عامي 2015و 2016بمعدل 3
مرات لكل دراسة أو بحث.
حيث يحسب معامل التأثير عن طريق تقسيم مجموع عدد مرات الستشهاد بالبحوث التي نشرت
في 2015و 2016على عدد الدراسات الممكن الستشهاد بها في البحوث التي نشرتها المجلة
خالل هذين العامين ( العدد الكلي للمقالت التي نُشرت في العامين الماضيين).
يحسب عامل التأثير وفقا لما يلي :معامل التأثير= عدد الستشهادات في السنة الحالية /العدد
الكلي للمقالت التي نُشرت بالسنتين الماضيتين .وهكذا يعني عامل التأثير 1أنَّه في المتوسط َّ
فإن
الدراسات المنشورة منذ عام أو عامين قد تم الستشهاد بها مرة واحدة.
مجالت :... Q1
أن المجالت يُعبر هذا الرمز عن المرتبة األولى لتصنيف المجالت العلميَّة ال ُمحكمة ،وهذا يعني َّ
التي تُعطى هذا الرمز هي األفضل .
h-indexHhhhh h- Index مؤشر هيرش Hirschلتقييم الباحثين
اقترح هذا المؤشر جورج هيرش عالم الفيزياء في جامعة كاليفورنيا عام ، 2005كأداة
لتحديد جودة الباحثين .وهو مؤشر يستخدم لقياس كل من اإلنتاجيَّة والتأثير لألعمال
المنشورة من قبل باحث ،ويستند المؤشر على مجموعة من أكثر أبحاث الباحث إستشهادا،
وعدد الستشهادات ،ويُقي ُم المؤلفون بالجمع بين كل من عدد المقالت التي نشرها الباحث،
وعدد اإلستشهادات للباحث ،ويمكن تطبيق هذا المؤشر على المجالت العلميَّة والمجموعات
البحثيَّة
فائدة هذا العامل :تحسين جودة البحث العلمي ؛ فهو يحصي عدد البحوث المنشورة وعدد
القتباسات ،وهذا العامل يعمل على مقارنة البحوث ضمن ذات التخصص فقط ،أي َّ
ان ك َّل
تخصص معزول عن الثاني .وقد اعتمدته الكثير من الجامعات كشرط أساسي للترفيع
العلمي.
يعرف مؤشر هرش للباحث بأنَّه عدد المقالت التي ينشرها الباحث ،والتي تكون استشهاداتها
أكبر أو تساوي عدد المقالت المنشورة ،فمثال عندما نقول أن مؤشر هيرش للباحث هو عشرة
فهذا يعني أن لديه ما ل يقل عن عشرة مقالت منشورة ،كل منها لديه عشرة استشهادات على
األقل .وكلما زاد عدد المقالت ذات األهمية الكبيرة التي نشرها الباحث ،زاد عددالستشهادات
المحققة ،وازدياد مؤشرهيرش للباحث ،يعكس الجودة األكاديميَّة والعلميَّة للباحث وطاقته
اإلنتاجيَّة؛ أي يوازن بين الكمية والنوعيَّة.
18
الفصل الخامس :أنواع أو تصاميم الدراسات الطبية Medical Studies Designs
19
الدراسة جيدة بقدر ماتكون الدراسات ال ُمتضمنة فيها جيدة .وبالرغم من أنها تُع ُّد أقوى أنواع
الدراسات ،إل أنَّه يُمكن أن يحدث فيها انحياز.
ثانيا .أنواع الدراسات الطبية:
يوضح المخططين التاليين أنواع الدراسات الطبية ،وعالقتها ببعضها:
20
دراسات المالحظةObservational studies :
بأي تدخل أو تعديل في العالجات التي تتلقاها ليقوم الباحث في هذا النوع من الدراسات ّ
الحالت ،ويكتفي فقط بمتابعتها ،وتسجيل المالحظات على مايحدث.
تُقسم دراسات المالحظة إلى الدراسات الوصفيَّة والتحليليَّة ،ويمكن التمييز بينهما كما يلي:
• ليوجد في الدراسات الوصفيَّة مجموعات مقارنة.
صف الدراسة الوصفيَّة خصائص العينة فقط فمثال :يمكن دراسة عينة من الطالب؛ أطوالهم، • ت ُ
أوزانهم ،عدد المدخنين منهم ،حالتهم الصحيَّة....
• في الدراسات التحليليَّة ،هناك مجموعات مقارنة.
• تحاول الدراسات التحليليَّة تحليل العالقة بين متغيرين.
ويمكن للدراسات الوصفيَّة ،والدراسات التحليليَّة أن تكون مستقبليَّة (تقدميَّة) Prospectiveأو ُ
رجعيَّة (بأثر رجعي) . Retrospective
-1الدراسات الوصفية : Descriptive Studies
وهي تدرس معدل حدوث األمراض ،ومدى انتشارها ،إذ يُمكن من خالل هذه الدراسات اإلجابة
عن مجموعة من األسئلة مثال:
من هم األشخاص المصابين بالمرض ( من ناحية العمر والجنس والوظيفة والعرق ومستوى
التعليم ،وغيرها من المتغيرات)؟
ماذا يعاني هؤلء األشخاص بالتحديد؟ وأين يوجدون؟ ومتى أصابهم المرض؟
وللدراسات الوصفيَّة عدة أنواع منها:
أ -تقرير حالة Case report
ظهر للمرة األولى،
يتضمن هذا النوع دراسة وصفيَّة لحالة مميزة أو فريدة أو نادرة ،أو حالة ت ُ
أو ظهرت سابقا ولم يهتم بها أحد .أو حالة تُبدي أعراضا أو عالمات غير معتادة للمرض الذي
تعاني منه ،أو مرت بعالج جديد ،أو ظهر لديها مضاعفات غير متوقعة لدواء معين ،أو مثلت
صعوبة في التشخيص لسبب ما.
يتم في تقرير الحالة تسجيل األعراض والعالمات ونتائج التحاليل والتصوير الخاصة بالحالة،
وتسجيل التشخيص النهائي لها ،والعالج الذي تلقته ،ونتائج متابعتها.
مثال يمكن تسجيل تقرير حالة عن إصابة بساركوما أيوينغ في الفك السفلي ( .وهو نوع من
السرطان يصيب العظام واألنسجة الرخوة حولها ،ونادرا ما يصيب الفك السفلي ،وقد تختلط هذه
اإلصابة بالحالت اإللتهابيَّة ،أو الورميَّة األخرى ذات المنشأ السني)
مزايا تقرير الحالة :Case report
تمثل Case reportأسهل أنواع األبحاث ،وأقلها كلفة ،ولتحتاج لشاهد.
تؤدي مناقشة هذه الحالت لطرح تساؤلت يُمكن لكل منها أن يُشكل موضوع بحث.
أما أهم مساوئها:
عدم وجود مجموعة ُمقارنة ( control groupمجموعة شاهدة) ،وهذا يقلل كثيرا من
مصداقيَّة النتائج.
ل يمكن القياس عليها كونها تشتمل على حالة واحدة.
يغلب عليها العتماد على رأي الدارس. ُ
21
أن تقارير الحالة ليست مصدرا لدليل علمي قوي ،لكنها تلفت النظر إلى ظواهر بالرغم من َّ
حسب لها أنَّها كانت األصل الذي تفرعت منه شجرة الدراسات العلميَّة. ُ وحالت طبيَّة فريدة .ويُ
فأساس ظهور العلم الطبي كان المالحظة الجيّدة لظواهر أو أعراض جديدة وغريبة ،ول ْفتُ نظر
المجتمع العلمي إليها ،لتبدأ دراسات أكثر وأقوى هنا وهناك تؤكد النتائج األوليَّة أو تنفيها.
ومن أشهر األمثلة الحديثة التي تدل على أهمية تقارير الحالة اكتشاف مرض اإليدز، AIDS
والذي بدأ بتقارير طبيَّة عن حالت من إصابة المثليين جنسيا homo-sexualبالتهاب رئوي
ل يصيب سوى أصحاب المناعة الضعيفة.
ب -تقرير سلسلة الحاالت Case series
يتشابه هذا النوع من الدراسات مع النوع السابق ،إل أنَّه يتضمن دراسة وصفيَّة لسلسلة من
الحالت المتشابهة ( 6- 3حالت ليس أكثر) تشترك في ظاهرة طبيَّة ما.
يتم في هذا النوع من الدراسات جمع المعلومات عن عدد من المرضى ،وعادة ما يشترك هؤلء
المرضى في صفة أو أكثر مثل :نوع المرض الذي يعانون منه ،أو نوع العالج الذي خضعوا
له ،أو نوع المضاعفات التي يعانون منها.
يتم إجراء هذا النوع من الدراسة بمتابعة هؤلء المرضى لفترة من الزمن ( مستقبليَّة
،) Prospectiveأو يتم إجرائها بجمع المعلومات عن الحالت من ملفاتهم المرضيَّة وسجالتهم
(رجعيَّة .) Retrospective
مثال دراسة عن 4مرضى مارفان تشخيصها والحالة الصحية الفموية لكل مريض.
المزايا:
سهل الكتابة ،ومفيد في دراسة الظواهر النادرة ،واألمراض الجديدة.
المساوئ:
عدم وجود مجموعة ُمقارنة ( control groupمجموعة شاهدة) يقلل من مصداقية النتائج.
التحيز في البحث المتعلق بالختيار ،فمثال :قد يكون لدى الباحث 5حالت ،ولكن ينتقي منها
3فقط ألنها من وجهة نظره ذات شكل أنسب للنشر ،والصور فيها أكثر وضوحا( .يُدعى هذا
التحيز بتحيز النتقاء).
-2الدراسات التحليليةAnalytic studies :
هي دراسات يتم إجراؤها للتأكد فيما إذا كان هناك ارتباط بين المرض موضع الدراسة ،و
التعرض ألحد المسببات المتوقعة ،أو عوامل الخطر المتوقعة له .وأهم الدراسات التحليليَّة:
الدراسات المقطعية ،ودراسات الحاالت المرضية والمجموعات الضابطة ،و الدراسات الحشدية.
ُمكن التمييز بين أنواع الدراسات التحليليَّة الثالث باإلجابة عن سؤال :متى ُحددت النتائج؟ وي ُ
فإذا حددت النتائج في بداية الدراسة ،فهي دراسة حاله -شاهدcase - control .
وإذا حددت النتائج في نهاية فترة المتابعة ،فهي دراسة حشديَّةCohort studies .
وإذا حددت النتائج في أثناء الدراسة ،فهي دراسة مقطعيَّة Cross sectional
.studies
أ -الدراسات المقطعية : Cross sectional studies :
وتدعى أحيانا دراسات النتشار” ، Prevalence studiesوهي دراساتٌ تهتم بدراسة مدى
انتشار مرض معين ،أو ظاهرة مرضيَّة ،أو عدد المصابين بمرض ،أو العوامل المؤثرة على
انتشار مرض معين في شريحة محددة من المجتمع ،في مكان وزمان محددين.
22
مثال :1عالقة السمنة في منطقة ما بانتشار سرطانات معينة.
مثال :2يقوم الباحثون بإجراء دراسة على سكان قرية ما ،لمعرفة مدى انتشار مجموعة من
األمراض المزمنة ،والعوامل المؤثرة على االنتشار؛ وذلك من خالل المسح الشامل لسكان القرية
(التاريخ المرضي ،واختبارات طبيَّة سريعة…) .تستطيع الدراسة بسهولة الوصول إلى نسب
انتشار الظواهر المطلوبة في القرية ،فمثال ٪١٠منهم مصابون بمرض السكري ،و ٪١٥
بالضغط ،و ٪١٢بالسمنة ( وأكثر من نصف هؤلء مصابون بالسكري ) ،و ٪25منهم مدخنون،
و ٪١٢يعانون من قصور بشرايين القلب .لكن ل تستطيع الدراسة تحديد السبب والنتيجة بكفاءة.
مثال :3دراسة نسبة إصابة تالميذ الصف األول البتدائي في مدرسة معينة بالنخور السنيَّة.
تفيد هذه الدراسات أيضا في دراسة المسوحات والوبائيات.
مثال :4دراسة لألستاذ الدكتور نبيل قوشجي نُشرت في مجلة جامعة دمشق للعلوم الصحيَّة المجلد
34العدد األول 2018بعنوان :دراسة وبائية لألورام سنية المنشأ في الفكين لدى عينة من
المرضى في المجتمع السوري.
اعتمد البحث على دراسة حالت مجموعة من المرضى المصابين بأورام سنيَّة المنشأ في الفكين
صنفت المسجلة في أرشيف مخابر التحاليل النسيجيّة ،وذلك خالل الفترة بين ، 2014 -2006و ُ
تلك الحالت تبعا للعمر والجنس والموقع التشريحي ،والتشخيص النهائي .واعتمدت الدراسة
الطريقة الرجعية ٌ Retrospective؛ إذ تم الرجوع ألرشيف الحالت المرضيَّة المسجلة في
مخابر التشريح المرضي للمرضى الذين خضعوا للعالج في عدد من مشافي دمشق الخاصة
والعامة؛ إذ ُجمعت البيانات عن حالت األورام سنيَّة المنشأ في الفكين الواردة للمخبر ،و ُحللت
وفقا لعمر المريض وجنسه وموقع اآلفة.
أن معظم األورام سنيَّة المنشأ حدثت عند المرضى الذين تراوحت أعمارهم وتوصلت الدراسة إلى َّ
بين 30 -21سنة بنسبة %27.8وكانت نسبة اصابة الذكور إلى اإلناث . 1.45 :1كما
توضعت النسبة العليَّا من الحالت في الفك السفلي بنسبة ..... %82.7
مثال :5دراسة لألستاذة الدكتورة شذى قوشجي ،ومحمد بهاء الحفار وهو طالب سنة ثالثة في كليَّة
طب األسنان بجامعة دمشق بعنوان :تأثير األزمة السورية في مستويات التوتر عند طالب طب
األسنان في الجامعات السورية.
البحث إلى تحديد مصادر التوتر في بيئة طب األسنان في الجامعات السورية ،ومقارنتها ُ هدف
بجنس الطالب ،والسنة الدراسيَّة ،ونوع الجامعة ،ودراسة تأثير األزمة السوريَّة كعامل إضافي
مسبب للتوتر ،وتحديد نتائج التوتر ومنعكساته على الطالب.
البحث عبارة عن دراسة إحصائية مقطعية مسحيَّة شملت 4جامعات حكومية ،و 3جامعات
خاصة .واستخدم استبيان الكتروني ُوزع على الطالب من السنة الثانية ،وحتى الخامسة عشوائيا،
والستبيان عبارة عن 60سؤال ُوزعت في 6أقسام .وتوصلت الدراسة إلى:
وجود مستويات مرتفعة من التوتر في بيئة طب األسنان في الجامعات التي أجري فيها البحث.
أن بيئة طب األسنان مسببة للتوتر ،اعتمد على جواب النسبة المئوية من الطالب الذين يجدون َّ
الطالب عن سؤال هل طب األسنان مسبب للتوتر؟
أن بيئة طب األسنان مسببة للتوتر ،في حين %86.1من الطالب المستطلعة أراؤهم يجدون َّ
أن بيئة طب األسنان غير مسببة للتوتر. 13.9من الطالب َّ
السنة الرابعة هي األكثر تسببا للتوتر للطالب بنسبة .%93.6
23
ارتفاع نسبة التوتر عند اإلناث ( )%54.8مقارنة بالذكور (.)%48.8
تتشابه مستويات التوتر بين طالب الجامعات الحكوميَّة ،وكذلك بين طالب الجامعات الخاصة.
ترتفع مستويات التوتر في الجامعات الحكوميَّة ( )%53.4مقارنة بالجامعات الخاصة
()49.1
وتحتاج الدراسات المقطعيَّة من أجل البناء عليها ،لتحليالت إحصائيَّة عميقة.
المزايا:
سريعة جدا.
قليلة التكاليف نسبيا.
عدم وجود قيم مفقودة بسبب المتابعة.
المساوئ:
ل تقيم العالقة السببيَّة بين المرض والمسبب.
غير عمليَّة لألمراض النادرة.
ب -دراسات الحاالت المرضية والمجموعات الضابطة case - control studies
تبدأ هذه النوعية من الدراسات باختيار الباحث لمجموعتين:
مجموعة مصابة بالمرض الذي يقوم بدراسته (مجموعة ) Case
مجموعة غير مصابة بالمرض (المجموعة الضابطة أو الشاهدة .) Control
أي أن بداية البحث تكون بالنتيجة المرضية ، outcomeونهايته التي يريد الباحث الوصول
لها هو المسبب؛ أو عامل التعرض exposure؛ أي ما تعرضت له الحالة .ويمكن أن تتم
بأثر رجعي ،أو بأثر حالي أو مستقبلي. هذه الدراسات ٍ
ففي حالة الدراسة بأثر رجعي يقوم الباحث من خالل التقارير الطبيَّة ،والتاريخ المرضي للحالت،
تعرضت لها المجموعة بالبحث في الماضي عن مسببات محتملة ( exposureعوامل تعرض) َّ
المريضة ،وذلك للوصول إلى األسباب الحقيقيَّة التي أنتجت الحالة المرضيَّة .ويُفضل أن يكون
المرض هو الفارق الوحيد بين المجموعة المريضة Caseوالمجموعة الضابطة ، Control
وأن تتشابه المجموعتان بالصفات األخرى؛ كالجنس واللون والعمر ومكان العمل..
وتكون الدراسة ذات مصداقيَّة أكبر ،و النتائج أدق كلما كان عدد أفراد العينة أكبر ،وكلما كانت
المجموعة الشاهدة (الضابطة) مساو لعدد أفراد العينة المريضة.
يتم حساب وجود عالقة سببيَّة بين النتيجة (المرض) والمسبب (عامل التعرض) من نسبة :عدد
الحالت المرضيَّة التي تبين أنَّها تعرضت لل ُمسبب ،exposureإلى عدد الحالت المرضيَّة التي
لم تكن تعرضت لهذا المسبب أي:
العالقة السببية بين النتيجة والمسبب= عدد الحالت المرضيَّة التي تعرضت للمسبب /عدد الحالت
المرضية التي لم تتعرض للمسبب.
ولبد أن تزيد النسبة عن 1لنتحدث عن وجود عالقة سببيَّة بين النتيجة والمسبب ،وكلما زادت
القيمة زاد الحتمال .ومن أجل حساب الخطورة النسبية (نسبة احتمال أن يكون المرض ناتج عن
المسبب) يتم أول وضع نتائج الدراسة في جدول كما يأتي:
24
حيث تمثل المجموعة أ :الحالت المرضيَّة التي تعرضت للمسبب المحتمل.
وتمثل المجموعة ب :الحالت غير المرضيَّة التي تعرضت للمسبب المحتمل.
وتمثل المجموعة جـ :الحالت المرضيَّة التي لم تتعرض للمسبب المحتمل.
وتمثل المجموعة د :الحالت غير المرضيَّة ،والتي لم تتعرض للمسبب المحتمل.
تُحسب العالقة السببية بين النتيجة والمسبب من قسمة عدد الحالت المرضيَّة التي تعرضت
للمسبب على عدد الحالت المرضية التي لم تتعرض للمسبب أي أ/جـ ،وتُحسب الخطورة النسبية
من المعادلة( :أ/جـ) ( /ب/د)
مثال :1عالقة اإلصابة بسرطان الرئة بالتدخين.
رجل مصاب بسرطان الرئة. 100 المجموعة المصابة بالمرض =
رجل غير مصاب بسرطان الرئة. المجموعة الضابطة (الشاهده) = 100
بعد دراسة جميع الحالت ُوزعت المجموعتين المصابة ،والشاهدة في أربع مجموعات:
مدخن 90 المجموعة أ .مصاب
المجموعة جـ .مصاب غير مدخن 10
20 المجموعة ب .غير مصاب مدخن
المجموعة د .غير مصاب غير مدخن 80
لمعرفة وجود عالقة سببيَّة بين التدخين واإلصابة بسرطان الرئة في العينة الدروسة نقسم عدد
الحالت المرضيَّة التي تعرضت للمسبب /عدد الحالت المرضية التي لم تتعرض للمسبب ،أي
أ/جـ أي ،9 = 10/90وهذا يعني وجود عالقة سببيّة قوية بين النتيجة (سرطان الرئة) والمسبب
(التدخين) .ويتم حساب الخطورة النسبيَّة (نسبة احتمال أن يكون المرض في العينة المدروسة ناتج
عن المسبب) من العالقة (أ/جـ) ( /ب/د) = 36 = 0.25/9بنسبة %36
مثال :2عن الحاالت المرضية والمجموعات الضابطة case - control studies
عنوان الدراسة :العالقة بين التهاب المفصل الرثياني والتهاب النسج حول السن.
أطروحة ماجيستير إعداد الطالب :محمــد الفـروح ،إشراف :أ.د .أسامة إبراهيم ،وأ.د .حسان
اليقة .تألّفت عيّنة البحث من مجموعتين رئيستين:
-1المجموعة المرضيَّة ( : (Caseمجموعة التهاب المفصل الرثياني :وتألّفت من 25مريضا
ص لديهم التهاب مفصل رثياني.مش َّخ ٌ
-2المجموعة الشاهدة أو الضابطة ( ) Controlوتألَّفت من 25مشاركا غير مصابين بالتهاب
المفصل الرثياني ،ت َّم اختيارهم دون العلم بحالة النسج حول السنيَّة لديهم ،ودون إعطائهم
موعدا مسبقا للفحص حول السني ،وقد كان الختيار مقصودا ليوافق مجموعة التهاب المفصل
الرثياني من ناحية العمر والجنس.
25
وجرى تقييم حالة النسج حول السنية عند كل من مرضى التهاب المفصل الرثياني وأفراد
فروق دالةٌ
ٌ المجموعة الشاهدة باستخدام مشعرات معينة ،وتوصلت الدراسة إلى أنَّه ل يوجد
إحصائيا بين المشعرات السريرية حول السنيَّة في مجموعتي الدراسة ( المريضة والشاهدة)
أما االستنتاجات فتوصلت إلى أنه ل يوجد اختالف بين الحالة حول السنيَّة السريريَّة عند مرضى
التهاب المفصل الرثياني وأفراد المجموعة الشاهدة.
جـ -دراسات الحشد :Cohort studies
تعتمد هذه الدراسات على تتبع مجموعة كبيرة (حشد من الناس) خالل فترات زمنيَّة.
وهي تجرى على مجموعة من األشخاص ،تعرض بعضهم لمسبب مرض معين ،ولم يتعرض
البعض اآلخر لذلك المسبب ،وتتم متابعة هذه المجموعة عبر الزمن مع مراقبة إذا ماتطور لديهم
مرض أم ل.
ٌ
أي أن بداية البحث تكون بعامل التعرض exposureونهايته التي يريد الباحث الوصول
لها هو النتيجة المرضية outcome؛ أي حصول المرض ،ويمكن أن تكون الدراسات
الحشديّة تقدميّة أو مستقبلية (تتبعية نحو األمام) Prospective cohort studyأو.
تراجعيّة (تتبعية نحو الخلف) . Retrospective cohort study
-1الدراسات الحشدية التقدمية (تتبعية نحو األمام) Prospective cohort study
هي دراسة مجموعة من األشخاص بدءأ من نقطة الصفر دون الرجوع للخلف ،بهدف استقصاء
مشكلة معينة ،ويتم تتبعهم عبر الزمن المستقبلي( أشهر ،أو سنوات ،أو عقود حسب تصميم
الدراسة المستخدم) .إذ قد تستغرق الدراسات الحشديَّة المستقبليَّة فترات طويلة جدا؛ ففي نيوزيلندا
تم تتبع مجموعة كبيرة من المواليد الذين ولدوا خالل الحرب العالميَّة الثانية لمدة 50عاما من
حيث انتشار األمراض ،ثم مقارنة النتائج مع أطفال ولدوا بعد الحرب.
يتم في هذا النوع من الدراسات تقسيم الحالت إلى مجموعتين:
مجموعة معرضة لعامل الخطر قيد الدراسة.
مجموعة شاهدة أو ضابطة غير معرضة لعامل الخطر.
يتم متابعة المجموعتين في المستقبل ،ومعرفة نسبة ظهور بعض األمراض في كلتيهما.
أي أن بداية البحث تكون مع مسبّب معين ، exposureونهايتة التي يريد الباحث الوصول
إليها هو النتيجة المتوقعة outcomeأي حصول المرض.
ومن نسبة المصابين في كل مجموعة ،يتم حساب الخطورة النسبية لعامل الخطر
المدروس .relative risk
26
تُوضع نتائج الدراسة في جدول وفق اآلتي:
28
أقل استهالكا للوقت والكلفة ألنها لتتطلب فترة مراقبة ومتابعة.
مفيدة عندما تكون الدراسات التجريبية غير ممكنة.
غير عرضة للتحيز.
سيئات الدراسات الحشدية التراجعية:
احتمالية عدم اكتمال المعلومات من األرشيف.
حتى لو كانت البيانات المطلوبة موجودة ربما تكون غير دقيقة أو غير كاملة.
الدراسات التجريبيّةExperimental studies :
في هذه الدراسات يقوم الباحث بتدخل معين (إعطاء دواء ما ،تجريب طريقة عالجيّة جديدة،
التقليل من مؤثر معين) ثم يقوم بمتابعة الحالت لمعرفة تأثير هذا التدخل على سير المرض أو
حالة المرضى.
عندما تُجرى الدراسات التجريبية بدون وجود مجموعة شاهدة أو ضابطة للمقارنة تُدعى
بالدراسات التجريبية غير المضبوطة .Non-controlledوعندما تُجرى الدراسات التجريبية
بوجود مجموعة شاهدة أو ضابطة تُدعى بالدراسات التجريبية المضبوطة .Controlledوهنا
يمكن التمييز بين حالتين:
في الحالة األولى يتم توزيع الحالت المرضيَّة بشكل عشوائي بين مجموعة التجربة،
والمجموعة الضابطة أو الشاهدة فنكون أمام تجربة مضبوطة على عينة
عشوائيَّة Randomised Controlled Trial
في الحالة الثانية ل يتم استعمال التوزيع العشوائي للحالت بين مجموعة التجربة و المجموعة
الضابطة ،ونكون أمام تجربة مضبوطة على عينة غير عشوائيَّة non-randomized
controlled trial.
-1التجارب العشوائية المضبوطة (التجارب المضبوطة المعشاة) (الدراسة السريرية المنضبطة
على عينة عشوائية ) Randomized Controlled trialهي نوعٌ من الدراسات
الطبيَّة التجريبيَّة ( السريريَّة) تهدف إلى الحد من التحيز Biasعند اختبار دواء جديد ،أو
وسيلة عالجيّة جديدة ،أو توفير معلومات عن اآلثار السلبيَّة لتفاعالت دواء ما ،أو تأثير أنواع
29
مختلفة من الجراءات الطبيَّة .مثال :في حال اختبار عالج جديد يتم توزيع المشاركين في
الدراسة بشكل عشوائي على مجموعتين (أو أكثر):
مجموعة تتلقى العالج قيد الدراسة.
مجموعة شاهدة تتلقى عالجا وهميا.
ويقلل التوزيع العشوائي من التحيز في الختيار .وتسمح مجموعات المقارنة المختلفة للباحثين
بتحديد أي تأثيرات للمعالجة المدروسة بمقارنتها مع المجموعة الشاهدة.
تُظهر الدراسات المضبوطة المعشاة أقل قدر ممكن من الختالفات ،ويتحقق ذلك من خالل:
التوزيع العشوائي للمرضى إلى المجموعات وذلك لتجنب حدوث تحيز في النتائج.
وجود مجموعة مراقبة (شاهدة) والتي ل تتلقى عالجا أو تتلقى عالجا وهميّا.
التعميّة ( ،)Blindingوهي طريقة أخرى لتجنب التحيّز الشخصي؛ حيث يتم إخفاء معلومات
الختبار عن المشارك ،وذلك للحد من التحيز حتى بعد انتهاء التجربة .وهناك نوعان منها:
التعمية الفردية ( )single blindingحيث ل يكون المريض على دراية بالعالج الذي
يتلقاه .التعمية المزدوجة ( )double blindingحيث ل يعرف المريض ول الباحث أي
عالج يتم التخطيط له ،ول يعرفون فيما إذا كان الفرد ينتمي إلى المجموعة التجريبيَّة أو
الشاهدة.
مثال :1في دراسة لمجموعة من الباحثين في كليَّة طب األسنان بجامعة دمشق منشورة في
مجلة العلوم الصحيّة المجلد 33العدد 2لعام 2017بعنوان :تأثير العضة المعكوسة الخلفيَّة
أحاديَّة الجانب الوظيفيَّة في الفعاليَّة العضليَّة الماضغة والصدغيَّة عند األطفال.
تألفت عينة البحث من 20طفال تراوحت أعمارهم بين 10-7سنوات ،قُسموا إلى
مجموعتين :تألفت المجموعة األولى من 10أطفال ذوي عضة معكوسة خلفيَّة أحاديَّة الجانب
وظيفيَّة (مجموعة الدراسة) وتألفت المجموعة الثانية من 10أطفال ذوي إطباق سوي
(المجموعة الشاهدة) .وبعد إجراءالفحص السريري والوظيفي لهم أُجري التخطيط العضلي
الكهربائي للعضلتين الماضغة والصدغية بعد التعمية عند األطفال جميعهم.
قُسم الفريق البحثي إلى مجموعتين :قام أعضاء المجموعة األولى بفحص المرضى سريريا
ووظيفيا ،وتسجيل أسمائهم وتحديد هل كانوا من المجموعة الشاهدة ،أو من مجموعة الدراسة.
وقام أعضاء المجموعة الثانية من الفريق البحثي بإجراء عمليات التخطيط الكهربائي
للعضالت المدروسة ،وتحديد الجانب المفضل للمضغ .أ ُعلم أعضاء الفريق :هل كان المريض
المفحوص من المجموعة الشاهدة ،أو من المجموعة المرضيَّة ،دون تحديد جهة العضة
المعكوسة عند مرضى المجموعة المرضية .وذلك لتجنب النحياز المحتمل من قبل أعضاء
المجموعة الثانية من الفريق البحثي في أثناء عمليات التخطيط والتسجيل.
مثال .2في دراسة للباحثين محمد حسان جعفو و باسل براد بعنوان :فعالية الالصق النسيجي
في التخفيف من الختالطات التالية للقلع الجراحي لألرحاء السفلية المنطمرة ( دراسة سريريَّة
معشاة) نُشرت في مجلة جامعة دمشق للعلوم الصحية المجلد 34العدد األول .2018
هدف البحث إلى تقييم فعالية الالصق النسيجي في التخفيف من الختالطات التالية للقلع الجراحي
لألرحاء السفلية المنطمرة بالمقارنة مع الخياطة التقليديَّة.
وشملت الدراسة 25مريضا لديهم أرحاء ثالثة سفلية منطمرة ثنائية الجانب ومتناظرة التوضع.
30
تم القلع وإغالق الجرح عن طريق الخياطة في أحد الجانبين عشوائيا .وتم القلع في الجانب المقابل
بعد أربعة أسابيع من األول ،وإغالق الجرح عن طريق الالصق النسيجي ،وأجري التقييم عن
طريق مختص في جراحة الوجه والفكين؛ إذ قُيم انفتاح الجرح وانتانه ،وذلك في مدتين زمنيتين
مختلفتين؛ بعد أسبوع واحد ،وبعد أربعة أسابيع من العمل الجراحي كل على حده.
أن كال من انفتاح الجرح وانتانه بعد القلع الجراحي كان متماثال في مجموعة وقد أظهرت النتائج َّ
بأن استخدام الالصق الالصق النسيجي ومجموعة الخياطة .وتوصلت الدراسة إلى الستنتاج َّ
النسيجي في إغالق الجرح بعد القلع الجراحي لألرحاء الثالثة المنطمرة ل يخفف من انفتاح الجرح
وانتانه بعد القلع الجراحي.
non- -2-2التجارب غير العشوائية المضبوطة (الدراسات المضبوطة غير المعشاة)
randomized controlled trial.
هي نوعٌ من التجارب السريريّة ل يتم فيها التوزيع العشوائي للحالت المرضية بين مجموعة
التجربة والمجموعة الشاهدة؛ أي يعرف فيها الباحثون والمشاركون أيا من العالجات يتم تناولها.
وتستخدم مثل هذه الدراسات لدى مقارنة عالجين متشابهين للغاية لتحديد أيهما أكثر فعالية .وقد
ليمكن في بعض الحالت تجنب هذا النوع من الدراسات مثل :مقارنة فعاليّة دواء ما مع جلسات
العالج الفيزيائي المكثفة.
31
الفصل السادس :توثيق المراجع ( نظام اإلسناد )Citation System
أوال .أهمية المصادر والمراجع في البحث العلمي:
ُ
الباحث للمراجع العلميَّة من أجل إثراء بحثه ،وإنجازه بشكل دقيق ومنهجي؛ فالبحث يحتاج
تنوع المصادر والمراجع ،ويستفيدالعلمي الذي يتمتع بمصداقيَّة كبيرة هو البحث الذي يعتمد على ُّ
أقصى استفادة منها .ويمكن حصر أهميَّة الطالع على المراجع في البحث العلمي بما يأتي:
تجيب عن معظم الستفسارات التي يطرحها الباحثون في بحوثهم.
ُ
تُعطي قيمة للبحث ،وتُشير إلى مدى ّ
اطالع الباحث ،وخبرته في مجال البحث العلمي.
يتم الستناد إليها في حل قضايا ومشكالت البحث بصورة دقيقة.
تنمية المعرفة من خالل تراكم المعلومات واإلحاطة بها.
عتبر حلقة وصل بين معلومات الماضي والحاضر التي تخص موضوعع البحث. تُ ُ
التطور الذي وصلت إليه البشريَّة في جميع المجالت.
ُّ التعرف على مدى ُّ يمكن من خاللها
تُع ُّد وسيلة غير مباشرة لتبادل الثقافات والعلوم بين شعوب العالم.
تُو ّ
ضح المصادر والمراجع مدى حداثة المعلومات التي يستند إليها الباحث.
ثانيا .معنى التوثيق أو اإلسناد :
ف مصطلح التوثيق بأنَّه تسجي ُل المعلومات التي استفاد منها الباحث في كتابته لبحثه بصورة
ُعر ُ
ي َّ
مباشرة أو غير مباشرة ،وفقا لطرائق علميَّة ُمتَّبعة ،بحيث يتم إثبات مصدر المعلومات ،وإرجاعها
إلى أصحابها اعترافا بجهدهم.
يستخدم الباحث المعلومات من المراجع في عدة صور:
االقتباس النصي :ويعني قيام الباحث بنقل فقرة أو نص من المرجع بالكلمات والصياغة ذاتها،
ويُوض ُع عادة هذا القتباس بين عالمتي تنصيص" "
االقتباس وإعادة الصياغة :حيث يقوم الباحث بإعادة صياغة ماهو مكتوب في المرجع بلغتة
وكلماته الخاصه ،مع الحتفاظ بذات المعنى الذي يشير إليه المرجع.
التلخيص :وهو تلخيص فكرة أو رأي أو عوامل تؤثر في متغير.
النقل :حيث يقوم الباحث بنقل صور أورسومات توضيحية أوأشكال بيانية من المرجع إلى
البحث ،وعادة ل توضع بين عالمتي تنصيص ،بل يشار إلى ذلك.
ثالثا .أهمية التوثيق:
تتمثَّل أهمية توثيق المراجع في البحث العلمي بما يأتي:
التعزيز من مصداقية البحث وصحة ما به من معلومات.
اعتراف
ٌ حفظ الحقوق الخاصة لمن اقتبس منهم ،أو استند إلى كتاباتهم ودراساتهم ،وفي ذلك
بجهد اآلخرين ،وحقوقهم العلميَّة ،وتحقيق لألمانة العلميّة.
إمكانية أن يستزيد القارئ في موضوع البحث من خالل رجوعه إلى تلك المصادر
والمراجع التي وثقها الباحث في بحثه.
32
رابعا .أنواع التوثيق أو اإلسناد ،وطرائق توثيق المراجع في البحوث العلميّة:
وثق المراج ُع عادة في المتن أي ضمن النص( ،) Textوفي قائمة المراجع ( References تُ ُ
.)listويرتبط كل مرجع مذكور ضمن النص في البحث بمرجع في قائمة المراجع .وينبغي أن
تكون المراجع الموثقة في المتن مطابقة تماما للمراجع الموثقة في قائمة المراجع .وعادة ما تتضمن
شروط النشر في المجالتُ العلميَّة ،الطريقة التي تعتمدها المجلة في توثيق المراجع.
-1التوثيق أو اإلسناد ضمن النص:
كر مؤلف ،أو مؤلفو تُتب ُع عادة طريقتان لذكر المراجع ضمن النص هما :ذكر رقم المرجع ،أو ذ ُ
المرجع مع عام النشر.
-1-1طريقة التوثيق بذكر رقم المرجع:
عادة ماتوجهُ المجالتُ العلميَّة الباحث الى الطريقة التي تعتمدها في توثيق المراجع بهذه الطريقة؛
فمثال من شروط النشر في مجلة جامعة دمشق للعلوم الصحيَّة أن يتم التوثيق ضمن النص باإلشارة
إلى رقم المرجع في مكانه ضمن النص بخط مرتفع دون وضع أقواس؛ إذا كان التوثيق لمرجع
واحد .ووضع فواصل بين أرقام المراجع ،إذا كان التوثيق ألكثر من مرجع .ووضع كشيدة في
حال وجود عدة مراجع متسلسلة بين رقمين مذكورين.
1
أمثلة :تسم ُح جلسات تنقيّة الدم الصناعيَّة بإعادة تأهيل أسرع للمرضى (مرجع واحد )1
تسمح جلسات تنقية الدم الصناعيَّة بإعادة تأهيل أسرع للمرضى ( 1،2،5،8المراجع 1و2و5و)8
أو تسمح تنقية الدم الصناعية بإعادة تأهيل أسرع للمرضى 1-5المراجع ()1،2،3،4،5
وتختلف طريقة التوثيق من مجلة ألخرى؛ وفي جميع الحاالت يجب على الباحث اتباع طريقة
واحدة في كامل النص.
-1-1طريقة التوثيق باستخدام كنية المؤلف ،أو المؤلفين مع عام النشر:
وهي الطريقة األكثر شيوعا ،وهي معتمدة في الكثير من المجالت العلميَّة العالميَّة.
توثيق المراجع العربية:
أ -توثيق مرجع لمؤلف واحد :تُذكر كنية المؤلف مع عام النشر وفقا للحالتين اآلتيتين:
أن األسنان ذات عالقة اإلسناد بداية الفقرة (إسناد مباشر) مثال :ذكر قوشجي (َّ )2017
وثيقة مع العمر أكثر من أي نسيج صلب آخر في الجسم.
اإلسناد نهاية الفقرة (إسناد غير مباشر) :يمكن تحديد العمر عند األطفال من خالل تطور
األسنان الدائمة والمؤقتة ،وبزوغها؛ وذلك حتى عمر 14سنة (قوشجي.)2017 ،
ب -توثيق مرجع لمؤلفين :تُذكر كنية المؤلفين مع عام النشر وفقا للحالتين اآلتيتين:
اإلسناد بداية الفقرة (اسناد مباشر) :مثال :ذكر درويش و زيناتي (َّ )2017
أن ازدياد تعداد
الكريات البيضاء ،وارتفاع الحرارة تع ُّد بمنزلة العالمات األولى لإلصابة بساركوما إيوينغ
في المنطقة الوجهيَّة الفكيَّة.
اإلسناد نهاية الفقرة (إسناد غير مباشر) مثال :تُع ُّد ساركوما إيوينغ نسيجيَّا من األورام
الظهاريَّة العصبيَّة قليلة التمايز (درويش ،زيناتي .)2017،أو (درويش و زيناتي.)2017،
جـ -توثيق مرجع ألكثر من مؤلفين :تُذكر كنية المؤلف األول ،كما وردت في المرجع ،مع
إضافة وآخرون أو وزمالؤه وعام النشر وفقا للحالتين اآلتيتين:
33
اإلسناد بداية الفقرة (اسناد مباشر) مثال :ذكر درويش وآخرون (َّ )2017
أن ازدياد تعداد
الكريات البيضاء ،وارتفاع الحرارة تع ُّد بمنزلة العالمات األولى لإلصابة بساركوما إيوينغ
في المنطقة الوجهية الفكيَّة.
اإلسناد نهاية الفقرة (إسناد غير مباشر) مثال :تُع ُّد ساركوما إيوينغ نسيجيَّا من األورام
الظهاريَّة العصبية قليلة التمايز (درويش وآخرون .)2017،
في حالة كان مرجع البحث العلمي مصدره منظمة أو شركة أو هيئة:
أ -في أول الجملة :ذكرت منظمة الصحة العالميّة ( )2002أن وباء............
ب -في آخر الجملة ( :منظمة الصحة العالمية.)2002 ،
34
ب -مرجع لمؤلفينDarwish, K. Zenati, M. (2017). Ewing Sarcoma of :
the Mandible. Damascus University Journal for the Health
Sciences. 33(2): 171-178.
درويش ،خلدون ،زيناتي ،مازن ( )2017ساركوما ايوينغ في الفك السفلي ،مجلة جامعة دمشق
للعلوم الصحيَّة.178 -171 :)2(33 ،
جـ-مرجع ألكثر من مؤلفين:
Alabdullah, M.,Saltaji, H., Abou-Hamed, H., Youssef, M. (2014).
The Relationship Between Molar Bite Force and Incisor Inclination.
International Orthodontics, 12, 494-504.
وقد توجه المجلة لوضع عام النشر بعد اسم المجلة الناشرة كما في المثال اآلتي:
Al Beiruti N. Oral health behaviour among a sample of school
teachers, physicians and nurses in the Syrian Arab Republic.
Eastern Mediterranean Health Journal 1997;3(2):258-262
وفي جميع الحالت يجب توحيد طريقة كتابة المراجع في قائمة المراجع.
ترتيب المراجع العربية في قائمة المراجع في نهاية البحث:
عند اعتماد اسلوب ترقيم المراجع داخل النص ،تُرتب المراجع في قائمة المراجع بالترتيب ذاته
الذي ورد ضمن النص.
أما في الحالت األخرى فترتب المراجع في قائمة المراجع ترتيبا هجائيا بحسب كنية مؤلف
البحث ،أو المؤلف األول عند تعدد المؤلفين ،مع ضرورة ذكر أسمائهم جميعا .ويجب على الباحث
التأكد من مطابقة أسماء الباحثين وأعوام النشر المذكورة في النص والمثبتة في صفحة المراجع،
وخاصة في المراحل األخيرة من إعداد البحث.
يراعى في المطبوعات العربية ذكر المراجع العربية أوال ثم المراجع األجنبية .مع ضرورة
التقيد في ترتيبها بالترتيب اآلتي:
مجالت أو دوريات علمية ،كتب ،وقائع المؤتمرات ،تقارير ،نشرات ،رسائل أو أطروحات
دراسات عليا ،أعمال غير منشورة.
وكذلك ترتب المراجع األجنبية
1. Journals
2. Books and monographs
3. Conference proceedings
4.Annual and technical reports
5. Bulletins
6. Thesis and/or dissertations
8.Unpublished works
35
ذكر أسماء العلماء ،وغيرهم في النص
القاعدة العامة في اإلشارة إلى أسماء العلماء ،وغيرهم في النص هي أن يذكر السم دون اللقب
العلمي أو الوظيفة التي يشغلها العالم ،كأن تقول دكتور أو أستاذ أو عميد أو وزير .تستثنى من
ذلك كلمات الشكر والتقدير في المطبوعة ،إذ يجب أن يثبت فيها السم مع اللقب والوظيفة ،فتقول
جزيل الشكر والتقدير للدكتور ...مدير عام .......على ما قدمه من ..
وفي جميع الحالت يجب البتعاد عن عبارات كهذه :أستاذنا الفاضل ،أو العالم الجليل أو...
36
الفصل السابع :الكتابة العلمية Scientific Writing
-1تطور الكتابة العلمية :ظهرت أول المجالت العلميَّة عام 1665وكانت:
Journal de sçavans In France.
Philosophical Transactions the Royal Society of London.
وكانت الكتابة فيهما تقتصر على البحوث العلميَّة ،ولكنها تكتب بطريقة عادية.
وتطورت طرائق الكتابة العلميَّة مع منتصف القرن التاسع عشر مع ظهور علم األحياء الدقيقة
على يد العالم . Louis Pasteurإلى أن ظهرت طريقة الكتابة العلميّة الحاليّة ،والتي يُرمز لها
اختصارا IMRADأو ما يعرف اليوم بنظام . IMRAD
?I= Introduction: What was studied
?M= Methods: How was the problem studied
R= Results: What were the findings? a= and
?D= Discussion: What do these findings mean
-2أنواع المطبوعة العلمية
يمكن حصر أهم أنواع المطبوعة العلميَّة بما يأتي:
.1المقالة البحثية research article
.2البحث المختصر short communication
.3المقالة أو المراجعة العلميَّة review article
.4الرسالة أو األطروحة الجامعيَّة thesis and/or dissertation
.5الكتاب book
.6التقرير report
سع extended abstract .7الملخص المو َّ
.8الملصق poster
.9المراجعة لكتاب book review
-3أقسام المقالة البحثية:
تتألف المقالة البحثية أصول من المكونات اآلتية:
.1العنوان وسطر المؤلف Title and by line
.2الملخص باللغة العربية
.3المقدمة Introduction
37
.4مواد البحث وطرائقه Material and methods
.5النتائج Results
.6المناقشة Discussion
.7الستنتاجات Conclusion
.8التوصيات Recommendations
.9كلمة شكر ( Acknowledgmentsإن لزمت)
.10ملخص باإلنكليزية English abstract
.10المراجع References
-1العنوان وسطر المؤلف title and by line
عكس العنوان وصفا موجزا وواضحا عن موضوع البحث ،لذا يجب أن يكون واضحا ودقيقا ي ُ
بحيث يُغطي الجوانب الرئيسيَّة في البحث ،ويجب على الباحث أل يحيد عن العنوان في مختلف
المراحل البحثيَّة.
وينبغي في العنوان تحقيق الشروط اآلتية :
وضوح التركيب والمعنى ،وهذا يعني خلوه من كلمات تحتمل التأويل ،وكذلك من أي
حشو ل لزوم له مثل :دراسات أولية على ....أو محاضرات تمهيدية حول....
التعبير بدقة عن محتويات البحث.
اإليجاز ،بحيث ل يزيد عن 70حرفا.
أما سطر المؤلف فيتألف من السم الكامل للمؤلف أو المؤلفين ،وصفتهم العلميَّة ،واسم الهيئة أو
المؤسسة العلميَّة التي يعملون بها ،والعنوان البريدي أو اللكتروني.
.2الملخص:
برز أهم محتويات يتألف الملخص من فقرة واحدة ل يتجاوز قوامها عادة 250كلمة ،لكنها ت ُ ُ
ونتائج البحث بأسهل وأوضح وأوجز عبارة ممكنة ،لذا يجب بذل منتهى العناية والدقة في كتابتة
إذ يغلب أن يطلَّع عليه جمهور كبير من القراء المهتمين قبل أن يطلّعوا على البحث كله ،ليتبينوا
حاجتهم إليه .فضال عن صدور العديد من المطبوعات العلميَّة ،وبعض وقائع المؤتمرات والندوات،
التي تُعنى بنشر ملخصات البحوث فقط .وهذا وذاك يعنيان ضرورة أن يكون الملخص معبرا
بذاته عن كنه البحث دون إحالة إلى ورقة البحث ،أو يكون بديال عنها .ويجب التذكر دائما بأ َّن
الملخص آخر ما يُكتب ،وأول مايُقرأ.
ويجب أن يتضمن الملخص موجزا معبرا عن ك ٍل مما يأتي:
خلفية البحث وهدفه.
مواد البحث وطرائقه.
نتائج البحث الرئيسة المتوصل إليها ،ومدى إسهامها في زيادة حجم المعرفة حول الموضوع
المطروق ،دون الخوض في أية تفاصيل أو إضافات أو تصويبات ومناقشات آلراء اآلخرين.
الستنتاجات.
تحديد نوع التصميم اإلحصائي المتبع.
وعند كتابة الملخص يفضل:
اإلقالل ما أمكن من المختصرات والرموز وخاصة غير الشائع منها.
تفادي أي عزو إلى جداول أو أشكال أو مراجع.
38
.3الكلمات المفتاحية:
تطلب الدوريّات العلميَّة أن يضع الباحث 5-3كلمات مفتاحية key wordsللبحث ،تُكتب
على سطر خاص بعد الملخص ،لتساعد في عمليات الفهرسة ،وتخزين واسترجاع المعلومات.
.4المقدمة Introduction
أن المقدمة السيئة تنتج نهايةتُشجع المقدمة الناجحة القارئ على إكمال قراءة البحث ،في حين َّ
سيئة ،A bad beginning makes a bad ending .فالمقدمة يجب أن تحتوي على ما
يوضح سبب اهتمام الباحث بالقيام بهذا البحث ،واألسئلة البحثيَّة التي يريد الباحث اإلجابة عنها
من خالل بحثه .وينبغي في المقدمة معالجة أمرين هامين:
أ -إبراز أهميَّة البحث والهدف منه ،مع تحديد المشكلة ال ُمتصدى لها ،وطريقة حلها.
ب -استعراض مرجعي ألعمال سابقة حول الموضوع ،إلى حين البدء بالدراسة الجديدة.
ت هي كل ذلك يجب أن يتم بعيدا عن الحشو واإلطالة ،وخاصة في محاولة إقناع القارئ بمعلوما ٍ
من قبيل المسلمات بالنسبة إلى كل من له صلة بالموضوع.
-1-4وظيفة المقدمة
تأمين خلفيَّة كافية من المعلومات تسمح للقارئ فهم وتقييم نتائج الدراسة ،وتعطي تقديما
للدراسة أو البحث .وتعرض ما سبق من دراسات حول الموضوع.
مبررات إجراء الدراسة.
جزء توضيحي لمحاور الموضوع المدروس.
تعطي الحقائق المبدئية للبحث.
تشكل الرابط بين محاور البحث.
تقدم للجديد الذي قدمته الدراسة.
-2-4الهدف من البحث:
الباحث األهداف التي يسعى من خالل البحث لتحقيقها ،بحيث يكون محتواها مرتبطا ُ يُحد ُد
ارتباطا أساسيَّا بالمسألة البحثيَّة وبمبررات البحث .ويفضل أن تحقق أهداف البحث معايير
:SMARTوتعني
• Specific محددة.
قابلة للقياس • Measurable
• Applicable قابلة للتطبيق
قابلة للصياغة • Rewardable
محددة بوقت • Time-bounded
-5مواد البحث وطرائقه Materials and Methods
في هذا الجزء من الدراسة يجب على الباحث اإلجابة عن األسئلة الثالثة اآلتية:
أ -كيف درس المشكلة البحثية؟ أي ما هي الطرائق التي استخدمها الباحث؟ مع ذكر المراجع
إن لزم األمر.
ب -ماذا استخدم لذلك؟من أجهزة ،ومواد.
الكيماويات (اسم المركب ،الشركة المصنعة ،النقاوة) ،األجهزة (اسم الجهاز والموديل ،الشركة
المصنعة) ،أي برامج حاسوبية خاصة ،إلخ.....
ج -كيف أجرى التجارب البحثية؟
39
يجب وصف خطوات التجارب بوضوح ،وخاصة إذا كانت الطريقة المستخدمة جديدة (بحيث
يمكن ألي باحث أن يكرر التجربة بدون صعوبة) .ولمعرفة المنهجيَّة األمثل التي يمكن استخدامها.
( يمكن وضع عناوين جانبيَّة إذا اقتضى األمر لكل نوع من التجارب).
-6كتابة النتائج WRITING RESULTS
تتضمن النتائج المعلومات التي ت َّم التوصل إليها من خالل البحث ،ومن المهم أن تُقدم النتائج
بشكل واضح وبسيط إذ أنها تمثل المعرفة الجديدة التي يُقدمها البحث للعالم .ومن الممكن أن تُقدم
النتائج من خالل الجداول والرسوم البيانية ،لذا يجب أن تكون األخيرة واضحة بما يكفي دون
الحاجة للعودة إلى النص ،وكذلك يجب أن يكون النص واضحا بما يكفي دون الحاجة للعودة إلى
الجداول والرسوم البيانية.
وهذه بعض القواعد التي قد تكون مفيدة في كتابة النتائج:
أُكتب النتائج بشكل واضح و بسيط ،ومن دون التالعب بالكلمات.
قم بتقديم معلومات مركزة تخدم الهدف ،ول تقدم معلومات مكررة.
تجنب إيضاح ما هو موضح باألشكال ،والصور والجداول.
في حالة النتائج البسيطة استخدم الكلمات في التعامل معها.
في حالة النتائج المتعددة استخـــــــدم الصور والجداول المعبرة عن تلك النتائج.
حافظ على التزامك بالهدف العام وطريقة البحث.
ل يجب أن يتضمن قسم النتائج إسناد أو توثيق.
-7المناقشة :Discussion
الهدف الرئيس من جزء المناقشة هو إيجاد عالقة علميَّة ما بين النتائج التي تم الوصول إليها.
وهذا الجزء هو األسهل للكتابة ولكنه األصعب ليكون صحيحا .وهو القسم األطول ويسمح فيه
باإلطناب .ويجب التذكر بأن المعنى الصحيح للنتائج يمكن أن يصبح غير ذلك عند المناقشة
الخاطئة .بشكل عام تتضمن المناقشة:
-1تلخيص النتائج األساسيَّة للتجارب التي تم إجراؤها.
-2تفسير النتائج التي تم الحصول عليها.
-3توضيح الصلة بين النتائج التي تم الحصول عليها ،والنتائج التي توقعها الباحث من خالل
نظريته الفتراضية للبحث .هل تم رفض النظرية الفتراضية؟ أم تمت الموافقة عليها.
-4مناقشة مدى توافق أو تعارض نتائج البحث ،مع نتائج البحوث السابقة ذات الصلة بالبحث.
وهذه بعض القواعد التي تتعلق بكتابة المناقشة:
اكتب هذا القسم بشكل واضح وصريح.
ل تعيد كتابة النتائج بشكل مطول بهذا القسم.
ل ضير من تذكير القارئ سريعا بالنتائج الرئيسة ،ثم ماذا نستنتج منها؟
حاول تقديم المبادئ والعالقات التي ظهرت في قسم النتائج.
فسر وناقش النتائج ،ولكن ل تعد كتابة النتائج بقالب جديد.
وضح وجود أي استثناءات أو عدم وجود عالقات أو أي نقاط ذات إشكالية.
النقاط المترابطة يجب أن تشرح بطريقة واضحة وعادلة.
ي تطبيقات عملية محتملة. ناقش النتائج النظرية م ْن عملك باإلضافة إلى أ ّ
ْ
ل تكن خجول ،ول تستغرق في أحالم اليقظة.
40
-8االستنتاجات :Conclusionوهي بمثابة الخالصة ،والتي يجب فيها:
ذكر نتائج البحث بشكل أكثر تجريدا وبشكل موضوعي.
اإلشارة إلى نجاح (أو عدم نجاح) العمل العلمي في تحقيق الغاية الرئيسية من القيام به،
والذي تم ذكرها في فقرة المقدمة.
اإلشارة إلى اآلفاق المستقبليَّة للبحث ،والتي يجب البحث عنها مستقبال.
اإلشارة الواضحة إلى األبعاد العمليّة لنتائج المقالة البحثيَّة.
ت جديدة لالستكشاف. تذكر :إن النتائج العلمية الثمينة هي تلك التي تفتح إمكانيا ٍ
-9التوصيات ،والمقترحات RECOMMENDATIONS
يجب أن تكون التوصيات والمقترحات مستقاة من النتائج التي توصلت إليها ،وتتعلق باستكمال
األهداف التي كنت ترغب في تعميقها .وأن تكون قابلة للتحقيق.
قواعد أساسية في الكتابة العلمية:
تذكر أنك تكتب لتوصل الفكرة ،وليس لتدهش القارئ.
ال تبالغ في استخدام الصور البالغيّة ،كالتشبيه واالستعارة ،والمجاز والكناية ،والتورية.
واستخدمها شريطة أال تخفي حقيقة ،أو تغالي في تصويرها.
ت مبهمة يسبب جفاف األسلوب وإجهاد القارئ. ت لفظية ،واصطالحا ٍ إن حشو النص بمرادفا ٍ
ال تستخدم كلمات أكثر مما يتطلب األمر ،وابتعد عن الكلمات التي تحتمل أكثر من معنى.
ال يجوز في العمل العلمي الواحد أن يدل المصطلح الواحد على مدركين ،وال أن يكون للمدرك
الواحد مصطلحين أو أكثر.
ت جديدة يجب وضع مرادفها العلمي باإلنكليزية مع أول مرة ترد فيه بالنص، عند إدخال كلما ٍ
ثم االقتصار فيما بعد على االسم العربي فقط.
ض ّمن النص التفسيرات والتعاريف المطلوبة للرموز ،والمعادالت الرياضية ،والمختصرات
المستعملة.
استخدم الجمل القصيرة أكثر من الجمل الطويلة ،والتنس عالمات الترقيم.
تحاشى األسلوب التهكمي ،وكلمات التجريح وعبارات السخرية ،وابتعد عن الجدال الذي ال
جدوى منه.
ابتعد عن أسلوب الجزم والقطع في أمور البحث العلمي ،كأن نقول يمكن أن نجزم وبدون
شك...ذلك أن ما نحسبه اليوم صحيحا قد ال يكون كذلك غدا.
ابتعد ما أمكن عن استخدام ضمائر المتكلم .فال تقل أنا ،نحن ،ويرى الكاتب ،والمؤلف ال
يوافق....واألفضل استخدام :يبدو أنه ،يتضح من ذلك ،ويظهر مما سبق.
ال يجوز القول :إن البحوث التي نفذتها تجعلني أعتقد ،أو ال أوافق ذلك الباحث على ....
األبسط هو األفضل دائما ،فكلما كانت الكتابة مباشرة وبسيطة كان من السهل فهمها ،بل
وتصبح أكثر تأثيرا وتبقى في الذاكرة.
يخطئ بعض الناس في اعتقادهم بأن الكتابة المنمقة تجعل الكاتب يبدو أكثر كفاءة وجدية
بل أن الكتابة البسيطة هي التي تعطي هذا االنطباع عن أي عمل .فإذا كان هدفك هو أن
تكون مفهوما بطريقة واضحة ،مؤثرة وال يمكن نسيانها فتبنى األسلوب البسيط المباشر.
تذكر أن الكتابة العلمية السليمة تتطلب وضع الحقائق بطريقة مبسطة قدر اإلمكان ،وغير
مطلوب منك المبالغة في البالغة أو الزخرفة في الكالم.
41
الفصل الثامن :أخالقيّات البحث العلمي
-1أخالقيات الباحث العلمي:
أخالقيَّات الباحث العلمي هي أخالق وقيم اإلنسان .وأهم الفضائل اإلنسانيَّة التي يجب أن يتحلى
بها هي :الصدق واألمانة والعدالة والعفة والعطاء والمصداقية ) (Truthfulnessوالمهنية
) (Trustوالموافقة ( ) (Safetyوالثقة والسالمة ()Professionalism
(Consentوالدقة ( )Accuracyوالمسؤولية ( (Responsibilityواألمانة العلمية
( (Integrityوالتعاون ( )Collaborationوسريَّة المعلومات )(Anonymity
والموضوعيّة (...)Objectivity
-2المبادئ األساسية في أخالقيّات البحث العلمي في المجال الصحي:
يجب على كل بحث علمي في المجال الصحي مراعاة القواعد األخالقيَّة في عمليات البحث
العلمي ،ومن أهم هذه المبادئ:
أ -أن تُسهم هذه البحوث في التنمية البشريَّة والمعرفيّة ،و في إثراء المعرفة الصحيّة .وأن ل
يكون قص ُد الباحث مجرد الفضول العلمي.
أثر إيجابي ملموس على مستوى تحسين الرعاية الصحيَّة ،أوحل مشكالتها. ب -أن يكون للبحث ٌ
ت -أن تُحسن هذه البحوث من نوعيّة الحياة والرعاية الصحيّة الشاملة ،بحيث تهدف في المقام
األول الحفاظ على كرامة اإلنسان وتجسيد المبادئ األخالقيَّة في هذا المجال.
ث -أن تفوق الفوائد المرجوة من البحث العلمي األضرار المتوقع حدوثها للمريض أو المجتمع.
ج -أن تتفق وسائل البحث العلمي مع مبادئ األخالق ،و أل تبرر الغاية النبيلة استخدام وسائل
غير أخالقية .
ح -أن ل تتعارض فرضية البحث ومخرجاته مع اإلطار األخالقي ،ومبادئ حماية اإلنسان
والمجتمع الذي يعيشه فيه.
خ -أن تتخذ من أسلوب التفكير الصحيح منهجا لتخاذ قرارات صائبة تعمل على تحقيق األهداف
المرجوة من إجراء البحوث الصحيَّة.
د -إيالء مفهوم تطوير النظم الصحيَّة ونوعية الرعاية الصحيَّة جانبا من األهمية ،وخصوصا
تحقيق رضا المستفيد ،وتقديم الخدمة مع حماية األفراد والمجتمع من مخاطر إجراء البحوث.
ذ -تحقيق الخير ودفع الضرر ،وهو عمل أخالقي ليتنافى وأهداف ممارسة مهنة الطب الخالقية.
أن اللتزام بأخالقيّات البحث العلمي في المجال الصحي من قبل الباحثين يشك ُل ويجب التأكيد على َّ
أن هذه البحوث في الضمانة الرئيسية ألخالقيَّات البحوث ،ولتطمين المسؤولين والمواطنين من َّ
الوقت الذي تسهم في تقدم علوم الطب ،وفي الرتقاء بالصحة ،فإنها مضبوطة ومرتبطة بإجراءات
تكفل عدم الضرار أو إلحاق الذى باألشخاص المشمولين بها.
-3المبادئ األساسية في أخالقيات البحث العلمي على األطفال:
أ -ينبغي ألّ تُجرى البحوث على األطفال في حال إمكانية إجرائها على الكبار.
ب -أن تُجرى البحوث إلغناء المعرفة فيما يخص إختصاص وإحتياجات الطفولة ،وتطوير
الخدمات المقدمة لهم.
ت -ينبغي الحصول على موافقة األطفال ،وحسب درجة نضجهم العقلي ،وفي حالة تعذر ذلك
ينبغي الحصول على موافقة ذويهم أو أوصيائهم.
ث -يجب أن ل تشكل البحوث أي خطورة على الطفل ،وأن تكون الفائدة أكثر من الضرر.
42
-4على من تقع مسؤولية مراعاة األخالقيات فى البحث العلمى؟
أ -الباحث :يتحمل الباحث العلمي المسؤوليَّة في تحديد الجوانب األخالقيَّة المرتبطة بالبحث
الذي يقوم به .فقد يقوم البحث على اإلنسان أو على األنسجة البشرية ،أو على الحيوانات،
وفي جميع الحالت توجد قواعد أخالقيَّة صارمة يجب على الباحث اللتزام بها.
ب -مؤسسات البحث العلمي :فهى مسؤولة عن البحوث التى تُجرى بها ،ولبد من وجود لجان
أخالقيَّات بها للمراقبة.
ت -محررو المجالت العلميّة :لبد من أن يرفق بالبحث موافقة لجنة األخالقيات بالمؤسسات
العلميَّة.
ث -وكاالت التمويل والمنظمات :فال يجب تقديم التمويل إل بعد تقديم ضمانات مراقبة المبادىء
األخالقيّة للبحث.
-5لمحة تاريخية في تطور أخالقيات البحث العلمي في المجال الصحي:
تعود المفاهيم األولى ألخالقيَّات البحث العلمي المتعلقة بموافقة المرضى واإلستقاللية....
لبدايات القرن التاسع عشر.
صيغت أول وثيقة مقبولة عالميّا عن أخالقيَّات البحث العلمي بعد الحرب العالميَّة الثانية في
ضوء ماتردد عن تجارب النازية على األسرى والمعتقلين أثناء الحرب ،وكشفتها محاكمات
نوريمبرغ حول جرائم الحرب التي ارتكبها النازيون .ونتيجة لذلك صدرت وثيقة نوريمبرغ
لسس التي يجب اللتزام بها عند إجراء للتجارب على المرضى والتي ُحددت من خاللها ا ْ
التجارب .وأبرزت للعلن حقوق المرضى المشاركين في البحوث العلميَّة فيما سمي دستور
نوريمبرغ عام 1947بنقاطه العشرة.
في عام 1964تم إقرار إعالن هلسنكي من قبل الجمعيَّة الطبيَّة العالميَّة ،والتي مازالت تعتبر
المرجع الخالقي إلجراء البحوث الطبيَّة الحياتية ،وتحدث إعالن هلسنكي حول موضوع
حقوق المشاركين في البحوث العلميَّة بلغة واضحة " أن تحظى العتبارات المتعلقة بسالمة
عدلت مبادئ هذا اإلعالن في مؤتمرات األفراد األولوية على سالمة العلم والمجتمع" .وقد ُ
عديدة لحقة.
صيغ في الوليات المتحدة األمريكية عام 1974القانون الوطني للبحوث ،وتضمن حماية
المشاركين في البحوث الطبيَّة ،وتطور عنه ما يعرف بتقرير بلمونت 1979الذي أكد على
على ثالثة مبادئ أخالقيَّة أساسيَّة:
-1احترام األشخاص :بغض النظر عن العمر أو الجنس ،أو العرق ،أو الحالة اإلجتماعية أو
قادر على اتخاذ القرار المناسب .ويجب حماية اإلقتصادية ،حيث يُعام ُل الشخص ككيان مستقل ٌ
عجز من خالل شخص ثالث يمنع هذه الفئة ٌ األشخاص غير المؤهلين كاألطفال ،أو من لديه
من المشاركة في البحوث قسرا ،ويتحقق ذلك من خالل موافقة مستنيرة حقيقية.
-2الفائدة :وتتضمن زيادة الفائدة من الدواء أو المادة قيد البحث إلى الحد األقصى ،مع تقليل
المخاطر عن المشاركين في البحث إلى الحد األدنى ،ويتحقق ذلك من خالل تقدير دقيق لفوائد
البحث ومخاطره.
-3العدالة :أي توزيع فوائد هذه الدراسة ومخاطرها بشكل عادل على مختلف فئات المجتمع .فال
يجوز تقديم بحوث عالية المنافع إلى أشخاص أو مجموعات مختارة ،مثلما ل يجوز اختيار
43
أبحاث عالية الخطورة ألشخاص أو مجموعات غير مرغوب بهم .ويتحقق ذلك بإجراءات
عادلة لختيار المشاركين في البحث.
والمثال الذي يوضح أهمية الفائدة والعدالة في البحث العلمي هو ماحدث أثناء إجراء األبحاث
حول مرض اإليدز؛ فقد أجريت هذه البحوث على مرضى الدول االفريقية الفقيرة ،وعندما
أصبح العالج متاحا نتيجة لتلك البحوث ،لم يستفيد منه مرضى الدول الفقيرة ألنه باهظ
التكاليف واستفادت منه الدول الغنية فقط.
ويعطي توزيع لقاح كورونا اليوم مثاال جليا يوضح مفهوم العدالة؛ فقد صرح مدير منظمة
الصحة العالميَّة تيدروس أدهانوم " َّ
أن العالم على شفا كارثة أخالقيَّة كبرى بسبب عدم عدالة
توزيع لقاحات التطعيم ضد فبروس كورونا ،وضآلة نصيب الدول الفقيرة من هذه اللقاحات.
في عام 1982تم إعادة النظر في وثيقة نوريمبرغ وإعالن هلسنكي من قبل مؤتمر المنظمات
العالميَّة للعلوم الطبيَّة ،وأصدرت آنذاك إرشادات في كيفية تطبيق األسس التي وردت في
وثيقة وإعالن هلسنكي وبصورة فعالة ،وخصوصا في الدول النامية في ضوء خصوصيَّة
الظروف الجتماعية والقتصادية ،وفي ضوء خصوصية الظروف والتشريعات والقوانين
في تلك الدول.
روجعت الرشادات المذكورة من قبل المؤتمر العالمي للمنظمات الطبيَّة بعد عشر سنوات
من إصدارها ،وفي ضوء التطورات الصحيّة الحاصلة ،وفي ضوء إنتشار مرض اإليدز،
وفي ضوء القرار بدور علم الوبائيات كوسيلة من وسائل الصحة العامة ،وبروز الحاجة إلى
إرشادات تنظم الدراسات الوبائية ،وعلى أثر هذه المراجعة صدر دليل اإلرشادات العالميَّة
ألخالقيَّات البحوث على ألشخاص عام . 1992
-6أخالقيّات البحث العلمي في مجال طب األسنان:
اهتمت المنظمة العالميّة لبحوث طب األسنان بالمسألة األخالقية في بحوث طب األسنان،
وصاغت وثيقة أخالقيات جرى فيها التأكيد إلى جانب أهمية صياغة مبادئ أخالقيَّة عامة ضرورة
مراعاة القيم الثقافية لألشخاص المشاركين في البحوث ،ومن ثم أهمية صياغة وثائق أخالقية
للبحث العلمي خاصة بكل بلد أو مجموعة بلدان متقاربة بالقيم الحضارية والثقافية ،عوضا عن
دستور أخالقي واحد على المستوى العالمي.
-7ضوابط وشروط إجراء البحوث العلمية في المجال الصحي:
أ -فيما يخص فريق البحث :
أن يكون الباحث مؤهال ،وعلى درجة عالية من الكفاءة والتخصص للقيام بالبحث الصحي،
وعلى معرفة تامة بالمادة العلميَّة في موضوع البحث المراد إجراؤه ،وأن يلتزم باألسس
العلميّة والمنهجية في كافة مراحل البحث العلمي.
أن يحترم الباحث حقوق الخاضعين للبحث ،وأن ل يهدر كرامتهم ،وأن يتم التعامل معهم
بطريقة إنسانية دون انتقاص من قدرهم أو من حقوقهم .
أن ل يستغل حاجة الخاضعين للبحث أو المجتمع الماليّة أو األدبية إلجراء البحث.
أن يكون الباحث قد تأكد من إمكان إجراء البحث لكافة مراحله بعد أن يتم تجربته على الحيوان
فيما يخص البحوث السريرية .
44
أن تتوفر لدى الباحث دراسة وافية عن المخاطر واألعباء التى يتعرض لها الفرد أو الجماعة
ومقارنتها بالفوائد المتوقع الحصول عليها من البحث .
أن يتعهد فريق البحث بتقديم المعلومات المناسبة الكاملة عن طبيعة البحث وغايته ،والفوائد
المرجوة ،والمخاطر المتوقعة إلى الجهات الرسميَّة والمشاركين في البحث .
أن يلتزم فريق البحث بكافة األخالقيات مثل األمانة والصدق والشفافية والعدل .
أن يلتزم فريق البحث في حفظ حق المساهمين في البحوث في حقهم األدبي عند نشر البحوث
أو حقهم المادي عند التفاق على مقابل مادي إلسهاماتهم .
أن يلتزم الباحث بالمحافظة على سالمة األفراد الخاضعين للبحث ،وتأمين راحتهم وأمنهم
وسالمتهم البدنيَّة والنفسيَّة وخصوصياتهم في كافة مراحل إجراء البحث.
ب -فيما يخص المؤسسة الصحية :
أن يتوفر لدى المؤسسة الصحيّة جهاز بحث رقابي يتحقق من التزام الباحثين بشروط إجراء
البحث ويعتمد مراحله ،ويراجع البحث من الناحية العلميَّة واألخالقيّة.
أن تلتزم المؤسسة بضمان حقوق المرضى بتوفير الرعاية الصحيّة بعد انتهاء البحث.
أن تتأكد المؤسسة الصحيّة من عدم وجود أعباء ماليّة على الخاضعين للبحث.
أن تضمن توفير البيئة المناسبة إلجراء البحوث بكفاءة وفعالية.
أن تتأكد من سالمة مصادر التمويل وابتعادها عن مواطن الشبهات.
أن تلتزم المؤسسة بالمحافظة على سرية وأمن المعلومات.
مثال عن التجاوزات في أخالقيات البحوث الطبيّة التي تجري على اإلنسان:
قصة االمريكية هنريتا الكس :سيدة سوداء توفيت فى عام 1951بسرطان عنق الرحم بمستشفى
جون هبكنز الشهير بمدينة بلتمور .فكيف حدث ذلك؟
أُدخلت هنريتا المستشفى وظهر من الكشف السريرى أنها ربما تكون مصابة بالسرطان .وبعد
تحليل عينة من عنق الرحم؛ تبين أنها مصابةٌ بورم سرطاني في أطواره األخيرة.
أخذ الطبيب الذى ش َّخص المرض مجهريا جزءا من العينة واعطاه لطبيب آخر في المستشفى كان
يُجرى تجارب عن السرطان مستخدما زراعة الخاليا السرطانية ،ولم تكن السيدة هنريتا ول
عائلتها على علم بذلك .ويعد هذا فى أيامنا هذه عمال غير اخالقى اذ يتوجب على كل باحث يجرى
أن المريض قددراسة علمية على أى مريض أن ياخذ منه إذنا مكتوبا ممهورا بتوقيعه يوضح َّ
أ ُخبر بتفاصيل مشروع البحث ،واهدافه ،وأهمية النتائج التى يتوقع أن تعود بالفائدة على المرضى
والمجتمع كما يجب ان تكون موافقة المريض بمحض اختياره ،وله أن يرفض الشتراك فى البحث
من غير أن يعاقب على ذلك .ولكن ذلك اإلجراء لم يكن متبعا فى األربعينات والخمسينات من
القرن الماضى مما جعل الباحثين يفعلون ما يشاؤون على المرضى اذ لم يكن هنالك ضوابط مهنية
أخالقية تمنعهم من ذلك ،ول يمكن محاكمتهم مهنيا او عدليا.
تمت زراعة الخاليا السرطانية المأخوذة من هنريتا ،وتكاثرت تلك الخاليا بسرعة وبكميات هائله.
ووزع مستشفى بلتمور تلك الخاليا الى كل المختبرات التى تحتاج إلجراءالبحوث عليها وسميت
تلك الخاليا "خاليا هيال" نسبة للمريضة هينريتا لكس .وماتت المسكينة وهى ل تعلم أن جزءا
منها ل يزال حيا .وقد استخدمت خاليا هيال فى التوصل الى عقاقير ناجعة تقتل تلك الخاليا
45
السرطانية ،وكذلك األورام الخبيثة بين المرضى المصابين بالسرطان ،ولم يكن من الميسور
التوصل الى تلك العقاقير إل باختبارها على خاليا هيال السرطانية .كما استخدمت خاليا هيال فى
اختبار فعالية المصل الواقى من شلل الطفال .ولكن وبالرغم من تلك النجاحات الباهرة التى
استخدمت فيها خاليا هيال فان شيئا واحدا ما زال يؤرق المهتمين بأخالقيات البحث العلمى وهو
َّ
أن هذه الخاليا استخدمت من غير علم وموافقة السيدة التى اخذت منها.
ألن المستشفى قد "سرق" منهم جزءا عزيزا عليهم َّ
وأن كثيرا من شعر ذوو هنريتا بالمرارة َّ
المختبرات قد أثري ماديا من بيع خاليا ابنتهم واستخداماتها .بينما هم يعيشون في فقر وعوز.
المراجع:
دليل كتابة أبحاث الدراسات العليا الجامعية ،جامعة دمشق.2021 ، -1
الدليل الوطني ألخالقيات البحث العلمي ،والتطبيقات التقانية الحديثة ،اللجنة الوطنية -2
ألخالقيات المعارف العلمية والتكنولوجية ،الهيئة العامة للبحث العلمي دمشق .2020
حسن ،أحمد عبد المنعم أصول البحث العلمي ،المكتبة األكاديمية ،القاهرة.2008 ، -3
عبيدات ،ذوقان ،عدس ،عبد الرحمن ،عبد الحق كايد ،البحث العلمي ،مفهومه ،وأدواته، -4
وأساليبه ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع عمان .1998
بدر ،أحمد ،أصول البحث العلمي ومناهجه ،الطبعة السادسة ،وكالة المطبوعات ،الكويت -5
.1978
46