Professional Documents
Culture Documents
طرائق التعليم في بلاد المغرب
طرائق التعليم في بلاد المغرب
األستاذ....................................................................................رئيسا
األستاذ....................................................................................مناقشا
سنوسي بدرة
شكر و عرفان
ا مد هلل الذي بفضله تتم الصا ات و بتوفيقه هتون العقبات فله ا مد يف األوىل واآلخرة.
و صلى اهلل على سيدنا مد عدد ما ذكر الذاكرون و غفل عن ذكر الغافلون و بعد:
بعد أن خرجت هذ الدراسة يف حلتها الّهائيةال يسعين إال أن أتقدم بالشكر ا زيل واإلمت ان
ا الص ،و الوفاء و العرفان لألستاذة الفاضلة بوشيبة ذهيبة على متابعاهتا وتوجيهاهتا السديدة ،
وتصويباهتا القيمة.
فجزاها اهلل عين و عن العلم خري جزاء ،كما أتقدم بالشكر إىل رئيس املشروع األستاذ "شباب عبد
الكريم" ،وأشيد بالدور الكبري و الفضل الوفري الذي بذله األستاذ دلبازمحمد الذي كان خري معني
و أمني .
كما أشكر األساتذة الذين سيتفضلون مب اقشة هذ الدراسة فجازاهم اهلل ع ا كل جزاء ،و نفع
بعلمهم و فضلهم ومالحظاهتم .
و من الواجب علي تقدمي الشكر ا زيل إىل أساتذيت بقسم التاريخ ،و كل من قدم ل ا املساعدة
فَ َش َكَر اهلل هلم ذلك ،و جعله يف ميزان حس اهتم يوم ا ساب .
مقدمة
مقدمـ ـ ـ ــة
يعد موضوع التعليم من ا قول ا صبة ال شغلت عقول املؤرخني ،و الباحثني قدميا
وحديثا ،باعتبار أحد مظاهر التقدم ا ضاري يف تلف جوانبه وباألخص ا ياة الفكرية،
حيث دعا االسالم م ذ بداياته إ العلم و التعلم ،مؤكدا على أمهيته ،وفضله ،وضرورة
التحصيل العلمي بش أص افه و أنواعه .
فالتعليم أساس تطور و ازدهار اجملتمع اإلنسا ،و هو يف أبسط مظاهر ليس سوى
تكيف الفرد مع ضروريات ا ياة ،و يتم ذلك بطريقة تعترب ا طة الت فيذية ال بواسطتها
ي قل املعلم املعلومات و املهارات إ املتعلمني ،كما أنه االجتهاد يف اختيار طريقة م اسبة
تلف باختالف املواقف التعليمية و اهلدف من كل موقف تعليمي و طبيعة املادة و مستوى
املعلمني و اإلمكانيات املتاحة.
فص عة التدريس تاج إ املعلم و املتعلم و م هج التعليم و مادة العلم ،فهي يف ال هاية
تربية و تكييف.
األمر الذي دفع أهل املغرب اإلسالمي إ االهتمام بالشأن التعليمي ،باعتبار رهانا
حضاريا و أحد أهم قواعد الدعوة إ الله و تلقني أساسيات الدين ،لذا كانوا حريصني على
تلقي أب ائهم املعارف األولية الضرورية.
ي طلق ور الدراسة من إطارها ا غرايف الذي يشمل بالد املغرب اإلسالمي و باألخص
إفريقية ،و الزما ( تارخيي ) خالل فرتة املؤلف (202هـ256-هـ870 - 816/م)و هي الفرتة
املتزام ة مع قيام دولة األغالبة يف املغرب األد .
هدف هذ الدراسة رسم الواقع التعليمي ببالد املغرب اإلسالمي من خالل اهتمام
العلماء و املربني املغاربة بالتعليم ،و إفراد مؤلفات مستقلة يف امل اهج الرتبوية للتوجيه
والتلقني.
أ
مقدمـ ـ ـ ــة
فكان اختيار الدارس ملوضوع " طرائق التعليم يف بالد املغرب اإلسالمي من خالل كتاب
آداب املعلمني لمإمام مد بن سح ون ( 256 – 202هـ870 – 816 /م)" ،من
م طلق الرغبة يف الوقوف على اإلسهامات الفكرية و ا ضارية لعلماء املغرب يف هذ الفرتة،
و بالتا إلقاء الضوء على كتاب " آداب املعلمني" الذي يعد على ما يبدو أول انطالقة يف
مسار التطور ا ضاري يف ال التأليف الرتبوي .
كماسعى الدارس إ اإلسهام مبحاولة تسعى إلبراز امل اهج الرتبوية املخصصة للصبيان
عن طريق األسس الطبيعية الكتساب العلوم و تلقي ها و إشاعتها ،و املتمثلة يف الكتاتيب
واملساجد و غريها من املؤسسات العلمية .
فانطلق من اإلشكالية التالية :إ أي مدى أحاط كتاب آداب املعلمني بطرائق التعليم
يف بالد املغرب اإلسالمي؟.
-ما هي األوضاع السياسية و الثقافية و االجتماعية ال ميزت إفريقية خالل القرن 3هـ(أي
خالل فرتة املؤلف) ،أو كيف أثرت بيئة ابن سح ون و مالمح عصر يف تكوين شخصيته ؟
-ما معايري اختيار املؤدب باعتبار حجر األساس يف العملية الرتبوية التعليمية ؟
ب
مقدمـ ـ ـ ــة
-و لمإجابة عن هذ التساؤالت إرتأ الدارس تقسيم موضوعه اعتمادا على عوامل موضوعية
تتعلق بأمهية البحث يف الدراسة.
فجاءت الدراسة يف مقدمة و فصلني ،خصص الفصل األول للتعريف باإلمام بن
سح ون وكتابه آداب املعلمني،تضمن املبحث األول بيئة مد بن سح ون السياسية والثقافية
واإلجتماعية ،واملبحث الثا تضمن مولد و نشأته وأسرته وتكوي ه وأثر العلمي والفكري .
أما املبحث الثالث فركز فيه على كتاب " آداب املعلمني " و دواعي تأليفه و أهم القضايا
ال عا ها و مصادر .
يف الفصل الثا استعرض الدارس م اهج التعليم يف بالد املغرب اإلسالمي من خالل
كتاب "آداب املعلمني " خصص املبحث األول للتعريف مبؤسسات و مراكز التحصيل
العلمي و املعريف ( الكتاب ،املسجد ،الرباط ) من حيث أماكن تواجدها و األدوات
املستعملة فيها كالقلم و الدواة و اللوح و غريها ،ووسائل التعليم تضمن املعلمون و شروط
اختيارهم و أوضاعهم يف املؤسسات التعليمية من ال احية االجتماعية و املالية ،و تباين
املكانة بني املعلمني و املؤدبني الذين اتصلوا با لفاء كمؤدبني ألوالدهم ،و الشروط ال
جيب أن تتوفر فيهم .أما املبحث الثالث دث فيه عن طرق التدريس و املواد املدروسة
وأوقات التدريس و العطل ،و العقاب ،وتعليم الب ات ،كما تضمن متابعة العملية الرتبوية من
طرف احملتسبني و األولياء .
أما املبحث الثالث تطرق فيه ألثر أراء مد ابن سح ون يف املؤلفات الرتبوية ودورها يف
توجيه التعليم ،تضمن بعض املؤلفات ال كان أصحاهبا قريبني زم يا من فرتة ابن سح ون
وتأثروا بفكر ،و أدرجوا آراء الرتبوية ضمن مؤلفاهتم.
ج
مقدمـ ـ ـ ــة
ختم الدارس موضوعه جبملة من ال تائج ال توصل إليها من خالل دراسته ،مث مالحق
قصد إثراء البحث و دعم جانبه التوثيقي .
اعتمد الدارس على امل هج التارخيي القائم على مجع املادة التارخيية املتاحة و ليلها
واست باط ما خيدم املوضوع ،كما اعتمد الدارس على املقارنة و استقراء األحداث التارخيية.
إعرتضت الدارس بعض الصعوبات :م ها الشخصية ال تعود إ ارتباطات الدارس،وم ها
ما يعود إ طبيعة املوضوع ،فمعظم ال صوص التارخيية القدمية و الدراسات ا ديثة تكرس
جهودها على اإلمام سح ون و إسهاماته ،مما قلل من حظ ابن سح ون يف الدراسة .
لتحقيق أهداف املوضوع استعان الدارس مبجموعة من املصادر تفاوتت يف قيمتها التارخيية ،
بعضها هلا عالقة مباشرة مبوضوع الدراسة ،و بعضها قريبا زم يا من األحداث .
-1كتب التعليم:
*القابسي أبو الحسن علي "مربي قيرواني"( ت 403هـ1012/م) " الرسالة المفصلة
ألحوال المتعلمين و أحكام المعلمين و المتعلمين " :و هذا املؤلف كما يظهر من
د
مقدمـ ـ ـ ــة
ع وانه يتعلق بالتعليم و طرقه و القائمني به و سياستهم مع الصبيان ،إعتمد عليه الدارس يف
الفصل الثا من املوضوع .
*المغراوي أبو جمعة ( ت 920ه 1514 /م) " :جامع جوامع اإلختصار و التبيان فيما
يعرض للمعلمني و أباء الصبيان" ،تكمن أمهية هذا الكتاب كما جاء يف مقدمته يف دراسة
األحكام الفقهية ال تتصل باملعلمني و أجورهم و بالتالميذ و ما يدفعونه من أجرة مقابل
تعليمهم ،فالكتاب يف ال التعليم و أحكام املعلمني.
*ابن الحاج العبدري الفاسي ( ت 737هـ 1336 /م) " المدخل ج:"2الذي أفرد فصال
من كتابه لبيان آداب املؤدب و املتأدب ،و اآلداب ال ت بغي هلما .
-2كتب الطبقات و التراجم :و ذلك من خالل تراجم الرجال الذين ذكرهتم تلك
املصادر .
*أبو العرب ( ت س ة 333هـ944/م ) :صاحب كتاب " طبقات علماء إفريقية وتونس
" كان معاصرا للدولة األغلبية ،اشتمل على تراجم لعدد كبري من فقهاء املالكية يف املغرب ،
و كان صاحبه قريبا من األحداث التارخيية ال أرخ هلا ،و قد اعتمد عليه الدارس يف الرتمجة
" لمحمد بن سح ون " بصفة خاصة و لشيوخه و تالميذ ،و أسرته بصفة عامة .
ش ي محمد بن الحارث بن أسد ( ت 361هـ 971 /م ) " طبقات علماء إفريقية"
*الخ ّ
:يأيت يف مقدمة املصادر ال أعانت الدارس كثريا يف إجناز هذ الدراسة حيث ضم كتابه
ترمجة لفقهاء و دثي املغرب ،و كان من أهم مصادر الدراسة ال خدمت املوضوع يف
فصله األول .
*الدبّاغ (ت س ة 696هـ 1297 /م ) :مؤلف كتاب " معالم اإليمان في معرفة أهل
القيروان " الذي أكمله إبن ناجي ( ت 839هـ 1435 /م ) ،اشتمل هذا املصدر على
ه
مقدمـ ـ ـ ــة
تراجم جملموعة من فقهاء املالكية الذين عاشوا يف إفريقية بني ( القرنني 3-2اهلجريني ) مع
الرتكيز على أشهر هؤالء الفقهاء و من بي هم اإلمام " مد بن سح ون " و أبيه ،و شيوخه
و تالميذ باعتبار نقل عن املالكي و أيب العرب و القاضي عياض.
*القاضي عياض اليحصبي( ت 544هـ 1149 /م ) " ترتيب المدارك و تقريب
المسالك لمعرفة أعالم مذهب مالك " :يعترب تاريخ ترامجي ألمساء أعيان املالكية
وأعالمهم مرتب على الطبقات و األقاليم اإلسالمية ،و قد أفاد الدارس يف الرتمجة حملمد بن
سح ون ،و لعدد من أعالم املغرب الذين صصوا يف ال الفقه و ا ديث و كثريا ما
اعتمد القاضي عياض على أيب العرب و ا ش .
-3ال وازل
* الونشريسي أحمد بن يحيى أبو العباس ( ت 914هـ 1508/م ) " المعيار المعرب
و الجامع المغرب عن فتاوى أهل إفريقية و األندلس و المغرب " :إستفاد الدارس م ه
يف الفتاوى ال تتعلق بتعليم الصبيان يف املساجد و أخذ األجرة على التعليم و يف املالحق .
*ابن خلدون عبد الرحمن ( ت 808هـ 1407 /م ) " مقدمة ابن خلدون " من كتابه
المسمى " العبر و ديوان المبتدأ و الخبر " :أمد الدارس مبعلومات عن طرق تعليم
الولدان ،و الطريقة ال يفضلها ابن خلدون .
* ابن أبي دي ار أبي القاسم الرعي ي ( ت 1110هـ 1698 /م )"المؤنس في أخبار
إفريقية و تونس":طبع مبطبعة الدولة التونسية عام 1286هـ ،تضمن الكتاب ،التعريف
بتونس و إفريقية ،و إن كان املؤلف اعتمد يف مادته على ما نقله من أيب الشماع ،فقد
و
مقدمـ ـ ـ ــة
أعان الباحث يف التعريف ببالد إفريقية من مصادرها املتخصصة و ذلك يف املبحث األول
من الفصل األول .
*ابن وردان " تاريخ مملكة األغالبة " :خصصه صاحبه للتأريخ لدولة األغالبة من قيامها
إ سقوطها ،و هو اآلخر أفاد الدارس يف ا انب السياسي للدولة األغلبية (بيئة ابن
سح ون السياسية ) .
*أبو عبيد البكري :من أها قرطبة ،و فيها تويف س ة 487ه1094/م" كتاب المسالك
و الممالك " يعترب كتابه " املسالك " أهم ما ص فه من تأليف جغرايف ،و قد اعتمد
الدارس من هذا الكتاب على ا زء ا اص ببالد املغرب املسمى " المغرب في ذكر بالد
إفريقية و المغرب " أما ال سخة ال بني يدي الدارس قام بتحقيقها الباحث املوريطا محا
اهلل ولد سامل و قامت دار الكتب العلمية ب شرها س ة 2013م .
يعترب هذا الكتاب مصدرا لكل من أتى بعد من املؤرخني القدماء و املحدثني إال أن البكري
مل يكتب له زيارة بالد املغرب ليصفها عن مشاهدة و معاي ة كما هو األمر مع ابن حوقل
الذي يعد كاتبا شاهد عيان زار بالد املغرب خالل القرن 4هـ .
*مؤلف مجهول من القرن 6هـ 12/م "اإلستبصار في عجائب األمصار" :تأثر مبا كتبه
أبو عبيد البكري يف القرن 5هـ .و مل يضف شيئا جديدا بقدر ما اختلف معه يف ترتيب
املادة و تص يفها ،غري أنه اختلف عن البكري يف أنه كتب مؤلفه بعد أن شاهد بالد املغرب
و مدهنا .
باإلضافة إ ياقوت الحموي" معجم البلدان "،و كتب جغرافية أخرى ساعدت الدارس يف
التعريف بامل اطق ا غرافية و املدن و ا واضر ال تضم تها الدراسة .
ز
مقدمـ ـ ـ ــة
و استعان الدارس أيضا مبجموعة من املراجع ا ديثة لمإطالع على وجهات ال ظر املختلفة
حول القضايا ال واجهته ،و ملساعدته يف التحليل و التعليق يف املواضيع ال استلزمت
ذلك ،كما استفاد من الدراسات ال خصصت لدراسة فرتة زم ية بعي ها أو دولة بعي ها .
*حسين بن محمد شواظ " مدرسة الحديث في القيروان من الفتح اإلسالمي إلى
1
م تصف القرن الخامس الهجري " :نشر من طرف الدار العاملية للكتاب اإلسالمي ،ط
،و الكتاب يف أصله رسالة ماجستري نوقشت 1407هـ يف كلية أصول الدين – بالرياض ،
استعان به الدارس يف التعريف بكتاب " آداب املعلمني" يف املبحث الثالث من الفصل األول
و يف الفصل الثا .
*بشير رمضان التليسي" اإلتجاهات الثقافية في بالد الغرب اإلسالمي خالل القرن
الرابع الهجري العاشر ميالدي " :أفاد الدارس يف التعريف بالبيئة الثقافية يف عصر ابن
سح ون .
*أسعد طلس محمد " التربية و التعليم في اإلسالم " :الكتاب يف أصله أطروحة دكتورا
من جامعة السربون يف باريس ،اعتمد عليه الدارس يف الفصل الثا .
*محمد حسين محاس ة " أضواء على تاريخ العلوم ع د المسلمين " :خصص الفصل
ا امس من كتابه للتعليم و املؤسسات التعليمية ع د املسلمني ،الكتاتيب ،املساجد
والقصور كما تعرض للمؤدبني و أحواهلم و أوصافهم و رواتبهم .
*حسين مؤنس " معالم تاريخ المغرب و األندلس " :سلك فيه املؤلف طريقة الرتتيب
وسرد األحداث التارخيية بطريقة ليلية إستقرائية موضوعية إ حد ما ،استفاد م ه الدارس
يف التعريف بالبيئة السياسية يف عهد ابن سح ون .
ح
مقدمـ ـ ـ ــة
كما استعان الباحث بعدد من املراجع املعربة " التربية اإلسالمية في األندلس أصولها
المشرقية و تأثيراتها الغربية " للمستشرق اإلسبا " خوليان ربيراإي تراجو " الذي
استفاد الدارس م ه يف الفصل الثا حول م اهج التعليم و باألخص يف املبحث الثا حول
تعليم الب ات يف املمالك ال صرانية.
* زيغريد هونكه " شمس العرب تسطع على الغرب " ،روبار برانشفيك " تاريخ إفريقيا
في العهد الحفصي ج ، 2جورج مقدسي " نشأة الكليات " كارل بروكلمان " تاريخ
األدب العربي " ساعدت هذ املراجع الدارس يف التعريف بالشخصيات الواردة يف املنت
وكذلك يف الفصل الثا حول وسائل التعليم و طرائقه.
ط
الفصل األول:محمد بن سحنون وكتابه آداب المعلمين
(256-202هـ870-816/م)
ارتبط عصر ابن سح ون بتأسيس دولة آغالبة و ظروف نشأهتا و قيامها ،و ليس املبتغى التأريخ
ك فها اإلمام محمد ابن سح ون وإلقاء نظرة هلذ الدولة بقدر إبراز البيئة السياسية ال نشأ
عامة حوهلا.
حظيت بالد املغرب( إفريقية) 1مبكانة ضمن اهتمامات حكام و خلفاء الدولة العباسية لذا
بالط أقام هارون الرشيد2عليها عامال عربيا هو هرمثة بن أعني3.كان من أبرز رجاالت العرب
4
فن ا روب و حكم الواليات. الرشيد ،و هو مع ذلك شيخا ربا
حكم هرمثة بن أعني إفريقية ( 179هـ 181 -هـ 795 /م– 797م ) فأمن ال اس و سك هم
وأحسن إليهم ،و ب سور طرابلس.5
1إفريقية " :قيل مسيت إفريقية ٓن إفريقش بن أبرهة بن الراشن ب إفريقية و مسيت بامسه ، "...و أطلق العرب تسميت إفريقية على ا زء الذي
فتحو من مقاطعة أفريكا الرومانية ،و قد حكمها آغالبة ،ي ظر :أبو عبيد البكري ،املغرب ذكر بالد إفريقية واملغرب ( ،قيق :محا اهلل ولد
سامل ) ،ط 1؛ بريوت :دار الكتب العلمية ، 2013 ،ص . 94
2هارون الرشيد :بن مد املهدي بن امل صور العباسي ،خامس خلفاء الدولة العباسية بغداد ،و أشهرهم ،ولد بالري ،بويع با الفة بعد
وفاة أخيه اهلادي ،ازدهرت الدولة أيامه ،و كان الرشيد عاملا بآدب ،و أخبار العرب ،و ا ديث ،شجاعا كثري الغزوات ،ج س ة ويغزو
س ة ،ي ظر :خري الدين الزركلي ،آعالم ،ط ، 15بريوت :دار العلم للماليني ، 2002 ،ج ،8ص . 62
3هرثمة بن أعين :ملزيد من التفصيل ي ظر :ابن وردان ،تاريخ مملكة آغالبة ( ،قيق :مد زي هم مد عزب )،ط1؛ القاهرة :مكتبة
مدبو 1988 ،م ،ص ، 18ي ظر أيضا :ابن عذارى املراكشي ،البيان املغرب اختصار أخبار ملوك آندلس واملغرب ( ،قيق بشار عواد
معروف ،مود بشار عواد ) ،ط1؛ تونس :دار الغرب اإلسالمي ، 2013 ،ج ، 1ص ص .126 ، 125
4ابن عذارى املراكشي ،املصدر نفسه ،ص ، 125مد زي هم مد عزب ،اإلمام سح ون ( ،تقدمي :حسني مؤنس ) ،القاهرة :دار
الفرجا 1992 ،م ،ص . 33
5طرابلس :مدي ة جليلة ،على ساحل البحر ،عامرة آهلة ،و أهلها أخالط من ال اس ،ي ظر :اليعقويب ،البلدان ،ليدل :مطبعة بريل ،
1890م ،ص . 135
11
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
ا الفة العباسية . و قصر امل ستري ، 1و أصلح ما رب من املدن و امل شآت ليعيد ثقة ال اس
البالد ،فأل إفريقية بإقرار آمن و اهلدوء و بعد س تني من حكمه رأى بأنه قام مبهمته
طلب اإلعفاء ،فأعفا هارون ،فرجع إ املشرق س ة إحدى و مثانني و مائة على هارون
وأصبح من خواص الرشيد و أهل ثقته. 2
س ة ( 181هـ 797 /م ) و ا ليفة هارون الرشيد على إفرقية مد بن مقاتل العكي ،3إال و
إفريقية حكمه بطريقة مل تعجب ال اس ،فاضطربت آمور أنه ملا دخل إفريقية سار
هذ واختلف عليه ا د ،و سادت البالد الفوضى ،ووقعت ا رب بني قادة ا د ،و
إفريقية.5 الظروف برز إبراهيم بن آغلب4على مسرح آحداث السياسية
1قصر الم ستير :مي اء يقع بني سوسة و املهدية ،و كان آصل رباطا أو قصرا يرابط فيه املسلمون ماية ثغور إفريقية من الغارات البحرية
ال كان يقوم هبا الروم ،يقول ع ه البكري " و هو حصن عا الب اء متقن العمل ،الطبقة الثانية م ه مسجد ال لو من شيخ خري ،فاضل
. " ...البكري ،املصدر السابق ،ص . 36ي ظر أيضا :ابن وردان ،املصدر السابق ،ص . 39
2مد زي هم ،املرجع السابق ،ص . 33
3محمد بن مقاتل العكي :وال الرشيد على إفريقية و كان رضيع الرشيد ،كان أبو مقاتل بن حكيم من كبار القائمني بالدعوة العباسية ،و مل
يكن مود السرية ،فما لبث أن اختلف عليه ا د و خرج عليه عامله بتونس متام بن متيم التميمي ،ي ظر :ابن آبار ،ا لة السرياء ( ،قيق:
حسن مؤنس ) ،القاهرة :دار املعارف ،ط2؛ 1985م ،ج ، 1ص ص ، 89 ،88ي ظر أيضا :ابن عذارى ،املصدر السابق ،ص . 126
4إبراهيم بن األغلب :بن سامل التميمي جد آغالبة ... ،دخل إبراهيم املغرب مع ابن آشعث ،فاستعمله على م طقة طب ة ،كان فقيها ،
عاملا ،ورعا ،شاعرا ،ذا رأي و بأس ...مل يل إفريقية أحسن سرية و ال سياسية م ه ،تلقى إبراهيم علمه على يد فقيه مصر الليث بن سعد،
ي ظر :ابن عذارى ،املصدر نفسه ،ص ، 130ي ظر أيضا :ابن آبار ،املصدر نفسه ،ص . 93
مد زي هم ،املرجع نفسه ،ص ص . 35 ، 34 5
12
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
كان إبراهيم بن آغلب واليا على م طقة الزاب1و كان على دراية بظروف إفريقية و طبيعة
نفسه املقدرة على توليتها و إمخاد ثوراهتا ،لذلك كتب إ تلك البالد ،فوجد الثورات
الرشيد يطلب م ه والية إلفريقية. 2
و اقرتح إبراهيم على دولة ا الفة بأن يدفع هلا أربعني ألف دي ار س ويا ،و يتخلى عن اإلعانة
الس وية ال كانت لب إلفريقية و تقدر مبائة ألف دي ار. 3
و تعهد بأن يتصرف كعامل تابع للخالفة العباسية ،و إن كان يتمتع رية التصرف داخل
واليته ليستطيع مواجهة القالقل و الفوضى الداخلية ،فأجابته ا الفة ملا طلب ،و وافقت كذلك
ب آغلب ما داموا على الطاعة و الوالء و وافق ابن آغلب على أن على أن تكون الوالية
عزل الوا آغليب إذا تعيني قاضي القريوان ، 4وأن يكون للخليفة ا ق يكون للخالفة ا ق
أساء التصرف بشرط أن يقيم بدله أغلبيا آخر. 5
إفريقية نتيجة لإلتفاق السياسي بني ا ليفة و كيفما جرى آمر ،فقد قامت الدولة آغلبية
الرشيد و إبراهيم بن آغلب. 6
1الزاب :بلد واسع م ه مدي ة يقال هلا باغاية ،حوهلا قوم من الرببر من هوراة بل جليل يقال له أوراس يقع عليه الثلج ،ومدي ة يقال نقاوس
كثرية العمارة و الشجر و الثمر ،ي ظر :اليعقويب ،املصدر السابق ،ص ص . 141 ، 140
عصر الدولة آغلبية ( 184هـ 296 -هـ 800 /م– 909م ) .أطروحة دكتورا مرقونة ،جامعة صاحي بوعالم ،ا ياة العلمية بإفريقية 2
إفريقية "املغرب آد " ،ط1؛ مكة املكرمة :جامعة أم 6ابن وردان ،املصدر السابق ،ص ، 35يوسف بن أمحد حوالة ،ا ياة العلمية
القرى 2000 ،م ،ص . 67
13
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
نظم ا كم اإلسالمية ،فللمرة آو تعهد إفريقية ربة جديدة يعترب قيام دولة آغالبة
اإلنفراد بوالية من والياهتا .حيث جعل إلفريقية و أهلها شخصية ا الفة إ رجل من املغرب
تاريخ إفريقية ،ربة حكم إفريقية بواسطة أسرة مميزة و بذلك بدأت ربة سياسية جديدة
عربية لية تابعة للدولة العباسية ،1فاستكثر إبراهيم بن آغلب من ا د و أقام ا طبة لب
العباس على امل ابر و رفع شعارهم و دفع هلم ا راج املقدر عليه " أربعون ألف دي ار " ،و نقش
اسم ا ليفة على السكة. 2
ي قسم تاريخ العصر آغليب إ ثالث فرتات :فرتة التأسيس من (184هـ 223 -هـ 800/م-
838م) و تشمل إمارات إبراهيم بن آغلب و اب يه أيب العباس و زيادة اهلل ، 3قضاها هؤالء
معسكرات خارج املدن الكربى إمخاد ثورات و فنت قادة ا د العريب املعادي لألغالبة إذ تركزت
عهد ولت إ مركز للمعارضة السياسية للبيت ا اكم وخاصة تونس ، 4ال ،و خاصة
م
زيادة اهلل آول ،5تليها فرتة االزدهار و االستقرار ال سيب ( 226هـ 289 -هـ 840 /م– 902
) و رغم أهنا مشلت حكم عدد من أواساط أمراء البيت آغليب ، 6فقد استمر فيها ا هاد
صقيلة ، 7إذ خفف ا هاد العبء عن القريوان و ذلك بإرسال املشاغبني من ا د إ صقلية ،
شرقي آندلس ...و الغالب عليها ا بال و القالع و ا صون ،وأكثر أرضها مسكونة 7صقلية " :جزيرة على شكل مثلث ...و هي
مزروعة ....و ليس هبا مدي ة مشهورة معروفة غري بيلرم ، " ...ي ظر :ابن حوقل ،صورة آرض ،بريوت :م شورات دار مكتبة ا ياة ،
1992م ،ص . 113
14
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
حني أس دت امل اصب اهلامة للموا وللسكان آصليني مث نقل ا يش العريب بكامله إليها ،
فتح البعيدين كل البعد عن أي طموح سياسي فشغلت بذلك القوات العربية لفرتة طويلة
صقلية ( 212هـ 290 -هـ 827 /م– 902م ). 1
هـ
العهد آغليب إبراهيم بن أمحد بن مد بن آغلب (261 و ميثل عصر االستبداد و التدهور
289 -هـ 874 /م– 902م) إذ يعترب عهد بداية ال هاية للدولة آغلبية ،فقد فسد فكر بعد
مدة من حكمه ،و ثارت أطراف البالد على ظلمه و تقلص حكمهم ، 2فأعلن إبراهيم ليه عن
امللك الب ه أيب العباس عبد اهلل ( 289هـ 290 -هـ ) الذي مل كم إال س ة واحدة ،إذ قتله
بعض خدمه ،فتو بعد اب ه زيادة اهلل الثالث ( 290هـ 296 -هـ 902 /م– 909م ) خامتة
أمراء آغالبة. 3
أيامها، حكم إفريقية من أسرة ب آغلب أحد عشر أمريا و لكن رغم قصر مدة االستقرار
إرساء أسس إفريقية السياسية و ظهور شخصيتها مبا متيزت به من فإهنا تعترب صاحبة الفضل
خصائص .
مث إن ب آغلب كانت فيهم عروبة صادقة ،و اهتمام بشؤون العلم و ا ضارة و امل شآت ،
مجلته ،رغم كثرة حروبه و اضطراباته ،خريا على إفريقية ،و خطوة واسعة إ فكان العصر
بقاء املغرب اإلسالمي.4 آمام
بالد الغرب اإلسالمي ،ط 1؛ بريوت :دار املدار اإلسالمي ، 2003 ،ص . 37 1بشري رمضان التليسي ،اال اهات الثقافية
حسني مؤنس ،املرجع السابق ،ص . 100 2
3ابن عذارى ،املصدر السابق ،ص ، 179ي ظر أيضا :حسني مؤنس ،املرجع نفسه ،ص ص . 111 ، 107
4حسني مؤنس ،املرجع نفسه ،ص ص . 99 ، 98
15
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
ب) -الـثـقـافـيـة:
إهتم آغالبة با انب الثقا و الفكري ، 1فشهدت ا ياة العلمية ازدهارا كبريا ، 2و مرد ذلك
إ شخصية مؤسسها إبراهيم بن آغلب الذي كان حافظا للقرآن الكرمي ،فقيها عاملا مؤيدا
ملذهب أهل الس ة ،كثري الزيارات لشيخه الذي تتلمذ على يديه " الليث بن سعد " ،3كما كان
ا امع آكرب ب فسه ،و يعرف حق العلم و أهله ، 5وهذا ما قرب شاعرا خطيبا ،4يلي الصالة
بي ه و بني الفقهاء و أكسبه تأييد ال اس فا ذ من الفقهاء مستشارين له كانوا خري عون له
ضبط أمور الدولة ،و دفعها إ طريق العلم و ا ضارة و الرقي ، 6أما خلفه فلم يكونوا على
دواوي هم الس ثقافته و اهتمامه ،إال أهنم كانوا يفزعون إ العلماء ع د ا اجة ،و يعقدون
امل اسبات املختلفة. 7 امل اظرة و املذاكرة ،كما كانوا يقومون بزيارة دور العباد ،و العلماء
إقامة و تثبيت دعائم االستقرار فقد متكن و كان للمذهب الس و شيوخه نصيب كبري
الفقهاء مبعاونة أمراء آغالبة من إخراج املخالفني من بالد إفريقية. 8
القريوان ،ط 1؛ الرياض :الدار العاملية للكتاب اإلسالمي 1411،هـ ،ص. 66 حسني بن مد شواظ ،مدرسة ا ديث 2
اللّيث بن سعد :بن عبد الرمحان الفهمي أبو ا ارث املصري ،أحد آعالم ،روى عن الزهري و عطاء و نافع و روي ع ه ابن املبارك 3
تاريخ وآخرون ،كان ثقة كثري ا ديث ،نبيال سخيا ،تو القضاء مبصر ( ،ت 175هـ ) ي ظر :جالل الدين السيوطي ،حسن احملاضرة
مصر و القاهرة ( ،قيق :مد إبراهيم ) ،ط 1؛ اإلسك درية :دار إحياء الكتب العربية ، 1967 ،ج ، 1ص . 301
4ابن وردان ،املصدر السابق ،ص . 34
حسني بن مد شوا ظ ،املرجع السابق ،ص . 66 5
16
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
و تفوقت الدراسات الشرعية و على وجه ا صوص الفقه ،لدرجة أنه أصبحت ه اك مدرسة
فقهية إفريقية إ جانب مدارس العراق ، 1و آندلس، 2و ملا كانت اإلمارة آغلبةامتداد فكري و
حضاري للخالفة العباسية ،فكان من الطبيعي أن تأخذ هذ اإلمارة بتقاليد دار ا الفة
تشريع آحكام ،3و كان آمراء آغالبة مييلون إ املذهب ا في ، املذاهب و العقائد و
وهذا ما أحدث نفرة بني علماء املالكية و بني آمراء ، 4و قد كانت املشيخة املالكية تتمتع
بغداد ة القول لق القرآن دعا إليها بعض أمراء با ـا والتـقـديـر ع د العامة ، 5فلما حدثت
القريوان و كتبوا السجالت بذلك ،و قرئت على امل ابر ،و امتحن بسببها كبار علماء القريوان
و أمحد بن يزيد مثل :موسى بن معاوية الصمادحي (ت 225ه840/م)
(ت284ه897/م)و مها من جلة دثي القريوان ،كما امتحن بسببها اإلمام سح ون (ت
240ه854/م) ، 6وكان أكثر أمراء آغالبة مييلون إ تعيني القضاة ا فية ،و هؤالء غالبا ما
ي كلون بالعلماء املدنيني ،مثل مد بن عبدون 7الذي امتحن على يديه مجاعة من الفقهاء
املالكية.8
1العراق :مجع عرق و مسي عراقا ٓنه دنا من البحر و فيه سباخ و شجر ،و قيل شاطئ البحر ،و مسي العراق عراقا ٓنه على شاطئ دجلة
والفرات ،و قيل مأخوذ من عروق ا لشجر ،و العراق وسط الدنيا ،و مستقر املمالك ،و فيه الرافدان ،و القواعد العظيمة و آعمال الشرفة ،
ي ظر :ياقوت ا موي ،معجم البلدان ،بريوت :دار صادر 1977 ،م ،ج ، 4ص ، 93ي ظر أيضا :عبد امل عم ا مريي ،املصدر السابق ،
ص . 410
األندلس ..." :و أما ُّ
الغريب من املغرب فهو آندلس و آندلس بلدان عريضة كثرية املدن خصبة واسعة و مدي تها العظمى تسمى قرطبة و هي 2
وسطها ،و الذي يط بآندلس البحر احمليط ،مث يطوف ر الروم إ أرض إفر ة" ،ي ظر :اإلصطرخي ( املعروف بالكرخي ) ، من آندلس
مسالك املمالك ،بريوت :دار صادر 1927 ،م ،ص . 31يوسف بن امحد ا والة ،املرجع السابق ،ص .110
عبد العزيز نقبيل ،شعراء املغرب آوسط ال ازحون إ القريوان قبل خراهبا ،دراسة موضوعاتية ف ية ،رسالة ماجستري ،مرقونة ،جامعة ا اج 3
17
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
ذلك مبا فعله املقابل كان علماء املالكية يرفضون كل عرض وظيفي من آمراء متأسني و
اإلمام مالك ، 1من البعد عن السلطان توقريا للعلم و رفعا لشأنه ،و من قبل م هم القضاء إمنا
قبله بعد أن يراود عليه مدة طويلة و بعد أن يشرتط شروطا يستوثق معها قيامه بالعدل كما فعل
3
عسىي بن مسكني 2و غري .
حيث فرض هؤالء املشيخة املالكية رقابة على حركة التأليف ( ال شاط الفكري و التأليفي ) ،من
ذلك تفريق حلق أصحاب اال اهات " املبتدعة " من جامع عقبة ، 4و من مظاهر تلك الرقابة
ا صار الفكري الذي ضربه علماء املالكية على الفيهم و قساوة أحكام قضاهتم على من يـُتهم
دراسته ، 5فهي تقتصر أساسا بالزندقة ،إ جانب نوعية املواد ال ميكن أن يتلقاها الطالب
ال جوم مقدمتها الفقه املالكي أما بقية العلوم فبعضها رم مثل ال ظر على العلوم الدي ية ،و
،و بعضها مكرو مثل علم آنساب ،و بعضها مباح للصبيان لكن دون اإلكثار م ه مثل
ا ساب و العربية ،و ا ط ،و مجيع ال حو ،و الشعر ،أما علم الكالم فلم يلق الع اية الفائقة
باستث اء بعض املؤلفات. 6
1اإلمام مالك بن أنس :بن مالك بن أيب عامر اليصبحي أبو عبد اهلل املد ،إمام دار اهلجرة .روي عن غري واحد من التابعني و حدث ع ه
خلق من آئمة ،م هم ابن املبارك و آوزاعي ،م اقبه و فضائله كثرية جدا .بلغ تسعني س ة و دفن بالبقيع ( 179هـ ) ،ي ظر :ا افظ ابن كثري
،البداية و ال هاية ( ،قيق :عبد اهلل بن عبد احملسن الرتكي ) ،ط 1؛ الرياض :دار هجر ، 1998 ،ج ، 13ص 599و ما بعدها .
2عيسى بن مسكين :ستأيت ترمجته املبحث الثا .
3الدباغ ( ،ابن ناجي الت وخي ) ،معامل اإلميان معرفة أهل القريوان ( ،قيق :مد آمحدي أبو ال ور ،مد ماضور) ،ط 2؛ مصر :
مكتبة ا ا ي 1968 ،م ،ج ، 2ص 84و ما بعدها ،ملزيد من التفصيل ي ظر :ا ودي ،املصدر السابق ،ص 72و ما بعدها .
قلب مدي ة القريوان بني 50و 55هـ ،امتد جامع عقبة على مساحة واسعة ،و كان هيئة 4جامع ُعقبة :ب عقبة بن نافع املسجد ا امع
ه دسية عمارية متطورة ،ح قيل " :مل ينب عقبة مدي ة هلا جامع ،بل ب جامعا له مدي ة " ،مت ديد ب اء عدة مرات ،ي ظر :وى عثمان ،
مساجد القريوان ،ط 1؛ دمشق ،دار عكرمة ، 2000 ،ص 65وما بعدها.
ابن أيب دي ار ،املصدر السابق ،ص ، 48ي ظر أيضا :م الدين اهل تا ،املذهب املالكي بالغرب اإلسالمي ،تونس :ترب الزمان ، 5
،2004ص . 146
م الدين اهل تا ،املرجع السابق ،ص . 149 6
18
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
وتطورت العلوم العربية بكل فروعها،وبرز الشعراء وا طباء والكتاب وعلماء اللغة وال حو،فعُد
عصر االغالبة بداية ازدهار االدب بالد املغرب االسالمي،حيث ظهر عدد من آدباء ميكن
بدايتها ،و كان من بني أمراء آغالبة أنفسهم اعتبارهم على قلتهم ،ممثلني ملظاهر هنضة أدبية
1
شعراء " ،كإبراهيم بن آغلب مؤسس الدولة و حفيد أبو العباس (226ه840/م) " .
إهتم آغالبة بانشاء ا واضر الثقافية ( املدن ) ل شر ا ضارة اإلسالمية و دعم ال شاط الفكري
ش العلوم و الف ون و اآلداب ،الذين نشأوا و العلمي فكانت القريوان آنذاك غاصة بالعلماء
فيها و العلماء الوافدين إليها ل شر العلم فقصدها الطالب من تلف بقاع العامل اإلسالمي ،و
تلف املذاهب إفريقية املذهبان املالكي و ا في كما برز عدد من الفقهاء اجتمع يومئذ
2
آخرى .
رقادة :حاضرة ب اها ابراهيم بن أمحد االغليب س ة 263هـ 867 /م تقع غرب القريوان حيث
انتقل إليها ا هاز اإلداري للدولة االغلبية ،و الف العباسة 3فإنرقادة عرفت توافد عدد كبري من
هـ
أهل العلم و الثقافة لإلقامة فيها فأصبحت مركزا ثقافيا هاما ح سقوط الدولة آغلبية (296
19
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
909 /م ) ، 1و انشأ فيها إبراهيم بن أمحد بيت ا كمة كمؤسسة علمية مستقلة تتميز بإعراضها
2
عن العلوم الفقهية ،و اهتمامها بالفلسفة ،و الطب ،و الفلك ،و الرتمجة ،وا ساب وغريها.
سوسة :مدي ة ساحلية تقع ج وب مدي ة تونس و شرق القريوان ،اعت آغالبة بتعمريها وإنشاء
الكثري من املؤسسات العسكرية و اإلدارية و الدي ية هبا لكوهنا مرفأ مدي ة القريوان ،وما ميز مدي ة
البحر املتوسط سوسة هو قيامها بدور ا هاد البحري با ا صقلية و غريها من املوانئ البيزنطية
الرباطات بقصد التعبد واملشاركة فهاجر إليها عدد كبري من العباد و الزهاد الذين أقاموا
اجملهود ا ريب ،و االشتغال بتدارس آدب و العلوم الدي ية فيما بي هم ،فكان هلمدور كبري
4
ال هوض بالدراسات الشرعية 3.كما جدد آغالبة مسجد عقبة بن نافع و مسجد الزيتونة .
امليدان الثقا ،فأ بت أعالما تفوقوا أدبيا و كانت عاصمة الزاب طب ة ، 5ت افس القريوان
مثل :مدبن حسني الطب ( 415ه1024/م)،وأيب الفضل عطيةالطب (532ه1137/م) ،
هذا العصر أن ثقافتهم كان يغلب عليها الطابع الدي ،فال د شاعرا إال و كان ومما يالحظ
فقيها أو دثا ،فكان شعرهم شعر فقهاء ،ولعل أبرزهم الشاعر بكر بن محاد التاهريت
(296ه980/م) الذي تفقه بالقريوان و تقرب من أمراء ب آغلب ومدح آمري إبراهيم بن
6
أمحد آغليب ( 242ه856/م) .
بالد املغرب اإلسالمي على عهد الدول املستقلة ( 296 – 140هـ 757 /م– 909م ) . بلقاسم جدو ،تطور العلوم ال قلية و العقلية 1
رسالة ماجستري ،جامعة ا اج ضر ،بات ة 2013 ،م 2014 /م ،ص ، 8ي ظر أيضا :حسني بن مد شواظ ،املرجع السابق ،ص . 68
م الدين اهل تا ،املرجع السابق ،ص . 146 2
العهد ا فصي العصور اإلسالمية آو ب ا إمساعيل بن عبيد آنصاري ( تاجر اهلل ) س ة 93هـ ،وحول 4مسجد الزيتونة :مسجد ب
إ مسجد جامع ،كان أهل القريوان يقيمون ا معة فيه ع د ما رى اعمال ترميم و إصالح امع عقبة ،ي ظر :ابن وردان ،املصدر السابق ،
ص ، 36وى عثمان ،املرجع السابق ،ص ، 151
وسط الزاب ،و هبا ي زل الوالة ،ي ظر :اليعقويب ،املصدر السابق ،ص ، 141ي ظر أيضا :البكري، 5طب ة :مدي ة الزاب العظمى ،و هي
املصدر السابق ،ص . 172
عبد الرمحان ا يال ،املرجع السابق ،ص ، 270عبد العزيز نقبيل ،املرجع السابق ،ص . 34 6
20
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
مما ساعد على ازدهار ا ركة العلمية و انتشارها بني تلف الطبقات اإلقبال املتزايد للعامة
اجملتمع القريوا ، 1فربز عدد على طلب العلم و املعرفة ،و تعاظم دور العلماء و مكانتهم
2
ال هضة الفقهية للمذهب املالكي الس . كبري من العلماء و الفقهاء الذين أدوا دورا هاما
إثراء التبادل الثقا و الفكري سامهت الرحالت العلمية املتعددة بني املشرق و املغرب
بشكل كبري .
إذ أقبل علماء املشرق إ إفريقية ،كما ار ل علماء من القريوان إ املشرق ،و كان من عاداهتم
أهنم يرحلون ملالقاة العلماء و آخذ ع هم 3.فكانت تشد الرحال إ املشرق قصد ا صول على
العلم و الفقه من م ابعه آصلية و ممن صاحب آئمة الكبار ،و كانت العراق وا جاز
التحصيل العلمي و التفقه واالستزادة ،و كانت م اسبة ا ج فرصة واضرها م تهى من يرغب
4
للرحلة العلمية ال تبدأ غالبا عرب مصر .
ت شيط ا ركة الثقافية الفكرية ،فقد بدأت كان ركة التأليف و التص يف دور كبري
املص فات ا ديثة تدخل إفريقية ،و أقبل أهل القريوان على التص يف ، 5فألف املشيخة املالكية
مد بن سح ون ،آجوبة ( ،قيق :حامد العلو ) ،ط 1؛ بريوت ،دار ابن حزم 2011 ،م ،ص . 29 1
عهد آغالبة و الرمسيني خالل القرنني 3 – 2هـ 9 – 8 /م .رسالة ما جستري ،جامعة أيب بكر بلقايد– مد عليلي ،اإلشعاع الفكري 4
21
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
الفقه و آحكام ،و علم الفرائض ، 1و ا دل بصفة خاصة الكتب الدي ية ،و العلمية
2
إفريقية و غريها. وآداب امل اظرة خدمة للمجتمع و تدعيما و نشرا للمذهب املالكي وترسيخه
ا ديث ،و رتب اإلمام فص ف ىي بن سالم ( ت 200هـ 3)815 /تفسري و جامعه
سح ون املدونة 4و ذيل مسائلها بأحاديث ،و ص ف مد بن سح ون5شرحا على املوطأ
ا ديث و غري ذلك ،كما امتألت ا صون و احملارس بالعلماء و العباد و املرابطني ، ومست دا
6
حيث ب آغالبة أكثر من ثالثني ألف معقل ،و هبذا تكاملت جوانب ا ياة العلمية بإفريقية .
ت شيط ا ركة الثقافية و الفكرية و ذلك من خالل كما ال نغفل دور الوراقني و ال ساخ
ت قلهم بني املدن و ا واضر اإلسالمية رية مطلقة ،مما أدى إ انتشار الكتب ال كان يتهلف
طالب العلم على حيازهتا ، 7مع العلم أن الكثري من طالب العلم كانوا من أب اء الطبقة املوسرة ،
أفعال املكلفني بالوجوب و ا ذر ،و هي متلقاة من الكتاب و الس ة وما نصبه الشارع ... 1الفقه و علم الفرائض :الفقه معرفة أحكام اهلل
و كمل الفقه و أصبح ص اعة و علما ....أما علم الفرائض فهو معرفة فروض الوراثة و تصحيحي سهام الفريضة ...و هو تاج إ ا ساب
تاريخ العرب وجعلو ف ا مفردا .و لل اس فيه تأليف كثرية أشهر ما ع د املالكية ،ي ظر :ابن خلدون عبد الرمحان ،العرب و ديوان املبتدأ و ا رب
و الرببر و من عاصرهم من ذوي الشأن آكرب ( ،قيق :سهيل زكار ) ،بريوت :دار الفكر ، 2001 ،ج ، 1ص 563و ما بعدها .
مد بن سح ون ،املصدر السابق ،ص . 30 2
" الثقات " ...صار إ إفريقية و سك ها 3يحيى بن سالم :البصري حدث باملغرب عن مالك و سفيان الثوري و مجاعة ،و ذكر ابن حيان
و حج م ها ،و كان من ا فاظ ،تو س ة 200هـ ،ي ظر :ا افظ بن حجر العسقال ،لسان امليزان ( ،اعت به :سلمان عبد الفتاح أبو
غدة ) ،بريوت :دار البشائر اإلسالمية 2002 ،م ،ج ، 8ص 447وما بعدها .
المدونة :مجع فيها سح ون مسائل الفقه على مذهب مالك بن أنس ،طوطاهتا و شروحاهتا و تصراهتا كثرية ،و تعترب كتابا أساسيا لتعليم
ّ
4
الفقه املالكي فاس ،ي ظر :حسن حس عبد الوهاب ،كتاب العمر املص فات و املؤلفني التونسيني ( ،مراجعة :مد العروسي املطوي ،
بشري بكوش ) ،ط 1؛ بريوت :دار الغرب اإلسالمي ، 1990 ،ج ، 1ص ،586ي ظر أيضا :كارل بروكلمان ،تاريخ آدب العريب ( ،ترمجة:
عبد ا ليم ال جار ) ،ط 1؛ مصر :دار املعارف ، 1974 ،ج 3ص 282وما بعدها.
املبحث الثا . مد بن سح ون :ستأيت ترمجته بالتفصيل 5
22
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
انتقال ص اعة الورق و الكاغد وا رب من و التجار ،و أصحاب الضياع ، 1كما مهدت الوراقة
2
انتشار العلوم و املعارف . بغداد إ القريوان مما شجع ا انب العلمي
تاريخ إفريقية ،حيث انتقلت على أن العصر آغليب رغم قصر ميثل مرحلة انتقالية حامسة
إفريقية من إقليم مضطرب غري واضح املعامل ،و ال دد التكوين البشري و الفكري إ بلد
3
إمارة واضحة املعامل و السمات ،هلا حواضرها الزاهرة و مدائ ها العامرة ،تزي ها امل شآت الكثرية.
ج)-اإلجتماعية :
إفريقية ال يصفها صاحب كتاب "المؤنس كان من حظ " محمد بن سح ون " أن نشأ
في أخبار إفريقية و تونس " قائال ... " :و إفريقية إقليم عظيم ،مجع احملاسن ا ميلة ،والفوائد
ا ليلة ،و املدن العظيمة ،و املزارع الكرمية ،و امليا العذبة ...و مجيع ما تاج إليه ،و تقبل
4
ال فوس عليه.
عهد " محمد بن سح ون" حسب ما وصل إليه الباحث ما يالحظ على ا ياة العامة
املصري "حسين مؤنس " أن ا روب و الصراعات بني رجال السياسة مل تك متس ا ياة
طريقها دون تأثر أو اكرتاث مبا دث بني رجال االجتماعية للبالد ،ال كانت حسبه ماضية
5
املدن أو املزارع . ا كم باستث اء حاالت ا روب و القتال ال كانت تدور رحاها
تكون اجملتمع القريوا من ع اصر و فئات عديدة ميكن أن صرهم فيما يلي:
23
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
أ)-الع اصراالجتماعية:
-1المسلمون :
-البربر :سكان البالد آصليون ،و ي قسمون إ طائفتني :طائفة الرببر ا ضر املعروفني
بالربانس الذين يسك ون ال واحي ا صبة و السفوح املزروعة ،و هؤالء يعملون بالزراعة والص اعة
نتيجة التصاهلم ضارة القرطاجيني و الْتني والبحر املتوسط ،و طائفة الرببر البدو املعروفني
الصحاري و الواحات ،و هؤالء يعيشون على الرعي و ميلون إ اإلغارة بالبرت الذين يقيمون
1
على ما اورهم من نواحي العمران .
صورة -العرب :الذين مت على أيديهم الفتح و نشر اإلسالم ،فقد دخلوا إ بالد املغرب
جيوش فا ة ،مث قت هبم مجاعات أخرى من ا د و املهاجرين العرب مع استمرار حركة
الفتح ،و قت هبم مجاعات أخرى ،و هؤالء مجيعا تكون م هم ما يعرف بالعرب البلديني ،أي
عرب إفريقية الذين استمروا فيها و اعتربوها وط ا هلم دون أن يتخلوا عن عروبتهم ،مث قاموا بعد
ذلك مبهمة التعليم و التعريب .و كانت إدارة البالد بأيديهم و هم قبائل ش ، 2و قد ذكرهم
مدي ة القريوان أخالط من ال اس من قريش و من سائر بطون العرب "اليعقوبي" قائال " :و
4
اجملتمع القريوا . من ُمضر و ربيعة و قحطان 3" ...و انصهر الع صر العريب
ابن خلدون ،املصدر السابق ،ج ، 6ص 139و ما بعدها ،ابن وردان ،املصدر السابق ،ص ، 22حسني مؤنس ،املرجع السابق ،ص 1
مود امساعيل ،آغالبة ( سياستهم ا ارجية 184هـ 296 -هـ ) ،ط 1؛ اهلرم :عني للدراسات و البحوث اإلنسانية واالجتماعية،2000 ، 4
ص . 39
24
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
إفريقية التصاهر بني العرب و الرببر ،و أدى إ التمازج و تقوية الروابط االجتماعية شاع
1
بني الع صرين .
-الروم :غالبيتهم من البيزنطيني الذين ُوجدوا البالد و كانوا ُحكاما هلا ،و مع الفتح
اإلسالمي اختفى معظمهم و بقيت م هم مجاعات تقيم السواحل و املدن و خاصة
4
قرطاجة2و بعض بالد ا ريد ، 3و ثلة أخرى م هماعت قوا اإلسالم وامتزجوا مع سكان البالد .
وقت مبكر ،و كانت هلم صلة القريوان و متكن ال صارى ( الروم ) من ب اء ك يسة هلم
5
بالسالطني ،و وقعت بي هم و بني املسلمني م اظرات .
-اليهود :أما اليهود فيبدو أن عددهم كان أكرب و كانوا يتمتعون بتسامح تام ،و كانت عالقة
القريوان آسرة املسلمة با ار اليهودي تتسم بالصداقة و الود و حسن ا وار ،و كان هلم
لسكاهنم يسمى اليهودية ،و هلم مقابر خاصة ،كما اختصوا بسوق أيضا ،و كان
حي خاص ُ
اليهود يؤدون شعائرهم الدي ية رية تامة ،و كانت ترد عليهم آسئلة من يهود آندلس ومصر
ذلك مص فات. والعراق ،كما أقبل اليهود على دراسة الطب و الفلك و هلم
2قرطاجة :مدي ة عتيقة ،يط هبا عدد كثري من ا دائق املليئة بالثمار ،و سكاهنا فقراء يشتغلون بزراعة ا ضر و ا بوب ،ي ظر :ا سن الوزان،
وصف إفريقية ( ،ترمجة :مد حجي ،مد آخضر ) ،ط 2؛ بريوت :دار الغرب اإلسالمي 1983 ،م ،ج ، 2ص . 69
3بالد الجريد ُ :مسيت كذلك لكثرة ال خيل هبا ،و هي مدن كثرية و أقطار واسعة و عمائر متصلة كثرية ا صب و التمر والزيتون و الفواكه ومجيع
ا ريات ،و هي آخر بالد إفريقية على طرق الصحراء ،و فيها امليا السائحة و آهنار و العيون الكثرية ،و أوهلا من جهة الساحل قابس وآخرها
عجائب آمصار ( ،قيق :سعد زغلول ) ،ط2؛ آعظمية :دار الشؤون الثقافية العامة ، مدي ة درجني ،ي ظر :مؤلف هول ،االستبصار
1986م ،ص . 150
ابن وردان ،املصدر السابق ،ص . 21 4
25
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
اشرتط الفقهاء على أهل الذمة صبغ طرف العمامة لتمييزهم عن املسلمني ،و كانوا لفون اليمني
دور عبادهتم ،فيحلف اليهودي يوم السبت،أما ال صرا فيحلف يوم إذا وجبت عليهم
1
آحد.
تمع إفريقية إ انقسمت هذ الع اصر اإلجتماعية حسب آعمال ال يقومون هبا
فئات عدة أمهها :
-1الفئة الحاكمة :تضم ا كام و ا واص من الوالة و كبار رجال الدولة و قادة ا يش
وا رس ا اص الذي ا ذ آمراء ،باإلضافة إ املقربني من رجال ا كم ( السلطة ) من
حياة البالد ،وظلوا إفريقية مل يصلو إ االندراج التميميني ، 2فاالغالبة رغم حياهتم الطويلة
عواصمهم امللوكية مثل القصر القدمي ،و القصر ا ديد ( رقادة ) يط هبم ج دهم م عزلني
وعبيدهم و حواشيهم ،و ال يتصلون با ياة العامةإال عن طريق الشيوخ و أهل العبادة ،و هؤالء
حالة الضرورة القصوى .
3
بدورهم ما كانوا ليتصلوا با كام إال
-2فئة القضاة و الفقهاء :تعترب أحد ركائز تمع إفريقية ،باإلضافة إ أهل الزهد و الورع،
وكان هؤالء مجيعا رؤساء ال اس و املتحدثني بامسهم أمام ا كام ، 4و كان للفقهاء نفوذ قوي لدى
5
ا كام و العامة ،كما كان هلم تأثري على ا ياة السياسية و االجتماعية .
املغرب اإلسالمي من خالل نوازل وفتاوى املعيار كمال السيد أبو مص طفى ،جوانب من ا ياة اإلجتماعية و االقتصادية و الدي ية و العلمية 1
املغرب للونشريسي ،اإلسك درية :كلية الرتبية 1996 ،م ،ص 36و ما بعدها ،حسني بن مد شواظ ،املرجع السابق ،ص ص ، 111
. 112
ا ضارة االسالمية ،ط1؛ القاهرة :دار امل ار 1988 ،م ،ص . 170 مد مد زيتون ،القريوان ودورها 2
26
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
القريوان و خاصة بعد اتساع ا ياة االجتماعية -3فئة التجار :ال كان هلا دور كبري
التبادل التجاري و ازدهار ا ياة االقتصادية و العالقات التجارية مع صقلية و آندلس و مصر
1
القريوان جاليات وافدة من تلك البالد تقوم بآعمال التجارية . وغريها ،و أصبح
-4فئة العامة :و تتألف من ا ود ال ظاميني أو املتطوعني احملرتفني الذين يتم استدعاؤهم ع د
ا اجة ،و تتألف هذ الفئة كذلك من أصحاب الص اعات املختلفة ا شبية و الزجاجية
عصر آغالبة و مت إ از عدد كبري واملعدنية و غريها ،و من عمال الب اء الذين وجدوا بكثرة
آرض بالكراء ، ....و العبيد ،و كانت من امل شآت بفضلهم ،و الفالحون الذين يعملون
2
ا ياة االقتصادية و السياسية . هذ الفئة قليلة الدخل كثرية العمل ،و كان هلا دور
القيرواني:
ّ مميزات المجتمع
تمعا نظيفا غلب على أهله التعبد و حب ا ري و التمسك بالفضيلة، كان تمع إفريقية
حيث كان العلماء باملرصاد لكل بادرة من بوادر التحلل فقد قطع القاضي " ابن طالب "
(275ه888/م) املالهي ،و ب اإلمام سح ون باب دار امرأة عرفت بالفساد و نقلها بني قوم
صا ني ،و هكذا حافظت العاصمة الدي ية على مستوى رفيع من آخالق ،إال أن حياة رقادة،
و صربة و العباسة عرفت اجملون و اللهو ،و كذلك داخل البيوت ا اصة ، 3على العكس من
القريوان ال كانت حريصة على أن تكون وسائل التسلية فيها مما يبيحه الشرع ،كالفروسية،
واملبارزة على ا يول .
املرجع نفسه ،ص ، 171صاحي بوعالم ،املرجع السابق ،ص . 59 2
27
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
املعامالت كما أشيع العدل و ارتفعت راياته ،و حورب الظلم و عوقب مرتكبو و خاصة
1
فكان القاضي يعني احملتسب الذي مل ال اس على احرتام املصلحة العامة .
عرف اجملتمع القريوا تكافال كبريا و تضام ا بني آفراد ،فقد كان العلماء و الفقهاء وصلحاء
آغ ياء يواسون الفقراء ،و يهتمون بأمر احملتاجني و يتفقدون أحواهلم ، 2و نفس آمر كان يقوم
3
به ا كام و آمراء من إجزال العطايا للعامة و خاصة الضعفاء و املساكني .
و مما متيز به اجملتمع القريوا كثرة من فيه من العباد و الزهاد و الصلحاء الذين غصت هبم
املساجد و ا صون و قصور الرباط ،و مل تظهر لديهم ا رافات عقدية ،و انشغلوا بالعلم
4
والعبادة و املدافعة عن العامة أمام ا كام .
اعت ا كام بالشؤون الصحية و املصلحة العامة وال ظافة و من ذلك إحضارهم ٓحد آطباء
املشاهري و هو إسحاق اإلسرائيلي الذي وضع أساس املدرسة الطبية املغاربية ،فأقام آغالبة بكل
تاج وقتا لشفائها ،و كان أول مبرستان أنشئ مدي ة مبرستان للمصابني بآمراض املعضلة ال
بالقريوان (220 – 210هـ 830-825/م )-يسمى " الدم ة " و لعل تسمية دم ة من
املوضع الذي اقيم فيه الب اء ،فصار امسا و أسقط اسم ( مبرستان ) ،كما أن ا ي بكامله عرف
باسم حارة املرضى ،و الدم ة عبارة عن ب اء بسيط أروقته جد م ظمة تشري إ قاعات االنتظار
5
(الزوار ) ....هبا مسجد صغري إلقامة الصلوات ،و محام خاص باملرضى .
5
salahzaimeche : « alqayrawan( Tunisia ) » , fondation for science technology and civilisation
ي ظر أيضا بشري التليسي ،املرجع السابق ،ص ص , United King dom , 2004 ; p 7 .492 ،490
28
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
مدن كبرية م ها :تونس ،صفاقس ،سوسة ،و كانت و أحدثت مستشفيات بعد ذلك
مماثلة ملرستان القريوان و على نظامه ،و ترتيبه ،و عرفت كلها باسم ( الدم ة ) تقليدا لعاصمة
التسميات ،1و خصصت للمرضى و العجزة ،و كان قسم م ها البالد و اتباعا لرسومها
هذ البيمرستانات ( الدم ات ) خاص باجملذومني ،و قسم آخر كان ٓمراض العيون ،و كان
2
أطباء ماهرون لعالج تلف آمراض .
تونس إفريقية ،فقد عد البكري مخسة عشر محاما أمجع ا غرافيون على وفرة ا مامات
3
لوحدها ،كما وصف ابن حوقل سوسة سن ا مامات و طيبها .
باإلضافة إ وجود الصابون ل ظافة البدن و املاعون و كلها إشارات تدل على اجملتمع
4
ونظافته ،باإلضافة إ اتساع الشوارع ،و مجاهلا و ت ظيمها .
إفريقية نتج عن فتوحات االغالبة مزيدا من الثراء الذي انعكس على أحوال السكان
وأحدث انتعاشا اقتصاديا ، 5فاتسعت القريوان و قامت فيها آسواق و آحياء ،وساد الرخاء ،
و كثر ا ري ،في در أن تسمع عن اعات أو فقر شديد ،و هذا راجع لوفرة آرض الزراعية
إفريقية و قلة السكان ،و كان ال اس يزرعون كثريا من الزيتون و القمح ،و الفول و الشعري ،
وكانت املزارع متسعة و آم ة و صارت القريوان سوقا اريا كبريا تصدر م ه القوافل إ بالد
6
الصحراء ،و مركزا اريا هاما للقوافل املارة من الشرق إ الغرب .
مد مدزيتون ،املرجع السابق ،ص ، 181حسني بن مد شواظ ،املرجع السابق ،ص ، 116حسني مؤنس ،املرجع السابق ،ص 2
. 113
البكري ،املصدر السابق ص ص ، 41 ، 40 ، 39ي ظر أيضا :ابن حوقل ،املصدر السابق ،ص 74 3
29
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
ال يبالغ الدارس ع دما يقول أن اإلمام " مد بن سح ون " ال يُشكل إال حلقة ضمن
سلسلة طويلة من العلماء و الفقهاء الذين ازدانت بعلمهم و فقههم و ثقافتهم تونس غري أن ما
مييز عن غري هوانه ابن أحد أساطني الفقه املالكي ،و هو سح ون بن سعيد .
العالمة أبو عبد اهلل مد بن سح ون 1عبد السالم بن سعيد الت وخي ، 2و زاد " الزركلي
"سعيد بن حبيب الت وخي ، 3و يروى أنه سأل أبا فقال :يا أبت أ ن صليبة من ت وخ ؟ فقال
له :و ما تاج إل ذلك ،قال :فلم أزل به ح قال :نعم ،و ما يُغ ع ك ذلك من اهلل
شيئا إن مل تتقه.4ت وخ :بفتح التاء ،وضم ال ون ،مث خاء معجمة .و هم حي من اليمن ،يع
من القحطانية ،و قيل أهنم من قضاعة ...و قيل هم من نزار و حلفوا على املقام مبكان الشام ،
5
تعريفم . فسموا بذلك ،و التت خ :املقام ،و قد تعددت و اختلفت الروايات
مد بن ا ارث ،طبقات علماء إفريقية ( قيق :مد بن ش ب) ،بريوت :دار الكتاب اللب ا ،ص . 129 1ا ش
الذهيب مشس الدين أمحد بن عثمان ،تاريخ اإلسالم و وفيات املشاهري و آعالم ( ،قيق :بشار عواد معروف ) ،ط 1؛ بريوت :دار 2
30
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
قال ابن عذارى " مد بن سح ون املغريب املالكي مف القريوان" ، 1و قال ع همحمد
مخلوف صاحب كتاب " شجرة ال ور الزكية ... " " ...اإلمام بن اإلمام ،شيخ اإلسالم ،وعلم
2
آعالم ،الفقيه ا افظ ال ظار مع ا اللة و الثقة و العدالة .
ولد س ة 202هـ818 /م ،3بالقريوان و هي يوم ذاك حاضرة ب آغلب ،ودار ملكهم ،عاصر
4
مخسة من أمراء هذ الدولة ( 184هـ 296 -هـ 800 /م 912 /م) .
مجع محمد ابن سح ون خصاال كثرية من العلم و الورع و الفقه و الدفاع عن مذهب أهل
ا جاز .6و كان والد سح ون يشبهه بأشهب.7
3أبو بكر عبد اهلل بن مد املالكي ،رياض ال فوس ( ،قيق :بشري بكوش ) ،ط 2؛ بريوت :دار الغرب اإلسالمي ، 1994 ،ج ، 1ص
، 444حسن حس عبد الوهاب ،املرجع السابق ،ص . 588
مد بن سح ون ،املصدر السابق ،ص . 27 4
مد أبو آجفان " ،من أعالم القريوان :اإلمام مد بن سح ون " ( .لة الوعي اإلسالمي ) ،العدد ، 396الصفاة :الكويت ،نوفمرب 5
31
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
ب)أسرته :
آسرة السح ونية القريوانية املالكية ،ذات الصيت الذائع املعروف ،و اجملد العلمي والفقهي
املغرب اإلسالمي كله ، القريوان و ترسيخ املذهب املالكي املشهود ،كان هلا باع كبري
وحفظه من أهل آهواء و البدع خالل القرنني الثا و الثالث اهلجريني.
دار سح ون و مائة و ثالثني عاما من ابتداء سح ون و أخيه حبيب ،إ دام ُس ؤدد العلم
1
موت ابن اب ه مد بن مد بن سح ون.
والد سح ون:عبد السالم بن سعيد ب حبيب الت وخي ،و لقبه ُسح ون ( بفتح السني وضمها)،
الطبقة الرابعة من فقهاء مدي ة القريوان و عبادها 2.و وصفهمحمد مخلوف: ذكر المالكي
"بالفقيه ا افظ العابد الورع الزاهد اإلمام العامل ا ليل املتفق على فضله وإمامته".3
القريوان خالل القرنني الثا و الثالث اهلجريني " ( .لة الوعي اإلسالمي ) ،العدد ، 389 مد أبو آجفان " ،آسرة السح ونية 1
32
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
طلب العلم إ املشرق س ة 178هـ794/م ،فتلقى العلم مبصر تلقى علومه بإفريقية مث رحل
من عبد الرمحان بن القاسم (ت 191هـ806/م) ،1و أشهب (ت204هـ819/م)،و ابن وهب
(ت 197هـ 812 /م )2و عبد اهلل بن عبد ا كم ، 3ومسع باملدي ة من ابن املاجشون
(ت213ه) ،4و مسع بالشام من سفيان بن عي ية (ت196ه811/م) ،و مبكة من وكيع بن
5
ا راح ( ت197هـ 812 /م ).
و عاد إ بلد س ة 191هـ807/م فأظهر هبا علم أهل املدي ة و مذهب مالك ،وهو أول
املشكالت و إليه العلم و عليه املعول من ركز بإفريقية مركزا ثابتا ، 6و انتهت إليه الرئاسة
املذهب ،أخذ ع ه أئمة م هم اب ه مد ( ت الرحلة ،و مدونته عليها االعتماد
سح ون س ة 256هـ870/م) ،و مد بن عبدوس(ت 260ه874/م)و غريهم .تو
.7
(240ه854/م)
1عبد الرحمان بن القاسم :العتقي املصري ،روي عن مالك و الليث و عبد العزيز بن املاجشون ،و ان عاملا زاهدا سخيا ،استمرت صحبته
ملالك رمحه اهلل عشرين س ة ( ت 191هـ ) ،ي ظر :أبو إسحاق الشريازي الشافعي ،طبقات الفقهاء ( ،قيق :إحسان عباس) ،ط 2؛ بريوت :دار
الرائد العريب ،1981 ،ج ،1ص ، 150الذهيب مشس الدين أمحد بن عثمان ،تذكرة ا فاظ ،ط 3؛ بريوت :دار الكتب العلمية ، 1958 ،
ص . 356
2ابن وهب :تفقه مبالك و الليث بن سعيد ،و ص ف " املوطأ الكبري " و " املوطأ الصغري " و كان مالك رمحه اهلل يكتب إليه :إ أيب مد
املف ،و كان يقول ع ه :بن وهب إمام ،صحب مالك عشرين س ة ( ت 197هـ) ،ي ظر :الشريازي ،املصدر نفسه ،ص ، 150الذهيب ،
تذكرة ا فاظ ،املصدر نفسه ،ص ، 304فؤاد سزكني ،تاريخ الرتاث العريب ( ،ترمجة :مود فهمي حجازي ) ، 1991 ،ج ،ص . 144
عبد اهلل بن عبد الحكم :كان أعلم أصحاب مالك مبختلف قوله ،أفضت إليه الرياسة بعد أشهب ( ،ت 214هـ 829 /م ) ، 3
ي ظر:الشريازي ،املصدر نفسه ،ص ، 151ابن حجر العسقال ،لسان امليزان ،املصدر السابق ،ج ، 1ص ، 65فؤاد سزكني ،املرجع نفسه
،ص ، 147كارل بركلمان ،املرجع السابق ،ص ، 76سعدي أبو حبيب ،املرجع السابق ،ص . 25
4ابن الماجشون :عبد امللك بن عبد العزيز املاجشون تفقه بأبيه ومبالك وابن دي ار وغريهم،كان فصيحا...قال ي بن أكثم :عبد امللك ر ال
تكدر الدالء ،تو 213ه ،ي ظر :الشريازي ،املصدر نفسه ،ص.148
5املالكي ،املصدر السابق ،ص .348
مد مد لوف ،املرجع السابق ،ص . 69 6
7القاضي عياض ،املصدر السابق ،ج ،1ص ،340مد مد لوف ،املرجع نفسه ،ص ،69حسن حس عبد الوهاب ،خالصة تاريخ
تونس ،ط3؛ تونس :دار الكتب العربية الشرقية1373 ،ه ،ص .70
33
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
من أعالم هذ آسرة :حبيب بن سعيد أخو سح ون بن سعيد ،كان أسن من سح ون ،مسع
من عبد الرمحان بن زياد بن أنعم (161ه777/م) ،و عبد اهلل بن فروخ (175ه799/م)،
تكوين حياة سح ون الفقهية وكان حبيب بن سعيد ثقة ،رجال صا ا ،و يرجع إليه الفضل
1
والعلمية.
من أعالم هذ آسرة كذلك :أبو سعيد محمد بن محمد بن سح ون :كان من العلماء
الفضالء ، 7مسع من أبيه ،و كان مس وبا إ العلم ،و لكن غلبت عليه العبادة كان جليل
القدر ، 8و نفى " ال ّدبّاغ " مساعه من أبيه ،و قال مسع من رجال جد ،مسا أبو بامسه " مد
" و ك ا بك ية جد " أبو سعيد " ،و كان رجال صا ا ،فاضال ذا ورع و عقل و صالح ،
1الدباغ ،املصدر السابق ،ص ، 104مد زي هم مد عزب ،املرجع السابق ،ص . 108
2يوسف بن أمحد حوالة ،املرجع السابق ،ص . 342
مد زي هم مد عزب ،املرجع نفسه ،ص . 219 3
6سعدي أبو حبيب ،املرجع السابق ،ص ، 90مد زي هم مد عزب ،املرجع نفسه ،ص ، 219خليل البدوي ،موسوعة شهريات ال ساء،
ط 1؛ عمان :دار أسامة لل شر ، 1998 ،ص . 107
رواية عيسى بن مسكني أنه قال :بي ما ن مع سح ون إذ أقبل ولد مد ،ف ظر رمبا كان لسح ون ولد آخر امسه جعفر ،ذكر املال كي
العش تطري " ،
إليه ،مث نظر إلي ا فقال " :أي ف لوال أن عمر قصري " ،و أقبل ولد جعفر ،ف ظر إليه ،مث نظر إلي ا فقال " :ليس كل فراخ ُ
املالكي ،املصدر السابق ،ص ، 448يُفهم من هذا القول أن جعفر بن سح ون يكون تو صغريا .
مد مد لوف ،املرجع السابق ،ص . 70 7
34
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
مشهورا بالفضل ،أوحد زمانه عبادة و فضال .تو أبو سعيد س ة ( 307ه919/م) و دفن
1
وار أبيه مد بن سح ون .
من أعالمها كذلك :أبو جعفر أحمد بن لبدة :إبن أخو سح ون بن سعيد ،كان فقيها ثقة،
الفقه هب اك، جليال ،صا ا ،ورعا ،تفقه على سح ون بن سعيد ،2قال الخش ي :مل يكن
شيوخه املتقدمني. إال أنه قام له جا بالبلد بعد موت سح ون بتقدميه
أمحد بن و قيل كانت املسائل ترد من كل جانب فمرة كان يلقيها إ
نصر(319ه931/م) ،و مرة إ موسى القطان (289ه902/م) ،فيتوليان ا وانب ع ه ...
3
وذكر أنه تو س ة 261هـ874/م).
آسرة السح ونية بالرضاع عامل آخر هو علي بن سالم الجب ياني انتسب إ
البكري(399ه1011/م) ،أرضعته أم مد بن سح ون مع اب ها مد ،و كان من أهل العلم
من أصحاب مد بن سح ون ،و قضاء صفاقس و سائر الساحل التونسي ،كان عدال
4
أحكامه غ يا موسرا ،ب جامع صفاقس و سورها .
" الديباج " و"البيان مد بن سح ون ،فورد اختلفت الروايات حول وفاة
املغرب"و"البدايةوال هاية"أهنا كانت س ة ست و مخسني و مائتني.5
5ابن فرحون ،املصدر السابق ،ص ، 173ابن عذارى ،املصدر السابق ،ص ، 158ابن كثري ،املصدر السابق ،ج ،14ص .568
35
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
مخس و ستني و مائتني ،1 أما الذهبي ،و اليافعي ،و ابن عماد ،و غريهم ،جعلوها
العشر السبعني و املائتني ، 2إال أن الدارس مييل " الوا بالوفيات " كما جعلها الصفدي
إ ما ذهب إليه "الخش ي " من أن وفاته مد بن سح ون كانت س ة مخس و مخسني و مائتني
4
هجرية ، 3باعتبار ا ش آقرب للفرتة املدروسة حيث كانت وفاته س ة 361هـ 971/م ) .
إفريقية ،و الدفاع عن أهل الس ة و الذب عن مذهب مالك ،و تثبيت تعاليمه أمضى عمر
الرد على املخالفني و أهل البدع إ أن تو بالساحل و نُقل إ القريوان و دفن مبقربة أسرته
5
بباب نافع .
-شيوخه :
كان من حظ اإلمام " مد بن سح ون " أن توفرت له بيئة علمية مميزة ساعدت على تكوي ه
العلمي ا يد ،خاصة بإفريقية خالل مراحله التعليمية آو ،باإلضافة إ طبقة من العلماء
أخذ ع هم " مد بن سح ون " خالل رحلته إ ا ج،حيث ذكرت املصادر و املراجع أنه كان
1الذهيب،االعالم بوفيات االعالم (،قيق:مصطفى بن علي عوض ،ربيع ابو بكر عبد الباقي) ،ط 1؛بريوت :مؤسسة الكتب
الثقافية ،1993 ،مج ،1ص ،189العرب ،املصدر السابق ،ج ،1ص ،381تاريخ االسالم ،املصدر السابق ،مج ،5ص ،403اليافعي ،مرآة
ا ان وعربة اليقظان ( ،خليل م صور ) ،ط1؛ بريوت :دار الكتب العلمية1997،م ،ج ،2ص ،133إبن العماد ا بلي ،شذرات الذهب
أخبار من ذهب ( ،قيق :عبد القادر آرناؤوط ،مود آرناؤوط) ،ط 1؛ دمشق :دار بن كثري 1988 ،م .ص.283
2خليل ابن أيبك الصفدي ،الوا بالوفيات ( ،قيق :سهيل أرناؤوط ،تركي مصطفى ) ،ط 1؛ بريوت :دار إحياء الرتاث العريب ،
2000م ،ج ، 3ص . 72
3ا ُش ،املصدر السابق ،ص ، 133ي ظر أيضا :مد لوف ،املرجع السابق ،ص ، 70القاضي عياض ،املصدر السابق ،ص ،433
الدباغ ،املصدر السابق ،ص . 144
4املالكي ،املصدر السابق ،ص . 16
ابن ق فد القس طي ،الوفيات ( ،قيق :عادل نويهض ) ،ط 4؛ بريوت :دار اآلفاق ا ديدة 1983 ،م ،ص ، 189ي ظر أيضا :أبو 5
ذكر صلحاء مدي ة القريوان ( ،تقدمي :مد ا بيب العال ،سهيل ا بيب ) ، راس املعسكري ال اصري ا زائري ،نبأ اإليوان مع الديوان
الزيتونة ،مركز الدراسات اإلسالمية بالقريوان ، 2012 ،ص ص ، 116 ، 115مد مد زيتون ،املرجع السابق ،ص. 346
36
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
شغوفا بالرحلة إ املشرق ،و خاصة ا جاز لكوهنا مهد الرسالة ،و ملتقى العلماء و الفقهاء ،
و بتشجيع من أبيه شد الرحال إ ا ج ملالقات كبار العلماء ،الذين تلقى على أيديهم أصول
امللحق رقم .01 العلوم و أمهات املعارف .وقد أفرد الدارس جدوال خاصا بشيوخه
-تالميذ :
ذكرت املصادر ثلة من التالميذ مسعوا من بن سح ون و أخذوا ع ه فتخرجت على يديه طبقة
من آعالم اإلفريقيني و املغاربة و آندلسيني مل تذكرهم مجيعا كتب الرتاجم ،و إمنا صرحت
1
امللحق رقم 02على سبيل املثال ال ا صر. باملشاهري م هم .قد ذكر ذلك
-مؤلفاته :
قال الخش ي ":كان اإلمام مد بن سح ون كثري الوضع للكتب ،غزير التأليف" ، 2حيث
3
ش ف ون العلم . ألف كتبا كثرية تقارب املائتني
العراق خصوصا ،كما انتشرت كتب ابن سح ون املشرق و اطلع عليها املالكية
ترسيخ هذ آمصار 4،ملا كان هلا من أثر املغرب و آندلس و تداوهلا طالب العلم و رواته
العلوم الدي ية و دفع الركب ا ضاري قدما ،و حول مؤلفاته ي ظر امللحق رقم .03
مد أبو آجفان ،من أعالم القريوان ،املرجع السابق ،ص . 53 1
4أمحد بن مد املقري التلمسا ،نفح الطيب من غصن آندلس الرطيب ( ،قيق :إحسان عباس) ،بريوت :دار صادر1988 ،م ،مج ،3ص
، 166ي ظر أيضا :ابن خري اإلشبيلي ،فهرسة ابن خري ( ،قيق :بشار عواد معروف ،مود بشار عواد) ،ط1؛ تونس :دار الغرب اإلسالمي،
2009م ،ص ،376حسن حس عبد الوهاب ،كتاب العمر ،املرجع السابق ،ص .589
37
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
تعليم القرآن بداية كتاب آداب املعلمني اآليت :ما جاء أ )1نسبته إلى المؤلف :جاء
حني أن ُجل املصادر ال ترمجت له أوردت كتاب آداب العزيز تأليف " مد بن سح ون "
آخر الكتاب : املعلمني ضمن مؤلفاته ،كما صرح بذلك القابسي ، 1ع د ال قل ع ه ،و ورد
"كمل كتاب آداب املعلمني مما دون مد بن سح ون عن أبيه" ،و الظاهر أن مد بن سح ون
مجع أغلب مادة هذا الكتاب من مساعاته لوالد سح ون ،و زاد عليها باجتهاد ،و لذا نُسب
2
الكتاب إليه .
فهرسته ":كتاب آداب املعلمني من ديوان مد بن سح ون ،حدث هبا و أورد ابن خير
الشيخ أبو مد بن عتاب عن أبيه ،رمحهما اهلل ،عن أيب القاسم خلف بن ىي ،عن أيب
مد بن أمحد بن خالد قال :حدث ا مد بن جعفر متام بن مد التميمي ،قال :حدث
3
سح ون رمحه اهلل" .
الفقه ،وكان ضريرا ...زاهدا 1القابسي :ا افظ احملدث الفقيه عالمة املغرب ،أبو ا سن علي بن مد بن خلف املعافري ... ،كان رأسا
ورعا تفقه عليه أبو عمران الفاسي ،ي ظر :الذهيب ،تذكرة ا فاظ ،املصدر السابق ،ص .1079
مد بن سح ون ،آداب املعلمني ( ،قيق :مود عبد املو ) ،ط 2؛ ا زائر :الشركة الوط ية لل شر و التوزيع 1981 ،م ،ص ، 69 2
38
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
يُعترب من أقدم كتب الرتبية العربية ،و هو كتاب لطيف ا جم ،طبعه آستاذ حسن حس عبد
هـ
ضمن مطبوعات اللج ة التونسية ل شر الوهاب الوزير التونسي املعروف س ة 1350
1
املخطوطات العربية ،مبقدمة مطولة مفيدة ،كشفت عن قيمة الكتاب و فضله .
ال الرتبية حاز به بن سح ون قصب السبق على صغر حجمه ،حوا ( 25صفحة )
والتعليم خصوصا تعليم الصبيان ... ،و لرجاحة أفكار املؤلف و أمهية التأليف ترمجه إ اللغة
2
الفرنسية جريارد لوك ت “ .“ Gérard Le comte
التاريخ اإلسالمي ،اعتمد عليه من جاء بعد ،إذ نبه إ بابه هو أول مص ف مستقل
آسس الرتبوية للتعليم اإلبتدائي ،ال طبعها بالصبغة الفقهية و ب اها على آدلة الشرعية ،
3
وخاصة ا ديث ال بوي ،و أثار الصحابة و التابعني .
و يُرجح أن بن سح ون أول عامل مسلم ص ف دليال علميا للمؤدبني و هذا ما ذهب إليه "
تطبيق ال ظرية الرتبوية جاك شوير "و اعترب أول كتاب بيداغوجي إسالمي ، 4أسهم
5
توجيه املعلمني ،و إرشاد املربني و توجيه أولياء ال اشئة . اإلسالم ،و كان له أثر
اإلسالم ،القاهرة :ه داوي للتعليم و الثقافة 2012 ،م ،ص ، 160مد أبو آجفان ،من أعالم مد أسعد طلس ،الرتبي ة و التعليم 1
4
; Jacques Schewer , L’éducation , les Edition : de l’atelier , éditions ouvrières ; 2003
imprimé en France , pp 86.
نظرية الرتبية " (.لة التفاهم ) ،العدد ، 51عمان 2016 ،م ،ص .226 ي ظر أيضا :سبستيان غونرت " ،آراء العلماء املسلمني القدماء
مد أبو آجفان ،من أعالم القريوان ،املرجع السابق ،ص .55 5
39
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
املغرب و آندلس فيمكن اعتبار كتاب " آداب املعلمني " مرآة تعكس واقع الرتبية و التعليم
بشكل خاص ،و العامل اإلسالمي بشكل عام حوا القرنني الثا و الثالث اهلجريني ،مبا انه
1
املغرب وار ل إ املشرق ،و اطلع على أوضاع التعليم فيهما. عاش
ال ُكتاب ،و بني عالقة املعلم بآطفال و اآلداب املطلوبة اهتم بطُرق التدريس
االهتمام ،و عدم االنشغال ع هم ،و حدود تأديبهم ،و أجرة تعليمهم ،كالتسوية بي هم
املعلم و غري ذلك مما له صلة هبذ املؤسسة التعليمية ال يتلقى فيها الطفل تكوي ه آول ،وال
إفريقية ،و كانت تُعوض املدارس اإلبتدائية ،فرسم الكتاب صورة واضحة عن حياة الكتاتيب
الكتاتيب و نـبه إ ما كان أهم القضايا املتعلقة هبا ،و ذكر املواد ال يتلقاها أطفال املسلمني
2
م ها على سبيل اإللزام ،و ما كان م ها على سبيل التطوع .
مسائل رمبا واجهت املربني فهو زيادة على ذلك يعترب رسالة فقهية تُظهر رأي فقيه مالكي
ال ُكتاب ( املدارس اإلبتدائية ) ،و رغم ُمضي زمن ليس بيسري على الكتاب :فهو يُعترب معلما
3
تاريخ الرتبية و التعليم .
-2م هجه :
أ)اإلس اد إ ا ديث :اعتمد بن سح ون على الرواية و جعل ا ديث و أقوال السلف أساسا
ب عليه مسائل الكتاب .
آحاديث املرفوعة :اشتمل الكتاب رغم صغر حجمه على 18حديثا مرفوعة إ الرسول صلى
طريقة إيرادها ما يلي: ث ايا الكتاب،4سلك اهلل عليه وسلم استشهد هبا ابن سح ون
دولة املماليك البحرية ( 784 – 658هـ 1382– 1260 /م ) .رسالة بالد الشام 1م تصر مود صيتان شط اوي ،الرتبية و التعليم
التاريخ اإلسالمي ،جامعة مؤتة ، 2008 ،ص . 19 دكتورا
2حسني بن مد شواظ ،املرجع السابق ،ص ، 967مد أبو آجفان ،من أعالم القريوان ،املرجع السابق،ص .55
3سبستيان غونرت ،املرجع السابق ،ص .227
حسني بن مد شواظ ،املرجع نفسه ،ص . 969 4
40
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
-إيراد للحديث بس د مرفوعا إ ال يب صلى اهلل عليه و سلم كقوله :حدث أيب سح ونعن
السلمي عن عثمان بن
عبد اهلل بن وهب عن سفيان الثوري عن علقمة عن أيب عبد الرمحان ُّ
عفان رضي اهلل ع ه أن رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم قال " :أفضلكم من تعلم القرآن و علمه
"كتاب فضائل القرآن ،باب خريكم من تعلم القرآن ،رقم ا ديث ، 15028 – 5027عن
عن طريق حجاج بن م هال عن عثمان بن عفان رضي اهلل ع ه .
-كما يورد ا ديث بس د ُمرسال كقوله :حدث ا رباح بن ثابت عن عبد الرمحان بن زياد عن أيب
عبد الرمحان ا ُبلي قال :بلغي أن رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم قال :أدب الصيب ثالث
درر فما زاد قُوصصبه يوم القيامة .
-و أكثر صيغ آداء ُوُرودا ع د التحديث و الع ع ة.
ث ايا كالمه ُمعلقا ،كقوله ... :و قال ال يب صلى اهلل عليه و سلم " : -و رمبا اورد ا ديث
يُـأدب الرجل ولد خري من أن يتصدق " باب الرب و الصلة ،عن طريق قتيبة عن جابر بن مسرة
2
رقم ا ديث ، 1951و قال حديث غريب .
-ورمبا اورد ا ديث بدون س د كقوله " :و قد هنى رسوله صلى اهلل عليه و سلم عن أكل طعام
3
الُهبة " .
إيراد حديث ضعيف ال تعلم له رواية عن ال يب صلى اهلل عليه و سلم و هو حديث -وقع
أنس يرفعه " ُّأميا ُمؤدب و ثالثة صبية من هذ آمة فلم يعلمهم بالسوية فقريهم مع غ يهم ،
وغ يهم مع فقريهم ُحشر يوم القيامة مع ا ائ ني "(،ي ظر امللحق رقم 5:ص )101
مد بن امساعيل البخاري ،ا امع الصحيح ( ،ع اية :مد زهري بن ناصر ال اصر ) ،مصر :دار طوق ال جاة 1312 ،هـ ،مج ، 6ص 1
معروف ) ،ط 1؛ بريوت :دار الغرب اإلسالمي 1996 ،م ،مج ، 3ص ص ، 503 ، 502حسني بن مد شواظ ،املرجع نفسه .970 ،
3حسني بن مد شواظ ،املرجع نفسه ، 971 ،و ال هبة مبع ال هب و الغارة و السلب و يقال :هنبت أهنب هنبا،ي ظر :د الدين ابن آثري
غريب ا ديث و آثر ( ،قيق :مود الط احي) ،ط1؛ القاهرة :املكتبة اإلسالمية1963 ،م ،ج ،5ص " .133مادة هنب". ا زري ،ال هاية
41
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
مد بن سح ون ،آداب املعلمني ،املصدر السابق ،ص ، 74حسني بن مد شواظ ،املرجع السابق،ص .972 1
مد بن سح ون ،آداب املعلمني ،املصدر نفسه ،ص،88حسني بن مد شواظ ،املرجع نفسه . 972 ، 2
مد بن سح ون ،آداب املعلمني ،املصدر نفسه ،ص ،96ي ظر امللحق رقم ،05حسني بن مد شواظ ،املرجع نفسه ،ص .973 5
42
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
)3مصادر :
)1أقوال الرجال كتاب آداب املعلمني :
رقم الصفحات في الكتاب التكرار الكتاب
من( )69إ ()97 34 سح ون بن سعيد الت وخي(ت 240هـ)
أبو الطاهر أمحد بن عبد اهلل حفيد بن وهب(ت
()69 1 1
250هـ)
()76( ،)70 2 2
يعقوب بن محيد بن كاسب (ت 141هـ)
()75(،)74(،)73(،)72(،)71 5 أبو جعفر موسى بن معاوية الصمادحي(ت 225هـ)
()72 1 الزهري
()73 1 3
سفيان الثوري (ت 126هـ)
()73 3 ابن وهب
()74 1 4
مد بن عبد الكرمي الربقي
()74 1 5
مد بن عبد الرمحن
()77 1 6
رباح بن يزيد بن رباح اللخمي (ت 172هـ)
()90 1 7
شجرة بن عيسى املعافري(ت 262هـ)
أبو الطاهر :أمحد بن عمر بن سرح ،دث وفقيه مصري روى عن عبد اهلل بن وهب ،و الشافعي ،ووكيع و روى عن اهل ُ
الس ن ..كان ثقة 1
ثبتا ،فقيها من الصا ني (ت 250هـ) ،ي ظر:ابن حجر العسقال ،هتذيب التهذيب ،املصدرالسابق ،ص.64
2يعقوب بن حميد بن كاسب :املد سكن مكة ،روى ع ه مجاعة م هم ابن املاجشون ،ثقة ،وقال سح ون ،كان حافظا ،تو 141هـ،
ي ظر:القاضي عياض ،املدارك ،املصدر السابق ،ص297
3سفيان الثوري :ابن سعيدبن مسروق بن حبيب ،شيخ اإلسالم ،إمام ا ُفاظ ،اجملتهدُ ،مص ف كتاب "ا امع" ،روى له ا ماعة الستة
دواوي هم ،وآخرون( ،ت126هـ) ي ظر:الذهيب ،سري اعالم ال بالء ،ج، 7املصدر السابق،ص،230إبن العماد ،املصدر السابق،ج،2ص274
4محمد بن عبد الكريم البرقي :الفقيه احملدث الراوية أحد علماء مصر تو س ة 249هـ ،ي ظر :مد مد لوف ،املرجع السابق ،ص.67
5محمد بن عبد الرحمن :مل تتوفر ترمجةله.
6رباح بن يزيد اللخمي :أبو يزيد كان رجال صا ا مشتهرا بالفضل و الزهد ،روى عن ابن مسعان ،و آوزاعي ،تو 172هـ ،ي ظر :املالكي
،املصدر السابق ،ص . 300
7شجرة بن عيسى المعافري :أبو يزيد أصله من العرب ،مسع من ابن زياد و أبيه و غريهم ،و قضاء تونس ،و كان من خرية القضاة وأعلمهم
،ثقة ،عدال ،مأمونا ،أخذ عن مجاعة من أصحاب سح ون ،تو 262هـ ،ي ظر:القاضي عياض ،املدارك،املصدر السابق ، 102 ،ابن
فرحون ،املصدر السابق ،ص . 208
43
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
مد بن سح ون مادة هذا الكتاب على ا ديث ،و أقوال السلف من الصحابة ب
والتابعني ،و فقه اإلمامني مالك و سح ون ،وقسمه إ عشرة فصول قصرية مرتبة على ال حو
4
التا .
1ابن دي ار :مد بن دي ار ا ُه ...كان فقيها فاضال ،له بالعلم رواية و ع اية ،و كان من فقهاء املدي ة زمان مالك ،أخرج ع ه البخاري
، ...ي ظر:القاضي عياض ،املدارك ،املصدر نفسه ،ص . 163
دي ه ،روى عن مجاعة من التابعني ،كان سفيان عبد الرحمان بن زياد :املعافري قاضي إفريقية ،كان من ُجلة احملدثني ورعا زاهدا ُ ،
صلبا 2
الثوري يعظمه ،و يعرف حقه ، ...ي ظر :املالكي ،املصدر السابق ،ص ، 152ا ودي ،املصدر السابق ،ص 47و ما بعدها ،الذهيب ،
تذكرة ا فاظ ،املصدر السابق ،ج ، 1ص . 247
ضوء إمجاع أهل املدي ة ،و هو أحد دواوين اإلسالم العظيمة ،و ُكتبه ا ليلة يشتمل على أحاديث 3الموطأ :من كتب الفقه ،يُبني آحكام
مرفوعة ،و آثار موقوفة من كالم الصحابة و التابعني ،و يتضمن مجلة من اجتهادات املص ف و فتوا ،...ال سخ املشهورة م ه برواية ىي بن ىي
ُ
بن كثري آندلسي(ت 234هـ ) ،كارل بروكلمان ،املرجع السابق ،ص . 275
4حسني بن مد شواظ ،املرجع السابق ،ص . 968
44
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
ا ث على -1ما جاء في تعليم القرآن العزيز : 1أورد فيه مثانية أحاديث ُمس دة مرفوعة
تعلم القرآن ،و مخسة آثار موقوفة على بعضالصحابة و التابعني ،و قوال لمالك . 2فآولوية
ع د ابن سح ون لتعليم القرآن الكرمي ،و حث املعلمني على تطبيق ما جاء فيه .
-2ما جاء في العدل بين الصبيان :3أورد فيه حديثا مرفوعا ،وأثرا عن ا سن البصري، 4
ذهب ابن سح ون إ ضرورة العدل بني الصبيان و عدم التمييز بي هم ( الفقري و الغ ) و هذا
ما فط ت إليه ال ظريات الرتبوية ا ديثة "،تكافؤ الفرص" بني املتعلمني فيما يتعلمون و فيما
يدفعون من أجر.
-3باب ما يُكر مح ُو من ذكر اهلل تعالى و ما ي بغي أن يُفعل من ذلك: 5أورد فيه حديثا
6
طويال موقوفا على أنس بن مالك ،و علق عليه .
-4ما جاء في األدب و ما يجوز من ذلك و ما ال يجوز: 7استدل فيه ستة أحاديث ، 8جواز
تأديب الصبيان إذا ما خالفوا وفقا لشروط ددة ( ،مبدأ الثواب و العقاب ).
مد بن سح ون ،آداب املعلمني ( ،قيق :حسن حس عبد الوهاب ) ،ط 2؛ املهدية :دار الكتب الشرقية ، 1972 ،ص .75 1
4الحسن البصري :ا سن بن أيب ا سن أبو سعيد البصري ،مو زيد بن ثابت ،رضيع أم سلمة ،كان جامعا للعلم و العمل فقيها عاملا ثقة
مأمونا ،عابدا ناسكا ،فصيحا مجيال ،تو 110هـ،ي ظر :ابن كثري،املصدرالسابق،ص ص،54،56حسني بن مد شواظ،املرجع السابق.968،
مد بن سح ون ،آداب املعلمني ( ،قيق :حسن حس عبد الوهاب ) ،املصدر السابق ،ص .86 5
6حسني بن مد شواظ ،املرجع نفسه ،ص ، 968مد أسعد طلس ،املرجع السابق .160 ،
مد بن سح ون ،آداب املعلمني ( ،قيق :مود عبد املو ) املصدر نفسه ،ص .76 7
8حسني بن مد شواظ ،املرجع نفسه ،ص ، 968مد أسعد طلس ،املرجع نفسه .160 ،
45
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
آعيادليس حقا -6ما جاء في القضاء في أعطيه العيد: 3و فيه يبني أن ما يعطى للمعلم
4
واجبا على الصبيان إال أن يتطوعوا به .
6
عيدي الفطر وآضحى. -7ما ي بغي أن يخلى الصبيان فيه: 5و فيه حدد عطلة الصبيان
-8ما يجب على المعلم من لزوم الصبيان : 7و هو من أهم الفصول ،و قد استشهد فيه
بثالثة أحاديث و بأعمال الصحابة ،و بني فيه عدم جواز انشغال املعلم عن آطفال ،و فصل
مهم إياها ،كالقرآن ،و الس ن و ا ط و اهلجاء ،و الرتتيل
ب عليه أن يعل ُ املواد ال القول
،و اإلعراب ،و آدب ،و الوضوء ،و الصالة .8....هنى ابن سح ون املعلم عن شغل وقته
الوقت احملدد . بغري تعليم الصبيان
مد بن سح ون ،آداب املعلمني ( ،قيق :حسن حس عبد الوهاب ) ،املصدر السابق ،ص .94 1
4حسني بن مد شواظ ،املرجع نفسه ،ص ، 968أسعد طلس ،املرجع السابق .160 ،
مد بن سح ون ،آداب املعلمني ( ،قيق :حسن حس عبد الوهاب ) ،املصدر نفسه ،ص .97 5
مد بن سح ون ،آداب املعلمني ( ،قيق :حسن مود عبد املو ) املصدر نفسه ،ص .80 7
مد بن سح ون ،آداب املعلمني ( ،قيق :حسن حس عبد الوهاب ) ،املصدر نفسه ،ص ،126ي ظر امللحق رقم .06 9
حول قضايا الكتاب ي ظرSebastian Gunther : Advice for Teachers : the 9th CentryMuslimScolars. :
Ibn Sahnun and Al-Jahiz on Pedagogy and Didactics, Leiden: Brill, 2005, P 96.
46
مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ ʹͷ-هـ) ͺͲ-ͺͳ/ الفصل األول
-10ما جاء في إجازة المصحف و كتب الفقه و ما شابهها : 1استشهد فيه ديث مرفوع ،
و بعض أقوال الصحابة و أفعاهلم ،و فتاوى التابعني و اجتهادات بعض أصحاب مالك
وسح ون و أقواله هو ( مد بن سح ون ) .
2
فصول تتعلق بآداب الرتبية اإلسالمية و طرق تعليم الصبيان ع د املسلمني و فالكتاب يبحث
فضل ب عليهم أن يدرسوها ، 3فالفصول آربعة آو مب ية على أحاديث نبوية املواد ال
حسن معاملة املؤدب بني ( املعلمني ) لتالميذهم . تعلم القرآن ،و تعليمه و
أما الفصول الستة الباقية فهي أسئلة و أجوبة كان ابن سح ون قد سأهلا أبا سح ون .
القرون الوسطى بتوجيهات وقواعد و يزود ابن سح ون معلمي املدارس االبتدائية ( الكتاتيب )
4
ددة ،م طلقا من م ظور فقهي مست دا إ أحكام الشريعة اإلسالمية .
فالكتاب رغم أنه سلك فيه مسلك احملدثني ،كتاب غ بالفوائد ،مجع الكثري من ال صوص من
5
فجر اإلسالم . تربية الطفل و تأديبه و تعليمه
سبستيان غونرت ،املرجع السابق ،ص ، 227م تصر شط اوي ،املرجع السابق ،ص . 20 1
حسني بن مد شواظ ،املرجع السابق ،ص . 969مد أسعد طلس ،املرجع نفسه .160 ، 3
مد بن سح ون ،آداب املعلمني ( ،قيق :حسن مود عبد املو ) املصدر السابق ،ص ،119أسعد طلس ،املرجع نفسه ،ص .160 4
47
الفصل الثاني:مناهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من
خالل كتاب "آداب المعلمين"
المبحث األول :نواة التحصيل العلمي و المعرفي و وسائله
أو املسلمون ع اية كربى للتعليم و نشر بني أفراد اجملتمع ،و لذلك أنشأوا مراكز و مؤسسات
تسهل عملية تعليم أب ائهم (الب ني و الب ات على حد سواء).
ركز الدارس يف هذا املبحث على ثالث مؤسسات لكوهنا القواعد آو لتلقي العلم :و هي
الكتاب واملسجد و الرباط ،فبدأ أوال بالكتاب حيث فصل يف ا ديث ع ه إذ له ارتباط مبوضوع
دراسته ،أما املسجد و الرباط فحاول ا ديث ع ها بشيء من االختصار.
-1الكتاب:
1
جاء يف "القاموس احمليط" للفريوز آبادي :الكتاب و املكتب موضع التعليم و ا مع كتاتيب
3
ومكاتب ،و أطلق الكتاب على موضع تعليم الصبيان 2و اشتق إمسه من التكتيب و تعليم الكتابة
كما استعمل لفظ الكتاب و املكتب ليدل على مكان تعليم الصبيان 4و الكتاب ذو أصل عريب
لغويا عكس "املدرسة" اللفظة الدخيلة على اللسان العريب 5و الكتاب أشبه مبدرسة ابتدائية 6وكان
الكتاب معروفا قبل يء اإلسالم ،و قد أخذ مكانه كمؤسسة تعليمية م ذ عهد ال يب صلى اهلل عليه
1الفريوز آبادي بن يعقوب ،القاموس احمليط ،ط ،6دمشق :مؤسسة الرسالة1998 ،م ،ص .128
2مفتاح يونس الرباصي ،املؤسسات التعليمية يف العصر العباسي آول ،ط ،1مصراتة :جامعة 7أكتوبر ،2010ص ،59مد عادل عبد العزيز،
الرتبية اإلسالمية يف املغرب و أصوهلا املشرقية و آندلسية ،مصر ا ديدة :اهليئة املصرية العامة1996 ،م ،ص .39
3الرباصي ،املرجع نفسه ،ص .59
4مد حسني اس ة ،أضواء على تاريخ العلوم ع د املسلمني ،ط ،1العني :دار الكتاب ا امعي2001 ،م ،ص .132
5عبد ا ق زريوح" ،املدرسة و الكتاب و أصوهلا اللغوية و التار ية" ( .لة الرتاث العريب) ،العدد ،95دمشق ،2004 ،ص .110
6فوزية مسلم العليمات ،املؤسسات االقتصادية و االجتماعية و التعليمية يف بغداد يف العصر العباسي ( 145هـ 334-هـ762/م946-م) .رسالة
ماجيسرت ،جامعة الريموك1999 ،م ،ص .200
49
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
و سلم حيث وجدت كتاتيب يف املدي ة يتعلم فيها صبية املسلمني مبادئ القراءة و الكتابة وحفظ
1
القرآن الكرمي.
استمر وجود هذ الكتاتيب يف عصر ا لفاء الراشدين ،و عصر الدولة آموية ،حيث تزايد عدد
الكتاتيب يف العصر العباسي آول (132هـ232-هـ749/م846-م) كم فرتة اإلزدهار
العلمي ،2كما شهدت إفريقية ظهور تلك الكتاتيب مبكرا 3إذ يقول "ابن وردان" ..." :إن العرب ملا
نزلوا إفريقية كانوا شديدي االهتمام و ا رص على أن يتخذ و الكتاتيب الصغرية ليدرسوا فيها القرآن
و ا ديث و اللغة العربية 4و أطلق عليها يف القرن (5هـ11/م) إسم املسجد 5و الشريعة و هي
تشبه الكتاب من حيث الوظيفة ،و هي عبارة عن خيمة مدرسية ع د البدو ت تقل من مكان إ آخر
تبعا لت قل القبائل ،و يبدو أن الشريعة كانت ل تعليم البدوي يف مقابل املسجد بال سبة
6
للحضري.
و كانت الكتاتيب ت تصب يف املساجد إ أن أمر الرسول صلى اهلل عليه و سلم با فاظ على
املساجد و ت زيهها من الصبيان،7فراعى املسلمون إبعاد التالميذ الصغار عن دخول املساجد و التعلم
50
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
فيها حفاظا على نظافتها ،فأقيمت بعض الكتاتيب وار املساجد ،و البعض اآلخر كان مفصوال
ع ها.1
و استقل الكتاب بعد ذلك بعيدا عن املسجد ،فخصصت له أماكن معي ة يف آسواق
وا وانيت ،و بعض املعلمني أقامه يف حجرة يف دار ،لضمان حرية أكرب للتالميذ.2
أما من ال احية العمرانية :فاملسلمني مل يهتموا بزخرفة الكتاتيب أو ت سيقها ،و إمنا بقيت على
بساطتها ح أنه ال يالحظ فرقا كبريا بني كتاتيب املاضي و كتاتيب ا اضر 3حيث كانت عبارة عن
لس عليها الصبيان مرتبعني حول املعلم و كانت أدوات الدراسة ال مب بسيط يعرف با صر ال
تتعدى مصحفا شريفا ،و عددا من آلواح ،و عددا من الدواة و آقالم 4و قد تص املعلم بسرير
5
أو كرسي مرتفع و رمبا عوض الكرسي مبصطبة مب ية ليس عليها من الرياش سوى بساط صغري.
كان املكان الذي يشغله الكتاب تلف باختالف املعلمني و أوضاعهم ،فقد يكون املكان متسع
طلق اهلواء تدخله الشمس ،د من استيعاب الصبية و يؤثر يف استعدادهم للحفظ و اإلفادة من
6
التعليم.
1حسني اس ة ،املرجع السابق ،ص ،133بشري التليسي ،املرجع السابق ،ص .366
2أبو العباس الونشريسي ،املعيار املعرب و ا امع املغرب عن فتاوى أهل إفريقية و آندلس و املغرب( ،إشراف :مد حجي) ،الرباط :وزارة آوقاف
و الشؤون اإلسالمية1981 ،م ،ج ،9ص ،49فوزية العليمات ،املرجع السابق ،ص ،201بشري التليسي ،املرجع نفسه ،ص .367
3مصطفى زايد ،املرجع السابق ،ص .118
4الرباصي ،املرجع السابق ،ص .62
5فأما الدواة في بغي أن تكون من أحسن ا شب ،و تكون واسعة البطن مما تتسع مخسة أقالم الكتابة ،و يكون رأس الدواة مدورا غري مربع ،أما
آقالم فأمسها و أمجعها صال ا ودة املتوسط بني الطول و القصر ،و الرقة و الغلظ ،و التحريف و االستواء ...،ملزيد من التفصيل ي ظر :املعز بن
باديس الص هاجي ،عمدة الكتاب و عدة ذوي آلباب ( ،قيق :يب مايل اهلرة ،عصام مكيتة) ،ط1؛ مشهد :مع البحوث اإلسالمية 1409
هـ ،ص ص ،32-30ي ظر أيضا :مصطفى زايد ،املرجع نفسه ،ص .125
6بشري التليسي ،املرجع نفسه ،ص .367
51
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
انتشرت الكتاتيب انتشارا واسعا ح أصبح بكل قريـة كتاب ،بل رمبا وجد فيها أكثر من
1
كتاب.
انتشرت الكتاتيب و تكاثرت يف القريوان ،و يف املدن الكبرية كتونس ،كما انتشرت يف كل درب
من الدروب أو حي من آحياء ح أهنا تعددت يف ا ارة الواحدة كما تعددت املساجد يف
2
ا ارات.
و يذكر ابن حوقل أنه كان يف مدي ة واحدة من مدن صقلية ثالمثائة كتاب ،و كانت أعداد
التالميذ يف الكتاب كبرية تصل إ مئات الطالب ،و كان ٓيب القاسم البلخي كتابا يتعلم به ثالثة
آالف تلميذ 3و ا ال نفسه بال سبة لألندلس حيث كانت املدارس اإلبتدائية كثرية العدد ،و قد
5
أضاف هلا ا كم 4سبعا و عشرين مدرسة لتعليم أب اء الفقراء باجملان.
الكتاب العام :وجد هذا ال وع من الكتاب م ذ صدر اإلسالم و كان مكانه يف املسجد 6كما انتشر
يف زوايا و أركان املدي ة ،و يقوم على هذ الكتاتيب و هيزها أو مؤدب أو معلم له حظ يسري من
7
العلم الدي .
1حسني مؤنس ،أمحد شليب و آخرون ،دراسات يف ا ضارة اإلسالمية ،اإلسك درية ،اهليئة العامة ملكتبة االسك درية1985 ،م ،ج ،1ص .52
2صاحي بوعالم ،املرجع السابق ،ص ص .214-213
3ابن حوقل ،املصدر السابق ،ص ،120حسني اس ة ،املرجع السابق ،ص .135
4الحكم :بن عبد الرمحن آموي يرجع نسبه إ عبد الرمحن الداخل ،ك يته أبو املطرف ،بويع س ة 305هـ ،لقب باملست صر باهلل ،افتتح خالفته
بال ظر يف الزيادة يف املسجد ا امع بقرطبة... ،و من مستحس ات أفعاله و طيبات أعماله ،ا اذ املؤدبني يعلمون أوالد الضعفاء و املساكني القرآن،
وأجرى عليهم املرتبات ،ي ظر :ابن عذارى ،املصدر السابق ،ج ،2ص ص .226-2017
5شوقي أبو خليل ،ا ضارة العربية اإلسالمية ،ط1؛ بريوت :دار الفكر املعاصر ،1996 ،ص .456
6فوزية العليمات ،املرجع السابق ،ص .201
7يوسف بن أمحد حوالة ،املرجع السابق ،ص .228
52
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
أما الكتاب الخاص :وجد هذا ال وع من الكتاب قبل اإلسالم ،و لكن انتشار كان بطيئا ،فحني
يء اإلسالم كان عدد الذين يعرفون القراءة و الكتابة ضئيال جدا 1،و ت تصب هذ الكتاتيب يف
قصور آمراء و الوزراء و علية القوم 2،كانت هذ القصور مكانا لتعليم أب اء ا لفاء على أيدي
مؤدبني يتم اختيارهم من بني أشهر علماء العصر 3كما ا ذ قسم من املؤدبني أماكن خاصة لتعليم
الصبيان فغالبا ما كانوا يتخذون من بيوهتم مقرا هلم تمعون ع دهم الصبيان لتعلم القراءة والكتابة...
4
إ .
و قد كان املوسرون يعلمون أوالدهم و ال سيما الب ات يف بيوهتم عن طريق استدعاء املؤدبني
وبال سبة للب ات فكانت ه اك مؤدبات هلن حظا وافرا من العلوم يقمن بتعليمهن 5و قد كانت هذ
6
القصور و الدور عونا لتلك آماكن العامة و ا اصة يف نشر العلوم و تسهيل سبل تعميمه.
أما أسعد طلس يف كتابه "الرتبية و التعليم يف اإلسالم" فقد قسم الكتاتيب إ كتاتيب أولية،
وكتاتيب قانونية ،أما آولية :فكان يتعلم فيها آطفال القراءة و الكتابة ،و فظون القرآن و مبادئ
الدين و أوليات ا ساب ،7و الكتاتيب القانونية :فهي صصة لتعليم آطفال و الشباب علوم اللغة
53
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
و اآلداب و كانوا يتوسعون فيها بعلوم الدين و ا ديث ،و سائر ص وف العلم آخرى بصورة
1
عامة.
و هذا يع أنه كان ه اك نوعان من الكتاتيب أحدمها لتعلم القرآن و مبادئ الدين اإلسالمي،
ثانيهما لتعليم القراءة و الكتابة و ا ساب ،إضافة إ هذا ظهر نوع من الكتاتيب اختص بآيتام،
و كان الغرض من إنشائه تعليم آيتام و أب اء الفقراء و أب اء ا د ،و قد وفر هذا ال وع من التعليم
الرعاية العلمية و االجتماعية هلذ الفئة غري القادرة ،و الذين مل يكن يف وسع ذويهم إرساهلم إ
2
املكاتب ا اصة أو إحضار مؤدبني هلم إ امل ازل.
و مل ترد أمساء للكتاتيب (بصفة عامة) إال ما اشتهر م ها و نسب إ أصحاهبا ،فالكتاب الذي
ب ا العامل أبو علي شقران بن علي الهمداني 3و نسب إليه،أو كتاب العامل حس ون الدباغ الذي
4
أسسه بالقريوان.
-2المسجد:
املسجد اسم مشتق من الفعل الثالثي سجد ،و صيغ على وزن مفعل أي مسجد ،و ا مع
مساجد.5
أسعد طلس ،املرجع السابق ،ص ،60أمحد جيدة ،املرجع السابق ،ص ،61مد م ري سعد الدين" ،دور الكتاب و املساجد ع د املسلمني". 1
54
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
و املسجد يف اللغة هو البيت الذي يسجد فيه 1و كل موضع يتعبد فيه فهو مسجد 2و قد ورد
3
ذكر املساجد يف القرآن الكرمي يف العديد من املواضع ،كما ورد ذكرها يف الس ة ال بوية.
يعترب املسجد من أول آب ية العامة ال أقيمت يف اإلسالم كما يعد من أقدم املؤسسات
التعليمية ع د املسلمني ،و كان مسجد قباء أول مسجد أنشئ يف اإلسالم 4،مث زاد عدد املساجد
زيادة كبرية 5،و كانت املساجد يف املغرب على رأس معاهد التعليم و الثقافة 6و يعترب مسجد القريوان
الذي ب ا عقبة بن نافع بعد أن ب دار اإلمارة من أشهر مساجد آمصار اإلسالمية 7.و املسجد
8
قد يكون صغري ا جم و املساحة ،أما ا امع فهو مسجد عظيم مع املصلني أيام ا معة وآعياد
و هذ املساجد تقوم الدولة بإنشائها ،و ترتب هلا آئمة،و تتو اإلنفاق عليها ،و يقوم بأمرها
السلطان أو من يفوض إليه شؤوهنا كالقاضي الذي ي صب هلا اإلمام ،أما المساجد الصغيرة :فهي
غري تابعة للحكومة و ال دخل هلا يف إدارهتا يث يقوم أها آحياء بإدارهتا و اإلنفاق عليها
9
وترتيب آئمة للصالة فيها.
أما عن موقع املسجد ،فيتم اختيار وسط املدي ة اإلسالمية ليسهل على السكان الوصول إليه من
10
مجيع اال اهات.
55
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
شهدت بالد املغرب م ذ الفتح اإلسالمي هلا ب اء عدد كبري من املساجد ...و بعد إمتام الفتح
أخذ املسلمون يف ب اء املساجد و التوسع فيها ،1حيث ب عقبة بن نافع الفهري جامعه الكبري
بالقريوان ،و جعله معسكرا و مدرسة و جامعا ،و استمر هذا املسجد يف القيام بوظيفته التعليمية
كمركز أساسي بإفريقية من س ة ( 555-51ه1160-671 /م) ،مث توالت حركة ب اء املساجد،
فب أبو عبد الرمحن عبد اهلل بن يزيد املعافري اإلفريقي (ت 100ه718/م) مسجد "الرباطي"،
2
كما ب إمساعيل بن عبيد آنصاري املعروف بتاجر اهلل (ت 107ه725/م) جامع الزيتونة.
يعترب املسجد ال موذج آمثل للمؤسسة التعليمية ،و آعظم شأنا و آرفع م زلة 3فا ديث عن
املسجد حديث عن املكان الرئيسي للعبادة ،و الرتبية ،و التعليم ،و نشر الثقافة اإلسالمية ،فتاريخ
الرتبية اإلسالمية يرتبط ارتباطا وثيقا باملسجد ،فهو يعترب ور ا ياة الدي ية و االجتماعية و السياسية
تمع فيه املسلمون للتباحث يف أمر دي هم و دنياهم ،كما يعد مكانا للتقاضي بني ال اس 4وأصبح
مقصدا للعلماء و طلبة العلم على حد سواء ،و كان آسلوب املتبع للتدريس نظام ا لقات 5ال
6
اعتمدت م ذ إنشائه و كانت مطمحا لبعض العلماء.
و كانت كل موعة من الطالب تكون حلقة علمية معهم فقيه أو شيخ لس إ جانب
أحد أعمدة ا امع ،و يلتف حوله الطلبة على شكل حلقة أو دائرة مث يلقي عليهم درسا يف الفقه أو
56
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
التفسري أو ا ديث أو ال حو و علوم اللغة ...و الشروح و اإلمالء و امل اقشة ،و قد يكون ه اك عدة
1
حلقات يف املسجد الواحد ،حيث تص كل فقيه أو شيخ بإعطاء درس يف ال اختصاصه.
-1طالب م تظمون يف الدراسة ال ي قطعون عن الدرس إال بعد إمتام امل هج و ا صول على إجازة
من آستاذ املختص ،و هؤالء ال يتفرغون للعمل س وات عدة فيحضرون إ ا امع من الصباح
الباكر طيلة ال هار و يقضونه بالدرس.
2
-2و طالب مستمعون غري م تظمني ،و هؤالء يذهبون الستماع بعض الدروس.
اتساع نطاق العلوم ال تدرس يف حلقات املساجد و ت وعها من علوم قرآنية إ حديث
وفقه و و و شعر و م اظرات كالمية.
ارتفاع املستوى العلمي لشيوخ ا لقات العلمية يف املساجد و انتشار شهرهتم العلمية مقارنة
مبعلمي الكتاتيب الذين كان يكفيهم حفظ القرآن الكرمي واالطالع على بعض العلوم ليقوموا
مبهمتهم يف تعليم الصبيان.3
كان التعليم يف املساجد يتمتع بقدر من ا رية حيث مسح للمتعلم أن يراعي ميوله ومواهبه
ويـ ظم إ ا لقة ال يرغب يف تعلم علومها.
1حسني اس ة ،املرجع السابق ،ص ،137شوقي أبو خليل ،املرجع السابق ،ص ،453ي ظر أيضا :خالد بلعريب" ،املؤسسات التعليمية باملغرب
آوسط خالل العهد الرستمي ( 296-160هـ909 -777 /م)( .اجمللة ا زائرية للبحوث و الدراسات التار ية املتوسطية) ،العدد ،1ترب ا زائر،
،2015ص .88
2أمحد جيدة ،املرجع السابق ،ص ص .66-65
3أمحد جيدة ،نفسه ،ص .66
57
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
سرعان ما فقدت املساجد أمهيتها ،و اقتصرت على إقامة الصلوات ا مسة وذكر إسم
ا ليفة وذلك بعد انتشار املدارس واملعاهد على أن بعض املساجد بقيت معاهد دراسة تدرس
1
فيها العلوم الدي ية ويقوم بذلك أئمة املساجد.
-3الرباط :أورد الفريوز آبادي تعريفا للرباط جاء فيه :الرباط :ما ربط به ،و مجعه ربط ،و الفؤاد،
واملواظبة على آمر ،و مالزمة تغر العدو ...فسمي املقام يف الثغر رباطا و م ه قوله تعالىَ " :يا
ِ َّ َّ َِّ
صابِ ُروا َوَاربِطُوا َواتَّقُوا ا لهَ َ َعل ُ ْم تُْفل ُح َ
ون (.")200 اصبِ ُروا َو َ
آم ُنوا ْ أَُّيهَا ا ذ َ
ين َ
2
و الرباط يف اللغة هو مكان اجتماع الفرسان ،تأهبا لرد ا مالت ال تشن على الثغور 3،حيث
أطلق لفظ "الرباط" على نوع من الثك ات العسكرية ال تب على ا دود اإلسالمية ،يقيم فيها
املرابطون الدفاع عن ديار اإلسالم 4،كما توي بعض آربطة بيوتا للسكن و مستودعا للسالح
5
و املؤنة و برجا لإلشارة.
و قد انتشرت يف املغرب اإلسالمي و خاصة يف إفريقية م ذ القرن الثاين اهلجري على كل
6
السواحل اإلفريقية و من تلك املدن ال انتشرت فيها :امل ستري ،و سوسة.
المحرس :للحراسة و تأمني الطريق ،كرباط امل ستري الذي كان مقرا و مقاما للصا ني ،والعلماء
و الفقهاء ا ارسني فيه.
58
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
القصر :تعترب آب ية الساحلية قصورا ،و م ها كذلك بقايا املدن الكبرية امل دثرة ،و هو عبارة عن
1
متوسط املساحة ،و يقرتن عادة ب اء برج إليقان ال ار أعال .
2
كما أن الرباط :مبثابة آم للزاوية ،فهو مؤسسة متعددة الشعب ،إحداها شعبة التعليم.
أما عن مواردها :فبما أهنا من املؤسسات الشعبية فقد كان اعتمادها على ما يقدمه دور اإلحسان
3
من هبات لتطويرها ،و صيانتها ،و إطعام املقيمني هبا.
و من حيث آمهية تأيت الرباطات يف املرتبة الثالثة يف تعداد الوسائط العلمية و الثقافية يف
إفريقية حيث تدرجت الرباطات من م شآت علمية ذات صبغة دي ية و حربية إ معاهد و مراكز
4
دي ية لبث الدعوة اإلسالمية ،و نشر العلوم و املعارف يف صفوف املتطوعة.
يف البداية كان التعليم يتم بواسطة اآلباء ،حيث أوصىى عمر بن الخطاب رضي اهلل ع ه اآلباء
مبباشرة تعليم أب ائهم ألوان املعرفة املختلفة بأنفسهم 5،و نظرا لألمهية القصوى للتعليم كان كرباء
وأعيان ال اس يعي ون معلمني خصوصيني ٓوالدهم ،و ي تقوهنم من كبار آدباء و العلماء 6و بعد
مشولية التعليم أصبح آهل يبذلون جهدهم يف انتخاب املعلم الذي يتو تعليم صبياهنم ممن تتوفر
1بشري التليسي ،املرجع السابق ،ص ،413توفيق مزاري ،املرجع السابق ،ص .140
2عادل عبد العزيز ،املرجع السابق ،ص .40
3بشري التليسي ،املرجع نفسه ،ص .420
4يوسف بن أمحد حوالة ،املرجع السابق ،ص .239
5حسني مؤنس ،أمحد شليب و آخرون ،املرجع السابق ،ص .51
6حسني اس ة ،املرجع السابق ،ص .134
59
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
فيه حسن آخالق ،و االستقامة و العفاف ،و العدالة 1و االمتثال لْداب اإلسالمية ،فيكون
منوذجا يقتدي به الصبيان يف سلوكاهتم و معامالهتم ،ذلك أن املعلم يبقى مع آوالد باستمرار يف
الكتاب ،و طيلة فرتة التعليم و ال رمبا امتدت إ بضع س ني 2و فضال عن هذ الصفات ا لقية
و االجتماعية ،ب أن تتوفر يف املعلم املؤهالت العلمية آساسية كحفظ القرآن الكرمي و ويد ،
والكتابة ،و مجيع أحكام القرآن (اإلظهار ،اإلدغام ،اإلمجال ،التدقيق...إ ) 3و يشرتط فيه البعض
الزواج 4فال يكون املؤدب عزبا و ال شابا بل يكون شيخا خريا دي ا عفيفا ورعا قليل الكالم.5...
6
و على العموم فاملعلم يلقى ترحيبا و تكرميا من قبل السكان.
و المعلمون على ضربين :م هم رجال ارتفعوا عن تعليم أوالد العامة إ تعليم أوالد ا اصة ،وم هم
(من الص ف الثاين) رجال ارتفعوا عن تعليم أوالد ا اصة إ تعليم أوالد امللوك أنفسهم املرشحني
7
للخالفة...
فمعلموا العامة هم معلموا الكتاتيب الذين كانوا يهتمون بتعليم أب اء الطبقة املتوسطة و سواء
الشعب 8حيث محلوا إسم املعلمني أو املكتتبني 9و كان من مجلتهم فقهاء و علماء بارزين نذكر
م هم:
1ابن مجاعة بدر الدين القاضي ،تذكرة السامع و املتكلم يف أدب العامل و املتعلم( ،ع اية :مد بن مهدي العجمي) ،ط 3؛ بريوت :دار البشائر
اإلسالمية ،2012 ،ص ،47أمحد جيدة ،املرجع السابق ،ص .62
2مد بن سح ون ،آداب املعلمني ( ،قيق :حسن حس عبد الوهاب) ،املصدر السابق ،ص ،47صاحي بوعالم ،املرجع السابق ،ص .218
3عبد العزيز فيال ،تلمسان يف العهد الزياين ،ا زائر :موفم لل شر و التوزيع ،2002 ،ص .344
4أبو القاسم سعد اهلل ،املرجع السابق ،ص ،322ي ظر أيضا :جاك ريسلر ،ا ضارة العربية( ،ترمجة :غ يم عبدون) ،مصر :الدار املصرية للتأليف
والرتمجة ،د ت ،ص .81
5مد عبد ا ميد عيسى ،تاريخ التعليم يف آندلس ،ط 1؛ القاهرة :دار الفكر العريب ،1982 ،ص 252و ما بعدها.
6يوسف بن أمحد حوالة ،املرجع السابق ،ص ، 228ملزيد من التفصيل حول ضوابط اختيار املعلمني ،ي ظر :برهان اإلسالم الزرنوجي ،تعليم املتعلم
طريق ( ،قيق :مروان قباين) ،ط 1؛ بريوت :املكتب اإلسالمي ،1981 ،ص ص .75 ،72
7ا احظ أبو عمرو عثمان،البيان و التبني ( ،قيق :عبد السالم مد هارون) ،ط 7؛ القاهرة :مكتبة ا ا ي1998 ،م ،ج ،1ص .250
8أسعد طلس ،املرجع السابق ،ص .59
9ابن حوقل ،املصدر السابق ،ص ،127حسني اس ة ،املرجع السابق ،ص .150
60
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
أبو علي شقران بن علي الهمداني (ت 168ه) :العامل الذي ألف يف الفرائض كتابت مل يؤلف
مثله يف إفريقية ،فقد كان يقرئ ال اس يف كتاب م سوب إليه يف القريوان.
و م هم كذلك الواعظ الصالح المشهور محرز بن خلف بن أبي رزين البكري (ت
413ه1022/م) :1الذي عمل معلما للصبيان يف تونس ،و اشتهر بذلك ح كان يطلق عليه
املريب رز.
و من املعلمني املشهورين املعروفني أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي بن مسلم الجب ياني
البكري (ت 399ه1009/م) 2:أحد أشهر العباد و الزهاد املغاربة فبجانب غزارة فقهه ،و علمه،
وزهد و عبادته ...كان له كتاب يف قريته يعلم الصبيان فيه 3.و غريهم من املعلمني كثري ،و يفهم
من هذا أن معلمي الكتاتيب مل يكونوا من ذوي املستوى الثقايف و العلمي احملدود بل كانوا فقهاء،
علماء ،مقرؤون ،حافظون ،واسعي االطالع يف اجملال الفقهي و اللغوي...
أما الص ف الثاني من المعلمين :أطلق عليهم لفظ املؤدبني ،و هم مدرسون خصوصيون يقومون
بتدريس أب اء ا لفاء و آمراء و أب اء الطبقات امليسورة كالوزراء و آعيان و كان يتم اختيار مؤدبني
تت اسب قدرهتم العلمية مع املهمة الكبرية امل وطة هبم.و لذا كان يتم اختيارهم من بني كبار العلماء
وآدباء 4الذين امتازوا بسعة اطالعهم يف الثقافة العربية اإلسالمية ،إ جانب تعمقهم يف ضروب
2أبو إسحاق الجبياني :الفقيه أبو القاسم اللبيدي املالكي ،كان والد ي زل بقرية جب ياية ...،للمزيد حول فضائله ،ي ظر :القاضي عياض ،املصدر
السابق ،ص 154و ما بعدها.
3يوسف بن أمحد حوالة ،املرجع السابق ،ص ص .231-230
4ا احظ ،املصدر السابق ،ص ،250حسني اس ة ،املرجع السابق ،ص ،150الرباحي ،املرجع السابق ،ص ،97حسني مؤنس ،أمحد شليب،
املرجع السابق ،ص ،54عدنان صا عبد اهلل العمودي" ،التعليم يف آندلس يف القرن ا امس اهلجري" .رسالة ماجيسرت ،جامعة أم القرى ،اململكة
العربية 1431-1430هـ ،ص .87
61
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
من العلم و آدب ،و اضطالعهم بآداب آمم السابقة ،و تقاليد امللوك الغابرة ،و كلم ا كماء
1
والفالسفة و القدماء.
هذا و يبقى من حق آهل إعفاء املؤدب (املعلم) من وظيفته و اختيار غري إذا اقتضىى ا ال،
كما أن بعض اآلباء كانوا ي قلون أطفاهلم من كتاب إ آخر إذا شعروا بأن مؤدب الكتاب آول ال
2
يؤدي وظيفته كما ب.
الف املمالك ال صرانية ال مل يكن مللوكها أي رغبة يف تعليم الرعية ،كان املسلمني يولون أمهية
قصوى لتعليم أب ائهم و يتحملون نفقات ذلك 3.إال أن هذ ال فقات أو آجور ال كان يتقاضاها
معلموا الصبيان كانت ضئيلة ٓهنم يف الغالب يدرسون أب اء الطبقات الفقرية ،فكان الكثري من
هؤالء املعلمني يعاين ا رمان و يرضى بشظف العيش على حد وصف ابن حوقل 4حيث كان بعض
املعلمني ال يأخذون أجورهم على تعليم القرآن ،و بعضهم كان يأخذ آجرة من آولياء امليسوري
ا ال فقط 5أما التالميذ آيتام و املعوزين فإن الدولة هي ال كانت تتحمل مسؤولية تربيتهم
وتعليمهم.6
62
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
كما كان القاضي يسهر على تعليم اليتامى 1و آمر نفسه بال سبة لألندلس حيث حس ا كم
املست صر س ة (364ه974/م) "حيث أجرى عليهم املرتبات و أغدق عليهم الصالت و بالغ يف
2
تعليم أطفال املسلمني".
و ابتداءا من القرن 8ه14/م بدأت آحباس بالتكفل ب فقات تعليم آطفال 3،فاملعلمون كانوا
يقومون بكراء ا وانيت لتعليم آطفال فهم ملزمون لذلك بدفع أجرة الكراء ،حيث احتوت كتب
ال وازل لصيغ عقود كراء و استئجار بني معلم آطفال و صاحب دكان أو حانوت و من ذلك ما
جاء يف نوازل الونشرسي ،كما أورد عبد الواحد املراكشي وثائق إستئجار مؤدب أو معلم القرآن ،مت
االتفاق فيها مع املؤدب على أن تكون آجرة :دقيق القمح ا يد ،أو كذا من الزيت الطيب آخضر
أو كذا من الدنانري أو كمية من الشعري و ا طب 4على أن يتقاضى هذا آجر أسبوعيا أو شهريا أو
5
س ويا.
هذا فيما ص معلمي الكتاتيب ،أما مؤدبوا أب اء ا اصة فكانوا صلون على أجور و مكافآت
6
حيث حصل بعضهم على م اصب رفيعة فعي وا قضاة أو تبسني.
63
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
مل يكن ه اك سن معي ة يبدأ ع دها الصغار دخول الكتاتيب و تلقي العلم ،و كان آمر مرتوكا
لتقدير أوليائهم ،فإذا وجدوا الطفل بدأ بالتميز أو اإلدراك دفعوا به إ الكتاب 1،إال أن السن الذي
كان الفقهاء يفضلونه لدخول الطفل إ املكتب هو سن السابعة ،فهو العمر الذي يأمر به ا ديث
ال بوي آولياء ،بإجبار أب ائهم على آداء الصلوات ،و هو كذلك السن الذي كان يبدأ فيه تعليم
2
آطفال ع د الشعوب القدمية مثل الفرس و الرومان.
أما عن مواد التعليم فريى محمد بن سح ون أهنا ت قسم إ مواد أساسية الزمة ،و مواد إضافية
3
يتم االتفاق عليها بني و آمر و املعلم.
المواد المدروسة.
المواد األساسية:
ملا أنشئت الكتاتيب و تو حفظة القرآن العمل هبا ،أصبح القرآن الكرمي نقطة االرتكاز يف هذ
5
الدراسة االبتدائية 4فاملعلم ه ا يتجه و تعليم القرآن قراءة و فيظا و تفسريا و ترتيال و ويدا،
ويشمل كذلك إعراب القرآن ،و الشكل ،و اهلجاء ،و ا فظ ا سن و القراءة ا س ة 6.كما يتوجب
7
عليه آخذ ببعض مبادئ العلوم و اآلداب ال تعني على فهم آياته.
64
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
ال ال يلتزم املعلم بتعليمها الصيب فتشمل ا ساب ،و الشعر ،و ال حو ،و كالم العرب
وأخبارهم 1و تلقني اللغة العربية الفصيحة ،كما يلم الولدان ببعض علم الفقه و ا ديث ،و القراءة
وآدب 2،و ما إ ذلك من آمور ال كانوا يعتربوهنا وسائل لإلحاطة بالدين 3و قد يضيف
املؤدبون أحيانا إ تعليم الصبيان أحكام الوضوء ،و الصالة و فرائضها ،و س ها و صالة ا ائز
4
ودعائها ،و صالة االستسقاء و ا سوف.
أما الخط (تعلم الخط) :فقد أس د ملعلم املكتب املكلف بتعليم الصبيان ا ط ،و ال يعلم غري ،
وكان تدريس ا ط ميثل مادة مستقلة مبعزل عن تعليم آ دية يف البدء 5و كان املعلم يرسم خطا
منوذجيا يقلد الصيب و ذو حذو ،و كثريا ما كانت هذ ال ماذج ا طية من آشعار
وسواها6،فيتعلمون رسم كل حرف مستقل و يتدربون عليه بكتابة ال صوص من مناذج أمامهم ،و لذا
أمكن تكوين خطاطني ممتازين 7و لعل هذ الطريقة كانت سائد يف بالد املشرق ،و يبدو أهنا وصلت
8
بالد املغرب متأخرة.
1آهواين ،املرجع السابق ،ص ،173بشري التلبسي ،املرجع السابق ،ص .368
2عبد العزيز فيال ،املرجع السابق ،ص ،343عمر توفيق ،املرجع السابق ،ص .220
3أمحد جيدة ،املرجع السابق ،ص ،62فوزية العليمات ،املرجع السابق ،ص .202
4مد بن سح ون ،آداب املعلمني ( ،قيق :مود عبد املو ) ،املصدر السابق ،ص ،82الونشريسي ،املصدر السابق ،ج ،8ص ،244مصطفى
عيد القيم ،املؤسسات التعليمية يف املغرب آقصى يف العهد املري (638ه1240-ه869/م1464-م) ،رسالة ماجستري م شورة يف التاريخ
اإلسالمي ،كلية اآلداب و العلوم يف جامعة آل البيت2000 ،م ،ص .44
5خوليان ربريا ،الرتبية اإلسالمية يف آندلس أصوهلا املشرقية و تأثرياهتا الغربية( ،ترمجة :الطاهر مكي) ،ط 2؛ القاهرة :دار املعارف1994 ،م ،ص
،36عبد العزيز فيال ،املرجع نفسه ،ص ،346آهواين ،املرجع نفسه ،ص .172
6عبد العزيز فيال ،املرجع نفسه ،ص ،346آهواين ،املرجع نفسه ،ص .173
7خوليان ربري ،املرجع نفسه ،ص .37
8عبد العزيز فيال ،املرجع نفسه ،ص .346
65
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
هذا بال سبة لتالميذ الكتاتيب العامة ،أما يف الكتاتيب ا اصة فيختلف الوضع قليال ،إذ امل اهج
ه ا تسري وفقا ملستقبل املتعلمني و ما ي تظرهم من مهام ،و بالتا فامل هج يضعه أو يشارك يف وضعه
آب ليكون مالئما الب ه 1و يراقب تعليم أوالد و رص على اختبارهم 2،و الطفل ه ا يبقى يتلقى
تعليمه على املؤدبني ح ي تقل من مستوى الكتاب إ مستوى الطالب الذي يتعلم يف حلقات
3
املساجد و املدارس.
أفرد "ابن خلدون" يف املقدمة فصال كامال للحديث عن موضوع تعليم الصبيان ،و اختالف املواد
4
ال يتم تعليمها (بني أهل املغرب ،و أهل آندلس ،و أهل إفريقية).
و يرى "ابن خلدون" أن أهل املشرق و آندلس و إفريقية كانوا متقدمني يف طريقة تدريس
القرآن عن أهل املغربني إذ اقتصر هؤالء اآلخرون يف دروسهم للولدان على حفظ القرآن ،و مدارسته
5
و رمسه ،ال لطون ذلك بسوا ،و هو التعليم الشائع يف مجيع مدن املغربني آوسط و آقصى.
و يبقى هذا ا الف الذي ذكر ابن خلدون يف طريقة تعلم أهل آمصار ،اختالف من ناحية
الرتتيب تقدميا و تأخريا فقط ،فبعض آقطار كان يقدم تعليم ا ط على تعليم القرآن ،و بعضها كان
يبدأ بالقرآن يصحبه تعليم ا ط أو يتأخر ع ه قليال.
أوقات التدريس:
كان التالميذ عادة يسك ون بالقرب من املكتب كي يأتوا إليه مبكرين 6إذ أن أوقات الدراسة
كانت تبدأ مبكرا من طلوع الشمس ،حيث يبدأ اليوم الدراسي بدراسة القرآن الكرمي من أول ال هار
66
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
يف الصباح الباكر ح الضحى ،مث ي تقون لتعلم الكتابة مع الضحى ح الظهر ،لتبدأ فرتة
االسرتاحة و ت اول طعام الغذاء يف البيوت ،مث يعود الصبيان إ الدراسة بعد صالة الظهر يدرسون
بقية العلوم كال حو و الشعر ،و العربية و أيام العرب و ا ساب و تستمر هذ الفرتة ح آخر
1
ال هار.
أما عن أساليب التدريس :يعتمد املعلم أو املؤدب أساليب تتالءم مع صغر سن املتعلم و م ها:
-1طريقة التلقين:
حيث يبدأ املعلم بتعليم آطفال السور القصار من القرآن الكرمي متبعا أسلوب التلقني 2فيقرأ
اآلية القرآنية بشكل واضح مث يعيدها الصيب ب طق صحيح لرتسخ يف ذه ه ،حيث خصص وقت
معني يف آسبوع يعرض فيه الصبيان ما حفظو على معلمهم ،و يكون التلقني بشكل فردي أي
كل صيب على حدى إذا كان عدد الصبيان يف الكتاب يسمح بذلك ،أما إذا كان العدد كبري
3
فإن املعلم كان يقرأ اآلية يعيدوهنا عليه مجيعا.
هكذا كان التعليم يف الكتاتيب يعتمد على التلقني لتحقيق الغاية م ه و هي حفظ القرآن
الكرمي ،و رمبا اعتمدت نفس الطريقة يف تأديب أب اء ا لفاء و آمراء ،و مما يسهل مهمة
املؤدب يف هذ الطريقة قلة عدد املتأدبني مقارنة بالكتاب ،إال أن هذ الطريقة استعملها املؤدبون
4
يف البداية لكن ع دما يتقن الصيب القرآن تتعدد الطرق تبعا لتعدد امل اهج.
1مد بن سح ون ،آداب املعلمني ( ،قيق :حسن حس عبد الوهاب) ،املصدر السابق ،ص ،46حسني اس ة ،املرجع السابق ،ص ،133
مد الشريف سيدي موسى ،املرجع السابق ،ص ،106م تصر مود صيتان ،املرجع السابق ،ص .178
2الرباصي ،املرجع السابق ،ص ،193مود صيتان ،املرجع نفسه ،ص .175
3الرباصي ،املرجع نفسه ،ص .193
4عبد ا ميد عيسى ،املرجع السابق ،ص ،243الرباصي ،املرجع نفسه ،ص .195
67
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
-2طريقة اإلمالء:
ظهرت هذ الطريقة يف الكتاتيب من خالل الكتابة على آلواح ،حيث يقوم املعلم باإلمالء
على الصيب رسم ا روف ،و لذلك كان على آطفال أن ملوا معهم ألواحهم و ابرهم ،يث
كانت تلك آلواح تص ع من ا شب ،و كان من السهل وها باملاء أو بقطعة من القماش ،و كانوا
يكتبون عليها بأقطعة من القصب ،يغمسوهنا يف ا رب ،و الطريقة نفسها كانت معتمدة كذلك يف
1
تأديب أب اء ا اصة ،فكان من الطبيعي أن يتعلم أوالدهم العلوم عن طريق اإلمالء.
كانت هذ الطريقة مالزمة لطريقة التلقني ،و تعرف هذ الطريقة يف علم الرتبية ا ديثة بالتعليم
اللفظي ،فتعليم القرآن الكرمي و الكتابة و ال حو و العربية و الشعر و ا ساب و أيام العرب كلها
2
علوم لفظية ،يقرأ الصبيان ألفاظها و يسمعوهنا من املعلم و عليهم استيعاهبا و حفظها.
و يظهر ا فظ كموهبة م ذ الصغر ع د بعض الصبيان 3،و من االجتهاد للصيب أن ال ي قله من
فظها بإعراهبا و كتابتها ،و صص املعلم وقتا يستمع فيه للصبيان مما قد حفظوا، سورة ح
وجرت العادة أن يقرأ الصبيان أحزاهبم مجاعة ،فعلى املعلم أن يأخذ باله من كل واحد م هم ٓن
4
اجتماعهم يف القراءة في ع ه قوي ا فظ من الضعيف.
1عبد ا ميد عيسى ،املرجع السابق ،ص ،244الرباصي ،املرجع السابق ،ص ،198عبد القيم ،املرجع السابق ،ص ،57م تصر مد صيتان،
املرجع السابق ،ص .175
2آهواين ،املرجع السابق ،ص ،189م تصر مود صيتان ،املرجع نفسه ،ص .175
3الرباصي ،املرجع نفسه ،ص .202
4آهواين ،املرجع نفسه ،ص ،191عبد ا ميد عيسى ،املرجع نفسه ،ص .244
68
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
فاإلختبار ه ا هو الوسيلة ال يعرف هبا املعلم أأجاد الصيب ا فظ أم ال ،فإعراب الكلمات،
ومعرفة املعاين القرآنية مما يتالقا الصبيان من أفوا املعلمني و فظونه ع هم ،و ال يصلون إليه من
1
تلقاء أنفسهم.
-4الم اظرة:
عرف املسلمون طريقة امل اظرة و استعملوها كطريقة للتعليم يف بعض املؤسسات التعليمية،
فالكتاتيب مثال مل تعرف هذ الطريقة كم سن املتعلمني هبا ،و دودية م هجهم إال أن ه اك
بعض امل اظرات ال جرت بني املعلمني و تالميذهم يف إطار تعزيز العالقة بني املعلم و املتعلم،
2
ومراعاة الفروق الفردية ،و تشجيع املوهوبني.
-5السؤال:
هي آخرى من احدى الطرق ال عرفتها املؤسسات التعليمية ال سيما الكتاتيب ،فالصيب يسأل
معلمه عن آية أو حديث أو أي معلومة مل يستوعبها ،و آمر نفسه ي طبق على أب اء ا اصة فمن
البديهي أن يسألوا مؤدبيهم عن معلومات مل يفقهوها ،فتوجيه آسئلة من قبل الصبيان ملعلميهم
يهدف إ االستفادة العلمية ،فطريقة السؤال وسيلة للفهم ،و هي طريقة علمية سهلة تت اسب مع
3
أغلب تالميذ املؤسسات التعليمية.
ت وعت و تعددت طرائق التدريس فهذ املرحلة سادهتا طرائق التلقني ،و ا فظ و االستظهار،
والقراءة و الكتابة 4...و اعتمد هذا ال وع من التعليم على الذاكرة و تقويتها يف مرحلة مبكرة من
عمر الطفل ٓن ما يتعلمه الصيب و فظه من القرآن يف هذ املرحلة سيظل معه بقية حياته...وجرت
1آهواين ،املرجع السابق ،ص ص ،193 ،191أمحد جيدة ،املرجع السابق ،ص .332
2الرباصي ،املرجع السابق ،ص ص .204-202
3الرباصي ،املرجع نفسه ،ص ص .210-207
4أمحد جيدة ،املرجع نفسه ،ص .332
69
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
العادة أن تم الطفل القرآن يف س تني أو ثالثة ،مث يستأنف ذلك عدة مرات إ أن يد حفظ
القرآن بإتقان و فظه عن ظهر قلب ،و رمبا ال يدرك ذلك إال بعد انقضاء سبع س ني على أبعد
تقدير ،و لكن بعض الصبيان ال يستطيع حفظ القرآن يف هذ املرحلة و ع دها يضطر إ ترك
1
الكتاب.
أما التلميذ الذكي فيتمم حفظ القرآن و هو دون العاشرة ،و يقضي التلميذ بقية الس وات يف
تكرير القرآن على شيخه بالرواية ،و مساعدته على التالميذ الصغار 2و يطلق على هذا الصيب ال ابه
لقب العريف و تشرتط يف هذا العريف أن يفوق مستوا مستوى الصبيان ،و لذا سئل اإلمام مالك
3
بن أنس رمحه اهلل (179ه795/م) عن املعلم عل للصبيان عريفا قال" :إن كان مثله في نفاذ ".
كان املؤدب لس عادة يف صدر الكتاب مرتبعا على حصريا أو و (و قد تص بسريرا أو
كرسي مرتفع) مس دا ظهر إ ا ائط ،مرتديا عمامة و جبة فوقها برنوس إن وجد ،و بيد عصا
أبعد تلميذ ع د ا اجة.4... طويلة تصل إ
و كان التالميذ يتحلقون حول املؤدب يف نصف دائرة و إذا كثروا تتعدد الدائرة ،و كانوا لسون
5
مرتبعني على حصريا و و قبالة املؤدب.
1آهواين ،املرجع السابق ،ص ،193مصطفى عيد القيم ،املرجع السابق ،ص .45
2أبو القاسم سعد اهلل ،املرجع السابق ،ص ص .342 ،332
3الرباصي ،املرجع السابق ،ص .62
4أبو القاسم سعد اهلل ،املرجع نفسه ،ص ،339صاحي بوعالم ،املرجع السابق ،ص ،212أمحد جيدة ،املرجع السابق ،ص .62
5أبو القاسم سعد اهلل ،املرجع نفسه ،ص ،339قامسي تاوي" ،التعليم بالكتاب يف املغرب آوسط أيام حكم ب عبد الواد (-633
681ه1554-1235/م) ( .لة كان التار ية) ،العدد ،12ناشري -الكويت ،2011 ،ص .32
70
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
العطل و العقاب:
أفرد ابن ا اج العبدري (ت 737ه) يف كتابه "املدخل" فصال يف آداب الصبيان ،و ما يعرض
هلم من عطل و إجازات و تسريح و عقاب 1.فبال سبة لالسرتاحة اليومية فإن آطفال يسرت ون
ثالث مرات يف اليوم:
و إذا مرض الصيب يصرفه املعلم إ بيت وليه ،و ال يرتكه يستمر بني التالميذ دون قراءة ٓنه يؤثر
2
بذلك يف غري من آطفال ،و ٓن ذلك قد يزيد من مرضه.
و ه اك تعطيل الصبيان يف أيام الرياح و العواصف ،و الربد و املطر الشديد 3و كان املتفق عليه
تعطيل يوم ا ميس بعد العصر إال أن بعض املؤدبني كانوا يعطلون الدروس كامل يوم ا ميس،
وترتاوح عطلة العيدين ع دهم بني ثالثة و مخسة أيام ،كما مي حون للصيب بطالة (عطلة) من أجل
4
ا تم تصل إ اليوم الواحد.
1ابن ا اج العبدري الفاسي ،املدخل ،القاهرة :مكتبة دار الثرات( ،د ط)؛ ج ،2ص 321و ما بعدها ،مد بن سح ون ،أداب
املعلمني (،قيق :مود عبد املو )،املصدر السابق ،ص ، 80آهواين،املرجع السابق ،ص 183و ما بعدها.
2مصطفى عيد القيم ،املرجع السابق ،ص ،43بشري التليسي ،املرجع السابق ،ص ،367روبار برانشفيك ،تاريخ إفريقية يف العهد ا فصي( ،ترمجة:
محادي الساحلي) ،ط 1؛ بريوت :دار الغرب اإلسالمي1988 :م ،ج ،2ص ،378مد الشريف سيدي موسى ،املرجع السابق ،ص .106
3أمحد جيدة ،املرجع السابق ،ص ،62م تصر مود صيتان ،املرجع السابق ،ص .178
4اهلادي روجر إدريس ،املرجع السابق ،ص ،388خالد بلعريب ،املرجع السابق ،ص .87
71
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
العقاب:
قدم القاضي ابن جماعة يف ال تأديب الصبيان قواعد مهمة مشلت عالقة املتعلم بشيخه
1
وحلقته و زمالئه.
إذا ملح املعلم يف املتعلم خريا و أنس فيه رشدا ي بغي له أن يؤدبه على التدريج باآلداب الس ية
والشيم املرضية ،و يعود الصيانة يف مجيع أمور على اإلخالص و الصدق و حسن ال يات ،و أن
2
يرغبه يف العلم ،و يذكر بفضائله و فضائل العلماء.
و لكن إذا اقتضت الضرورة جاز للمعلم أن يلجأ إ العقاب إذا أمهل الطفل يف دراسته و عليه
أن يراعي ذلك مب تهى ا يطة و ا ذر ،فيبدأ معه أوال بال صح و اإلرشاد ،و يتلطف معه ،فتمزج
3
الرغبة و الرهبة ،مث ي تقل إ العزل و التهديد.
عد "أبو القاسم سعد اهلل" التأنيب بالكالم من أخف أنواع العقوبات على التلميذ 4فإذا مل ي فع
ذلك عاقبه بالضرب على أال يكون ضربا مربحا ،و ال يف مقتل 5و هي من أقصى العقوبات ال
تسلط على التلميذ حسب "أبو القاسم سعد اهلل" حيث مساها الفالقة أو الفلقة 6و يعتربها مد
7
الشريف سيدي موسى عقابا تربويا ضروري يف الرتبية و التعليم.
72
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
و يلزم املعلم بعدم ضرب الصبيان بالعصا الغليظة ال تكسر العظم ،و ال الرقيقة ال تؤمل ا سم،
1
بل تكون وسطا ،و أن يضرب يف القدمني ،و ال يتجاوز ثالثة أسواط.
و مل يقتصر العقاب على تالميذ الكتاب فقط ،بل كان املؤدبون يوقعون العقوبات ح على
أب اء آمراء و ا لفاء (قول الرشيد ملؤدب ولد يا أمحر ،)...إال أن ابن خلدون يرفض الشدة على
املتعلمني و يعتربها مضرة هبم.2...
يرى الباحث اإلسباين "خوليان ربيرا" أنه على العكس مما كان سائدا يف املمالك ال صرانية ،و يف
املذاهب آخرى ال كانت رم املرأة من التعليم ،و ال تكن هلا أي احرتام أو تقدير ،فإن اإلسالم مل
تكن له أية فظات فيما يتعلق بتعليم املرأة ،و أشد العلماء افظة يف املشرق مل ميت ع عن إجازة
3
تعليم ذخائر الس ة هلم و هو علم ذو قداسة خاصة.
فخالل العصور الوسطى كانت الع اية باملرأة يف املمالك ال صرانية دودة جدا تقليدا وامتثاال
ال ا املذهب الكاثوليكي الذي كان يـعد املرأة لوقا يف املرتبة الثانية و مل ظى هذ املرأة بأي لون
4
من ألوان ال فوذ ،فيما عدا اجملال الضيق الذي كانت تعيش فيه و هو البيت.
أما يف بالد املغرب فقد حظيت املرأة بقدر من العلم و الثقافة و اصة يف القرنني الثالث و الرابع
اهلجريني و مل يقتصر هذا االهتمام و التعليم با رائر و ا واري من ال ساء فقط بل تعداها إ
طبقات اجملتمع آخرى .5على العكس من املمالك ال صرانية ال كانت تسمح فقط لطبقة من
ال بالء من الفتيات ،و ب ات التجار و الص اع بتعلم القراءة و الكتابة و لون من التعليم ح يتمكن
1فوزية العليمات ،املرجع السابق ،ص ،207اهلادي روجر ادريس ،املرجع السابق ،ص .389
2ابن خلدون ،املصدر السابق ،ص ،743فوزية العليمات ،املرجع نفسه ،ص .205
3خوليان ربريا ،املرجع نفسه ،ص .129
4مود بن سح ون ،آداب املعلمني ( ،قيق :حسن حس عبد الوهاب) ،املصدر السابق ،ص ،38أمحد جيدة ،املرجع السابق ،ص .382
5بشري التليسي ،املرجع السابق ،ص .400
73
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
من إدارة شؤوهنن ،و لو كانت ب ات التجار و الص اع آوفر حظا يف التعليم ،إال أن ب ات السادة
من رجال البالط و كذا ب ات آطباء و القضاة و من على شاكلتهم فقد قـرر بأنه من ا ري هلن أال
1
يتعلمن القراءة و الكتابة.
كما حظيت املرأة ب فس القدر من التعليم ع د اإلباضية و يف جبل نفوسة ،دون متييز و شاركت
2
املرأة الرجل يف الرأي و املشورة.
كما اعت آندلسيون بتعليم ب اهتم ،فكانوا يبعثون هبن إ املدارس آولية م ذ الصغر ،لكي
تيسر من
يتعلمن نفس املواد ال تدرس للصبيان عادة ،فكانت املرأة (الب ت) تتعلم أمور دي ها و ما َّ
3
4
آيات القرآن الكرمي ملعرفة كيفية الصالة.
و يبقى ه اك استث اء فبعض ال ساء كن يواصلن التعليم العا ،و صلن على نفس اإلجازات
صل عليها الرجال عادة ،و بعضهن يدرسن الفقه ،و القراءات و الس ة و آدب و مواد أخرى ال
5
ميكن أن ت فعهن.
و جرت العادة أن هذا ال وع من التعليم يتم داخل دور الكتاتيب 6،و يتو تعليم الب ات يف
7
الدور مؤدبني من احملارم كما فعل "عيسى بن مسكني" مع ب تيه و ب ات أخيه ،و "أسد بن الفرات"
74
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
مع اب ته أمساء ،و سح ون بن سعيد مع اب ته خد ة ليعلمهن القرآن و العلم ،و يف أحيان أخرى كان
1
يدعى مؤدبون خاصون لتعليم الب ات يف بيوت أهل الثراء و قصور آمراء.
كما كان للمرأة دور يف التدريس يف حلقات املساجد فقدت سجلت كتب التاريخ أمساء عشرات
ال ساء احملدثات 2حيث كان يتم االتصال هبن لتعليم الب ات ،و قد تار من ال ساء من اشتهرت
بعلمها و ثقافتها ،حيث ثقافتها كانت ال تقل عن ثقافة الرجال ،فقد تصدرت املرأة املسلمة يف
ميادين عدة ملوضوعات ثقافية متعددة ،فربزت يف مجيعها و كانت يف كل م ها تقارع الرجال و تدل
3
على مقدرة ممتازة ،و كفاءة طيبة.
فاشتهرت يف مكة مدرسة "كرمية املرورذية العظيمة" ،و برز تعليم املرأة يف هذا املركز الدي
العظيم ،كما كانت بعض الشيخات آندلسيات ال ت تسب إ أسر عريقة تتلمذن على هذ
4
السيدة العاملة ا ليلة و حرصوا على أن يذكروها بني أمساء أساتذهتم آكثر شهرة و تقديرا.
فتزاحم الطالب على الدراسة جعل املرأة أيضا تقبل عليها ،و تفتح املدارس و تلقي فيها
الدروس ،كما يص ع الرجال ،حيث كان "لب حزم" ،و هي أسرة اشتهرت بآساتذة مدرسة من
يدرس فيها آب الصبيان و االبن للفتيان ،و الب ت للفتيات ،و كان ذلك يف
أشهر مدارس قرطبة ِّ
القرن الثالث هجري.
و فيما بعد بلغت املرأة املسلمة يف آندلس قدرا عاليا من التعليم و التقدير الرفيع ،ميكن أن
5
يقارن مع أكثر ال ساء تعليما بني الشعوب القدمية.
1ابن سح ون ،آداب املعلمني ( ،قيق :حسن حس عبد الوهاب) ،املصدر السابق ،ص .38
2شوقي أبو خليل ،املرجع السابق ،ص ،455حسني إسكان ،املرجع السابق ،ص ص .37 – 36
3بشري التليسي ،املرجع السابق ،ص ،401أمحد جيدة ،املرجع السابق ،ص .384
4خوليان ربريا ،املرجع السابق ،ص .130
5عبد ا ميد عيسى ،املرجع السابق ،ص ،161خوليان ربريا ،املرجع نفسه ،ص .134
75
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
و رغم ذلك مل يكن التعليم م تشرا بني ال ساء انتشار بني الرجال ،و ذلك أن ال ساء املسلمات
مل يستطعن ارات الرجال يف التعليم للصعوبة ال كانت تستهدف طالب العلم ،فقد كانت
الرحالت ،و ا رمان و التقشف ،ميزات الطالب املسلم ،و كان العرب يضعون املرأة يف مكانة أمسى
1
أعلى فال يسمحون أن تتعرض ل صب العيش ،و شظف ا ياة.
أوجد الفقهاء املسلمني للتعليم نظاما تربويا و عهدوا للمحتسب باإلشراف عليه 2فيقوم احملتسب
باإلشراف على الكتاتيب ،و كل ما يتعلق هبا من مكان إنشائها ،و معلمي الكتاتيب و صبيان
الكتاتيب.
فبال سبة للمكان الذي يتم ا اذ كتابا يلزم احملتسب املعلم بعدم ا اذ املسجد مكانا لتعليم
الصبيان ٓهنم ال يتحفظون من ال جاسة ،بل ب أن تتخذ أماكن خاصة لذلك 3،يشرتط فيها أن
تكون مشهورة ع د ال اس يف السوق أو يف الشارع العام ،و ال يكون يف موضع ليس مبسلوك من قبل
ال اس تفاديا للشك ،و لكن على آغلب يكون املوقع املفضل يف جوار املسجد لتوفر الشروط
4
املذكورة فيه.
و يظهر من خالل كتب ال وازل أن استئجار الكتاب و تأثيثه يقع على عاتق املعلم و قد يشرتك
معلمني يف كراء كتاب و تعليم الصبيان 5فمن متطلبات الكتاب أن يكون مؤم ا من ال احية الصحية
76
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
و يشرتط يف املعلم أن يكون مؤهال لتعليم الصبيان ،يث يكون أمي ا ،و لديه معرفة با روف و
2
أشكاهلا ،و مبادئ ا ساب ،و آيات القرآن.
و يشمل دور احملتسب كذلك مراقبة معاملة املعلمني لألطفال و سلوكهم معهم ،حيث ت اول
الفقهاء سلوك املعلم ا الصيب و أسلوب التعليم و العقاب ،و غريها من القضايا .فاملعلم مكلف
على مجيع العمليات التعليمية 3ب ظام قائم على العدل بني التالميذ يف املعاملة ،فال يعاملهم إال
4
بالعدل ،و ال يشعرهم باال ياز ٓحدهمٓ ،ن ذلك يؤثر على صحة الصبية ال فسية.
و أجاز الفقهاء عقاب الطفل الذي يرتكب املخالفات لكن ب على املعلم مراعاة التدرج يف
العقاب من الت بيه إ التع يف و التشهري إ الضرب ،شريطة أال يبالغ املعلم يف ذلك ،ح ال يرتتب
على هذ العملية انعكاسات أخالقية و ذه ية خطرية على الطفل و ال تعيق صيله الدراسي 5،ومن
ذلك يلزمه عدم ضرب الصبيان بالعصا الغليظة ال تكسر العظم ،و ال الرقيقة ال تؤمل ا سم ،بل
6
تكون وسطا ،كما يلزمه عدم ضرب الصبيان يف آماكن ال قد تتسبب هلم أملا كالرأس.
1ابن ا اج ،املصدر السابق ،ص ،321مصطفى عيد القيم ،املرجع السابق ،ص .42
2ابن سح ون ،آداب املعلمني ( ،قيق :حسني حس عبد الوهاب) ،املصدر السابق ،ص ،47القابسي ،املصدر السابق ،ص ،205فوزية
العليمات ،املرجع السابق ،ص .207
3عبد العزيز فيال ،املرجع السابق ،ص .344
4مد بن سح ون ،آداب املعلمني ( ،قيق :مود عبد املو ) ،املصدر نفسه ،ص ،74القابسي ،املصدر نفسه ،ص ،131ي ظر امللحق رقم
،05ص .101
5مد بن سح ون ،آداب املعلمني ( ،قيق :حسن حسني عبد الوهاب) ،املصدر نفسه ،ص ،53القابسي ،املصدر نفسه ،ص ،130عبد العزيز
فيال ،املرجع نفسه ،ص .344
6القابسي ،املصدر نفسه ،ص ،130ابن ا اج ،املصدر نفسه ،ص ،317فوزية العليمات ،املرجع نفسه ،ص .207
77
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
و تظهر صور رقابة الفقهاء و احملتسبني على الكتاتيب بإنكارهم على املعلمني و املؤدبني
انشغاهلم أث اء حصة الدرس بكتابة ا روز و التمائم أو الذهاب ضور ا ائز ،و صرف آطفال
1
عن الدروس.
كما يلزمه احملتسب بعدم استخدام الصبيان يف حوائجه ا اصة ،و عدم إرساهلم إ دار و هي
خالية ،و ذلك إلبعادهم عن مواضع الشبهات ،و ال يرسل صبيا مع إمرأة يكتب هلا كتابا ،و ال يعلم
2
ا ط إلمرأة أو جارية.
و ملا كان الصبيان يأتون إ الكتاب صغار السن ،كان على آهل أن يؤم وا من يرافقهم يف
غدوهم و رواحهم إ الكتاب و إعادهتم إ بيوهتم ،فيشرتط فيه أن يكون ثقة أمي ا متأهال ٓنه
ِّ
يستلم الصيب يف الغدو و الرواح و ي فرد به يف آماكن ا الية ،يدخل على ال سوان ،فيشرتط أن
3
يكون كذلك.
و يلزم احملتسب املعلم بعدم تعليم الصبيان آشعار ال تتعارض مع الدين و السياسة .4و كان
إ جانب هؤالء احملتسبني و الفقهاء طبقة من العلماء آعراب البداة ال خبة ورثوا علم البادية
وحفظوا أشعار القبائل و وعوا أخبارهم ،و كانت هلم ثقافة واسعة يف العربية فكان هؤالء يطوفون
5
على أصحاب الكتاتيب و املؤدبني ،فيفيدوهنم من علمهم.
1مد بن سح ون ،آداب املعلمني ( ،قيق :مود عبد املو ) ،املصدر السابق ،ص ،81القابسي ،املصدر السابق ،ص ،143عبد العزيز فيال ،
املرجع السابق ،ص .345
2آهواين :املرجع السابق ،ص ،208فوزية العليمات ،املرجع السابق ،ص .208
3أمحد جيدة ،املرجع السابق ،ص .62
4فوزية العليمات ،املرجع نفسه ،ص .208
5أسعد طلس ،املرجع السابق ،ص .59
78
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
باإلضافة إ زيارة آماكن التعليمية يف ساعات تعليم الصبيان من طرف رجال الدولة و القضاة
و تدخلهم يف بعض املظاهر العملية التعليمية فه اك شبه إمجاع من مجيع من ت اولوا العملية التعليمية
1
على أن الكتاتيب (املدارس آولية) كانت خاضعة نظريا إلشراف احملتسب.
79
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
المبحث الثالث :أثر آراء محمد بن سح ون في المؤلفات التربوية و دورها في توجيه التعليم.
يعترب كتاب ابن سح ون مبثابة امل هج القومي ملن جاء بعد من املفكرين و امل ظرين املسلمني الذين
طرقوا موضوع التعليم ،و ابتغوا سني جودته و رفع مستوا ،حيث أث عليه و أوصى به عدد من
أعالم ال هضة الفكرية الرتبوية إلرساء قواعد الرتبية ا ديثة لل شء ،وهذا ما ذهب إليه "سيبستيان
غونتر" املفكر آملاين بقوله" :يبدو أن أول عامل مسلم ص ف "دليال عمليا" لألساتذة كان الفقيه
املالكي "محمد بن سح ون" القريواين مولدا و إقامة ...و الكتاب رغم مضي ألف عام و ما يزيد
عليه ال يزال معلما يف تاريخ الرتبية و التعليم ،فهو يزودنا بفكرة عن بدايات ال ظرية الرتبوية ،و تطور
امل هاج يف اإلسالم ،ويكشف عن مشكالت من القرن التاسع ميالدي ما زالت مستمرة ح يوم ا
1
هذا".
2
-1ابن الجزار القيرواني:
كتاب "سياسة الصبيان و تدبريهم" البن ا زار ،ي درج يف ال شاط العلمي الواسع الذي شهد
القرن الرابع اهلجري ،وضمن م هج ا ذته إفريقية التونسية م ذ "ابن سح ون" و هو انشغاهلم بالقواعد
الرتبوية ،و التعليمية.
سيبستيان غونتز ،املرجع السابق ،ص ص ،227 ، 226ي ظر أيضاAvner Giladi : Individualism and Conformity in :
1
Medieval Islamic Educatinal Thought, conjsejo superior investigacione scientificas licenncia creative
commons 3 Spane, 2005, P103.
2ابن الجزار :أبو جعفر من أهل القريوان طبيب بن طبيب و عمه أبو بكر طبيب ،و كان ممن لقي إسحاق بن سليمان و صحبه و أخذ ع ه ،ولد
ابن ا زار عام 285ه ،و تويف س ة 369ه بالقريوان ،و وجد له مخسة و عشرون ق طارا من كتب طبية و غريها ،و كان قد هم بالرحلة إ آندلس
و مل ي فذ ذلك ...ابن أيب أصيب عة ،عيون آنباء يف طبقات آطباء ( ،قيق :نزار رضا) ،بريوت :دار مكتبة ا ياة( ،د ت) ،ص ،481فرحات
الدشراوي" ،سياسة الصبيان و تدبريهم" ( .لة حوليات ا امعة التونسية) ،العدد ،3تونس 1966 ،م ،ص ،29مد حسن نوفلية" ،ابن ا زار
القريواين" ( ،لة آفاق الثقافة و الرتاث) ،العدد ،4القاهرة 1926 ،م ،ص .78
80
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
حيث بلغ مستوى الثقافة العربية اإلسالمية أوجه يف القرن الرابع اهلجري ،سواءا يف املشرق العريب
أو يف مغربه ،و ندرك ذلك جيدا من خالل نفائس املؤلفات يف العديد من الف ون ،و يف ش امليادين
1
و ال بقيت أكرب شاهد على حضارة العرب و نشاطهم يف مدارج العلم و العرفان.
برز املغاربة و خاصة بإفريقية يف تلك ا قبة املتقدمة من تار ا يف املؤلفات الرتبوية ،فألف أول
كتاب تربوي يف العامل اإلسالمي العريب ،و هو كتاب محمد بن سح ون "آداب املعلمني" فكتاب
"الصبيان و تدبريهم" البن ا زار ،مث كتاب "الرسالة املفصلة" ...فالرسالة البن أيب زيد و غريهم،
2
بدون أن ن سى "مقدمة" ابن خلدون و ما حوته من آراء تربوية جريئة سبقت عصر .
و بعد كتاب "ابن سح ون" آداب املعلمني الذي وضع اللب ة آو ل ظام التعليم و قواني ه
آساسية يقدم ل ا ابن الجزار كتابه "سياسة الصبيان و تدبيرهم" ليدعم هذا املسار الرتبوي من
3
ال احية الصحية.
و يرى الدكتور "يوسف حوالة" أنه من بني مظاهر التطور الذي بلغته ا ياة العلمية ،تلك
املص فات الرتبوية ال ألفت يف الرتبية يف العامل اإلسالمي حيث ألَّف ثالثة عن أشهر علماء و فقهاء
4
و أطباء إفريقية مؤلفات تربوية فتحت الباب على مصرعيه للتأليف و التص يف يف هذا اجملال البكر.
و أول أولئك الرتبويني آجالء محمد بن سح ون بن سعيد الذي ال يقل شهرة ومسعة عن أبيه
سح ون ،حيث ترك الباب مفتوحا بعد ليلجه اث ان من أب اء قطر الذين ساروا على م هجه و رمسه
باإلضافة إ اجتهادمها الشخصي" ،أما الثاين فس ذكر يف موضعه" ،و أما آول فهو الطبيب املؤرخ
ابن ا زار (ت 369ه) الذي تلقى الفكرة من ابن سح ون فكتب مص فا تربويا بع وان "سياسة
1علي مد إدريس" ،الرتبية الصحية يف كتاب "سياسة الصبيان و تدبريهم البن ا زار القريواين" ( ،لة كلية الرتبية) ،العدد ،1جامعة امللك سعود،
الرياض 1986 ،م ،ص ص .182 ، 181
2علي مد إدريس ،املرجع نفسه ،ص .182
3املرجع نفسه ،ص .183
4يوسف بن أمحد حوالة ،املرجع السابق ،ص .233
81
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
الصبيان و تدبيرهم" و هو كتاب جاد فيه املؤلف بعدد من ال ظريات الرتبوية ا س ة و سجل
مالحظاته حول التعليم يف القرن الرابع اهلجري.
1
-2القابسي:
اإلمام املصلح أبو ا سن علي بن خلف الفقيه املؤلف املوثوق (ت 403ه) 2الذي ألف رسالة
ال تقل أمهية عن سابقيها من املص فات الرتبوية ،و ع وان رسالته "الرسالة املفصلة ٓحوال املتعلمني
وأحكام املعلمني و املتعلمني" 3.نشرها الدكتور أمحد فؤاد آهواين مبصر يف ذيل رسالته ال نال هبا
4
درجة الدكتورا و موضوعها "التعليم يف رأي القابسي".
و تص ف رسالة القابسي ضمن كتب الفتاوى إذ حاول القابسي فيها الرد على موعة من
آسئلة ال وقعت إليه من قبل أحد السائلني و يف ذلك يقول" :سأل سائل و أ علي أن أجيبه
5
عن مسائل كتبها و شرط فيها شروطا".
حيث اعترب جاك شوير "كتايب" ابن سح ون و القابسي بداية التأليف البيداغوجي الرتبوي إذ
كانت هلما نفس الرؤية يف تعليم آطفال يف الكتاب 6و نظرا للتشابه التام يف احملتوى و هو ما
يوضح استفادة القابسي من ابن سح ون رغم الفارق الزم الذي يفصل بي هما (قرن و نصف تقريبا)
82
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
أي أنه رغم أٓحداث ال شهدهتا إفريقية و ما صاحب ذلك من والت سياسة و مذهبية ،إال أن
1
ذلك مل يسهم يف تطوير أو تعديل امل هج الرتبوي.
يتضح من ع وان الرسالة الدقيق أمهيتها يف عامل الرتبية ،فلم يكتف القابسي برتديد ال ظريات
الرتبوية ال توصل إليها ابن سح ون ،و ابن ا زار فحسب و إمنا زاد عليها مما توصل إليه بفكر
الرتبوي ال ري ،و هو إن كان نقل عن ابن سح ون كثريا ،و إن كان البن سح ون السبق يف التأليف
2
فإن للقابسي ميزة التوسع يف أبوابه.
فالقابسي اعتمد كثريا على كتاب ابن سح ون ،و نقل ع ه ،و اسرتشد به ،و ترسم خطا ...
وبالرجوع إ نص الكتاب د أن ما نقله القابسي يكاد يكون بلفظه يف بعض املواضع ،و باختالف
3
يسري يف مواضع أخرى ،كحذف الس د عن رأي فقيه أو تغيري يف العبارة دون إخالل باملع .
أطال القابسي يف تبيني فصول الكتاب ،و بيان دقائق املشاكل الرتبوية ال عرض هلا ،و هو إن
وسع املوضوع ،و نقل كثريا من املعلومات عن شيوخه،
استعان بكثري من أقوال ابن سح ون ،فإنه َّ
وأساتذة عصر و العصور ال سبقته ،كما نقل عن الفقهاء الذين أخذ ع هم سح ون و اب ه كابن
4
القاسم و ابن وهب و غريمها.
1هادية صي ود" ،الفكر الرتبوي ببالد املغرب من مد بن سح ون و أيب ا سن القابسي إ ابن خلدون" ( ،لة عصور ا ديدة) ،العدد ،17-16
جامعة وهران ،ا زائر ،2015/2014 ،ص ،137دمية مد مود وصوص ،املعتصم باهلل سليمان ا وارنة" ،من مالمح الفكر الرتبوي ع د االمام
القابسي" ( .لة العلوم الرتبوية) ،العدد ،2مج ،2004 ،41ص .913
2يوسف بن أمحد حوالة ،املرجع السابق ،ص .234
3آهواين ،املرجع السابق ،ص ،58مد بن سح ون ،آداب املعلمني ( ،قيق :مود عبد املو ) ،املصدر السابق ،ص .58
4أسعد طلس ،املرجع السابق ،ص .163
83
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
1
-3ابن خلدون:
ورد يف قيق كتاب "آداب املعلمني (حسن حس عبد الوهاب ،و مود عبد املو )" ما يلي:
من الثابت أن هذا الكتاب "آداب املعلمني" ،الطريف يف موضوعه قد عرفه عديد من مشاهري
العلماء ،قدماء و دثني ،و نقلوا ع ه و استفادوا م ه ،و من هؤالء نذكر على سبيل املثال أبو
إسحاق الجب ياني كما أورد مرتمجه أبو القاسم اللبيدي 2يف كتابه "م اقب أيب إسحاق ا ب ياين"
وكما ذكر ابن خري آندلسي يف فهرس مروياته ،و فيها من تأليف مد بن سح ون ،و خاصة
3
كتاب آداب املعلمني.
الحظ آستاذ حسن حس عبد الوهاب أن ابن خلدون يف مقدمته نقل عن كتاب آداب
املعلمني ع دما قال يف باب "أن الشدة على املتعلمني مضرة هبم" .حيث قال "محمد" بدل عبد اهلل
ابن أيب يزيد يف كتابه الذي ألفه يف حكم املعلمني و املتعلمني" ،ال ي بغي ملؤدب الصبيان أن يزيد يف
ضرهبم إذا احتاجوا إليه على ثالث أسواط شيئا" ،و يضيف حسن حس "و يبدو أن ابن خلدون
اشتبه عليه اسم املؤلف 4،ف سب كتاب آداب املعلمني إ العامل القريواين عبد اهلل ابن أيب يزيد (ت
386ه) و هو ض إشتبا ٓن ابن أيب يزيد صاحب الرسالة مل يدون قط تص يفا هبذا اإلسم ولدي ا
برمتِها يف الكتاب الذي ن شر اليوم" .انتهى
ع اوين سائر مؤلفاته ال سيما أن العبارة امل قولة موجودة َّ
كالم حسن حس عبد الوهاب ،و يضيف مود عبد املو و ليس مستحيال أن يكون ابن خلدون
5
استفاد من كتاب آداب املعلمني.
1ابن خلدون :العالمة عبد الرمحن بن مد ا ضرمي ،ولد يف تونس س ة 732ه1332/م ،ي حدر من أصل أندلسي إشبيلي ،تلقى العلم على
عدد كبري من العلماء آندلسيني الذين هاجروا إ تونس ...اعترب ابن ا طيب مفخرة من مفاخر التخوم املغربية ،انغمر يف ا ياة السياسية يف بالط
املري يني و ا فصيني ،مث ار ل إ الشام و مصر حيث تو م صب قاضي قضاة املالكية ،ي ظر :ابن خلدون ،املصدر السابق ،ص .4
2أبو القاسم اللبيدي :نسبة إ لبيدة قرية بالقرب من جب يانة ،قرأ بالقريوان و أخذ عن مجاعة و امتد عمر فحاز رئاسة العلم بالقريوان ،كان فقيها
فاضال انتفع بصحبة الزاهد الكبري أيب إسحاق ا ب ياين ،تويف بالقريوان 446ه ،حسن حس عبد الوهاب ،كتاب العمر ،املرجع السابق ،ص .671
3مد بن سح ون ،آداب املعلمني ( ،قيق :مود عبد املو ) ،املصدر السابق ،ص .57
4مد ابن سح ون ،آداب املعلمني ( ،قيق حسن حس ) ،املصدر نفسه ،ص .30
5املصدر نفسه ( ،قيق :مود عبد املو ) ،ص .58
84
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
و الواقع أن كثريا من اآلراء الرتبوية ال عرب ع ها ابن خلدون وردت ع د من سبقو يف الكالم
عن هذا املوضوع من أمثال ابن سح ون و القابسي و غريهم فيكرر ابن خلدون ما أكد سابقو من
الرفقة باملتعلم ٓن الشدة مضرة به ،كما نادى مبا نادى به سابقو من مراعاة التدرج يف تعليم الصبيان
1
و مراعاة قدراهتم.
2
-4المغراوي:
ناقش املغراوي اآلراء الرتبوية اهلامة يف كتابة "جامع جوامع االختصار "...و استعان على ذلك
بكتب من سبقه كالقابسي ،و مد بن سح ون و غريهم 3و فيما يلي :آبواب ال أخذ م ها
4
املغراوي عن ابن سح ون :يف ا ذقة :استعان بقول ابن سح ون.
ففي باب اإلجارة على تعليم القرآن است د إ قول (جواب) اإلمام سح ون يف كتاب آداب
5
املعلمني.
و اقتبس جواب ابن سح ون من كتاب القابسي يف باب خياركم من تعلم القرآن و علمه 6.كما
اقتبس من كالم ابن سح ون حول تأديب الصبيان ،و مسا تربية التالميذ . 7و اقتبس يف باب ما
8
يتعلمه الصيب س د عن ابن سح ون عن جرير مرفوع إ إبراهيم ال خعي.
مد م ري مرسي ،الرتبية اإلسالمية أصوهلا و تطورها يف البالد العربية ،ط (م قحة)؛ القاهرة :دار املعارف1987 ،م ،ص ص .260 ،252 1
2أحمد بن أبي جمعة المغراوي :عاش يف القرن التاسع و أول العاشر ،تويف س ة 920ه1514/م ،و تتلمذ على اإلمام مد بن يوسف
الس وسي ،و على غري من علماء تلمسان ،كما أخذ عن شيوخ تونس ،أبو مجعة املغراوي ،املصدر السابق ،ص .6
3أبو مجعة املغراوي ،املصدر نفسه ،ص .8
4املصدر نفسه ،ص .21
5املصدر نفسه ،ص .29
6املصدر نفسه ،ص .34
7املصدر نفسه ،ص .44
8املصدر نفسه ،ص .49
85
م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين. الفصل الثاني:
وكان للمربني املسلمني على اختالف أمصارهم و أعصارهم و أج اسهم أثر كبري واضح يف تعميم
1
التعليم ،وتطوير اآلراء الرتبوية ،و تقوية أسس ا ياة الفكرية و الثقافية يف الغرب اإلسالمي.
86
خــــــــــاتمة
خاتمــــــــــة
توصل الدارس مما سبق ذكر يف موضوع "طرائق التعليم يف بالد املغرب من خالل كتاب آداب
املعلمني" لإلمام مد بن سح ون القريوا املغريب إ مجلة من ال تائج أمهها:
فإرريقية معاملها السياسية ربة سياسية رتم يعترب قيام دولة األغالبة يف املغرب األد
وا ضارية إ حد كبري ،بي ما ا زء املهم من التقدم ا ضاري الذي شهدته إرريقية يرجع إ
جهود و إ ازات الفقهاء املالكية الذين كان هلم تأثريات اجتماعية و ركرية حسب التغريات
السياسية والثقارية ال عررتها امل طقة ،إذ متكن الفقهاء املالكية من إرساء عقيدة أهل الس ة
السّن املالك.
و ا ماعة ،وررض رقابة مشل ا ركات و الفرق املخالفة للم هج ِ
على األسس املادية و الفكرية للحضارة أدت مدن و حواضر املغرب األد ال أنشئ
افإسالمية دورا كبريا يف إثراء الثقارة و الفكر افإسالميني ،و قد ظل زم ا طويال كمراكز فإنتاج
و من أبرز علم .و ركري غزير يف ظل مؤسسات علمية و دي ية زخر هبا املغرب األد ،
على دعائم ا واضر ال قادت هذا الدور الفعال يف املغرب األد (القريوان) ال تأسس
تلف أص اف العلوم و املعارف مدرسة رقهية شهدت هنضة علمية واسعة ال طاق مشل
ابتداءا من العلوم الشرعية و ما ي درج تها من قرآن و رقه و حديث ،و تفسري ،و كان
الطابع العام هلا هو التمسك بالكتاب و الس ة و باملذهب املالك ،.و إن كان ذلك مل مي ع من
وجود مذاهب رقهية أخرى ويف مقابل أنشئ حواضر خصص للدراسات العلمية و العقلية
أعالما برزوا يف ال الدراسة و التص يف و امل اظرات ،و ااجمالس األمريية و األدبية خرج
خدمة للمجتمع
دون إغفال دور الرحالت العلمية و املص فات يف ت شيط ا ركة الفكرية و الثقارية ،راملتتبع
للتاريخ االجتماع .للدولة األغلبية و بقية دول املغرب افإسالم .يظهر له جليا و يرى بوضوح
ذلك التمايز بني طبقات ااجمتمع حسب أدوارهم
تعد ال هضة الفكرية ال واكبتها إرريقية يف العهد األغليب من أبرز مالمح عصر ابن سح ون،
زيادة على ذلك شخصية والد افإمام سح ون شيخ املالكية الذي اعتىن برتبية إب ه أبو عبد اهلل
خاتمــــــــــة
مد بن سح ون و تعليمه و تأديبه ،رأمثرت الرتبية ال اجعة و كان هلا أثر كبري حسن يف توجيه
ركر و شخصيته ،رأسهم األسرة السح ونية يف حفظ املذهب املالك .و مائة عام ونيف،
و قام هلا ا ا يف البالد
تمع مد بن سح ون بإرريقية من مشيختها و علمائها املربزين و من الواردين عليها ،مث ساقه
شغفه بالعلم لالر ال إ املشرق للتبحر يف أص اف العلوم و املعارف
حصل مؤلفات ابن سح ون على افإعجاب و التداول يف مصر و العراق على غرار األندلس
واملغرب
ترك ابن سح ون ثروة رقهية تضم تها كتبه العديدة ،و هنض بتبليغها طبقة تالميذ ،ومن أدركه
من طبقة تالميذ أبيه ،رلم يصل ا من هذ املؤلفات سوى كتابان مها "األجوبة" و هو من
ص ف ال وازل و الفتاوى الفقهية ،مجعه أحد تالميذ بن سح ون من أسئلة شيخه ،مث نقحه
وصححه صاحبه ،و كتاب "آداب املعلمني" لق .هذا املؤلف ع اية رجال الرتبية و التعليم
لكونه رسم م هجا تربويا إسالميا يوضح أحكام املعلمني و املتعلمني ،و رتح بابا جديدا يعرف
اليوم بعلوم الرتبية
يعد هذا الكتاب األساس يف ميدان التعليم يف الكتاتيب يف القرن الثالث هجري ،التاسع
ميالدي ،و هو كتاب تربوي يص ف ضمن املؤلفات يف موضوع التعليم و آدابه ،اعتمد ريه
صاحبه على القرآن الكرمي ،و األحاديث ال بوية و الروايات ال شهدها أو قق من وقوعها
خاتمــــــــــة
اهتم الكتاب بطرق التدريس يف الكتاب ،و بني عالقة املعلم باألطفال ،و اآلداب املطلوبة يف
تعليمهم ،و عالقة املعلم باألولياء و بعض واجبات األولياء ،و شروط املعلم و واجباته و
الولدان كالعدل بي هم يف االهتمام ،و عدم االنشغال ع هم ،و تطبيق مبدئ .تكارؤ الفرص
والتدرج يف التعليم ،و حدود تأديبهم و املواد ال ي بغ .أن يتعلمها الطفل يف الكتاب و أجرة
املعلم ،و األمهية االجتماعية للعلم و التعلم و م اهجه و طرقه ،و غري ذلك مما له عالقة هبذ
املؤسسة التعليمية ال يتلقى ريها صبيان املسلمني تكوي هم األول ،و ال تعوض املدارس
االبتدائية ا الية
تعكس هذ الدراسة دور الكتاب و ضرورة إنشائه باعتبار أحد أهم املؤسسات العلمية يف
مرحلة التعليم األو ،ر جد يف القرى الصغرية ال ائية كما د يف املدن الكبرية العامرة وبرزت
املساجد بوصفها إحدى املؤسسات العلمية يف مرحلة التعليم العا خالل القرون األو ،
درعا للحركة العلمية و خاصة الدي ية م ها ال شهدهتا إرريقية ،و استمرت يف تأدية أعط
وظيفتها العلمية ح بعد ظهور املدارس يف القرن (6ه12 /م)
مل يكن الكتاب و املسجد املؤسستني التعليميتني الوحيدتني ،بل كان ه اك عدد من املراكز
و كلها التعليمية األخرى مثل :الربط ،و م ازل العلماء ،و قصور األمراء ،و دواوي هم
سامه يف إثراء العلوم و املعارف و ت شيط ا ركة التعليمية و ازدهارها
كان نظام التعليم السائد يف إرريقية زمن ابن سح ون ال خيرج عن نطاق نظام التعليم املتبع يف
دار افإسالم عامة
-كان تعليم الصبيان يف الكتاتيب يتم عرب مرحلتني :صباحية و مسائية
-تبدأ األو من بعد صالة الفجر ح الظهر ،و تبدأ األخرى من بعد الظهر ح املغرب،
طوال األسبوع باستث اء العطل األسبوعية و األعياد الدي ية ،و ا االت ااخاصة
يعتمد م هج الدراسة يف هذ املرحلة على القرآن الكرمي تلقي ا و حفظا و كتابة و استظهار،
وما يتبعه من صالة و دعاء و آداب و أخالق ،و ه .مواد إلزامية ،و رمبا أضيف هلا بعض
خاتمــــــــــة
املواد االختيارية التطوعية قد يشرتطها اآلباء يف عقد افإجيار كال حو و ا ساب و ااخط
ومبادئ يف الفقه ،و الشعر و أيام العرب ،و أخبارهم
و املعلم يف هذ الفرتة هو املفوض يف اختيار األدوات و الوسائل و الطرائق امل اسبة لتعليم
الولدان
وضع ابن سح ون أساسا يُـ ـ ـ ظم و يـُ ــسي ـر العملية التعليمية م هجا و طريقة و أداءا ال يقارن مبا
وصل إليه الرتبية اآلن بعد حصيلة من التجارب الشرقية و الغربية ،و إمنا يقارن مبا كان عليه
عليه الرتبية الغربية يف املمالك الرتبية التعليمة الدي ية يف قروهنا الثالث األو ،أو مبا كان
ال صرانية (الفر ية) املقتصرة على رئة خاصة و مل يظهر أثرها يف عامة ااجمتمع
مل املؤدبون و املربون و الفقهاء و احملتسبون هذ املهمة رغم قلة افإمكانيات املعتمدة يف
قيق املشروع امل شود رسامهوا يف تعليم الصبيان ،و أصبحوا يتفقدون بأنفسهم العملية الرتبوية
ويشررون عليها بال صح و افإرشاد
هذا و ال زال ه اك إمكانية است باط بعض املضامني الرتبوية من رسالة آداب املعلمني لتحليلها
ودراستها
المــالحـــــق
المالح ـ ــق
/1بإفريقية:
93
المالح ـ ــق
-عبد العزيز بن ىي املدين ،أبو مد اهلامشي ،اإلمام الثقة األمني ،ا افظ -املالكي ،رياض ال فوس ،ج ، 1ص
،مسع من مالك موطأ ،و من الليث و مجاعة . 444 (ت 225هـ840/م)
ج13 من دثي أهل املدي ة ،مسع م ه مد بن -الذهيب ،سي األعالم ال بالء ،
سح ون و خلق كثي ،كان قدومه للقيوان س ة ،ص . 61
225هـ ،و ذكر غي واحد يف شيوخ ابن
سح ون باملغرب .
-أبو عبد الرمحان بقي بن من أهل قرطبة ،رحل إ املشرق فلقي مجاعة -ابن الفرضي ،تاريخ علماء األندلس
من أئمة احملدثني ،و كبار املس دين ،مسع ،القاهرة :الدار املصرية للتأليف لد (ت 276هـ889/م)
بإفريقية من سح ون بن سعيد و مجاعة ،و يف والرتمجة 1966 ،م ،ص .91
رواية ع ه قال " :قدمت على سح ون ،فكان -ا ميدي ،جذوة املقتبس يف ذكر
مد " اب ه يسمع علي يف داخل بيت سح ون والة االندلس ،القاهرة :الدار املصرية
مبحضر سح ون " ،رجع بقي إ األندلس ،للتأليف و الرتمجة 1966 ،م ،ص
فمألها علما مجا ،و ألف " تفسي القرآن " . 177 ،
و له مص ف كبي يف ا ديث ، ...كان بقي -ابن كثي ،البداية و ال هاية ،ج، 14
ص .622 ورعا فاضال زاهدا ال يخقلد أحدا .
-ا ش ،أخبار الفقهاء و احملدثني
(،قيق :ماريا لوسيا أبيال ،لويس
مولي ا ) ،مدريد :اجمللس األعلى
العلمية1991،م،ص.49 لأل اث
_ا ميدي ،جذوة املقتبس يف ذكر
والة االندلس ،القاهرة:الدار املصرية
للتأليف والرتمجة1966،م،ص.177
94
المالح ـ ــق
/3شيوخه بمصر:
-أبو مصعب الزهري (ت أمحد بن أ بكر بن مصعب الزهري ،عاش -الشيازي ،طبقات الفقهاء ،ص
تسعني س ة يف املدي ة ،و كان من أعلم أهل . 149 241هـ855/م)
املدي ة ،روى عن مالك املوطأ و غي ،و تفقه -مد سح ون ،األجوبة ،ص
بأصحابه ،له كتاب تصر يف قول مالك . 516
-ابن ق فد ،الوفيات ،ص . 177 املشهور .
95
المالح ـ ــق
96
المالح ـ ــق
-فرات بن مد العبدري يخعترب من أهم رجال سح ون ،و اب ه من بعد -ا خش ،طبقات علماء إفريقية ،
غلب عليه ص .141
،مسع بإفريقية و رحل إ املشرق ،ت خ (ت 292هـ905/م)
الرواية و ا مع ،أخذ ع ه أبو العرب ،و أكثر -مد مد لوف ،شجرة ال ور
الزكية ، ... ،ص . .72 من ال قل ع ه يف طبقاته.
-مد بن سليمان بن سامل الفقيه العامل ،الفاضل اإلمام العادل ،أبو الربيع -ا ش ،طبقات علماء إفريقية ،
القاضي يخعرف بابن الكحالة ،مو غسان ،ص .150 القطان (ت 289هـ902/م)
مسع من سح ون و اب ه و مسع م ه أبو العرب - ،القاضي عياض ،املدارك ،ص
و قضاء باجة بصقلية و به اشتهر مذهب . 505
مالك .
97
المالح ـ ــق
1القاضي عياض ،تراجم أغلبية ( ،مد طاليب) ،تونس :ا امعة التونسية1968 ،م ،ص ص ،542 ،535مد بن
سح ون ،آداب املعلمني ( ،قيق :حسن حس عبد الوهاب) ،ط 1؛ تونس :مطبعة العرب 1931 ،م ،ص ص ،25
،27فؤاد سزكني ،تاريخ الرتاث العر ( ،ترمجة :مود فهمي حجازي) ،اململكة العربية السعودية :إدارة الثقافة و ال شر
ا امعية1991 ،م /مج ،1مد بن رزق بن طرهوين ،التفسي و املفسرون يف غرب إفريقيا ،ط1؛ اململكة العربية
السعودية :دار ابن ا وزى1426 ،ه ،ج ،1ص .305
98
المالح ـ ــق
99
المالح ـ ــق
الملحق رقم :04مد ابن سح ون ،صورة طوط آداب املعلمني ،معهد الثقافة و الدراسات الشرقية ،اليابان ،جامعة طوكيوSource : http://ricasdb.ioc- ،
،u-Tokyo,ac,gp.مكتبة املصطفى ص ص 13 ،12
100
المالح ـ ــق
حدث مد بن عبد الكرمي الربقي ،قال :حدث ا أمحد بن إبراهيم العمري ،قال :حدث ا آدم
بن هبرام بن إياس ،عن الربيع ،عن صبيح عن أنس بن مالك قال :قال رسول اهلل صلى اهلل عليه
و سلم" :أّميا خمؤدب و ثالثةخ ِصبـيةٌ ِمن ه ِذ ِ األخّمة فـلم يـخعلم خهم بِالس ِويّة ف ِقيخخهم مع غِي ِهم
وغِيـهم مع ف ِق ِيِهم ح ِشر يـوم ِ
القيام ِة مع ا ائِِني". خ خ
عن موسى عن فضيل بن عياض عن ليث عن ا سن قال " :إِذا قخو ِطع ال خمعلِمخ على األخجرةخ
فـلم يـع ِدل بـيـ ـ خهم -أي الصبـيان -خكتِب ِمن الظّلمة".
1مد بن سح ون ،آداب املعلمني ( ،قيق :ود عبد املو ) ،ط2؛ ا زائر :الشركة الوط ية لل شر و التوزيع1981 ،م،
ص .74
101
المالح ـ ــق
استأجر فالن بن فالن فالن بن فالن ،املعلم ليعلم اب ه فالنا أو اب ته فالنة أو ب يه فالن
وفالن و فالن القرآن نظرا أو ظاهرا ،و الكتب و ا ط و اهلجاء عاما ،أوله شهر كذا من س ة
كذا بكذا و كذا دي ار ،صفة كذا يؤدي إليه كل شهر ما ي ويه م ها و ذلك كذا و كذا ،و يدفع
إليه يف كل شهر يف أوله من دقيق القمح الطيب الريون ا يد الطحن ،ربعني أو ثالثة بوزن كذا،
و من الزيت نصف ربع من زيت املاء الطيب األخضر بكيل كذا ،و يشرع املعلم يف التعليم
املذكور ،و عليه االجتهاد مث تكمل الوثيقة.
فإن اشرتط عليه يف األعياد شيئا ،ذكرت ذلك و قلت :و يدفع إليه يف عيد الفطر كذا،
وف2ي عيد األضحى كذا ،و يعطيه ع د حدقة الصيب فالن القرآن كله كذا شهد.
و يعقد يف ذلك أيضا على ما عقد موسى بن أمحد يف تعليم القرآن كله :استأجر فالن بن
فالن ،فالنا املؤدب بكذا و كذا دي ارا ،من صفة كذا ،قبضها فالن املعلم ،ليعلم ابن فالن هذا
املسمى كذا مجيع القرآن ،و قد عرف فالن املستأجر هذا الصيب ،و وقف على مقدار نباهته
شهد.
استأجر فالن بن فالن فالن بن فالن املؤدب ،لتعليم اب ه فالن س ة أوهلا شهر كذا من س ة
كذا ،ال حو و ميلي عليه الرسائل و اطبات البلغاء و توقيعات األمراء ،و يرويه من الشعر
ا اهلي و اإلسالمي ،الشعر ا سن السامل من وصف ا مر و ا ا و قبيح اهلجاء ،بكذا وكذا.
دفع فالن شطر هذ العدة إ املؤدب فالن ،و قبضها م ه و أبرا م ها ،فإذا انقضت الس ة
املذكورة ،دفع فالن بن فالن إ فالن بن فالن باقي أجرته بال كدر و ال مطل إن شاء اهلل،
شهد عليهما بذلك من عرفهما و ذلك يف تاريخ كذا.
1عبد الواحد املراكشي ،وثائق املرابطني واملوحدين ( ،قيق :حسني مؤنس) ،ط1؛ الظاهر :مكتبة الثقافة الدي ية،
1995م ،ص ص.507 ،504
102
المالح ـ ــق
أشهد فالن بن فالن و فالن بن فالن أهنما اشرتكا يف تعليم القرآن و الكتب ،على أن يقعد
لذلك يف مقعد واحد و ال يفرتقان ،فما قسم اهلل هلما يف ذلك من رزق وساقه إليهما من فضل
فهو بي هما بالسواء ،كما الكلفة عليهما فيما يتوليانه من التعليم سواء شهد.
قال مد بن عبد اهلل :و وز على الشريكني للتعليم أن يرتاضيا على أن لس أحدمها على
الصبيان شهرا ،و لس اآلخر شهرا آخر ،إذا كانا إمنا تراضيا على ذلك بعد عقد الشركة.
1عبد الواحد املراكشي ،وثائق املرابطني واملوحدين ( ،قيق :حسني مؤنس) ،ط1؛ الظاهر :مكتبة الثقافة الدي ية،
1995م ،ص .597
103
المالح ـ ــق
1
الملحق رقم :07تعليم الصبيان في المساجد ال يجوز.
و سئل رمحه اهلل عن مساجد بلدة ا ذها قوم يعملون فيها الصبيان ،و بعض هذ املساجد
ال يستطاع الصالة فيها لكثرة من هبا من الصبيان ال يصلي فيها مجاعة يف سائر الصلوات ،ومن
ال اس من يقف عن الصالة ملا يتقي أن يصيب ا صر من ال جاسات ،فهل ترى هلؤالء املعلمني
سعة يف تعليمهم يف املساجد؟ و كيف هبم إن احتجوا أهنم إن خرجوا م ها ضاعت و سرق ما
هبا من ا صر ،فهل يكون هلم عذرا أم ال؟.
فأجاب مل عل اهلل املساجد ليكتسب فيها األرزاق ،و الذي سألت ع ه و وصفته ،الواجب
على تلك أهل البلدة أن مي عوا مساجدهم من مثل هذا ،و آباء الصبيان يف حرج من هذا .ليس
ي فرد با رح املعلم وحد ،فليوعظ التكسب ،و ال يضروا باملسلمني ،فإن كان املعلم أ فلي زع
الصبيان من ع د آباؤهم و إن اعتصم املعلم بأحد فليس يعصمه إال ظامل ،و من قال املعلم
أو من حق الصالة و من حق املسجد ،فهذا غلط و جهل ممن فعله و من استحق أنه ظامل
يف فعله فهو مردود الشهادة ت ب الصالة خلفه ،و أما العذر رز املساجد فإن املساجد ال
تسرق و إمنا يسرق ما فيها ،و ليس لعذر ما فيها مي ع من الصالة فيها ،يك س على األرض ومن
يتطوع لف الكسوة يؤجر إن شاء اهلل ،و إذا تضغط من غلق األبواب (وعيث مل يعث) عليها
و إذا جعل فيها أقل ما زئ مل يطمع فيه أحد ،و ليس على هذ املعاذير تسقط حرمة املسجد
و باهلل التوفيق.
الونشريسي ،املعيار املغرب وا امع املغرب عن فتاوى أهل إفريقية واألندلس واملغرب ( ،إشراف :مد حجي) ،الرباط :وزارة األوقاف 1
104
قائمة المصادر والمراجع
قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع
)1المصادر:
-1إبن األبار مد بن عبد اهلل القضاعي (ت 658هـ 1260 /م) ،الحلة السيراء ( ،قيق:
حسني مؤنس) ،ط 2؛ القاهرة :دار املعارف 1984 ،م.
ابن األثري ا زري د الدين (ت606ه1210/م) ،ال هاية في غريب الحديث و األثر، -2
( قيق :مود الط احي) ،ط1؛ القاهرة :املكتبة اإلسالمية1963 ،م ،ج5
إبن أيب دي ار مد بن أيب القاسم الرعي القريوا (ت 1105هـ /ق 17م) ،المؤنس -3
في أخبار إفريقية وتونس ،ط 1؛ تونس :مطبعة تونس الدولية 1286 ،هـ.
األصطرخي أبو إسحاق بن مد الفارسي املعروف بالكرخي (ت 658ه 1260 /م)، -4
مسالك الممالك ،بريوت :دار صادر 1927 ،م.
-5إبن أيب أصيبعة موفق الدين (ت 668هـ 1270 /م) ،عيون األنباء في طبقات األطباء،
( قيق :نزار رضا) ،بريوت :دار مكتبة ا ياة( ،د ت).
البخاري مد بن إمساعيل بن املغرية (ت 256هـ 870 /م) ،الجامع الصحيح ( ،قيق: -6
زهري بن ناصر ال اصر) ،مصر :دار طوق ال جاة 1313 ،هـ.
البكري أبو عبيد بن عبد العزيز األندلسي (ت 487هـ 1094 /م) ،المغرب في ذكر -7
بالد إفريقية والمغرب ( ،قيق :محا اهلل ولد سامل) ،ط 1؛ بريوت :دار الكتب العلمية،
2013م.
106
قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع
الرتميذي ا افظ أبو عيسى بن مد (ت 279هـ 892 /م) ،الجامع الكبير ( ،قيق: -8
بشار عواد معروف) ،ط 1؛ بريوت :دار الغرب اإلسالمي.1996 ،
ا احظ أبو عثمان عمرو بن ر (ت 255هـ 868 /م) ،البيان والتبيين ( ،قيق :عبد -9
السالم مد هارون) ،ط7؛ القاهرة :مكتبة ا اجني1998 ،م ،ج.1
إبن مجاعة القاضي بدر الدين الكتا (ت 733هـ 1333 /م) ،تذكرة السامع والمتكلم -10
في أدب العالم والمتعلم( ،إعت به :مد بن مهدي العجمي) ،ط 3؛ بريوت :دار
البشائر اإلسالمية 2012 ،م.
ا ودي مد صاحل القريوا (ت 1373هـ 1943 /م) ،تاريخ قضاة القيروان( ،تقدمي: -11
أنس العال ) ،ط 1؛ تونس :اجملمع التونسي للعلوم واآلداب والف ون "بيت ا كمة"،
2004م.
إبن ا اج مد العبدري املالكي الفاسي (ت 737هـ 1336 /م) ،المدخل ،القاهرة: -12
مكتبة دار الرتاث( ،د ت) ،ج .2
ا موي ياقوت بن عبد اهلل الرومي البغدادي (ت 626هـ 1228 /م) ،معجم البلدان، -13
بريوت :دار صادر 1977 ،م.
ا ميدي أبو عبد اهلل بن أيب نصر األزدي (ت 488هـ 1095 /م) ،جذوة المقتبس في -14
ذكر والة األندلس ،القاهرة :الدار املصرية للتأليف والرتمجة 1996 ،م.
ا مريي عبد امل عم الص هجي (ت 900هـ 1495 /م) ،الروض المعطار في خبر -15
األقطار ( ،قيق :إحسان عباس) ،ط 1؛ بريوت :مكتبة لب ان 1974 ،م.
إبن حوقل أيب القاسم ال صييب (ت 367هـ 977 /م) ،صورة األرض ،بريوت :م شورات -16
دار مكتبة ا ياة 1992 ،م.
107
قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع
مد بن ا ارث بن أسد (ت 366هـ 976 /م) ،أبو العرب مد بن أمحد بن ا ش -17
متيم (ت 333هـ 945 /م)،طبقات علماء إفريقية وتونس ( ،قيق :مد بن ش ب)،
بريوت :دار الكتاب اللب ا ( ،د ت).
مد بن ا ارث بن أسد (ت 366هـ 976 /م) ،أخبار الفقهاء والمحدثين، ا ش -18
( قيق :ماريا لويس أبيال ،لويس مولي ا) ،مدريد :اجمللس األعلى لأل اث العلمية معهد
التعاون مع العامل العريب 1991 ،م.
-19ابن خلدون أبو زيد عبد الرمحن (ت 808هـ 1406 /م) ،العبر وديوان المبتدأ والخبر
في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن األكبر( ،مراجعة :سهيل زكار)،
بريوت :دار الفكر 2001 ،م.
إبن خري اإلشبيلي أبو بكر مد اللمتو (ت 575هـ 1179 /م) ،فهرسة بن خير -20
اإلشبيلي ( ،قيق :بشار عواد معروف ،مود بشار عواد) ،ط 1؛ تونس :دار املغرب
اإلسالمي 2009 ،م.
الدباغ عبد الرمحن بن مد األنصاري (ت 696هـ 1318 /م) ،معالم اإليمان في -21
معرفة أهل القيروان( ،تعليق :إبراهيم شبوح) ،ط 2؛ مصر :مكتبة ا اجني 1968 ،م.
الذهيب مشس الدين مد بن عثمان (ت 748هـ 1348 /م) ،تذكرة الحفاظ ،ط -22
3؛بريوت :دار الكتب العلمية 1377 ،هـ.
،اإلعالم بالوفيات ( ،قيق :مصطفى بن علي عوض ،ربيع أبو بكر عبد الباقي) ،ط -23
1؛ بريوت :مؤسسة الكتب الثقافية 1993،م.
،سير أعالم ال بالء ( ،قيق :صالح السمر ،علي أبو زيد) ،ط 11؛9؛بريوت: -24
مؤسسة الرسالة 1996 ،م؛ 1993م ،ج 12؛ ج .13
،تاريخ اإلسالم ووفيات المشاهير واألعالم ( ،قيق :بشار عواد معروف) ،ط -25
1؛ بريوت :دار الغرب اإلسالمي ،2003 ،م ج .6
108
قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع
،العبر في خبر من غبر ( ،قيق :السعيد بن بسيو زغلول) ،ط 1؛ بريوت :دار -26
الكتب العلمية 1985 ،م ،ج .1
الزرنوجي برهان اإلسالم (ت ق 6هـ /ق 12م) ،تعليم المتعلم طريق التعلم ( ،قيق: -27
مروان قبا ) ،ط 1؛ بريوت :املكتب اإلسالمي 1981 ،م.
-28ابن سح ون مد (ت 256هـ 870 /م) ،آداب المعلمين ( ،قيق :حسن حس عبد
الوهاب) ،ط 1؛ تونس :مطبعة العرب 1931 ،م.
،آداب المعلمين ( ،قيق :مود عبد املو ) ،ط 2؛ ا زائر :الشركة الوط ية -29
لل شر والتوزيع 1981 ،م.
،األجوبة ( ،قيق :حامد العلو ) ،ط 1؛ بريوت :دار إبن حزم 2011 ،م. -30
السيوطي جالل الدين عبد الرمحن (ت 911هـ 1505 /م) ،حسن المحاضرة في تاريخ -31
مصر والقاهرة ( ،قيق :مد إبراهيم) ،اإلسك درية :دار إحياء الكتب العربية 1967 ،م،
ج .1
الشريازي أبو إسحاق الشافعي (ت 476هـ 1083 /م) ،طبقات الفقهاء ( ،قيق: -32
إحسان عباس) ،ط 2؛ بريوت :دار الرائد العريب 1981 ،م.
-33الص هاجي املعز بن باديس التميمي (ت 454هـ 1062 /م) ،عمدة الكتاب وعدة
ذوي األلباب ( ،قيق :جنيب مايل اهلروي ،عصام مكية) ،ط 1؛ مشهد :مع البحوث
اإلسالمية 1409 ،هـ.
-34العسقال ا افظ بن حجر (ت 852هـ 1448 /م) ،تهذيب التهذيب( ،إعت به:
إبراهيم الزيبق ،عادل املرشد) ،ط 1؛ بريوت :مؤسسة الرسالة 1325 ،هـ ،ج .4
،لسان الميزان( ،إعت به :عبد الفتاح أبو غدة ،وسلمان عبد الفتاح أبو غدة)، -35
ط 1؛ ،بريوت :مكتبة املطبوعات اإلسالمية 2002 ،م.
109
قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع
-36إبن العماد ا بلي الدمشقي (ت 1089هـ 1679 /م) ،شذرات الذهب في أخبار من
ذهب ( ،قيق :عبد القادر األرناؤوط ،مود األرناؤوط) ،ط 1؛ دمشق :دار بن كثري،
1988م.
إبن فرحون إبراهيم بن نور الدين املالكي (ت 799هـ 1379 /م) ،الديباج المذهب في -37
معرفة أعيان علماء المذهب ( ،قيق :مأمون بن ي الدين ا ان) ،ط 1؛ بريوت :دار
الكتب العلمية 1996 ،م.
إبن الفرضي ا افظ عبد اهلل بن مد األزدي (ت 405هـ 1013/م) ،تاريخ علماء -38
األندلس ،القاهرة :الدار املصرية للتأليف والرتمجة 1966 ،م.
الفريوز أبادي د الدين بن يعقوب (ت 817هـ 1414 /م) ،القاموس المحيط، -39
( قيق :مد نعيم العرقسوسي) ،ط 6؛ دمشق :مؤسسة الرسالة 1998 ،م.
-40القابسي أبو ا سن علي (ت 403هـ 1012 /م) ،الرسالة المفصلة ألحوال المتعلمين
وأحكام المعلمين والمتعلمين ( ،قيق :أمحد خالد) ،ط1؛ تونس :الشركة التونسية للتوزيع،
1986م.
القاضي عياض أبو الفضل اليحصيب(ت 544هـ 1149 /م)،ترتيب المدارك وتقريب -41
المسالك لمعرفة أعيان مذهب مالك( ،تصحيح :مد سامل هاشم) ،ط1؛ بريوت :دار
الكتب العلمية1989 ،م.
،________________ -42تراجم أغلبية ( ،مد طاليب) ،تونس :ا امعة التونسية،
1968م.
القلقش دي أبو العباس أمحد (ت 821هـ 1418 /م) ،نهاية اإلرب في معرفة أنساب -43
العرب ( ،قيق :إبراهيم األبياري) ،ط2؛ بريوت :دار الكتاب اللب ا 1980 ،م.
إبن ق فذ القس طي أبو العباس أمحد( ،ت 810هـ 1407 /م)،الوفيات (،قيق :عادل -44
نويهض) ،ط4؛ بريوت :دار األفاق ا ديدة 1983م.
110
قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع
إبن كثري عماد الدين إمساعيل القرشي( ،ت 774هـ 1372 /م) ،البداية وال هاية، -45
( قيق :عبد اهلل بن عبد احملسن الرتكي) ،ط1؛ الرياض :دار هجر1998 ،م.
-46مارمول كر ال(ت 1008هـ 1600 /م) ،إفريقيا( ،ترمجة :عماد حجي وآخرون)،
الرباط :مكتبة املعارف1984،م.
املالكي أبو بكر عبد اهلل بن مد (ت 484هـ 1091 /م)،رياض ال فوس في طبقات -47
علماء القيروان و إفريقية وزهادهم ونساكهم وسيرهم وأخبارهم وفضائلهم ( ،قيق:
بشري البكوش) ،ط2؛ بريوت :درا الغرب اإلسالمي1994،م.
-48مؤلف هول ( تو ي ي ق 6هـ 12 /م ) ،اإلستبصار في عجائب األمصار ( ،قيق:سعد
زغلول) ،ط2؛األعظمية :دار الشؤون الثقافية العامة1986 ،م.
املراكشي إبن عذارى أمحد بن مد (ت بعد 712هـ 1312 /م) ،البيان المغرب في -49
إختصار أخبار ملوك األندلس والمغرب ( ،قيق :بشار عواد معروف ،مود بشار
عواد)،ط1؛ تونس :دار الغرب اإلسالمي2013 ،م.
املراكشي عبد الواحد(ت 647هـ 1250 /م) ،وثائق المرابطين والموحدين ( ،قيق: -50
حسني مؤنس) ،ط1؛ الظاهر :مكتبة الثقافة الدي ية1995 ،م.
املغراوي أمحد بن أيب مجعة (ت 920هـ 1514 /م)،جامع جوامع االختصار والتبيان -51
فيمايعرض للمعلمين وآباء الصبيان (،قيق :أمحد جلول البدوي ،رابح بونار) ،ا زائر:
الشركة الوط ية1736 ،م.
املقري أمحد التلمسا (ت 1041هـ 1631 /م) ،نفح الطيب من غصن األندلس -52
الرطيب ( ،قيق :إحسان عباس)،بريوت :دار صادر1988 ،م.
-53ال ويري شهاب الدين عبد الوهاب(ت 733هـ 1332 /م)،نهاية اإلرب في ف ون
األدب ( ،قيق :مفيد قميحة) ،ط1؛بريوت :دار الكتب العلمية2004،م.
111
قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع
-54إبن وردان (تو ي ق9هـ 15 /م) ،تاريخ مملكة األغالبة ( ،قيق :مد زي هم مد
عزب) ،ط1؛ القاهرة :مكتبة مدبو 1988 ،م.
الوزان حسن بن مد الفاسي (ت 935هـ 1540 /م) ،وصف إفريقية ( ،ترمجة :مد -55
حجي وآخرون) ،ط2؛ بريوت :دار الغرب اإلسالمي1983 ،م.
الونشريسي أبو العباس أمحد بن ىي(ت 914هـ 1508 /م) ،المعيار المغرب والجامع -56
المغرب عن فتاوى أهل إفريقية واألندلس والمغرب ( ،إشراف :مد حجي) ،الرباط:
وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية1981 ،م.
اليافعي أبو عبد اهلل املكي(ت 768هـ 1367 /م) ،مرآة الج ان وعبرة اليقظان ( ،خليل -57
م صور ) ،ط1؛ بريوت :دار الكتب العلمية1997،م.
اليعقويب أمحد بن أيب يعقوب بن الكاتب(ت 284هـ 898 /م) ،البلدان ،ليدن :مطبعة -58
بريل1890،م.
)2المراجع:
-1أبو مصطفى كمال السيد ،جوانب من ا ياة االجتماعية و االقتصادية و الدي ية و العلمية ي
املغرب اإلسالمي من خالل نوازل و فتاوى املعيار املغرب للونشرسي ،اإلسك درية :كلية الرتبية،
1996م.
-2أسكان ا سني ،تاريخ التعليم باملغرب خالل العصر الوسيط ،الرباط ،املعهد امللكي للثقافة
األمازيغية2004 ،م.
-3امساعيل مود ،األغالبة (سياستهم ا ارجية 296-184ه) ،ط 3؛ اهلرم :عني الدراسات
والبحوث اإلنسانية و االجتماعية2000 ،م.
-4األهوا أمحد فؤاد ،الرتبية ي اإلسالم ،القاهرة :دار املعارف1968 ،م.
112
قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع
-5بن قربة صاحل يوسف ،تاريخ مدي املسيلة و قلعة ب محاد ،ط 1؛ ا زائر :م شورات ا ضارة،
2009م.
-6التليسي بشري رمضان ،اال اهات الثقافية ي بالد الغرب اإلسالمي ،ط1؛ بريوت :دار املدار
اإلسالمي2003 ،م.
-7توفيق عمر ،صورة اجملتمع األندلسي ي القرن ا امس للهجرة ،ط1؛ عمان :دار غيداء لل شر
والتوزيع2009 ،م.
-8جيدة أمحد خالد ،املدارس و نظام التعليم ي بالد الشام ي العصر اململوكي ،ط1؛ لب ان:
املؤسسة ا امعية للدراسات و ال شر و التوزيع2001 ،م.
-9ا يال عبد الرمحن ،تاريخ ا زائر العام ،ط 2؛ ا زائر :دار مكتبة ا ياة1965 ،م ،ج.1
-10أبو حبيب سعدي ،سح ون مشكاة نور و علم و حق ،ط1؛ دمشق :دار الفكر1981 ،م.
-11حوالة يوسف بن أمحد ،ا ياة العلمية ي إفريقية "املغرب األد م ذ إمتام الفتح و ح
م تصف القرن ا امس اهلجري (450-90ه) ،ط1؛ مكة املكرمة :جامعة أم القرى،
2000م.
-12ا ربوطلي علي حسن ،ا ضارة العربية اإلسالمية ،ط2؛ القاهرة :مكتبة ا اجني1994 ،م.
-13أبو خليل شوقي ،ا ضارة العربية اإلسالمية ،ط 1؛ بريوت :دار الفكر املعاصر1996 ،م.
-14الرباصي مفتاح يونس ،املؤسسات التعليمية ي العصر العباسي األول (-132
232ه846-749/م) ،ط1؛ مصراته :جامعة 7أكتوبر2010 ،م.
-15الزركلي خري الدين ،اإلعالم ،ط 15؛ بريوت :دار العلم للماليني2002 ،م ،ج .6
-16زيتون مد مد ،القريوان و دورها ي ا ضارة اإلسالمية ،ط1؛ 1988م.
-17سعد اهلل أبو القاسم ،تاريخ ا زائر الثقا ي ،ط 1؛ بريوت :دار الغرب اإلسالمي1998 ،م،
ج.1
113
قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع
-18سيدي موسى مد الشريف ،تاريخ مدي ة اية ال اصرية دراسة ي ا ياة االجتماعية
والفكرية( ،تقدمي :أمني بلغيث) ،ا زائر :دار كرم اهلل2011 ،م.
-19مشس الدين عبد األمري ،الفكر الرتبوي ع د ابن خلدون و ابن األزرق ،ط1؛ لب ان :دار إقرأ،
1984م.
-20شواظ حسني بن مد ،مدرسة ا ديث ي القريوان ،ط1؛ الرياض :الدار العاملية للكتاب
اإلسالمي1411 ،ه.
مد بن رزق ،التفسري و املفسرون ي غرب إفريقيا ،ط1؛ اململكة العربية -21بن طرهو
السعودية :دار ابن ا وزى1426 ،ه ،ج .1
-22طلس أسعد مد ،الرتبية و التعليم ي اإلسالم ،القاهرة :ه داوي للتعليم و الثقافة،
2012م.
-23عثمان جنوى ،مساجد القريوان ،ط1؛ دار عكرمة2000 ،م.
-24عبد العزيز مد عادل ،الرتبية اإلسالمية ي املغرب أصوهلا املشرقية و تأثرياهتا األندلسية،
مصر ا ديدة :اهليئة املصرية العامة1986 ،م.
-25عبد ا ميد عيسى ،تاريخ التعليم ي األندلس ،ط1؛ عني مشس ،دار الفكر العريب،
1982م.
-26عبد الوهاب حسن حس ،خالصة تاريخ تونس ،ط2؛ تونس :دار الكتب العربية الشرقية،
1373ه.
،كتاب العمر ي املص فات و املؤلفني التونسيني( ،مراجعة :مد العروسي املطوي- -27
بشري بكوش) ،ط1؛ تونس :بيت ا كمة ،بريوت :دار الغرب اإلسالمي1990 ،م2005 ،م.
-28عزب مد زي هم مد ،اإلمام سح ون( ،تقدمي :حسني مؤنس) ،القاهرة :دار الفرجا ،
1992م.
-29عويس عبد ا ليم ،دولة ب محاد ،ط2؛ القاهرة :دار الصحوة لل شر و التوزيع1991 ،م.
114
قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع
-30فيال عبد العزيز ،تلمسان ي العهد الزيا ،ا زائر :موفم لل شر و التوزيع2002 ،م.
-31مؤنس حسني ،معامل تاريخ املغرب و األندلس ،القاهرة :مكتبة األسرة1992 ،م.
،شليب أمحد و آخرون ،دراسات ي ا ضارة اإلسالمية ،اإلسك درية :اهليئة العامة -32
ملكتبة االسك درية1985 ،م.
-33اس ة مد حسني ،أضواء على تاريخ العلوم ع د املسلمني ،ط1؛ العني :دار الكتاب
ا امعي2001 ،م.
-34لوف مد بن مد ،شجرة ال ور الزكية ي طبقات املالكية ،القاهرة :املطبعة السلفية
ومكتبتها1439 ،ه.
-35مرسي م ري مد ،الرتبية اإلسالمية أصوهلا و تطورها ي البالد العربية ،ط (م قحة)؛ القاهرة:
دار املعارف1987 ،م.
-36ال اصري أبو راس املعسكري ا زائري ،نبأاإليوان مع الديوان ي ذكر صلحاء مدي ة
القريوان( ،تقدمي : :مد ا بيب العال ،سهيل ا بيب ) ،الزيتونة ،مركز الدراسات اإلسالمية
بالقريوان2012 ،
-37اهل تا جنم الدين ،املذهب املالكي ي الغرب اإلسالمي ،تونس :ترب الزمان2004 ،م.
المراجع المعربة:
-1إدريس اهلادي روجر ،الدولة الص هاجية تاريخ إفريقية ي عهد ب زيري من القرن 10إ القرن
12م( ،ترمجة :محّادي الساحلي) ،ط1؛ بريوت :دار الغرب اإلسالمي1992 ،م ،ج.2
-2برانشفيك روبار ،تاريخ إفريقية ي العهد ا فصي( ،ترمجة :محادى الساحلي) ،ط1؛ بريوت :دار
الغرب اإلسالمي1988 ،م ،ج.2
-3بروكلمان كارل ،تاريخ األدب العريب( ،ترمجة :عبد ا ليم ال جار) ،ط 3؛ القاهرة :دار املعارف،
1974م.
115
قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع
-4ربريا خوليان إي تراجو ،الرتبية اإلسالمية ي األندلس أصوهلا املشرقية و تأثرياهتا الغربية( ،ترمجة:
الطاهر أمحد مكي) ،ط2؛ القاهرة :دار املعارف1994 ،م.
-5ريسلر جاك ،ا ضارة العربية( ،ترمجة :غ يم عبدون) ،مصر :الدار املصرية للتأليف و الرتمجة،
(دت).
-6سزكني فؤاد ،تاريخ الرتاث العريب( ،ترمجة :مود فهمي حجازي) ،اململكة العربية السعودية:
إدارة الثقافة و ال شر ا امعية1991 ،م /مج.1
-7مقدسي جورج ،نشأة الكليات معاهد العلم ع د املسلمني و الغرب( ،ترمجة :مود سيد
مد) ،ط1؛ القاهرة :مدارات لأل اث و ال شر2015 ،م.
-8هونكه زيغريد ،مشس العرب تسطع على الغرب( ،ترمجة :فاروق بيضون ،كمال دسوقي) ،ط 2؛
بريوت :دار ا يل ،دار اآلفاق ا ديدة1993 ،م.
الرسائل الجامعية:
بوعالم صاحي ،ا ياة العلمية بإفريقية ي عصر الدولة األغلبية (184ه296-ه800/م909-م).
دكتورا دولة ،جامعة بن يوسف بن خدة ،ا زائر2008 ،م2009-م.
مود صيتان م تصر شط اوي،الرتبية و التعليم ي بالد الشام ي دولة املماليك البحرية (658ه-
784ه1260/م1382-م) .أطروحة دكتورا ،جامعة مؤتة2008 ،م.
116
قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع
-1جدو بلقاسم ،تطور العلوم ال قلية و العقلية ي بالد املغرب اإلسالمي على عهد الدول املستقلة
(140ه296-ه757 /م909-م) .رسالة ماجستري ،جامعة ا اج ضر ،بات ة2013 ،م-
2014م.
-2صاحل عبد اهلل العمودي عدنان ،التعليم ي األندلس ي القرن ا امس اهلجري.رسالة ماجستري،
جامعة أم القرى ،اململكة العربية السعودية1430 ،ه1431-ه.
-3عليلي مد ،اإلشعاع الفكري ي عهد األغالبة و الرستميني خالل القرنني (3-2ه9-8/م).
رسالة ماجستري ،جامعة أيب بكر بلقايد ،تلمسان2007 ،م2008-م.
-4العليمات فوزية مسلم ،املؤسسات االقتصادية و االجتماعية و التعليمية ي بغداد ي العصر
العباسي (145ه334-ه762 /م946-م) .رسالة ماجستري ،جامعة الريموك1999 ،م.
-5عيد أمحد القيم مصطفى ،املؤسسات التعليمية ي املغرب األقصى ي العهد املري (638ه-
869ه1240/م1464-م).رسالة ماجستري ،جامعة آل البيت2000 ،م.
-6نقبيل عبد العزيز ،شعراء املغرب األوسط ال ازحون إ القريوان قبل خراهبا .رسالة ماجستري،
جامعة ا اج ضر ،بات ة2008 ،م2009-م.
المجالت و الدوريات:
-1أبو األجفان مد" ،من أعالم القريوان :اإلمام مد بن سح ون" (.لة الوعي اإلسالمي)،
الكويت ،العدد ،396نوفمرب /ديسمرب 1998م ،ص ص .55،53
" ،األسرة السح ونية ي القريوان خالل القرنني الثا و الثالث اهلجريني" (.لة -2
الوعي اإلسالمي) ،الكويت ،العدد ،389ماي 1998م ،ص ص .66،64
-3إدريس مد علي ،الرتبية الصحية ي كتاب "سياسة الصبيان و تدبريهم البن ا زار القريوا ".
( لة كلية الرتبية) ،اململكة العربية السعودية ،اجمللد 1986 ،3م ،ص ص .197،181
117
قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع
-4بلعريب خالد" ،املؤسسات التعليمية باملغرب األوسط خالل العهد الرستمي (160ه-
296ه777/م909-م)"( .اجمللة ا زائرية البحوث و الدراسات التار ية املتوسطية) ،العدد
األول ،كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية جامعة سيدي بلعباس ،جوان ،2015ص ص
.33،29
-5الدشراوي فرحات" ،سياسة الصبيان و تدبريهم"( .حوليات ا امعة التونسية) ،العدد ،3
1966م ،ص ص .33،29
-6زايد مصطفى" ،من املؤسسات الرتبوية القدمية با لفة ،الكتّاب :دراسة سوسيوانرتوبولوجية".
( لة الثقافة) ،العدد ،93ا زائر ماي ،جوان 1986م ،ص ص .131،117
-7زريوح عبد ا ق" ،املدرسة و الكتّاب و أصوهلما اللغوية و التار ية" ( .لة الرتاث العريب) ،العدد
،95دمشق ،2004 ،ص ص .115،108
-8زيدور عبد ا ميد" ،العريف و دور التعليمي و الرتبوي ي ال ظام التعليمي ع د إباضية املغرب
األوسط" ( .لة ال اصرية للبحوث االجتماعية و التار ية) ،العدد ،4جامعة الوادي2013 ،م،
ص ص .420،401
-9سعد الدين مد م ري" ،دور الكتّاب و املساجد ع د املسلمني" ( .لة الرتاث العريب) ،العددان
،40-39دمشق،أفريل 1990م.191،177 ،
-10صيود هادية" ،الفكر الرتبوي ببالد املغرب من مد بن سح ون و أيب ا سن القابسي إ
ابن خلدون" ( .لة عصور ا ديدة) ،العدد ،17-16جامعة وهران -ا زائر-2014 ،
،2015ص ص .148،137
-11طراد مد القريوا " ،تاريخ تأسيس القريوان و سورها إ اليوم"( .اجمللة الزيتونية) ،تونس،
العدد ،1مج ،5جانفي ،فيفري 1942م ،ص ص .21،19
-12غونرت سبستيان" ،آراء العلماء املسلمني القدماء ي نظرية الرتبية :التعليم و تطور امل هاج ي
عصور اإلسالم املتقدمة" ( .لة التفاهم) ،عمان ،العدد 2016 ،51م ،ص ص .229،225
118
قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع
-13قامسي تاوي" ،التعليم بالكتّاب ي املغرب األوسط أيام حكم ب ع د الواد (-633
681ه1554-1235/م)( .دورية كان التار ية) ،العدد الثا عشر ،ناشري ،مصر ،2011
ص ص .34 ،31
-14دمية مد مود وصوص ،املعتصم باهلل سليمان ا وازنة" ،من مالمح الفكر الرتبوي ع د
اإلمام القابسي" ( ،لة دراسات للعلوم الرتبوية) ،العدد ،2مج2014 ،41م ،ص ص 900
.913 ،
-15مد حسن نوفلية" ،ابن ا زار القريوا و حياته" ( .لة آفاق الثقافة و الرتاث) ،العدد ،4
القاهرة1994 ،م ،ص ص .95،78
-16مزاري عبد الصمد" ،حركة الرباط الساحلي و ال شاط البحري ي عهد األغالبة" ( .لة
الدراسات التار ية) ،العدد ،14كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية ،جامعة ا زائر ،2
2012م ،ص ص .164،139
الموسوعات:
-1البدوي خليل ،موسوعة نساء شهريات ،ط1؛ عمان :دار أسامة لل شر1998 ،م.
المعاج ــم:
المواقع اإللكترونية:
مد ابن سح ون ،صورة طوط آداب املعلمني ،معهد الثقافة و الدراسات الشرقية ،اليابان ،جامعة
طوكيو.Source : http://ricasdb.ioc-u-Tokyo,ac,gp. ،مكتبة املصطفى.
119
قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع
120
فهرس الموضـ ـ ـ ـ ـ ــوع ـ ـ ـ ـ ـ ــات
إهداء.
شكر و عرفان.
(256-202ه870-816/م)
أ) -السياسية11.....................................................................
ب) -الـثـقـافـيـة16...................................................................
ج) -اإلجتماعية28..................................................................
ب)أسرته32..........................................................................
ج) -وف ــاتـ ــه35......................................................................
-1التعريف بالكتاب38..............................................................
-3مصادر 43......................................................................
قضايا الكتاب44.....................................................................
الفصل الثاني :م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب "آداب
المعلمين"
-1الكتّاب49.......................................................................
-2المسجد 54......................................................................
-3الرباط58........................................................................
المواد المدروسة64...................................................................
أساليب التدريس67..................................................................
العطل و العقاب71...................................................................
التعليم80............................................................................
خاتمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة88.......................................................................
المالحق93..........................................................................
فهرس الموضوعات.
:الملخص
موضوع هذ الدراسة طرائق التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين للفقيه القيرواني
ضرورة: حمل هذا الكتاب بين دفتيه قضايا تربوية مهمة م ها،)م870-816 /هـ256-202( محمد بن سح ون
ووجوب العدل بين الصبيان وعدم االنشغال ع هم،تعليم القرآن
تطرق الدارس إلى وسائط التعليم كالكتّاب والمسجد و الرباط ووسائل التعليم المتمثلة في المعلمين و المؤدبين
و أجورهم وما إلى ذلك،وشروط اختيارهم وواجباتهم
هدف الدراسة التعرف على الطرائق التي كانت سائدة في تعليم الصبيان من تلقين وحفظ و تكرار واستظهار
. و متابعة العملية التربوية،تطرق الدارس كذلك إلى العطل و العقاب بوصفه أداة تأديب
Résumé :
Le sujet de cette étude est : les méthode d’enseignement dans le Maghreb Arabe
d’après le livre « ADAB AL MOALIMINE » du cheikh elkairaouani Mohamed Ibn
sahnoun (202 -256 de l’hijra/ 816 -870 chrétienne)
L’étudiante a aussi parlé sur les congés et de sanctions concernant les apprenantes
afin de fourmi un bon enseignement et abatte à de bon résultats, et en a parler dans
cette étude de les œuvres de ibn sahnoun.
Les mots clé : Mohamed ben sahnoun – l’éducation des enseignements –les écoles
coranique- les méthodes de l’enseignement- les opinions éducatives.