Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 130

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬


‫جامعة الدكتور الطاهر موالي – سعيدة –‬
‫كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‬
‫قسم العلوم اإلنسانية‬
‫شعبة‪ :‬التاريخ‬
‫مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر تخصص تاريخ و حضارة المغرب اإلسالمي الموسومة بـ‪:‬‬

‫طرائق التعليم في بالد المغرب اإلسالمي‬


‫من خالل كتاب آداب المعلمين لإلمام محمد بن سحنون‬
‫‪ϮϬϮ‬هـ ‪Ϯϱϲ-‬هـ‪ϴϭϲ/‬م ‪ϴϳϬ-‬م‬

‫إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬

‫‪ -‬بوشيبة ذهيبة‬ ‫‪ -‬سنوسي بدرة‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‬

‫األستاذ‪....................................................................................‬رئيسا‬

‫األستاذ‪....................................................................................‬مناقشا‬

‫األستاذة‪:‬بوشيبة ذهيبة‪............ ..... .....................................‬مشرفا ومقررا‬

‫السنة الجامعية‪1438 :‬هـ ‪1439-‬هـ‪2017/‬م ‪2018-‬م‬


‫أهدي هذا العمل إلى‪:‬‬

‫والدي أحسن اهلل إليه و جعل قرب روضة من رياض ا ة‪.‬‬

‫إىل األم "يمينة" طيّب اهلل ثراها‪.‬‬

‫إىل أمي اليت غمرتين بدعواهتا‪ ،‬و تشجيعها و دعمها‪.‬‬

‫إىل إخويت و أخوايت و أب ائهم‪.‬‬

‫حتملهم فوضى األوراق‬


‫إىل عائليت على ُّ‬

‫إىل أخي األوسط على دعمه املادي‬

‫إىل السيدة "نسيمة" على ما بذلته من هود‬

‫إىل األساتذة‪ :‬زاوي‪ ،‬رحيم‪ ،‬بن ويس على مساعدهتم القيمة‬

‫إىل زمالئي يف دفعة ماسرت تاريخ (‪2018/2017‬م)‬

‫إىل كل من دعمين‪ ،‬و ساندين‪ ،‬و ساعدين‪.‬‬

‫سنوسي بدرة‬
‫شكر و عرفان‬

‫ا مد هلل الذي بفضله تتم الصا ات و بتوفيقه هتون العقبات فله ا مد يف األوىل واآلخرة‪.‬‬

‫و صلى اهلل على سيدنا مد عدد ما ذكر الذاكرون و غفل عن ذكر الغافلون و بعد‪:‬‬

‫بعد أن خرجت هذ الدراسة يف حلتها الّهائيةال يسعين إال أن أتقدم بالشكر ا زيل واإلمت ان‬
‫ا الص ‪ ،‬و الوفاء و العرفان لألستاذة الفاضلة بوشيبة ذهيبة على متابعاهتا وتوجيهاهتا السديدة ‪،‬‬
‫وتصويباهتا القيمة‪.‬‬

‫فجزاها اهلل عين و عن العلم خري جزاء ‪ ،‬كما أتقدم بالشكر إىل رئيس املشروع األستاذ "شباب عبد‬
‫الكريم" ‪،‬وأشيد بالدور الكبري و الفضل الوفري الذي بذله األستاذ دلبازمحمد الذي كان خري معني‬
‫و أمني ‪.‬‬

‫كما أشكر األساتذة الذين سيتفضلون مب اقشة هذ الدراسة فجازاهم اهلل ع ا كل جزاء ‪ ،‬و نفع‬
‫بعلمهم و فضلهم ومالحظاهتم ‪.‬‬

‫و من الواجب علي تقدمي الشكر ا زيل إىل أساتذيت بقسم التاريخ‪ ،‬و كل من قدم ل ا املساعدة‬
‫فَ َش َكَر اهلل هلم ذلك ‪ ،‬و جعله يف ميزان حس اهتم يوم ا ساب ‪.‬‬
‫مقدمة‬
‫مقدمـ ـ ـ ــة‬

‫يعد موضوع التعليم من ا قول ا صبة ال شغلت عقول املؤرخني‪ ،‬و الباحثني قدميا‬
‫وحديثا‪ ،‬باعتبار أحد مظاهر التقدم ا ضاري يف تلف جوانبه وباألخص ا ياة الفكرية‪،‬‬
‫حيث دعا االسالم م ذ بداياته إ العلم و التعلم‪ ،‬مؤكدا على أمهيته‪ ،‬وفضله‪ ،‬وضرورة‬
‫التحصيل العلمي بش أص افه و أنواعه ‪.‬‬

‫فالتعليم أساس تطور و ازدهار اجملتمع اإلنسا ‪ ،‬و هو يف أبسط مظاهر ليس سوى‬
‫تكيف الفرد مع ضروريات ا ياة ‪ ،‬و يتم ذلك بطريقة تعترب ا طة الت فيذية ال بواسطتها‬
‫ي قل املعلم املعلومات و املهارات إ املتعلمني ‪،‬كما أنه االجتهاد يف اختيار طريقة م اسبة‬
‫تلف باختالف املواقف التعليمية و اهلدف من كل موقف تعليمي و طبيعة املادة و مستوى‬
‫املعلمني و اإلمكانيات املتاحة‪.‬‬

‫فص عة التدريس تاج إ املعلم و املتعلم و م هج التعليم و مادة العلم‪ ،‬فهي يف ال هاية‬
‫تربية و تكييف‪.‬‬

‫األمر الذي دفع أهل املغرب اإلسالمي إ االهتمام بالشأن التعليمي‪ ،‬باعتبار رهانا‬
‫حضاريا و أحد أهم قواعد الدعوة إ الله و تلقني أساسيات الدين‪ ،‬لذا كانوا حريصني على‬
‫تلقي أب ائهم املعارف األولية الضرورية‪.‬‬

‫ي طلق ور الدراسة من إطارها ا غرايف الذي يشمل بالد املغرب اإلسالمي و باألخص‬
‫إفريقية ‪ ،‬و الزما ( تارخيي ) خالل فرتة املؤلف (‪202‬هـ‪256-‬هـ‪870 - 816/‬م)و هي الفرتة‬
‫املتزام ة مع قيام دولة األغالبة يف املغرب األد ‪.‬‬

‫هدف هذ الدراسة رسم الواقع التعليمي ببالد املغرب اإلسالمي من خالل اهتمام‬
‫العلماء و املربني املغاربة بالتعليم‪ ،‬و إفراد مؤلفات مستقلة يف امل اهج الرتبوية للتوجيه‬
‫والتلقني‪.‬‬

‫‌أ‬
‫مقدمـ ـ ـ ــة‬

‫ترمي هذ الدراسة أن تكون حلقة يف سلسلة الدراسات ال عا ت موضوع التعليم‬


‫باعتبار أساس الرساالت و مبدأ ا ضارات‪.‬‬

‫فكان اختيار الدارس ملوضوع " طرائق التعليم يف بالد املغرب اإلسالمي من خالل كتاب‬
‫آداب املعلمني لمإمام مد بن سح ون ( ‪256 – 202‬هـ‪870 – 816 /‬م)" ‪ ،‬من‬
‫م طلق الرغبة يف الوقوف على اإلسهامات الفكرية و ا ضارية لعلماء املغرب يف هذ الفرتة‪،‬‬
‫و بالتا إلقاء الضوء على كتاب " آداب املعلمني" الذي يعد على ما يبدو أول انطالقة يف‬
‫مسار التطور ا ضاري يف ال التأليف الرتبوي ‪.‬‬

‫كماسعى الدارس إ اإلسهام مبحاولة تسعى إلبراز امل اهج الرتبوية املخصصة للصبيان‬
‫عن طريق األسس الطبيعية الكتساب العلوم و تلقي ها و إشاعتها ‪ ،‬و املتمثلة يف الكتاتيب‬
‫واملساجد و غريها من املؤسسات العلمية ‪.‬‬

‫فانطلق من اإلشكالية التالية‪ :‬إ أي مدى أحاط كتاب آداب املعلمني بطرائق التعليم‬
‫يف بالد املغرب اإلسالمي؟‪.‬‬

‫ترافق هذ اإلشكالية تساؤالت فرعية إقتضتها ضرورة الدراسة و هي ‪:‬‬

‫‪ -‬ما هي األوضاع السياسية و الثقافية و االجتماعية ال ميزت إفريقية خالل القرن ‪3‬هـ(أي‬
‫خالل فرتة املؤلف)‪ ،‬أو كيف أثرت بيئة ابن سح ون و مالمح عصر يف تكوين شخصيته ؟‬

‫‪ -‬ما هي ال واة األساسية ال اعتمد عليها املغاربة يف تعليم أب ائهم ؟‬

‫‪ -‬ما معايري اختيار املؤدب باعتبار حجر األساس يف العملية الرتبوية التعليمية ؟‬

‫‪ -‬ما هي امل اهج الرتبوية املعتمدة يف تربية ال شئ و تعليمهم؟‬

‫‪ -‬كيف ساهم الفقهاء و احملتسبني و األولياء يف متابعة العملية الرتبوية ؟‬

‫‌ب‬
‫مقدمـ ـ ـ ــة‬

‫‪ -‬كيف سدت آراء مد بن سح ون يف املؤلفات الرتبوية ؟‬

‫‪ -‬و لمإجابة عن هذ التساؤالت إرتأ الدارس تقسيم موضوعه اعتمادا على عوامل موضوعية‬
‫تتعلق بأمهية البحث يف الدراسة‪.‬‬

‫فجاءت الدراسة يف مقدمة و فصلني‪ ،‬خصص الفصل األول للتعريف باإلمام بن‬
‫سح ون وكتابه آداب املعلمني‪،‬تضمن املبحث األول بيئة مد بن سح ون السياسية والثقافية‬
‫واإلجتماعية ‪،‬واملبحث الثا تضمن مولد و نشأته وأسرته وتكوي ه وأثر العلمي والفكري ‪.‬‬

‫أما املبحث الثالث فركز فيه على كتاب " آداب املعلمني " و دواعي تأليفه و أهم القضايا‬
‫ال عا ها و مصادر ‪.‬‬

‫يف الفصل الثا استعرض الدارس م اهج التعليم يف بالد املغرب اإلسالمي من خالل‬
‫كتاب "آداب املعلمني " خصص املبحث األول للتعريف مبؤسسات و مراكز التحصيل‬
‫العلمي و املعريف ( الكتاب ‪ ،‬املسجد ‪ ،‬الرباط ) من حيث أماكن تواجدها و األدوات‬
‫املستعملة فيها كالقلم و الدواة و اللوح و غريها ‪،‬ووسائل التعليم تضمن املعلمون و شروط‬
‫اختيارهم و أوضاعهم يف املؤسسات التعليمية من ال احية االجتماعية و املالية ‪ ،‬و تباين‬
‫املكانة بني املعلمني و املؤدبني الذين اتصلوا با لفاء كمؤدبني ألوالدهم ‪ ،‬و الشروط ال‬
‫جيب أن تتوفر فيهم‪ .‬أما املبحث الثالث دث فيه عن طرق التدريس و املواد املدروسة‬
‫وأوقات التدريس و العطل‪ ،‬و العقاب ‪،‬وتعليم الب ات ‪،‬كما تضمن متابعة العملية الرتبوية من‬
‫طرف احملتسبني و األولياء ‪.‬‬

‫أما املبحث الثالث تطرق فيه ألثر أراء مد ابن سح ون يف املؤلفات الرتبوية ودورها يف‬
‫توجيه التعليم‪ ،‬تضمن بعض املؤلفات ال كان أصحاهبا قريبني زم يا من فرتة ابن سح ون‬
‫وتأثروا بفكر ‪ ،‬و أدرجوا آراء الرتبوية ضمن مؤلفاهتم‪.‬‬

‫‌ج‬
‫مقدمـ ـ ـ ــة‬

‫ختم الدارس موضوعه جبملة من ال تائج ال توصل إليها من خالل دراسته ‪ ،‬مث مالحق‬
‫قصد إثراء البحث و دعم جانبه التوثيقي ‪.‬‬

‫اعتمد الدارس على امل هج التارخيي القائم على مجع املادة التارخيية املتاحة و ليلها‬
‫واست باط ما خيدم املوضوع‪ ،‬كما اعتمد الدارس على املقارنة و استقراء األحداث التارخيية‪.‬‬

‫إعرتضت الدارس بعض الصعوبات‪ :‬م ها الشخصية ال تعود إ ارتباطات الدارس‪،‬وم ها‬
‫ما يعود إ طبيعة املوضوع ‪ ،‬فمعظم ال صوص التارخيية القدمية و الدراسات ا ديثة تكرس‬
‫جهودها على اإلمام سح ون و إسهاماته ‪،‬مما قلل من حظ ابن سح ون يف الدراسة ‪.‬‬
‫لتحقيق أهداف املوضوع استعان الدارس مبجموعة من املصادر تفاوتت يف قيمتها التارخيية ‪،‬‬
‫بعضها هلا عالقة مباشرة مبوضوع الدراسة ‪ ،‬و بعضها قريبا زم يا من األحداث ‪.‬‬

‫و تشمل هذ المصادر ‪:‬‬

‫‪ -1‬كتب التعليم‪:‬‬

‫* محمد بن سح ون القيرواني المالكي (ت‪256‬ه‪870/‬م) "آداب المعلمين"‪:‬ال سخة‬


‫األو من قيق حسن حس عبد الوهاب طبعة تونس س ة ‪1931‬م‪،‬وال سخة الثانية‬
‫بتحقيق مود عبد املو طبعة ا زائر س ة ‪1981‬م‪.‬شكل هذا الكتاب ورا ومصدرا هلذا‬
‫املوضوع نظرا لقيمته الرتبوية والعلمية ‪،‬فكان من نتائج دراسته إستخالص طرائق تربية‬
‫األطفال وتعليمهم يف الفرتة ل الدراسة باإلستعانة مبقدم ْ التحقيق ‪،‬كما ساعدت هذ‬
‫األخرية الدارس يف ريج األحاديث وإحصاء مؤلفات ابن سح ون وتص يفها‪.‬‬

‫*القابسي أبو الحسن علي "مربي قيرواني"( ت ‪403‬هـ‪1012/‬م) " الرسالة المفصلة‬
‫ألحوال المتعلمين و أحكام المعلمين و المتعلمين " ‪ :‬و هذا املؤلف كما يظهر من‬

‫‌د‬
‫مقدمـ ـ ـ ــة‬

‫ع وانه يتعلق بالتعليم و طرقه و القائمني به و سياستهم مع الصبيان ‪ ،‬إعتمد عليه الدارس يف‬
‫الفصل الثا من املوضوع ‪.‬‬

‫*المغراوي أبو جمعة ( ت ‪920‬ه‪ 1514 /‬م) ‪" :‬جامع جوامع اإلختصار و التبيان فيما‬
‫يعرض للمعلمني و أباء الصبيان" ‪ ،‬تكمن أمهية هذا الكتاب كما جاء يف مقدمته يف دراسة‬
‫األحكام الفقهية ال تتصل باملعلمني و أجورهم و بالتالميذ و ما يدفعونه من أجرة مقابل‬
‫تعليمهم‪ ،‬فالكتاب يف ال التعليم و أحكام املعلمني‪.‬‬

‫*ابن الحاج العبدري الفاسي ( ت ‪737‬هـ‪ 1336 /‬م) " المدخل ج‪:"2‬الذي أفرد فصال‬
‫من كتابه لبيان آداب املؤدب و املتأدب ‪ ،‬و اآلداب ال ت بغي هلما ‪.‬‬

‫‪ -2‬كتب الطبقات و التراجم ‪ :‬و ذلك من خالل تراجم الرجال الذين ذكرهتم تلك‬
‫املصادر ‪.‬‬

‫*أبو العرب ( ت س ة ‪333‬هـ‪944/‬م ) ‪ :‬صاحب كتاب " طبقات علماء إفريقية وتونس‬
‫" كان معاصرا للدولة األغلبية ‪ ،‬اشتمل على تراجم لعدد كبري من فقهاء املالكية يف املغرب ‪،‬‬
‫و كان صاحبه قريبا من األحداث التارخيية ال أرخ هلا ‪ ،‬و قد اعتمد عليه الدارس يف الرتمجة‬
‫" لمحمد بن سح ون " بصفة خاصة و لشيوخه و تالميذ ‪ ،‬و أسرته بصفة عامة ‪.‬‬

‫ش ي محمد بن الحارث بن أسد ( ت ‪361‬هـ ‪971 /‬م ) " طبقات علماء إفريقية"‬
‫*الخ ّ‬
‫‪ :‬يأيت يف مقدمة املصادر ال أعانت الدارس كثريا يف إجناز هذ الدراسة حيث ضم كتابه‬
‫ترمجة لفقهاء و دثي املغرب ‪ ،‬و كان من أهم مصادر الدراسة ال خدمت املوضوع يف‬
‫فصله األول ‪.‬‬

‫*الدبّاغ (ت س ة ‪696‬هـ ‪1297 /‬م ) ‪ :‬مؤلف كتاب " معالم اإليمان في معرفة أهل‬
‫القيروان " الذي أكمله إبن ناجي ( ت ‪839‬هـ ‪1435 /‬م ) ‪ ،‬اشتمل هذا املصدر على‬

‫‌ه‬
‫مقدمـ ـ ـ ــة‬

‫تراجم جملموعة من فقهاء املالكية الذين عاشوا يف إفريقية بني ( القرنني ‪ 3-2‬اهلجريني ) مع‬
‫الرتكيز على أشهر هؤالء الفقهاء و من بي هم اإلمام " مد بن سح ون " و أبيه ‪ ،‬و شيوخه‬
‫و تالميذ باعتبار نقل عن املالكي و أيب العرب و القاضي عياض‪.‬‬

‫*القاضي عياض اليحصبي( ت ‪544‬هـ ‪1149 /‬م ) " ترتيب المدارك و تقريب‬
‫المسالك لمعرفة أعالم مذهب مالك " ‪ :‬يعترب تاريخ ترامجي ألمساء أعيان املالكية‬
‫وأعالمهم مرتب على الطبقات و األقاليم اإلسالمية ‪ ،‬و قد أفاد الدارس يف الرتمجة حملمد بن‬
‫سح ون ‪ ،‬و لعدد من أعالم املغرب الذين صصوا يف ال الفقه و ا ديث و كثريا ما‬
‫اعتمد القاضي عياض على أيب العرب و ا ش ‪.‬‬

‫‪-3‬ال وازل‬

‫* الونشريسي أحمد بن يحيى أبو العباس ( ت ‪914‬هـ‪ 1508/‬م ) " المعيار المعرب‬
‫و الجامع المغرب عن فتاوى أهل إفريقية و األندلس و المغرب "‪ :‬إستفاد الدارس م ه‬
‫يف الفتاوى ال تتعلق بتعليم الصبيان يف املساجد و أخذ األجرة على التعليم و يف املالحق ‪.‬‬

‫‪ -4‬كتب التاريخ العام‪:‬‬

‫*ابن خلدون عبد الرحمن ( ت ‪808‬هـ ‪1407 /‬م ) " مقدمة ابن خلدون " من كتابه‬
‫المسمى " العبر و ديوان المبتدأ و الخبر " ‪ :‬أمد الدارس مبعلومات عن طرق تعليم‬
‫الولدان ‪ ،‬و الطريقة ال يفضلها ابن خلدون ‪.‬‬

‫* ابن أبي دي ار أبي القاسم الرعي ي ( ت ‪1110‬هـ ‪1698 /‬م )"المؤنس في أخبار‬
‫إفريقية و تونس"‪:‬طبع مبطبعة الدولة التونسية عام ‪1286‬هـ ‪ ،‬تضمن الكتاب ‪ ،‬التعريف‬
‫بتونس و إفريقية ‪ ،‬و إن كان املؤلف اعتمد يف مادته على ما نقله من أيب الشماع ‪ ،‬فقد‬

‫‌و‬
‫مقدمـ ـ ـ ــة‬

‫أعان الباحث يف التعريف ببالد إفريقية من مصادرها املتخصصة و ذلك يف املبحث األول‬
‫من الفصل األول ‪.‬‬

‫*ابن وردان " تاريخ مملكة األغالبة " ‪:‬خصصه صاحبه للتأريخ لدولة األغالبة من قيامها‬
‫إ سقوطها‪ ،‬و هو اآلخر أفاد الدارس يف ا انب السياسي للدولة األغلبية (بيئة ابن‬
‫سح ون السياسية ) ‪.‬‬

‫‪ -5‬كتب الجغرافية و الرحالت ‪:‬‬

‫*أبو عبيد البكري‪ :‬من أها قرطبة ‪ ،‬و فيها تويف س ة ‪487‬ه‪1094/‬م" كتاب المسالك‬
‫و الممالك " يعترب كتابه " املسالك " أهم ما ص فه من تأليف جغرايف ‪ ،‬و قد اعتمد‬
‫الدارس من هذا الكتاب على ا زء ا اص ببالد املغرب املسمى " المغرب في ذكر بالد‬
‫إفريقية و المغرب " أما ال سخة ال بني يدي الدارس قام بتحقيقها الباحث املوريطا محا‬
‫اهلل ولد سامل و قامت دار الكتب العلمية ب شرها س ة ‪2013‬م ‪.‬‬

‫يعترب هذا الكتاب مصدرا لكل من أتى بعد من املؤرخني القدماء و املحدثني إال أن البكري‬
‫مل يكتب له زيارة بالد املغرب ليصفها عن مشاهدة و معاي ة كما هو األمر مع ابن حوقل‬
‫الذي يعد كاتبا شاهد عيان زار بالد املغرب خالل القرن ‪4‬هـ ‪.‬‬

‫*مؤلف مجهول من القرن ‪6‬هـ ‪12/‬م "اإلستبصار في عجائب األمصار"‪ :‬تأثر مبا كتبه‬
‫أبو عبيد البكري يف القرن ‪ 5‬هـ ‪ .‬و مل يضف شيئا جديدا بقدر ما اختلف معه يف ترتيب‬
‫املادة و تص يفها ‪ ،‬غري أنه اختلف عن البكري يف أنه كتب مؤلفه بعد أن شاهد بالد املغرب‬
‫و مدهنا ‪.‬‬

‫باإلضافة إ ياقوت الحموي" معجم البلدان "‪،‬و كتب جغرافية أخرى ساعدت الدارس يف‬
‫التعريف بامل اطق ا غرافية و املدن و ا واضر ال تضم تها الدراسة ‪.‬‬

‫‌ز‬
‫مقدمـ ـ ـ ــة‬

‫و استعان الدارس أيضا مبجموعة من املراجع ا ديثة لمإطالع على وجهات ال ظر املختلفة‬
‫حول القضايا ال واجهته ‪ ،‬و ملساعدته يف التحليل و التعليق يف املواضيع ال استلزمت‬
‫ذلك ‪ ،‬كما استفاد من الدراسات ال خصصت لدراسة فرتة زم ية بعي ها أو دولة بعي ها ‪.‬‬

‫*حسين بن محمد شواظ " مدرسة الحديث في القيروان من الفتح اإلسالمي إلى‬
‫‪1‬‬
‫م تصف القرن الخامس الهجري " ‪ :‬نشر من طرف الدار العاملية للكتاب اإلسالمي ‪ ،‬ط‬
‫‪ ،‬و الكتاب يف أصله رسالة ماجستري نوقشت ‪1407‬هـ يف كلية أصول الدين – بالرياض ‪،‬‬
‫استعان به الدارس يف التعريف بكتاب " آداب املعلمني" يف املبحث الثالث من الفصل األول‬
‫و يف الفصل الثا ‪.‬‬

‫*بشير رمضان التليسي" اإلتجاهات الثقافية في بالد الغرب اإلسالمي خالل القرن‬
‫الرابع الهجري العاشر ميالدي " ‪ :‬أفاد الدارس يف التعريف بالبيئة الثقافية يف عصر ابن‬
‫سح ون ‪.‬‬

‫*أسعد طلس محمد " التربية و التعليم في اإلسالم " ‪ :‬الكتاب يف أصله أطروحة دكتورا‬
‫من جامعة السربون يف باريس ‪ ،‬اعتمد عليه الدارس يف الفصل الثا ‪.‬‬

‫*محمد حسين محاس ة " أضواء على تاريخ العلوم ع د المسلمين " ‪ :‬خصص الفصل‬
‫ا امس من كتابه للتعليم و املؤسسات التعليمية ع د املسلمني ‪ ،‬الكتاتيب ‪ ،‬املساجد‬
‫والقصور كما تعرض للمؤدبني و أحواهلم و أوصافهم و رواتبهم ‪.‬‬

‫*حسين مؤنس " معالم تاريخ المغرب و األندلس " ‪ :‬سلك فيه املؤلف طريقة الرتتيب‬
‫وسرد األحداث التارخيية بطريقة ليلية إستقرائية موضوعية إ حد ما ‪ ،‬استفاد م ه الدارس‬
‫يف التعريف بالبيئة السياسية يف عهد ابن سح ون ‪.‬‬

‫‌ح‬
‫مقدمـ ـ ـ ــة‬

‫و ال خيفى ما للمجالت و الدوريات من أمهية ‪ ،‬حيث صص لدراسة موضوع دد‪ ،‬ولعل‬


‫من أبرز اجملالت ال اعتمد عليها الباحث " مجلة الوعي اإلسالمي الكويتية " ‪" ،‬مجلة‬
‫التراث العربي " ‪ " ،‬مجلة التفاهم " ‪ " ،‬مجلة الثقافة " ‪....‬‬

‫كما استعان الباحث بعدد من املراجع املعربة " التربية اإلسالمية في األندلس أصولها‬
‫المشرقية و تأثيراتها الغربية " للمستشرق اإلسبا " خوليان ربيراإي تراجو " الذي‬
‫استفاد الدارس م ه يف الفصل الثا حول م اهج التعليم و باألخص يف املبحث الثا حول‬
‫تعليم الب ات يف املمالك ال صرانية‪.‬‬

‫* زيغريد هونكه " شمس العرب تسطع على الغرب " ‪ ،‬روبار برانشفيك " تاريخ إفريقيا‬
‫في العهد الحفصي ج‪ ، 2‬جورج مقدسي " نشأة الكليات " كارل بروكلمان " تاريخ‬
‫األدب العربي " ساعدت هذ املراجع الدارس يف التعريف بالشخصيات الواردة يف املنت‬
‫وكذلك يف الفصل الثا حول وسائل التعليم و طرائقه‪.‬‬

‫‌ط‬
‫الفصل األول‪:‬محمد بن سحنون وكتابه آداب المعلمين‬
‫(‪256-202‬هـ‪870-816/‬م)‬

‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬بيئة ابن سحنون‪.‬‬

‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬التعريف بمحمد بن سحنون‪.‬‬

‫‪ ‬المبحث الثالث‪ :‬كتاب آداب المعلمين‪.‬‬


‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول ‪ :‬البيئة السياسية و الثقافية و اإلجتماعية ‪.‬‬

‫أ)‪ -‬السياسية ‪:‬‬

‫ارتبط عصر ابن سح ون بتأسيس دولة آغالبة و ظروف نشأهتا و قيامها‪ ،‬و ليس املبتغى التأريخ‬
‫ك فها اإلمام محمد ابن سح ون وإلقاء نظرة‬ ‫هلذ الدولة بقدر إبراز البيئة السياسية ال نشأ‬
‫عامة حوهلا‪.‬‬

‫حظيت بالد املغرب( إفريقية)‪ 1‬مبكانة ضمن اهتمامات حكام و خلفاء الدولة العباسية لذا‬
‫بالط‬ ‫أقام هارون الرشيد‪2‬عليها عامال عربيا هو هرمثة بن أعني‪3.‬كان من أبرز رجاالت العرب‬
‫‪4‬‬
‫فن ا روب و حكم الواليات‪.‬‬ ‫الرشيد ‪ ،‬و هو مع ذلك شيخا ربا‬

‫حكم هرمثة بن أعني إفريقية ( ‪179‬هـ ‪181 -‬هـ ‪795 /‬م– ‪797‬م ) فأمن ال اس و سك هم‬
‫وأحسن إليهم ‪ ،‬و ب سور طرابلس‪.5‬‬

‫‪1‬إفريقية ‪" :‬قيل مسيت إفريقية ٓن إفريقش بن أبرهة بن الراشن ب إفريقية و مسيت بامسه ‪ ، "...‬و أطلق العرب تسميت إفريقية على ا زء الذي‬
‫فتحو من مقاطعة أفريكا الرومانية ‪ ،‬و قد حكمها آغالبة‪ ،‬ي ظر‪ :‬أبو عبيد البكري‪ ،‬املغرب ذكر بالد إفريقية واملغرب ‪ ( ،‬قيق ‪ :‬محا اهلل ولد‬
‫سامل ) ‪ ،‬ط‪ 1‬؛ بريوت ‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ ، 2013 ،‬ص ‪. 94‬‬
‫‪2‬هارون الرشيد ‪ :‬بن مد املهدي بن امل صور العباسي ‪ ،‬خامس خلفاء الدولة العباسية بغداد ‪ ،‬و أشهرهم ‪ ،‬ولد بالري ‪ ،‬بويع با الفة بعد‬
‫وفاة أخيه اهلادي ‪ ،‬ازدهرت الدولة أيامه ‪ ،‬و كان الرشيد عاملا بآدب ‪ ،‬و أخبار العرب ‪ ،‬و ا ديث ‪ ،‬شجاعا كثري الغزوات ‪ ،‬ج س ة ويغزو‬
‫س ة‪ ،‬ي ظر‪ :‬خري الدين الزركلي ‪ ،‬آعالم ‪ ،‬ط‪ ، 15‬بريوت‪ :‬دار العلم للماليني ‪ ، 2002 ،‬ج‪ ،8‬ص ‪. 62‬‬
‫‪3‬هرثمة بن أعين ‪ :‬ملزيد من التفصيل ي ظر ‪ :‬ابن وردان ‪ ،‬تاريخ مملكة آغالبة ‪ ( ،‬قيق ‪ :‬مد زي هم مد عزب )‪،‬ط‪1‬؛ القاهرة‪ :‬مكتبة‬
‫مدبو ‪1988 ،‬م‪ ،‬ص ‪ ، 18‬ي ظر أيضا‪ :‬ابن عذارى املراكشي‪ ،‬البيان املغرب اختصار أخبار ملوك آندلس واملغرب ‪ ( ،‬قيق بشار عواد‬
‫معروف‪ ،‬مود بشار عواد )‪ ،‬ط‪1‬؛ تونس‪ :‬دار الغرب اإلسالمي ‪ ، 2013 ،‬ج‪ ، 1‬ص ص ‪.126 ، 125‬‬
‫‪ 4‬ابن عذارى املراكشي‪ ،‬املصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪ ، 125‬مد زي هم مد عزب ‪ ،‬اإلمام سح ون ‪ ( ،‬تقدمي ‪ :‬حسني مؤنس ) ‪ ،‬القاهرة ‪ :‬دار‬
‫الفرجا ‪1992 ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 33‬‬
‫‪5‬طرابلس ‪ :‬مدي ة جليلة ‪ ،‬على ساحل البحر ‪ ،‬عامرة آهلة ‪ ،‬و أهلها أخالط من ال اس‪ ،‬ي ظر‪ :‬اليعقويب ‪ ،‬البلدان ‪ ،‬ليدل‪ :‬مطبعة بريل ‪،‬‬
‫‪1890‬م ‪ ،‬ص ‪. 135‬‬

‫‪11‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫ا الفة العباسية ‪.‬‬ ‫و قصر امل ستري‪ ، 1‬و أصلح ما رب من املدن و امل شآت ليعيد ثقة ال اس‬

‫البالد‪ ،‬فأل‬ ‫إفريقية بإقرار آمن و اهلدوء‬ ‫و بعد س تني من حكمه رأى بأنه قام مبهمته‬
‫طلب اإلعفاء‪ ،‬فأعفا هارون ‪ ،‬فرجع إ املشرق س ة إحدى و مثانني و مائة‬ ‫على هارون‬
‫وأصبح من خواص الرشيد و أهل ثقته‪. 2‬‬

‫س ة ( ‪181‬هـ ‪797 /‬م ) و ا ليفة هارون الرشيد على إفرقية مد بن مقاتل العكي‪ ،3‬إال‬ ‫و‬
‫إفريقية‬ ‫حكمه بطريقة مل تعجب ال اس ‪ ،‬فاضطربت آمور‬ ‫أنه ملا دخل إفريقية سار‬
‫هذ‬ ‫واختلف عليه ا د ‪ ،‬و سادت البالد الفوضى ‪ ،‬ووقعت ا رب بني قادة ا د ‪ ،‬و‬
‫إفريقية‪.5‬‬ ‫الظروف برز إبراهيم بن آغلب‪4‬على مسرح آحداث السياسية‬

‫‪1‬قصر الم ستير ‪ :‬مي اء يقع بني سوسة و املهدية ‪ ،‬و كان آصل رباطا أو قصرا يرابط فيه املسلمون ماية ثغور إفريقية من الغارات البحرية‬
‫ال كان يقوم هبا الروم ‪ ،‬يقول ع ه البكري " و هو حصن عا الب اء متقن العمل ‪ ،‬الطبقة الثانية م ه مسجد ال لو من شيخ خري ‪ ،‬فاضل‬
‫‪ . " ...‬البكري ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ . 36‬ي ظر أيضا ‪ :‬ابن وردان ‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪. 39‬‬
‫‪ 2‬مد زي هم ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 33‬‬
‫‪3‬محمد بن مقاتل العكي ‪ :‬وال الرشيد على إفريقية و كان رضيع الرشيد ‪ ،‬كان أبو مقاتل بن حكيم من كبار القائمني بالدعوة العباسية ‪ ،‬و مل‬
‫يكن مود السرية ‪ ،‬فما لبث أن اختلف عليه ا د و خرج عليه عامله بتونس متام بن متيم التميمي ‪ ،‬ي ظر ‪ :‬ابن آبار ‪ ،‬ا لة السرياء ‪ ( ،‬قيق‪:‬‬
‫حسن مؤنس ) ‪ ،‬القاهرة ‪ :‬دار املعارف ‪ ،‬ط‪2‬؛ ‪1985‬م ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ص ‪ ، 89 ،88‬ي ظر أيضا ‪ :‬ابن عذارى ‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪. 126‬‬
‫‪4‬إبراهيم بن األغلب‪ :‬بن سامل التميمي جد آغالبة ‪ ... ،‬دخل إبراهيم املغرب مع ابن آشعث ‪ ،‬فاستعمله على م طقة طب ة ‪ ،‬كان فقيها ‪،‬‬
‫عاملا ‪ ،‬ورعا ‪ ،‬شاعرا ‪ ،‬ذا رأي و بأس ‪ ...‬مل يل إفريقية أحسن سرية و ال سياسية م ه ‪ ،‬تلقى إبراهيم علمه على يد فقيه مصر الليث بن سعد‪،‬‬
‫ي ظر‪ :‬ابن عذارى ‪ ،‬املصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪ ، 130‬ي ظر أيضا ‪ :‬ابن آبار ‪ ،‬املصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 93‬‬
‫مد زي هم ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ص ‪. 35 ، 34‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪12‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫كان إبراهيم بن آغلب واليا على م طقة الزاب‪1‬و كان على دراية بظروف إفريقية و طبيعة‬
‫نفسه املقدرة على توليتها و إمخاد ثوراهتا ‪ ،‬لذلك كتب إ‬ ‫تلك البالد ‪ ،‬فوجد‬ ‫الثورات‬
‫الرشيد يطلب م ه والية إلفريقية‪. 2‬‬

‫و اقرتح إبراهيم على دولة ا الفة بأن يدفع هلا أربعني ألف دي ار س ويا ‪ ،‬و يتخلى عن اإلعانة‬
‫الس وية ال كانت لب إلفريقية و تقدر مبائة ألف دي ار‪. 3‬‬

‫و تعهد بأن يتصرف كعامل تابع للخالفة العباسية ‪ ،‬و إن كان يتمتع رية التصرف داخل‬
‫واليته ليستطيع مواجهة القالقل و الفوضى الداخلية ‪ ،‬فأجابته ا الفة ملا طلب ‪ ،‬و وافقت كذلك‬
‫ب آغلب ما داموا على الطاعة و الوالء و وافق ابن آغلب على أن‬ ‫على أن تكون الوالية‬
‫عزل الوا آغليب إذا‬ ‫تعيني قاضي القريوان‪ ، 4‬وأن يكون للخليفة ا ق‬ ‫يكون للخالفة ا ق‬
‫أساء التصرف بشرط أن يقيم بدله أغلبيا آخر‪. 5‬‬

‫إفريقية نتيجة لإلتفاق السياسي بني ا ليفة‬ ‫و كيفما جرى آمر ‪ ،‬فقد قامت الدولة آغلبية‬
‫الرشيد و إبراهيم بن آغلب‪. 6‬‬

‫‪1‬الزاب ‪ :‬بلد واسع م ه مدي ة يقال هلا باغاية ‪ ،‬حوهلا قوم من الرببر من هوراة بل جليل يقال له أوراس يقع عليه الثلج ‪ ،‬ومدي ة يقال نقاوس‬
‫كثرية العمارة و الشجر و الثمر‪ ،‬ي ظر‪ :‬اليعقويب ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ص ‪. 141 ، 140‬‬
‫عصر الدولة آغلبية ( ‪184‬هـ ‪296 -‬هـ ‪800 /‬م– ‪909‬م ) ‪ .‬أطروحة دكتورا مرقونة ‪ ،‬جامعة‬ ‫صاحي بوعالم ‪ ،‬ا ياة العلمية بإفريقية‬ ‫‪2‬‬

‫بن يوسف بن خدة – ا زائر ‪ 2009 ، 2008 ، -‬م‪ ،‬ص ‪. 36‬‬


‫م‬
‫ابن وردان ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 32‬ي ظر أيضا ‪ :‬عبد الرمحان ا يال ‪ ،‬تاريخ ا زائر العام ‪ ،‬ط‪ 2‬؛ بريوت ‪ :‬دار مكتبة ا ياة ‪1965 ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪. 259‬‬


‫سهل شاسع آطراف هبا عدة أبراج و هبا املسجد الذي ب ا عقبة ‪ ،‬و كانت أول حاضرة‬ ‫‪4‬القيروان ‪ :‬مدي ة كبرية أسسها عقبة بن نافع ‪ ،‬تقع‬
‫إسالمية بُ يت بإفريقية‪ ،‬ي ظر‪ :‬مارمولكر ال ‪ ،‬إفريقيا ‪ ( ،‬ترمجة ‪ :‬عماد حجي و آخرون ) ‪ ،‬الرباط‪ :‬مكتبة املعارف ‪ ، 1984 ،‬ج‪ ، 3‬ص ‪. 97‬‬
‫حسني مؤنس ‪ ،‬معامل تاريخ املغرب و آندلس ‪ ،‬القاهرة ‪ :‬دار الرشاد ( مكتبة آسرة ) ‪ ، 2004 ،‬ص ‪. 93‬‬ ‫‪5‬‬

‫إفريقية "املغرب آد " ‪ ،‬ط‪1‬؛ مكة املكرمة ‪ :‬جامعة أم‬ ‫‪ 6‬ابن وردان ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 35‬يوسف بن أمحد حوالة ‪ ،‬ا ياة العلمية‬
‫القرى ‪2000 ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 67‬‬

‫‪13‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫نظم ا كم اإلسالمية ‪،‬فللمرة آو تعهد‬ ‫إفريقية ربة جديدة‬ ‫يعترب قيام دولة آغالبة‬
‫اإلنفراد بوالية من والياهتا ‪ .‬حيث جعل إلفريقية و أهلها شخصية‬ ‫ا الفة إ رجل من املغرب‬
‫تاريخ إفريقية ‪ ،‬ربة حكم إفريقية بواسطة أسرة‬ ‫مميزة و بذلك بدأت ربة سياسية جديدة‬
‫عربية لية تابعة للدولة العباسية‪ ،1‬فاستكثر إبراهيم بن آغلب من ا د و أقام ا طبة لب‬
‫العباس على امل ابر و رفع شعارهم و دفع هلم ا راج املقدر عليه " أربعون ألف دي ار " ‪ ،‬و نقش‬
‫اسم ا ليفة على السكة‪. 2‬‬

‫ي قسم تاريخ العصر آغليب إ ثالث فرتات ‪ :‬فرتة التأسيس من (‪184‬هـ ‪223 -‬هـ ‪800/‬م‪-‬‬
‫‪838‬م) و تشمل إمارات إبراهيم بن آغلب و اب يه أيب العباس و زيادة اهلل‪ ، 3‬قضاها هؤالء‬
‫معسكرات خارج املدن الكربى‬ ‫إمخاد ثورات و فنت قادة ا د العريب املعادي لألغالبة إذ تركزت‬
‫عهد‬ ‫ولت إ مركز للمعارضة السياسية للبيت ا اكم وخاصة‬ ‫تونس‪ ، 4‬ال‬ ‫‪ ،‬و خاصة‬
‫م‬
‫زيادة اهلل آول‪ ،5‬تليها فرتة االزدهار و االستقرار ال سيب ( ‪226‬هـ ‪289 -‬هـ ‪840 /‬م– ‪902‬‬
‫) و رغم أهنا مشلت حكم عدد من أواساط أمراء البيت آغليب‪ ، 6‬فقد استمر فيها ا هاد‬
‫صقيلة‪ ، 7‬إذ خفف ا هاد العبء عن القريوان و ذلك بإرسال املشاغبني من ا د إ صقلية ‪،‬‬

‫‪ 1‬حسني مؤنس‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.93 ، 95‬‬


‫‪ 2‬ابن وردان ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 33‬‬
‫‪3‬زيادة اهلل ‪ :‬بن إبراهيم بن آغلب ‪ ،‬أبو مد تو اإلمارة س ة ‪201‬هـ ‪817 /‬م ‪ ،‬أساء السرية ا د ‪ ،‬و سفك فيهم الدماء ‪ ،‬كثرت الثورات‬
‫أيامه ‪ ،‬تو س ة ‪223‬هـ ‪838 /‬م ‪ ،‬ي ظر ‪ :‬ا ودي ‪ ،‬تاريخ قضاة القريوان ( تقدمي ‪ :‬أنس العال ) ‪ ،‬ط‪ 1‬؛ تونس ‪ :‬اجملمع التونسي للعلوم و‬
‫اآلداب و الف ون ‪ " ،‬بيت ا كمة " ‪ ، 2004 ،‬ص ‪ ، 64‬ي ظر أيضا ‪ :‬ابن أيب دي ار ‪ ،‬املؤنس أخبار إفريقية و تونس ‪ ،‬ط‪ 1‬؛ تونس‪ :‬مطبعة‬
‫تونس الدولية ‪1286 ،‬هـ ‪ ،‬ص ‪. 47‬‬
‫‪4‬تونس ‪ " :‬مدي ة بإفريقية دثة ‪ ،‬إسالمية ‪ ،‬أحدثت عام مثانني ‪ ...‬مل يقصد هبا أول أمرها ب اء مدي ة و إمنا اجتمع ال اس إليها و ب وا وسك وا‬
‫ح عمرت و صارت قاعدة البالد اإلفريقية ‪ ،‬و أم مدهنا و حضرة السالطني ‪ ،‬بي ها و بني القريوان مسرية ثالثة أيام ‪ ،" ...‬ي ظر‪ :‬عبد امل عم‬
‫ا مريي ‪ ،‬الروض املعطار خرب آقطار ‪ ( ،‬قيق ‪ :‬إحسان عباس ) ‪ ،‬ط‪1‬؛ بريوت ‪ :‬مكتبة لب ان ‪ ، 1974 ،‬ص ‪. 145‬‬
‫‪ 5‬مد زي هم ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 24‬‬
‫حسني مؤنس ‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 99‬‬ ‫‪6‬‬

‫شرقي آندلس ‪ ...‬و الغالب عليها ا بال و القالع و ا صون ‪ ،‬وأكثر أرضها مسكونة‬ ‫‪7‬صقلية ‪" :‬جزيرة على شكل مثلث ‪ ...‬و هي‬
‫مزروعة ‪ ....‬و ليس هبا مدي ة مشهورة معروفة غري بيلرم ‪ ، " ...‬ي ظر‪ :‬ابن حوقل ‪ ،‬صورة آرض ‪ ،‬بريوت ‪ :‬م شورات دار مكتبة ا ياة ‪،‬‬
‫‪1992‬م ‪ ،‬ص ‪. 113‬‬

‫‪14‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫حني أس دت امل اصب اهلامة للموا وللسكان آصليني‬ ‫مث نقل ا يش العريب بكامله إليها ‪،‬‬
‫فتح‬ ‫البعيدين كل البعد عن أي طموح سياسي فشغلت بذلك القوات العربية لفرتة طويلة‬
‫صقلية ( ‪212‬هـ ‪290 -‬هـ ‪827 /‬م– ‪902‬م )‪. 1‬‬
‫هـ‬
‫العهد آغليب إبراهيم بن أمحد بن مد بن آغلب (‪261‬‬ ‫و ميثل عصر االستبداد و التدهور‬
‫‪289 -‬هـ ‪874 /‬م– ‪902‬م) إذ يعترب عهد بداية ال هاية للدولة آغلبية ‪ ،‬فقد فسد فكر بعد‬
‫مدة من حكمه ‪ ،‬و ثارت أطراف البالد على ظلمه و تقلص حكمهم‪ ، 2‬فأعلن إبراهيم ليه عن‬
‫امللك الب ه أيب العباس عبد اهلل ( ‪289‬هـ ‪290 -‬هـ ) الذي مل كم إال س ة واحدة ‪ ،‬إذ قتله‬
‫بعض خدمه ‪ ،‬فتو بعد اب ه زيادة اهلل الثالث ( ‪290‬هـ ‪296 -‬هـ ‪902 /‬م– ‪909‬م ) خامتة‬
‫أمراء آغالبة‪. 3‬‬

‫أيامها‪،‬‬ ‫حكم إفريقية من أسرة ب آغلب أحد عشر أمريا و لكن رغم قصر مدة االستقرار‬
‫إرساء أسس إفريقية السياسية و ظهور شخصيتها مبا متيزت به من‬ ‫فإهنا تعترب صاحبة الفضل‬
‫خصائص ‪.‬‬

‫مث إن ب آغلب كانت فيهم عروبة صادقة ‪ ،‬و اهتمام بشؤون العلم و ا ضارة و امل شآت ‪،‬‬
‫مجلته ‪ ،‬رغم كثرة حروبه و اضطراباته ‪ ،‬خريا على إفريقية ‪ ،‬و خطوة واسعة إ‬ ‫فكان العصر‬
‫بقاء املغرب اإلسالمي‪.4‬‬ ‫آمام‬

‫بالد الغرب اإلسالمي ‪ ،‬ط‪ 1‬؛ بريوت ‪ :‬دار املدار اإلسالمي ‪ ، 2003 ،‬ص ‪. 37‬‬ ‫‪ 1‬بشري رمضان التليسي ‪ ،‬اال اهات الثقافية‬
‫حسني مؤنس ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 100‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬ابن عذارى ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 179‬ي ظر أيضا ‪ :‬حسني مؤنس ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ص ‪. 111 ، 107‬‬
‫‪ 4‬حسني مؤنس ‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪. 99 ، 98‬‬

‫‪15‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫ب) ‪-‬الـثـقـافـيـة‪:‬‬

‫إهتم آغالبة با انب الثقا و الفكري‪ ، 1‬فشهدت ا ياة العلمية ازدهارا كبريا‪ ، 2‬و مرد ذلك‬
‫إ شخصية مؤسسها إبراهيم بن آغلب الذي كان حافظا للقرآن الكرمي ‪ ،‬فقيها عاملا مؤيدا‬
‫ملذهب أهل الس ة ‪ ،‬كثري الزيارات لشيخه الذي تتلمذ على يديه " الليث بن سعد "‪ ،3‬كما كان‬
‫ا امع آكرب ب فسه ‪ ،‬و يعرف حق العلم و أهله‪ ، 5‬وهذا ما قرب‬ ‫شاعرا خطيبا‪ ،4‬يلي الصالة‬
‫بي ه و بني الفقهاء و أكسبه تأييد ال اس فا ذ من الفقهاء مستشارين له كانوا خري عون له‬
‫ضبط أمور الدولة ‪ ،‬و دفعها إ طريق العلم و ا ضارة و الرقي‪ ، 6‬أما خلفه فلم يكونوا على‬
‫دواوي هم الس‬ ‫ثقافته و اهتمامه ‪ ،‬إال أهنم كانوا يفزعون إ العلماء ع د ا اجة ‪ ،‬و يعقدون‬
‫امل اسبات املختلفة‪. 7‬‬ ‫امل اظرة و املذاكرة ‪ ،‬كما كانوا يقومون بزيارة دور العباد ‪ ،‬و العلماء‬

‫إقامة و تثبيت دعائم االستقرار فقد متكن‬ ‫و كان للمذهب الس و شيوخه نصيب كبري‬
‫الفقهاء مبعاونة أمراء آغالبة من إخراج املخالفني من بالد إفريقية‪. 8‬‬

‫يوسف بن أمحد حوالة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 110‬‬ ‫‪1‬‬

‫القريوان ‪ ،‬ط‪ 1‬؛ الرياض ‪ :‬الدار العاملية للكتاب اإلسالمي ‪1411،‬هـ ‪ ،‬ص‪. 66‬‬ ‫حسني بن مد شواظ ‪ ،‬مدرسة ا ديث‬ ‫‪2‬‬

‫اللّيث بن سعد ‪ :‬بن عبد الرمحان الفهمي أبو ا ارث املصري ‪ ،‬أحد آعالم ‪ ،‬روى عن الزهري و عطاء و نافع و روي ع ه ابن املبارك‬ ‫‪3‬‬

‫تاريخ‬ ‫وآخرون ‪ ،‬كان ثقة كثري ا ديث ‪ ،‬نبيال سخيا ‪ ،‬تو القضاء مبصر ‪ ( ،‬ت ‪175‬هـ ) ي ظر ‪ :‬جالل الدين السيوطي ‪ ،‬حسن احملاضرة‬
‫مصر و القاهرة ‪ ( ،‬قيق ‪ :‬مد إبراهيم ) ‪ ،‬ط‪ 1‬؛ اإلسك درية ‪ :‬دار إحياء الكتب العربية ‪ ، 1967 ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪. 301‬‬
‫‪ 4‬ابن وردان ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 34‬‬
‫حسني بن مد شوا ظ ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 66‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪6‬ابن وردان ‪ ،‬املصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 34‬‬


‫‪ 7‬حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 66‬‬
‫‪ 8‬ابن وردان ‪ ،‬املصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 35‬‬

‫‪16‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫و تفوقت الدراسات الشرعية و على وجه ا صوص الفقه ‪ ،‬لدرجة أنه أصبحت ه اك مدرسة‬
‫فقهية إفريقية إ جانب مدارس العراق‪ ، 1‬و آندلس‪، 2‬و ملا كانت اإلمارة آغلبةامتداد فكري و‬
‫حضاري للخالفة العباسية ‪ ،‬فكان من الطبيعي أن تأخذ هذ اإلمارة بتقاليد دار ا الفة‬
‫تشريع آحكام‪ ،3‬و كان آمراء آغالبة مييلون إ املذهب ا في ‪،‬‬ ‫املذاهب و العقائد و‬
‫وهذا ما أحدث نفرة بني علماء املالكية و بني آمراء‪ ، 4‬و قد كانت املشيخة املالكية تتمتع‬
‫بغداد ة القول لق القرآن دعا إليها بعض أمراء‬ ‫با ـا والتـقـديـر ع د العامة‪ ، 5‬فلما حدثت‬
‫القريوان و كتبوا السجالت بذلك ‪ ،‬و قرئت على امل ابر ‪ ،‬و امتحن بسببها كبار علماء القريوان‬
‫و أمحد بن يزيد‬ ‫مثل ‪ :‬موسى بن معاوية الصمادحي (ت ‪225‬ه‪840/‬م)‬
‫(ت‪284‬ه‪897/‬م)و مها من جلة دثي القريوان ‪ ،‬كما امتحن بسببها اإلمام سح ون (ت‬
‫‪240‬ه‪854/‬م)‪ ، 6‬وكان أكثر أمراء آغالبة مييلون إ تعيني القضاة ا فية ‪ ،‬و هؤالء غالبا ما‬
‫ي كلون بالعلماء املدنيني ‪ ،‬مثل مد بن عبدون‪ 7‬الذي امتحن على يديه مجاعة من الفقهاء‬
‫املالكية‪.8‬‬

‫‪1‬العراق ‪ :‬مجع عرق و مسي عراقا ٓنه دنا من البحر و فيه سباخ و شجر ‪ ،‬و قيل شاطئ البحر ‪ ،‬و مسي العراق عراقا ٓنه على شاطئ دجلة‬
‫والفرات ‪ ،‬و قيل مأخوذ من عروق ا لشجر ‪ ،‬و العراق وسط الدنيا ‪ ،‬و مستقر املمالك ‪ ،‬و فيه الرافدان ‪ ،‬و القواعد العظيمة و آعمال الشرفة ‪،‬‬
‫ي ظر ‪ :‬ياقوت ا موي ‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار صادر ‪1977 ،‬م ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص ‪ ، 93‬ي ظر أيضا ‪ :‬عبد امل عم ا مريي ‪ ،‬املصدر السابق ‪،‬‬
‫ص ‪. 410‬‬
‫األندلس ‪..." :‬و أما ُّ‬
‫الغريب من املغرب فهو آندلس و آندلس بلدان عريضة كثرية املدن خصبة واسعة و مدي تها العظمى تسمى قرطبة و هي‬ ‫‪2‬‬

‫وسطها ‪ ،‬و الذي يط بآندلس البحر احمليط ‪ ،‬مث يطوف ر الروم إ أرض إفر ة"‪ ،‬ي ظر‪ :‬اإلصطرخي ( املعروف بالكرخي ) ‪،‬‬ ‫من آندلس‬
‫مسالك املمالك ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار صادر ‪1927 ،‬م ‪ ،‬ص ‪ . 31‬يوسف بن امحد ا والة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫عبد العزيز نقبيل ‪ ،‬شعراء املغرب آوسط ال ازحون إ القريوان قبل خراهبا ‪ ،‬دراسة موضوعاتية ف ية ‪ ،‬رسالة ماجستري ‪ ،‬مرقونة ‪ ،‬جامعة ا اج‬ ‫‪3‬‬

‫ضر – بات ة ‪2008 ، -‬م ‪2009 ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 33‬‬


‫‪ 4‬حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 67‬‬
‫‪ 5‬عبد العزيز نقبيل ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 33‬‬
‫‪ 6‬ستأيت ترمجة هؤالء آعالم املبحث الثا ‪ ،‬حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 67‬‬
‫قضائه قد استطال على‬ ‫‪7‬محمد بن عبدون ‪ :‬أبو العباس بن عبدون القاضي كان حافظا ملذهب أيب ح يفة وال إبراهيم القضاء مث عزله و كان‬
‫طبقة املدنيني ‪ ،‬ي ظر ‪ :‬ا ودي ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص‪. 84‬‬
‫‪ 8‬حسن بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 76‬‬

‫‪17‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫ذلك مبا فعله‬ ‫املقابل كان علماء املالكية يرفضون كل عرض وظيفي من آمراء متأسني‬ ‫و‬
‫اإلمام مالك‪ ، 1‬من البعد عن السلطان توقريا للعلم و رفعا لشأنه ‪ ،‬و من قبل م هم القضاء إمنا‬
‫قبله بعد أن يراود عليه مدة طويلة و بعد أن يشرتط شروطا يستوثق معها قيامه بالعدل كما فعل‬
‫‪3‬‬
‫عسىي بن مسكني‪ 2‬و غري ‪.‬‬

‫حيث فرض هؤالء املشيخة املالكية رقابة على حركة التأليف ( ال شاط الفكري و التأليفي )‪ ،‬من‬
‫ذلك تفريق حلق أصحاب اال اهات " املبتدعة " من جامع عقبة‪ ، 4‬و من مظاهر تلك الرقابة‬
‫ا صار الفكري الذي ضربه علماء املالكية على الفيهم و قساوة أحكام قضاهتم على من يـُتهم‬
‫دراسته‪ ، 5‬فهي تقتصر أساسا‬ ‫بالزندقة‪ ،‬إ جانب نوعية املواد ال ميكن أن يتلقاها الطالب‬
‫ال جوم‬ ‫مقدمتها الفقه املالكي أما بقية العلوم فبعضها رم مثل ال ظر‬ ‫على العلوم الدي ية ‪ ،‬و‬
‫‪ ،‬و بعضها مكرو مثل علم آنساب ‪ ،‬و بعضها مباح للصبيان لكن دون اإلكثار م ه مثل‬
‫ا ساب و العربية ‪ ،‬و ا ط ‪ ،‬و مجيع ال حو ‪ ،‬و الشعر ‪ ،‬أما علم الكالم فلم يلق الع اية الفائقة‬
‫باستث اء بعض املؤلفات‪. 6‬‬

‫‪1‬اإلمام مالك بن أنس ‪ :‬بن مالك بن أيب عامر اليصبحي أبو عبد اهلل املد ‪ ،‬إمام دار اهلجرة ‪ .‬روي عن غري واحد من التابعني و حدث ع ه‬
‫خلق من آئمة ‪ ،‬م هم ابن املبارك و آوزاعي ‪ ،‬م اقبه و فضائله كثرية جدا ‪ .‬بلغ تسعني س ة و دفن بالبقيع ( ‪179‬هـ ) ‪ ،‬ي ظر ‪ :‬ا افظ ابن كثري‬
‫‪ ،‬البداية و ال هاية ‪ ( ،‬قيق ‪ :‬عبد اهلل بن عبد احملسن الرتكي ) ‪ ،‬ط‪ 1‬؛ الرياض‪ :‬دار هجر ‪ ، 1998 ،‬ج‪ ، 13‬ص ‪ 599‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪2‬عيسى بن مسكين‪ :‬ستأيت ترمجته املبحث الثا ‪.‬‬
‫‪ 3‬الدباغ‪ ( ،‬ابن ناجي الت وخي ) ‪ ،‬معامل اإلميان معرفة أهل القريوان ‪ ( ،‬قيق ‪ :‬مد آمحدي أبو ال ور ‪ ،‬مد ماضور) ‪ ،‬ط‪ 2‬؛ مصر ‪:‬‬
‫مكتبة ا ا ي ‪1968 ،‬م ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪ 84‬و ما بعدها ‪ ،‬ملزيد من التفصيل ي ظر ‪ :‬ا ودي ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ 72‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫قلب مدي ة القريوان بني ‪ 50‬و ‪55‬هـ ‪ ،‬امتد جامع عقبة على مساحة واسعة ‪ ،‬و كان هيئة‬ ‫‪4‬جامع ُعقبة ‪ :‬ب عقبة بن نافع املسجد ا امع‬
‫ه دسية عمارية متطورة ‪ ،‬ح قيل ‪ " :‬مل ينب عقبة مدي ة هلا جامع ‪ ،‬بل ب جامعا له مدي ة " ‪،‬مت ديد ب اء عدة مرات‪ ،‬ي ظر ‪ :‬وى عثمان ‪،‬‬
‫مساجد القريوان ‪ ،‬ط‪ 1‬؛ دمشق ‪ ،‬دار عكرمة ‪ ، 2000 ،‬ص ‪ 65‬وما بعدها‪.‬‬
‫ابن أيب دي ار ‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ، 48‬ي ظر أيضا ‪ :‬م الدين اهل تا ‪ ،‬املذهب املالكي بالغرب اإلسالمي ‪ ،‬تونس ‪ :‬ترب الزمان ‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ ،2004‬ص ‪. 146‬‬
‫م الدين اهل تا ‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 149‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪18‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫وتطورت العلوم العربية بكل فروعها‪،‬وبرز الشعراء وا طباء والكتاب وعلماء اللغة وال حو‪،‬فعُد‬
‫عصر االغالبة بداية ازدهار االدب بالد املغرب االسالمي‪،‬حيث ظهر عدد من آدباء ميكن‬
‫بدايتها ‪ ،‬و كان من بني أمراء آغالبة أنفسهم‬ ‫اعتبارهم على قلتهم ‪ ،‬ممثلني ملظاهر هنضة أدبية‬
‫‪1‬‬
‫شعراء ‪ " ،‬كإبراهيم بن آغلب مؤسس الدولة و حفيد أبو العباس (‪226‬ه‪840/‬م) " ‪.‬‬

‫عوامل االزدهار الفكري و العلمي ‪:‬‬

‫إهتم آغالبة بانشاء ا واضر الثقافية ( املدن ) ل شر ا ضارة اإلسالمية و دعم ال شاط الفكري‬
‫ش العلوم و الف ون و اآلداب ‪ ،‬الذين نشأوا‬ ‫و العلمي فكانت القريوان آنذاك غاصة بالعلماء‬
‫فيها و العلماء الوافدين إليها ل شر العلم فقصدها الطالب من تلف بقاع العامل اإلسالمي ‪ ،‬و‬
‫تلف املذاهب‬ ‫إفريقية املذهبان املالكي و ا في كما برز عدد من الفقهاء‬ ‫اجتمع يومئذ‬
‫‪2‬‬
‫آخرى ‪.‬‬

‫أبرز الحواضر الثقافية ‪:‬‬

‫رقادة ‪ :‬حاضرة ب اها ابراهيم بن أمحد االغليب س ة ‪263‬هـ ‪867 /‬م تقع غرب القريوان حيث‬
‫انتقل إليها ا هاز اإلداري للدولة االغلبية ‪ ،‬و الف العباسة‪ 3‬فإنرقادة عرفت توافد عدد كبري من‬
‫هـ‬
‫أهل العلم و الثقافة لإلقامة فيها فأصبحت مركزا ثقافيا هاما ح سقوط الدولة آغلبية (‪296‬‬

‫عبد العزيز نقبيل ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 34‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬عبد العزيز نقبيل ‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 33‬‬


‫‪3‬العباسة ‪ :‬مدي ة ب اها إبراهيم بن آغلب قرب القريوان نسبها إ ب العباس ‪ ،‬ب اها لالحتماء هبا من أي ثورة ‪ ،‬و جعل فيها املسجد ا امع‬
‫وا مامات و آسواق و الف ادق ‪ ،‬ي ظر ‪ :‬البكري ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 29‬ي ظر أيضا ‪ :‬ياقوت ا موي ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪، 75‬‬
‫يوسف بن أمحد حوالة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 155‬‬

‫‪19‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪909 /‬م )‪ ، 1‬و انشأ فيها إبراهيم بن أمحد بيت ا كمة كمؤسسة علمية مستقلة تتميز بإعراضها‬
‫‪2‬‬
‫عن العلوم الفقهية ‪ ،‬و اهتمامها بالفلسفة ‪ ،‬و الطب ‪ ،‬و الفلك ‪ ،‬و الرتمجة ‪ ،‬وا ساب وغريها‪.‬‬

‫سوسة ‪ :‬مدي ة ساحلية تقع ج وب مدي ة تونس و شرق القريوان ‪،‬اعت آغالبة بتعمريها وإنشاء‬
‫الكثري من املؤسسات العسكرية و اإلدارية و الدي ية هبا لكوهنا مرفأ مدي ة القريوان ‪ ،‬وما ميز مدي ة‬
‫البحر املتوسط‬ ‫سوسة هو قيامها بدور ا هاد البحري با ا صقلية و غريها من املوانئ البيزنطية‬
‫الرباطات بقصد التعبد واملشاركة‬ ‫فهاجر إليها عدد كبري من العباد و الزهاد الذين أقاموا‬
‫اجملهود ا ريب ‪ ،‬و االشتغال بتدارس آدب و العلوم الدي ية فيما بي هم ‪ ،‬فكان هلمدور كبري‬
‫‪4‬‬
‫ال هوض بالدراسات الشرعية‪ 3.‬كما جدد آغالبة مسجد عقبة بن نافع و مسجد الزيتونة ‪.‬‬

‫امليدان الثقا ‪ ،‬فأ بت أعالما تفوقوا أدبيا‬ ‫و كانت عاصمة الزاب طب ة‪ ، 5‬ت افس القريوان‬
‫مثل‪ :‬مدبن حسني الطب (‪ 415‬ه‪1024/‬م)‪،‬وأيب الفضل عطيةالطب (‪532‬ه‪1137/‬م) ‪،‬‬
‫هذا العصر أن ثقافتهم كان يغلب عليها الطابع الدي ‪ ،‬فال د شاعرا إال و كان‬ ‫ومما يالحظ‬
‫فقيها أو دثا ‪ ،‬فكان شعرهم شعر فقهاء ‪ ،‬ولعل أبرزهم الشاعر بكر بن محاد التاهريت‬
‫(‪296‬ه‪980/‬م) الذي تفقه بالقريوان و تقرب من أمراء ب آغلب ومدح آمري إبراهيم بن‬
‫‪6‬‬
‫أمحد آغليب (‪ 242‬ه‪856/‬م) ‪.‬‬

‫بالد املغرب اإلسالمي على عهد الدول املستقلة ( ‪296 – 140‬هـ ‪757 /‬م– ‪909‬م ) ‪.‬‬ ‫بلقاسم جدو ‪ ،‬تطور العلوم ال قلية و العقلية‬ ‫‪1‬‬

‫رسالة ماجستري ‪ ،‬جامعة ا اج ضر ‪ ،‬بات ة ‪2013 ،‬م ‪2014 /‬م ‪ ،‬ص ‪ ، 8‬ي ظر أيضا ‪ :‬حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 68‬‬
‫م الدين اهل تا ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 146‬‬ ‫‪2‬‬

‫بلقاسم جدو ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪. 9 ، 8‬‬ ‫‪3‬‬

‫العهد ا فصي‬ ‫العصور اإلسالمية آو ب ا إمساعيل بن عبيد آنصاري ( تاجر اهلل ) س ة ‪93‬هـ ‪ ،‬وحول‬ ‫‪4‬مسجد الزيتونة ‪ :‬مسجد ب‬
‫إ مسجد جامع ‪ ،‬كان أهل القريوان يقيمون ا معة فيه ع د ما رى اعمال ترميم و إصالح امع عقبة ‪،‬ي ظر‪ :‬ابن وردان ‪ ،‬املصدر السابق ‪،‬‬
‫ص ‪ ، 36‬وى عثمان ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪، 151‬‬
‫وسط الزاب ‪ ،‬و هبا ي زل الوالة ‪ ،‬ي ظر‪ :‬اليعقويب ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 141‬ي ظر أيضا ‪ :‬البكري‪،‬‬ ‫‪5‬طب ة ‪ :‬مدي ة الزاب العظمى ‪ ،‬و هي‬
‫املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 172‬‬
‫عبد الرمحان ا يال ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 270‬عبد العزيز نقبيل ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 34‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪20‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫مما ساعد على ازدهار ا ركة العلمية و انتشارها بني تلف الطبقات اإلقبال املتزايد للعامة‬
‫اجملتمع القريوا ‪ ، 1‬فربز عدد‬ ‫على طلب العلم و املعرفة ‪ ،‬و تعاظم دور العلماء و مكانتهم‬
‫‪2‬‬
‫ال هضة الفقهية للمذهب املالكي الس ‪.‬‬ ‫كبري من العلماء و الفقهاء الذين أدوا دورا هاما‬

‫الرحالت العلمية ‪:‬‬

‫إثراء التبادل الثقا و الفكري‬ ‫سامهت الرحالت العلمية املتعددة بني املشرق و املغرب‬
‫بشكل كبري ‪.‬‬

‫إذ أقبل علماء املشرق إ إفريقية ‪ ،‬كما ار ل علماء من القريوان إ املشرق ‪ ،‬و كان من عاداهتم‬
‫أهنم يرحلون ملالقاة العلماء و آخذ ع هم ‪3.‬فكانت تشد الرحال إ املشرق قصد ا صول على‬
‫العلم و الفقه من م ابعه آصلية و ممن صاحب آئمة الكبار ‪ ،‬و كانت العراق وا جاز‬
‫التحصيل العلمي و التفقه واالستزادة ‪ ،‬و كانت م اسبة ا ج فرصة‬ ‫واضرها م تهى من يرغب‬
‫‪4‬‬
‫للرحلة العلمية ال تبدأ غالبا عرب مصر ‪.‬‬

‫المص فات ( حركة التأليف )‪:‬‬

‫ت شيط ا ركة الثقافية الفكرية ‪ ،‬فقد بدأت‬ ‫كان ركة التأليف و التص يف دور كبري‬
‫املص فات ا ديثة تدخل إفريقية ‪ ،‬و أقبل أهل القريوان على التص يف‪ ، 5‬فألف املشيخة املالكية‬

‫مد بن سح ون ‪ ،‬آجوبة ‪ ( ،‬قيق ‪ :‬حامد العلو ) ‪ ،‬ط‪ 1‬؛ بريوت ‪ ،‬دار ابن حزم ‪2011 ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 29‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬ابن وردان ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 39‬‬


‫مد بن سح ون ‪ ،‬املصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 29‬‬ ‫‪3‬‬

‫عهد آغالبة و الرمسيني خالل القرنني ‪3 – 2‬هـ ‪9 – 8 /‬م ‪ .‬رسالة ما جستري ‪ ،‬جامعة أيب بكر بلقايد–‬ ‫مد عليلي ‪ ،‬اإلشعاع الفكري‬ ‫‪4‬‬

‫تلمسان ‪2007 ، -‬م– ‪2008‬م ‪ ،‬ص ‪. 74‬‬


‫حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 68‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪21‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫الفقه و آحكام ‪ ،‬و علم الفرائض‪ ، 1‬و ا دل‬ ‫بصفة خاصة الكتب الدي ية ‪ ،‬و العلمية‬
‫‪2‬‬
‫إفريقية و غريها‪.‬‬ ‫وآداب امل اظرة خدمة للمجتمع و تدعيما و نشرا للمذهب املالكي وترسيخه‬

‫ا ديث ‪ ،‬و رتب اإلمام‬ ‫فص ف ىي بن سالم ( ت ‪200‬هـ‪ 3)815 /‬تفسري و جامعه‬
‫سح ون املدونة‪ 4‬و ذيل مسائلها بأحاديث ‪ ،‬و ص ف مد بن سح ون‪5‬شرحا على املوطأ‬
‫ا ديث و غري ذلك ‪ ،‬كما امتألت ا صون و احملارس بالعلماء و العباد و املرابطني ‪،‬‬ ‫ومست دا‬
‫‪6‬‬
‫حيث ب آغالبة أكثر من ثالثني ألف معقل ‪ ،‬و هبذا تكاملت جوانب ا ياة العلمية بإفريقية ‪.‬‬

‫ت شيط ا ركة الثقافية و الفكرية و ذلك من خالل‬ ‫كما ال نغفل دور الوراقني و ال ساخ‬
‫ت قلهم بني املدن و ا واضر اإلسالمية رية مطلقة ‪ ،‬مما أدى إ انتشار الكتب ال كان يتهلف‬
‫طالب العلم على حيازهتا‪ ، 7‬مع العلم أن الكثري من طالب العلم كانوا من أب اء الطبقة املوسرة ‪،‬‬

‫أفعال املكلفني بالوجوب و ا ذر ‪ ،‬و هي متلقاة من الكتاب و الس ة وما نصبه الشارع ‪...‬‬ ‫‪1‬الفقه و علم الفرائض ‪ :‬الفقه معرفة أحكام اهلل‬
‫و كمل الفقه و أصبح ص اعة و علما ‪ ....‬أما علم الفرائض فهو معرفة فروض الوراثة و تصحيحي سهام الفريضة ‪ ...‬و هو تاج إ ا ساب‬
‫تاريخ العرب‬ ‫وجعلو ف ا مفردا ‪ .‬و لل اس فيه تأليف كثرية أشهر ما ع د املالكية ‪ ،‬ي ظر ‪ :‬ابن خلدون عبد الرمحان ‪ ،‬العرب و ديوان املبتدأ و ا رب‬
‫و الرببر و من عاصرهم من ذوي الشأن آكرب ‪ ( ،‬قيق‪ :‬سهيل زكار ) ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار الفكر ‪ ، 2001 ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪ 563‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫مد بن سح ون ‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪. 30‬‬ ‫‪2‬‬

‫" الثقات " ‪ ...‬صار إ إفريقية و سك ها‬ ‫‪3‬يحيى بن سالم‪ :‬البصري حدث باملغرب عن مالك و سفيان الثوري و مجاعة ‪ ،‬و ذكر ابن حيان‬
‫و حج م ها ‪ ،‬و كان من ا فاظ ‪ ،‬تو س ة ‪200‬هـ ‪ ،‬ي ظر ‪ :‬ا افظ بن حجر العسقال ‪ ،‬لسان امليزان ‪ ( ،‬اعت به ‪ :‬سلمان عبد الفتاح أبو‬
‫غدة ) ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار البشائر اإلسالمية ‪2002 ،‬م ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص ‪ 447‬وما بعدها ‪.‬‬
‫المدونة ‪ :‬مجع فيها سح ون مسائل الفقه على مذهب مالك بن أنس ‪ ،‬طوطاهتا و شروحاهتا و تصراهتا كثرية ‪ ،‬و تعترب كتابا أساسيا لتعليم‬
‫ّ‬
‫‪4‬‬

‫الفقه املالكي فاس ‪ ،‬ي ظر ‪ :‬حسن حس عبد الوهاب ‪ ،‬كتاب العمر املص فات و املؤلفني التونسيني ‪ ( ،‬مراجعة ‪ :‬مد العروسي املطوي ‪،‬‬
‫بشري بكوش ) ‪ ،‬ط‪ 1‬؛ بريوت‪ :‬دار الغرب اإلسالمي ‪ ، 1990 ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪ ،586‬ي ظر أيضا ‪ :‬كارل بروكلمان ‪ ،‬تاريخ آدب العريب ‪( ،‬ترمجة‪:‬‬
‫عبد ا ليم ال جار ) ‪ ،‬ط‪ 1‬؛ مصر ‪ :‬دار املعارف ‪ ، 1974 ،‬ج‪ 3‬ص ‪ 282‬وما بعدها‪.‬‬
‫املبحث الثا ‪.‬‬ ‫مد بن سح ون ‪ :‬ستأيت ترمجته بالتفصيل‬ ‫‪5‬‬

‫حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪. 69 ، 62‬‬ ‫‪6‬‬

‫مد عليلي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 74‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪22‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫انتقال ص اعة الورق و الكاغد وا رب من‬ ‫و التجار ‪ ،‬و أصحاب الضياع‪ ، 1‬كما مهدت الوراقة‬
‫‪2‬‬
‫انتشار العلوم و املعارف ‪.‬‬ ‫بغداد إ القريوان مما شجع ا انب العلمي‬

‫تاريخ إفريقية ‪ ،‬حيث انتقلت‬ ‫على أن العصر آغليب رغم قصر ميثل مرحلة انتقالية حامسة‬
‫إفريقية من إقليم مضطرب غري واضح املعامل ‪ ،‬و ال دد التكوين البشري و الفكري إ بلد‬
‫‪3‬‬
‫إمارة واضحة املعامل و السمات ‪ ،‬هلا حواضرها الزاهرة و مدائ ها العامرة ‪ ،‬تزي ها امل شآت الكثرية‪.‬‬

‫ج)‪-‬اإلجتماعية ‪:‬‬

‫إفريقية ال يصفها صاحب كتاب "المؤنس‬ ‫كان من حظ " محمد بن سح ون " أن نشأ‬
‫في أخبار إفريقية و تونس " قائال ‪ ... " :‬و إفريقية إقليم عظيم ‪ ،‬مجع احملاسن ا ميلة ‪ ،‬والفوائد‬
‫ا ليلة ‪ ،‬و املدن العظيمة ‪ ،‬و املزارع الكرمية ‪ ،‬و امليا العذبة ‪ ...‬و مجيع ما تاج إليه ‪ ،‬و تقبل‬
‫‪4‬‬
‫ال فوس عليه‪.‬‬

‫عهد " محمد بن سح ون" حسب ما وصل إليه الباحث‬ ‫ما يالحظ على ا ياة العامة‬
‫املصري "حسين مؤنس " أن ا روب و الصراعات بني رجال السياسة مل تك متس ا ياة‬
‫طريقها دون تأثر أو اكرتاث مبا دث بني رجال‬ ‫االجتماعية للبالد ‪ ،‬ال كانت حسبه ماضية‬
‫‪5‬‬
‫املدن أو املزارع ‪.‬‬ ‫ا كم باستث اء حاالت ا روب و القتال ال كانت تدور رحاها‬

‫تكون اجملتمع القريوا من ع اصر و فئات عديدة ميكن أن صرهم فيما يلي‪:‬‬

‫حسني مؤنس ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 133‬‬ ‫‪1‬‬

‫مد عليلي ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 75‬‬ ‫‪2‬‬

‫حسني مؤنس ‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 113‬‬ ‫‪3‬‬

‫ابن أيب دي ار ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ص ‪. 16 ، 15‬‬ ‫‪4‬‬

‫حسني مؤنس ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 111‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪23‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫أ)‪-‬الع اصراالجتماعية‪:‬‬

‫‪ -1‬المسلمون ‪:‬‬

‫‪ -‬البربر ‪ :‬سكان البالد آصليون ‪ ،‬و ي قسمون إ طائفتني ‪ :‬طائفة الرببر ا ضر املعروفني‬
‫بالربانس الذين يسك ون ال واحي ا صبة و السفوح املزروعة ‪ ،‬و هؤالء يعملون بالزراعة والص اعة‬
‫نتيجة التصاهلم ضارة القرطاجيني و الْتني والبحر املتوسط ‪ ،‬و طائفة الرببر البدو املعروفني‬
‫الصحاري و الواحات ‪ ،‬و هؤالء يعيشون على الرعي و ميلون إ اإلغارة‬ ‫بالبرت الذين يقيمون‬
‫‪1‬‬
‫على ما اورهم من نواحي العمران ‪.‬‬

‫صورة‬ ‫‪ -‬العرب ‪ :‬الذين مت على أيديهم الفتح و نشر اإلسالم ‪ ،‬فقد دخلوا إ بالد املغرب‬
‫جيوش فا ة ‪ ،‬مث قت هبم مجاعات أخرى من ا د و املهاجرين العرب مع استمرار حركة‬
‫الفتح‪ ،‬و قت هبم مجاعات أخرى ‪ ،‬و هؤالء مجيعا تكون م هم ما يعرف بالعرب البلديني ‪ ،‬أي‬
‫عرب إفريقية الذين استمروا فيها و اعتربوها وط ا هلم دون أن يتخلوا عن عروبتهم ‪ ،‬مث قاموا بعد‬
‫ذلك مبهمة التعليم و التعريب ‪ .‬و كانت إدارة البالد بأيديهم و هم قبائل ش ‪ ، 2‬و قد ذكرهم‬
‫مدي ة القريوان أخالط من ال اس من قريش و من سائر بطون العرب‬ ‫"اليعقوبي" قائال ‪ " :‬و‬
‫‪4‬‬
‫اجملتمع القريوا ‪.‬‬ ‫من ُمضر و ربيعة و قحطان ‪3" ...‬و انصهر الع صر العريب‬

‫ابن خلدون ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ج‪ ، 6‬ص ‪ 139‬و ما بعدها ‪ ،‬ابن وردان ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 22‬حسني مؤنس ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 28‬و ما بعدها ‪.‬‬


‫ابن وردان ‪ ،‬املصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪ ، 22‬حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 110‬‬ ‫‪2‬‬

‫اليعقويب ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 137‬‬ ‫‪3‬‬

‫مود امساعيل ‪ ،‬آغالبة ( سياستهم ا ارجية ‪184‬هـ ‪296 -‬هـ ) ‪ ،‬ط‪ 1‬؛ اهلرم ‪ :‬عني للدراسات و البحوث اإلنسانية واالجتماعية‪،2000 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫ص ‪. 39‬‬

‫‪24‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫إفريقية التصاهر بني العرب و الرببر ‪ ،‬و أدى إ التمازج و تقوية الروابط االجتماعية‬ ‫شاع‬
‫‪1‬‬
‫بني الع صرين ‪.‬‬

‫‪ -2‬أهل الذمة ‪:‬‬

‫‪ -‬الروم ‪ :‬غالبيتهم من البيزنطيني الذين ُوجدوا البالد و كانوا ُحكاما هلا ‪ ،‬و مع الفتح‬
‫اإلسالمي اختفى معظمهم و بقيت م هم مجاعات تقيم السواحل و املدن و خاصة‬
‫‪4‬‬
‫قرطاجة‪2‬و بعض بالد ا ريد‪ ، 3‬و ثلة أخرى م هماعت قوا اإلسالم وامتزجوا مع سكان البالد ‪.‬‬

‫وقت مبكر ‪ ،‬و كانت هلم صلة‬ ‫القريوان‬ ‫و متكن ال صارى ( الروم ) من ب اء ك يسة هلم‬
‫‪5‬‬
‫بالسالطني ‪ ،‬و وقعت بي هم و بني املسلمني م اظرات ‪.‬‬

‫‪ -‬اليهود ‪ :‬أما اليهود فيبدو أن عددهم كان أكرب و كانوا يتمتعون بتسامح تام ‪ ،‬و كانت عالقة‬
‫القريوان‬ ‫آسرة املسلمة با ار اليهودي تتسم بالصداقة و الود و حسن ا وار ‪ ،‬و كان هلم‬
‫لسكاهنم يسمى اليهودية ‪ ،‬و هلم مقابر خاصة ‪ ،‬كما اختصوا بسوق أيضا ‪ ،‬و كان‬
‫حي خاص ُ‬
‫اليهود يؤدون شعائرهم الدي ية رية تامة ‪ ،‬و كانت ترد عليهم آسئلة من يهود آندلس ومصر‬
‫ذلك مص فات‪.‬‬ ‫والعراق ‪ ،‬كما أقبل اليهود على دراسة الطب و الفلك و هلم‬

‫حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 110‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬قرطاجة ‪ :‬مدي ة عتيقة ‪ ،‬يط هبا عدد كثري من ا دائق املليئة بالثمار ‪ ،‬و سكاهنا فقراء يشتغلون بزراعة ا ضر و ا بوب‪ ،‬ي ظر‪ :‬ا سن الوزان‪،‬‬
‫وصف إفريقية ‪ ( ،‬ترمجة ‪ :‬مد حجي ‪ ،‬مد آخضر ) ‪ ،‬ط‪ 2‬؛ بريوت ‪ :‬دار الغرب اإلسالمي ‪1983 ،‬م ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪. 69‬‬
‫‪3‬بالد الجريد ‪ُ :‬مسيت كذلك لكثرة ال خيل هبا ‪ ،‬و هي مدن كثرية و أقطار واسعة و عمائر متصلة كثرية ا صب و التمر والزيتون و الفواكه ومجيع‬
‫ا ريات ‪ ،‬و هي آخر بالد إفريقية على طرق الصحراء ‪ ،‬و فيها امليا السائحة و آهنار و العيون الكثرية ‪ ،‬و أوهلا من جهة الساحل قابس وآخرها‬
‫عجائب آمصار ‪ ( ،‬قيق ‪ :‬سعد زغلول )‪ ،‬ط‪2‬؛ آعظمية ‪ :‬دار الشؤون الثقافية العامة ‪،‬‬ ‫مدي ة درجني ‪ ،‬ي ظر‪ :‬مؤلف هول ‪ ،‬االستبصار‬
‫‪1986‬م ‪ ،‬ص ‪. 150‬‬
‫ابن وردان ‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪. 21‬‬ ‫‪4‬‬

‫حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 111‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪25‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫اشرتط الفقهاء على أهل الذمة صبغ طرف العمامة لتمييزهم عن املسلمني‪ ،‬و كانوا لفون اليمني‬
‫دور عبادهتم‪ ،‬فيحلف اليهودي يوم السبت‪،‬أما ال صرا فيحلف يوم‬ ‫إذا وجبت عليهم‬
‫‪1‬‬
‫آحد‪.‬‬

‫ب)‪ -‬فئات المجتمع ‪:‬‬

‫تمع إفريقية إ‬ ‫انقسمت هذ الع اصر اإلجتماعية حسب آعمال ال يقومون هبا‬
‫فئات عدة أمهها ‪:‬‬

‫‪ -1‬الفئة الحاكمة ‪ :‬تضم ا كام و ا واص من الوالة و كبار رجال الدولة و قادة ا يش‬
‫وا رس ا اص الذي ا ذ آمراء ‪ ،‬باإلضافة إ املقربني من رجال ا كم ( السلطة ) من‬
‫حياة البالد ‪ ،‬وظلوا‬ ‫إفريقية مل يصلو إ االندراج‬ ‫التميميني‪ ، 2‬فاالغالبة رغم حياهتم الطويلة‬
‫عواصمهم امللوكية مثل القصر القدمي ‪ ،‬و القصر ا ديد ( رقادة ) يط هبم ج دهم‬ ‫م عزلني‬
‫وعبيدهم و حواشيهم ‪ ،‬و ال يتصلون با ياة العامةإال عن طريق الشيوخ و أهل العبادة ‪ ،‬و هؤالء‬
‫حالة الضرورة القصوى ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫بدورهم ما كانوا ليتصلوا با كام إال‬

‫‪ -2‬فئة القضاة و الفقهاء ‪ :‬تعترب أحد ركائز تمع إفريقية ‪ ،‬باإلضافة إ أهل الزهد و الورع‪،‬‬
‫وكان هؤالء مجيعا رؤساء ال اس و املتحدثني بامسهم أمام ا كام‪ ، 4‬و كان للفقهاء نفوذ قوي لدى‬
‫‪5‬‬
‫ا كام و العامة ‪ ،‬كما كان هلم تأثري على ا ياة السياسية و االجتماعية ‪.‬‬

‫املغرب اإلسالمي من خالل نوازل وفتاوى املعيار‬ ‫كمال السيد أبو مص طفى ‪ ،‬جوانب من ا ياة اإلجتماعية و االقتصادية و الدي ية و العلمية‬ ‫‪1‬‬

‫املغرب للونشريسي ‪ ،‬اإلسك درية‪ :‬كلية الرتبية ‪1996 ،‬م ‪ ،‬ص ‪ 36‬و ما بعدها ‪ ،‬حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪، 111‬‬
‫‪. 112‬‬
‫ا ضارة االسالمية‪ ،‬ط‪1‬؛ القاهرة‪ :‬دار امل ار‪ 1988 ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 170‬‬ ‫مد مد زيتون ‪ ،‬القريوان ودورها‬ ‫‪2‬‬

‫حسني مؤنس ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 112‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 4‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.112‬‬


‫مد مدزيتون ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 170‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪26‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫القريوان و خاصة بعد اتساع‬ ‫ا ياة االجتماعية‬ ‫‪ -3‬فئة التجار ‪ :‬ال كان هلا دور كبري‬
‫التبادل التجاري و ازدهار ا ياة االقتصادية و العالقات التجارية مع صقلية و آندلس و مصر‬
‫‪1‬‬
‫القريوان جاليات وافدة من تلك البالد تقوم بآعمال التجارية ‪.‬‬ ‫وغريها ‪ ،‬و أصبح‬

‫‪ -4‬فئة العامة ‪ :‬و تتألف من ا ود ال ظاميني أو املتطوعني احملرتفني الذين يتم استدعاؤهم ع د‬
‫ا اجة ‪ ،‬و تتألف هذ الفئة كذلك من أصحاب الص اعات املختلفة ا شبية و الزجاجية‬
‫عصر آغالبة و مت إ از عدد كبري‬ ‫واملعدنية و غريها ‪ ،‬و من عمال الب اء الذين وجدوا بكثرة‬
‫آرض بالكراء ‪ ، ....‬و العبيد ‪ ،‬و كانت‬ ‫من امل شآت بفضلهم ‪ ،‬و الفالحون الذين يعملون‬
‫‪2‬‬
‫ا ياة االقتصادية و السياسية ‪.‬‬ ‫هذ الفئة قليلة الدخل كثرية العمل ‪ ،‬و كان هلا دور‬

‫القيرواني‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مميزات المجتمع‬

‫تمعا نظيفا غلب على أهله التعبد و حب ا ري و التمسك بالفضيلة‪،‬‬ ‫كان تمع إفريقية‬
‫حيث كان العلماء باملرصاد لكل بادرة من بوادر التحلل فقد قطع القاضي " ابن طالب "‬
‫(‪275‬ه‪888/‬م) املالهي ‪ ،‬و ب اإلمام سح ون باب دار امرأة عرفت بالفساد و نقلها بني قوم‬
‫صا ني ‪ ،‬و هكذا حافظت العاصمة الدي ية على مستوى رفيع من آخالق ‪ ،‬إال أن حياة رقادة‪،‬‬
‫و صربة و العباسة عرفت اجملون و اللهو ‪ ،‬و كذلك داخل البيوت ا اصة‪ ، 3‬على العكس من‬
‫القريوان ال كانت حريصة على أن تكون وسائل التسلية فيها مما يبيحه الشرع ‪ ،‬كالفروسية‪،‬‬
‫واملبارزة على ا يول ‪.‬‬

‫مد مدزيتون ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.170‬‬ ‫‪1‬‬

‫املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪ ، 171‬صاحي بوعالم ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 59‬‬ ‫‪2‬‬

‫حسنب مد شواظ ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪. 114 ، 113‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪27‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫املعامالت‬ ‫كما أشيع العدل و ارتفعت راياته ‪ ،‬و حورب الظلم و عوقب مرتكبو و خاصة‬
‫‪1‬‬
‫فكان القاضي يعني احملتسب الذي مل ال اس على احرتام املصلحة العامة ‪.‬‬

‫عرف اجملتمع القريوا تكافال كبريا و تضام ا بني آفراد‪ ،‬فقد كان العلماء و الفقهاء وصلحاء‬
‫آغ ياء يواسون الفقراء ‪ ،‬و يهتمون بأمر احملتاجني و يتفقدون أحواهلم‪ ، 2‬و نفس آمر كان يقوم‬
‫‪3‬‬
‫به ا كام و آمراء من إجزال العطايا للعامة و خاصة الضعفاء و املساكني ‪.‬‬

‫و مما متيز به اجملتمع القريوا كثرة من فيه من العباد و الزهاد و الصلحاء الذين غصت هبم‬
‫املساجد و ا صون و قصور الرباط ‪ ،‬و مل تظهر لديهم ا رافات عقدية ‪ ،‬و انشغلوا بالعلم‬
‫‪4‬‬
‫والعبادة و املدافعة عن العامة أمام ا كام ‪.‬‬

‫اعت ا كام بالشؤون الصحية و املصلحة العامة وال ظافة و من ذلك إحضارهم ٓحد آطباء‬
‫املشاهري و هو إسحاق اإلسرائيلي الذي وضع أساس املدرسة الطبية املغاربية ‪ ،‬فأقام آغالبة بكل‬
‫تاج وقتا لشفائها ‪ ،‬و كان أول مبرستان أنشئ‬ ‫مدي ة مبرستان للمصابني بآمراض املعضلة ال‬
‫بالقريوان (‪220 – 210‬هـ ‪830-825/‬م ‪ )-‬يسمى " الدم ة " و لعل تسمية دم ة من‬
‫املوضع الذي اقيم فيه الب اء ‪ ،‬فصار امسا و أسقط اسم ( مبرستان ) ‪ ،‬كما أن ا ي بكامله عرف‬
‫باسم حارة املرضى ‪ ،‬و الدم ة عبارة عن ب اء بسيط أروقته جد م ظمة تشري إ قاعات االنتظار‬
‫‪5‬‬
‫(الزوار ) ‪ ....‬هبا مسجد صغري إلقامة الصلوات ‪ ،‬و محام خاص باملرضى ‪.‬‬

‫مد مدزيتون ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 172‬‬ ‫‪1‬‬

‫حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 114‬‬ ‫‪2‬‬

‫مد مدزيتون ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ص ‪. 178 ، 177‬‬ ‫‪3‬‬

‫حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 115‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬‬
‫‪salahzaimeche : « alqayrawan( Tunisia ) » , fondation for science technology and civilisation‬‬
‫ي ظر أيضا بشري التليسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪, United King dom , 2004 ; p 7 .492 ،490‬‬

‫‪28‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫مدن كبرية م ها ‪ :‬تونس ‪ ،‬صفاقس ‪ ،‬سوسة ‪ ،‬و كانت‬ ‫و أحدثت مستشفيات بعد ذلك‬
‫مماثلة ملرستان القريوان و على نظامه ‪ ،‬و ترتيبه ‪ ،‬و عرفت كلها باسم ( الدم ة ) تقليدا لعاصمة‬
‫التسميات ‪ ،1‬و خصصت للمرضى و العجزة ‪ ،‬و كان قسم م ها‬ ‫البالد و اتباعا لرسومها‬
‫هذ البيمرستانات ( الدم ات )‬ ‫خاص باجملذومني ‪ ،‬و قسم آخر كان ٓمراض العيون ‪ ،‬و كان‬
‫‪2‬‬
‫أطباء ماهرون لعالج تلف آمراض ‪.‬‬

‫تونس‬ ‫إفريقية ‪ ،‬فقد عد البكري مخسة عشر محاما‬ ‫أمجع ا غرافيون على وفرة ا مامات‬
‫‪3‬‬
‫لوحدها ‪ ،‬كما وصف ابن حوقل سوسة سن ا مامات و طيبها ‪.‬‬

‫باإلضافة إ وجود الصابون ل ظافة البدن و املاعون و كلها إشارات تدل على اجملتمع‬
‫‪4‬‬
‫ونظافته‪ ،‬باإلضافة إ اتساع الشوارع ‪ ،‬و مجاهلا و ت ظيمها ‪.‬‬

‫إفريقية‬ ‫نتج عن فتوحات االغالبة مزيدا من الثراء الذي انعكس على أحوال السكان‬
‫وأحدث انتعاشا اقتصاديا‪ ، 5‬فاتسعت القريوان و قامت فيها آسواق و آحياء ‪ ،‬وساد الرخاء ‪،‬‬
‫و كثر ا ري ‪ ،‬في در أن تسمع عن اعات أو فقر شديد ‪،‬و هذا راجع لوفرة آرض الزراعية‬
‫إفريقية و قلة السكان ‪ ،‬و كان ال اس يزرعون كثريا من الزيتون و القمح ‪ ،‬و الفول و الشعري ‪،‬‬
‫وكانت املزارع متسعة و آم ة و صارت القريوان سوقا اريا كبريا تصدر م ه القوافل إ بالد‬
‫‪6‬‬
‫الصحراء ‪ ،‬و مركزا اريا هاما للقوافل املارة من الشرق إ الغرب ‪.‬‬

‫حسن حس عبد الوهاب ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪. 692‬‬ ‫‪1‬‬

‫مد مدزيتون ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 181‬حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 116‬حسني مؤنس ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪. 113‬‬
‫البكري ‪ ،‬املصدر السابق ص ص ‪ ، 41 ، 40 ، 39‬ي ظر أيضا‪ :‬ابن حوقل‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪74‬‬ ‫‪3‬‬

‫مد مدزيتون ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 181‬‬ ‫‪4‬‬

‫مود إمساعيل ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 39‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ 6‬حسني مؤنس ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ص ‪. 113 ، 112‬‬

‫‪29‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬التعريف بمحمد بن سح ون ‪.‬‬

‫أ) مولد ‪:‬‬

‫ال يبالغ الدارس ع دما يقول أن اإلمام " مد بن سح ون " ال يُشكل إال حلقة ضمن‬
‫سلسلة طويلة من العلماء و الفقهاء الذين ازدانت بعلمهم و فقههم و ثقافتهم تونس غري أن ما‬
‫مييز عن غري هوانه ابن أحد أساطني الفقه املالكي ‪ ،‬و هو سح ون بن سعيد ‪.‬‬

‫العالمة أبو عبد اهلل مد بن سح ون‪ 1‬عبد السالم بن سعيد الت وخي‪ ، 2‬و زاد " الزركلي‬
‫"سعيد بن حبيب الت وخي‪ ، 3‬و يروى أنه سأل أبا فقال ‪ :‬يا أبت أ ن صليبة من ت وخ ؟ فقال‬
‫له ‪ :‬و ما تاج إل ذلك ‪ ،‬قال ‪ :‬فلم أزل به ح قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬و ما يُغ ع ك ذلك من اهلل‬
‫شيئا إن مل تتقه‪.4‬ت وخ ‪ :‬بفتح التاء ‪ ،‬وضم ال ون ‪ ،‬مث خاء معجمة ‪ .‬و هم حي من اليمن‪ ،‬يع‬
‫من القحطانية ‪ ،‬و قيل أهنم من قضاعة ‪ ...‬و قيل هم من نزار و حلفوا على املقام مبكان الشام ‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫تعريفم ‪.‬‬ ‫فسموا بذلك ‪ ،‬و التت خ ‪ :‬املقام ‪ ،‬و قد تعددت و اختلفت الروايات‬

‫مد بن ا ارث ‪ ،‬طبقات علماء إفريقية ( قيق ‪ :‬مد بن ش ب) ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار الكتاب اللب ا ‪ ،‬ص ‪. 129‬‬ ‫‪1‬ا ش‬
‫الذهيب مشس الدين أمحد بن عثمان ‪ ،‬تاريخ اإلسالم و وفيات املشاهري و آعالم ‪ ( ،‬قيق ‪ :‬بشار عواد معروف ) ‪ ،‬ط‪ 1‬؛ بريوت ‪ :‬دار‬ ‫‪2‬‬

‫الغرب اإلسالمي ‪ ، 2003 ،‬مج‪ ، 6‬ص ‪. 403‬‬


‫‪ 3‬الزركلي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ج‪ ، 6‬ص ‪. 204‬‬
‫القاضي عياض اليحصيب ‪ ،‬ترتيب املدارك و تقريب املسالك ملعرفة أعيان مذهب مالك ‪ ( ،‬تصحيح ‪ :‬مد سامل هاشم ) ‪ ،‬ط‪ 1‬؛ بريوت ‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫دار الكتب العلمية ‪1998 ،‬م ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪. 339‬‬


‫معرفة أنساب العرب ‪ ( ،‬قيق ‪ :‬إبراهيم آبياري ) ‪ ،‬ط‪ 2‬؛ بريوت ‪ :‬دار الكتاب اللب ا ‪، 1980 ،‬‬ ‫‪ 5‬القلقش دي أبو العباس ‪ ،‬هناية االرب‬
‫خرب من غرب‪ ( ،‬قيق ‪ :‬سعيد بسيو زغلول ) ‪ ،‬ط‪ 1‬؛ بريوت ‪ :‬دار الكتب‬ ‫ج‪ ، 1‬ص ‪ ، 318‬الذهيب مشس الدين أمحد بن عثمان ‪ ،‬العرب‬
‫ف ون آدب ‪ (،‬قيق ‪ :‬عبد اجمليد ترحي ) ‪ ،‬ط‪ 1‬؛ بريوت ‪ :‬دار‬ ‫العلمية ‪1985 ،‬م ‪ ،‬ص ‪ ، 384‬الُويري شهاب الدين أمحد ‪ ،‬هناية االرب‬
‫الكتب العلمية ‪ ، 2004 ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪.295‬‬

‫‪30‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫قال ابن عذارى " مد بن سح ون املغريب املالكي مف القريوان"‪ ، 1‬و قال ع همحمد‬
‫مخلوف صاحب كتاب " شجرة ال ور الزكية ‪ ... " " ...‬اإلمام بن اإلمام ‪ ،‬شيخ اإلسالم‪ ،‬وعلم‬
‫‪2‬‬
‫آعالم ‪ ،‬الفقيه ا افظ ال ظار مع ا اللة و الثقة و العدالة ‪.‬‬

‫ولد س ة ‪202‬هـ‪818 /‬م‪ ،3‬بالقريوان و هي يوم ذاك حاضرة ب آغلب ‪ ،‬ودار ملكهم‪ ،‬عاصر‬
‫‪4‬‬
‫مخسة من أمراء هذ الدولة ( ‪184‬هـ ‪296 -‬هـ ‪800 /‬م ‪912 /‬م) ‪.‬‬

‫القريوان مستفيدا من ا و العلمي الذي‬ ‫نشأ مد بن سح ون بني يدي أبيه سح ون ‪،‬‬


‫كانت تزخر به ‪ ،‬كانت سوق العلم هبا نافقة ‪ ،‬و كان الكثري من طلبتها يرحلون إ املشرق‬
‫‪5‬‬
‫ويعودون بعلم جم ‪.‬‬

‫مجع محمد ابن سح ون خصاال كثرية من العلم و الورع و الفقه و الدفاع عن مذهب أهل‬
‫ا جاز‪ .6‬و كان والد سح ون يشبهه بأشهب‪.7‬‬

‫‪ 1‬ابن عذارى ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 158‬‬


‫ذكر طبقات املالكية ‪ ،‬القاهرة ‪ :‬املطبعة السلفية و مكتبتها ‪1349،‬هـ‪،‬ص ‪.70‬‬ ‫مد مد لوف ‪ ،‬شجرة ال ور الزكية‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬أبو بكر عبد اهلل بن مد املالكي ‪ ،‬رياض ال فوس ‪ ( ،‬قيق ‪ :‬بشري بكوش ) ‪ ،‬ط‪ 2‬؛ بريوت ‪ :‬دار الغرب اإلسالمي ‪ ، 1994 ،‬ج‪ ، 1‬ص‬
‫‪ ، 444‬حسن حس عبد الوهاب ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 588‬‬
‫مد بن سح ون ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 27‬‬ ‫‪4‬‬

‫مد أبو آجفان ‪ " ،‬من أعالم القريوان ‪ :‬اإلمام مد بن سح ون " ‪ ( .‬لة الوعي اإلسالمي ) ‪ ،‬العدد ‪ ، 396‬الصفاة ‪ :‬الكويت ‪ ،‬نوفمرب‬ ‫‪5‬‬

‫_ديسمرب ‪1998‬م ‪ ،‬ص ‪. 53‬‬


‫‪ 6‬الدباغ‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ، 123‬للمزيد حول فضائل ابن سح ون ي ظر‪ :‬نور الدين ابن فرحون‪ ،‬الديباج املذهب معرفة أعيان علماء‬
‫املذهب‪ ( ،‬قيق‪ :‬مأمون ابن ي الدين ا ان)‪ ،‬ط‪1‬؛ بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،1996 ،‬ج‪ ،2‬ص ‪ 171‬و ما بعدها‪ ،‬ي ظر أيضا الذهيب‬
‫مشس الدين أمحد بن عثمان‪ ،‬سري أعالم ال بالء‪ ( ،‬قيق‪ :‬علي أبو زيد)‪ ،‬ط‪9‬؛ بريوت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،1993 ،‬ج‪ ،13‬ص ‪ ،62‬أبو العرب‬
‫مد ابن متيم‪ ،‬طبقات علماء إفريقية و تونس‪ ( ،‬قيق‪ :‬مد ابن ش ب)‪ ،‬بريوت‪ :‬دار الكتاب اللب ا ‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪7‬أشهب‪ :‬بن عبد العزيز القيسي العامري املصري‪ ،‬فقيه ثبت ورع‪ ،‬انتهت إليه رئاسة املذهب بعد ابن القاسم‪ ،‬صحب مالكا و روى عن الليث‬
‫والفضيل ابن عياض‪ ،‬و أخذ ع ه ب و عبد ا كم و سح ون و مجاعة‪ ،‬و خرج ع ه أصحاب الس ن‪( ،‬ت ‪204‬ه)‪ ،‬ي ظر‪ :‬ا افظ بن حجر‬
‫العسقال ‪ ،‬هتذيب التهذيب‪ ،‬ط‪1‬؛ حيدر آباد‪ :‬دائرة املعارف ال ظامية‪1325 ،‬ه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ص ‪ ،360 ،359‬القاضي عياض‪ ،‬املصدر‬
‫السابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪.252‬‬

‫‪31‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫ب)أسرته ‪:‬‬

‫آسرة السح ونية القريوانية املالكية ‪ ،‬ذات الصيت الذائع املعروف ‪ ،‬و اجملد العلمي والفقهي‬
‫املغرب اإلسالمي كله ‪،‬‬ ‫القريوان و‬ ‫ترسيخ املذهب املالكي‬ ‫املشهود ‪ ،‬كان هلا باع كبري‬
‫وحفظه من أهل آهواء و البدع خالل القرنني الثا و الثالث اهلجريني‪.‬‬

‫دار سح ون و مائة و ثالثني عاما من ابتداء سح ون و أخيه حبيب ‪ ،‬إ‬ ‫دام ُس ؤدد العلم‬
‫‪1‬‬
‫موت ابن اب ه مد بن مد بن سح ون‪.‬‬

‫والد سح ون‪:‬عبد السالم بن سعيد ب حبيب الت وخي‪ ،‬و لقبه ُسح ون ( بفتح السني وضمها)‪،‬‬
‫الطبقة الرابعة من فقهاء مدي ة القريوان و عبادها ‪2.‬و وصفهمحمد مخلوف‪:‬‬ ‫ذكر المالكي‬
‫"بالفقيه ا افظ العابد الورع الزاهد اإلمام العامل ا ليل املتفق على فضله وإمامته"‪.3‬‬

‫القريوان خالل القرنني الثا و الثالث اهلجريني " ‪ ( .‬لة الوعي اإلسالمي ) ‪ ،‬العدد ‪، 389‬‬ ‫مد أبو آجفان ‪ " ،‬آسرة السح ونية‬ ‫‪1‬‬

‫الكويت ‪ ،‬ماي ‪ ، 1998‬ص ‪64‬ص‪.‬‬


‫‪ 2‬املالكي ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪ ،347‬مد زي هم مد عزب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،65‬سعدي أبو حبيب‪ ،‬سح ون مشكاة نور وعلم‬
‫و حق‪ ،‬ط‪1‬؛ دمشق‪ :‬دار الفكر‪ ،1981 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 3‬مد مد لوف ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪ ، 60‬مد زي هم مد عزب‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.65‬‬

‫‪32‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫طلب العلم إ املشرق س ة ‪178‬هـ‪794/‬م ‪ ،‬فتلقى العلم مبصر‬ ‫تلقى علومه بإفريقية مث رحل‬
‫من عبد الرمحان بن القاسم (ت ‪191‬هـ‪806/‬م)‪ ،1‬و أشهب (ت‪204‬هـ‪819/‬م)‪،‬و ابن وهب‬
‫(ت ‪197‬هـ ‪812 /‬م )‪2‬و عبد اهلل بن عبد ا كم‪ ، 3‬ومسع باملدي ة من ابن املاجشون‬
‫(ت‪213‬ه)‪ ،4‬و مسع بالشام من سفيان بن عي ية (ت‪196‬ه‪811/‬م)‪ ،‬و مبكة من وكيع بن‬
‫‪5‬‬
‫ا راح ( ت‪197‬هـ ‪812 /‬م )‪.‬‬

‫و عاد إ بلد س ة ‪191‬هـ‪807/‬م فأظهر هبا علم أهل املدي ة و مذهب مالك ‪ ،‬وهو أول‬
‫املشكالت و إليه‬ ‫العلم و عليه املعول‬ ‫من ركز بإفريقية مركزا ثابتا‪ ، 6‬و انتهت إليه الرئاسة‬
‫املذهب ‪ ،‬أخذ ع ه أئمة م هم اب ه مد ( ت‬ ‫الرحلة ‪ ،‬و مدونته عليها االعتماد‬
‫سح ون س ة‬ ‫‪256‬هـ‪870/‬م)‪ ،‬و مد بن عبدوس(ت ‪260‬ه‪874/‬م)و غريهم‪ .‬تو‬
‫‪.7‬‬
‫(‪240‬ه‪854/‬م)‬

‫‪1‬عبد الرحمان بن القاسم ‪ :‬العتقي املصري ‪ ،‬روي عن مالك و الليث و عبد العزيز بن املاجشون ‪ ،‬و ان عاملا زاهدا سخيا ‪ ،‬استمرت صحبته‬
‫ملالك رمحه اهلل عشرين س ة ( ت ‪191‬هـ ) ‪،‬ي ظر‪ :‬أبو إسحاق الشريازي الشافعي ‪ ،‬طبقات الفقهاء‪ ( ،‬قيق‪ :‬إحسان عباس)‪ ،‬ط ‪2‬؛ بريوت‪ :‬دار‬
‫الرائد العريب‪ ،1981 ،‬ج‪ ،1‬ص ‪ ، 150‬الذهيب مشس الدين أمحد بن عثمان ‪ ،‬تذكرة ا فاظ ‪ ،‬ط‪ 3‬؛ بريوت ‪ :‬دار الكتب العلمية ‪، 1958 ،‬‬
‫ص ‪. 356‬‬
‫‪ 2‬ابن وهب ‪ :‬تفقه مبالك و الليث بن سعيد ‪ ،‬و ص ف " املوطأ الكبري " و " املوطأ الصغري " و كان مالك رمحه اهلل يكتب إليه ‪ :‬إ أيب مد‬
‫املف ‪ ،‬و كان يقول ع ه ‪ :‬بن وهب إمام ‪ ،‬صحب مالك عشرين س ة ( ت ‪197‬هـ) ‪،‬ي ظر ‪ :‬الشريازي ‪ ،‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪ ، 150‬الذهيب ‪،‬‬
‫تذكرة ا فاظ ‪ ،‬املصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪ ، 304‬فؤاد سزكني ‪ ،‬تاريخ الرتاث العريب ‪ ( ،‬ترمجة ‪ :‬مود فهمي حجازي ) ‪ ، 1991 ،‬ج‪ ،‬ص ‪. 144‬‬
‫عبد اهلل بن عبد الحكم ‪ :‬كان أعلم أصحاب مالك مبختلف قوله ‪ ،‬أفضت إليه الرياسة بعد أشهب ‪ ( ،‬ت ‪214‬هـ ‪829 /‬م ) ‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫ي ظر‪:‬الشريازي ‪ ،‬املصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪ ، 151‬ابن حجر العسقال ‪ ،‬لسان امليزان ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪ ، 65‬فؤاد سزكني ‪ ،‬املرجع نفسه‬
‫‪ ،‬ص ‪ ، 147‬كارل بركلمان ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 76‬سعدي أبو حبيب ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 25‬‬
‫‪4‬ابن الماجشون‪ :‬عبد امللك بن عبد العزيز املاجشون تفقه بأبيه ومبالك وابن دي ار وغريهم‪،‬كان فصيحا‪...‬قال ي بن أكثم ‪:‬عبد امللك ر ال‬
‫تكدر الدالء‪ ،‬تو ‪213‬ه‪ ،‬ي ظر ‪:‬الشريازي‪ ،‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.148‬‬
‫‪ 5‬املالكي‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.348‬‬
‫مد مد لوف ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 69‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ 7‬القاضي عياض‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪ ،340‬مد مد لوف‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ ،69‬حسن حس عبد الوهاب‪ ،‬خالصة تاريخ‬
‫تونس‪ ،‬ط‪3‬؛ تونس‪ :‬دار الكتب العربية الشرقية‪1373 ،‬ه‪ ،‬ص ‪.70‬‬

‫‪33‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫من أعالم هذ آسرة ‪:‬حبيب بن سعيد أخو سح ون بن سعيد ‪ ،‬كان أسن من سح ون‪ ،‬مسع‬
‫من عبد الرمحان بن زياد بن أنعم (‪161‬ه‪777/‬م)‪ ،‬و عبد اهلل بن فروخ (‪175‬ه‪799/‬م)‪،‬‬
‫تكوين حياة سح ون الفقهية‬ ‫وكان حبيب بن سعيد ثقة ‪ ،‬رجال صا ا ‪ ،‬و يرجع إليه الفضل‬
‫‪1‬‬
‫والعلمية‪.‬‬

‫مل ل هذ آسرة من ال ساء الفاضالت ‪ ،‬فأ بت هذ آسرة العلمية خديجة ب ت سح ون‬


‫(ت ‪270‬ه‪883 /‬مـ )‪ 2‬أصغر أب ائه ‪ ،‬و كانت عاقلة عاملة ذات صيانة و دين‪ ، 3‬اشتهرت‬
‫ش أمور ‪ ،‬و‬ ‫برواية الفقه على املذهب املالكي‪ ، 4‬كان أبوها بها حبا شديدا و يستشريها‬
‫معظم أمور ‪ ،‬كانت مرجع فتوى نساء عصرها‪ 5،‬دف ت انب‬ ‫مد أخوها كان يأخذبرأيها‬
‫‪6‬‬
‫مقربة أسرهتا خارج القريوان ‪.‬‬ ‫أبيها وأخيها‬

‫من أعالم هذ آسرة كذلك ‪ :‬أبو سعيد محمد بن محمد بن سح ون ‪ :‬كان من العلماء‬
‫الفضالء‪ ، 7‬مسع من أبيه ‪ ،‬و كان مس وبا إ العلم ‪ ،‬و لكن غلبت عليه العبادة كان جليل‬
‫القدر‪ ، 8‬و نفى " ال ّدبّاغ " مساعه من أبيه ‪ ،‬و قال مسع من رجال جد ‪ ،‬مسا أبو بامسه " مد‬
‫" و ك ا بك ية جد " أبو سعيد " ‪ ،‬و كان رجال صا ا ‪ ،‬فاضال ذا ورع و عقل و صالح ‪،‬‬

‫‪1‬الدباغ ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 104‬مد زي هم مد عزب ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 108‬‬
‫‪ 2‬يوسف بن أمحد حوالة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 342‬‬
‫مد زي هم مد عزب ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 219‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 4‬يوسف بن أمحد حوالة ‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 343‬‬


‫مد زي هم مد عزب ‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 219‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ 6‬سعدي أبو حبيب ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 90‬مد زي هم مد عزب ‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ ، 219‬خليل البدوي ‪ ،‬موسوعة شهريات ال ساء‪،‬‬
‫ط‪ 1‬؛ عمان ‪ :‬دار أسامة لل شر ‪ ، 1998 ،‬ص ‪. 107‬‬
‫رواية عيسى بن مسكني أنه قال ‪ :‬بي ما ن مع سح ون إذ أقبل ولد مد ‪ ،‬ف ظر‬ ‫رمبا كان لسح ون ولد آخر امسه جعفر ‪ ،‬ذكر املال كي‬
‫العش تطري " ‪،‬‬
‫إليه‪ ،‬مث نظر إلي ا فقال ‪ " :‬أي ف لوال أن عمر قصري " ‪ ،‬و أقبل ولد جعفر ‪ ،‬ف ظر إليه ‪ ،‬مث نظر إلي ا فقال ‪ " :‬ليس كل فراخ ُ‬
‫املالكي ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 448‬يُفهم من هذا القول أن جعفر بن سح ون يكون تو صغريا ‪.‬‬
‫مد مد لوف ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 70‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪8‬ا ُش ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 166‬‬

‫‪34‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫مشهورا بالفضل ‪ ،‬أوحد زمانه عبادة و فضال ‪ .‬تو أبو سعيد س ة (‪ 307‬ه‪919/‬م) و دفن‬
‫‪1‬‬
‫وار أبيه مد بن سح ون ‪.‬‬

‫من أعالمها كذلك ‪ :‬أبو جعفر أحمد بن لبدة ‪:‬إبن أخو سح ون بن سعيد ‪ ،‬كان فقيها ثقة‪،‬‬
‫الفقه هب اك‪،‬‬ ‫جليال ‪ ،‬صا ا ‪ ،‬ورعا ‪ ،‬تفقه على سح ون بن سعيد‪ ،2‬قال الخش ي ‪ :‬مل يكن‬
‫شيوخه املتقدمني‪.‬‬ ‫إال أنه قام له جا بالبلد بعد موت سح ون بتقدميه‬

‫أمحد بن‬ ‫و قيل كانت املسائل ترد من كل جانب فمرة كان يلقيها إ‬
‫نصر(‪319‬ه‪931/‬م)‪ ،‬و مرة إ موسى القطان (‪289‬ه‪902/‬م)‪ ،‬فيتوليان ا وانب ع ه ‪...‬‬
‫‪3‬‬
‫وذكر أنه تو س ة ‪261‬هـ‪874/‬م)‪.‬‬

‫آسرة السح ونية بالرضاع عامل آخر هو علي بن سالم الجب ياني‬ ‫انتسب إ‬
‫البكري(‪399‬ه‪1011/‬م)‪ ،‬أرضعته أم مد بن سح ون مع اب ها مد ‪ ،‬و كان من أهل العلم‬
‫من أصحاب مد بن سح ون ‪ ،‬و قضاء صفاقس و سائر الساحل التونسي ‪ ،‬كان عدال‬
‫‪4‬‬
‫أحكامه غ يا موسرا ‪ ،‬ب جامع صفاقس و سورها ‪.‬‬

‫ج)‪ -‬وف ــاتـ ــه‪:‬‬

‫" الديباج " و"البيان‬ ‫مد بن سح ون ‪ ،‬فورد‬ ‫اختلفت الروايات حول وفاة‬
‫املغرب"و"البدايةوال هاية"أهنا كانت س ة ست و مخسني و مائتني‪.5‬‬

‫‪1‬الدباغ ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ 345‬و ما بعدها ‪.‬‬


‫‪2‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 144‬‬
‫‪ 3‬ا ُش ‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ، 152‬القاضي عياض ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 433‬الدباغ ‪ ،‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪ ، 144‬مد زي هم مد‬
‫عزب ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 200‬‬
‫مد أبو آجفان ‪ ،‬آسرة السح ونية ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 65‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ 5‬ابن فرحون ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 173‬ابن عذارى ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 158‬ابن كثري ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ج‪ ،14‬ص ‪.568‬‬

‫‪35‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫مخس و ستني و مائتني ‪،1‬‬ ‫أما الذهبي ‪ ،‬و اليافعي ‪ ،‬و ابن عماد ‪ ،‬و غريهم ‪ ،‬جعلوها‬
‫العشر السبعني و املائتني‪ ، 2‬إال أن الدارس مييل‬ ‫" الوا بالوفيات "‬ ‫كما جعلها الصفدي‬
‫إ ما ذهب إليه "الخش ي " من أن وفاته مد بن سح ون كانت س ة مخس و مخسني و مائتني‬
‫‪4‬‬
‫هجرية‪ ، 3‬باعتبار ا ش آقرب للفرتة املدروسة حيث كانت وفاته س ة ‪361‬هـ ‪971/‬م ) ‪.‬‬

‫إفريقية‪ ،‬و‬ ‫الدفاع عن أهل الس ة و الذب عن مذهب مالك‪ ،‬و تثبيت تعاليمه‬ ‫أمضى عمر‬
‫الرد على املخالفني و أهل البدع إ أن تو بالساحل و نُقل إ القريوان و دفن مبقربة أسرته‬
‫‪5‬‬
‫بباب نافع ‪.‬‬

‫تكوي ه و أثر العلمي و الفكري‪:‬‬

‫‪ -‬شيوخه ‪:‬‬

‫كان من حظ اإلمام " مد بن سح ون " أن توفرت له بيئة علمية مميزة ساعدت على تكوي ه‬
‫العلمي ا يد ‪ ،‬خاصة بإفريقية خالل مراحله التعليمية آو ‪ ،‬باإلضافة إ طبقة من العلماء‬
‫أخذ ع هم " مد بن سح ون " خالل رحلته إ ا ج‪،‬حيث ذكرت املصادر و املراجع أنه كان‬

‫‪ 1‬الذهيب‪،‬االعالم بوفيات االعالم ‪ (،‬قيق‪:‬مصطفى بن علي عوض‪ ،‬ربيع ابو بكر عبد الباقي)‪ ،‬ط‪ 1‬؛بريوت‪ :‬مؤسسة الكتب‬
‫الثقافية‪ ،1993 ،‬مج‪ ،1‬ص‪ ،189‬العرب‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،381‬تاريخ االسالم‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬مج‪ ،5‬ص‪ ،403‬اليافعي‪ ،‬مرآة‬
‫ا ان وعربة اليقظان‪ ( ،‬خليل م صور )‪ ،‬ط‪1‬؛ بريوت ‪ :‬دار الكتب العلمية‪1997،‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ ،133‬إبن العماد ا بلي ‪ ،‬شذرات الذهب‬
‫أخبار من ذهب‪ ( ،‬قيق‪ :‬عبد القادر آرناؤوط‪ ،‬مود آرناؤوط)‪ ،‬ط ‪1‬؛ دمشق‪ :‬دار بن كثري‪ 1988 ،‬م‪ .‬ص‪.283‬‬

‫‪ 2‬خليل ابن أيبك الصفدي ‪ ،‬الوا بالوفيات ‪ ( ،‬قيق ‪ :‬سهيل أرناؤوط ‪ ،‬تركي مصطفى ) ‪ ،‬ط‪ 1‬؛ بريوت ‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب ‪،‬‬
‫‪2000‬م‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص ‪. 72‬‬
‫‪ 3‬ا ُش ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 133‬ي ظر أيضا ‪ :‬مد لوف ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 70‬القاضي عياض ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪،433‬‬
‫الدباغ ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 144‬‬
‫‪4‬املالكي ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 16‬‬
‫ابن ق فد القس طي ‪ ،‬الوفيات ‪ ( ،‬قيق ‪ :‬عادل نويهض ) ‪ ،‬ط‪ 4‬؛ بريوت ‪ :‬دار اآلفاق ا ديدة ‪1983 ،‬م ‪ ،‬ص ‪ ، 189‬ي ظر أيضا ‪ :‬أبو‬ ‫‪5‬‬

‫ذكر صلحاء مدي ة القريوان ‪ ( ،‬تقدمي ‪ :‬مد ا بيب العال ‪،‬سهيل ا بيب ) ‪،‬‬ ‫راس املعسكري ال اصري ا زائري ‪ ،‬نبأ اإليوان مع الديوان‬
‫الزيتونة ‪ ،‬مركز الدراسات اإلسالمية بالقريوان ‪ ، 2012 ،‬ص ص ‪ ، 116 ، 115‬مد مد زيتون ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 346‬‬

‫‪36‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫شغوفا بالرحلة إ املشرق ‪ ،‬و خاصة ا جاز لكوهنا مهد الرسالة ‪ ،‬و ملتقى العلماء و الفقهاء ‪،‬‬
‫و بتشجيع من أبيه شد الرحال إ ا ج ملالقات كبار العلماء‪ ،‬الذين تلقى على أيديهم أصول‬
‫امللحق رقم ‪.01‬‬ ‫العلوم و أمهات املعارف‪ .‬وقد أفرد الدارس جدوال خاصا بشيوخه‬

‫‪ -‬تالميذ ‪:‬‬

‫ذكرت املصادر ثلة من التالميذ مسعوا من بن سح ون و أخذوا ع ه فتخرجت على يديه طبقة‬
‫من آعالم اإلفريقيني و املغاربة و آندلسيني مل تذكرهم مجيعا كتب الرتاجم ‪ ،‬و إمنا صرحت‬
‫‪1‬‬
‫امللحق رقم ‪ 02‬على سبيل املثال ال ا صر‪.‬‬ ‫باملشاهري م هم‪ .‬قد ذكر ذلك‬

‫‪ -‬مؤلفاته ‪:‬‬

‫قال الخش ي ‪ ":‬كان اإلمام مد بن سح ون كثري الوضع للكتب ‪ ،‬غزير التأليف"‪ ، 2‬حيث‬
‫‪3‬‬
‫ش ف ون العلم ‪.‬‬ ‫ألف كتبا كثرية تقارب املائتني‬

‫العراق خصوصا‪ ،‬كما انتشرت كتب ابن سح ون‬ ‫املشرق و‬ ‫اطلع عليها املالكية‬
‫ترسيخ‬ ‫هذ آمصار‪ 4،‬ملا كان هلا من أثر‬ ‫املغرب و آندلس و تداوهلا طالب العلم و رواته‬
‫العلوم الدي ية و دفع الركب ا ضاري قدما‪ ،‬و حول مؤلفاته ي ظر امللحق رقم ‪.03‬‬

‫مد أبو آجفان ‪ ،‬من أعالم القريوان ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 53‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬ا ش ‪ ،‬طبقات علماء إفريقية ‪ ،‬املصدر السابق ‪،‬ص ‪. 129‬‬


‫ابن فرحون ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 170‬صاحي بوعالم ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 99‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 4‬أمحد بن مد املقري التلمسا ‪ ،‬نفح الطيب من غصن آندلس الرطيب‪ ( ،‬قيق‪ :‬إحسان عباس)‪ ،‬بريوت‪ :‬دار صادر‪1988 ،‬م‪ ،‬مج‪ ،3‬ص‬
‫‪ ، 166‬ي ظر أيضا‪ :‬ابن خري اإلشبيلي‪ ،‬فهرسة ابن خري‪ ( ،‬قيق‪ :‬بشار عواد معروف‪ ،‬مود بشار عواد)‪ ،‬ط‪1‬؛ تونس‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪،‬‬
‫‪2009‬م‪ ،‬ص ‪ ،376‬حسن حس عبد الوهاب‪ ،‬كتاب العمر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.589‬‬

‫‪37‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثالث‪ :‬كتاب آداب المعلمين ‪.‬‬

‫التعريف بالكتاب ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫تعليم القرآن‬ ‫بداية كتاب آداب املعلمني اآليت ‪ :‬ما جاء‬ ‫أ‪ )1‬نسبته إلى المؤلف ‪ :‬جاء‬
‫حني أن ُجل املصادر ال ترمجت له أوردت كتاب آداب‬ ‫العزيز تأليف " مد بن سح ون "‬
‫آخر الكتاب ‪:‬‬ ‫املعلمني ضمن مؤلفاته ‪ ،‬كما صرح بذلك القابسي‪ ، 1‬ع د ال قل ع ه ‪ ،‬و ورد‬
‫"كمل كتاب آداب املعلمني مما دون مد بن سح ون عن أبيه" ‪ ،‬و الظاهر أن مد بن سح ون‬
‫مجع أغلب مادة هذا الكتاب من مساعاته لوالد سح ون ‪ ،‬و زاد عليها باجتهاد ‪ ،‬و لذا نُسب‬
‫‪2‬‬
‫الكتاب إليه ‪.‬‬

‫فهرسته ‪ ":‬كتاب آداب املعلمني من ديوان مد بن سح ون ‪ ،‬حدث هبا‬ ‫و أورد ابن خير‬
‫الشيخ أبو مد بن عتاب عن أبيه ‪ ،‬رمحهما اهلل ‪ ،‬عن أيب القاسم خلف بن ىي ‪ ،‬عن أيب‬
‫مد بن أمحد بن خالد قال ‪ :‬حدث ا مد بن‬ ‫جعفر متام بن مد التميمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدث‬
‫‪3‬‬
‫سح ون رمحه اهلل" ‪.‬‬

‫و هو ثا كتاب وصل ا من مؤلفات مد بن سح ون ‪ ،‬الكتاب آول ‪ :‬آجوبة ‪ ،‬والكتاب‬


‫الثا ‪ " :‬آداب املعلمني "‪.‬‬

‫الفقه ‪ ،‬وكان ضريرا ‪ ...‬زاهدا‬ ‫‪1‬القابسي ‪ :‬ا افظ احملدث الفقيه عالمة املغرب ‪ ،‬أبو ا سن علي بن مد بن خلف املعافري ‪ ... ،‬كان رأسا‬
‫ورعا تفقه عليه أبو عمران الفاسي ‪ ،‬ي ظر‪ :‬الذهيب ‪ ،‬تذكرة ا فاظ ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.1079‬‬
‫مد بن سح ون ‪ ،‬آداب املعلمني ‪ ( ،‬قيق ‪ :‬مود عبد املو ) ‪ ،‬ط‪ 2‬؛ ا زائر ‪ :‬الشركة الوط ية لل شر و التوزيع ‪1981 ،‬م ‪ ،‬ص ‪، 69‬‬ ‫‪2‬‬

‫حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.967‬‬


‫‪ 3‬ابن خري اإلشبيلي ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪376‬‬

‫‪38‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫يُعترب من أقدم كتب الرتبية العربية ‪ ،‬و هو كتاب لطيف ا جم ‪ ،‬طبعه آستاذ حسن حس عبد‬
‫هـ‬
‫ضمن مطبوعات اللج ة التونسية ل شر‬ ‫الوهاب الوزير التونسي املعروف س ة ‪1350‬‬
‫‪1‬‬
‫املخطوطات العربية ‪ ،‬مبقدمة مطولة مفيدة ‪ ،‬كشفت عن قيمة الكتاب و فضله ‪.‬‬

‫ال الرتبية‬ ‫حاز به بن سح ون قصب السبق على صغر حجمه ‪ ،‬حوا ( ‪ 25‬صفحة )‬
‫والتعليم خصوصا تعليم الصبيان ‪ ... ،‬و لرجاحة أفكار املؤلف و أمهية التأليف ترمجه إ اللغة‬
‫‪2‬‬
‫الفرنسية جريارد لوك ت “ ‪.“ Gérard Le comte‬‬

‫أ‪ )2‬دواعي التأليف ‪:‬‬

‫التاريخ اإلسالمي ‪ ،‬اعتمد عليه من جاء بعد ‪ ،‬إذ نبه إ‬ ‫بابه‬ ‫هو أول مص ف مستقل‬
‫آسس الرتبوية للتعليم اإلبتدائي ‪ ،‬ال طبعها بالصبغة الفقهية و ب اها على آدلة الشرعية ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫وخاصة ا ديث ال بوي ‪ ،‬و أثار الصحابة و التابعني ‪.‬‬

‫و يُرجح أن بن سح ون أول عامل مسلم ص ف دليال علميا للمؤدبني و هذا ما ذهب إليه "‬
‫تطبيق ال ظرية الرتبوية‬ ‫جاك شوير "و اعترب أول كتاب بيداغوجي إسالمي‪ ، 4‬أسهم‬
‫‪5‬‬
‫توجيه املعلمني ‪ ،‬و إرشاد املربني و توجيه أولياء ال اشئة ‪.‬‬ ‫اإلسالم‪ ،‬و كان له أثر‬

‫اإلسالم ‪ ،‬القاهرة ‪ :‬ه داوي للتعليم و الثقافة ‪2012 ،‬م ‪ ،‬ص ‪ ، 160‬مد أبو آجفان ‪ ،‬من أعالم‬ ‫مد أسعد طلس ‪ ،‬الرتبي ة و التعليم‬ ‫‪1‬‬

‫القريوان ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 55‬‬


‫مد بن سح ون ‪ ،‬آجوبة ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ص ‪. 35 ، 34‬‬ ‫‪2‬‬

‫حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 976‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫; ‪Jacques Schewer , L’éducation , les Edition : de l’atelier , éditions ouvrières ; 2003‬‬
‫‪imprimé en France , pp 86.‬‬
‫نظرية الرتبية " ‪ (.‬لة التفاهم ) ‪ ،‬العدد ‪ ، 51‬عمان ‪2016 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.226‬‬ ‫ي ظر أيضا ‪ :‬سبستيان غونرت‪ " ،‬آراء العلماء املسلمني القدماء‬
‫مد أبو آجفان ‪ ،‬من أعالم القريوان ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.55‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪39‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫املغرب و آندلس‬ ‫فيمكن اعتبار كتاب " آداب املعلمني " مرآة تعكس واقع الرتبية و التعليم‬
‫بشكل خاص ‪ ،‬و العامل اإلسالمي بشكل عام حوا القرنني الثا و الثالث اهلجريني‪ ،‬مبا انه‬
‫‪1‬‬
‫املغرب وار ل إ املشرق ‪ ،‬و اطلع على أوضاع التعليم فيهما‪.‬‬ ‫عاش‬
‫ال ُكتاب ‪ ،‬و بني عالقة املعلم بآطفال و اآلداب املطلوبة‬ ‫اهتم بطُرق التدريس‬
‫االهتمام ‪ ،‬و عدم االنشغال ع هم ‪ ،‬و حدود تأديبهم ‪ ،‬و أجرة‬ ‫تعليمهم‪ ،‬كالتسوية بي هم‬
‫املعلم و غري ذلك مما له صلة هبذ املؤسسة التعليمية ال يتلقى فيها الطفل تكوي ه آول ‪ ،‬وال‬
‫إفريقية ‪،‬و‬ ‫كانت تُعوض املدارس اإلبتدائية‪ ،‬فرسم الكتاب صورة واضحة عن حياة الكتاتيب‬
‫الكتاتيب و نـبه إ ما كان‬ ‫أهم القضايا املتعلقة هبا ‪ ،‬و ذكر املواد ال يتلقاها أطفال املسلمني‬
‫‪2‬‬
‫م ها على سبيل اإللزام ‪ ،‬و ما كان م ها على سبيل التطوع ‪.‬‬
‫مسائل رمبا واجهت املربني‬ ‫فهو زيادة على ذلك يعترب رسالة فقهية تُظهر رأي فقيه مالكي‬
‫ال ُكتاب ( املدارس اإلبتدائية ) ‪ ،‬و رغم ُمضي زمن ليس بيسري على الكتاب ‪ :‬فهو يُعترب معلما‬
‫‪3‬‬
‫تاريخ الرتبية و التعليم ‪.‬‬
‫‪ -2‬م هجه ‪:‬‬
‫أ)اإلس اد إ ا ديث ‪ :‬اعتمد بن سح ون على الرواية و جعل ا ديث و أقوال السلف أساسا‬
‫ب عليه مسائل الكتاب ‪.‬‬
‫آحاديث املرفوعة ‪ :‬اشتمل الكتاب رغم صغر حجمه على ‪ 18‬حديثا مرفوعة إ الرسول صلى‬
‫طريقة إيرادها ما يلي‪:‬‬ ‫ث ايا الكتاب‪،4‬سلك‬ ‫اهلل عليه وسلم استشهد هبا ابن سح ون‬

‫دولة املماليك البحرية ( ‪784 – 658‬هـ ‪1382– 1260 /‬م )‪ .‬رسالة‬ ‫بالد الشام‬ ‫‪ 1‬م تصر مود صيتان شط اوي ‪ ،‬الرتبية و التعليم‬
‫التاريخ اإلسالمي ‪ ،‬جامعة مؤتة ‪ ، 2008 ،‬ص ‪. 19‬‬ ‫دكتورا‬
‫‪ 2‬حسني بن مد شواظ ‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪ ، 967‬مد أبو آجفان‪ ،‬من أعالم القريوان ‪،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ 3‬سبستيان غونرت ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.227‬‬
‫حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 969‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪40‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬إيراد للحديث بس د مرفوعا إ ال يب صلى اهلل عليه و سلم كقوله ‪ :‬حدث أيب سح ونعن‬
‫السلمي عن عثمان بن‬
‫عبد اهلل بن وهب عن سفيان الثوري عن علقمة عن أيب عبد الرمحان ُّ‬
‫عفان رضي اهلل ع ه أن رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم قال ‪ " :‬أفضلكم من تعلم القرآن و علمه‬
‫"كتاب فضائل القرآن ‪،‬باب خريكم من تعلم القرآن ‪ ،‬رقم ا ديث ‪ ، 15028 – 5027‬عن‬
‫عن طريق حجاج بن م هال عن عثمان بن عفان رضي اهلل ع ه ‪.‬‬
‫‪ -‬كما يورد ا ديث بس د ُمرسال كقوله ‪ :‬حدث ا رباح بن ثابت عن عبد الرمحان بن زياد عن أيب‬
‫عبد الرمحان ا ُبلي قال ‪ :‬بلغي أن رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم قال ‪ :‬أدب الصيب ثالث‬
‫درر فما زاد قُوصصبه يوم القيامة ‪.‬‬
‫‪ -‬و أكثر صيغ آداء ُوُرودا ع د التحديث و الع ع ة‪.‬‬
‫ث ايا كالمه ُمعلقا ‪ ،‬كقوله ‪ ... :‬و قال ال يب صلى اهلل عليه و سلم ‪" :‬‬ ‫‪ -‬و رمبا اورد ا ديث‬
‫يُـأدب الرجل ولد خري من أن يتصدق " باب الرب و الصلة ‪ ،‬عن طريق قتيبة عن جابر بن مسرة‬
‫‪2‬‬
‫رقم ا ديث ‪ ، 1951‬و قال حديث غريب ‪.‬‬
‫‪ -‬ورمبا اورد ا ديث بدون س د كقوله ‪ " :‬و قد هنى رسوله صلى اهلل عليه و سلم عن أكل طعام‬
‫‪3‬‬
‫الُهبة " ‪.‬‬
‫إيراد حديث ضعيف ال تعلم له رواية عن ال يب صلى اهلل عليه و سلم و هو حديث‬ ‫‪ -‬وقع‬
‫أنس يرفعه " ُّأميا ُمؤدب و ثالثة صبية من هذ آمة فلم يعلمهم بالسوية فقريهم مع غ يهم ‪،‬‬
‫وغ يهم مع فقريهم ُحشر يوم القيامة مع ا ائ ني "‪(،‬ي ظر امللحق رقم‪ 5:‬ص ‪)101‬‬

‫مد بن امساعيل البخاري ‪ ،‬ا امع الصحيح ‪ ( ،‬ع اية ‪ :‬مد زهري بن ناصر ال اصر ) ‪ ،‬مصر ‪ :‬دار طوق ال جاة ‪1312 ،‬هـ ‪ ،‬مج‪ ، 6‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ، 192‬حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع السابق ‪. 969 ،‬‬


‫مد بن سح ون ‪ ،‬آداب املعلمني ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 78‬ا افظ مد بن عيسى الرتميذي ‪ ،‬ا امع الكبري ‪ ( ،‬قيق ‪ :‬بشار عواد‬ ‫‪2‬‬

‫معروف ) ‪ ،‬ط‪ 1‬؛ بريوت ‪ :‬دار الغرب اإلسالمي ‪1996 ،‬م ‪ ،‬مج‪ ، 3‬ص ص ‪ ، 503 ، 502‬حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع نفسه ‪.970 ،‬‬
‫‪ 3‬حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ، 971 ،‬و ال هبة مبع ال هب و الغارة و السلب و يقال‪ :‬هنبت أهنب هنبا‪،‬ي ظر‪ :‬د الدين ابن آثري‬
‫غريب ا ديث و آثر‪ ( ،‬قيق‪ :‬مود الط احي)‪ ،‬ط‪1‬؛ القاهرة‪ :‬املكتبة اإلسالمية‪1963 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ‪" .133‬مادة هنب"‪.‬‬ ‫ا زري‪ ،‬ال هاية‬

‫‪41‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫مد ابن سح ون بس د إ عبد‬ ‫‪ -‬اإلستشهاد بأقوال الصحابة و أعماهلم‪:‬فمن أقواهلم ما روا‬


‫اهلل بن مسعود قال ‪ :‬ثالث ال بُد لل اس م هم ‪ 1:‬ال بُد لل اس من امري كم بي هم ‪،‬ولوال ذلك‬
‫ٓكل بعضهم بعضا‪،‬وال بُد لل اس من شراء املصاحف و بيعها و لوال ذلك لقل كتاب اهلل ‪ ،‬و ال‬
‫بُد لل اس من ُمعلم يُعلم أوالدهم و يأخذ على ذلك أجرا ‪ ،‬ولوال ذلك لكان ال اس أُميني‪.‬‬
‫معرض حديثه عن سجود التالوة أث اء التعليم قال ‪ " :‬أال‬ ‫ومن أعماهلم ما أورد ُ تجا به‬
‫ترى أن عمر بن ا طاب رضي اهلل ع ه قرأها مرة على امل رب ف زل فسجد مث قرأها مرة أخرى فلم‬
‫‪2‬‬
‫يسجد و قال ‪ :‬إهنا مل تُكتب علي ا ‪.‬‬
‫اإلعتماد على أقوال السلف من التابعني وغريهم‪:‬مثل عطاء بن ايب رباح‪ ،‬وا سن البصري ومالك‬
‫وسح ون وغريهم‪،‬ومن ذلك ماروا بس د ا ا سن البصري قال‪:‬اذا قُوطع املعلم على االجرة‬
‫‪3‬‬
‫فلم يعدل بي هم ‪ -‬اي الصبيان ‪ُ -‬كتب من الظلمة‪.‬‬
‫ب) إجتهاد و آراؤ ‪ :‬و من اجتهاد استعماله للقياس كقوله ‪ :‬هذا قو و هو القياس ‪ ،‬وأنه‬
‫ال صوص فيقيس عليه ‪،‬‬ ‫آمور ال ليست ع د فيها رواية و الشبيه هلا‬ ‫كثريا ما تهد‬
‫كتابه أمثال هذ آلفاظ ‪" :‬ال ُل للمعلم ‪ ،‬ال أرى ذلك وز ‪ ،‬ال أرى ذلك‬ ‫ولذلك تكرر‬
‫يلزم ‪ ،‬و أستحسن استحسانا و ليس بقياس "‪ ،‬و قد يرجح بعض آقوال ‪4.‬غري أنه رمبا ب بعض‬
‫الشرع ‪ ،‬من ذلك ما ذكر عن حفص بن غياث أن ‪ " :‬أبا‬ ‫آحكام على ما اليُعرف له أصل‬
‫ا اهلية ‪ ،‬فكتبوها ‪ ...‬قال ‪ ".‬فال أرى ٓحد‬ ‫جاد " أمساء الشياطني ألقوها على ألس ة العرب‬
‫‪5‬‬
‫أن يكتبها فإن ذلك حرام " ‪ ،‬و كان آو أال زم بالتحرمي جملرد هذا القول‪.‬‬

‫مد بن سح ون ‪ ،‬آداب املعلمني ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 74‬حسني بن مد شواظ ‪،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.972‬‬ ‫‪1‬‬

‫مد بن سح ون ‪،‬آداب املعلمني ‪،‬املصدر نفسه ‪،‬ص‪،88‬حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع نفسه ‪. 972 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫مد بن سح ون ‪ ،‬آداب املعلمني‪،‬املصدر نفسه‪،‬ص‪،74‬حسني بن مد شواظ‪،‬املرجع نفسه‪،‬ص ‪.972‬‬ ‫‪3‬‬

‫حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 972‬‬ ‫‪4‬‬

‫مد بن سح ون ‪ ،‬آداب املعلمني ‪ ،‬املصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪ ،96‬ي ظر امللحق رقم ‪ ،05‬حسني بن مد شواظ ‪،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.973‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪42‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ )3‬مصادر ‪:‬‬
‫‪ )1‬أقوال الرجال كتاب آداب املعلمني ‪:‬‬
‫رقم الصفحات في الكتاب‬ ‫التكرار‬ ‫الكتاب‬
‫من(‪ )69‬إ (‪)97‬‬ ‫‪34‬‬ ‫سح ون بن سعيد الت وخي(ت ‪240‬هـ)‬
‫أبو الطاهر أمحد بن عبد اهلل حفيد بن وهب(ت‬
‫(‪)69‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪250‬هـ)‬
‫(‪)76( ،)70‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫يعقوب بن محيد بن كاسب (ت ‪141‬هـ)‬
‫(‪)75(،)74(،)73(،)72(،)71‬‬ ‫‪5‬‬ ‫أبو جعفر موسى بن معاوية الصمادحي(ت ‪225‬هـ)‬
‫(‪)72‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الزهري‬
‫(‪)73‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬
‫سفيان الثوري (ت ‪126‬هـ)‬
‫(‪)73‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ابن وهب‬
‫(‪)74‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬
‫مد بن عبد الكرمي الربقي‬
‫(‪)74‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬
‫مد بن عبد الرمحن‬
‫(‪)77‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬
‫رباح بن يزيد بن رباح اللخمي (ت ‪172‬هـ)‬
‫(‪)90‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬
‫شجرة بن عيسى املعافري(ت ‪262‬هـ)‬

‫أبو الطاهر‪ :‬أمحد بن عمر بن سرح‪ ،‬دث وفقيه مصري روى عن عبد اهلل بن وهب‪ ،‬و الشافعي‪ ،‬ووكيع و روى عن اهل ُ‬
‫الس ن ‪ ..‬كان ثقة‬ ‫‪1‬‬

‫ثبتا‪ ،‬فقيها من الصا ني (ت ‪250‬هـ)‪ ،‬ي ظر‪:‬ابن حجر العسقال ‪ ،‬هتذيب التهذيب‪ ،‬املصدرالسابق‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫‪2‬يعقوب بن حميد بن كاسب ‪ :‬املد سكن مكة‪ ،‬روى ع ه مجاعة م هم ابن املاجشون‪ ،‬ثقة‪ ،‬وقال سح ون‪ ،‬كان حافظا‪ ،‬تو ‪141‬هـ‪،‬‬
‫ي ظر‪:‬القاضي عياض‪ ،‬املدارك‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪297‬‬
‫‪3‬سفيان الثوري ‪ :‬ابن سعيدبن مسروق بن حبيب‪ ،‬شيخ اإلسالم‪ ،‬إمام ا ُفاظ‪ ،‬اجملتهد‪ُ ،‬مص ف كتاب "ا امع"‪ ،‬روى له ا ماعة الستة‬
‫دواوي هم‪ ،‬وآخرون‪( ،‬ت‪126‬هـ) ي ظر‪:‬الذهيب‪ ،‬سري اعالم ال بالء ‪،‬ج‪، 7‬املصدر السابق‪،‬ص‪،230‬إبن العماد‪ ،‬املصدر السابق‪،‬ج‪،2‬ص‪274‬‬
‫‪4‬محمد بن عبد الكريم البرقي‪ :‬الفقيه احملدث الراوية أحد علماء مصر تو س ة ‪249‬هـ‪ ،‬ي ظر‪ :‬مد مد لوف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.67‬‬
‫‪5‬محمد بن عبد الرحمن‪ :‬مل تتوفر ترمجةله‪.‬‬
‫‪6‬رباح بن يزيد اللخمي ‪ :‬أبو يزيد كان رجال صا ا مشتهرا بالفضل و الزهد ‪ ،‬روى عن ابن مسعان ‪ ،‬و آوزاعي ‪ ،‬تو ‪172‬هـ ‪،‬ي ظر‪ :‬املالكي‬
‫‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 300‬‬
‫‪7‬شجرة بن عيسى المعافري ‪ :‬أبو يزيد أصله من العرب ‪ ،‬مسع من ابن زياد و أبيه و غريهم ‪ ،‬و قضاء تونس ‪ ،‬و كان من خرية القضاة وأعلمهم‬
‫‪ ،‬ثقة ‪ ،‬عدال ‪ ،‬مأمونا ‪،‬أخذ عن مجاعة من أصحاب سح ون ‪ ،‬تو ‪262‬هـ ‪،‬ي ظر‪:‬القاضي عياض ‪ ،‬املدارك‪،‬املصدر السابق ‪ ، 102 ،‬ابن‬
‫فرحون ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 208‬‬

‫‪43‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫(‪)92‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬


‫ابن دي ار (ت ‪182‬هـ)‬
‫(‪)76‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬
‫عبد الرمحن بن زياد(ت ‪161‬هـ)‬

‫‪ )2‬كتب اعتمد عليها ابن سح ون كتاب آداب املعلمني‪:‬‬


‫الكتاب‬ ‫رقم الصفحات‬ ‫التكرار‬ ‫الكتاب‬
‫(‪)97(،)91(،)88(،)87(،)71‬‬ ‫‪5‬‬ ‫" املوطأ‪ "3‬مالك بن أنس (ت‪179‬هـ)‬
‫" املدونة" لسح ون بن سعيد الت وخي‬
‫(‪)95(،)94(،)93‬‬ ‫‪3‬‬
‫(ت ‪240‬هـ)‬

‫قضايا الكتاب ‪:‬‬

‫مد بن سح ون مادة هذا الكتاب على ا ديث ‪ ،‬و أقوال السلف من الصحابة‬ ‫ب‬
‫والتابعني‪ ،‬و فقه اإلمامني مالك و سح ون ‪ ،‬وقسمه إ عشرة فصول قصرية مرتبة على ال حو‬
‫‪4‬‬
‫التا ‪.‬‬

‫‪1‬ابن دي ار ‪ :‬مد بن دي ار ا ُه ‪ ...‬كان فقيها فاضال ‪ ،‬له بالعلم رواية و ع اية ‪ ،‬و كان من فقهاء املدي ة زمان مالك ‪ ،‬أخرج ع ه البخاري‬
‫‪ ، ...‬ي ظر‪:‬القاضي عياض ‪ ،‬املدارك‪ ،‬املصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 163‬‬
‫دي ه ‪ ،‬روى عن مجاعة من التابعني ‪ ،‬كان سفيان‬ ‫عبد الرحمان بن زياد ‪ :‬املعافري قاضي إفريقية ‪ ،‬كان من ُجلة احملدثني ورعا زاهدا ‪ُ ،‬‬
‫صلبا‬ ‫‪2‬‬

‫الثوري يعظمه ‪ ،‬و يعرف حقه ‪، ...‬ي ظر‪ :‬املالكي ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 152‬ا ودي ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ 47‬و ما بعدها ‪ ،‬الذهيب ‪،‬‬
‫تذكرة ا فاظ ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪. 247‬‬
‫ضوء إمجاع أهل املدي ة ‪ ،‬و هو أحد دواوين اإلسالم العظيمة ‪ ،‬و ُكتبه ا ليلة يشتمل على أحاديث‬ ‫‪3‬الموطأ ‪ :‬من كتب الفقه ‪ ،‬يُبني آحكام‬
‫مرفوعة ‪ ،‬و آثار موقوفة من كالم الصحابة و التابعني ‪ ،‬و يتضمن مجلة من اجتهادات املص ف و فتوا ‪،...‬ال سخ املشهورة م ه برواية ىي بن ىي‬
‫ُ‬
‫بن كثري آندلسي(ت ‪234‬هـ ) ‪،‬كارل بروكلمان ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 275‬‬
‫‪ 4‬حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 968‬‬

‫‪44‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫ا ث على‬ ‫‪ -1‬ما جاء في تعليم القرآن العزيز‪ : 1‬أورد فيه مثانية أحاديث ُمس دة مرفوعة‬
‫تعلم القرآن ‪ ،‬و مخسة آثار موقوفة على بعضالصحابة و التابعني ‪ ،‬و قوال لمالك‪ . 2‬فآولوية‬
‫ع د ابن سح ون لتعليم القرآن الكرمي ‪ ،‬و حث املعلمني على تطبيق ما جاء فيه ‪.‬‬

‫‪ -2‬ما جاء في العدل بين الصبيان‪ :3‬أورد فيه حديثا مرفوعا ‪ ،‬وأثرا عن ا سن البصري‪، 4‬‬
‫ذهب ابن سح ون إ ضرورة العدل بني الصبيان و عدم التمييز بي هم ( الفقري و الغ ) و هذا‬
‫ما فط ت إليه ال ظريات الرتبوية ا ديثة ‪ "،‬تكافؤ الفرص" بني املتعلمني فيما يتعلمون و فيما‬
‫يدفعون من أجر‪.‬‬

‫‪ -3‬باب ما يُكر مح ُو من ذكر اهلل تعالى و ما ي بغي أن يُفعل من ذلك‪: 5‬أورد فيه حديثا‬
‫‪6‬‬
‫طويال موقوفا على أنس بن مالك ‪ ،‬و علق عليه ‪.‬‬

‫‪ -4‬ما جاء في األدب و ما يجوز من ذلك و ما ال يجوز‪: 7‬استدل فيه ستة أحاديث‪ ، 8‬جواز‬
‫تأديب الصبيان إذا ما خالفوا وفقا لشروط ددة ‪ ( ،‬مبدأ الثواب و العقاب )‪.‬‬

‫مد بن سح ون ‪ ،‬آداب املعلمني ‪ ( ،‬قيق ‪ :‬حسن حس عبد الوهاب ) ‪ ،‬ط‪ 2‬؛ املهدية ‪ :‬دار الكتب الشرقية ‪ ، 1972 ،‬ص ‪.75‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 968‬‬


‫مد بن سح ون ‪ ،‬آداب املعلمني ‪ ( ،‬قيق ‪ :‬مود عبد املو ) املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ ،74‬ي ظر امللحق رقم ‪.05‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬الحسن البصري ‪ :‬ا سن بن أيب ا سن أبو سعيد البصري ‪ ،‬مو زيد بن ثابت ‪ ،‬رضيع أم سلمة ‪ ،‬كان جامعا للعلم و العمل فقيها عاملا ثقة‬
‫مأمونا ‪ ،‬عابدا ناسكا ‪ ،‬فصيحا مجيال ‪ ،‬تو ‪110‬هـ‪،‬ي ظر‪ :‬ابن كثري‪،‬املصدرالسابق‪،‬ص ص‪،54،56‬حسني بن مد شواظ‪،‬املرجع السابق‪.968،‬‬
‫مد بن سح ون ‪ ،‬آداب املعلمني ‪ ( ،‬قيق ‪ :‬حسن حس عبد الوهاب ) ‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.86‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ 6‬حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪ ، 968‬مد أسعد طلس ‪ ،‬املرجع السابق ‪.160 ،‬‬
‫مد بن سح ون ‪ ،‬آداب املعلمني ‪ ( ،‬قيق ‪ :‬مود عبد املو ) املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.76‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪ 8‬حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪ ، 968‬مد أسعد طلس ‪ ،‬املرجع نفسه ‪.160 ،‬‬

‫‪45‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -5‬ما جاء في الختم ‪ ،‬و ما يجب في ذلك للمعلم‪ : 1‬و هو من اجتهاد سح ون و اب ه‬


‫‪2‬‬
‫مد‪.‬‬

‫آعيادليس حقا‬ ‫‪ -6‬ما جاء في القضاء في أعطيه العيد‪: 3‬و فيه يبني أن ما يعطى للمعلم‬
‫‪4‬‬
‫واجبا على الصبيان إال أن يتطوعوا به ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫عيدي الفطر وآضحى‪.‬‬ ‫‪ -7‬ما ي بغي أن يخلى الصبيان فيه‪: 5‬و فيه حدد عطلة الصبيان‬

‫‪ -8‬ما يجب على المعلم من لزوم الصبيان‪ : 7‬و هو من أهم الفصول ‪ ،‬و قد استشهد فيه‬
‫بثالثة أحاديث و بأعمال الصحابة ‪ ،‬و بني فيه عدم جواز انشغال املعلم عن آطفال ‪ ،‬و فصل‬
‫مهم إياها ‪ ،‬كالقرآن ‪ ،‬و الس ن و ا ط و اهلجاء ‪ ،‬و الرتتيل‬
‫ب عليه أن يعل ُ‬ ‫املواد ال‬ ‫القول‬
‫‪ ،‬و اإلعراب ‪ ،‬و آدب ‪ ،‬و الوضوء ‪ ،‬و الصالة ‪ .8....‬هنى ابن سح ون املعلم عن شغل وقته‬
‫الوقت احملدد ‪.‬‬ ‫بغري تعليم الصبيان‬

‫‪ -9‬ما جاء في إجارة المعلم و متى تجب‪.9‬‬

‫مد بن سح ون ‪ ،‬آداب املعلمني ‪ ( ،‬قيق ‪ :‬حسن حس عبد الوهاب ) ‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.94‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 968‬‬


‫مد بن سح ون ‪ ،‬آداب املعلمني ‪ ( ،‬قيق ‪ :‬مود عبد املو ) املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.79‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 4‬حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪، 968‬أسعد طلس ‪ ،‬املرجع السابق ‪.160 ،‬‬
‫مد بن سح ون ‪ ،‬آداب املعلمني ‪ ( ،‬قيق ‪ :‬حسن حس عبد الوهاب ) ‪ ،‬املصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.97‬‬ ‫‪5‬‬

‫حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 969‬‬ ‫‪6‬‬

‫مد بن سح ون ‪ ،‬آداب املعلمني ‪ ( ،‬قيق ‪ :‬حسن مود عبد املو ) املصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.80‬‬ ‫‪7‬‬

‫حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 969‬‬ ‫‪8‬‬

‫مد بن سح ون ‪ ،‬آداب املعلمني ‪ ( ،‬قيق ‪ :‬حسن حس عبد الوهاب ) ‪ ،‬املصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪ ،126‬ي ظر امللحق رقم ‪.06‬‬ ‫‪9‬‬

‫حول قضايا الكتاب ي ظر‪Sebastian Gunther : Advice for Teachers : the 9th CentryMuslimScolars. :‬‬
‫‪Ibn Sahnun and Al-Jahiz on Pedagogy and Didactics, Leiden: Brill, 2005, P 96.‬‬

‫‪46‬‬
‫مح د بن سحنو و كت به آدا ال ع ين (ʹͲʹ‪ ʹͷ͸-‬هـ‪) ͺ͹Ͳ-ͺͳ͸/‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -10‬ما جاء في إجازة المصحف و كتب الفقه و ما شابهها‪ : 1‬استشهد فيه ديث مرفوع ‪،‬‬
‫و بعض أقوال الصحابة و أفعاهلم ‪ ،‬و فتاوى التابعني و اجتهادات بعض أصحاب مالك‬
‫وسح ون و أقواله هو ( مد بن سح ون ) ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫فصول تتعلق بآداب الرتبية اإلسالمية و طرق تعليم الصبيان ع د املسلمني و‬ ‫فالكتاب يبحث‬
‫فضل‬ ‫ب عليهم أن يدرسوها‪ ، 3‬فالفصول آربعة آو مب ية على أحاديث نبوية‬ ‫املواد ال‬
‫حسن معاملة املؤدب بني ( املعلمني ) لتالميذهم ‪.‬‬ ‫تعلم القرآن ‪ ،‬و تعليمه و‬

‫أما الفصول الستة الباقية فهي أسئلة و أجوبة كان ابن سح ون قد سأهلا أبا سح ون ‪.‬‬

‫القرون الوسطى بتوجيهات وقواعد‬ ‫و يزود ابن سح ون معلمي املدارس االبتدائية ( الكتاتيب )‬
‫‪4‬‬
‫ددة ‪ ،‬م طلقا من م ظور فقهي مست دا إ أحكام الشريعة اإلسالمية ‪.‬‬

‫فالكتاب رغم أنه سلك فيه مسلك احملدثني ‪ ،‬كتاب غ بالفوائد ‪ ،‬مجع الكثري من ال صوص من‬
‫‪5‬‬
‫فجر اإلسالم ‪.‬‬ ‫تربية الطفل و تأديبه و تعليمه‬

‫سبستيان غونرت ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 227‬م تصر شط اوي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 20‬‬ ‫‪1‬‬

‫أسعد طلس ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 161‬‬ ‫‪2‬‬

‫حسني بن مد شواظ ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ . 969‬مد أسعد طلس ‪ ،‬املرجع نفسه ‪.160 ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫مد بن سح ون ‪ ،‬آداب املعلمني ‪ ( ،‬قيق ‪ :‬حسن مود عبد املو ) املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،119‬أسعد طلس ‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.160‬‬ ‫‪4‬‬

‫أسعد طلس ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 160‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬مناهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من‬
‫خالل كتاب "آداب المعلمين"‬
‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬نواة التحصيل العلمي و المعرفي و وسائله‬

‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬طرائق التدريس‬

‫‪ ‬المبحث الثالث‪ :‬أثر آراء ابن سحنون في المؤلفات التربوية‬


‫ودورها في توجيه التعليم‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬نواة التحصيل العلمي و المعرفي و وسائله‪.‬‬

‫نواة التحصيل العلمي و المعرفي‪.‬‬ ‫‪.I‬‬

‫أو املسلمون ع اية كربى للتعليم و نشر بني أفراد اجملتمع‪ ،‬و لذلك أنشأوا مراكز و مؤسسات‬
‫تسهل عملية تعليم أب ائهم (الب ني و الب ات على حد سواء)‪.‬‬

‫ركز الدارس يف هذا املبحث على ثالث مؤسسات لكوهنا القواعد آو لتلقي العلم‪ :‬و هي‬
‫الكتاب واملسجد و الرباط‪ ،‬فبدأ أوال بالكتاب حيث فصل يف ا ديث ع ه إذ له ارتباط مبوضوع‬
‫دراسته‪ ،‬أما املسجد و الرباط فحاول ا ديث ع ها بشيء من االختصار‪.‬‬

‫‪ -1‬الكتاب‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫جاء يف "القاموس احمليط" للفريوز آبادي‪ :‬الكتاب و املكتب موضع التعليم و ا مع كتاتيب‬
‫‪3‬‬
‫ومكاتب‪ ،‬و أطلق الكتاب على موضع تعليم الصبيان‪ 2‬و اشتق إمسه من التكتيب و تعليم الكتابة‬
‫كما استعمل لفظ الكتاب و املكتب ليدل على مكان تعليم الصبيان‪ 4‬و الكتاب ذو أصل عريب‬
‫لغويا عكس "املدرسة" اللفظة الدخيلة على اللسان العريب‪ 5‬و الكتاب أشبه مبدرسة ابتدائية‪ 6‬وكان‬
‫الكتاب معروفا قبل يء اإلسالم‪ ،‬و قد أخذ مكانه كمؤسسة تعليمية م ذ عهد ال يب صلى اهلل عليه‬

‫‪ 1‬الفريوز آبادي بن يعقوب‪ ،‬القاموس احمليط‪ ،‬ط ‪ ،6‬دمشق‪ :‬مؤسسة الرسالة‪1998 ،‬م‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪ 2‬مفتاح يونس الرباصي‪ ،‬املؤسسات التعليمية يف العصر العباسي آول‪ ،‬ط‪ ،1‬مصراتة‪ :‬جامعة ‪ 7‬أكتوبر ‪ ،2010‬ص ‪ ،59‬مد عادل عبد العزيز‪،‬‬
‫الرتبية اإلسالمية يف املغرب و أصوهلا املشرقية و آندلسية‪ ،‬مصر ا ديدة‪ :‬اهليئة املصرية العامة‪1996 ،‬م‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪3‬الرباصي‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ 4‬مد حسني اس ة‪ ،‬أضواء على تاريخ العلوم ع د املسلمني‪ ،‬ط‪ ،1‬العني‪ :‬دار الكتاب ا امعي‪2001 ،‬م‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪5‬عبد ا ق زريوح‪" ،‬املدرسة و الكتاب و أصوهلا اللغوية و التار ية"‪ ( .‬لة الرتاث العريب)‪ ،‬العدد ‪ ،95‬دمشق‪ ،2004 ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ 6‬فوزية مسلم العليمات‪ ،‬املؤسسات االقتصادية و االجتماعية و التعليمية يف بغداد يف العصر العباسي (‪ 145‬هـ‪ 334-‬هـ‪762/‬م‪946-‬م)‪ .‬رسالة‬
‫ماجيسرت‪ ،‬جامعة الريموك‪1999 ،‬م‪ ،‬ص ‪.200‬‬

‫‪49‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫و سلم حيث وجدت كتاتيب يف املدي ة يتعلم فيها صبية املسلمني مبادئ القراءة و الكتابة وحفظ‬
‫‪1‬‬
‫القرآن الكرمي‪.‬‬

‫استمر وجود هذ الكتاتيب يف عصر ا لفاء الراشدين‪ ،‬و عصر الدولة آموية‪ ،‬حيث تزايد عدد‬
‫الكتاتيب يف العصر العباسي آول (‪132‬هـ‪232-‬هـ‪749/‬م‪846-‬م) كم فرتة اإلزدهار‬
‫العلمي‪ ،2‬كما شهدت إفريقية ظهور تلك الكتاتيب مبكرا‪ 3‬إذ يقول "ابن وردان"‪ ..." :‬إن العرب ملا‬
‫نزلوا إفريقية كانوا شديدي االهتمام و ا رص على أن يتخذ و الكتاتيب الصغرية ليدرسوا فيها القرآن‬
‫و ا ديث و اللغة العربية‪ 4‬و أطلق عليها يف القرن (‪5‬هـ‪11/‬م) إسم املسجد‪ 5‬و الشريعة و هي‬
‫تشبه الكتاب من حيث الوظيفة‪ ،‬و هي عبارة عن خيمة مدرسية ع د البدو ت تقل من مكان إ آخر‬
‫تبعا لت قل القبائل‪ ،‬و يبدو أن الشريعة كانت ل تعليم البدوي يف مقابل املسجد بال سبة‬
‫‪6‬‬
‫للحضري‪.‬‬

‫و كانت الكتاتيب ت تصب يف املساجد إ أن أمر الرسول صلى اهلل عليه و سلم با فاظ على‬
‫املساجد و ت زيهها من الصبيان‪،7‬فراعى املسلمون إبعاد التالميذ الصغار عن دخول املساجد و التعلم‬

‫‪ 1‬حسني اس ة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.132‬‬


‫‪ 2‬الرباصي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،59‬عادل عبد العزيز‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪3‬يوسف بن امحد حوالة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ، 226‬مصطفى زايد‪" :‬من املؤسسات الرتبوية القدمية با لفة‪ :‬الكتاب‪ ،‬دراسة سوسيوانرتوبولوجية"‪.‬‬
‫( لة الثقافة‪ ،‬العدد ‪ ،)93‬ا زائر‪1986 ،‬م‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ 4‬ابن وردان‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ 5‬و هو بدون شك معرف من تصغري كلمة مسجد‪ ،‬أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬تاريخ ا زائر الثقايف‪ ،‬ط‪1‬؛ بريوت‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪1998 ،‬م‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ص ‪ ، 276‬كما أطلق عليه إسم احملضرة‪ ،‬ضور التالميذ إليه‪ ،‬عبد ا ميد زيدور‪" ،‬العريف و دور التعليمي و الرتبوي يف ال ظام التعليمي ع د إباضية‬
‫املغرب املغرب آوسط"‪ ( ،‬لة ال اصرية للبحوث االجتماعية و التار ية)‪ ،‬العدد ‪ ،4‬جامعة معسكر‪ ،2013 ،‬ص ‪.412‬‬
‫‪ 6‬صا يوسف بن قربة‪ ،‬تاريخ مدي املسيلة و قلعة ب محاد يف العصر اإلسالمي‪ ،‬ط‪1‬؛ ا زائر‪ :‬م شورات ا ضارة‪ ،2009 ،‬ص ص ‪،165‬‬
‫‪ ،167‬ي ظر أيضا‪ :‬عبد ا ليم عويس‪ ،‬دولة ب محاد‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الصحوة‪ ،‬ط‪2‬؛ ‪1991‬م‪ ،‬ص ص ‪.254 ،253‬‬
‫‪7‬يوسف بن امحد حوالة‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ ،228‬صاحي بوعالم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،212‬فوزية العليمات‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،201‬ي ظر‬
‫امللحق رقم ‪.07‬‬

‫‪50‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فيها حفاظا على نظافتها‪ ،‬فأقيمت بعض الكتاتيب وار املساجد‪ ،‬و البعض اآلخر كان مفصوال‬
‫ع ها‪.1‬‬

‫و استقل الكتاب بعد ذلك بعيدا عن املسجد‪ ،‬فخصصت له أماكن معي ة يف آسواق‬
‫وا وانيت‪ ،‬و بعض املعلمني أقامه يف حجرة يف دار ‪ ،‬لضمان حرية أكرب للتالميذ‪.2‬‬

‫أما من ال احية العمرانية‪ :‬فاملسلمني مل يهتموا بزخرفة الكتاتيب أو ت سيقها‪ ،‬و إمنا بقيت على‬
‫بساطتها ح أنه ال يالحظ فرقا كبريا بني كتاتيب املاضي و كتاتيب ا اضر‪ 3‬حيث كانت عبارة عن‬
‫لس عليها الصبيان مرتبعني حول املعلم و كانت أدوات الدراسة ال‬ ‫مب بسيط يعرف با صر ال‬
‫تتعدى مصحفا شريفا‪ ،‬و عددا من آلواح‪ ،‬و عددا من الدواة و آقالم‪ 4‬و قد تص املعلم بسرير‬
‫‪5‬‬
‫أو كرسي مرتفع و رمبا عوض الكرسي مبصطبة مب ية ليس عليها من الرياش سوى بساط صغري‪.‬‬

‫كان املكان الذي يشغله الكتاب تلف باختالف املعلمني و أوضاعهم‪ ،‬فقد يكون املكان متسع‬
‫طلق اهلواء تدخله الشمس‪ ،‬د من استيعاب الصبية و يؤثر يف استعدادهم للحفظ و اإلفادة من‬
‫‪6‬‬
‫التعليم‪.‬‬

‫‪ 1‬حسني اس ة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،133‬بشري التليسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.366‬‬
‫‪ 2‬أبو العباس الونشريسي‪ ،‬املعيار املعرب و ا امع املغرب عن فتاوى أهل إفريقية و آندلس و املغرب‪( ،‬إشراف‪ :‬مد حجي)‪ ،‬الرباط‪ :‬وزارة آوقاف‬
‫و الشؤون اإلسالمية‪1981 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،9‬ص ‪ ،49‬فوزية العليمات‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،201‬بشري التليسي‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.367‬‬
‫‪ 3‬مصطفى زايد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫‪ 4‬الرباصي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ 5‬فأما الدواة في بغي أن تكون من أحسن ا شب‪ ،‬و تكون واسعة البطن مما تتسع مخسة أقالم الكتابة‪ ،‬و يكون رأس الدواة مدورا غري مربع‪ ،‬أما‬
‫آقالم فأمسها و أمجعها صال ا ودة املتوسط بني الطول و القصر‪ ،‬و الرقة و الغلظ‪ ،‬و التحريف و االستواء‪ ...،‬ملزيد من التفصيل ي ظر‪ :‬املعز بن‬
‫باديس الص هاجي‪ ،‬عمدة الكتاب و عدة ذوي آلباب‪ ( ،‬قيق‪ :‬يب مايل اهلرة‪ ،‬عصام مكيتة)‪ ،‬ط‪1‬؛ مشهد‪ :‬مع البحوث اإلسالمية ‪1409‬‬
‫هـ‪ ،‬ص ص ‪ ،32-30‬ي ظر أيضا‪ :‬مصطفى زايد‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪ 6‬بشري التليسي‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.367‬‬

‫‪51‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫انتشرت الكتاتيب انتشارا واسعا ح أصبح بكل قريـة كتاب‪ ،‬بل رمبا وجد فيها أكثر من‬
‫‪1‬‬
‫كتاب‪.‬‬

‫انتشرت الكتاتيب و تكاثرت يف القريوان‪ ،‬و يف املدن الكبرية كتونس‪ ،‬كما انتشرت يف كل درب‬
‫من الدروب أو حي من آحياء ح أهنا تعددت يف ا ارة الواحدة كما تعددت املساجد يف‬
‫‪2‬‬
‫ا ارات‪.‬‬

‫و يذكر ابن حوقل أنه كان يف مدي ة واحدة من مدن صقلية ثالمثائة كتاب‪ ،‬و كانت أعداد‬
‫التالميذ يف الكتاب كبرية تصل إ مئات الطالب‪ ،‬و كان ٓيب القاسم البلخي كتابا يتعلم به ثالثة‬
‫آالف تلميذ‪ 3‬و ا ال نفسه بال سبة لألندلس حيث كانت املدارس اإلبتدائية كثرية العدد‪ ،‬و قد‬
‫‪5‬‬
‫أضاف هلا ا كم‪ 4‬سبعا و عشرين مدرسة لتعليم أب اء الفقراء باجملان‪.‬‬

‫و وجد ه اك نوعان من الكتاتيب‪ ،‬الكتاتيب ا اصة و الكتاتيب العامة أو الكتاتيب آولية‬


‫والكتاتيب القانونية‪.‬‬

‫الكتاب العام‪ :‬وجد هذا ال وع من الكتاب م ذ صدر اإلسالم و كان مكانه يف املسجد‪ 6‬كما انتشر‬
‫يف زوايا و أركان املدي ة‪ ،‬و يقوم على هذ الكتاتيب و هيزها أو مؤدب أو معلم له حظ يسري من‬
‫‪7‬‬
‫العلم الدي ‪.‬‬

‫‪ 1‬حسني مؤنس‪ ،‬أمحد شليب و آخرون‪ ،‬دراسات يف ا ضارة اإلسالمية‪ ،‬اإلسك درية‪ ،‬اهليئة العامة ملكتبة االسك درية‪1985 ،‬م‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.52‬‬
‫‪ 2‬صاحي بوعالم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.214-213‬‬
‫‪ 3‬ابن حوقل‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،120‬حسني اس ة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪ 4‬الحكم‪ :‬بن عبد الرمحن آموي يرجع نسبه إ عبد الرمحن الداخل‪ ،‬ك يته أبو املطرف‪ ،‬بويع س ة ‪305‬هـ‪ ،‬لقب باملست صر باهلل‪ ،‬افتتح خالفته‬
‫بال ظر يف الزيادة يف املسجد ا امع بقرطبة‪... ،‬و من مستحس ات أفعاله و طيبات أعماله‪ ،‬ا اذ املؤدبني يعلمون أوالد الضعفاء و املساكني القرآن‪،‬‬
‫وأجرى عليهم املرتبات‪ ،‬ي ظر‪ :‬ابن عذارى‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ص ‪.226-2017‬‬
‫‪ 5‬شوقي أبو خليل‪ ،‬ا ضارة العربية اإلسالمية‪ ،‬ط‪1‬؛ بريوت‪ :‬دار الفكر املعاصر‪ ،1996 ،‬ص ‪.456‬‬
‫‪ 6‬فوزية العليمات‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.201‬‬
‫‪ 7‬يوسف بن أمحد حوالة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.228‬‬

‫‪52‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أما الكتاب الخاص‪ :‬وجد هذا ال وع من الكتاب قبل اإلسالم‪ ،‬و لكن انتشار كان بطيئا‪ ،‬فحني‬
‫يء اإلسالم كان عدد الذين يعرفون القراءة و الكتابة ضئيال جدا‪ 1،‬و ت تصب هذ الكتاتيب يف‬
‫قصور آمراء و الوزراء و علية القوم‪ 2،‬كانت هذ القصور مكانا لتعليم أب اء ا لفاء على أيدي‬
‫مؤدبني يتم اختيارهم من بني أشهر علماء العصر‪ 3‬كما ا ذ قسم من املؤدبني أماكن خاصة لتعليم‬
‫الصبيان فغالبا ما كانوا يتخذون من بيوهتم مقرا هلم تمعون ع دهم الصبيان لتعلم القراءة والكتابة‪...‬‬
‫‪4‬‬
‫إ ‪.‬‬

‫و قد كان املوسرون يعلمون أوالدهم و ال سيما الب ات يف بيوهتم عن طريق استدعاء املؤدبني‬
‫وبال سبة للب ات فكانت ه اك مؤدبات هلن حظا وافرا من العلوم يقمن بتعليمهن‪ 5‬و قد كانت هذ‬
‫‪6‬‬
‫القصور و الدور عونا لتلك آماكن العامة و ا اصة يف نشر العلوم و تسهيل سبل تعميمه‪.‬‬

‫أما أسعد طلس يف كتابه "الرتبية و التعليم يف اإلسالم" فقد قسم الكتاتيب إ كتاتيب أولية‪،‬‬
‫وكتاتيب قانونية‪ ،‬أما آولية‪ :‬فكان يتعلم فيها آطفال القراءة و الكتابة‪ ،‬و فظون القرآن و مبادئ‬
‫الدين و أوليات ا ساب‪ ،7‬و الكتاتيب القانونية‪ :‬فهي صصة لتعليم آطفال و الشباب علوم اللغة‬

‫‪ 1‬فوزية العليمات‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.210‬‬


‫‪ 2‬خطا الفاطميون يف هذا اجملال خطوات أوسع‪ ،‬فأنشؤوا يف قصورهم مدارس خاصة يلتحق هبا أوالد آمراء و الوزراء‪ ،‬و سراهتم‪ ،‬و يسري املؤدبون يف‬
‫تثقيف هؤالء الصبيان على م هاج خاص‪ .‬أمحد خالد جيدة‪ ،‬املدارس و نظام التعليم يف بالد الشام يف العصر اململوكي‪ ،‬ط‪1‬؛ لب ان‪ :‬املؤسسة ا امعية‬
‫للدراسات و ال شر و التوزيع‪2001 ،‬م‪ ،‬ص ‪ ،81‬يوسف بن امحد حوالة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.228‬‬
‫‪ 3‬الرباصي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ، 93‬و يعترب الوزير آديب أبو ا سن بن أيب الرجال من املؤدبني ا صوصيني الذين كانوا يؤدبون أوالد آفراد‬
‫والوزراء‪ ،‬فقد ذكر أنه كان مؤدبا لألمري املغريب بن باديس الص هاجي‪ ،‬ي ظر‪ :‬يوسف بن أمحد حوالة‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.232‬‬
‫‪ 4‬عمر إبراهيم توفيق‪ ،‬صورة اجملتمع آندلسي يف القرن ا امس للهجرة‪ ،‬ط‪1‬؛ عمان‪ :‬دار غيداء‪ ،2011 ،‬ص ‪.218‬‬
‫‪ 5‬حسني اس ة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،139‬عمر توفيق‪ ،‬املرجع فسه‪ ،‬ص ‪.319‬‬
‫‪ 6‬أسعد طلس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ 7‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ ،60‬ي ظر أيضا‪ :‬أمحد جيدة‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.61‬‬

‫‪53‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫و اآلداب و كانوا يتوسعون فيها بعلوم الدين و ا ديث‪ ،‬و سائر ص وف العلم آخرى بصورة‬
‫‪1‬‬
‫عامة‪.‬‬

‫و هذا يع أنه كان ه اك نوعان من الكتاتيب أحدمها لتعلم القرآن و مبادئ الدين اإلسالمي‪،‬‬
‫ثانيهما لتعليم القراءة و الكتابة و ا ساب‪ ،‬إضافة إ هذا ظهر نوع من الكتاتيب اختص بآيتام‪،‬‬
‫و كان الغرض من إنشائه تعليم آيتام و أب اء الفقراء و أب اء ا د‪ ،‬و قد وفر هذا ال وع من التعليم‬
‫الرعاية العلمية و االجتماعية هلذ الفئة غري القادرة‪ ،‬و الذين مل يكن يف وسع ذويهم إرساهلم إ‬
‫‪2‬‬
‫املكاتب ا اصة أو إحضار مؤدبني هلم إ امل ازل‪.‬‬

‫و مل ترد أمساء للكتاتيب (بصفة عامة) إال ما اشتهر م ها و نسب إ أصحاهبا‪ ،‬فالكتاب الذي‬
‫ب ا العامل أبو علي شقران بن علي الهمداني‪ 3‬و نسب إليه‪،‬أو كتاب العامل حس ون الدباغ الذي‬
‫‪4‬‬
‫أسسه بالقريوان‪.‬‬

‫‪ -2‬المسجد‪:‬‬

‫املسجد اسم مشتق من الفعل الثالثي سجد‪ ،‬و صيغ على وزن مفعل أي مسجد‪ ،‬و ا مع‬
‫مساجد‪.5‬‬

‫أسعد طلس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،60‬أمحد جيدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،61‬مد م ري سعد الدين‪" ،‬دور الكتاب و املساجد ع د املسلمني"‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( لة الرتاث العريب)‪ ،‬العدد ‪ ،40-39‬دمشق ‪ ،1990‬ص ‪.178‬‬


‫‪ 2‬أمحد جيدة‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ 3‬أبو علي شقران بن علي الهمداني‪ :‬كان رجال صا ا‪ ،‬ضرير البدن و البصر‪ ،‬و كان من أهل الفضل و الدين و االجتهاد‪ ،‬عاملا بالفرائض‪ ،‬روى‬
‫عن سح ون‪ ،‬و عون‪ ،‬و كان مواخيا للبهلول بن راشد‪ ،‬و م اقبه كثرية‪ ،‬ي ظر‪ :‬أبو العرب‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،61‬حسن حس عبد الوهاب‪ ،‬كتاب‬
‫العمر‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.579‬‬
‫‪ 4‬حس ون الدباغ‪ :‬من معاصري سح ون و اب ه مد‪ ،‬كان من املخبتني ‪ ،‬و كان من قراء القرآن‪ ،‬و إليه ي سب اللحن املعروف يف إفريقية بـ‬
‫"ا س وين"‪ ،‬و كان له مكتب بالقريوان أواسط القرن (‪ 3‬هـ)‪ ،‬ي ظر‪ :‬مد بن سح ون‪ ،‬آداب املعلمني‪ ( ،‬قيق‪ :‬حسن حس عبد الوهاب)‪ ،‬املصدر‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ 5‬فوزية العليمات‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.162‬‬

‫‪54‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫و املسجد يف اللغة هو البيت الذي يسجد فيه‪ 1‬و كل موضع يتعبد فيه فهو مسجد‪ 2‬و قد ورد‬
‫‪3‬‬
‫ذكر املساجد يف القرآن الكرمي يف العديد من املواضع‪ ،‬كما ورد ذكرها يف الس ة ال بوية‪.‬‬

‫يعترب املسجد من أول آب ية العامة ال أقيمت يف اإلسالم كما يعد من أقدم املؤسسات‬
‫التعليمية ع د املسلمني‪ ،‬و كان مسجد قباء أول مسجد أنشئ يف اإلسالم‪ 4،‬مث زاد عدد املساجد‬
‫زيادة كبرية‪ 5،‬و كانت املساجد يف املغرب على رأس معاهد التعليم و الثقافة‪ 6‬و يعترب مسجد القريوان‬
‫الذي ب ا عقبة بن نافع بعد أن ب دار اإلمارة من أشهر مساجد آمصار اإلسالمية‪ 7.‬و املسجد‬
‫‪8‬‬
‫قد يكون صغري ا جم و املساحة‪ ،‬أما ا امع فهو مسجد عظيم مع املصلني أيام ا معة وآعياد‬
‫و هذ املساجد تقوم الدولة بإنشائها‪ ،‬و ترتب هلا آئمة‪،‬و تتو اإلنفاق عليها‪ ،‬و يقوم بأمرها‬
‫السلطان أو من يفوض إليه شؤوهنا كالقاضي الذي ي صب هلا اإلمام‪ ،‬أما المساجد الصغيرة‪ :‬فهي‬
‫غري تابعة للحكومة و ال دخل هلا يف إدارهتا يث يقوم أها آحياء بإدارهتا و اإلنفاق عليها‬
‫‪9‬‬
‫وترتيب آئمة للصالة فيها‪.‬‬

‫أما عن موقع املسجد‪ ،‬فيتم اختيار وسط املدي ة اإلسالمية ليسهل على السكان الوصول إليه من‬
‫‪10‬‬
‫مجيع اال اهات‪.‬‬

‫‪ 1‬بشري التليسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.386‬‬


‫‪ 2‬أمحد جيدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ 3‬فوزية العليمات‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.163‬‬
‫‪ 4‬حسني اس ة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،135‬م ري سعد الدين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.183‬‬
‫‪ 5‬أمحد جيدة‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ 6‬عادل عبد العزيز‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ 7‬علي حسن ا ربوطلي‪ ،‬ا ضارة العربية اإلسالمية ط‪2‬؛ القاهر‪ :‬مكتبة ا ا ي‪1994 ،‬م‪ ،‬ص ‪ ،300‬وى عثمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 65‬و ما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫‪ 8‬أمحد جيدة‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ ،67‬أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.245‬‬
‫‪ 9‬عادل عبد العزيز‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ ،49‬مد الشري ف سيدي موسى‪ ،‬تاريخ مدي ة اية ال اصرية دراسة ا ياة االجتماعية و الفكرية‪( ،‬تقدمي‪:‬‬
‫أمني بلغيث)‪ ،‬ا زائر‪ :‬دار كرم اهلل‪ ،2011 ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪ 10‬فوزية العليمات‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.163‬‬

‫‪55‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫شهدت بالد املغرب م ذ الفتح اإلسالمي هلا ب اء عدد كبري من املساجد ‪ ...‬و بعد إمتام الفتح‬
‫أخذ املسلمون يف ب اء املساجد و التوسع فيها‪ ،1‬حيث ب عقبة بن نافع الفهري جامعه الكبري‬
‫بالقريوان‪ ،‬و جعله معسكرا و مدرسة و جامعا‪ ،‬و استمر هذا املسجد يف القيام بوظيفته التعليمية‬
‫كمركز أساسي بإفريقية من س ة (‪ 555-51‬ه‪1160-671 /‬م)‪ ،‬مث توالت حركة ب اء املساجد‪،‬‬
‫فب أبو عبد الرمحن عبد اهلل بن يزيد املعافري اإلفريقي (ت ‪ 100‬ه‪718/‬م) مسجد "الرباطي"‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫كما ب إمساعيل بن عبيد آنصاري املعروف بتاجر اهلل (ت ‪ 107‬ه‪725/‬م) جامع الزيتونة‪.‬‬

‫يعترب املسجد ال موذج آمثل للمؤسسة التعليمية‪ ،‬و آعظم شأنا و آرفع م زلة‪ 3‬فا ديث عن‬
‫املسجد حديث عن املكان الرئيسي للعبادة‪ ،‬و الرتبية‪ ،‬و التعليم‪ ،‬و نشر الثقافة اإلسالمية‪ ،‬فتاريخ‬
‫الرتبية اإلسالمية يرتبط ارتباطا وثيقا باملسجد‪ ،‬فهو يعترب ور ا ياة الدي ية و االجتماعية و السياسية‬
‫تمع فيه املسلمون للتباحث يف أمر دي هم و دنياهم‪ ،‬كما يعد مكانا للتقاضي بني ال اس‪ 4‬وأصبح‬
‫مقصدا للعلماء و طلبة العلم على حد سواء‪ ،‬و كان آسلوب املتبع للتدريس نظام ا لقات‪ 5‬ال‬
‫‪6‬‬
‫اعتمدت م ذ إنشائه و كانت مطمحا لبعض العلماء‪.‬‬

‫و كانت كل موعة من الطالب تكون حلقة علمية معهم فقيه أو شيخ لس إ جانب‬
‫أحد أعمدة ا امع‪ ،‬و يلتف حوله الطلبة على شكل حلقة أو دائرة مث يلقي عليهم درسا يف الفقه أو‬

‫‪1‬بشري التليسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.387‬‬


‫‪ 2‬صاحي بوعالم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.223‬‬
‫‪ 3‬جورج مقدسي‪ ،‬نشأة الكليات معهد العلم ع د املسلمني و الغرب‪( ،‬ترمجة‪ :‬مود سيد مد)‪ ،‬ط ‪1‬؛ القاهرة‪ :‬دار مدارات لأل اث و ال شر‪:‬‬
‫‪2015‬م‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪4‬حسني مؤنس‪ ،‬أمحد شليب و آخرون‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،58‬صاحي بوعالم‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ ،222‬صا يوسف بن قربة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫‪.166‬‬
‫‪ 5‬الرباصي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،69‬عمر ابراهيم توفيق‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.218-217‬‬
‫‪ 6‬بشري التليسي‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ ،386‬أمحد جيدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬

‫‪56‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التفسري أو ا ديث أو ال حو و علوم اللغة‪ ...‬و الشروح و اإلمالء و امل اقشة‪ ،‬و قد يكون ه اك عدة‬
‫‪1‬‬
‫حلقات يف املسجد الواحد‪ ،‬حيث تص كل فقيه أو شيخ بإعطاء درس يف ال اختصاصه‪.‬‬

‫قسم طلبة املساجد إ قسمني‪:‬‬

‫‪ -1‬طالب م تظمون يف الدراسة ال ي قطعون عن الدرس إال بعد إمتام امل هج و ا صول على إجازة‬
‫من آستاذ املختص‪ ،‬و هؤالء ال يتفرغون للعمل س وات عدة فيحضرون إ ا امع من الصباح‬
‫الباكر طيلة ال هار و يقضونه بالدرس‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -2‬و طالب مستمعون غري م تظمني‪ ،‬و هؤالء يذهبون الستماع بعض الدروس‪.‬‬

‫ه اك اختالف بني املسجد و الكتاب من حيث الدور التعليمي‪:‬‬

‫‪ ‬اتساع نطاق العلوم ال تدرس يف حلقات املساجد و ت وعها من علوم قرآنية إ حديث‬
‫وفقه و و و شعر و م اظرات كالمية‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاع املستوى العلمي لشيوخ ا لقات العلمية يف املساجد و انتشار شهرهتم العلمية مقارنة‬
‫مبعلمي الكتاتيب الذين كان يكفيهم حفظ القرآن الكرمي واالطالع على بعض العلوم ليقوموا‬
‫مبهمتهم يف تعليم الصبيان‪.3‬‬
‫‪ ‬كان التعليم يف املساجد يتمتع بقدر من ا رية حيث مسح للمتعلم أن يراعي ميوله ومواهبه‬
‫ويـ ظم إ ا لقة ال يرغب يف تعلم علومها‪.‬‬

‫‪ 1‬حسني اس ة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،137‬شوقي أبو خليل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،453‬ي ظر أيضا‪ :‬خالد بلعريب‪" ،‬املؤسسات التعليمية باملغرب‬
‫آوسط خالل العهد الرستمي (‪ 296-160‬هـ‪909 -777 /‬م)‪( .‬اجمللة ا زائرية للبحوث و الدراسات التار ية املتوسطية)‪ ،‬العدد ‪ ،1‬ترب ا زائر‪،‬‬
‫‪ ،2015‬ص ‪.88‬‬
‫‪ 2‬أمحد جيدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.66-65‬‬
‫‪ 3‬أمحد جيدة‪ ،‬نفسه‪ ،‬ص ‪.66‬‬

‫‪57‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬سرعان ما فقدت املساجد أمهيتها‪ ،‬و اقتصرت على إقامة الصلوات ا مسة وذكر إسم‬
‫ا ليفة وذلك بعد انتشار املدارس واملعاهد على أن بعض املساجد بقيت معاهد دراسة تدرس‬
‫‪1‬‬
‫فيها العلوم الدي ية ويقوم بذلك أئمة املساجد‪.‬‬
‫‪-3‬الرباط‪ :‬أورد الفريوز آبادي تعريفا للرباط جاء فيه‪ :‬الرباط‪ :‬ما ربط به‪ ،‬و مجعه ربط‪ ،‬و الفؤاد‪،‬‬
‫واملواظبة على آمر‪ ،‬و مالزمة تغر العدو‪ ...‬فسمي املقام يف الثغر رباطا و م ه قوله تعالى‪َ " :‬يا‬
‫ِ‬ ‫َّ َّ‬ ‫َِّ‬
‫صابِ ُروا َوَاربِطُوا َواتَّقُوا ا لهَ َ َعل ُ ْم تُْفل ُح َ‬
‫ون (‪.")200‬‬ ‫اصبِ ُروا َو َ‬
‫آم ُنوا ْ‬ ‫أَُّيهَا ا ذ َ‬
‫ين َ‬
‫‪2‬‬

‫و الرباط يف اللغة هو مكان اجتماع الفرسان‪ ،‬تأهبا لرد ا مالت ال تشن على الثغور‪ 3،‬حيث‬
‫أطلق لفظ "الرباط" على نوع من الثك ات العسكرية ال تب على ا دود اإلسالمية‪ ،‬يقيم فيها‬
‫املرابطون الدفاع عن ديار اإلسالم‪ 4،‬كما توي بعض آربطة بيوتا للسكن و مستودعا للسالح‬
‫‪5‬‬
‫و املؤنة و برجا لإلشارة‪.‬‬

‫و قد انتشرت يف املغرب اإلسالمي و خاصة يف إفريقية م ذ القرن الثاين اهلجري على كل‬
‫‪6‬‬
‫السواحل اإلفريقية و من تلك املدن ال انتشرت فيها‪ :‬امل ستري‪ ،‬و سوسة‪.‬‬

‫و للرباط عدة تسميات م ها‪:‬‬

‫‪ ‬المحرس‪ :‬للحراسة و تأمني الطريق‪ ،‬كرباط امل ستري الذي كان مقرا و مقاما للصا ني‪ ،‬والعلماء‬
‫و الفقهاء ا ارسني فيه‪.‬‬

‫‪ 1‬أمحد جيدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬


‫‪ 2‬القرآن الكرمي‪ ،‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية ‪ ،200‬برواية ورش‪ ،‬الفريوز آبادي‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.667‬‬
‫‪ 3‬بشري التليسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.412‬‬
‫‪ 4‬أسعد طلسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ 5‬بشري التليسي‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.412‬‬
‫‪ 6‬يوسف بن امحد حوالة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ، 241‬توفيق مزاري عبد الصمد‪" ،‬حركة الرباط الساحلي و ال شاط البحري يف عهد آغالبة"‪ ( .‬لة‬
‫الدراسات التار ية)‪ ،‬العدد ‪ ،14‬جامعة ا زائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.139‬‬

‫‪58‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬القصر‪ :‬تعترب آب ية الساحلية قصورا‪ ،‬و م ها كذلك بقايا املدن الكبرية امل دثرة‪ ،‬و هو عبارة عن‬
‫‪1‬‬
‫متوسط املساحة‪ ،‬و يقرتن عادة ب اء برج إليقان ال ار أعال ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫كما أن الرباط‪ :‬مبثابة آم للزاوية‪ ،‬فهو مؤسسة متعددة الشعب‪ ،‬إحداها شعبة التعليم‪.‬‬

‫أما عن مواردها‪ :‬فبما أهنا من املؤسسات الشعبية فقد كان اعتمادها على ما يقدمه دور اإلحسان‬
‫‪3‬‬
‫من هبات لتطويرها‪ ،‬و صيانتها‪ ،‬و إطعام املقيمني هبا‪.‬‬

‫و من حيث آمهية تأيت الرباطات يف املرتبة الثالثة يف تعداد الوسائط العلمية و الثقافية يف‬
‫إفريقية حيث تدرجت الرباطات من م شآت علمية ذات صبغة دي ية و حربية إ معاهد و مراكز‬
‫‪4‬‬
‫دي ية لبث الدعوة اإلسالمية‪ ،‬و نشر العلوم و املعارف يف صفوف املتطوعة‪.‬‬

‫وسائل التعليم‪.‬‬ ‫‪.II‬‬


‫‪ -1‬المعلمون‪:‬‬
‫أ‪ -‬ضوابط اختيار المعلم‪:‬‬

‫يف البداية كان التعليم يتم بواسطة اآلباء‪ ،‬حيث أوصىى عمر بن الخطاب رضي اهلل ع ه اآلباء‬
‫مبباشرة تعليم أب ائهم ألوان املعرفة املختلفة بأنفسهم‪ 5،‬و نظرا لألمهية القصوى للتعليم كان كرباء‬
‫وأعيان ال اس يعي ون معلمني خصوصيني ٓوالدهم‪ ،‬و ي تقوهنم من كبار آدباء و العلماء‪ 6‬و بعد‬
‫مشولية التعليم أصبح آهل يبذلون جهدهم يف انتخاب املعلم الذي يتو تعليم صبياهنم ممن تتوفر‬

‫‪ 1‬بشري التليسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،413‬توفيق مزاري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.140‬‬
‫‪ 2‬عادل عبد العزيز‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ 3‬بشري التليسي‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.420‬‬
‫‪ 4‬يوسف بن أمحد حوالة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.239‬‬
‫‪ 5‬حسني مؤنس‪ ،‬أمحد شليب و آخرون‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ 6‬حسني اس ة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.134‬‬

‫‪59‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فيه حسن آخالق‪ ،‬و االستقامة و العفاف‪ ،‬و العدالة‪ 1‬و االمتثال لْداب اإلسالمية‪ ،‬فيكون‬
‫منوذجا يقتدي به الصبيان يف سلوكاهتم و معامالهتم‪ ،‬ذلك أن املعلم يبقى مع آوالد باستمرار يف‬
‫الكتاب‪ ،‬و طيلة فرتة التعليم و ال رمبا امتدت إ بضع س ني‪ 2‬و فضال عن هذ الصفات ا لقية‬
‫و االجتماعية‪ ،‬ب أن تتوفر يف املعلم املؤهالت العلمية آساسية كحفظ القرآن الكرمي و ويد ‪،‬‬
‫والكتابة‪ ،‬و مجيع أحكام القرآن (اإلظهار‪ ،‬اإلدغام‪ ،‬اإلمجال‪ ،‬التدقيق‪...‬إ )‪ 3‬و يشرتط فيه البعض‬
‫الزواج‪ 4‬فال يكون املؤدب عزبا و ال شابا بل يكون شيخا خريا دي ا عفيفا ورعا قليل الكالم‪.5...‬‬
‫‪6‬‬
‫و على العموم فاملعلم يلقى ترحيبا و تكرميا من قبل السكان‪.‬‬

‫و المعلمون على ضربين‪ :‬م هم رجال ارتفعوا عن تعليم أوالد العامة إ تعليم أوالد ا اصة‪ ،‬وم هم‬
‫(من الص ف الثاين) رجال ارتفعوا عن تعليم أوالد ا اصة إ تعليم أوالد امللوك أنفسهم املرشحني‬
‫‪7‬‬
‫للخالفة‪...‬‬

‫فمعلموا العامة هم معلموا الكتاتيب الذين كانوا يهتمون بتعليم أب اء الطبقة املتوسطة و سواء‬
‫الشعب‪ 8‬حيث محلوا إسم املعلمني أو املكتتبني‪ 9‬و كان من مجلتهم فقهاء و علماء بارزين نذكر‬
‫م هم‪:‬‬

‫‪ 1‬ابن مجاعة بدر الدين القاضي‪ ،‬تذكرة السامع و املتكلم يف أدب العامل و املتعلم‪( ،‬ع اية‪ :‬مد بن مهدي العجمي)‪ ،‬ط ‪3‬؛ بريوت‪ :‬دار البشائر‬
‫اإلسالمية‪ ،2012 ،‬ص ‪ ،47‬أمحد جيدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ 2‬مد بن سح ون‪ ،‬آداب املعلمني‪ ( ،‬قيق‪ :‬حسن حس عبد الوهاب)‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،47‬صاحي بوعالم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.218‬‬
‫‪ 3‬عبد العزيز فيال ‪ ،‬تلمسان يف العهد الزياين‪ ،‬ا زائر‪ :‬موفم لل شر و التوزيع‪ ،2002 ،‬ص ‪.344‬‬
‫‪ 4‬أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،322‬ي ظر أيضا‪ :‬جاك ريسلر‪ ،‬ا ضارة العربية‪( ،‬ترمجة‪ :‬غ يم عبدون)‪ ،‬مصر‪ :‬الدار املصرية للتأليف‬
‫والرتمجة‪ ،‬د ت‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ 5‬مد عبد ا ميد عيسى‪ ،‬تاريخ التعليم يف آندلس‪ ،‬ط ‪1‬؛ القاهرة‪ :‬دار الفكر العريب‪ ،1982 ،‬ص ‪ 252‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ 6‬يوسف بن أمحد حوالة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ، 228‬ملزيد من التفصيل حول ضوابط اختيار املعلمني‪ ،‬ي ظر‪ :‬برهان اإلسالم الزرنوجي‪ ،‬تعليم املتعلم‬
‫طريق ‪ ( ،‬قيق‪ :‬مروان قباين)‪ ،‬ط ‪1‬؛ بريوت‪ :‬املكتب اإلسالمي‪ ،1981 ،‬ص ص ‪.75 ،72‬‬
‫‪ 7‬ا احظ أبو عمرو عثمان‪،‬البيان و التبني‪ ( ،‬قيق‪ :‬عبد السالم مد هارون)‪ ،‬ط ‪7‬؛ القاهرة‪ :‬مكتبة ا ا ي‪1998 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.250‬‬
‫‪ 8‬أسعد طلس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ 9‬ابن حوقل‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،127‬حسني اس ة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.150‬‬

‫‪60‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أبو علي شقران بن علي الهمداني (ت ‪ 168‬ه)‪ :‬العامل الذي ألف يف الفرائض كتابت مل يؤلف‬
‫مثله يف إفريقية‪ ،‬فقد كان يقرئ ال اس يف كتاب م سوب إليه يف القريوان‪.‬‬

‫و م هم كذلك الواعظ الصالح المشهور محرز بن خلف بن أبي رزين البكري (ت‬
‫‪413‬ه‪1022/‬م)‪ :1‬الذي عمل معلما للصبيان يف تونس‪ ،‬و اشتهر بذلك ح كان يطلق عليه‬
‫املريب رز‪.‬‬

‫و من املعلمني املشهورين املعروفني أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي بن مسلم الجب ياني‬
‫البكري (ت ‪399‬ه‪1009/‬م)‪ 2:‬أحد أشهر العباد و الزهاد املغاربة فبجانب غزارة فقهه‪ ،‬و علمه‪،‬‬
‫وزهد و عبادته‪ ...‬كان له كتاب يف قريته يعلم الصبيان فيه‪ 3.‬و غريهم من املعلمني كثري‪ ،‬و يفهم‬
‫من هذا أن معلمي الكتاتيب مل يكونوا من ذوي املستوى الثقايف و العلمي احملدود بل كانوا فقهاء‪،‬‬
‫علماء‪ ،‬مقرؤون‪ ،‬حافظون‪ ،‬واسعي االطالع يف اجملال الفقهي و اللغوي‪...‬‬

‫أما الص ف الثاني من المعلمين‪ :‬أطلق عليهم لفظ املؤدبني‪ ،‬و هم مدرسون خصوصيون يقومون‬
‫بتدريس أب اء ا لفاء و آمراء و أب اء الطبقات امليسورة كالوزراء و آعيان و كان يتم اختيار مؤدبني‬
‫تت اسب قدرهتم العلمية مع املهمة الكبرية امل وطة هبم‪.‬و لذا كان يتم اختيارهم من بني كبار العلماء‬
‫وآدباء‪ 4‬الذين امتازوا بسعة اطالعهم يف الثقافة العربية اإلسالمية‪ ،‬إ جانب تعمقهم يف ضروب‬

‫مد مد لوف‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.203‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬أبو إسحاق الجبياني‪ :‬الفقيه أبو القاسم اللبيدي املالكي‪ ،‬كان والد ي زل بقرية جب ياية‪ ...،‬للمزيد حول فضائله‪ ،‬ي ظر‪ :‬القاضي عياض‪ ،‬املصدر‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪ 154‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ 3‬يوسف بن أمحد حوالة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.231-230‬‬
‫‪ 4‬ا احظ‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،250‬حسني اس ة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،150‬الرباحي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،97‬حسني مؤنس‪ ،‬أمحد شليب‪،‬‬
‫املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،54‬عدنان صا عبد اهلل العمودي‪" ،‬التعليم يف آندلس يف القرن ا امس اهلجري"‪ .‬رسالة ماجيسرت‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬اململكة‬
‫العربية ‪1431-1430‬هـ‪ ،‬ص ‪.87‬‬

‫‪61‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫من العلم و آدب‪ ،‬و اضطالعهم بآداب آمم السابقة‪ ،‬و تقاليد امللوك الغابرة‪ ،‬و كلم ا كماء‬
‫‪1‬‬
‫والفالسفة و القدماء‪.‬‬

‫هذا و يبقى من حق آهل إعفاء املؤدب (املعلم) من وظيفته و اختيار غري إذا اقتضىى ا ال‪،‬‬
‫كما أن بعض اآلباء كانوا ي قلون أطفاهلم من كتاب إ آخر إذا شعروا بأن مؤدب الكتاب آول ال‬
‫‪2‬‬
‫يؤدي وظيفته كما ب‪.‬‬

‫ب‪ -‬أجور المعلمين و المؤدبين‪:‬‬

‫الف املمالك ال صرانية ال مل يكن مللوكها أي رغبة يف تعليم الرعية‪ ،‬كان املسلمني يولون أمهية‬
‫قصوى لتعليم أب ائهم و يتحملون نفقات ذلك‪ 3.‬إال أن هذ ال فقات أو آجور ال كان يتقاضاها‬
‫معلموا الصبيان كانت ضئيلة ٓهنم يف الغالب يدرسون أب اء الطبقات الفقرية‪ ،‬فكان الكثري من‬
‫هؤالء املعلمني يعاين ا رمان و يرضى بشظف العيش على حد وصف ابن حوقل‪ 4‬حيث كان بعض‬
‫املعلمني ال يأخذون أجورهم على تعليم القرآن‪ ،‬و بعضهم كان يأخذ آجرة من آولياء امليسوري‬
‫ا ال فقط‪ 5‬أما التالميذ آيتام و املعوزين فإن الدولة هي ال كانت تتحمل مسؤولية تربيتهم‬
‫وتعليمهم‪.6‬‬

‫‪ 1‬أسعد طلس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬


‫‪2‬أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.323‬‬
‫‪ 3‬زيغريد هونكه‪ ،‬مشس العرب تسطع على الغرب‪( ،‬ترمجة‪ :‬فاروق بيضون‪ ،‬كمال دسوقي)‪ ،‬ط ‪8‬؛ بريوت‪ :‬دار ا يل‪1993 ،‬م‪ ،‬ص ‪ ،395‬صاحي‬
‫بوعالم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.218‬‬
‫‪ 4‬ابن حوقل‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،127‬حسني اس ة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫‪ 5‬جاك ريسلر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،81‬عبد العزيز فيال ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.344‬‬
‫‪ 6‬زيغريد هونكه‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ ،395‬صاحي بوعالم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.218‬‬

‫‪62‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما كان القاضي يسهر على تعليم اليتامى‪ 1‬و آمر نفسه بال سبة لألندلس حيث حس ا كم‬
‫املست صر س ة (‪364‬ه‪974/‬م) "حيث أجرى عليهم املرتبات و أغدق عليهم الصالت و بالغ يف‬
‫‪2‬‬
‫تعليم أطفال املسلمني"‪.‬‬

‫و ابتداءا من القرن ‪8‬ه‪14/‬م بدأت آحباس بالتكفل ب فقات تعليم آطفال‪ 3،‬فاملعلمون كانوا‬
‫يقومون بكراء ا وانيت لتعليم آطفال فهم ملزمون لذلك بدفع أجرة الكراء‪ ،‬حيث احتوت كتب‬
‫ال وازل لصيغ عقود كراء و استئجار بني معلم آطفال و صاحب دكان أو حانوت و من ذلك ما‬
‫جاء يف نوازل الونشرسي‪ ،‬كما أورد عبد الواحد املراكشي وثائق إستئجار مؤدب أو معلم القرآن‪ ،‬مت‬
‫االتفاق فيها مع املؤدب على أن تكون آجرة‪ :‬دقيق القمح ا يد‪ ،‬أو كذا من الزيت الطيب آخضر‬
‫أو كذا من الدنانري أو كمية من الشعري و ا طب‪ 4‬على أن يتقاضى هذا آجر أسبوعيا أو شهريا أو‬
‫‪5‬‬
‫س ويا‪.‬‬

‫هذا فيما ص معلمي الكتاتيب‪ ،‬أما مؤدبوا أب اء ا اصة فكانوا صلون على أجور و مكافآت‬
‫‪6‬‬
‫حيث حصل بعضهم على م اصب رفيعة فعي وا قضاة أو تبسني‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد العزيز فيال ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.344‬‬


‫‪ 2‬عبد ا ميد عيسى‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.207-201‬‬
‫‪ 3‬عبد العزيز فيال ‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.345‬‬
‫‪ 4‬مد بن سح ون‪ ،‬آداب املعلمني‪ ( ،‬قيق‪ :‬مود عبد املو )‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،90‬عبد الواحد املراكشي‪ ،‬وثائق املرابطني والوحدين‪ ( ،‬قيق‪:‬‬
‫حسني مؤنس)‪ ،‬ط ‪1‬؛ الظاهر‪ :‬مكتبة الثقافة الدي ية‪1997 ،‬م‪ ،‬ص ‪ 504‬و ما بعدها‪ ،‬ي ظر امللحق رقم ‪.06‬‬
‫‪ 5‬أبو ا سن القابسي‪ ،‬الرسالة املفصلة ٓحوال املتعلمني و أحكام املعلمني و املعلمني‪ ( ،‬قيق‪ :‬أمحد خالد)‪ ،‬ص ‪1‬؛ تونس‪ :‬الشركة التونسية للتوزيع‪،‬‬
‫‪1986‬م‪ ،‬ص ‪( ،139‬تعريب‪ :‬محادى الساحلي)‪ ،‬ط ‪1‬؛ بريوت‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪1992 ،‬م‪ ،‬ص ‪.389‬‬
‫‪ 6‬حسني اس ة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.134‬‬

‫‪63‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬طرائق التدريس‪.‬‬

‫مل يكن ه اك سن معي ة يبدأ ع دها الصغار دخول الكتاتيب و تلقي العلم‪ ،‬و كان آمر مرتوكا‬
‫لتقدير أوليائهم‪ ،‬فإذا وجدوا الطفل بدأ بالتميز أو اإلدراك دفعوا به إ الكتاب‪ 1،‬إال أن السن الذي‬
‫كان الفقهاء يفضلونه لدخول الطفل إ املكتب هو سن السابعة‪ ،‬فهو العمر الذي يأمر به ا ديث‬
‫ال بوي آولياء‪ ،‬بإجبار أب ائهم على آداء الصلوات‪ ،‬و هو كذلك السن الذي كان يبدأ فيه تعليم‬
‫‪2‬‬
‫آطفال ع د الشعوب القدمية مثل الفرس و الرومان‪.‬‬

‫أما عن مواد التعليم فريى محمد بن سح ون أهنا ت قسم إ مواد أساسية الزمة‪ ،‬و مواد إضافية‬
‫‪3‬‬
‫يتم االتفاق عليها بني و آمر و املعلم‪.‬‬

‫المواد المدروسة‪.‬‬

‫المواد األساسية‪:‬‬

‫ملا أنشئت الكتاتيب و تو حفظة القرآن العمل هبا‪ ،‬أصبح القرآن الكرمي نقطة االرتكاز يف هذ‬
‫‪5‬‬
‫الدراسة االبتدائية‪ 4‬فاملعلم ه ا يتجه و تعليم القرآن قراءة و فيظا و تفسريا و ترتيال و ويدا‪،‬‬
‫ويشمل كذلك إعراب القرآن‪ ،‬و الشكل‪ ،‬و اهلجاء‪ ،‬و ا فظ ا سن و القراءة ا س ة‪ 6.‬كما يتوجب‬
‫‪7‬‬
‫عليه آخذ ببعض مبادئ العلوم و اآلداب ال تعني على فهم آياته‪.‬‬

‫‪ 1‬القابسي‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،92‬حسني اس ة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.134‬‬


‫‪ 2‬عبد العزيز فيال ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.344‬‬
‫‪ 3‬مد بن سح ون‪ ،‬آداب املعلمني‪ ( ،‬قيق‪ :‬مود عبد املو )‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،82‬بشري التلبسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.368‬‬
‫‪ 4‬حسني مؤنس‪ ،‬أمحد شليب و آخرون‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ 5‬أمحد فؤاد آهواين‪ ،‬الرتبية يف اإلسالم‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار املعارف‪1968 ،‬م‪ ،‬ص ‪ ،169‬أمحد جيدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،63‬زيغريد هونكه‪ ،‬املرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.393‬‬
‫‪ 6‬القابسي‪ ،‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪ 96‬و ما بعدها‪ ،‬بشري التليسي‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.368‬‬
‫‪ 7‬أمحد جيدة‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ ،63‬زيغريد هونكه‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ ،393‬ي ظر امللحق رقم ‪.4‬‬

‫‪64‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المواد االختيارية أو اإلضافية‪:‬‬

‫ال ال يلتزم املعلم بتعليمها الصيب فتشمل ا ساب‪ ،‬و الشعر‪ ،‬و ال حو‪ ،‬و كالم العرب‬
‫وأخبارهم‪ 1‬و تلقني اللغة العربية الفصيحة‪ ،‬كما يلم الولدان ببعض علم الفقه و ا ديث‪ ،‬و القراءة‬
‫وآدب‪ 2،‬و ما إ ذلك من آمور ال كانوا يعتربوهنا وسائل لإلحاطة بالدين‪ 3‬و قد يضيف‬
‫املؤدبون أحيانا إ تعليم الصبيان أحكام الوضوء‪ ،‬و الصالة و فرائضها‪ ،‬و س ها و صالة ا ائز‬
‫‪4‬‬
‫ودعائها‪ ،‬و صالة االستسقاء و ا سوف‪.‬‬

‫أما الخط (تعلم الخط)‪ :‬فقد أس د ملعلم املكتب املكلف بتعليم الصبيان ا ط‪ ،‬و ال يعلم غري ‪،‬‬
‫وكان تدريس ا ط ميثل مادة مستقلة مبعزل عن تعليم آ دية يف البدء‪ 5‬و كان املعلم يرسم خطا‬
‫منوذجيا يقلد الصيب و ذو حذو ‪ ،‬و كثريا ما كانت هذ ال ماذج ا طية من آشعار‬
‫وسواها‪6،‬فيتعلمون رسم كل حرف مستقل و يتدربون عليه بكتابة ال صوص من مناذج أمامهم‪ ،‬و لذا‬
‫أمكن تكوين خطاطني ممتازين‪ 7‬و لعل هذ الطريقة كانت سائد يف بالد املشرق‪ ،‬و يبدو أهنا وصلت‬
‫‪8‬‬
‫بالد املغرب متأخرة‪.‬‬

‫‪ 1‬آهواين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،173‬بشري التلبسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.368‬‬
‫‪ 2‬عبد العزيز فيال ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،343‬عمر توفيق‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.220‬‬
‫‪ 3‬أمحد جيدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،62‬فوزية العليمات‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.202‬‬
‫‪ 4‬مد بن سح ون‪ ،‬آداب املعلمني‪ ( ،‬قيق‪ :‬مود عبد املو )‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،82‬الونشريسي‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،8‬ص ‪ ،244‬مصطفى‬
‫عيد القيم‪ ،‬املؤسسات التعليمية يف املغرب آقصى يف العهد املري (‪638‬ه‪1240-‬ه‪869/‬م‪1464-‬م)‪ ،‬رسالة ماجستري م شورة يف التاريخ‬
‫اإلسالمي‪ ،‬كلية اآلداب و العلوم يف جامعة آل البيت‪2000 ،‬م‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ 5‬خوليان ربريا ‪ ،‬الرتبية اإلسالمية يف آندلس أصوهلا املشرقية و تأثرياهتا الغربية‪( ،‬ترمجة‪ :‬الطاهر مكي)‪ ،‬ط ‪2‬؛ القاهرة‪ :‬دار املعارف‪1994 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪ ،36‬عبد العزيز فيال ‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ ،346‬آهواين‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.172‬‬
‫‪ 6‬عبد العزيز فيال ‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ ،346‬آهواين‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫‪ 7‬خوليان ربري‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ 8‬عبد العزيز فيال ‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.346‬‬

‫‪65‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫هذا بال سبة لتالميذ الكتاتيب العامة‪ ،‬أما يف الكتاتيب ا اصة فيختلف الوضع قليال‪ ،‬إذ امل اهج‬
‫ه ا تسري وفقا ملستقبل املتعلمني و ما ي تظرهم من مهام‪ ،‬و بالتا فامل هج يضعه أو يشارك يف وضعه‬
‫آب ليكون مالئما الب ه‪ 1‬و يراقب تعليم أوالد و رص على اختبارهم‪ 2،‬و الطفل ه ا يبقى يتلقى‬
‫تعليمه على املؤدبني ح ي تقل من مستوى الكتاب إ مستوى الطالب الذي يتعلم يف حلقات‬
‫‪3‬‬
‫املساجد و املدارس‪.‬‬

‫أفرد "ابن خلدون" يف املقدمة فصال كامال للحديث عن موضوع تعليم الصبيان‪ ،‬و اختالف املواد‬
‫‪4‬‬
‫ال يتم تعليمها (بني أهل املغرب‪ ،‬و أهل آندلس‪ ،‬و أهل إفريقية)‪.‬‬

‫و يرى "ابن خلدون" أن أهل املشرق و آندلس و إفريقية كانوا متقدمني يف طريقة تدريس‬
‫القرآن عن أهل املغربني إذ اقتصر هؤالء اآلخرون يف دروسهم للولدان على حفظ القرآن‪ ،‬و مدارسته‬
‫‪5‬‬
‫و رمسه‪ ،‬ال لطون ذلك بسوا ‪ ،‬و هو التعليم الشائع يف مجيع مدن املغربني آوسط و آقصى‪.‬‬

‫و يبقى هذا ا الف الذي ذكر ابن خلدون يف طريقة تعلم أهل آمصار‪ ،‬اختالف من ناحية‬
‫الرتتيب تقدميا و تأخريا فقط‪ ،‬فبعض آقطار كان يقدم تعليم ا ط على تعليم القرآن‪ ،‬و بعضها كان‬
‫يبدأ بالقرآن يصحبه تعليم ا ط أو يتأخر ع ه قليال‪.‬‬

‫أوقات التدريس‪:‬‬

‫كان التالميذ عادة يسك ون بالقرب من املكتب كي يأتوا إليه مبكرين‪ 6‬إذ أن أوقات الدراسة‬
‫كانت تبدأ مبكرا من طلوع الشمس‪ ،‬حيث يبدأ اليوم الدراسي بدراسة القرآن الكرمي من أول ال هار‬

‫‪ 1‬حسني مؤنس‪ ،‬أمحد شليب و آخرون‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬


‫‪ 2‬الرباصي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ 3‬حسني اس ة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.140‬‬
‫‪ 4‬عبد الرمحن بن خلدون‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ص ‪ ،744 ،740‬فوزية العليمات‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،203‬مشس الدين عبد آمري‪ ،‬الفكر الرتبوي‬
‫ع د ابن خلدون و ابن آزرق‪ ،‬ط ‪1‬؛ لب ان‪ :‬دار إقرأ‪ ،1984 ،‬ص ‪.187‬‬
‫‪ 5‬عبد العزيز فيال ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.346‬‬
‫‪ 6‬مصطفى عيد القيم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬

‫‪66‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يف الصباح الباكر ح الضحى‪ ،‬مث ي تقون لتعلم الكتابة مع الضحى ح الظهر‪ ،‬لتبدأ فرتة‬
‫االسرتاحة و ت اول طعام الغذاء يف البيوت‪ ،‬مث يعود الصبيان إ الدراسة بعد صالة الظهر يدرسون‬
‫بقية العلوم كال حو و الشعر‪ ،‬و العربية و أيام العرب و ا ساب و تستمر هذ الفرتة ح آخر‬
‫‪1‬‬
‫ال هار‪.‬‬

‫أما عن أساليب التدريس‪ :‬يعتمد املعلم أو املؤدب أساليب تتالءم مع صغر سن املتعلم و م ها‪:‬‬

‫‪ -1‬طريقة التلقين‪:‬‬

‫حيث يبدأ املعلم بتعليم آطفال السور القصار من القرآن الكرمي متبعا أسلوب التلقني‪ 2‬فيقرأ‬
‫اآلية القرآنية بشكل واضح مث يعيدها الصيب ب طق صحيح لرتسخ يف ذه ه‪ ،‬حيث خصص وقت‬
‫معني يف آسبوع يعرض فيه الصبيان ما حفظو على معلمهم‪ ،‬و يكون التلقني بشكل فردي أي‬
‫كل صيب على حدى إذا كان عدد الصبيان يف الكتاب يسمح بذلك‪ ،‬أما إذا كان العدد كبري‬
‫‪3‬‬
‫فإن املعلم كان يقرأ اآلية يعيدوهنا عليه مجيعا‪.‬‬

‫هكذا كان التعليم يف الكتاتيب يعتمد على التلقني لتحقيق الغاية م ه و هي حفظ القرآن‬
‫الكرمي‪ ،‬و رمبا اعتمدت نفس الطريقة يف تأديب أب اء ا لفاء و آمراء‪ ،‬و مما يسهل مهمة‬
‫املؤدب يف هذ الطريقة قلة عدد املتأدبني مقارنة بالكتاب‪ ،‬إال أن هذ الطريقة استعملها املؤدبون‬
‫‪4‬‬
‫يف البداية لكن ع دما يتقن الصيب القرآن تتعدد الطرق تبعا لتعدد امل اهج‪.‬‬

‫‪ 1‬مد بن سح ون‪ ،‬آداب املعلمني‪ ( ،‬قيق‪ :‬حسن حس عبد الوهاب)‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،46‬حسني اس ة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪،133‬‬
‫مد الشريف سيدي موسى‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،106‬م تصر مود صيتان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.178‬‬
‫‪ 2‬الرباصي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،193‬مود صيتان‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪ 3‬الرباصي‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.193‬‬
‫‪ 4‬عبد ا ميد عيسى‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،243‬الرباصي‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.195‬‬

‫‪67‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬طريقة اإلمالء‪:‬‬

‫ظهرت هذ الطريقة يف الكتاتيب من خالل الكتابة على آلواح‪ ،‬حيث يقوم املعلم باإلمالء‬
‫على الصيب رسم ا روف‪ ،‬و لذلك كان على آطفال أن ملوا معهم ألواحهم و ابرهم‪ ،‬يث‬
‫كانت تلك آلواح تص ع من ا شب‪ ،‬و كان من السهل وها باملاء أو بقطعة من القماش‪ ،‬و كانوا‬
‫يكتبون عليها بأقطعة من القصب‪ ،‬يغمسوهنا يف ا رب‪ ،‬و الطريقة نفسها كانت معتمدة كذلك يف‬
‫‪1‬‬
‫تأديب أب اء ا اصة‪ ،‬فكان من الطبيعي أن يتعلم أوالدهم العلوم عن طريق اإلمالء‪.‬‬

‫‪ -3‬طريقة الحفظ و االستظهار‪:‬‬

‫كانت هذ الطريقة مالزمة لطريقة التلقني‪ ،‬و تعرف هذ الطريقة يف علم الرتبية ا ديثة بالتعليم‬
‫اللفظي‪ ،‬فتعليم القرآن الكرمي و الكتابة و ال حو و العربية و الشعر و ا ساب و أيام العرب كلها‬
‫‪2‬‬
‫علوم لفظية‪ ،‬يقرأ الصبيان ألفاظها و يسمعوهنا من املعلم و عليهم استيعاهبا و حفظها‪.‬‬

‫و يظهر ا فظ كموهبة م ذ الصغر ع د بعض الصبيان‪ 3،‬و من االجتهاد للصيب أن ال ي قله من‬
‫فظها بإعراهبا و كتابتها‪ ،‬و صص املعلم وقتا يستمع فيه للصبيان مما قد حفظوا‪،‬‬ ‫سورة ح‬
‫وجرت العادة أن يقرأ الصبيان أحزاهبم مجاعة‪ ،‬فعلى املعلم أن يأخذ باله من كل واحد م هم ٓن‬
‫‪4‬‬
‫اجتماعهم يف القراءة في ع ه قوي ا فظ من الضعيف‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد ا ميد عيسى‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،244‬الرباصي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،198‬عبد القيم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،57‬م تصر مد صيتان‪،‬‬
‫املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪ 2‬آهواين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،189‬م تصر مود صيتان‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪ 3‬الرباصي‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.202‬‬
‫‪ 4‬آهواين‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ ،191‬عبد ا ميد عيسى‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.244‬‬

‫‪68‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فاإلختبار ه ا هو الوسيلة ال يعرف هبا املعلم أأجاد الصيب ا فظ أم ال‪ ،‬فإعراب الكلمات‪،‬‬
‫ومعرفة املعاين القرآنية مما يتالقا الصبيان من أفوا املعلمني و فظونه ع هم‪ ،‬و ال يصلون إليه من‬
‫‪1‬‬
‫تلقاء أنفسهم‪.‬‬

‫‪ -4‬الم اظرة‪:‬‬

‫عرف املسلمون طريقة امل اظرة و استعملوها كطريقة للتعليم يف بعض املؤسسات التعليمية‪،‬‬
‫فالكتاتيب مثال مل تعرف هذ الطريقة كم سن املتعلمني هبا‪ ،‬و دودية م هجهم إال أن ه اك‬
‫بعض امل اظرات ال جرت بني املعلمني و تالميذهم يف إطار تعزيز العالقة بني املعلم و املتعلم‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ومراعاة الفروق الفردية‪ ،‬و تشجيع املوهوبني‪.‬‬

‫‪ -5‬السؤال‪:‬‬

‫هي آخرى من احدى الطرق ال عرفتها املؤسسات التعليمية ال سيما الكتاتيب‪ ،‬فالصيب يسأل‬
‫معلمه عن آية أو حديث أو أي معلومة مل يستوعبها‪ ،‬و آمر نفسه ي طبق على أب اء ا اصة فمن‬
‫البديهي أن يسألوا مؤدبيهم عن معلومات مل يفقهوها‪ ،‬فتوجيه آسئلة من قبل الصبيان ملعلميهم‬
‫يهدف إ االستفادة العلمية‪ ،‬فطريقة السؤال وسيلة للفهم‪ ،‬و هي طريقة علمية سهلة تت اسب مع‬
‫‪3‬‬
‫أغلب تالميذ املؤسسات التعليمية‪.‬‬

‫ت وعت و تعددت طرائق التدريس فهذ املرحلة سادهتا طرائق التلقني‪ ،‬و ا فظ و االستظهار‪،‬‬
‫والقراءة و الكتابة‪ 4...‬و اعتمد هذا ال وع من التعليم على الذاكرة و تقويتها يف مرحلة مبكرة من‬
‫عمر الطفل ٓن ما يتعلمه الصيب و فظه من القرآن يف هذ املرحلة سيظل معه بقية حياته‪...‬وجرت‬

‫‪ 1‬آهواين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪ ،193 ،191‬أمحد جيدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.332‬‬
‫‪ 2‬الرباصي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.204-202‬‬
‫‪3‬الرباصي‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.210-207‬‬
‫‪ 4‬أمحد جيدة‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.332‬‬

‫‪69‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫العادة أن تم الطفل القرآن يف س تني أو ثالثة‪ ،‬مث يستأنف ذلك عدة مرات إ أن يد حفظ‬
‫القرآن بإتقان و فظه عن ظهر قلب‪ ،‬و رمبا ال يدرك ذلك إال بعد انقضاء سبع س ني على أبعد‬
‫تقدير‪ ،‬و لكن بعض الصبيان ال يستطيع حفظ القرآن يف هذ املرحلة و ع دها يضطر إ ترك‬
‫‪1‬‬
‫الكتاب‪.‬‬

‫أما التلميذ الذكي فيتمم حفظ القرآن و هو دون العاشرة‪ ،‬و يقضي التلميذ بقية الس وات يف‬
‫تكرير القرآن على شيخه بالرواية‪ ،‬و مساعدته على التالميذ الصغار‪ 2‬و يطلق على هذا الصيب ال ابه‬
‫لقب العريف و تشرتط يف هذا العريف أن يفوق مستوا مستوى الصبيان‪ ،‬و لذا سئل اإلمام مالك‬
‫‪3‬‬
‫بن أنس رمحه اهلل (‪179‬ه‪795/‬م) عن املعلم عل للصبيان عريفا قال‪" :‬إن كان مثله في نفاذ "‪.‬‬

‫كان املؤدب لس عادة يف صدر الكتاب مرتبعا على حصريا أو و (و قد تص بسريرا أو‬
‫كرسي مرتفع) مس دا ظهر إ ا ائط‪ ،‬مرتديا عمامة و جبة فوقها برنوس إن وجد‪ ،‬و بيد عصا‬
‫أبعد تلميذ ع د ا اجة‪.4...‬‬ ‫طويلة تصل إ‬

‫و كان التالميذ يتحلقون حول املؤدب يف نصف دائرة و إذا كثروا تتعدد الدائرة‪ ،‬و كانوا لسون‬
‫‪5‬‬
‫مرتبعني على حصريا و و قبالة املؤدب‪.‬‬

‫‪ 1‬آهواين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،193‬مصطفى عيد القيم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ 2‬أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.342 ،332‬‬
‫‪ 3‬الرباصي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ 4‬أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ ،339‬صاحي بوعالم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،212‬أمحد جيدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ 5‬أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ ،339‬قامسي تاوي‪" ،‬التعليم بالكتاب يف املغرب آوسط أيام حكم ب عبد الواد (‪-633‬‬
‫‪681‬ه‪1554-1235/‬م)‪ ( .‬لة كان التار ية)‪ ،‬العدد ‪ ،12‬ناشري‪ -‬الكويت‪ ،2011 ،‬ص ‪.32‬‬

‫‪70‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫العطل و العقاب‪:‬‬

‫أفرد ابن ا اج العبدري (ت ‪737‬ه) يف كتابه "املدخل" فصال يف آداب الصبيان‪ ،‬و ما يعرض‬
‫هلم من عطل و إجازات و تسريح و عقاب‪ 1.‬فبال سبة لالسرتاحة اليومية فإن آطفال يسرت ون‬
‫ثالث مرات يف اليوم‪:‬‬

‫‪ ‬بعد و آلواح لإلفطار‪.‬‬


‫‪ ‬قبل الظهر للغداء‪.‬‬
‫‪ ‬ع د العشاء‪ ،‬حسب طول ال هار أو قصر ‪.‬‬
‫‪ ‬أما االسرتاحة آسبوعية‪ ،‬فهي يومان يف آسبوع مها ا ميس و ا معة‪.‬‬
‫‪ ‬و ه اك عطل أخرى لألطفال م ها قبل عيد الفطر و عيد آضحى بيومني أو ثالث وكذلك‬
‫بعدمها‪.‬‬

‫و إذا مرض الصيب يصرفه املعلم إ بيت وليه‪ ،‬و ال يرتكه يستمر بني التالميذ دون قراءة ٓنه يؤثر‬
‫‪2‬‬
‫بذلك يف غري من آطفال‪ ،‬و ٓن ذلك قد يزيد من مرضه‪.‬‬

‫و ه اك تعطيل الصبيان يف أيام الرياح و العواصف‪ ،‬و الربد و املطر الشديد‪ 3‬و كان املتفق عليه‬
‫تعطيل يوم ا ميس بعد العصر إال أن بعض املؤدبني كانوا يعطلون الدروس كامل يوم ا ميس‪،‬‬
‫وترتاوح عطلة العيدين ع دهم بني ثالثة و مخسة أيام‪ ،‬كما مي حون للصيب بطالة (عطلة) من أجل‬
‫‪4‬‬
‫ا تم تصل إ اليوم الواحد‪.‬‬

‫‪ 1‬ابن ا اج العبدري الفاسي‪ ،‬املدخل‪ ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة دار الثرات‪( ،‬د ط)؛ ج‪ ،2‬ص ‪ 321‬و ما بعدها‪ ،‬مد بن سح ون‪ ،‬أداب‬
‫املعلمني‪ (،‬قيق‪ :‬مود عبد املو )‪،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪، 80‬آهواين‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 183‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ 2‬مصطفى عيد القيم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،43‬بشري التليسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪،367‬روبار برانشفيك‪ ،‬تاريخ إفريقية يف العهد ا فصي‪( ،‬ترمجة‪:‬‬
‫محادي الساحلي)‪ ،‬ط ‪1‬؛ بريوت‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪1988 :‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪ ،378‬مد الشريف سيدي موسى‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫‪ 3‬أمحد جيدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،62‬م تصر مود صيتان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.178‬‬
‫‪ 4‬اهلادي روجر إدريس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،388‬خالد بلعريب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.87‬‬

‫‪71‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫العقاب‪:‬‬

‫قدم القاضي ابن جماعة يف ال تأديب الصبيان قواعد مهمة مشلت عالقة املتعلم بشيخه‬
‫‪1‬‬
‫وحلقته و زمالئه‪.‬‬

‫إذا ملح املعلم يف املتعلم خريا و أنس فيه رشدا ي بغي له أن يؤدبه على التدريج باآلداب الس ية‬
‫والشيم املرضية‪ ،‬و يعود الصيانة يف مجيع أمور على اإلخالص و الصدق و حسن ال يات‪ ،‬و أن‬
‫‪2‬‬
‫يرغبه يف العلم‪ ،‬و يذكر بفضائله و فضائل العلماء‪.‬‬

‫و لكن إذا اقتضت الضرورة جاز للمعلم أن يلجأ إ العقاب إذا أمهل الطفل يف دراسته و عليه‬
‫أن يراعي ذلك مب تهى ا يطة و ا ذر‪ ،‬فيبدأ معه أوال بال صح و اإلرشاد‪ ،‬و يتلطف معه‪ ،‬فتمزج‬
‫‪3‬‬
‫الرغبة و الرهبة‪ ،‬مث ي تقل إ العزل و التهديد‪.‬‬

‫عد "أبو القاسم سعد اهلل" التأنيب بالكالم من أخف أنواع العقوبات على التلميذ‪ 4‬فإذا مل ي فع‬
‫ذلك عاقبه بالضرب على أال يكون ضربا مربحا‪ ،‬و ال يف مقتل‪ 5‬و هي من أقصى العقوبات ال‬
‫تسلط على التلميذ حسب "أبو القاسم سعد اهلل" حيث مساها الفالقة أو الفلقة‪ 6‬و يعتربها مد‬
‫‪7‬‬
‫الشريف سيدي موسى عقابا تربويا ضروري يف الرتبية و التعليم‪.‬‬

‫‪ 1‬ابن مجاعة‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ 96‬و ما بعدها‪.‬‬


‫‪ 2‬أمحد جيدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪ 3‬شوقي أبو خليل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،459‬حسني اس ة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪ 4‬أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.340‬‬
‫‪ 5‬أبو مجعة املغراوي‪ ،‬جامع جوامع االختصار و التبيان فيها يعرض للمعليمن و آباء الصبيان‪ ( ،‬قيق‪ :‬أمحد جلو ‪ ،‬رابح بونار)‪ ،‬ا زائر‪ :‬الشركة‬
‫الوط ية لل شر و التوزيع‪1736 ،‬م‪ ،‬ص ‪ ،35‬حسني اس ة‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ ،134‬خوليان ربريا‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ 6‬أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ ،340‬الفلقة‪ :‬ا شبة و عود يتصل به حبالن متسك هبما القدمان لِلجلد‪ ،‬ي ظر‪ :‬املعجم الوسيط‪ ،‬مصر‪:‬‬
‫مكتبة الشروق الدولية‪ ،‬ط‪4‬؛ ‪2004‬م‪ ،‬ص ‪.701‬‬
‫‪ 7‬مد شريف سيدي موسى‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪72‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫و يلزم املعلم بعدم ضرب الصبيان بالعصا الغليظة ال تكسر العظم‪ ،‬و ال الرقيقة ال تؤمل ا سم‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫بل تكون وسطا‪ ،‬و أن يضرب يف القدمني‪ ،‬و ال يتجاوز ثالثة أسواط‪.‬‬

‫و مل يقتصر العقاب على تالميذ الكتاب فقط‪ ،‬بل كان املؤدبون يوقعون العقوبات ح على‬
‫أب اء آمراء و ا لفاء (قول الرشيد ملؤدب ولد يا أمحر‪ ،)...‬إال أن ابن خلدون يرفض الشدة على‬
‫املتعلمني و يعتربها مضرة هبم‪.2...‬‬

‫واقع تعليم الب ات‪:‬‬

‫يرى الباحث اإلسباين "خوليان ربيرا" أنه على العكس مما كان سائدا يف املمالك ال صرانية‪ ،‬و يف‬
‫املذاهب آخرى ال كانت رم املرأة من التعليم‪ ،‬و ال تكن هلا أي احرتام أو تقدير‪ ،‬فإن اإلسالم مل‬
‫تكن له أية فظات فيما يتعلق بتعليم املرأة‪ ،‬و أشد العلماء افظة يف املشرق مل ميت ع عن إجازة‬
‫‪3‬‬
‫تعليم ذخائر الس ة هلم و هو علم ذو قداسة خاصة‪.‬‬

‫فخالل العصور الوسطى كانت الع اية باملرأة يف املمالك ال صرانية دودة جدا تقليدا وامتثاال‬
‫ال ا املذهب الكاثوليكي الذي كان يـعد املرأة لوقا يف املرتبة الثانية و مل ظى هذ املرأة بأي لون‬
‫‪4‬‬
‫من ألوان ال فوذ‪ ،‬فيما عدا اجملال الضيق الذي كانت تعيش فيه و هو البيت‪.‬‬

‫أما يف بالد املغرب فقد حظيت املرأة بقدر من العلم و الثقافة و اصة يف القرنني الثالث و الرابع‬
‫اهلجريني و مل يقتصر هذا االهتمام و التعليم با رائر و ا واري من ال ساء فقط بل تعداها إ‬
‫طبقات اجملتمع آخرى‪ .5‬على العكس من املمالك ال صرانية ال كانت تسمح فقط لطبقة من‬
‫ال بالء من الفتيات‪ ،‬و ب ات التجار و الص اع بتعلم القراءة و الكتابة و لون من التعليم ح يتمكن‬

‫‪ 1‬فوزية العليمات‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،207‬اهلادي روجر ادريس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.389‬‬
‫‪ 2‬ابن خلدون‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،743‬فوزية العليمات‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.205‬‬
‫‪ 3‬خوليان ربريا‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪ 4‬مود بن سح ون‪ ،‬آداب املعلمني‪ ( ،‬قيق‪ :‬حسن حس عبد الوهاب)‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،38‬أمحد جيدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.382‬‬
‫‪ 5‬بشري التليسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.400‬‬

‫‪73‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫من إدارة شؤوهنن‪ ،‬و لو كانت ب ات التجار و الص اع آوفر حظا يف التعليم‪ ،‬إال أن ب ات السادة‬
‫من رجال البالط و كذا ب ات آطباء و القضاة و من على شاكلتهم فقد قـرر بأنه من ا ري هلن أال‬
‫‪1‬‬
‫يتعلمن القراءة و الكتابة‪.‬‬

‫كما حظيت املرأة ب فس القدر من التعليم ع د اإلباضية و يف جبل نفوسة‪ ،‬دون متييز و شاركت‬
‫‪2‬‬
‫املرأة الرجل يف الرأي و املشورة‪.‬‬

‫كما اعت آندلسيون بتعليم ب اهتم‪ ،‬فكانوا يبعثون هبن إ املدارس آولية م ذ الصغر‪ ،‬لكي‬
‫تيسر من‬
‫يتعلمن نفس املواد ال تدرس للصبيان عادة‪ ،‬فكانت املرأة (الب ت) تتعلم أمور دي ها و ما َّ‬
‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫آيات القرآن الكرمي ملعرفة كيفية الصالة‪.‬‬

‫و يبقى ه اك استث اء فبعض ال ساء كن يواصلن التعليم العا ‪ ،‬و صلن على نفس اإلجازات‬
‫صل عليها الرجال عادة‪ ،‬و بعضهن يدرسن الفقه‪ ،‬و القراءات و الس ة و آدب و مواد أخرى‬ ‫ال‬
‫‪5‬‬
‫ميكن أن ت فعهن‪.‬‬

‫و جرت العادة أن هذا ال وع من التعليم يتم داخل دور الكتاتيب‪ 6،‬و يتو تعليم الب ات يف‬
‫‪7‬‬
‫الدور مؤدبني من احملارم كما فعل "عيسى بن مسكني" مع ب تيه و ب ات أخيه‪ ،‬و "أسد بن الفرات"‬

‫‪ 1‬أمحد جيدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.483 ،482‬‬


‫‪ 2‬بشري التليسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.402‬‬
‫‪ 3‬خوليان ربريا‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫‪ 4‬حسني إسكان‪ ،‬تاريخ التعليم باملغرب يف العصر الوسيط‪ ،‬الرباط‪ :‬املعهد امللكي للثقافة آمازيغية‪ ،2004 ،‬ص ‪ ،36‬بشري التليسي‪ ،‬املرجع نفسه‪،‬‬
‫ص ص ‪ ،401‬حسن ا ربوطلي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.250 ،249‬‬
‫‪ 5‬خوليان ربريا‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.131 ، 130‬‬
‫‪ 6‬أمحد جيدة‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.383‬‬
‫‪ 7‬أسد بن الفرات‪ :‬أبو عبد اهلل بن س ان‪ ،‬مو ابن سليم‪ ،‬أصله من نيسابور‪ ،‬كان قدومه القريوان س ة ‪ 144‬ه‪ ،‬مسع من علي بن زياد املوطأ‪ ،‬وتعلم‬
‫م ه العلم‪ ،‬مث رحل إ املشرق فلقي مالكا و مسع م ه‪ ،‬مث رحل إ العراق فلقي أصحاب أيب ح يفة‪ ،‬و كتب ا ديث و تفقه بالعراق‪ ،‬مث رحل إ مصر‬
‫و لزم أبن القاسم و أخذ ع ه آسدية‪ ،‬و تقدم إ القريوان فسمعها من خلق كثري‪ ،‬و انتشرت إمامته‪ ،‬مث و قضاء إفريقية س ة ‪203‬ه ‪...‬تويف اصرا‬
‫لسرقوسة س ة ‪ 213‬ه‪ ،‬ا ودي‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،63‬املالكي‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ 245‬و ما بعدها‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مع اب ته أمساء‪ ،‬و سح ون بن سعيد مع اب ته خد ة ليعلمهن القرآن و العلم‪ ،‬و يف أحيان أخرى كان‬
‫‪1‬‬
‫يدعى مؤدبون خاصون لتعليم الب ات يف بيوت أهل الثراء و قصور آمراء‪.‬‬

‫كما كان للمرأة دور يف التدريس يف حلقات املساجد فقدت سجلت كتب التاريخ أمساء عشرات‬
‫ال ساء احملدثات‪ 2‬حيث كان يتم االتصال هبن لتعليم الب ات‪ ،‬و قد تار من ال ساء من اشتهرت‬
‫بعلمها و ثقافتها‪ ،‬حيث ثقافتها كانت ال تقل عن ثقافة الرجال‪ ،‬فقد تصدرت املرأة املسلمة يف‬
‫ميادين عدة ملوضوعات ثقافية متعددة‪ ،‬فربزت يف مجيعها و كانت يف كل م ها تقارع الرجال و تدل‬
‫‪3‬‬
‫على مقدرة ممتازة‪ ،‬و كفاءة طيبة‪.‬‬

‫فاشتهرت يف مكة مدرسة "كرمية املرورذية العظيمة"‪ ،‬و برز تعليم املرأة يف هذا املركز الدي‬
‫العظيم‪ ،‬كما كانت بعض الشيخات آندلسيات ال ت تسب إ أسر عريقة تتلمذن على هذ‬
‫‪4‬‬
‫السيدة العاملة ا ليلة و حرصوا على أن يذكروها بني أمساء أساتذهتم آكثر شهرة و تقديرا‪.‬‬

‫فتزاحم الطالب على الدراسة جعل املرأة أيضا تقبل عليها‪ ،‬و تفتح املدارس و تلقي فيها‬
‫الدروس‪ ،‬كما يص ع الرجال ‪ ،‬حيث كان "لب حزم"‪ ،‬و هي أسرة اشتهرت بآساتذة مدرسة من‬
‫يدرس فيها آب الصبيان و االبن للفتيان‪ ،‬و الب ت للفتيات‪ ،‬و كان ذلك يف‬
‫أشهر مدارس قرطبة ِّ‬
‫القرن الثالث هجري‪.‬‬

‫و فيما بعد بلغت املرأة املسلمة يف آندلس قدرا عاليا من التعليم و التقدير الرفيع‪ ،‬ميكن أن‬
‫‪5‬‬
‫يقارن مع أكثر ال ساء تعليما بني الشعوب القدمية‪.‬‬

‫‪ 1‬ابن سح ون‪ ،‬آداب املعلمني‪ ( ،‬قيق‪ :‬حسن حس عبد الوهاب)‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ 2‬شوقي أبو خليل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،455‬حسني إسكان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.37 – 36‬‬
‫‪ 3‬بشري التليسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،401‬أمحد جيدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.384‬‬
‫‪ 4‬خوليان ربريا‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫‪ 5‬عبد ا ميد عيسى‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،161‬خوليان ربريا‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.134‬‬

‫‪75‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫و رغم ذلك مل يكن التعليم م تشرا بني ال ساء انتشار بني الرجال‪ ،‬و ذلك أن ال ساء املسلمات‬
‫مل يستطعن ارات الرجال يف التعليم للصعوبة ال كانت تستهدف طالب العلم‪ ،‬فقد كانت‬
‫الرحالت‪ ،‬و ا رمان و التقشف‪ ،‬ميزات الطالب املسلم‪ ،‬و كان العرب يضعون املرأة يف مكانة أمسى‬
‫‪1‬‬
‫أعلى فال يسمحون أن تتعرض ل صب العيش‪ ،‬و شظف ا ياة‪.‬‬

‫متابعة العملية التربوية‪.‬‬

‫أوجد الفقهاء املسلمني للتعليم نظاما تربويا و عهدوا للمحتسب باإلشراف عليه‪ 2‬فيقوم احملتسب‬
‫باإلشراف على الكتاتيب‪ ،‬و كل ما يتعلق هبا من مكان إنشائها‪ ،‬و معلمي الكتاتيب و صبيان‬
‫الكتاتيب‪.‬‬

‫فبال سبة للمكان الذي يتم ا اذ كتابا يلزم احملتسب املعلم بعدم ا اذ املسجد مكانا لتعليم‬
‫الصبيان ٓهنم ال يتحفظون من ال جاسة‪ ،‬بل ب أن تتخذ أماكن خاصة لذلك‪ 3،‬يشرتط فيها أن‬
‫تكون مشهورة ع د ال اس يف السوق أو يف الشارع العام‪ ،‬و ال يكون يف موضع ليس مبسلوك من قبل‬
‫ال اس تفاديا للشك‪ ،‬و لكن على آغلب يكون املوقع املفضل يف جوار املسجد لتوفر الشروط‬
‫‪4‬‬
‫املذكورة فيه‪.‬‬

‫و يظهر من خالل كتب ال وازل أن استئجار الكتاب و تأثيثه يقع على عاتق املعلم و قد يشرتك‬
‫معلمني يف كراء كتاب و تعليم الصبيان‪ 5‬فمن متطلبات الكتاب أن يكون مؤم ا من ال احية الصحية‬

‫‪ 1‬أمحد جيدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.383‬‬


‫‪ 2‬بشري التليسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،383‬حسني اس ة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪ 3‬فوزية العليمات‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪" ،207‬ورد يف املعيار ج‪ ،9‬يف مسألة إمام اقتطع من املسجد مكانا يؤدب فيه آطفال‪ ،‬أنه يقضى على اإلمام‬
‫هبدم ما ب و إعادته إ أصله و عليه مؤونة اهلدم"‪ ،‬ي ظر‪ :‬الونشريسي‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،9‬ص ص ‪ ،50- 49‬القابسي‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‬
‫‪.145‬‬
‫‪ 4‬ابن ا اج‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،314‬أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،277‬مصطفى عيد القيم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ 5‬القابسي‪ ،‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪ ،144‬عبد الواحد املراكشي‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،597‬ي ظر امللحق رقم ‪، 06‬ص ‪.103‬‬

‫‪76‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يسرح التلميذ إ بيت وليه إذا تطلب‬


‫للضرورة البشرية‪ ،‬فإن مل يوجد هذا املوضع فعلى املؤدب أن ِّ‬
‫‪1‬‬
‫آمر‪.‬‬

‫و يشرتط يف املعلم أن يكون مؤهال لتعليم الصبيان‪ ،‬يث يكون أمي ا‪ ،‬و لديه معرفة با روف و‬
‫‪2‬‬
‫أشكاهلا‪ ،‬و مبادئ ا ساب‪ ،‬و آيات القرآن‪.‬‬

‫و يشمل دور احملتسب كذلك مراقبة معاملة املعلمني لألطفال و سلوكهم معهم‪ ،‬حيث ت اول‬
‫الفقهاء سلوك املعلم ا الصيب و أسلوب التعليم و العقاب‪ ،‬و غريها من القضايا‪ .‬فاملعلم مكلف‬
‫على مجيع العمليات التعليمية‪ 3‬ب ظام قائم على العدل بني التالميذ يف املعاملة‪ ،‬فال يعاملهم إال‬
‫‪4‬‬
‫بالعدل‪ ،‬و ال يشعرهم باال ياز ٓحدهم‪ٓ ،‬ن ذلك يؤثر على صحة الصبية ال فسية‪.‬‬

‫و أجاز الفقهاء عقاب الطفل الذي يرتكب املخالفات لكن ب على املعلم مراعاة التدرج يف‬
‫العقاب من الت بيه إ التع يف و التشهري إ الضرب‪ ،‬شريطة أال يبالغ املعلم يف ذلك‪ ،‬ح ال يرتتب‬
‫على هذ العملية انعكاسات أخالقية و ذه ية خطرية على الطفل و ال تعيق صيله الدراسي‪ 5،‬ومن‬
‫ذلك يلزمه عدم ضرب الصبيان بالعصا الغليظة ال تكسر العظم‪ ،‬و ال الرقيقة ال تؤمل ا سم‪ ،‬بل‬
‫‪6‬‬
‫تكون وسطا‪ ،‬كما يلزمه عدم ضرب الصبيان يف آماكن ال قد تتسبب هلم أملا كالرأس‪.‬‬

‫‪ 1‬ابن ا اج‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،321‬مصطفى عيد القيم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ 2‬ابن سح ون‪ ،‬آداب املعلمني‪ ( ،‬قيق‪ :‬حسني حس عبد الوهاب)‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،47‬القابسي‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،205‬فوزية‬
‫العليمات‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.207‬‬
‫‪ 3‬عبد العزيز فيال ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.344‬‬
‫‪ 4‬مد بن سح ون‪ ،‬آداب املعلمني‪ ( ،‬قيق‪ :‬مود عبد املو )‪ ،‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪ ،74‬القابسي‪ ،‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪ ،131‬ي ظر امللحق رقم‬
‫‪ ،05‬ص ‪.101‬‬
‫‪ 5‬مد بن سح ون‪ ،‬آداب املعلمني‪ ( ،‬قيق‪ :‬حسن حسني عبد الوهاب)‪ ،‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪ ،53‬القابسي‪ ،‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪ ،130‬عبد العزيز‬
‫فيال ‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.344‬‬
‫‪ 6‬القابسي‪ ،‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪ ،130‬ابن ا اج‪ ،‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪ ،317‬فوزية العليمات‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.207‬‬

‫‪77‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫و تظهر صور رقابة الفقهاء و احملتسبني على الكتاتيب بإنكارهم على املعلمني و املؤدبني‬
‫انشغاهلم أث اء حصة الدرس بكتابة ا روز و التمائم أو الذهاب ضور ا ائز‪ ،‬و صرف آطفال‬
‫‪1‬‬
‫عن الدروس‪.‬‬

‫كما يلزمه احملتسب بعدم استخدام الصبيان يف حوائجه ا اصة‪ ،‬و عدم إرساهلم إ دار و هي‬
‫خالية‪ ،‬و ذلك إلبعادهم عن مواضع الشبهات‪ ،‬و ال يرسل صبيا مع إمرأة يكتب هلا كتابا‪ ،‬و ال يعلم‬
‫‪2‬‬
‫ا ط إلمرأة أو جارية‪.‬‬

‫و ملا كان الصبيان يأتون إ الكتاب صغار السن‪ ،‬كان على آهل أن يؤم وا من يرافقهم يف‬
‫غدوهم و رواحهم إ الكتاب و إعادهتم إ بيوهتم‪ ،‬فيشرتط فيه أن يكون ثقة أمي ا متأهال ٓنه‬
‫ِّ‬
‫يستلم الصيب يف الغدو و الرواح و ي فرد به يف آماكن ا الية‪ ،‬يدخل على ال سوان‪ ،‬فيشرتط أن‬
‫‪3‬‬
‫يكون كذلك‪.‬‬

‫و يلزم احملتسب املعلم بعدم تعليم الصبيان آشعار ال تتعارض مع الدين و السياسة‪ .4‬و كان‬
‫إ جانب هؤالء احملتسبني و الفقهاء طبقة من العلماء آعراب البداة ال خبة ورثوا علم البادية‬
‫وحفظوا أشعار القبائل و وعوا أخبارهم‪ ،‬و كانت هلم ثقافة واسعة يف العربية فكان هؤالء يطوفون‬
‫‪5‬‬
‫على أصحاب الكتاتيب و املؤدبني‪ ،‬فيفيدوهنم من علمهم‪.‬‬

‫‪ 1‬مد بن سح ون‪ ،‬آداب املعلمني‪ ( ،‬قيق‪ :‬مود عبد املو )‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،81‬القابسي‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،143‬عبد العزيز فيال ‪،‬‬
‫املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.345‬‬
‫‪ 2‬آهواين‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،208‬فوزية العليمات‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.208‬‬
‫‪ 3‬أمحد جيدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ 4‬فوزية العليمات‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.208‬‬
‫‪ 5‬أسعد طلس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬

‫‪78‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫باإلضافة إ زيارة آماكن التعليمية يف ساعات تعليم الصبيان من طرف رجال الدولة و القضاة‬
‫و تدخلهم يف بعض املظاهر العملية التعليمية فه اك شبه إمجاع من مجيع من ت اولوا العملية التعليمية‬
‫‪1‬‬
‫على أن الكتاتيب (املدارس آولية) كانت خاضعة نظريا إلشراف احملتسب‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد ا ميد عيسى‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.206‬‬

‫‪79‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أثر آراء محمد بن سح ون في المؤلفات التربوية و دورها في توجيه التعليم‪.‬‬

‫يعترب كتاب ابن سح ون مبثابة امل هج القومي ملن جاء بعد من املفكرين و امل ظرين املسلمني الذين‬
‫طرقوا موضوع التعليم‪ ،‬و ابتغوا سني جودته و رفع مستوا ‪ ،‬حيث أث عليه و أوصى به عدد من‬
‫أعالم ال هضة الفكرية الرتبوية إلرساء قواعد الرتبية ا ديثة لل شء‪ ،‬وهذا ما ذهب إليه "سيبستيان‬
‫غونتر" املفكر آملاين بقوله‪" :‬يبدو أن أول عامل مسلم ص ف "دليال عمليا" لألساتذة كان الفقيه‬
‫املالكي "محمد بن سح ون" القريواين مولدا و إقامة‪ ...‬و الكتاب رغم مضي ألف عام و ما يزيد‬
‫عليه ال يزال معلما يف تاريخ الرتبية و التعليم‪ ،‬فهو يزودنا بفكرة عن بدايات ال ظرية الرتبوية‪ ،‬و تطور‬
‫امل هاج يف اإلسالم‪ ،‬ويكشف عن مشكالت من القرن التاسع ميالدي ما زالت مستمرة ح يوم ا‬
‫‪1‬‬
‫هذا"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -1‬ابن الجزار القيرواني‪:‬‬

‫كتاب "سياسة الصبيان و تدبريهم" البن ا زار‪ ،‬ي درج يف ال شاط العلمي الواسع الذي شهد‬
‫القرن الرابع اهلجري‪ ،‬وضمن م هج ا ذته إفريقية التونسية م ذ "ابن سح ون" و هو انشغاهلم بالقواعد‬
‫الرتبوية‪ ،‬و التعليمية‪.‬‬

‫سيبستيان غونتز‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪ ،227 ، 226‬ي ظر أيضا‪Avner Giladi : Individualism and Conformity in :‬‬
‫‪1‬‬

‫‪Medieval Islamic Educatinal Thought, conjsejo superior investigacione scientificas licenncia creative‬‬
‫‪commons 3 Spane, 2005, P103.‬‬
‫‪ 2‬ابن الجزار‪ :‬أبو جعفر من أهل القريوان طبيب بن طبيب و عمه أبو بكر طبيب‪ ،‬و كان ممن لقي إسحاق بن سليمان و صحبه و أخذ ع ه‪ ،‬ولد‬
‫ابن ا زار عام ‪ 285‬ه‪ ،‬و تويف س ة ‪369‬ه بالقريوان‪ ،‬و وجد له مخسة و عشرون ق طارا من كتب طبية و غريها‪ ،‬و كان قد هم بالرحلة إ آندلس‬
‫و مل ي فذ ذلك‪ ...‬ابن أيب أصيب عة‪ ،‬عيون آنباء يف طبقات آطباء‪ ( ،‬قيق‪ :‬نزار رضا)‪ ،‬بريوت‪ :‬دار مكتبة ا ياة‪( ،‬د ت)‪ ،‬ص ‪ ،481‬فرحات‬
‫الدشراوي‪" ،‬سياسة الصبيان و تدبريهم"‪ ( .‬لة حوليات ا امعة التونسية)‪ ،‬العدد ‪ ،3‬تونس‪ 1966 ،‬م‪ ،‬ص ‪ ،29‬مد حسن نوفلية‪" ،‬ابن ا زار‬
‫القريواين"‪ ( ،‬لة آفاق الثقافة و الرتاث)‪ ،‬العدد ‪ ،4‬القاهرة‪ 1926 ،‬م‪ ،‬ص ‪.78‬‬

‫‪80‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫حيث بلغ مستوى الثقافة العربية اإلسالمية أوجه يف القرن الرابع اهلجري‪ ،‬سواءا يف املشرق العريب‬
‫أو يف مغربه‪ ،‬و ندرك ذلك جيدا من خالل نفائس املؤلفات يف العديد من الف ون‪ ،‬و يف ش امليادين‬
‫‪1‬‬
‫و ال بقيت أكرب شاهد على حضارة العرب و نشاطهم يف مدارج العلم و العرفان‪.‬‬

‫برز املغاربة و خاصة بإفريقية يف تلك ا قبة املتقدمة من تار ا يف املؤلفات الرتبوية‪ ،‬فألف أول‬
‫كتاب تربوي يف العامل اإلسالمي العريب‪ ،‬و هو كتاب محمد بن سح ون "آداب املعلمني" فكتاب‬
‫"الصبيان و تدبريهم" البن ا زار‪ ،‬مث كتاب "الرسالة املفصلة"‪ ...‬فالرسالة البن أيب زيد و غريهم‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫بدون أن ن سى "مقدمة" ابن خلدون و ما حوته من آراء تربوية جريئة سبقت عصر ‪.‬‬

‫و بعد كتاب "ابن سح ون" آداب املعلمني الذي وضع اللب ة آو ل ظام التعليم و قواني ه‬
‫آساسية يقدم ل ا ابن الجزار كتابه "سياسة الصبيان و تدبيرهم" ليدعم هذا املسار الرتبوي من‬
‫‪3‬‬
‫ال احية الصحية‪.‬‬

‫و يرى الدكتور "يوسف حوالة" أنه من بني مظاهر التطور الذي بلغته ا ياة العلمية‪ ،‬تلك‬
‫املص فات الرتبوية ال ألفت يف الرتبية يف العامل اإلسالمي حيث ألَّف ثالثة عن أشهر علماء و فقهاء‬
‫‪4‬‬
‫و أطباء إفريقية مؤلفات تربوية فتحت الباب على مصرعيه للتأليف و التص يف يف هذا اجملال البكر‪.‬‬

‫و أول أولئك الرتبويني آجالء محمد بن سح ون بن سعيد الذي ال يقل شهرة ومسعة عن أبيه‬
‫سح ون‪ ،‬حيث ترك الباب مفتوحا بعد ليلجه اث ان من أب اء قطر الذين ساروا على م هجه و رمسه‬
‫باإلضافة إ اجتهادمها الشخصي‪" ،‬أما الثاين فس ذكر يف موضعه"‪ ،‬و أما آول فهو الطبيب املؤرخ‬
‫ابن ا زار (ت ‪ 369‬ه) الذي تلقى الفكرة من ابن سح ون فكتب مص فا تربويا بع وان "سياسة‬

‫‪ 1‬علي مد إدريس‪" ،‬الرتبية الصحية يف كتاب "سياسة الصبيان و تدبريهم البن ا زار القريواين"‪ ( ،‬لة كلية الرتبية)‪ ،‬العدد ‪ ،1‬جامعة امللك سعود‪،‬‬
‫الرياض‪ 1986 ،‬م‪ ،‬ص ص ‪.182 ، 181‬‬
‫‪ 2‬علي مد إدريس‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.182‬‬
‫‪ 3‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.183‬‬
‫‪ 4‬يوسف بن أمحد حوالة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.233‬‬

‫‪81‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الصبيان و تدبيرهم" و هو كتاب جاد فيه املؤلف بعدد من ال ظريات الرتبوية ا س ة و سجل‬
‫مالحظاته حول التعليم يف القرن الرابع اهلجري‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -2‬القابسي‪:‬‬

‫اإلمام املصلح أبو ا سن علي بن خلف الفقيه املؤلف املوثوق (ت ‪403‬ه)‪ 2‬الذي ألف رسالة‬
‫ال تقل أمهية عن سابقيها من املص فات الرتبوية‪ ،‬و ع وان رسالته "الرسالة املفصلة ٓحوال املتعلمني‬
‫وأحكام املعلمني و املتعلمني"‪ 3.‬نشرها الدكتور أمحد فؤاد آهواين مبصر يف ذيل رسالته ال نال هبا‬
‫‪4‬‬
‫درجة الدكتورا و موضوعها "التعليم يف رأي القابسي"‪.‬‬

‫و تص ف رسالة القابسي ضمن كتب الفتاوى إذ حاول القابسي فيها الرد على موعة من‬
‫آسئلة ال وقعت إليه من قبل أحد السائلني و يف ذلك يقول‪" :‬سأل سائل و أ علي أن أجيبه‬
‫‪5‬‬
‫عن مسائل كتبها و شرط فيها شروطا"‪.‬‬

‫حيث اعترب جاك شوير "كتايب" ابن سح ون و القابسي بداية التأليف البيداغوجي الرتبوي إذ‬
‫كانت هلما نفس الرؤية يف تعليم آطفال يف الكتاب‪ 6‬و نظرا للتشابه التام يف احملتوى و هو ما‬
‫يوضح استفادة القابسي من ابن سح ون رغم الفارق الزم الذي يفصل بي هما (قرن و نصف تقريبا)‬

‫‪ 1‬يوسف بن أمحد حوالة‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.234‬‬


‫‪ 2‬أسعد طلس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.163‬‬
‫‪ 3‬يوسف بن أمحد حوالة‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ ،234‬عبد ا ق زريوح‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ 4‬أسعد طلس‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.163‬‬
‫‪ 5‬القابسي‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Jacques Scheuer, Op_cit P 86.‬‬

‫‪82‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أي أنه رغم أٓحداث ال شهدهتا إفريقية و ما صاحب ذلك من والت سياسة و مذهبية‪ ،‬إال أن‬
‫‪1‬‬
‫ذلك مل يسهم يف تطوير أو تعديل امل هج الرتبوي‪.‬‬

‫يتضح من ع وان الرسالة الدقيق أمهيتها يف عامل الرتبية‪ ،‬فلم يكتف القابسي برتديد ال ظريات‬
‫الرتبوية ال توصل إليها ابن سح ون‪ ،‬و ابن ا زار فحسب و إمنا زاد عليها مما توصل إليه بفكر‬
‫الرتبوي ال ري‪ ،‬و هو إن كان نقل عن ابن سح ون كثريا‪ ،‬و إن كان البن سح ون السبق يف التأليف‬
‫‪2‬‬
‫فإن للقابسي ميزة التوسع يف أبوابه‪.‬‬

‫فالقابسي اعتمد كثريا على كتاب ابن سح ون‪ ،‬و نقل ع ه‪ ،‬و اسرتشد به‪ ،‬و ترسم خطا ‪...‬‬
‫وبالرجوع إ نص الكتاب د أن ما نقله القابسي يكاد يكون بلفظه يف بعض املواضع‪ ،‬و باختالف‬
‫‪3‬‬
‫يسري يف مواضع أخرى‪ ،‬كحذف الس د عن رأي فقيه أو تغيري يف العبارة دون إخالل باملع ‪.‬‬

‫أطال القابسي يف تبيني فصول الكتاب‪ ،‬و بيان دقائق املشاكل الرتبوية ال عرض هلا‪ ،‬و هو إن‬
‫وسع املوضوع‪ ،‬و نقل كثريا من املعلومات عن شيوخه‪،‬‬
‫استعان بكثري من أقوال ابن سح ون‪ ،‬فإنه َّ‬
‫وأساتذة عصر و العصور ال سبقته‪ ،‬كما نقل عن الفقهاء الذين أخذ ع هم سح ون و اب ه كابن‬
‫‪4‬‬
‫القاسم و ابن وهب و غريمها‪.‬‬

‫‪1‬هادية صي ود‪" ،‬الفكر الرتبوي ببالد املغرب من مد بن سح ون و أيب ا سن القابسي إ ابن خلدون"‪ ( ،‬لة عصور ا ديدة)‪ ،‬العدد ‪،17-16‬‬
‫جامعة وهران‪ ،‬ا زائر‪ ،2015/2014 ،‬ص ‪ ،137‬دمية مد مود وصوص‪ ،‬املعتصم باهلل سليمان ا وارنة‪" ،‬من مالمح الفكر الرتبوي ع د االمام‬
‫القابسي"‪ ( .‬لة العلوم الرتبوية)‪ ،‬العدد ‪ ،2‬مج ‪ ،2004 ،41‬ص ‪.913‬‬
‫‪ 2‬يوسف بن أمحد حوالة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.234‬‬
‫‪ 3‬آهواين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،58‬مد بن سح ون‪ ،‬آداب املعلمني‪ ( ،‬قيق‪ :‬مود عبد املو )‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪ 4‬أسعد طلس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.163‬‬

‫‪83‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -3‬ابن خلدون‪:‬‬

‫ورد يف قيق كتاب "آداب املعلمني (حسن حس عبد الوهاب‪ ،‬و مود عبد املو )" ما يلي‪:‬‬
‫من الثابت أن هذا الكتاب "آداب املعلمني"‪ ،‬الطريف يف موضوعه قد عرفه عديد من مشاهري‬
‫العلماء‪ ،‬قدماء و دثني‪ ،‬و نقلوا ع ه و استفادوا م ه‪ ،‬و من هؤالء نذكر على سبيل املثال أبو‬
‫إسحاق الجب ياني كما أورد مرتمجه أبو القاسم اللبيدي‪ 2‬يف كتابه "م اقب أيب إسحاق ا ب ياين"‬
‫وكما ذكر ابن خري آندلسي يف فهرس مروياته‪ ،‬و فيها من تأليف مد بن سح ون‪ ،‬و خاصة‬
‫‪3‬‬
‫كتاب آداب املعلمني‪.‬‬

‫الحظ آستاذ حسن حس عبد الوهاب أن ابن خلدون يف مقدمته نقل عن كتاب آداب‬
‫املعلمني ع دما قال يف باب "أن الشدة على املتعلمني مضرة هبم"‪ .‬حيث قال "محمد" بدل عبد اهلل‬
‫ابن أيب يزيد يف كتابه الذي ألفه يف حكم املعلمني و املتعلمني‪" ،‬ال ي بغي ملؤدب الصبيان أن يزيد يف‬
‫ضرهبم إذا احتاجوا إليه على ثالث أسواط شيئا"‪ ،‬و يضيف حسن حس "و يبدو أن ابن خلدون‬
‫اشتبه عليه اسم املؤلف‪ 4،‬ف سب كتاب آداب املعلمني إ العامل القريواين عبد اهلل ابن أيب يزيد (ت‬
‫‪386‬ه) و هو ض إشتبا ٓن ابن أيب يزيد صاحب الرسالة مل يدون قط تص يفا هبذا اإلسم ولدي ا‬
‫برمتِها يف الكتاب الذي ن شر اليوم"‪ .‬انتهى‬
‫ع اوين سائر مؤلفاته ال سيما أن العبارة امل قولة موجودة َّ‬
‫كالم حسن حس عبد الوهاب‪ ،‬و يضيف مود عبد املو و ليس مستحيال أن يكون ابن خلدون‬
‫‪5‬‬
‫استفاد من كتاب آداب املعلمني‪.‬‬

‫‪ 1‬ابن خلدون‪ :‬العالمة عبد الرمحن بن مد ا ضرمي‪ ،‬ولد يف تونس س ة ‪ 732‬ه‪1332/‬م‪ ،‬ي حدر من أصل أندلسي إشبيلي‪ ،‬تلقى العلم على‬
‫عدد كبري من العلماء آندلسيني الذين هاجروا إ تونس‪ ...‬اعترب ابن ا طيب مفخرة من مفاخر التخوم املغربية‪ ،‬انغمر يف ا ياة السياسية يف بالط‬
‫املري يني و ا فصيني‪ ،‬مث ار ل إ الشام و مصر حيث تو م صب قاضي قضاة املالكية‪ ،‬ي ظر‪ :‬ابن خلدون‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪ 2‬أبو القاسم اللبيدي‪ :‬نسبة إ لبيدة قرية بالقرب من جب يانة‪ ،‬قرأ بالقريوان و أخذ عن مجاعة و امتد عمر فحاز رئاسة العلم بالقريوان‪ ،‬كان فقيها‬
‫فاضال انتفع بصحبة الزاهد الكبري أيب إسحاق ا ب ياين‪ ،‬تويف بالقريوان ‪ 446‬ه‪ ،‬حسن حس عبد الوهاب‪ ،‬كتاب العمر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.671‬‬
‫‪ 3‬مد بن سح ون‪ ،‬آداب املعلمني‪ ( ،‬قيق‪ :‬مود عبد املو )‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪ 4‬مد ابن سح ون‪ ،‬آداب املعلمني‪ ( ،‬قيق حسن حس )‪ ،‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ 5‬املصدر نفسه‪ ( ،‬قيق‪ :‬مود عبد املو )‪ ،‬ص ‪.58‬‬

‫‪84‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫و الواقع أن كثريا من اآلراء الرتبوية ال عرب ع ها ابن خلدون وردت ع د من سبقو يف الكالم‬
‫عن هذا املوضوع من أمثال ابن سح ون و القابسي و غريهم فيكرر ابن خلدون ما أكد سابقو من‬
‫الرفقة باملتعلم ٓن الشدة مضرة به‪ ،‬كما نادى مبا نادى به سابقو من مراعاة التدرج يف تعليم الصبيان‬
‫‪1‬‬
‫و مراعاة قدراهتم‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -4‬المغراوي‪:‬‬

‫ناقش املغراوي اآلراء الرتبوية اهلامة يف كتابة "جامع جوامع االختصار‪ "...‬و استعان على ذلك‬
‫بكتب من سبقه كالقابسي‪ ،‬و مد بن سح ون و غريهم‪ 3‬و فيما يلي‪ :‬آبواب ال أخذ م ها‬
‫‪4‬‬
‫املغراوي عن ابن سح ون‪ :‬يف ا ذقة‪ :‬استعان بقول ابن سح ون‪.‬‬

‫ففي باب اإلجارة على تعليم القرآن است د إ قول (جواب) اإلمام سح ون يف كتاب آداب‬
‫‪5‬‬
‫املعلمني‪.‬‬

‫و اقتبس جواب ابن سح ون من كتاب القابسي يف باب خياركم من تعلم القرآن و علمه‪ 6.‬كما‬
‫اقتبس من كالم ابن سح ون حول تأديب الصبيان‪ ،‬و مسا تربية التالميذ‪ . 7‬و اقتبس يف باب ما‬
‫‪8‬‬
‫يتعلمه الصيب س د عن ابن سح ون عن جرير مرفوع إ إبراهيم ال خعي‪.‬‬

‫مد م ري مرسي‪ ،‬الرتبية اإلسالمية أصوهلا و تطورها يف البالد العربية‪ ،‬ط (م قحة)؛ القاهرة‪ :‬دار املعارف‪1987 ،‬م‪ ،‬ص ص ‪.260 ،252‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬أحمد بن أبي جمعة المغراوي‪ :‬عاش يف القرن التاسع و أول العاشر‪ ،‬تويف س ة ‪920‬ه‪1514/‬م‪ ،‬و تتلمذ على اإلمام مد بن يوسف‬
‫الس وسي‪ ،‬و على غري من علماء تلمسان‪ ،‬كما أخذ عن شيوخ تونس‪ ،‬أبو مجعة املغراوي‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪ 3‬أبو مجعة املغراوي‪ ،‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪ 4‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ 5‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ 6‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ 7‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ 8‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.49‬‬

‫‪85‬‬
‫م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وكان للمربني املسلمني على اختالف أمصارهم و أعصارهم و أج اسهم أثر كبري واضح يف تعميم‬
‫‪1‬‬
‫التعليم‪ ،‬وتطوير اآلراء الرتبوية‪ ،‬و تقوية أسس ا ياة الفكرية و الثقافية يف الغرب اإلسالمي‪.‬‬

‫وهو ما يظهر يف الدراسات الرتبوية ا ديثة ال ال تكاد لو من آراء ابن سح ون الرتبوية‬


‫ال سيما املؤلفات ال اعتمدها الدارس‪ :‬آهواين ‪ ،‬عبد ا ميد عيسى‪ ،‬أسعد طلس‪ ،‬خوليان ربريا‪،‬‬
‫حسني إسكان‪ ...‬و غريهم و ال تزال اآلراء الرتبوية البن سح ون سبيال أمثل يف الرتبية و التعليم‪.‬‬

‫‪ 1‬أسعد طلس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.163‬‬

‫‪86‬‬
‫خــــــــــاتمة‬
‫خاتمــــــــــة‬

‫توصل الدارس مما سبق ذكر يف موضوع "طرائق التعليم يف بالد املغرب من خالل كتاب آداب‬
‫املعلمني" لإلمام مد بن سح ون القريوا املغريب إ مجلة من ال تائج أمهها‪:‬‬

‫فإرريقية معاملها السياسية‬ ‫ربة سياسية رتم‬ ‫‪ ‬يعترب قيام دولة األغالبة يف املغرب األد‬
‫وا ضارية إ حد كبري‪ ،‬بي ما ا زء املهم من التقدم ا ضاري الذي شهدته إرريقية يرجع إ‬
‫جهود و إ ازات الفقهاء املالكية الذين كان هلم تأثريات اجتماعية و ركرية حسب التغريات‬
‫السياسية والثقارية ال عررتها امل طقة‪ ،‬إذ متكن الفقهاء املالكية من إرساء عقيدة أهل الس ة‬
‫السّن املالك‪.‬‬
‫و ا ماعة‪ ،‬وررض رقابة مشل ا ركات و الفرق املخالفة للم هج ِ‬
‫على األسس املادية و الفكرية للحضارة‬ ‫‪ ‬أدت مدن و حواضر املغرب األد ال أنشئ‬
‫افإسالمية دورا كبريا يف إثراء الثقارة و الفكر افإسالميني‪ ،‬و قد ظل زم ا طويال كمراكز فإنتاج‬
‫و من أبرز‬ ‫علم‪ .‬و ركري غزير يف ظل مؤسسات علمية و دي ية زخر هبا املغرب األد ‪،‬‬
‫على دعائم‬ ‫ا واضر ال قادت هذا الدور الفعال يف املغرب األد (القريوان) ال تأسس‬
‫تلف أص اف العلوم و املعارف‬ ‫مدرسة رقهية شهدت هنضة علمية واسعة ال طاق مشل‬
‫ابتداءا من العلوم الشرعية و ما ي درج تها من قرآن و رقه و حديث‪ ،‬و تفسري‪ ،‬و كان‬
‫الطابع العام هلا هو التمسك بالكتاب و الس ة و باملذهب املالك‪ ،.‬و إن كان ذلك مل مي ع من‬
‫وجود مذاهب رقهية أخرى ويف مقابل أنشئ حواضر خصص للدراسات العلمية و العقلية‬
‫أعالما برزوا يف ال الدراسة و التص يف و امل اظرات‪ ،‬و ااجمالس األمريية‬ ‫و األدبية خرج‬
‫خدمة للمجتمع‬
‫‪ ‬دون إغفال دور الرحالت العلمية و املص فات يف ت شيط ا ركة الفكرية و الثقارية‪ ،‬راملتتبع‬
‫للتاريخ االجتماع‪ .‬للدولة األغلبية و بقية دول املغرب افإسالم‪ .‬يظهر له جليا و يرى بوضوح‬
‫ذلك التمايز بني طبقات ااجمتمع حسب أدوارهم‬
‫‪ ‬تعد ال هضة الفكرية ال واكبتها إرريقية يف العهد األغليب من أبرز مالمح عصر ابن سح ون‪،‬‬
‫زيادة على ذلك شخصية والد افإمام سح ون شيخ املالكية الذي اعتىن برتبية إب ه أبو عبد اهلل‬
‫خاتمــــــــــة‬

‫مد بن سح ون و تعليمه و تأديبه‪ ،‬رأمثرت الرتبية ال اجعة و كان هلا أثر كبري حسن يف توجيه‬
‫ركر و شخصيته‪ ،‬رأسهم األسرة السح ونية يف حفظ املذهب املالك‪ .‬و مائة عام ونيف‪،‬‬
‫و قام هلا ا ا يف البالد‬
‫‪ ‬تمع مد بن سح ون بإرريقية من مشيختها و علمائها املربزين و من الواردين عليها‪ ،‬مث ساقه‬
‫شغفه بالعلم لالر ال إ املشرق للتبحر يف أص اف العلوم و املعارف‬

‫جم و رري أهله لتصدر افإرتاء و امتهان التعليم و االنفراد بافإمامة‬


‫ليعود للقريوان بعلم ٍّ‬

‫‪ ‬برز مد بن سح ون يف ال التأليف و كان له باعٌ طويل يف ص وف العلوم‪ ،‬ال سيما الفقه‪،‬‬


‫وال وازل و ا ديث و علم الكالم الذي برع ريه رغم أنه مل يكن يلق استحسانا و قبوال من‬
‫طرف الفقهاء املالكية‪ ،‬ركان مد بن سح ون أول متكلم سّن برز يف علم امل اظرات‬

‫حصل مؤلفات ابن سح ون على افإعجاب و التداول يف مصر و العراق على غرار األندلس‬
‫واملغرب‬

‫‪ ‬ترك ابن سح ون ثروة رقهية تضم تها كتبه العديدة‪ ،‬و هنض بتبليغها طبقة تالميذ ‪ ،‬ومن أدركه‬
‫من طبقة تالميذ أبيه‪ ،‬رلم يصل ا من هذ املؤلفات سوى كتابان مها "األجوبة" و هو من‬
‫ص ف ال وازل و الفتاوى الفقهية‪ ،‬مجعه أحد تالميذ بن سح ون من أسئلة شيخه‪ ،‬مث نقحه‬
‫وصححه صاحبه‪ ،‬و كتاب "آداب املعلمني" لق‪ .‬هذا املؤلف ع اية رجال الرتبية و التعليم‬
‫لكونه رسم م هجا تربويا إسالميا يوضح أحكام املعلمني و املتعلمني‪ ،‬و رتح بابا جديدا يعرف‬
‫اليوم بعلوم الرتبية‬
‫‪ ‬يعد هذا الكتاب األساس يف ميدان التعليم يف الكتاتيب يف القرن الثالث هجري‪ ،‬التاسع‬
‫ميالدي‪ ،‬و هو كتاب تربوي يص ف ضمن املؤلفات يف موضوع التعليم و آدابه‪ ،‬اعتمد ريه‬
‫صاحبه على القرآن الكرمي‪ ،‬و األحاديث ال بوية و الروايات ال شهدها أو قق من وقوعها‬
‫خاتمــــــــــة‬

‫‪ ‬اهتم الكتاب بطرق التدريس يف الكتاب‪ ،‬و بني عالقة املعلم باألطفال‪ ،‬و اآلداب املطلوبة يف‬
‫تعليمهم‪ ،‬و عالقة املعلم باألولياء و بعض واجبات األولياء‪ ،‬و شروط املعلم و واجباته و‬
‫الولدان كالعدل بي هم يف االهتمام‪ ،‬و عدم االنشغال ع هم‪ ،‬و تطبيق مبدئ‪ .‬تكارؤ الفرص‬
‫والتدرج يف التعليم‪ ،‬و حدود تأديبهم و املواد ال ي بغ‪ .‬أن يتعلمها الطفل يف الكتاب و أجرة‬
‫املعلم‪ ،‬و األمهية االجتماعية للعلم و التعلم و م اهجه و طرقه‪ ،‬و غري ذلك مما له عالقة هبذ‬
‫املؤسسة التعليمية ال يتلقى ريها صبيان املسلمني تكوي هم األول‪ ،‬و ال تعوض املدارس‬
‫االبتدائية ا الية‬
‫‪ ‬تعكس هذ الدراسة دور الكتاب و ضرورة إنشائه باعتبار أحد أهم املؤسسات العلمية يف‬
‫مرحلة التعليم األو ‪ ،‬ر جد يف القرى الصغرية ال ائية كما د يف املدن الكبرية العامرة وبرزت‬
‫املساجد بوصفها إحدى املؤسسات العلمية يف مرحلة التعليم العا خالل القرون األو ‪،‬‬
‫درعا للحركة العلمية و خاصة الدي ية م ها ال شهدهتا إرريقية‪ ،‬و استمرت يف تأدية‬ ‫أعط‬
‫وظيفتها العلمية ح بعد ظهور املدارس يف القرن (‪6‬ه‪12 /‬م)‬
‫‪ ‬مل يكن الكتاب و املسجد املؤسستني التعليميتني الوحيدتني‪ ،‬بل كان ه اك عدد من املراكز‬
‫و كلها‬ ‫التعليمية األخرى مثل‪ :‬الربط‪ ،‬و م ازل العلماء‪ ،‬و قصور األمراء‪ ،‬و دواوي هم‬
‫سامه يف إثراء العلوم و املعارف و ت شيط ا ركة التعليمية و ازدهارها‬
‫‪ ‬كان نظام التعليم السائد يف إرريقية زمن ابن سح ون ال خيرج عن نطاق نظام التعليم املتبع يف‬
‫دار افإسالم عامة‬
‫‪ -‬كان تعليم الصبيان يف الكتاتيب يتم عرب مرحلتني‪ :‬صباحية و مسائية‬
‫‪ -‬تبدأ األو من بعد صالة الفجر ح الظهر‪ ،‬و تبدأ األخرى من بعد الظهر ح املغرب‪،‬‬
‫طوال األسبوع باستث اء العطل األسبوعية و األعياد الدي ية‪ ،‬و ا االت ااخاصة‬
‫‪ ‬يعتمد م هج الدراسة يف هذ املرحلة على القرآن الكرمي تلقي ا و حفظا و كتابة و استظهار‪،‬‬
‫وما يتبعه من صالة و دعاء و آداب و أخالق‪ ،‬و ه‪ .‬مواد إلزامية‪ ،‬و رمبا أضيف هلا بعض‬
‫خاتمــــــــــة‬

‫املواد االختيارية التطوعية قد يشرتطها اآلباء يف عقد افإجيار كال حو و ا ساب و ااخط‬
‫ومبادئ يف الفقه‪ ،‬و الشعر و أيام العرب‪ ،‬و أخبارهم‬
‫‪ ‬و املعلم يف هذ الفرتة هو املفوض يف اختيار األدوات و الوسائل و الطرائق امل اسبة لتعليم‬
‫الولدان‬
‫‪ ‬وضع ابن سح ون أساسا يُـ ـ ـ ظم و يـُ ــسي ـر العملية التعليمية م هجا و طريقة و أداءا ال يقارن مبا‬
‫وصل إليه الرتبية اآلن بعد حصيلة من التجارب الشرقية و الغربية‪ ،‬و إمنا يقارن مبا كان عليه‬
‫عليه الرتبية الغربية يف املمالك‬ ‫الرتبية التعليمة الدي ية يف قروهنا الثالث األو ‪ ،‬أو مبا كان‬
‫ال صرانية (الفر ية) املقتصرة على رئة خاصة و مل يظهر أثرها يف عامة ااجمتمع‬
‫‪ ‬مل املؤدبون و املربون و الفقهاء و احملتسبون هذ املهمة رغم قلة افإمكانيات املعتمدة يف‬
‫قيق املشروع امل شود رسامهوا يف تعليم الصبيان‪ ،‬و أصبحوا يتفقدون بأنفسهم العملية الرتبوية‬
‫ويشررون عليها بال صح و افإرشاد‬

‫هذا و ال زال ه اك إمكانية است باط بعض املضامني الرتبوية من رسالة آداب املعلمني لتحليلها‬
‫ودراستها‬
‫المــالحـــــق‬
‫المالح ـ ــق‬

‫الملحق رقم ‪ :01‬شيوخ ابن سحنون‪.‬‬

‫‪ /1‬بإفريقية‪:‬‬

‫الـمـصـادر المعتمدة‬ ‫الـتـعـريـف بـه‬ ‫الـشـيـخ‬


‫‪ -‬سح ون بن سعيد الت وخي أبو عبد السالم سح ون بن سعيد الت وخي أخذ ‪ -‬الدباغ ‪ ،‬معامل اإلميان ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‬
‫‪. 122‬‬ ‫ع ه مد بن سح ون العلم و عليه معتمد ‪.‬‬ ‫(ت ‪240‬هـ‪854/‬م)‬
‫‪ -‬ا ش ‪ ،‬طبقات علماء إفريقية ‪،‬‬
‫ص ‪، 129‬‬
‫‪ -‬ابن فرحون ‪ ،‬الديباج ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‬
‫‪. 170‬‬
‫معاوية أبو جعفر ‪ ،‬اإلمام الثقة األمني العامل با ديث ‪ -‬ا ودي ‪ ،‬تاريخ قضاة القيوان ‪ ،‬ص‬ ‫بن‬ ‫موسى‬ ‫‪-‬‬
‫(ت و الفقه مسع من أبيه و وكيع بن ا راح و ‪. 71‬‬ ‫الصمادحي‬
‫الفيصل بن عياض و غيهم و أخذ ع ه عامة ‪ -‬القاضي عياض ‪ ،‬تراجم أغلبية ‪،‬‬ ‫‪225‬هـ‪840/‬م)‬
‫( قيق ‪ :‬مد الطاليب) تونس‪ :‬ا امعة‬ ‫فقهاء إفريقية ‪.‬‬
‫التونسية‪1968 ،‬م ‪،‬ص ‪.141‬‬
‫حسان ولد ‪140‬هـ ‪ ،‬الفقيه الثقة األمني ‪ ،‬الشيخ ‪ -‬املالكي ‪ ،‬رياض ال فوس ‪ ،‬ج‪، 1‬‬ ‫‪ -‬عبد اهلل بن أ‬
‫(ت الصاحل العامل ‪ ،‬أخذ عن مالك و ابن ذئب و ص ‪. 284‬‬ ‫اليحصيب‬
‫ابن عي ية و غيهم ‪ ،‬و أخذ اللغة عن سيبويه و ‪ -‬القاضي عياض ‪ ،‬تراجم أغلبية ‪ ،‬ص‬ ‫‪229‬هـ‪844/‬م)‬
‫الكسائي ‪ ،‬و أخذ ع ه سح ون و ابن وضاح ‪. 70 ،‬‬
‫و مجاعة ‪.‬‬
‫‪ -‬مد بن نصر بن حضرم كان معلم مد بن سح ون يف ال ظر و ا دال ‪ -‬ا خش ‪ ،‬طبقات علماء إفريقية ‪،‬‬
‫ص ‪.198‬‬ ‫و ا جة ‪ ،‬مات بصقلية‪.‬‬ ‫(ت ق ‪3‬هـ‪9/‬م)‬
‫‪ -‬القاضي عياض ‪ ،‬تراجم أغلبية ‪ ،‬ص‬
‫‪.201‬‬

‫‪93‬‬
‫المالح ـ ــق‬

‫‪ /2‬الوافدين على إفريقية ‪:‬‬

‫‪ -‬عبد العزيز بن ىي املدين ‪ ،‬أبو مد اهلامشي ‪ ،‬اإلمام الثقة األمني ‪ ،‬ا افظ ‪ -‬املالكي ‪ ،‬رياض ال فوس ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‬
‫‪ ،‬مسع من مالك موطأ ‪ ،‬و من الليث و مجاعة ‪. 444‬‬ ‫(ت ‪225‬هـ‪840/‬م)‬
‫ج‪13‬‬ ‫من دثي أهل املدي ة ‪ ،‬مسع م ه مد بن ‪ -‬الذهيب ‪ ،‬سي األعالم ال بالء ‪،‬‬
‫سح ون و خلق كثي ‪ ،‬كان قدومه للقيوان س ة ‪ ،‬ص ‪. 61‬‬
‫‪225‬هـ ‪ ،‬و ذكر غي واحد يف شيوخ ابن‬
‫سح ون باملغرب ‪.‬‬
‫‪ -‬أبو عبد الرمحان بقي بن من أهل قرطبة ‪ ،‬رحل إ املشرق فلقي مجاعة ‪ -‬ابن الفرضي ‪ ،‬تاريخ علماء األندلس‬
‫من أئمة احملدثني ‪ ،‬و كبار املس دين ‪ ،‬مسع ‪ ،‬القاهرة ‪ :‬الدار املصرية للتأليف‬ ‫لد (ت ‪276‬هـ‪889/‬م)‬
‫بإفريقية من سح ون بن سعيد و مجاعة ‪ ،‬و يف والرتمجة ‪1966 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫رواية ع ه قال ‪" :‬قدمت على سح ون ‪ ،‬فكان ‪ -‬ا ميدي ‪ ،‬جذوة املقتبس يف ذكر‬
‫مد " اب ه يسمع علي يف داخل بيت سح ون والة االندلس ‪ ،‬القاهرة ‪ :‬الدار املصرية‬
‫مبحضر سح ون "‪ ،‬رجع بقي إ األندلس ‪ ،‬للتأليف و الرتمجة ‪1966 ،‬م ‪ ،‬ص‬
‫فمألها علما مجا ‪ ،‬و ألف " تفسي القرآن " ‪. 177 ،‬‬
‫و له مص ف كبي يف ا ديث ‪، ...‬كان بقي ‪ -‬ابن كثي ‪ ،‬البداية و ال هاية ‪ ،‬ج‪، 14‬‬
‫ص ‪.622‬‬ ‫ورعا فاضال زاهدا ال يخقلد أحدا ‪.‬‬
‫‪ -‬ا ش ‪ ،‬أخبار الفقهاء و احملدثني‬
‫‪ (،‬قيق ‪ :‬ماريا لوسيا أبيال ‪ ،‬لويس‬
‫مولي ا ) ‪ ،‬مدريد ‪ :‬اجمللس األعلى‬
‫العلمية‪1991،‬م‪،‬ص‪.49‬‬ ‫لأل اث‬
‫_ا ميدي ‪ ،‬جذوة املقتبس يف ذكر‬
‫والة االندلس ‪،‬القاهرة‪:‬الدار املصرية‬
‫للتأليف والرتمجة‪1966،‬م‪،‬ص‪.177‬‬

‫‪94‬‬
‫المالح ـ ــق‬

‫‪ /3‬شيوخه بمصر‪:‬‬

‫الـمـصـادر المعتمدة‬ ‫الـتـعـريـف بـه‬ ‫الـشـيـخ‬


‫مد بن عبد ا كم أبو عبد اهلل العامل ا جة ال ظار ‪ ،‬رابع احملمدين ‪ -‬ا ودي ‪ ،‬تاريخ قضاة القيوان ‪ ،‬ص‬ ‫‪-‬‬
‫و كبي العلماء احملققني ‪ ،‬انتهت إليه الرئاسة ‪.87‬‬ ‫(ت ‪268‬هـ ‪882/‬م)‬
‫مبصر ‪ ،‬مسع من مجاعة ‪ ،‬و روى ع ه خلق كثي ‪ -‬السيوطي ‪ ،‬حسن احملاضرة ‪ ،‬ج‪، 1‬‬
‫ص ‪.309‬‬ ‫‪ ،‬له تآليف عديدة ‪.‬‬
‫‪ -‬عبد امللك بن شعيب بن ابن سعد بن عبد الرمحن ‪ ،‬جد الليث إمام ‪ -‬القاضي عياض ‪ ،‬املدارك ‪ ،‬ج‪، 1‬‬
‫الليث ( ت ‪248‬هـ ‪862/‬م) مصر يف وقته ‪ ،‬كان فقيها عسيا يف ا ديث ‪ ،‬و ص ‪.407‬‬
‫خجل رواياته عن أبيه عن جد ‪ ،‬و كان من ‪ -‬السيوطي ‪ ،‬حسن احملاضرة ‪ ،‬ج‪، 1‬‬
‫ص ‪. 308‬‬ ‫أصحاب ابن وهب‪.‬‬

‫‪ /4‬شيوخه بالحجاز ‪:‬‬

‫‪ -‬أبو مصعب الزهري (ت أمحد بن أ بكر بن مصعب الزهري ‪ ،‬عاش ‪ -‬الشيازي ‪ ،‬طبقات الفقهاء ‪ ،‬ص‬
‫تسعني س ة يف املدي ة ‪ ،‬و كان من أعلم أهل ‪. 149‬‬ ‫‪241‬هـ‪855/‬م)‬
‫املدي ة ‪ ،‬روى عن مالك املوطأ و غي ‪ ،‬و تفقه ‪ -‬مد سح ون ‪ ،‬األجوبة ‪ ،‬ص‬
‫بأصحابه ‪ ،‬له كتاب تصر يف قول مالك ‪. 516‬‬
‫‪ -‬ابن ق فد ‪ ،‬الوفيات ‪ ،‬ص ‪. 177‬‬ ‫املشهور ‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫المالح ـ ــق‬

‫الملحق رقم ‪ :02‬تالميذ ابن سحنون‪.‬‬

‫اإلحـالـة ( المصدر )‬ ‫الـتـعـريف بهم (الترجمة لهم)‬ ‫الـتـالمـيـذ‬


‫‪ -‬نفيس السوسي أبو الغخصن الفقيه الزاهد ‪ ،‬العامل مبذهب مالك الثقة األمني ‪ -‬ا ش ‪ ،‬طبقات علماء إفريقية‪،‬‬
‫( ت ‪309‬هـ ‪ ،‬قال ‪ :‬أول ما ابتدأت بالعلم فاختلفت إ ص ص ‪167،168‬‬ ‫الغرابيلي‬
‫كتبت من كتبه ‪ ،‬و ‪ -‬مد مد لوف ‪ ،‬شجرة ال ور‬ ‫خ‬ ‫مد بن سح ون و‬ ‫‪921/‬م)‬
‫أخذت يف الدرس ‪. ...‬كان أبو الغخصن عابدا ‪ ،‬الزكية ‪ ، ... ،‬ص ‪. 80‬‬
‫حليما حسن األخالق ‪ ،‬متواضعا ‪.‬‬
‫‪-‬أبو األسود موسى بن عبد الفقيه الثقة اإلمام ا افظ ‪ ،‬ألف أحكام القرآن ‪ -‬الشيازي ‪ ،‬طبقات الفقهاء ‪ ،‬ص‬
‫‪. 159‬‬ ‫و أخعجب به أهل مصر ‪.‬‬ ‫الرمحان‪.‬‬
‫‪ -‬مد مد لوف ‪ ،‬شجرة ال ور‬ ‫(القطان)(ت‪309‬هـ‪921/‬م)‬
‫الزكية ‪ ، ... ،‬ص ‪. 80‬‬
‫‪ -‬مالك بن عيسى بن نصر الفقيه الثقة العامل با ديث و علله و رجاله ‪ - ،‬مد مد لوف ‪ ،‬شجرة ال ور‬
‫طاف ببالد املشرق ‪ ،‬و لقي علماء األمصار ‪ ،‬الزكية ‪ ، ... ،‬ص ‪. 80‬‬ ‫القفصي‬
‫و ألف كتاب األشربة ‪.‬‬ ‫(ت ‪305‬هـ‪917/‬م)‬
‫كان شيخا فاضال عاملا فقيها ‪ ،‬ثقة ‪ ،‬و كان ‪ -‬القاضي عياض ‪ ،‬تراجم أغلبية ‪،‬‬ ‫‪ -‬سعيد بن حكمون‬
‫ص ‪.380‬‬ ‫الغالب عليه سك الرباط ‪.‬‬ ‫(ت ‪308‬هـ‪920/‬م)‬
‫‪ -‬مد مد لوف ‪ ،‬شجرة ال ور‬
‫الزكية ‪ ، ... ،‬ص ‪. 81‬‬
‫‪ -‬عيسى بن مسكني بن ابن جريح بن مد اإلفريقي ‪ ،‬أصله من العجم ‪ -‬القاضي عياض ‪ ،‬املدارك ‪ ،‬ص‬
‫‪ ،‬و يخ سب إ أهل الساحل ‪ ،‬كان من أهل ‪.492‬‬ ‫م صور‬
‫الفضل و الورع ‪ ،‬كثي الكتب يف الفقه و اآلثار ‪ --‬الشيازي ‪ ،‬طبقات الفقهاء ‪ ،‬ص‬ ‫(ت ‪295‬هـ‪908/‬م)‬
‫‪. 159‬‬ ‫‪ ،‬و كان متف ا يف العلوم‪.‬‬
‫‪ -‬أمحد بن نصر بن زياد اإلمام ا افظ ال ظار ‪ ،‬الثقة أخذ عن ابن ‪ -‬مد مد لوف ‪ ،‬شجرة ال ور‬
‫الزكية ‪ ، ... ،‬ص ‪. 81‬‬ ‫سح ون و به تفقه أكثر القيويني‪.‬‬ ‫اهلواري (ت ‪319‬هـ‪)931/‬‬
‫أمحد كان من الفقهاء العاملني و العلماء املتعبدين ‪ -‬مد مد لوف ‪ ،‬شجرة ال ور‬ ‫بن‬ ‫سعدون‬ ‫‪-‬‬
‫املرابطني بقصر امل ستي ‪ ،‬و كان عظيم القدر الزكية ‪ ، ... ،‬ص ‪. 83‬‬ ‫ا والين(ت ‪325‬هـ‪937/‬م)‬
‫شهي الذكر ‪ ،‬أدرك سح ون و مل يأخذ ع ه و‬
‫كان من كبار أصحاب اب ه‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫المالح ـ ــق‬

‫‪ -‬فرات بن مد العبدري يخعترب من أهم رجال سح ون ‪ ،‬و اب ه من بعد ‪ -‬ا خش ‪ ،‬طبقات علماء إفريقية ‪،‬‬
‫غلب عليه ص ‪.141‬‬
‫‪ ،‬مسع بإفريقية و رحل إ املشرق ‪ ،‬ت خ‬ ‫(ت ‪292‬هـ‪905/‬م)‬
‫الرواية و ا مع ‪ ،‬أخذ ع ه أبو العرب ‪ ،‬و أكثر ‪ -‬مد مد لوف ‪ ،‬شجرة ال ور‬
‫الزكية ‪ ، ... ،‬ص ‪. .72‬‬ ‫من ال قل ع ه يف طبقاته‪.‬‬
‫‪ -‬مد بن سليمان بن سامل الفقيه العامل ‪ ،‬الفاضل اإلمام العادل‪ ،‬أبو الربيع ‪ -‬ا ش ‪ ،‬طبقات علماء إفريقية ‪،‬‬
‫القاضي يخعرف بابن الكحالة ‪ ،‬مو غسان ‪ ،‬ص ‪.150‬‬ ‫القطان (ت ‪289‬هـ‪902/‬م)‬
‫مسع من سح ون و اب ه و مسع م ه أبو العرب ‪ - ،‬القاضي عياض ‪ ،‬املدارك ‪ ،‬ص‬
‫و قضاء باجة بصقلية و به اشتهر مذهب ‪. 505‬‬
‫مالك ‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫المالح ـ ــق‬

‫الملحق رقم ‪ :3‬جدول بمؤلفات محمد بن سحنون‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫النوازل و الفتاوى‬ ‫الفقه‬ ‫الحديث‬ ‫علوم القرآن‬


‫‪ -‬رسالة يف سب ال يب صلى‬ ‫‪ -‬كتاب ا امع‪.‬‬ ‫‪ -‬رسالة يف الس ة‪.‬‬ ‫أحكام القرآن‬
‫اهلل عليه و سلم‪.‬‬ ‫‪ -‬غريب ا ديث (‪ - 3‬كتاب اإلباحة‪.‬‬
‫‪ -‬رمي ال بيذ‪.‬‬ ‫‪ -‬كتاب األشرية‪.‬‬ ‫أجزاء)‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب تفسي املوطأ (شرح ‪ -‬رمي املسكر‪.‬‬ ‫‪ -‬املس د يف ا ديث‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب ا وابات يف الرد‬ ‫املوطأ ‪ 4‬أجزاء)‪.‬‬
‫على الشافعي و أهل العراق‬ ‫‪ -‬الرجوع عن الشهادة‪.‬‬
‫(‪ 5‬كتب)‪.‬‬ ‫‪ -‬تصر امل اسك‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب ا هاد (‪ 20‬جزء)‪ - .‬نوازل الصالة‪.‬‬
‫‪ -‬شرح أربعة كتب من ‪ -‬األجوبة‪.‬‬
‫املدونة‪.‬‬
‫‪ -‬الرسالة السح ونية‪.‬‬
‫الفكر السياسي‬ ‫التربية‬ ‫التاريخ‬ ‫الزهد‬ ‫الردود‬
‫‪ -‬اإلمامة‪.‬‬ ‫‪ -‬كتاب التاريخ (‪ 6‬أجزاء)‪ .‬كتاب‬ ‫‪ -‬رسالة يف أدب املت اظرين‪ .‬كتاب الورع و الزهد‪.‬‬
‫املعلمني‬ ‫‪ -‬السي (‪ 20‬جزءا)‪.‬‬ ‫‪ -‬اإلميان و الرد على أهل‬
‫‪ -‬طبقات العلماء (‪ 7‬وقيل‬ ‫الشرك‪.‬‬
‫"املعلمني‬ ‫أجزاء)‪.‬‬ ‫ا جة على القدرية‪.‬‬
‫و املتعلمني"‬ ‫‪-‬ا جة على ال صارى‪.‬‬
‫‪ -‬الرد على أهل البدع (‪3‬‬
‫كتب)‪.‬‬
‫‪ -‬الرد على الكفرية‪.‬‬

‫‪ 1‬القاضي عياض ‪ ،‬تراجم أغلبية‪ ( ،‬مد طاليب)‪ ،‬تونس‪ :‬ا امعة التونسية‪1968 ،‬م‪ ،‬ص ص ‪ ،542 ،535‬مد بن‬
‫سح ون ‪ ،‬آداب املعلمني‪ ( ،‬قيق‪ :‬حسن حس عبد الوهاب)‪ ،‬ط ‪1‬؛ تونس‪ :‬مطبعة العرب‪ 1931 ،‬م‪ ،‬ص ص ‪،25‬‬
‫‪ ،27‬فؤاد سزكني ‪ ،‬تاريخ الرتاث العر ‪( ،‬ترمجة‪ :‬مود فهمي حجازي)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ :‬إدارة الثقافة و ال شر‬
‫ا امعية‪1991 ،‬م‪ /‬مج‪ ،1‬مد بن رزق بن طرهوين ‪ ،‬التفسي و املفسرون يف غرب إفريقيا‪ ،‬ط‪1‬؛ اململكة العربية‬
‫السعودية‪ :‬دار ابن ا وزى‪1426 ،‬ه‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.305‬‬

‫‪98‬‬
‫المالح ـ ــق‬

‫الملحق رقم ‪ :04‬ورقتان من صورة مخطوط آداب المعلمين‪.1‬‬

‫‪99‬‬
‫المالح ـ ــق‬

‫الملحق رقم ‪ :04‬مد ابن سح ون‪ ،‬صورة طوط آداب املعلمني‪ ،‬معهد الثقافة و الدراسات الشرقية‪ ،‬اليابان‪ ،‬جامعة طوكيو‪Source : http://ricasdb.ioc- ،‬‬
‫‪ ،u-Tokyo,ac,gp.‬مكتبة املصطفى ص ص ‪13 ،12‬‬

‫‪100‬‬
‫المالح ـ ــق‬

‫الملحق رقم ‪ :05‬ماجاء في العدل بين الصبيان‪.1‬‬

‫حدث مد بن عبد الكرمي الربقي‪ ،‬قال‪ :‬حدث ا أمحد بن إبراهيم العمري‪ ،‬قال‪ :‬حدث ا آدم‬
‫بن هبرام بن إياس‪ ،‬عن الربيع‪ ،‬عن صبيح عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫و سلم‪" :‬أّميا خمؤدب و ثالثةخ ِصبـيةٌ ِمن ه ِذ ِ األخّمة فـلم يـخعلم خهم بِالس ِويّة ف ِقيخخهم مع غِي ِهم‬
‫وغِيـهم مع ف ِق ِيِهم ح ِشر يـوم ِ‬
‫القيام ِة مع ا ائِِني"‪.‬‬ ‫خ‬ ‫خ‬
‫عن موسى عن فضيل بن عياض عن ليث عن ا سن قال ‪" :‬إِذا قخو ِطع ال خمعلِمخ على األخجرةخ‬
‫فـلم يـع ِدل بـيـ ـ خهم ‪-‬أي الصبـيان‪ -‬خكتِب ِمن الظّلمة"‪.‬‬

‫‪ 1‬مد بن سح ون ‪ ،‬آداب املعلمني‪ ( ،‬قيق‪ :‬ود عبد املو )‪ ،‬ط‪2‬؛ ا زائر‪ :‬الشركة الوط ية لل شر و التوزيع‪1981 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.74‬‬

‫‪101‬‬
‫المالح ـ ــق‬

‫الملحق رقم ‪ :06‬وثيقة استئجار معلم القرآن‪.1‬‬

‫استأجر فالن بن فالن فالن بن فالن‪ ،‬املعلم ليعلم اب ه فالنا أو اب ته فالنة أو ب يه فالن‬
‫وفالن و فالن القرآن نظرا أو ظاهرا‪ ،‬و الكتب و ا ط و اهلجاء عاما‪ ،‬أوله شهر كذا من س ة‬
‫كذا بكذا و كذا دي ار‪ ،‬صفة كذا يؤدي إليه كل شهر ما ي ويه م ها و ذلك كذا و كذا‪ ،‬و يدفع‬
‫إليه يف كل شهر يف أوله من دقيق القمح الطيب الريون ا يد الطحن‪ ،‬ربعني أو ثالثة بوزن كذا‪،‬‬
‫و من الزيت نصف ربع من زيت املاء الطيب األخضر بكيل كذا‪ ،‬و يشرع املعلم يف التعليم‬
‫املذكور‪ ،‬و عليه االجتهاد مث تكمل الوثيقة‪.‬‬

‫فإن اشرتط عليه يف األعياد شيئا‪ ،‬ذكرت ذلك و قلت‪ :‬و يدفع إليه يف عيد الفطر كذا‪،‬‬
‫وف‪2‬ي عيد األضحى كذا‪ ،‬و يعطيه ع د حدقة الصيب فالن القرآن كله كذا شهد‪.‬‬

‫و يعقد يف ذلك أيضا على ما عقد موسى بن أمحد يف تعليم القرآن كله‪ :‬استأجر فالن بن‬
‫فالن‪ ،‬فالنا املؤدب بكذا و كذا دي ارا‪ ،‬من صفة كذا‪ ،‬قبضها فالن املعلم‪ ،‬ليعلم ابن فالن هذا‬
‫املسمى كذا مجيع القرآن‪ ،‬و قد عرف فالن املستأجر هذا الصيب‪ ،‬و وقف على مقدار نباهته‬
‫شهد‪.‬‬

‫وثيقة استئجار مؤدب عربية‪:‬‬

‫استأجر فالن بن فالن فالن بن فالن املؤدب‪ ،‬لتعليم اب ه فالن س ة أوهلا شهر كذا من س ة‬
‫كذا‪ ،‬ال حو و ميلي عليه الرسائل و اطبات البلغاء و توقيعات األمراء‪ ،‬و يرويه من الشعر‬
‫ا اهلي و اإلسالمي‪ ،‬الشعر ا سن السامل من وصف ا مر و ا ا و قبيح اهلجاء‪ ،‬بكذا وكذا‪.‬‬

‫دفع فالن شطر هذ العدة إ املؤدب فالن‪ ،‬و قبضها م ه و أبرا م ها‪ ،‬فإذا انقضت الس ة‬
‫املذكورة‪ ،‬دفع فالن بن فالن إ فالن بن فالن باقي أجرته بال كدر و ال مطل إن شاء اهلل‪،‬‬
‫شهد عليهما بذلك من عرفهما و ذلك يف تاريخ كذا‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الواحد املراكشي‪ ،‬وثائق املرابطني واملوحدين‪ ( ،‬قيق‪ :‬حسني مؤنس)‪ ،‬ط‪1‬؛ الظاهر‪ :‬مكتبة الثقافة الدي ية‪،‬‬
‫‪1995‬م‪ ،‬ص ص‪.507 ،504‬‬

‫‪102‬‬
‫المالح ـ ــق‬

‫وثيقة شركة المعلمين‪:1‬‬

‫أشهد فالن بن فالن و فالن بن فالن أهنما اشرتكا يف تعليم القرآن و الكتب‪ ،‬على أن يقعد‬
‫لذلك يف مقعد واحد و ال يفرتقان‪ ،‬فما قسم اهلل هلما يف ذلك من رزق وساقه إليهما من فضل‬
‫فهو بي هما بالسواء‪ ،‬كما الكلفة عليهما فيما يتوليانه من التعليم سواء شهد‪.‬‬

‫قال مد بن عبد اهلل‪ :‬و وز على الشريكني للتعليم أن يرتاضيا على أن لس أحدمها على‬
‫الصبيان شهرا‪ ،‬و لس اآلخر شهرا آخر‪ ،‬إذا كانا إمنا تراضيا على ذلك بعد عقد الشركة‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الواحد املراكشي‪ ،‬وثائق املرابطني واملوحدين‪ ( ،‬قيق‪ :‬حسني مؤنس)‪ ،‬ط‪1‬؛ الظاهر‪ :‬مكتبة الثقافة الدي ية‪،‬‬
‫‪1995‬م‪ ،‬ص ‪.597‬‬

‫‪103‬‬
‫المالح ـ ــق‬

‫‪1‬‬
‫الملحق رقم ‪ :07‬تعليم الصبيان في المساجد ال يجوز‪.‬‬

‫و سئل رمحه اهلل عن مساجد بلدة ا ذها قوم يعملون فيها الصبيان‪ ،‬و بعض هذ املساجد‬
‫ال يستطاع الصالة فيها لكثرة من هبا من الصبيان ال يصلي فيها مجاعة يف سائر الصلوات‪ ،‬ومن‬
‫ال اس من يقف عن الصالة ملا يتقي أن يصيب ا صر من ال جاسات‪ ،‬فهل ترى هلؤالء املعلمني‬
‫سعة يف تعليمهم يف املساجد؟ و كيف هبم إن احتجوا أهنم إن خرجوا م ها ضاعت و سرق ما‬
‫هبا من ا صر‪ ،‬فهل يكون هلم عذرا أم ال؟‪.‬‬

‫فأجاب مل عل اهلل املساجد ليكتسب فيها األرزاق‪ ،‬و الذي سألت ع ه و وصفته‪ ،‬الواجب‬
‫على تلك أهل البلدة أن مي عوا مساجدهم من مثل هذا‪ ،‬و آباء الصبيان يف حرج من هذا‪ .‬ليس‬
‫ي فرد با رح املعلم وحد ‪ ،‬فليوعظ التكسب‪ ،‬و ال يضروا باملسلمني‪ ،‬فإن كان املعلم أ فلي زع‬
‫الصبيان من ع د آباؤهم و إن اعتصم املعلم بأحد فليس يعصمه إال ظامل‪ ،‬و من قال املعلم‬
‫أو من حق الصالة و من حق املسجد‪ ،‬فهذا غلط و جهل ممن فعله و من استحق أنه ظامل‬
‫يف فعله فهو مردود الشهادة ت ب الصالة خلفه‪ ،‬و أما العذر رز املساجد فإن املساجد ال‬
‫تسرق و إمنا يسرق ما فيها‪ ،‬و ليس لعذر ما فيها مي ع من الصالة فيها‪ ،‬يك س على األرض ومن‬
‫يتطوع لف الكسوة يؤجر إن شاء اهلل‪ ،‬و إذا تضغط من غلق األبواب (وعيث مل يعث) عليها‬
‫و إذا جعل فيها أقل ما زئ مل يطمع فيه أحد‪ ،‬و ليس على هذ املعاذير تسقط حرمة املسجد‬
‫و باهلل التوفيق‪.‬‬

‫الونشريسي‪ ،‬املعيار املغرب وا امع املغرب عن فتاوى أهل إفريقية واألندلس واملغرب‪ ( ،‬إشراف‪ :‬مد حجي)‪ ،‬الرباط‪ :‬وزارة األوقاف‬ ‫‪1‬‬

‫والشؤون اإلسالمية‪1981 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،7‬ص ص ‪.83 ،37 ،36‬‬

‫‪104‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع‬

‫القرآن الكريم برواية ورش عن نافع‪.‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫‪)1‬المصادر‪:‬‬

‫أ) اللغة العربية‪:‬‬

‫‪ -1‬إبن األبار مد بن عبد اهلل القضاعي (ت ‪ 658‬هـ ‪ 1260 /‬م)‪ ،‬الحلة السيراء‪ ( ،‬قيق‪:‬‬
‫حسني مؤنس)‪ ،‬ط ‪2‬؛ القاهرة‪ :‬دار املعارف‪ 1984 ،‬م‪.‬‬

‫ابن األثري ا زري د الدين (ت‪606‬ه‪1210/‬م)‪ ،‬ال هاية في غريب الحديث و األثر‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫( قيق‪ :‬مود الط احي)‪ ،‬ط‪1‬؛ القاهرة‪ :‬املكتبة اإلسالمية‪1963 ،‬م‪ ،‬ج‪5‬‬
‫إبن أيب دي ار مد بن أيب القاسم الرعي القريوا (ت ‪ 1105‬هـ ‪ /‬ق ‪ 17‬م)‪ ،‬المؤنس‬ ‫‪-3‬‬
‫في أخبار إفريقية وتونس‪ ،‬ط ‪1‬؛ تونس‪ :‬مطبعة تونس الدولية‪ 1286 ،‬هـ‪.‬‬
‫األصطرخي أبو إسحاق بن مد الفارسي املعروف بالكرخي (ت ‪ 658‬ه‪ 1260 /‬م)‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫مسالك الممالك‪ ،‬بريوت‪ :‬دار صادر‪ 1927 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -5‬إبن أيب أصيبعة موفق الدين (ت ‪ 668‬هـ ‪ 1270 /‬م)‪ ،‬عيون األنباء في طبقات األطباء‪،‬‬
‫( قيق‪ :‬نزار رضا)‪ ،‬بريوت‪ :‬دار مكتبة ا ياة‪( ،‬د ت)‪.‬‬
‫البخاري مد بن إمساعيل بن املغرية (ت ‪ 256‬هـ ‪ 870 /‬م)‪ ،‬الجامع الصحيح‪ ( ،‬قيق‪:‬‬ ‫‪-6‬‬
‫زهري بن ناصر ال اصر)‪ ،‬مصر‪ :‬دار طوق ال جاة‪ 1313 ،‬هـ‪.‬‬
‫البكري أبو عبيد بن عبد العزيز األندلسي (ت ‪ 487‬هـ ‪ 1094 /‬م)‪ ،‬المغرب في ذكر‬ ‫‪-7‬‬
‫بالد إفريقية والمغرب‪ ( ،‬قيق‪ :‬محا اهلل ولد سامل)‪ ،‬ط ‪1‬؛ بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫‪ 2013‬م‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع‬

‫الرتميذي ا افظ أبو عيسى بن مد (ت ‪ 279‬هـ ‪ 892 /‬م)‪ ،‬الجامع الكبير‪ ( ،‬قيق‪:‬‬ ‫‪-8‬‬
‫بشار عواد معروف)‪ ،‬ط ‪1‬؛ بريوت‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪.1996 ،‬‬
‫ا احظ أبو عثمان عمرو بن ر (ت ‪ 255‬هـ ‪ 868 /‬م)‪ ،‬البيان والتبيين‪ ( ،‬قيق‪ :‬عبد‬ ‫‪-9‬‬
‫السالم مد هارون)‪ ،‬ط‪7‬؛ القاهرة‪ :‬مكتبة ا اجني‪1998 ،‬م‪ ،‬ج‪.1‬‬
‫إبن مجاعة القاضي بدر الدين الكتا (ت ‪ 733‬هـ ‪ 1333 /‬م)‪ ،‬تذكرة السامع والمتكلم‬ ‫‪-10‬‬
‫في أدب العالم والمتعلم‪( ،‬إعت به‪ :‬مد بن مهدي العجمي)‪ ،‬ط ‪3‬؛ بريوت‪ :‬دار‬
‫البشائر اإلسالمية‪ 2012 ،‬م‪.‬‬
‫ا ودي مد صاحل القريوا (ت ‪ 1373‬هـ ‪ 1943 /‬م)‪ ،‬تاريخ قضاة القيروان‪( ،‬تقدمي‪:‬‬ ‫‪-11‬‬
‫أنس العال )‪ ،‬ط ‪1‬؛ تونس‪ :‬اجملمع التونسي للعلوم واآلداب والف ون "بيت ا كمة"‪،‬‬
‫‪ 2004‬م‪.‬‬
‫إبن ا اج مد العبدري املالكي الفاسي (ت ‪ 737‬هـ ‪ 1336 /‬م)‪ ،‬المدخل‪ ،‬القاهرة‪:‬‬ ‫‪-12‬‬
‫مكتبة دار الرتاث‪( ،‬د ت)‪ ،‬ج ‪.2‬‬
‫ا موي ياقوت بن عبد اهلل الرومي البغدادي (ت ‪ 626‬هـ ‪ 1228 /‬م)‪ ،‬معجم البلدان‪،‬‬ ‫‪-13‬‬
‫بريوت‪ :‬دار صادر‪ 1977 ،‬م‪.‬‬
‫ا ميدي أبو عبد اهلل بن أيب نصر األزدي (ت ‪ 488‬هـ ‪ 1095 /‬م)‪ ،‬جذوة المقتبس في‬ ‫‪-14‬‬
‫ذكر والة األندلس‪ ،‬القاهرة‪ :‬الدار املصرية للتأليف والرتمجة‪ 1996 ،‬م‪.‬‬
‫ا مريي عبد امل عم الص هجي (ت ‪ 900‬هـ ‪ 1495 /‬م)‪ ،‬الروض المعطار في خبر‬ ‫‪-15‬‬
‫األقطار‪ ( ،‬قيق‪ :‬إحسان عباس)‪ ،‬ط ‪1‬؛ بريوت‪ :‬مكتبة لب ان‪ 1974 ،‬م‪.‬‬
‫إبن حوقل أيب القاسم ال صييب (ت ‪ 367‬هـ ‪ 977 /‬م)‪ ،‬صورة األرض‪ ،‬بريوت‪ :‬م شورات‬ ‫‪-16‬‬
‫دار مكتبة ا ياة‪ 1992 ،‬م‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع‬

‫مد بن ا ارث بن أسد (ت ‪ 366‬هـ ‪ 976 /‬م)‪ ،‬أبو العرب مد بن أمحد بن‬ ‫ا ش‬ ‫‪-17‬‬
‫متيم (ت ‪ 333‬هـ ‪ 945 /‬م)‪،‬طبقات علماء إفريقية وتونس‪ ( ،‬قيق‪ :‬مد بن ش ب)‪،‬‬
‫بريوت‪ :‬دار الكتاب اللب ا ‪( ،‬د ت)‪.‬‬
‫مد بن ا ارث بن أسد (ت ‪ 366‬هـ ‪ 976 /‬م)‪ ،‬أخبار الفقهاء والمحدثين‪،‬‬ ‫ا ش‬ ‫‪-18‬‬
‫( قيق‪ :‬ماريا لويس أبيال‪ ،‬لويس مولي ا)‪ ،‬مدريد‪ :‬اجمللس األعلى لأل اث العلمية معهد‬
‫التعاون مع العامل العريب‪ 1991 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -19‬ابن خلدون أبو زيد عبد الرمحن (ت ‪ 808‬هـ ‪ 1406 /‬م)‪ ،‬العبر وديوان المبتدأ والخبر‬
‫في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن األكبر‪( ،‬مراجعة‪ :‬سهيل زكار)‪،‬‬
‫بريوت‪ :‬دار الفكر‪ 2001 ،‬م‪.‬‬
‫إبن خري اإلشبيلي أبو بكر مد اللمتو (ت ‪ 575‬هـ ‪ 1179 /‬م)‪ ،‬فهرسة بن خير‬ ‫‪-20‬‬
‫اإلشبيلي‪ ( ،‬قيق‪ :‬بشار عواد معروف‪ ،‬مود بشار عواد)‪ ،‬ط ‪1‬؛ تونس‪ :‬دار املغرب‬
‫اإلسالمي‪ 2009 ،‬م‪.‬‬
‫الدباغ عبد الرمحن بن مد األنصاري (ت ‪ 696‬هـ ‪ 1318 /‬م)‪ ،‬معالم اإليمان في‬ ‫‪-21‬‬
‫معرفة أهل القيروان‪( ،‬تعليق‪ :‬إبراهيم شبوح)‪ ،‬ط ‪2‬؛ مصر‪ :‬مكتبة ا اجني‪ 1968 ،‬م‪.‬‬
‫الذهيب مشس الدين مد بن عثمان (ت ‪ 748‬هـ ‪ 1348 /‬م)‪ ،‬تذكرة الحفاظ‪ ،‬ط‬ ‫‪-22‬‬
‫‪3‬؛بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ 1377 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪،‬اإلعالم بالوفيات‪ ( ،‬قيق‪ :‬مصطفى بن علي عوض‪ ،‬ربيع أبو بكر عبد الباقي)‪ ،‬ط‬ ‫‪-23‬‬
‫‪1‬؛ بريوت‪ :‬مؤسسة الكتب الثقافية‪ 1993،‬م‪.‬‬
‫‪،‬سير أعالم ال بالء‪ ( ،‬قيق‪ :‬صالح السمر‪ ،‬علي أبو زيد)‪ ،‬ط ‪ 11‬؛‪9‬؛بريوت‪:‬‬ ‫‪-24‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ 1996 ،‬م؛ ‪1993‬م‪ ،‬ج ‪12‬؛ ج ‪.13‬‬
‫‪،‬تاريخ اإلسالم ووفيات المشاهير واألعالم‪ ( ،‬قيق‪ :‬بشار عواد معروف)‪ ،‬ط‬ ‫‪-25‬‬
‫‪1‬؛ بريوت‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،2003 ،‬م ج ‪.6‬‬

‫‪108‬‬
‫قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع‬

‫‪ ،‬العبر في خبر من غبر‪ ( ،‬قيق‪ :‬السعيد بن بسيو زغلول)‪ ،‬ط ‪1‬؛ بريوت‪ :‬دار‬ ‫‪-26‬‬
‫الكتب العلمية‪ 1985 ،‬م‪ ،‬ج ‪.1‬‬
‫الزرنوجي برهان اإلسالم (ت ق ‪ 6‬هـ ‪ /‬ق ‪ 12‬م)‪ ،‬تعليم المتعلم طريق التعلم‪ ( ،‬قيق‪:‬‬ ‫‪-27‬‬
‫مروان قبا )‪ ،‬ط ‪1‬؛ بريوت‪ :‬املكتب اإلسالمي‪ 1981 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -28‬ابن سح ون مد (ت ‪ 256‬هـ ‪ 870 /‬م)‪ ،‬آداب المعلمين‪ ( ،‬قيق‪ :‬حسن حس عبد‬
‫الوهاب)‪ ،‬ط ‪1‬؛ تونس‪ :‬مطبعة العرب‪ 1931 ،‬م‪.‬‬
‫‪ ،‬آداب المعلمين‪ ( ،‬قيق‪ :‬مود عبد املو )‪ ،‬ط ‪2‬؛ ا زائر‪ :‬الشركة الوط ية‬ ‫‪-29‬‬
‫لل شر والتوزيع‪ 1981 ،‬م‪.‬‬
‫‪ ،‬األجوبة‪ ( ،‬قيق‪ :‬حامد العلو )‪ ،‬ط ‪1‬؛ بريوت‪ :‬دار إبن حزم‪ 2011 ،‬م‪.‬‬ ‫‪-30‬‬
‫السيوطي جالل الدين عبد الرمحن (ت ‪ 911‬هـ ‪ 1505 /‬م)‪ ،‬حسن المحاضرة في تاريخ‬ ‫‪-31‬‬
‫مصر والقاهرة‪ ( ،‬قيق‪ :‬مد إبراهيم)‪ ،‬اإلسك درية‪ :‬دار إحياء الكتب العربية‪ 1967 ،‬م‪،‬‬
‫ج ‪.1‬‬
‫الشريازي أبو إسحاق الشافعي (ت ‪ 476‬هـ ‪ 1083 /‬م)‪ ،‬طبقات الفقهاء‪ ( ،‬قيق‪:‬‬ ‫‪-32‬‬
‫إحسان عباس)‪ ،‬ط ‪2‬؛ بريوت‪ :‬دار الرائد العريب‪ 1981 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -33‬الص هاجي املعز بن باديس التميمي (ت ‪ 454‬هـ ‪ 1062 /‬م)‪ ،‬عمدة الكتاب وعدة‬
‫ذوي األلباب‪ ( ،‬قيق‪ :‬جنيب مايل اهلروي‪ ،‬عصام مكية)‪ ،‬ط ‪1‬؛ مشهد‪ :‬مع البحوث‬
‫اإلسالمية‪ 1409 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -34‬العسقال ا افظ بن حجر (ت ‪ 852‬هـ ‪ 1448 /‬م)‪ ،‬تهذيب التهذيب‪( ،‬إعت به‪:‬‬
‫إبراهيم الزيبق‪ ،‬عادل املرشد)‪ ،‬ط ‪1‬؛ بريوت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ 1325 ،‬هـ‪ ،‬ج ‪.4‬‬
‫‪،‬لسان الميزان‪( ،‬إعت به‪ :‬عبد الفتاح أبو غدة‪ ،‬وسلمان عبد الفتاح أبو غدة)‪،‬‬ ‫‪-35‬‬
‫ط ‪1‬؛ ‪ ،‬بريوت‪ :‬مكتبة املطبوعات اإلسالمية‪ 2002 ،‬م‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع‬

‫‪ -36‬إبن العماد ا بلي الدمشقي (ت ‪ 1089‬هـ ‪ 1679 /‬م)‪ ،‬شذرات الذهب في أخبار من‬
‫ذهب‪ ( ،‬قيق‪ :‬عبد القادر األرناؤوط‪ ،‬مود األرناؤوط)‪ ،‬ط ‪1‬؛ دمشق‪ :‬دار بن كثري‪،‬‬
‫‪ 1988‬م‪.‬‬
‫إبن فرحون إبراهيم بن نور الدين املالكي (ت ‪ 799‬هـ ‪ 1379 /‬م)‪ ،‬الديباج المذهب في‬ ‫‪-37‬‬
‫معرفة أعيان علماء المذهب‪ ( ،‬قيق‪ :‬مأمون بن ي الدين ا ان)‪ ،‬ط ‪1‬؛ بريوت‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ 1996 ،‬م‪.‬‬
‫إبن الفرضي ا افظ عبد اهلل بن مد األزدي (ت ‪ 405‬هـ ‪ 1013/‬م)‪ ،‬تاريخ علماء‬ ‫‪-38‬‬
‫األندلس‪ ،‬القاهرة‪ :‬الدار املصرية للتأليف والرتمجة‪ 1966 ،‬م‪.‬‬
‫الفريوز أبادي د الدين بن يعقوب (ت ‪ 817‬هـ ‪ 1414 /‬م)‪ ،‬القاموس المحيط‪،‬‬ ‫‪-39‬‬
‫( قيق‪ :‬مد نعيم العرقسوسي)‪ ،‬ط ‪6‬؛ دمشق‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ 1998 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -40‬القابسي أبو ا سن علي (ت ‪ 403‬هـ ‪ 1012 /‬م)‪ ،‬الرسالة المفصلة ألحوال المتعلمين‬
‫وأحكام المعلمين والمتعلمين‪ ( ،‬قيق‪ :‬أمحد خالد)‪ ،‬ط‪1‬؛ تونس‪ :‬الشركة التونسية للتوزيع‪،‬‬
‫‪1986‬م‪.‬‬
‫القاضي عياض أبو الفضل اليحصيب(ت ‪ 544‬هـ ‪ 1149 /‬م)‪،‬ترتيب المدارك وتقريب‬ ‫‪-41‬‬
‫المسالك لمعرفة أعيان مذهب مالك‪( ،‬تصحيح‪ :‬مد سامل هاشم)‪ ،‬ط‪1‬؛ بريوت‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪1989 ،‬م‪.‬‬
‫‪ ،________________ -42‬تراجم أغلبية‪ ( ،‬مد طاليب)‪ ،‬تونس‪ :‬ا امعة التونسية‪،‬‬
‫‪1968‬م‪.‬‬
‫القلقش دي أبو العباس أمحد (ت ‪ 821‬هـ ‪ 1418 /‬م)‪ ،‬نهاية اإلرب في معرفة أنساب‬ ‫‪-43‬‬
‫العرب‪ ( ،‬قيق‪ :‬إبراهيم األبياري)‪ ،‬ط‪2‬؛ بريوت‪ :‬دار الكتاب اللب ا ‪1980 ،‬م‪.‬‬
‫إبن ق فذ القس طي أبو العباس أمحد‪( ،‬ت ‪ 810‬هـ ‪ 1407 /‬م)‪،‬الوفيات‪ (،‬قيق‪ :‬عادل‬ ‫‪-44‬‬
‫نويهض)‪ ،‬ط‪4‬؛ بريوت‪ :‬دار األفاق ا ديدة ‪1983‬م‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع‬

‫إبن كثري عماد الدين إمساعيل القرشي‪( ،‬ت ‪ 774‬هـ ‪ 1372 /‬م)‪ ،‬البداية وال هاية‪،‬‬ ‫‪-45‬‬
‫( قيق‪ :‬عبد اهلل بن عبد احملسن الرتكي)‪ ،‬ط‪1‬؛ الرياض‪ :‬دار هجر‪1998 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -46‬مارمول كر ال(ت ‪ 1008‬هـ ‪ 1600 /‬م)‪ ،‬إفريقيا‪( ،‬ترمجة‪ :‬عماد حجي وآخرون)‪،‬‬
‫الرباط‪ :‬مكتبة املعارف‪1984،‬م‪.‬‬
‫املالكي أبو بكر عبد اهلل بن مد (ت ‪ 484‬هـ ‪ 1091 /‬م)‪،‬رياض ال فوس في طبقات‬ ‫‪-47‬‬
‫علماء القيروان و إفريقية وزهادهم ونساكهم وسيرهم وأخبارهم وفضائلهم‪ ( ،‬قيق‪:‬‬
‫بشري البكوش)‪ ،‬ط‪2‬؛ بريوت ‪ :‬درا الغرب اإلسالمي‪1994،‬م‪.‬‬
‫‪ -48‬مؤلف هول ( تو ي ي ق ‪6‬هـ ‪12 /‬م )‪ ،‬اإلستبصار في عجائب األمصار‪ ( ،‬قيق‪:‬سعد‬
‫زغلول)‪ ،‬ط‪2‬؛األعظمية‪ :‬دار الشؤون الثقافية العامة‪1986 ،‬م‪.‬‬
‫املراكشي إبن عذارى أمحد بن مد (ت بعد ‪ 712‬هـ ‪ 1312 /‬م)‪ ،‬البيان المغرب في‬ ‫‪-49‬‬
‫إختصار أخبار ملوك األندلس والمغرب‪ ( ،‬قيق‪ :‬بشار عواد معروف‪ ،‬مود بشار‬
‫عواد)‪،‬ط‪1‬؛ تونس‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪2013 ،‬م‪.‬‬
‫املراكشي عبد الواحد(ت ‪ 647‬هـ ‪ 1250 /‬م)‪ ،‬وثائق المرابطين والموحدين‪ ( ،‬قيق‪:‬‬ ‫‪-50‬‬
‫حسني مؤنس)‪ ،‬ط‪1‬؛ الظاهر‪ :‬مكتبة الثقافة الدي ية‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫املغراوي أمحد بن أيب مجعة (ت ‪ 920‬هـ ‪ 1514 /‬م)‪،‬جامع جوامع االختصار والتبيان‬ ‫‪-51‬‬
‫فيمايعرض للمعلمين وآباء الصبيان‪ (،‬قيق‪ :‬أمحد جلول البدوي‪ ،‬رابح بونار)‪ ،‬ا زائر‪:‬‬
‫الشركة الوط ية‪1736 ،‬م‪.‬‬
‫املقري أمحد التلمسا (ت ‪ 1041‬هـ ‪ 1631 /‬م)‪ ،‬نفح الطيب من غصن األندلس‬ ‫‪-52‬‬
‫الرطيب‪ ( ،‬قيق‪ :‬إحسان عباس)‪،‬بريوت‪ :‬دار صادر‪1988 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -53‬ال ويري شهاب الدين عبد الوهاب(ت ‪ 733‬هـ ‪ 1332 /‬م)‪،‬نهاية اإلرب في ف ون‬
‫األدب‪ ( ،‬قيق‪ :‬مفيد قميحة)‪ ،‬ط‪1‬؛بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪2004،‬م‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع‬

‫‪ -54‬إبن وردان (تو ي ق‪9‬هـ ‪ 15 /‬م)‪ ،‬تاريخ مملكة األغالبة‪ ( ،‬قيق‪ :‬مد زي هم مد‬
‫عزب)‪ ،‬ط‪1‬؛ القاهرة‪ :‬مكتبة مدبو ‪1988 ،‬م‪.‬‬
‫الوزان حسن بن مد الفاسي (ت ‪ 935‬هـ ‪ 1540 /‬م)‪ ،‬وصف إفريقية‪ ( ،‬ترمجة‪ :‬مد‬ ‫‪-55‬‬
‫حجي وآخرون) ‪ ،‬ط‪2‬؛ بريوت‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫الونشريسي أبو العباس أمحد بن ىي(ت ‪ 914‬هـ ‪ 1508 /‬م)‪ ،‬المعيار المغرب والجامع‬ ‫‪-56‬‬
‫المغرب عن فتاوى أهل إفريقية واألندلس والمغرب‪ ( ،‬إشراف‪ :‬مد حجي)‪ ،‬الرباط‪:‬‬
‫وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪1981 ،‬م‪.‬‬
‫اليافعي أبو عبد اهلل املكي(ت ‪ 768‬هـ ‪ 1367 /‬م)‪ ،‬مرآة الج ان وعبرة اليقظان‪ ( ،‬خليل‬ ‫‪-57‬‬
‫م صور )‪ ،‬ط‪1‬؛ بريوت ‪ :‬دار الكتب العلمية‪1997،‬م‪.‬‬
‫اليعقويب أمحد بن أيب يعقوب بن الكاتب(ت ‪ 284‬هـ ‪ 898 /‬م)‪ ،‬البلدان‪ ،‬ليدن‪ :‬مطبعة‬ ‫‪-58‬‬
‫بريل‪1890،‬م‪.‬‬

‫‪ )2‬المراجع‪:‬‬

‫‪ -1‬أبو مصطفى كمال السيد‪ ،‬جوانب من ا ياة االجتماعية و االقتصادية و الدي ية و العلمية ي‬
‫املغرب اإلسالمي من خالل نوازل و فتاوى املعيار املغرب للونشرسي‪ ،‬اإلسك درية‪ :‬كلية الرتبية‪،‬‬
‫‪1996‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬أسكان ا سني‪ ،‬تاريخ التعليم باملغرب خالل العصر الوسيط‪ ،‬الرباط‪ ،‬املعهد امللكي للثقافة‬
‫األمازيغية‪2004 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬امساعيل مود‪ ،‬األغالبة (سياستهم ا ارجية ‪296-184‬ه)‪ ،‬ط ‪3‬؛ اهلرم‪ :‬عني الدراسات‬
‫والبحوث اإلنسانية و االجتماعية‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬األهوا أمحد فؤاد‪ ،‬الرتبية ي اإلسالم‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار املعارف‪1968 ،‬م‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع‬

‫‪ -5‬بن قربة صاحل يوسف‪ ،‬تاريخ مدي املسيلة و قلعة ب محاد‪ ،‬ط ‪1‬؛ ا زائر‪ :‬م شورات ا ضارة‪،‬‬
‫‪2009‬م‪.‬‬
‫‪ -6‬التليسي بشري رمضان‪ ،‬اال اهات الثقافية ي بالد الغرب اإلسالمي‪ ،‬ط‪1‬؛ بريوت‪ :‬دار املدار‬
‫اإلسالمي‪2003 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -7‬توفيق عمر‪ ،‬صورة اجملتمع األندلسي ي القرن ا امس للهجرة‪ ،‬ط‪1‬؛ عمان‪ :‬دار غيداء لل شر‬
‫والتوزيع‪2009 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -8‬جيدة أمحد خالد‪ ،‬املدارس و نظام التعليم ي بالد الشام ي العصر اململوكي‪ ،‬ط‪1‬؛ لب ان‪:‬‬
‫املؤسسة ا امعية للدراسات و ال شر و التوزيع‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -9‬ا يال عبد الرمحن‪ ،‬تاريخ ا زائر العام‪ ،‬ط ‪2‬؛ ا زائر‪ :‬دار مكتبة ا ياة‪1965 ،‬م‪ ،‬ج‪.1‬‬
‫‪ -10‬أبو حبيب سعدي‪ ،‬سح ون مشكاة نور و علم و حق‪ ،‬ط‪1‬؛ دمشق‪ :‬دار الفكر‪1981 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -11‬حوالة يوسف بن أمحد‪ ،‬ا ياة العلمية ي إفريقية "املغرب األد م ذ إمتام الفتح و ح‬
‫م تصف القرن ا امس اهلجري (‪450-90‬ه)‪ ،‬ط‪1‬؛ مكة املكرمة‪ :‬جامعة أم القرى‪،‬‬
‫‪2000‬م‪.‬‬
‫‪ -12‬ا ربوطلي علي حسن‪ ،‬ا ضارة العربية اإلسالمية‪ ،‬ط‪2‬؛ القاهرة‪ :‬مكتبة ا اجني‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -13‬أبو خليل شوقي‪ ،‬ا ضارة العربية اإلسالمية‪ ،‬ط ‪1‬؛ بريوت‪ :‬دار الفكر املعاصر‪1996 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -14‬الرباصي مفتاح يونس‪ ،‬املؤسسات التعليمية ي العصر العباسي األول (‪-132‬‬
‫‪232‬ه‪846-749/‬م)‪ ،‬ط‪1‬؛ مصراته‪ :‬جامعة ‪ 7‬أكتوبر‪2010 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -15‬الزركلي خري الدين‪ ،‬اإلعالم‪ ،‬ط ‪15‬؛ بريوت‪ :‬دار العلم للماليني‪2002 ،‬م‪ ،‬ج ‪.6‬‬
‫‪ -16‬زيتون مد مد‪ ،‬القريوان و دورها ي ا ضارة اإلسالمية‪ ،‬ط‪1‬؛ ‪1988‬م‪.‬‬
‫‪ -17‬سعد اهلل أبو القاسم‪ ،‬تاريخ ا زائر الثقا ي‪ ،‬ط ‪1‬؛ بريوت‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪1998 ،‬م‪،‬‬
‫ج‪.1‬‬

‫‪113‬‬
‫قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع‬

‫‪ -18‬سيدي موسى مد الشريف‪ ،‬تاريخ مدي ة اية ال اصرية دراسة ي ا ياة االجتماعية‬
‫والفكرية‪( ،‬تقدمي‪ :‬أمني بلغيث)‪ ،‬ا زائر‪ :‬دار كرم اهلل‪2011 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -19‬مشس الدين عبد األمري‪ ،‬الفكر الرتبوي ع د ابن خلدون و ابن األزرق‪ ،‬ط‪1‬؛ لب ان‪ :‬دار إقرأ‪،‬‬
‫‪1984‬م‪.‬‬
‫‪ -20‬شواظ حسني بن مد‪ ،‬مدرسة ا ديث ي القريوان‪ ،‬ط‪1‬؛ الرياض‪ :‬الدار العاملية للكتاب‬
‫اإلسالمي‪1411 ،‬ه‪.‬‬
‫مد بن رزق‪ ،‬التفسري و املفسرون ي غرب إفريقيا‪ ،‬ط‪1‬؛ اململكة العربية‬ ‫‪ -21‬بن طرهو‬
‫السعودية‪ :‬دار ابن ا وزى‪1426 ،‬ه‪ ،‬ج ‪.1‬‬
‫‪ -22‬طلس أسعد مد‪ ،‬الرتبية و التعليم ي اإلسالم‪ ،‬القاهرة‪ :‬ه داوي للتعليم و الثقافة‪،‬‬
‫‪2012‬م‪.‬‬
‫‪ -23‬عثمان جنوى‪ ،‬مساجد القريوان‪ ،‬ط‪1‬؛ دار عكرمة‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -24‬عبد العزيز مد عادل‪ ،‬الرتبية اإلسالمية ي املغرب أصوهلا املشرقية و تأثرياهتا األندلسية‪،‬‬
‫مصر ا ديدة‪ :‬اهليئة املصرية العامة‪1986 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -25‬عبد ا ميد عيسى‪ ،‬تاريخ التعليم ي األندلس‪ ،‬ط‪1‬؛ عني مشس‪ ،‬دار الفكر العريب‪،‬‬
‫‪1982‬م‪.‬‬
‫‪ -26‬عبد الوهاب حسن حس ‪ ،‬خالصة تاريخ تونس‪ ،‬ط‪2‬؛ تونس‪ :‬دار الكتب العربية الشرقية‪،‬‬
‫‪1373‬ه‪.‬‬
‫‪ ،‬كتاب العمر ي املص فات و املؤلفني التونسيني‪( ،‬مراجعة‪ :‬مد العروسي املطوي‪-‬‬ ‫‪-27‬‬
‫بشري بكوش)‪ ،‬ط‪1‬؛ تونس‪ :‬بيت ا كمة‪ ،‬بريوت‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪1990 ،‬م‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -28‬عزب مد زي هم مد‪ ،‬اإلمام سح ون‪( ،‬تقدمي‪ :‬حسني مؤنس)‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الفرجا ‪،‬‬
‫‪1992‬م‪.‬‬
‫‪ -29‬عويس عبد ا ليم‪ ،‬دولة ب محاد‪ ،‬ط‪2‬؛ القاهرة‪ :‬دار الصحوة لل شر و التوزيع‪1991 ،‬م‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع‬

‫‪ -30‬فيال عبد العزيز‪ ،‬تلمسان ي العهد الزيا ‪ ،‬ا زائر‪ :‬موفم لل شر و التوزيع‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -31‬مؤنس حسني‪ ،‬معامل تاريخ املغرب و األندلس‪ ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة األسرة‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫‪ ،‬شليب أمحد و آخرون‪ ،‬دراسات ي ا ضارة اإلسالمية‪ ،‬اإلسك درية‪ :‬اهليئة العامة‬ ‫‪-32‬‬
‫ملكتبة االسك درية‪1985 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -33‬اس ة مد حسني‪ ،‬أضواء على تاريخ العلوم ع د املسلمني‪ ،‬ط‪1‬؛ العني‪ :‬دار الكتاب‬
‫ا امعي‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -34‬لوف مد بن مد‪ ،‬شجرة ال ور الزكية ي طبقات املالكية‪ ،‬القاهرة‪ :‬املطبعة السلفية‬
‫ومكتبتها‪1439 ،‬ه‪.‬‬
‫‪ -35‬مرسي م ري مد‪ ،‬الرتبية اإلسالمية أصوهلا و تطورها ي البالد العربية‪ ،‬ط (م قحة)؛ القاهرة‪:‬‬
‫دار املعارف‪1987 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -36‬ال اصري أبو راس املعسكري ا زائري ‪ ،‬نبأاإليوان مع الديوان ي ذكر صلحاء مدي ة‬
‫القريوان‪( ،‬تقدمي‪ : :‬مد ا بيب العال ‪،‬سهيل ا بيب ) ‪ ،‬الزيتونة ‪ ،‬مركز الدراسات اإلسالمية‬
‫بالقريوان‪2012 ،‬‬
‫‪ -37‬اهل تا جنم الدين‪ ،‬املذهب املالكي ي الغرب اإلسالمي‪ ،‬تونس‪ :‬ترب الزمان‪2004 ،‬م‪.‬‬

‫المراجع المعربة‪:‬‬

‫‪ -1‬إدريس اهلادي روجر‪ ،‬الدولة الص هاجية تاريخ إفريقية ي عهد ب زيري من القرن ‪ 10‬إ القرن‬
‫‪12‬م‪( ،‬ترمجة‪ :‬محّادي الساحلي)‪ ،‬ط‪1‬؛ بريوت‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪1992 ،‬م‪ ،‬ج‪.2‬‬
‫‪ -2‬برانشفيك روبار‪ ،‬تاريخ إفريقية ي العهد ا فصي‪( ،‬ترمجة‪ :‬محادى الساحلي)‪ ،‬ط‪1‬؛ بريوت‪ :‬دار‬
‫الغرب اإلسالمي‪1988 ،‬م‪ ،‬ج‪.2‬‬
‫‪ -3‬بروكلمان كارل‪ ،‬تاريخ األدب العريب‪( ،‬ترمجة‪ :‬عبد ا ليم ال جار)‪ ،‬ط ‪3‬؛ القاهرة‪ :‬دار املعارف‪،‬‬
‫‪1974‬م‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع‬

‫‪ -4‬ربريا خوليان إي تراجو‪ ،‬الرتبية اإلسالمية ي األندلس أصوهلا املشرقية و تأثرياهتا الغربية‪( ،‬ترمجة‪:‬‬
‫الطاهر أمحد مكي)‪ ،‬ط‪2‬؛ القاهرة‪ :‬دار املعارف‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -5‬ريسلر جاك‪ ،‬ا ضارة العربية‪( ،‬ترمجة‪ :‬غ يم عبدون)‪ ،‬مصر‪ :‬الدار املصرية للتأليف و الرتمجة‪،‬‬
‫(دت)‪.‬‬
‫‪ -6‬سزكني فؤاد‪ ،‬تاريخ الرتاث العريب‪( ،‬ترمجة‪ :‬مود فهمي حجازي)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪:‬‬
‫إدارة الثقافة و ال شر ا امعية‪1991 ،‬م‪ /‬مج‪.1‬‬
‫‪ -7‬مقدسي جورج‪ ،‬نشأة الكليات معاهد العلم ع د املسلمني و الغرب‪( ،‬ترمجة‪ :‬مود سيد‬
‫مد)‪ ،‬ط‪1‬؛ القاهرة‪ :‬مدارات لأل اث و ال شر‪2015 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -8‬هونكه زيغريد‪ ،‬مشس العرب تسطع على الغرب‪( ،‬ترمجة‪ :‬فاروق بيضون‪ ،‬كمال دسوقي)‪ ،‬ط ‪2‬؛‬
‫بريوت‪ :‬دار ا يل‪ ،‬دار اآلفاق ا ديدة‪1993 ،‬م‪.‬‬

‫الرسائل الجامعية‪:‬‬

‫أطروحات الدكتورا ‪:‬‬ ‫‪.I‬‬

‫بوعالم صاحي‪ ،‬ا ياة العلمية بإفريقية ي عصر الدولة األغلبية (‪184‬ه‪296-‬ه‪800/‬م‪909-‬م)‪.‬‬
‫دكتورا دولة‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬ا زائر‪2008 ،‬م‪2009-‬م‪.‬‬

‫مود صيتان م تصر شط اوي‪،‬الرتبية و التعليم ي بالد الشام ي دولة املماليك البحرية (‪658‬ه‪-‬‬
‫‪784‬ه‪1260/‬م‪1382-‬م)‪ .‬أطروحة دكتورا ‪ ،‬جامعة مؤتة‪2008 ،‬م‪.‬‬

‫رسائل الماجستير‪:‬‬ ‫‪.II‬‬

‫‪116‬‬
‫قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع‬

‫‪ -1‬جدو بلقاسم‪ ،‬تطور العلوم ال قلية و العقلية ي بالد املغرب اإلسالمي على عهد الدول املستقلة‬
‫(‪140‬ه‪296-‬ه‪757 /‬م‪909-‬م)‪ .‬رسالة ماجستري‪ ،‬جامعة ا اج ضر‪ ،‬بات ة‪2013 ،‬م‪-‬‬
‫‪2014‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬صاحل عبد اهلل العمودي عدنان‪ ،‬التعليم ي األندلس ي القرن ا امس اهلجري‪.‬رسالة ماجستري‪،‬‬
‫جامعة أم القرى‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1430 ،‬ه‪1431-‬ه‪.‬‬
‫‪ -3‬عليلي مد‪ ،‬اإلشعاع الفكري ي عهد األغالبة و الرستميني خالل القرنني (‪3-2‬ه‪9-8/‬م)‪.‬‬
‫رسالة ماجستري‪ ،‬جامعة أيب بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪2007 ،‬م‪2008-‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬العليمات فوزية مسلم‪ ،‬املؤسسات االقتصادية و االجتماعية و التعليمية ي بغداد ي العصر‬
‫العباسي (‪145‬ه‪334-‬ه‪762 /‬م‪946-‬م)‪ .‬رسالة ماجستري‪ ،‬جامعة الريموك‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -5‬عيد أمحد القيم مصطفى‪ ،‬املؤسسات التعليمية ي املغرب األقصى ي العهد املري (‪638‬ه‪-‬‬
‫‪869‬ه‪1240/‬م‪1464-‬م)‪.‬رسالة ماجستري‪ ،‬جامعة آل البيت‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -6‬نقبيل عبد العزيز‪ ،‬شعراء املغرب األوسط ال ازحون إ القريوان قبل خراهبا‪ .‬رسالة ماجستري‪،‬‬
‫جامعة ا اج ضر‪ ،‬بات ة‪2008 ،‬م‪2009-‬م‪.‬‬

‫المجالت و الدوريات‪:‬‬

‫‪ -1‬أبو األجفان مد‪" ،‬من أعالم القريوان‪ :‬اإلمام مد بن سح ون"‪ (.‬لة الوعي اإلسالمي)‪،‬‬
‫الكويت‪ ،‬العدد ‪ ،396‬نوفمرب‪ /‬ديسمرب ‪1998‬م‪ ،‬ص ص ‪.55،53‬‬
‫‪" ،‬األسرة السح ونية ي القريوان خالل القرنني الثا و الثالث اهلجريني"‪ (.‬لة‬ ‫‪-2‬‬
‫الوعي اإلسالمي)‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد ‪ ،389‬ماي ‪1998‬م‪ ،‬ص ص ‪.66،64‬‬
‫‪ -3‬إدريس مد علي‪ ،‬الرتبية الصحية ي كتاب "سياسة الصبيان و تدبريهم البن ا زار القريوا "‪.‬‬
‫( لة كلية الرتبية)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬اجمللد ‪1986 ،3‬م‪ ،‬ص ص ‪.197،181‬‬

‫‪117‬‬
‫قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع‬

‫‪ -4‬بلعريب خالد‪" ،‬املؤسسات التعليمية باملغرب األوسط خالل العهد الرستمي (‪160‬ه‪-‬‬
‫‪296‬ه‪777/‬م‪909-‬م)"‪( .‬اجمللة ا زائرية البحوث و الدراسات التار ية املتوسطية)‪ ،‬العدد‬
‫األول‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية جامعة سيدي بلعباس‪ ،‬جوان ‪ ،2015‬ص ص‬
‫‪.33،29‬‬
‫‪ -5‬الدشراوي فرحات‪" ،‬سياسة الصبيان و تدبريهم"‪( .‬حوليات ا امعة التونسية)‪ ،‬العدد ‪،3‬‬
‫‪1966‬م‪ ،‬ص ص ‪.33،29‬‬
‫‪ -6‬زايد مصطفى‪" ،‬من املؤسسات الرتبوية القدمية با لفة‪ ،‬الكتّاب‪ :‬دراسة سوسيوانرتوبولوجية"‪.‬‬
‫( لة الثقافة)‪ ،‬العدد ‪ ،93‬ا زائر ماي ‪ ،‬جوان ‪1986‬م‪ ،‬ص ص ‪.131،117‬‬
‫‪ -7‬زريوح عبد ا ق‪" ،‬املدرسة و الكتّاب و أصوهلما اللغوية و التار ية"‪ ( .‬لة الرتاث العريب)‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،95‬دمشق‪ ،2004 ،‬ص ص ‪.115،108‬‬
‫‪ -8‬زيدور عبد ا ميد‪" ،‬العريف و دور التعليمي و الرتبوي ي ال ظام التعليمي ع د إباضية املغرب‬
‫األوسط"‪ ( .‬لة ال اصرية للبحوث االجتماعية و التار ية)‪ ،‬العدد ‪ ،4‬جامعة الوادي‪2013 ،‬م‪،‬‬
‫ص ص ‪.420،401‬‬
‫‪ -9‬سعد الدين مد م ري‪" ،‬دور الكتّاب و املساجد ع د املسلمني"‪ ( .‬لة الرتاث العريب) ‪ ،‬العددان‬
‫‪ ،40-39‬دمشق‪،‬أفريل ‪1990‬م‪.191،177 ،‬‬
‫‪ -10‬صيود هادية‪" ،‬الفكر الرتبوي ببالد املغرب من مد بن سح ون و أيب ا سن القابسي إ‬
‫ابن خلدون"‪ ( .‬لة عصور ا ديدة)‪ ،‬العدد ‪ ،17-16‬جامعة وهران‪ -‬ا زائر‪-2014 ،‬‬
‫‪ ،2015‬ص ص ‪.148،137‬‬
‫‪ -11‬طراد مد القريوا ‪" ،‬تاريخ تأسيس القريوان و سورها إ اليوم"‪( .‬اجمللة الزيتونية)‪ ،‬تونس‪،‬‬
‫العدد ‪ ،1‬مج‪ ،5‬جانفي‪ ،‬فيفري ‪1942‬م‪ ،‬ص ص ‪.21،19‬‬
‫‪ -12‬غونرت سبستيان‪" ،‬آراء العلماء املسلمني القدماء ي نظرية الرتبية‪ :‬التعليم و تطور امل هاج ي‬
‫عصور اإلسالم املتقدمة"‪ ( .‬لة التفاهم)‪ ،‬عمان‪ ،‬العدد ‪2016 ،51‬م‪ ،‬ص ص ‪.229،225‬‬

‫‪118‬‬
‫قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع‬

‫‪ -13‬قامسي تاوي‪" ،‬التعليم بالكتّاب ي املغرب األوسط أيام حكم ب ع د الواد (‪-633‬‬
‫‪681‬ه‪1554-1235/‬م)‪( .‬دورية كان التار ية)‪ ،‬العدد الثا عشر‪ ،‬ناشري‪ ،‬مصر ‪،2011‬‬
‫ص ص ‪.34 ،31‬‬
‫‪ -14‬دمية مد مود وصوص‪ ،‬املعتصم باهلل سليمان ا وازنة‪" ،‬من مالمح الفكر الرتبوي ع د‬
‫اإلمام القابسي"‪ ( ،‬لة دراسات للعلوم الرتبوية)‪ ،‬العدد ‪ ،2‬مج‪2014 ،41‬م‪ ،‬ص ص ‪900‬‬
‫‪.913 ،‬‬
‫‪ -15‬مد حسن نوفلية‪" ،‬ابن ا زار القريوا و حياته"‪ ( .‬لة آفاق الثقافة و الرتاث)‪ ،‬العدد ‪،4‬‬
‫القاهرة‪1994 ،‬م‪ ،‬ص ص ‪.95،78‬‬
‫‪ -16‬مزاري عبد الصمد‪" ،‬حركة الرباط الساحلي و ال شاط البحري ي عهد األغالبة"‪ ( .‬لة‬
‫الدراسات التار ية)‪ ،‬العدد ‪ ،14‬كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية‪ ،‬جامعة ا زائر ‪،2‬‬
‫‪2012‬م‪ ،‬ص ص ‪.164،139‬‬

‫الموسوعات‪:‬‬

‫‪ -1‬البدوي خليل‪ ،‬موسوعة نساء شهريات‪ ،‬ط‪1‬؛ عمان‪ :‬دار أسامة لل شر‪1998 ،‬م‪.‬‬

‫المعاج ــم‪:‬‬

‫‪ -1‬املعجم الوسيط‪ ،‬ط‪1‬؛ مصر‪ :‬مكتبة الشروق الدولية‪ ،‬ط‪4‬؛ ‪2004‬م‪.‬‬

‫المواقع اإللكترونية‪:‬‬

‫مد ابن سح ون‪ ،‬صورة طوط آداب املعلمني‪ ،‬معهد الثقافة و الدراسات الشرقية‪ ،‬اليابان‪ ،‬جامعة‬
‫طوكيو‪.Source : http://ricasdb.ioc-u-Tokyo,ac,gp. ،‬مكتبة املصطفى‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫قائم ـ ـة المصـ ـادر و المراجـ ـع‬

:‫ب)باللغة األج بية‬

1. Jacques Schewer, L’éducation, les Editions : de l’atelier/


éditions ouvrières, 2003, Imprimé en France.
2. Sebastian Gunther: Advice for Teachers: the 9th Century
Muslim Scolars. IbnSahnun andAl-Jahiz on Pedagogy and
Didactics,Edicion: Sebastian Gunther, Leiden: Brill, 2005.
3. Salah Zaimech :" Al qayrawan (Tunisia)", Fondation For
Science téchnology and Civilisation, United Kingdom,
Sptember, 2004.
4. AvnerGiladi : Individualism and Conformity in Medieval
Islamic Educatinal Thought, conjsejo superior
investigacionescientificaslicenncia creative commons 3
España, 2005.

120
‫فهرس الموضـ ـ ـ ـ ـ ــوع ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬
‫إهداء‪.‬‬

‫شكر و عرفان‪.‬‬

‫مقدمـ ـ ـ ــة‪ (....................................................................‬أ‪-‬ط)‬

‫الفصل األول‪ :‬محمد ابن سح ون و كتابه آداب المعلمين‬

‫(‪256-202‬ه‪870-816/‬م)‬

‫المبحث األول ‪ :‬البيئة السياسية و الثقافية و اإلجتماعية‪11............................‬‬

‫أ)‪ -‬السياسية‪11.....................................................................‬‬

‫ب) ‪ -‬الـثـقـافـيـة‪16...................................................................‬‬

‫ج)‪ -‬اإلجتماعية‪28..................................................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬التعريف بمحمد بن سح ون‪30.......................................‬‬

‫أ) مولد ‪30..........................................................................‬‬

‫ب)أسرته‪32..........................................................................‬‬
‫ج)‪ -‬وف ــاتـ ــه‪35......................................................................‬‬

‫تكوي ه و أثر العلمي و الفكري‪36...................................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬كتاب آداب المعلمين‪38.............................................‬‬

‫‪ -1‬التعريف بالكتاب‪38..............................................................‬‬

‫‪ -2‬م هجه ‪40......................................................................‬‬

‫‪ -3‬مصادر ‪43......................................................................‬‬

‫قضايا الكتاب‪44.....................................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬م اهج التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب "آداب‬

‫المعلمين"‬

‫المبحث األول‪ :‬نواة التحصيل العلمي و المعرفي و وسائله‪49..........................‬‬

‫‪ .I‬نواة التحصيل العلمي و المعرفي‪49...............................................‬‬

‫‪ -1‬الكتّاب‪49.......................................................................‬‬

‫‪ -2‬المسجد ‪54......................................................................‬‬

‫‪ -3‬الرباط‪58........................................................................‬‬

‫وسائل التعليم‪59.................................................................‬‬ ‫‪.II‬‬

‫أ‪ -‬ضوابط اختيار المعلّم‪59..........................................................‬‬


‫ب‪ -‬أجور المعلمين و المؤدبين‪62..................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬طرائق التدريس‪64....................................................‬‬

‫المواد المدروسة‪64...................................................................‬‬

‫أساليب التدريس‪67..................................................................‬‬

‫العطل و العقاب‪71...................................................................‬‬

‫واقع تعليم الب ات‪73.................................................................‬‬

‫متابعة العملية التربوية‪76..............................................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أثر آراء محمد بن سح ون في المؤلفات التربوية و دورها في توجيه‬

‫التعليم‪80............................................................................‬‬

‫خاتمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪88.......................................................................‬‬

‫المالحق‪93..........................................................................‬‬

‫قائمة المصادر و المراجع‪103........................................................‬‬

‫فهرس الموضوعات‪.‬‬
:‫الملخص‬

‫موضوع هذ الدراسة طرائق التعليم في بالد المغرب اإلسالمي من خالل كتاب آداب المعلمين للفقيه القيرواني‬
‫ ضرورة‬:‫ حمل هذا الكتاب بين دفتيه قضايا تربوية مهمة م ها‬،)‫م‬870-816 /‫هـ‬256-202( ‫محمد بن سح ون‬
‫ ووجوب العدل بين الصبيان وعدم االنشغال ع هم‬،‫تعليم القرآن‬

‫تطرق الدارس إلى وسائط التعليم كالكتّاب والمسجد و الرباط ووسائل التعليم المتمثلة في المعلمين و المؤدبين‬
‫ و أجورهم وما إلى ذلك‬،‫وشروط اختيارهم وواجباتهم‬

‫هدف الدراسة التعرف على الطرائق التي كانت سائدة في تعليم الصبيان من تلقين وحفظ و تكرار واستظهار‬

.‫ و متابعة العملية التربوية‬،‫تطرق الدارس كذلك إلى العطل و العقاب بوصفه أداة تأديب‬

– ‫ محمد بن سح ون – آداب المعلمين – الكتاتيب – المؤدبون والمعلمون – طرائق التعليم‬:‫الكلمات المفتاحية‬


.‫اآلراء التربوية‬

Résumé :
Le sujet de cette étude est : les méthode d’enseignement dans le Maghreb Arabe
d’après le livre « ADAB AL MOALIMINE » du cheikh elkairaouani Mohamed Ibn
sahnoun (202 -256 de l’hijra/ 816 -870 chrétienne)

Le livre traite les sujet qui parlant sur l’importance de l’enseignement et de


l’éducationcitons Parmien :

L’obligation de l’apprenanteset leur prêter la regulance et l’attention nécessaire

L’apprennent doit passer par l’écolecoranique, la mosquée et les différentes


manières qui se représentent dans la façon de choisir les salaires etc…

L’objectif de l’étudiante est de connaitre les différentes méthodes pratiqué autre


fois dans l’enseignement dans le parcourissmefaisait partie :

L’étudiante a aussi parlé sur les congés et de sanctions concernant les apprenantes
afin de fourmi un bon enseignement et abatte à de bon résultats, et en a parler dans
cette étude de les œuvres de ibn sahnoun.

Les mots clé : Mohamed ben sahnoun – l’éducation des enseignements –les écoles
coranique- les méthodes de l’enseignement- les opinions éducatives.

You might also like