Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 346

‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫الناشر‪ :‬إنجاز العالمية للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫الكويت حولي شارع تونس مجمع البرازيلية‪.‬‬


‫هاتف‪(+965) 226 414 99 - 226 433 13 :‬‬
‫فاكس‪(+965) 226 284 16 :‬‬
‫البريد اإللكتروني‪injazpublishing@gmail.com :‬‬
‫الموقع على شبكة اإلنترنت‪www.facebook.com/injazpublishing :‬‬
‫الطبعة األوىل‪2015 .‬م‬
‫© جميع الحقوق محفوظة للناشر ‪2015‬م ‪1435 -‬هـ‪.‬‬
‫يمنع نسخ أو اس��تعمال أي جزء من هذا الكتـــاب بأي وسيــلة تصويرية أوإلكترونية أوميكانيكية‬
‫بما فيه التسجيل الفوتوغرافي والتسجــــيل على أشرطة أو أقراص مقروءة أو أي وسيلة نشر أخرى‬
‫بما فيها حفظ المعلومات واسترجاعها دون إذن خطي من الناشر‪.‬‬
‫فهرسة مكتبة الكويت الوطنية‪.‬‬

‫‪Depository No:‬‬
‫‪ISBN:‬‬
‫ثاني أكسيد‬
‫النجاح‬
‫‪ 22‬أداة كوتشنج لنجاح عظيم في الحياة والعمل‬

‫د‪ .‬أحمد مجدي‬

‫“إن��ه��ا ل��ي��س��ت اإلج���اب���ات ال��ت��ي ت��ن��ي��ر ال��ط��ري��ق‪ ،‬ولكنها‬


‫األسئلة!”‬
‫يوجين أونيسكو‬
‫اإلهداء‬
‫“رج����ال ك��ث��ي��رون يمكنهم بناء‬
‫ث���������روة‪ ..‬ول����ك����ن ق���ل���ة م��ن��ه��م‬
‫ي��م��ك��ن��ـ��ـ��ه��م ب��ن��ـ��ـ��ـ��ـ��اء ع��ـ��ائ��ل��ة”‬
‫ج‪.‬س‪.‬برايان‬

‫إل���ى ن���ور ح��ي��ات��ي بنتي "ن���ور"‬


‫إل�������������ى ض�������������وء ط�����ري�����ق�����ي‬
‫زوج������������ت������������ي "ح������ب������ي������ب������ة"‬
‫إل���ى ق��دوت��ي ال��خ��ال��دة "أب���ي"‬
‫إل����������ى ال������ت������ي أل���ه���م���ت���ن���ي‬
‫أن أك�����ـ�����ـ�����ـ�����ـ�����ون "أم����������ي"‬
‫الفهرس‬
10
‫‪11‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫مقدمة‬

‫“معرفة ذاتك هي بداية كل الحكمة”‬


‫أرسطو‬
‫أه�لا بك عل��ى م�تن مغام��رة جدي��دة م��ن فص��ول مغامرات‬
‫رحلتكالكربى‪..‬حياتك! طالما أن هذا الكتاب صاربني يديك‪..‬‬
‫فأنا أؤمن أنك يف إحدى محطات ثالث‪:‬‬
‫‪ .1‬أنت ممن حققوا النجاح ويسعون لزيادة حجمه ونوعه‪.‬‬
‫‪ .2‬أو أن��ك يف منتص��ف الطريق وم��ا زلت تبحث ع��ن الطريق‬
‫للوصول‪.‬‬
‫‪ .3‬أو‪ ..‬أنك من املرتاجعني عن الطريق بعدما يأس��وا من كرثة‬
‫املحاوالت وال تدري ماذا تفعل‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪12‬‬

‫ً‬
‫أيا كانت محطتك اآلن‪ ..‬فأنت سواء دريت أم ال‪ ..‬فإنك ختوض‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫سعيا مستمرا لتحقيق ذاتك واكتشاف عاملك املليء بالقدرات‬
‫الالمحدودة‪.‬‬
‫لقد دأب اإلنسان على تطوير ذاته وابتكار األدوات اليت تساعده‬
‫على اكتشاف نفسه وحتسني أدائه‪ ..‬فكانت بداية صناعة‬
‫التطوير الش��خيص م��ع مطلع القرن العش��رين بظهور مدرس��ة‬
‫التعليم والتلقني عن طريق الكتب املقروءة والصوتي�ة أمثال‪:‬‬
‫ً‬
‫“فكر لتصبح غني�ا” لنابليون هيل و “كيف تكس��ب األصدقاء‬
‫وتؤث��ر يف الن��اس” لديل كارني�جي‪ ..‬وغريهم‪ ..‬وبعدها نش��أت‬
‫مدرس��ة التدريب حني أدرك العال��م أن التغيري املع��ريف وحده ال‬
‫يكفي إلحداث نقلة يف حياة البشر‪..‬ومنها انطلقت ورش العمل‬
‫والربامج التدريبي�ة واملنت�ديات التحفزيية وغريها‪.‬‬
‫وبالتوازي كانت مدرس��ة التح��دث التحــف�يزي واالحرتايف‬
‫‪ Motivational & Keynote Speaking‬واليت تركز على محاضرات‬
‫قصرية مش��حونة باملعلومات وتصاغ بطريقة مفعمة بالعاطفة‬
‫وأدوات التأثري على العقل الباطن لتحفزك على التحرك وتنفيذ‬
‫ما تعلمت‪ ..‬إن العامل املش�ترك يف كل ه��ذه املدارس ه��و أنها‬
‫ختربك بما ينبغي عليك فعله لتطور من حياتك وعملك وترتقي‬
‫سجل ّ‬
‫ودون البي�انات‪ ..‬مارس املهارات املطلوبة‬ ‫بنفسك‪ ..‬فقط ّ‬
‫أثن�اء تواجدك يف مكان انعقاد احلدث‪ ،‬ث��م انطلق يف حياتك‬
‫لتطبق‪..‬ربما حيضر هذا الربنامج آالف األشخاص بآالف الظروف‬
‫‪13‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫واخللفيات وآالف االعتقادات وآالف املستويات للتعلم من‬


‫محتوى واحد!‬
‫فهذا املحتوى املتجمد س��يصل إىل عش��رات أو مئات أو آالف‬
‫العق��ول والظروف واملس��تويات لين�اس��ب البع��ض‪ ..‬بينماال‬
‫يتم��اىش م��ع الغالبي���ة! باإلضافة أن ال�تزام احلض��ور بتطبيق ما‬
‫ً‬
‫تعلموه يبقى مرهونا برغبتهم وجديتهم يف التنفيذ‪.‬‬
‫هنا جاء الكوتش��نج ليصمم لك أنت فق��ط! إنه أعظ��م أداة‬
‫على اإلطالق الكتشاف ذاتك وتطوير حياتك وقدراتك إىل‬
‫أقىص درجة ممكنة‪ ،‬وذلك ألنه يساعدك على اكتشاف ذاتك ‪،‬‬
‫شغفك‪ ،‬قيمك‪ ،‬اعتقاداتك‪ ،‬قدراتك‪ ..‬ثم صياغة خطة عملية‬
‫من تصميمك أنت‪..‬بظروفك أنت‪ ..‬من مكنونك أنت‪..‬ثم‬
‫دعمك ومساندتك لاللزتام بهذه اخلطة على مدار فرتة ممتدة من‬
‫الزمن إىل أن ترسخ عاداتك اجلديدة يف عقلك ويومك وحياتك‪..‬‬
‫وتنشأ سلوكياتك القوية اإلجيابي�ة لتمأل يومك بالعمل واإلجناز‬
‫والنج��اح‪ ،‬ث��م لتحقق أصعب أحالمك وأهدافك‪ .‬ففي الوقت‬
‫الذي يس��اعدك املعل��م أو املدرب بأن حتف��ظ وتم��ارس محتواه‬
‫العليم‪ ..‬يس��اعدك الكوتش أن تكتشف وتمارس محتواك‬
‫اخل��اص أنت‪ .‬ألن محتواك هو أصح محتوى يمكنك أن تنطلق‬
‫منه لبن�اء حياتك‪.‬‬
‫ثاين أكسيد النجاح ليس مجرد كتاب تعلييم توعوي‪ ..‬ولكنه‬
‫كوتش وريق يس��اعدك على خلق واقع جديد يف حياتك‪..‬فما‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪14‬‬

‫هذا الكتاب إال إعادة صناعة لكامل حياتك‪ .‬كل الكتب حتدثك‬
‫وختربك بما ينبغي عليك فعله‪ ..‬أما هذا الكتاب فهو يفعل لك ما‬
‫خيربك أن تفعله!!!‬
‫هذا الكتاب هو صديقك املكتوب ليحدثك من خالل هذه‬
‫الصفحات‪..‬لذل��ك حرص��ت أن تك��ون النربة فردية يف كل‬
‫أطروحايت‪.‬‬
‫جمعت يف الكتاب‪..‬أسلوب املؤلف وإمتاع املدرب ومنهجية‬
‫الكوتش ودقة املتحدث املحرتف‪.‬‬
‫كتبت صفحات هذا الكتاب ال ألمنحك محتواي فقط‪ ،‬بل‬
‫لتسطر أنت صفحات حياتك بمحتواك الفريد‪ .‬أنت‪.‬‬
‫أحمد مجدي‬
‫الكويت ـ ‪6/6/2015‬‬
15
16
‫‪17‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫كيف تستفيد‬
‫من هذا الكتاب؟‬
‫“الق���ارئ يعي���ش آالف الحي���وات قبل أن يم���وت‪ ،‬بينما‬
‫الذي ال يقرأ‪..‬يعيش فقط حياة واحدة”‪.‬‬
‫جورج مارتن‬
‫إذا ذهب هذا الكتاب على قدميه إىل منت�دى ّ‬
‫ليعرف عن نفسه‪..‬‬
‫ً‬
‫ستجد مكتوبا يف بطاقة تعريفه الشخيص‪:‬‬
‫(متحدث ومدرب وكوتش)‬
‫‪ -‬متحدث‪ .‬يرتقي بوعيك ويس�بر أغوارك ليلهمك بأحدث‬
‫املعارف واملباديء والقصص واألحباث واحلكم لتفك��ر بعمق‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ووعي وتعيش حقيقتك الفريدة وحتقق جناحا أسطوريا بنكهتك‪.‬‬
‫برتو وافتح لها أبواب عقلك وآفاق إدراكك‬
‫اقرأ سطور املتحدث ٍ‬
‫وأعماق إلهامك‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪18‬‬

‫‪ -‬مدرب‪ .‬يمنحك تطبيقات عملية لكل ما يعلمك إياه املتحدث‪.‬‬


‫فه��و ال يأخذك إىل فصل إال قبل أن يقودك يف رحلة تطبيق تقين‬
‫دقيق لما قرأت‪ ..‬ألنه يؤمن أن األفعال أبلغ ً‬
‫أثرا من األقوال‪ .‬نفذ‬
‫تطبيقات املدرب وضعها يف برنامجك اليويم (وباملناسبة‪ :‬هي‬
‫بسيطة‪ .‬عملية‪ .‬متدرجة‪).‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬كوتش‪ .‬يس��ألك كثريا ويس��تمع لك ويمنحك تقييما‬
‫لطرحك لتخرج من ق��راءة صفحات��ه بوعي أعلى بذاتك وتنوير‬
‫أعمق ملكنونك‪ .‬لتنتهي من هذا الكتاب بدستور شخيص عملي‬
‫لكافة جوانب حياتك نابع من أعماقك وقيمك ورسالتك ورؤيتك‬
‫الفريدة اليت ُمنحت لك أنت فقط من بني مليارات البشر‪.‬‬
‫س��يقوم الكتاب بهذه األدوار يف كل فصل من فصوله‪..‬فس��تجد‬
‫يف كل فصل‪:‬‬
‫‪ .1‬القيمة العلمية الفريدة املدعمة بكل ما حتتاج��ه لتنتقل إىل‬
‫املستوى التايل من حياتك‪.‬‬
‫‪ .2‬التطبيق��ات العملي��ة اليت حت��ول العل��م النظري إىل عادات‬
‫يومية‪.‬‬
‫‪ .3‬أدوات الكوتشنج اليت تمكنك من صياغة حياتك وذاتك من‬
‫ً‬
‫الداخل وفقا لما تعلمته وأدركته‪.‬‬
‫وألن الكوتشنج هو محور هذا الكتاب كأسلوب وطريقة ومنهج‪،‬‬
‫فقد أفردت ألدواته مساحات كربى لتش��مل ‪ 22‬أداة ممتعة على‬
‫‪19‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫مدار كل الفصول‪ .‬لذلك ال بديل عن وج��ود قلم وأوراق معك‬


‫أثن���اء الق��راءة لتتنق��ل بسالس��ة م��ن دور املتعلم إىل املتدرب إىل‬
‫عميل الكوتشنج الذي حيل تمارين الكوتش��نج بتمعن وعمق‪،‬‬
‫فاالستفادة احلقيقية من هذا الكتاب هي بالتفاعل معه وإجابة‬
‫أسئلته والتفكريالعميق يف محتواه‪.‬‬
‫األسس الثالثة األوائل‪:‬‬
‫(ما هو الكوتشنج؟ لماذا؟)‬
‫‪( +‬معادلة ثاني أكسيد النجاح)‬
‫‪( +‬الكوتشنج واكتشاف عناصر المعادلة)‬
‫فهي تأسيس وبن�اء منصة انطالق لتتعرف أكرث على الكوتشنج‬
‫وفلسفته وتطبيقاته وحكمته‪ ..‬ولتتعرف أكرث على معادلة النجاح‬
‫اليت صممتها ألجمع فيها كل العناصر اليت سيكون ناجت تفاعلها‪..‬‬
‫هل النجاح أم ثاين أكسيد النجاح؟ (اإلجابة يف الطريق)‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪20‬‬

‫استعدادات ما قبل اإلقالع‪:‬‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .1‬جهز قلما وأوراقا جبابنك كلما قرأت الكتاب‪.‬‬
‫(قلم قصري أفضل من ذاكرة طويلة!)‪.‬‬
‫‪ .2‬ال تنتقل إىل فصل إال قبل أن حتل كل تمارين�ه وتضع تطبيقاته‬
‫العملية يف جدول مهامك اليومية‪.‬‬
‫(علم بال تطبيق = خرافات)‪.‬‬
‫‪ .3‬ح��ل التمارين بهدوء وتعمق‪ .‬ال تس��تعجل‪ .‬فلم يكتب هذا‬
‫الكتاب لتنهيه يف يوم واحد‪.‬‬
‫(كلما صرت أكرث هدوءا‪ ،‬كلما كنت أقدر على االستماع‬
‫لداخلك)‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .4‬اجعل األدوات واألس��ئلة مرجعا لك لتحلها وجتيب عنها كل‬
‫فرتة‪ ..‬وبذلك تعيد صياغة تفكريك من جديد‪ .‬فوعيك يتغري‬
‫كلما مرت بك األيام بتحدياتها وفرصها‪ .‬وبالتايل ستتغري إجاباتك‬
‫وتكتش��ف أنك يف رحلة إدراك متصاعد لذاتك كلما أجبت عن‬
‫هذه األسئلة الفريدة‪ ...‬أسئلة الكوتشنج‪.‬‬
21
22
‫‪23‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫األساس األول‬

‫ما هو الكوتشنج؟‬
‫ولماذا؟‬
‫“أنا أؤمن أنه أينما وجدت السيادة في مجال ما‪ ..‬فإن‬
‫الكوتشنج هو السبب‪ ..‬وإينما وجد الكوتشنج‪ ..‬ستكون‬
‫السيادة هي الناتج”‪.‬‬
‫أندريا لي‬

‫كان هناك رجل حكيم عاش قرب إحدى القرى الصغرية‪ ..‬راجت‬
‫الش��ائعات حوله أنه يمتلك قدرة غامضة على إجابة أي سؤال‬
‫يوجه إليه إجابة صحيحة بمنتهى الدقة‪ ،‬فكان الناس يذهبون‬
‫الستش��ارته وطلب نصحه يف مختلف أمور ومش��اكل حياتهم‪..‬‬
‫فهو دائما يصيب ولم يعط أبدا إجابة خاطئة‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪24‬‬

‫أخذ يفكر أحد األطفال يف القرية يف اس��تحالة وجود شخص‬


‫بإمكانه أن جييب عن كل يشء بش��كل صحيح! لذلك قرر الطفل‬
‫أن خيترب الرجل احلكي��م ليثبت أنه غري ق��ادر عل��ى إجابة بعض‬
‫األس��ئلة‪ ..‬فذه��ب إليه وس��أله أس��ئلة عدي��دة عن احليوانات‬
‫والكواكب والتاريخ‪ ..‬ومهما كانت األسئلة صعبة‪ ..‬كان احلكيم‬
‫ً‬
‫دائما حيرز اإلجابة الصائب�ة‪.‬‬
‫ً‬
‫رحل الطفل محبطا‪ ..‬ومع اشتعال رغبت�ه وعناده إلثب�ات عدم‬
‫ً‬
‫معرفة احلكيم‪ ..‬جاءت��ه فكرة مختلفة! ذهب واصطاد عصفورا‬
‫ً‬
‫ووضع��ه يف يدي��ه ثم خبئ���ه وراء ظهره منطلقا إىل احلكيم مرة‬
‫ً‬
‫أخرى‪ ..‬فقال له حبماس مبتس��ما‪ :‬اآلن يوج��د عصفور يف يدي‪..‬‬
‫بما أنك تعرف إجابات كل يشء‪ ..‬سؤايل لك‪ :‬هل العصفور يح أم‬
‫ميت؟‪ ..‬فإذا أجاب احلكيم بأنه يح‪ ..‬خنقه الطفل بني يديه‪..‬‬
‫وإذا أجاب بأنه ميت‪ ..‬أطلقه الطفل ليطري‪ ..‬فيكون احلكيم يف‬
‫ً‬
‫كلتا احلالتني مخطئا‪ ...‬هكذا كانت ألعوبة الطفل!‬
‫ً‬
‫صم��ت احلكيم قليال بينما ينتظر الطف��ل اإلجابة بلهفة لتنجح‬
‫ً‬
‫خطته‪ ..‬ثم رد بهدوء قائال‪:‬اإلجابة بي�ديك!‬
‫ً‬
‫نعم صديقي‪ ..‬اإلجابة دائما بي�ديك! أنت من تعرف األفضل‬
‫لك‪ ..‬أنت من تتحكم يف حياتك‪ ..‬وأنت أكرث من يدرك قدراتك‬
‫ويعي ظروفك ويعرف ذاتك‪ ..‬ل��ذا فإن أفض��ل اإلجابات عن‬
‫أسئلتك العالقة يف س��بي�ل حتقيق ما تريد‪ ..‬هي تلك اإلجابات‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املخبوءة بداخلك‪ ..‬أنت تفكر كثريا‪ ..‬املهم حقا ه��و أن تعي ما‬
‫تفكر فيه‪ ..‬هذا هو كل يشء‪.‬‬
‫‪25‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫يقول الفيلسوف الفرنيس جو كاردور‪:‬‬


‫“أنت اإلجابة ألسئلة حياتك‪.‬‬
‫وأنت الحل لكل مشاكلك”‬
‫ً‬
‫فأنت لست دائما يف حاجة إىل خبري نفيس أو مدرب ليخربك بما‬
‫ينبغي عليك فعله لكي تنجح وتنجز يف احلياة! املدرب يفتح لك‬
‫ً‬
‫اآلفاق ويعطيك األدوات ولكنه لن يلزمك أبدا على فعل يشء!‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كم مرة حضرت محاضرة أو برنامجا تدريبي�ا وسمعت عن أهمية‬
‫ختطيط األهداف وأهمية االت��زان يف احلياة وغريه��ا من مباديء‬
‫التطوي��ر الذايت ثم عدت إىل مزنلك ولم تطبق ش��يئ�ا منها؟؟ إن‬
‫املشكلة ال تكمن يف قلة املعرفة! فأنت تعرف املطلوب منك‬
‫ً‬
‫ولكنك ال تطبقه؟؟ أعتقد أن أينشتاين لم يكن شموليا عندما‬
‫قال إن املعرفة قوة! فليس��ت كل املعارف بمجرد إدراكها فقط‬
‫ً‬
‫حت��دث تغيريا؛ ب��ل إن املعرفة ال�تي ال يتبعها تنفيذ هي أس��وأ من‬
‫اجله��ل به��ا‪ ..‬ألنه بمجرد أن تعرف الصورة املثلى لما يمكن أن‬
‫تكون عليه حياتك وال تطبق هذه الصورة‪ ..‬فأنت س��تعيش ألم‬
‫التقصري ومرارة العجز وضعف الهمة‪.‬‬
‫“اإلجابة بي�ديك”‪ ..‬أعتقد أنين مهما حاولت أن أوضح وأش��رح‬
‫لك مفهوم الكوتش��نج‪ ..‬فلن أجد أبسط وأعمق من هذا الشعار‪:‬‬
‫اإلجابة بي�ديك!‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪26‬‬

‫ّ‬
‫تعرف كاريل مارتني مؤلفة كتاب‪)life Coaching Handbook( :‬‬
‫الكوتشنج بأنه‪:‬‬
‫• عالقة شراكة ييسر فيها الكوتش للعميل التوضيح والتحديد‬
‫والتخطيط ومن ثم االلزتام بتحقيق أهدافه يف كل جوانب حياته‬
‫باستخدام األسئلة املتت�ابعة‪)Life Coaching Handbook( .‬‬
‫يعرف االحتاد الدويل للكوتشنج (املؤسسة األوىل يف العالم‬‫بينما ّ‬
‫للكوتنشج) بأنه‪:‬‬
‫• ش��راكة مع العميل عن طريق تس��يري وحتفزي تفكريه اخلالق‬
‫ليصل إىل أقىص استغالل لطاقاته وإمكاناته‪.‬‬
‫(‪)ICF-International Coaching Federation‬‬
‫يتضح من ذلك كله أن عملية الكوتشنج تتم عن طريق عقد‬
‫مجموعة جلس��ات يقضيها العميل مع الكوت��ش ال لينصحه وال‬
‫ليوجهه الختاذ طريق ما‪ ..‬ولكنليس��اعد العميل على اكتشاف‬
‫وحتديد أهدافه اخلاصة وطريقه الفريد (إجاباته هو) ثم حتويلها‬
‫إىل خطة عملية ثم إزالة أي عقبات نفسية أو بيئي�ة قد تعيق تقدم‬
‫ً‬ ‫ٌّ‬
‫العمي��ل جتاه هدفه‪ ..‬كل وفقا ألجندة العميل الداخلية ودون أدىن‬
‫تدخل من الكوتش يف محتوى العملية‪ ..‬إنها عملية تس��يري تفكري‬
‫ً‬
‫وليست توجيها كما راج تسميتها يف العالم العريب‪ ..‬ولكي يتضح‬
‫مفهوم الكوتشنج أكرث لديك‪ ..‬وألنه بضدها تعرف األشياء‪..‬‬
‫فالكوتشنج ليس‪:‬‬
‫‪27‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫شرح‬ ‫منح‬
‫إرشاد‬ ‫توجيه‬
‫معلومات‬ ‫نصائح‬

‫دردشة‬ ‫فضفضة‬ ‫تدريب‬ ‫استشارة‬

‫المستويات السبعة للفعل‬


‫يف احلقيقة يوجد سبعة مستويات من الفعل والقيام بأي عمل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يف حياتك‪ ..‬وأيا كان جانب حياتك‪ ..‬فأنت تشغل واحدا من هذه‬
‫املس��تويات السبعة يف كل جانب من جوانب حياتك (الصيح ـ‬
‫الشخيص ـ العائلي ـ املهين ـ‪ ....‬إلخ)‬
‫‪ .1‬المستوى األول‪ :‬ال أعرف ما أحتاج معرفته‪ :‬كأن تكون‬
‫غري مدرك لضرورة البحث عن وظائف باس��تمرار حىت وإن كنت‬
‫تش��غل وظيفة مس��تقرة‪ ..‬فغياب هذه املعلومة عن إداركك‬
‫جيعلك يف خطر الوقوع يف مأزق الحق‪.‬‬
‫‪ .2‬المس���توى الثان���ي‪ :‬أعرف ما أحتاج معرفته‪ ،‬ولكين ال‬
‫أصدقه!‪ :‬تعرف أن مستوى دخلك الشهري يتن�اسب مع مستوى‬
‫تطويرك لذاتك ولكن ال تصدق هذه احلقيقة بأنك لو استثمرت‬
‫يف نفسك سزيداد دخلك يوما ما نتيجة لذلك‪ ..‬وبالتايل تكون‬
‫النتيجة هي عدم اختاذك لهذه اخلطوة‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪28‬‬

‫‪ .3‬المس���توى الثال���ث‪ :‬أعرف ما أحت��اج معرفت��ه‪ ،‬أصدقه‪،‬‬


‫ولكن ال أعرف كيف أطبقه!‪ :‬تعرف ضرورة تسويق مشروعك‬
‫الشخيص وتؤمن بأنه سر حتقيق النت�اجئ ولكنك ال تعرف كيف‬
‫تسوق ومن أين تب�دأ!‬
‫‪ .4‬المستوى الرابع‪ :‬أعرف ما أحتاج معرفته‪ ،‬أصدقه‪ ،‬أعرف‬
‫كيف أطبقه‪ ،‬ولكن ال أفعله!‪ :‬تعرف أهمية احلي��اة الصحية‬
‫وتؤمن بضرورتها وآثارها اإلجيابي�ة على جس��دك وعقلك وأنها‬
‫ستقيك األمراض املزمنة‪ ..‬وتعرف كيف تعيشها بالرياضة‬
‫واألكالت املنتظمة ورغم ذلك‪ ..‬ال تفعل!‬
‫‪ .5‬المس���توى الخامس‪ :‬أعرف ما أحتاج معرفته‪ ،‬أصدقه‪،‬‬
‫أعرف كيف أطبقه‪ ،‬وأفعله بش��كل متقطع!‪ :‬بدأت يف نظام‬
‫احلمية والرياضة يف املثال (‪ )4‬الس��ابق‪ ،‬ولكنك ال تلزتم بشكل‬
‫مستمر‪.‬‬
‫‪ .6‬المس���توى السادس‪ :‬أعرف ما أحتاج معرفته‪ ،‬أصدقه‪،‬‬
‫أعرف كيف أطبقه‪ ،‬وأفعله بشكل مستمر!‪ :‬أنت منتظم يف نظام‬
‫احلمي��ة والرياضة يف املث��ال (‪ )5‬الس��ابق‪ ،‬وحتاف��ظ بانتظام على‬
‫تطبيق اخلطة‪ ..‬فأنت يف طريقك إىل املستوى السابع‪.‬‬
‫‪ .7‬المس���توى الس���ابع‪ :‬أعرف ما أحتاج معرفت��ه‪ ،‬أصدقه‪،‬‬
‫أعرف كيف أطبقه‪ ،‬وأفعله بشكل مستمر متكرر إىل أن أصبح‬
‫عادة راس��خة تلقائي�ة ال واعية‪ :‬اآلن أنت لست يف حاجة أن تفكر‬
‫‪29‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫يف ما إذا كنت ستأكل صحيا أم ال‪ ..‬فالقرار أصبح اعتي�اديا تلقائي�ا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ال واعيا‪ ..‬إنك صرت أسريا محبوبا عند هذه العادة اإلجيابي�ة‪.‬‬
‫يمكنن�ا أن نلخص نت�اجئ هذه املستويات الس��بعة يف اجلدول‬
‫التايل‪:‬‬

‫رقم‬
‫النتيجة‬ ‫التحدي‪/‬العائق‬
‫المستوى‬

‫الجهل وعدم‬
‫فعل=‪ - 0‬نتيجة=‪0‬‬ ‫األول‬
‫الوعي بالمعارف‬

‫فعل=‪ - 0‬نتيجة=‪0‬‬ ‫عدم االعتقاد‬ ‫الثاني‬


‫الجهل وعدم‬
‫فعل=‪ - 0‬نتيجة=‪0‬‬ ‫الثالث‬
‫الوعي باآلليات‬
‫فعل=‪ - 0‬نتيجة=‪0‬‬ ‫غياب االلتزام‬ ‫الرابع‬
‫فعل=غير منتظم ‪-‬‬
‫ضعف االلتزام‬ ‫الخامس‬
‫نتيجة=غير منتظمة‬
‫فعل=منتظم ‪ -‬نتيجة=‬ ‫المحافظة على‬
‫السادس‬
‫منتظمة‬ ‫االلتزام‬
‫فعل=عادة ـ نتيجة=هائلة‬ ‫االستمرارية‬ ‫السابع‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪30‬‬

‫إذن فليس��ت املعارف هي كل يشء! فمن املستوى ‪ 2‬إىل املستوى‬


‫‪ 4‬تتواج��د املعارف ولكن تظل قيمة الفعل =‪ !!0‬وتتبعها بطبيعة‬
‫احل��ال نت�اجئ صفرية! ألن األفك��ار واملعارف والقراءات بدون‬
‫تطبيق بال ش��ك هي مجرد هلوس��ات ذهني�ة! تكمن قوة وروعة‬
‫الكوتشنج أنه يعمل على بن�اء وحل حتديات كافة املستويات‬
‫السبع لألفعال‪ ..‬فجلسات الكوتش��نج تس��اعد العميل على‬
‫توسيع اإلدراك ورفع مستوى الوعي لديه بتحدي حياته موضوع‬
‫النق��اش‪ ،‬وتس��اعده على س��ماع صوت��ه الداخلي به��دوء ليخترب‬
‫حدسه جتاه أي أمر يف حياته‪.‬‬
‫وال يوجد كوتشنج بدون خطة عملية واضحة لرتسم الطريق‬
‫للعمل والتنفيذ‪ ..‬وال يوجد كوتش��نج بدون متابعة مس��تمرة من‬
‫الكوتش لتنفيذ اخلطة على مدار مدة ال تقل عن شهر‪..‬‬
‫(أقل باقة كوتشنج يف العالم تمتد مدتها اىل شهر بمحتوى ‪4‬‬
‫جلسات‪ ..‬وتصل أحيانا إىل ‪ 3‬أشهر و ‪ 6‬أشهر وسنة كاملة) وكلما‬
‫زادت مدة املتابعة‪ ..‬كلما كانت النت�اجئ أوس��ع وأعمق وأشمل‬
‫وأضخم لكافة جوانب حياة العميل‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫‪ MBA‬أم كيمياء؟‬
‫طلب مين صديق مرة ألجلس معه ليستشريين يف أفضل جامعة‬
‫ً‬
‫يمكنه أن يدرس فيها ماجستري إدارة األعمال متوسما خربيت يف‬
‫مجال التدريب اإلداري واملهين‪ ..‬أخربته أنين لن أجيب�ه على يشء‬
‫ولكنين سأقوم بمحادثة كوتش��نج معه باس��تخدام عدة أسئلة‬
‫ليصل هو إىل أفضل خيار ممكن‪ ..‬وسارت املحادثة يف السياق‬
‫التايل‪:‬‬
‫(سأسيم نفيس الكوتش وسأسيم صديقي العميل يف)‬
‫الكوتش‪ :‬ما الذي تري��د أن خترج به من هذه املحادثة لتكون‬
‫ناجحة؟‬
‫العميل‪ :‬أريد أن أحدد أفضل جامعة ألدرس فيها ماجستري إدارة‬
‫األعمال‪.‬‬
‫الكوتش‪ :‬ما هي أهمية ماجستري إدارة األعمال لك؟‬
‫العميل‪ :‬سيس��اعدين كثريا على االرتق��اء املهين‪ ..‬فامل��دارء يف‬
‫مجال عملنا يشرتط أن يمتلكوا هذه الشهادة فهي تدعم سريتهم‬
‫الذاتي�ة وتقوي سمعتهم املهني�ة‪.‬‬
‫ً‬
‫الكوتش‪ :‬ماذا فعلت مسبقا يف طريقك ألخذ الماجستري؟‬
‫ً‬
‫العميل‪ :‬حبثت قليال على اإلنرتنت وس��ألت بع��ض األصدقاء‬
‫الذي��ن حصلوا عليه‪ ..‬وأمايم عدة جامعات ولكن أغلبهم مرتفع‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪32‬‬

‫التكلفة لذلك أتيت ألستشريك يف أفضل خيار من حيث التكلفة‬


‫واجلودة؟‬
‫الكوتش‪ :‬إذا كــــان معــــــــك كـــل املــــــــــــــــ��ال الالزم‬
‫(‪100000000000‬دوالر)‪ ..‬أي جامعة ستختار؟‬
‫العمي��ل‪( :‬تنهي��دة قوية مع ابتس��امة) يف احلقيقة‪ ..‬إذا كان‬
‫ً‬
‫معي هذا املبلغ فلن أدرس ماجستري إدارة أعمال أصال! (ضحكة‬
‫ساخرة خافتة)‪.‬‬
‫الكوتش‪ :‬لماذا؟ أنت معك رصيد كاف من احلري��ة المالية‪..‬‬
‫فيمكنك أن تدرس يف أي جامعة تشاء!‬
‫ً‬
‫العمي��ل‪ :‬ألن مجال عملي احلايل أصال ليس ش��غفي احلقيقي!‬
‫ً‬
‫أنا فقط أعمل يف وظيفيت احلالية ألنها مس��تقرة وتضمن يل دخال‬
‫يغطي الزتامايت الشهرية‪ ..‬ولكن ليس هذا حقا ما أريد فعله‪.‬‬
‫الكوتش‪ :‬إذن ما الذي تريد فعله؟‬
‫العميل‪ :‬أريد أن أختصص يف الكيمياء‪ ..‬فهي عشقي األزيل!‬
‫الكوتش‪ :‬حدثين أكرث عن هذا األمر!‬
‫العميل‪ :‬كنت من الصغر أعش��ق الكيمياء والحظ أساتذيت‬
‫تمزيي النادر يف حل كل معادالتها وفهيم السريع لكل تفاصيلها‪..‬‬
‫ً‬
‫لدرجة أنين حىت اآلن ومن وقت آلخر أجدين أفتح كتابا يف الكيمياء‬
‫ألتلذذ باالطالع فيه‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫الكوتش‪ :‬أالحظ تغريا يف نربة صوتك؛ حيث صرت أكرث حماسا‬
‫عندما حتدثت عن الكيمياء أكرث من حديثك عن إدارة األعمال‪..‬‬
‫ماذا تمثل لك الكيمياء؟‬
‫العميل‪ :‬عشقي وشغفي وسعاديت‪.‬‬
‫الكوتش‪ :‬إذن ما الذي يعيقك أن تعيش عشقك وشغفك‬
‫وسعادتك؟‬
‫العمي��ل‪ :‬ال أدري من أين أبدأ باإلضاف��ة إىل أنين ال أضمن نفس‬
‫االستقرار الذي أجده يف وظيفيت اآلن‪.‬‬
‫الكوتش‪ :‬صف يل الصورة املثالي��ة حلياتك املهني���ة يف أبهى‬
‫أشكالها؟‬
‫العميل‪ :‬أستاذ ورئيس قسم الكيمياء يف جامعة عربي�ة مرموقة‪..‬‬
‫أدرس وأعلم‪.‬‬
‫الكوتش‪ :‬من ‪ 0-10‬ما مدى قربك من هذه الرؤية؟ صفر=بعيد‬
‫كليا‪ =10 ،‬أنت تعيش رؤيتك!‬
‫العميل‪4 :‬‬
‫الكوتش‪ :‬إذن يوجد تقريب�ا ‪ 6‬خطوات متبقية لتصل إىل هناك‪...‬‬
‫حدثين ماذا يمكن أن تفعل لكي تصل إىل ‪8‬؟‬
‫العميل‪ :‬ال أدري‪ ..‬أنا تائه اآلن!‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪34‬‬

‫الكوتش‪ :‬ماذا يمكن أن تفعل لكي تدري وتقلل من هذا الشعور‬


‫بالتي�ه؟‬
‫العميل‪ :‬يمكنين أن أسأل املختصني‪.‬‬
‫الكوتش‪ :‬مثل من؟‬
‫العميل‪ :‬يمكنين أن أذهب إىل اجلامعة وأس��أل أساتذة الكيمياء‬
‫عن مس��ارهم املهين‪ ،‬وأس��ألهم عن أنس��ب اجلامعات لدراسة‬
‫الماجستري يف ختصص الكيمياء‪.‬‬
‫الكوتش‪ :‬خطوة رائعة‪ .‬ماذا أيضا؟‬
‫العمي��ل‪ :‬س��أقوم بالبح��ث عل��ى اإلنرتنت ألجيب عل��ى نفس‬
‫السؤال‪.‬‬
‫الكوتش‪ :‬رائع‪ .‬مىت ستقوم بهاتني اخلطوتني؟‬
‫العمي��ل‪ :‬ممممم‪ ...‬ممكن بعد يومني من اآلن‪ ..‬حىت أكون‬
‫ختففت من أعباء وزحام بداية األسبوع‪.‬‬
‫الكوتش‪ :‬ممكن أم أكيد؟‬
‫ً‬
‫العميل‪ :‬لكي أكون أكيدا‪ ..‬يفضل بعد ثالثة أيام‪.‬‬
‫الكوتش‪ :‬إذن لديك اآلن بعد ثالثة أيام (يوم(‪ x‬يف قائمة أعمالك‬
‫مهمتني‪:‬‬
‫‪35‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫‪ .1‬الذهاب إىل اجلامعة ولقاء أساتذة الكيمياء هناك للتعرف‬


‫على املسار املهين للدراسة‪.‬‬
‫‪ .2‬البحث يف اإلنرتنت عن اجلامعات وماجستريات الكيمياء‪..‬‬
‫ما مدى الزتامك اآلن بتنفيذ اخلطوتني من ‪0-10‬؟‬
‫العميل‪.10/10 :‬‬
‫‪ 11‬تعليقمهم على هذه المحادثة‬
‫‪ .1‬الكوتش لم يقدم أي نصيحة على اإلطالق‪ ..‬كل دوره أنه كان‬
‫يسأل أسئلة فعالة ويستمع بعمق وتركزي‪.‬‬
‫‪ .2‬الكوتش يس��بح مع العميل يف أي اجتاه يشاء‪ ..‬فأجندة اللقاء‬
‫ليست من الكوتش ولكن حتدد بإجابات واختي�ارات العميل‪.‬‬
‫خّ‬ ‫‪ .3‬الكوتش ال حيكم وال ّ‬
‫يقيم وال ي��وب العمي��ل يف أي طرح أو‬
‫إجابة‪ ..‬إنه مجرد مرآة لصوت روحه العميق‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .4‬خت��ام املحادثة ك��ان مح��وره مختلف��ا تماما عم��ا بدأت به‬
‫املحادثة‪ ..‬الكوتشنج خيرج إجابات من عمق الذات‪ ..‬لم يكن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫العميل مخططا مس��بقا أنه سيتحدث معي عن الكيمياء ولكنها‬
‫حال��ة العقل عندما يوضع يف حالة التس��اؤل املس��تمر فإنه يفتح‬
‫أبواب��ه املوصدة ليغوص يف أعماق لم يصلهامن زمان بعيد أو ربما‬
‫ً‬
‫لم يصلها أبدا من قبل!‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪36‬‬

‫(قاعدة كوتشنج عجيب�ة‪:‬املوضوع املطروح يف بداية اجللسة‬


‫ً‬
‫نادرا ما يكون املوضوع األخري‪ ..‬فكم من جلس��ة بدأت بهدف‬
‫حتديد موعد إطالق املش��روع وتنته��ي باحلديث عن طرق زيادة‬
‫الثق��ة بالنف��س‪ ..‬وأخرى تب���دأ بهدف الرتقية يف العم��ل وتنتهي‬
‫بهدف إصالح العالقات العائلية مع الزوجة واألبن�اء!‪ ..‬فقط ثق‬
‫يف املسار وستصل إىل املحور احلقيقي)‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .5‬تغ�ير وعي وإدراك العميل كليا بعد املحادثة‪ ..‬فبعدما كان‬
‫يعتقد أن ماجس��تري إدارة األعمال هو أهم خطوة يف حياته املهني�ة‬
‫القادمة‪ ..‬استيقظ حلقيقة أنه يسري يف اجتاه لن يفيض إىل سعادته‬
‫احلقيقيةوحتقيقذاته‪..‬وأنشغفهالدفنيمنذالطفولةكانالكيمياء‬
‫وأنه حيتاج إىل إعادة صياغة تامة لرؤيت�ه املهني�ة القادمة‪.‬‬
‫‪ .6‬الكلمات اليت يستخدمها العميل لها مدلوالت هامة بالنسبة‬
‫للكوتش‪ ..‬عندما قال العميل (ممكن) اس��توقفته ألتأكد من‬
‫الزتام��ه باخلطوة‪ ..‬فكل كلمة لها مدلول وأثر يف قاموس الكوتش‬
‫املحرتف‪.‬‬
‫‪ .7‬الكوتش ال يس��تمع فقط لكلمات العميل ولكن لنربة وطاقة‬
‫ً‬
‫صوته ويش��اهد تغريات لغة جسده‪ ،‬بل ويس��تمع أحيانا لما لم‬
‫يقله العميل‪.‬‬
‫‪ .8‬الكوتش يعمل كمرآة صوتي�ة حساسة أثن�اء املحادثة‪ ..‬عندما‬
‫قال العميل‪“ :‬الكيمياء شغفي وعشقي وسعاديت” رد الكوتش‬
‫‪37‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫ً‬
‫بسؤال مستخدما نفس الكلمات اليت عرب بها العميل‪“ ..‬ما الذي‬
‫يعيقك أن تعيش شغفك وعشقك وسعادتك؟”‪ ..‬وهذا يضمن‬
‫أال يكون للكوتش أي إسهام أو تأثري يف محتوى اإلجابات بطرح أو‬
‫كلمة أو رأي‪ ..‬فقط هو مرآة وصدى حلديث العميل مع نفسه‪..‬‬
‫(قاعدة كوتشنج‪ :‬يقاس احرتاف الكوتش بأن يقول العميل‬
‫ً‬
‫بعد اجللسة‪ ..‬أنه شعر كأنما كان جالسا مع نفس��ه وليس مع‬
‫ش��خص آخر‪ ..‬الكوتش هو مكرب حيول همس الذات إىل محادثة‬
‫بصوت عال)‪.‬‬
‫‪ .9‬العميل يعرف اإلجابات املطلوبة حىت وإن ادعى أنه ال يدري‪..‬‬
‫فق��ط حيتاج إىل التعمق واإلنعكاس ال��ذايت الدقي��ق‪ ..‬وهنا يربز‬
‫دور الكوتش ليعيد اتصال العميل بذاته وقدرات��ه اإلبداعية‪..‬‬
‫فالكوتش كالغواص يصطحب العميل يف رحل��ه إىل أعماقه‪..‬‬
‫يقول ويليام باروغس “عقلك س��يجيب عن أغلب األسئلة إذا‬
‫تعلمت كيف تسرتيخ وكيف تنتظر اإلجابة”‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .10‬أحيانا يكون الس��ؤال الصحيح هو اإلجابة يف ذاته‪ ..‬لقد كان‬
‫سؤال‪ :‬ماذا ستفعل إذا امتلكت ‪ 1000000000‬دوالر؟ هو ذلك‬
‫الس��ؤال الذي قلب املوازين وغري مجرى الوعي ‪ 180‬درجة‪ ..‬ففي‬
‫كثري من األحيان‪ ..‬ال تكمن املش��كلة يف إجاباتك ولكن يف الغالب‬
‫تكون يف أسئلتك‪.‬‬
‫‪ .11‬اإلجابة بي�ديك‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪38‬‬

‫نظارة النصائح‬
‫ختيل معي إذا س��ارت املحادثة الس��ابقة يف اجتاه ماجستري إدارة‬
‫األعمال‪ ..‬وبدون كوتش��نج‪ ..‬بمعىن أنين أجبت�ه مباشرة بإعطائه‬
‫أس��ماء بعض اجلامعات ليدرس فيها‪ ..‬ول��م أتفاعل أنا مع رغبة‬
‫العميل يف التحدث عن ش��غف آخر وأصررت أن أكمل الهدف‬
‫املبديئ الذي جاء ليستش�يرين فيه! هل بدأت تدرك كيف أن‬
‫الكوتشنج يوصلك إىل احلقيقة اليت حتتاج أن تعرفها اآلن وليس‬
‫إىل ماتظن أنك حتتاج معرفته!‪ ..‬إن الكوتشنج ينقلك من حالة”ال‬
‫تعل��م أنك ال تعلم” إىل حالة “تعلم أنك تعلم” إنه التحول الكامل‬
‫يف ق��وة الوعي ووضوح اإلدراك واالتصال مع روحك وذاتك‪..‬‬
‫لذلك لم تعد جتدي النصاحئ نفعا؛ ألنها تتعامل مع األمور بش��كل‬
‫س��طيح قشري؛ وألنها ليست بالضرورة ما ين�اسب حال طالب‬
‫النصيحة‪.‬‬
‫كان هناك رجل يعاين من ضعف يف بص��ره فذهب إىل صديقه‬
‫ً‬
‫الذي كان يعمل طبيب�ا للعيون‪ ..‬طلب منه صديقه اس��تكمال‬
‫مختلف التجارب واالختب�ارات البصرية‪ ،‬وبعد االنتهاء قال له‪:‬‬
‫“حسنا‪ ،‬أنت بالتأكيد قصري النظر ولكن ال تقلق‪ ،‬يمكن أن حتل‬
‫املشكلة بمنتهى السهولة‪ ..‬أنت يف حاجة إىل نظارات”‪.‬‬
‫ث��م اس��تطرد قائال وهو خيل��ع نظارته اخلاصة‪“ :‬أن��ا بصراحة ال‬
‫أقوم بهذا عادة‪ ،‬ولكن ألنن�ا أصدقاء عمر‪ ،‬لم��اذا ال تلبس نظاريت‬
‫اخلاص��ة؟ إنها أفضل ما رأيت به يف حي��ايت!” فوئج الرجل بعض‬
‫‪39‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫اليشء‪ ،‬ولكي ال حيرجهأخذ م��ن صديق��ه نظارته ولبس��ها وبدأ‬


‫ً‬
‫يق��رأ بع��ض الرس��ائل أمام��ه‪“ ..‬ال أس��تطيع أن أرى ش��يئ�ا على‬
‫ً‬
‫اإلطالق‪ ..‬ك��ل يشء مطموس أمايم تماما!!”‪ ..‬كان ه��ذا ما‬
‫قاله‪ ..‬رد الطبيب باندهاش شديد “كيف ذلك؟! هذه النظارات‬
‫ً‬
‫معي على مدار خمس س��نوات ودائما أرى بها بوضوح شديد‪...‬‬
‫رجاء ح��اول أن تق��رأ بها مرة أخ��رى!”‪“ ..‬أحاول!!‪ ..‬ما أس��تطيع‬
‫ً‬
‫اس��تنت�اجه أنها ال تزيد األمر إال س��وءا‪ ..‬حقا ال أرى ش��يئ�ا أبدا!!”‬
‫ً‬
‫رد الرجل بانفعال‪ ..‬حينها جلس الطبيب مس��تلقيا على كرسيه‬
‫ً‬
‫قائ�لا بتنهد “صديقي! ال بد أنه ثمة خطأ ما يف نظرك‪ ..‬يب�دو أنه‬
‫ً‬
‫ال يوجد هناك حل أبدا ملشكلتك”‪.‬‬
‫أرى أن النصيح��ة التلقيني�ة ما هي إال نظارة الناصح يس��عى أن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يلبس��ها لطالب النصيحة مطالبا إي��اه أن يعمل به��ا ومؤمنا أنها‬
‫احلل األمثل دون إدراك ملس��توى وعيه وقيمه وظروفه وشغفه‬
‫ومحتواه الداخلي‪ ..‬لذلك تؤكد األحب��اث أن التدريب ال يغري‬
‫ً‬
‫السلوك كليا إال بنسبة ‪ 4%‬من احلضور‪ ..‬أي إذا كان عدد احلضور‬
‫يف القاعة عش��رة أف��راد فإن العدد املتوقع حدوث تغيري جذري يف‬
‫س��لوكهم بعد الربنامج التدرييب هو نصف شخص! بينما يؤدي‬
‫الكوتشنج إىل إحداث التحول الس��لوكي بنسبة ال تقل يف جميع‬
‫األحوال واملجاالت عن ‪.50%‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪40‬‬

‫التدريب ‪ Vs‬الكوتشنج ‪ Vs‬االستشارات‬


‫إن��ه واح��د م��ن األس��ئلة الش��هرية اليت تط��رح َّ‬
‫عل��ي دائم��ا‪ ..‬ما‬
‫الفرق بني الثالثة يف عنوان هذه الفقرة؟‪ ..‬ولكي أسهل مسافة‬
‫الوص��ول‪ ...‬فق��ط تابع املقارن��ة التالية وس��تتضح الصورة لك‬
‫ً‬
‫تماما‪:‬‬
‫معيار‬
‫الكوتشنج‬ ‫االستشارة‬ ‫التدريب‬
‫المقارنة‬

‫‪ :1‬عدة‬ ‫نسبة المؤثر‪:‬‬


‫‪1:1‬‬ ‫‪1:1‬‬
‫أشخاص‬ ‫العميل‬

‫المستشار‬ ‫من يضع‬


‫العميل‬ ‫المدرب‬
‫‪80%‬‬ ‫أجندة اللقاء؟‬

‫فن األسئلة‬ ‫الخبرة والعلم‬ ‫المهارات‬


‫الخبرة والعلم‬
‫واالستماع‬ ‫فن اإللقاء‬ ‫المحورية‬

‫تحقيق‬
‫نقل معارف‬ ‫الهدف‬
‫األهداف‬ ‫توجيه وإرشاد‬
‫ومهارات‬ ‫الرئيسي‬
‫بقيادة العميل‬

‫إفادة إضافية‪ :‬املستشار واملعالج يبحث عن اإلجابات يف المايض‪.‬‬


‫بينما يتعامل الكوتش مع اآلن واملستقبل‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫كيف يتفاعل العقل مع الكوتشنج؟‬


‫قام إيريك كاندي��ل ‪ Eric Kandel‬العالم احلاصل على جائزة نوبل‬
‫يف الطب بإجراء أحباث عديدة يف علم األعصاب وتفاعل العقل‬
‫البش��ري مع املؤثرات البيئي�ة املختلفة‪ ..‬وبن�اء على تطوير أحباثه‬
‫يف جامعة ‪ ،Yale‬وص��ل الباحثون إىل حقيقة علمية هامة وهي‪ :‬أن‬
‫خاليا العقل تمتلك قدرة عجيب�ة على التشكل والتغري بمرونة‬
‫ً‬
‫تكيفية تأثرا بأي مؤثر خاريج مثل األفكار اجلديدة واملشاعر‬
‫والس��لوكيات واملحادثات والعادات وهذا ما يعرف باملرونة‬
‫العصبي�ة أو ‪ ..Neuro-Plasticity‬وبالتايل فإن أي سلوك تسلكه‬
‫اآلن ه��و تفاعل بني تأثري جين�اتك وتأثري بيئتك اليت حتدد نوعية‬
‫أفكارك اليت تدخلها عقلك باستمرار ونوعية عالقاتك وطبيعة‬
‫محادثاتك‪.‬‬
‫ولذا فإن الكوتشنج يساعدك أن‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬تفكر أفكارا جديدة (وعي أكرب)‪.‬‬
‫‪ -‬تنظر بشكل مختلف لكل ما حولك‪.‬‬
‫‪ -‬تتحدث مع نفسك بشكل مختلف‪.‬‬
‫‪ -‬تشعر بمشاعر مختلفة (إجيابي�ة وحافزية أعلى)‪.‬‬
‫‪ -‬تلزتم بسلوكيات مختلفة (بن�اء عادات جديدة)‪.‬‬
‫‪ -‬تبين قوة نفسية أكرب يف مواجهة التحديات‪.‬‬
‫‪ -‬تزيد من حافزيتك واتزانك الشعوري‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪42‬‬

‫وكل هذه اآلثار نابعة من تفرد محادثة الكوتشنج يف مساعدتك‬


‫على التفكري من الداخل وبن�اء مس��ارات عصبي�ة جديدة داخل‬
‫عقلك‪ ..‬ألن كل سلوك له مسار عصيب عقلي‪ ..‬وكلما كررت هذا‬
‫السلوك‪ ..‬كلما ازدادت قوة هذا املسار العصيب إىل أن يصبح‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫راسخا فكرا وشعورا وفعال‪ ..‬بل إن كل حديث ذايت مع نفسك‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يبين مسارا عصبي�ا هو اآلخر‪ ..‬فكلما حتدثت مع نفسك بمحتوى‬
‫سليب‪ ..‬ازدادت حدته إىل أن يتحول إىل اعتقاد وطريقة تفكري‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اخلالصة‪ :‬الكوتشنج يبين لك عقال جديدا بمسارات عصبي�ة‬
‫جديدة لتشكل حياتك من جديد بأفكار ومشاعر وبعادات‬
‫ً‬
‫وس��لوكيات جديدة أقوى وأعمق وأكرث إجيابي�ة محققا أعمق جناح‬
‫يمكنك أن تكونه يف كافة جوانب حياتك‪.‬‬
‫إحصاءات كوتشنجية هامة!‬
‫تشغل صناعة الكوتش��نج املركز الثاين يف كونها الصناعة األكرث‬
‫نموا يف العاملبعد صناعة تكنولوجيات املعلومات‪:‬‬‫ً‬

‫‪ArticleNational Post Journal‬‬


‫مما يعكس مدى أثر وعظم ه��ذه األداة عل��ى بن�اء حي��اة الفرد‬
‫ً‬
‫وإعادة اكتشاف ذاته وصوال بها إىل قمة اإلجناز وحتقيق النت�اجئ‬
‫الهائلة‪.‬‬
‫وفقا إلحصائي�ة اإلحتاد العاليم للكوتشنج ‪ ICF‬فإن‪:‬‬
‫‪43‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫‪ .1‬يف عام ‪ ،2012‬العالم يوجد به أكرث من ‪ 15000‬كوتش‪.‬‬


‫‪ .2‬الشركات اليت تقدم الكوتشنج ملوظفيها باستمرار حتصل‬
‫على عوائد ونت�اجئ اجيابي�ة تقدر بـ ‪.300%‬‬
‫‪ .3‬الكوتشنج يعود بس��ت أضعاف االس��تثمار األويل حبيث‬
‫حيس��ن العالقات بنس��بة ‪ 77%‬ويزيد م��ن فاعلية فري��ق العمل‬
‫بنس��بة ‪ 67%‬ويرفع مس��توى الرضا الوظيفي بنسبة ‪ 61%‬ويزيد‬
‫من جودة األداء بنسبة ‪.48%‬‬
‫‪Manchester Consulting Group study‬‬
‫‪of Fortune 500 Companies‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪44‬‬

‫أما بعد‪..‬‬
‫إنها فرص نادرة تلك اليت تأيت لإلنسان ليجلس وخيتلي بنفسه‬
‫ليعيد ترتيب بيت�ه الداخلي وإعادة صياغة حياته لإلجابة عن أهم‬
‫ً‬
‫أسئلة حيتاج أن جييبها‪ ..‬ربما تكون مشغوال بعملك هذه األيام‪..‬‬
‫ربم��ا تكون يف عمق طاحونة احلياة العنيفة تعاين من ضغوطات‬
‫من عدة جوانب‪ ..‬ربما تكون يف قمة إثارتك بتحقيق هدف مهم‬
‫لك وتسعى بقوة خلوض غمار جبلك اجلديد‪ ..‬ربما تكون يف‬
‫ً‬
‫وضع انتظار وترقب لتحقق أمني�ة تأخرت كثرياولطالما حلمت‬
‫بها‪ ..‬مهما كنت تفعل اآلن يف حياتك‪ ..‬ومهما كانت ضغوطاتك‬
‫ً‬
‫ومش��غولياتك‪ ..‬فقط اجلس مع نفس��ك قليال‪ ..‬أعل��م أنه أمر‬
‫صعب أن تتوقف وأن تهدأ سرعة الدوران‪ ..‬ولذلك كتبت لك‬
‫هذا الكتاب‪ ..‬ليكون صديق هذه اجللسة وأنيس هذه اخللوة‬
‫مع ذاتك‪ ..‬ليكون رفيق رحلتك‪ ..‬ومحفز تفكريك‪ ..‬يسليك‬
‫ويدعمك‪.‬‬
‫صدقين‪ ..‬مهما كان ما تفعله ذو أهمي��ة‪ ..‬فهو لي��س أهم من‬
‫إجابة ما سيأتيك يف هذا الكتاب! إنه فرصة تأيت مرات محدودة‬
‫يف ه��ذه احلياة‪ ..‬هذا الكتاب بمثابة مطب صناعي صممته لك‬
‫ً‬
‫بعناية حىت تهدئ من س��رعتك احلياتي���ة قليال‪ ..‬ال ألعطلك‪..‬‬
‫ً‬
‫ولكن لتحلق بعدها بعيدا إىل أقىص وأروع حياة كتبت لك‪.‬‬
45
46
‫‪47‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫األساس الثاني‬

‫معادلة ثاني‬
‫أكسيد النجاح‬
‫“الكوتشنج هو أكسجين النجاح”‪.‬‬
‫أحمد مجدي‬

‫لو قمت بدمج كل كتب ومحاضرات وعقول خرباء التطوير الذايت‬


‫يف العالم لوجدت أنها ستوصلك يف النهاية إىل نفس اخلالصة‪..‬‬
‫ً‬
‫إنها نفس الوصفة الواحدة دائما ولكن بأقالم ونكهات وأوصاف‬
‫ومناظ�ير مختلف��ة‪ ..‬إنه��ا معادلة أزلية مل��ن أراد أن حيق��ق النجاح‬
‫املله��م واإلجناز الفائ��ق يف حياته‪ ..‬فقط أوج��د العناصر مجتمعة‬
‫وسيتحقق النجاح‪ ..‬درست الكيماء بعمق لسنوات عندما كنت‬
‫أدرس الصيدلة‪ ..‬وأهم ما تعلمته أن ناجت أي تفاعل كيميايئ هو‬
‫ً‬
‫محصلة نوع وكم العناصر املتفاعلة‪ ..‬وبالتايل ف��إن الناجت دائما‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪48‬‬

‫ً‬
‫معروف مسبقا بمجرد حتديد العناصر‪ ..‬كذلك النجاح‪ ..‬فإنه‬
‫ً‬
‫متوقع تماما مثل الناجت الكيميايئ‪ ..‬فقط كل ما عليك هو أن توجد‬
‫ً‬
‫العناصر!‪ ..‬لم يكن النجاح كيمياء يوما‪ ..‬ولكنين قررت أن أجعله‬
‫ً‬
‫كيمياء ربما يصبح أكرث وضوحا‪ ..‬املعادلة هي‪:‬‬
‫‪V + 3W k Sx‬‬
‫‪) +‬سبب(‪) + Why‬رؤية( ‪Vision‬‬
‫)نجاح(‪) k Success‬فعل(‪) + Will‬مسار(‪Way‬‬
‫‪49‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫عنصر (الرؤية) ‪Vision‬‬


‫ماذا تريد؟ أين تريد أن تصل؟ ما وجهتك؟ إنها تلك األس��ئلة‬
‫ً‬
‫اليت ال جيد الكثري لها إجابة‪ ..‬إما ألنهم لم خيططوا جيدا‪ ..‬أو ألنهم‬
‫لم يتعمقوا بداخلهم بما يكفي! إن اكتشاف رؤيتك هو سعي‬
‫داخل��ي بامتي�از‪ ..‬وأقصد هنا بالرؤية أهدافك اليت تريد حتقيقها‬
‫ً‬
‫يف أي جانب من جوانب حياتك وتش��مل أيضا الرؤية الش��املة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حلياتك‪ ..‬فمعادلة النجاح تطبق ش��موليا أو فرعيا على مستوى‬
‫حياتك بالكامل‪.‬‬
‫عنصر (السبب) ‪Why‬‬
‫لماذا تعيش يف هذه احلياة؟ ما رسالتك؟ ما السبب الذي خلقت‬
‫من أجله؟ ماذا سيخسر العالم برحيلك؟ لماذا تريد ما تريده؟ ما‬
‫دوافعك؟ ما الذي حيركك للعمل على رؤيتك؟ ما الذي يدفعك‬
‫لالستيقاظ من النوم لتعيش أحالمك؟‬
‫إنها أعمق أس��ئلة احلياة!‪ ..‬إنها أس��ئلة من ش��دة عمقها خناف‬
‫ً‬
‫أن خنوضها فنغرق يف إجاباتها! إنها األس��ئلة اليت نادرا ما نس��ألها‬
‫ألنفس��نا رغم أنها هي تلك اليت ينبغي أن تكون أكرث ما نس��أله‬
‫ألنفسنا!إنها الرغبة املشتعلة يا صديقي! هي ما يشعرك بضياع‬
‫النوم من عينيك ورغبة عارمة يف مواصلة العمل رغم صعوبت�ه ال‬
‫ألنك مجرب ولكن باختصار ألنك "تريد" ذلك‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪50‬‬

‫وقتما يكتمل اإلحتاد بينك وبني دوافعك العميقة كلما صار‬


‫ً‬
‫النجاح مسألة وقت ال أكرث‪ ..‬إنه السبب رقم واحد وفقا جلامعة‬
‫هارفاد األمريكية لتحقيق األهداف ووصول العظماء إىل مرادهم‬
‫ما يس��مونه ‪ GRIT‬أي التعلق بأسبابك اليت تدفعك للعمل وعدم‬
‫نس��يانها وعدم التن�ازل عنها مهما اش��تدت مصاعب الطريق‪..‬‬
‫يقول املتحدث التحفزيي إيريك توماس‪" :‬عندما تصبح حاجتك‬
‫للنج��اح مث��ل حاجتك للتنفس حلظ��ة الغ��رق‪ ..‬حينه��ا فقط‪..‬‬
‫ستنجح!" هل ترغب بشدة يف حتقيق رؤيتك؟ كم مقدار تعاستك‬
‫إذا ل��م حتقق ما تريد؟ هل من العادي واملقبول لديك أال حتقق ما‬
‫تريد؟ هل حتقيق رؤيتك مجرد ترف ومحاولة؟ إىل أي مدى تعد‬
‫رؤيتك مهمة لك أن حتققها لدرجة أنك ستضيح بنومك ووقتك‬
‫ومجهودك من أجلها؟‬
‫سيكون قدر سعيك جتاه رؤيتك على قدر اشتعال أسبابك‪..‬‬
‫إن أغلب النصاحئ يف عاملنا اليوم هي نصاحئ "الكيف؟"‪ ..‬كيف‬
‫ً‬
‫تنجح؟ كيف ختطط؟ كيف تكون اجتماعيا؟ كيف تزيد مبيعات‬
‫شركتك؟ كيف تزيد ثقتك يف نفسك؟‪. ..‬ولكن تن�در تلك‬
‫النصاحئ اليت تتحدث معك عن "اللماذا؟"‬
‫‪51‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫عنصر (المسار) ‪Way‬‬


‫كيف ستصل؟ ما الطريق الذي ستسلكه للوصول لرؤيتك؟‬
‫ما اخلطوات اليت ستأخدها؟ ما خطتك؟ تعمدت هنا أن أسميه‬
‫هذا العنصر باملسار وليس باخلطة ألن ثمة تفاصيل كثرية ختص‬
‫عملية اإلعداد والتخطيط للرؤية واالس��تعداد النفيس والذهين‬
‫خل��وض الرحل��ة يف ه��ذه املرحل��ة‪ ..‬إنها مرحل��ة تهيئ�ة الظروف‬
‫املناس��بة للنج��اح والبيئ���ة الداعمة للنمو‪ ..‬سنس�بر أغ��وار هذه‬
‫ً‬
‫املرحلة الهامة الحقا‪ ..‬ولكن من اجلدير باإلش��ارة‪ ..‬أنه لكثري‬
‫من الناس يكون املسار واضحا ولكنهم ال يسريون فيه‪ ..‬مثل‬
‫ً‬
‫ذلك الشخص الذي يعرف جيدا مسار إنقاص الوزن بالرياضة‬
‫واألكل الصيح ومع ذلك ال يفعل‪ ..‬أو الشخص الذي يعرف كيف‬
‫يعيش حياة عائلية سعيدة بتخصيص وقت ثابت ألسرته ولكن‬
‫ال يفعل‪ ..‬والسبب أن عنصر (السبب ‪ )Why‬غائب من املعادلة‪..‬‬
‫ولذا قيل يف احلكمة قديما‪:‬‬
‫‪!!When the WHY is clear, the HOW is easy‬‬
‫وهذا يفسر كيف أن الكثري من رواد األعمال املليونريات بدأوا من‬
‫الصفر بدون أي أدوات تساعدهم على النجاح (عالقات=صفر‬
‫ـ تمويل=صفر – موارد=صفر) ومع ذلك وصلوا ألوج أمجادهم‪.‬‬
‫والسبب هو السبب ‪.Why‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪52‬‬

‫عنصر (الفعل) ‪Will‬‬


‫م�تى س��تب�دأ العم��ل؟ م��اذا فعل��ت؟ م��ن ‪ 0-10‬ما مدى قربك‬
‫اآلن م��ن رؤيتك بعد اخلطوات ال�تي خضتها؟ إنه��ا خطوة حزم‬
‫احلقائ��ب والتحرك الفعل��ي‪ ..‬هنا تب���دأ الرحل��ة وتنته��ي‪ ..‬إنه‬
‫ً‬
‫العنصر األصعب على اإلطالق واألكرث حتديا ألنه يشمل املجهود‬
‫األك�بر والوقت األطول‪ ..‬يتضح لك أن جمي��ع العناصر تتفاعل‬
‫مع بعضها باستمرار وبدين�اميكية عجيب�ة‪ ..‬فبعد أن تب�دأ بتفعيل‬
‫عنصر الفعل ‪ Will‬وتكتشف أن ثمة يشء ينبغي تغيريه يف عنصر‬
‫رسم املسار ‪ Way‬فإنك تعدل يف تكوين�ه حىت يالئم التحديات‬
‫اليت واجهتها‪ ..‬ولذا س��يبقى ‪ Way‬و ‪ Will‬يف تغ�ير وتفاعل وتعديل‬
‫مستمرعلى مس��ار الرحلة‪ ..‬ولذا يقول دويت أيزنهاور‪" :‬اخلطة‬
‫هي ال يشء‪ ..‬ولكن التخطيط هو كل يشء"‪ ..‬فليست العربة‬
‫ب��أن تكتب ورقة فيها خطة ثم تضعها يف أدراج مكتبك‪ ..‬ولكن‬
‫التخطيط عملية مس��تمرة باستمرار األفعال والتفاعل مع فرص‬
‫وحتديات الطري��ق‪ ..‬ول��ذا ف��إن النت�اجئ ال�تي س��تحصل عليها يف‬
‫النهاية ستشمل ثالثة أنواع‪:‬‬
‫‪ .1‬نت�اجئ مخططة (ما كتبت�ه أوال يف اخلطة األساسية)‬
‫‪ .2‬نت�اجئ معدلة (ما نتج عن تعديل يف اخلطة األساسية)‬
‫‪ .3‬نت���اجئ غري متوقعة (ما نتج عن تفاعلك مع فرص وحتديات‬
‫ومفاجآت الطريق‪ ..‬وتشمل النت�اجئ اإلجيابي�ة والسلبي�ة على حد‬
‫سواء)‬
‫‪53‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫ماذا إذن؟‬
‫رغ��م وض��وح العناص��ر‪ ..‬يبق��ى الس��ؤال‪ ..‬لم��اذا لي��س ك��ل‬
‫الن��اس ناجح�ين؟ لماذا أهل القمة قلة؟ لماذا كثري م��ن الناس‬
‫الذي��ن تعرفه��م س��لبيون‪ ..‬محبط��ون‪ ..‬قلق��ون‪ ..‬مهموم��ون‪..‬‬
‫مستسلمون‪ ..‬عاديون‪ ..‬متوسطو األداء؟؟ لماذا ليس كل من‬
‫تعرف منجز‪ ..‬مله��م‪ ..‬ذو رؤية‪ ..‬ذو عزيمة وإرادة‪ ..‬ذو جناحات‬
‫متت�الية يف كافة جوانب حياته؟‬
‫اإلجابة‪ :‬غياب كل أو بعض عناصراملعادلة‪ ..‬ربما ال تمتلك رؤية‬
‫واضح��ة لم��ا تريد يف فرتة ما يف حياتك وبالتايل س��تتخبط وتتي�ه‬
‫ً‬
‫كث�يرا ولن تصل إىل يشء‪" ..‬إذا كنت ال تعرف إىل أنت ذاهب‪ ،‬كل‬
‫الطرق تفي بالغرض"‪.‬‬
‫أو ربم��ا لي��س لديك س��بب عميق ق��وي للعم��ل على م��ا تريد‬
‫ألسباب كثرية فتتكاسل وتتقاعس عن أداء الكثري وجتد نفسك‬
‫ً‬
‫تستس��لم عن��د أول ع�ثرة يف الطري��ق‪ ..‬أو ربم��ا ال تمل��ك طريقا‬
‫ً‬
‫واضحا وخطة محكمة وأجبديات إعداد املسار‪ ..‬أو ربما ال تتحرك‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وتب�ذل جهداإطالقا لتحقيق ما تريد‪ ..‬أو ربما جهدك ليس كافيا‬
‫لتصل‪ ..‬وربما يكون غياب كل العناص��ر‪ ..‬ويف جميع األحوال لن‬
‫تكتمل املعادلة ولن حتصل على الناجت املرجو‪( :‬النج��اح)!أو إذا‬
‫حصلت على يشء‪ ..‬فستحصل على رواسب بسيطة من مركب‬
‫‪ Sx‬النج��اح بكم أقل بكثري مما كنت تتوقع وعلى فرتات متقطعة‬
‫غري منتظمة‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪54‬‬

‫ً‬
‫أجري اس��تقصاء دوريا يف محاضرايت بسؤال احلاضرين‪ :‬ما هي‬
‫ً‬
‫أس��باب عدم حتقيق الناس للنج��اح؟ وأحصل دائم��ا على نفس‬
‫اإلجابات بصيغ وتعبريات مختلفة‪:‬‬
‫ضعف الهمة ‪ -‬قلة اإللزتام ‪ -‬اإلحباط واليأس ‪ -‬ضعف الثقة‬
‫بالنف��س – غياب الرؤية ‪ -‬البيئ�ة الس��لبي�ة ‪ -‬نق��ص اإلبداع ‪-‬‬
‫العالقات السلبي�ة ‪ -‬قلة المال ‪ -‬قلة املصادر ‪ -‬قلة اخلربة ‪ -‬قلة‬
‫املعلومات ـ ضعف الكفاءة‬
‫وعندما قمت برتتيب هذه األسباب على عناصر املعادلة وجدت‬
‫أنه ال خيرج سبب منهم عن نطاق عنصر من العناصر األربعة‪:‬‬
‫• عنصر سبب ‪:Why‬‬
‫ضعف الهمة ‪ -‬قلة اإللزتام ‪ -‬اإلحباط واليأس ‪ -‬ضعف الثقة‬
‫بالنفس‬
‫• عنصر رؤية ‪:Vision‬‬
‫غياب الرؤي��ة ‪ -‬عدم وض��وح الرؤية ‪ -‬تش��وش األولويات ‪-‬‬
‫ضعف الرتكزي على األهداف‬
‫• عنصر مسار ‪:Way‬‬
‫البيئ�ة السلبي�ة ‪ -‬نقص اإلبداع ‪ -‬العالقات السلبي�ة‬
‫‪55‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫• عنصر فعل ‪:Will‬‬


‫قلة المال ‪ -‬قلة املصادر ‪ -‬قلة اخلربات ‪ -‬قلة املعرفة ‪ -‬التفكري‬
‫السليب ‪ -‬العادات السلبي�ة‬
‫ً‬
‫ال تقلق‪ ..‬فكل هذه املعيقات الش��نيعة س��تحل فوريا بمجرد‬
‫تبحرك يف دراسة كل عنصر على مدار الكتاب‪ ..‬ولكن يبقى‪...‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪56‬‬

‫سؤال‪ :‬كيف أوجد العناصر الغائبة؟‬


‫ً‬
‫حيك��ى أنه يف وقت متأخر من الليل كان هناك رجل يس�ير عائدا‬
‫ً‬
‫اىل مزنله فمر بعجوز وجده جاثي�ا على يديه وركبتي�ه حتت ضوء‬
‫الشارع‪ ،‬وبدا على ما يب�دو أنه يبحث عن يشء واقع على األرض‪..‬‬
‫"ما الذي تبحث عنه؟" س��أل الرجل وهو يقرتب‪" ..‬إنين أحبث‬
‫ع��ن مفت��اح بييت" أجاب العجوز وه��و ال يزال جالس��ا على يديه‬
‫وركبتي�ه‪" ..‬اس��مح يل أن أساعدك‪ "،‬رد الرجل‪ ،‬وسرعان ما نزل‬
‫ً‬
‫ليجلس جبانب�ه العجوز حبثا يف تراب األرض‪ ..‬حتت ضوء الشارع‪..‬‬
‫بعد بض��ع دقائق من البحث الغري مجدي‪ ،‬س��أل الرجل العجوز‪:‬‬
‫"أين بالضبط سقط املفتاح اخلاص بك؟" أش��ار العجوز بي�ده‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إىل اخللف قائال "هناك يف بييت"‪ ..‬فتعجب الرجل متسائال "إذن‬
‫لم��اذا تبحث عنه هنا رغم أنه وقع يف بيتك؟ "رد العجوز‪" ..‬ألن‬
‫هنا يوجد املزيد من الضوء أكرث من هناك يف بييت"‪.‬‬
‫قبل أن تب�دأ يف رحلة البحث عن العناصر الغائب�ة‪ ..‬عليك أن حتدد‬
‫ً‬
‫أوال مكان البحث‪ ..‬أين يمكن أن جتد رؤيتك احلياتي�ة الش��املة‬
‫اليت خلقت لتحققها؟ أين يمكن أن جتد أهدافك املرحلية لكل‬
‫جوانب حياتك؟ أين يمكن أن جتد دوافعك ومحركاتك اخلاصة‬
‫(شغفك وقيمك)؟ أين يمكن أن جتد خطتك ومسارك للوصول؟‬
‫من هو املسؤول عن التنفيذ والتحرك والعمل؟‬
‫ً‬
‫يوج��د إجابة واحدة فقط‪ ..‬أنت تعرفها جيدا أك�ثر مين‪ ..‬نعم‬
‫إنه أنت‪ ..‬أنت من حتمل بداخلك كل العناص��ر الغائب�ة‪ ..‬وليس‬
‫‪57‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫معىن أنها غائب�ة أنها ليست موجودة‪ ..‬ولكن يب�دو أنك لم تبحث‬
‫بع��د بما فيه الكفاية!إنه��ا رحلة البح��ث يف أعماق ذاتك حىت‬
‫تعرف رؤيتك ودوافعك ومن ثم ختطط وتتحرك وتقيم وتعدل‬
‫إىل أن تصل‪ ..‬ال يوجد مكان آخر يمكنه أن يعطيك إجابات عن‬
‫عناصرك الداخلية إال أنت‪ ..‬يف مكنونك أنت فقط‪ ..‬سيمنحك‬
‫اخلرباء أدوات‪/‬طرق‪/‬أساليب‪/‬اس�تراتيجيات ولك��ن التنفيذ‬
‫والتطبيق واالستفادة والسعي سيكون عليك أنت يا صديقي‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪58‬‬

‫سؤال‪ :‬كيف أستخرج العناصر الغائبة من ذاتي؟‬


‫لكي تغوص يف أعماقك وتس��تخرج عناصرك‪ ..‬إما أن تس��عى‬
‫ً‬
‫وتتحرك وتب���دأ ه��ذه الرحل��ة الطويلة وحيدا فتجرب وتس��أل‬
‫وحت��اول وختترب وتفش��ل وجترب من جدي��د إىل أن تدرك عناصر‬
‫معادلتك اخلاصة‪ ..‬وبطبيعة احلال فه��ذا حال أغلب الناس‪..‬‬
‫جيرب��ون حىت يعرف��وا‪ ..‬فه��و طريق طويل بال ش��ك! أو أن تتخذ‬
‫الطري��ق األقصر واألس��رع واألجنع وهو الطريق الذي س��أخوضه‬
‫معك يف هذا الكتاب الذي بني يديك‪ ..‬طريق الكوتش��نج‪ ..‬فقط‬
‫كل ما عليك هو أن تضيف هذااألكس��جني (الكوتشنج) لتحيي‬
‫هذه العناصر الدفين�ة بداخلك وتمنحها احلياة من جديد لتتفاعل‬
‫وتتمازج لتحصل على جناح من نوع خاص‪ ..‬جناح مستدام األثر‪..‬‬
‫منتظم النت�اجئ‪ ..‬متسارع الطفرات والقفزات (جناح مؤكسد‬
‫بالكوتشنج)‪ ..‬لتصبح املعادلة‪:‬‬
‫‪V+3W+O2 = SxO2‬‬
‫)طريق( ‪) + Way‬دافع( ‪) + Why‬رؤية( ‪Vision‬‬
‫)كوتشنج( ‪) + O2‬فعل( ‪+Will‬‬
‫)ثاني أكسيد النجاح( ‪= SxO2‬‬
‫‪59‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫ً‬
‫الشاهد أن الكوتش��نج هو األداةاألقوى منهجية واألعمق تأثريا‬
‫ً‬
‫واألكرث ختصيصا لك اليت تضمن تسريع نت�اجئك واكتشاف‬
‫عناصر املعادلة املتبقية‪ ..‬إن النجاح من نوع ‪ SO2‬هو جناح مستدام‬
‫يزداد ويستمر ويتفجر باستمرار ألنه نابع من ذاتك ومكنونك‪..‬‬
‫جناح أصيل متصل بقيمك ورس��التك اليت خلقت يف روحك‪..‬‬
‫إن��ه جناح عظي��م ألنه دائ��م التقييم لذاته والبحث ع��ن التجديد‬
‫ً‬
‫واملس��تويات األعلى واألعظم‪ ..‬الكوتش��نج هو حقا األكسجني‬
‫اليت سيمنح احلياة املستمرة لكل عناصر املعادلة بل ويوجدها يف‬
‫حال غيابها‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪60‬‬

‫أهمية وجود أكسجين الكوتشنج في المعادلة‬


‫ً‬
‫‪ .1‬اكتش��اف وتوضيح العناصر األخرى يف حال غيابها جميعا أو‬
‫غياب بعضها‪.‬‬
‫‪ .2‬تثبيت وزيادة وتقوية مستويات العناصر األخرى باستمرار‪..‬‬
‫فهو أكسجني يمنح احلياة‬
‫‪ .3‬يدعم االستمرار واالنتظام ويزيده‪ ..‬ليصبح النجاح شعارك‬
‫وعنوانك وقدرك!‬
‫‪V+3W+O2 k SO2‬‬
‫الكوتش��نج هو أكس��جني الوضوح والتحدي��د والتخطيط‬
‫واالكتش��اف لكافة عناصر املعادلة األربعة‪ ..‬بدون الكوشتنج‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫س��تقيض وقتا طويال‪ ..‬حىت تكتشف كل هذه العناصر مجتمعة‬
‫بوضوح وحتديد‪.‬‬
61
62
‫‪63‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫األساس الثالث‬

‫الكوتشنج واكتشاف‬
‫عناصر المعادلة‬
‫“الحياة هي رحلة غير متناهية من اكتشاف الذات”‪.‬‬
‫جميس جاردنر‬
‫"اكتشاف الذات ليس ترفا‪ ،‬ولكنه سبب وجودك"‬
‫أحمد مجدي‬

‫منتشر ذلك املصطلح بقوة يف أروقة صناعة التطوير الشخيص‬


‫يف العالم‪".‬اكتش��اف الذات"‪ ..‬وما رأيت�ه أن الن��اس تتعامل‬
‫معه كأنه نوع من الربامج التدريبي�ة العميقة اليت ستساعدك‬
‫أن تتعرف على نفسك وتكتش��فها فزيداد وعيك الذايت‪ ..‬ولذا‬
‫ً‬
‫وفق��ا لهذه النظرة فإنه يس��تميل اجلمهور مح�بي التعمق الرويح‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪64‬‬

‫ً‬
‫والبحث الذايت وال يس��تهوي أنواعا أخرى‪ ..‬وكأن��ه فقط مجرد‬
‫ً‬
‫مج��ال تدرييب له هواته ومحبي�ه! ولكن عندما ننظر بتعمق قليال‬
‫ونتمعن مكنون ذلك‪ ..‬سنجد أن اكتشاف الذات جوهر محوري‬
‫ورسالة كل إنسان‪ ..‬فقط عندما تعرف نفسك‪ ..‬ستعرف سر‬
‫احلياة ومرادها‪.‬‬
‫‪65‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫عنق زجاجتك!‬
‫غرس آباؤن��ا بنوايا خالصة يف جيلنا مفه��وم "عنق الزجاجة"‪...‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫"فق��ط اجن��ح يف الثانوية العام��ة وحقق مجموعا عاليا وس�ترتاح‬
‫ط��ول حياتك‪ ..‬إن��ه عن��ق الزجاج��ة!"‪ ..‬ف��إذا جنحت وحققت‬
‫املجموع املطلوب‪ ..‬تصلك زجاجة جديدة‪" ..‬فقط اجنح يف كليتك‬
‫بتقدير عال ح�تى جتد وظيفة الئقة براتب عال بعد التخرج‪ ..‬إنه‬
‫عنق الزجاجة!"‪ ..‬فإذا ما خترجت واجهك عن��ق أخري‪ ..‬عنق أول‬
‫سنة يف وظيفتك اجلديدة‪ ..‬ركز واجنح واثبت نفسك حىت ترتىق‬
‫ويزيد راتبك بعدها ستس��تقر‪ ..‬وهكذا تستمر حياتك يف خوض‬
‫أعناق زجاجات كثرية‪ ..‬حىت تصل إىل نهاية حياتك‪ ..‬وجتد روحك‬
‫أوشكت على الرحيل مارة بعنقك أنت‪ ..‬لتدرك حينها أن العنق‬
‫احلقيقي الذي كنت حتتاج أن ختوضه هو عنقك أنت! ذاتك‪..‬‬
‫رسالتك‪ ..‬قيمك‪ ..‬شغفك‪ ..‬سبب وجودك على هذه األرض‪..‬‬
‫ماهية ورس��الة إسهامك يف هذه الرحلة ش��ديدة القصر املسماة‬
‫باحلياة‪.‬‬
‫الكثري يبحث عن النجاح يف الشهادات‪ ..‬واملسميات واأللقاب‬
‫ً‬
‫وأرباح الشركات‪ ..‬ولكن هل أنت متأكد ان هذا ما تريده حقا؟‬
‫هل هذا هو النجاح الذي تريده من داخلك أم ألن من حولك قال‬
‫لك هكذا يعرف النجاح‪ ..‬؟! فلم يعد السؤال اآلن‪ ..‬هل أنت‬
‫ناجح أم فاشل؟‪ ..‬ولكن السؤال حقا هو‪..‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪66‬‬

‫هل نجاحك حقيقي أم مزيف؟‬


‫كان هناك محارب على درجة عالية من إتقان جميع أشكال‬
‫احلرب ‪ -‬باستثن�اء الرماية‪ ..‬بعد أن تعب من حياته املهني�ة‪ ..‬قرر‬
‫أن يتقاعد ويقيض بقية أيامه يف دراسة فن الرماية‪ ..‬اكتشف‬
‫أحد األديرة حيث تدرس املهارة كأحسن ما يكون‪ ،‬ولذا التحق بها‬
‫ودرس هناك ملدة ‪ 10‬سنوات‪.‬‬
‫ذات م��رة جاء رئيس الدير وقال له‪" :‬يا بين‪ ،‬لقد علمتك كل‬
‫ما يمكن معرفته ع��ن الرماية‪ ..‬لقد حان الوقت بالنس��بة لك‬
‫لترتكنا"‪ ،‬ترك املحارب الدير وجت��ول لبعض الوقت وحده حىت‬
‫وص��ل إىل قريت���ه القديم��ة‪ ..‬وهنا أصابت�ه دهش��ة ش��ديدة لدى‬
‫دخوله القرية!‪ ..‬حيث الحظ عني الثور مرسومة على شجرة مع‬
‫س��هم خيرتقها يف املنتصف بمنتهى الدقة‪" ..‬من أصاب السهم‬
‫ً‬
‫جيب أن يكونراميا على أعلى درجات اإلحرتاف‪ ..‬إنه��ا الرمية‬
‫املثلى اليت ال يصيبها إال عظماء التاريخ يف الرماية" قال املحارب‬
‫لنفسه‪.‬‬
‫ً‬
‫وما أن مىش قليال حىت رأى عني ثور آخر وآخر وآخر ‪ -‬وجميعهم‬
‫كانت السهام يف قلب الهدف بنفس الدقة العجيب�ة! قرر املحارب‬
‫أنه جيب ان يتعرف على صاحب هذا القوس الذهيب فمن املؤكد‬
‫أنهيعرف الكثري الذي يمكن ان يتعلم منه‪ ..‬فرغم دراس��ة العشر‬
‫سنوات الطويلة‪ ..‬لم يصل هو اىل هذا اإلتقان الشديد! استفسر‬
‫من شيوخ البلدة‪ ،‬وقال‪" :‬رجاء اس��تدعوا هذا القناص‪ ،‬وأطلبوا‬
‫‪67‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫منه أن يقابلين اليوم‪ ،‬يف تمام الظهرية‪ ..‬س��أكون يف انتظاره بالنهر‬


‫على حافة القرية"‪.‬‬
‫ً‬
‫ويف الوقت املحدد‪ ..‬وقف املحارب منتظراعند النهر‪. ..‬ولكن لم‬
‫يكن هناك أحد هناك ‪ -‬إال طفلة صغ�يرة تلعب على الضفة‪..‬‬
‫الحظ��ت علي��ه عالمات املللفجاءت إلي��ه وقالت "ه��ل تنتظر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ش��خصا ما‪ ،‬يا س��يدي؟"‪ ،‬رد املحارب‪" :‬نعم انتظر شخصا ما‪..‬‬
‫اذهيب وأكملي لعبك يا صغرييت" ولكن الطفلة استطردت قائلة‪:‬‬
‫"أعتقد أنين قد أكون قادرة على مساعدتك‪ ،‬أنت قلت أنك يف‬
‫انتظار ش��خص ما‪ ،‬وأن��ا أيضا قي��ل يل أن ألتقي أحده��م هنا بعد‬
‫ً‬
‫ظهر هذا اليوم" بدأ اإلرتي�اب يعلو وجه املحارب فقال‪ :‬أنا فعال‬
‫جئت هنا أللتقي أعظم الرماة يف التاريخ‪ ..‬جئت ألسئله كيف‬
‫يسدد بسهمه كل هذه اإلصابات املثالية اليت أراها يف جميع أحناء‬
‫القرية؟"‪ ..‬قالت الطفلة‪" :‬أنا الش��خص الذي تبحث عنه‪ ..‬أنا‬
‫من جعل كل تلك الطلقات"‪ ..‬ش��عر الرجل بالشك والريب�ة أكرث‬
‫من أي وقت مىض‪،‬احنىن الرجل ليقرتب منها ونظر يف عينهاوبدا‬
‫يف وجهها أنهاكانت تقول احلقيقة"‪ ،‬قال‪" :‬ق��ويل يل بالضبط‬
‫كيفتصوبني يف كل مرةبهذه الدقة املتن�اهية؟" "هذا من أسهل‬
‫ما يكون"ردت الفت��اة‪ ..‬ثم قالت بثقة‪" :‬كل م��ا أفعله أنين أريم‬
‫الس��هم ليطري يف أي اجتاه‪ ..‬وأينما أصاب السهم‪ ..‬رسمت حول‬
‫رأسه عني الثور!!"‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪68‬‬

‫تنظر إىل ذلك الشخص لتجده يعكس صورة النجاح باملمتلكات‬


‫الفخم��ة والدخل املرتفع فيب�دو لك أن��ه ذو تاريخ وإجناز ضخم‪..‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ولكن عندما تقرتب قليال من الصورة‪ ..‬فربما جتد تدهورا صحيا‪..‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أو انهي��ارا يف العالقات العائلية‪ ..‬أو س��وءا للس��معة املهني�ة‪ ..‬أو‬
‫ً‬
‫ضعفا يف أخالقيات التعامل‪ ..‬أو صور زائفة غري حقيقية تساعده‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أن "يب�دو" ناجحا ولكنه ليس "حقا" ناجحا!‬
‫والس��بب يف ذلك أنه اخت��ار النجاح اخل��اريج الس��طيح الذي‬
‫ص��وره املجتمع أنه النجاح‪ ..‬أن تكون صورته املجتمعية كما‬
‫ي��رام‪ ..‬ولي��س النج��اح العميق األصي��ل النابع من رحل��ة طويلة‬
‫من اكتشاف لرس��الته وإصدار جناحه الفريد املتواجد بداخله‪..‬‬
‫عناصر معادلته‪.‬‬
‫‪69‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫‪ 8‬أسباب تدعوك إلى البدء فوراً في رحلة اكتشاف‬


‫الذات؟‬
‫‪ .1‬لتحقق رسالتك وغايتك اليت خلقت من أجلها‪.‬‬
‫‪ .2‬لتحقيق ذاتك واإلرتقاء بها ألفضل إنسان يمكن أن تكونه‪.‬‬
‫(أن تكون كل ما يمكن أن تكون)‬
‫‪ .3‬أن حتقق النجاح األصيل احلقيقي وليس الفارغ املزيف‪.‬‬
‫‪ .4‬لتعمل فيما حتب وتعشق‪.‬‬
‫‪ .5‬لتعيش حياة س��عيدة نابعة من اتساق سلوكك مع مكنون‬
‫ذاتك‪.‬‬
‫‪ .6‬لتعيش حياة اجتماعية غني�ة باحلب والتواصل والعطاء‪.‬‬
‫‪ .7‬لتخدم العالم بمواهبك وقدراتك‪.‬‬
‫‪ .8‬لكي ال ترتك العالم وال تزال موسيقاك بداخلك‪.‬‬
‫يقول س��تيف جوبز مؤسس ش��ركة آبل الراحل‪" :‬حنن هنا لكي‬
‫نضع بصمتن�ا يف هذا الكون‪ ،‬وإال ما فائدة مجيئن�ا إليه؟!!"‬
‫أسس اكتشاف عناصر املعادلة (اكتشاف عناصر الذات)‬
‫قبل أن تب�دأ الرحلة‪. .. ..‬عليك أن تدرك أن اكتش��اف عناصر‬
‫معادلتك الفريدة لها أس��س أسميها أسس اكتشاف الذات‬
‫األربعة‪:‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪70‬‬

‫‪ .1‬اكتشاف الذات رحلة وليس حدث‪.‬‬


‫‪ .2‬اكتشاف الذات ممتد بطول حياة اإلنسان‪ ..‬فكلما عرف أكرث‬
‫عن نفسه كلما أدرك أنه ما زال جيهل الكثري من أعماقه‪.‬‬
‫(وحتسب أنك جرم صغري** وفيك أنطوى العالم األكرب)‬
‫‪ .3‬يقف كل إنس��ان عند مستوى معني من اكتشافه لذاته يزداد‬
‫بمقدار سعيه للتعرف على نفسه‪.‬‬
‫‪ .4‬ال يمكن لش��خص ‪ A‬أن يقود ش��خص ‪ B‬الكتشاف ذاته‬
‫بمستوى أعلى من مستوى اكتشاف الشخص ‪ A‬لذاته‪.‬‬
‫أعرف أنك مشتاق أن تب�دأ الرحلة يف معمل الكوتشنج العريق‬
‫للغوص يف ذاتك الفريدة‪. ..‬حىت وإن كنت قد خضت الس��باحة‬
‫الداخلية من قبل‪. ..‬فس��تعرف وتدرك أكرث ه��ذه املرة‪. ..‬فأنت‬
‫عمق ال ينتهي وآفاق تتمدد كلما ظننت أنك وصلت إىل منتهاها‪.‬‬
71
72
‫‪73‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫العنصر األول‬

‫السبب‬
‫‪WHY‬‬
‫يف مفاج��أة جلمه��وره ص��رح توين روب�نر خبري التحفزي الش��هري يف‬
‫ً‬
‫محاضرت��ه املعروف��ة يف مؤتم��ر ‪ TED‬العال�مي أن��ه لي��س متحدثا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حتفزييا كما يصفه اجلميع يف وسائل اإلعالم وأنه غري قادر إطالقا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫على منح أحد حتفزيا لينجز ويتخذ قرارا يف حياته!‪..‬‬
‫ولكن��ه باختصار يلقب نفس��ه ‪ The Why Guy‬أي أن تركزيه يكون‬
‫على دوافع الش��خص الخت��اذ اي ق��رار يف حياته‪ ..‬لم��اذا تفعل ما‬
‫تفعل��ه؟ لم��اذا تريد أن تب�دأ مش��روعك؟ لم��اذا تريد أن ختس��ر‬
‫ً‬
‫وزنك؟‪ ..‬لماذا تريد أن تمنح وقتا لعائلتك؟ مدى وضوح إجابة‬
‫س��ؤال "لماذا؟" ستحدد مدى س��رعة استمتاعك بالنت�اجئ اليت‬
‫حتلم بها‪ ..‬ويبقى العائق الذي حيول بني بدء الشخص للسعي يف‬
‫حلمه هو عدم وضوح إجابة الس��ؤال "لماذا" أو غياب اإلرتب�اط‬
‫الشعوري بها‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪74‬‬

‫تتجه أدبي�ات التطوير الشخيص دائما إىل أن اخلطوة ‪ #1‬لتحقق‬


‫أي يشء هي أن تعرف باختصار "ماذا تريد؟"‪ ..‬ولكنين وجدت‬
‫ً‬
‫أن أغلب من ألتقي ال يعرف إجابة واضحة لهذا السؤال‪ ..‬دائما‬
‫ما أجد أن محادثات الكوتش��نج تتج��ه إىل البحث ع��ن اجابة‬
‫أس��ئلةأخرى"من أنا؟"‪" ..‬ما الذي حيركين؟"‪" ..‬لماذا أريد ما‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أريد؟"‪ ..‬وفعال إذا تأملت قليال س��تجد إنك إذا عرفتمن أنت؟‬
‫ستعرف ماذا تريد؟‪ ..‬إجابة من أنت؟ تتمثل يف املكونات األربعة‬
‫لعنص��ر الس��بب ‪ Why‬ال��ذي يب�دأ تفاعل معادلة ثاين أكس��يد‬
‫النجاح‪:‬‬
‫‪ .1‬الويك إند اليويم‪ :‬شغفك هو الشعلة األوليمبي�ة اليت تأذن‬
‫بافتت�اح أوملبي�اد عصرك الذهيب اجلديد‪ ..‬كيف تكتشفه؟ وأين‬
‫جتده؟‬
‫ً‬
‫‪ .2‬الرقص مع أمواج التغيري‪ :‬ترتبط غالبا إرادة التغيري باملواس��م‬
‫اإلجيابي�ة السنوية‪ ..‬كيف جتعل تفعيلها أسلوب حياة؟ وكيف‬
‫تتفاع��ل م��ع التغيريات املفاجئة؟ إن ه��ذه اإلرادة ه��ي أعظم ما‬
‫يشكل إنسانيتك وبها ستصنع معجزاتك‪.‬‬
‫‪ .3‬بوصل��ة القي��م الش��خصية‪ :‬قيمك‪ ..‬ه��ي أنت! إنه��ا أعمق‬
‫ً‬
‫طبقاتك الداخلية‪ ..‬اكتشافها ليس سهال‪ ..‬ولكنها رحلة تستحق‬
‫البحث والتنقيب‪.‬‬
‫‪75‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫‪ .4‬الس��عادة العملية‪ :‬أنت تريد الس��عادة بكل مس��اعيك يف‬


‫احلياة‪ ..‬إنها الدافع األعظم لكل حتركاتك‪ ..‬واخلرب الرائع أنها لم‬
‫تعد ذلك املفهوم الفلسفي الرويح املبهم! السعادة هي مجموعة‬
‫ممارسات يومية‪ ..‬افعلها واستمتع باألثر‪.‬‬
‫هذا ما س��نغوص يف أرجائه خالل الفصول األربعة القادمة‪.‬‬
76
‫‪77‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫الفصل األول‬

‫الشغف‬
‫(الويك إند اليومي)‬
‫“أس���وأ مصائب الحياة ليس���ت الموت‪ ..‬ولكنها ما ندعه‬
‫يموت بداخلنا بينما ال نزال على قيدالحياة”‪.‬‬
‫نورمان كوزينز‬

‫يف لقائ��ه بأحد املحطات اإلذاعية س��ؤال موس��يقي أمريكي‬


‫ً‬
‫كيف تقيض عطلة نهاية األس��بوع؟ فرد عليها‪ :‬عفوا! أنا ال أفهم‬
‫سؤالك‪ ..‬وضحت املذيعة السؤال قائلة‪ :‬عطلة نهاية األسبوع!‬
‫أقص��د اليوم�ين األخيري��ن من األس��بوع حيث يرتاح ويس��تجم‬
‫ً‬
‫الناس‪ ..‬كيف تقيض هذين اليومني؟ تس�تريخ؟ تقيض وقتا مع‬
‫ً‬
‫عائلت��ك؟ رد عليها قائال‪ :‬أنا لي��س لدي عطلة نهاية أس��بوع! أنا‬
‫ً‬ ‫لاً‬
‫أس��تمتع بعملي وال أعتربه عم مرهقا حيت��اج إىل راحة وعطلة‪...‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪78‬‬

‫عملي هو إجازيت وعطليت ومتعيت‪ ..‬إنه أكسجني حيايت!‬


‫هل تشتاق إىل الويك إند األسبوعي وحتزن يف نهايت�ه ألنك مقبل‬
‫عل��ى أول يوم عمل يف األس��بوع؟ إذا كانت اإلجابة نعم‪ ..‬فأنت ال‬
‫ً‬
‫تعيش شغفك يا صديقي!‪ ..‬يف احلقيقة أنت لم تعشتماما بعد!‬
‫وإذا لم تكن تعيشه اآلن فهناك سبب من اثن�ان‪:‬‬
‫‪ .1‬لم تكتشفه بعد! (موضوع هذا الفصل)‬
‫‪ .2‬اكتشفته ولكنك خائف من أن تعيش��ه! (تابع الفصول‬
‫القادمة حلل حتدي اخلوف والرتدد)‬
‫ً‬
‫كــــــان شــــعار النجــــــــاح دائـــما "اعمل بقوة‪. ..‬العب بقوة‬
‫‪ "Work Hard, Play Hard‬أم��ا اآلن فأصب��ح النج��اح احلقيق��ي أن‬
‫يكون‪:‬‬
‫(العمل = اللعب) (‪)Work=Play‬‬
‫ً‬
‫فالس��عيد حقا يف هذه احلياة‪ ..‬من ك��ان رزقه من هوايت�ه‪ ..‬ومن‬
‫كان يعمل ألسباب أعمق وأكرب من مجرد كسب المال‪.‬‬
‫‪79‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫ما هو الشغف؟‬
‫يعرف قاموس مرييام ويبس�تر الشغف على أنه شعور داخلي‬
‫عمي��ق باحلب واالس��تمتاع واملي��ل إىل يشء ما (هواي��ة ـ وظيفة ـ‬
‫مجال ـ علم ـ ممارس��ة) وينتج عن فعل هذا اليشء إشباع داخلي‬
‫وتعبري ذايت‪.‬‬
‫ً‬
‫بينما يقول س��تيف جوبز‪" :‬إن واحدا من أهم األشياء يف احلياة‬
‫هو أن يكون لديك الشجاعة لتتبع حدسك الداخلي‪،‬ألن بداخلك‬
‫ً‬
‫حدسا يعرف بطريقة معين�ةما ستصبح عليه يوما ما‪ ،‬وكل ما‬
‫عدا ذلك هو يشء ثانوي"‪.‬‬
‫ً‬
‫ويق��ول أيض��ا‪” :‬إن الطريقة الوحيدة إلجناز أعم��ال عظيمة هو‬
‫أن حتب ما تعمل‪ ،‬وإذا لم جتد ما حتبه‪ ،‬اس��تمر يف البحث عنه‪،‬وال‬
‫تقنع بغريه"‪.‬‬
‫لم يتحقق إجناز عظيم يف هذا العالم إال كان وراؤه ش��غف من‬
‫محققه‪ ..‬فما أروع أن تعيش حياتك ملؤه��ا اإلثارة والتحفز لكل‬
‫يوم! ولكن عليك أن تدرك ان اكتشاف الشغف هو رحلة طويلة‬
‫متعددة املراحل والطرق‪ ..‬فال تشق على نفسك يا صديقي اذا لم‬
‫جتد ما يشعرك باإلثارة والتحفز يف احلياة كهواية أو وظيفة أو‬
‫مجال معني حىت اآلن‪ ..‬فقط عليك أن تب�دأ وثق يف املس��ار‪ ..‬فهو‬
‫موجود بداخلك‪ ..‬منح لك أنت فقط‪ ..‬ألن بداخله رسالتك اليت‬
‫ً‬
‫خلقت من أجلها‪ ..‬ونظرا لش��دة عمقه البعيد‪ ..‬فلن يستطيع أن‬
‫يكتشفه أحد إال أنت‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪80‬‬

‫ما وراء الشغف‪ :‬قصتي‬


‫بدأت رحليت يف عالم التدريب والتطوير الشخيص كهواية منذ‬
‫ً‬
‫أكرث من سبعة سنوات‪ ..‬ويوما بعد آخر تطورت الرحلة إىل شغف‬
‫ثم قيم ثم رؤية فرس��الة فحياة كاملة! أدركت أن سبب وجودي‬
‫يف هذا العالم هو تعلم وتعليم التطوير والتدريب والكوتش��نج‪..‬‬
‫فهذا ما يمنحين احلياة والتكامل الداخلي وإشباع ذايت يف طريقها‬
‫إىل التحقق التام‪ ..‬وبدأ هنا ينش��أ صراع ش��ديد بني قليب وعقلي!‬
‫ه��ل يعقل أن أترك االس��تقرار الوظيف��ي واألمان الم��ادي ألقفز‬
‫يف عالم مجهول! لم أكن أعلم ماذا سيحمل املس��تقبل جتاه هذا‬
‫الشغف‪ ..‬ولكن كل ما كنت أعرفه أن ثمة صوت عني�د حلوح‬
‫بداخلي خيربين أن أجته إىل هناك‪. ..‬وربما لم يكن هذا الكتاب بني‬
‫يديك اآلن إال ألنين قررت االستماع وإتب�اع هذا الصوت‪.‬‬
‫عندم��ا تعمق هذا الش��غف اجلنوين واش��تعل الفتي���ل املتوهج‬
‫بداخل��ي‪ ..‬ق��ررت ترك وظيف�تي وتغيري مجايل املهين كليا من‬
‫الصيدلة إىل التدريب يف ظل معارضة جنوني�ة من كل من حويل‪..‬‬
‫ً‬
‫إنه ذلك القرار الصعب الذي لم أعرف شخصا أخذه وندم عليه‬
‫ً‬
‫أبدا‪. ..‬بل يصرخ اجلميع مؤكدين بلغات مختلفة "إنه أروع قرار‬
‫اختذته يف حيايت!"‪.‬‬
‫ويأيت هذا القرار يف صور مختلفة مثل ترك بالدك والسفر لبلد‬
‫جدي��د‪ ..‬أو تغيري جامعتك‪ ..‬أو دخول مدرس��ة جديدة لتعلم فن‬
‫ً‬
‫مختلف تماما عما تعلمت‪ ..‬أو بدء مشروعك اخلاص يف مجال‬
‫‪81‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫نادر جديد‪ ..‬ومهما تعددت الصور واألش��كال‪ ..‬فأنا ال أنظر إليه‬


‫كمجرد قرار استقالة أو سفر‪ ..‬ولكنه قرار حتديد مصريك‪ ..‬إنه‬
‫قرار أن تعيش حقيقتك ال وهم مجتمعك‪ ..‬أن تصنع نسختك‬
‫اخلاصة من النجاح ال نسخة أمالها عليك املجتمع واألصدقاء‪..‬‬
‫أن تك��ون أن��ت يف أس��عد وأروع حاالت��ك النفس��ية والروحية‬
‫والذهني���ة‪ ..‬أن تعيش ذاتك املثلى‪ ..‬أن حتقق أش��رس إجنازاتك‬
‫ال�تي لطالما حلمت بها‪ ..‬إنه الش��غف! لهيب التمزي‪ ..‬املكون‬
‫املحوري يف عنصر الـسبب ‪ Why‬يف معادلة ثاين أكسيد النجاح‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪82‬‬

‫أداة كوتشنج‪1.‬‬
‫تمرين اكتشاف الشغف‬

‫بما أن لكل رحلة بداية‪ ..‬فلتب�دأ اآلن وتب�دأ أن تش��عل نشاط‬


‫الوعي لديك ومالحظة وتسجيل أفكارك وخواطرك جتاه‬
‫األس��ئلة الذهبي�ة اليت ستأتيك يف تمرين الكوتش��نج بعد‬
‫قليل‪ ..‬يستخدم هذا التمرين يف جلسات اكتشاف الذات‬
‫ليساعد العميل على التفكري بهدوء وسماع صوته الدخلي‬
‫وعمل ما أسميه بالعصف القليب الكتشاف رغبات قلبه‪..‬‬
‫قمب��اآليت األن لضم��ان ج��ودة ه��ذا التمرين واحلص��ول على‬
‫أفضل النت�اجئ‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬اجلس يف مكان هادئ بعيدا عن أي مشتت أو ضوضاء‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬اسرتخ تماما واعزل ذهنك عن أي فكرة سوى التمرين‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬أحضر أوراقا عديدة وقلم‪.‬‬
‫‪ -‬أجب عن األسئلة التالية بدون أي حدود لوقت كل سؤال‬
‫أو عدد اإلجابات‪( .‬كلما كرثت اإلجابات كان أفضل)‬
‫ً‬
‫‪ -‬ضع كل إجابة يف دائرة‪ ..‬فمثال ( الس��باحة يف دائرة ـ حفظ‬
‫القرآن يف دائرة ـ بن�اء العالقات يف دائرة)‪ ..‬حبيث يكون الشكل‬
‫النهايئ لألوراق عبارة عن العديد من الدوائر‪.‬‬
‫‪83‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫‪ -‬يفضل أال تكتب األسئلة على األوراق‪ ..‬فقط دوائر حتوي‬


‫إجابات‪.‬‬
‫‪ -‬ال يشرتط أن جتيب على كل األسئلة يف جلسة واحدة‪..‬‬
‫ً‬
‫خذ وقتا فيها‪ ..‬فهي عميقة‪.‬‬
‫‪ -‬أسأل نفسك هذه األسئلة على األقل كل ثالثة شهور‪..‬‬
‫وستكتشف أن إجاباتها تتغري وتتشكل وتتبلور لتوجهك إىل‬
‫شغفك الفريد‪ ..‬ستجد محاور اإلجابات يف الدوائر تتقارب‬
‫ً‬
‫ح��ول اجت��اه مع�ين‪ ..‬فمثال ش��خص تمي��ل إجابات��ه إىل اجتاه‬
‫العمل احلر يف مجال دور النشر أو التسويق اإللكرتوين‪ ..‬أو‬
‫جتد أخرى تميل اجتاه تعليم األطفال وتربيتهم وهكذا‪.‬‬
‫األسئلة الذهبي�ة الكتشاف الشغف‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .1‬ما الذي جيعلك سعيدا مس��تمتعا؟ (أنشطة‪ ،‬هوايات‪،‬‬
‫أشخاص‪ ،‬أعمال؟)‬
‫‪ .2‬ماذا ستفعل حبياتك عندما تمتلك ‪10000000000000$‬؟؟‬
‫(بتعبري آخر‪ :‬معك من المال ما يكفيك أبد الدهر فال داع أن‬
‫تذهب اىل عملك من اليوم‪. ..‬كيف ستقيض حياتك؟ ما‬
‫مشاريعك؟ يف أي مجال؟ أين سيذهب وقتك؟)‬
‫‪ .3‬ما هي أبرز األنش��طة اليت كنت تقوم بها يف طفولتك؟‬
‫(بتعبري آخر‪ :‬هل كان لديك موهبة ب��ارزة م��ن الصغر مثل‬
‫الرسم أو الكتابة او القيادة؟)‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪84‬‬

‫‪ .4‬م��ن ه��م األش��خاص الذين يلهمونك؟ وما ه��ي الصفة‬


‫اليت ألهمتك يف كل ش��خص؟ (ال يشرتط شخصيات عامة‬
‫مشهورة‪. ..‬ربما يكون والدك أو أختك أو صديقك)‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .5‬م��ا نوع املس��اعدات ال�تي يطلبه��ا منك الن��اس غالبا؟‬
‫(استشارات؟ أم دعم نفيس؟ أم دعم مادي؟)‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .6‬إذا قضي��ت حيات��ك ت��درس علم��ا م��ا‪ ،‬ماذا س��تدرس؟‬
‫(ملحوظ��ة‪ :‬ت��درس بتش��ديد الراء ـ ختي��ل أنه تم انت�دباك يف‬
‫ً‬
‫جامعة لتدريس علم باختي�ارك‪ ..‬فال يش�ترط أن يكون علما‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫موثق��ا مدرجا يف اجلامعات العاملية‪. ..‬فربما يكون اختي�ارك‬
‫تدريس فنون الطبخ أو التاي تيش‪ ..‬البأس)‪.‬‬
‫‪ .7‬إذا تم عرض برنامج وثائقي عن حياتك بعد موتك‪ ..‬ماذا‬
‫تتمىن أن تكون إجنازاتك اليت ستعرض يف الربنامج على مدار‬
‫ساعة؟‬
‫ً‬
‫‪ .8‬إذا ألفت كتابا‪ ..‬ماذا سيكون عنوانه وموضوعه؟‬
‫اآلن‪ ..‬اجمع املتش��ابه واملتقارب من اإلجابات لتجد إشارة‬
‫واضح��ة إىل اجتاه ما أو مجال محدد‪ ..‬ثم كرر ه��ذا التمرين‬
‫ً‬
‫كل ثالثة ش��هور على األقل‪ ..‬ستجد إجابات أعمق ووضوحا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أكرث‪ ..‬وتذكر دائماأن الشغف والرتدد ال يلتقيان أبدا‪ ..‬فال‬
‫ً‬
‫تفكر كثريا‪ ..‬شغفك سيعلو صوته بقوة دون أدىن عناء حتليلي‬
‫منك‪.‬‬
‫‪85‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫توجيهات هامة لتغذية الشغف‬


‫‪ .1‬اخلق مساحة لشغفك يف حياتك بعمل األنشطة التالية بما‬
‫يتعلق بمجال شغفك الفريد‪( ..‬أعمال تطوعيةـ حضور دورات‬
‫ـ قراءة كتب ـ مش��اهدة برام��ج تلفزيوني�ة وقن��وات ‪ Youtube‬ـ‬
‫اإلش�تراك يف جتمعات وأندية ـ تكوين عالقات وصداقات)‪..‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اجعل ش��غفك محور حياتك ولي��س ترفاثانويا وقتم��ا تتفرغ‪..‬‬
‫امنحه الس��يطرة والقيادة‪ ..‬وكن على اس��تعداد أنه س��يتغول‬
‫ً‬
‫ويزداد شراسة إىل أن يغري حياتك رأسا على عقب‪.‬‬
‫‪ .2‬قانونا الرتاكم والرتكزي سيعمالن يف صاحلك إىل أن يتحول‬
‫شغفك ليقود حياتك بالكامل‪.‬‬
‫‪ -‬قانون الرتاكم ينص على أن املجهودات الصغ�يرة ال تضيع‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أبدا‪ ..‬وإنما ترتاكم فوق بعضها إىل أن حتدث لك أثرا وقفزة عظيمة‬
‫ً‬
‫يف اجت��اه حتقيق أهدافك‪ ..‬تماما مثل كرة اجللي��د اليت تب�دأ حبجم‬
‫متن�اهي الصغر ثم ي��زداد حجمها مع احلركة إىل أن تصري عمالقة‬
‫ال يمكن إيقافها‪.‬‬
‫‪ -‬قانون الرتكزي ينص على أن ما تركز عليه انتب�اهك يزداد ويكرث‬
‫يف حياتك‪.‬‬
‫‪ .3‬تعامل مع ش��غفك كأنه طفلك الصغري‪ ..‬غذيه واهتم به‪ ..‬ال‬
‫تدفنه أبدا أو تهمله‪ ..‬اجعل اللهيب مشتعال دائما‪.‬‬
86
‫‪87‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫الفصل الثاني‬

‫الرقص مع‬
‫أمواج التغيير‬
‫“تغير قبل أن تضطر إلى ذلك”‪.‬‬
‫بيتر دراكر‬

‫ً‬
‫مىت كانت آخر مرة‪ ..‬فعلت فيها شيئ�ا ألول مرة؟‬
‫هكذا افتتح بعض جلس��ات الكوتش��نج مع عم�لايئ بهذا‬
‫السؤال‪ ..‬ليكتشف الكثريون منهم أنهم لم يفعلوا أي جديد منذ‬
‫سنوات تقريب�ا!‬
‫إرادة التغيري هي املكون الثاين لعنصر الـ ‪ Why‬الذيسينبثق منه كل‬
‫حتول يف حياتك‪ ..‬فرغم أنك ال تستطيع التحكم يف مورثاتك اجليني�ة‬
‫وال بيئتك اليت نشأت فيها‪ ..‬إال أنك تملك إرادة التغيري احلرة‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪88‬‬

‫تمرين سريع‬
‫اذا كنت تقرأ اآلن وساعتك يف يدك‪ ..‬ضع ساعتك يف اليد‬
‫األخرى‪ ..‬هل تشعر بيشء مختلف‪ ..‬غريب‪ ..‬غري مريح؟‬
‫ً‬
‫احتمااليت تقول أنك لن تستمر طويال كذلك‪ ..‬فإما أنك ستخلعها‬
‫ً‬
‫تماما من يدك اجلديدة أو تعيدها مرة أخرى‪ ..‬أو ـ وهذا األغلب‬
‫ً‬
‫ـ أنك لم تنفذ التمرين من األساس؟ استخدم هذا التمرين دائما‬
‫يف براميج التدريبي�ة عن التغيري الشخيص واملؤسيس ألبرهن عن‬
‫طبيعة رد فعل اإلنسان جتاه التغيري وكأن مقاومته ألي تغيري جزء‬
‫من تركيب�ة الـ ‪ DNA‬اخلاصة به! فنحن حنب مناطق راحتن�ا الهادئة‬
‫املس��تقرة‪ ..‬فال تعب‪ ..‬وال تفكري كثري‪ ..‬وال مجهود إضايف‪ ..‬وال أي‬
‫تفاعل م��ع مؤثرات خارجية جديدة‪ ..‬وال خوف أو قلق‪ ..‬ولكن إذا‬
‫لم تمتلك القدرة على اخلروج من هذه املنطقة فقد حكمت على‬
‫حياتك بالكثري من العناء والتعب والتفكري الطويل الذي تس��عى‬
‫إىل جتنب�ه بالبقاء فيها‪.‬‬
‫‪89‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫منطقة الموت ‪Death Zone‬‬


‫هكذا يس��ميها خبري التطوير الش��خيص برايان تراييس عوضا‬
‫عن املس�مى الش��هري ‪ !!Comfort Zone‬ال يوجد خارج هذه املنطقة‬
‫س��وى النمو والتعلم وال يوجد داخلها س��وى الراح��ة املزيفة اليت‬
‫س��تقودك يف النهاي��ة اىل تعب وعناء حقيق��ي من ضعف نت�اجئ‬
‫حياتك وصعوبة مسريتك‪ ..‬فكما يقول زيج زيجالر‪":‬كلما كنت‬
‫صعبا على نفسك‪ ..‬كانت احلياة سهلة عليك‪ ..‬وكلما كنت‬
‫سهال على نفسك‪ ..‬كانت احلياة صعبة عليك!"‪.‬‬
‫إذن ربما آن األوان‪ ..‬أن تغري نظرتك جتاه التغيري وتب�دأ بإضافته‬
‫إىل كافة جوانب حياتك ملزيد من التقدم واإلرتقاء‪ ..‬فكلما خرجت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫من منطقة راحتك‪ ..‬كلما ازدادت هي حجما! ولذا سيصبح لزاما‬
‫عليك اخلروج منها باستمرار حىت ال حتتكرك وتقيدك فيها‪..‬‬
‫‪.‬وال تن��س أن الثابت الوحي��د يف هذه احلياة ه��و التغيري‪ ..‬فإذا لم‬
‫تكن ذو س��عي للتغيري‪ ..‬س��تصيبك موجة التغيري اإلجباري يف‬
‫عملك ومشروعك وحياتك‪ ..‬وما أصعبه عندما يأيت فجأة بدون‬
‫ً‬
‫استعداد مسبق‪ ..‬فتكون النتيجة حتما كرسوب الطالب الغري‬
‫مستعد لالمتحان‪.‬‬
‫ً‬
‫يقرر الناس دائما أن يتغريوا يف حال من اثنني فقط‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ .1‬ألنهم تعلموا كثريا‪( .‬تغيريمتعمد)‬
‫ً‬
‫‪ .2‬ألنهم صدموا كثريا‪( .‬تغيري إجباري)‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪90‬‬

‫ألنه ببساطة‪:‬‬
‫تعلم أكثر ‪ o‬وعي أكثر ‪ o‬تفكير أفضل‬
‫‪ o‬اختيارات أحسن ‪ o‬نتائج أكبر‬
‫ً‬
‫فاملفت��اح دائما هو التعلم بالقراءة والتجربة واإلطالع‪ ..‬فيدرك‬
‫بعدها اإلنسان بضرورة بدء اختاذ خطوات للتغيري ويجد أن هناك‬
‫فجوة ب�ين احلياة املثلى وواقعه احلايل‪ ..‬ومن هنا تب�دأ املس�يرة‪..‬‬
‫بينما ينتظر الكثــيــــرون هـــذه اللحظة الفـــارقة الصــــادمة اليت‬
‫تكــــــشف احلقيــــــقة لــــهــم‪ ..‬واليت يسميــــها اخلبـــــراء‪:‬‬
‫‪SEE: Significant Emotional Experience‬‬
‫التجربة الشعورية الصادمة!! كحادث سيارة‪ ..‬أو وفاة عزيز‪..‬‬
‫أو انهيار مشروع‪ ..‬أو مرض مخيف!! لماذا يقرر الناس أن يغريوا‬
‫م��ن أنفس��هم يف ه��ذه اللحظات؟؟ ه��ل ال ب��د من حدوث هذه‬
‫الصدمات يف احلياة لنقرر التغيري؟!‬
‫إنه��ا حقيق��ة صعب��ة أن ندرك أن األش��ياء اليت نرف��ض ونقاوم‬
‫ً‬
‫تغيريها اآلن‪ ..‬هي اليت تغرينا باإلجبار الحقا!‬
‫ً‬
‫إذا قاومت تغيري عادة التدخني وإيقافها‪ ..‬يغريك التدخني الحقا‬
‫باملرض والضعف‪.‬‬
‫ً‬
‫إذا قاومت تغيري وظيفتك طمعا يف االستقرار‪ ..‬تغريك وظيفتك‬
‫بأن ترتكك بال عمل‪.‬‬
‫‪91‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫إذا قاومت تغيري ذهنك بالتعلم والنمو‪ ..‬يغريك عقلك بت�أخريك‬


‫يف احلياة ومنعك من أي مواكبة للتقدم والتطور‪.‬‬
‫عندما أدرك املمزيون هذه احلقيقة‪ ..‬أخذوا ينظرون إىل التغيري‬
‫ً‬
‫بشكل مختلف تماما ويستعدون له بل ويصنعونه يف حياتهم‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مقدم��ا!‪ ..‬وم��ع الوق��ت صارت نظرته��م تلك اعتقادا راس��خا‬
‫ً‬
‫ودستورا لكل ناجح منجز‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪92‬‬

‫النوم أثناء العاصفة‬


‫قام صاحب مزرعة على ساحل البحر األطليس باإلعالن يف يوم‬
‫ً‬
‫ما عن وظيفة مساعد مزارع نظرا لضغط العمل الذي أثقل كاهله‬
‫يف املزرع��ة‪ ..‬فش��ل أغلب املتقدم�ين يف احلصول عل��ى الوظيفة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نظ��را الرتفاع مقاييس صاحب املزرعة‪ ..‬إال أنش��اباتقدم بطلب‬
‫للحصول عل��ى الوظيفة‪ ..‬وأثبت بإجاباته خ�لال املقابلة جدارة‬
‫غري عادية يف كل ما يتعلق بإتمام مهام الوظيفة بكفاءة‪.‬‬
‫"لم��اذا عل��ي أن أوظفك أنت وليس غريك؟" س��أل صاحب‬
‫املزرعة‪.‬‬
‫"ألنه إذا هبت العاصفة‪ ..‬أنا أنام" أجاب الشاب‪.‬‬
‫عل��ى الرغ��م من حريت��ه من ه��ذه اإلجابة‪ ،‬ق��رر صاحب املزرعة‬
‫ً‬
‫توظيف الشاب نظرا حلاجته الماسة للمساعدة‪ ..‬وبالفعل بدأ‬
‫املساعد يعمل بشكل جيد وبدأب من الفجر حىت الغسق‪ ..‬وهذا‬
‫جعلصاحب املزرعة يف قمة الرضا عن موظفه املتألق‪.‬‬
‫ويف أحدالليايل‪ ..‬هبت رياح ش��ديدة بصوت عال من اخلارج‪..‬‬
‫قفز صاحب املزرعة من سريره وأمسك فانوسه وهرع إىل الشباك‬
‫ً‬
‫لريى مزرعة جاره قد دمرت تماما وتكسرت كل معداتها‪.‬‬
‫فما كان منه إال أن خرج ليلقى مصري مزرعته املحتوم‪ ..‬فإذا به‬
‫ً‬
‫ال جيد شيئ�اإطالقا يف املزرعة‪ ..‬ال حيوانات وال معدات‪ ..‬فدلف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ع��دوا إىل غرف��ة مس��اعدهوبينما هو يف طريقه وجد أكواما من‬
‫‪93‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫ً ً‬
‫الت�بن تغطي باباأفقيا ألول مرة يراه يف املزرعة وكأنه قبو محفور‪..‬‬
‫ً‬
‫فكسر ذلك الغطاء اخلشيب ونزل سريعا‪ ..‬ليجد كل املعدات‬
‫مخزونة يف األس��فل‪ ..‬وكانت األبقار يف احلظرية‪ ،‬وكان الدجاج يف‬
‫أقفاص مؤمنة‪ ..‬فهرع إىل باب غرفة مساعده ليفتحها‪ ..‬فإذا به‬
‫جيده‪ ..‬نائما!‬
‫حينها فقط أدرك معىن ذلك اللغز "عندما تهب العاصفة‪ ..‬أنا‬
‫أنام"‬
‫هل يمكنك النوم عندما تهب رياح التغيير والتحديات‬
‫في حياتك؟‬
‫عندما تكون على استعداد رويح وعقلي وعملي لتغيريات احلياة‬
‫املستقبلية‪ ،‬فلن يتواجد لديك ذلك اخلوف من املستقبل والقلق‬
‫من التغيري‪ ..‬بل ستكون أنت من يصنع التغيري ويتحدى استقراره‬
‫بالتطوير والتحسني‪ ..‬إلدراكك العميق أن الثابت الوحيد يف هذا‬
‫العالم هو التغيري واحلل األمثل هو الرقص مع أمواجه‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪94‬‬

‫س��تة معتقدات إيجابية لالس��تفادة القصوى من‬


‫التغيير (اغرسها يف عقلك‪ ..‬طبقها‪ ..‬استمتع بنت�اجئها)‬
‫‪ .1‬التغيري = فرص!‬
‫‪ .2‬عندما تتغري األشياء حويل‪ ،‬ينبغي علي أن أتغري‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .3‬يوجد دائما طريقة مثالية لالستفادة من هذا التغيري إجيابي�ا يف‬
‫حيايت‪ .‬يقول توين روبزن‪" :‬التغيري حتيم‪ ..‬ولكن التقدم اختي�اري"‪..‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪.‬فأنت من حيدد إذا ما كان التغيري سيحدث أثرا اجيابي�ا يف حياتك‬
‫ً‬
‫أم ال‪ ..‬إنها دائما اختي�اراتك‪.‬‬
‫‪ .4‬أنا سأستمتع برحلة التغيري بكل تفاصيلها حىت النهاية‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .5‬يوجد دائما درس يمكنين تعلمه من أي تغيري يف حيايت‪.‬‬
‫‪ .6‬أنا مشارك فعال يف عملية التغيري‪.‬‬
‫‪95‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫الكوتشنج والتغيير!‬
‫هنا يأيت دور الكوتش��نج الرهيب! فهو يلعب دور هذه الصدمة‬
‫الش��عورية عن طريق األس��ئلة العميقة والتمارين املتنوعة اليت‬
‫يقودها الكوتش يف جلس��ته مع العميل‪ ..‬الكوتشنج يزيد الوعي‬
‫ً‬
‫بضرورة التغيري وحتمية التحرك‪ ..‬من األسئلة اليت حتدث فارقا‬
‫ً‬
‫مع العمالء املقاومني للتغيري مثال‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ .1‬إذا استمرت حياتك بهذا الوضع إىل خمس سنوات مستقبال‪..‬‬
‫كيف ستكون حياتك بعدها؟‬
‫‪ .2‬إذا لم تتغري اآلن‪ ..‬ماذا سيحدث يف حياتك؟‬
‫‪ .3‬ما الفوائد اليت تعود عليك من عدم التغيري؟‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪96‬‬

‫عشق المخاطرة والمغامرة والجنون‬


‫مىت كانت آخر مرة اختذت فيها قرارا جريئ�ا لطالما كنت تسوفه‬
‫ً‬
‫خوفا من عواقبه؟ يعد اخلوف من املخاطرة من أكرث أس��باب‬
‫ً‬
‫الفش��ل ش��يوعا ألنه يوقف املاليني ع��ن البدء يف مس�يرة حتقيق‬
‫ً‬
‫أهدافه��م غري مدركني باحلقيقة املج��ردة األكرث رعبا واليت تقول‪:‬‬
‫حتقيق تغيري إجيايب يف احلياة هو أمر مخيف! ولكن األخوف هو‬
‫الندم على عدم البدء!‬
‫نعم! ألنه بنهاية جتربتك اخلطرية اليت خضتها‪ ..‬إما أن تكون قد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حققت جناحا شاهقا فتحتفل‪ ..‬أو أنك أخفقت فتتعلم الدروس‬
‫اليت س��تقودك إىل تصحيح املس��ار يف املح��اول التالي��ة يف طريق‬
‫ً‬
‫جناحك‪ ..‬ولكن إذا لم جترب‪ ،‬فحتما لن تعرف!‬
‫يقول مارك زوكربرج مؤس��س فيس بوك‪" :‬إن اإلسرتاتيجية‬
‫الوحيدة اليت تضمن فشلك يف هذا العالم سريع التغري هي عدم‬
‫املخاطرة"‪.‬‬
‫ويقول محمـد علي كالي "هؤالء الذين ال خياطرون‪ ..‬ال ينجزون‬
‫شيئ�ا يف هذه احلياة"!‬
‫إنها مسألة حياة أو موت! إما أن ختتار األمان أو أن تنجح‪ ..‬ولكن‬
‫ً‬
‫ال يمكنك أن تفعل اإلثنني معا! وال يمكن أبداإنكار مشاعر اخلوف‬
‫الرهيب يف حلظات اإلقبال على املخاطرات مثل قرار االستقالة‬
‫من وظيفتك وبداية مشروعك اخلاص‪ ..‬أو قرار سفرك إىل بلد‬
‫‪97‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫جدي��د غري مضم��ون االس��تقرار‪ ..‬أو دخول مش��روع غ�ير واضح‬


‫ً‬
‫العائد‪ ..‬أو استثمار مالك يف أمر جديد كليا‪ ..‬أو تعلم علم أو مهارة‬
‫صعبة مع عدم وجود أي خربة مس��بقة‪ ..‬كلها قرارات صعبة وال‬
‫يوصف الشجاع يف هذه التوقيت�ات بأنه الشخص الذي ال خياف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إطالقا‪ ..‬ولكن ذلك الذي اختذ القرار رغما عن اخلوف القابع‬
‫بداخله!‬
‫ً‬
‫يتن�اقص اخلوف تدريجيا كلما تبحرت بسفينتك داخل أعماق‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مغامرتك اجلديدة ال�تي تصبح مع الوقت واقعا مألوفا‪ ..‬وهكذا‬
‫تتنق��ل م��ن نهر إىل حبر ومن حب��ر إىل محيط‪ ..‬فزتداد جرأتك على‬
‫احلياة وتعتاد املخاطرة بل وتس��تمتع بها! وكلما زادت خطورة‬
‫الرحلة‪ ..‬زادت اإلثارة‪ ..‬وتوسعت آفاقك‪ ..‬وتضاعفت العوائد!‬
‫ً‬
‫نعم تعود عليك املخاطرة خبمس فوائد ال يمكنك أبدا حتصيلها‬
‫إال خبوضها مثل‪:‬‬
‫‪ .1‬اكتساب مهارات جديدة من التجربة‪.‬‬
‫‪ .2‬التعرف على أناس جدد وعوالم مختلفة‪.‬‬
‫‪ .3‬كسر الرهبة وقهر اخلوف بداخلك حبيث تعتاد املخاطرة بعد‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ .4‬حتقيق ذاتك وحتويل أحالمك إىل واقع ملموس‪.‬‬
‫‪ .5‬إذا جنحت احتفلت‪ ..‬وإذا أخفقت تعلمت‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح‬ ‫‪98‬‬

‫إذن يبق��ى البدي��ل ع��ن ذلك ه��و اختي���ار األم��ان واالس��تقرار‬


‫والرتابة‪ ..‬ورفع شعار ال للمجازفات ولتبقى أيامك نسخ كربوني�ة‬
‫ً‬
‫يشبه بعضها بعضا فال تقدم وال نمو يف حياتك‪..‬‬
‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫أو أن‬
‫(امأل الفراغ بقرارك‪ ..‬ترك الفراغ = قرار)‪.‬‬
‫‪99‬‬ ‫ثاني أكسيد النجاح‬

‫أداة كوتشنج‪2.‬‬
‫مقياس الراحة‬

‫لكي تقيس مستوى استعدادك للتغيري‪..‬‬


‫تساعدك هذه األداة على حتديد مستوى حتركك ومغامرتك‬
‫يف احلياة‪ ..‬فقط أجب عن األسئلة التالية بتمعن‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .1‬ما هي آخر مرة جربت فيها شيئ�ا جديدا؟‬
‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ .2‬ما مدى رضاك عن مستوى نموك وتعلمك اآلن؟‬


‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫ً‬
‫‪ .3‬هل تشعر أنك تفعل الكثري أم ما تفعله ليس كافيا؟‬
‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ .4‬مىت كانت آخر مرة خاطرت وجازفت فيها؟‬


‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ .5‬هل تشعر أن اآلن هو الوقت املناسب للتغري والتحرك؟‬


‫‪.................................................................................................................................................................‬‬
‫‪ 100‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫حدد موقعك اآلن على مقي��اس الراحة بوض��ع عالمة ‪ X‬يف‬


‫املكان الذي يمثلك‪:‬‬
‫ً‬
‫(‪ +5‬مرتاح= أنت تقيض كل وقتك مسرتخيا مرتاحا وكأنك‬
‫يف إجازتك السنوية | ‪ =0‬أنت تعيش حياة روتيني�ة مستقرة‬
‫منظم��ة ج��دا ال جديد فيه��ا | ‪ =-5‬أن��ت تعيش حي��اة مليئ�ة‬
‫ً‬
‫بالتغريات املتس��ارعة واملغامرات الكثرية فال تملك وقتا‬
‫ً‬
‫للجلوس هادئا أو حىت التفكري والتخطيط)‪.‬‬

‫اآلن وأنت ترى موقعك على املقياس‪ ،‬هل هذا هو املكان‬


‫الذي تريد أن تكون فيه؟ ولماذا؟‬
‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪101‬‬

‫اآلن جاء وقت العمل‪ ،‬ما هي األفعال‪ ،‬األنشطة‪ ،‬اخلطوات‬


‫العملية اليت يمكن أن تتخذها لتصل إىل الوضع األمثل؟‬
‫‪.................................................‬‬ ‫مىت؟‬ ‫‪............................................................‬‬ ‫الفعل األول‬
‫‪.................................................‬‬ ‫مىت؟‬ ‫‪...............................................................‬‬ ‫الفعل الثاين‬
‫‪.................................................‬‬ ‫مىت؟‬ ‫‪.........................................................‬‬‫الفعل الثالث‬
102
‫ثاني أكسيد النجاح ‪103‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫بوصلة‬
‫القيم الشخصية‬
‫“أخبرن���ي م���ا ال���ذي يمن���ح الش���خص أعظم احس���اس‬
‫باألهمية‪ ،‬وس���أخبرك عن كامل فلس���فته ف���ي الحياة‪..‬‬
‫رسالته في الحياة”‪.‬‬
‫إيميت فوكس‬

‫واح��دة م��ن أه��م الصف��ات ال�تي الحظته��ا يف الناجح�ين أنهم‬


‫يعرفون جيدا من هم؟ إنهم يمتلكون ذلك الوعي العميق بذواتهم‬
‫ودوافعهم فيتحركون بسالس��ة يف احلياة‪ ..‬بينما يس�ير العاديون‬
‫يف احلي��اة متخبطني يف دروب غري واضحة املعال��م مما يفقدهم‬
‫القدرة على التحقيق واإلجناز‪.‬‬
‫‪ 104‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫تعرف القيم الش��خصية بأنها أهم أولويات اإلنسان الداخلية‬


‫اليت توجهه عند اختاذ القرارت واإلختي�ارات يف كل جوانب حياته‬
‫املختلفة‪.‬‬
‫فحياتك مثل الس��يارة‪ ..‬تقاد م��ن الداخل‪ ..‬فقيمك الداخلية‬
‫هي اليت صنعت ما أنت عليه اآلن كش��خص‪ ..‬فكل م��ا تفعله‬
‫وتتصرفه يقاد بقيمك الداخلية الدفين�ة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وبالتايل‪ ..‬كلما كنت واضحا جتاه قيمك محددا لها‪ ..‬كلما كانت‬
‫ً‬
‫حتركاتك أكرث فاعلية وإجنازاتك أسرع حتقيقا‪.‬‬
‫والس��ؤال الرئييس اآلن الس��تخراج القيم‪ :‬ما األهم بالنسبة يل‬
‫يف حيايت؟ ما األش��ياء اليت تمنحها أهمية كربى يف حياتك؟ هل‬
‫العائل��ة؟ ه��ل النجاح؟ ه��ل الس�لام الداخلي؟ هل االس��تقرار؟‬
‫ً‬
‫أيا كانت إجابتك‪ ..‬فهذه هي قيمك‪ ..‬قاعدة حتركك العميقة‬
‫ومنطلق سلوكياتك األسايس‪ ..‬إن القيمة وصف غري مادي غري‬
‫ملموس‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪105‬‬

‫أقوى ‪ 3‬أسئلة لمعرفة قيمك‬


‫‪ .1‬فكر يف آخر قراراتك الهامة‪ ..‬ما املعايري العامة اليت قادتك‬
‫الختاذ كل قرار؟‬
‫‪ .2‬فكر يف روتينك وس��لوكياتك اليومية‪ ..‬ما املعايري العامة اليت‬
‫توجهك؟‬
‫‪ .3‬ما أهم خمس أولويات يف حياتك على مدار اخلمس سنوات‬
‫الماضية؟‬
‫قواعد هامة في القيم‪:‬‬
‫‪ .1‬يمتلك كل إنسان مجموعة قيم مفتاحية ‪ Key Values‬تقود‬
‫حياته وسلوكياته وقرارته وترتاوح ما بني ‪ 5-8‬قيم‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .2‬ال يش�ترط أن يكون اإلنس��ان واعيا بقيمه‪ ..‬ولكن أفعاله‬
‫وسلوكياته وإجنازاته قائمة ومبني�ة على هذه القيم‪ ..‬القيم هي‬
‫جوهر كل حياتك‪.‬‬
‫‪ .3‬عندما تكون أهدافنا ونواياناوأفعالنا وس��لوكياتن�ا وقرارتن�ا‬
‫متطابقة مع قيمنا الش��خصية‪ ،‬تكون حياتن�ا س��عيدة ونش��عر‬
‫بالتكامل والثقة والرضا الداخلي‪.‬‬
‫ولكن عندما ال تتماىش السلوكيات مع القيم نش��عر بانعدام‬
‫الراحة والتوتر الداخلي وتكون احلياة صعبة ومشتت�ة‪.‬‬
‫‪ 106‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫‪ .4‬القرار الغري مبين على القيم جيعل احلدس غري متوافق معه‪.‬‬
‫‪ .5‬األهداف الغ�ير متوافقة مع القيم جتعل احلافزية والتحرك‬
‫لها بطيئ�ة وهنا يظهر التسويف وضعف اإللزتام‪.‬‬
‫ربما تكون قيمة العطاء واحدة من القيم املفتاحية يف تكوينك‪..‬‬
‫فلذلك ستجد نفسك ذو ميل عميق ملس��اعدة اآلخرين والتلذذ‬
‫باملنح والعطاء دون انتظار أدىن مقابل‪ ..‬وإذا وضعت يف مكان عمل‬
‫أو بيئ�ة ال تشجع ذلك‪ ..‬فستشعر بتعاسة واكتئ�اب شديدين‬
‫ألنك ال تعيش هذه القيمة األصيلة يف مكنونك‪.‬‬
‫وربما تك��ون قيمة اخللوة مع الذات من قيمك الهامة‪ ..‬فتجد‬
‫ً‬
‫نفسك عاشقا للجلوس مع كتاب أو تعلم يشء جديد أو التخطيط‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لنفس��ك كثريا‪ ..‬وبالتايل إذا ازدحمت حياتك لفرتة ولم جتد وقتا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كافيا تقضيه مع نفس��ك‪ ..‬ستكون تعيسا تشعر أنك بعيد عن‬
‫ذاتك العليا‪ ..‬املرتبطة بقوة بقيمك الشخصية‪.‬‬
‫إن أسعد أناس يف عاملنا اليوم هم من يعيشون يف توافق وانسجام‬
‫مع قيمهم الداخلية‪ ..‬بينما األتعس على اإلطالق هو من خيونها‪..‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ربما يكون ش��خصا منجزا وناجحا يف عمله ولكنه غري س��عيد وغري‬
‫مس��تمتع‪ ..‬إن��ه يفتقد ذلك الرض��ا الداخل��ي ال��ذي يفرتض أن‬
‫تمنحه وظيفته إياه فقط إذا كانت منس��جمة مع منظومة قيمه‬
‫اخلاصة‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪107‬‬

‫إن عيش قيمك هو الطريق امللكي للثقة بالنفس واحرتام الذات‬


‫وحتقيق إجنازات عظيمة‪.‬‬
‫وقتما تش��عر بأي ضيق داخل��ي أو ضغط نفيس يف أي موقف‪..‬‬
‫فقط اس��أل نفس��ك‪ ..‬هل أن��ا ال أطبق قيم��ة ما بداخل��ي يف هذا‬
‫املوقف؟ من املؤكد أن اإلجابة ستكون نعم‪.‬‬
‫تظهر قيمك الشخصية بسهولة يف أوقات الضغوط واألزمات‬
‫ً‬
‫عندما تتخذ قرارتك وتس��لك بطريقة عفوية تماما ال تعكس إال‬
‫األعمق أهمية بالنسبة لك‪.‬‬
‫‪ 108‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫الذات العليا‪ :‬مستودع القيم‬


‫أن تك��ون كل ما يمكن أن تكون‪ ..‬أن تعيش حياتك كاملة بأقىص‬
‫ً‬
‫إمكاني�ة حدوث لها‪ ..‬يوما بيوم‪ ..‬فثمة فرق بني أن تعيش حياتك‬
‫بمع�نى أن "تتنف��س" وأن تعي��ش حيات��ك بمع�نى أن "حتيا"‪..‬‬
‫‪.‬فعندما حتيا احلياة‪. ..‬ستقضيها بقوة‪. ..‬ستستثمر كل حلظة‬
‫ً‬
‫يف عمل رائع وعطاء جميل صادق من قلبك‪. ..‬س��تكون واعيا بكل‬
‫ً‬
‫خياراتك وكلماتك وأفعالك وتوجهاتك‪ ..‬س��تفكر طويال قبل‬
‫أن تتحدث‪ ..‬ستكون مصدر إلهام لكل من يقرتب منك‪ ..‬ألنك‬
‫نادر يف زمان يأىب الناس أن يعيش��وا فيه أي ش��خص إال حقيقتهم‬
‫الفريدة!‬
‫ستقيض أيامك وحتياها بذاتك العليا‪. ..‬هذه الذات اليت عندما‬
‫تتمكنها فإنك تشعر بمنتهى السعادة والفخر وكأنك تلمس‬
‫حقيقتك وتعيشها حية أمامك‪ ..‬إنها نموذج عملي لقيمك الراقية‬
‫العظىم اليت ختزتنها بداخلك‪ ..‬بينما عندما تعيش ذاتك السفلى‬
‫اليت ال تفكر س��وى يف مطامعها ومصاحلها (اإلجيو)‪ ..‬فربما حتقق‬
‫وتنجز أش��ياء كثرية‪ ..‬ولكن لن تكون سعادتك كاملة‪. ..‬بل وربما‬
‫ً‬
‫تكون سعيدا فقط من اخلارج بينما تعتصر دواخلك من الداخل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حزنا وتعاسة ألنك تعلم يقين�ا أنه يوجد يف داخلك شخص أفضل‬
‫وأعظ��م مما أنت علي��ه اآلن‪ ..‬ورغم علمك بوجوده‪ ..‬فأنت غري‬
‫ق��ادر على التواصل معه وحتفزيه لتكون أنت ه��و‪ ..‬وهو أنت‪..‬‬
‫‪.‬لذلك تبقى احلقيقة املؤسفة‪" :‬قدراتك الغري مستغلة تتحول‬
‫إىل ألم عظيم"‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪109‬‬

‫أداة كوتشنج‪3.‬‬
‫اكتشاف ذاتك العليا‬

‫لتتواصل مع ذاتك العليا بداخلك الكتشاف قيمك‪:‬‬


‫‪ .1‬اوصف الش��خص املثايل الذي تريد أن تكون عليه بنهاية‬
‫حياتك؟ ما الكلمات اليت سيصفك الناس بها عندما تكون يف‬
‫أمثل شخصية لك؟‬
‫‪......................................................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬العمل‪:‬‬
‫‪.......................................................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬الروح‪:‬‬
‫‪..................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬األخالق والعالقات‪:‬‬
‫‪........................................................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬العلم‪:‬‬
‫‪.............................................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬اإلجنازات‪:‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬الطموحات‪:‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬الصحة‪:‬‬
‫‪.......................................................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬المال‪:‬‬
‫‪ 110‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫‪ .2‬إذا كان هناك مقياس حيدد وصولك لذلك الشخص‪..‬‬


‫‪ =10‬أنت هو الش��خص املثايل الذي حتل��م به‪ =1 ..‬أنت اآلن‬
‫يف هذه اللحظة‪. ..‬ما الرقم الذي يعكس مدى قربك من ‪10‬‬
‫على املقياس؟؟‬
‫‪1‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪.............................................................................................................................................‬‬

‫‪ .3‬ماذا يمكن أن تفعل من (عادات ـ ممارس��ات ـ خطوات‬


‫عملية‪ ). ..‬لتصل إىل الشخص املثايل يف املقياس ‪10‬؟ (اكتب‬
‫كل ما خيطر بب�الك حىت وإن كان تنفيذه غري ممك��ن اآلن‪..‬‬
‫فقط اكتب‪ ..‬فأنت ترسم مسار بن�اء "أنت" اجلديد‪.‬‬
‫‪......................................................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬العمل‪:‬‬
‫‪.......................................................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬الروح‪:‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬األخالق‪:‬‬
‫‪........................................................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬العلم‪:‬‬
‫‪.............................................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬اإلجنازات‪:‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬الطموحات‪:‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬الصحة‪:‬‬
‫‪.......................................................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬المال‪:‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪111‬‬

‫‪ .4‬م��ا األفع��ال اليت يمك��ن أن ختتارها م��ن قائمتك لتب�دأ‬


‫ً‬
‫بتنفيذه��ا غدا ولتقرتب أكرث من ذاتك املثالية؟ (يف كل جانب‬
‫من اجلوانب)‪.‬‬
‫‪............................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬العمل‪ :‬الساعة‪:‬‬
‫‪..............................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬الروح‪ :‬الساعة‪:‬‬
‫‪........................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬األخالق‪ :‬الساعة‪:‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬العلم‪ :‬الساعة‪:‬‬
‫‪.....................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬اإلجنازات‪:‬الساعة‪:‬‬
‫‪................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬الطموحات‪:‬الساعة‪:‬‬
‫‪..........................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬الصحة‪:‬الساعة‪:‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬المال‪:‬الساعة‪:‬‬
‫‪ 112‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫أداة كوتشنج‪4.‬‬
‫اكتشاف قيمك الشخصية‬

‫ستس��اعدك ه��ذه األداة عل��ى معرف��ة قيم��ك احلقيقية‬


‫املفتاحية من وسط عشرات القيم اليت تمتلكها بداخلك‪.‬‬
‫‪ .1‬ض��ع دائ��رة ح��ول القيم اليت تمثلك بقوة‪ ..‬واكتب يف‬
‫الفراغات قيم أخرى تمثلك‪( .‬اكتب يف الفراغات القيم اليت‬
‫تؤمن بها ولم تذكر يف القيم اليت أمامك)‪.‬‬
‫الثقة‬ ‫االجتماعية‬ ‫الحذر‬ ‫االهتمام‬ ‫التحدي‬ ‫الوضوح‬
‫االلتزام‬ ‫اإلصرار‬ ‫التواضع‬ ‫االبتكار‬ ‫الشجاعة‬ ‫التعاطف‬
‫التعبير‬ ‫الريادة‬ ‫التميز‬ ‫الحماس‬ ‫الجماعية‬ ‫التنوع‬
‫المرح‬ ‫الصداقة‬ ‫الحرية‬ ‫التسامح‬ ‫العائلة‬ ‫اإليمان‬
‫الكرم‬ ‫اإلنجاز‬ ‫الهدوء‬ ‫الجمال‬ ‫الوعي‬ ‫المغامرة‬
‫التركيز‬ ‫اللطف‬ ‫العملية‬ ‫األمانة‬ ‫الوالء‬ ‫النمو‬
‫المتعة‬ ‫االستقاللية‬ ‫االنفتاح‬ ‫المصداقية‬ ‫العطاء‬ ‫التناغم‬
‫المساعدة‬ ‫الحضور‬ ‫الصحة‬ ‫الحب‬ ‫المساعدة‬ ‫الواقعية‬
‫الخلوة‬ ‫الخصوصية‬ ‫اإلتقان‬ ‫السالم‬ ‫الصبر‬ ‫الشغف‬
‫االستقرار‬ ‫التفاؤل‬ ‫الدبلوماسية‬ ‫الحساسية‬ ‫النظام‬ ‫االحترام‬
‫االحترام‬ ‫المخاطرة‬ ‫الكمالية‬ ‫الروحانية‬ ‫التمكن‬ ‫التضحية‬
‫الحكمة‬ ‫التفهم‬ ‫النجاح‬ ‫الجاذبية‬ ‫األمان‬ ‫الجدية‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪113‬‬

‫‪ .2‬قس��م القيم ال�تي اخرتتها يف القس��مني التاليني بن�اء على‬


‫قوة التمثي�ل واألهمية لك‪.‬‬

‫القيم األقل‬ ‫القيم األعلى‬


‫أهمية وتمثيال‬ ‫أهمية وتمثيال‬
‫‪ 114‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫‪ .3‬قس��م القي��م اليت اخرتته��ا يف خانة (القي��م األعلى أهمية‬


‫وتمثيلا) السابقة يف القسمني التاليني بن�اء على قوة التمثي�ل‬
‫واألهمية لك‪.‬‬

‫القيم األقل‬ ‫القيم األعلى‬


‫أهمية وتمثيال‬ ‫أهمية وتمثيال‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪115‬‬

‫‪ .4‬قس��م القي��م اليت اخرتته��ا يف خانة (القي��م األعلى أهمية‬


‫وتمثيلا) السابقة يف القسمني التاليني بن�اء على قوة التمثي�ل‬
‫واألهمية لك‪.‬‬

‫القيم األقل‬ ‫القيم األعلى‬


‫أهمية وتمثيال‬ ‫أهمية وتمثيال‬
‫‪ 116‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫‪ .5‬أجب عن التايل‬

‫ما األفعال‪/‬السلوكيات‪/‬‬
‫ما األفعال‪/‬السلوكيات‪/‬‬
‫العادات التي تريد ايجادها‬ ‫أهم ‪ 3‬قيم‬
‫العادات التي تمثل‬
‫في حياتك لتعيش هذه‬ ‫في حياتك‬
‫القيمة في حياتك اآلن؟‬
‫القيمة؟‬
117
118
‫ثاني أكسيد النجاح ‪119‬‬

‫الفصل الرابع‬

‫أقوى دوافع العالم‪:‬‬


‫السعادة‬
‫“أهم يومين في حياتك‪ :‬اليوم الذي تولد فيه‪ ،‬واليوم‬
‫الذي تكتشف فيه لماذا!”‪.‬‬
‫مارك توين‬

‫عقدت مع نفيس مسابقة جلمع أكرب عدد ممكن من التعريفات‬


‫واحلكم املتحدثة عن السعادة ألضعها بني يديك يف هذا الكتاب‪..‬‬
‫فمجرد القراءة عن الس��عادة حيفزك ويرفع طاقاتك اإلجيابي�ة‪..‬‬
‫يشء عجيب وجدته بعد اطالعي وتفكري سأخربك به بعد أن‬
‫تطلع على هذه احلكم‪:‬‬
‫‪ 120‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫ً‬
‫"لكي تكون سعيدا‪ ..‬كن أنت شروقك اليومي"‬
‫س‪.‬أي‪.‬جيرنجهام‬
‫"السعادة هي أن تخدم وتمنح اآلخرين"‬
‫هنري دراموند‬
‫"الس���عادة الحقيقي���ة تأت���ي م���ن خل���ق وابتكار أش���ياء‬
‫جديدة"‬
‫أنتوني أوكسبيري‬
‫"الس���عادة هي أن يكون ما تفك���ر فيه وما تقوله وما‬
‫تفعله في انسجام تام"‬
‫غاندي‬
‫"السعادة هي صحة جيدة وذاكرة سيئة"‬
‫مجهول‬
‫"السعادة هي أن يبتسم لك شخص يحبك"‬
‫مجهول‬
‫لقد وصلت من كرثة ما وجدت من تعاريف ومفاهيم للسعادة‬
‫متع��ددة متنوعة أن لك��ل إنس��ان تعريف��ه اخلاص وفلس��فته‬
‫األحادية الفردية عن السعادة‪ ..‬فأنت أقدر من يعرف ما يسعدك‬
‫من أفعال وعادات ومشاعر‪ ..‬ومع توحدنا البشري يف العديد من‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪121‬‬

‫مسبب�ات الس��عادة‪ ..‬تبقى مسبب�اتك الفريدة هي أكرث ما يفجر‬


‫فيوضات السعادة بداخلك‪.‬‬
‫ً‬
‫وما إن سألت السؤال األهم‪ :‬كيف أكون س��عيدا؟ لم أجد يف‬
‫مراجع احلكماء الكثري عن املمارسات العملية املحددة لتكون‬
‫ً‬
‫س��عيدا‪ ..‬ألن�ني على إيم��ان تام بما يلخص��ه بيني�ام�ين ديزرائيلي‬
‫عندما يقول "ليس بالضرورة أن تقودك األفعال إىل الس��عادة‪..‬‬
‫ولكن من األكيد أنه ال س��عادة بال أفعال"‪ ..‬فش��رعت يف رحلة‬
‫البحث عن األفعال العملية الواضحة وليس املباديء العامة‪.‬‬
‫وقبل أن أجيبك عن‪ ..‬كيف أكون سعيدا؟‪ ..‬البد أن نضع‬
‫األس��اس املبدأي للس��عادة الذي ين��ص على أن الس��عادة رحلة‬
‫وليس��ت وجهة‪ ..‬نعم يمكنك أن تعيش الس��عادة كل ثاني�ة يف كل‬
‫ي��وم‪ ..‬ولي��س يف زمن مس��تقبلي ما‪ ..‬وليس عند حدوث ظرف‬
‫إجيايب تنتظره‪ ..‬وليس بعد حتقيق إجناز ما‪ ..‬السعادة شعور يويم‬
‫آين مس��تمر‪ ..‬فهي من الفورية أن تش��عر به��ا للدرجة التيوصفها‬
‫ليو تلوستوي‪" :‬إذا أردت ان تكون سعيدا‪ ..‬كن"‪. ..‬فقط بهذه‬
‫البساطة‪ ..‬عشها اآلن واس��تمتع بها اآلن‪. ..‬فكل دقيقة تقضيها‬
‫يف حزن وقلق وضيق‪ ..‬تفقد معها ‪ 60‬ثاني�ة من السعادة األكيدة‪.‬‬
‫‪ 122‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫هل أنت عضو في نادي الـ‪99‬؟‬


‫منذ فرتة طويلة‪ ،‬عاش أحد امللوك حياة ملؤها البذخ والرتف‪،‬‬
‫ً‬
‫ورغم ذلك لم يكن س��عيدا‪ ..‬وأثن�اء جتوله يف قصره يوما ما‪،‬التقى‬
‫خبادمكانيغين بش��غف وسعادة بينما كان يعمل‪ ..‬اندهش امللك‬
‫ً‬
‫من ذلك اخلادم وس��أل نفسه‪:‬كيف يكون حاكم البالد تعيسا‬
‫ً‬
‫حزين�ا متقلب املزاج‪ ،‬يف حني يشعر هذا العبد املتواضع بكثري من‬
‫السرور؟؟‬
‫س��أل امللك اخلادم‪" ،‬لماذا أنت س��عيد جدا؟" أجاب الرجل‪:‬‬
‫"يا صاحب اجلاللة‪ ،‬أن��ا مجرد خادم‪ ،‬وأنا وعائليت ال حنتاج الكثري‬
‫باستثن�اء سقف فوق رؤوسنا ولقمة عيش دافئة مللء بطونن�ا"‪..‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لم يكن امللك راضيا تماما بهذه اإلجابة‪ ،‬يف وقت الحق خالل اليوم‬
‫طلب امللك املش��ورة من مستش��اره‪ ..‬وبعد أن أنصتاملستش��ار‬
‫ملشاكل ملكه وإىل قصته مع اخلادم‪ ،‬أجاب‪" :‬جاللة امللك‪ ،‬أعتقد‬
‫ً‬
‫أن هذا اخلادم ليس عضوا يف نادي ‪ .."99‬قال امللك‪" :‬نادي ‪99‬؟‬
‫ما هو هذا؟"‪ ..‬أجاب املستشار‪" :‬جاللة امللك‪ ،‬لفهم نادي ‪..99‬‬
‫أحضر حقيب�ة وضع بداخلها ‪ 99‬قطعة نقدية ذهبي�ة‪ ،‬ثم اتركها‬
‫على عتب�ة بيت هذا اخلادم"‪.‬‬
‫فلم��ا فتحاخلادم احلقيب�ة ُس��مع وه��و يصرخ بصوت عال من‬
‫الفرح قائال "إنه��ا معجزة!! الكثري من العمالت الذهبي�ة!"وبدأ‬
‫يعده��ا واحدة تلو األخرى مرات عديدة إىل أن تأكد أنهم بالضبط‬
‫‪ 99‬قطعة نقدية‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪123‬‬

‫فتب�ادر إىل ذهنه سؤال‪ :‬ماذا يمكن أن يكون قد حدث لهذه‬


‫احلقيب�ة لتنقص؟ بالتأكيد‪ ..‬ال أحد يعطي ‪ 99‬قطعة كهدية‬
‫ً‬
‫بدال من ‪ !100‬فقرر أن يب�دأ رحلة العمل لتكملة القطع النقدية‬
‫إىل ‪ 100‬قطعة‪ .‬صار يعمل جبدية أكرب من أي وقت مىض لكسب‬
‫مبالغ أكرث حىت تمكنه من ش��راء القطعة الذهبي�ة الناقصة‪ ..‬من‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ذلك اليوم‪ ،‬تغريت حياته تمام��ا‪ ..‬أصبح مدمن��ا للعمل‪ ،‬وحتول‬
‫إىل ش��خص غاضب طوال الوقت‪ ،‬ال يكف عن انتقاد عائلته‬
‫لعدم مساعدته على كسب المال الالزم لش��راءعملة الذهب‬
‫ً‬
‫الواحدة‪ ..‬لقد توقف تماما الغناء بينما كان يعمل‪ ..‬يشاهد امللك‬
‫هذا التحول اجلذري عن كثب‪ ..‬مما جعله أكرث حرية‪.‬‬
‫ً‬
‫توجه امللك إىل مستشاره مرة أخرىليجد تفسريا‪ ..‬قال املستشار‪:‬‬
‫"جالل��ة املل��ك‪ ،‬واآلن أصب��ح عضوا يف ن��ادي ‪ 99‬وه��و مصطلح‬
‫يضمأولئ��ك الناس الذين لديهم ما يكفي ليكونواس��عداء‪،‬‬
‫ً‬
‫لكنهم غري راضني أبدا‪ ،‬فهم دائمو الس��عي ألكرث مما يملكون‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ألنه��م يعتقدون أن ما لديهم ليس كافيا‪ ..‬ش��عارهم دائما‪ ،‬ثمة‬
‫يشء ناق��ص يف حي��ايت"‪ ،‬يقول��ون ألنفس��هم‪" :‬ل��م يبق يل س��وى‬
‫ً‬
‫حتقيقذلكالهدف الواحد ألكون سعيدا لبقية حيايت‪".‬‬
‫السعادة هي "اآلن" بكل ظروفك وبكل ما تعتقد أنه ينقصك‪..‬‬
‫ال تربطها بالرغبات‪ ..‬فكلما حققت رغبة س��تفقد لذتها‪ ..‬وجتد‬
‫ً‬
‫نفسك الهثا وراء رغبات أكرب‪ ..‬س��تفقد النوم وتقصر يف حق‬
‫ً‬
‫نفسك ومن حولك‪ ..‬آمال يف النهاية أن حتقق رغبتك اليت يف ظنك‬
‫ستشعرك بالسعادة الغائب�ة يف حلظتك اآلن‪.‬‬
‫‪ 124‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫مصدر السعادة السحري‪ :‬اإلتساق مع دوافعك!‬


‫ً‬
‫لم��اذا نفعل ما نفعله؟ ما الذي حيركن��ا؟‪ ..‬رغم اختالفنا كثريا يف‬
‫تركيب�اتن�ا ومحتوانا الداخلي‪ ..‬إال أنه جيمعنا ‪ 6‬احتي�اجات أساسية‬
‫تفسر الدوافع وراء أي سلوك نفعله‪ ..‬فباختصار‪ ..‬كل سلوك‬
‫ً‬
‫تقوم به حيدث ليش��بع واحدا أو أكرث من ه��ذه اإلحتي�اجات‪..‬‬
‫يقول توين روبزن مبتكر هذا النم��وذج ‪ Six Human Needs‬أن هذه‬
‫ً‬
‫اإلحتي�اجات مغروسة نظاميا يف جهازك العصيب فأنت تشبعها‬
‫بشكل تلقايئ عرب سلوكياتك‪ ..‬ترتيب هذه االحتي�اجات وحجمها‬
‫بداخلنا هو ما جيعلنا مختلفني يف اجتاهاتن�ا ومساعين�ا ودوافعنا‪..‬‬
‫وتنقسم هذه اإلحتي�اجات إىل نوعني‪:‬‬
‫اإلحتياجات الشخصية‪ :‬كل إنس��ان فين�ا جيد طرقه اخلاصة‬
‫إلشباع هذا النوع‪ ،‬وهي أربع أنواع‪..‬‬
‫‪ .1‬التحديد والتحكم‪ :‬االس��تقرار ووضوح املس��تقبل والسيطرة‬
‫على جوان��ب احلياة املختلفة‪ ..‬ويش��مل ه��ذا االحتي���اج الرغبة‬
‫يف احلصول على السعادة وجتنب األلم‪ ..‬فكلما كانت حاجتك‬
‫للتحكم مرتفعة‪ ..‬كلما قلت رغبتك يف املخاطرة والتجربة‪.‬‬
‫‪ .2‬التغيري والتنوع‪ :‬خوض املجهول وجتربة اجلديد واكتشاف‬
‫آف��اق مختلف��ة‪ .‬هنا يربز حبن�ا للمفاجآتالس��ارة بالتأكيد وليس‬
‫السيئ�ة‪ ..‬فاملفاجآت الغري سارة نسميها مشكالت‪ ..‬ولذا يتفاوت‬
‫هذا اإلحتي�اج من شخص آلخر‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪125‬‬

‫‪ .3‬األهمية والغاية‪ :‬الش��عور بأنك ذو أهمية وغاية‪ ..‬والشعور‬


‫بالتفرد والتمزي واإلختالف‪ ..‬يش��بع بعضنا هذا اإلحتي���اج ببن�اء‬
‫ثروة كربى‪ ..‬أو لفت األنظار على شبكات التواصل اإلجتماعي‪..‬‬
‫أو عمل يشء مختلف وجديد‪.‬‬
‫‪ .4‬احلب والرتابط‪ :‬الشعور القوي بالتقارب مع شخص أو يشء‬
‫ما‪ ..‬اإلحساس باالنتماء إىل مجموعة ومبدأ وهوية‪.‬‬
‫بينما النوع الثاين من االحتي�اجات وهو االحتي�اجات الروحية‪ :‬هو‬
‫نادر اإلش��باع‪ ..‬ولكن هؤالء القلة من البش��ر الذين يشبعون هذا‬
‫النوع‪ ..‬فهم يش��عرون بقمة الرضا الداخلي والسعادة العميقة‪..‬‬
‫وهي نوعان‪:‬‬
‫‪ .1‬النمو والتطور‪ :‬التقدم والتوسع املستمر يف القدرات واملعارف‬
‫واملهارت واملدارك‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلسهام‪ :‬الرتكزي على العطاء وإضافة قيمة ملن حولك بالدعم‬
‫واملساعدة واملنح‪ ..‬احلياة احلقيقة هي تلك اليت لها معىن‪ .‬ومعىن‬
‫احلياة ال يأيت مما حتصل عليه ولكن مما تمنحه وتعطيه‪.‬‬
‫ً ً‬
‫ما جيعلك س��عيدا حقا هو النمو الذي تصنعه يف شخصك (‪)5‬‬
‫واإلس��هام الذي يقدم��ه هذا الش��خص الذي صنعت��ه(‪ .)6‬يظن‬
‫الن��اس أن الم��ال هو الداف��ع رق��م ‪ #1‬لتحفزي الرغبة عل��ى العمل‬
‫واإلجناز‪ ..‬ولكن دافع اإلسهام وترك األثر والعطاء دائما ما يثبت‬
‫ً‬
‫عكس ذلك‪ ..‬لقد صنع املتطوعون واله��واة واحدا م��ن أعظم‬
‫‪ 126‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫مصادر املعلومات على اإلنرتن��ت "ويكيبي�ديا ‪ "Wikipedia‬فقط‬


‫ألنهم حيبون هذا العمل ويتلذذون باإلسهام لغاية أكرب منهم وهي‬
‫إفادة العالم ونشر العلم‪ ،‬بينما أنفقت مايكروسوفت ماليني‬
‫الدوالرات لتصنع موسوعة موازية "‪-Encarta‬إنكارتا" ولكن كل‬
‫ً‬
‫محاوالتهم باءت بالفش��ل إىل أن حولتها ميكروسوفت مؤخرا إىل‬
‫قاموس بسيط عام ‪ ..2009‬إنها عظمة احلاجة إىل اإلسهام وترك‬
‫بصمتك يف هذا الكون‪ ..‬ما ال يعرفه الكثريون عن هرم ماسلو أن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مبتكره "ابراهام ماسلو" قد أجرى تعديال أخريا على الهرم قبل‬
‫وفاته‪ ..‬حيث أضاف حاجة سادسة لإلحتي�اجات اإلنساني�ة اليت‬
‫رتبها بعد احلاجة إىل حتقيق الذات‪ ..‬وهي احلاجة إىل "اإلس��هام‬
‫‪."Transedence‬‬
‫أسئلة للتفكير العميق‪..‬‬
‫‪ -‬ما هو أكرث احتي�اج تركز على إشباعه يف حياتك؟‬
‫‪ -‬ما هي الطرق والسلوكيات اليت تشبع بها اإلحتي�اجات الستة‬
‫يف عملك‪ ،‬عالقاتك‪ ،‬صحتك‪ ..‬إلخ؟‬
‫‪ -‬كيف يمكن أن تركز على النمو واإلسهام؟‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪127‬‬

‫طبق خماسية بورشارد للسعادة‬


‫أعود إىل إجابة سؤال‪ :‬كيف أكون سعيدا؟ إذا طبقت خماسية‬
‫بورشاد للس��عادة اليت ذكرها يف كتابه ‪ ..The Charge‬فهو يف وجهة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نظري أفضل من عرف السعادة تعريفاعمليا يمكنك أن تمارسه‬
‫بشكل يويم‪ ..‬لقد طورت تمرين كوتشنج من خماسية بورشارد‬
‫للس��عادة‪ ..‬فقد بىن السعادة اليومية على خمس أعمدة رئيسية‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬التغري والتقدم‪ :‬أن حيدث تطوير يويم يف حياتك يف بعض أو‬
‫كل جانب من جوانبها‪.‬‬
‫‪ .2‬التح��دي‪ :‬أن تتواجد أهداف صعبة وتوجهات أكرب منك يف‬
‫حياتك‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .3‬اإلنت�اج اإلبتكاري‪ :‬أن تنتج عمال من ابتكار ك و إبداعك‪.‬‬
‫‪ .4‬االتص��ال اإلجتماع��ي‪ :‬أن تمتلك حي��اة اجتماعي��ة عاطفية‬
‫إجيابي�ة مليئ�ة باحلب واإلشباع العاطفي‪.‬‬
‫‪ .5‬العط��اء واإلس��هام‪ :‬أن تضع بصمتك وترتك أثرك وتمنح‬
‫الناس عطاءات مختلفة‪.‬‬
‫إذا اس��تطعت أن تعيش هذه املباديء اخلمسة بشكل عملي‬
‫يويم‪ ..‬فأعدك أن تكون أس��عد إنس��ان على هذه األرض‪ ..‬الحظ‬
‫أن المال واملمتلكات الش��خصية ليس لها أي تواجد يذكر يف هذه‬
‫‪ 128‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫ً‬
‫املباديء‪ ..‬فالس��عادة حقا مهمة داخلية فقط‪ ..‬أما غري ذلك مما‬
‫يشعرك بإجيابي�ة فهو ما يطلق عليه لذة أو متعة وليس سعادة‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪129‬‬

‫أداة كوتشنج‪5.‬‬
‫السعادة العملية‬

‫لتتواصل مع ذاتك العليا بداخلك الكتشاف قيمك‪:‬‬


‫امأل الفراغات املتاحة باملطلوب يف ك��ل خانة لتحول أعمدة‬
‫الس��عادة إىل تطبيق��ات عملي��ة حي��ة يف حياتك وتس��تمتع‬
‫بالسعادة‪:‬‬

‫معارف يلزمني تعلمها‪:‬‬


‫كتب أحتاج قراءتها‪:‬‬
‫مهارات يلزمني اتقانها‪:‬‬ ‫التغيير‬
‫دورات أحتاج حضورها‪:‬‬ ‫‪1‬‬
‫خبير أسعى للتتلمذ على يديه‪:‬‬ ‫والتقدم‬
‫عادات سلبية أريد إزالتها‪:‬‬
‫عادات إيجابية أريد غرسها‪:‬‬

‫مشروع أريد إطالقه‪:‬‬


‫مبادرة مجتمعية تنموية أتبناها‪:‬‬
‫فريق تطوعي أريد تأسيسه‪:‬‬
‫فكرة كبيرة أريد تنفيذها‪:‬‬
‫التحدي‬ ‫‪2‬‬
‫حلم أريد بناؤه بجانب وظيفتي‪:‬‬
‫مبلغ مادي أريد تحقيقه‪:‬‬

‫صدقة أسبوعية أريد منحها‪:‬‬


‫أشخاص يحتاجون مساعدتي‪:‬‬
‫أشخاص يمكنني إفادتهم‪:‬‬
‫العطاء‬ ‫‪3‬‬
‫فكرة تنموية أريد تنفيذها‪:‬‬
‫‪ 130‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫فكرة أريد تطبيقها في عملي‪:‬‬


‫بحث أريد تنفيذه ونشره‪:‬‬
‫مبادرة أريد إنشاءها وتنميتها‪:‬‬
‫مقاالت أريد كتابتها‪:‬‬
‫قناة يوتيوب مفيدة أريد إنشاءها‪:‬‬
‫مدونة أريد بدأها‪:‬‬ ‫اإلنتاج‬
‫كتاب أريد تأليفه‪:‬‬ ‫‪4‬‬
‫رسمات أريد رسمها‪:‬‬ ‫االبتكاري‬
‫أنشودة أريد تأليفها وتلحينها‪:‬‬
‫صفحة فيسبوك أريد إطالقها‪:‬‬
‫تصميمات أريد تنفيذها‪:‬‬
‫مشروع نظرية فكرية أريد البحث فيه‬
‫وإطالقه‪:‬‬

‫أشخاص أريدهم أصدقاء لي‪:‬‬


‫أنشطة لتطوير عالقتي بزوجتي‪:‬‬
‫أنشطة لتطوير عالقتي بأبنائي‪:‬‬ ‫اإلتصال‬
‫أنشطة لتطوير عالقتي بالوالدين‪:‬‬ ‫‪5‬‬
‫أنشطة لتطوير عالقتي بمديري‪:‬‬ ‫اإلجتماعي‬
‫أنشطة لتطوير عالقتي بزمالء العمل‪:‬‬
‫أنشطة لتطوير عالقتي بعمالئي‪:‬‬
131
132
‫ثاني أكسيد النجاح ‪133‬‬

‫العنصر الثاني‬

‫الرؤية‬
‫‪Vision‬‬
‫اآلن جاء وقت البحث عن رؤيتك وحتديد وجهتك على أساس‬
‫من وعي عميق بذاتك وإدراك ألسبابك ودوافعك‪ ..‬حيتوي عنصر‬
‫الرؤية ‪ Vision‬على أربع مكونات أساسية‪:‬‬
‫‪ .1‬اكتشاف رؤية حياتك‬
‫قب��ل أن تنش��غل بال��رؤى الصغ��رى واألهداف املرحلي��ة‪ ..‬ابدأ‬
‫بالنهاية العظىم‪ ..‬نهاية حياتك‪.‬‬
‫‪ .2‬كيمياء األهداف ومسافة التصويب‬
‫ما أجمل أن تعي أن لكل يشء قانون كوين حيكمه‪ ..‬كذلك‬
‫األهداف املرحلية وتفاعلها مع عقلك لها قانونها‪ ..‬وعيك بذلك‬
‫سيختصر لك الكثري من املسافات‪ ..‬سواء يف أهدافك القريب�ة أو‬
‫البعيدة‪.‬‬
‫‪ 134‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫‪ .3‬موعد مع املخرج السينمايئ ‪ #1‬يف العالم‬


‫الرؤى اجلميلة لم تكن لتكتب على الورق وتوض��ع يف األدراج‬
‫أو تعلق على احلوائط فقط‪ ..‬ولكنها وجدت لتعيش يف وجدانن�ا‬
‫وشاشات عقولنا‪ ..‬لتلهمنا وتشحذ طاقاتن�ا‪ .‬احجز تذكرتك مع‬
‫هذا املخرج املبتكر‪.‬‬
‫‪ .4‬الرتكزي اللزيري ÷ األولويات‬
‫قد تشغلك زحام الطريق وعقبات الرحلة عن رؤيتك اجلميلة‪..‬‬
‫فتارة تنساها‪ ..‬وتارة تنشغل عنها بمسارات أقل أهمية‪ ..‬فتت�أخر‬
‫وحتبط وقد تتوقف! كيف تسلط شعاع اللزير اخلارق من عقلك‬
‫على رؤيتك؟‬
‫ادخل املخترب اآلن لفهم مكونات هذا العنصر يف الفصول األربعة‬
‫القادمة‪...‬‬
135
136
‫ثاني أكسيد النجاح ‪137‬‬

‫الفصل الخامس‬

‫اكتشاف رؤية‬
‫حيــــــاتــــــك‬
‫ً‬
‫“الش���يء األس���وأ من أن تك���ون كفيفا ه���و أن تكون‬
‫ً‬
‫مبصرا ولكن بال رؤية”‪.‬‬
‫هيلين كيلر‬

‫كتلة من الرخام ترجع أصولها إىل عام ‪1400‬م‪ ..‬اعتربها الناس‬


‫كتلة معيب���ة‪ ،‬ال طائل منه��ا وال قيم��ة فيها‪ ..‬وبعد مرور أكرث‬
‫منمئةعام على وجودها يف وسط املدين�ة‪ ..‬مر حنات شاب جبانبها‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يبل��غ من العم��ر ‪ 26‬عاما‪ ،‬ويب�دو أنه رأى ش��يئ�ا مختلفا لم يره أحد‬
‫من قبله‪ ..‬لقد كانت لديه رؤية أكرب لهذه الكتلة من الرخام‪ ..‬قرر‬
‫البدء يف حنتها بعمل دؤوب وس��هر طويل امتد ألكرث من عامني‬
‫متت�اليني وسط تعجب ودهشة من حوله‪ ..‬إىل أن حولها إىل تمثال‬
‫‪ 138‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫ديفيد!‪ ..‬يقول هذا النحات الشاب مايكل أجنلو (وهو يعترب من‬
‫ً‬
‫عظم��اء النحت يف التاريخ) جملته الش��هرية واصف��ا جتربة حنته‬
‫الفريدة مع قطعة الرخام‪ ..‬يقول‪:‬‬
‫ً‬
‫"رأيت بالفعل ديفيد بالداخل‪ ،‬لم أفعل شيئ�ا سوى اإلفراج عنه‬
‫بتقطيع وإزالة الرخام الزائد حوله والذي كان حياصر ظهوره"‪.‬‬
‫ً‬
‫أنت لس��ت محدودا يف هذه احلي��اة حبدود ظروفك الراهنة أو‬
‫قدراتك احلالية‪ ..‬ولكن حدودك احلقيقية هي حدود رؤيتك‬
‫اليت تضعها لنفسك‪ ..‬فالرؤية ليست فقط مجرد كلمات تكتب‬
‫أو توكيدات تكرر‪ ..‬ولكنها صورة لما يمكن أن يكون‪ ..‬إنها اتصال‬
‫ً‬
‫م��ع الذات العليا اليت تعيش بداخلك‪ ،‬إنها دعوة لتصبح ش��يئ�ا‬
‫أكرث بكثري مما أنت عليه اآلن‪.‬‬
‫ما هي رؤيتك وماذا تريد من هذه احلياة القصرية؟ كيف تريد أن‬
‫ً‬
‫يت�ذكرك الناس؟ لن أطيل كثريا يف هذا الفصل عن أهمية الرؤية‬
‫ً‬
‫لتوجهك يف احلي��اة‪ ..‬فأنت تعلم ذلك جيدا‪ ..‬لذلك س��ندخل‬
‫ً‬
‫مخترب الكوتش��نج سريعا هذه املرة‪ ..‬مع ثالث أدوات كوتشنج‬
‫الكتشاف رؤيتك يف احلياة‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪139‬‬

‫أداة كوتشنج‪6.‬‬
‫تمرين الكرسي الهزاز‬

‫ً‬
‫أنت اآلن عمرك ‪ 90‬عاما‪ ،‬جتلس على كريس هزاز مريح وأنت‬
‫يف قمة سعادتك ورضاك عن حياتك‪ ..‬وتنظر إىل حياتك اليت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مضت متأمال ومقيما‪ ..‬أجب عن األسئلة التالية بهدوء‪.‬‬
‫‪ .1‬من أنت اآلن؟ ِصف نفسك؟ ما الذي يقدره فيك الناس‬
‫من صفات وقيم؟‬
‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ .2‬م��ا الذي أجنزته؟ ما الذي أنت فخور به؟ ما الذي أضاف‬


‫حلياتك الرضاوالسعاة والنجاح طيلة الفرتة الماضية؟‬
‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬
‫‪ 140‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫‪ .3‬كيف كانت حياتك يف اجلوانب الروحية‪ ،‬الش��خصية‪،‬‬


‫الصحية‪ ،‬العائلية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬املهني�ة‪ ،‬المادية؟‬
‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ .4‬م��ا ال��ذي تراه حولك اآلن؟ بم تش��عر؟ ما الذي جيعلك‬


‫ً‬
‫سعيدا يف هذه اللحظة؟‬
‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪141‬‬

‫أداة كوتشنج‪7.‬‬
‫تمرين مقال الجريدة‬

‫بع��د حتقيقك ألضخم إجناز نهاية حياتك‪ ،‬س��تكتب كل‬


‫ً‬
‫اجلرائ��د عنك مقاال يت��م نش��ره يف الصفح��ة األوىل عن هذا‬
‫ً‬
‫اإلجناز‪ ..‬أو ربما يكون هذا املقال تأبين�ا لك بعد الوفاة‪ ..‬اكتب‬
‫ً‬
‫املقال مراعيا التايل‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ .1‬اكتب ‪ 200-500‬كلمة مراعيا الكتابة يف الزمن المايض‪.‬‬
‫‪ .2‬اذكر كل شخص ساعدك لتحقيق هذه اإلجنازات‪.‬‬
‫‪ .3‬ال تنس أن تعطي خلفية عن حياتك وجناحاتك السابقة‬
‫وإسهاماتك‪.‬‬
‫‪ .4‬كيف سيفيد هذا النجاح القراء؟ ما عالقته حبياتهم؟‬
‫‪ .5‬ال تنىس كتابة أسماء اجلرائد اليت ستنشر هذا املقال‪.‬‬
‫‪ .6‬ال تقل��ق عل��ى األخطاء اللغوي��ة واإلمالئي�ة‪ ..‬الهدف هو‬
‫اكتشاف رؤيتك للحياة‪.‬‬
‫‪ 142‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫أداة كوتشنج‪8.‬‬
‫تقرير الدقيقة الواحدة‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫سيكون خرب وفاتك حدثا جلال!! وستسلط وسائل اإلعالم‬
‫الرتكزي على اخلرب مع بث تقري��ر مدت��ه دقيقة واح��دة عن‬
‫حياتك وإجنازاتك وإس��هاماتك للعالم‪ ..‬ما ال��ذي تريد أن‬
‫حيتويه التقرير؟‬
‫‪ -‬ما مجال القنوات اليت ستبث التقرير؟ (فني�ة ـ إخبارية ـ‬
‫علمية‪. ..‬إلخ)‬
‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ -‬ما املوسيقى املستخدمة أثن�اء عرض التقرير؟‬


‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ -‬ماذا سيشعر املتابعون أثن�اء مشاهدة التقرير؟‬


‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ -‬هل أنت فخور بهذا التقرير؟ لماذا؟‬


‫‪.................................................................................................................................................................‬‬
143
144
‫ثاني أكسيد النجاح ‪145‬‬

‫الفصل السادس‬

‫كيمياء األهداف‬
‫ومسافة التصويب‬
‫“ال تتمثل مأساة الحياة في الفشل للوصول لهدفك‪..‬‬
‫ولكن المأساة الحقيقية هي أال يكون لك هدف”‪.‬‬
‫مجهول‬
‫بع��د أن حددت رؤي��ة حيات��ك‪. ..‬س��تتجه اآلن إىل حتويلها إىل‬
‫أهداف مرحلية لتب���دأ التحرك بعده��ا للعمل‪ ..‬ويوج��د نوعان‬
‫من األهداف‪ ..‬قص�يرة املدى وبعي��دة املدى‪ ..‬وختتلف املدارس‬
‫واملراجع يف تعريفهما وأنا أجد التعريف التايل األكرث مناسبة‪..‬‬
‫ً‬
‫األهداف قصرية املدى وهي تلك اليت تستغرق ‪ 12‬شهرا كحد‬
‫أقىص فتشمل األهداف اليومية و األسبوعية والشهرية والربع‬
‫سنوية والسنوية مثل احلصول على شهادة معين�ة أو حتقيق وزن‬
‫ما أو السفر لبلد معني‪ ..‬أما األهداف بعيدة املدى فهي تستغرق‬
‫ً‬
‫وقتا يتخطى أكرث من اخلمس سنوات مثل التخرج من كلية ما أو‬
‫بن�اء مشروعك اخلاص أو تغيري مسارك املهين‪.‬‬
‫‪ 146‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫العقل يحب األهداف قصيرة المدى‬


‫ً‬
‫عندما حنقق هدفا ما فإنن�ا نش��عر بس��عادة اإلجن��از ويفرز العقل‬
‫مادة الدوبامني اليت تمألنا بأحاس��يس الفخر والس��عادة لتتخزن‬
‫ه��ذه التجربة اإلجيابي�ة يف الذهن‪ ..‬فزتداد رغبتك يف أن تكرر هذه‬
‫التجرب��ة من جديد لتش��عر بنفس هذا الش��عور اإلجيايب‪ ..‬هذا ما‬
‫يسميه العلماء نظام املكافأة العقلي ‪...Brain Reward System‬‬
‫ً‬
‫لذا نقوم دائما يف جلسات الكوتشنج بوضع أهداف صغرية‬
‫قصرية املدى ألس��اعد العميل عل��ى حتقيق (انتصارات صغرية)‬
‫فيعمل نظام املكافأة لديه وترتفع رغبت�ه يف عمل املزيد من هذه‬
‫اإلنتصارات البسيطة‪ ..‬فإذا أردت أن أساعد العميل على غرس‬
‫ع��ادة القراءة يف يومه‪ ..‬فإنين أبدأ معه بوضع جدول متابعة لعادة‬
‫القراءة حبيث ال تتعدى ‪ 10‬دقائق يوميا حبيث تكون سهلة التطبيق‬
‫وال يمكن أن يتكاسل عنها‪ ..‬وهذا ال يتن�اقض مع األهداف الكربى‬
‫والطموحة إذا أدركنا أنن�ا سنقطع الفيل الكبري إىل قطع صغرية‬
‫حىت نستطيع أن نأكله بسهولة‪.‬‬
‫قاعديت هنا هي‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫"ك��ن صغ�يرا يف األه��داف القص�يرة‪ ..‬ضخم��ا يف األهداف‬
‫البعيدة"‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫فبدال من أن تضع هدفا بعيدا ضخما وهدفا متوس��طا ضخما‪..‬‬
‫اجعل لك ‪ 5‬أهداف قصرية كل يوم وكل أسبوع وكل شهر‪ ..‬وبذلك‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪147‬‬

‫ً‬
‫تضمن سيال من إفرازات الدوبامني املتكررة على مدار اليوم لتغرق‬
‫عقلك باستمرار فتشعر بسعادة اإلجناز والتقدم باستمرار‪.‬‬
‫ً‬
‫وإليك النموذج التايل خلطة متوازنة جدا بني األهداف البعيدة‬
‫والقصرية‪.‬‬
‫• هدف بعيد املدى (خمس س��نوات)‪ :‬أنا أمتلك مشروع‬
‫ً‬
‫يف املج��ال العق��اري يدخ��ل ش��هريــا مليــــــ��ون دوالر بنهاي��ة‬
‫ديســـــمرب‪20.....‬م‪.‬‬
‫ً‬
‫• هدف قصري املدى (ش��هري)‪ :‬أنا أوفر ‪ 1000‬دوالر ش��هريا‬
‫لتكوين رأس المال اخلاص بمشروعي‪.‬‬
‫ً‬
‫• هدف قص�ير امل��دى (أس��بوعي)‪ :‬أنا أعق��د اجتماع��ا مع‬
‫مس��تثمر عق��اري ألتعل��م م��ن خربات��ه يف إدارة املش��روعات‬
‫العقارية‪.‬‬
‫‪ 5‬أهداف قصيرة المدى (يومية)‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ .1‬انا أقرأ نصف ساعة يوميا يف كتاب عقاري‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .2‬أنا أحبث يوميا يف جوجل ملدة نصف ساعة عن املشروعات‬
‫العقارية‪.‬‬
‫‪ .3‬أنا اقرأ صفحة إعالنات املشروعات العقارية يف اجلريدة‬
‫كل يوم‪.‬‬
‫‪ .4‬أنا أختيل مشروعي الضخم كل يوم يف جلسة ختيل خلمس‬
‫دقائق‪.‬‬
‫‪ 148‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫جبل األهداف بعيدة المدى‬


‫يعرف برايان تراييس الهدف المادي الطموح بأن تضرب رقم‬
‫الدخل الذي تسعى إىل حتقيقه هذا العام يف عشرة‪ ..‬فإذا كانت‬
‫ً‬
‫حساباتك تؤدي إىل هدف سنوي للدخل وهو ‪ 100000‬مثال‪ ..‬فإن‬
‫الهدف الطموح يكون ‪10*100000‬‬
‫الهدف الطموح = ‪1000000‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يب�دو األمر صعبا وكبريا بل ومستحيال للبعض‪ ..‬ولكن مثل‬
‫ه��ذه األهداف الضخمة هي ال�تي تصنع الفارق وحتفز اإلنس��ان‬
‫إىل التحرك والتفكري الكبري واستفزاز أكرب قدر من الطاقات‬
‫واإلمكاني�ات‪ ..‬وكما تقول احلكمة "إذا لم يكن هدفك يتحداك‪..‬‬
‫فلن يغريك" وتقول أخرى "ال تسمح للعقول الصغرية أن تقنعك‬
‫بأن أحالمك أكرب من الالزم"‪.‬‬
‫أهم شيء يحدث في عقلك عندما تضع هدفاً جديداً‬
‫التغ�ير الفوري يف صورتك الذاتي�ة ه��و ما أول ما حيدث عندما‬
‫يب���دأ الهدف يف االس��تقرار بذهنك‪ ..‬إن العقل يمتص الهدف‬
‫اجلديد مباش��رة ويدمجه يف الصورة الذاتي�ة لك‪ ..‬إنك تشاهد‬
‫ً‬
‫نفسك بصورتك الذاتي�ة اجلديدة يف عني عقلك‪ ..‬ونظرا لعدم‬
‫وجود توافق بني الواقع وبني الصورة الذهني�ة يف العقل فس��يولد‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ذلك توترا إجيابي�ا داخليا حول صورتك الذاتي�ة‪ ..‬مما يدفع عقلك‬
‫للعمل على إجناز الهدف املطلوب حلل عدم التوافق النائش‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪149‬‬

‫عندما نقصر يف حتقيق األهداف فإن العق��ل يعاقبن�ا بعدم إفراز‬


‫الدوبامني ولذا نشعر بمشاعر الذنب والقلق والتوتر لعدم الزتامنا‬
‫بما عقدنا عليه العزم أن نفعل��ه‪ ..‬لذا فإن عدم تنفيذ املتفق عليه‬
‫مع ذاتك سيؤدي بك إىل أثر نفيس سليب‪.‬‬
‫كيف نبقي على حافزيتنا مرتفعة لألهداف البعيدة؟‬
‫‪ .1‬اخلق جملة تذكريية لهدفك البعيد‪ Mantra ..‬حبيث تذكر بها‬
‫ً‬
‫نفسك دائما لتثبت نفسك على الطريق‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .2‬لوح��ة الرؤي��ة (ضع ص��ورا ألهدافك أمام عينك يف املزنل‪/‬‬
‫ً‬
‫املكتب‪/‬السيارة‪ ..‬لكي تشحن عقلك بها دائما‪ ..‬ويمكنك اآلن‬
‫وضعها على جهاز هاتفك وحاسوبك باستخدام التطبيق الهاتفي‬
‫‪)Vision Board Pro‬‬
‫‪ .3‬تمارين التخيل(اقرأ الفصل القادم)‬
‫‪ 150‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫المناظرة الشرسة‪:‬‬
‫جتد قطعة التش�يز كيك أمامك تن�اديك لتأكلها‪ ..‬رغبة عارمة‬
‫ال يمك��ن مقاومته��ا‪ ..‬وعلى اجلانب اآلخر صوت داخلي خافت‬
‫يدعوك أن تلزتم باخلطة اجلديدة لب��دء احلمية ألنن�ا اآلن يف أول‬
‫ً‬
‫الع��ام؟ أحيانا تنتصر الرغبات ويف أحايني أخرى تنتصر اإلرادة‪..‬‬
‫إنها مناظرة ال منتهية شرس��ة بني ما نري��د وما ينبغي أن نفعله‪..‬‬
‫إنها يف احلقيقة ذات بعد أعم��ق من ذلك بكثري‪ ..‬فأنت يف الواقع‬
‫تمتلك عقلني‪ :‬العقل البدايئ ‪ Primitive Brain‬ويعرف هذا اجلزء‬
‫بال��ـ ‪ Limbic System‬والعق��ل احلديث ‪ Modern Brain‬املعروف بـ‬
‫‪Pre-Frontal Cortex‬‬
‫العقل البدايئ يمتلك األهداف الفطرية ألي إنس��ان ليعيش‪..‬‬
‫مث��ل عق��ل اإلنس��ان األول عندم��ا ع��اش عل��ى األرض‪ ..‬أن جيد‬
‫الطعام‪ ..‬أن جيد شريك حياته‪ ..‬أن يعيش يف مكان آمن مستقر‪..‬‬
‫ولذا أصبحت هذه االحتي�اجات أساسات مغروسة فطرية فين�ا‪.‬‬
‫أما العقل احلديث يساعدنا على التحكم يف تصرفاتن�ا والتفكري‬
‫قب��ل اإلق��دام عل��ى أي فعل‪ ..‬إن��ه العق��ل الواعي املتحدث‪ ..‬إنه‬
‫الصوت الداخلي العاقل‪ ..‬إن وظيفته مساعدتك على الوصول‬
‫ً‬
‫ألرىق أهدافك مهما كانت بعي��دة‪ ..‬فهو ال يتحفز أب��دا بأي عوائد‬
‫فورية‪ ..‬إنه يفكر فقط يف املستقبل‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪151‬‬

‫ً‬
‫إنها حقا حرب مس��تمرة بني العقلني‪ ..‬فالبدايئ ما زال يظن أن‬
‫الطعام واجلنس واألمان مسألة حياة أو موت وأنهما كل احلياة‪..‬‬
‫ويبقى اخليار لعقلك احلديث أن يقرر ما إذا كان سيكبح هذه‬
‫الرغبات أو يسري وراء عدوه البدايئ‪.‬‬
‫صعوبة التغيير‬
‫تشري الدراسات إىل حقائق هامة عن سلوك غالبي�ة الناس جتاه‬
‫التغيري وتطوير ذواتهم‪:‬‬
‫• ‪ 25%‬من الناس ينس��ون تغيريات بداية العام بعد أسبوع من‬
‫بداية العام‪.‬‬
‫• ‪ 60%‬ينسون التغيريات بعد ست ش��هور (الشخص العادي‬
‫يكتب اخلطة ‪ 6‬مرات خالل الست شهور قبل أن يرتكها)‪.‬‬
‫ً‬
‫• ‪ 5%‬م��ن الناس الذين يفقدون وزنا يبقون ويثبتون على وزنهم‬
‫ً‬
‫اجلديد‪ ..‬بينما ‪ 95%‬منهم يستعيدون وزنهم املفقود وأحيانا أكرث‬
‫من السابق‪.‬‬
‫ح�تى بعد اإلصاب��ة بالنوبات القلبي�ة‪ ،‬فق��ط ‪ 14%‬من املصابني‬
‫يقومون بتغيريات جذرية يف وجباتهم الغذائي�ة وأسلوب حياتهم‪..‬‬
‫بينما يعود الباقون اىل نظامهم السابق‪.‬‬
‫يف دراس��ة قامت به��ا د‪.‬جي��ل ماثيوس(أس��تاذ عل��م النفس يف‬
‫جامعة الدومينيكان يف كاليفورني�ا) عن حتديد األهداف على أكرث‬
‫‪ 152‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫من ‪ 267‬مشرتك‪ ..‬وجدت أن من كتبوا أهدافهم زادت احتمالية‬


‫حتقيق أهدافهم بنس��بة ‪ 42%‬أكرث من هؤالء الذين لم يكتبوا‬
‫أهدافهم‪.‬‬
‫كل هذه األرقام‪ ..‬تدعوك إىل توضيح أهدافك وحتديدها بشكل‬
‫دقيق‪ ..‬حىت يتبعك عقلك يف السعي إىل حتقيقها‪ ..‬لتقهر املقاومة‬
‫ً‬
‫األولية اليت يقودها عقلك البدايئ بامتي�از‪ ..‬وتذكر دائما أن احلياة‬
‫مثل البوصلة‪ ..‬كلما حددت اجتاهك بوضوح‪ ..‬ستقودك بسالسة‬
‫إىل هناك‪.‬‬
153
‫‪ 154‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫أداة كوتشنج‪8.‬‬
‫أهداف الشهور الثالثة القادمة‬

‫أجب عن األسئلة التالية بتمعن وتركزي‪:‬‬


‫‪ .1‬كيف أريد أن تكون حيايت بعد ثالثة ش��هور من اآلن؟ كن‬
‫ً‬
‫دقيقا ألقىص درجة‪.‬‬
‫• عادايت الشخصية والتطوير الشخيص‬
‫• احلياة املهني�ة‬
‫• الصحة‬
‫• المال‬
‫• العالقات والصداقات‬
‫• الروح‬
‫• جوانب أخرى لم تذكر‬
‫‪ .2‬ما مدى قربك من كل هدف يف اجلوانب املختلفة من‬
‫(‪ = 0( ..)0-10‬بعيد تماما ـ ‪ = 10‬أنت تعيش الهدف)‬
‫‪ .3‬اكتب ‪ 3‬أفعال عملية تس��اعدك على حتقيق الهدف‬
‫ً‬ ‫لاً‬
‫املنش��ود يف كل جانب؟ ( اجعل فع واح��دا منهم على األقل‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪155‬‬

‫يكن عادة مس��تمرة بش��كل يويم‪ ،‬أما الفعل�ين اآلخرين‬


‫فليكونوا أفعال متفرقة)‪.‬‬
‫‪........................................................‬‬ ‫مىت؟‬ ‫الفعل األول‬
‫‪......................................................‬‬

‫‪.........................................................‬‬ ‫مىت؟‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫الفعل الثاين‬


‫‪.........................................................‬‬ ‫مىت؟‬ ‫الفعل الثالث‬
‫‪...................................................‬‬

‫‪ .4‬كرر اخلطوة ‪ 3‬مع كل اجلوانب يف حياتك لتستمتع خبطة‬


‫شاملة ومحددة لكل جوانب حياتك‪.‬‬
156
‫ثاني أكسيد النجاح ‪157‬‬

‫الفصل السابع‬

‫موعد مع المخرج‬
‫السينمائي‬
‫‪ #1‬في العالم‬
‫ً‬
‫“بمج���رد أن تتص���ور حلم���ا‪ ،‬ف���إن الك���ون يتآم���ر ليجعله‬
‫حقيقة”‪.‬‬
‫مجهول‬
‫لكي تصل إىل ما تريد‪ ..‬عليك أن تب�ذل العديد من األفعال‪..‬‬
‫ويوج��د نوعان من األفعال يمكنك فعله��م‪ ..‬أفع��ال خارجية‬
‫وأفعال داخلية‪ ..‬األفع��ال اخلارجية أن تدرس وتتعلم وتتواصل‬
‫مع أناس وجهات معين�ة وتبين عالقات وهكذا‪ ..‬أم��ا األفعال‬
‫الداخلي��ة تش��مل التخي��ل والتأمل وبرمج��ة األهداف يف العقل‬
‫الباطن والتوكيدات‪ ..‬تؤكد الدراس��ات أن فعل واحد داخلي =‬
‫‪ 7‬أفع��ال خارجي��ة‪ !)1:7( ..‬إنها نس��بة عظيمة توض��ح مدى تأثري‬
‫‪ 158‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫األفعال الداخلية العميقة يف برمجة عقلك بأهدافك وتس��ريع‬


‫سرعة حصولك عليها‪.‬‬
‫يع��د التخي��ل م��ن أق��وى األفع��ال الداخلية اليت ستس��اعدك‬
‫ً‬
‫كثريا لتس��ريع وصولك إىل ما تريد بل وغرسه يف عقلك الباطن‬
‫لصياغة طريقة تفكريك يف اجتاه البحث عن األدوات واملوارد‬
‫الالزم��ة لتحقيق هدفك‪ ..‬إنه��ا واحدة م��ن املزيات الفارقة اليت‬
‫ً‬
‫جتعل اإلنس��ان متفوقا على بايق الكائن�ات بقدرته على أن يرى‬
‫املستقبل يف عني ذهنه‪.‬‬
‫بمجرد أن تغمض عينيك وتتصور حياتك املثالية بعد سنة أو‬
‫ً‬
‫خمس سنوات مثال‪ ..‬فإنك بذلك حتمل هذه الصور من عقلك‬
‫الواعي إىل عقلك الالواع��ي والذي يعد مصدر اإلله��ام واإلبداع‬
‫واإلجن��از‪ ..‬إنه مخرج املش��هد الذي يدي��ر ‪ 80%‬من حياتن���ا‪ ..‬فإذا‬
‫اس��تطعت أن تقن��ع ه��ذا املخ��رج بالص��ور ال�تي تريده��ا‪ ..‬فإنه‬
‫ً‬
‫سيساعدك بأفكاره وتركزيه وعمقه ليقودك سريعا إىل حتقيق‬
‫أشرس أحالمك اليت تتمناها‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪159‬‬

‫أنواع التخيل‬
‫ينقسم التخيل إىل ‪ 3‬أنواع‪:‬‬
‫• التخيل الصوري‪ :‬تس��تخدم فيه الصور لتمثي�ل األهداف مثل‬
‫تعليق سبورة يف املزنل أو املكتب عليها صور الس��يارة اليت حتلم‬
‫باقتن�ائه��ا أو ص��ورة البيت اليت حتلم بالعيش فيه وهك��ذا‪ ..‬أو‬
‫ً‬
‫ربما تس��تخدم هاتفا أو ‪ ipad‬لوضع الصور أيضا‪ ..‬ويس��تخدم يف‬
‫جلسات الكوتشنج لألشخاص البصريني‪.‬‬
‫ً‬
‫• التخيل الكتايب‪ :‬أن توصف املستقبل كتابي�ا كما تريده أن‬
‫تكون وبصيغة الزمن احلاضر كأنك تكتب وأنت هناك يف‬
‫وليس‬ ‫هذه اللحظ��ة‪( ...‬أنا امتلك م�نزل ك��ذا‬
‫‪........................................‬‬

‫) يستخدم لألشخاص‬ ‫سوف أمتلك مزنل كذا‬


‫‪........................................‬‬

‫احلسيني‪.‬‬
‫• التخي��ل املوجه‪ :‬يقوم ش��خص أوصوت ش��خص بتوجيهك‬
‫لتخي��ل ص��ور ما تري��د يف ذهنك ويق��ودك باقرتاحات��ه لتخيلها‬
‫والشعور بكل تفصيلة فيها‪.‬‬
‫‪ 160‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫عوامل نجاح التخيل‬


‫‪ .1‬الوضوح‪ :‬كلما كانت صورك واضح��ة مليئ�ة بالتفاصيل كلما‬
‫ً‬
‫جن��ح التخيل يف حتفزيك وغرس الص��ورة بقوة‪ ..‬فمث�لا ال تتخيل‬
‫نفس��ك تعيش يف م�نزل أحالمك دون ختي��ل أبعاد امل�نزل ولون‬
‫احلوائ��ط واألصوات م��ن حولك وموقع املزنل ونوع س��يارتك‬
‫الواقفة يف اخلارج ولون ما تلبسه وما تفعله يف هذه اللحظة‪.‬‬
‫‪ .2‬املدة‪ :‬ختيل عشر دقائق أفضل من خمس دقائق وهكذا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .3‬التكرار‪ :‬ختيل مرة يوميا أفضل من مرة أسبوعيا وهكذا‪.‬‬
‫‪ .4‬احلضور الش��عوري‪ :‬أن تش��عر بمش��اعرك اليت ستش��عرها‬
‫يف حلظ��ة حتقق هدفك‪ ..‬إذا ختيلت حلظة تكريم لك‪ ..‬ما الذي‬
‫ستشعره؟ ربما تقول أش��عر بالفخر والثقة والنجاح‪ ..‬اآلن اشعر‬
‫بهذه املشاعر بالتفصيل‪ ..‬إذا فعلت ذلك بشكل صحيح ستجد‬
‫ً‬
‫نفس��ك منفعال مع اللحظة فإما أن تبتس��م أو تبك��ي من قوة‬
‫الشعور‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪161‬‬

‫أداة كوتشنج‪9.‬‬
‫كتابة التأبين‬

‫اكتب رسالة تأبيني�ة كما تتمىن أن يقرأها احلضور يف يوم‬


‫جنازتك‪ ..‬ستكتب عن اإلجنازات واإلسهامات اليت حققتها‬
‫يف حياتك‪ ..‬بصيغة "هو"‪ ..‬فتكتب (قام (هو=اسمك)‬
‫بت�أسيس كذا وبن�اء كذا‪.)....‬‬
‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬
‫‪ 162‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫أداة كوتشنج‪10.‬‬
‫كتابة يومك المثالي المستقبلي‬

‫اكتب يومك املثايل بصيغة زمن احلاضر وتقرؤه كل يوم حىت‬


‫يتحول اىل حقيقة واقعة‪.‬‬
‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬
163
164
‫ثاني أكسيد النجاح ‪165‬‬

‫الفصل الثامن‬

‫التركيز الليزري‬
‫األولويات‬
‫“ال يوجد أحد مش���غول عن ش���يء في ه���ذا العالم‪..‬‬
‫إنها مسألة أولويات”‪.‬‬
‫مجهول‬
‫بمج��رد أنك حددت رؤيت��ك وقس��متها إىل أهداف عمليةثم‬
‫ختيلتها‪ ..‬لم يعد يتبقى لك إال أن تركز عليها وعلى املهام املطلوبة‬
‫لتحويله��ا إىل حقيقة‪ ..‬فكما يقول تراييس‪" :‬ما تفعله اآلن إما أن‬
‫يقرب��ك إىل أهدافك أو يبعدك عنها"‪ .‬فالكثري من الناس حيددون‬
‫ال��رؤى ويكتبونها وربما يتخيلونها ولكن برنامجه��م اليويم غري‬
‫متس��ق تماما مع ما حيلمون به‪ ..‬ولذا تكون رؤاه��م مجرد أماين‬
‫وخرافات مصورة!‬
‫‪ 166‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫فإما أنهم يقعون ضحايا ملشتت�ات احلياة وخطط اآلخرين‪ ..‬أو‬


‫أنهم لم يعملوا بش��كل كايف على تطوير تركزيهم العقلي والذي‬
‫أسميه الرتكزي اللزيري‪..‬‬
‫حيث أن احنراف ش��عاع اللزير يس��اوي صفر‪ ..‬س��نحلق يف هذا‬
‫الفص��ل مع أدوات وأفكار رائعة لتحويل عقلك إىل مفاعل لزيري‬
‫الرتكزي على رؤيتكلتنهي كل امله��ام برتكزي حديدي يوصلك إىل‬
‫أهدافك بأسرع وقت وبأعلى إنت�اجية‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪167‬‬

‫هيروين العصر الحديث‪ :‬التشتيت!‬


‫يقول جون ميدين�ا يف كتابه "قواعد العقل ‪:"Brain Rules‬‬
‫" أن اإلنس��ان عندما يتم تش��تيت انتب�اهه أثن���اء أدائه ملهمة ما‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فإن��ه يس��تغرق ‪ 50%‬وقتاإضافياأط��ول إلتمام املهم��ة‪ ،‬بل وأيضا‬
‫تزيد نسبة األخطاء إىل ‪"!50%‬‬
‫يف عالم أصبح التشتيت عنوانه األول‪ ..‬أصبح الرتكزي على إتمام‬
‫األولويات من العمالت النادرة‪ ..‬وحسب الدراسات يف اإلنسان‬
‫املتوسط تتم مقاطعته بمعدل كل ‪ 11‬دقيقة خالل اليوم الواحد!‬
‫ربما بمكاملة هاتف أو بريد الكرتوين أو تنبي�ه على وسائل التواصل‬
‫اإلجتماعي‪ ..‬إلخ‪.‬‬
‫تكرث املشتت�ات والنتيجة واحدة‪ ..‬انقطاع الرتكزي ليس فقط عن‬
‫أداء املهام‪ ،‬بل عن حتقيق األهداف املحورية يف حياتن�ا‪..‬‬
‫وهنا يكمن الس��ر اجلوه��ري ال��ذي يفص��ل أصحاب النجاح‬
‫األسطوري عن نظرائهم وهو أنهم يمتلكون القدرة على خلق تركزي‬
‫الل�يزر ‪ Laser Focus‬عل��ى أهدافه��م وينطلقون بس��رعة الصاروخ‬
‫جتاهها متجاهلني أي مشتت�ات على الطريق‪..‬‬
‫وال انتهاء من املسار قبل إنهاء املشوار‪.‬‬
‫‪ 168‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫ال تتبع خرافة تعدد المهام ‪Multitasking Myth‬‬


‫جميعن��ا يق��وم بها‪ ..‬نرس��ل اإليميل بينما نتحدث يف الهاتف‪..‬‬
‫ونكتب الرسائل بينما نقود الس��يارة‪. ..‬وتطبخ هي بينما تشاهد‬
‫التلف��از‪ ..‬ألن��ه يف عصرن��ا أصب��ح فع��ل يشء واحد فق��ط رفاهية‬
‫وترف!‬
‫"أنا قادر على اتمام جميع املهام بكفاءة" هكذا يقول أصحاب‬
‫املهام املتعددة‪ ..‬ولكن م��ا ال يعرفونه أن��ه من املس��تحيل إتمام‬
‫ً‬
‫املهمتني بنفس الكف��اءة أب��دايف نفس الوقت‪ ..‬فكم��ا يقول‬
‫كونفش��يوس "الش��خص الذي يط��ارد أرنبني‪ ..‬لن يمس��ك‬
‫بأحدهما"‪ ..‬لقد أثبتت العديد من األحباث أن العقل البشري ال‬
‫يمكنه أن يركز إال على فكرة واحدة يف الثاني�ة الواحدة!‪ ..‬ويعجبين‬
‫ً‬
‫تعريف أحدهم س��اخرا "تعدد املهام هو أفضل طريقة إلفس��اد‬
‫املهمتني املطلوبتني"!‬
‫تمرين سريع‬
‫ارس��م خط�ين أفقي�ين عل��ى ورق��ة واحس��ب الوق��ت ال��ذي‬
‫ستستغرقه املهمتني باستخدام املؤقت‪.‬‬
‫‪ -‬املهمة األوىل‪ :‬اكتب جملة أنا بارع يف تعدد املهام‪ ..‬فوق اخلط‬
‫األول‪.‬‬
‫‪ -‬املهمة الثاني�ة‪ :‬اكتب التسلسل الرقيم من ‪ 1‬إىل ‪ 20‬فوق اخلط‬
‫الثاين‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪169‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫اآلن ق��م بعمل نفس املهمتني س��ويا‪ ..‬حبيث تكتب حرفا من‬
‫اجلملة األوىل على اخلط األول يتبعه رقم اخلط الثاين‪ ..‬مثل أ‪..1‬‬
‫ن‪ ..2‬ا‪3‬‬
‫بعد حس��اب الوقت‪ ..‬اجلولة األوىل تس��تغرق تقريب�ا ‪ 20‬ثاني�ة‬
‫ً‬
‫بينما تستغرق اجلولة الثاني�ة الضعف تقريب�ا‪.‬‬

‫‪ 6‬أسباب لفشل تعدد المهام‬


‫‪ .1‬ألن العقل يس��تنفذ كل طاقته يف التحول بني املهمتني ليمنح‬
‫الرتكزي املشتت بينهما‪ ..‬لذا ال يمكنك تـوجـيـه تركــزي عمـيـق‬
‫‪ Deep Focus‬على أحد املهمتني‪.‬‬
‫‪ .2‬املهام تستغرق وقت أطول على عكس ما يمكنك أن تعتقده‬
‫ً‬
‫أنك ستوفر كثريا من الوقت‪( .‬يف دراسة عام ‪ 2008‬يف جامعة‬
‫اتاوا أكدت أن السائقني الذي يكتبون رس��ائلهم أثن�اء القيادة‬
‫ً‬
‫يستغرقون وقتاأطول للوصول إىل وجهاتهم)‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .3‬يس��بب ضغطا عصبي�ا على املدى البعيد‪( .‬حيث اكتشفت‬
‫دراسة يف جامعة كاليفورني�ا إرفني أن سرعة ضربات القلب تزداد‬
‫بقوة عند املوظفني الذين يس��تقبلون رسائل بريدية إلكرتوني�ة‬
‫بكثافة مقارنة بغريهم)‪.‬‬
‫‪ 170‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫‪ .4‬لن تس��تمتع بلحظات احلياة كاملة‪ ..‬وهذا ما يسميه العلماء‬


‫"ع�مى اإلنتب���اه" ‪ Inattentional blindness‬حبي��ث تتح��دث يف‬
‫الهاتف وتسري يف احلديقة لن تالحظ جمال احلديقة!‬
‫‪ .5‬تعدد املهام يؤثر على عالقاتك باآلخرين ألنك لن تستمع لهم‬
‫ً‬
‫بشكل جيد وكذلك جيعلك تأكل كثريا ألنك تفعل شيئ�ا آخر أثن�اء‬
‫األكل‪.‬‬
‫‪ .6‬عقلك يتغري مع الوقت ليتحول من امليل إىل الرتكزي العميق‬
‫على مهمة واحدة إىل إدمان التش��تت واملقاطعات وبالتايل تنشأ‬
‫سطحية يف الرتكزي ورغبة يف التقييم الشامل السريع لكل يشء‬
‫ً‬
‫دون رغبة يف التعمق الدقيق‪ ..‬فتجد نفسك مثال تمسك هاتفك‬
‫ً ً‬
‫كثريا حبثا عن أي مؤثر جيذب انتب�اهك بينما تقوم بيشء آخر‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪171‬‬

‫كيف يمكنني أن أزيد من تركيزي وإنتاجيتي؟‬


‫ً‬
‫‪ .1‬ضع أهدافا محددة لكل يوم‬
‫ً‬
‫إذا لم تكن محددا ستضيع بسهولة بني ركام التشتيت وستقع‬
‫ضحية ألهداف اآلخرين اليومية‪..‬‬
‫جهز خطة يومك بالتفصيل قبل البدء‪ ..‬وتذكر أن اإلنبوكس يف‬
‫إيميلك ما هو إال أداة لتنظيم طلبات اآلخرين منك‪ ..‬فال جتعله‬
‫رقم واحد يف يومك‪.‬‬
‫‪ .2‬األسوأ أوال‬
‫ابدأ بأثقل املهام يف بداية اليوم كما ينصح برايان تراييس‪ ..‬كل‬
‫الضفدع يف بداية اليوم حيث يرمز أكل الضفدع اىل أس��وا يشء‬
‫يمكن أن حيدث لك يف الصباح‪.‬‬
‫‪ .3‬أوقات الذروة‬
‫حدد أي األوقات تشعر فيها بقمة نشاطك وإنت�اجيتك‪ ..‬راقب‬
‫معدل تركزيك وعدل خطتك على ذلك‪.‬‬
‫‪ .4‬املحطات الصغرية‬
‫ال تب���دأ مهم��ة إال وق��د حددت مقي��اس لالنته��اء منه��ا أو على‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫األقل مقياسا ألخذ الراحة‪ ..‬فمثال إذا كنت تكتب كتابا‪ ..‬فليكن‬
‫مقياس راحتك أن تكتب ‪ 1000‬كلمة ثم تسرتيح‪.‬‬
‫‪ 172‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫‪ .5‬القوالب الوقتي�ة‬
‫ً‬
‫تعترب هذه من أعظم األفكار اليت حقا غريت حيايت‪ ..‬فال تب�دأ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مهمة إال وقد أعددت ع��دادا للوقت ‪ Timer‬يوقت وقتا محددا‪..‬‬
‫ً‬
‫فإذا كنت ستشرع يف قراءة كتاب مثال‪ ..‬وقت ساعتك على ‪60‬‬
‫دقيقة‪ ..‬فال راحة قبل انتهاء هذه املدة‪ ..‬ستساعدك هذه التقني�ة‬
‫على الرتكزي الشديد واإلستغالل األمثل للوقت‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .6‬كن عصفورا صباحيا‬
‫ً‬
‫ال يمكنك أن تتخيل حجم ما يمكنك إجنازه قبل الثامنة صباحا‪..‬‬
‫أي قبل بدء عملك‪ ،‬استيقظ مبكرا وابدأ نشاطك‪.‬‬
‫‪ .7‬الكهف‬
‫بني احلني واآلخر‪ ..‬اذهب اىل مكان هادئ مثل كويف شوب‬
‫مريح أو مكتب�ة‪ ..‬واقطع كل اتصاالتك باإلنرتنت والهاتف‪..‬‬
‫وابدأ العمل على املهام اإلبداعية مثل الكتاب��ة او إنت�اج منتج ما‬
‫أوالتخطيط حلياتك‪..‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أو مج��رد أن جتل��س هادئا صامت��ا لتتواصل مع عاملك الداخلي‬
‫ً‬
‫وتكتشف رسالتك يف احلياة‪ ..‬هذا يعد إجنازا يف حد ذاته‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪173‬‬

‫‪ .8‬باريتو‬
‫يقول العالم اإليطايل باريتو أن ‪ 80%‬من جناحك اليويم وإجنازك‬
‫النت�ائيج يتوقف عل��ى ‪ 20%‬فقط من مهامك اليومية‪ .‬ركز على‬
‫هذه املهام الفاعلة وأعطها كل وقتك جهدك‪.‬‬
‫‪ .9‬املكافأة‬
‫كائف نفسك بانتظام بمشاهدة فيلم ملهم أو نزهة مع األصدقاء‪..‬‬
‫واشحن نفسك ألسبوع جديد مليء باحليوية واإلنت�اج‪.‬‬
‫‪ .10‬ابدأ باألعمال اإلبداعية أوال‬
‫ألنها تستغرق أضخم طاقة من العقل‪ ..‬مثل الكتابة أو التصميم‬
‫أو التخطيط‪ ..‬ثم يليها األعمال األسرع واألكرث أوتوماتيكية مثل‬
‫قراءة اإليميل ومتابعة حساباتك اخلاصة وهكذا‪ ..‬تذكر أن أصغر‬
‫قرار تأخذه يرهق عقلك‪.‬‬
‫‪ .11‬استخدم األسلحة الثالثة (حتديد الوقت ـ حتديد املكان)‬
‫حدد أنس��ب وقت لفعل املهمة بدون مقاطعات وكذلك املكان‬
‫املناسب لذلك واسرتاتيجية ردع أي مقاطعة قد حتدث‪.‬‬
‫اخلالص��ة أن الرتك�يز عضلة‪ ..‬يمكن��ك تقويته��ا وبن�اؤها‬
‫ً‬
‫باملمارسة‪ ..‬وكلما صرت أكرث تشددا يف حماية تركزيك‪ ..‬كلما‬
‫ً‬
‫اشتدت العضلة سريعا‪ ..‬ألنها احتمال من اثنني‪ ..‬أنت تركز‪..‬‬
‫أو‪ ..‬أنت ال تركز‪ .‬ال يوجد وسط‪.‬‬
‫‪ 174‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫التركيز طويل األمد يقود إلى العظمة واإلحتراف؟‬


‫ً‬
‫حيكى أن الرسام العاليم بيكاسو كان يسري يوما ما يف أحد‬
‫معارضه وسط جماهريه وعش��اقه الذين جاءوا ملشاهدة لوحاته‬
‫ً‬
‫العبقرية‪ ،‬فاستوقفته سيدة وأعطته ورقة وقلما وطلبت منه أن‬
‫يرسم لها رسمة تذكارية‪ ..‬فرسم بيكاسو على الورقة وأعطاها‬
‫إياها فانبهرت وأشادت بها وشكرته وبدأت تميش فناداها بيكاسو‬
‫ً‬
‫قائ�لا‪ :‬رجاء س��يديت! هال أعطيت�ني مليون دوالر ثمن الرس��مة!!‬
‫ً‬
‫فردت السيدة متعجبة بابتسام‪ :‬مليون دوالرا!! إنه أمر بسيط‪..‬‬
‫لقد رسمتها يف ثالثني ثاني�ة! فرد بيكاسو‪ :‬سيديت العزيزة‪ ..‬لقد‬
‫استغرق األمر مين ثالثني عاما حىت أفعل ذلك يف ثالثني ثاني�ة!‬
‫عندم��ا ننظ��ر إىل النجوم املحرتفني يف عالم األعمال أوالكتابة‬
‫أوالفن أو الصحافة أو التدريس أو الطب أو الهندس��ة أوالكرة‪..‬‬
‫عندما ننظ��ر إىل املبدعني املتقنني الناجح�ين يف مجاالتهم حولنا‬
‫ويف أعمالن��ا نق��ول‪ :‬إنه��م لديه��م مواهب ليس��ت لدين���ا‪ ..‬أو أن‬
‫ً‬
‫احلياة منحتهم فرصا لم تمنحنا إياها‪ ..‬أوأنهم نشأوا يف بيئ�ة أكرث‬
‫ً‬
‫تهيئ���ة للنجاح‪ ..‬أو عندما ال جند تفس�يرا لصعوده��م نقول‪ :‬إنهم‬
‫محظوظون! ولكن احلقيقة اليت قد تغيب عنا أنه كلما تعبت‬
‫أكرث وأطول‪ ..‬كلما ازداد حظك‪ ..‬فنحن الذين نصنع حظنا يف‬
‫هذه احلياة‪ ..‬فال يشء يأيت صدفة‪.‬‬
‫إذا تأمل��ت يف حي��اة املبدع�ين املميزين أصحاب اإلس��هامات‬
‫الرائعة يف كافة املجاالت ستجد أنهم جيمعهم وصفة واحدة ال‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪175‬‬

‫بديل عنها لكي يصلوا إىل ما هم عليه‪.‬‬


‫جهد شاق مستمر ‪ +‬تركيز أحادي التوجه ‪ +‬صبر لوقت طويل‬
‫= احتراف عظيم‬

‫أجل هكذا يأيت النجاح العظيم‪ ..‬باجلهد الشاق املستمر الذي ال‬
‫يتوقف وال تثني�ه العقبات والعوائق‪ ..‬اجلهد الذي يستمر ساعات‬
‫وساعات طيلة اليوم‪ ..‬إال أنه ال بد من معامل اإلستمرارية‪ ،‬فثمة‬
‫ً‬
‫أناس يب�ذلون مجهودات متقطعة متفرقة ال جت�ني ثمارا ألنها لم‬
‫تبىن على بعضها "قليل دائم خري من كثري منقطع"‪ ..‬وهنا تربز‬
‫أهمية خلق العادات اليومية اليت تتمحور حول أهدافك وأن تت�ابعها‬
‫يف مدة ال تقل عن شهر حىت ترتسخ العادة وتصبح تلقائي�ة‪.‬‬
‫وهناك أناس يب�ذلون مجهودات شاقة ومستمرة ولكنها يف عدة‬
‫اجتاهات مختلفة‪ ..‬فتضيع طاقتهم مش��تت�ة بني مهام وأهداف‬
‫عديدة‪ ..‬إن الرتكزي األحادي على ‪ 3‬أهداف أو مهام ال أكرث هو‬
‫الس��بي�ل اىل الوص��ول إىل اإلب��داع واألصال��ة والتمزي الش��خيص‬
‫ووضع بصمتك يف مجالك‪ ..‬فتعلم أن تقول "ال" لكل ما هو بعيد‬
‫عن مجالك الذي تود النجاح العظيم فيه‪ ..‬فقط ادرس وذاكر‬
‫وتعل��م واعم��ل وأخطئ وعدل ومارس واحتك بمجالك فقط ال‬
‫غ�ير‪ ..‬ولكن اجلهد املركز ل��ن جيين الثمار إال مع الوقت الطويل‪..‬‬
‫يقول برايان تراييس "يستغرق األمر ‪ 7‬سنوات إلتقان واحرتاف‬
‫أي مهنة"‪ ..‬فال تستعجل النت�اجئ‪ ..‬وحتلى بالصرب وتذكر أنه من‬
‫استعجل قطف الثمار قبل نضوجها‪،‬عوقب حبرمانها‪.‬‬
‫‪ 176‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫‪ 6‬جوانب هامة للتركيز الذهني السريع‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .1‬ركز على النت�اجئ أوال‪ ..‬ثم طريقة الوصول ثاني�ا‪ ..‬فليكن عقلك‬
‫ً‬
‫حادا يف البحث عن عمق املوقف ونتيجته‪ ..‬هكذا يفس��د املدراء‬
‫إبداعات موظفيهم عندما يأتونهم بأفك��ار ابتكارية لتحس�ين‬
‫األداء ف�يرد املدير "حنن ال نعمل هنا بهذه الطريقة!"‪ ..‬تركزي على‬
‫الطريقة وليس النتيجة!‪.‬‬
‫‪ .2‬ركز على احللول واملوارد ‪ ،98%‬بينما خصص ‪ 2%‬للرتكزي على‬
‫املشاكل والتحديات‪.‬‬
‫‪ .3‬ركز على المايض للتعلم من األخطاء‪ ،‬وركز على احلاضر‬
‫إلجناز املطلوب‪ ،‬وركز على املستقبل للتحرك السريع‪.‬‬
‫‪ .4‬ركز على التعلم والنمو املستمر‪.‬‬
‫‪ .5‬ركز على األعمال املهمة الغ�ير طارئة‪( .‬تطوير الذات ـ بن�اء‬
‫العالقات الهامة ـ الرياضة)‪.‬‬
‫‪ .6‬ركز على بن�اء شخصك من الداخل‪ ..‬ثم ركز على نوعية العطاء‬
‫ال��ذي تري��د تقديمه للعالم‪ ..‬إلين من أش��د املؤمن�ين أن انطالقة‬
‫جناحك يف احلياة‪ ..‬ليست بتحديد اهدافك‪ ...‬ولكن باكتشاف‬
‫ذاتك أوال‪. ..‬ومنها تنطلق كل اإلجنازات والتطلعات‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪177‬‬

‫أداة كوتشنج‪12.‬‬
‫تمرين اكتشاف األولويات السريع‬

‫أجب عن األس��ئلة التالية بش��كل مباشر وبدون تفكري‬


‫طويل‪ ..‬التمرين ال يستغرق أكرث من خمس دقائق‪ ..‬ابدأ!‬
‫‪ .1‬ما الذي حيتاج إىل انتب�اه وتركزي أقل؟‬
‫‪ .2‬ما الذي حيتاج إىل انتب�اه وتركزي أكرث؟‬
‫‪ .3‬ما اجلوانب اليت تريد قضاء وقت أطول فيها؟‬
‫‪ .4‬ما اجلوانب اليت تريد قضاء وقت أقصر فيها؟‬
‫‪ .5‬ما اليشء املفتقد يف عملك تشعر بضرورة وجوده؟‬
‫‪ .6‬ما اليشء املفتقد يف حياتك تشعر بضرورة وجوده؟‬
‫‪ .7‬ما هو أهم يشء ذو ضرورة قصوى بالنسبة لك اآلن؟‬
‫‪ .8‬إذا كان بإمكانك إجناز يشء فوري اآلن واختفت كل العوائق‬
‫أمامك‪ ..‬ما هو هذا اليشء؟‬
‫اآلن‪ ..‬رتب أهم ثالث أولويات استنتجتها من التمرين وفقا‬
‫لألهمية والضرورة‪.‬‬
‫‪ 178‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫• األولوية‪1.‬‬
‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫• األولوية‪2.‬‬
‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫• األولوية‪3.‬‬
‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫• اآلن قم بلصق هذه األولويات يف س��يارتك‪ ،‬محفظتك‪،‬‬


‫ً‬
‫حوائط مكتبك لتت�ذكرها دائما‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫• أخريا‪ ،‬وفقا ألولوياتك اجلديدة‪ ،‬ماذا ستغري يف يومك غدا‬
‫لتعيش هذه األولويات؟‬
‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪... .................................................................................................................................................................‬‬

‫‪...... ..............................................................................................................................................................‬‬

‫‪......... ...........................................................................................................................................................‬‬

‫‪............ ........................................................................................................................................................‬‬

‫‪............... .....................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................. ..................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬
179
180
‫ثاني أكسيد النجاح ‪181‬‬

‫العنصر الثالث‬

‫المسار‬
‫‪Way‬‬
‫يف مرحلة رسم مسار طريقك الذي ستتحرك بن�اء عليه‪ ..‬جيدر‬
‫بك إدراك ما قاله تيودور روزفلت "اخلطة هي ال يشء‪ ..‬ولكن‬
‫التخطيط هو كل يشء!"‪..‬‬
‫ً‬
‫فاخلطة املرسومة نادرا ما تكون هي اخلطة املطبقة يف الواقع‪..‬‬
‫ففي ظل متغريات وتفاعالت مع الفرص والتحديات يف أرض‬
‫امليدان‪..‬‬
‫ً‬
‫ستجد نفسك مضطرا إىل تغيري وتعديل وربما رسم مسار جديد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كليا غري ما أعددته مسبقا لتصل إىل هدفك‪ ..‬وربما جتد نفسك‬
‫ً‬
‫أحيانا ال تمتلك أي معلومات حتدد لك أين تتجه!‬
‫ولذا لن تملك حينها إال أن تتحرك وجترب وتقيم ثم تعدل‪ ..‬إذن‬
‫رسم املسار هو عملية مستمرة ممتدة على طول رحلتك يف حتقيق‬
‫‪ 182‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫رؤيتك وأهدافك‪ ..‬وتعمدت استخدام مصطلح رس��م املسار‬


‫وليس التخطيط ألن رس��م املس��ار أش��مل وأعم من التخطيط‪..‬‬
‫فهو ينطوي على قدر كبري من التفكري املركز واملرونة واإلبداع‬
‫والتفاعل والتغيري املستمر وخوض عباب املجهول واخلطري‪..‬‬
‫وليس مجرد كتابة ورقة اس��مها خطة ثم وضعه��ا يف األدراج!‬
‫ً‬
‫ليكون مسارك يسريا‪...‬‬
‫عليك إتمام املكونات األربعة لعنصر ‪ Way‬وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬سر اإلبداع النيوتين‬
‫إذا كانت كل الطرق تؤدي إىل روما‪ ..‬فلم��اذا ال تأخذ أقصرها؟‬
‫إذا تعلمت فن اإلبداع واإلبتكار‪ ..‬وجعلته أس��لوب حياة يف كل‬
‫مساراتك‪ ..‬ستصل أسرع مما تعتقد‪.‬‬
‫‪ .2‬مهارات الفاشل املعتمد‬
‫كيف يمكن أن يكون تعمد زيادة معدالت فش��لك هو أسرع‬
‫املسارات لتحقيق ماتريد؟‬
‫‪ .3‬الوجبة الرابعة‬
‫طالم��ا أن التعلم املس��تمر مجرد ترف ه��وايئ يف حياتك‪ ..‬فلن‬
‫ً‬
‫حتقق سوى ‪ 10%‬فقط مما يمكنك أن حتققه وس��تعاين كثريا يف‬
‫رحلة أهدافك‪ ..‬كيف يكون التعلم وجبتك اإلضافية اجلديدة؟‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪183‬‬

‫‪ .4‬أسئلة العالقات الثالثة‬


‫وأنت على وشك انتهاء رحلة حلمك‪ ..‬ستدرك أن الناس الذين‬
‫التقيتهم يف الطريق‪ ..‬هم أعظم كزن حصلت عليه! كيف تكون‬
‫العالقات من أروع مساراتك وأجملها إلضافة قيمة للعالم بينما‬
‫حتقق إجنازاتك العظيمة!‬
‫اآلن حان وقت صناعة مساراتك الفريدة‪ ..‬يف الفصول األربعة‬
‫القادمة‪.‬‬
184
‫ثاني أكسيد النجاح ‪185‬‬

‫الفصل التاسع‬

‫سر اإلبداع‬
‫النيوتني‬
‫“اإلبداع هو فقط هو ربط األشياء ببعضها ”‪.‬‬
‫ستيف جوبز‬
‫هل تذكر آخر مرة جاءتك فيها فكرة إبداعية مدوية لدرجة أنك‬
‫قفزت ورقصت من شدة إعجابك بروح الفكرة؟ لم يزورك النوم‬
‫ليلتها من شدة تفكريك وتطويرك لها؟ ماذا كانت الفكرة؟ وهل‬
‫طبقتها بالفعل وحققت ما كنت حتلم به من نت�اجئ؟‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ظلت ظاهرة ظهور األفك��ار اإلبداعي��ة يف العق��ل أم��را محريا‬
‫ً‬
‫للباحث�ين ألن ظاه��ره الصدف��ة البحتة! جيلس نيوتن مس�ترخيا‬
‫حتت الش��جرة فتس��قط التفاحة "بالصدفة البحتة" على رأسه‬
‫ليأتي���ه اإلله��ام اإلبداعي بنظرية اجلاذبي�ة! أو ربما تذكر قصة‬
‫أرخميدس اليت تعلمناها أنا وأنت يف املدرسة عندما كان يستحم‬
‫‪ 186‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫فجاءه مرة أخرى هذا اإللهام الغامض النيوتين ليكتش��ف قانون‬


‫الطفو! هل اإلبداع صدفة؟ إذا تأكدت صحة صدفة اإلبداع فال‬
‫تتعب نفسك يف البحث عن أفكار إبداعية‪ ..‬فقط اسرتح وانتظر‬
‫اإلله��ام الغامض الذي "قد" يأتيك‪ ..‬إلنها صدف يا صديقي!‬
‫ولكن هذا غري صحيح!‬
‫يقول الباحث يف علم اإلبداع واملتحدث العاليم ديفيد بركس يف‬
‫كتاب��ه خرافات اإلبداع أن "اإلب��داع عملية ممنهجة"‪ ..‬أي يمكن‬
‫ألي إنسان أن يسري على خطواتها وحتما تكون خطوتها األخرية‬
‫هي خلق أفكار إبداعية رائعة! نعم‪ ..‬يمكنك أن تب�دع وقتما‬
‫تش��اء‪ ..‬فق��ط تابع اخلطوات واحصل عل��ى النت���اجئ‪ ..‬إنه قانون‬
‫السبب والنتيجة يف أبسط صوره‪ ..‬وتكون اخلطوات كالتايل‪:‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪187‬‬

‫‪ .1‬البحث والدراسة ‪Research & Study‬‬


‫احبث وتعم��ق بقوة يف املوضوع أو املش��روع ال��ذي تريد أن ختلق‬
‫ً‬
‫أفكاراإبداعية فيه‪ ..‬اقرأ الكتب املتعلقة به‪ ..‬تصفح اإلنرتنت‬
‫لتعرف املزيد عنه‪ ..‬احتك بمن جرب وعاش جتارب لها متعلقة‪..‬‬
‫كلما زادت خلفيتك املعرفية واالطالعية على األمر‪ ..‬كلما زادت‬
‫جودة وروعة اإلبداعات يف اخلطوات األخرية‪ ..‬وهذا ما ال تعرفه‬
‫عن نيوتن!‬
‫نعم لقد قام نيوتن بعمل العديد من الدراسات واألحباث تسبق‬
‫حلظة سقوط التفاحة خبمس سنوات على األقل‪ ..‬كان محور‬
‫أحباثه عن القوى اليت تربط األجزاء الكوني���ة ببعضها‪ ..‬لقد كان‬
‫اكتشاف اجلاذبي�ة نتيجة ومكافأة لتعمق معريف طويل مسبق‬
‫وليس وليد اللحظة!‬
‫‪ .2‬النسيان االستراتيجي ‪Strategic Forgetting‬‬
‫ً‬
‫ابتعد عن موضوع حبثك تماما‪ ..‬انىس أمر أنك تبحث عن أفكار‬
‫ً‬
‫إبداعية حلل مش��كلة ما‪ ..‬ولنكن أكرث دقة لغويا‪" ..‬تن�اىس"‬
‫ً‬
‫املوضوع‪ ..‬فأنت بذلك تهدأ العق��ل الواعي وتفت��ح آفاقا للعقل‬
‫الالواعي الذي تعتصر فيه اآلن أحباثك وأفكارك اليت جمعتها‬
‫يف اخلط��وة األوىل‪ ..‬إنه مطبخ اإلبداعات‪ ..‬وال يمكن للطبخة أن‬
‫تكتمل إذا لم تفسح املجال للطباخ أن يفنن ويكون منتجه‪.‬‬
‫‪ 188‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫‪.3‬االطالع واالحتكاك بتجارب أخرى‪Exposure & Encountering‬‬


‫ً‬
‫بالتوازي مع اخلطوة الثاني���ة وتدعيما لها‪ ..‬قم بتعميق الطبخة‬
‫يف عقل��ك الالواع��ي باالطالع عل��ى مجاالت ومواضي��ع أخرى‬
‫ً‬
‫تماما وعمل أنشطة بعيدة كل البعد عن مجال حبثك‪ ..‬شاهد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فيلما مضحكا أو ت�نزه يف حديقة مجاورة‪ ..‬أو مارس الرياضة‪ ..‬أو‬
‫ً‬
‫سافر‪ ..‬إنك بذلك ختلق روابط عصبي�ة جديدة يف عقلك استعدادا‬
‫للمرحلة الرابعة املرتقبة‪.‬‬
‫‪ .4‬تلقي اإللهام اإلبداعي ‪Creative Ideation‬‬
‫اآلن حان وقت املكافأة! س��تصلك الفكرة اآلن وقتما تدرس‬
‫أو تكتب أو جتلس يف السيارة‪ ..‬يسيم روبن شارما هذه املرحلة‬
‫"‪ "Creative Downloading‬وكأن��ك تقوم بتحميل ملف جديد من‬
‫عقلك الالواعي إىل نظريه الواعي‪ ..‬ولك��ي تتلقى ه��ذا اإللهام‬
‫عليك أن ختلق له مساحة لكي يعرب عن ذاته ‪ Creating Space‬وال‬
‫يتم ذلك إال باإلنفراد واخللوة مع ذاتك‪ Solitude ..‬وهذا يفسر أن‬
‫ً‬
‫األفكار اإلبداعية غالبا ما تأيت يف أوقات الراحة والهدوء مع الذات‬
‫(نيوت��ن حتت الش��جرة ـ أرخميدس يف احلمام ـ ‪ )....‬وهذا كان‬
‫درب الناجحني‪ ..‬ختصيص وقت ذايت لهم‪ ..‬يفكرون ويكتبون‬
‫وينتجون‪ ..‬وقت ألنفس��هم‪ ..‬امنح هذه املساحة وانتظر اإللهام‬
‫ً‬
‫احلتيم الذي لم يعد غامضا بعد اآلن‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪189‬‬

‫بداية الـ‪Drive Thru:‬‬


‫مطعم صغري يف والية تكس��اس كان يكافح صاحب��ه لزيادة‬
‫ً‬
‫مبيعاته وخاصة أن��ه يف بداية الطريق ومزيانيت���ه محدودة جدا‪..‬‬
‫ً‬
‫أخذ يفكر ويبحث كثريا عن طرق زي��ادة البي��ع‪ ..‬وبعد فرتة من‬
‫االنش��غال بالعمل‪ ..‬جاءته فكرة أن يس��تثمر السيارات اليت تمر‬
‫أمام املطعم بشكل متسارع خاصة يف بداية اليوم‪ ..‬أخذ يسأل‬
‫نفسه‪ :‬هل يعقل أن يذهب هؤالء إىل العمل بدون إفطار؟ أم أنهم‬
‫حيسبون الوقت املس��تغرق يف الزنول من السيارة ودخول املطعم‬
‫والزح��ام اليت قد تنتج عن التأخري؟ بعدها ق��رر وضع يافطة على‬
‫أول الطريق مكتوب عليها ‪ Drive Thru‬وبعدها انفجرت مبيعات‬
‫املطعم إىل األضعاف ح�تى أصبحت الفكرة من البديهيات ألي‬
‫مطعم ناجح يريد حتقيق مبيعات‪.‬‬
‫احللول بداخلك واإلبداعات يف جوهرك‪.‬‬
‫إن العالمات املوسيقية سبعة فقط‪ ..‬ولكن من خاللهم تنتج‬
‫ماليني املقطوعات املختلفة واملتنوعة‪.‬‬
‫ً‬
‫إن األلوان األساس��ية هي خمسة فقط‪ ..‬ولكن خلطهم سويا‬
‫ينت��ج ع��دد ال متن�اهي من األلوان املبدعة فال يمكنك ختيلهم‬
‫ً‬
‫جميعا‪.‬‬
‫يقول س��تيف جوبز يف تعريفه لإلب��داع أنه فقط ربط األش��ياء‬
‫ببعضها‪.‬‬
‫‪ 190‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫سداسية الخيارات الناجحة‬


‫‪ .1‬إذا أردت احلصول على يشء‪ ..‬افعل أكرث من يشء‬
‫يش��جع الكوتش العميل على إجياد مدى واس��ع م��ن البدائل‬
‫حبيث إذا فش��لت فكرة‪ ..‬تدخل صديقتها حزي التنفيذ‪ ..‬وكما‬
‫يقول جرانت كاردون "يفش��ل الن��اس لي��س ألنهم ل��م يفعلوا‬
‫ً‬
‫شيئ�ا لتحقيق ما يريدون‪ ..‬ولكن أفعالهم لم تكن كثرية بما فيه‬
‫الكفاية!"‪ ..‬نعم حيبط الناس بمجرد فشل أول خطة لهم‪ ..‬ولكن‬
‫عندم��ا يكون يف وعي وإدراك العميل أن ه��ذه خطة واحدة من ‪4‬‬
‫خطط أخرى مثال‪ ..‬فهذا يقلل التوقعات ويرفع اآلفاق النفسية‬
‫ملزي��د م��ن املرون��ة والتأقلم مع املس��تجدات الطارئة والعرثات‬
‫املؤقتة‪.‬‬
‫‪ .2‬ل��ن تفكر يف البحث عن طرق جديدة طالما أن الطريق احلايل‬
‫سهر وميسر‬
‫إن اإلخفاقات والتجارب الفاشلة هي اليت جتربنا على ابتكار‬
‫آليات جديدة للوصول‪ ..‬ولذا يدعم الكوتش عمالءه يف حلظات‬
‫اإلخف��اق ويجعلهم يصلون اىل حقيق��ة أن املحن منح يف باطنها‪..‬‬
‫ألن لوالها لما وجدت الطريق الصحيح‪ ..‬وهنا يقول األديب باولو‬
‫ً‬
‫كويلهو "أحيانا ينبغي علين���ا أن نفقد الطريق لكي جند الطريق"‬
‫إنها رحلة البحث عن الاليشء يف سبي�ل إجياد اليشء‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪191‬‬

‫‪ .3‬جتارب اآلخرين‪ ..‬كزن الناجحني‬


‫يدرب الكوتش على أن يسأل أسئلة الزوايا املختلفة‪ ..‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬ماذا سيفعل قدوتك إذا كان يف هذا املوقف؟‬
‫ً‬
‫‪ -‬هل تعرف ش��خصا مر بهذا التحدي من قب��ل؟ ما الذي فعله‬
‫ليتخطاه؟‬
‫ه��ذه األس��ئلة تفتح املج��ال ملزيد من اخليارات ال�تي لم ختطر‬
‫ً‬
‫أبدا على بال العميل أثن�اء رحلته! إنها روعة الكوتش��نج عندما‬
‫تكتشف إجابات مخزونة يف داخلك حبكم احتكاكك بأصدقائك‬
‫ومعارفك ولكن لم تنظر اىل األمر أبدا بهذه الطريقة! إنها كنوز‬
‫دفين�ة يف أعماقك ال خيرجها إال األس��ئلة املركزة من الكوتش‪..‬‬
‫ً‬
‫فدائم��ا اب��دأ من حيث انتهى اآلخرون واس��تعن بالقراءة فكما‬
‫يقولون "كل املشاكل اليت يمكن أن تواجهها يف حياتك‪ ..‬محلولة‬
‫ً‬
‫مسبقا يف الكتب"‪.‬‬
‫‪ .4‬ليس من الضروري أن تعرف كل الطريق لتصل إىل أهدافك‪..‬‬
‫فقط يكفيك أن تعرف اخلطوة األوىل فقط‬
‫إحباط خفي خبيث يصيب احلاملني يف أول طريقهم للمجد هو‬
‫عدم وضوح الطريق! وهنا يأيت دور الكوت��ش أن يصل بالعميل‬
‫ً‬
‫إىل أوض��ح طريق ممكن اآلن وفقا للمعطيات واملعارف املتاحة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫للعمي��ل‪ ..‬وعندما يب�دأ التنفيذ س��يتضح الطري��ق رويدا رويدا‪..‬‬
‫مثل الس��يارة يف الطريق املظلم‪ ..‬ال يرى سائقها سوى أمتار قليلة‬
‫‪ 192‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫بإضاءة كشاف السيارة! ومع ذلك يصل اىل نهاية الطريق مهما‬
‫طالت املسافة واسود الظالم وذلك ألنه كلما حتركت السيارة‬
‫كشفت عن قطعة جديدة مضاءة من الطريق‪ ..‬يكفيك أمتار‬
‫قليلة واضحة أمامك لتصل إىل أبعد األميال‪.‬‬
‫‪ .5‬إذا لم تستطع إجياد طريق‪ ..‬اخلق واحدا!‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .6‬دائما هناك طريق للوصول‪ ..‬فقط إذا كنت ملزتما‬
‫يمل الناس من كرثة البحث عن اخليارات واملحاوالت الفاشلة‬
‫ً‬
‫املتكررة‪ ..‬ولكن دائما ما يفتح املفتاح األخري يف حزمة املفاتيح‪..‬‬
‫إن الزتامك بإجياد الطريق سيدفعك للبحث الدؤوب عن وسائل‬
‫إضافية ألنك غري راض عن الوضع احلايل‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪193‬‬

‫تطبيقات اإلبداع في جلسات الكوتشنج‬


‫يساعد الكوتش العميل على اكتشاف وخلق افكار ابداعية‬
‫جديدة حلل مشكالته واجياد طرق جديدة لتحقيق اهدافه‪ .‬وهذا‬
‫مغزى املرحلة الثالثة يف نموذج ‪ ..GROW‬مرحلة ‪Options Creation‬‬
‫أو خلق اخليارات فيسأل الكوتش العميل أسئلة مثل‪:‬‬
‫‪ -‬ما اخليارات املتاحة أمامك لتقريب املسافة إىل هدفك؟‬
‫‪ -‬ماذا يمكنك أن تفعل للوصول إىل ما تريد؟‬
‫‪ -‬أعطين "خمس أفكار" جديدة لتحقيق ما تريد‪.‬‬
‫(ه��ذا ما نس��ميه يف الكوتش��نج ‪ Options Technique 5‬حبيث‬
‫يطلب الكوتش عدد مبالغ فيه من األفكار ليمدد عقل العميل‬
‫ليبتكر بأقىص طاقة له)‪.‬‬
‫ولكن عندما ندمج الطرح السابق عن منهجية اإلبداع بما يطبق‬
‫ً‬
‫يف اجللسات‪ ..‬فغالبا لن يستطيع العميل إنت�اج أفكار إبداعية‬
‫رائعة يف جلسة الكوتشنج ألنه يف ذلك الوقت يس��عى إلجابة‬
‫ً‬
‫السؤال املطروح بعقله الواعي! لذلك دائما ما يأيت العميل بأفكار‬
‫أروع يف اجللسات الالحقة ألن اخلطوات اإلبداعية تكون قد‬
‫اختذت مسارها كاآليت‪:‬‬
‫‪ 194‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫‪ .1‬الدراسة واإلطالع‬
‫(جتارب العميل ‪ +‬نقاشه املرثي مع الكوتش)‬
‫‪ .2‬النسيان االسرتاتييج‬
‫(األسبوع الفاصل بني كل جلسة وأخرى)‬
‫‪ .3‬املطالعة واالحتكاك‬
‫(يمارس العميل حياته بطبيعية فيفعل العديد من األشياء)‬
‫‪ .4‬اإللهام اإلبداعي‬
‫(يأيت عندما خيلق العميل املساحة له)‬
‫لذا ينبغي على الكوتش مس��اعدة العميل على خلق مس��احة‬
‫لتلقي ابداعاته بتخصيص وقت لنفس��ه لكتابة أفكاره أو التأمل‬
‫ً‬
‫أو جلسات التخيل وغريها من أنشطة الشحن العميق داخليا‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪195‬‬

‫الفكرة اإلبداعية وحدها ال تكفي‪..‬‬


‫مارك زوكربرج! ومن منا ال يعرف مؤسس الفيس بوك‪ ..‬أعظم‬
‫امرباطوري��ة تواص��ل اجتماع��ي يف تاريخ االنرتن��ت والذي تصل‬
‫إيرادات��ه الس��نوية إىل ‪ 37‬بلي��ون دوالر!! وال��ذي عرضت جوجل‬
‫لش��رائه من مارك قيمة ‪ 10‬ماليني دوالر ولكنه رفض العرض!!‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إنه حقا جناح عظيم وإجناز رائع‪ ..‬ولكن احلقيقة دائما لها جذور‬
‫مختلفة! إن فكرة الفيس بوك ليس فكرة م��ارك! ولكنه فكرة‬
‫طالبني أخوين يف جامعة هارف��ارد تايلور وكامريون وينكلفوس‪..‬‬
‫وهم يتوجهون اآلن إىل القضاء مدعني أن لديهم حقوق امللكية‬
‫الفكرية للفيس بوك‪.‬‬
‫لق��د أخذ مارك اخلطوات العملي��ة واألفع��ال املتت�ابعة ليحيي‬
‫هذه الفكرة ويجعلها حقيق��ة‪ ..‬بينما ظل األخوان يف إطار الفكرة‬
‫وتنقيحها وتطويرها‪.‬‬
‫وهنا يربز لنا قانون هام للنجاح يف احلياة‪ ..‬أن احلياة تكافؤك‬
‫على أفعالك ال أفكارك وال نواياك احلس��نة وال أمانيك‪ ..‬إنها‬
‫األفع��ال مهما كانت صغرية فإنها تزن وترتاكم وتتعدل حىت حتقق‬
‫النتيجة املطلوبة‪ .. ..‬فالفكرة بال تنفيذ تعد خرافة! فكم من‬
‫شباب طموح كان لديهم من األفكار الرائعة والطموحات الوثابة‬
‫ولكنهم تكاسلوا عن البدء والشروع يف تنفيذها والعمل على‬
‫إحيائها حبجة أن هذا ليس الوقت املناسب أو أنه ال يوجد تمويل‬
‫ً‬
‫للفكرة أو أنها فكرة مستهلكة ولن حتقق جناحا!‬
‫‪ 196‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫ً‬
‫وللعلم فإن من يريد أن حيقق هدفا س��يذلل عقباته ومن ال يريد‬
‫ً‬
‫أن حيققه حتما س��يجذ أعذارا كثرية‪ ..‬فاألعذار يف حياتن�ا كفيلة‬
‫ب��أال نفع��ل أي يشء إجيايب على اإلطالق‪ ..‬ولكنها تظ��ل لذة من‬
‫لذائد احلياة أن تعمل وجتد وتتعب وختطأ حىت تصل إىل ما تريد‪..‬‬
‫إن كل إجناز عظيم يب�دأ بفكرة ولكنه ينتهي بسلسلة طويلة من‬
‫األعمال واألخطاء حىت يتبلور ويتشكل‪ ..‬وقد ذكرها هللا تعاىل يف‬
‫ين َآم ُنوا َو َعم ُلوا َّ‬
‫الصا لحَِ ات إ َّنا اَل ُنض ُ‬
‫يع‬ ‫كتابه عندما قال‪{ :‬إ َّن َّالذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َلاً‬
‫أ ْج َر َم ْن أ ْح َس َن َعم }الكهف (‪.)30‬‬
‫فالعم��ل هو من��اط اجلزاء‪ ..‬فأبدأ من اآلن للع��ودة من جديد إىل‬
‫ً‬
‫أفكارك القديمة اليت لطالما حلمت أن تنفذها‪ ..‬اكتبها جميعا‬
‫ً‬
‫وضع خطوات ولو بس��يطة للبدء يف العمل عليها‪ ..‬اجعله شعارا‬
‫يف حياتك‪ :‬فكر‪ ..‬افعل‪ ..‬اجنح‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪197‬‬

‫أداة كوتشنج‪13.‬‬
‫أسئلة ديكارت للتفكير متعدد الزوايا‬

‫اكتب هدف‪/‬قرار‪/‬خطوة‪/‬حل مشكلة يف الفراغ أمام‬


‫(لو فعلت ‪ +‬لو لم أفعل)‬
‫ثم أجب عن األسئلة التالية من ‪ 4 – 1‬يف املربعات بأكرث عدد‬
‫إجابات ممكن‪( :‬يساعدك التمرين على رؤية األمر بطريقة‬
‫مختلفة)‪.‬‬

‫‪....................‬‬ ‫لو فعلت‪:‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫لو لم أفعل‪:‬‬


‫‪ .1‬ماذا سوف حيدث لو فعلت؟‬ ‫‪ .3‬ماذا سوف حيدث لو لم أفعل؟‬
‫‪............................................................................‬‬ ‫•‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫•‬
‫ماذا‬
‫• ‪............................................................................‬‬ ‫• ‪............................................................................‬‬
‫سوف‬
‫• ‪............................................................................‬‬ ‫• ‪............................................................................‬‬
‫حيدث؟‬
‫• ‪............................................................................‬‬ ‫• ‪............................................................................‬‬

‫• ‪............................................................................‬‬ ‫• ‪............................................................................‬‬

‫• ‪............................................................................‬‬ ‫• ‪............................................................................‬‬

‫• ‪............................................................................‬‬ ‫• ‪............................................................................‬‬

‫‪ .2‬ماذا سوف لن حيدث لو فعلت‬ ‫‪.4‬ماذا سوف لن حيدث لو لم أفعل؟‬


‫‪............................................................................‬‬ ‫•‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫•‬
‫• ‪............................................................................‬‬ ‫• ‪............................................................................‬‬
‫ماذا‬
‫• ‪............................................................................‬‬ ‫• ‪............................................................................‬‬
‫سوف‬
‫• ‪............................................................................‬‬ ‫• ‪............................................................................‬‬
‫لن حيدث؟‬
‫• ‪............................................................................‬‬ ‫• ‪............................................................................‬‬

‫• ‪............................................................................‬‬ ‫• ‪............................................................................‬‬

‫• ‪............................................................................‬‬ ‫• ‪............................................................................‬‬
‫‪ 198‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫أجب عن األسئلة التالية لتنظيم إجاباتك بعد االنتهاء من‬


‫التمرين‪:‬‬
‫‪ .1‬ماالذي تدركه اآلن بعد التمرين ولم تك��ن تدركه من‬
‫قبل؟‬
‫‪ .2‬ما األفكار اإلبداعية اليت يمكن أن خترج بها من التمرين؟‬
‫‪ .3‬ما الرؤية اجلديدة اليت كونتها بعد التمرين؟‬
‫‪ .4‬ما هي مشاعرك املختلفة جتاه هدفك ‪ /‬قرارك اآلن؟‬
‫‪ .5‬ما هي القيم املهمة بالنسبة لك من إجاباتك؟‬
‫‪ .6‬ما هوأكربعائد حصلت عليه من التمرين؟‬
‫اآلن جاء وقت العمل‪ ،‬ما هي األفعال‪ ،‬األنشطة‪ ،‬اخلطوات‬
‫العملية اليت يمكنأن تتخذها بن�اء على نت�اجئ هذا التمرين؟‬
‫‪........................................................‬‬ ‫مىت؟‬ ‫‪......................................................‬‬ ‫الفعل األول‬
‫‪........................................................‬‬ ‫مىت؟‬ ‫‪......................................................‬‬ ‫الفعل الثاين‬
‫‪........................................................‬‬ ‫مىت؟‬ ‫‪..................................................‬‬ ‫الفعل الثالث‬
199
200
‫ثاني أكسيد النجاح ‪201‬‬

‫الفصل العاشر‬

‫مهارات‬
‫الفاشل المعتمد‬
‫“لكي تطير ال بد أن يكون هناك مقاومة ”‪.‬‬
‫مايا لين‬
‫ً‬
‫غالبا افتتح دورايت التدريبي�ة بسؤال اجلمهور‪:‬‬
‫من هنا يريد أن ينجح أكثر؟‬
‫فريف��ع اجلميع يده‪ ..‬ثم أتبعه بس��ؤال‪ :‬من هنا يريد أن يفش��ل‬
‫ً‬
‫أكرث؟ فال يرفع أحد يده إطالقا! وهنا أبدأ التوضيح بأن اإلثنني‬
‫(النجاح والفش��ل) ليسا ضدين متن�اقضني لكنهما متالزمني‬
‫ً‬
‫على طول الطريق‪ ..‬فهكذا ينظر الناس إىل املعادلة دائما‪:‬‬
‫النجاح <<< أنا >>> الفشل‬
‫‪ 202‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫ً‬
‫ولك��ن احلقيقة غري ذلك تماما! فكم كنا نتمىن أن يكون هناك‬
‫مصعد سريع إىل جناح بدون عرثات‪ ..‬نعم هكذا تكون املعادلة‪:‬‬
‫النجاح <<< الفشل <<< أنا‬
‫ه��و مش��وار مس��تمر وسلس��لة ال متن�اهي��ة م��ن اإلحباط��ات‬
‫واإلخفاق��ات واألخط��اء واملحاوالت الغ�ير مجدية‪ ..‬ف�لا يوجد‬
‫شخص ناجح وصل لما هو عليه دون ذلك‪ ..‬إن جاز التعبرييمكنين‬
‫القول أن معامل الفش��ل ‪ FQ‬هو أهم بكث�ير من معامل الذكاء ‪..IQ‬‬
‫ألنه كلما زاد معامل الفشل زاد حبك للمخاطرات وجرأتك على‬
‫املحاوالت اليت حتما س��تقودك يف النهاية إىل النج��اح املنتظر‪..‬‬
‫معامل الفشل عدد املرات اليت أنت مستعد أن تفشلها ثم تقف‬
‫مرة أخرى لتحاول من جديد‪..‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫فمهما كنت ذكيا عبقريا المعا‪ ..‬لن ينفعك يشء سوى رغبتك‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اجلامحة يف االستمرار‪ ..‬فالنجاح الفوري نادرا ما يكون فوريا‪..‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وأحيانا نضطر أن نذهب شرقا لنصل إىل الشمال‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪203‬‬

‫معامل الفشل ‪FQ‬‬


‫ً‬
‫يقول ريتشارد فينتون مؤلف كتاب ‪ !GO For NO‬أنن�ا دائما نضع‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أهدافا إجيابي�ة يمكنن�ا تس��ميتها ‪ Yes Goals‬مثال‪ :‬الدخل الش��هري‬
‫ال��ذي أريد حتقيقه‪ ..‬ع��دد العمالء املوافقني على ش��راء منتيج‪..‬‬
‫عدد الكيلوات اليت أريد إنقاصها‪ ..‬أو ال��وزن املثايل ال��ذي أريد‬
‫الوصول إليه‪ ..‬ولكن يوجد عيب خط�ير يف هذه األهداف أنها‬
‫جتعلنا حنبط بسهولة يف حالة تأخر حتقيقها (وهو الوارد)‪..‬‬
‫ً‬
‫فتظ��ل س��عادتن�ا مرتبط��ة ش��عوريا بتحقي��ق هذه األهداف‪..‬‬
‫وبالت��ايل طالم��ا أنها غ�ير موج��ودة يف حياتن�ا‪ ..‬فنحن تعس��اء غري‬
‫راضيني عن الواقع‪.‬‬
‫ً‬
‫هنا يدعو فينتون أن نضع أهدافا سلبي�ة يسميها ‪ No Goals‬وهي‬
‫تعرب عن أهداف الفش��ل الذي ينبغي عليك أن تمر به لكي تصل‬
‫ً‬
‫إىل النجاح مثال‪:‬‬
‫عدد العمالء الرافضني لشراء‪/‬قبول منتجايت‪/‬خدمايت‪/‬فكريت‬
‫=‬
‫‪...........................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.............................................‬‬‫عدد األيام اليت ال يزنل فيها وزين مع الرياضة =‬


‫‪..............................................‬‬ ‫عدد املحاوالت الفاشلة للوصول إىل النجاح =‬
‫‪ 204‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫بالطب��ع ال يقص��د فينتون أن نركز عل��ى الس��لبي�ات والتوقع‬


‫السوداوي‪ ..‬كل ما يف األمر هو أال تنىس احلقيقة‪!!..‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أنك حتما ستفش��ل يف طريقك للنج��اح‪ ..‬فبدال م��ن أن تأخذ‬
‫الفشل كعقبة وحتزن وجتزع عند حدوثه‪ ..‬خذه كصديق ورفيق يف‬
‫ً‬
‫الرحلة‪ ..‬وضع له أهدافا وراقبه‪ ..‬وكلما اقرتبت من حتقيق أهداف‬
‫ً‬
‫الفش��ل فأنت تقرتب جدا إىل حتقيق أهداف النج��اح فلن جتزع‬
‫وحتزن‪ ..‬فالنجاح ما هو إال لعبة أرقام! كلما زادت املحاوالت‪..‬‬
‫زادت الفرص‪ ..‬وزادت احتماالت النجاح‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يف وجهة نظري‪ ..‬أعتقد أن األطفال يمتلكون معدال عاليا من‬
‫معامل الفشل ‪ FQ‬فهم حياولون بال ملل للحصول على ما يريدون‪..‬‬
‫يطلبون ويبكون ويصرخون ويدمرون أي يشء يف طريقهم حىت‬
‫حيصلوا على ما يريدون!‬
‫ً ً‬
‫ألم نكن أطفاال يوما ما؟! لماذا قلت رغبتن�ا يف املحاولة والتجربة؟‬
‫لماذا سيطر اخلوف علين�ا!‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪205‬‬

‫الفشل بنظرة مختلفة‬


‫"من اعمق احلكم اليت يمكن التعرف عليها يف عالم التطوير‬
‫والنجاح هي أن األمر ال يتعلق فقط بتحقيق احللم ولكن يتعلق‬
‫باإلنسان الذي ستبني�ه يف طريقك للوصول للحلم!"‪.‬‬
‫وكأن رحلة الوصول اىل احللم هي رحلة بن�اء إنسان أقوى وأشجع‬
‫وبصفات أقدر على النجاح والتمزي!‬
‫فما أجمل أن تنظر للفشل على أنه جرس إنذار ليخربك بأنك ال‬
‫تس�ير على الطريق الذي سيوصلك اىل ما تريد‪ ..‬ولذا عليك أن‬
‫ً‬
‫تعدل وجترب طرقا اخرى لكي تصل‪.‬‬
‫‪ 206‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫التركيز على األفعال وليس النتائج‬


‫فلكل نتيجة نريد حتقيقها يوجد أفعال وسلوكيات وعادات‬
‫ً‬
‫تولدها‪ ..‬فيمكنن�ا أن نربمج عقولنا باألفعال والنت�اجئ معا فتصبح‬
‫ً‬
‫الصورة أكرث اكتماال وحافزيتن�ا أعلى وأقوى‪.‬‬
‫ً‬
‫نتغ�نى دائما بقصص الناجحني أمثال مايكل ج��وردن‪ ،‬هرني‬
‫فورد‪ ،‬والت ديزين‪ ،‬ستيف جوبز‪ ،‬بي�ل جيتس‪ ،‬مارك زوكربرج‪..‬‬
‫وغريهم‪. ..‬وننىس أن الس��بب الرئييس لوصولهم إىل هذا النجاح‬
‫العظيم هو ارتفاع معامل الفشل‪.‬‬
‫قيم نفس��ك اآلن‪ :‬م��ن صف��ر إىل ‪ ،100‬ما هو معامل فش��لك؟‬
‫وطالما أنه أقل من املئة فما زلت حتتاج أنت تقرأ هذا الفصل من‬
‫جديد‪.‬‬
‫إن النج��اح احلقيقي هو أن تصل إىل مرحلة التعادل الش��عوري‬
‫جتاه الفشل والنجاح‪. ..‬تفرح عندما تنجح وتفرح عندما تفشل‪.‬‬
‫كزن المايض‬
‫يقول أينش��تاين "اخلربة هو ذلك املصطلح ال��ذي نطلقه على‬
‫أخطائن�ا"‪ ..‬فالفش��ل يهزم اخلاس��رين‪ ..‬بينما يلهم الناجحني‪..‬‬
‫وكما يقول وينس��تون شرش��ل "النجاح هو االنتقال من فشل‬
‫إىل آخ��ر بمعنويات مرتفعة"‪ ..‬فليس املقصود هو تكرار نفس‬
‫املحاوالت إذا لم تتحقق نتيجة‪ ..‬ولكن مع كل محاولة يتواجد‬
‫إب��داع وتغي�ير وتعديل وتقييم حىت تقرتب أك�ثر م��ن النتيجة‬
‫املنتظرة‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪207‬‬

‫خالص��ة ما أريد إيصال��ه هنا هو "أفضل اس�تراتيجية للوصول‬


‫الس��ريع للنجاح ه��و تعمد زيادة معدل محاوالتك الفاش��لة"‪..‬‬
‫اآلن فقط يمكنك توقع س��رعة وحجم جناحك بمقدار سرعة‬
‫وحجم فشلك‪..‬‬
‫"افش���ل اكث���ر‪ ..‬افش���ل اكب���ر‪ ..‬افش���ل اس���رع‪ ..‬تنجح‬
‫أروع!"‬
‫أحمد مجدي‬
‫"إذا تعث���رت أثن���اء الرق���ص‪ ..‬اجع���ل العث���رة ج���زء م���ن‬
‫الرقصة"!‬
‫مجهول‬
‫نعم استمتع بالعرثات فليس معنا التعرث‪ ..‬أال تكمل رقصتك‬
‫الناجحة‪.‬‬
‫‪ 208‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫أداة كوتشنج‪14.‬‬
‫اليوبيل الذهبي في الفشل‬

‫يساعدك هذا التمرين على التعود على املحاوالت الفاشلة‬


‫وتقبلها ورؤية تقدمك واقرتابك من النجاح بش��كل منهيج‬
‫متوافق مع حقيقة الواقع أنك ستفشل يف طريقك للنجاح‪..‬‬
‫مرة أخرى‪ ..‬فهي ليس��ت عقلية سلبي�ة ولكنها عقلية إجيابي�ة‬
‫بامتي�از‪ ..‬فلن تشعر أي شعور سليب بعد اآلن‪ ..‬ألنك باختصار‬
‫مس��تعد لالس��تمتاع باملحاوالت الفاشلة بابتس��امة وتقبل‬
‫وحتدي يزتايد مع تزايد القائمة‪ .‬اتبع اخلطوات التالية‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .1‬أحضر ورقة ارسم فيها جدوال مكونا من عمودين‪ ..‬العمود‬
‫األول حتت عنوان "ال" أما العمود الثاين حتت عنوان "نعم"‪..‬‬
‫ويف رأس الورقة اكتب الهدف‪/‬الرؤية‪/‬الوجهة اليت تريد‬
‫الوصول إليها‪.‬‬
‫‪ .2‬اجعل عدد الصفوف ‪ 100‬صف يف الورقة‪.‬‬
‫‪ .3‬اآلن ابدأ رحلة الهدف وكلم��ا واجهت عقبة‪/‬فش��ل‪/‬‬
‫رفض‪/‬إخفاق‪/‬تراج��ع‪ ..‬ض��ع عالم��ة ص��ح يف خان��ة (ال)‪.‬‬
‫واس��تمر يف املحاوالت والعمل إىل أن حتصل على عالمة صح‬
‫يف خانة (نعم)‪.‬‬
‫‪..........................................................................................................................................‬‬ ‫الهدف‪:‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪209‬‬

‫نعم‬ ‫ال‬ ‫‪NO.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫‪5‬‬
‫‪6‬‬
‫‪7‬‬
‫‪8‬‬
‫‪9‬‬
‫‪10‬‬
‫‪11‬‬
‫‪12‬‬
‫‪13‬‬
‫‪14‬‬
‫‪15‬‬
‫‪16‬‬
‫‪17‬‬
‫‪18‬‬
‫‪.....‬‬
‫‪100‬‬
210
‫ثاني أكسيد النجاح ‪211‬‬

‫الفصل الحادي عشر‬

‫الوجبة‬
‫الرابعة‬
‫“المعلم يفتح الباب‪ ..‬ولكن أنت من عليك أن تدخل”‬
‫حكمة صينية‬
‫“وقتما تتوقف عن التعلم‪ ..‬فقد أذنت ببدء موتك”‬
‫آينشتاين‬
‫سئل جيمس براون الذي كان يعد من أس��اطني الغناء والفن‬
‫األمريكي يف ستيني�ات القرن المايض يف مقابلة شخصية أجريت‬
‫معه عام ‪ 1963‬وك��ان الس��ؤال‪ :‬ما ه��و أفضل ع��رض قدمته يف‬
‫حياتك؟ فكانت إجابت�ه‪ :‬العرض األخري! هل تسعى إىل التمدد‬
‫ورفع مس��توى كفاءتك باس��تمرار؟‪ ..‬هل تس��عى إىل التطوير‬
‫املس��تدام ال��ذي ال يتوقف‪ ..‬ل��ن تصل إىل قمتك إذا ل��م يصبح‬
‫التطوي��ر وجب��ة رابعة يف حياتك باإلضاف��ة إىل اإلفط��ار والغداء‬
‫والعشاء‪.‬‬
‫‪ 212‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫أثن�اء رسمك للمسار‪ ..‬ال بديل لك عن فتح مسار التعلم‪ ..‬فهو‬


‫املحدد لس��رعة وصولك لما تريد بل وجودة حتقيقه! هل لديك‬
‫خطة قراءة؟ أو مزياني�ة تدريب شخيص؟‪ ..‬إنه العامل رقم واحد‬
‫الذي يفصل بني الناجحني وغريهم‪.‬‬
‫ً‬
‫تقول احلكمة "املدرس��ة ال تنتهي أبدا عن��د املحرتفني" ألنهم‬
‫ً‬
‫دائما يتعلمون باس��تمرار مهما بلغ علمهم‪ ..‬وينعكس تعلمهم‬
‫ً‬
‫املس��تمر دائما على مس��توى ثقافتهم ومدخوالته��م وتأثريهم يف‬
‫اآلخرين وحتما سيعود يف النهاية على نت�اجئ حياتهم الكربى‪.‬‬
‫ً‬
‫كان جي��م رون ينصح دائما تلميذه توين روبزن‪ ..‬بأن ينىس وجبت�ه‬
‫اليومية ولكن ال يس��مح لنفس��ه أن ينىس وجبت�ه القرائي�ة‪ ..‬يف‬
‫املنحىن التايل تش��رح املبدعة جيسكا هايج العالقة بني التعلم‬
‫والوقت واملجهود‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪213‬‬

‫إليك عدة معادالت للتعلم‪:‬‬


‫‪ .1‬معادلة التعلم والدخل‪:‬‬
‫‪ 2X‬دخلك = ‪ 3X‬استثمارك في التعلم‬
‫لكي تضاعف دخلك‪ ..‬اضرب مجهودات تعلمك واستثمارك‬
‫يف ذاتك إىل ثالثة أضعاف‪ ..‬تعلم كاجلائ��ع واملجنون‪ ..‬تعلم كأن‬
‫العل��م ال يس��تقر يف عقلك فعليك أن تتعلم وتع��وض ما يضيع‬
‫منك كل يوم‪.‬‬
‫‪ .2‬معادلة مصادر التعلم‪:‬‬
‫‪ 6‬مصادر تعلم ‪ 1 +‬فعل‬
‫‪ 214‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫المصادر الستة للتعلم‬


‫‪ .1‬قراءة الكتب (مكتوبة ـ إلكرتوني�ة)‬
‫‪ .2‬استماع الكتب الصوتي�ة (مسجل)‬
‫‪ .3‬حضور الربامج التدريبي�ة واملحاضرات واألمسيات (مباشر‬
‫ـ انرتنت)‬
‫‪ .4‬التتلمذ على يد خبري يعطيك النصاحئ والتوجيهات (مباشر‬
‫ـ انرتنت)‬
‫‪ .5‬الكوتشنج (مباشر ـ انرتنت)‬
‫‪ .6‬جتمعات التعلم املركز ‪( Mastermind Groups‬توستماسرتز ـ‬
‫جتمعات الكوتشنج ـ اليوجا)‪.‬‬
‫ً‬
‫يقول برايان تراييس‪" ..‬تعلم من اخلرباء‪،‬فإنك لن تعيش طويال‬
‫ً‬
‫حىت تتعلم كل يشء بنفس��ك"‪ ..‬كن على يقني دائما أن كل ما‬
‫حتت��اج أن تعرفه لكي تصل إىل كل ما تريد موجود يف الكتب‪ ..‬فما‬
‫الكتب إال عصارة جتارب وخربات ماليني البشر من الذين عاشوا‬
‫ً‬
‫على هذا الكوكب‪ ..‬فإذا أردت حتقيق أهدافك س��ريعا‪ ..‬احبث‬
‫عن من حققها قبلك وأدرس خطواته عن طريق قراءة كتب�ه أو‬
‫ً‬
‫استش��ارته ش��خصياإذا تسىن ذلك‪ ..‬ثم كرر هذه اخلطوات‬
‫لتحصل على نفس النت�اجئ!‪ ..‬فما النجاح إال نسخ ولصق ولكن‬
‫بنكهتن�ا اخلاصة‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪215‬‬

‫وليس بالضرورة عدد س��اعات الدراسة تساوي عدد ساعات‬


‫التعلم‪ ..‬بمجرد املذاكرة والقراءة واالطالع واحلفظ كلها أدوات‬
‫ً‬
‫دراسية ولكن التعلم يساوي ربط األفكار سويا! هذا ما يسميه‬
‫خرباء التعلم ‪ Holistic Learning‬أو التعلم الكلي‪ ..‬فإذا كانت األفكار‬
‫املتعلقة ببعضها مرتبطة يف ذهنك بشكل انسيايب سلس فلن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حتتاج وقتا طويال لتحفظ أي يشء‪ ..‬ألنك بالفعل قد "تعلمت"‬
‫هذه اخلربة‪/‬املهارة‪/‬املنهجية بفهم واسع وعميق‪.‬‬
‫‪ 216‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫تقنيات سريعة للتعلم الكلي‬


‫‪ .1‬استخدم كل احلواس ‪Visceralize‬‬
‫ً‬
‫تؤكد الدراس��ات أنه كلما استخدمت حواسا أكرث يف تعلمك‬
‫(البصر ـ السمع ـ اللمس ـ الشم‪. ..‬إلخ) كلما كانت املعلومات‬
‫ً‬
‫أكرث ثب�اتا‪ ..‬هكذا كنت عندما كنت تعد األرقام على أصابعك‬
‫وترددها وتراها‪.‬‬
‫‪ .2‬اشرح املعلومات لطفل عمره عشر سنوات‬
‫ختيل أنك ستشرح ما تعلمت لطفل صغري‪ ..‬مهما كان حجم‬
‫وتعقيد املعلومات عليك أن تبسطها لكي يفهمها هذا الطفل‬
‫الصغري‪ ..‬وكما قال دافنيش‪" :‬البساطة هي قمة التعقيد"‪ ..‬فإذا‬
‫لم تس��تطع ش��رحها يف صورة مبسطة‪ ..‬فأنت ال تفهم ما قرأت‬
‫ً‬
‫بشكل عميق‪ ..‬أو باألحرى‪ ..‬لم تتعلمه جيدا‪.‬‬
‫‪ .3‬اكتب واشرح ما تعلمت‬
‫ً‬
‫أعرف أناسا دخلوا مجال التدريب فقط ليطبقوا هذه التقني�ة‪..‬‬
‫فالتدريب يساعدهم على التعلم والتثبيت لما درسوه‪..‬‬
‫أوجد الطرق والوسائل اليت يمكن تفتح لك مجاالت نشر ما‬
‫تعلمت وإفادة اآلخرين وبالطبع ستكون من أكرب املستفيدين‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪217‬‬

‫قيم مصادر تعلمك‬


‫يف المايض كانت التعلم يتم على خطوتني متت�اليتني‪:‬‬
‫‪ .A‬إجياد مصدر التعلم ثم‬
‫‪ .B‬تطبيق التعلم‬
‫أما اآلن فأعتقد أن التعلم حيتاج إىل خطوة ثالثة‪.‬‬
‫‪ .1‬إيجاد مصدر التعلم ‪Access‬‬
‫‪ .2‬تقييم مصدر التعلم ‪Assess‬‬
‫‪ .3‬تطبيق التعلم ‪Apply‬‬
‫ولك��ي تقيم مصدر التعلم بكفاءة وتت�أكد من مدى قوته وقدرته‬
‫على إفادتك‪ ..‬اتبع املعايري الثالثة التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬مدى عملية املعلومات املطروحة‪.‬‬
‫‪ .2‬مدى مناسبتها للواقع املعاصر‪.‬‬
‫‪ .3‬مدى دقة ومصداقية مصدرها‪.‬‬
‫‪ 218‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫أداة كوتشنج‪15.‬‬
‫منحنى التعلم‬

‫يؤكد دانيي�ل كويل خبري التعلم أن منحىن التعلم املس��تمر‬


‫يمكن أن يقيم وسماه ‪ ..Learning Quotient‬هذا تمرين يمكنك‬
‫استخدامه لتقيس معدل تعلمك املستمر‪. ..‬قيم نفسك من‬
‫‪ 0-4‬حبيث يكون ‪ = 0‬غري موافق ـ ‪ = 4‬موافق بشدة‬
‫ً‬
‫‪ .1‬ختص��ص وق��ت مل��دة س��اعة يومي��ا لتطوي��ر مهارات��ك‬
‫ومعارفك‪.‬‬
‫‪ .2‬ترك��ز مجهودك على األفعال والطرق أكرث م��ن النت�اجئ‬
‫والعوائد‪.‬‬
‫‪ .3‬لديك يف حياتك العديد من الكوتشز واألساتذة الذين‬
‫يوجهونك يف رحلة أهدافك‪.‬‬
‫‪ .4‬أنت واعي بمقدار ونوع املعرفة اليت تنقصك‪.‬‬
‫‪ .5‬يمكنك بس��هولة وصف وتعداد املهارات اليت حتتاج أن‬
‫تطورها يف نفسك‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .6‬تفكر كثريا يف املهارات اليت تنقصك وحتتاج تطويرها‪.‬‬
‫‪ .7‬أنت تبتكر باستمرار لتطوير عملك وخدماتك لألفضل‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪219‬‬

‫‪ .8‬أنت خترج باستمرار خارج منطقة راحتك‪.‬‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .9‬أنت تتعلم شيئ�ا جديدا كل يوم‪.‬‬
‫نتائج التقييم‬
‫‪ :0-15‬مستوى تعلمك منخفض‪ ..‬ال بد أن تب�دأ‪.‬‬
‫‪ :15-30‬املس��توى متوسط‪ ..‬استمر يف التطوير والبحث عن‬
‫رفع مستواك أكرث‪.‬‬
‫‪ :30-36‬مس��توى تعلمك واهتمامك بالتعلم ع��ال ورائع‪..‬‬
‫استمر وحافظ على أدائك‪.‬‬
‫اآلن جاء وقت العمل‪ ،‬ما هي األفعال‪ ،‬األنشطة‪ ،‬اخلطوات‬
‫العملية اليت يمكنأن تتخذها بن�اء على نت�اجئ ه��ذا التمرين‪..‬‬
‫لكي تطور معدل تعلمك إىل ‪36‬؟!‬
‫‪........................................................‬‬ ‫مىت؟‬ ‫‪......................................................‬‬ ‫الفعل األول‬
‫‪........................................................‬‬ ‫مىت؟‬ ‫‪......................................................‬‬ ‫الفعل الثاين‬
‫‪........................................................‬‬ ‫مىت؟‬ ‫‪..................................................‬‬ ‫الفعل الثالث‬
220
‫ثاني أكسيد النجاح ‪221‬‬

‫الفصل الثاني عشر‬

‫أسئلة‬
‫العالقات الثالثة‬
‫“إذا كنت أذكى ش���خص في فريقك‪ ،‬ابحث عن فريق‬
‫آخر”‬
‫حكمة قديمة‬

‫إذا أردت الس��يطرة والتكمن الكامل من جانب العالقات‬


‫اإلنساني�ة يف حياتك‪ ..‬سيكون لك اخليار أن تش��اركين يف رحلة‬
‫اإلجابة عن األسئلة الثالثة التالية واليت تمثل محاور هذا الفصل‬
‫وس��أمنحك ثالثة أدوات كوتشنج لرفع مستوى هذا اجلانب إىل‬
‫التمزي النادر!‪..‬‬
‫‪ 222‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫‪.1‬هل أغلب عالقاتك إيجابية أم سلبية؟‬


‫(أخطر خمس أشخاص في حياتك)‬
‫يلخص العبقري جيم رون تأثري يف حكمته الشهرية"أنت ستكون‬
‫متوس��ط اخلمس أش��خاص الذين تقيض معهم أغلب وقتك"‬
‫م��ع من تقيض أغلب وقتك؟ إنها حقيق��ة كوني�ة نابعة من قانون‬
‫املتوسطات ‪ The Law of Averages‬الذي يتلخص يف أن حاصل أي‬
‫موقف هو متوسط املعطيات اليت تصنع هذا املوقف‪.‬‬
‫ً‬
‫إن من أكرث النظريات شيوعا يف عاملنا اليوم هي اكتشاف عصب‬
‫املرايا ‪ The Mirror Neuron‬وهو مس��ؤول عن جعلك تشعر بنفس‬
‫املشاعر اليت يشعر بها الشخص الذي تقابله‪..‬‬
‫ً‬
‫إنه��ا مثل الع��دوى الش��عورية ال�تي تنتق��ل ال وعيا بينك وبني‬
‫أي ش��خص‪ ..‬فوفق��ا للدراس��ة اإليطالي��ة أن ه��ذا الن��وع م��ن‬
‫األعصابوظيفته التقاط إشارات من أطروحات وسلوكيات‬
‫ومشاعر اآلخرين ونقلها إليك فتفهم الطرح وتتقمص السلوك‬
‫ً‬
‫وحتس الشعور! ستتحول أنت تدريجيا لتكون نسخة ملن حولك‬
‫شئت ذلك أم أبيت‪..‬‬
‫عال من الوعي بذاتك وبرتكزيك‪ ..‬سيؤثر‬
‫مهما كنت على قدر ٍ‬
‫على طريقة تفك�يرك وتقديرك لذات وطموحاتك وكيانك‬
‫بالكامل‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪223‬‬

‫نعم يمكنك معرفة الشخص الذي ستكون عليه يف املستقبل‬


‫حبساب متوسط أفكار‪ ،‬أحالم‪ ،‬طموحات‪ ،‬مدخوالت هؤالء‬
‫اخلمسة‪ ..‬ماذا لوكانت أحالمهم بسيطة‪ ..‬أو ليس لديهم من‬
‫األساس!‬
‫أو أن مدخوالتهم متواضعة وال يس��عون لتطويرها؟ إذن عليك‬
‫أن تفكر يف مع من تقيض أغلب وقتك؟ كما تفكر أين أصرف‬
‫نفقايت؟ أو ما نوعية ما آكله؟‬
‫جذب العالقات اإليجابية‬
‫األشخاص اإلجيابيون هم الذي سيساعدونك لتكون الشخص‬
‫الذي لطالما كنت حتلم أن تكون��ه‪ ..‬إنهم رفقاء رحلة حتقيقك‬
‫لذاتك وأنت كذلك ستكون رفيقهم يف رحلتهم‪..‬‬
‫ولك��ي تمتلك هذه العالقات اإلجيابي�ة يف حياتك‪ ..‬تذكر أن‬
‫الشبي�ه جيذب الشبي�ه‪ ..‬سيظهر اإلجيابيون يف حياتك بمجرد أن‬
‫تكون أنت كذلك‪..‬‬
‫والعكس لألسف صحيح‪ ..‬فاإلجيابيون ال حيبون أن يضيعوا‬
‫وقته��م مع أش��خاص س��لبيني فاقدي الوجه��ة واألهداف‪ ..‬إن‬
‫صورتك الذاتي�ة ستحدد بشكل مصريي نوعية األشخاص الذي‬
‫سيظهرون يف مرآة حياتك‪..‬لتكن صورتك عن نفسك اإليمان بها‬
‫وبقدراته��ا وبإمكاني�ة حتقيقها لما تريد‪ ..‬فلن يؤمن بك اآلخرين‬
‫بقدر أكرب مما تمنحه لنفسك‪.‬‬
‫‪ 224‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫أداة كوتشنج‪16.‬‬
‫صناعة العالقات‬

‫أجب عن األسئلة التالية‪:‬‬


‫‪ .1‬من هو الشخص الذي تريد أن تكونه؟ ما هي صفاته؟ ما‬
‫هي طموحاته؟‬
‫‪ .2‬م��ن هم أكرث ‪ 5‬أش��خاص تقيض معهم أغلب وقتك؟ ما‬
‫هي أبرز ‪ 3‬صفات يف كل شخص؟‬
‫‪ .3‬هل يشبهون الشخص الذي تريد أن تكونه يف املستقبل؟‬
‫(الذي ذكرته يف إجابة الس��ؤال األول) هل يساعدونك على‬
‫حتقيق رؤيتك وأهدافك؟ هل يدفعونك لألمام أم جيرونك‬
‫للخلف؟‬
‫‪ .4‬من هم األشخاص الذي يمتلكون الصفات اليت تريد أن‬
‫تمتلكها يف شخصك املستقبلي؟ (أحياء‪/‬أموات ـ قريبون‪/‬‬
‫بعيدون ـ يمكنك مقابلتهم‪/‬اليمكنك مقابلتهم)‬
‫‪ .5‬كيف يمكنك أن تزيد من تواصلك ووقتك معهم؟ اخرت‬
‫من الطرق اآلتي�ة األنسب لك‪:‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪225‬‬

‫• التواصل املباشر‪( :‬مصاحبتهم ـ زيارتهم ـ التعرف عليهم ـ‬


‫بن�اء عالقة معهم)‬
‫• التواصل مع إنت�اجهم‪( :‬كتبهم ومؤلفاتهم ـ كتبهم الصوتي�ة‬
‫ـ فيديوهاتهم على اليوتيوب ـ لقاءاتهم ومحاضراتهم)‬
‫• اإلجتماع الذهين‪ :‬يقول نابليون هيل يف كتابه (فكر لتصبح‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫غني�ا) أنه كان قبل أن ين�ام كل ليلة يعقد اجتماع��ا ختيليا يف‬
‫ذهنه مع مستش��اريه اخلاص�ين أمثال أينش��تاين وداروين‬
‫وأرس��طو وغريهم من عظماء الفالس��فة والعلم��اء واملؤثرين‬
‫ليفكر ويتصرف كما يفكرون ويتصرفون‪ ..‬يقول هيل أنه بدأ‬
‫تطبيق هذه التقني�ة بتسع مستشارين وانتهت بـ ‪ 50‬مستشار‬
‫بعد ذلك ويضيف أنها كانت من األسباب اليت ساعدته على‬
‫حتقيق جناح كبري يف حياته‪.‬‬
‫هن��ا قائمة عظم��ايئ الذي��ن أجتمع به��م دوما ألستش�يرهم‬
‫وأس��تلهم منهم خطوايت وخي��ارايت املس��تقبلية باإلضافة إىل‬
‫التعلم من إنت�اجهم وعطائهم‪..‬‬
‫‪ -‬باولو كويلهو‬ ‫ ‬‫‪ -‬ستيف جوبز‬
‫‪ -‬مارك سانبورن‬ ‫ ‬
‫‪ -‬جاي كاواساكي‬
‫‪ -‬فيكتور أنطونيو‬ ‫ ‬
‫‪ -‬سكوت ماكني‬
‫‪ -‬برين�دون بورشارد‬ ‫‪ -‬روبن شارما ‬
‫‪ -‬برايان ترايسيا‬ ‫ ‬
‫‪ -‬توين روبزن‬
‫‪ 226‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫آلن يمكنك أن تب�دأ رحل��ة االنتق��ال إىل "أن��ت" اجلديد‬


‫بالتواصل املتسمر مع هؤالء وستكون أفكارهم وطريقتهم يف‬
‫البداي��ة مختلفة عما اعتدت أن تفكر به‪ ..‬وكلما كان وعيك‬
‫ً‬
‫عاليا كلما تغريت بسرعة وصرت مثلهم‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪227‬‬

‫‪ .2‬هل شبكة عالقاتك القوية واسعة أم محدودة؟‬


‫ً‬
‫وللعالقات أيض��ا بعد آخر يف تطوير حياتك وقيادتك للنجاح‬
‫املبهر‪ ..‬فحجم وسعة شبكتك حيدد دخلك بش��كل ما أو بآخر‪..‬‬
‫فكلم��ا زاد عدد من تعرفهم‪ ..‬زاد عدد األش��ياء اليت يمكنك أن‬
‫تفعلها‪.‬‬
‫يق��ول ف�يرن هارني��ش خبري القي��ادة العال�مي أن الس��ؤال الذي‬
‫ً‬
‫س��يحدد جناحك مس��تقبال يف أي مجال هو س��ؤال “من هو؟”‪..‬‬
‫ً‬
‫دائما يقف على باب كل حتول وتقدم يف حياتك شخص ما يمتلك‬
‫مفتاح الفرص��ة والعبور‪ ..‬احبث عن هؤالء ووثق عالقتك بهم‪..‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫العالقات ليست بالضرورة أن تكون فرصا فقط‪ ..‬ولكن أحيانا‬
‫ً‬
‫تكون مصدرا ملعلومات هامة تفتح لك أبواب فرص واسعة‬
‫وفريدة فيما بعد‪.‬‬
‫كون قاعدة مستشاريك اخلاصة وساعدهم بقدر ما تستطيع‪..‬‬
‫تعرف على كل املؤثرين واخلرباء والعاملني يف مجالك وكن على‬
‫ً‬
‫اتصال بهم‪ ..‬وتذكر دائما ‪.Your network is your net worth‬‬
‫المفتاح الذهبي لبناء العالقات الناجحة‪ :‬العطاء‬
‫لن يكسبك يشء عالقات عميقة يف حياتك أكرث من العطاء‬
‫وتقديم املس��اعدات واخلدمات لآلخرين‪ ،‬ألن قانون الكارما (ما‬
‫تمنحه يعود إليك) س��يعمل معك بمزيان ش��ديد احلساسية‪..‬‬
‫ً‬
‫عل��ى قدر ما س��تعطي‪ ..‬عل��ى قدر ما س��تحصد‪ ..‬وليس ش��رطا‬
‫‪ 228‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫أن يكون احلصاد من نفس املصدر (الشخص)‪ ،‬ولكن ستدور‬


‫األيام واألحوال وتت�آمرالظروف معك لتعيد لك ما قدمته بالتمام‬
‫والكمال‪.‬‬
‫(المنح يبدأ عملية الحصد)‬
‫‪Giving start the process of Receiving‬‬
‫وهنا توجد ‪ 5‬أس��س رئيس��ية لعملية العط��اء واملنح لألخرين‪..‬‬
‫ً‬
‫دائم��ا ما خيلط الكثريون هذه األس��س مما يؤدي إىل عدم حدوث‬
‫األثر املتوقع وضعف املردود وكأنك لم تعط شيئ�ا على اإلطالق‪.‬‬
‫‪ .1‬امنح حبب‬
‫يعد أنقى أنواع املنح هو ذلك الذي يذهب لشخص أنت تعلم‬
‫ً‬
‫يقين�ا أنه غري قادر على مس��اعدتك! تكون العوائد يف هذه احلالة‬
‫هي األجزل واألعمق من الداخل واخلارج‪( .‬تذكر قانون الكارما‪..‬‬
‫العوائد يف الغالب ليست من نفس الشخص)‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .2‬امنح مبكرا‬
‫ً‬
‫امن��ح مقدم��ا لآلخرين حىت وإن كنت ال حتتاجه��م يف الوقت‬
‫احلايل‪ ..‬س��اعد ألن هذا طبعك األصيل وليس ألنك س��تحتاج‬
‫هذا الش��خص يوما ما‪ ..‬وحىت لو احتجت مساعدته‪ ..‬سيقدمها‬
‫ً‬
‫لك حبب وامتن�ان شديد لما قدمته مسبقا من زمن وليس كإتمام‬
‫صفقة مصالح متب�ادلة‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪229‬‬

‫‪ .3‬امنح باستمرار وبكرم‬


‫كما س�تزرع كما س��تحصد‪ ..‬إذا أردت أن حتصل على الكثري‪..‬‬
‫ً‬
‫امنح الكثري‪ ..‬إذا أردت أن حتصل عليه دائما‪ ..‬امنح دائما‪. ..‬إذن‪..‬‬
‫ً‬
‫إذا قدمت خدمات عالية اجلودة ستحصل على نظريها دائما‪.‬‬
‫‪ .4‬امنح بشكل غري متوقع‬
‫ال يوج��د أس��عد م��ن حلظات اس��تقبال مس��اعدة مفاجئة غري‬
‫متوقعة من شخص خاصة إذا كان يف بداية تكوين عالقتك به‪..‬‬
‫ً‬
‫فائج الناس بهداياك دائما‪.‬‬
‫‪ .5‬امنح للمنح‬
‫قد يب�دو من هذه األسس أنها حتمل دوافع أناني�ة لعملية العطاء‬
‫ً‬
‫اليت من املفرتض تكون نموذجا لإليث�ار! ولكن هذا األساس هنا‬
‫ليخربك أن لذة املنح وسعادة العطاء هي العائد الذي ال يضاهيه‬
‫أي عوائد أخرى‪ ..‬فقط امنح لتعيش‪ ..‬لتسعد‪ ..‬لتستمتع‪ ..‬دون‬
‫تذكر ملقابل ما‪ ..‬وسيأتيك ما ال يقدر عقلك على ختيله‪ ..‬العطاء‬
‫هو احلياة‪.‬‬
‫‪ 230‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫‪ .3‬هل أنت بارع في التواصل مع اآلخرين؟‬


‫التواصلهوروحالعالقة‪..‬فهوالذييمدهاباحلياةواإلستمرارية‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الناجحة‪ ..‬لم يعد أمامك عذر الي��وم أن تكون متواصال بارعا مع‬
‫الناس‪ ..‬لتكس��بهم وتؤثر فيهم وتستمتع بدفء العالقات من‬
‫ً‬
‫حولك‪ ..‬ال أعتقد أن أحدا ال يعرف كيف يتواصل برباعة بقدر أنه‬
‫يتكاسل عن فعل ما يعرفه ليتواصل بنجاح‪.‬‬
‫القواعد اإلحدى عشر للتواصل المتقن‬
‫ً‬
‫‪ .1‬استخدم أسماء اآلخرين دائما يف كافة أشكال تواصلك معهم‬
‫(لقاء ـ بريد إلكرتوين ـ وسائل إعالم اجتماعي)‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .2‬عرف الناس على بعضهم‪ ..‬عندما تقدم أحدا لشخص يمكن‬
‫ً‬
‫أن يساعده‪ ..‬فإنه يكون ممنونا لك كثريا على تذكرك واهتمامك‬
‫به‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .3‬استمع بقلبك وعقلك وعينك للمتحدث‪ ..‬انس نفسك تماما‬
‫أثن�اء حديثك معه‪ ..‬املتحدث هو محور املحادثة وليس أنت‪.‬‬
‫‪ .4‬كرر كلمات وعبارات املتحدث (كما أشرت‪. ..‬كما تفضلت‪..‬‬
‫أعجبتين كلمتك اليت قلت فيها)‪ ..‬يس��عد الناس بتكرار كالمهم‬
‫على لسان اآلخرين‪.‬‬
‫‪ .5‬ال تكمل جمل املتحدث حىت وإن كنت تعرفها‪ ..‬دع الناس‬
‫تستمتع بلذة التحدث‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪231‬‬

‫‪ .6‬حتدث عن االهتمامات املشرتكة فهي تقرب املسافات وتكسر‬


‫ً‬
‫اجلليد سريعا‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .7‬رحب حبرارة دائما‪ ..‬رحب بالشخص كأنه ألول مرة تلتقيه‬
‫منذ خمس سنوات‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .8‬ابتسم دائما‪( .‬هذه تكفيك عن البايق)‬
‫‪ .9‬توقف عن ذكر عيوب اآلخرين ومساوئهم‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .10‬ال تنتقد أو توخب أحدا‪ ..‬ركز على نفسك‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .11‬كن إجيابي�ا‪ ..‬س��ينجذب إليك اإلجيابيون من كل مكان‬
‫وسيسعى الناس أن يبنوا عالقات معك‪.‬‬
232
‫ثاني أكسيد النجاح ‪233‬‬

‫العنصر الرابع‬

‫الفعل‬
‫‪Will‬‬
‫ل��م يتبق على إتمام التفاعل إال اضاف��ة عنصر الفعل (‪ )Will‬فهو‬
‫من أخطر العناصر املحورية يف املعادلة ألنه العنصر الوحيد الذي‬
‫ً‬
‫يؤدي غيابها إىل إيقاف التفاعل بالكامل! فربما تمتلك أسبابا قوية‬
‫ً ً‬
‫للتحرك ‪ Why‬ووضعت رؤية واضحة ‪ Vision‬ورسمت مسارا مرنا‬
‫‪ ..Way‬ولكنك مالم تتحرك وتنفذ‪ ..‬فال جناح وال إجناز‪ ..‬بل إنك‬
‫لن تكتشف العناصر السابقة إال بالفعل والتحرك‪ ..‬إنه املتب�دأ‬
‫ً‬
‫واملنت�ه بأن تفعل ش��يئ�ا! يقول بيرت مارش��ال‪" :‬تنفيذ األفعال ولو‬
‫صغرية أفضل من ختطيطها وإن كانت كبرية"‬
‫ً ً‬
‫لكي تمتلك فعال قويا‪ ..‬عليك بإتم��ام مكونات عنصر الفعل‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ 234‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫‪ .1‬صناعة العادات‪ :‬أعظم األفعال هي تلك اليت تس��تمر على‬


‫م��دى فرتات طويل��ة من الزم��ن لتحق��ق إجنازات عظ�مى‪ ..‬إنه‬
‫االستمرار وليس احلجم هو ما يصنع الفارق‪.‬‬
‫‪ .2‬معام��ل آبل الش��خيص‪ :‬أس��رع األفعال اليت س��توصلك إىل‬
‫رؤيتك هي األفعال اليت ت��ؤدى بتمزي واحرتاف‪ ..‬فالعالم ال يعبأ‬
‫بالهواة ومتوس��طي األداء‪ ..‬ولكنه يرفع القبعات للتمزي النادر‬
‫ً‬
‫واإلتقان الشديد‪ ..‬فاملتفردون يلفتون األنظار سريعا ولذا تتحقق‬
‫أهدافهم أسرع‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .3‬فن العيش اآلين‪ :‬يغرق الكثريون أحيانا يف شرك التخطيط‬
‫املس��تمر واإلنغماس الش��ديد يف الرؤية املنش��ودة متجاهلني أن‬
‫املستقبل ما هو إال نت�اج ما سرنكز على فعله اآلن‪ ..‬حلظة "اآلن"‬
‫هي اليت تستحق ذلك اإلنغماس الشديد والرتكزي الرهيب‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .4‬صياغة العظمة الداخلية‪ :‬ينطلق الس��ائق بس��يارته مس��رعا‬
‫لكي يصل إىل وجهته فيما تش�ير لوحة العدادات إىل قرب انتهاء‬
‫ً‬
‫الوق��ود‪ ..‬وعندما ينصح��ه صديقه بإع��ادة التعبئ�ة‪ ..‬ي��رد قائال‪:‬‬
‫ً‬
‫"ليس لدي وقت ألتوقف‪ ..‬أريد أن أصل يف أسرع وقت" متجاهال‬
‫أن التوقف يف هذه احلالة هو أضمن وأسرع طريق للوصول‪.‬‬
‫‪ .5‬الفع��ل اإلجيايب ‪ Vs‬التفك�ير اإلجي��ايب‪" :‬افع��ل اإلجيابي�ات‪..‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تكن س��عيدا"‪" ..‬فكر بإجيابي�ة‪ ..‬تكن س��عيدا"‪ ..‬ما بني هاتني‬
‫املدرستينقد يفقد الكثريون بوصلة التحرك‪ ..‬فهل من طريق‬
‫متوسط بينهما؟‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪235‬‬

‫سر روبن شارما!‬


‫ً‬
‫مح��ام ناج��ح حيم��ل ماجس��تريا يف‬
‫ً‬
‫القان��ون ال��دويل‪ ..‬ويمتل��ك رصيدا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫واس��ما مهني���ا ضخم��ا يف صناع��ة‬
‫القان��ون يف كن��دا‪ ..‬يص��اب بنوبة‬
‫قلبي���ة ح��ادة تس��قطه عل��ى أرض‬
‫قاعة املحكمة يف أحد املرافعات‪..‬‬
‫لتكون هذه اللحظ��ة المأس��اوية نقط��ة التح��ول الرئيس��ية يف‬
‫حياته‪ ..‬يكتش��ف حينها أنه كان يعيش أحالم اآلخرين ال أحالمه‬
‫ً‬
‫اخلاصة‪ ..‬يدرك أنه ال حيب مجاله وأنه أكرث عشقا لعالم التطوير‬
‫الذايت وعلوم التحفزي والنجاح!‬
‫يب���دأ بعدها يف اختاذ خطوات بس��يطة جتاه حلم��ه الوليد بتعلم‬
‫التأليف والكتابة والق��راءة واالس��تثمار يف ذاته‪ ..‬ليص��در أول‬
‫كتب�ه‪:‬‬
‫‪MegaLiving! 30 Days to a Perfect Life‬‬
‫ً‬
‫حياة فائقة‪ 30 :‬يوما لبناء حياة متكاملة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫والذي يفش��ل فشال ذريعا وال حيقق أي مبيعات تذكر‪ ..‬ويصفه‬
‫النقاد بأنه كاتب تقليدي ولم يأت جبديد وكيف ملحام أن يتحدث‬
‫عن التطوير الذايت!‬
‫‪ 236‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫ال يعبأ ويس��تمر مطارداحلمه وش��فغه حامالرسالته‪ ..‬ليخاطر‬
‫جبنون وينشر بعدها على نفقته اخلاصة كتاب‪:‬‬
‫‪The Monk Who Sold His Ferrari‬‬
‫الراهب الذي باع سيارته الفيراري‬
‫الذي حيقق بعدها مبيعات تصل إىل ‪ 3‬مليون نسخة ويرتجم إىل‬
‫‪ 60‬لغة حول العالم‪.‬‬
‫ً‬
‫ليب�دأ بعدها مش��وار إلهامه للعالم أجمع خبمس��ة عشر كتابا‬
‫ً‬
‫ملهما وآالف املحاضرات اليت غريت املاليني حول العالم‪ ..‬ويتم‬
‫إدراجه كواحد من أعظم خمس خرباء يف القيادة الشخصية حول‬
‫العالم‪.‬‬
‫كن��ت قد طبقت نصيحة جاك كانفيلد بأن أكت��ب قائمة‬
‫بأهم ‪ 100‬أمني�ة أريد أن أحققها قبل أن أموت! ك��ان من ضمن‬
‫األمني�ات‪“:‬لقاء مع روبن ش��ارما” وها هي حتققت‪ .‬واآلن بقيت‬
‫أمني���ة أخرى متعلقة مع روبن أيض��ا‪“ :‬مناصفة املنصة يف مؤتمر‬
‫مع روبن شارما”‬
‫انتهزت فرصة االس�تراحة القصرية يف املؤتم��ر‪ ..‬ألخرتق الزحام‬
‫ً‬
‫حول روبن وأجري معه لقاء‪ ..‬كنت مس��تعدا له خبمسة أسئلة‬
‫ً‬
‫فريدة‪ ..‬إال أن ضيق الوقت أتاح يل أن أس��أله ثالثا فقط‪ ..‬كان يل‬
‫مع روبن شارما هذا اللقاء التايل‪:‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪237‬‬

‫الس��ؤال األول‪ :‬م��ا ه��ي نصيحتك الذهبي�ة لك��ل املتحدثني‬


‫التحفزييني واملدربني الذين يريدون أن يكونوا مثلك؟‬
‫روبن‪ :‬أنصحهم أال يكونوا مثلي!! ولكن أن يس��عوا أن يكونوا‬
‫أنفس��هم‪ ..‬أن حيافظوا على أصالتهم وال يفقدوه��ا‪ ..‬فهنا التأثري‬
‫احلقيقي والنجاح املبهر فكما يقول بيرت دركر‪:‬‬
‫‪Be yourself. Everyone else is taken‬‬
‫السؤال الثاين‪ :‬من نشر كتابك األول على نفقتك اخلاصة إىل‬
‫أعظم وأش��هر خب�ير قيادي يف العالم!! ماهو س��ر خلطة جناحك‬
‫املبهر؟‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫روبن مبتسما‪ :‬أقولها دائما يف محاضرايت أن سر جناح أي شخص‬
‫ممزي هو ما أسماه الباحثون يف جامعة هارفارد ‪.GRIT‬‬
‫أي قدرتك عل��ى االلزتام بتحقيق حلمك واالس��تمرار يف رحلته‬
‫مهما طالت ومهما كلفك األمر وأكرث مما يستوعب العاقل‬
‫فعله‪.‬‬
‫السؤال الثالث واألخري‪ :‬يوجد ماليني النصاحئ يف عالم التطوير‬
‫ً‬
‫الذايت اليت تش��تت الناس أحيانا من كرثتها وتش��عبها‪ ..‬ما هي‬
‫النصيح��ة الوحي��دة ال�تي تهديه��ا جلمهورك وتس��اعدهم على‬
‫الرتكزي؟‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫روبن وهو يرحل‪ :‬أحلم حلما كبيرا‪ ..‬أبدأ صغيرا‪ ..‬افعل اآلن!‬
‫“‪”Dream Big. Start Small. Act Now‬‬
238
‫ثاني أكسيد النجاح ‪239‬‬

‫الفصل الثالث عشر‬

‫صناعة‬
‫العــــــــادات‬
‫“الع���ادات الس���يئة مث���ل الس���رير المريح‪ ..‬من الس���هل‬
‫دخوله ولكن من الصعب تركه”‬
‫مجهول‬

‫أس��رع مس��ار يمكن أن يوصلك لما تريد ه��و مس��ار األفعال‬


‫املستمرة وليس املتقطعة‪.‬‬
‫مجهودات مستمرة ‪ o‬نتائج مستمرة‬
‫مجهودات متقطعة ‪ o‬نتائج متقطعة‬
‫العادات هي وقود النجاح وأساسه الرئييس يف احلياة والعمل‪..‬‬
‫تساعدك العادات على برمجة وقتك ويومك فال تشغل بالك‬
‫‪ 240‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫بالعديد من القرارات ألنها باختصار ستصبح أوتوماتيكية‪ ..‬ربما‬


‫تكون من عاداتك حتضري قهوتك عند االس��تيقاظ يف الصباح‪..‬‬
‫أو فتح إيميلك الشخيص بمجرد دخول مكتبك‪ ..‬أو ممارسة‬
‫الرياضة ثلث ساعة كل صباح‪.‬‬
‫يقول الرئيس األمريكي باراك أوباما أنه فوض ق��رار اختي�ار‬
‫مالب��س عمله اليومية اىل زوجته فأصبحت من عاداته املباش��رة‬
‫أن جيد مالبسه جاهزة ليلبسها كل يوم بدون احلاجة للتفكري يف‬
‫االختي�ار! هكذا توفر العادات وقتك وتصنع النت�اجئ امللهمة يف‬
‫وقت س��ريع‪ .‬ما أالحظه من دراس��ة الناجحني أنهم لم يعتمدوا‬
‫على قوة اإلرادة يف تغيري ذواتهم وحياتهم‪ ..‬ولك��ن كان تركزيهم‬
‫األكرب على خلق روت�ين إجي��ايب ق��وي لتصب��ح أيامه��م مربمجة‬
‫ً‬
‫أوتوماتيكيا وبالتايل ستكون النت�اجئ تلقائي�ة أيضا‪.‬‬
‫ً‬
‫تذكر دائما‪":‬ع��ادات إجيابي�ة مس��تمرة تصن��ع نت���اجئ خرافية‬
‫كبرية"‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪241‬‬

‫كيف أصنع عادات إيجابية؟‬


‫تصنع العادات عن طريق إعادة اتصال املش��ابك العصبي�ة يف‬
‫العق��ل ‪ ..Neural Pathways Rewiring‬فبع��د تع��ودك عل��ى عادة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫جديدة تكون قد امتلكت عقال جديدا برتكيب�ة مختلفة تماما‪..‬‬
‫فأنت تسلك سلوكياتك احلالية نتيجة اتصال مشابكك‬
‫العصبي���ة بطريقة معين�ة‪ ..‬ولكي تغري الس��لوك عليك تغيري‬
‫ً‬
‫خريطة اتصال األعصاب سويا‪ ..‬ولكي حيدث هذاسيكون لديك‬
‫ثالثة أسلحة يمكنك أن تستخدمهم‪:‬‬
‫‪ .1‬التكرار‬
‫‪ .2‬التكرار‬
‫‪ . 3‬التكرار‬
‫نع��م بمنتهى البس��اطة‪ ..‬أن تفعل هذا الفعل مرات عديدة إىل‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫حدد امللل حىت تصبح حدثا عاديا تلقائي�ا‪ ..‬فال يوجد كبس��ولة‬
‫ً‬
‫برمجة العادات لألسف‪ ..‬وفقا جلامعة لندن تقول الدراسات أن‬
‫اإلنسان حيتاج إىل ‪ 66‬يوما وليس ‪ 21‬يوما لربمجة عادات جديدة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تتج��ه املدرس��ة القديمة يف التغي�ير إىل أن تصمم ج��دوال خاصا‬
‫باأليام ملتابعة تنفيذك للعادات‪ ..‬وبمجرد تنفيذك للعادة ستقوم‬
‫بوض��ع عالمة ص��ح أمام اخلان��ة يف الي��وم املح��دد‪ ..‬تعتمد هذه‬
‫املدرسة باألساس على قوة إرادتك يف االستمرار‪ ..‬البعض يستمر‬
‫وينجح‪ ..‬ولكن الغالبي�ة تتوقف بعد أسابيع قليلة! والسبب هو‬
‫‪ 242‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫اعتمادهم عل��ى مدى قوةإرادته��م والزتامهم يف التنفيذ‪ ..‬وحيث‬


‫أن تركيبتك العصبي�ة القديمة ما زالت راس��خة‪ ..‬فإنها جتذبك‬
‫إىل العودة إىل روتينك القديم ومهما حاولت الطريان س��تكون‬
‫اجلاذبي�ة أقوى منك‪.‬‬
‫ً‬
‫وهذا يفس��ر مثال أن املدخن العادي حياول يف املتوس��ط ‪ 9‬مرات‬
‫لإلق�لاع ع��ن التدخني خ�لال حيات��ه! إنها ق��وة العادات عندما‬
‫تستعمرك‪ ..‬فكما يقول مصطفى الس��باعي"أقىس استعمار‬
‫عرفه اإلنسان هو استعمار العادات"‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪243‬‬

‫المدرسة الحديثة في صناعة العادات‬


‫أم��ا املدرس��ة احلديث���ة ال�تي أدعوك لتبنيه��ا يف رحلة تغيريك‬
‫ً‬
‫القادمة وهي مدرسة الكوتشنج‪ ..‬واليت يسميها شارما ايضا‪.‬‬
‫‪Forced Optimization Strategy FOS‬‬
‫وتنص على أن اإلنس��ان ال يلزتم باليشء يف الغالب إال إذا كان‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مج�برا علي��ه ومضغوطا به‪ ..‬فأنت تذهب اىل عملك كل يوم‬
‫ألنه يف حال تغيبك س��يخصم من راتبك الش��هري‪ ..‬فال مجال‬
‫أمامك لالختي�ار بني الذهاب أو النوم‪ ..‬وأنت تذاكر وتستعد‬
‫لالختب�ار ألنك لو لم تفعل سرتسب وتفشل‪ ..‬فال بديل أمامك‬
‫إال املذاكرة‪ ..‬نس�مي هذه التقني�ة يف الكوتشنج "نظام الدعم" أو‬
‫‪ Supporting Structure‬أي وجود‪:‬‬
‫حدث‪/‬شخص‪/‬نظام‪/‬تجمع‬
‫يف حياتك جيربك أن تلزتم بفعل يشء ما بشكل قهري حبيث ال‬
‫يرتك لك الفرصة أن تفكر وترتدد ما بني فعل اليشء من عدمه‪..‬‬
‫إنها كما يسميها املثال املشهور "حرق السفن"‪ ..‬فتنفيذ العادة‬
‫أمامك والبحر خلفك بسفنه املحروقة‪ ..‬فال خيار إال التنفيذ!‬
‫إنها حقا اس�تراتيجية قوية وعني�دة! إنك بهذه الطريقة حتاصر‬
‫ضعفك وحتج��م دور ص��وت الراح��ة يف ذهنك وتقه��ر جاذبي�ة‬
‫الروتني القديم‪.‬‬
‫‪ 244‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫أمـثـلـ��ة عمـلــيـة على خلق أنــظـــمـــة الدعــم‬


‫في تـغيـيـر الـعـادات‬

‫تنفيذ المهمة مع صديق لتشجيعي على االلتزام‪.‬‬

‫التعاقد مع كوتش يدعمني ويتابع التزامي‪.‬‬

‫استخدام محفزات بصرية‪ :‬بوسترات‪،‬مالحظات على الهاتف‬


‫لتذكيري بأهدافي وخططي فال مجال للنسيان أو التراخي‪.‬‬

‫برمجة حسابي البنكي على استقطاع مبلغ شهري إليداعه‬


‫في حساب التوفير‪.‬‬

‫ترك حاسوبي الشخصي في العمل خالل فترة العطلة‬


‫األسبوعية حتى أقضيها فقط مع أوالدي‪.‬‬

‫االلتزام بالحضور في تجمع يهتم بمجال هدفي‪.‬‬

‫جعل نصف وقت االستراحة في العمل لقراءة جزء من كتاب‬


‫الشهر‪ ..‬وإلغاء كل االرتباطات في هذا الوقت‪.‬‬
‫ً‬
‫االشتراك والدفع مقدما لحضور ‪ 12‬جلسة يوجا على مدار‬
‫السنة‪.‬‬

‫تثبيت كتاب صوتي في ‪ CD-ROM‬السيارة‪.‬‬

‫وبالت��ايل تصب��ح مرحلة برمجة العادات س��هلة وميس��رة ألنها‬


‫ستكون أوتوماتيكية ال صعوبة فيها من ناحية تقوية عضلة‬
‫إرادتك‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪245‬‬

‫الكوتشنج وتغيير العادات‬


‫يعتمد الكوتنشج بش��كل رئييس على منهجية خلق أنظمة‬
‫الدعم ‪ Supporting Structures‬حبيث يس��اعد الكوتش العميل‬
‫على ابتك��ار أنظمة دعم تعين�ه على البدء يف تغيري روتين�ه وتثبيت�ه‬
‫إجيابي�ا‪ ..‬ومن األسئلة املعروفة لتثبيت العادات‪:‬‬
‫‪ .1‬م��ن فري��ق الدعم املرافق لك يف رحل��ة برمجة الع��ادة؟ ما هو‬
‫دورهم؟ كيف سيدعمونك؟‬
‫‪ .2‬ما أنظمة الدعم اليت ستخلقها يف يومك‪/‬عملك‪/‬عالقاتك‬
‫لتضمن االلزتام وحتقيق الهدف؟‬
‫‪ .3‬ماذا حتتاج أن تضيف لروتينك إلجبارك على فعل العادة؟‬
‫‪ .4‬م��اذا الذي حتت��اج لتتخلى عن��ه لتضمن قيامك بالتنفيذ بال‬
‫تردد؟‬
‫‪ .5‬ماذا يف بيئ�ة مزنلك‪/‬عملك يعيقك عن االلزتام بالعادة؟ ماذا‬
‫ستفعل لكل تزيل هذه املعوقات؟‬
‫‪ 246‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫خمس عادات مميزة جداً لألشخاص الناجحين (ابدأ بهم‬


‫وال تشغل نفسك بأي عادات أخرى)‬
‫‪ .1‬يقرأون جبنون!‪( ..‬العظماء يمتلكون مكتب�ات ضخمة بينما‬
‫يمتلك العاديون أكرب التلفزيونات – روبن شارما)‬
‫ً ً‬
‫‪ .2‬يستيقظون مبكرا جدا‪( ..‬تشري الدراسات ان أعظم الناجحني‬
‫ً‬
‫يف العالم يس��تيقظون ما بني ‪ 4:00‬صباحا إىل ‪ 6:00‬صباحا ليب�دأوا‬
‫يومهم بنشاط ويستغلوا ساعات الصباح امللهمة)‬
‫‪ .3‬يمارسون الرياضة يوميا‪.‬‬
‫‪ .4‬يكتبون بانتظام يف مذكراتهم لصياغة أهدافهم ورساالتهم‬
‫وترتي��ب أفكارهم‪( ..‬مذكرايت وصلت اآلن إىل ‪ 900‬صفحة خالل‬
‫سنتني‪ ..‬إىل أي صفحة وصلت يف مذكراتك؟)‬
‫‪ .5‬يستثمرون يف تعلمهم وتطويرهم الشخيص أكرث من الالزم‪..‬‬
‫اتبا‪ ..‬بينما التعليم الذاتي‬
‫“التعليم الدراسي سيعطيك ر ً‬
‫سيبني لك ثروة”‪.‬‬
‫جيم رون‬
‫ً‬
‫تذكر دائما‪:‬‬
‫“أخطر منافس يمكن أن تخش���اه هو ذاك الذي يطور‬
‫نفسه بجنون‪ ..‬ولكن اطمئن فالغالبية عقالء”‪.‬‬
‫أحمد مجدي‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪247‬‬

‫ثالثية فرانكلين وقهر الكمالية‬


‫ً‬
‫أتفهم هذه اللحظة جيدا‪ :‬متحفز‪ ..‬نشيط‪ ..‬مصمم‪ ..‬تنوي قهر‬
‫املستحيل‪ ..‬عازم على التغيري اجلذري…صممت جدول مراقبة‬
‫ذاتك لتب���دأ رحلة بن���اء العادات اإلجيابي�ة اجلديدة اليت س��تغري‬
‫حياتك لألب��د‪ ..‬قررت أن تب�دأ القراءة والرياضة اليومية والكتابة‬
‫ً‬
‫اليومية! ثم بدأت وسرعان ما هبطت الهمة تدريجيا مع التقصري‬
‫ً‬
‫املزتايد يف أداء العادات إىل أن تقلع تماما عن فكرة التغيري‪.‬‬
‫يسيم خرباء التغيري هذه الدورة باسم‪:‬‬
‫(‪)New Year Resolution Syndrome‬‬
‫ً‬
‫أي متالزمة بداي��ة العام اجلديد‪ ..‬فغالبا يأخذ الناس القرارت‬
‫احلاس��مة يف بداية العام أو مطلع أي موس��م جدي��د مثل رمضان‬
‫ً‬
‫أيضا‪ ..‬أعرف اإلحباط املس��يطر بعد تعدد املحاوالت الفاشلة!‬
‫هذا الفشل املتكرر يف محاوالت التغيري الشخيص دفع بينجامني‬
‫فرانكلني مؤسس اإلقتصاد األمريكي أن يبتكر خطوات بسيطة‬
‫ليغري ذاته لألبد ذكرها يف سريته الذاتي�ة اليت كتبها بنفسه‪ ..‬إليك‬
‫اخلطوات السحرية الفرانكليني�ة األكيدة لتغيري دائم‪:‬‬
‫‪ .1‬ابدأ اجلدول من جديد ولكن خبطوات بسيطة‬
‫تبق��ى كلم��ة الس��ر يف جن��اح غ��رس الع��ادات اجلدي��دة هي‬
‫“االستمرارية واملواظبة” وليس الكم الضخم من املهام‪ ..‬فلتب�دأ‬
‫ً‬
‫خبطوات صغرية جدا حبيث يستحيل أن تقول ال للتنفيذ أو تكسل‬
‫‪ 248‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫عن الشروع يف العمل‪ ..‬تكاسل عن استعجال النت�اجئ وستجين‬


‫أكرث مما كنت تتوقع مثل‪:‬‬
‫‪ -‬الرياضة اليومية‪ :‬تدريب ‪ 5‬دقائق يوميا‪.‬‬
‫‪ -‬القراءة‪:‬صفحة يوميا‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬الكتابة اليومية‪ 3 :‬جمل يوميا‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬اإلستيقاظ مبكرا‪ :‬استيقظ دقيقة مبكرا كل يوم‪.‬‬
‫‪ -‬تن�اول الطعام الصيح‪ :‬ابدأ بوجبة صحية كل أسبوع‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ليس مهما أن تكون صغريا اآلن‪ ..‬سزتيد اجلرعة ألقصاها الحقا‬
‫وبرغبتك دون تعب‪ ..‬يس��تعجل ذوو الهمم العالية على النت�اجئ‬
‫ً‬
‫اجلب��ارة‪ ..‬مس��تلهمني بالعظماء‪ ..‬ولكن مهال على نفس��ك‪..‬‬
‫فهؤالء لم يهبطوا إىل قمم جبالهم الشخصية من السماء‪ ..‬ولكن‬
‫حتما تسلقوها من األسفل!‬
‫‪ .2‬حلل أسباب تكاسلك عن التنفيذ إن وجد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فمثال أعرف شخصا يكره التدريب الريايض اليويم وعندما‬
‫حلل األسباب‪ ..‬وجد يف القائمة أنه ال حيب التجهزيات املسبقة‬
‫للتدريب مثل ركوب السيارة وجتهزي املالبس الرياضية كما أنه‬
‫ال حيب أن يت�درب أمام اآلخرين يف مكان عام ويش��عر بملل شديد‬
‫طول فرتة التدريب‪ ..‬واآلن يمكن التغلب على هذه املعوقات‬
‫ً‬
‫بإزالتها لتصبح العادة أكرث قبوال للنفس‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪249‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫‪ -‬التجهزيات املسبقة واخلصوصية‪ :‬اشرت جهازا رياضيا مزنليا‪.‬‬
‫سيحل عدة مشاكل‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -‬الشعور بامللل أثن�اء التدريب‪ :‬قم باالستماع أو مشاهدة يشء‬
‫مفيد تفضله على هاتفك الشخيص‪.‬‬
‫‪ -‬وبالتايل‪ ..‬بتحليل األس��باب يمكنين فهم نفيس بشكل أعمق‬
‫واختاذ إجراءات تغيريية محورية‪.‬‬
‫‪ .3‬استمتع بفشل املحاوالت‬
‫م��ن املس��تحيل أن تتوق��ع أن يمت�لأ ج��دول‬
‫متابعة نفسك بعالمة تم أمام كل خانات أيام‬
‫ً‬
‫األسبوع! يف حلظات اإلخفاق فقط تذكر شيئ�ا‬
‫ً‬
‫واحدا‪ ..‬أن الذي يفصلك عن أعظم امللزتمني‬
‫بعاداتهم ليس إخفاق التنفيذ‪..‬‬
‫ً‬
‫فهم أيضا خيفقون! ولكن يعاودون بسرعة‬
‫للتنفيذ يف اليوم التايل‪ ..‬فال يتب�اكون ويشتكون‬
‫وحيبطون أنفسهم‪.‬‬
‫يظهر يف الصورة جدول فرانكلني عندما كان حياسب نفسه‬
‫ً‬
‫عل��ى العادات اليومية‪ ..‬دائما كان حيتفل باخناض معدل اإلخفاق‬
‫وليس إكمال اجلدول!‬
‫‪ 250‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫إذن تقبل النقص يف صورة اجلدول نهاية كل أس��بوع‪ ..‬األهم‬


‫أن يتن�اق��ص النقص مع مرور الوقت‪ ..‬لذلك أنا أنصح أن يكون‬
‫ً‬
‫اجلدول ممتدا على فرتة طويلة‪ ..‬فال تصمم ‪ 30‬يوم‪..‬‬
‫ً‬
‫فم��ن ال��وارد أن تفق��د ‪ 5‬أيام مث�لا فتحزن وحتب��ط‪ ..‬ولذا أنصح‬
‫ً‬
‫بتصميم ‪ 90‬يوما! فليكن تركزيك على النجاح اليويم وليس جناح‬
‫املدة كاملة‪.‬‬
‫يف لقائ��ه عل��ى ‪ CNN‬ق��ال روبن ش��ارما خب�ير القي��ادة والتطوير‬
‫الشخيص عندما سألته املذيعة‪:‬‬
‫ً‬
‫"هل يمكن أن تتخلى عن عاداتك اليومي��ة قليال؟ أو عادة مثل‬
‫الس��اعة املقدسة؟ قال روبن نعم بكل تأكيد‪ ..‬أعتقد أنه من أهم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نق��اط التطوير للناجحني هو أن تكون رفيقا بذاتك دوما‪ ..‬ال تكن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أبدا قاسيا يف معاملتك لها"‪.‬‬
‫تريد من نفسكأن تفعل كل يشء مرة واحدة دون تدرج وإذا‬
‫ً‬
‫سقطت سهواأو مرة فإنك تقيم عليها احلد وتب�دأ من الصفر من‬
‫جديد!‪..‬‬
‫ارفق بذاتك‪ ..‬فما بني الرفق وااللزتام‪ ..‬توجد معادلة متوسطة‪..‬‬
‫فاألصل أنك ملزتم خبط��ة وعادات يومية واضح��ة ومتدرجة‪..‬‬
‫ولكن ال ضري منأن يضيع يوم فيه عاداتان أو ثالثة‪ ..‬فقط ترفق‬
‫وقل لنفسك‪ :‬أحبك‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪251‬‬

‫أداة كوتشنج‪17.‬‬
‫تمرين متابعة العادات اليومية‬

‫ج��دول متابعة صناعة العادات اإلجيابي�ة لعميل كوتش��نج‬


‫(األسبوع الثاين)‪ ..‬صمم جدولك بنفس الطريقة‪ ..‬واستمتع‬
‫بالتحكم املرن‪:‬‬
‫‪23-5-2015‬‬

‫‪22-5-2015‬‬

‫‪20-5-2015‬‬

‫‪19-5-2015‬‬

‫‪18-5-2015‬‬

‫‪16-5-2015‬‬
‫‪21-5-2015‬‬

‫‪17-5-2015‬‬
‫الخميس‬
‫الجمعة‬

‫األربعاء‬
‫السبت‬

‫السبت‬
‫اإلثنين‬
‫الثالثاء‬

‫األحد‬

‫اليوم‬

‫الصباحية‬
‫جلسة التخيل ً‬
‫‪ 7-8‬صباحا‬

‫القراءة اليومية (‪1/2‬ساعة)‬


‫كتاب"قوة العقل الباطن"‬
‫‪ 10‬صفحات‬

‫الدعاء (‪5‬دقائق)‬
‫بعد صالة المغرب‬

‫جلسة التخيل المسائية‬


‫‪ 7-8‬مساء‬

‫مشاهدة فيديو‬
‫يوتيوب تحفيزي‬
‫(نصف ساعة مساء)‬

‫كتابة خاطرة يومية‬


‫في صفحة ‪Notes‬‬
252
‫ثاني أكسيد النجاح ‪253‬‬

‫الفصل الرابع عشر‬

‫معامل‬
‫آبل الشخصي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫“ك���ن متمي���زا ج���دا فيم���ا تفعل لدرج���ة أال يس���تطيعوا‬
‫تجاهلك”‬
‫ستيف مارتن‬

‫ه��ل وصلت إىل مرحلة أن تلفت األنظارإىل م��ا تقدم من عمل؟‬


‫س��واء كنت تعمل يف وظيفة أو عمل حر أو مشروعك اخلاص؟‬
‫ً‬
‫من ‪ 0-10‬ما مدى تفردك فيما تقدم م��ن عمل؟ إذا كنت موظفا‬
‫وقررت شركتك إنهاء عمل عشر موظفني من أصل ‪ 11‬واالحتفاظ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فقط باملوظف األجدر مهاريا وإس��هاما‪ ..‬هل سيكون أنت؟ هل‬
‫أنت رقم صعب ال يمكن الوصول إليه؟ أم أن الكثري يشبهك؟‬
‫إن التفرد ليس قضية تسويقية دعائي�ة لذاتك وخدماتك فقط‪..‬‬
‫‪ 254‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫ولكنها تتعلق بعمق رسالتك يف هذه احلياة وهي حتقيق ذاتك‬


‫األصيل��ة ‪ Authentic Self‬واس��تثمار تمزيه��ا ومواهبه��ا يف خدم��ة‬
‫العالم‪ ..‬يقول أوج ماندينو "إنين آىب أن أموت وما زال لدي قدرات‬
‫لم تستغل"‪ ..‬إن عدم اجتهادك يف البحث عن تمزيك واختالفك‬
‫ورضاك بالتشابه مع اآلخرين هو تقصري يف حق ذاتك‪.‬‬
‫لقد استطاعت املؤسسات أمثال ستاربكس أن تمزي القهوة‬
‫وإيفيان أن تمزي الماء‪ ..‬فأال تستطيع أنت أن تمزي نفسك؟‬
‫هرم التميز‬
‫سيتغري مفهومك عن التفرد والتمزي يف عملك وخطواتك جتاه‬
‫أهدافك عندما تفهم هذا الهرم‪ ..‬فكل س��وق س��واء كان سوق‬
‫(سلع‪/‬خدمات‪/‬منتجات‪ /‬سوق العمل كأفراد) ينقسم موفرو‬
‫ً‬
‫خدمات��ه إىل ثالث��ة ش��راحئ وطبقات وفقا مل��دى تم�يز اخلدمة أو‬
‫املنتج‪ ..‬وعندما نطبق هذا الهرم على س��وق العمل‪ ..‬فستكون‬
‫طبيع��ة اخلدمات ال�تي تقدمه��ا أنت متمثل��ة يف قوة مهاراتك‬
‫وتعدده��ا وقدرت��ك على إجن��از املهام الوظيفية بأس��رع وأكفأ‬
‫الطرق‪.‬‬
‫س��أطبق نموذج الهرم ثاليث الطبقات على س��وق احلواس��يب‬
‫الشخصية ‪ laptops‬لتدرك أن جميع أنواع احلواسيب الشخصية‬
‫يف السوق تنقسم إىل ثالثة شراحئ‪ :‬التشابه ـ االختالف ـ التمزي‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪255‬‬

‫ضخم‬ ‫طبقة‬
‫‪$$$$$$$$$$$‬‬ ‫التميز‬
‫متوسط‬ ‫طبقة‬
‫‪$$$‬‬ ‫االختالف‬

‫قليل‬ ‫طبقة‬
‫‪$‬‬ ‫التشابه‬

‫نموذج هرم التميز لسوق الحواسيب الشخصية‬

‫يوجد أس��فل الهرم يف طبقة التش��ابه‪ ..‬حواس��يب متشابهة يف‬


‫ً‬
‫املمزيات‪ ..‬فهي تقريب���ا ال فرق بني أنواعها‪ ..‬لذلك فهي أرخص‬
‫األنواع يف السوق ورغم قلة سعرها إال أنها األقل مبيعا‪.‬‬
‫ثم تأيت طبقة االختالف لتضم حواسيب بممزيات بارزة‪ ..‬مثل‬
‫حاس��ب ‪ Dell‬املش��هور بمتانت�ه وقوة حتمله‪ ..‬وحاسب ‪Sony Vaio‬‬
‫املشهور بروعة شكله وأناقته‪ ..‬لذلك يرتفع سعر هذه املنتجات‬
‫ً‬
‫تقديرا ملمزياتها‪.‬‬
‫كما تالحظ فإن آبل يف قمة اله��رم‪ ..‬حتصل على أعل��ى العوائد‬
‫ً‬
‫المادي��ة واملعنوي��ة‪ ..‬يتج��ه إليه��ا العال��م كل��ه طلبا خلدماتها‬
‫‪ 256‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫ومنتجاتها‪ ..‬ألنهم فريدون ال يوجد غريهم يمكنه أن يقدم هذا‬


‫التم�يز الفائق! هؤالء إن كان��وا موظفني فإنه��م ين�ال��ون أفضل‬
‫ً‬
‫املكافآت والرتقيات ألنهم اس��تثمروا كثريا من مالهم ووقتهم‬
‫وجهدهم يف صناعة واستكش��اف هذا التفرد الداخلي وانعكس‬
‫على تمزي أدائهم مما يزيد الطلب عليهم يف س��وق العمل بأس��عار‬
‫ومرتب�ات وعوائد أعلى ألنهم بال شك يستحقون ذلك‪ ..‬إن عنصر‬
‫الفع��ل ‪ Will‬ه��و العنصر الوحي��د يف املعادل��ة الذي يوقف غيابه‬
‫ً‬
‫التفاعل نهائي�ا‪ ..‬فال تمزي بال عمل وبن�اء طويل‪ ..‬إنها أس��طورتك‬
‫الشخصية تصنعها على مهل ألنها أسطورة ليست بالقليلة‪.‬‬
‫اكتشف معامل آبل الشخصي الخاص بك‬
‫ً‬
‫استلهاما من الهرم السابق‪ ..‬ابتكرت هذا املصطلح "معامل آبل‬
‫الشخيص" الذي يقيس مدى تمزيك وتفردك فيما تقدم من أداء‬
‫وخدمات سواء ملدرائك إن كنت موظفا أو عمالئك إن كنت تعمل‬
‫ً‬
‫حرا‪ ..‬فكلما زاد املعامل‪ ..‬سزيداد تفردك وتمزيك ويقل أشباهك‬
‫ً‬
‫لترتبع على عرش س��وقك‪ ..‬فتغ��رد وحيدا يف القمة‪ ..‬وتس��تمتع‬
‫بأعلى العوائد من كافة اإلجتاهات‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪257‬‬

‫السؤال اآلن‪ :‬من أنت في سوقك؟ هل أنت آبل؟‬


‫إذا كانت إجابتك "ال"‪ ..‬أجب عن األسئلة التالية‪ ..‬لتنتقل من‬
‫طبقة التش��ابه أو االختالف‪ ..‬إىل طبقة التمزي الفريد‪( :‬مدرايئ‪:‬‬
‫ً‬
‫ملن يعمل يف وظيفة ـ عماليئ‪ :‬ملن يعمل حرا)‪.‬‬
‫‪ .1‬ماذا حيتاج مدرايئ‪/‬عماليئ ألقدمه لهم باحرتاف؟‬
‫‪ .2‬ما املشاكل اليت يعاين منها مدرايئ‪/‬عماليئ ألحلها لهم؟‬
‫‪ .3‬ما مقاييس مدرايئ‪/‬عماليئ للتمزي يف مستوى األداء‪/‬اخلدمة؟‬
‫‪ .4‬كيف أرفع مستواي ألصل إىل هذه املقاييس؟‬
‫‪ .5‬كيف أرفع مستواي ألختطى هذه املقاييس؟‬
‫‪ .6‬كيف أقدم ملدرايئ‪/‬عماليئ قيمة مبهرة وجديدة؟‬
‫‪ .7‬ماذا سيفتقد مدرايئ‪/‬عماليئ عندما يتعاملون مع غريي؟‬
‫‪ .8‬كيف أصل إىل الدرج��ة اليت ال يمكن أن يفكر مدرايئ‪/‬عماليئ‬
‫يف التعامل إال معي؟‬
‫‪ .9‬ما أهم ‪ 3‬ممزيات تن�افس��ية أمتلكها يف أدايئ وال يمتلكها‬
‫غريي؟‬
‫‪ .10‬ما مدى سهولة تقليد ما أقدمه من أداء‪/‬خدمات؟‬
‫‪ .11‬كيف أجعل مس��توى ما أقدمه من أداء‪/‬خدمات غري قابل‬
‫للتقليد؟‬
‫‪ 258‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫السلحفاة تبحث عن النهر‬


‫ً‬
‫قصة سباق األرنب والس��لحفاة‪ ..‬قصة شهرية درسناها جميعا‬
‫يف مراحلنا الدراس��ية األوىل‪ ..‬عندما جرى س��باق بينهما واقرتب‬
‫األرنب من خط النهاية فتملكه الغرور‪ ،‬ألنه اقرتب من االنتصار‬
‫على هذه الس��لحفاة البطيئ�ة اليت يستحيل تفوقها على سرعته‪،‬‬
‫فاسرتاح حتت الش��جرة وأخذته غفوة!‪ ..‬وهنا استطاعت بدأبها‬
‫وجهدها أن تصل إىل خط النهاية وتفوز بالسباق‪ ..‬إىل هنا انتهت‬
‫القصة‪ ،‬وكنا نتعلم منها التواضع واحرتام اخلصم‪ ..‬إال أنه ثمة‬
‫تكملة أخرى لهذه القصة فيها الكثري من املغازي املعربة‪..‬‬
‫فبعد هزيمة األرنب املريرة‪ ،‬طلب إعادة السباق مع السلحفاة‬
‫ل�يرد اعتب�اره‪ ..‬وبالطبع اس��تطاع االنتصار ألن��ه تعلم من الدرس‬
‫المايض فلم يسرتح حتت الشجرة‪ ،‬هنا أيقنت السلحفاة حبتمية‬
‫خسارتها يف أي سباق سيجري بينهما لفارق السرعة الشاسع‪.‬‬
‫فأعظم نقاط قوة األرنب هي س��رعته‪ ..‬وأعظ��م نقاط ضعفها‬
‫البطء‪ ،‬شرعت تفكر يف طريقة تقلب مزيان القوى وتغري املعادلة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لصاحله��ا‪ ،‬وبعد تأمل طويل‪ ..‬طلبت س��باقا جديدا من األرنب‬
‫الذي رحب بابتس��امة الساخر الواثق من الفوز إال أنها اشرتطت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫طريق��ا جدي��دا س��يجري فيه الس��باق ولي��س الطري��ق املعتاد‪..‬‬
‫وبالطبعواف��ق األرنب بكل أريحية‪ ..‬بدأ الس��باق وكعادته انطلق‬
‫ً‬
‫األرنب قاطعا مس��افات شاس��عة ولذة قرب االنتص��ار تتعاىل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إىل أن وج��د مفاج��أة غريب���ة! وجد أمام��ه نهرا عريض��ا يأيت بعده‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪259‬‬

‫ً‬
‫خ��ط النهاي��ة مباش��رة‪ ،‬األرنب ال يس��تطيع أن يس��بح إطالقا‪..‬‬
‫ش��رع يبحث عن قارب أو قطعة من اخلشب ليعرب بها إىل ضفة‬
‫الفوز فلم جيد‪ ،‬بعد ذلك بقليل‪ ..‬وصلت الس��لحفاة «السباحة‬
‫الماهرة»‪ ..‬فما كان عليها إال أن تنسحب داخل قوقعتها‪ ..‬وتلقي‬
‫بنفس��ها يف النه��ر‪ ..‬لتع�بر وتفوز ببطئه��ا الرهيب على الس��رعة‬
‫الصاروخية لألرنب!‪.‬‬
‫ً‬
‫احبث دائما يا صديقي عن نقاط قوتك وركز عليها واستثمر‬
‫فيها من الوقت واجلهد الكثري‪ ،‬رك��ز على ما تري��ده وليس ما ال‬
‫تريده‪ ،‬وال تقارن ضعفك بقوى اآلخرين‪ ،‬فكل إنس��ان منحه هللا‬
‫موهبة خاصة تمزيه‪ ..‬فهناك من هو بارع يف الرياضيات‪ ..‬وآخر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أويت لسانا فصيحا وقدرة على التعبري‪ ..‬وآخر ماهر يف التواصل مع‬
‫اآلخرين‪ ..‬وهكذا ال جتد إنسانا أويت كل يشء‪ ..‬الكارثة الكربى هي‬
‫أن يعيش اإلنس��ان وداخله كنوز مدفونة من املواهب واملهارات‬
‫وال يس��عى إىل التنقيب عنها وشحذها‪ ،‬وبالتايل يكون مصريها‬
‫ً‬
‫أن تدف��ن مع��ه وال ي��دري العالم عنها ش��يئ�ا‪ ،‬ابدأ م��ن اآلن رحلة‬
‫البحث عن قوتك وتمزيك بالقراءة وخوض التجارب اجلديدة‬
‫يف املجاالت املختلفة وإيقاظ وعيك بذاتك وسؤال املقربني منك‬
‫عن تقييمهم لك‪..‬‬
‫ستتشكل مع الوقت شخصيتك وستكون أقدر على معرفة‬
‫مجال حياتك الذي حيتاج إىل مواهبك‪ ..‬حينها تكون قد وصلت‬
‫إىل نهرك‪.‬‬
‫‪ 260‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫كن بقرة بنفسجية‬


‫كن بقرة بنفس��جية! أرجوك أال تأخذ هذا األمر عل��ى محمل‬
‫س��ليب‪ ..‬فأنا ال أقص��د إال اإلف��ادة‪ ..‬فلقد غريت ه��ذه النصيحة‬
‫حيايت منذ أن تعلمتها من س��يث جودين خبري التس��ويق العاليم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حيث يستعري سيث مثاال إبداعيا‪.‬‬
‫فقط ختيل أنك تس�ير يف طري��ق زراعي تمت�لأ جوانب���ه باألبقار‬
‫واملزارع‪ ..‬هل يمكنك إيقاف سيارتك على جانب الطريق لتزنل‬
‫وتلتقط صورة لألبقار؟ يف الغالب األعم ستكون اإلجابة بال!‪..‬‬
‫حيث أنه من التقليدي أن يكون هناك ابقار على جوانب الطريق‬
‫الزاراعي‪ ..‬فال يشء "يلفت االنتب�اه"‪.‬‬
‫ولكن ماذا س��تفعل إذا وجدت أبقار بنفس��جية وس��ط البقر‬
‫العادي؟‪ ..‬نعم يشء غريب جديد ممزي ملفت يدعوك أن حتكي‬
‫عنه أمام كل من تلقاه!‪ ..‬تعلمت من سيث التمزي يف أداء كل عمل‬
‫وتقديم خدمات استثن�ائي�ة للعمالء شديدة اجلاذبي�ة لدرجة انها‬
‫تستوقف كل من يسمع عنها ويجربها‪ ..‬لدرجة حتول العمالء‬
‫إىل مسوقني غري مدفوعي األجر خلدماتك‪ ..‬إليك خمس نصاحئ‬
‫عملية لتكون "بقرة بنفسجية" يف عملك‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أوال‪ :‬كن "مزية إجيابي�ة" جدا‬
‫تمتأل الش��ركات باملوظفني العاديني التقليدي�ين‪ ..‬فأقىص‬
‫مايمكنهم فعله هو اتمام املهمة‪ ..‬لتكن صاحب مزية اس��تثن�ائي�ة‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪261‬‬

‫تلفت األنظار إليك "سريع اإلجناز جدا" "قاريء جدا" "قيادي‬


‫جدا"‪ ..‬ال بد أن تمتلك مهارة او صفة ما بشكل مبالغ يفوق حدود‬
‫الوصف حىت تتمزي‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ثاني�ا‪ :‬اسأل نفسك دائما‬
‫ً‬
‫ما اجلديد أو التايل الذي يمكنين عمله ألصبح أكرث تمزيا؟ ال‬
‫ً‬
‫تتوقف عند مستوى معني من التمزي يف األداء‪ ..‬فاألفضل سريعا‬
‫ً‬
‫ما يقلد وينسخ‪ ..‬ارفع مقاييسك دائما‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬اقتد باملميزين‬
‫اكتب قائمة بأكرث عشر أشخاص يف عملك أو يف سوقك يقدمون‬
‫خدمات استثن�ائي�ة! ثم اسأل نفسك‪ :‬ما الذي جيعلهم مميزين؟‬
‫كيف خلقوا تمزيهم؟ ثم اتبع اخلطوات وليس تقليد النت�اجئ‪.‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ :‬التمزي احلقيقي يظهر يف التفاصيل‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ال يشرتط لكي تكون ممزياأن تصنع مشروعا ضخما‪ ..‬فربما تكون‬
‫طريقة ردك على مكالماتك‪ ..‬أو صياغتك للرسائل اإللكرتوني�ة‪..‬‬
‫ً‬
‫أو أس��لوبك يف حتقيق مبيعاتك‪ ..‬تذكر دائما شارما عندما يقول‪:‬‬
‫الطريقة اليت نفعل بها األش��ياء الصغرية هي الطريقة اليت نفعل‬
‫بها كل يشء‪.‬‬
‫‪ 262‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫ً‬
‫خامسا‪ :‬كن الرائد األول‬
‫أغلب األفكار اليت تأتين�ا وال نتحرك لتنفيذها‪ ..‬يكون وراءها‬
‫عائد ضخم وانتصارات عديدة‪ ..‬إال أن اخلوف من حداثة الفكرة‬
‫وأنه��ا لم تفعل من قبل ه��و الذي يعيقنا! يف مثل هذه املحادثات‬
‫الذاتي�ة أوقف عقلك السليب‪ ..‬وابدأ التنفيذ!‬
‫ً‬
‫وتذكر دائما مقولة سيث العجيب�ة‪:‬‬
‫ً‬
‫"‪( "Very excellent is bad‬املمزي جدا يسء)‪ ..‬فلم يعد يكفي أن‬
‫ً‬ ‫ً ً‬
‫تكون ممزيا جدا فقط‪ ..‬احبث عن مرحلة أخرى بعد "التمزي جدا"‬
‫لتصل إليها‪ ..‬فالتمزي هو الصورة اجلديدة العادية‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪263‬‬

‫كوتشنج مهني‪ :‬من الصيدلة إلى التدريب‬


‫ال أدري لماذا يعش��ق الصيادلة التدريب؟! ولكن يب���دو أنهم‬
‫ً‬
‫كثريون حقا هؤالء الصيادلة الذين ترك��وا ماراث��ون اخلمس‬
‫الس��نوات وراء ظهورهم ليطاردوا أحالمهم وش��غفهم التدرييب‬
‫بقوة‪.‬‬
‫لقد بدأ ش��غفي بالتدريب من��ذ األيام األوىل لظه��وره يف العالم‬
‫العريب‪ ..‬أثن�اء دراسيت يف كلية الصيدلة‪ ..‬بدأت حبضور الدورات‬
‫التدريبي�ة مع العديد من املدربني وهنا بدأ الشغف يزداد وصرت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أس��مع نداءا قلبي�ا وبوصلة متأرجحة تدع��وين إىل أن ابدأ خطوايت‬
‫األوىل يف هذا االجتاه‪ ..‬ليس كمتعلم فقط ولكن كمدرب وملهم‬
‫أيضا‪ ..‬اتبعت هذا الصوت‪ ..‬وبعد تسع سنوات أصبح التدريب‬
‫هو كل حيايت‪ ..‬عمل وشغف وأوكسجني‪!! ..‬‬
‫مررت برحلة طويلة مليئ�ة باملغامرات املثرية!‪ ..‬ال أكتب هذه‬
‫الدروس إىل الصيادلة الذي��ن يرغبون بالتحول للتدريب‪ ..‬ولكن‬
‫أكتبها لكل من يريد أن يغري مجاله املهين بش��كل عام ليعمل يف‬
‫مج��ال ش��غفه ال��ذي يتن�اغم م��ع ذاته ومواهب��ه‪ ..‬لينف��ع العالم‬
‫بتمزيه وأثره الفريد‪ ..‬ليعيش معامل آبل الشخيص اخلاص به‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ربما تكون مهندسا‪ ،‬مدرسا‪ ،‬بائعا‪ ،‬مسوقا‪ ،‬طبيب�ا‪ ..‬وترى حلمك‬
‫ً‬
‫يف مكان آخر تماما!!‬
‫‪ 264‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫سأستخدم معك تسلسل جلسات الكوتش��نج املهني�ة اليت‬


‫ً‬
‫أجريها مع عم�لايئ الذين يرغبون يف تغيري املج��ال املهين ممزوجا‬
‫خبربيت وجتربيت االنتقالية‪ ..‬فكر بعمق وأجب عن األسئلة اخلمسة‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬لماذا تريد تغيري مجالك املهين احلايل؟ لماذا تريد املجال الذي‬
‫تسعى إليه بالذات؟‬
‫ً‬
‫من األهمية بمكان أن تتعرف على دوافعك جيدا وتضعها نصب‬
‫ً‬
‫عينيك دائما‪ ،‬ألنها بمثابة املوقود واملحرك الرئييس لالستمرار يف‬
‫رحلة التحول املليئ�ة بالتحديات والعقبات‪ ..‬فشلك يف اإلجابة‬
‫ً‬
‫عل��ى هذا الس��ؤال س��يظهر الحق��ا يف نت�اجئك أثن�اء وبع��د تغيري‬
‫املجال‪ ..‬يكفيك أن تعرف أن ‪ 70%‬من املش��اريع الصغرية تغلق‬
‫يف أول ثالث س��نوات لها‪ ! ..‬تتعدد األسباب ولكن يبقى فقدان‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الدافع أو غيابه سبب�ا جذريا لعدم االستمرار‪.‬‬
‫تأك��د أن هذا بالفعل هو مجالك الذي حتلم به‪ ..‬وأنه يعين لك‬
‫حتقي��ق ذاتك ورس��التك ورؤيتك وأقىص اس��تغالل ملواهبك‬
‫ً‬
‫ومهاراتك وليس طلبا للمال فقط‪ ..‬وأنك ال تستطيع أن تعيش‬
‫إال وأنت تفعل هذا اليشء كل يوم!‬
‫جناحك يف مش��وار التغيري متوقف على مواءمة ظروفكلمعادلة‬
‫بيكارد للتغيري وهي كاآليت‪:‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪265‬‬

‫معادلة بيكارد للتغير= عدم الرضا عن الوضع الحالي ‪ X‬الرؤية‬


‫الواضحة ‪ X‬الخطوات األولى > مقاومة التغيير‬

‫“ أي لكي يتغلب الش��خص على مقاوم��ة التغيري (اخلوف‪،‬‬


‫منطق��ة الراحة‪ ،‬القلق‪ ،‬قل��ة املعلومات‪ ،‬قلة النت���اجئ) ينبغي أن‬
‫جتتمع عدة عوامل عند ذلك الشخص من وضوح لما يريد وعدم‬
‫رضاه عن وضعه احلايل وبدأ اخت��اد الالزم من األفعال للوصول”‬
‫ً‬
‫هل تنطبق عليك املعادلة؟ أجب وعدل فورا إذا احتجت‪.‬‬
‫‪ .2‬من األش��خاص الذين يمكنهم مساعدتك لتسهيل التحول‬
‫إىل ماتريد؟ أين يمكن أن جتدهم وتتواصل معهم؟ كيف يمكن‬
‫أن تصل إليهم؟ كيف يمكن أن تفيدهم وتستفيد منهم؟‬
‫يق��ول ف�يرن هارني��ش خب�ير القي��ادة العاملي��أن الس��ؤال ال��ذي‬
‫ً‬
‫س��يحدد جناحك مس��تقبال يف أي مجال هو س��ؤال “من هو؟”‪..‬‬
‫ً‬
‫دائما يقف على باب كل حتول وتقدم يف حياتك شخص ما يمتلك‬
‫‪ 266‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫مفتاح الفرص��ة والعبور‪ ..‬احبث عن هؤالء ووثق عالقتك بهم‪..‬‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫العالقات ليست بالضرورة أن تكون فرصا فقط‪ ..‬ولكن أحيانا‬
‫ً‬
‫تكون مصدرا ملعلومات هامة تفتح لك أبواب فرص واسعة‬
‫وفريدة فيما بعد‪.‬‬
‫كون قاعدة مستشاريك اخلاصة وساعدهم بقدر ما تستطيع‪..‬‬
‫تعرف على كل املؤثرين واخلرباء والعاملني يف مجالك وكن على‬
‫اتصال بهم‪.‬‬
‫‪ .3‬ما تقييمك ملستوى إتقانك وتمكنك من مهارات املجال‬
‫اجلديد؟‬
‫( ‪ = 0‬ضعي��ف – ‪ = 5‬متوس��ط املس��توى – ‪ = 10‬قم��ة اإلتق��ان‬
‫والتمكن )؟ ماذا حتتاج أن تفعل لكي يصبح مستوى اإلتقان =‬
‫‪11‬؟!!‬
‫يف زح��ام املنافس��ة الشرس��ة فيس��وقالعمل س��واء الوظيفي أو‬
‫احلر‪ ..‬لم يعد لديك اخليار إال أن حترتف ما قررت أن تتخصص‬
‫ً‬
‫فيه وتتعلم أكرث مما ينبغي عليك تعلمه لتك��ون دائما يف مقدمة‬
‫السباق‪ ..‬كفاءتك ستفتح لك اآلفاق وتسهل سرعة تواجدك يف‬
‫سوقك اجلديد‪.‬‬
‫العال��م ال يلتفت للمبت�دئني والهواة ولكن يلهث وراء أس��ياد‬
‫األداء‪ ..‬أنت تعلم ما هي الطريقة األنسب لك لكي تتعلم؟‪..‬‬
‫ربما تكون القراءة الدؤوبة للبعض‪ ..‬وقد تكون االلتحاق بدورات‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪267‬‬

‫وورش العمل التدريبي�ة عند آخرين‪ ..‬أو العمل بش��كل دوام جزيئ‬
‫ً‬
‫أو مجاين للتعلم! أيا كانت الطريقة‪ ..‬ابدأ التنفيذ فورا!‬
‫‪.4‬م��ن األش��خاص الذين حتول��وا إىل املجال الذي تريد الذهاب‬
‫إليه؟ ماذا فعلوا لكي يصلوا؟‬
‫ً‬
‫يق��ول براي��ان تراييس‪ :‬تعلم من اخلرباء‪ ،‬فإنك ل��ن تعيش وقتا‬
‫ً‬
‫طويال حىت تتعلم كل يشء بنفسك! ويقول براندون ميل‪:‬األذكياء‬
‫يتعلم��ون م��ن أخطائهم‪ ،‬بينما احلكم��اء يتعلمون م��ن أخطاء‬
‫اآلخرين‪ ..‬ادرس خطوات من حققوا ما تريد‪ ..‬ادرس ظروفهم‪..‬‬
‫قابلهم واسمعهم‪ ..‬ماذا يمكن أن تفعل لكي حتقق نفس الظروف‬
‫اليت أوصلتهم؟‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ف��ورا‪ّ ..‬‬
‫وقي��م وع��دل لتكي��ف خطت��ك وفق��ا‬ ‫اب��دأ التنفي��ذ‬
‫ً‬
‫للمس��تجدات‪ ..‬دائما هناك يشء ما يمكنك فعله حىت وإن كان‬
‫ً‬
‫صغريا‪ ..‬فقط ابدأ!‬
‫‪.5‬ما األفعال اليت ستب�دأ عملها هذا األسبوع لكي حتقق هدف‬
‫التغيري املهين؟‬
‫ه��ذا هو الس��ؤال احلاس��م ال��ذي حتم��ل طيات تنفي��ذ إجابت�ه‬
‫تذكرة عبورك إىل حلمك املنتظر‪ ..‬الناس هنا يف مرحلة األفعال‬
‫ينقسمون إىل ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪ 268‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫األول‪ :‬ال يفعل��ون أي يشء‪ .‬أع��رف الكثيرين ممن يملكون‬


‫ً‬
‫أحالم��ا جميلة ومجاالت لطالما تمنوا أن يدخلوا فيها‪ ..‬ولكن‬
‫تمر الس��نوات وال زالوا يف نفس الدائرة! كانت وال زالت وستظل‬
‫أحالم يقظة خاطفة‪! ..‬‬
‫الثاين‪ :‬يفعلون الالزم من اخلطواتمهما كلف األمر من مخاطرات‬
‫ومخاوف حىت يصلوا إىل هناك‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬يفعلون خطوات جيدة ولكنها غري كافي��ة للوصول‪.‬‬
‫وهنا تقع غالبي�ة معتربة ممن خيوضون رحلة التحول املهين! فهم‬
‫ً‬
‫حياولون ولكنهم يستس��لمون باكرا مع قلة النت�اجئ يف البدايات‬
‫ويقهرون أم��ام قلة املعلومات املتاحة وعدم معرف��ة اآللية‪ ..‬وال‬
‫ً‬
‫يدركون أن اإلنس��ان عدو ما جيهله‪ ..‬و أن السر حتما يف االستمرار‬
‫والتعلم الدؤوب والصرب وعدم استعجال النت�اجئ‪ ..‬فاملجهودات‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ترتاكم حىت تعطيكالعائد املجزي الحقا ودائما ما يكون بأثر رجعي‬
‫جنوين‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪269‬‬

‫أداة كوتشنج‪18.‬‬
‫صناعة التميز األسطوري!‬

‫‪ .1‬اكتب ‪( 12‬طبع ـ عادة ـ صفة ـ يشء‪ ..‬إلخ) جيعلك‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫فري��دا مم�يزا؟‬
‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ .2‬اكتب ‪ 20‬إجناز وجناح حققته على مدار حياتك‪( .‬حىت وإن‬


‫كان تعلم قيادة السيارة!)‪.‬‬
‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬
‫‪ 270‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ .3‬اكتب ‪( 20‬عمل ـ مهارة ـ هواية) تتقنهم وتقوم بهم‬


‫بش��كل جيد‪.‬‬
‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪271‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ .4‬اكتب ‪( 15‬يشء) تشعر بامتن�ان عظيم لوجوده يف حياتك‪.‬‬


‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬
272
‫ثاني أكسيد النجاح ‪273‬‬

‫الفصل الخامس عشر‬

‫فن‬
‫العيش اآلني‬
‫“ع���ش كل يوم كأنه اليوم األخير‪ ..‬ألنه في يوم ما‪..‬‬
‫ستكون على صواب”‬
‫مجهول‬

‫ق��ام العال��م النفيس إيرف��ن يالوم ال��ذي يتخص��ص يف التفاعل‬


‫بني النفس والروح بعمل دراس��ات واس��عة ومكثفة على مرىض‬
‫السرطان ذوو احلاالت احلرجة الذين تم إبالغهم بقرب موعد‬
‫رحيلهم‪ ..‬وجد خالل حبثه تغريات جذرية يف سلوكيات وعادات‬
‫املرىض بعد حدوث الصدمة واكتش��افهم للمرض‪ ..‬التغيريات‬
‫ً‬
‫األكرث شيوعا اليت اكتشفها إيرفن هي‪:‬‬
‫‪ 274‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫‪ .1‬إعادة ترتيب األولويات احلياتي�ة وترك القلق على املستقبل‬


‫وعيش اللحظة‪.‬‬
‫‪ .2‬عيش اللحظة وفعل ما ينبغي فعله اليوم دون تأجيل أو تأخري‪.‬‬
‫‪ .3‬التح��رر م��ن القي��ود وتواج��د إرادة أق��وى يف فعل اإلجيابي�ات‬
‫واإلقالع عن السلبي�ات‪.‬‬
‫‪ .4‬تواص��ل أعمق مع املقربني وأفراد العائلة أكرث م��ن ذي قبل‪.‬‬
‫(بن�اء على إدالءات أفراد عائالت املرىض)‬
‫‪ .5‬تقدير واس��تمتاع بأصغر اللحظات وبأم��ور لم يكن يالحظها‬
‫املريضمن قبل كاملواس��م يف احلياة‪ ..‬تغري الفص��ول‪ ..‬الرياح‪..‬‬
‫املطر‪ ..‬تساقط أوراق الشجر‪.‬‬
‫‪ .6‬قل��ق أق��ل‪ ..‬توتر أق��ل‪ ..‬رغبة يف فع��ل املزي��د واملخاطرة بدون‬
‫خوف‪.‬‬
‫وهنا يأيت السؤال‪ :‬أليست هذه الصفات والعادات والسلوكيات‬
‫هي ما نطمح أن نصل إليه يف كافة جوانب حياتن�ا؟ إنين أشبه هذا‬
‫التغيري اجلذري بعمل ‪ Restart‬جلهاز الكمبيوتر عندما يبطئ أو‬
‫يتعط��ل عن العمل! إنها عملية إعادة صياغة ش��املة ملعتقدات‬
‫ً‬
‫وقيم وأفكار اإلنسان ويف وقت قصري جدا!‬
‫ربما إذا حاول أن يصنع هذا التغيري اجلذري بالدورات التدريبي�ة‬
‫والق��راءة الختذ س��نوات ليص��ل إىل هذا املس��توى م��ن الوضوح‬
‫الرويح والسالم الداخلي وإدراك املعىن احلقيقي للحياة‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪275‬‬

‫اليوم األخير‬
‫يتضح من الدراسة السابقة أن اتصال اإلنسان بنهايت�ه يعد من‬
‫أقوى وسائل توجيه احلياة والذات إىل املسار الصحيح‪ ..‬وحلسن‬
‫احلظ فأنت ال حتتاج إىل مرض أو صدمة أو حادث لتعيد لتتصل‬
‫بنهايتك‪ ..‬فقط ختيل أن هذا اليوم هو اليوم األخري يف حياتك؟ هل‬
‫ً‬
‫ستقلق على ما اعتدت أن تفكر فيه كثريا؟‬
‫• هل ستفعل نفس العادات اليت اعتدت على فعلها؟‬
‫• هل ستقيض هذا اليوم بنفس الطريقة؟‬
‫ً‬
‫إذا كانت إجاباتك بال‪ ..‬فأنت تعرف جيدا ما حتتاج أن تغريه‪..‬‬
‫وتعرف الشكل األمثل الذي ينبغي أن يكون عليه اليوم ليوازي‬
‫ً‬
‫حق��ا معاي�ير اليوم األخري‪ ..‬إن ه��ذا االتصال بالنهاية يدعوك أن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تنتهز اليوم بكل دقيقة فيه وأن جتعله يوما ناجحا ملهما بامتي�از‪..‬‬
‫أال تفكر يف يشء آخر س��وى هذه الـ ‪ 24‬س��اعة اليت بني يديك‪..‬‬
‫كي��ف يمكن أن أجعلهم أروع ‪ 24‬س��اعة يف حيايت!؟ هذا هو جوهر‬
‫مبدأ عيش اللحظة وأن تس��تمتع بأصغر األشياء قبل أكربها‪..‬‬
‫بأقل اإلجنازات قبل أكرثها!‬
‫‪ 276‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫أنت لست أفكارك‬


‫عندما تطلق العنان ألفكارك لتقود‪ ..‬فإنك تعطي عقلك لقرد‬
‫شقي‪ ..‬هكذا يسيم العالم النفيس أالن واالس‪ ..‬إن العقل ينتقل‬
‫من فكرة ألخرى كما يتقبل القرد من ش��جرة ألخرى دون توقف‪..‬‬
‫فتارة جتد نفس��ك تفكر يف يشء حدث وانتهى وتارة تكون يف يشء‬
‫ً‬
‫لم حيدث وتتخيل أس��وأ العواقب‪ ..‬ونادرا ما ستجد نفسك تفكر‬
‫فيما أنت فيه اآلن‪..‬‬
‫ً‬
‫وعليه فإن قرارتك وسلوكياتك ستعكس إما جتنب�ا ليشء لم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حيدث أو تألما وندما على يشء قد انتهى‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪277‬‬

‫عيش اللحظة‬
‫عيش اللحظة‪ :‬هو حالة ذهني�ة نشطة من الرتكزي املقصود على‬
‫ً‬
‫اللحظ��ة احلالية (احلاضر ـ اآلن)‪ ..‬عندما تكون حلظيا فإنك‬
‫س��تدرك أنك لست أفكارك‪ ..‬وأنك فوق أفكارك كأنك حتلق‬
‫بطائرة هيلوكبرت فوق عقلك لتشاهد أي نوع من األفكار يفكر‬
‫فيها اآلن‪ ..‬إنه درجة عميقة من الوعي اللحظي بالذات‪.‬‬
‫ً‬
‫وفقا ألحباث ودراس��ات العلماء‪ ..‬فإن التفكري اللحظي املستمر‬
‫يقل��ل الضغط النف�سي ويرف��ع أداء املناعة ويمن��ع اآلالم الزمنة‬
‫ويضغ��ف من احتم��االت اإلصاب��ة باألزمات القلبي���ة‪ ..‬هؤالء‬
‫اللحظيون أكرث س��عادة وطاقة إجيابي�ة‪ ..‬إنهم يشعرون باستقرار‬
‫ً‬
‫وأمان أكرب من أؤلئك املس��تقبليون والماضيون‪ ..‬لوحظ أيضا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أن اللحظي�ين يمتلكون ق��درا عاليا من تقدير الذات مما جيعلهم‬
‫ً‬
‫هادئني مسيطرين على ردود أفعالهم وال يلقون قلقا ألي مشكلة‬
‫سلبي�ة يف حياتهم ألنهم يمتلكون القدرة على التفكري الهادئ‬
‫املزتن‪.‬‬
‫ً‬
‫إذا أردت أن تكون حلظيا عليك أال تفكر يف فوائد العيش اللحظي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ألنه هذا يعين أن تفكر مستقبال وتنتظر شيئ�ا ما لم حيدث بعد‪..‬‬
‫فقط ثق يف الطريق وركز على اآلن وس��يأتيك كل ما تريد بل وأكرث‬
‫بكثري‪.‬‬
‫‪“Letting go of what you want is the only‬‬
‫”‪way to get it‬‬
‫‪ 278‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫تق��ول الزيابيث جيلبريت يف روايته��ا الرائع��ة ‪ Eat,Pray,Love‬أن‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫صديقة لها كانت عندما ترى متحفاأو مكانا رائعا تقول يف تعجب‬
‫ً‬
‫وحزن "يا له من مكان رائع! أريد أن آيت هنا م��رة أخرى يوما ما"‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تق��ول الزيابيث أن األمر يس��تغرق وقت��ا طويال ح�تى تقنعها أنها‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫واقفة هنا اآلن أمام هذا املك��ان! حق��ا أحيانا يأخذنا الش��غف‬
‫باملستقبل فننىس أروع ما يف حاضرنا!‬
‫خطوات عملية سريعة لتطبيق العيش في اللحظة‪:‬‬
‫‪ .1‬ال تفكر فيما تفعل‪ ..‬فقط افعل‬
‫ً‬
‫ال تفكر يف العرض التقدييم الذي ستقدمه غدا‪ ..‬فقط اعمل‬
‫ً‬
‫اآلن على جعله خرافيا وسيكون‪ ..‬ال تفكر‪ ..‬امأل يومك باألفعال‬
‫والتحركات وسيموت التفكري يف أي يشء سوى اليوم‪.‬‬
‫‪ .2‬استمتع بأصغر األمور وستقدر أكربها فيما بعد‬
‫اس��تمتع بكوب القهوة وأعطه حقه م��ن التقدير‪ ..‬اس��تمتع‬
‫بفيلمك املفضل وال تفكر يف أي يشء آخر‪ ..‬اس��تمتع جبلستك‬
‫على الشاطئ كأنه آخر لقاء لك مع البحر‪ ..‬ستجد نفسك تشعر‬
‫بس��عادة مستمرة يف كل حلظة‪ ..‬س��تجد نفسك أهدأ وأجمل‬
‫وستتولد فيك جاذبي�ة غريب�ة غامضة تمغنط الناس جتاهك‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪279‬‬

‫‪ .3‬التأمل البسيط‬
‫ً‬
‫أبسط صورة للتأمل دون أن حتتاج أن تكون خبريا لتفعله‪ ..‬فقط‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ركز على تنفسك شهيقا وزفريا بهدوء تام‪ ..‬وال تفكر يف أي يشء‬
‫آخر سوى دخول وخروج تنفسك‪ ..‬وإذا هاجتمك فكرة عارضة‪..‬‬
‫فق��ط دعه��ا تمر بس�لام دون أن ختوض بعقلك فيها‪ ..‬اس��تمتع‬
‫بنت�اجئ رائعة لو طبقت هذه العادة على مدى بعيد‪ ..‬ستصبح أكرث‬
‫ً‬
‫سيطرة على أفكارك وقادرا على التحكم فيها‪.‬‬
‫خمس خطوات لغرس عادة التفكير اللحظي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .1‬حدد نشاطا يوميا لتمارس فيه التفكري اللحظي ملدة ‪ 5‬أو عشر‬
‫دقائق (مثال‪ :‬شرب كوب من القهوة ـ امليش ـ الصالة)‪.‬‬
‫‪ .2‬ابدأ النشاط وركز كل أفكارك وحواسك فيه فقط‪ ..‬البصر‬
‫والسمع واللمس والشم والتنفس فقط على هذا النشاط‪.‬‬
‫‪ .3‬عندما تأيت فكرة بعيدة عن هذا النشاط فقط استعد تركزيك‬
‫على تنفسك وعلى النشاط احلايل‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .4‬كن مرنا يف طرد األفكار‪ ..‬فقط اتركها لتذهب وحدها‪.‬‬
‫‪ .5‬كرر هذه التمرين كل يوم حىت تشعر أنك تمارسه يف كل‬
‫أنشطتك‪.‬‬
‫‪ 280‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫نموذج ‪FLOW‬‬
‫وصل عالم النفس اإلجيايب‪:‬‬
‫ميهايل سيكزينت�اميهايل ‪Mihály Csíkszentmihályi‬‬
‫إىل أن حالة اإلندماج ‪ FLOW‬هي أقوى حاالت انغماس اإلنس��ان‬
‫يف العمل وعيش��ه التام يف اللحظة ليؤدي أروع وأقوى وأعمق أداء‬
‫له على اإلطالق‪ ..‬وحيدث ذلك عندما يتواف��ر عاملني هامني يف‬
‫ً‬
‫النشاط الذي يؤديه الشخص وفقا للنموذج‪:‬‬
‫"نش��اط في��ه حت��دي ضخم يس��تفز أق�صى مهارات وقدرات‬
‫الشخص"‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فإذا كنت مهندسا بارعا يف التصميم املعماري وطلب منك وضع‬
‫مخطط تصمييم ملطار دولة كربى فس��تكون يف حالة ‪ FLOW‬أثن�اء‬
‫عملية التصميم‪ ..‬ولذلك فإن األش��خاص الذي��ن يعملون فيما‬
‫يعشقون‪ ..‬يستمتعون حبياتهم أكرث ألنهم يعيشون اللحظة يف‬
‫أغلب أوقاتهم‪ ..‬وألنهم ينغمس��ون بكل طاقاتهم يف عملهم الذي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يعترب لعبا ومرحا بالنسبة لهم‪.‬‬
‫ً‬
‫(هل بدأت تالحظ كيف أن عناصر املعادلة مرتبطة سويا‪..‬‬
‫فالش��غف يف عنصر الس��بب يؤدي إىل عيش اللحظ��ة يف عنصر‬
‫الفعل)‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪281‬‬

‫مبدأ تسجيل الدرجات‬


‫ابتكر املحاضر العاليم مارك س��انبون هذا املبدأ الرائع لتحقيق‬
‫جناح قوي ومس��تدام‪ ..‬وينص املبدأ على‪" :‬مقياس النجاح ليس‬
‫الوصول للنتيجة ولكن بإتمام اإلجنازات اليومية املطلوبة (النجاح‬
‫اليويم) الذي سيؤدي باحلتمية إىل حتقيق النتيجة الكربى"‪..‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فبدال من أن نركز تفكرينا يوميا على إجابة الس��ؤال‪ :‬كم بقي لنا‬
‫لكي نصل إىل حتقيق النتيجة؟ فلرنكز على إجابة الس��ؤال‪ :‬ماذا‬
‫فعلنا اليوم من جناحات صغرى تقودنا إىل النجاح األكرب؟‬
‫ً‬
‫حتفزنا نصاحئ التطوير الش��خيص دائم��ا على الرتكزي على الرؤية‬
‫وحتديد األهداف البعيدة بق��وة‪ ..‬وهذا ما أدعوك إليه صديقي‬
‫ولكن دون أن تغفل ضرورة منح تركزيك األكرب على التنفيذ‬
‫والنج��اح اليويم‪ ..‬ألن ما تفعله اليوم سيش��كل ما س��تحصده‬
‫ً‬
‫غدا‪ ..‬حنتاج أن خنفض مقاييس النجاح لدين�ا‪ ..‬بمعىن أال يكون‬
‫املقياس للنجاح هو فقط فوز‪/‬خس��ارة – أبيض ‪ /‬أس��ود‪ ..‬ولكن‬
‫إتمام املهام املطلوبة كل يوم هو جناح كبرييس��تحق أن حنتفل بهذه‬
‫االنتصارات الصغرية‪.‬‬
‫‪ -‬ممارسة الرياضة اليوم جناح يف طريقة حتقيق النتيجة الكربى‬
‫وهي احلفاظ على الصحة أو إنقاص الوزن بعدد كيلوات معني‪.‬‬
‫‪ -‬دراس��ة ساعتني اليوم جناح يف طريق حتقيق النتيجة الكربى‬
‫وهي احلصول على الماجستري‪.‬‬
‫‪ 282‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫‪ -‬مكاملة ‪ 20‬عميل اليوم لتسويق خدمات شركتك جناح ألنها‬


‫ستقودك إىل النتيجة الكربى وهي حتقيق املبيعات املطلوبة‪..‬‬
‫ح�تى وإن لم حتصل على رد إجي��ايب اليوم‪ ..‬فاملحاول��ة يف حد ذاتها‬
‫جناح‪.‬‬
‫من أجمل النصاحئ اليت يدعوك خبري التطوير البش��ري روبرت‬
‫شولر ألخذها هي‬
‫‪ - Make this day a masterpiece‬اجعل هذا اليوم حتفة فني�ة‬
‫فقط عليك أن تنجح هذا اليوم فقط‪ ..‬تركز فيه عقلك وذهنك‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وتسخر إمكاني�اتك وقدراتك جلعله يوما تاريخيا بكل املقاييس‪..‬‬
‫ً‬
‫عظمتك احلقيقية تكمن يف أن تكون دائماإجابتك عن س��ؤال ما‬
‫هو أفضل يوم يف حياتكهي‪ ..‬أمس!‬
‫من أس��ئلة الكوتشنج اليت غريت حيايت لألبد وحتولت إىل عادة‬
‫يومية صباحية ملهمة هي أن أسال نفيس هذا السؤال‪:‬‬
‫ماذا س��أطور يف هذا اليوم ليكون أفضل من أمس؟ فأجد نفيس‬
‫أكتب املمارس��ات واملهام اليت تس��اعدين على أن أتغلب على‬
‫إخفاقات البارحة واس��تمر بالتايل يف رحلة حتسني مستمر بشكل‬
‫يويم‪ ..‬فمن غري املقبول أن يكون اليوم إال أروع من أمسه‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪283‬‬

‫المعادلة الصعبة‬
‫إنه��ا معادلة صعب��ة أن حنقق التوازن بني التخطيط املس��تقبلي‬
‫ومتابعة الرؤية امللهمة وبني الرتكزي عل��ى اآلن واحلاضر‪ ..‬ولذا‬
‫جند نوعني من الناس يظهر على طريف نقيض املعادلة‪:‬‬
‫‪ .1‬املخططون بال تنفيذ‬
‫‪ .2‬املنفذون بال ختطيط‬
‫أقرتح عليك هذا الربنامج الي��ويم لضمان إحداث هذا التوازن‬
‫احلساس بني الرتكيزين املختلفني (التخطيط والتنفيذ)‬
‫‪ 284‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫عادات التخطيط‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .1‬كتابة أهم ‪ 5‬أهداف (بعيدة وقريب�ة املدى) صباحا ومساءا‪.‬‬
‫‪ .2‬جلسة ختيل ملدة ‪ 5‬دقائق‪.‬‬
‫‪ .3‬مشاهدة لوحة الرؤية طوال اليوم‪( .‬املزنل ـ املكتب ـ السيارة‬
‫ـ الهاتف)‪.‬‬
‫‪ .4‬التخطيط لألسبوع اجلديد يف نهاية األسبوع المايض‪.‬‬
‫‪ .5‬مراجعة خطة احلياة والرؤية املس��تقبلية كل يوم جمعة‪..‬‬
‫فلرتكب طائرتك الهيلوكبرت اخلاصة وتطري فوق حياتك‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪285‬‬

‫عادات التنفيذ‬
‫ً‬
‫‪ .1‬اضبط موقتا لكل مهمة تقوم بها‪ .‬حبيث تنجزها على الوقت‬
‫املحدد بدون أخذ أي اسرتاحات أو االستجابة ألي مشتت�ات‪.‬‬
‫قسم أيامك إىل مجاالت عمل محددة‪ .‬حسب طبيعة عملك‬ ‫‪ّ .2‬‬
‫ً‬
‫ومهامك‪ ..‬فمثال يوم اإلثنني لكل املهام املتعلقة بالكتابة والتأليف‬
‫بينم��ا يوم الثالث��اء لتحضري املواد العلمية اجلديدة ويكون يوم‬
‫األربعاء للمهام التسويقية والدعائي�ة‪ ..‬وهكذا‪..‬‬
‫فتضم��ن تركزي ذهين لكل املهام املتعلقة ببعض فتدخل يف حالة‬
‫االنس��جام الذي ذكرناها سابقا ‪ FLOW State‬وتسىم هذه التقني�ة‬
‫"القوالب الوقتي�ة"‪.Strategic Time Blocking‬‬
‫ً‬
‫‪ .3‬اب��دأ باملهام الصعب��ة أوال ثم األقل أهمية‪ .‬مثل املبدأ الش��هري‬
‫ً‬
‫‪ Eat the Frog‬لربيان تراييس حبيث إذا كن��ت مجرباعلى أن تأكل‬
‫ً‬
‫ضفدعتني قبيحتني كل صباح فابدأ بأكل األقبح أوال‪.‬‬
‫‪ 286‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫ابدأ اآلن‬
‫ً‬
‫‪.1‬استمتع بالرحلة وليس بتحقيق األهداف‪ ..‬فاألهداف عاجال‬
‫ً‬
‫أم آجال س��تتحقق وستستشعر لذتها وإثارتها يف حني التحقق ثم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫سرعان ما يتب�دد هذا اإلحساس وجتد نفسك خاويا الهثا لتحقق‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هدفا آخر‪ ..‬فيصبح معدل س��عادتك متأرجح��ا بني حلظة حتقق‬
‫الهدف وآالم ومعاناة الرحلة‪ ..‬ولك��ن الصحيح هو أنتس��تمتع‬
‫بالرحلة وتستمتع بكل يوم‪.‬‬
‫‪ .2‬اجعل يومك هو منتهى أسطورتك‪ ..‬اليوم هو حلمك‪ :‬ليكن‬
‫لك حلم يويم‪ ..‬كأن كل يوم هو رحلة عظيمة لتحقيق احللم يف‬
‫الساعات األخرية قبل النوم‪ ..‬ال تكن هناك أيام يف حياتك ضائعة‬
‫أو أيام ليس لها قيمة‪ ..‬عش قيمك واستمتع بمشاعرك الرائعة‬
‫يف كل يوم‪ ..‬ال يمر يوم إال وأنت‪:‬‬
‫‪ -‬تقرب��ت م��ن هللا وتلذذت بعبادته أك�ثر‪( .‬إي��داع ضخم يف‬
‫صندوق اآلخرة)‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬ق��رأت لتتعلم ش��يئ�ا جديدا يس��اعدك على أداء رس��التك‬
‫احلياتي�ة‪.‬‬
‫‪ -‬عملت كأكرث مجتهد على وجه الكرة األرضي��ة يف هذا اليوم‬
‫ً‬
‫متقنا له‪.‬‬
‫‪ -‬احتسبت يومك كله يف مزيان حسناتك‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪287‬‬

‫‪ -‬طورت من نفسك وخلقكلتصإلىل األخالق العظىم‪.‬‬


‫‪ -‬حققت إجنازات وأهداف اليوم‪.‬‬
‫‪ -‬أضفت وملست حياة الكثيرين وطورتها لألفضل‪.‬‬
‫‪ -‬ساعدت الكثيرين ليكونوا أسعد وأحسن واقوى‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .3‬تذكر بإدراك عميق أن احلياة قصرية جدا‪ ..‬وم��ا تبقى ربما‬
‫يكون أقل مما مىض‪.‬‬
‫ ثاني أكسيد النجاح‬288

19.‫أداة كوتشنج‬
The Crossroad ‫مفترق الطرق‬

THE CROSSROADS MODEL

Decision book ‫جرافيكس من كتاب‬

1. The beckoing road


2. The ream road
3. The sensible road
4. The road not travelled
5. The familiar road
6. The road back

Possible alteratives one may face


during the decision making process.
‫ثاني أكسيد النجاح ‪289‬‬

‫ً‬
‫وقتما وجدت نفس��ك حائ��را ال تعرف أي قرار س��تتخذ‪..‬‬
‫ً‬
‫استخدم قوة األسئلة لتوضيح اجتاهك لتتخذ قرارا أصوب‬
‫يف أي جان��ب من جوانب حياتك‪ ..‬إنها أداة تس��اعدك على‬
‫جلب الوعي الكلي بموقفك احلايل بكاف��ة تفاصيله والرتكزي‬
‫اللحظ��ي واملس��تقبلي والم��ايض لتس��تطع أن ت��رى الصورة‬
‫كاملة من كل جوانبها‪.‬‬
‫ً‬
‫أجب عن األسئلة التالية أوال لتحدد موقفك احلايل‪ ..‬أجب‬
‫بكلمات مفتاحية بسيطة فكر يف عائلتك‪/‬تعليمك‪/‬عملك‪/‬‬
‫عالقاتك‪/‬حياتك‪:‬‬
‫‪ .1‬كيف وصلت إىل املرحلة احلالية اآلن يف حياتك؟‬
‫‪ .2‬ما العقبات‪ ،‬األحداث‪ ،‬القرارات اليت قادتك إىل مرحلتك‬
‫احلالية؟‬
‫‪ .3‬ما املهم يف حياتك؟ ما قيمك اليت تؤمن بها وال يمكنك أن‬
‫تعيش بدونها؟ ما مبادئك؟‬
‫‪ .4‬من هم الناس املهمون بالنسبة لك؟ (فكر يف الناس الذين‬
‫سيؤثرون على اختاذ القرار وكذلك من سيت�أثرون باختاذ هذا‬
‫القرار)(فكر يف كل شخص له عالقة بهذا القرار واكتب�ه)‪.‬‬
‫‪ .5‬ما الذي يعيق تقدمك؟ (اكتب كل العوائق اليت تمنعك‬
‫أن تركز على املهم يف حياتك وتعيق تقدمك لألمام جتاه قرارك‬
‫القادم الذي تريد اختاذه؟ ما املشاريع اليت تعطلك؟)‬
‫‪ 290‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫‪ .6‬ما الذي خييفك؟ (اكتب كل ما يشعرك باخلوف والقلق‬


‫من ظروف وأشخاص ومشاكل تتعلق بهذا القرار)‪.‬‬
‫اآلن ألق نظرة على إجاباتك املفتاحية‪ ..‬ماذا ينقص لم تكتب�ه‬
‫بعد؟‪ ..‬هل من فكرة ظهرت لك م��ع رؤية الصورة بالكامل‪..‬‬
‫اآلن أمامك ست طرق عليك أن حتدد أي طريق تنوي اختاذه‬
‫ً‬
‫بن�اء على رفعك للواقع ومشاهدتك للموقف كليا‪.‬‬
‫‪ .1‬الطريق الذي لطالما كنت حتلم خبوضه‪.‬‬
‫‪ .2‬طري��ق احلل��م (الطري��ق ال��ذي أختيل��ه يف أحاليم س��واء‬
‫ً‬
‫كان قابال للتطبي��ق أم ال‪ ..‬إن��ه طريق اجل��رأة واملخاطرات‬
‫واجلنون)‪.‬‬
‫‪ .3‬الطري��ق العاقل (أغلب الناس الذي��ن أثق فيهم خيربونين‬
‫بأن أسلك هذا الطريق)‪.‬‬
‫‪ .4‬الطريق الذي لم يسلكه أحد من قبل (طريق لم أفكر فيه‬
‫ً‬
‫مطلقا قبل ذلك)‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .5‬الطريق الذي بدأت اختذ فيه خطوات حقا‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .6‬الطريق الذي س��لكته يوم��ا ما وش��عرت في��ه باألمان‬
‫واالستقرار‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪291‬‬

‫اخرت طريقك‪..‬‬
‫الطريق هو‪:‬‬
‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................................................‬‬
‫‪ 292‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫أداة كوتشنج‪20.‬‬
‫نموذج صنع األحداث ‪The Making Of Model‬‬

‫عندم��ا ننوي التحرك جتاه حتقيق أحالمنا‪ ..‬ف��إن كل تركزينا‬


‫ينصب على املس��تقبل بم��ا حيمل من طيات وحتديات‪ ..‬أو‬
‫ً‬
‫على احلاضر وما حيمل من عقبات وطوارئ يلزم حلها سريعا‬
‫لتستمر الرحلة!‬
‫ويف خضم هذا االنش��غال املتالطم ننىس أن نطبق عادة من‬
‫أقوى عادات العظماء واملنجزين وهي عادة تقييم اخلطوات‬
‫الس��ابقة‪ ..‬أن تقيم ما تفعل لكي تط��وره وحتس��نه فريتفع‬
‫مستوى أدائك وترتقي نت�اجئك إىل املستوى التايل‪ ..‬ولكي‬
‫تقرتب أسرع من أحالمك‪ ..‬يقول روبرت ألني "ال يوجد فشل‬
‫ً‬
‫ولكن تقييم" فكل جتربة جديدة قمت بها تعطيك نتيجة‪ ..‬أيا‬
‫كانت هذه النتيجة فإن تقييمها سيحدد ما إذا كنت ستكرر‬
‫التجربة أو ستتوقف عنها‪.‬‬
‫لكي تقيم نت�اجئك وأداءك باستمرار يمكنك تطبيق هذا‬
‫النم��وذج وهو يس��اعدك عل��ى تقيي��م الم��ايض ألي جتربة‪/‬‬
‫مش��روع‪/‬مبادرة‪/‬حترك قم��ت ب��ه‪ ..‬فتصبح لديك صورة‬
‫واضحة لما ينبغي عليك تعلمه‪/‬تكراره‪/‬إيقافه‪/‬االستعانة‬
‫به يف رحلتك التالي��ة‪ ..‬إن هذا النموذج يعمل بمثابة اجلس��ر‬
‫الذي يربط بني ماضيك وحاضرك‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪293‬‬

‫اخلطوات‪:‬‬
‫‪ .1‬حدد الفرتة الزمني�ة اليت تريد تقييمها‪:‬‬
‫)‬ ‫إىل‬
‫‪..........................................‬‬ ‫(من‬
‫‪..........................................‬‬

‫مثل‪ :‬أول سنتني من املشروع ـ ‪ 3‬سنوات زواج ـ سنة ونصف‬


‫يف الوظيفة اجلديدة ـ س��نة من املحاوالت لتحقيق هدفك ـ‬
‫سنة من التطوع يف مؤسسة ما‪ ،‬إلخ‪...‬‬
‫‪ .2‬امأل الفراغات التالية يف النموذج‪:‬‬

‫أه����������������داف����������������ك ف�����ي‬
‫ه�����ذه ال���ف���ت���رة ال��زم��ن��ي��ة‬

‫ال��ع��وائ��ق ال��ت��ي واجهتك‬

‫م�����������اذا ت����ع����ل����م����ت م���ن‬


‫ه���������������ذه ال��������ف��������ت��������رة؟‬

‫ال�������������ن�������������ج�������������اح�������������ات‬

‫م������ن ال������ن������اس ال����ذي����ن‬


‫ل��ع��ب��وا دو ًرام���ه���م���ا خ�لال‬
‫ه�������ذه ال�����ف�����ت�����رة؟ م�����اذا‬
‫اس�����ت�����ف�����دت م���ن���ه���م؟‬
‫‪ 294‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫اخلطوات‪:‬‬
‫‪ .3‬ما القرارات اليت تنوي اختاذها ليكون مس��تقبلك أفضل‬
‫من ماضيك؟‬
‫‪ -‬قرار‪1.‬‬
‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ -‬قرار‪2.‬‬
‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ -‬قرار‪3.‬‬
‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬
295
296
‫ثاني أكسيد النجاح ‪297‬‬

‫الفصل السادس عشر‬

‫صياغة العظمة الداخلية‬


‫الخـــلــــوة‬
‫ً‬
‫“كلم���ا كن���ت أكث���ر ه���دوءا‪ ..‬كلم���ا كن���ت أق���در عل���ى‬
‫االستماع”‬
‫رام داس‬

‫خيلط الكثريون دائما بني اخللوة والوحدة!‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫اخللوة‪ :‬أن تقيض وقتا مع نفسك وحيدا فزيداد وعيك بذاتك‬
‫أكرث‪ ..‬ربما تقرأ بعمق‪ ..‬أو تكتب عن نفسك لتعرفها أكرث‪ ..‬أو‬
‫ً‬
‫ختطط لنفسك بعد ‪ 50‬عاما‪ ..‬أو حتلل قيمك الشخصية لتصيغ‬
‫أيامك حولها‪ ..‬أو لتصيغ بوضوح شغفك الذي تبحث عنه‪ ..‬أو‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ربما فقط جتلس متأمال لتبتكر أفكارا جديدة يف حياتك‪..‬‬
‫‪ 298‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫مغذ للروح والعقل جيددك ويملؤك‬ ‫إن اخلل��وة ش��عور ممت��ع ٍ‬


‫بالغىن الداخلي‪.‬‬
‫ً‬
‫الوحدة‪ :‬أن تنعزل عن الناس وتشعر بألم ومرارة كونك وحيدا‪..‬‬
‫وكما يعرفها مجهول برباعة "الوحدة هي خلوة ولكن بمشكلة"‪.‬‬
‫يقول بيكاسو "بدون خلوة عظيمة‪ ،‬ال عمل عظيم يمكن أن‬
‫يتم!" فكيف يمكنك أن تسمع صوت روحك وحدسك إذا كان‬
‫كل من حولك يتحدث؟؟ يضيف إدوارد جيبون يف نفس السياق‬
‫"املحادثات تعمق الفهم‪ ..‬ولكن اخللوة هي مدرسة العظماء"‪.‬‬
‫إن اخلل��وة ه��ي العالم��ة املم�يزة للعظم��اء والعلم��اء واملؤثرين‬
‫والقادة واملفكرين ع�بر األزم��ان‪ ..‬وينب��ع تمزيهم م��ن قدرتهم‬
‫على تميزي أنفس��هم بالتعرف عليها واخللوة بها أكرث‪ ..‬وقد أش��ار‬
‫إىل ذلك العالم ابـــراهــام ماس��ـلو يف وصـفه للشـخـص املحـقـق‬
‫لذاتـ��ه ‪ Self Actualizer‬حيث قال‪ :‬املحق��ق لذاته يميل إىل اخللوة‬
‫ً‬
‫واجللوس منفرداويستمتع بذلك أكرث من الشخص العادي‪.‬‬
‫ألنه كلما ازدادت عظمة الرس��الة اليت ستعيش من أجلها‪ ..‬كلما‬
‫زادت أهمي��ة اإلله��ام اليويم والتحف�يز العايل املس��تمر الذي لن‬
‫يأيتك إال باخللوة‪.‬‬
‫وقد أشارت س��وزان كني اخلبرية يف مجال التواصل ودراسة‬
‫األش��خاص الداخلي�ين ‪ Introverts‬يف مقال��ة له��ا أن األش��خاص‬
‫الذي��ن يعمل��ون لوحدهم يميلون لإلجناز أكرث من ه��ؤالء الذين‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪299‬‬

‫يعملون مع الناس‪ ..‬وذلك لقدرة املنفردين عل��ى تركزي أفكارهم‬


‫وصياغته��ا وختطيطه��ا واحلفاظ عل��ى تمزيها‪ ..‬بينم��ا يميل من‬
‫يعم��ل مع اآلخرين إىل الذوبان يف التفك�ير اجلمعي املعروف بـ‬
‫‪.Group Thinking‬‬
‫ويف دراس��ة ق��ام د‪.‬بيرت س��ويدفلد (بروفيس��ور عل��م النفس يف‬
‫جامعة بريتش كولوموبي�ا) وصل بها البتكار تقني�ة اسمها‪:‬‬
‫‪REST: Restricted Environmental Stimuilation Technique‬‬
‫ً‬
‫وال�تي بدأت بوض��ع ش��خص يف غرفة مظلم��ة تماما ب��دون أي‬
‫محفز أو مثري بصري أو س��معي‪ ..‬الحظ س��ويدفلد أن الش��خص‬
‫ً‬
‫ضغط دمه اخنفض قليال ومزاجه صار أفضل بكثري مما كان عليه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫قب��ل التجربة واألهم أنه صار أكرث ابداعا وأنتج أفكارا مبتكرة بعد‬
‫التجربة‪.‬‬
‫فكل ذلك يؤكد أن اخللوة هي مفت��اح اإلبداع والوع��ي الذايت‬
‫والعظمة الشخصية‪ ..‬فكيف تكون البداية إذن؟‬
‫‪ 300‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫ثمان أفكار عملية للخلوة الممتعة مع الذات‬


‫ً‬
‫‪ .1‬امش وحيدا يف حديقة جميلة ملدة ساعة‪.‬‬
‫‪ .2‬اقرأ رواية أو كتاب ملهم من وقت آلخر‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .3‬خص��ص وقتا يف يومك لتغلق اإلنرتنت وتمنع كل وس��ائل‬
‫التواصل اإلجتماعي‪ ..‬فقط أنت وأنت‪.‬‬
‫‪ .4‬استمتع بكوب من القهوة يف الصباح واكتب صفحة عن‬
‫إجيابي�ات يومك المايض وما تريد أن يكون عليه يومك احلايل‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .5‬اجلس وحيدا واكتب ‪ 5‬أشياء تمنت لوجودها يف حياتك‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .6‬استيقظ مبكرا واقض ساعة قبل الذهاب إىل العمل يف التفكري‬
‫يف أسئلة كوتشنج واستخراج خطط من إجاباتك‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .7‬اس��تخدم تقني�ة ‪ :20/20/20‬خصص ساعة يوميا (يفضل أن‬
‫تكون يف الصباح) وقسمها إىل ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪ 20 -‬دقيقة‪ :‬نشاط رويح‪.‬‬
‫‪ 20 -‬دقيقة‪ :‬قراءة كتاب إجيايب مفيد‪.‬‬
‫‪ 20 -‬دقيقة‪ :‬كتابة أهدافك والتخطيط حلياتك‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .8‬س��افر إىل وجه��ة هادئة لتقيض وقتا مع نفس��ك وتس��تمتع‬
‫بالطبيعة والنقاء والسالم النفيس‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪301‬‬

‫الكوتشنج والخلوة‬
‫قوة الكوتشنج أنه يساعدك على الهدوء الذهين والتفكري املزتن‬
‫ً‬
‫الهادئ بعيدا عن صخب احلياة وضجيج املش��اغل الطارئة‪ ..‬إن‬
‫أروع من أوصل فكرة الكوتش��نج هو املعلم أوجواي (السلحفاة)‬
‫ً‬
‫يف فيلم (كوجن فو باندا) عندما كان حيدث املدرب (الثعلب) قائال‬
‫له‪":‬ذهنك مثل الماء‪ ،‬عندما يهزت‪ ..‬يصبح من الصعب رؤيت�ه‪،‬‬
‫ولكن عندما ترتكه يستقر‪ ..‬تصبح اإلجابة واضحة"‪.‬‬
‫كل ما يقوم به الكوتشنج هو أنه جيعلك تفكر بعمق ووعي‬
‫ً‬
‫وتركزي‪ ..‬حقا إنه أكسجني الوضوح والشفافية مع الذات‪.‬‬
‫“إن���ك لن تجد إجابة أهم أس���ئلة حيات���ك إال بالخلوة مع‬
‫ذاتك”‬
‫أحمد مجدي‬
‫‪ 302‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫أداة كوتشنج‪21.‬‬
‫العب مع تراي‬

‫اسأل نفسك ببساطة‪ :‬من أنا؟‬


‫اكتب أي صفة‪/‬طبع‪/‬عادة‪/‬س��لوك‪/‬طريقة تفكري‬
‫يكونك ويصنعك‪(.‬الحظ أنه ستوجد نقاط سلبي�ة فيك‪..‬‬
‫كن صرحيا واكتبها)‪.‬‬

‫‪3.3‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪1.1‬‬

‫‪6.6‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪4.4‬‬

‫‪9.9‬‬ ‫‪8.8‬‬ ‫‪7.7‬‬

‫‪1212‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1010‬‬

‫‪1515‬‬ ‫‪1414‬‬ ‫‪1313‬‬

‫‪1818‬‬ ‫‪1717‬‬ ‫‪1616‬‬


‫ثاني أكسيد النجاح ‪303‬‬

‫‪2121‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪1919‬‬

‫‪2424‬‬ ‫‪2323‬‬ ‫‪2222‬‬

‫‪2727‬‬ ‫‪2626‬‬ ‫‪2525‬‬

‫‪3030‬‬ ‫‪2929‬‬ ‫‪2828‬‬

‫‪3333‬‬ ‫‪3232‬‬ ‫‪3131‬‬

‫‪3636‬‬ ‫‪3535‬‬ ‫‪3434‬‬

‫‪3939‬‬ ‫‪3838‬‬ ‫‪3737‬‬

‫‪4242‬‬ ‫‪4141‬‬ ‫‪4040‬‬

‫‪4545‬‬ ‫‪4444‬‬ ‫‪4343‬‬

‫‪4848‬‬ ‫‪4747‬‬ ‫‪4646‬‬

‫‪5151‬‬ ‫‪5050‬‬ ‫‪4949‬‬


‫‪ 304‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫اآلن ستب�دأ رحلة عميقة من رحالت اكتشاف الذات‪ ،‬ستمر‬


‫يف هذه الرحلة بثلاث جسور‪ ..‬عند مدخل كل جسر سيقف‬
‫ً‬
‫أس��د اس��مه "تراي" ويمتلك مفتاح بوابة اجلس��ر معلقا يف‬
‫رقبت�ه‪.‬‬

‫يشرتط تراي لكي تأخذ املفتاح دون أن يأكلك أن تمنحه ‪30%‬‬


‫من الصفات اليت تملكها‬
‫يف وقت عبورك للجسر‪ ..‬وبالتايل سيتبقى لك يف النهاية ‪10%‬‬
‫من صفاتك لتبقى معك‪.‬‬
‫اجلسر األول‪ :‬بعدما تمنح ‪ 30%‬من قائمة الصفات‪..‬‬
‫ضع عالمة صح ◌‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪305‬‬

‫اجلسر الثاين‪ :‬بعدما تمنح ‪ 30%‬من قائمة الصفات‪..‬‬


‫ضع عالمة صح ◌‬

‫ً‬
‫اجلسر الثالث‪ :‬فكر كثريا هذه املرة‪..‬‬
‫سيتبقى معك ‪ 10%‬ستكون معك مدى‬
‫حياتك املتبقية‪ ..‬إنه كيانك!‬
‫بعدما تمنح ‪ 30%‬من قائمة الصفات‪ ..‬ضع عالمة صح ◌‬
‫ً‬
‫( يع��د هذا التمرين واحدا من أعمق تمارين الكوتش��نج على‬
‫اإلطالق‪ ..‬فهو إعادة صياغة وحتديد لكيانك م��ن جديد‪..‬‬
‫حيتاج إىل خلوات عميقة)‪.‬‬
‫‪ 306‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫جولة ختامية مهمة‬


‫‪ .1‬اآلن بعد هذه اجلولة‪ ،‬اطلع على الـ ‪ 10%‬من صفاتك اليت‬
‫تعين لك كل األهمية! لماذا هي مهمة لك؟ لماذا هذه هي‬
‫شخصيتك؟‬
‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫ً‬
‫‪ .2‬بالنس��بة للصف��ات اليت ختلصت منها أوال‪ ..‬كم نس��بة‬
‫‪%‬‬ ‫الوقت الذي استغرقته يف حذفها؟‬
‫‪........................‬‬

‫‪ .3‬بالنس��بة للصفات اليت تبقت معك‪ ..‬كم نس��بة الوقت‬


‫‪%‬‬ ‫الذي استغرقته يف حتديدها؟‬ ‫‪........................‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪307‬‬

‫‪ .4‬أين تمنح تركزيك أغلب الوقت يف حياتك؟ ولماذا؟‬


‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ .5‬ماذا تعلمت أيضا من هذا التمرين عن نفسك؟‬


‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬
308
‫ثاني أكسيد النجاح ‪309‬‬

‫الفصل السابع عشر‬

‫الفعل اإليجابي‬
‫‪Vs‬‬
‫التفكير اإليجابي‬
‫“نح���ن نمتلك ‪ 40‬مليون س���بب للفش���ل‪ ..‬ولكن ليس‬
‫لدينا عذر واحد”‬
‫رودياد كيبلينج‬

‫ً‬
‫تقودك علوم التطوير الشخيص دائما إىل مبدأ "أفكارك حتدد‬
‫مصريك" وأنه لكي حتصل على حي��اة مختلفة عليك أن تغري‬
‫ً‬
‫"أفكارك" أوال‪ ..‬وبالطبع هذا صحيح ‪ 100%‬ويمكنن�ا أن نلخص‬
‫هذ املبدأ بصيغة "التغيري من الداخل إىل اخلارج"‪ ..‬ويمكن أن‬
‫توضع يف املعادلة التالية‪:‬‬
‫‪ 310‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫لكي تكون سعيدا ‪ o‬فكر أفكارا تجعلك سعيدا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لكي تكون واثقا في نفسك ‪ o‬فكر أفكارا وتحدث مع‬
‫نفسك بثقة‬

‫هناك مدرسة أخرى تعتمد على الناحية العكسية‪" ..‬التغيري‬


‫م��ن اخلارج إىل الداخل"‪ ..‬أي أنه لكي تمتلك صف��ة معين�ة يف‬
‫شخصيتك أو طريقة تفكري يف عقلك‪ ..‬تصرف واسلك "كما لو"‬
‫أنك تمتلك هذه الصفة وكما لو أن نتيجة التفكري يف حياتك‪..‬‬
‫ً ً‬
‫ومع تكرار هذه التصرفات ستتغري أفكارك وفقا مثال‪:‬‬
‫ابتسم ‪ o‬ستفكر وتشعر بسعادة‬
‫ً‬
‫تصرف مثل الشخص السعيد ‪ o‬ستفكر أفكارا سعيدة‬

‫تصرف مثل الواثق في نفسه ‪ o‬ستفكر وتصبح مثل الواثق‬


‫في نفسه‬

‫تصرف مثل المحترفين ‪ o‬ستفكر وتصبح مثل الحترفين‬

‫وال شك أن سلوكياتن�ا اخلارجية تؤثر على تكوينن�ا الداخلي‬


‫وطريقة تفكرينا وبقوة كبرية‪ ..‬وهنا يساعد الكوتش العميل على‬
‫صياغة مجموعة جديدة من السلوكيات واألفعال اليومية اليت‬
‫تشكل شخصيت�ه اجلديدة مع الوقت‪.‬‬
‫دراس��ات عميقة ومتعددة أكدت أن التصرف كأنك تشعر‬
‫ً‬
‫بشعور سيجعلك تشعر حقا بهذا الشعور‪ ..‬تصرف كما لو كنت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حزين�ا‪ ..‬وستحزن‪ ..‬تصرف كما لو كنت غاضبا وستغضب‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪311‬‬

‫تطبيقات عملية لمبدأ تصرف "كما لو" ‪:As If‬‬


‫‪ .1‬قهر التسويف‬
‫تصرف كما لو أن��ك س��تب�دأ إتم��ام املهم��ة بالفع��ل‪ ..‬حضر‬
‫املستلزمات املطلوبة وجهز مكتبك وال تضع يف ذاتك أي ني�ة‬
‫للتنفيذ والبدء‪ ..‬ولكنك س��تجد رغبة مجهولة املصدر تصرخ‬
‫داخلك حبماس جهوري بأن تب�دأ اآلن فكل يشء جاهز‪.‬‬
‫‪ .2‬التغلب على التحديات‬
‫عندما تواجه أي حتدي‪ ..‬فقط قف باس��تقامة واعقد ذراعيك‬
‫كوقفة الواثق املرعب الذي ال يقهره يشء‪ ..‬وستش��عر مباشرة‬
‫برغبة عارمة بالتفكري يف احلل وقهر هذه املش��كلة‪( ..‬دراسات‬
‫نش��رها الدكتور ريتشارد وايزمان يف كتب�ه تؤكد أن هذه الوضعية‬
‫اجلسدية تساعدك على التفكري اإلجيايب)‪.‬‬
‫‪ .3‬التغلب على ضعف الهمة‬
‫عندما تش��عر باخنفاض املعنويات والرغبة يف ترك املهمة بني‬
‫يديك أو التوقف عن العمل‪ ..‬اقبض يديك بق��وة اضربها على‬
‫املكتب وقل "أنا وجدت هنا فقط ألنهي هذه املهمة!!!"‪..‬‬
‫دراسة أجريت يف اجلامعة الدولية يف سنغافورا بقيادة الباحث‬
‫آيرس هنج حيث ق��ام بدعوة مجموعة م��ن املتطوعني البدينني‬
‫وعندم��ا جاء وقت ش��راء الطعام دعاه��م أن يطبق��وا قبضة اليد‬
‫‪ 312‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫ويقبضوا عضلة الـ ‪ Biceps‬مثل العيب صاالت اجليم مما جعلهم‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫يش��عرون أكرث بق��وة اإلرادة وطلبوا طعام��ا صحي��ا‪ ..‬اختتمت‬
‫الدراسة بشكل رقيم أن قبضة اليد تزيد الش��عور بقوة اإلرادة‬
‫بنسبة ‪.40%‬‬
‫‪ .4‬التأثري على اآلخرين‬
‫ً‬
‫بدال من أن تسعى إلقناع اآلخرين بفعل يشء ما وهم يعارضونك‬
‫بش��دة‪ ..‬فقط اجعلهم يقومون خبطوات بس��يطة جتاه تنفيذ ما‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تريد‪ ..‬فمثال إذا كنت مديرا تريد إقناع موظفيك بالتس��جيل‬
‫يف برنامج تدرييب جديد‪ ..‬فقط اطلب منهم ملء اس��تقصاءات‬
‫مبدأي��ة عن رغباته��م وتوقعاتهم من الربنامج‪ ..‬وبالتايل س�تزداد‬
‫احتمالية تسجيلهم يف الربنامج بالتأكيد‪ ..‬فالعقل بطبعه يرى يف‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الرتاجع عن تنفيذ يشء بدأه أمرا صعبا ومخالفا لما بدأه‪.‬‬
‫يف دراس��ة أجريت يف التس��يعين�ات‪ ،‬العمالء الذين يتفاوضون‬
‫على شراء سيارة مس��تعملة‪ ..‬عندما جيلسون على كرايس صلبة‬
‫فإنهم يتفاوضون بش��كل أضعف بنسبة ‪ 30%‬من هؤالء العمالء‬
‫اجلالسني على كرايس مرحية‪.‬‬
‫مبدأ "تصرف كما لو" تم اكتش��افه والكتابة عنه يف عام ‪1884‬م‬
‫بواس��طة الفيلسوف النفيس األمريكي ويليام جيمس حيث‬
‫أكد أنه عليك أن تفعل نفس إيماءات اجلسد وتعبريات الوجه‬
‫واحلركات والتصرفات للش��خص احلقيقي الذي يمتلك هذه‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪313‬‬

‫الصفة أو السلوك الذي تسعى الكتسابه سواء كان (الثقة‬


‫بالنفس‪ ،‬العلم‪ ،‬النش��اط‪ ،‬اإلنت�اجية‪ ،‬الكاريزما‪ ،‬اإلحرتاف يف‬
‫العمل‪ ،‬احلياة الصحية‪ ،‬إلخ‪ )...‬وبكرثة املمارسة س��تب�دأ يف أن‬
‫ً‬
‫تشعر بنفس املشاعر اليت ستقودك تدريجيا لتكون أنت هذا‬
‫الشخص‪.‬‬
‫لق��د آن األوان أن ننتق��ل من عصر التفك�ير اإلجي��ايب إىل عصر‬
‫الفعل اإلجيايب‪ ..‬فاألفعال هي اليت ستصنعك أكرث من محاوالتك‬
‫ً‬
‫لربجمة أفكارك‪ ..‬تغيري األفعال أسرع أثرا يف حتقيق النت�اجئ من‬
‫تغيري األفكار‪.‬‬
‫“برمج أفعالك‪ ..‬تتبرمج أفكارك”‬
‫أحمد مجدي‬
‫‪ 314‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫نظام ال��ردع اإليجاب��ي ‪PositiveDeterrenceSystemPDS‬‬


‫تقول ش�يريل ماكالين "التفكري يف الس��لبي�ات يزيد من قوتها‬
‫ً‬
‫وحتكمها يف مصريك" ليس معىن أن تفعل إجيابي�ا أن تهمل التفكري‬
‫ً‬
‫اإلجيايب‪. ..‬فال يمكن أصال أن يتم واحد منهما دون اآلخر‪ ..‬فهم‬
‫ً‬
‫يسريان بالتوازي سويا‪.‬‬
‫لو لم خترج من هذا الكتاب س��وى بهذه الفكرة‪ ..‬فستكون قد‬
‫ربحت الكثري من الفوائد على مدى حياتك بالكامل‪ ..‬من املعروف‬
‫ً‬
‫علميا أنه ال يمكن ألعىت األمواج الهاجئة أو العواصف البحرية أن‬
‫تغرق سفين�ة إال إذا دخلت هذه املياه إىل داخل السفين�ة‪ ..‬وكذلك‬
‫بالقياس‪ ..‬فال يمكن ألعىت األفكار الس��لبي�ة واملشاكل املقلقة أن‬
‫تغرقك وتؤثر فيك إال إذا دخلت إىل عقلك!‬
‫إن ما أسميه التلوث السليب ‪ Negative Pollution‬قد انتشر ومأل‬
‫األرجاء بش��كل أصبح اإلنسان اإلجيايب املحصن عملة نادرة‪ ..‬فما‬
‫ب�ين مش��اهدة التلفاز أو تصف��ح السوش��يال ميدي��ا أو حوار مع‬
‫زمالء العمل جتد األفكار السلبي�ة تهاجمك من كل صوب محاولة‬
‫اقتحام حصنك الفكري‪ ..‬حىت إذا غزت توغلت وتربعت لتسيطر‬
‫على مجريات يومك وقراراتك ومشاعرك وسلوكك‪.‬‬
‫ما أخطر الفكرة عندما تسمح لها أن تطفو بعقلك لتأخذه أينما‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شاءت‪ ..‬فبدال من أن ترى الفرص أمامك جتد العقبات! وبدال‬
‫من ترى احللول سرتى املشكالت تتفاقم أكرث فأكرث‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪315‬‬

‫وأجد أن أغلب االس�تراتيجيات املطروحة لقهر األفكار السلبي�ة‬


‫هي اس�تراتيجيات عالجية حتت عناوين‪( :‬التخلص من التفكري‬
‫الس��ليب‪ ..‬إزالة األفكار السلبي�ة‪ ..‬التوقف عن التفكري السليب‪..‬‬
‫ولكن ال يوجد اس�تراتيجية وقائي���ة تمن��ع من األس��اس دخول‬
‫األفكار السلبي�ة إىل العقل)‪.‬‬
‫‪ 316‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫سالح الردع اإلستراتيجي‬


‫ً‬
‫ولكي تقهر احتمالية دخول أفكار سلبي�ة‪ ..‬ولكي تنئش حصنا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫منيعا طاردالهذه األفكار من على بعد بعيد‪ ..‬ابتكرت تقني�ة‬
‫ً‬
‫أس��ميتها "نظام الردع اإلجيايب" واليت دائما ما أس��اعد عماليئ يف‬
‫الكوتش��نج على صياغتها وتطبيقها الفوري يف حياتهم‪ ..‬فكما أن‬
‫الدول تردع خصومها باألس��لحة النووية ويسمونها سالح الردع‬
‫االسرتاتييج‪ ..‬فأنا أدعوك أن تردع هذه األفكار املميت�ة بسالح‬
‫رادع إجي��ايب‪ ..‬وأقوى رادع إجيايب هو وابل مس��تمر غري منقطع من‬
‫األفكار اإلجيابي�ة اليت تمأل رأس��ك وتغلفه وتسيطر عليه لدرجة‬
‫أنها حترق أي فكرة سلبي�ة ولو من بعيد‪.‬‬
‫ً‬
‫يقول جيم رون يف هذ االصدد "ضع حراسا أقوياء على عقلك"‪..‬‬
‫ل��م أجد عادة يف حيايت كان لها أث��ر ضخم يف صناعة عقلي اإلجيايب‬
‫وصياغة مس��تقبلي مثل تطبيق التقني�ات التالية‪ ..‬سأجمع هذا‬
‫النظ��ام يف املعادل��ة التالي��ة‪ ..‬حبيث تمن��ح ‪ 10‬دقائق من الوقت‬
‫لكل ممارسة فيهم‪ ..‬فيصبح لديك ساعة يومية من نظام الردع‬
‫اإلجي��ايب الس��ريع‪ ..‬أول إذا أردت أن ختت��ار ‪ 3‬تقني�ات منهم مثال‬
‫لتطبقهم يف الس��اعة فلك مطلق احلرية‪ ..‬ما يهم هو أن يكون‬
‫لك قسطك اليويم من الشحن النووي اإلجيايب بما ين�اسبك من‬
‫الوسائل والطرق‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪317‬‬

‫خماسية الردع اإليجابي‬


‫(السيطرة على بوابات الحصن)‬
‫‪ .1‬شاهد‪ :‬شاهد فيديوهات إجيابي�ة على قنوات اليوتيوب‪.‬‬
‫‪ .2‬اس��تمع‪ :‬اس��تغل وقت التنقل يف السيارة أو أوقات االنتظار‬
‫وأوقات لعب الرياضة‪ ..‬واس��تمع للكتب الصوتي�ة أو ‪Podcasts‬‬
‫اإلجيابي�ة‪.‬‬
‫‪ .3‬اقرأ‪ :‬للقراءة أثرها الكبري يف صياغة عقلك وإلهامك بش��كل‬
‫ً‬
‫أكرب من أي أداة أخ��رى‪ ..‬فقط عش��ر دقائ��ق يومي��ا ليس فقط‬
‫لتش��حنك باإلجيابي�ة‪ ..‬ولكن لتطوير ذاتك وخاصة يف مجال‬
‫عملك وختصصك‪.‬‬
‫‪ .4‬حتدث وحاور‪ :‬يقول شارما "حنن نصبح محادثاتن�ا"‪ ..‬فجودة‬
‫محادثاتك حتدد جودةحياتك ونت�اجئك‪ ..‬اجلس مع صديق إجيايب‬
‫وحتدث معه عما تعلمت يف هذا اليوم م��ن أفكار إجيابي�ة مختلفة‬
‫وتن�اقش فيها حىت تتعمق وجتد نفس��ك مع الوقت قد أصبحت‬
‫هذه األفكار‪.‬‬
‫‪ .5‬اكتب‪ :‬خلص ما تعلمت يف هذا اليوم يف فقرة بسيطة مكتوبة‬
‫يف دفرت أو ملف يشمل كل أفكارك اإلجيابي�ة لهذا اليوم‪.‬‬
‫إنه نظام سيطرة شاملة على مداخل عقلك وحواسك بالكامل‪..‬‬
‫إنه تطبيق عملي ملصطلح ش��مويل أعشقه وهو ‪Immersion Total‬‬
‫أي االنغماس الت��ام يف اإلجيابي�ة‪ ..‬بتطبيق هذا النظام ملدة ‪ 66‬يوم‬
‫‪ 318‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫مستمرين‪ ..‬أعدك أنك ستصبح من أقوى األشخاص الرادعني‬


‫اإلجيابي�ين يف العالم‪ ..‬س��تصبح غري قاب��ل للتوقف أو التأثر بأي‬
‫فكرة سلبي�ة‪ ..‬ستقهر أي صوت يفكر أن يصدر بداخلك ليخربك‬
‫أنك غري قادر على فعل أي يشء ما‪..‬‬
‫ستجد يف نفسك دافعية أكرب للتحرك والعمل واإلجناز بمستوى‬
‫أعل��ى م��ن ذي قبل‪ ..‬ستش��حذ همتك وترتق��ي إرادتك ملراحل‬
‫ً‬
‫لم تكن تتخيل يوما ما أن تبلغها‪ ..‬وس��تجد نفسك مرتفعا عن‬
‫صغائر األمور ال تعبأ بما خيافه أكرث الن��اس‪ ..‬وحىت وإن أقبلت‬
‫عليك س��لبي�ات ضخمة وطوارئ غري متوقعة فالتعامل اإلجيايب‬
‫ً‬
‫معها سيكون سلسا وهو األسرع إلزالتها‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪319‬‬

‫أداة كوتشنج‪22.‬‬
‫تمرين خريطة الحياة‬

‫من املفيد لنجاح جلسات الكوتشنج معرفة األحداث اليت‬


‫شكلت وصنعت حياتك وشخصك‪ ..‬فأفكارك وأفعالك‬
‫بالتوازي هما من شكال حياتك اليت تعيشها اآلن‪ ..‬وبتحكمك‬
‫فيهما‪ ..‬س��تحدد شكل حياتك املستقبلية‪ ..‬يساعدك هذا‬
‫ً‬
‫التمرين على رؤية مسارك حياتك بالكامل‪ ..‬لتت�أمل طويال‬
‫بعدم��ا تس��تخرج النتيج��ة وتق��رر إىل أي��ن أنت ذاهب خبط‬
‫حياتك بعد ذلك‪.‬‬
‫اخلطوة األوىل‬
‫الحظ األحداث املهمة يف حياتك اليت شكلتك سواء إجيابي�ة‬
‫أو سلبي�ة‪.‬‬
‫‪ .1‬اكتب تاريخ ميالدك على يمني أو يس��ار ورقة بيضاء‬
‫فارغة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .2‬ارس��م خطة يمتد من ميالدك موضح��ا النقاط املرتفعة‬
‫ً‬
‫واملخفضة يف حياتك وموضحا مقدار عمقها‪.‬‬
‫‪ .3‬اكتب كلمات قليلة كوصف لكل نقطة مع عمرك يف ذلك‬
‫احلدث مثل (الس��فر ـ الزواج ـ بداي��ة مش��روعي ـ األبن�اء‪...‬‬
‫الخ)‪.‬‬
‫‪ 320‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫ملحوطة‪ :‬هذا التمرين صمم ليتم حله سريعا ضمانا ألعلى‬
‫ً‬
‫النت�اجئ‪ ..‬جهز الورقة وارس��م فورا وشاهد اىل أين سيأخذك!‬
‫(تأمل املثال التايل لتفهم التمرين)‪.‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪321‬‬

‫اخلطوة الثاني�ة‪ :‬أجب عن األس��ئلة التالية لتتبحر أكرث يف‬


‫عاملك!‬
‫‪ .1‬ختيل إذا كانت هذه اخلريطة لشخص آخر‪ ،‬ما هو شعورك‬
‫جتاهه؟‬
‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ .2‬ما القيم املهمة اليت تعكسها هذه اخلريطة؟‬


‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ .3‬ما هي املخاطرات اليت خضتها؟‬


‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬
‫‪ 322‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫‪ .4‬كيف تغلبت على املعوقات والتحديات يف طريقك؟‬


‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ .5‬ما هو أفضل قرار اختذته يف حياتك؟ مىت؟ ولماذا؟‬


‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ .6‬ما هو أسوأ قرار اختذته يف حياتك؟ مىت؟ ولماذا؟‬


‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ .7‬ل��و كان بإمكانك تغيري بعض النقاط يف ه��ذه اخلريطة‪..‬‬


‫ماذا ستغري؟‬
‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪323‬‬

‫‪ .8‬ما هي األنماط املتكررة اليت تالحظها؟‬


‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ .9‬كيف تريد شكل خريطة املستقبل؟ ما هي أهدافك؟‬


‫خطواتك؟‬
‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬
324
‫ثاني أكسيد النجاح ‪325‬‬

‫ألوان عناصر معادلة ثاني‬


‫أكسيد النجاح!‬

‫“الروح تصبغ بألوان أفكارها”‬


‫ماركوس أورلياس‬

‫ً‬
‫حرصت أن يكون غالف الكتاب أداة لتذكريك دائم��ا بمباديء‬
‫معادلة ثاين أكس��يد النجاح‪ ..‬فكل دورق أو أنبوبة اختب�ار حتمل‬
‫ً‬
‫بداخله��ا عنص��را م��ن عناص��ر املعادل��ة وحتل��ق فوقه��ا عالمات‬
‫اإلستفهام املؤكسدة (أدوات أكس��جني أسئلة الكوتشنج) اليت‬
‫تس��اعدك على اكتشاف عناصرك والبحث فيها وتوضيحها‪..‬‬
‫ً‬
‫لتت�ذكر دائما "أنها ليست اإلجابات اليت تنري الطريق‪ ..‬ولكنها‬
‫األسئلة!"‪.‬‬
‫‪ 326‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫وجاءت ألوان العناصر بهذا الشكل‪:‬‬


‫‪ .1‬عنصر الس��بب ‪ Why‬لونه أحمر كالدم‪ .‬جيري يف شرايينك‬
‫ويغذي وجودك‪ ..‬لتت�ذكر أن دوافعك وشغفك وقيمك وسعادتك‬
‫جتري بداخلك مجرى الدم‪ ..‬فهي جزء من مكنونك وتكوينك‪..‬‬
‫ولونه أحمر كاحرتاق النار‪ ..‬لتذكر أن اشتعال أسبابك هو وقود‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حتركك‪ ..‬فلتحافظ على اللهيب مشتعال دائما‪.‬‬
‫‪ .2‬عنص��ر الرؤي��ة ‪ Vision‬لون��ه أصف��ر كالش��مس‪ .‬واضحة‪..‬‬
‫ضخمة‪ ..‬عظيمة‪ ..‬تشع ضوءها لتوجهك وترشدك للوصول‪..‬‬
‫ال تتغري وال تزتحزح‪.‬‬
‫‪ .3‬عنصر املسار ‪ Way‬لونه أخضر كالشجر‪ .‬ينمو باستمرار ويتفرع‬
‫لينتج أروع الثمار‪ ..‬فمسارك يف نمو مستمر ومرن‪ ..‬يتفاعل مع ما‬
‫ً‬
‫حوله‪ ..‬ليس جامدا‪ ..‬وعنوانه النمو واإلبداع والقيمة والفائدة‪.‬‬
‫‪ .4‬عنصر الفعل ‪ Will‬لونه أزرق كأمواج املحيط‪ .‬عاتي�ة‪ ..‬شديدة‪..‬‬
‫قوي��ة‪ ..‬جترف أي عقبة أو حتد يف طريقها لتصل بك إىل ش��اطئ‬
‫عظمتك األصيلة‪ ..‬شاطئث�اين أكسيد النجاح‪.‬‬
327
328
‫ثاني أكسيد النجاح ‪329‬‬

‫معادالت إبداعية من‬


‫الكرة األرضية‬

‫“الحياة ‪ +‬الضحك ‪ x‬الحب – الكره = السعادة”‬


‫مجهول‬

‫جاءتين فكرة نيوتني���ة عارض��ة وأنا أضع ملس��ايت األخ�يرة قبل‬


‫طباعة هذا الكتاب‪ ..‬وهي أن يشارك كل القراء معي بإسهام‬
‫يف هذا الكتاب عن طريق كتابة معادلة (حس��ابي�ة أو كيميائي�ة)‬
‫ملعىن من معاين احلياة كالنجاح والسعادة والتعلم وغريها‪.‬‬
‫لقد وصلت وأنا اكتب احلروف األخرية من ثاين أكسيد النجاح‪..‬‬
‫أن لكل من��ا معادلته اخلاصة للتمزي والنجاح وحتقيق الذات بكل‬
‫ً‬
‫معانيها يف احلياة‪ ..‬فوجدت ش��غفا يف قليب أن أفس��ح املجال ملن‬
‫‪ 330‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫حيب أن يعرب عن معادلته وفكرته ليس��تفيد منها كل من يقرأ هذا‬


‫ً‬
‫الكتاب‪ ..‬ولتكن كعلم ينتفع به أبدا‪.‬‬
‫استغل الفرصة هنا ألشكر كل من ساهم بمعادلته عن طريق‬
‫كافة حسابات التواصل الالجتماعي اخلاصة يب من كافة الدول‪.‬‬
‫وإذا كنت عزيزي القارئ ل��م تس��اهم بمعادلتك اإلبداعية‪..‬‬
‫يمكنك مراسليت على‪:‬‬
‫‪info@ahmedmagdy.org‬‬
‫وأرسل يل معادلتك على حنو املثال التايل‪:‬‬
‫جهد ‪ +‬صبر ‪ +‬ابتسامة = نجاح‬
‫منى حسن ـ مصر‬
‫لتجدها مطبوعة يف الطبعات املقبلة للكتاب إن ش��اء هللا‪..‬‬
‫سأنتظر معادلتك بشغف‪..‬‬
‫أترككم اآلن لتستمتعوا بمعادالتكم ومعادالت املبدعني من كل‬
‫ً‬
‫البالد‪ ..‬حقا مسك اخلتام لثاين أكسيد النجاح!‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪331‬‬

‫السعادة = توازن بين جوانب الحياة ‪ +‬تحديد اولويات ‪+‬‬


‫متعة ‪ +‬انجاز ‪ +‬ابداع ‪ +‬تطوير و تجديد‬
‫احمد سمير‪.‬مصر‬

‫صبر ‪ +‬عمل ‪ +‬قليل من االمل = نجاح‬


‫محمد حموده‪.‬القاهرة‬

‫نيه ‪+‬حب‪+‬تخطيط‪+‬عمل‪ +‬انجاز‪+‬ابداع ‪+‬تطوير ‪+‬امل‪+‬‬


‫تفاؤل ‪+‬سعاده = نجاح‬
‫سميه عيسي مصر‬

‫أنا دائرة حرة مستقلة‬


‫أشرف رزق‪.‬مصر‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫كن نقيا تقيا سليم القلب تعش بـ ‪ 3‬رضا‬
‫وحب وسالم‬
‫دارين الحجار‪.‬سوريا‬
‫‪ 332‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫حدد هدفك ‪ +‬توكل علي الله ‪ +‬تجاهل احتقان الصدور‬


‫بالحق���د ض���دك ‪ +‬تقرب من اس���اتذتك فه���م نعم رفاق‬
‫الدرب ‪ +‬اختر من يعينوك علي النجاح ‪ +‬كافيء نفسك‬
‫وال تبخس���ها حقه���ا‪ +‬اس���عد غيرك تجد فرح���ة عمرك ‪+‬‬
‫تواصل اجتماعيا وال تعزل نفسك فالنجاح ليس رهبنه او‬
‫زه���د ‪ +‬خطط للحياة كن ذو اس���تراتيجية‪+‬كن امل اهلك‬
‫واحبابك واس���اتذتك وحتى شريك حياتك ان وجد فذلك‬
‫يلزمك المسئولية =نجاح‬
‫إسراء حسني‪.‬مصر‬

‫‪Passion+Action=Success‬‬
‫هبة محمد‪.‬مصر‬

‫وضع االهداف الذكيه ‪ +‬التخطيط ‪ +‬فريق عمل‬


‫مناسب ( التحفيز كعامل مساعد) = قائد ناجح‬
‫د‪ .‬محمد مخلوف – مصر‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪333‬‬

‫الطري���ق إل���ى العظم���ة والتمي���ز = صيان���ة وتنمية على‬


‫الق���درة عل���ى التعل���م‪ +‬انضب���اط ذاتي دقي���ق‪ +‬تقديم‬
‫الع���ون لآلخري���ن واالهتم���ام ألمره���م‪ +‬االنفت���اح عل���ى‬
‫اآلخري���ن أيا كان دينهم وفلس���فتهم‪ ،‬واتخ���اذ اإليجابيين‬
‫فقط كأصدقاء‪.‬‬
‫إبراهيم العبيد‪.‬هولندا‬

‫اإلدراك ‪ +‬الرغبة المشتعلة ‪ +‬ادارة الوقت‬


‫= شخصية متزنة‬
‫أحمدسمير‪.‬مصر‬

‫أيقونة االتزان‬
‫د‪.‬أحمد سمير‬

‫معادلة ال معادله الحياة = إيمان حقيقي بالله ‪ +‬حب‬


‫ذاتك ومن حولك ‪ +‬عطاء بال مقابل ‪ +‬عمل بش���غف ‪+‬‬
‫االستمتاع بكل لحظة حياة‬
‫مروة عصام‪.‬مصر‬
‫‪ 334‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫تدريب ‪ ...‬تعليم ‪ ...‬تطبيق ‪ ...‬لنجاح واحد‬


‫نبيل‪.‬المغرب‬

‫ثق���ة ‪+‬يقين‪+‬حس���ن ظن بالله ‪+‬س���جده ش���كرلما أريد =‬


‫أرتياح بأعماق الروح وتيس���ير وتجلى بكل لحظه وس���رور‬
‫وتفأؤل دائم ببسمه تضئ الدرب‬
‫مريم العريمي‪.‬سلطنه عمان‬

‫قرر ‪ ،‬التزم ‪ ،‬ال تستسلم‬


‫وتأمل قوله تعالى‪:‬‬
‫َّ ّ َ ُ ُّ ْ ُ َ َ ِّ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َّ َ َ‬
‫{ف ِإذا عزمت فتوك ْل على الل ِه ِإن الله ي ِحب المتوك ِلين}‬
‫[آل عمران‪]159:‬‬
‫ميرنا عصام‪.‬مصر‬

‫النجاح= االرادة ‪ +‬حب التحدي ‪ +‬القوة ‪ +‬انجاز‬


‫فرهان‪.‬الكويت‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪335‬‬

‫الرضا بأقدار الله ‪ +‬السعي واالجتهاد بكل قوة للوصول‬


‫للحل���م أو الهدف ‪ +‬التوكل على الل���ه ‪+‬اليقين التام أن‬
‫الحلم س���يتحقق = الوصول للهدف أو الحلم مهما طال‬
‫الطريق‬
‫مروه حسن‪.‬مصر‬

‫شغلك = نجاحك ‪ ...‬فراغك = فشلك‬


‫هدير أبوالعال‪.‬مصر‬

‫فعل ‪ +‬تكرار ‪ +‬انضباط = عادة جديدة‬


‫عمار جالل‪.‬مصر‬

‫النجاح في الحياه =تقوى الله‪+‬أخالص في‬


‫العمل‪+‬تمني الخير وحب جميع الناس‬
‫خالد محمد النجار‪.‬مصر‬

‫فشل‪+‬جهد‪+‬مثابرة‪+‬ايمان=نجاح كبير‬
‫احمد‪.‬مصر‬
‫‪ 336‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫النجاح = اإلصرار وعدم اليأس‬


‫حازم إبراهيم‪.‬مصر‬

‫ً‬
‫النجاح= اخالصا في القول والعمل‬
‫محمد عبدالودود‪.‬الكويت‬

‫اإلصرار ‪ +‬االستمرار = تحقيق األهداف‬


‫احمد شعبان‬

‫الضمير‪+‬االيمانبالله‪+‬االخالص‪+‬العطاء‪+‬الحب=امناجحه‬
‫آمال‪.‬مصر‬

‫الحب‪+‬الثقة في القدرات ‪+‬التجربة (سهم المعادالت‬


‫االنعكاسية) االبداع ‪+‬النجاح‬
‫أسماء سامح‪.‬مصر‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪337‬‬

‫عارف مصلحتك ‪ +‬عارف ربك ‪ +‬عارف قدراتك= هاتوصل‬


‫ألبعد مما تتخيل‬
‫فاطمة عبدالقادر‪.‬مصر‬

‫توكل‪+‬أخذ باألسباب‪+‬إصرار‪+‬مرونة=‬
‫توفيق من الله ثم نجاح باهر‬
‫مصطفى جالل‪.‬مصر‬

‫مجهود كبير=خبره كبيره‬


‫محمد الجارحى‪.‬مصر‬

‫تعلم=تدرب=حاور=مارس‬
‫يوسف الشيخ‪.‬مصر‬

‫اإلستغفار=النجاج‬
‫أحمد أمجد‪.‬مصر‬
‫‪ 338‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫التركيز على الحاضر ‪ +‬اإليمان بالمستقبل األفضل—‬


‫التفكير السلبي = نجاح باهر‪.‬‬
‫طالل صليحه‪.‬الكويت‬

‫ثقة بالنفس ‪ +‬إصرار على النجاح ‪ +‬عمل = إنجااااز‬


‫أحمد فوزي‪.‬مصر‬

‫(هدف محدد‪+‬خطة واضحة‪+‬تقييم مستمر)* مثابرة*‬


‫التزام= نجاح‬
‫زينب عزام‪.‬مصر‬

‫صبر‪+‬تحدى=نجاح‬
‫محمد محمود مصر‬

‫‪Brand = Name - Title‬‬


‫رامي القرفان‪.‬سوريا‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪339‬‬

‫اس���ال ‪ +‬اتعب ‪ +‬ماتملش ‪ +‬احس���ن الظن بالله ‪ +‬عش‬


‫النج���اح ب���كل تفاصيله من قبل تحقيق���ه = هتتوصل ان‬
‫شاء الله‬
‫مي سمير‪.‬مصر‬

‫شغف‪+‬مثابرة‪+‬ابداع‪+‬إيمان بالله=خير الدنيا واالخرة‬


‫محمد حسن‪.‬مصر‬

‫ايمان ‪ +‬تكبير دماغك من التفاهات‪+‬جد واصرار‪ +‬صورة‬


‫ذهنية مبتكرة = نجاح‬
‫رامي رأفت‬

‫اعمل بشدة = العب بشدة والعكس صحيح‬


‫محمود مجدي‬

‫اراده ‪+‬صبر‪+‬دافع=تحقيق الهدف‬


‫ايمان شريف‪.‬مصر‬
‫‪ 340‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫التوكل على الله ‪+‬االصرار ‪ +‬الثقه بالنفس‬


‫‪+‬حب الخير للغير=نجاح‬
‫امال‪.‬مصر‬

‫االيمان وتقوي الله والعلم والعمل باخالص‬


‫وحب=الجنة‬
‫فاتن‪.‬القاهرة‬

‫حلم‪+‬فرصة‪ +‬خطة =النجاح‬


‫احمد بهاء‪.‬مصر‬

‫النيه ‪ +‬الصبر‪+‬االيمان بالفكرة = السعاده‬


‫نورا شطا‪.‬مصر‬

‫إيمان ‪ +‬عمل ‪ +‬علم ‪ +‬صبر‬


‫خالد ماهر‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪341‬‬

‫تنظيم أولوياتي ‪ +‬التزام بالسعي فيها = بداية النجاح‬


‫سارة اسماعيل عدس‪.‬مصر‬

‫هدف ‪ ،‬عمل ‪ ،‬استمراريه‪..‬‬


‫دياب دياب‪.‬االردن‬

‫الثقة بالله‪+‬الثقة بالنفس‪+‬الثقة بالناس=نجاح‬


‫شيماء محمود‪.‬مصر‬

‫العلم هو األساس وكل شئ اس لهذا األساس فإذا‬


‫زاد العلم زادت قيمة األشياء‬
‫أحمد بديع مصر‬

‫إدراك ( أفكار وأحاسيس وقدرات وتحديات) ‪ +‬تخطيط‬


‫ذكي ‪ +‬سعي بتحدي ويقين ورضا‪ +‬عطاء بال حدود‬
‫= فالح في الدارين‬
‫هاله سامي‪.‬مصر‬
‫‪ 342‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫الت���وكل عل���ى الله وحس���ن النية ‪ +‬العل���م ‪ +‬المعرفة ‪+‬‬


‫التخطي���ط ‪ +‬التحفي���ز النفس���ي ‪ +‬وضع الخط���ط البديلة‬
‫‪ +‬اإستش���ارة أصح���اب العقول النيرة ‪ +‬تجنب األش���خاص‬
‫السلبيين ‪ +‬األصرار ‪ +‬الصبر = النجاح ان شاء الله‬
‫‪Mufeedeh Atyiat.Canada‬‬

‫التوكل على الله‪+‬االصرار‪+‬الثقه بالنفس‪+‬‬


‫تمني الخير للغير=نجاح‬
‫امال‪.‬مصر‬

‫المراجعه اليوميه لماقمت به ‪+‬استنفار للذهن‬


‫‪ +‬الصبر=النجاح‬
‫فاضل الجزائري‪.‬العراق‬

‫راحه القلب‪+‬طيب النفس‪+‬التوكل على الله‬


‫= الدنيا واالخرة‬
‫ابو الفضل‪.‬مصر‬
‫ثاني أكسيد النجاح ‪343‬‬

‫النجاح في الحياه = تقوي الله ‪ +‬أخالص في العمل‬


‫‪ +‬تمني الخير وحب جميع الناس‬
‫خالد محمد النجار‪.‬مصر‬

‫نتعلم‪+‬نتدرب‪+‬نتطور‪+‬نتواصل‪+‬نتوكل على الله‬


‫=تميز وتحقيق‬
‫فاطمه بركات‪.‬سوريا‬

‫العاطفه‪/‬عقلك= يلين‪ ،‬والعقل‪/‬قلبك=يستقيم‬


‫مروان ابو لغد‪.‬االردن‬

‫النجاح الوظيفي = ما تعرف ‪ +‬من تعرف‬


‫(محمد الديباوي‪-‬مصر)‬
‫‪ 344‬ثاني أكسيد النجاح‬

‫ثقه بالله ‪ +‬رضا مع طموح ‪ +‬إقرأ‪ +‬تدرب ‪ +‬نفذ‪ +‬ابتسم‬


‫لهداي���ا الق���در مهما كانت‪ +‬اب���دأ بالتغيير م���ن الداخل ‪+‬‬
‫ساعد من يحتاجك= راحه وسعاده‬
‫نعيمه كلش‪.‬سوريا حلب‬

‫(جرب‪ +‬اغلط‪+‬تدبر) ‪ -‬المعوقات الذهنية * التوكل‬


‫= النجاح‬
‫عمرو الفص‪.‬مصر‬

‫النجاح=توكل‪+‬سعى‬
‫احمد غيته‪.‬مصر‬

‫النجاح=سعي‪+‬ايجايبة‪+‬مثابرة‪+‬توفيق من الله‪...‬‬
‫نهال الشافعي‪.‬مصر‬

You might also like