Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 5

‫المحاضرة الثانية‬

‫‪ -3‬علم النفس المرضي‪:‬‬

‫يدرس هذا الفرع أسس الصحة النفسية ونشأة األمراض النفسية والعقلية‪ ،‬وأسبابها المختلفة‬

‫مع محاولة وضع أسس لعالجها‪ ،‬وتحديدا فإنه يهتم بتحديد أسباب االضطرابات النفسية‬

‫والسلوكية واالنفعالية كحاالت العصاب مثل‪ :‬الهستيريا والقلق العصابي والمخاوف المرضية‬

‫والوسواس وغيرها) والحاالت الذهانية مثل‪ :‬الفصام (الشيزوفينيا) والهوس االكتئابي وجنون‬

‫العظمة واالضطهاد (البارانويا) وغيرها‪ ،‬والدوافع الكامنة وراءها ساعيا إلى عالجها‪.‬‬

‫ويمكن تعريف الصحة النفسية بأنها ترتبط بقدرة الفرد على التوافق مع نفسه والمجتمع أوالبيئة‬

‫التي يعيش فيها‪ ،‬وبقدرته على مواجهة الصعوبات واألزمات النفسية العادية‪ ،‬وكذلك إحساسه‬

‫بالرضى والسعادة‪.‬‬

‫انطالقا من هذا التعريف يمكننا أن نستنتج أن للصحة النفسية مجموعة من المظاهر‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ -‬التوافق االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬قدرة الفرد على مواجهة المشكالت والصعاب‪.‬‬

‫‪ -‬النجاح في العمل والشعور بالرضى‪.‬‬

‫‪ -‬اإلقبال على الحياة (التفاؤل)‪.‬‬

‫‪ -‬التوافق مع شروط الواقع واختيار أهداف واقعية‪.‬‬

‫‪ -‬ثبات اتجاهات الفرد‪.‬‬

‫‪ -‬االتزان االنفعالي‪.‬‬

‫‪ -‬المحبة‪.‬‬
‫‪ -‬االستقرار الجنسي‪.‬‬

‫‪ -‬اإليمان أو المعتقد جوهر الصحة النفسية‪....‬وغرها‪.‬‬

‫‪ -‬االضطرابات النفسية والعقلية والفرق بينها‪:‬‬

‫إذا لم يوفق الفرد في حل أزماته النفسية عن طريق الحيل الدفاعية السوية يصبح معرضا‬

‫لإلصابة باالضطرابات النفسية أو العقلية أو النفسجسدية (‪ ،)Psychosomatique‬ويتوقف‬

‫نوعها (االضطرابات) وشكلها وشدتها على عوامل كثيرة منها ما هو وراثي ومنها ما هو‬

‫مكتسب‪ ،‬مثل نوع التربية في الصغر وما اكتسبه من عادات وتقاليد واتجاهات‪ ،‬وفي حالة‬

‫عجز الفرد عن االحتفاظ بتوازنه النفسي عن طريق الحيل الدفاعية المعتدلة‪ ،‬فإنه يصطنع‬

‫أخرى شاذة أو غير سوية لحل المشكلة النفسية‪ ،‬وليست هذه الوسائل الشاذة إال حيل دفاعية‬

‫قسرية‪ ،‬يبدو كثير منها في صور رمزية غامضة ال يفهم المضطرب معناها أو داللتها‪ .‬وذلك‬

‫مثل األمراض العضوية "الميكروبية" فكما أن الجسم يقاوم أثر "الميكروبات" بوسائل دفاعية‬

‫غير عنيفة في أول األمر‪ ،‬ثم يلجأ آخر األمر إلى وسائل عنيفة هي أعراض المرض‪.‬‬

‫‪ -‬نوع وطبيعة السلوك اإلنساني‪:‬‬

‫‪-‬السلوك السوي‪:‬‬

‫يظهر السلوك السوي في حياتنا اليومية على شكل السلوك "العادي" أو "المعتدل" الغالب على‬

‫الناس‪ ،‬إذن فالسلوك السوي هو السلوك الذي يواجه الموقف بما يقتضيه في حدود ما يغلب‬

‫على الناس‪ ،‬فإذا كان الموقف يدعو إلى الحزن واجهناه بالحزن‪ ،‬وحين يظهر الفرد الضحك‬

‫بدل الحزن في مثل هذا الموقف نستغرب ذلك ونستهجنه وإذا تكرر ذلك زدنا في االستغراب‬

‫واعتبرنا هذا السلوك عيبا وشذوذا‪.‬‬


‫‪ -‬السلوك غير السوي‪:‬‬

‫الشذوذ هو تارة ما يخالف السواء‪ ،‬وهو تارة أخرى يعني االضطراب النفسي‪ ،‬وهو أحيانا‬

‫يعني السلوك غير المألوف أو السلوك المتطرف‪.‬‬

‫يرى بعض العلماء أن االضطرابات العقلية أشكاال خطيرة من االضطرابات النفسية ويرى‬

‫معظمهم أنهما يختلفان في النوع والدرجة‪ .‬والواقع أن هناك حاالت كثيرة من االضطرابات‬

‫يصعب القطع فيها إذا كانت ذهانية أم عصابية‪.‬‬

‫‪ -‬الفرق بين الضطرابت الذهانية والعصابية‪:‬‬

‫‪ -‬إن الذهان اضطراب يتناول شخصية المضطرب (المريض) بأكملها‪ ،‬في حين أن العصاب‬

‫اضطراب يبدو واضحا في الجانب االنفعالي منها بوجه خاص فال تضطرب الوظائف العقلية‬

‫إال بدرجة طفيفة عارضة‪.‬‬

‫‪ -‬إن الذهاني ال يكون لديه معرفة بحالته الصحية‪ ،‬بخالف العصابي ولهذا الفارق أهمية من‬

‫الناحية العالجية‪.‬‬

‫‪ -‬الذهاني شخص قطع صلته بالواقع الموضوعي وكون لنفسه عالما من الخياالت واألوهام‬

‫أما العصابي فال يزال متصال بالواقع ومندمجا فيه‪ ،‬ويعمل ما في وسعه كي يعيش ويتكيف‬

‫مع محيطه‪.‬‬

‫‪ -‬في حالة الذهاني يتغير الواقع (العالم الخارجي) في نظر المضطرب (المريض) تغيرا نوعيا‬

‫فيراه بصورة مختلفة تختلف اختالفا كبيرا عما يراه العصابي في الواقع‪ ،‬فمن الذهانيين من‬

‫يرى أن الناس يتربصون به ويكيدون له‪ ،‬ومنهم من يرى أشباحا وخياالت مجسمة أو يسمع‬

‫أصواتا‪.‬‬
‫‪ -‬الهلوسة‪ :‬من األعراض الشائعة لدى الذهانيين عن موضوعات واقعية في العالم الخارجي‪،‬‬

‫إنها أخيلة يحسبها الشخص وقائع ويستجيب لها كما لو كانت وقائع بالفعل‪ ،‬ومثال عن ذلك‬

‫ذهاني "يسمع" صوتا يهتف به ويأمره أن يلقي طفلة من النافذة في تمام الساعة (‪ 12‬ليال)‪،‬‬

‫وقد استجاب لهذا النداء ولباه بنصه‪ .‬وقد تدفع هذه الهلوسة بالمضطرب (المريض) إلى‬

‫االعتداء على الغير أو إلى االنتحار تنفيذا لما توحي له‪.‬‬

‫والهلوسة إما بصرية (رؤية األشباح تهدده) أو سمعية (سماع أصوات تناديه للقيام بأعمال‬

‫معينة)‪ ،‬وقد تكون لمسية أو شمية‪.‬‬

‫‪ -‬الهذيان‪ :‬من األعراض التي ينفرد بها الذهاني‪ ،‬وهو اعتقاد باطل راسخ ال يتفق مع الواقع‬

‫وال تستطيع البراهين الموضوعية تصحيحه‪ ،‬مثال‪ :‬االعتقاد أن الناس يضعون السم في الطعام‪،‬‬

‫أو االعتقاد أن الشخص شخصية عظيمة ذات مال وجمال وجاه‪.‬‬

‫‪ -‬النكوص‪ :‬يظهر عند الذهاني ويقصد به ارتداد الفرد إلى عادات سابقة والتصرف على‬

‫مستوى أكثر بدائية كالتبول أو التبرز الالإرادي‪ ،‬واالستمناء العلني وكشفه العورة دون خجل‬

‫أو حياء‪.‬‬

‫‪ -‬لغة العصابي متماسكة ال يصيبها التفكك‪ ،‬عكس الذهاني‪.‬‬

‫‪ -‬الذهاني غالبا ما يكون خطرا على الناس وعلى نفسه‪ ،‬باإلضافة إلى عجزه عن مساعدة‬

‫نفسه وغيره‪ ،‬لهذا يجب عزله في المستشفيات الخاصة لعالجه ‪ ...‬وغيرها‪.‬‬

‫‪ -‬االضطرابات النفسية‪:‬‬

‫التعريف‪ :‬االضطراب (المرض) النفسي أو العصابي هو اضطراب انفعالي يؤدي إلى‬

‫انحراف سلوك الفرد‪ ،‬وجعل تصرفاته شاذة وغريبة وغير مقبولة في عدد من المناسبات مع‬
‫احتمال تصاعد هذا االضطراب باتجاه مزيد من التعقيد ولكن ال تنقطع الصلة بين المضطرب‬

‫(المريض) النفسي والواقع من حوله وال يوجد لديه تعطل في التفكير وال يعجز عن القيام‬

‫بعمله اليومي‪ .‬ومن االضطرابات النفسية ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬الهستيريا‪.‬‬

‫‪ ‬القلق العصابي‬

‫‪ ‬المخاوف المرضية (فوبيا)‬

‫‪ ‬الوسواس المتسلط‬

‫‪ ‬الصدمات العصابية وغيرها‬

‫‪-‬االضطرابات العقلية‪:‬‬
‫التعريف‪ :‬االضطراب العقلي هو اضطراب نفسي يصيب الشخصية فيجعل اتصالها بالواقع‬
‫معطال وغير سوي‪ ،‬ويجعل التفكير مفككا وغير مترابطا‪ ،‬واالنفعاالت تكون شاذة وغير‬
‫مناسبة للموقف االنفعالي‪ ،‬ويبدو أن الفرد وكأنه يعيش في عالم خاص به ومن نسجه وصنعه‬
‫وإنه غارق في واقع ما ينطوي عليه‪ ،‬ومن االضطرابات العقلية‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫‪ +‬الفصام (الشيزوفرينيا)‬
‫‪ +‬الهوس االكتئابي‪.‬‬
‫‪ +‬جنون العظمة واالضطهاد (البارانويا)‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

You might also like