أخلاق-المعية-1

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 4

‫األستاذ‪ :‬محمد بنعياد‬ ‫مسلك اإلجازة في التربية‬

‫مجزوءة‪ :‬الدراسات اإلسالمية‬ ‫تخصص‪ :‬التعليم االبتدائي‬


‫الفصل‪ :‬الثاني‬

‫أخالق ال َم ِع َّية‬
‫لجالل تذكر اعتنائي‪ ،‬يُبرز أخالق العناية وتوصيفاتها على‬
‫ِ‬ ‫أخالق ال َم ِعيَّة هي سجايا قيمية حميدة‬
‫ت شساعاتِ الوجود‪ ،‬وبوعي يحمل دالالت التأمل والفهم على‬
‫تعالقات اتصالية باإلنسان والكون وتوسيعا ِ‬
‫صنعها‬
‫فلسفة حضور استحضاري لمقامات العناية اإللهية ‪ La providence divine‬وتدبير ُ‬
‫جالل الصانع بإرشاده إلى فقه سننه وآياته‪ ،‬في مسير ُموغل يجعل إنسان القرآن‬
‫ِ‬ ‫ال ُمتقن‪ ،‬الذي يدل على‬
‫على اغتناء حياتي أ َق َد َر على الداللة البرهانية في سعاتها المجالية‪ ،‬الممتدة على تمييز دوره المنوط‬
‫ص ِرفت فيه كل مشتقات اآليات ‪ Signes‬لتتآنس معه بميسم جواري يتوارد على‬
‫والموك ِل إليه في كون ُ‬
‫ف التواجد اإلنساني محموال على دالالت اشتغالية استباقية للخيرات‪،‬‬ ‫استمراريات مكثفة‪ ،‬تجعل ِإل َ‬
‫وبمنجزات تُبقي على األثر السالك في نظيمة حياتية تلتف حول سؤال ال َمعية وأخالقياتها التي تمتد لتشمل‬
‫وألطاف االهتمام المصاحب ِة لإلنسان في أحوا ِل العمران والحضارة اإلنسانية‪،‬‬
‫ِ‬ ‫منسوب االعتناء والعناية‬
‫َ‬
‫االعتبار الذي ال يجعل اإلنسان منفكا أو معزوال عن السياقات الناظمة الشتغاالت الوجود وفلسفاتِ‬
‫ِ‬ ‫على‬
‫الترابط بين أشيائه وتمظهراته‪ ،‬التي ت ُسائلنا على الدوام عن قصدياتِ تواجدنا وحاالتِ مكوثنا التي‬
‫ِ‬
‫نتص َّد ُر بها في مخاطبة هذا العالم وأطيافه اإلنسانية المستقرةِ في أمكنة التعدد‪.‬‬

‫كثيرا ما يكون الحافز اإلنساني على البقاء في عالم العيش مدعوا إلى تأمل ُمؤمالته واشتغاالته‪،‬‬
‫ت إقاماته الوجودية‬
‫باعتباره دلي َل اعتناء بالكيفيات االرتضائية التي يمكن أن يُؤثث بها اإلنسان فضاءا ِ‬
‫اللحظية‪ ،‬نظرا لكونه إنسانَ التناهي ال ُممتد في أزمنة يتعرف على محيطه ويغادره بفَق ِد الموت‪ ،‬وبدورات‬
‫البين‪ ،‬أو ما بين‬
‫ِ‬ ‫تتعاقب منذ سنين غابرة م َّيزت تاريخ المجتمعات اإلنسانية؛ لكن ما بين‬
‫ُ‬ ‫إنسانية امتدادية‬

‫‪1‬‬
‫ُ‬
‫يفارق العالم‪ ،‬يكون لسؤال المعنى المتصل ب ُحظ َو ِة العيش في‬ ‫دالل ِة الحضور إلى مسار آخر‬
‫البقاء‬
‫ِ‬ ‫منظور استثناء ينتزع ماهيةَ داللةَ‬
‫َ‬ ‫العالم والكيف ‪ Le style‬صبغةَ التميز التي تجعل اإلنسان‬
‫وجب االلتفات إليه‬
‫َ‬ ‫وإرادة َ الحضور‪ ،‬باعتباره عنوانَ دليل اهتمام والتفات منه للجدوى من حضور‬
‫ف عن‬ ‫ف مع أوضاع إنسانية جديرة بالبرهان الذي ال يتخلَّ ُ‬ ‫واالعتناء به‪ ،‬و َحم ِل ِه على تالؤم َّ‬
‫معزز يتكيَّ ُ‬
‫اختياراته وشروطه الحياتية وتصريفاتها التي تتو َّجهُ في مناحي الحياة‪ ،‬ذلك أن فلسفة الحضور اإلنساني‬
‫وقصديها التأسيسية شُي َدت بتكريم إلهي (ولقد كرمنا بني آدم) اإلسراء‪ ،70 :‬وباعتناء متماسك لم يُداخله‬
‫منظور اعتناء تو َّجهَ إلى اإلنسان على‬
‫ِ‬ ‫ت السالكة االرتضائية‪ ،‬وفي‬
‫زَ يغ وال تحريف عن الفطرة واأل َمارا ِ‬
‫ت ُرسُل ِه اإلصالحية‪ ،‬وذلك تمكينا‬ ‫كفاية واستيفاء تدبيري وبلُطف إلهي‪ ،‬أرشد إليه في سننه وبالغا ِ‬
‫خرت له أشياء الوجود بمقامات‬
‫ت وجود إسعادية تلتف وتحتفي باإلنسان‪ ،‬الذي سُ ِ‬
‫لإلنسان من دالال ِ‬
‫تسخيرية خادمة بالوظيفة االعتنائية لقصديات يتوجه إليها ذهابا وعودة إلى هللا‪ ،‬وبتخاطبات تعرفية‬
‫أكثريَّة على إنسان النَّظير والشبيه ال ُمماثل‪ ،‬وما تمنحه ممكناتُ العيش من تشارك وتبادل‪ .‬وهو ما يجعل‬
‫ُسعف اإلنسان على زيادة التعرف بذاته‪،‬‬
‫ُ‬ ‫إمكان االعتناء باإلنسان بنفسه داللة تفكريَّة ونداء حاجيا ي‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ضم حيازي ال بنظام قهر تَركي في غياه ِ‬
‫ب النسيان والمجافاة وغير مكترث بها؛ بل‬ ‫واستيفائها بجما ِل َ‬
‫أنُسا مصاحبا يفترض ِإلفا دائما‪ .‬من هنا تأتي مركزية االعتناء بالنفس في التفكير اإلسالمي‪ ،‬باعتبارها‬
‫صنعا إلهيا متقنا‪ ،‬وتوددا اتصاليا وجب على اإلنسان أن يُبقي على شرائطه االشتغالية واالتصالية بنماء‬
‫ُ‬
‫بالظفر والتموقُع الريادي‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وتعزيزات وتأييدات حالمة‬

‫صيصات خالبة عبرت عنها سرديات القرآن ‪-‬‬


‫وخ ِ‬
‫لداللة االعتناء اإللهي باإلنسان تفردات جمالية ِ‬
‫الحوارية بامتياز‪ -‬بالتفاتات هائلة‪ ،‬والتي تترجم في تضميناتها أخالق المعية اإللهية وكيف تتص َّد ُر من‬
‫مواقع اشتغاالتها مع اإلنسان ال ُمصاحب هلل تضرعا وتوددا‪ ،‬باعتبارها دالالت تفكريَّة لتوصيفات إيمانية‬
‫وجهوا بها من قبل تيارات النزوع‬
‫عبر عنها ُرسل هللا في مساراتهم الدعوية وفي شدائِد اللحظات التي ُو ِ‬
‫العدواني واالعتراض الضدي على مشاريعهم اإلصالحية‪ ،‬وكيف جاءت التطمينات اإللهية واعتناءاتها‬
‫َمرعيَّة ألخالق المعية وتمثيالتها على استيفاءات مستوعبة‪ ،‬ال يمكن أن تترك أثرا للفق ِد والنب ِذ واإلقصاء‬
‫ب لل ُكر ِ‬
‫ب وتحييدها في‬ ‫اح ِ‬ ‫والالمباالة؛ بل كانت دالالتُ ال َمعية اإللهية دليلَ التالزم ال ُم َ‬
‫سدِد لرسل هللا وال َّس ِ‬
‫ت َج ِليَ ِة شدائ ِد أزماتها إلى نُصرة وتمكين ظافر‪ ،‬يُعزز موار َد االنفراج والعودة وتقويتها على توصيفات‬
‫عنَت فَج مع الفرعون المصري‪ ،‬عندما‬
‫للناس‪ ،‬مثال ذلك ما كابده موسى عليه السالم من َ‬
‫ِ‬ ‫نورانية هادية‬
‫أرهق باستبداد ِه كا ِه َل المستضعفين بالسخرة والتنكيل والقسوة والتعذيب‪ ،‬في أحوا ِل عيش أضحت قاهرة‪،‬‬
‫وهو ما اضطر نبي هللا موسى إلى الخرو ج ببني إسرائيل من مصر والنزوح إلى مكان آخر يُسعف على‬
‫تغيير قتام ِة األجواء‪ ،‬فكان من فرعون إال أن أمر حاشية مقربيه باقتفاء آثار المغادرين وإنهاء‬
‫ِ‬

‫‪2‬‬
‫ظى االضطهاد الذي‬ ‫مصائهرهم‪ .‬وقد اعت ُبرت لحظة حرجة على ُجموعِ بني إسرائيل وهم يستشعرون لَ َ‬
‫شرع على‬‫شعور فَقد ت َ َحس ِري ُم َّ‬
‫ِ‬ ‫ع َّبروا لموسى عن ذلك في‬
‫سيُنهي حياتهم وهم يستعدون لعبور البحر‪ ،‬و َ‬
‫ا لجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كال إن معي‬ ‫خاتمة الموت فخاطبهم قائال‪( :‬فلما ترائ‬
‫ربي سيهدين) الشعراء‪ ،62-61 :‬فكانت داللة المعية "معي" محمولة على روح استحضارية للعناية‬
‫اإللهية وتأييداتها الداعمة للوجدان اإليماني‪ ،‬و َ‬
‫طمأنَتِ ِه على تجليات نورانية تذكريَّة أخذت بأسباب ال ِفعل‬
‫راح ال َّدع ِة وسلبيات الفُتور؛ بل إلى سعات تمكينية أرشدت المستضعفين إلى‬
‫واط ِ‬
‫ِ‬ ‫والتوكل على هللا‪،‬‬
‫ت التضييق واالعتساف‪ ،‬واألمر كذلك يُلحظ مع‬ ‫اشتغاالت ومساعي تُغالب قدرا بقدر‪َ ،‬‬
‫وبمنزع يقاوم رجا ِ‬
‫في مساره الدعوي اإليماني‪ ،‬حيث لم تسلم دعوته من ممانعات واعتراضات‬ ‫نبي اإلسالم محمد‬
‫الحد من أي امتداد ديني جديد يتعارض مع مصالحهم‪ ،‬التي‬
‫ِ‬ ‫مع خصوم ُمشرك ِة قريش بسعيهم إلى‬
‫ت التقبل الترحيبي الذي أوجده دين اإلسالم عند ال ُمتلقين الجدد‪ ،‬وهو األمر الذي‬
‫أضحت متهافتة بعد سعا ِ‬
‫لم يسلم من ُمصادرة دعوة اإلسالم وصاحبها واضطهاد ُمعتنقيها‪ ،‬وهو ما سعى من خالله نبي اإلسالم‬
‫سعف على مدارات تخاطبية جديدة أريحية‬
‫ُ‬ ‫تلقي مغايرة للدعوة‪ ،‬لعلها ت ُ‬
‫إلى البحث عن أمكن ِة ِ‬
‫للبالغ عن رب العالمين‪ ،‬وفي طريق العبور إلى المدينة اضطر إلى االحتماء في غار ثور رفقة صاحبه‬
‫بوادر‬
‫ُ‬ ‫أبي بكر رضي هللا عنه‪ ،‬وقد تتبع الخصوم آثار المسير الذي أوصلهم إلى الغار‪ ،‬وكانت حينها‬
‫تستحضر جالل أمانها‬
‫ُ‬ ‫بأنوار معية إلهية‬ ‫الخوف ت ُلحظ على ُمحيَّا صاحبه ويطمئنه النبي محمد‬
‫اآلمن ال ُمطمئن (إال تنصروه فقد نصره هللا إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول‬
‫لطاف االعتناء اإللهي الذي‬
‫ِ‬ ‫لصاحبه ال تحزن إن هللا معنا) التوبة‪ ،40 :‬وهي كلها دالالت شاهدة على أ َ‬
‫يتو َّجهُ به اعتناء ألصفيائه دون ترك أو تناسي؛ بل َم َددا وسندا وعونا وتوفيقا في أشجان الحياة‬
‫ُ‬
‫تتساوق مع إنسان اللج ِإ‬ ‫واغتراباتها وقتاماتها في األجواء االنسدادية‪ ،‬إلى تغييرات وفتوحات‬
‫ت المعيش الحياتي‪ ،‬باعتباره داللة شعورية عن حياة تتقدم بالمعنى‬
‫االستحضاري هلل سبحانه‪ ،‬وفي مختلفا ِ‬
‫لف المصاحب هلل ومقاماته التعرفية والثقة به‪ ،‬والديمومة على ذلك استحضارا لها‪،‬‬
‫اإل ِ‬
‫والزيادة لعنوان ِ‬
‫ومراعاة في تصريف اشتغالها على أثر ُممتد‪ ،‬يجعل من أخالق المعية اإللهية َمعيَّ َة إنسان ألخيه اإلنسان‪،‬‬
‫وذلك من خالل منظور استحضاري يتعزز فيه العيش مع الخلق ‪-‬عيال هللا‪ ، -‬وكيف يصبح منظورها‬
‫االشتغالي على إيجاد إنساني جديد يقب ُل بمختلفا ِ‬
‫ت العيش مع الناس ومع األقران مع‪Avec.. ..‬‬
‫‪ Together‬على االعتبار الذي يُطلعنا معا أن االشتغال والحضور بالمعية عنوانَ دليل اقتراني لكل‬
‫يستحضر مشاغ َل الناس على التعاون والتآزر والتبادل‪.‬‬
‫ُ‬ ‫إسعاد إنساني‬

‫تجلي األنا بالتذاوت‬


‫بالتالزم الخالق الذي يُقرن ِ‬
‫ِ‬ ‫فأخالق المعية اإلنسانية هي استحضارات ق َيمية‬
‫المصاحب لألغيار وبتوليفات تآنسية بالتعالق الذي ال يستدعي إال الشواهد الخيرية ال ُمنتفا ِة من األحقاد‬

‫‪3‬‬
‫والضغائن والدسائس وسلطة األحكام الجاهزة ‪ Les préjugés‬واستيالءاتها المستبدة في التعرف‬
‫األريحي على الناس والقبول بمختلفاتهم‪ ،‬وحملها على توسيعات واشتغاالت أكثر تقبال للفهم وتجويداتِ‬
‫ت النمائية للسلوكات والمواقف‪ .‬ولهذا تك ُمن اعتباريةُ أخالق المعية في شروط المراعاة‬
‫االختيارا ِ‬
‫اإلنسانية وابتغاءاتها الخيرية‪ ،‬وما تستدعيه من تالزمي ِة الحرص على الفعل الصالح وتزكية النفس‬
‫ت الحرص‬
‫وتهذيبها على أداءات أفضل‪ ،‬وذلك بحملها على التفكير في الذات والذوات األخرى بدالال ِ‬
‫ت ال َّنزَ ِ‬
‫ق ال ُمتعسف على‬ ‫المرذولة وتشنيعاتها الفَ َّجة وجهاال ِ‬
‫الدؤوب والتِسآلي الذي يقطع مع الصفات َ‬
‫أحوال الناس؛ بل كيف يمكن حمل االشتغال بالمعية على األنس المصاحب للغير في الحضور والغياب‪:‬‬
‫ب صونا وحفظا وإِلفا امتداديا بالتود ِد اإلنساني‪ ،‬في عالم بات‬
‫ي الجان ِ‬
‫استحضارا وتذكرا؟ بجعله َمر ِع َ‬
‫يُحصي قتاماتِ االبتعاد والنَّأي ِ عن الناس في عواز َل ومحدوديات احتباسية قاتلة‪ ،‬ألهبتها سجون أنظمة‬
‫شبكات التواصل االجتماعي في منظورات اكتفائية لتبدل رهيب‪ ،‬نزع نُزوعا إغراقيا في نظام تفاهة ‪-‬‬
‫عرى خصوصيات األفراد بتلبيسات وتشعبات زايلت وحجبت إمكان‬
‫بتعبير المفكر الكندي آالن دون‪َ -‬‬
‫إلنسان المعية أو إنسان ال ُمكوث قبل ال ُخفوت‪ ،‬ذلك أن ال َمعية االستحضارية لإلنسان‬
‫ِ‬ ‫االستحضار الفائق‬
‫قد تكون داللة فيصلية الستعادة ذواتنا ال ُمفارقة لنا حين نستعيدها على تطبيقات اشتغالية فاحصة‪ُ ،‬مفكر‬
‫الحاضن للذات والختياراتها في ت َ َو ِ‬
‫قان الذهاب إلى األغيار‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫فيها سلفا‪ ،‬وغير منزوعة من أفضلية البقاء‬
‫رور‬
‫س ِ‬‫فهي َمعية بالتآلف والتجاور ومن تموقعات مختلفة تسعى إلى تحييد عناصر االلتباس المانع ِة من ُ‬
‫ف على الناس باالحتواء‬
‫يتعر ُ‬
‫َّ‬ ‫اللقيا بالناس‪ ،‬إلى انتقالية مغايرة تبتغي سعيا واصال وحرصا دؤوبا‬
‫واالطمئنان واإلنصات إليهم والمكوث معهم‪ ،‬وتقريب مسالك العيش التجاوري‪ ،‬ونُ ِ‬
‫شدان أفق مغايرة‬
‫اشتغالية حالمة وإسعادية تستدعي أخالق ال َم ِعي ِة قصد المسابقة في الخيرات‪ ،‬وكذا بجعلها دليال هاديا‬
‫مقام تعرف ُمضاعف‪ ،‬ودلي َل أمان وجودي‪.‬‬
‫لشروط اتصالية حوارية جديدة‪ ،‬تجعل إمكان األنا ال ُمحاور َ‬

‫‪4‬‬

You might also like