Professional Documents
Culture Documents
الدكتورة صافة خيرة أستاذة محاضرة - أ - تخصص قانون اقتصادي بملحقة السوقر جامعة تيارت
الدكتورة صافة خيرة أستاذة محاضرة - أ - تخصص قانون اقتصادي بملحقة السوقر جامعة تيارت
ملحقة السوقر
كلية الحقوق والعلوم السياسية
قسم الحقوق
محاضرات في مقياس العقار الصناعي
موجهة لطلبة السنة الثانية ماستر
تخصص :قانون عقاري
من إعداد الدكتورة :صافة خيرة
الرتبة العلمية :أستاذة محاضرة " أ "
التخصص :قانون اقتصادي
البريد اإللكترونيsafa_kheira@yahoo.com :
-1-
المحاضرة رقم 07موسومة ب ":المبحث الثاني :المنازعات المتعلقة باستغالل العقار
الصناعي في إطار االستثمار "
المبحث الثاني :المنازعات المتعلقة باستغالل العقار الصناعي في إطار االستثمار
كان المأمول من العقار الصناعي أن يكون القاطرة التي تقود االستثمار ،غير أنه أصبح
يشكل عائقا كبي ار نحو تطور هذا األخير نتيجة المنازعات العديدة التي يطرحها.
وبما أن استغالل العقار الصناعي يتم بواسطة عقود التنازل واالمتياز ،فإن هذه األخيرة
ترتب عالقة تعاقدية بين طرفي العقد ،هذه العالقة قد ينجر عنها في مراحل مختلفة ن زاعات
مختلفة تكون بين المستثمر المستفيد من العقار واإلدارة المانحة أو بين المستغل والغير حول
العديد من المنازعات التي قد تثار.
بناءا على ما سبق وأمام عدد المنازعات الناجمة عن استغالل العقار الصناعي وتنوعها،
سيتم تحديد طبيعة هذه المنازعات ،وبيان كيفية الفصل فيها ،من خالل تحديد طبيعة
المنازعات المتعلقة باستغالل العقار الصناعي ثم الفصل في منازعات استغالل العقار
الصناعي.
المطلب الول :تحديد طبيعة المنازعات المتعلقة باستغالل العقار الصناعي
تتشكل المنازعات العقارية من جميع المسائل القانونية العالقة في ميدان ملكية العقار
الصناعي في حد ذاته أو عملية االنتفاع به في إطار االستثمار ،حيث تؤثر هذه المسائل
سلبا في دعم االستثمار وتنمية االقتصاد الوطني ،إذا بقيت عالقة من دون إيجاد حل لها
سواء تعلق األمر بالعقار في إطار المناطق الصناعية ،أو في إطار قوانين االستثمار.
تتوزع طبيعة المنازعات الناجمة عن استغالل العقار الصناعي حسب العقود المنظمة
الستغالله ،ومن هنا يمكن تصنيف المنازعات المتعلق ة باستغالل العقار الصناعي حسب
طبيعة العقد إلى صنفين :
منازعات متعلقة بعقد التنازل على العقار الصناعي ،ومنازعات متعلقة بمنح االمتياز على
العقار الصناعي.
الفرع الول :المنازعات المتعلقة بعقد التنازل
-2-
لقد اعتمد عقد التنازل كنمط الستغالل العقار الصناعي فيما مضى ،ومنذ بداية التشريع
تم إلغاء التنازل واعتمد 1
في هذا المجال إلى غاية سنة 2008بعد صدور األمر 04-08
االمتياز كنمط واحد ووحيد الستغالل العقار الصناعي.
إال أنه بخصوص المنازعات المتعلقة بعقود التن ازل على العقار الصناعي يجدر تناولها
رغم إلغاء العمل بها ،ألنه هناك العديد من عقود التنازل التي تمت على العقار الصناعي
وظهرت بشأن ذلك العديد من المنازعات التي تتطلب حل وال قانونية وتتطلب الفصل فيها،
وبالتالي يتم تصنيف المنازعات المتعلقة بالتنازل إلى :
أوال :منازعات اكتساب العقار الصناعي
إن ظهور عراقيل ومشاكل تحول دون اكتساب المستثمرين والمتعاملين للعقارات الصناعية
محل استثمارهم ،يؤدي إلى نشوب عدة نزاعات ، 2سيتم إجمالها في الصور التالية :
بدءا من عدم اتفاق المستثمرين والمؤسسة المهيأة إذ توجد مؤسستين إلدارة وتسيير العقار
الصناعي بالمناطق الصناعية ،تتكفل األولى بتهيئة العقار عن طريق القيام بأعمال التجزئة،
وذلك بعد القيام بإجراءات اكتساب بصفة قانونية ثم تقوم بأشغال التهيئة ،ثم تتدخل بعد ذلك
المؤسسة المهيأة لتقوم بإعادة التنازل عن هذه العقا ارت لفائدة المستثمرين وذلك بواسطة عقود
موثقة ومشهرة.
إال أن هذه المؤسسات على الصعيد العملي واجهت عدة مشاكل قانونية خاصة في إطار
معامالتها مع األشخاص المستغلين نشبت عنها عدة نزاعات تمثلت فيما يلي :
كان هناك نزاع حول عدم االتفاق بين المستثمرين والمؤسسة المهيأة على سعر التنازل
بحيث طالب المستغل بإعادة التنازل لفائدته على أساس سعر االقتناء أي الثمن الذي اشترت
به المؤسسة العقار في حين تطالب المؤسسة بإعادة التنازل على أساس السعر الحقيقي
للعقار.
وهو سعر السوق" " La Valeur Vénaleعلى اعتبار هذه المؤسسة عمومية ذات طابع
صناعي وتجاري تسعى لتحقيق الربح ،وهذا حسب المرسوم رقم .1 56-84
- 1األمر رقم 04-08المؤرخ في 01سبتمبر 2008والذي يحدد شروط وكيفيات منح االمتياز على األراضي التابعة
لألمالك الخاصة للدولة والموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية.
-بوجردة مخلوف ،العقار الصناعي ،مرجع سابق ،ص .89 2
-3-
وأمام هذا اإلشكال تم التوصل إلى حل وسط يخدم الطرفين المهيأ والمستثمر وهو أن تكون
عملية إعادة التنازل لفائدة المستثمر على أساس سعر االقتناء الذي اشترت به المؤسسة أو
مهيأ العقار بإضافة تكاليف التهيئة وهامش ربح معقول.2
وبشأن ذلك صدرت تعليمة مشتركة بين و ازرة المالية ووزارة الصناعة واعادة الهيكلة تتعلق
بكيفيات وشروط تطهير العقار الصناعي ،بحيث جاءت بحلول بخصوص سعر التنازل
تمثلت فيما يلي :
-بالنسبة لقطع األراضي المهيأة والممنوحة للمستفيدين دون عقد توثيقي والذين يكونون قد
دفعوا سعر التنازل أو جزء منه هنا يقدر سعر التنازل على أساس قيمة قطعة األرض
باإلضافة إلى قيمة أشغال التهيئة ،وفي هذه الحالة يجب تسوية وضعية هذه القطعة
األرضية مباشرة أو بعد تكملة الثمن وبعقد توثيقي.
-أما إذا قام المستفيد بأشغال التهيئة بنفسه فيجب خصم مبالغ التهيئة التي صرفها من مبلغ
التنازل الذي يدفعه.
-بالنسبة لقطع األراضي الممنوحة والتي لم تكن محل أي دفع ،في هذه الحالة سعر التنازل
المطبق ينبغي أن يكون محين حتى وان كانت حيازتها سابقة مع احتساب هامش الربح
اخذين بعين االعتبار سنة 1993كحد فاصل ،وهذا بالنظر إلى اإلج راءات الجديدة التي
وكذا الم راسيم التنفيذية وتتمثل هاتين الحالتين 3
جاء بها المرسوم التشريعي رقم 12-93
فيما يلي :
-بالنسبة للمستثمر الذي التزم بالشروط المنصوص عليها بموجب التشريعات والتنظيمات
المعمول بها قبل تاريخ 1993بمعنى أنه انتهى من إنجاز مشروعه االستثماري ولم تسوى
وضعيته ،في هذه الحالة يجب التمييز بين أمرين :
-إذا كان المستثمر قد دفع ثمن التنازل الذي حددته إدارة أمالك الدولة ،بصفة عامة هنا
يعتبر الشخص مالكا ،ويكون على مصالح أمالك الدولة أن تنفذ التزامها بإعداد عقد الملكية.
- 1المرسوم رقم 56-84المؤرخ في 1984/03/03والمتضمن تنظيم مؤسسات تسيير المناطق الصناعية وعملها.
-التعليمة الو ازرية المشتركة رقم 01بين و ازرة المالية وو ازرة الصناعة واعادة الهيكلة ،المؤرخة في 1999/10/08 2
-4-
-أما إذا كان المستثمر لم يدفع ثمن التنازل بعد ،فهنا تقوم مصالح أمالك الدولة بمتابعة
المستثمر واجباره على دفع الثمن ،بكل الطرق القانونية اإلدارية والقضائية.
-بالنسبة للمستثمر الذي لم ينفذ الشروط المنصوص عليها بموجب التشريعات والتنظيمات
المعمول بها قبل تا ريخ 1993هنا وجب األخذ بعين االعتبار ما إذا كان المستثمر قد انتهى
من إنجاز مشروعه أو لم ينته.
-في حالة ما إذا كان المشروع االستثماري تم إنجازه ،هنا تحل المشكلة عن طريق التنازل
أو البيع مباشرة لفائدة المستثمر المعني بواسطة قرار والئي والذي يسمح بالتنازل عن هذه
العقارات مقابل دفع الثمن الحقيقي للعقار وقت إبرام العقد.
-أما في حالة أن المشروع االستثماري لم ينته من إنجازه هنا يتم التنفيذ الجزئي للمشروع،
وعليه يمكن حل هذا النزاع عن ط ريق منح المستثمر حق االمتياز بموجب قرار والئي مع
السماح له بالمطالبة بتحويله إلى تنازل في حالة إتمام المشروع.
كما قد تقوم نزاعات في حالة عدم قيام أجهزة التهيئة باستخ راج أو نشر رخصة التجزئة،
وبالتالي عدم قيامها بأشغال التهيئة والتجهيز ، 1بغض النظر عن األسباب العملية أو التقنية
المؤدية إلى ذلك والتي ليس للمستثمر أي دخل فيها.
وفي هذا الصدد يكون الحل الراجح للنزاع هو تحديد السعر على أساس خصم جميع
النفقات المتعلقة باستخ راج رخصة التجزئة ،والتهيئة التي يقوم بها المستثمر ،وذلك من السعر
المقرر في عملية إعادة التنازل وال واجب دفعه ،والمقرر كما تم ذكره على أساس سعر
السوق .دون سقوط االلتزام باستخراج وشهر رخصة التجزئة الذي يبقى قائما.
وقد يثار النزاع بشدة في حالة عدم اكتساب أجهزة التهيئة أو مؤسسات التسيير لبعض
العقارات والتي كانت تعود ملكيتها للخواص وهذا ما حال دون ملكية المؤسسات لهذه
العقارات.
وبصدور التعليمة الوزارية المتعلقة بكيفيات وشروط تطهير العقار الصناعي أكدت على
وجوب اكتساب ملكية األوعية العقارية من قبل مؤسسات التهيئة والتسيير بعقد رسمي قبل
القيام بأي تنازل ،وفي هذه الحالة يمكن التمييز بين وضعيتين :
-5-
األولى هي أن مالكي هذه العقارات م ن الخواص كانوا يرفضون بيعها بالتراضي لهذه
األجهزة وهنا بإمكان المؤسسات المهيأة وعن طريق الوالي المكلف بتطبيق مخطط توجيهي
للتعمير والذي تقع المنطقة الصناعية في إطاره .المباشرة في تطبيق إجراءات نزع الملكية
للمنفعة العامة مع تعويض المالكين تعويضا عينيا أو نقديا ،ومن هنا تكتسب المؤسسات هذه
العقارات ثم تقوم بإعادة بيعها لفائدة المتعاملين.
أما الوضعية الثانية فهي أن هذه المؤسسات ال تستطيع شراء هذه العقارات المملوكة
للخ واص بالسعر الحقيقي للسوق ،والحل المقترح في هذه الحالة هو إمكانية تخصيص
اقتطاعات مالية من مي ازنية الدعم التي تقدمها الدولة لهذا النوع من المؤسسات ،وذلك
باعتبارها مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري E.P.I.Cوالتي تتكون ميزانيتها في
األساس من العمليات التجارية واألرباح التي تحققها لحسابها.
أيضا حالة مسؤولية المتعامل عن األضرار التي يوقعها إذ تكون هذه األضرار ناتجة
بسبب األشغال التي يقوم بها المستثمر ،أو كل من يعمل بإذنه كالمقاول ،فتلحق هذه
األض رار مثال بالطرقات داخل المنطقة ،أو بشبكة التهيئة العامة المقامة من طرف أجهزة
التهيئة ،فطبقا للقواعد العامة فإن التعويض يكون كامال وعلى عاتق المستثمر وحده ،وذلك
طبقا للمادتين 124، 182من القانون المدني.1
واذا كانت المسؤولية غير محدودة ،وامتدت األضرار إلى التجزئات األخرى فإن التعويض
يكون لمالكي هذه التجزئات طبقا للقواعد العامة للقانون دائما.
ثانيا :منازعات فسخ عقد التنازل
إن عقد التنازل في أول األمر كان كقاعدة عامة يتم مصحوبا بشرط فاسخ يتعلق في
األساس بأمرين :
-تعلق فسخ عقد التنازل بشرط مدى إنجاز المشروع وفق برنامج االستثمار المعتمد وفي
الم واعيد المقررة له وحسبما هي محددة وفق دفتر الشروط المنصوص عليه في القرار الوزاري
ال مشترك المتعلق بشروط بيع األ راضي الجرداء المتوفرة التابعة لألمالك الخاصة للدولة والتي
تعتبر ضرورية إلنجاز ب رنامج االستثمارات ،حيث جاء تطبيقا للمادة 164من قانون المالية
لسنة 1992بحيث أنه يفسخ عقد البيع إذا لم يحترم المشتري بنود دفتر الشروط ،وذلك بعد
-6-
معاينة عدم اإلنجاز وفق دفتر الشروط ،وفي حالة ثبوت ذلك بمحضر يوجه للمعني إنذارين
برسالة مسجلة مع إشعار باالستالم ،وفي حالة عدم استجابة المعني ،يباشر مدير أمالك
الدولة بالوالية بإجراءات دعوى الفسخ أمام القضاء.
-والشرط الثاني يتمثل في عدم بيع وتأجير القطعة األرضي ة المتنازل عنها أي عدم إمكانية
بيعها ،وأمام هذا الن زاع القائم تم اقتراح حل من طرف اإلدارة المعنية يتمثل في إلغاء هذا
الشرط الفاسخ ،وذلك بموجب القرار الوزاري المشترك. 1
المالحظ أن المنازعات المتعلقة بعقد التنازل عن العقار الصناعي أصبحت محدودة بعد
اعتماد االمتياز كنمط وحيد لمنح االستغالل على العقار الصناعي.
الفرع الثاني :المنازعات المتعلقة بعقد االمتياز
تتنوع المنازعات المترتبة عن عقد االمتياز ،وهنا تجب اإلشارة إلى أن منازعات عقد
االمتياز لتسيير مرفق عام أو الشغل المؤقت لألمالك العمومية ،والتي تعتبر منازعة إدارية
مهما كانت طبيعة األط راف ،والمنصوص عليها بموجب المواد 193 ، 192و 194من
والتي ال تتعلق بالعقار الصناعي ،ومنه فهي ال تدخل في 2
المرسوم التنفيذي رقم 427-12
إطار الدراسة.
ويمكن تقسيم منازعات هذا النوع من العقود بالنظر إلى مراحل تكوينه إلى ثالث
منازعات :المنازعات المتعلقة بقرار رفض منح االمتياز.
المنازعات المتعلقة بتنفيذ عقد االمتياز.
وكذا تلك المتعلقة بفسخ عقد االمتياز.
أوال :المنازعات المتعلقة بقرار رفض منح االمتياز
في بداية األمر كان االمتياز في إطار المرسوم التشريعي رقم 3 12-93عن طريق قرار
إداري صادر عن وكالة ترقية االستثمار آنذاك ،أو اللجنة الوالئية لدعم االستثمار ،غير أنه
-المرسوم التنفيذي 427- 12المؤرخ في 2012/12/16المحدد لشروط وكيفيات إدارة وتسيير األمالك العمومية 2
-7-
قد يحدث أن ال ترد الوكالة أو اللجنة على طلب المعني باالمتياز في اآلجال المحددة (
األجل المحدد ب 60يوما من تاريخ إيداع الطلب ) أو ترد عليه بالرفض أو تمنح المستثمر
نظام غير النظام الذي طلبه.
فهنا وطبقا للمواد 14 ،09و 20من المرسوم التشريعي رقم 12-93يمكن للمستثمر أن
يرفع طعنا إداريا للفصل في قرار الرفض الص ريح أو الضمني للوكالة إلى السلطة الوصية
عليها ،ويكون الطعن في شكل عريضة مدعمة بالوثائق والحجج الالزمة ويوجه إلى رئيس
الحكومة باعتباره السلطة الوصية على الوكالة طبقا للمادة 06من األمر رقم 03-01والذي
له أن يفصل في الطلب في أجل 15يوما من يوم إيداع الطلب بقرار إداري غير قابل
للطعن القضائي.
وقد تدارك المشرع بموجب القانون رقم 03-01المتعلق بتطوير االستثمار وصحح الوضع
بموجب المادة 07منه ،وأصبح يمكن للمستثمرين الذين يرون أنهم غبن وا الطعن في الق رار
الصادر سالفا أمام القضاء.
والم راسيم التنفيذية له ،أصبح االمتياز يمنح مباش رة 1
ومع صدور األمر رقم 04-08
بموجب عقد تبرمه إدارة أمالك الدولة بناء على المزايدات كأصل واستثناء عن ط ريق
الت راضي ،وبصدور قانون المالية التكميلي لسنة 2011رقم 11-11تم إلغاء الم زاد العلني
وأبقي على التراضي كنمط وحيد لمنح االمتياز بموجب قرار صادر عن الوالي.
غير أن ما يالحظ هو أن المشرع الج زائري لم يوضح الطريقة التي من خاللها يتم الطعن
في العقد المبرم من مصالح أمالك الدولة ،وبالتالي ال يوجد ما يمنع المنازعة القضائية
عوضا عن تقديم الطعن أمام رئيس الحكومة ،ويخضع النزاع في العقد هنا للق واعد العامة في
ذلك.
ثانيا :المنازعات المتعلقة بتنفيذ عقد االمتياز
كان االمتياز في إطار المرسوم التشريعي رقم 2 12-93يمنح عن طريق قرار إداري.
-القانون رقم 04-08المؤرخ في 01سبتمبر 2008والذي يحدد شروط وكيفيات منح االمتياز على األراضي التابعة 1
-8-
وتنص المادة 46من المرسوم التشريعي سالف الذكر على أنه " :تسحب جزئيا أو كليا
االمتيازات الممنوحة وفق نفس إجراءات منحها ،دون المساس باألحكام القانونية األخرى
المعمول بها في حالة عدم احترام أحكام هذا المرسوم التشريعي ماعدا في حالة القوة القاهرة".
وتظهر هذه المنازعة حال إخالل صاحب االمتياز بالتزاماته كعدم إنجاز المشروع في
المحددة ( التي تكون 03سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة على أال تتجاوز مدة منح االمتياز
في كل األحوال ) فلإلدارة " وكالة ترقية ودعم االستثمار " الحق في السحب الجزئي لقرار
االمتياز عن طريق قرار إداري ودون المساس باألحكام القانونية األخرى المعمول بها ،في
حالة عدم احترام المستثمر المستفيد ألحكام هذا المرسوم.
غير أنه ال يمكن أن تسحب هذه االمتيازات المذكورة في قانون االستثمار إذا أثبت
المستثمر حالة القوة القاهرة في عدم اإلنجاز األمر الذي يستدعي تدخل القضاء لحل مثل
هذا الن زاع خاصة وأن هناك مسألة قانونية مادية يخضع تقديرها إلى القضاء وهي تقدير حالة
القوة القاهرة ،غير أنه يمكن لإلدارة أن تقوم بسحب االمتيازات دون التعويض في حالة عدم
قيام المستثمر بإنجاز المشروع في المدة المحددة ،هذا كله أمام القضاء اإلداري وطبقا
ألحكام القانون العام.
بصدور األمر 04-08سالف الذكر تغير األمر بحيث أصبح سحب االمتياز يتم عن
طريق الق ضاء ،وتظهر هذه المنازعة عندما ال يقوم المستفيد بإنجاز مشروعه في المدة
المحددة.
ويترتب عن إخالل المستفيد بالتزامه هذا اتخاذ إجراءات من أجل إسقاط حق االمتياز لدى
الجهات القضائية المختصة وبمبادرة من مدير أمالك الدولة المختص إقليميا.
وتدفع الدولة نتيجة إسقاط حق االمتياز تعويضا مستحقا للمستثمر من خالل األشغال
المنجزة بصفة نظامية وذلك بناءا على محضر معاينة ،كما أن مبلغ التعويض ال يتجاوز
قيمة المواد وسعر اليد العاملة ،وفي حالة نطق الجهة القضائية المختصة بهدم البنايات
يتعين على المستفيد من حق االمتياز القيام بإعادة القطعة األرضية إلى حالتها الطبيعية
1
غير أنه ال يمكن سحب هذه االمتيا زات كما سبق ذكره إذا أثبت المستثمر حالة القوة القاهرة
في عدم اإلنجاز.
-9-
ولم يبق متصو ار إال المنازعات التي تنشأ بين صاحب االمتياز والغير حول الحدود أو
حول التعدي الذي قد يتسبب فيه ص احب االمتياز للغير ،في هذه الحالة يجب التمييز بين
افتراضين :
االفتراض األول إذا كان النزاع متعلقا بأصل الملكية أي بملكية العقار :
-فترفع الدعوى من الغير الذي وقع عليه تعدي ضد اإلدارة باعتبارها المالكة.
-أما في الحالة العكسية أين يكون الغير هو المعتد ي فترفع الدعوى من صاحب االمتياز
ضد الغير مع إدخال اإلدارة المالكة في الدعوى ،أو ترفع الدعوى من اإلدارة ذاتها وبصفة
أصلية لحماية هذا الملك.
االفتراض الثاني أما إذا كان النزاع يتعلق بفعل صادر عن المستثمر مثل تعديه على الغير،
هنا الدعوى ترفع من الغير ضد صاحب االمتياز.
أما عن المنازعات المتعلقة بفسخ عقد االمتياز فتتمثل حاالت فسخ عقد االمتياز فيما يلي :
-في حالة عدم تنفيذ المستثمر اللتزاماته بإنجاز المشروع ،وهنا يتم الفسخ دون اللجوء إلى
القضاء ،إذا كان العقد واقعا على األمالك الوطنية العمومية فتقوم اإلدارة عن طريق الوالي
بتوجيه إعذار للمستفيد ،قبل ستة أشهر من اتباع إجراءات الفسخ ،أما بالنسبة لألمالك
الوط نية الخاصة مثل المناطق الخاصة ،فيجوز طبقا للمرسوم التنفيذي رقم 322-94فسخ
العقد دون اللجوء إلى القضاء وفي أي وقت ،وذلك باتفاق الطرفين ،شريطة احترام مدة 06
أشهر لإلعذار.
-كما يفسخ هذا العقد عن طريق القضاء في حالة عدم احترام المستفيد لاللتزامات
المفروضة ع ليه ،والسيما اإلخالل بإنجاز مشروعه االستثماري حسب الشروط واآلجال
المحددة في دفتر الشروط.
باإلضافة إلى الحاالت السابقة هناك حاالت أخرى لفسخ هذا العقد وهي :
-حالة التأجير الثانوي أو التنازل عن حق االمتياز دون موافقة الوكالة وا دارة أمالك الدولة
صراحة وكتابيا - .تغيير استعمال العقارات الممنوحة أو جزء منها ،ألغراض غير تلك التي
- 10 -
وجه إليها االمتياز وفق ما تنص عليه المادة 12من المرسوم التنفيذي رقم 153-09
المؤرخ في 2009/05/02كتغيير طبيعة النشاط المتفق عليه في دفتر الشروط. 1
وتجدر اإلشارة هنا وكما سبق بيانه أن المشرع أجاز لإلدارة اللجوء إلى إسقاط حق
االمتياز الواقع على األمالك الوطنية الخاصة والموجهة إلنجاز مشا ريع استثمارية وذلك كما
هو موجود في مجال االمتياز ال واقع على الم رافق العامة غير أن االختالف بينهما هو أن
إسقاط االمتياز في مجال الق واعد العامة يتم بدون اللجوء إلى القضاء في حين أن فسخ
االمتياز في مجال العقار الصناعي يتم عن طريق القضاء وذلك كتحفيز لحماية حقوق
المستثمر وعدم هدرها من طرف اإلدارة.
واذا كان المشرع قد نص على إمكانية اللجوء إلى القضاء فإنه لم يحدد الجهات المختصة
ولم يتعرض للطرق البديلة لحل المن ازعات ،والتي يتميز بها االستثمار.
-المادة 09من دفتر األعباء المحددة لبنود وشروط التي تطبق على منح االمتياز بالتراضي لألراضي التابعة لألمالك 1
الخاصة للدولة الموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية الملحق بالمرسوم التنفيذي رقم 153-09المؤرخ في 2009/05/02
نصت على أنه " :ال يمكن للمستفيد من االمتياز قبل إتمام ا لمشروع وتشغيله ،ويمنع المستفيد صراحة أيضا استعمال جزء
أو كل من القطعة األرضية الممنوح امتيازها ألغراض غير تلك التي منحت له ألجلها" .
- 11 -