Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 2

‫األستاذ‪ :‬عبد الرحيم سوالمي‬ ‫مجزوءة‪ :‬الوضع البشري‬

‫مفهوم الشخص‬
‫مـــــــــقـــدمــــــة ‪:‬‬
‫اآلخرين‪،‬‬ ‫يعتبر الحديث عن الشخص حديثا عن الذات أو األنا‪ ،‬فهو مجموع السمات المميزة للفرد الذي في أصله هو كيان نفسي واجتماعي في تشابهه مع‬
‫ومتميز عنهم في نفس الوقت‪ .‬ولكن هويته ليست بمعطى جاهز بل تختلف بين ما هو ثابت و ما هو متغير ‪ ،‬بل هي خالصة تفاعل عدة عناصر (بيولوجية‪ ،‬نفسية‪ ،‬اجتماعية‪،‬عقلية)‪.‬كما يمتلك قيمة أساسها‬
‫الفعل األخالقي النابع من الذات أو مكتسب من المجتمع ‪ ،‬و رغم انه يتمتع بنوع من الحرية إال أنه محكوم بالضرورات و الشروط االجتماعية التي تحد من حريته‪.‬‬
‫المحور الثالث ‪:‬الشخص بين الضرورة والحرية‬ ‫المحور الثاني ‪ :‬الشخص بوصفه قيمة‬ ‫المحور األول‪ :‬الشخص و الهوية‬
‫اإلشكال‪ :‬هل اإلنسان حر ام انه قادر على تجاوز الحتميات و الشروط‬ ‫اإلشكال‪ :‬من أين يستمد الشخص قيمته؟ هل من ذاته أم من المجتمع؟‬ ‫اإلشكال‪ :‬على ماذا تتأسس هوية الشخص؟ هل هي جوهر ثابت أم متغير؟‬
‫االجتماعية؟‬
‫الشخص‪ :‬الفرد الذي يشخص دور معين داخل المجتمع باعتباره الذات الواعية القيمة‪ :‬هي الحكم الجمالي الذي ينطبق على التصرفات و األفعال و الضرورة‪ :‬كل ما هو حتمي ال غنى عنه الذي يمثل الواجب و اإلكراه و‬
‫اإللزام‪.‬‬ ‫السلوكات لكي تكون أخالقية و الرفع من مكانته داخل المجتمع‬ ‫العاقلة والمفكرة‪.‬‬
‫الحرية‪ :‬االستقاللية الذاتية عن الضرورة و العيش بدون قيود‪.‬‬ ‫الهوية‪ :‬الصفات التي يحملها اإلنسان والتي تحافظ على تباته في الزمان و‬
‫المكان و هي جوهر الذات المرتبط بالتصرفات و األفعال و السلوكات‬
‫اسبينوزا‪ :‬ال وجود لحرية إنسانية مطلقة وإنما نسبية‬ ‫كانط‪ :‬قيمة الشخص يستمدها من العقل األخالقي العملي‪.‬‬ ‫ديكارت ‪:‬أساس الهوية التفكير(جوهر ثابت)‬
‫يرى ديكارت أن وجود األنا كجوهر مفكر ماهية اإلنسان تسبق وجوده‪ ،‬إذا يرى كانط أن الشخص يستمد قيمته من كونه غاية ال وسيلة لغايات أخرى‪ .‬يؤكد اسبينوزا فيما يخص الشخص بين الضرورة والحرية على أن ال‬
‫هناك أنا ثابت الذي يتضمن هوية الشخص و يعتبر أيضا وجود األنا مرتبط حيث ينطلق كانط من فكرة أساسية‪ ،‬مفادها أن اإلنسان ال يكون شخصا وجود لحرية إنسانية فالناس يعتقدون إنهم أحرار ألنهم يكونون على وعي‬
‫بممارسة لفعل التفكير الذي هو من صفات النفس و ليس الجسد‪ ،‬فالفرد يستطيع إال إذا كان غاية في ذاته‪ ،‬فهو أكثر من معطى طبيعي‪ ،‬بل انه ذات لعقل‬
‫بما يقومون به‪ ،‬إال أن الحقيقة بخالف ذلك فالناس يجهلون األسباب الحقيقية‬
‫التفكير في الموجودات الماثلة أمام حواسه أو المستحضرة صورها عبر أخالقي عملي‪ ،‬يستمد منه قيمة أخالقية مطلقة تتجاوز كل معطى مادي‪.‬‬
‫ألفعالهم‪ .‬لذا فالشخص خاضع للضرورة ما دام محكوما بعوامل ال‬ ‫المخيلة‪ ،‬ولكنه يستطيع أيضا التفكير في ذاته و في نفسه و التي في حد ذاتها جورج غوسدروف‪ :‬قيمة الشخص يستمدها من المشاركة واالنفتاح‪.‬‬
‫يرى جورج غوسدروف أن الشخص يستمد قيمته ويحقق كماله األخالقي متناهية في العالم المحيط به‪.‬‬
‫تفكر‪ .‬و يسمى هذا التفكير وعيا‪.‬‬
‫باالنفتاح على الغير‪ .‬وينطلق غوسدروف في بناء هذا التصور من التمييز سارتر‪ :‬الشخص حر حرية مشروطة‬ ‫جون لوك ‪:‬أساس الهوية الشعور (جوهر متغير)‬
‫في نظر “جون لوك” فالشخص والهوية هما عنصران مترابطان‪ ،‬فهوية بين الفرد و الشخص‪ ،‬بحيث أن الفرد يضع نفسه مقابل العالم وينغلق في من وجهة نظر جون بول سارتر فيما يخص الشخص بين الضرورة‬
‫الشخص تتمثل في كونه كائنا عاقال قادرا على التفكير والتأمل بواسطة الشعور طبيعته الخاصة أما الشخص فهو من يدرك أن وجوده يتحدد و يرتبط والحرية وبغية إعادة االعتبار للشخص كمؤسس للمعنى في الوجود‪ ،‬عبر‬
‫فعله الحر‪ ،‬وبنائه الختياراته ومبادراته‪ ،‬يقر سارتر بأسبقية الوجود عن‬ ‫بأفعاله الخاصة‪ ،‬بحيث ال يمكن الفصل بين الشعور والفكر‪ ،‬ألن الكائن البشري بالمشاركة واالنفتاح‪.‬‬
‫الماهية‪ ،‬أي أن الشخص يوجد أوال ثم يحدد ما سيكون عليه‪ .‬انه مشروع‬ ‫ال يمكنه أن يعرف بأنه يفكر إال إذا تمكن من الشعور بذلك‪ ،‬وكلما امتد هذا هيجل ‪:‬قيمة الشخص اجتماعية تتأسس على االمتثال للقانون‪.‬‬
‫الشعور ليصل إلى األفعال واألفكار الماضية‪ ،‬إلى وامتدت هوية الشخص لتشمل يؤكد هيجل على أن قيمة الشخص تتأسس على االلتزام بالمبادئ القانونية يتحقق بشكل ذاتي‪ ،‬المتالكه القدرة على التجاوز و االرتماء في المستقبل‬
‫و الخضوع لها بشكل إلزامي لكي ينفتح على مجتمعه و يعي حريته و ينفتح المفتوح على ما ال نهاية من اإلمكانيات‪.‬‬ ‫الذاكرة ‪.‬‬
‫عن الواقع ويستمدها يستمدها من امتثاله لقوانين الجماعة التي ينتمي إليها‪ ،‬مونييه‪ :‬الشخص حر في تحديد ميوال ته و تقرير مصيره‬ ‫فرويد ‪ :‬أساس الهوية الحتميات االجتماعية(جوهر متغير)‬
‫يؤكد مونييه على أن الشخص حر في تطوير ميوالته و تقرير مصيره ألنه مستقل‬ ‫ويكتسبها من أدائه للواجب القانوني واألخالقي الذي تحدده تشريعات المجتمع ‪.‬‬ ‫يؤكد فرويد على أن الهوية تتأسس على الحتميات االجتماعية التي تتحكم في سلوكات‬
‫عن المجتمع و حياته ملكا له و ال يحق ألي هيئة أو جماعة أو فرد آخر أن تفرض‬
‫لذلك على الشخص أن ينفتح على الجماعة وأن يمتثل للقوانين المنظمة لها ويؤدي‬ ‫الفرد و تنعكس عليه نفسيا بناءا على تحكم األنا األعلى في الذات منذ الطفولة حيث أن‬
‫عليه ميوالت أو مصير معينين و ال يحق له فعل ذلك‪ .‬يتجه اإلنسان نحو التحرر‬
‫في إطار الشخصنة‪ ،‬أي الخروج بالذات من عزلتها وفرديتها واالتجاه نحو‬ ‫الواجب المنوط به حتى يكتسب قيمة‪ ،‬يقول هيجل‪" :‬إن قيمة الشخص األخالقية‬ ‫شخصية اإلنسان هي عبارة عن صراع دائم بين مجموعة من الغرائز (الهو) والمثل‬
‫الشخص عبر االنفتاح على اآلخرين والتواصل معهم‪ ،‬وتحمل مصائرهم‬ ‫تكمن في سلوكه امتثاال للواجب‬ ‫األخالقية (األنا األعلى) وأيضا ضغوط الواقع االجتماعي‪ ،‬لذلك فاألنا هو نتاج‬
‫وآالمهم بكل كرم ومجانية ‪.‬‬ ‫للتوازن والتوفيق بين هذه القوى مثلما هو أداة تحقيق هذا التوازن والتوفيق‪ ،‬لذلك‬
‫فوحدة الشخص وحدة دينامية عسيرة وال متناهية التحقق‬
‫ان الشخص بوصفه جزءا من تجربة بشرية جماعية يخضع إلكراهات‬ ‫ان كل فرد باعتباره شخصا يدرك نفسه كذات لها مكانة وقيمة تميزها عن‬ ‫الشخص مبدأ مميز للكائن اإلنساني وحده دون غيره من الكائنات األخرى فهو‬
‫وشروط موضوعية حتمية‪ ،‬لكنه من خالل الوعي بها وبفضل ملكاته قادر‬ ‫الموضوعات واألشياء والحيوان‪ ،‬وبالرغم من االختالف الحاصل بين الفالسفة‬ ‫يتحدد كذات تتوفر على هوية شخصية قد تكون مستمدة من الجوهر الفكري او‬
‫على التحرر منها وتجاوزها في االتجاه الذي يؤدي إلى حفاظه على‬ ‫في تحديد طبيعة قيمة الشخص بين كونها قيمة مطلقة تحيل على اإلنسان كذات‬ ‫قد تكون محصلة للعمليات الشعورية وهي هوية بالرغم مما تتسم به من وحدة‬
‫خصوصيته وإبداعه وتميزه ‪.‬اذن ال وجود لحرية مطلقة داخل المجتمع‬ ‫مطلقة وغاية قصوى‪ ،‬أو كونها نسبية مرتبطة بشروط عقلية واجتماعية وسياسية‬ ‫وثبات وتماثل من الناحية المبدئية‪ ،‬فإنها ال يجب أن تختزل الشخص إلى جوهر‬
‫وأخالقية فيبقى أنها تحيل إلى الشخص كذات واعية ومسؤولة تتجاوز بعدها‬
‫ومن خالل الضرورة نكتسب الحرية ألن امام كل حرية هناك ضرورة‪.‬‬ ‫ثابت‪ ،‬فالهوية الشخصية تقبل التعدد والمغايرة واالختالف والتطور‪.‬‬
‫الطبيعي البيولوجي‪.‬‬

You might also like