Professional Documents
Culture Documents
65632_اليسر والبيان في تجويد القرآن
65632_اليسر والبيان في تجويد القرآن
65632_اليسر والبيان في تجويد القرآن
جمع وإعداد
د .محمد بن عبد العزيز أمان
عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات اإلسالمية(جامعة
الملك عبد العزيز)
1
المقدمة:
الحمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا وعلى آله وصحبه
ومن اهتدى بهداه .أما بعد...
فإن علم التجويد من أفضل العلوم على اإلطالق ،ألنه متعلق
بأفضل الكالم وهو كالم هللا جل وعال ،ولذلك كان تعلمه قربة وأجر
وعبادة يتقرب به إلى هللا تعالى ،ومزية وخيرية ال مثيل لها بنص
حديث رسول هللا ":--خيركم من تعلم العلم وعلمه"(.)1
وتيسرًا على طالبنا والمبتدئين من محبي كتاب هللا وتالوته
وقراءته ،وممن ال يعرفوا هذا العلم جمعت لهم ما يتيسر منه من مادة
علمية سهلة ميسرة ملخصة مختصرة ليتثنى لهم التعرف ،والوصول
إلى القراءة الصحيحة السليمة من الخطاء ،ومن ثم اجتناب اللحن في
قراءتهم ،وأسميته ( اليسر والبيان في تجويد القرآن) ليسهل عليهم
استيعابه ويكونوا ممن يتلون كتاب هللا حق تالوته ،والمؤمنون به،
عمال بقوله تعالى :اَّلِذ يَن آَتْيَناُهُم اْلِكَتاَب َيْتُلوَنُه َح َّق ِتَالَو ِتِه ُأْو َلِئَك
ُيْؤ ِم ُنوَن ِبِه َو من َيْكُفْر ِبِه َفُأْو َلِئَك ُهُم اْلَخ اِس ُروَن (.)2
ومن المهرة به عمًال بقوله --فعن عائشة -رضي هللا عنها-
قالت :قال رسول هللا " :--الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة،
والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران الماهر
بالقرآن"(.)3
-صحيح البخ اري :لأبي عب د اهلل محم د بن إس ماعيل ،ت 256هـ ،مطبع ة دار بن كث ير، 1
اليمامة ،مراجعة ،د :مصطفى ديب البغا 1407،هـ( ،ج/4ص ،)1919باب :خيركم من
تعلم القرآن وعلمه.
-سورة البقرة ،آية (.)121 2
-ص حيح مس لم ،لأبي الحس ن مس لم بن الحج اج النيس ابوري ،ت261هـ ،مراجع ة محم د 3
فؤاد عبد الباقي ،دار إحياء التراث العربي ،بيروت ،طبعة 1374هـ (.ج / 1ص ،)549
باب :الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة.
2
وأن يكون ممن يقال له إقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في
الدنيا ،فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرأها ،فعن عبد هللا بن عمرو -
،-عن النبي --قال " :يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما
كنت ترتل في الدنيا ،فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها" (.)1
وعن أبي هريرة ،--أنه سمع النبي --يقول ":ما أذن هللا
لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به"(.)2
وقد عددت في هذا الملخص المختصر أبواب التجويد المهمة
التي يرفع بها الخطأ واللحن إذا ما تعلمها الطالب ،ودرسها الدارس،
وهي تتعلق بالتعريف بالتجويد.
وهللا أسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ،وأن يجعلنا من أهل
القرآن الذين هم أهل هللا وخاصته ،وأن يوفق الجميع لما يحب
ويرضى ،وصلى هللا على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم...
-سنن الترمذي :ألبي عيسى بن سورة ،ت 279هـ ،تحقيق أحمد بن محمد شاكر ،الطبعة 1
الثانية1398 ،هـ ،شركة مصطفى البابي الحلبي وأوالده ،مصر( .ج 5ص ،)177
صححه األلباني ،وسنن أبي داود ،سليمان بن األشعث أبو داود السجستاني اآلزدي ،دار
الفكر ،بيروت ،تحقيق :محمد محي الدين عبد الحميد( .ج 2ص ، )73باب استحباب
الترتيل في القراءة.
-صحيح البخاري ( ج / 6ص ،)2743باب :قول النبي --الماهر بالقرآن مع السفرة 2
3
معنى التجويد لغة واصطالحا ،وحكمه ،وموضوعه ،وفضله ،وغايته.
التجويد :لغة :هو التحسين .تقول :جودت الشيء إذا حسنته.
واصطالحا :إعطاء كل حرف حقه ومستحقه .وحق الحرف :إخراجه
من مخرجه متصفا بصفاته الذاتية الالزمة له ،كالجهر ،والشدة،
واالستعالء ،والغنة ،وغيرها ،فإن هذه الصفات المذكورة وغيرها من
الصفات الالزمة ال تنفك عن الحرف.
ومستحقه :صفاته العارضة الناشئة عن الصفات الالزمة ،كالتفخيم فإنه
ناشئ عن االستعالء ،وكالترقيق فإنه ناشئ عن االستفال.
حكمه :العلم به فرض كفاية ،والعمل به فرض عين على كل مسلم
ومسلمة.
وقد ثبتت فرضيته بالكتاب والسنة واإلجماع.
أما الكتاب :فقوله تعالىَ :و َر ِّتِل اْلُقْر آَن َتْر ِتيال [ ،سورة المزمل :
]4أي :جوده تجويدا ،وقد جاء عن علي بن أبي طالب --في قوله
تعالىَ :و َر ِّتِل اْلُقْر آَن َتْر ِتيال أنه قال " :الترتيل هو تجويد
الحروف ،ومعرفة الوقوف " ،وقد أكد هللا األمر بالمصدر اهتماماً به
وتعظيما لشأنه.
أما السنة :فكان النبي --يعلم أصحابه القرآن كما تلقاه من جبريل،
ولقنهم إياه مجودًا مرتال ووصل إلينا -أيضا -بهذه الكيفية
المخصوصة.
وقد جاء عنه --أحاديث كثيرة تدل على وجوب تجويد القرآن ،منها
ما روى عن عبد هللا بن مسعود --قال أقرأني رسول هللا --سورة
الرحمن فخرجت إلى المسجد عشية فجلس إلي رهط فقلت لرجل اقرأ
علي فإذا هو يقرأ أحرفاً ال أقرؤها فقلت من أقرأك فقال أقرأني رسول
هللا --فانطلقنا حتى وقفنا على النبي --فقلت :اختلفنا في قراءتنا فإذا
وجه رسول هللا --فيه تغير ووجد في نفسه حين ذكرت االختالف
4
فقال " :إنما هلك من قبلكم باالختالف" فأمر علياً فقال :إن رسول هللا -
-يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علم ،فإنما أهلك من قبلكم
االختالف قال فانطلقنا وكل رجل منا يقرأ حرفاً ال يقرأ صاحبه "(.)1
وأما اإلجماع :فقد اجتمعت األمة المعصومة من الخطأ على وجوب
التجويد من زمن النبي --إلى زماننا ،ولم يختلف فيه عن أحد منهم،
وهذا من أقوى الحجج.
موضوعه :الكلمات القرآنية.
فضله :أنه من أشرف العلوم لتعلقه بأشرف الكتب وأجلها.
غايته :صون اللسان عن اللحن في كتاب هللا .- -
والمراد باللحن هنا الخطأ ،والميل عن الصواب ،وهو قسمان:
جلي ،وخفي .فالجلي :هو خطأ يطرأ على األلفاظ؛ فيخل بعرف
القراءة ،سواء أخل بالمعنى أم لم يخل ،فضم تاء لفظ َأْنَعْم َت في
قوله تعالىِ :ص َر اَط اَّلِذ يَن َأْنَعْم َت َع َلْيِهْم يعتبر خطأ مخال بالمعنى؛
ألن التاء حينئذ أصبحت ضميرًا للمتكلم مع أنها في اآلية الكريمة
مفتوحة وهي ضمير للمخاطب.
ورفع هاء لفظ الجاللة في قوله تعالى :اْلَح ْم ُد ِهَّلِل يعتبر خطأ غير
مخل بالمعنى ،وإنما سمى جليًا؛ ألنه ظاهر يشترك القراء وغيرهم في
معرفته.
حكم اللحن الجلي :اللحن الجلي بنوعيه حرام إجماعًا.
-صحيح ابن حبان ،للحافظ محمد بن حبان بن احمد بن حبان ،تحقيق :كمال يوسف 1
الحوت ،نشر :دار الكتب العلمية ،بيروت– لبنان ،األمير :عالء الدين الفارسي ،الطبعة :
األولى 1407هـ1987 -م( ،ج / 3ص ،)22والمستدرك على الصحيحين للحاكم ،للحاكم
اإلمام الحافظ ،أبو عبد اهلل الحاكم النيسابورى ،نشر :دار الكتاب العربي ،بيروت ،لبنان(،ج
2ص.)243 /
5
والخفي :هو خطأ يطرأ على األلفاظ؛ فيخل بالعرف ،وال يخل بالمعنى
كترك الغنة ،وقصر الممدود ،ومد المقصور.
وإنما سمى خفيًا الختصاص علماء هذا الفن بمعرفته.
حكم اللحن الخفي :الصحيح أن اللحن الخفي حرام كذلك.
مراتب القراءة للقراءة ثالث مراتب:
األولى :الترتيل :وهو القراءة بتؤدة واطمئنان ،وإخراج كل حرف من
مخرجه ،مع إعطائه حقه ومستحقه ،مع تدبر المعاني وتفهمها.
الثانية :الحدر :وهو سرعة القراءة مع مراعاة القواعد التجويدية.
وهو مرتبة متوسطة بين الترتيل والحدر ،وهذه المراتب الثالث مجموعة في الثالثة :التدوير:
البيت اآلتي:
6
حكمها :هي مستحبة عند األكثر ،وقيل :واجبة.
حاالتها :لها ست حاالت :حالتان يجهر بها فيهما ،وأربع حاالت يسر
بها فيها ،فيجهر بها القارئ إذا كان هناك من يسمعه ،أو في ابتداء
الدرس ،ويسر بها إذا أسر قراءته ،أو كان في الصالة ،أو كان خاليا
سواء أقرأ سرا أم جهرا ،أو كان يقرأ وسط جماعة يتدارسون القرآن،
ولم يكن هو المبتدئ بالقراءة.
مالحظة :إذا قطع القارئ القراءة لعارض ضروري كسعال ،أو لكالم
يتعلق بالقراءة لم يعد التعوذ بخالف ما إذا قطعها إعراضا عنها ،أو
لكالم أجنبي ولو ردًا لسالم فإنه يعيده.
البسملة :إذا ابتدأت بأول سورة من سور القرآن الكريم فال بد من
اإلتيان بالبسملة ما عدا أول "براءة" ،وتسمى سورة "التوبة" – أيضا.
وإذا ابتدأت بأول سورة "التوبة" فيمتنع اإلتيان بالبسملة؛ وذلك لنزول
هذه السورة بالسيف .وإذا ابتدأت بما بعد أوائل السور ولو بكلمة فأنت
مخير بين اإلتيان بالبسملة وبين عدم اإلتيان بها.
وهل "براءة" كذلك؟ جَّو ز بعضهم اإلتيان بالبسملة وتركها كغيرها من
السور ،ومنع الجعبري البسملة في أي جزء من أجزائها تبعًا ألولها.
7
وأما في أول براءة فلك وجهان فقط ،وهما:
.1قطع االستعاذة عن أول السورة.
.2وصل االستعاذة بأول السورة ،وقد علمت مما تقدم أن البسملة
ممتنعة أول "التوبة".
وأما إذا ابتدأت بأجزاء السور أي :بما بعد أولها ولو بكلمة ،فلالستعاذة
ستة أوجه؛ ألنك مخير بين البسملة وبين عدمها.
فإذا أتيت بالبسملة جاز لك األوجه األربعة السابقة.
وإذا لم تأت بها جاز لك الوجهان الجائزان في أول "التوبة".
8
أ -التجويد :غايته وحكمه وطرق تلقيه ومراتبه:
-علم التجويد :علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية.
وتجويد الحروف هو :اإلتيان بها جيدة اللفظ تطابق أجود نطق لها
وهو نطق رسول هللا . - -
-غاية علم التجويد :بلوغ اإلتقان في تالوة القرآن .أو هو :صون
اللسان عن اللحن في تالوة القرآن.
-حقيقة علم التجويد :إعطاء كل حرف حقه ومستحقه في النطق،
وإتقان الحروف وتحسينها وخلوها من الزيادة والنقص والرداءة.
-حكم تعّلم التجويد :فرض كفاية على المسلمين ،إذا قام به البعض
سقط عن الكل.
-حكم العمل به :فرض عين على كل مسلم ومسلمة من المكلفين عند
تالوة القرآن.
-طريقة أخذ علم التجويد على نوعين :
.1أن يسمع اآلخذ من الشيخ ،وهي طريقة المتقدمين.
.2أن يقرأ اآلخذ في حضرة الشيخ وهو يسمع له ويصحح.
واألفضل الجمع بين الطريقتين.
-مراتب القراءة الصحيحة:
-1التحقيق :لغة :هو المبالغة في اإلتيان بالشيء على حقيقته من غير
زيادة فيه وال نقص عنه ،فهو بلوغ حقيقة الشيء
والوقوف على كنهه ،والوصول إلى نهاية شأنه.
واصطالحا :إعطاء الحروف حقها من إشباع المد وتحقيق الهمز
وإتمام الحركات وتوفية الغنات وتفكيك الحروف وهو
9
بيانها ،وإخراج بعضها من بعض بالسكت والتؤدة،
والوقف على الوقوف الجائزة واإلتيان باإلظهار واإلدغام
على وجهه.
-2الحدر :لغة :مصدر من َح َد َر ُيحدر إذا أسرع ،أو هو من الحدر
الذي هو الهبوط ،ألن اإلسراع من الزمه.
واصطالحا :إدراج القراءة وسرعتها مع مراعاة أحكام التجويد من
إظهار وإدغام وقصر ومد ،ومخارج وصفات.
-3التدوير :فهو عبارة عن التوسط بين مرتبتي التحقيق والحدر.
-4الترتيل :لغة :مصدر من رتل فالن كالمه ،إذا أتبع بعضه بعضا
على مكث وتفهم من غير عجله.
واصطالحا :هو قراءة القرآن بتمهل وتؤدة واطمئنان وإعطاء كل
حرف حقه من المخارج والصفات والمدود.
10
مثال :أّم ا ،ثَّم ،عّم ،أّم ن.
11
.2عند لفظ النون المشددة ينبغي إظهار الغنة بمقدار حركتين.
مثال:
إّن ،إّنا ،وقوله تعالى :من الِج َّنة والّناس [ ،سورة الناس.]6 :
جـ -أحكام النون الساكنة والتنوين .
للحــلق ســٌّت ِّت ــْت َفْلُت ــ ِف فــاألوُل اإلظهــا َقْب ــَل أحـرِف
ْع َر ُر َب ُر
ُم ْه َم َلَتـــاِن ثـــم َغٌْيــن َخ ــاُء همــٌز فهــاٌء ثــم عيــٌن حـاُء
-1اإلظهار الحلقي:
-اإلظهار :هو إخراج الحرف الساكن من مخرجه من غير وقف وال سكت
وال تشديد.
-حروفه :الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء ،وهي مجموعة في
أوائل الكلمات التالية ( :أخي هاك علمًا حازُه غير خاسر ).
وتسمى هذه الحروف حروف الحلق ،ألن مخرجها هو الحلق،
ولذا سمي الحكم :اإلظهار الحلقي.
طريقة النطق :نظهر النون الساكنة أو التنوين قبل(:الهمزة والهاء والعين
والحاء والغين والخاء).
مثاله :
.1ن +أ ِ :م ْن أَياِتَنا َ ،م ْن َأَر اَد َ ،م َّر ًة ُأْخ َر ى ِ ،م ْلٌح ُأَج اٌج .
12
.4ن +ح :مْن َح ْو ِلِهْم َ ،شيٌء َح فيٌظ ُ ،أْس َو ٌة َح َس َنة .
.5ن +غِ :م ْن َغ ْيِر ،عمٌل َغ ْير صاِلح ،مْن عذاٍب َغ ليظ
.
فــي الــالم والــرا ثـم َكِّر َر َّنــْه والثـــان إدغــاٌم بغــير غنـــْه
.1ن +يِْ :ن َيَرْو ا ِ ،فَئٌة َينُصُر وَنُه وتقرآن " :أّيروا "" ،
ِفَئتيْنصرونه".
.2ن +وِ :م ْن َو اٍل ِ ،إيَم اًنا َو ُهْم وتقرآنِ " :م َّو ال ""،
إيماَنَّو هم".
.3ن +مِ :م ْن َم اٍء ِ ،ص َر اًطا ُم ْس َتِقيًم ا وتقرآنِ " :مَّم اء " ،
" صراطّم ْسقيمًا ".
13
.4ن +نِ :إْن َنْح ُن َ ،م ِلًك ا ُنَقاِتْل وتقرآن " :إَّنحن"،
"َم ِلكُّنقاتل".
مالحظة :إذا وقع حرف اإلدغام بعد النون الساكنة في كلمة واحدة ،فال
يصح اإلدغام ،بل يجب إظهار النون الساكنة وقد وقع ذلك في
القرآن بأربع كلمات هيُ :د ْنيا ،قْنوان ُ ،بْنيان ِ ،ص ْنوان
.
مالحظة :في موضعين من القرآن الكريم تظهر النون الساكنة عند الواو وال
تدغم بها وهما :يس والُقرآِن الَح كيم تقرأ" :ياسين والقرآن
الحكيم" .ن * والقلم تقرأ" :نوْن والقلم".
القسم الثاني :اإلدغام بال غنة :يكون عندما تقع النون الساكنة أو التنوين
قبل حرف الالم والراء ،مثاله:
.1ن +لَ :أْن َلْو فتقرأ " :اّلو " أْندادًا ِّلُيِض ُّلوا فتقرأ " :أنداَد
ِّليضلوا ".
.2ن +رِ :م ْن َر ب فتقرأِ " :م َّرب " ،بشر رسوًال فتقرأ:
" َبَش َر َّرسوًال ".
-3اإلقالب :هو قلب النون الساكنة أو التنوين ميمًا قبل الباء مع مراعاة
الغنة.
مي ـــا بغنـــٍة مــع اإلخفــاِء والثــالُث اإلقــال عنــد البــاِء
ًم ُب
(حرفه :الباء).
كيفيته :عند ورود نون ساكنة أو تنوين وبعد هما باء ،سواء في كلمة واحدة
أو كلمتين ،تقرأ النون ميمًا ،يبقى صوت الغنة على الميم مقدار حركتين.
مثاله:
14
.1من بعد تقرأ ِ " :مْمَبعد ".
دم طيًبـا زد فـي تقـى ضـع ظالمـا صـف ذا ثنـا كـم جاد شخٌص قد سما
15
.5ج :أنجيناه ،من جاء ُ ،ر طبًا جنيًا ،فصبٌر جميل .
16
مثال :أْص ،أْذ ،أْث ،أْك ،أْج ،أْش ،أْق ،أْس ،أْد ،أْط ،أْز ،أْف ،أْت ،
أْض ،أْظ.
-2يأخذ اإلخفاء صفة الحرف الذي يلي النون الساكنة ،يعني هذا أن اإلخفاء
يكون مفخما إذا كان الحرف الذي يلي النون الساكنة أو التنوين مفخمًا.
مثاله :من طيبات .
وإذا كان الحرف الذي يلي النون الساكنة أو التنوين مرققًا ،فعندئذ يكون
اإلخفاء مرققا .مثاله :من ذا الذي .
د -أحكام الميم الساكنة
الشفوي :هو أن تأتي الميم الساكنة في آخر الكلمة ،ويأتي بعدها حرف الباء ،فعندئذ تخفى -1اإلخفاء
الميم الساكنة بالباء مع بقاء الغنة.
وســِّم إدغاًم ــا صغـيًر ا يـا فتـى والثـــاِن إدغــاٌم بمثلهــا أتــى
17
مــن أحــرف وَس ــِّم ها شــفويْه والثــالُث اإلظهــاُر فــي البقَّيـْه
لقربهـــا واالتحـــاِد فـــاعرِف واحــذر لـدى واٍو وفـا أن تخـتفي
مثاله :ذلكم خير لكم ،وإن كنتم على ،ولكم فيها ،عليهم وال
الضالين ،عليهم فيها ،ذلكم حكم .
هذا وقد جمع صاحب آللئ البيان أحكام الميم الساكنة في بيت واحد فقال:
فـي الميـم واإلظهـاُر مـع سـواهما وأخــف أحــرى عند بــا وأدغمـا
مثاله :ما لكم من ،من نّز ل ،بل ال ،ما كانت تعبد ،اضرب
بعصاك ،اذهب بكتابي ،يدرككم ،إْذ َذ َهَب .
مالحظات:
-1يجوز اإلدغام واإلظهار مع السكت.
واإلظهار أرجح في قولهَ :م ا َأْغ َنى َع ِّني َم اِلَيه * َهَلَك َع ِّني ُس ْلَطاِنَيه
[الحاقة.]29-28 :
فتقرأ على اإلدغام " ما ِليّهَلَك " أو تظهر ماليْه * هلك ويوقف على
الهاء األولى وقفة خفيفة من غير قطع نفس.
-2إذا كان الحرف األول واوًا أو ياًء وبعدهما مثلهما متحركان فال إدغام
فيهما.
18
-3وأما إذا كان األول حرف لين ،فيدغم في المماثل.
.1ت +د أثقلت دعوا تقرأ " :أثقَلْتَّد َع وا ".أجيبْت دعوتكما
تقرأُ " :أجيَبَّد عوتكما"
مثاله :د +ت :قْد َتَبين تقرأَ " :قَّتبين" ،و وَم ّهْدُت تقرأ " :وَم ّهّت .
لقد ِكْدت تقرأ " :لقْد ِكَّت "
جـ -الباء الساكنة :تدغم الباء الساكنة في الميم بعدها مع مراعاة الغنة في
مكان واحد في القرآن هو :يا بني اركْب معنا [هود ]42:تقرأ:
"اركّم عنا ".
د -الذال الساكنة :تدغم الذال الساكنة -بال غنة -إذا جاء بعدها حرف الظاء:
19
مثاله :ط +ت :أحّطت تقرأ " :أَح ُّت " .بسطت .تقرأ " :بَس ّت "
فرطتم تقرأ " :فَر ّتم ".
مالحظة :تبقى في هذه الحالة صفة التفخيم للطاء المدغمة ومن أجل ذلك
يسمى إدغامًا ناقصًا.
-3إدغام المتقاربين :إذا تقارب الحرفان مخرجًا وصفة ،وكان األول
منهما ساكنًا ،وجب إدغامه في الثاني -بال غنة -
وذلك في حالتين:
.2القاف مع الكاف :مثل :الْم نخلْقُك م تقرأَ " :نْخ ُلّك ْم " .يجوز
في هذه الحالة إبقاء صفة تفخيم القاف فيكون اإلدغام ناقصًا أو
حذف هذه الصفة ويكون اإلدغام كامًال.
وتظهر جميع األحرف الساكنة التي لم ترد لها أحكام خاصة عند بعضها
البعض ،وينبغي االنتباه إلى إظهار ما يلي:
.3الظاء الساكنة عند التاء في نحو :سواٌء علينا أَو عظت .
20
تبـاعدا ,والخــلُف فـي الصفـات َج ا ومتبـــاعدان حـــيُث مخرجــا
كـــٍّل َف ــِّم بــالكبير واْقَتـــِف وحيثمــا تحــَّر ك الحرفــان فـي
َس
أوُلهــا ,ومطلـٌق فـي الَعْك ـِس عـن وســِّم بــالصغير حيُثمــا سـكن
وإليك األمثلة:
21
الَّض اِّليَن الَّر َّز اُق الَّتاِئُبوَن الَّثَو اِب الَّصاِلِح يَن الَّطِّيَباُت
الَّز ُبوِر الَّشُك وُر الَّد اِع الَّس ِم يُع الَّظاِلِم يَن الَّذ َك ُر الَّنِع يِم
الَّلْيِل ،ويسمى هذا النوع من اإلدغام إدغاما شمسيا ،وتسمى هذه الالم
الما شمسية.
الثانية :الم الفعل :سواء أكان الفعل ماضيا مثلُ :قْلَنا أم مضارعا مثل:
َيْلَتِقْطُه أم أمرا مثلُ :قْل وحكمها اإلظهار إال الم "قل" فإنها تدغم في
حرفين:
الثالثة :الم الحرف :وهي في "هل" و "بل" مثلَ :فَهْل َأْنُتْم ُم ْس ِلُم وَن
َبْل ِع َباٌد ُّم ْك َر ُم وَن ،وحكمها اإلظهار إال إذا وقع بعدها الم أو
راء؛ فإنها تدغم فيهما كالالم في "قل" مثلَ :فَهل َّلَنا َبل ال
َبل َّر َفَع ُه ُهَّللا ،ولم يقع بعد الم هل راء في القرآن َيَخ اُفوَن
الكريم ،كما يستثنى من قاعدة إدغام الم الحرف َبْل َر اَن في
المطففين آية 14؛ فإن حكمها اإلظهار لحفص من طريق الشاطبية؛
لوجود السكت على الالم ،والسكت مانع من اإلدغام.
الرابعة :الم االسم :مثلُ :س ْلَطاٍن َ ،أْلِس َنُتُك ُم ِ ،ع ْلًم ا َ ،س ْلَس ِبيال
وحكمها اإلظهار مطلقا.
الخامسة :الم األمر :وهي من أدوات جزم المضارع ،مثلَ :و ْلَيْك ُتب َّبْيَنُك ْم
َو ْلُيوُفوا ُنُذ وَر ُهْم ،وحكمها اإلظهار مطلقا ك الم االسم.
و -المدود:
22
المد :هو إطالة زمن جريان الصوت بحرف المد.
حروف المد ثالثة:
األلف الساكنة المفتوح ما قبلها :ا.
الواو الساكنة المضموم ما قبلها ُ:و.
الياء الساكنة المكسور ما قبلها ِ:ي.
وهذه الحروف الثالثة متضمنة في كلمة واحدة هي ( :نوحيها ).
أ -أقسام المد:
-1المد الطبيعي أو األصلي :هو ما ال تقوم ذات الحرف إال به ،وال يتوقف
على سبب همز بعده أو سكون.
مثاله :نوحيها .ومقدار مده حركتان ،وال يجوز الزيادة أو النقصان عن
الحركتين.
-2المد الفرعي :هو ما زاد على المد األصلي ،ويكون بسبب اجتماع
حرف المد بهمز بعده أو سكون.
فالهمز والسكون سببان للمد الفرعي ،فعليه يكون المد الفرعي نوعان :مد
بسبب الهمز ،ومد بسبب السكون.
-1المد بسبب الهمز:
أ -إن كان الهمز قبل حرف المد فيسمى مد البدل :وسمي بدًال ألن حرف
المد فيه ُبدل من الهمزة الساكنة.
23
المد المتصل :هو أن يأتي حرف المد والهمز بعده في كلمة واحدة ويسمى
المد الواجب المتصل .ويمد خمس حركات.
مثاله :إذا جاء نصر هللا والفتح ،وأحاطت به خطيئته ُ ،س وَء
العذاب .
المد المنفصل :هو أن يأتي حرف المد في آخر كلمة ،والهمز بعده في كلمة
أخرى تليها ،ويسمى المد الجائز .ويمد خمس حركات،
ونستطيع أن نقصره إلى حركتين.
مثاله :إن هللا شديد العقاب} ،قد أفلح المؤمنون ،الحمد هلل رب
العالمين .
ب -سكون الزم :وهو أن يأتي بعد الحرف المد سكون الزم وصًال ووقفًا
في كلمة واحدة ،ومقدار مده ست حركات .وهو نوعان:
-1كلمي :وهو أن يأتي بعد حرف المد حرف ساكن في كلمة ،فإن أدغم
(أي كان الحرف الذي بعد المد مشددًا) فيسمى مثقًال.
24
ويلحق به مد الفرق ،وهو عندما تدخل همزة االستفهام على اسم معرف
ب " :آل" التعريف ،تبدل ألف "أل" التعريف ،ألفًا مدية ليفرق بين
االستفهام والخبر.
مثاله :آلَّذ كرين ،قل ءآُهلل أِذ َن لكم ،ءآُهلل خيٌر أّم ا تشركون ،وإن
لم يدغم (أي إن كان الحرف الذي بعد المد ساكنًا غير مشَّد د)
فيسمى مخففًا.
25
-2مد التمكين :هو ياءان أوالهما مشددة مكسورة والثانية ساكنة ،وسمي
مد تمكين ألنه يخرج متمكنًا بسبب الشدة ،ويمد مقدار
حركتين.
مالحظة :تقرأ :فيه مهانا [الفرقان ، ]69 :بمد صلة على خالف القياس
مع أنها لم تقع بين متحركتين.
26
تنبيه :إذا اجتمع مدان من جنس واحد حالة القراءة وجب التسوية بينهما.
كان يجتمع المنفصل مع مثله أو مع مد الصلة الكبرى أما المد العارض
للسكون أو اللين فال تجب التسوية ال في العارض مع مثله وال في اللين مع
مثله وال عند اجتماع العارض واللين.
مثاله:
.2قوله تعالى :فقالوا أبشرًا منا واحدًا نتبُعه إنآ إذا...اآلية .
مالحظات عامة:
.1أقوى المدود :الالزم ،فالمتصل ،فالعارض للسكون،
فالمنفصل ،فالبدل.
.2إذا اجتمع سببان من أسباب المد قوى وضعيف ،عمل بالقوى،
نحو :وال آّم ين .
مد بدل ومد الزم ،فيعمل بالالزم .ونحو :وجاءوا أباهم :بدل
ومنفصل ،فيعمل بالمنفصل.
.3إذا وقع حرف المد في آخر الكلمة وأتى بعده حرف ساكن
حذف حرف المد في الوصل نحو :وقالوا اتخذ ،لصالوا
الجحيم ،حاضري المسجد الحرام .
قال صاحب التحفة:
27
بـــدل كــآمنوا وإ يمانــا ُخ ــَذ ا أو ُقــِّدم الهمــُز عــلى المـد وذا
وصــال ووقًفــا بعــد مـٍّد ُطـِّو ال والزٌم إِن الســــكوُن ُأِّص ــــال
.1إذا كانت مفتوحة أو مضمومة نحوَ :ر ّبنا ُ ،ر زقنا .
.2إذا كانت ساكنة وقبلها فتح أو ضم ( وال عبرة للسكون
الفاصل) نحو :خردل ،الّقْدر ،األُم وْر .
.3إذا كانت ساكنة وقبلها كسر عارض نحو :اْر ِج عوا إلى أبيكم
،أْم أْر تابوا ِ ،لَم ْن ارتضى .
.4إذا كانت ساكنة وقبلها كسر أصلي وبعدها حرف استعالء غير
مكسور في كلمة واحدة نحوِ :م ْر صادا ِ ،قْر طاس ِ ،فْر قة .
الترقيق :هو النطق بالحرف نحيفًا غير ممتلئ الفم بصداه.
حروفه :كل حروف الهجاء ما عدا حروف االستعالء ،وتسمى حروفه
أيضًا حروف االستفال.
28
ترقق الراء في الحاالت التالية:
.2إذا كانت ساكنة وقبلها ياء ساكنة نحو :خْير { ،قدْير .
.3إذا كانت ساكنة وقبلها كسر (وال عبرة للسكون الفاصل) وليس
بعدها حرف استعالء
غير مكسور نحو :أِنذرهم ِ ،فْر عون ِ ،م رْية ،الِّسْح ر .
جواز الترقيق والتفخيم:
.1إذا سكنت الراء في آخر الكلمة وكان الساكن الفاصل بينهما
وبين الكسر حرف مفّخ م ساكن مثل ِم ْص ر ،و ِقْطر .
.2إذا كانت الراء ساكنة وقبلها كسر أصلي وبعدها حرف
استعالء مكسور ففيها الوجهان مثل ِفْر ٍق .
.3في حالة الوقف على هذه الكلمات :فأْس ِر ،أن أسِر حيثما
وردت في القرآن .وكلمة َيْس ر .وكلمة َو ُنْذ ر .
مالحظة :حروف االستعالء من حيث قوة التفخيم على الترتيب التالي:
الطاء ،فالضاد ،فالصاد ،فالظاء ،فالقاف ،فالغين ،وفالخاء.
وأقوى تفخيمًا إذا كان حرف االستعالء مفتوحًا ،بعده ألف نحو:
طائفة ثم المفتوح وليس بعده ألف نحوَ :طَبَع ،ثم المضموم
نحوُ :طوَبا ،ثم المكسور نحوِ :ط بُتم .
29
تعريف الصفة :ما قام بالحرف من صفات تميزه عن غيره كالجهر والشدة،
وغير ذلك من الصفات الالزمة.
وتنقسم إلى قسمين:
األول :الصفات التي ال ضد لها:
-1الصفير :وهو صوت زائد يصاحب أحرفه الثالثة ،وسميت بالصفير
ألنك تسمع لها صوتًا يشبه صفير الطائر .وحروفه ثالثة:
(ص ،س ،ز).
-2القلقلة :وهو اضطراب المخرج عند النطق بالحرف ساكنًا حتى يسمع
له نبرة قوية ،والسبب في هذا االضطراب والتحريك شدة
حروفها لما فيها من جهر وشدة ،وحروفهاُ( :قُطُب َج ٍد ).
وأعلى مراتب القلقة الطاء ،وأوسطها الجيم ،وأدناها الباقي .ويجب بيانها
في حالة الوقوف أكثر ،وخاصة حالة الوقف على الحرف المشدد ،نحو:
بالحِّق .
أمثلة:
َيْقطعون واْق
َلُتبلون عذاْب
-3اللين :وهو إخراج الحرف في لين وعدم كلفة على اللسان نحو :البيت
،خوف ،وحروفه الواو والياء المفتوح ما قبلهما.
30
-4االنحراف :وهو ميالن الحرف في مخرجه حتى يتصل بمخرج غيره،
فميالن الالم يكون من طرف اللسان وميالن الراء يكون من
ظهره وحروفه :الالم والراء.
-5التكرير :هو ارتعاد رأس اللسان عند النطق بالحرف ،وتوصف الراء
بالتكرير لقابليتها له إذا كانت مشددة ،ثم إن كانت ساكنة.
وحرف التكرار هو الراء.
وينبغي تجنب تكرير الراء ،بأن يلصق الفظها ظهر اللسان بأعلى الحنك
لصقًا محكمًا ،بحيث تخرج الراء مرة واحدة وال يرتعد اللسان بها.
-6التفشي :حرفه الوحيد هو الشين.
ومعنى التفشي :انتشار خروج النفس بين اللسان والحنك وانبساطه في
الخروج عند النطق بالحرف .ووصفت الشين بهذه الصفة ألنها تنبث
وتنتشر في الفم عند النطق بها لرخاوتها.
-7االستطالة :حرفها الوحيد هو الضاد.
معنى االستطالة :امتداد الصوت من أول حافة اللسان إلى آخرها.
وعند نطق "ا ض" ينطق اللسان على سقف الحنك تدريجيًا من األمام إلى
الخلف ،ويتخامد الصوت ويبقى جريانه يسمع متضائًال مدة أقل من
الحركتين بقليل ،ويخرج من إحدى حافتي اللسان أو من كلتيهما معًا.
31
معنى الهمس :جريان الّنَفس عند النطق بالحرف لضعف االعتماد على
المخرج.
معنى الجهر :انحباس جريان الّنَفس عند النطق بالحرف لقوة االعتماد على
المخرج.
-2الشدة والرخاوة:
حروف الشدة :ثمانية تجمعها :أِج ْد َقٍط َبَك ْت .
حروف التوسط بين الشدة والرخاوة خمسة يجمعها قولهمِ :لْن ُع مر ،حروف
الرخاوة :باقي الحروف وهي :ح ،خ ،ذ ،ز ،ث ،س ،ش ،ا ،ص ،ض،
و ،غ ،ف ،هـ ،ي.
ومعنى الشدة :انحباس جري الصوت عند النطق بالحرف.
ومعنى الرخاوة :جريان الصوت مع الحرف.
أما التوسط فال ينحبس الصوت عند النطق بأحد حروفه كانحباسه في
أحرف الشدة وال هو يجري كجريانه مع أحرف الرخاوة.
إذا انحصر صوت الحرف في مخرجه انحصارًا تامًا ،فال يجري جريانًا
أصًال ،سمي شديدًا ،فإنك لو وقفت على قولك " :الحج" وجدت صوتك
راكدًا محصورًا .حتى لو أردت مد صوتك لم يمكنك.
وأما إذا جرى جريانًا تامًا ولم ينحصر أصًال ،فإنه يسمى رخوًا كما
في "الطش" فإنك لو وقفت عليها وجدت صوت الشين جاريًا تمده إن شئت.
وأما إذا لم يتم االنحصار وال الجري فيكون متوسطًا بين الشدة
والرخاوة كما في " الظل" فإنك لو وقفت عليه وجدت الصوت ال يجري
مثل جري " الطش " وال ينحصر مثل انحصار " الحج" بل يخرج على
حد االعتدال بينهما.
32
-3االستعالء واالستفال:
حروف االسعالء سبعة ،يجمعها قولهمُ :خ َّص َض ْغ ٍط ِقْظ.
حروف االستفال باقي الحروف ،يجمعها قولهمَ :ثَبَت ِع ّز ّم ْن ُيَج ّو ْد َح ْر َفُه إذ
َس َّل َش كا.
معنى االستعالء :ارتفاع اللسان عند النطق بالحرف إلى الحنك األعلى.
معنى االستفال :انحطاط اللسان عند خروج الحرف إلى قاع الفم.
-4اإلطباق واالنفتاح:
حروف اإلطباق :ص ،ض ،ط ،ظ.
حرف االنفتاح :باقي الحروف.
معنى اإلطباق :هو إلصاق اللسان بالحنك األعلى عند النطق بالحرف.
معنى االنفتاح :هو افتراق اللسان عن الحنك األعلى ،وعدم التصاقه به حال
النطق بالحرف.
-5اإلذالق واإلصمات:
حروف اإلذالق :ستة مجموعة في قولهم :فر من لب.
حروف اإلصمات :باقي حروف الهجاء.
وسميت حروف الذالقة لسرعة النطق بها وخروجها من طرف اللسان.
وسميت حروف اإلصمات بهذا المتناع انفراد هذه الحروف أصوًال في
الكلمات الرباعية أو الخماسية ،فال بد من وجود حرف أو أكثر من حروف
اإلذالق في الكلمات الرباعية أو الخماسية ،فإن أنت لم تجد في كلمة رباعية
األصل أو خماسية حرف إذالق فاحكم بأنها كلمة غير عربية.
33
مالحظة :الصفات المتقدمة منها قوي ومنها ضعيف.
-1الصفات القوية :وهي :الجهر ،والشدة ،واالستعالء ،واالطباق،
واالصمات ،والصفير ،والقلقلة ،والتكرير ،واالنحراف ،والتفشي،
واالستطالة.
-2الصفات الضعيفة :وهي :الهمس ،والرخاوة ،واالستفال ،واالنفتاح،
واالذالق ،واللين.
ط -أحكام متفرقة:
-1الروم :هو إضعاف الصوت بالحركة ( الضمة أو الكسرة) حتى يذهب
معظم صوتها ،فيسمع لها صوت خفي يسمعه القريب المصغي
دون البعيد ،ألنها غير تامة.
-2االشمام :هو ضم الشفتين ُبَع ْيَد اإلسكان إشارة إلى الضم مع بعض
انفراج بينهما ليخرج منه النفس ،وال يدرك لغير البصير .ألنه
يسمع وال يرى.
وتشم النون في قوله تعالىَ :يا َأَباَنا َم ا َلَك ال َتْأَم َّنا َع َلى ُيوُس َف [يوسف:
]11إشعارا بحذف حركة النون األولى :تأمننا.
-3الّس كتات:
السكت هو قطع الصوت عند القراءة بدون تنفس بمقدار حركتين ،ويجب
السكت في أربعة مواضع على قراءة حفص.
.1قوله تعالىَ :و َلْم َيْج َعْل َلُه ِع َو َج ا * َقِّيًم ا ِلُينِذَر َبْأًس ا…اآلية
[الكهف.]2-1 :
.2قوله تعالىَ :قاُلوا َيا َو ْيَلَنا َم ْن َبَعَثَنا ِم ْن َم ْر َقِد َنا َهَذ ا َم ا َو َعَد
الَّرْح َم اُن [يس.]52 :
34
.4قوله تعالىَ :ك ال َبْل َر اَن َع َلى ُقُلوِبِهْم َم ا َك اُنوا َيْك ِسُبوَن
[المطففين.]14 :
ُم ْن َفِتــٌح ُم ْص َم َتــٌة والِّض ــَّد ُقــْل صفاُتهــا جــهٌر وِر خـٌو ُم َْس ـِتفْل
شــِد يُد ها لفــُظ "َأِج ْد َقــٍط َبَك ـْت " مهموُس ــها "فحَّثه شــخٌص َس ـَك ْت "
ٍط ِق وَبْي ــَن ِر ْخ ــٍو والشـديِد "ِلْن ُع َم ـْر "
وَس ـْب ُع ُع ْلـٍو "ُخ َّص َض ْغ ْظ" َح َصْر
و "ِفَّر ِم ــْن ُلـِّب " الحـروِف اْلُم ْذ َلَقـْة َو َص ــاُد َض ـاٌد َطـاُء َظـاٌء ُم ْطَبَقـْة
َقْلَقَلـــٌة "ُقْطُب َج ـــٍد " والِّليـــُن صفيُر َه ـــا صــاٌد وزاٌي ِس ــيُن
قبلهمـــا واالنحـــراُف ُص ِّح َح ــا َو اٌو َو َيـــاٌء َس ـــَكَنا وانفتَح ـــا
وللَّتَفِّش ــي الِّش ــيُن َض ـاًد ا اْس ـَتِط ْل فــي الـالِم والـَّر ا وبتكريـٍر ُج ـِع ْل
35
هذا الباب من أهم أبــواب علم التجويــد ،وكــذا بــاب صــفات الحــروف
الالزمة الذي ســنتكلم عنــه فيمــا بعــد -إن شــاء هللا ،-فمن أتقن هــذين البــابين
نطق بأفصح اللغات ،وهي لغة العرب التي نزل بها القرآن الكريم على قلب
سيد المرسلين محمد .--
وقبل ذكر عدد مخارج الحروف يجدر بنا أن نعرف كال من المخــرج
والحرف لغة واصطالحًا فنقول:
المخرج لغة :محل الخروج.
واصطالحًا :محل خروج الحرف.
الحرف لغة :الطرف.
واصــطالحا :صــوت اعتمــد على مخــرج محقــق أي :على جــزء معين من
أجزاء الحلق ،أو اللســان ،أو الشــفتين ،أو الخيشــوم ،أو اعتمــد على مخــرج
مقدر وهو الجوف.
والمراد بـالحرف هنـا حـرف الهجـاء ال حـرف المعـنى المـذكور في كتب
العربية.
عدد مخارج الحروف للعلماء في عدد مخارج الحروف ثالثة مذاهب:
.1فــذهب الخليــل بن أحمــد وأكــثر النحــويين ،وأكــثر القــراء ،ومنهم
ابن الجزري إلى أنها سبعة عشر مخرجًا ،وهذا هو المختار.
.2وذهب ســيبوبه ومن تبعــه ،ومنهم الشــاطبي إلى أنهــا ســتة عشــر
مخرجًا.
.3وذهب قطرب والجرمي والفراء إلى أنهــا أربعــة عشــر مخرجــا.
فمن جعلها سبعة عشــر مخرجـًا جعــل في الجــوف مخرجـًا واحــدا،
وفي الحلــق ثالثــة ،وفي اللســان عشــرة ،وفي الشــفتين اثــنين ،وفي
الخيشوم واحدا.
ومن جعلها ستة عشــر أســقط الجــوف ،ووزع حروفــه وهي حــروف
المد الثالثــة على بعض المخــارج ،فجعــل األلــف من أقصــى الحلــق مــع
36
الهمزة ،والياء من وسط اللسان مع غير المدية ،والــواو من الشــفتين مــع
غير المدية.
ومن جعلهــا أربعــة عشــر أســقط مخــرج الجــوف كســيبويه ،وجعــل
مخارج اللسان ثمانية ،بجعل مخرج الالم والنون والراء مخرجًا واحدا.
ونحن نتبع المذهب األول الذي اختاره ابن الجزري.
وهذه المخارج السبعة عشر تسمى المخارج الخاصة يجمعها خمســة
مخارج تسمى المخارج العامة وهي :الجوف ،والحلق ،واللسان ،والشــفتان،
والخيشوم.
وإذا أردت أن تعرف مخرج أي حرف فسكنه أو شدده وهو األظهــر
متصــفًا بصــفاته ،وأدخــل عليــه همــزة الوصــل ،وأصــغ إليــه فحيث انقطــع
الصوت كان مخرجه المحقق ،وحيث يمكن انقطاع الصوت في الجملة كــان
مخرجه المقدر.
وقد رتب العلماء مخارج الحروف باعتبار الهواء الخارج من داخــل
الرئة متصعدًا إلى الفم ،فيقدمون في الذكر ما هو أقرب إلى ما يلي الصــدر،
ثم الذي يليه وهكذا حتى ينتهوا إلى مقدم الفم.
ولنشرع في بيانها مرتبة كذلك فنقول:
المخرج األول :الجوف ،وهــو الخالء الــداخل في الفم والحلــق ويخرجمنــه
أحــرف المــد الثالثــة ،وهي الــواو الســاكنة المضــموم مــا
قبلهــا ،واليــاء الســاكنة المكســور مــا قبلهــا ،واأللــف ،وال
تكون إال ساكنة ،وال يكون ما قبلها إال مفتوحا.
وتســمى هــذه األحــرف بالجوفيــة لخروجهــا من الجــوف ،والهوائيــة
النتهائها بانتهاء الهواء.
الثاني :أقصـى الحلـق ،أي :أبعـده ممـا يلي الصـدر ،ويخـرج منـه حرفـان،
الهمزة فالهاء ،فالفاء هنا للترتيب.
37
الحلق مخرج كلي منقسم إلى مخرجين جزئيين متقاربين ،يخرج من أولهمــا
مما يلي الصدر الهمزة ،ومن ثانيهما الهاء.
الثالث :وسط الحلق ،ويخرج منه العين فالحاء المهملتان.
فوســط الحلـــق كــذلك مخـــرج كلي منقســم إلى مخـــرجين جزئــيين
متقاربين ،ويخرج من أولهما العين ،ومن ثانيهما الحاء.
الرابــع :أدنى الحلــق ،أي :أقربــه ممــا يلي الفم .ويخــرج منــه الغين فالخــاء
فــأدني الحلــق -أيض ـًا -مخــرج كلي منقســم إلى مخــرجين جزئــيين
متقاربين ،يخرج من أولهما الغين ،ومن ثانيهما الخاء.
ويعلم مما تقدم أن في الحلق ثالثة مخارج كلية ،وكل مخرج منها فيه
مخرجان جزئيان متقاربان ،وكل مخــرج يخــرج منــه حــرف ،وتســمى هــذه
األحرف الستة حلقية لخروجها من الحلق.
الخامس :أقصى اللسان ،أي :أبعده مما يلي الحلق ،ومــا يحاذيــه من الحنــك
األعلى ،ويخرج منه القاف.
السادس :أقصى اللسان وما يحاذيه من الحنك األعلى تحت مخــرج القــاف،
ويخرج منه الكاف.
هذا ،وإنما لم نجعل أقصى اللسان مخرجًا كليـًا منقسـما إلى مخـرجين
جزئيين كأقصى الحلق؛ ألن أقصى اللسان فيه طول ،وبين موضــعي القــاف
والكاف بعد بخالف أقصى الحلق.
ويقال لهذين الحــرفين لهويــان نســبة إلى اللهــاة ،وهي لحمــة مشــتبكة
بآخر اللسان.
الســابع :وسط اللســان ومــا يحاذيــه من الحنــك األعلى ،ويخــرج منــه ثالثــة
أحرف :الجيم فالشين فالياء غير المدية.
وتسمى هذه األحرف شجرية لخروجهــا من شــجر الفم أي :منفتحــه.
38
الثامن :إحدى حافتي اللسان ،وما يحاذيها من األضراس العليا ،ويخرج منه
الضــاد المعجمــة ،وخروجهــا من الجهــة اليســرى أســهل ،وأكــثر
استعماال ومن اليمنى أصعب وأقل استعماال ومن الجانبين معا أعــز
وأعســر ،وقــد قيــل في تحديــد الحافــة إن أولهــا ممــا يلي الحلــق مــا
يحاذي وسط اللســان بعيــد مخــرج اليــاء ،وآخرهــا مــا يحــاذي آخــر
الطواحن من جهة خارج الفم.
التاسع :ما بين حافتي اللسان معا بعد مخرج الضاد ،وما يحاذيهما من اللثــة
أي :لحمة األسنان العليا ،وهي لثة الضاحكين والنابين
والرباعيتين ،والثنيتين العليين ،ويخرج منه الالم ،وقيل خروجهــا من
الجهة اليمنى أمكن عكس الضاد.
العاشر :طرف اللسان وما يحاذيه من لثة األســنان العليــا تحت مخــرج الالم
قليال ويخرج منه النون.
الحادي عشر :طرف اللسان مع ظهره مما يلي رأسه ،ويخــرج منــه الــراء،
وهي أدخل إلى ظهر اللسان من النون.
وتســمى هــذه األحــرف الثالثــة الــتي هي الالم والنــون والــراء ذلقيــة
لخروجها من ذلق اللسان أي :طرفه.
الثاني عشر :طرف اللسان مع أصل الثنيتين العليــيين ،ويخــرج منــه الطــاء
فالدال المهملتان ،فالتاء المثناة الفوقيـة ،وتسـمى هـذه األحـرف
نطعية لخروجها من نطع الفم ،أي :جلدة غاره.
الثالث عشر :طرف اللسان فويــق الثنيــتين الســفليين .ويخــرج منــه الصــاد،
فالسين ،فالزاي.
ويقال لهذه الثالثة أسلية لخروجها من أسلة اللسان ،أي :ما دق منه.
الرابع عشر :طرف اللسان مع طرفي الثنيتين العلييين ،ويخرج منه الظــاء،
فالذال ،فالثاء ،ويقال لهــذه الثالثــة لثويــة ،لخروجهــا من قــرب
اللث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة.
39
الخامس عشر :بطن الشفة السفلي مع طرفي الثنيتين العليــيين،
ويخرج منه الفاء.
السادس عشر:الشفتان معًا ،ويخرج منهما الباء الموحدة فالميم ،فالواو غير
المدية بيدأن الواو بانفتاحهما قليال والباء والميم بانطباقهما،
وانطباقهما مع الباء أقوى من انطباقهما مع الميم.
وهذه األحرف األربعـة ،أعـنى الفاء ،والبـاء ،والميم ،والــواو تسـمى
شفوية لخروجها من الشفة ،وإن كان بمشاركة غيرها في الفاء.
السابع عشر :الخيشوم ،وهو أقصى األنف ،ويخرج منه حرفا الغنة ،وهمــا
النون والميم في حالة إخفائهما أو إدغامهمــا بغنــة ،فيتحــوالن
عن مخرجهمــا األصــلي إلى الخيشــوم في هــاتين الحــالتين،
ويخرجان منه فقــط ،أمــا في حالــة تشــديدهما مثــل :إن ،وثم،
فيخرجــان من مخرجهمــا األصــلي الســابق الــذي هــو طــرف
اللسان بالنسبة للنون ،والشــفتان بالنســبة للميم مــع خروجهمــا
من الخيشوم .وأما في حالة تحريكهما ،أو إسكانهما مظهرتين
فإنهمــا يخرجــان من مخرجهمــا األصــلي فقــط ،فلهمــا ثالث
حاالت.
بيان أسنان الفم للحاجة إلى معرفتهــا هي في أكــثر األشــخاص اثنتــان
وثالث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون:
منها الثنايا :وهي األسنان األربــع المتقدمــة ،اثنتــان فــوق ،واثنتــان تحت.
فالرباعيات :بفتح الراء ،وتخفيف الياء ،وهي أربع كذلك خلف الثنايا ،اثنتان
فوق ،واثنتان تحت -أيضًا.-
فاألنياب :وهي -أيضًا -أربع خلف الرباعيات.
فاألضراس :وهي عشرون ضرسًا ،عشرة في الفك األعلى ،خمسة بالجانب
األيمن ،وخمسـة بالجـانب األيسـر ،وعشـرة في الفك األسـفل كـذلك ،وهـذه
األضراس مقسمة إلى ثالثة أقسام:
األول :الضواحك :وهي أربعة تلي األنياب.
40
الثاني :الطواحن :وهي اثنا عشر تلي الضواحك ،ســتة فــوق في كــل جــانب
ثالثة ،وستة تحت كذلك.
الثالث :النواجذ :وهي أربعة بعد الطواحن ،اثنتان فوق ،واثنتان تحت ،ويسمى الناجذ ضرس الحلم ،وضــرس
العقل ،وقد نظمها بعضهم فقال:
41
ويأتي في رءوس اآلي ،وأوساطها ،وال يأتي في وسط الكلمة ،وال فيما
اتصل رسما ،فال يوقف على" :لكي" في قوله تعالىِ :لَك ْيال َيْع َلَم ِم ْن َبْع ِد
ِع ْلٍم َشْيًئا بالحج؛ التصاله رسما.
والسكت :هو قطع الصوت زمنا يسيرا من غير تنفس ،ويأتي في وسط
الكلمة ،وفي آخرها.
والقطع :عبارة عن قطع القراءة رأسا ،وال يكون إال على رءوس اآلي؛
ألن رءوس اآلي في نفسها مقاطع.
أقسام الوقف:
ينقسم الوقف إلى أربعة أقسام:
.1اختياري :وهو أن يقصد لذاته من غير عروض سبب من األسباب.
.2اضطراري :وهو ما يعرض بسبب ضيق النفس ،ونحوه كعجز ونسيان.
فحينئذ يجوز الوقف على أية كلمة ،وإن لم يتم المعنى ،لكن يجب االبتداء
بالكلمة الموقوف عليها إن صلح االبتداء بها ،أو بما قبلها إن لم يصلح.
.3انتظاري :وهو أن يقف القارئ على كلمة ليعطف عليها غيرها حين
جمعه للقراءات.
.4اختباري :وهو ما كان الغرض منه اختبار الشخص وامتحانه ،ويتعلق
بالرسم كالمقطوع ،والموصول ،والثابت ،والمحذوف ،وال يوقف عليه إال
إجابة لسؤال ممتحن ،أو لتعليم القارئ كيف يقف إذا اضطر للوقف.
أقسام الوقف االختياري:
ينقسم إلى أربعة أقسام :تام ،وكاف ،وحسن ،وقبيح.
.1فالتام :هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها ،وال بما قبلها ال
لفظا وال معنى ،ويقصد بالتعلق اللفظي التعلق من جهة اإلعراب.
وأكثر ما يوجد هذا النوع في رءوس اآلي ،وعند انقضاء القصص،
كالوقف على "المفلحون" من قوله تعالىُ :أوَلِئَك َع َلى ُهًدى ِم ْن
42
َر ِّبِهْم َو ُأوَلِئَك ُهُم اْلُم ْفِلُحوَن واالبتداء بقولهِ :إَّن اَّلِذ يَن َك َفُروا
فإن األولى من تمام أحوال المؤمنين ،والثانية متعلقة بأحوال
الكافرين.
وحكمه :أنه يحسن الوقف عليه ،واالبتداء بما بعده.
.2والكافي :هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها ،وال بما قبلها
لفظا ،بل معنى فقط ،كالوقف على :ال ُيْؤ ِم ُنوَن واالبتداء بقوله
تعالىَ :خ َتَم ُهَّللا َع َلى ُقُلوِبِهْم فإن قوله" :ال يؤمنون" مع ما بعده
متعلق بالكافرين من جهة المعنى .وحكمه :كالتام.
.3والحسن :هو الوقف على كلمة تعلق ما بعدها بها ،أو بما قبلها لفظا
ومعنى ،بشرط إفادته معنى يحسن السكوت عليه ،ومن ثم سمي
حسنا ،كالوقف على لفظ "هلل" من قوله هللا تعالى :اْلَح ْم ُد ِهَّلِل فهذه
الجملة أفادت معنى ،لكن ما بعد لفظ الجاللة متعلق به لكونه صفة
له.
حكمه :إن كان غير رأس مثل" :الحمد هلل" حسن الوقف عليه ،ولم
يحسن االبتداء بما بعده ،فمن وقف عليه وأراد االبتداء وصله بما بعده؛
ألن االبتداء بما يتعلق بما قبله لفظا قبيح.
وإن كان رأس آية مثل" :العالمين" من قوله تعالى :اْلَح ْم ُد ِهَّلِل َر ِّب
اْلَع اَلِم يَن حسن الوقف عليه ،واالبتداء بما بعده ،وإن وجد التعلق؛
ألن الوقف على رءوس اآلي سنة مطلقا؛ لحديث أم سلمة– رضي هللا
عنها -قالت " :كان رسول هللا - -إذا قرأ قطع قراءته آية ،آية ،يقول:
بسم هللا الرحمن الرحيم ،ثم يقف ،ثم يقول :الحمد هلل رب العالمين ،ثم
يقف ،ثم يقول :الرحمن الرحيم ،ثم يقف ،مالك يوم الدين "( ، )1وهذا
الحديث أصل في هذا الباب ،فظاهر هذا الحديث أن رءوس اآلي
يستحب الوقف عليها مطلقا.
-مسند أبي يعلى ،أحمد بن علي بن المثنى ،أبو يعلى ،الموصلي التميمي ،دار المأمون للتراث، 1
دمشق ،الطبعة :األولى1404 ،هـ1484 -م ،تحقيق :حسين سليم أسد( ،ج 12ص ،)451قال
الشيخ حسين أسد :رجاله ،رجال الصحيح.
43
وقال بعضهم في شرح هذا الحديث :هذا إذا كان ما بعد رأس اآلية
يفيد معنى ،وإال فال يحسن االبتداء به ،كقوله تعالى في سورة البقرة:
َلَع َّلُك ْم َتَتَفَّك ُروَن * ِفي الُّد ْنَيا َو اآلِخ َر ِة فإن َتَتَفَّك ُروَن رأس آية ،لكن ما
بعده ال يفيد معنى إال بما قبله ،فال يحسن االبتداء بقولهِ{ :في الُّد ْنَيا
َو اآلِخ َر ِة بل يستحب العود لما قبله ،والمذهب األول هو المشهور عند
غالب أهل هذا الفن.
.4والقبيح :هو الوقف على لفظ غير مفيد ،وقد تعلق ما بعده بما قبله
لفظا ومعنى ،كالوقف على المبتدأ دون خبره ،أو على المضاف دون
المضاف إليه .فالوقف على" :الحمد" من قوله تعالى :اْلَح ْم ُد ِهَّلِل
قبيح ،وكذلك الوقف على" :بسم" منِ :بْس ِم ِهَّللا ،فكل وقف على
ما ال يفهم منه معنى يعد قبيحا ،وال يجوز إال لضرورة ،كانقطاع
نفس ونحوه ،أو لتعليم القارئ الوقف على الكلمة.
وال بد من االبتداء بالكلمة الموقوف عليها ،أو بما قبلها على حسب ما
يقتضيه المعنى من الحسن؛ ألن الوقف قد أبيح للضرورة ،وال ضرورة
في االبتداء ،فال يكون إال اختياريا ،ومن ثم فال يجوز إال بمستقل
بالمعنى موٍف بالمقصود ،فاالبتداء بما تعلق بما قبله يعتبر قبيحا.
وأشد قبحا الوقف واالبتداء الموهمان خالف المراد :كالوقف على قوله
تعالىِ :إَّن َهَّللا ال َيْسَتْح ِيي ،وكالوقف على قولهَ :لَقْد َسِمَع ُهَّللا َقْو َل
اَّلِذ يَن َقاُلوا ،ثم االبتداء بقوله :إَِّن َهَّللا َفِقيٌر ،وغير ذلك مما يوهم
الوقف عليه أو االبتداء وصفا ال يليق به تعالى ،أو يفهم معنى غير ما
أراده هللا جل وعال فمن وقف على مثل هذا لضرورة وجب عليه أن
يرجع إلى ما قبله ،ويصل الكالم بعضه ببعض.
والوقف في ذاته ال يوصف بالوجوب وال بالحرمة ،وليس في القرآن
من وقف واجب يأثم القارئ بتركه ،وال من حرام يأثم بفعله ،وإنما
يتصف بهما بحسب ما يعرض له من قصد إيهام خالف المراد.
مواضع السكت :ورد السكت عن حفص في أربعة مواضع:
44
األول :قوله تعالىَ :و َلْم َيْج َع ْل َلُه ِع َو ًجا بالكهف ،فالسكت هنا على
األلف المبدلة من التنوين في لفظ "عوجا" وذلك لبيان أن ما بعده وهو قول
تعالىَ :قِّيًم ا ليس متصال بما قبله.
الثاني :قوله تعالىَ :قاُلوا َيا َو ْيَلَنا َم ْن َبَع َثَنا ِم ْن َم ْر َقِد َنا في يس ،فالسكت
هنا على ألف "مرقدنا"؛ وذلك لبيان أن كالم الكفار قد انقضى ،وما بعده
وهو قولهَ :هَذ ا َم ا َو َعَد الَّرْح َم ُن َو َص َدَق اْلُم ْر َس ُلوَن ليس من كالمهم ،بل
هو من كالم المالئكة ،أو المؤمنين.
الثالث :قوله تعالىَ :و ِقيَل َم ْن َر اٍق فالسكت هنا على نون "من"؛ لئال
يتوهم أنها مع ما بعدها كلمة واحدة على وزن "فعال".
الرابع :قوله تعالىَ :بْل َر اَن بالمطففين ،فالسكت هنا على الم "بل" لما
تقدم في َم ْن َر اٍق .
وهناك موضع خامس مختلف فيه وهو قوله تعالىَ :م اِلَيْه * َهَلَك بسورة
الحاقة ،ففيه السكت واإلدغام كما تقدم في باب "المتماثلين".
45
واصطالحا :عبارة عن سمن يدخل على جســم الحــرف -أي صــوته -فيمتلئ
الفم بصداه .والتفخيم ،والتسمين ،والتغليظ بمعنى واحــد ،لكن المســتعمل في
الالم التغليظ ،وفي الراء التفخيم.
والترقيق :لغة :التنحيف.
واصــطالحا :عبــارة عن نحــول يــدخل على جســم الحــرف فال يمتلئ الفم
بصداه.
حكم الحروف تفخيما وترقيقا :اعلم أن الحروف قسـمان :حــروف اسـتعالء،
وحروف استفال.
أما حروف االستعالء :فحكمها التفخيم بال استثناء ،وقد تقدم في باب صفات
الحروف أنها سبعة ،مجموعة في قولهم" :خص ضــغط قــظ" وهي :الخــاء،
والصاد ،والضاد ،والغين ،والطاء ،والقاف ،والظاء.
وتختص حــروف اإلطبــاق األربعــة بتفخيم أقــوى :وهي الصــاد ،والضــاد،
والطاء ،والظاء.
مراتب التفخيم:
للتفخيم خمس مراتب هي:
فأعالها في المفتوح الذي بعده ألف مثلَ :ط اِئِع يَن ،فــالمفتوح الــذي ليس
بعده ألف مثلَ :طَلًب ا ،فالمضــموم مثــلَ :يْس ُطُروَن فالســاكن مثــل:
َأْطَع َم ُهْم ،فالمكسور مثلِ :ط ْبُتْم ،وهكذا في بقية األحرف.
وأما حروف االستفال :فحكمها الترقيق إال الالم والراء في بعض أحوالهما،
وإال األلف.
حكم الالم:
تفخم الالم في لفظ الجاللة الواقع بعد فتح نحوَ :تاِهَّلل أو ضم مثــلَ :نْص ُر
ِهَّللا .
46
وترقق إذا وقع لفظ الجاللة بعد كسر مثلِ :باِهَّلل ِ ،بْس ِم ِهَّللا .
حكم الراء :إن للراء أحكاما في حالة الوصل تختلف عنهــا في حالــة الوقــف
عليها.
.1فإذا كانت موصولة فإنها ترقق في حالتين:
األولى :أن تكون مكسورة سواء أكان الكسر أصليا مثلِ :رَج اٌل
َو اْلَغ اِرِم يَن َ ،و اْلَفْج ِر ،أو عارضا مثــلَ :و َأْن ِذ ِر الَّن اَس فــالراء
المكسورة ترقق مطلقا بدون قيد أو شرط.
أو سكنت بعد كسر أصــلي إال أنــه غــير متصــل بــالراء مثــل :اَّل ِذ ي
اْر َتَض ى ،فكسرة الذال منفصلة عن الراء.
أو سـكنت بعـد كسـر أصـلي متصـل بـالراء إال أن الـراء وقـع بعـدها
حرف استعالء مفتــوح متصــل ،وقــد وقــع ذلــك في خمس كلمــات في
47
القــرآن الكــريمِ :قْر َط اٍس ،باألنعــامَ ،و ِإْر َص اًدا ،و ِفْر َق ٍة ،
بالتوبة ِم ْر َص اًدا ،بالنبأَ ،لِباْلِم ْر َص اِد ،بسورة والفجر.
فتفخم الــراء الســاكنة في كــل ذلــك لعــدم اســتيفائها شــروط الــترقيق.
هذا ،وإذا كان حرف االستعالء الواقع بعــد الــراء الســاكنة مكســورا -
وذلك في لفظِ :فْر ٍق بسـورة الشـعراء – فقـد اختلفوا في الـراء حينئـذ:
األولى :أن يقع قبلها كسر مباشر مثلَ :بَص اِئُر .
الثانية :أن يقع قبلهـا كسـر غـير مباشـر بـأن فصـل بينـه وبين الـراء
حرف ساكن مستفل مثلِ :س ْح ٌر ،الِّذ ْك َر .
الثالثـــة :أن يقـــع قبلهـــا يـــاء ســـاكنة مثـــلَ :ق ِد يٌر ،اْلَخ ْي ُر .
وتفخم الراء في غير هذه الحاالت الثالث مثل :اْلَقَم َر ،الُّن ُذ ُر
َو اْلَفْج ِر ،هذا حكم الراء إذا وقف عليها بالسكون المجرد ،كــذلك إذا
وقف عليها باإلشمام.
وأما إذا وقف عليها بالروم فحكمها كالوصل:
فإذا وقفت على قوله تعالىِ :بَيِد َك اْلَخ ْيُر ،بالسكون المجــرد أو مــع
اإلشمام رققت الراء؛ لوقوعها بعد ياء ساكنة.
48
أمــا إذا وقفت بــالروم فخمت الــراء؛ ألنهــا مضــمومة ،وقــد علمت أن
الراء المضمومة تفخم في حالة الوصل ،فكذلك تفخم في حالة الوقــف
عليها بالروم؛ ألنه كالوصل.
كلمات اختلف فيها:
إذا وقفت على راء ِم ْص َر ،أوراء اْلِقْط ِر بســبأ ،ففي الــراء وجهــان:
الترقيق والتفخيم.
49
لغة :التسمين.
واصــطالحا :عبــارة عن ســمن يــدخل على جســم الحــرف -أي صــوته-
فيمتلئ الفم بصداه.
والتفخيم ،والتســمين ،والتغليــظ بمعــنى واحــد ،لكن المســتعمل في الالم
التغليظ ،وفي الراء التفخيم.
والترقيق :لغة :التنحيف.
واصــطالحا :عبارة عن نحــول يــدخل على جســم الحــرف فال يمتلئ الفم
بصداه.
وترقيقا:
ً حكم الحروف تفخيماً
اعلم أن الحروف قسمان :حروف استعالء ،وحروف استفال.
أما حروف االســتعالء :فحكمهــا التفخيم بال اســتثناء ،وقــد تقــدم في بــاب
صفات الحــروف أنهــا ســبعة ،مجموعــة في قــولهم" :خص ضــغط قــظ"
وهي :الخــاء ،والصــاد ،والضــاد ،والغين ،والطــاء ،والقــاف ،والظــاء.
وتختص حروف اإلطباق األربعة بتفخيم أقــوى :وهي الصــاد ،والضــاد،
والطاء ،والظاء.
مراتب التفخيم:
50
حكم الالم :تفخم الالم في لفظ الجاللة الواقع بعد فتح نحوَ :تاِهَّلل أو ضم
مثلَ :نْص ُر ِهَّللا .
وترقق إذا وقع لفظ الجاللة بعد كسر مثلِ :باِهَّلل ِ ،بْس ِم ِهَّللا .
حكم الــراء :إن للــراء أحكامــا في حالــة الوصــل تختلــف عنهــا في حالــة
الوقف عليها.
.1فإذا كانت موصولة فإنها ترقق في حالتين:
األولى:أن تكون مكسـورة سـواء أكـان الكسـر أصــليا مثـلِ :رَج اٌل ،
َو اْلَغ اِرِم يَن َ ،و اْلَفْج ِر أو عارضــا مثــلَ :و َأْن ِذ ِر الَّن اَس ،
فالراء المكسورة ترقق مطلقا بدون قيد أو شرط.
الثانيــة:أن تكون ســاكنة ،وال بــد في ترقيــق الــراء الســاكنة من شــروط:
وهي أن يكون قبل الراء كسرة أصلية متصلة بها ،ولم يقــع بعــدها
حرف استعالء مفتوح متصــل ،فــإذا اســتوفت الــراء الســاكنة هــذه
الشروط مجتمعة وجب ترقيقها مثلِ :فْر َعْو َن ِ ،ش ْر َع ًة .
وتفخم الـراء في غـير هـاتين الحـالتين :فتفخم إذا لم تكن مكسـورة
بأن كانت مفتوحة :مثلَ :ر َّبَنا ،أو مضمومة مثلُ :رُسٌل .
وتفخم كذلك إذا كانت ساكنة ولم تستوف شروط الترقيق المتقدمــة
بأن سكنت بعد فتح مثلَ :بْر ٌق ،أو بعد ضم مثل :اْلُق ْر آُن ،
أو سكنت بعد كســر إال أنــه عــارض مثــل :اْر ِج ِع ي ،في حالــة
االبتداء بهمزة الوصل ،فقد عرض الكسر لالبتداء بهمزة الوصل.
أو سكنت بعد كسر أصلي إال أنه غير متصل بالراء مثــل :اَّل ِذ ي
اْر َتَض ى ،فكسرة الذال منفصلة عن الراء.
أو سكنت بعد كسر أصلي متصل بــالراء إال أن الــراء وقــع بعــدها
حرف استعالء مفتوح متصل ،وقد وقع ذلك في خمس كلمــات في
القرآن الكريم:
ِقْر َطاٍس ،بسورةاألنعامَ ،و ِإْر َص اًدا ،و ِفْر َقٍة بالتوبةِ ،م ْر َص اًدا
51
بالنبأَ ،لِبا ْلِم ْر َص اِد بسورة والفجر ،فتفخم الــراء الســاكنة في
كل ذلك لعدم استيفائها شروط الترقيق.
هذا ،وإذا كان حرف االستعالء الواقع بعد الراء الســاكنة مكســورا
-وذلك في لفظِ :فْر ٍق بسورة الشــعراء – فقــد اختلفوا في الــراء
حينئذ :فمنهم من فخمها نظرا لوجود حرف االســتعالء ،ومنهم من
رققها نظرا لكسره .فالكسر قــد أضــعف تفخيمــه ،والــترقيق أرجح
من التفخيم.
وإذا كان حرف االستعالء الواقع بعد الــراء الســاكنة منفصــال عن
الراء بأن وقع في كلمة أخرى مثل:
َو ال ُتَص ِّع ْر َخ َّد َك َ ،فاْص ِبْر َص ْبًرا ،فــإن الــراء ترقــق ،وال
يلتفت إلى حرف االستعالء ،لعدم اتصاله بالراء.
.2وإذا وقف على الراء فإنها ترقق في ثالث حــاالت :األولى :أن
يقع قبلها كسر مباشر مثلَ :بَص اِئُر .الثانية :أن يقع قبلهــا كســر
غير مباشر بأن فصل بينه وبين الراء حرف ساكن مستفل مثل:
ِس ْح ٌر ،الِّذ ْك َر .
الثالثة:أن يقع قبلها ياء ساكنة مثلَ :قِد يٌر ،اْلَخ ْيُر .
وتفخم الراء في غير هذه الحاالت الثالث مثل :اْلَقَم َر ،
الُّنُذ ُر َ ،و اْلَفْج ِر هذا حكم الــراء إذا وقــف عليهــا بالســكون
المجرد ،كذلك إذا وقف عليها باإلشمام.
وأما إذا وقف عليها بالروم فحكمها كالوصل:
فإذا وقفت على قوله تعالىِ :بَي ِد َك اْلَخ ْي ُر بالسـكون المجـرد أو
مع اإلشمام رققت الراء؛ لوقوعها بعد ياء ساكنة.
أما إذا وقفت بالروم فخمت الراء؛ ألنها مضمومة ،وقــد علمت أن
الــراء المضــمومة تفخم في حالــة الوصــل ،فكــذلك تفخم في حالــة
الوقف عليها بالروم؛ ألنه كالوصل.
كلمــات اختلــف فيهــا :إذا وقفت على راء ِم ْص َر ،أو راء
اْلِقْطِر بسبأ ،ففي الراء وجهان :الترقيق والتفخيم.
فمن رقق نظر إلى الكسر ،ولم يعتبر الســاكن الفاصــل بين الكســر
والــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراء.
ومن فخم اعتبر هــذا الســاكن ،وعــده حــاجزا حصــينا بين الكســرة
52
والراء؛ لكونه حرف استعالء.
واألرجح في "مصـــر" التفخيم ،وفي "القطـــر" الـــترقيق؛ نظـــرا
للوصل ،وعمال باألصل.
وفي كلمةَ :يْس ِر ،بالفجر ،وكذاَ :أْس ِر حيث وقـعَ ،و ُن ُذ ِر
بالقمر وجهان وقفا كذلك.
واألرجح الــترقيق للفرق بين كســرة اإلعــراب وكســرة البنــاء،
وللداللة على الياء المحذوفة.
حكم األلف:
حكمها أنها تابعة لما قبلها تفخيما وترقيقا ،فإذا كــان الحــرف الــذي قبلهــا
مفخما فخمت مثلَ :قاَل و َطاَل .
َع اِلَيٍة . وإذا كان مرققا رققت مثلَ :ناِع َم ٌة
هذا :وقوله" :والعكس في الغن ألف" معناه أن الغنــة بعكس األلــف ،فهي
تابعة لما بعدها تفخيما وترقيقا.
فإذا كان الحرف الذي بعدها مفخما فخمت مثلَ :يْنُصُر ُك ُم فتفخم الغنة؛
ألن الصاد مفخمة.
وإذا كــان مرققــا رققت مثــلَ :أْنَز ْلَن اُه فــترقق الغنــة لــترقيق الــزاي.
فحكم الغنة :أنها تابعة لما بعدها تفخيما وترقيقا.
53
فيسـمع لهـا صـوت خفي ،يسـمعه القـريب المصـغي دون البعيـد؛
ألنها غير تامة.
الثالث :اإلشمام وهو ضــم الشــفتين بعيــد ســكون الحــرف كهيئتهمــا عنــد
النطــق بالضــمة ،وهــو إشــارة إلى الضــم ،ومن َثم فال يدركــه إال
البصير .وفائدة الروم واإلشمام :بيان الحركة األصلية الــتي ثبتت
في الوصل للحرف الموقوف عليه.
وهناك أنواع أخرى لإلشمام غير إشمام الوقف ال حاجــة لــذكرها ،ولكنــا
نذكر منها نوعا ورد في لفظ "تأمنا" في قولــه تعـالىَ :م ا َل َك ال
َتْأَم َّن ا َع َلى ُيوُس َف ،فأصــل الكلمــة "تأمننــا" بنــونين ،أدغمت
األولى في الثانية للجميع.
54
ب .هاء التأنيث الموقوف عليها بالهاء مثل :اْلَج َّنَة إذ المراد من الروم
واإلشمام بيان حركة الموقوف عليــه حالــة الوصــل ،ولم يكن على الهــاء
حركة حالة الوصل؛ ألنها مبدلة من التاء ،والتاء معدومة في الوقف.
ج .مــا كــان ســاكنا في الوصــل مثــلَ :فال َتْنَه ْر ومنــه ميم الجمــع ،فال
يجوز فيه الروم واإلشمام؛ ألنهما إنما يكونان في المتحرك دون الساكن.
د .ما كان متحركا في الوصل بحركة عارضة مثلَ :و َأْن ِذ ِر الَّن اَس ،
َو ال َتْنَسُو ا اْلَفْض َل ؛ ألن الحركــة عرضــت للــراء ،والــواو للتخلص من
التقاء الساكنين.
ومثــل ذلــك ميم الجمــع نحــوَ :و َأْنُتُم اَألْع َل ْو َن ،فال يجــوز فيــه الــروم
واإلشمام لعروض الحركة ،فال يعتد بها؛ ألنها تزول في الوقــف لــذهاب
المقتضي وهو اجتماع الساكنين ،فال وجه للروم ،واإلشمام.
الحالة األولى :أن تقع بعد متحــرك وقبــل ســاكن نحــوَ :ل ُه اْلُم ْل ُك َو َل ُه
اْلَح ْم ُد .
الحالة الثانية :أن تقع بين ساكنين نحوَ :ش ْهُر َر َم َض اَن اَّل ِذ ي ُأْن ِزَل ِفيـِه
اْلُقْر آُن وقد اتفق القراء العشرة على عدم صلة هــاء الضــمير في هــاتين
55
الحالتين إال الــبزي عن ابن كثــير في قولــه تعــالىَ :ف َأْنَت َع ْن ُه َتَلَّهى ،
فإنه يصل الهاء بواو لفظية في الوصل ،ويشدد التاء من "تلهى" ،ويلــزم
حينئذ مد الهاء مدا طويال لوجود الساكن المدغم.
الحالة الثالثة :أن تقع بين متحركين نحـوِ :إَّن َر َّب ُه َك اَن ِب ِه َبِص يًرا ،
وال خالف بين عامة القراء في صلة هذه الهــاء بــواو لفظيــة في الوصــل
إذا كــانت مضــمومة ،وبيــاء لفظيــة في الوصــل إذا كــانت مكســورة.
وبالنسبة لحفص عن عاصم فإنه وصلها بواو لفظية إذا كانت مضمومة،
وبياء لفظية إذا كانت مكسورة -كما أسلفنا -إال في خمسة مواضــع منهــا،
وهيَ :أْر ِج ْه في األعراف والشعراءَ ،و َيَّتْقِه في النور ،و َفَأْلِقِه
بالنمل ،و َيْر َض ُه بالزمر.
أما َأْر ِج ْه و َفَأْلِقِه فقرأهما بإسكان الهاء وصال ووقفا.
وأما َو َيَّتْقِه فقرأ بقصر الهاء أي كسرها من غــير صــلة؛ ألنــه يســكن
القاف قبلها.
وأما َيْر َض ُه فقرأ بقصر الهاء مضمومة من غير صلة.
الحالة الرابعة :أن تقع بعد ساكن وقبل متحرك نحوِ :في ـِه ُه ًدى ِلْلُم َّتِقيَن
وهذه الحالة مختلف فيها بين القراء العشرة ،فابن كثير يصلها بواو إذا
كانت مضمومة ،وبياء إذا كانت مكسورة ،ويوافقــه حفص في لفظ ِفيـِه
ُمَهاًنا بالفرقان ،فيصل الهاء من "فيه" بياء لفظيـة في الوصــل ،وبـاقي
القراء بالقصر أي بحذف الصلة مطلقا ،وال خالف بين القراء في إسكان
الهاء وقفا.
56
ما يجوز فيه الروم واإلشمام ،وما ال يجوز:
ينقسم الموقوف عليه إلى ثالثة أقسام:
.1مــا يوقــف عليــه بــاألنواع الثالثــة المتقدمــة ،وهي :الســكون ،والــروم،
واإلشمام ،وهو ما كان متحركا بالرفع أو الضم مثل َنْس َتِع يُن ِ ،م ْن َقْب ُل
َو ِم ْن َبْعُد .
.2ما يوقف عليه بالسكون والروم فقط وال يجوز فيه اإلشمام ،وهو ما كــان
متحركا بالخفض أو الكسر مثل :الَّرْح َمِن الَّر ِح يِم َ ،هُؤ الِء .
.3ما يوقف عليه بالسكون فقط وال يجــوز فيــه الــروم واإلشــمام ،وذلــك في
المواضع اآلتية:
أ .المنصــوب والمفتــوح نحــو :اْلُم ْس َتِقيَم ال َر ْيَب ،فال يجــوز الــروم
فيهمــا لخفة الفتحــة وســرعتها في النطــق ،فال تكــاد تخــرج إال كاملــة ،وال
اإلشمام؛ ألنه إشارة إلى الضم.
ب .هاء التأنيث الموقوف عليها بالهاء مثل :اْلَج َّنَة ،إذ المــراد من الــروم
واإلشــمام بيــان حركــة الموقــوف عليــه حالــة الوصــل ،ولم يكن على الهــاء
حركــة حالــة الوصــل؛ ألنهــا مبدلــة من التــاء ،والتــاء معدومــة في الوقــف.
ج .ما كان ساكنا في الوصل مثلَ :فال َتْنَهْر ومنــه ميم الجمــع ،فال يجــوز
فيــه الــروم واإلشــمام؛ ألنهمــا إنمــا يكونــان في المتحــرك دون الســاكن.
د .ما كان متحركا في الوصل بحركة عارضة مثلَ :و َأْن ِذ ِر الَّن اَس َ ،و ال
َتْنَسُو ا اْلَفْض َل ؛ ألن الحركــة عرضــت للــراء ،والــواو للتخلص من التقــاء
الساكنين.
ومثل ذلك ميم الجمع نحوَ :و َأْنُتُم اَألْع َلْو َن ،فال يجوز فيه الروم واإلشمام
لعروض الحركة ،فال يعتــد بهــا؛ ألنهــا تــزول في الوقــف لــذهاب المقتضــي
وهو اجتماع الساكنين ،فال وجه للروم ،واإلشمام.
وأما هاء الضمير :فقد اختلف فيها وقفا:
.1فذهب بعضهم إلى جواز الروم واإلشمام فيها مطلقا.
.2وذهب بعضهم إلى المنع مطلقا.
.3والمختــار منعهمــا فيهــا إذا كــان قبلهــا ضــم ،أو واو ســاكنة ،أو كســر،
أو ياء ساكنة مثلَ :يْر َفُعُه ،و َع َقُلوُه ،و ِبِه ،و ِفيِه .
وجوازهما إذا لم يكن قبلها ذلك ،بأن انفتح ما قبل الهاء ،أو وقع قبلهــا ألــف،
أو ساكن صحيح مثلَ :فَأْك َر َم ُه َ ،و َهَد اُه ،و َع ْنُه .
57
ووجه الروم واإلشمام اإلجراء على القاعدة ،ووجه المنع طلب الخفة.
حكم هاء الضمير وصال لما كانت هــاء الضــمير في اصــطالح القــراء :هي
الهاء الزائدة الدالة على الواحــد المــذكر الغــائب ،ســميت هــاء الكنايــة أيضــا
ألنها يكنى بها عن المفرد والمذكر الغائب ،ولها أربع أحوال:
الحالة األولى :أن تقع بعد متحرك وقبل ساكن نحوَ :لُه اْلُم ْلُك َو َلُه اْلَح ْم ُد .
الحالة الثانية :أن تقـع بين سـاكنين نحـوَ :ش ْهُر َر َم َض اَن اَّل ِذ ي ُأْن ِزَل ِفيـِه
اْلُقْر آُن .
وقد اتفق القراء العشرة على عدم صلة هاء الضــمير في هــاتين الحــالتين إال
البزي عن ابن كثير في قوله تعــالىَ :ف َأْنَت َع ْن ُه َتَلَّهى فإنــه يصــل الهــاء
بواو لفظية في الوصل ،ويشدد التاء من "تلهى" ،ويلزم حينئذ مد الهــاء مــدا
طويال لوجود الساكن المدغم.
الحالــة الثالثــة :أن تقــع بين متحــركين نحــوِ :إَّن َر َّب ُه َك اَن ِب ِه َبِص يًرا
وال خالف بين عامة القراء في صلة هذه الهــاء بــواو لفظيــة في الوصــل إذا
كانت مضمومة ،وبياء لفظية في الوصل إذا كانت مكسورة.
وبالنسبة لحفص عن عاصم فإنه وصــلها بــواو لفظيــة إذا كــانت مضــمومة،
وبياء لفظية إذا كانت مكســورة -كمــا أســلفنا -إال في خمســة مواضــع منهــا،
وهيَ :أْر ِج ْه ،في األعراف ،والشعراءَ ،و َيَّتْقِه في النور ،و َفَأْلِق ِه
بالنمل ،و َيْر َض ُه بالزمر.
أما َأْر ِج ْه و َفَأْلِقِه فقرأهما بإسكان الهاء وصال ووقفا.
وأما َو َيَّتْقِه فقرأ بقصر الهاء أي كسرها من غير صلة؛ ألنه يسكن القاف
قبله ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا.
وأما َيْر َض ُه فقرأ بقصر الهاء مضمومة من غير صلة.
الحالة الرابعة :أن تقع بعد ساكن ،وقبل متحرك نحوِ :فيِه ُه ًدى ِلْلُم َّتِقيَن .
وهذه الحالة مختلف فيها بين القراء العشرة ،فـابن كثـير يصـلها بـواو
إذا كانت مضمومة ،وبياء إذا كانت مكسورة ،ويوافقــه حفص في لفظ ِفيـِه
ُمَهاًنا بالفرقان ،فيصــل الهــاء من "فيــه" بيــاء لفظيــة في الوصــل ،وبــاقي
58
القراء بالقصر أي بحــذف الصــلة مطلقــا ،وال خالف بين القــراء في إســكان
الهاء وقفا.
وبهذا نكون قد انتهينا من تقديم هذه المادة المباركــة والــتي تخــدم كــل
قارئ للقرآن الكريم ،وتعد من جملة أحكام التالوة للقرآن الكريم ،ونسأل هللا
أن ينفع بها ،ويجعلها خالصة لوجهه الكريم.
وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين ،وصلى هللا على نبينا محمد
وآله وصحبه وسلم…
59
فهرس المصادر
60
أسد الغابة في معرفة الصحابة لعز الدين بن األثير أبي الحسن
علي بن محمد الجزري.
اإلضاءة في بيان أصول القراءة لفضيلة الشيخ علي بن محمد
الضباع.
أقرب األقوال على فتح األقفال حاشية على شرح تحفة األطفال
لفضيلة الشيخ علي بن محمد الضباع.
إنباه الرواة على أنباه النحاة للوزير جمال الدين أبي الحسن
علي بن يوسف القفطي.
البداية والنهاية ألبي الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي.
البرهان في علوم القرآن لإلمام بدر الدين محمد بن عبد هللا
الزركشي.
تحفة األطفال في تجويد القرآن للعالمة الشيخ سليمان بن حسين
الجمزوري.
تلخيص آللئ البيان في تجويد القرآن لفضيلة الشيخ إبراهيم بن
علي بن شحاتة السمنودي.
التمهيد في علم التجويد لإلمام المحقق محمد بن محمد بن علي
بن يوسف الجزري.
تنقيح فتح الكريم في تحرير أوجه القرآن العظيم ألصحاب
الفضيلة الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات ،الشيخ إبراهيم علي
شحاتة السمنودي ،الشيخ عامر السيد عثمان.
التيسير في القراءات السبع لإلمام أبي عمرو عثمان بن سعيد
الداني.
جامع األصول في أحاديث الرسول لإلمام مجد الدين أبي
السعادات المبارك بن محمد :ابن األثير الجزري.
حرز األماني ووجه التهاني "الشاطبية" لإلمام أبي القاسم بن
فيره بن خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي.
دليل الحيران شرح مورد الظمآن في رسم وضبط القرآن للعالمة
الشيخ إبراهيم بن أحمد المارغني التونسي.
سراج القارئ المبتدي وتذكار المقرئ المنتهي لإلمام أبي القاسم
علي بن عثمان بن محمد بن أحمد بن الحسن القاصح.
61
سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين لفضيلة الشيخ
علي بن محمد الضباع.
طيبة النشر في القراءات العشر لإلمام المحقق ابن الجزري.
العميد في علم التجويد لفضيلة الشيخ محمود علي بسة.
غاية النهاية في طبقات القراء لشمس الدين أبي الخير محمد بن
محمد بن الجزري.
غيث النفع في القراءات السبع لإلمام علي النوري الصفاقسي.
فتح األقفال بشرح تحفة األطفال للشيخ سليمان بن حسين
الجمزوري.
القول السديد في بيان حكم التجويد لفضيلة الشيخ محمد بن علي
بن خلف الحسيني الشهير بالحداد.
آللئ البيان في تجويد القرآن لفضيلة الشيخ إبراهيم بن علي بن
شحاتة السمنودي.
معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة.
المقدمة الجزرية في تجويد اآليات القرآنية لإلمام المحقق ابن
الجزري.
النشر في القراءات العشر لإلمام المحقق ابن الجزري.
نهاية القول المفيد في علم التجويد لفضيلة الشيخ محمد مكي
نصر.
الوافي في شرح الشاطبية لفضيلة الشيخ عبد الفتاح بن عبد
الغني القاضي.
62
فهرس الموضوعات
1 المقدمة
3 معنى التجويد ،وحكمه ،وموضوعه ،وفضله ،وغايته
5 مراتب القراءة
5 االستعاذة
6 البسملة
6 أوجه االستعاذة والبسملة
8 التجويد غايته وحكمه وطرق تلقيه ومراتبه
9 مراتب القراءة الصحيحة
10 حكم الميم والنون المشددتين
11 أحكام النون الساكنة والتنوين
16 أحكام الميم الساكنة
16 أحكام التماثل والتجانس والتقارب
20 حكم الالمات السواكن
22 أحكام المدود
24 لواحق المد
63
27 أحكام الراء
28 صفات الحروف
35 مخارج الحروف
41 الوقف واالبتداء
49 التفخيم والترقيق
56 ما يجوز فيه الروم واإلشمام ،وما ال يجوز
59 فهرس المصادر والمراجع
62 فهرس المحتويات
64