Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 64

‫اليسير والبيان في أحكام تجويد القرآن‬

‫جمع وإعداد‬
‫د‪ .‬محمد بن عبد العزيز أمان‬
‫عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات اإلسالمية(جامعة‬
‫الملك عبد العزيز)‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫الحمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا وعلى آله وصحبه‬
‫ومن اهتدى بهداه‪ .‬أما بعد‪...‬‬
‫فإن علم التجويد من أفضل العلوم على اإلطالق‪ ،‬ألنه متعلق‬
‫بأفضل الكالم وهو كالم هللا جل وعال‪ ،‬ولذلك كان تعلمه قربة وأجر‬
‫وعبادة يتقرب به إلى هللا تعالى‪ ،‬ومزية وخيرية ال مثيل لها بنص‬
‫حديث رسول هللا ‪ ":--‬خيركم من تعلم العلم وعلمه"(‪.)1‬‬
‫وتيسرًا على طالبنا والمبتدئين من محبي كتاب هللا وتالوته‬
‫وقراءته‪ ،‬وممن ال يعرفوا هذا العلم جمعت لهم ما يتيسر منه من مادة‬
‫علمية سهلة ميسرة ملخصة مختصرة ليتثنى لهم التعرف‪ ،‬والوصول‬
‫إلى القراءة الصحيحة السليمة من الخطاء‪ ،‬ومن ثم اجتناب اللحن في‬
‫قراءتهم‪ ،‬وأسميته ( اليسر والبيان في تجويد القرآن) ليسهل عليهم‬
‫استيعابه ويكونوا ممن يتلون كتاب هللا حق تالوته‪ ،‬والمؤمنون به‪،‬‬
‫عمال بقوله تعالى‪ :‬اَّلِذ يَن آَتْيَناُهُم اْلِكَتاَب َيْتُلوَنُه َح َّق ِتَالَو ِتِه ُأْو َلِئَك‬
‫ُيْؤ ِم ُنوَن ِبِه َو من َيْكُفْر ِبِه َفُأْو َلِئَك ُهُم اْلَخ اِس ُروَن (‪.)2‬‬
‫ومن المهرة به عمًال بقوله ‪ --‬فعن عائشة ‪ -‬رضي هللا عنها‪-‬‬
‫قالت‪ :‬قال رسول هللا ‪ " :--‬الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة‪،‬‬
‫والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران الماهر‬
‫بالقرآن"(‪.)3‬‬

‫‪ -‬صحيح البخ اري‪ :‬لأبي عب د اهلل محم د بن إس ماعيل‪ ،‬ت ‪256‬هـ‪ ،‬مطبع ة دار بن كث ير‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫اليمامة‪ ،‬مراجعة‪ ،‬د‪ :‬مصطفى ديب البغا‪ 1407،‬هـ‪( ،‬ج‪/4‬ص‪ ،)1919‬باب‪ :‬خيركم من‬
‫تعلم القرآن وعلمه‪.‬‬
‫‪ -‬سورة البقرة‪ ،‬آية (‪.)121‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬ص حيح مس لم‪ ،‬لأبي الحس ن مس لم بن الحج اج النيس ابوري‪ ،‬ت‪261‬هـ‪ ،‬مراجع ة محم د‬ ‫‪3‬‬

‫فؤاد عبد الباقي ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬طبعة ‪ 1374‬هـ ‪(.‬ج ‪/ 1‬ص ‪،)549‬‬
‫باب‪ :‬الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وأن يكون ممن يقال له إقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في‬
‫الدنيا‪ ،‬فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرأها‪ ،‬فعن عبد هللا بن عمرو ‪-‬‬
‫‪ ،-‬عن النبي ‪ --‬قال‪ " :‬يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما‬
‫كنت ترتل في الدنيا‪ ،‬فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها" (‪.)1‬‬
‫وعن أبي هريرة ‪ ،--‬أنه سمع النبي ‪ --‬يقول‪ ":‬ما أذن هللا‬
‫لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به"(‪.)2‬‬
‫وقد عددت في هذا الملخص المختصر أبواب التجويد المهمة‬
‫التي يرفع بها الخطأ واللحن إذا ما تعلمها الطالب‪ ،‬ودرسها الدارس‪،‬‬
‫وهي تتعلق بالتعريف بالتجويد‪.‬‬
‫وهللا أسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم‪ ،‬وأن يجعلنا من أهل‬
‫القرآن الذين هم أهل هللا وخاصته‪ ،‬وأن يوفق الجميع لما يحب‬
‫ويرضى‪ ،‬وصلى هللا على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‪...‬‬

‫‪ -‬سنن الترمذي‪ :‬ألبي عيسى بن سورة‪ ،‬ت‪ 279‬هـ‪ ،‬تحقيق أحمد بن محمد شاكر‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪1‬‬

‫الثانية‪1398 ،‬هـ‪ ،‬شركة مصطفى البابي الحلبي وأوالده‪ ،‬مصر‪( .‬ج ‪ 5‬ص ‪،)177‬‬
‫صححه األلباني‪ ،‬وسنن أبي داود‪ ،‬سليمان بن األشعث أبو داود السجستاني اآلزدي‪ ،‬دار‬
‫الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد محي الدين عبد الحميد‪( .‬ج ‪ 2‬ص ‪ ، )73‬باب استحباب‬
‫الترتيل في القراءة‪.‬‬
‫‪ -‬صحيح البخاري ( ج ‪/ 6‬ص ‪ ،)2743‬باب‪ :‬قول النبي ‪ --‬الماهر بالقرآن مع السفرة‬ ‫‪2‬‬

‫الكرام البررة وزينوا القرآن بأصواتكم‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫معنى التجويد لغة واصطالحا‪ ،‬وحكمه‪ ،‬وموضوعه‪ ،‬وفضله‪ ،‬وغايته‪.‬‬
‫التجويد‪ :‬لغة‪ :‬هو التحسين‪ .‬تقول‪ :‬جودت الشيء إذا حسنته‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬إعطاء كل حرف حقه ومستحقه‪ .‬وحق الحرف‪ :‬إخراجه‬
‫من مخرجه متصفا بصفاته الذاتية الالزمة له‪ ،‬كالجهر‪ ،‬والشدة‪،‬‬
‫واالستعالء‪ ،‬والغنة‪ ،‬وغيرها‪ ،‬فإن هذه الصفات المذكورة وغيرها من‬
‫الصفات الالزمة ال تنفك عن الحرف‪.‬‬
‫ومستحقه‪ :‬صفاته العارضة الناشئة عن الصفات الالزمة‪ ،‬كالتفخيم فإنه‬
‫ناشئ عن االستعالء‪ ،‬وكالترقيق فإنه ناشئ عن االستفال‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬العلم به فرض كفاية‪ ،‬والعمل به فرض عين على كل مسلم‬
‫ومسلمة‪.‬‬
‫وقد ثبتت فرضيته بالكتاب والسنة واإلجماع‪.‬‬

‫أما الكتاب‪ :‬فقوله تعالى‪َ :‬و َر ِّتِل اْلُقْر آَن َتْر ِتيال ‪ [ ،‬سورة المزمل ‪:‬‬
‫‪ ]4‬أي‪ :‬جوده تجويدا‪ ،‬وقد جاء عن علي بن أبي طالب‪ --‬في قوله‬
‫تعالى‪َ :‬و َر ِّتِل اْلُقْر آَن َتْر ِتيال أنه قال‪ " :‬الترتيل هو تجويد‬
‫الحروف‪ ،‬ومعرفة الوقوف "‪ ،‬وقد أكد هللا األمر بالمصدر اهتماماً به‬
‫وتعظيما لشأنه‪.‬‬
‫أما السنة‪ :‬فكان النبي ‪ --‬يعلم أصحابه القرآن كما تلقاه من جبريل‪،‬‬
‫ولقنهم إياه مجودًا مرتال ووصل إلينا ‪-‬أيضا‪ -‬بهذه الكيفية‬
‫المخصوصة‪.‬‬
‫وقد جاء عنه ‪ --‬أحاديث كثيرة تدل على وجوب تجويد القرآن‪ ،‬منها‬
‫ما روى عن عبد هللا بن مسعود ‪ --‬قال أقرأني رسول هللا ‪ --‬سورة‬
‫الرحمن فخرجت إلى المسجد عشية فجلس إلي رهط فقلت لرجل اقرأ‬
‫علي فإذا هو يقرأ أحرفاً ال أقرؤها فقلت من أقرأك فقال أقرأني رسول‬
‫هللا ‪ --‬فانطلقنا حتى وقفنا على النبي ‪ --‬فقلت‪ :‬اختلفنا في قراءتنا فإذا‬
‫وجه رسول هللا ‪ --‬فيه تغير ووجد في نفسه حين ذكرت االختالف‬

‫‪4‬‬
‫فقال‪ " :‬إنما هلك من قبلكم باالختالف" فأمر علياً فقال‪ :‬إن رسول هللا ‪-‬‬
‫‪ -‬يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علم‪ ،‬فإنما أهلك من قبلكم‬
‫االختالف قال فانطلقنا وكل رجل منا يقرأ حرفاً ال يقرأ صاحبه "(‪.)1‬‬
‫وأما اإلجماع‪ :‬فقد اجتمعت األمة المعصومة من الخطأ على وجوب‬
‫التجويد من زمن النبي ‪ --‬إلى زماننا‪ ،‬ولم يختلف فيه عن أحد منهم‪،‬‬
‫وهذا من أقوى الحجج‪.‬‬
‫موضوعه‪ :‬الكلمات القرآنية‪.‬‬
‫فضله‪ :‬أنه من أشرف العلوم لتعلقه بأشرف الكتب وأجلها‪.‬‬
‫غايته‪ :‬صون اللسان عن اللحن في كتاب هللا ‪.- -‬‬
‫والمراد باللحن هنا الخطأ‪ ،‬والميل عن الصواب‪ ،‬وهو قسمان‪:‬‬
‫جلي‪ ،‬وخفي‪ .‬فالجلي‪ :‬هو خطأ يطرأ على األلفاظ؛ فيخل بعرف‬
‫القراءة‪ ،‬سواء أخل بالمعنى أم لم يخل‪ ،‬فضم تاء لفظ َأْنَعْم َت في‬
‫قوله تعالى‪ِ :‬ص َر اَط اَّلِذ يَن َأْنَعْم َت َع َلْيِهْم يعتبر خطأ مخال بالمعنى؛‬
‫ألن التاء حينئذ أصبحت ضميرًا للمتكلم مع أنها في اآلية الكريمة‬
‫مفتوحة وهي ضمير للمخاطب‪.‬‬

‫ورفع هاء لفظ الجاللة في قوله تعالى‪ :‬اْلَح ْم ُد ِهَّلِل يعتبر خطأ غير‬
‫مخل بالمعنى‪ ،‬وإنما سمى جليًا؛ ألنه ظاهر يشترك القراء وغيرهم في‬
‫معرفته‪.‬‬
‫حكم اللحن الجلي‪ :‬اللحن الجلي بنوعيه حرام إجماعًا‪.‬‬

‫‪ -‬صحيح ابن حبان‪ ،‬للحافظ محمد بن حبان بن احمد بن حبان‪ ،‬تحقيق‪ :‬كمال يوسف‬ ‫‪1‬‬

‫الحوت‪ ،‬نشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت– لبنان‪ ،‬األمير‪ :‬عالء الدين الفارسي‪ ،‬الطبعة ‪:‬‬
‫األولى ‪1407‬هـ‪1987 -‬م‪( ،‬ج ‪/ 3‬ص‪ ،)22‬والمستدرك على الصحيحين للحاكم‪ ،‬للحاكم‬
‫اإلمام الحافظ‪ ،‬أبو عبد اهلل الحاكم النيسابورى‪ ،‬نشر‪ :‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪(،‬ج‬
‫‪ 2‬ص‪.)243 /‬‬

‫‪5‬‬
‫والخفي‪ :‬هو خطأ يطرأ على األلفاظ؛ فيخل بالعرف‪ ،‬وال يخل بالمعنى‬
‫كترك الغنة‪ ،‬وقصر الممدود‪ ،‬ومد المقصور‪.‬‬
‫وإنما سمى خفيًا الختصاص علماء هذا الفن بمعرفته‪.‬‬
‫حكم اللحن الخفي‪ :‬الصحيح أن اللحن الخفي حرام كذلك‪.‬‬
‫مراتب القراءة للقراءة ثالث مراتب‪:‬‬
‫األولى‪ :‬الترتيل‪ :‬وهو القراءة بتؤدة واطمئنان‪ ،‬وإخراج كل حرف من‬
‫مخرجه‪ ،‬مع إعطائه حقه ومستحقه‪ ،‬مع تدبر المعاني وتفهمها‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬الحدر‪ :‬وهو سرعة القراءة مع مراعاة القواعد التجويدية‪.‬‬
‫وهو مرتبة متوسطة بين الترتيل والحدر‪ ،‬وهذه المراتب الثالث مجموعة في‬ ‫الثالثة‪ :‬التدوير‪:‬‬
‫البيت اآلتي‪:‬‬

‫جميعهـــا مراتبا لمــن قرأ‬ ‫حــدر وتدويــر وتــرتيل تـرى‬

‫االستعاذة صيغتها‪ :‬الصيغة المختارة "أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم"‬


‫موافقة آلية "النحل" وهي قوله جل وعال َفِإَذ ا َقَر ْأَت اْلُقْر آَن َفاْسَتِع ْذ‬
‫ِباِهَّلل ِم َن الَّش ْيَطاِن الَّر ِج يِم ويجوز الزيادة على هذه الصيغة‪ ،‬أو‬
‫النقص عنها‪ ،‬أو اإلتيان بصيغة أخرى مغايرة مما صح عند أئمة‬
‫القراءة‪.‬‬
‫فمما ورد في الزيادة‪ " :‬أعوذ باهلل السميع العليم من الشيطان الرجيم"‪.‬‬
‫ومما ورد في النقص‪" :‬أعوذ باهلل من الشيطان" فقط‪.‬‬
‫محلها‪ ،‬االستعاذة‪ :‬إنما تكون قبل القراءة‪ ،‬وهذا هو الصحيح‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫بعدها لظاهر اآلية‪ ،‬وهو ضعيف ألن تقدير اآلية‪ :‬فإذا أردت القراءة‬
‫فاستعذ كما في قوله تعالى‪ِ :‬إَذ ا ُقْم ُتْم ِإَلى الَّصالِة َفاْغ ِس ُلوا أي‪ :‬إذا‬
‫أردتم القيام إلى الصالة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫حكمها‪ :‬هي مستحبة عند األكثر‪ ،‬وقيل‪ :‬واجبة‪.‬‬
‫حاالتها‪ :‬لها ست حاالت‪ :‬حالتان يجهر بها فيهما‪ ،‬وأربع حاالت يسر‬
‫بها فيها‪ ،‬فيجهر بها القارئ إذا كان هناك من يسمعه‪ ،‬أو في ابتداء‬
‫الدرس‪ ،‬ويسر بها إذا أسر قراءته‪ ،‬أو كان في الصالة‪ ،‬أو كان خاليا‬
‫سواء أقرأ سرا أم جهرا‪ ،‬أو كان يقرأ وسط جماعة يتدارسون القرآن‪،‬‬
‫ولم يكن هو المبتدئ بالقراءة‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬إذا قطع القارئ القراءة لعارض ضروري كسعال‪ ،‬أو لكالم‬
‫يتعلق بالقراءة لم يعد التعوذ بخالف ما إذا قطعها إعراضا عنها‪ ،‬أو‬
‫لكالم أجنبي ولو ردًا لسالم فإنه يعيده‪.‬‬
‫البسملة‪ :‬إذا ابتدأت بأول سورة من سور القرآن الكريم فال بد من‬
‫اإلتيان بالبسملة ما عدا أول "براءة"‪ ،‬وتسمى سورة "التوبة" – أيضا‪.‬‬
‫وإذا ابتدأت بأول سورة "التوبة" فيمتنع اإلتيان بالبسملة؛ وذلك لنزول‬
‫هذه السورة بالسيف‪ .‬وإذا ابتدأت بما بعد أوائل السور ولو بكلمة فأنت‬
‫مخير بين اإلتيان بالبسملة وبين عدم اإلتيان بها‪.‬‬
‫وهل "براءة" كذلك؟ جَّو ز بعضهم اإلتيان بالبسملة وتركها كغيرها من‬
‫السور‪ ،‬ومنع الجعبري البسملة في أي جزء من أجزائها تبعًا ألولها‪.‬‬

‫أوجه كل من االستعاذة والبسملة ‪:‬‬


‫لالستعاذة أربعة أوجه في بدء كل سورة‪ ،‬ما عدا "براءة"‪:‬‬
‫األول‪ :‬قطع الجميع‪ ،‬أي‪ :‬قطع االستعاذة عن البسملة‪ ،‬والبسملة عن‬
‫أول السورة‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬قطع االستعاذة مع وصل البسملة بأول السورة‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬وصل االستعاذة بالبسملة واقفًا عليها مبتدئا بأول السورة‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬وصل الجميع‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫وأما في أول براءة فلك وجهان فقط‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫‪ .1‬قطع االستعاذة عن أول السورة‪.‬‬
‫‪ .2‬وصل االستعاذة بأول السورة‪ ،‬وقد علمت مما تقدم أن البسملة‬
‫ممتنعة أول "التوبة"‪.‬‬
‫وأما إذا ابتدأت بأجزاء السور أي‪ :‬بما بعد أولها ولو بكلمة‪ ،‬فلالستعاذة‬
‫ستة أوجه؛ ألنك مخير بين البسملة وبين عدمها‪.‬‬
‫فإذا أتيت بالبسملة جاز لك األوجه األربعة السابقة‪.‬‬
‫وإذا لم تأت بها جاز لك الوجهان الجائزان في أول "التوبة"‪.‬‬

‫وللبسملة بين السورتين ثالثة أوجه‪:‬‬


‫األول‪ :‬قطع الجميع‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬قطع آخر السورة عن البسملة مع وصل البسملة بأول السورة‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬وصل الجميع‪.‬‬
‫وأما وصل آخر السورة بالبسملة مع الوقف عليها فال يجوز؛ ألن‬
‫البسملة جعلت ألوائل السور ال ألواخرها‪.‬‬
‫وهذه األوجه الثالثة جائزة بين كل سورتين‪ ،‬سواء أكانتا مرتبتين أم‬
‫غير مرتبتين‪.‬‬
‫ويستثنى من ذلك بين األنفال والتوبة‪ ،‬فإن بينهما لجميع القراء ثالثة أوجه وهي‪ :‬الوقف‪ ،‬والسكت‪،‬‬
‫والوصل بدون بسملة‪.‬‬

‫قـف واسكتن وصـل بال بسملة‬ ‫وبين األنفال وبين التوبــة‬

‫‪8‬‬
‫أ‪ -‬التجويد‪ :‬غايته وحكمه وطرق تلقيه ومراتبه‪:‬‬
‫‪ -‬علم التجويد‪ :‬علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية‪.‬‬
‫وتجويد الحروف هو‪ :‬اإلتيان بها جيدة اللفظ تطابق أجود نطق لها‬
‫وهو نطق رسول هللا ‪. - -‬‬
‫‪ -‬غاية علم التجويد‪ :‬بلوغ اإلتقان في تالوة القرآن‪ .‬أو هو‪ :‬صون‬
‫اللسان عن اللحن في تالوة القرآن‪.‬‬
‫‪ -‬حقيقة علم التجويد‪ :‬إعطاء كل حرف حقه ومستحقه في النطق‪،‬‬
‫وإتقان الحروف وتحسينها وخلوها من الزيادة والنقص والرداءة‪.‬‬
‫‪ -‬حكم تعّلم التجويد‪ :‬فرض كفاية على المسلمين ‪ ،‬إذا قام به البعض‬
‫سقط عن الكل‪.‬‬
‫‪ -‬حكم العمل به‪ :‬فرض عين على كل مسلم ومسلمة من المكلفين عند‬
‫تالوة القرآن‪.‬‬
‫‪ -‬طريقة أخذ علم التجويد على نوعين ‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يسمع اآلخذ من الشيخ‪ ،‬وهي طريقة المتقدمين‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يقرأ اآلخذ في حضرة الشيخ وهو يسمع له ويصحح‪.‬‬
‫واألفضل الجمع بين الطريقتين‪.‬‬
‫‪ -‬مراتب القراءة الصحيحة‪:‬‬
‫‪ -1‬التحقيق‪ :‬لغة‪ :‬هو المبالغة في اإلتيان بالشيء على حقيقته من غير‬
‫زيادة فيه وال نقص عنه‪ ،‬فهو بلوغ حقيقة الشيء‬
‫والوقوف على كنهه‪ ،‬والوصول إلى نهاية شأنه‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬إعطاء الحروف حقها من إشباع المد وتحقيق الهمز‬
‫وإتمام الحركات وتوفية الغنات وتفكيك الحروف وهو‬

‫‪9‬‬
‫بيانها‪ ،‬وإخراج بعضها من بعض بالسكت والتؤدة‪،‬‬
‫والوقف على الوقوف الجائزة واإلتيان باإلظهار واإلدغام‬
‫على وجهه‪.‬‬
‫‪ -2‬الحدر‪ :‬لغة‪ :‬مصدر من َح َد َر ُيحدر إذا أسرع‪ ،‬أو هو من الحدر‬
‫الذي هو الهبوط‪ ،‬ألن اإلسراع من الزمه‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬إدراج القراءة وسرعتها مع مراعاة أحكام التجويد من‬
‫إظهار وإدغام وقصر ومد‪ ،‬ومخارج وصفات‪.‬‬
‫‪ -3‬التدوير‪ :‬فهو عبارة عن التوسط بين مرتبتي التحقيق والحدر‪.‬‬
‫‪ -4‬الترتيل‪ :‬لغة‪ :‬مصدر من رتل فالن كالمه‪ ،‬إذا أتبع بعضه بعضا‬
‫على مكث وتفهم من غير عجله‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬هو قراءة القرآن بتمهل وتؤدة واطمئنان وإعطاء كل‬
‫حرف حقه من المخارج والصفات والمدود‪.‬‬

‫ب‪ -‬حكم الميم والنون المشّددتين‪:‬‬


‫‪ .1‬عند لفظ الميم المشددة وفي حال قراءة القرآن الكريم ينبغي‬
‫إظهار الغنة بمقدار حركتين‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫مثال‪ :‬أّم ا‪ ،‬ثَّم ‪ ،‬عّم ‪ ،‬أّم ن‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ .2‬عند لفظ النون المشددة ينبغي إظهار الغنة بمقدار حركتين‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬

‫إّن ‪ ،‬إّنا‪ ،‬وقوله تعالى‪ :‬من الِج َّنة والّناس ‪[ ،‬سورة الناس‪.]6 :‬‬
‫جـ‪ -‬أحكام النون الساكنة والتنوين ‪.‬‬
‫للحــلق ســٌّت ِّت ــْت َفْلُت ــ ِف‬ ‫فــاألوُل اإلظهــا َقْب ــَل أحـرِف‬
‫ْع َر‬ ‫ُر َب‬ ‫ُر‬
‫ُم ْه َم َلَتـــاِن ثـــم َغٌْيــن َخ ــاُء‬ ‫همــٌز فهــاٌء ثــم عيــٌن حـاُء‬

‫‪ -1‬اإلظهار الحلقي‪:‬‬
‫‪ -‬اإلظهار‪ :‬هو إخراج الحرف الساكن من مخرجه من غير وقف وال سكت‬
‫وال تشديد‪.‬‬
‫‪ -‬حروفه‪ :‬الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء‪ ،‬وهي مجموعة في‬
‫أوائل الكلمات التالية‪ ( :‬أخي هاك علمًا حازُه غير خاسر )‪.‬‬
‫وتسمى هذه الحروف حروف الحلق‪ ،‬ألن مخرجها هو الحلق‪،‬‬
‫ولذا سمي الحكم‪ :‬اإلظهار الحلقي‪.‬‬
‫طريقة النطق‪ :‬نظهر النون الساكنة أو التنوين قبل‪(:‬الهمزة والهاء والعين‬
‫والحاء والغين والخاء)‪.‬‬
‫مثاله ‪:‬‬

‫‪ .1‬ن‪ +‬أ ‪ِ :‬م ْن أَياِتَنا ‪َ ،‬م ْن َأَر اَد ‪َ ،‬م َّر ًة ُأْخ َر ى ‪ِ ،‬م ْلٌح ُأَج اٌج ‪.‬‬

‫‪ .2‬ن ‪ +‬هـ‪َ :‬ع ْنُهْم ‪ِ ،‬م ْنُهْم ‪ِ ،‬إْن ُهْم ‪.‬‬


‫‪ .3‬ن ‪ +‬ع‪ :‬إْن ُعْدنا ‪ ،‬أْنَعْم َت ‪ ،‬يوٌم َع سيٌر ‪ ،‬إْثمًا َع ظيمًا‬
‫‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ .4‬ن ‪ +‬ح‪ :‬مْن َح ْو ِلِهْم ‪َ ،‬شيٌء َح فيٌظ ‪ُ ،‬أْس َو ٌة َح َس َنة ‪.‬‬

‫‪ .5‬ن ‪ +‬غ‪ِ :‬م ْن َغ ْيِر ‪ ،‬عمٌل َغ ْير صاِلح ‪ ،‬مْن عذاٍب َغ ليظ‬
‫‪.‬‬

‫‪ .6‬ن ‪ +‬خ‪َ :‬م ْن َخ َلَق ‪ُ ،‬ك َّل َش ْي ٍء َخ ْلَقُه ‪.‬‬


‫‪ -2‬اإلدغام‪ :‬هو دمج النون الساكنة أو التنوين بحرف من حروف اإلدغام‬
‫بحيث يصيران حرفًا واحدًا مشددًا‪ ،‬هو حرف اإلدغام‪.‬‬
‫حروف إدغام النون ستة‪ :‬تجمعها كلمة (يرملون)‪.‬‬
‫فــي َيْر ُم ُلــوَن عنـدهم قـد ثبتـت‬ ‫والثـــاِن إدغــاٌم بســتـٍة أَْتــت‬
‫فيـــه بغنـــٍة بينمـــو ُع ِلَم ــا‬ ‫لكنهـــا قســمان قســٌم ُيْد َغ َم ــا‬
‫ُتــدغم كدنيــا ثــم ِص نـواٍن تـال‬ ‫إال إذا َك اَنــــا بكلمــــٍة فـــال‬

‫فــي الــالم والــرا ثـم َكِّر َر َّنــْه‬ ‫والثـــان إدغــاٌم بغــير غنـــْه‬

‫ينقسم اإلدغام إلى قسمين ‪:‬‬


‫القسم األول‪ :‬اإلدغام بغنة‪ :‬يكون عند التقاء النون الساكنة أو التنوين عند‬
‫أحرف كلمة ‪ ( :‬ينمو)‪.‬‬
‫كيفيته‪ :‬أن تدغم النون فال تقرأ‪ ،‬بل يشدد الحرف الذي يليها‪ ،‬وتظهر الغنة‬
‫على هذا الحرف المشدد مقدار حركتين ‪ .‬مثاله‪:‬‬

‫‪ .1‬ن ‪ +‬ي‪ِْ :‬ن َيَرْو ا ‪ِ ،‬فَئٌة َينُصُر وَنُه وتقرآن‪ " :‬أّيروا "‪" ،‬‬
‫ِفَئتيْنصرونه"‪.‬‬

‫‪ .2‬ن ‪ +‬و‪ِ :‬م ْن َو اٍل ‪ِ ،‬إيَم اًنا َو ُهْم وتقرآن‪ِ " :‬م َّو ال "‪"،‬‬
‫إيماَنَّو هم"‪.‬‬

‫‪ .3‬ن ‪ +‬م‪ِ :‬م ْن َم اٍء ‪ِ ،‬ص َر اًطا ُم ْس َتِقيًم ا وتقرآن‪ِ " :‬مَّم اء " ‪،‬‬
‫" صراطّم ْسقيمًا "‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ .4‬ن ‪ +‬ن‪ِ :‬إْن َنْح ُن ‪َ ،‬م ِلًك ا ُنَقاِتْل وتقرآن‪ " :‬إَّنحن"‪،‬‬
‫"َم ِلكُّنقاتل"‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬إذا وقع حرف اإلدغام بعد النون الساكنة في كلمة واحدة‪ ،‬فال‬
‫يصح اإلدغام‪ ،‬بل يجب إظهار النون الساكنة وقد وقع ذلك في‬
‫القرآن بأربع كلمات هي‪ُ :‬د ْنيا ‪ ،‬قْنوان ‪ُ ،‬بْنيان ‪ِ ،‬ص ْنوان‬
‫‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬في موضعين من القرآن الكريم تظهر النون الساكنة عند الواو وال‬
‫تدغم بها وهما‪ :‬يس والُقرآِن الَح كيم تقرأ‪" :‬ياسين والقرآن‬
‫الحكيم"‪ .‬ن * والقلم تقرأ‪" :‬نوْن والقلم"‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬اإلدغام بال غنة‪ :‬يكون عندما تقع النون الساكنة أو التنوين‬
‫قبل حرف الالم والراء‪ ،‬مثاله‪:‬‬

‫‪ .1‬ن‪ +‬ل‪َ :‬أْن َلْو فتقرأ‪ " :‬اّلو " أْندادًا ِّلُيِض ُّلوا فتقرأ‪ " :‬أنداَد‬
‫ِّليضلوا "‪.‬‬

‫‪ .2‬ن ‪ +‬ر‪ِ :‬م ْن َر ب فتقرأ‪ِ " :‬م َّرب "‪ ،‬بشر رسوًال فتقرأ‪:‬‬
‫" َبَش َر َّرسوًال "‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلقالب‪ :‬هو قلب النون الساكنة أو التنوين ميمًا قبل الباء مع مراعاة‬
‫الغنة‪.‬‬
‫مي ـــا بغنـــٍة مــع اإلخفــاِء‬ ‫والثــالُث اإلقــال عنــد البــاِء‬
‫ًم‬ ‫ُب‬

‫(حرفه‪ :‬الباء)‪.‬‬
‫كيفيته‪ :‬عند ورود نون ساكنة أو تنوين وبعد هما باء‪ ،‬سواء في كلمة واحدة‬
‫أو كلمتين‪ ،‬تقرأ النون ميمًا‪ ،‬يبقى صوت الغنة على الميم مقدار حركتين‪.‬‬
‫مثاله‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ .1‬من بعد تقرأ ‪ِ " :‬مْمَبعد "‪.‬‬

‫‪ .2‬بسلطان مبين ‪ :‬تقرأ‪ " :‬بسلطنمبين "‪.‬‬

‫‪ .3‬سميٌع بصير ‪ :‬تقرأ‪ " :‬سميعمبصير "‪.‬‬

‫‪ .4‬بشرًا مبين ‪ " :‬تقرأ‪ " :‬بشرمبين "‪.‬‬

‫‪ .5‬لينبذن ‪ :‬تقرأ‪ " :‬ليمَبذّن "‪.‬‬

‫‪ .6‬أنبآء ‪ :‬تقرأ‪ " :‬أمباء "‪.‬‬


‫اإلخفاء‪ :‬هو حالة بين اإلظهار و اإلدغام عار عن التشديد مع بقاء الغنة في الحرف األول‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫دم طيًبـا زد فـي تقـى ضـع ظالمـا‬ ‫صـف ذا ثنـا كـم جاد شخٌص قد سما‬

‫حروفه‪ :‬سائر حروف الهجاء عدا حروف اإلظهار‪ ،‬واإلدغام‪ ،‬وحرف‬


‫اإلقالب وهي مجموعة في أوائل البيت التالي‪:‬‬
‫[ِص ْف َذ ا َثَناَك ْم َج اء شخٌص قد َس َم ا دٌم طيبًا زْد في تقًى ضْع ظالمًا]‪.‬‬
‫كيفيته‪ :‬عند ورود حرف اإلخفاء بعد النون الساكنة أو التنوين تلفظ النون‬
‫مسموعة من األنف وال تشدد‪ ،‬وال يشدد حرف اإلخفاء الذي يليها ‪.‬‬
‫ويكون اإلخفاء في كلمة أو كلمتين مثاله‪:‬‬

‫‪ .1‬ص‪ :‬اْنُصْر نا ‪ ،‬ولمن َص َبَر ‪ ،‬بريح َص ْر َص ر ‪ ،‬ونخيٌل‬


‫ِص وان ‪.‬‬

‫‪ .2‬ذ‪ :‬منذ ‪ ،‬من ذا ‪ ،‬وكيًال ذريًة ‪ ،‬ظل ذي ‪.‬‬

‫‪ .3‬ث‪ :‬األنثى ‪ ،‬أن ثبتناك ‪ ،‬شهيدًا ثم ‪ ،‬نطفٍة ثم ‪.‬‬

‫‪ .4‬ك‪ :‬فانكحوا ‪ ،‬وإْن كانت ‪ ،‬علوًا كبيرًا ‪ ،‬شيٍء كذلك ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ .5‬ج‪ :‬أنجيناه ‪ ،‬من جاء ‪ُ ،‬ر طبًا جنيًا ‪ ،‬فصبٌر جميل ‪.‬‬

‫‪ .6‬ش‪ :‬أنشره ‪ ،‬ممن شهد ‪ ،‬جبارًا شقيًا ‪ ،‬ركٍن شديد ‪.‬‬

‫‪ .7‬ق‪ :‬تنقمون ‪ ،‬من قبل ‪ ،‬رزقًا قالوا ‪ ،‬عذاٌب قريب ‪.‬‬

‫‪ .8‬س‪ :‬اإلنسان ‪ ،‬ولئن سألتهم ‪ ،‬قوًال سديدًا ‪ ،‬فوٌج‬


‫سألهم ‪.‬‬

‫‪ .9‬د‪ :‬أندادًا ‪ ،‬وما من دابة ‪ ،‬كأسًا دهاقًا ‪ ،‬يومئذ ُد ُبره ‪.‬‬

‫‪ .10‬ط‪ :‬انطلقوا ‪ ،‬من طبيات ‪ ،‬حالًال طيبًا ‪ ،‬كلمة‬


‫طيبة ‪.‬‬

‫‪ .11‬ز‪ :‬أنزل ‪ ،‬فإن زللتم ‪ ،‬نفسًا زكية ‪ ،‬يومئذ رزقًا ‪.‬‬


‫‪ .12‬ف‪ :‬ينفقون ‪ ،‬فان فاؤوا ‪ ،‬عاقرًا فهب ‪ ،‬التيٌة‬
‫فاصفح ‪.‬‬

‫‪ .13‬ت‪ :‬أنت ‪ ،‬وان تصبروا ‪ ،‬حلية تلبسونها ‪ ،‬يومئذ‬


‫ُتعرضون ‪.‬‬
‫‪ .14‬ض‪ :‬منضود ‪ ،‬ومن ضل ‪ ،‬قومًا ضالين ‪ ،‬قوٍة ضعفًا‬
‫‪.‬‬

‫‪ .15‬ظ‪ :‬انظروا ‪ ،‬من ظهير ‪ ،‬ظًال ظليًال ‪ ،‬سحاٌب ظلمات‬


‫‪.‬‬
‫مالحظتان‪:‬‬
‫‪- 1‬عند إجراء عملية اإلخفاء نحاول أن ُنخرج اإلخفاء من مخرج الحرف‬
‫الذي يلي النون الساكنة أو التنوين‪ ،‬ومعرفة مخرج الحرف تكون بوضع‬
‫الهمزة قبل هذا الحرف وتسكين الحرف‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫مثال‪ :‬أْص ‪ ،‬أْذ ‪ ،‬أْث ‪ ،‬أْك ‪ ،‬أْج ‪ ،‬أْش ‪ ،‬أْق ‪ ،‬أْس ‪ ،‬أْد ‪ ،‬أْط‪ ،‬أْز ‪ ،‬أْف ‪ ،‬أْت ‪،‬‬
‫أْض ‪،‬أْظ‪.‬‬
‫‪ -2‬يأخذ اإلخفاء صفة الحرف الذي يلي النون الساكنة‪ ،‬يعني هذا أن اإلخفاء‬
‫يكون مفخما إذا كان الحرف الذي يلي النون الساكنة أو التنوين مفخمًا‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬من طيبات ‪.‬‬
‫وإذا كان الحرف الذي يلي النون الساكنة أو التنوين مرققًا‪ ،‬فعندئذ يكون‬
‫اإلخفاء مرققا‪ .‬مثاله‪ :‬من ذا الذي ‪.‬‬
‫د‪ -‬أحكام الميم الساكنة‬
‫الشفوي‪ :‬هو أن تأتي الميم الساكنة في آخر الكلمة‪ ،‬ويأتي بعدها حرف الباء‪ ،‬فعندئذ تخفى‬ ‫‪ -1‬اإلخفاء‬
‫الميم الساكنة بالباء مع بقاء الغنة‪.‬‬

‫ــــِّم ِه الَّش ـــفوَّي للُقـــَّر اِء‬ ‫فــاألوُل اإلخفــا عنــد البــاِء‬


‫َو َس‬ ‫ُء‬

‫مثاله‪ :‬وهْم باآلخرة ‪ ،‬ترميهْم بحجارة ‪ ،‬أنتْم به ‪.‬‬


‫الشفوي‪ :‬هو أن تأتي آخر الكلمة ميم ساكنة وتأتي بعدها ميما متحركة‪ ،‬فعندئذ تدغم الميم‬ ‫‪ -2‬اإلدغام‬
‫الساكنة بالمتحركة لتصبحا ميما واحدة مشددة تظهر عليها الغنة‪.‬‬

‫وســِّم إدغاًم ــا صغـيًر ا يـا فتـى‬ ‫والثـــاِن إدغــاٌم بمثلهــا أتــى‬

‫مثاله‪ :‬في قلوبهم مرض تقرأ‪ " :‬في قلوبهّم رض‪".‬‬

‫جاءكم من ‪ ،‬تقرأ‪ " :‬جاءكِّم ن" ‪ ،‬أزواجهم مثل تقرأ‪" :‬‬


‫أزواجهّم ثل‪".‬‬
‫‪ -3‬اإلظهار الشفوي‪ :‬هو أن يأتي بعد حرف الميم الساكنة حروف الهجاء‬
‫ما عدا الباء والميم في كلمة واحدة أو في كلمتين‪.‬‬
‫ويكون أشد إظهارًا بعد الواو أو الفاء‪ ،‬التحاد مخرج‬
‫الميم مع الواو‪ ،‬وقرب مخرجها مع الفاء‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫مــن أحــرف وَس ــِّم ها شــفويْه‬ ‫والثــالُث اإلظهــاُر فــي البقَّيـْه‬
‫لقربهـــا واالتحـــاِد فـــاعرِف‬ ‫واحــذر لـدى واٍو وفـا أن تخـتفي‬

‫مثاله‪ :‬ذلكم خير لكم ‪ ،‬وإن كنتم على ‪ ،‬ولكم فيها ‪ ،‬عليهم وال‬
‫الضالين ‪ ،‬عليهم فيها ‪ ،‬ذلكم حكم ‪.‬‬
‫هذا وقد جمع صاحب آللئ البيان أحكام الميم الساكنة في بيت واحد فقال‪:‬‬

‫فـي الميـم واإلظهـاُر مـع سـواهما‬ ‫وأخــف أحــرى عند بــا وأدغمـا‬

‫هـ‪ -‬إدغام التماثل والتجانس والتقارب‪:‬‬


‫‪ -1‬إدغام المتماثلين‪ :‬إذا التقى حرفان متماثالن أولهما ساكن والثاني‬
‫متحرك أدغم األول في الثاني‪.‬‬

‫مثاله‪ :‬ما لكم من ‪ ،‬من نّز ل ‪ ،‬بل ال ‪ ،‬ما كانت تعبد ‪ ،‬اضرب‬
‫بعصاك ‪ ،‬اذهب بكتابي ‪ ،‬يدرككم ‪ ،‬إْذ َذ َهَب ‪.‬‬
‫مالحظات‪:‬‬
‫‪ -1‬يجوز اإلدغام واإلظهار مع السكت‪.‬‬

‫واإلظهار أرجح في قوله‪َ :‬م ا َأْغ َنى َع ِّني َم اِلَيه * َهَلَك َع ِّني ُس ْلَطاِنَيه‬
‫[الحاقة‪.]29-28 :‬‬

‫فتقرأ على اإلدغام " ما ِليّهَلَك " أو تظهر ماليْه * هلك ويوقف على‬
‫الهاء األولى وقفة خفيفة من غير قطع نفس‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كان الحرف األول واوًا أو ياًء وبعدهما مثلهما متحركان فال إدغام‬
‫فيهما‪.‬‬

‫مثاله‪ :‬آمنوا وعملوا ‪ ،‬الذي يوسوس ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -3‬وأما إذا كان األول حرف لين‪ ،‬فيدغم في المماثل‪.‬‬

‫مثاله‪ :‬والذين آووا ونصروا فتقرأ‪" :‬آَو ّو نصروا"‪.‬‬


‫‪ -2‬إدغام المتجانسين‪ :‬ويكون عندما يتفق الحرفان مخرجا ويختلفان صفة‪،‬‬
‫ويكون في األحرف التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬التاء الساكنة تدغم التاء الساكنة‪ -‬بال غنة‪ -‬في موضعين‪ :‬إذا جاء بعدها‬
‫دال أو طاء‪.‬‬

‫‪ .1‬ت‪ +‬د أثقلت دعوا تقرأ‪ " :‬أثقَلْتَّد َع وا‪ ".‬أجيبْت دعوتكما‬
‫تقرأ‪ُ " :‬أجيَبَّد عوتكما"‬

‫‪ .2‬ت‪ +‬ط‪ :‬همت طائفتان تقرأ‪َ :‬هّم َّطائفتان"‪ .‬قالت طائفة‬


‫تقرأ‪ :‬قاَلَّطائفة"‪.‬‬
‫ب‪ -‬الدال الساكنة‪ :‬تدغم الدال الساكنة ‪ -‬بال غنة ‪ -‬إذا جاء بعدها تاء‪.‬‬

‫مثاله‪ :‬د‪ +‬ت‪ :‬قْد َتَبين تقرأ‪َ " :‬قَّتبين" ‪ ،‬و وَم ّهْدُت تقرأ‪ " :‬وَم ّهّت ‪.‬‬
‫لقد ِكْدت تقرأ‪ " :‬لقْد ِكَّت "‬
‫جـ‪ -‬الباء الساكنة‪ :‬تدغم الباء الساكنة في الميم بعدها مع مراعاة الغنة في‬
‫مكان واحد في القرآن هو‪ :‬يا بني اركْب معنا [هود‪ ]42:‬تقرأ‪:‬‬
‫"اركّم عنا "‪.‬‬
‫د‪ -‬الذال الساكنة‪ :‬تدغم الذال الساكنة ‪-‬بال غنة‪ -‬إذا جاء بعدها حرف الظاء‪:‬‬

‫مثاله‪ :‬ذ ‪ +‬ظ‪ :‬إذ ظلمتم تقرأ " إَّظَلْم تم "‪.‬‬


‫هـ ‪ -‬الثاء الساكنة‪ :‬تدغم الثاء الساكنة ‪-‬بال غنة‪ -‬إذا جاء بعدها حرف الذال‪.‬‬

‫مثاله‪ :‬ث ‪ +‬ذ‪ :‬يلهْث ذلك تقرأ‪ " :‬يلهّثَّذ لك "‪.‬‬


‫و‪ -‬الطاء الساكنة‪ :‬تدغم الطاء الساكنة ‪ -‬بال غنة ‪ -‬إذا جاء بعدها تاء‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫مثاله‪ :‬ط‪ +‬ت‪ :‬أحّطت تقرأ‪ " :‬أَح ُّت "‪ .‬بسطت ‪ .‬تقرأ‪ " :‬بَس ّت "‬
‫فرطتم تقرأ‪ " :‬فَر ّتم "‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬تبقى في هذه الحالة صفة التفخيم للطاء المدغمة ومن أجل ذلك‬
‫يسمى إدغامًا ناقصًا‪.‬‬
‫‪ -3‬إدغام المتقاربين‪ :‬إذا تقارب الحرفان مخرجًا وصفة‪ ،‬وكان األول‬
‫منهما ساكنًا‪ ،‬وجب إدغامه في الثاني ‪ -‬بال غنة ‪-‬‬
‫وذلك في حالتين‪:‬‬

‫‪ .1‬الالم في الراء‪ :‬مثل‪ :‬قْل رب تقرأ‪ُ " :‬قَّرب "‬

‫‪ .2‬القاف مع الكاف‪ :‬مثل‪ :‬الْم نخلْقُك م تقرأ‪َ " :‬نْخ ُلّك ْم "‪ .‬يجوز‬
‫في هذه الحالة إبقاء صفة تفخيم القاف فيكون اإلدغام ناقصًا أو‬
‫حذف هذه الصفة ويكون اإلدغام كامًال‪.‬‬
‫وتظهر جميع األحرف الساكنة التي لم ترد لها أحكام خاصة عند بعضها‬
‫البعض‪ ،‬وينبغي االنتباه إلى إظهار ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬الضاد الساكنة عند الطاء في نحو‪ :‬ممن اضطر ‪.‬‬

‫‪ .2‬الضاد الساكنة عند التاء في نحو‪ :‬فإذا أفضتم ‪.‬‬

‫‪ .3‬الظاء الساكنة عند التاء في نحو‪ :‬سواٌء علينا أَو عظت ‪.‬‬

‫‪ .4‬الدال الساكنة عند الكاف‪ ،‬نحو‪ :‬لقْد كدت ‪.‬‬


‫قال صاحب آللئ البيان‪:‬‬
‫عشــرين ِقْس ــًم ا بعـد واحـٍد نمـا‬ ‫إن يجــتمْع حرفــان خطـا ُقِّس ـَم ا‬
‫فــي مخــرٍج وصفــٍة كمـا بـدا‬ ‫فمتمــــــاثالن إن يتحـــــدا‬
‫تقــارٌب ‪ ,‬أو كــان فــي أِّيِه مـــا‬ ‫ومتقاربـــان حـــيُث فيهمـــا‬
‫فـي مخـرج‪ ,‬أو فــي الصفـات اتفقا‬ ‫ومتجانســـــان إن تطابقـــــا‬

‫‪20‬‬
‫تبـاعدا‪ ,‬والخــلُف فـي الصفـات َج ا‬ ‫ومتبـــاعدان حـــيُث مخرجــا‬
‫كـــٍّل َف ــِّم بــالكبير واْقَتـــِف‬ ‫وحيثمــا تحــَّر ك الحرفــان فـي‬
‫َس‬
‫أوُلهــا‪ ,‬ومطلـٌق فـي الَعْك ـِس عـن‬ ‫وســِّم بــالصغير حيُثمــا سـكن‬

‫باب الالمات السواكن‬


‫الالمات السواكن خمس‪:‬‬
‫األولى‪ :‬الم أل‪ :‬وهي الم التعريف‪ ،‬ولها قبل حروف الهجاء حالتان‪ :‬حالة‬
‫يجب فيها اإلظهار‪ ،‬وحالة يجب فيها اإلدغام‪.‬‬
‫‪ .1‬فيجب إظهارها إذا وقع بعدها حرف من الحروف األربعة عشر‬
‫المجموعة في‪" :‬ابغ حجك وخف عقيمه"‪.‬‬
‫وهي‪ :‬الهمزة‪ ،‬والباء‪ ،‬والغين‪ ،‬والحاء‪ ،‬والجيم‪ ،‬والكاف‪ ،‬والواو‪ ،‬والخاء‪،‬‬
‫والفاء‪ ،‬والعين‪ ،‬والقاف‪ ،‬والياء‪ ،‬والميم‪ ،‬والهاء‪ ،‬ودونك األمثلة‪:‬‬
‫اْلَو ِلُّي‬ ‫اْلَح ِكيُم اْلَج ِم يَل اْلَك ِريِم‬ ‫اْلَباِر ُئ اْلَغ ِنُّي‬ ‫اِإل ْنَس اُن‬
‫اْلَخ ِبيُر اْلَفَّتاُح اْلُع َلَم اُء اْلَقُّيوُم اْلَيْو َم اْلُم ْلُك اْلُهَد ى ‪.‬‬
‫ويسمى هذا النوع من اإلظهار إظهارا قمريا‪ ،‬وتسمى هذه الالم الما قمرية‪.‬‬
‫‪ .2‬ويجب إدغامها إذا وقع بعدها حرف من الحروف األربعة عشر الباقية‬
‫من حروف الهجاء‪ ،‬وقد ذكرها صاحب التحفة في أوائل كلمات البيت‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫دع ُســوَء َظـٍّن ُز ر شـريًفا للكـرم‬ ‫ِط ـب ُثـَّم ِص ْل َر ْح ًم ا تفز ِض ْف ذا ِنعم‬

‫وإليك األمثلة‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫الَّض اِّليَن‬ ‫الَّر َّز اُق الَّتاِئُبوَن‬ ‫الَّثَو اِب الَّصاِلِح يَن‬ ‫الَّطِّيَباُت‬
‫الَّز ُبوِر الَّشُك وُر‬ ‫الَّد اِع الَّس ِم يُع الَّظاِلِم يَن‬ ‫الَّذ َك ُر الَّنِع يِم‬
‫الَّلْيِل ‪ ،‬ويسمى هذا النوع من اإلدغام إدغاما شمسيا‪ ،‬وتسمى هذه الالم‬
‫الما شمسية‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬الم الفعل‪ :‬سواء أكان الفعل ماضيا مثل‪ُ :‬قْلَنا أم مضارعا مثل‪:‬‬
‫َيْلَتِقْطُه أم أمرا مثل‪ُ :‬قْل وحكمها اإلظهار إال الم "قل" فإنها تدغم في‬
‫حرفين‪:‬‬

‫‪ .1‬الالم‪ ،‬مثل‪ُ :‬قل ِلِع َباِدَي للتماثل‪.‬‬

‫‪ .2‬الراء‪ ،‬مثل‪َ :‬و ُقل َر ِّب للتقارب‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬الم الحرف‪ :‬وهي في "هل" و "بل" مثل‪َ :‬فَهْل َأْنُتْم ُم ْس ِلُم وَن‬
‫َبْل ِع َباٌد ُّم ْك َر ُم وَن ‪ ،‬وحكمها اإلظهار إال إذا وقع بعدها الم أو‬
‫راء؛ فإنها تدغم فيهما كالالم في "قل" مثل‪َ :‬فَهل َّلَنا َبل ال‬
‫َبل َّر َفَع ُه ُهَّللا ‪ ،‬ولم يقع بعد الم هل راء في القرآن‬ ‫َيَخ اُفوَن‬
‫الكريم‪ ،‬كما يستثنى من قاعدة إدغام الم الحرف َبْل َر اَن في‬
‫المطففين آية ‪14‬؛ فإن حكمها اإلظهار لحفص من طريق الشاطبية؛‬
‫لوجود السكت على الالم‪ ،‬والسكت مانع من اإلدغام‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬الم االسم‪ :‬مثل‪ُ :‬س ْلَطاٍن ‪َ ،‬أْلِس َنُتُك ُم ‪ِ ،‬ع ْلًم ا ‪َ ،‬س ْلَس ِبيال‬
‫وحكمها اإلظهار مطلقا‪.‬‬

‫الخامسة‪ :‬الم األمر‪ :‬وهي من أدوات جزم المضارع‪ ،‬مثل‪َ :‬و ْلَيْك ُتب َّبْيَنُك ْم‬
‫َو ْلُيوُفوا ُنُذ وَر ُهْم ‪ ،‬وحكمها اإلظهار مطلقا ك الم االسم‪.‬‬

‫و‪ -‬المدود‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫المد‪ :‬هو إطالة زمن جريان الصوت بحرف المد‪.‬‬
‫حروف المد ثالثة‪:‬‬
‫األلف الساكنة المفتوح ما قبلها‪ :‬ا‪.‬‬
‫الواو الساكنة المضموم ما قبلها‪ ُ:‬و‪.‬‬
‫الياء الساكنة المكسور ما قبلها‪ ِ:‬ي‪.‬‬
‫وهذه الحروف الثالثة متضمنة في كلمة واحدة هي‪ ( :‬نوحيها )‪.‬‬
‫أ ‪ -‬أقسام المد‪:‬‬
‫‪ -1‬المد الطبيعي أو األصلي‪ :‬هو ما ال تقوم ذات الحرف إال به‪ ،‬وال يتوقف‬
‫على سبب همز بعده أو سكون‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬نوحيها‪ .‬ومقدار مده حركتان‪ ،‬وال يجوز الزيادة أو النقصان عن‬
‫الحركتين‪.‬‬
‫‪ -2‬المد الفرعي‪ :‬هو ما زاد على المد األصلي‪ ،‬ويكون بسبب اجتماع‬
‫حرف المد بهمز بعده أو سكون‪.‬‬
‫فالهمز والسكون سببان للمد الفرعي‪ ،‬فعليه يكون المد الفرعي نوعان‪ :‬مد‬
‫بسبب الهمز‪ ،‬ومد بسبب السكون‪.‬‬
‫‪ -1‬المد بسبب الهمز‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الهمز قبل حرف المد فيسمى مد البدل‪ :‬وسمي بدًال ألن حرف‬
‫المد فيه ُبدل من الهمزة الساكنة‪.‬‬

‫مثاله‪ :‬ءامنوا ‪ ،‬أيمانًا ‪ُ ،‬أوتوا ‪.‬‬


‫ب‪ -‬إن كان الهمز بعد حرف المد‪ :‬فهو نوعان‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫المد المتصل‪ :‬هو أن يأتي حرف المد والهمز بعده في كلمة واحدة ويسمى‬
‫المد الواجب المتصل‪ .‬ويمد خمس حركات‪.‬‬

‫مثاله‪ :‬إذا جاء نصر هللا والفتح ‪ ،‬وأحاطت به خطيئته ‪ُ ،‬س وَء‬
‫العذاب ‪.‬‬
‫المد المنفصل‪ :‬هو أن يأتي حرف المد في آخر كلمة‪ ،‬والهمز بعده في كلمة‬
‫أخرى تليها‪ ،‬ويسمى المد الجائز‪ .‬ويمد خمس حركات‪،‬‬
‫ونستطيع أن نقصره إلى حركتين‪.‬‬

‫مثاله‪ :‬يا أيها ‪ ،‬الذي أنزل ‪ ،‬توبوآ إلى هللا ‪.‬‬


‫مالحظة‪ :‬يمنع مد األلف في كلمة ( أنا ) حيثما وجد إال في حالة الوقف‪،‬‬
‫نحو‪ :‬قال أنا أحي وأميت ‪ ،‬وأنا أعلم ‪.‬‬
‫‪ -2‬المد بسبب السكون‪ :‬وهو نوعان‪:‬‬
‫أ‪ -‬سكون عارض‪ :‬وهو أن يكون الحرف قبل األخير من الكلمة حرف مد‪،‬‬
‫والحرف األخير متحرك‪ ،‬فإن درجنا الكالم ووصلنا‬
‫الكلمة بما بعدها كان المد طبيعيًا‪ ،‬وإن وقفنا على‬
‫الحرف األخير بالسكون صار المد الذي قبل الحرف‬
‫األخير مدًا بسبب السكون العارض ويسمى‪:‬مدًا عارضًا‬
‫للسكون‪ .‬يمد ست حركات‪ ،‬أو أربع‪ ،‬أو حركتان ‪.‬‬

‫مثاله‪ :‬إن هللا شديد العقاب}‪ ،‬قد أفلح المؤمنون ‪ ،‬الحمد هلل رب‬
‫العالمين ‪.‬‬
‫ب‪ -‬سكون الزم‪ :‬وهو أن يأتي بعد الحرف المد سكون الزم وصًال ووقفًا‬
‫في كلمة واحدة‪ ،‬ومقدار مده ست حركات‪ .‬وهو نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬كلمي‪ :‬وهو أن يأتي بعد حرف المد حرف ساكن في كلمة‪ ،‬فإن أدغم‬
‫(أي كان الحرف الذي بعد المد مشددًا) فيسمى مثقًال‪.‬‬

‫نحو‪ :‬وال الضآّلين ‪ ،‬الحآّقة ‪ ،‬دآّبة ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ويلحق به مد الفرق‪ ،‬وهو عندما تدخل همزة االستفهام على اسم معرف‬
‫ب ‪" :‬آل" التعريف‪ ،‬تبدل ألف "أل" التعريف‪ ،‬ألفًا مدية ليفرق بين‬
‫االستفهام والخبر‪.‬‬

‫مثاله‪ :‬آلَّذ كرين ‪ ،‬قل ءآُهلل أِذ َن لكم ‪ ،‬ءآُهلل خيٌر أّم ا تشركون ‪ ،‬وإن‬
‫لم يدغم (أي إن كان الحرف الذي بعد المد ساكنًا غير مشَّد د)‬
‫فيسمى مخففًا‪.‬‬

‫مثاله‪ :‬آآلن وقد ‪.‬‬


‫‪-2‬الحرفي‪ :‬يوجد في فواتح بعض السور‪ ،‬في الحرف الذي هجاؤه ثالث‬
‫أحرف أوسطها حرف مد والثالث ساكن‪ .‬وحروفه مجموعة‬
‫في‪ :‬بل كم َنقص فإن أدغم سمي مثقًال‪.‬‬

‫مثاله‪ :‬آلم ‪ ،‬المر ‪ ،‬طسم ‪ ،‬وإن لم يدغم سمي مخففًا‪.‬‬

‫مثاله‪ :‬ن والقلم ‪ ،‬ق والقرآن ‪ ،‬المص ‪.‬‬


‫مالحظة‪ :‬حرف العين في فواتح السور يجوز أن يمد ست حركات‪ ،‬ويجوز‬
‫أن يمد أربع حركات ألن الياء فيه ليست مدية بل هي حرف لين‪.‬‬

‫ب‪ -‬لواحق المد‬


‫‪ -1‬مد الِع وض‪ :‬ويكون عند الوقف على التنوين المنصوب في آخر الكلمة‪،‬‬
‫فيقرأ ألفًا عوضًا عن التنوين‪ ،‬ويمد مقدار حركتين‪ ،‬وإذا لم‬
‫يوقف عليه فال يمد‪.‬‬

‫مثاله‪ :‬أجرًا عظيمًا ‪ ،‬عفوًا غفورًا ‪ ،‬إال قليًال ‪.‬‬


‫يشترط في هذا المد أن يكون الحرف المنّو ن غير التاء المربوطة واأللف‬
‫المقصورة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ -2‬مد التمكين‪ :‬هو ياءان أوالهما مشددة مكسورة والثانية ساكنة‪ ،‬وسمي‬
‫مد تمكين ألنه يخرج متمكنًا بسبب الشدة‪ ،‬ويمد مقدار‬
‫حركتين‪.‬‬

‫مثاله‪ُ :‬ح ييتم ‪ ،‬النبيين ‪.‬‬


‫‪ -3‬مد اللين‪ :‬وهو مد حرفي المد‪ :‬الياء والواو الساكنتان‪ ،‬المفتوح ما قبلها‪،‬‬
‫والساكن ما بعدها سكونًا عارضًا في حالة الوقف‪ .‬ويمد حركتين أو أربع‪،‬‬
‫أو ست‪.‬‬

‫مثاله‪ :‬قريش ‪ ،‬عليه ‪ ،‬البيت ‪ ،‬خوف ‪.‬‬


‫‪ -4‬مد الصلة وينقسم إلى كبرى وصغرى‪:‬‬
‫‪ -1‬مد الصلة الكبرى وهو مد هاء الضمير الغائب المفرد المذكر مضمومة‬
‫أو مكسوره الواقعة بين متحركين (أي أن الحرف‬
‫الذي قبلها من نفس الكلمة كان متحركًا والحرف‬
‫الذي بعدها من الكلمة التي تليها كان متحركًا أيضًا)‬
‫تشبع ضمه الهاء ليتولد عنها واو مدية أو تشبع‬
‫كسرة الهاء ليتولد عنها ياء مدية‪ ،‬وتمد خمس‬
‫حركات‪ ،‬ونستطيع أن نقصرها إلى حركتين‬
‫كالمنفصل‪ ،‬وذلك إذا جاء بعدها همز‪.‬‬

‫مثاله‪ :‬وهو يحاوره أنا ‪ ،‬وله أجر ‪ ،‬به أحدًا ‪.‬‬


‫ب‪ -‬مد الصلة الصغرى‪ :‬وهو مد هاء الضمير الغائب المفرد المذكر…‬
‫وتمد مقدار حركتين إن لم يأتي بعدها همز‪.‬‬

‫مثاله‪ :‬أّعذبه عذابًا ‪ ،‬قلته فقد علمته ‪ ،‬بكلمته ويقطع ‪.‬‬

‫ويستثنى منه فال يمد‪ :‬يرضه لكم [الزمر‪.]7 :‬‬

‫مالحظة‪ :‬تقرأ‪ :‬فيه مهانا [الفرقان‪ ، ]69 :‬بمد صلة على خالف القياس‬
‫مع أنها لم تقع بين متحركتين‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫تنبيه‪ :‬إذا اجتمع مدان من جنس واحد حالة القراءة وجب التسوية بينهما‪.‬‬
‫كان يجتمع المنفصل مع مثله أو مع مد الصلة الكبرى أما المد العارض‬
‫للسكون أو اللين فال تجب التسوية ال في العارض مع مثله وال في اللين مع‬
‫مثله وال عند اجتماع العارض واللين‪.‬‬
‫مثاله‪:‬‬

‫‪ .1‬قوله تعالى‪ :‬من السمآء مآء ‪.‬‬

‫‪ .2‬قوله تعالى‪ :‬فقالوا أبشرًا منا واحدًا نتبُعه إنآ إذا‪...‬اآلية ‪.‬‬
‫مالحظات عامة‪:‬‬
‫‪ .1‬أقوى المدود‪ :‬الالزم‪ ،‬فالمتصل‪ ،‬فالعارض للسكون‪،‬‬
‫فالمنفصل‪ ،‬فالبدل‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا اجتمع سببان من أسباب المد قوى وضعيف‪ ،‬عمل بالقوى‪،‬‬
‫نحو‪ :‬وال آّم ين ‪.‬‬

‫مد بدل ومد الزم‪ ،‬فيعمل بالالزم‪ .‬ونحو‪ :‬وجاءوا أباهم ‪ :‬بدل‬
‫ومنفصل‪ ،‬فيعمل بالمنفصل‪.‬‬
‫‪ .3‬إذا وقع حرف المد في آخر الكلمة وأتى بعده حرف ساكن‬
‫حذف حرف المد في الوصل نحو‪ :‬وقالوا اتخذ ‪ ،‬لصالوا‬
‫الجحيم ‪ ،‬حاضري المسجد الحرام ‪.‬‬
‫قال صاحب التحفة‪:‬‬

‫وهــي الوجـوب والجـواز واللـزوم‬ ‫للمـــد أحكـــاٌم ثالثــٌة تــدوم‬


‫فــي كلمــة وذا بمتصــل ُيعــد‬ ‫فواجــٌب إن جـاء همـٌز بعـد مـد‬
‫كــٌّل بكلمــة وهــذا المنفصــل‬ ‫وجــائٌز َم ــٌّد وقصــٌر إن ُفِص ـل‬
‫وقفــــا كتعلمـــون نســـتعين‬ ‫ومثـــل ذا إن عــرض الســكون‬

‫‪27‬‬
‫بـــدل كــآمنوا وإ يمانــا ُخ ــَذ ا‬ ‫أو ُقــِّدم الهمــُز عــلى المـد وذا‬
‫وصــال ووقًفــا بعــد مـٍّد ُطـِّو ال‬ ‫والزٌم إِن الســــكوُن ُأِّص ــــال‬

‫ز‪ -‬أحكام الراء‪.‬‬


‫ينبغي االحتراز عن التكرير في لفظ الراء ‪.‬‬
‫وكيفية االحتراز عن التكرير بأن تلصق ظهر اللسان بأعلى الحنك لصقًا‬
‫محكمًا وتلفظ الراء مرة واحدة‪.‬‬
‫للراء عند اللفظ بها إحدى حالتين‪ :‬الترقيق والتفخيم‪:‬‬
‫التفخيم‪ :‬هو ِس َم ن يدخل على صوت الحرف حتى يمتلئ الفم بصداه‬
‫حروفه‪ُ( :‬خ ّص َض ْغ ٍط ِقْظ) وتسمى أيضًا حروف االستعالء‪.‬‬
‫تفخم الراء في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬إذا كانت مفتوحة أو مضمومة نحو‪َ :‬ر ّبنا ‪ُ ،‬ر زقنا ‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا كانت ساكنة وقبلها فتح أو ضم ( وال عبرة للسكون‬
‫الفاصل) نحو‪ :‬خردل ‪ ،‬الّقْدر ‪ ،‬األُم وْر ‪.‬‬

‫‪ .3‬إذا كانت ساكنة وقبلها كسر عارض نحو‪ :‬اْر ِج عوا إلى أبيكم‬
‫‪ ،‬أْم أْر تابوا ‪ِ ،‬لَم ْن ارتضى ‪.‬‬
‫‪ .4‬إذا كانت ساكنة وقبلها كسر أصلي وبعدها حرف استعالء غير‬
‫مكسور في كلمة واحدة نحو‪ِ :‬م ْر صادا ‪ِ ،‬قْر طاس ‪ِ ،‬فْر قة ‪.‬‬
‫الترقيق‪ :‬هو النطق بالحرف نحيفًا غير ممتلئ الفم بصداه‪.‬‬
‫حروفه‪ :‬كل حروف الهجاء ما عدا حروف االستعالء‪ ،‬وتسمى حروفه‬
‫أيضًا حروف االستفال‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫ترقق الراء في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬إذا كانت مكسورة نحو ِرزقًا ‪.‬‬

‫‪ .2‬إذا كانت ساكنة وقبلها ياء ساكنة نحو‪ :‬خْير ‪{ ،‬قدْير ‪.‬‬
‫‪ .3‬إذا كانت ساكنة وقبلها كسر (وال عبرة للسكون الفاصل) وليس‬
‫بعدها حرف استعالء‬

‫غير مكسور نحو‪ :‬أِنذرهم ‪ِ ،‬فْر عون ‪ِ ،‬م رْية ‪ ،‬الِّسْح ر ‪.‬‬
‫جواز الترقيق والتفخيم‪:‬‬
‫‪ .1‬إذا سكنت الراء في آخر الكلمة وكان الساكن الفاصل بينهما‬
‫وبين الكسر حرف مفّخ م ساكن مثل ِم ْص ر ‪ ،‬و ِقْطر ‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا كانت الراء ساكنة وقبلها كسر أصلي وبعدها حرف‬
‫استعالء مكسور ففيها الوجهان مثل ِفْر ٍق ‪.‬‬

‫‪ .3‬في حالة الوقف على هذه الكلمات‪ :‬فأْس ِر ‪ ،‬أن أسِر حيثما‬
‫وردت في القرآن‪ .‬وكلمة َيْس ر ‪ .‬وكلمة َو ُنْذ ر ‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬حروف االستعالء من حيث قوة التفخيم على الترتيب التالي‪:‬‬
‫الطاء ‪ ،‬فالضاد‪ ،‬فالصاد‪ ،‬فالظاء‪ ،‬فالقاف‪ ،‬فالغين‪ ،‬وفالخاء‪.‬‬
‫وأقوى تفخيمًا إذا كان حرف االستعالء مفتوحًا‪ ،‬بعده ألف نحو‪:‬‬
‫طائفة ثم المفتوح وليس بعده ألف نحو‪َ :‬طَبَع ‪ ،‬ثم المضموم‬
‫نحو‪ُ :‬طوَبا ‪ ،‬ثم المكسور نحو‪ِ :‬ط بُتم ‪.‬‬

‫حـ ‪ -‬صفات الحروف ‪:‬‬

‫‪29‬‬
‫تعريف الصفة‪ :‬ما قام بالحرف من صفات تميزه عن غيره كالجهر والشدة‪،‬‬
‫وغير ذلك من الصفات الالزمة‪.‬‬
‫وتنقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫األول‪ :‬الصفات التي ال ضد لها‪:‬‬
‫‪ -1‬الصفير‪ :‬وهو صوت زائد يصاحب أحرفه الثالثة‪ ،‬وسميت بالصفير‬
‫ألنك تسمع لها صوتًا يشبه صفير الطائر‪ .‬وحروفه ثالثة‪:‬‬
‫(ص‪ ،‬س‪ ،‬ز)‪.‬‬
‫‪ -2‬القلقلة‪ :‬وهو اضطراب المخرج عند النطق بالحرف ساكنًا حتى يسمع‬
‫له نبرة قوية‪ ،‬والسبب في هذا االضطراب والتحريك شدة‬
‫حروفها لما فيها من جهر وشدة‪ ،‬وحروفها‪ُ( :‬قُطُب َج ٍد )‪.‬‬
‫وأعلى مراتب القلقة الطاء‪ ،‬وأوسطها الجيم‪ ،‬وأدناها الباقي‪ .‬ويجب بيانها‬
‫في حالة الوقوف أكثر‪ ،‬وخاصة حالة الوقف على الحرف المشدد‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫بالحِّق ‪.‬‬
‫أمثلة‪:‬‬

‫َيْج علون‬ ‫مريْج‬


‫َيْدعون‬ ‫بعيدْ ‬

‫َيْقطعون‬ ‫واْق‬

‫َيْط معون‬ ‫محيْط‬

‫َلُتبلون‬ ‫عذاْب‬
‫‪ -3‬اللين‪ :‬وهو إخراج الحرف في لين وعدم كلفة على اللسان نحو‪ :‬البيت‬
‫‪ ،‬خوف ‪ ،‬وحروفه الواو والياء المفتوح ما قبلهما‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -4‬االنحراف‪ :‬وهو ميالن الحرف في مخرجه حتى يتصل بمخرج غيره‪،‬‬
‫فميالن الالم يكون من طرف اللسان وميالن الراء يكون من‬
‫ظهره وحروفه‪ :‬الالم والراء‪.‬‬
‫‪ -5‬التكرير‪ :‬هو ارتعاد رأس اللسان عند النطق بالحرف‪ ،‬وتوصف الراء‬
‫بالتكرير لقابليتها له إذا كانت مشددة‪ ،‬ثم إن كانت ساكنة‪.‬‬
‫وحرف التكرار هو الراء‪.‬‬
‫وينبغي تجنب تكرير الراء‪ ،‬بأن يلصق الفظها ظهر اللسان بأعلى الحنك‬
‫لصقًا محكمًا‪ ،‬بحيث تخرج الراء مرة واحدة وال يرتعد اللسان بها‪.‬‬
‫‪ -6‬التفشي‪ :‬حرفه الوحيد هو الشين‪.‬‬
‫ومعنى التفشي‪ :‬انتشار خروج النفس بين اللسان والحنك وانبساطه في‬
‫الخروج عند النطق بالحرف‪ .‬ووصفت الشين بهذه الصفة ألنها تنبث‬
‫وتنتشر في الفم عند النطق بها لرخاوتها‪.‬‬
‫‪ -7‬االستطالة‪ :‬حرفها الوحيد هو الضاد‪.‬‬
‫معنى االستطالة‪ :‬امتداد الصوت من أول حافة اللسان إلى آخرها‪.‬‬
‫وعند نطق "ا ض" ينطق اللسان على سقف الحنك تدريجيًا من األمام إلى‬
‫الخلف‪ ،‬ويتخامد الصوت ويبقى جريانه يسمع متضائًال مدة أقل من‬
‫الحركتين بقليل‪ ،‬ويخرج من إحدى حافتي اللسان أو من كلتيهما معًا‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬الصفات التي لها ضد‪:‬‬


‫‪ -1‬الهمس والجهر‪:‬‬
‫حروف الهمس عشر تجمعها جملة‪ :‬فحَّثه شخص سكت‪.‬‬
‫وحروف الجهر‪ :‬باقي الحروف يجمعها‪َ :‬ع ُظَم َو ْز ن قارىء ذي غّض ِج ّد‬
‫َطَلب‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫معنى الهمس‪ :‬جريان الّنَفس عند النطق بالحرف لضعف االعتماد على‬
‫المخرج‪.‬‬
‫معنى الجهر‪ :‬انحباس جريان الّنَفس عند النطق بالحرف لقوة االعتماد على‬
‫المخرج‪.‬‬
‫‪ -2‬الشدة والرخاوة‪:‬‬
‫حروف الشدة‪ :‬ثمانية تجمعها‪ :‬أِج ْد َقٍط َبَك ْت ‪.‬‬
‫حروف التوسط بين الشدة والرخاوة خمسة يجمعها قولهم‪ِ :‬لْن ُع مر‪ ،‬حروف‬
‫الرخاوة ‪ :‬باقي الحروف وهي ‪ :‬ح‪ ،‬خ‪ ،‬ذ‪ ،‬ز‪ ،‬ث‪ ،‬س‪ ،‬ش‪ ،‬ا‪ ،‬ص‪ ،‬ض‪،‬‬
‫و‪ ،‬غ‪ ،‬ف‪ ،‬هـ‪ ،‬ي‪.‬‬
‫ومعنى الشدة‪ :‬انحباس جري الصوت عند النطق بالحرف‪.‬‬
‫ومعنى الرخاوة‪ :‬جريان الصوت مع الحرف‪.‬‬
‫أما التوسط فال ينحبس الصوت عند النطق بأحد حروفه كانحباسه في‬
‫أحرف الشدة وال هو يجري كجريانه مع أحرف الرخاوة‪.‬‬
‫إذا انحصر صوت الحرف في مخرجه انحصارًا تامًا‪ ،‬فال يجري جريانًا‬
‫أصًال ‪ ،‬سمي شديدًا ‪ ،‬فإنك لو وقفت على قولك‪ " :‬الحج" وجدت صوتك‬
‫راكدًا محصورًا‪ .‬حتى لو أردت مد صوتك لم يمكنك‪.‬‬
‫وأما إذا جرى جريانًا تامًا ولم ينحصر أصًال‪ ،‬فإنه يسمى رخوًا كما‬
‫في "الطش" فإنك لو وقفت عليها وجدت صوت الشين جاريًا تمده إن شئت‪.‬‬
‫وأما إذا لم يتم االنحصار وال الجري فيكون متوسطًا بين الشدة‬
‫والرخاوة كما في " الظل" فإنك لو وقفت عليه وجدت الصوت ال يجري‬
‫مثل جري " الطش " وال ينحصر مثل انحصار " الحج" بل يخرج على‬
‫حد االعتدال بينهما‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ -3‬االستعالء واالستفال‪:‬‬
‫حروف االسعالء سبعة‪ ،‬يجمعها قولهم‪ُ :‬خ َّص َض ْغ ٍط ِقْظ‪.‬‬
‫حروف االستفال باقي الحروف‪ ،‬يجمعها قولهم‪َ :‬ثَبَت ِع ّز ّم ْن ُيَج ّو ْد َح ْر َفُه إذ‬
‫َس َّل َش كا‪.‬‬
‫معنى االستعالء‪ :‬ارتفاع اللسان عند النطق بالحرف إلى الحنك األعلى‪.‬‬
‫معنى االستفال‪ :‬انحطاط اللسان عند خروج الحرف إلى قاع الفم‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلطباق واالنفتاح‪:‬‬
‫حروف اإلطباق‪ :‬ص‪ ،‬ض‪ ،‬ط‪ ،‬ظ‪.‬‬
‫حرف االنفتاح‪ :‬باقي الحروف‪.‬‬
‫معنى اإلطباق‪ :‬هو إلصاق اللسان بالحنك األعلى عند النطق بالحرف‪.‬‬
‫معنى االنفتاح‪ :‬هو افتراق اللسان عن الحنك األعلى‪ ،‬وعدم التصاقه به حال‬
‫النطق بالحرف‪.‬‬
‫‪ -5‬اإلذالق واإلصمات‪:‬‬
‫حروف اإلذالق‪ :‬ستة مجموعة في قولهم‪ :‬فر من لب‪.‬‬
‫حروف اإلصمات‪ :‬باقي حروف الهجاء‪.‬‬
‫وسميت حروف الذالقة لسرعة النطق بها وخروجها من طرف اللسان‪.‬‬
‫وسميت حروف اإلصمات بهذا المتناع انفراد هذه الحروف أصوًال في‬
‫الكلمات الرباعية أو الخماسية‪ ،‬فال بد من وجود حرف أو أكثر من حروف‬
‫اإلذالق في الكلمات الرباعية أو الخماسية‪ ،‬فإن أنت لم تجد في كلمة رباعية‬
‫األصل أو خماسية حرف إذالق فاحكم بأنها كلمة غير عربية‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫مالحظة‪ :‬الصفات المتقدمة منها قوي ومنها ضعيف‪.‬‬
‫‪-1‬الصفات القوية‪ :‬وهي‪ :‬الجهر‪ ،‬والشدة‪ ،‬واالستعالء‪ ،‬واالطباق‪،‬‬
‫واالصمات‪ ،‬والصفير‪ ،‬والقلقلة‪ ،‬والتكرير‪ ،‬واالنحراف‪ ،‬والتفشي‪،‬‬
‫واالستطالة‪.‬‬
‫‪-2‬الصفات الضعيفة‪ :‬وهي‪ :‬الهمس‪ ،‬والرخاوة‪ ،‬واالستفال‪ ،‬واالنفتاح‪،‬‬
‫واالذالق‪ ،‬واللين‪.‬‬
‫ط‪ -‬أحكام متفرقة‪:‬‬
‫‪-1‬الروم‪ :‬هو إضعاف الصوت بالحركة ( الضمة أو الكسرة) حتى يذهب‬
‫معظم صوتها‪ ،‬فيسمع لها صوت خفي يسمعه القريب المصغي‬
‫دون البعيد‪ ،‬ألنها غير تامة‪.‬‬
‫‪-2‬االشمام‪ :‬هو ضم الشفتين ُبَع ْيَد اإلسكان إشارة إلى الضم مع بعض‬
‫انفراج بينهما ليخرج منه النفس‪ ،‬وال يدرك لغير البصير‪ .‬ألنه‬
‫يسمع وال يرى‪.‬‬

‫وتشم النون في قوله تعالى‪َ :‬يا َأَباَنا َم ا َلَك ال َتْأَم َّنا َع َلى ُيوُس َف [يوسف‪:‬‬
‫‪ ]11‬إشعارا بحذف حركة النون األولى‪ :‬تأمننا‪.‬‬
‫‪ -3‬الّس كتات‪:‬‬
‫السكت هو قطع الصوت عند القراءة بدون تنفس بمقدار حركتين‪ ،‬ويجب‬
‫السكت في أربعة مواضع على قراءة حفص‪.‬‬

‫‪ .1‬قوله تعالى‪َ :‬و َلْم َيْج َعْل َلُه ِع َو َج ا * َقِّيًم ا ِلُينِذَر َبْأًس ا…اآلية‬
‫[الكهف‪.]2-1 :‬‬

‫‪ .2‬قوله تعالى‪َ :‬قاُلوا َيا َو ْيَلَنا َم ْن َبَعَثَنا ِم ْن َم ْر َقِد َنا َهَذ ا َم ا َو َعَد‬
‫الَّرْح َم اُن [يس‪.]52 :‬‬

‫‪ .3‬قوله تعالى‪َ :‬و ِقيَل َم ْن َر اٍق [القيامة ‪.]27:‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ .4‬قوله تعالى‪َ :‬ك ال َبْل َر اَن َع َلى ُقُلوِبِهْم َم ا َك اُنوا َيْك ِسُبوَن‬
‫[المطففين‪.]14 :‬‬

‫الوجهان السكت‬ ‫‪ .5‬وجاز في ما أغنى عني ماليه * هلك‬


‫واإلدغام‪.‬‬

‫ُم ْن َفِتــٌح ُم ْص َم َتــٌة والِّض ــَّد ُقــْل‬ ‫صفاُتهــا جــهٌر وِر خـٌو ُم َْس ـِتفْل‬
‫شــِد يُد ها لفــُظ "َأِج ْد َقــٍط َبَك ـْت "‬ ‫مهموُس ــها "فحَّثه شــخٌص َس ـَك ْت "‬
‫ٍط ِق‬ ‫وَبْي ــَن ِر ْخ ــٍو والشـديِد "ِلْن ُع َم ـْر "‬
‫وَس ـْب ُع ُع ْلـٍو "ُخ َّص َض ْغ ْظ" َح َصْر‬
‫و "ِفَّر ِم ــْن ُلـِّب " الحـروِف اْلُم ْذ َلَقـْة‬ ‫َو َص ــاُد َض ـاٌد َطـاُء َظـاٌء ُم ْطَبَقـْة‬

‫َقْلَقَلـــٌة "ُقْطُب َج ـــٍد " والِّليـــُن‬ ‫صفيُر َه ـــا صــاٌد وزاٌي ِس ــيُن‬
‫قبلهمـــا واالنحـــراُف ُص ِّح َح ــا‬ ‫َو اٌو َو َيـــاٌء َس ـــَكَنا وانفتَح ـــا‬
‫وللَّتَفِّش ــي الِّش ــيُن َض ـاًد ا اْس ـَتِط ْل‬ ‫فــي الـالِم والـَّر ا وبتكريـٍر ُج ـِع ْل‬

‫باب‪ :‬مخارج الحروف‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫هذا الباب من أهم أبــواب علم التجويــد‪ ،‬وكــذا بــاب صــفات الحــروف‬
‫الالزمة الذي ســنتكلم عنــه فيمــا بعــد ‪-‬إن شــاء هللا‪ ،-‬فمن أتقن هــذين البــابين‬
‫نطق بأفصح اللغات‪ ،‬وهي لغة العرب التي نزل بها القرآن الكريم على قلب‬
‫سيد المرسلين محمد ‪.--‬‬
‫وقبل ذكر عدد مخارج الحروف يجدر بنا أن نعرف كال من المخــرج‬
‫والحرف لغة واصطالحًا فنقول‪:‬‬
‫المخرج لغة‪ :‬محل الخروج‪.‬‬
‫واصطالحًا‪ :‬محل خروج الحرف‪.‬‬
‫الحرف لغة‪ :‬الطرف‪.‬‬
‫واصــطالحا‪ :‬صــوت اعتمــد على مخــرج محقــق أي‪ :‬على جــزء معين من‬
‫أجزاء الحلق‪ ،‬أو اللســان‪ ،‬أو الشــفتين‪ ،‬أو الخيشــوم‪ ،‬أو اعتمــد على مخــرج‬
‫مقدر وهو الجوف‪.‬‬
‫والمراد بـالحرف هنـا حـرف الهجـاء ال حـرف المعـنى المـذكور في كتب‬
‫العربية‪.‬‬
‫عدد مخارج الحروف للعلماء في عدد مخارج الحروف ثالثة مذاهب‪:‬‬
‫‪ .1‬فــذهب الخليــل بن أحمــد وأكــثر النحــويين‪ ،‬وأكــثر القــراء‪ ،‬ومنهم‬
‫ابن الجزري إلى أنها سبعة عشر مخرجًا‪ ،‬وهذا هو المختار‪.‬‬
‫‪ .2‬وذهب ســيبوبه ومن تبعــه‪ ،‬ومنهم الشــاطبي إلى أنهــا ســتة عشــر‬
‫مخرجًا‪.‬‬
‫‪ .3‬وذهب قطرب والجرمي والفراء إلى أنهــا أربعــة عشــر مخرجــا‪.‬‬
‫فمن جعلها سبعة عشــر مخرجـًا جعــل في الجــوف مخرجـًا واحــدا‪،‬‬
‫وفي الحلــق ثالثــة‪ ،‬وفي اللســان عشــرة‪ ،‬وفي الشــفتين اثــنين‪ ،‬وفي‬
‫الخيشوم واحدا‪.‬‬
‫ومن جعلها ستة عشــر أســقط الجــوف‪ ،‬ووزع حروفــه وهي حــروف‬
‫المد الثالثــة على بعض المخــارج‪ ،‬فجعــل األلــف من أقصــى الحلــق مــع‬

‫‪36‬‬
‫الهمزة‪ ،‬والياء من وسط اللسان مع غير المدية‪ ،‬والــواو من الشــفتين مــع‬
‫غير المدية‪.‬‬
‫ومن جعلهــا أربعــة عشــر أســقط مخــرج الجــوف كســيبويه‪ ،‬وجعــل‬
‫مخارج اللسان ثمانية‪ ،‬بجعل مخرج الالم والنون والراء مخرجًا واحدا‪.‬‬
‫ونحن نتبع المذهب األول الذي اختاره ابن الجزري‪.‬‬
‫وهذه المخارج السبعة عشر تسمى المخارج الخاصة يجمعها خمســة‬
‫مخارج تسمى المخارج العامة وهي‪ :‬الجوف‪ ،‬والحلق‪ ،‬واللسان‪ ،‬والشــفتان‪،‬‬
‫والخيشوم‪.‬‬
‫وإذا أردت أن تعرف مخرج أي حرف فسكنه أو شدده وهو األظهــر‬
‫متصــفًا بصــفاته‪ ،‬وأدخــل عليــه همــزة الوصــل‪ ،‬وأصــغ إليــه فحيث انقطــع‬
‫الصوت كان مخرجه المحقق‪ ،‬وحيث يمكن انقطاع الصوت في الجملة كــان‬
‫مخرجه المقدر‪.‬‬
‫وقد رتب العلماء مخارج الحروف باعتبار الهواء الخارج من داخــل‬
‫الرئة متصعدًا إلى الفم‪ ،‬فيقدمون في الذكر ما هو أقرب إلى ما يلي الصــدر‪،‬‬
‫ثم الذي يليه وهكذا حتى ينتهوا إلى مقدم الفم‪.‬‬
‫ولنشرع في بيانها مرتبة كذلك فنقول‪:‬‬
‫المخرج األول‪ :‬الجوف‪ ،‬وهــو الخالء الــداخل في الفم والحلــق ويخرجمنــه‬
‫أحــرف المــد الثالثــة‪ ،‬وهي الــواو الســاكنة المضــموم مــا‬
‫قبلهــا‪ ،‬واليــاء الســاكنة المكســور مــا قبلهــا‪ ،‬واأللــف‪ ،‬وال‬
‫تكون إال ساكنة‪ ،‬وال يكون ما قبلها إال مفتوحا‪.‬‬
‫وتســمى هــذه األحــرف بالجوفيــة لخروجهــا من الجــوف‪ ،‬والهوائيــة‬
‫النتهائها بانتهاء الهواء‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أقصـى الحلـق‪ ،‬أي‪ :‬أبعـده ممـا يلي الصـدر‪ ،‬ويخـرج منـه حرفـان‪،‬‬
‫الهمزة فالهاء‪ ،‬فالفاء هنا للترتيب‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الحلق مخرج كلي منقسم إلى مخرجين جزئيين متقاربين‪ ،‬يخرج من أولهمــا‬
‫مما يلي الصدر الهمزة‪ ،‬ومن ثانيهما الهاء‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬وسط الحلق‪ ،‬ويخرج منه العين فالحاء المهملتان‪.‬‬
‫فوســط الحلـــق كــذلك مخـــرج كلي منقســم إلى مخـــرجين جزئــيين‬
‫متقاربين‪ ،‬ويخرج من أولهما العين‪ ،‬ومن ثانيهما الحاء‪.‬‬
‫الرابــع‪ :‬أدنى الحلــق‪ ،‬أي‪ :‬أقربــه ممــا يلي الفم‪ .‬ويخــرج منــه الغين فالخــاء‬
‫فــأدني الحلــق ‪-‬أيض ـًا‪ -‬مخــرج كلي منقســم إلى مخــرجين جزئــيين‬
‫متقاربين‪ ،‬يخرج من أولهما الغين‪ ،‬ومن ثانيهما الخاء‪.‬‬
‫ويعلم مما تقدم أن في الحلق ثالثة مخارج كلية‪ ،‬وكل مخرج منها فيه‬
‫مخرجان جزئيان متقاربان‪ ،‬وكل مخــرج يخــرج منــه حــرف‪ ،‬وتســمى هــذه‬
‫األحرف الستة حلقية لخروجها من الحلق‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬أقصى اللسان‪ ،‬أي‪ :‬أبعده مما يلي الحلق‪ ،‬ومــا يحاذيــه من الحنــك‬
‫األعلى‪ ،‬ويخرج منه القاف‪.‬‬
‫السادس‪ :‬أقصى اللسان وما يحاذيه من الحنك األعلى تحت مخــرج القــاف‪،‬‬
‫ويخرج منه الكاف‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وإنما لم نجعل أقصى اللسان مخرجًا كليـًا منقسـما إلى مخـرجين‬
‫جزئيين كأقصى الحلق؛ ألن أقصى اللسان فيه طول‪ ،‬وبين موضــعي القــاف‬
‫والكاف بعد بخالف أقصى الحلق‪.‬‬
‫ويقال لهذين الحــرفين لهويــان نســبة إلى اللهــاة‪ ،‬وهي لحمــة مشــتبكة‬
‫بآخر اللسان‪.‬‬
‫الســابع‪ :‬وسط اللســان ومــا يحاذيــه من الحنــك األعلى‪ ،‬ويخــرج منــه ثالثــة‬
‫أحرف‪ :‬الجيم فالشين فالياء غير المدية‪.‬‬
‫وتسمى هذه األحرف شجرية لخروجهــا من شــجر الفم أي‪ :‬منفتحــه‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الثامن‪ :‬إحدى حافتي اللسان‪ ،‬وما يحاذيها من األضراس العليا‪ ،‬ويخرج منه‬
‫الضــاد المعجمــة‪ ،‬وخروجهــا من الجهــة اليســرى أســهل‪ ،‬وأكــثر‬
‫استعماال ومن اليمنى أصعب وأقل استعماال ومن الجانبين معا أعــز‬
‫وأعســر‪ ،‬وقــد قيــل في تحديــد الحافــة إن أولهــا ممــا يلي الحلــق مــا‬
‫يحاذي وسط اللســان بعيــد مخــرج اليــاء‪ ،‬وآخرهــا مــا يحــاذي آخــر‬
‫الطواحن من جهة خارج الفم‪.‬‬
‫التاسع‪ :‬ما بين حافتي اللسان معا بعد مخرج الضاد‪ ،‬وما يحاذيهما من اللثــة‬
‫أي‪ :‬لحمة األسنان العليا‪ ،‬وهي لثة الضاحكين والنابين‬
‫والرباعيتين‪ ،‬والثنيتين العليين‪ ،‬ويخرج منه الالم‪ ،‬وقيل خروجهــا من‬
‫الجهة اليمنى أمكن عكس الضاد‪.‬‬
‫العاشر‪ :‬طرف اللسان وما يحاذيه من لثة األســنان العليــا تحت مخــرج الالم‬
‫قليال ويخرج منه النون‪.‬‬
‫الحادي عشر‪ :‬طرف اللسان مع ظهره مما يلي رأسه‪ ،‬ويخــرج منــه الــراء‪،‬‬
‫وهي أدخل إلى ظهر اللسان من النون‪.‬‬
‫وتســمى هــذه األحــرف الثالثــة الــتي هي الالم والنــون والــراء ذلقيــة‬
‫لخروجها من ذلق اللسان أي‪ :‬طرفه‪.‬‬
‫الثاني عشر‪ :‬طرف اللسان مع أصل الثنيتين العليــيين‪ ،‬ويخــرج منــه الطــاء‬
‫فالدال المهملتان‪ ،‬فالتاء المثناة الفوقيـة‪ ،‬وتسـمى هـذه األحـرف‬
‫نطعية لخروجها من نطع الفم‪ ،‬أي‪ :‬جلدة غاره‪.‬‬
‫الثالث عشر‪ :‬طرف اللسان فويــق الثنيــتين الســفليين‪ .‬ويخــرج منــه الصــاد‪،‬‬
‫فالسين‪ ،‬فالزاي‪.‬‬
‫ويقال لهذه الثالثة أسلية لخروجها من أسلة اللسان‪ ،‬أي‪ :‬ما دق منه‪.‬‬
‫الرابع عشر‪ :‬طرف اللسان مع طرفي الثنيتين العلييين‪ ،‬ويخرج منه الظــاء‪،‬‬
‫فالذال‪ ،‬فالثاء‪ ،‬ويقال لهــذه الثالثــة لثويــة‪ ،‬لخروجهــا من قــرب‬
‫اللث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الخامس عشر‪ :‬بطن الشفة السفلي مع طرفي الثنيتين العليــيين‪،‬‬
‫ويخرج منه الفاء‪.‬‬
‫السادس عشر‪:‬الشفتان معًا‪ ،‬ويخرج منهما الباء الموحدة فالميم‪ ،‬فالواو غير‬
‫المدية بيدأن الواو بانفتاحهما قليال والباء والميم بانطباقهما‪،‬‬
‫وانطباقهما مع الباء أقوى من انطباقهما مع الميم‪.‬‬
‫وهذه األحرف األربعـة‪ ،‬أعـنى الفاء‪ ،‬والبـاء‪ ،‬والميم‪ ،‬والــواو تسـمى‬
‫شفوية لخروجها من الشفة‪ ،‬وإن كان بمشاركة غيرها في الفاء‪.‬‬
‫السابع عشر‪ :‬الخيشوم‪ ،‬وهو أقصى األنف‪ ،‬ويخرج منه حرفا الغنة‪ ،‬وهمــا‬
‫النون والميم في حالة إخفائهما أو إدغامهمــا بغنــة‪ ،‬فيتحــوالن‬
‫عن مخرجهمــا األصــلي إلى الخيشــوم في هــاتين الحــالتين‪،‬‬
‫ويخرجان منه فقــط‪ ،‬أمــا في حالــة تشــديدهما مثــل‪ :‬إن‪ ،‬وثم‪،‬‬
‫فيخرجــان من مخرجهمــا األصــلي الســابق الــذي هــو طــرف‬
‫اللسان بالنسبة للنون‪ ،‬والشــفتان بالنســبة للميم مــع خروجهمــا‬
‫من الخيشوم‪ .‬وأما في حالة تحريكهما‪ ،‬أو إسكانهما مظهرتين‬
‫فإنهمــا يخرجــان من مخرجهمــا األصــلي فقــط‪ ،‬فلهمــا ثالث‬
‫حاالت‪.‬‬
‫بيان أسنان الفم للحاجة إلى معرفتهــا هي في أكــثر األشــخاص اثنتــان‬
‫وثالث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون‪:‬‬
‫منها الثنايا ‪ :‬وهي األسنان األربــع المتقدمــة‪ ،‬اثنتــان فــوق‪ ،‬واثنتــان تحت‪.‬‬
‫فالرباعيات‪ :‬بفتح الراء‪ ،‬وتخفيف الياء‪ ،‬وهي أربع كذلك خلف الثنايا‪ ،‬اثنتان‬
‫فوق‪ ،‬واثنتان تحت ‪-‬أيضًا‪.-‬‬
‫فاألنياب‪ :‬وهي ‪-‬أيضًا‪ -‬أربع خلف الرباعيات‪.‬‬
‫فاألضراس‪ :‬وهي عشرون ضرسًا‪ ،‬عشرة في الفك األعلى‪ ،‬خمسة بالجانب‬
‫األيمن‪ ،‬وخمسـة بالجـانب األيسـر‪ ،‬وعشـرة في الفك األسـفل كـذلك‪ ،‬وهـذه‬
‫األضراس مقسمة إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫األول‪ :‬الضواحك‪ :‬وهي أربعة تلي األنياب‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الثاني‪ :‬الطواحن‪ :‬وهي اثنا عشر تلي الضواحك‪ ،‬ســتة فــوق في كــل جــانب‬
‫ثالثة‪ ،‬وستة تحت كذلك‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬النواجذ‪ :‬وهي أربعة بعد الطواحن‪ ،‬اثنتان فوق‪ ،‬واثنتان تحت‪ ،‬ويسمى الناجذ ضرس الحلم‪ ،‬وضــرس‬
‫العقل‪ ،‬وقد نظمها بعضهم فقال‪:‬‬

‫وأنيــاب كــل كـالضواحك أربــع‬ ‫لإلنســان أســنان ثنايــا رباعيـه‬


‫نواجــذ فاعلمهــا إذ العلــم أرفـع‬ ‫طواحـن ضعـف السـت أربعـة أخر‬

‫باب الوقف‪ ،‬واالبتداء‪ ،‬والقطع‪ ،‬والسكت‪:‬‬


‫الوقف‪ :‬عبارة عن قطع الصوت على الكلمة زمنا يتنفس فيه عادة بنية‬
‫استئناف القراءة‪ ،‬فال بد من التنفس معه‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫ويأتي في رءوس اآلي‪ ،‬وأوساطها‪ ،‬وال يأتي في وسط الكلمة‪ ،‬وال فيما‬
‫اتصل رسما‪ ،‬فال يوقف على‪" :‬لكي" في قوله تعالى‪ِ :‬لَك ْيال َيْع َلَم ِم ْن َبْع ِد‬
‫ِع ْلٍم َشْيًئا بالحج؛ التصاله رسما‪.‬‬
‫والسكت‪ :‬هو قطع الصوت زمنا يسيرا من غير تنفس‪ ،‬ويأتي في وسط‬
‫الكلمة‪ ،‬وفي آخرها‪.‬‬
‫والقطع‪ :‬عبارة عن قطع القراءة رأسا‪ ،‬وال يكون إال على رءوس اآلي؛‬
‫ألن رءوس اآلي في نفسها مقاطع‪.‬‬

‫أقسام الوقف‪:‬‬
‫ينقسم الوقف إلى أربعة أقسام‪:‬‬
‫‪ .1‬اختياري‪ :‬وهو أن يقصد لذاته من غير عروض سبب من األسباب‪.‬‬
‫‪ .2‬اضطراري‪ :‬وهو ما يعرض بسبب ضيق النفس‪ ،‬ونحوه كعجز ونسيان‪.‬‬
‫فحينئذ يجوز الوقف على أية كلمة‪ ،‬وإن لم يتم المعنى‪ ،‬لكن يجب االبتداء‬
‫بالكلمة الموقوف عليها إن صلح االبتداء بها‪ ،‬أو بما قبلها إن لم يصلح‪.‬‬
‫‪ .3‬انتظاري‪ :‬وهو أن يقف القارئ على كلمة ليعطف عليها غيرها حين‬
‫جمعه للقراءات‪.‬‬
‫‪ .4‬اختباري‪ :‬وهو ما كان الغرض منه اختبار الشخص وامتحانه‪ ،‬ويتعلق‬
‫بالرسم كالمقطوع‪ ،‬والموصول‪ ،‬والثابت‪ ،‬والمحذوف‪ ،‬وال يوقف عليه إال‬
‫إجابة لسؤال ممتحن‪ ،‬أو لتعليم القارئ كيف يقف إذا اضطر للوقف‪.‬‬
‫أقسام الوقف االختياري‪:‬‬
‫ينقسم إلى أربعة أقسام‪ :‬تام‪ ،‬وكاف‪ ،‬وحسن‪ ،‬وقبيح‪.‬‬
‫‪ .1‬فالتام‪ :‬هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها‪ ،‬وال بما قبلها ال‬
‫لفظا وال معنى‪ ،‬ويقصد بالتعلق اللفظي التعلق من جهة اإلعراب‪.‬‬
‫وأكثر ما يوجد هذا النوع في رءوس اآلي‪ ،‬وعند انقضاء القصص‪،‬‬
‫كالوقف على "المفلحون" من قوله تعالى‪ُ :‬أوَلِئَك َع َلى ُهًدى ِم ْن‬

‫‪42‬‬
‫َر ِّبِهْم َو ُأوَلِئَك ُهُم اْلُم ْفِلُحوَن واالبتداء بقوله‪ِ :‬إَّن اَّلِذ يَن َك َفُروا‬
‫فإن األولى من تمام أحوال المؤمنين‪ ،‬والثانية متعلقة بأحوال‬
‫الكافرين‪.‬‬
‫وحكمه‪ :‬أنه يحسن الوقف عليه‪ ،‬واالبتداء بما بعده‪.‬‬
‫‪ .2‬والكافي‪ :‬هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها‪ ،‬وال بما قبلها‬
‫لفظا‪ ،‬بل معنى فقط‪ ،‬كالوقف على‪ :‬ال ُيْؤ ِم ُنوَن واالبتداء بقوله‬
‫تعالى‪َ :‬خ َتَم ُهَّللا َع َلى ُقُلوِبِهْم فإن قوله‪" :‬ال يؤمنون" مع ما بعده‬
‫متعلق بالكافرين من جهة المعنى‪ .‬وحكمه‪ :‬كالتام‪.‬‬
‫‪ .3‬والحسن‪ :‬هو الوقف على كلمة تعلق ما بعدها بها‪ ،‬أو بما قبلها لفظا‬
‫ومعنى‪ ،‬بشرط إفادته معنى يحسن السكوت عليه‪ ،‬ومن ثم سمي‬
‫حسنا‪ ،‬كالوقف على لفظ "هلل" من قوله هللا تعالى‪ :‬اْلَح ْم ُد ِهَّلِل فهذه‬
‫الجملة أفادت معنى‪ ،‬لكن ما بعد لفظ الجاللة متعلق به لكونه صفة‬
‫له‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬إن كان غير رأس مثل‪" :‬الحمد هلل" حسن الوقف عليه‪ ،‬ولم‬
‫يحسن االبتداء بما بعده‪ ،‬فمن وقف عليه وأراد االبتداء وصله بما بعده؛‬
‫ألن االبتداء بما يتعلق بما قبله لفظا قبيح‪.‬‬

‫وإن كان رأس آية مثل‪" :‬العالمين" من قوله تعالى‪ :‬اْلَح ْم ُد ِهَّلِل َر ِّب‬
‫اْلَع اَلِم يَن حسن الوقف عليه‪ ،‬واالبتداء بما بعده‪ ،‬وإن وجد التعلق؛‬
‫ألن الوقف على رءوس اآلي سنة مطلقا؛ لحديث أم سلمة– رضي هللا‬
‫عنها‪ -‬قالت‪ " :‬كان رسول هللا ‪ - -‬إذا قرأ قطع قراءته آية‪ ،‬آية‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪ ،‬ثم يقف‪ ،‬ثم يقول‪ :‬الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬ثم‬
‫يقف‪ ،‬ثم يقول‪ :‬الرحمن الرحيم‪ ،‬ثم يقف‪ ،‬مالك يوم الدين "(‪ ، )1‬وهذا‬
‫الحديث أصل في هذا الباب‪ ،‬فظاهر هذا الحديث أن رءوس اآلي‬
‫يستحب الوقف عليها مطلقا‪.‬‬

‫‪ -‬مسند أبي يعلى‪ ،‬أحمد بن علي بن المثنى‪ ،‬أبو يعلى‪ ،‬الموصلي التميمي ‪،‬دار المأمون للتراث‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫دمشق ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪1404 ،‬هـ‪1484 -‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬حسين سليم أسد‪( ،‬ج ‪ 12‬ص ‪ ،)451‬قال‬
‫الشيخ حسين أسد‪ :‬رجاله‪ ،‬رجال الصحيح‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫وقال بعضهم في شرح هذا الحديث‪ :‬هذا إذا كان ما بعد رأس اآلية‬
‫يفيد معنى‪ ،‬وإال فال يحسن االبتداء به‪ ،‬كقوله تعالى في سورة البقرة‪:‬‬
‫َلَع َّلُك ْم َتَتَفَّك ُروَن * ِفي الُّد ْنَيا َو اآلِخ َر ِة فإن َتَتَفَّك ُروَن رأس آية‪ ،‬لكن ما‬
‫بعده ال يفيد معنى إال بما قبله‪ ،‬فال يحسن االبتداء بقوله‪ِ{ :‬في الُّد ْنَيا‬
‫َو اآلِخ َر ِة بل يستحب العود لما قبله‪ ،‬والمذهب األول هو المشهور عند‬
‫غالب أهل هذا الفن‪.‬‬
‫‪ .4‬والقبيح‪ :‬هو الوقف على لفظ غير مفيد‪ ،‬وقد تعلق ما بعده بما قبله‬
‫لفظا ومعنى‪ ،‬كالوقف على المبتدأ دون خبره‪ ،‬أو على المضاف دون‬
‫المضاف إليه‪ .‬فالوقف على‪" :‬الحمد" من قوله تعالى‪ :‬اْلَح ْم ُد ِهَّلِل‬
‫قبيح‪ ،‬وكذلك الوقف على‪" :‬بسم" من‪ِ :‬بْس ِم ِهَّللا ‪ ،‬فكل وقف على‬
‫ما ال يفهم منه معنى يعد قبيحا‪ ،‬وال يجوز إال لضرورة‪ ،‬كانقطاع‬
‫نفس ونحوه‪ ،‬أو لتعليم القارئ الوقف على الكلمة‪.‬‬
‫وال بد من االبتداء بالكلمة الموقوف عليها‪ ،‬أو بما قبلها على حسب ما‬
‫يقتضيه المعنى من الحسن؛ ألن الوقف قد أبيح للضرورة‪ ،‬وال ضرورة‬
‫في االبتداء‪ ،‬فال يكون إال اختياريا‪ ،‬ومن ثم فال يجوز إال بمستقل‬
‫بالمعنى موٍف بالمقصود‪ ،‬فاالبتداء بما تعلق بما قبله يعتبر قبيحا‪.‬‬
‫وأشد قبحا الوقف واالبتداء الموهمان خالف المراد‪ :‬كالوقف على قوله‬
‫تعالى‪ِ :‬إَّن َهَّللا ال َيْسَتْح ِيي ‪ ،‬وكالوقف على قوله‪َ :‬لَقْد َسِمَع ُهَّللا َقْو َل‬
‫اَّلِذ يَن َقاُلوا ‪ ،‬ثم االبتداء بقوله‪ :‬إَِّن َهَّللا َفِقيٌر ‪ ،‬وغير ذلك مما يوهم‬
‫الوقف عليه أو االبتداء وصفا ال يليق به تعالى‪ ،‬أو يفهم معنى غير ما‬
‫أراده هللا جل وعال فمن وقف على مثل هذا لضرورة وجب عليه أن‬
‫يرجع إلى ما قبله‪ ،‬ويصل الكالم بعضه ببعض‪.‬‬
‫والوقف في ذاته ال يوصف بالوجوب وال بالحرمة‪ ،‬وليس في القرآن‬
‫من وقف واجب يأثم القارئ بتركه‪ ،‬وال من حرام يأثم بفعله‪ ،‬وإنما‬
‫يتصف بهما بحسب ما يعرض له من قصد إيهام خالف المراد‪.‬‬
‫مواضع السكت‪ :‬ورد السكت عن حفص في أربعة مواضع‪:‬‬

‫‪44‬‬
‫األول‪ :‬قوله تعالى‪َ :‬و َلْم َيْج َع ْل َلُه ِع َو ًجا بالكهف‪ ،‬فالسكت هنا على‬
‫األلف المبدلة من التنوين في لفظ "عوجا" وذلك لبيان أن ما بعده وهو قول‬
‫تعالى‪َ :‬قِّيًم ا ليس متصال بما قبله‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬قوله تعالى‪َ :‬قاُلوا َيا َو ْيَلَنا َم ْن َبَع َثَنا ِم ْن َم ْر َقِد َنا في يس‪ ،‬فالسكت‬
‫هنا على ألف "مرقدنا"؛ وذلك لبيان أن كالم الكفار قد انقضى‪ ،‬وما بعده‬
‫وهو قوله‪َ :‬هَذ ا َم ا َو َعَد الَّرْح َم ُن َو َص َدَق اْلُم ْر َس ُلوَن ليس من كالمهم‪ ،‬بل‬
‫هو من كالم المالئكة‪ ،‬أو المؤمنين‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬قوله تعالى‪َ :‬و ِقيَل َم ْن َر اٍق فالسكت هنا على نون "من"؛ لئال‬
‫يتوهم أنها مع ما بعدها كلمة واحدة على وزن "فعال"‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬قوله تعالى‪َ :‬بْل َر اَن بالمطففين‪ ،‬فالسكت هنا على الم "بل" لما‬
‫تقدم في َم ْن َر اٍق ‪.‬‬

‫وهناك موضع خامس مختلف فيه وهو قوله تعالى‪َ :‬م اِلَيْه * َهَلَك بسورة‬
‫الحاقة‪ ،‬ففيه السكت واإلدغام كما تقدم في باب "المتماثلين"‪.‬‬

‫باب التفخيم والترقيق‬


‫تعريف كل منهما التفخيم‪:‬‬
‫لغة‪ :‬التسمين‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫واصطالحا‪ :‬عبارة عن سمن يدخل على جســم الحــرف ‪-‬أي صــوته‪ -‬فيمتلئ‬
‫الفم بصداه‪ .‬والتفخيم‪ ،‬والتسمين‪ ،‬والتغليظ بمعنى واحــد‪ ،‬لكن المســتعمل في‬
‫الالم التغليظ‪ ،‬وفي الراء التفخيم‪.‬‬
‫والترقيق‪ :‬لغة‪ :‬التنحيف‪.‬‬
‫واصــطالحا‪ :‬عبــارة عن نحــول يــدخل على جســم الحــرف فال يمتلئ الفم‬
‫بصداه‪.‬‬
‫حكم الحروف تفخيما وترقيقا‪ :‬اعلم أن الحروف قسـمان‪ :‬حــروف اسـتعالء‪،‬‬
‫وحروف استفال‪.‬‬
‫أما حروف االستعالء‪ :‬فحكمها التفخيم بال استثناء‪ ،‬وقد تقدم في باب صفات‬
‫الحروف أنها سبعة‪ ،‬مجموعة في قولهم‪" :‬خص ضــغط قــظ" وهي‪ :‬الخــاء‪،‬‬
‫والصاد‪ ،‬والضاد‪ ،‬والغين‪ ،‬والطاء‪ ،‬والقاف‪ ،‬والظاء‪.‬‬
‫وتختص حــروف اإلطبــاق األربعــة بتفخيم أقــوى‪ :‬وهي الصــاد‪ ،‬والضــاد‪،‬‬
‫والطاء‪ ،‬والظاء‪.‬‬
‫مراتب التفخيم‪:‬‬
‫للتفخيم خمس مراتب هي‪:‬‬

‫فأعالها في المفتوح الذي بعده ألف مثل‪َ :‬ط اِئِع يَن ‪ ،‬فــالمفتوح الــذي ليس‬
‫بعده ألف مثل‪َ :‬طَلًب ا ‪ ،‬فالمضــموم مثــل‪َ :‬يْس ُطُروَن فالســاكن مثــل‪:‬‬
‫َأْطَع َم ُهْم ‪ ،‬فالمكسور مثل‪ِ :‬ط ْبُتْم ‪ ،‬وهكذا في بقية األحرف‪.‬‬
‫وأما حروف االستفال‪ :‬فحكمها الترقيق إال الالم والراء في بعض أحوالهما‪،‬‬
‫وإال األلف‪.‬‬
‫حكم الالم‪:‬‬

‫تفخم الالم في لفظ الجاللة الواقع بعد فتح نحو‪َ :‬تاِهَّلل أو ضم مثــل‪َ :‬نْص ُر‬
‫ِهَّللا ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫وترقق إذا وقع لفظ الجاللة بعد كسر مثل‪ِ :‬باِهَّلل ‪ِ ،‬بْس ِم ِهَّللا ‪.‬‬
‫حكم الراء‪ :‬إن للراء أحكاما في حالة الوصل تختلف عنهــا في حالــة الوقــف‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪ .1‬فإذا كانت موصولة فإنها ترقق في حالتين‪:‬‬

‫األولى‪ :‬أن تكون مكسورة سواء أكان الكسر أصليا مثل‪ِ :‬رَج اٌل‬
‫َو اْلَغ اِرِم يَن ‪َ ،‬و اْلَفْج ِر ‪ ،‬أو عارضا مثــل‪َ :‬و َأْن ِذ ِر الَّن اَس فــالراء‬
‫المكسورة ترقق مطلقا بدون قيد أو شرط‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬أن تكون ساكنة‪ ،‬وال بد في ترقيق الراء الساكنة من شــروط‪:‬‬


‫وهي أن يكون قبل الـراء كسـرة أصـلية متصـلة بهـا‪ ،‬ولم يقـع بعـدها‬
‫حــرف اســتعالء مفتــوح متصــل‪ ،‬فــإذا اســتوفت الــراء الســاكنة هــذه‬
‫الشروط مجتمعة وجب ترقيقها مثل‪ِ :‬فْر َعْو َن ‪ِ ،‬ش ْر َع ًة ‪.‬‬
‫وتفخم الراء في غير هاتين الحالتين‪:‬‬
‫فتفخم إذا لم تكن مكسورة بأن كانت مفتوحة‪:‬‬

‫مثل‪َ :‬ر َّبَنا ‪ ،‬أو مضمومة مثل‪ُ :‬رُسٌل ‪.‬‬


‫وتفخم كذلك إذا كانت ساكنة ولم تستوف شروط الترقيق المتقدمة بأن‬
‫سكنت بعد فتح مثل‪َ :‬بْر ٌق ‪ ،‬أو بعد ضم مثل‪ :‬اْلُقْر آُن ‪ ،‬أو سكنت‬
‫بعد كسر إال أنه عارض مثــل‪ :‬اْر ِج ِع ي ‪ ،‬في حالــة االبتــداء بهمــزة‬
‫الوصل‪ ،‬فقد عرض الكسر لالبتداء بهمزة الوصل‪.‬‬

‫أو سكنت بعد كسر أصــلي إال أنــه غــير متصــل بــالراء مثــل‪ :‬اَّل ِذ ي‬
‫اْر َتَض ى ‪ ،‬فكسرة الذال منفصلة عن الراء‪.‬‬
‫أو سـكنت بعـد كسـر أصـلي متصـل بـالراء إال أن الـراء وقـع بعـدها‬
‫حرف استعالء مفتــوح متصــل‪ ،‬وقــد وقــع ذلــك في خمس كلمــات في‬

‫‪47‬‬
‫القــرآن الكــريم‪ِ :‬قْر َط اٍس ‪ ،‬باألنعــام‪َ ،‬و ِإْر َص اًدا ‪ ،‬و ِفْر َق ٍة ‪،‬‬
‫بالتوبة ِم ْر َص اًدا ‪ ،‬بالنبأ‪َ ،‬لِباْلِم ْر َص اِد ‪ ،‬بسورة والفجر‪.‬‬
‫فتفخم الــراء الســاكنة في كــل ذلــك لعــدم اســتيفائها شــروط الــترقيق‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وإذا كان حرف االستعالء الواقع بعــد الــراء الســاكنة مكســورا ‪-‬‬
‫وذلك في لفظ‪ِ :‬فْر ٍق بسـورة الشـعراء – فقـد اختلفوا في الـراء حينئـذ‪:‬‬

‫فمنهم من فخمهــا نظــرا لوجــود حــرف االســتعالء‪ ،‬ومنهم من رققهــا‬


‫نظرا لكسره‪.‬‬
‫فالكسر قد أضعف تفخيمه‪ ،‬والترقيق أرجح من التفخيم‪.‬‬
‫وإذا كان حرف االستعالء الواقع بعد الراء الساكنة منفصال عن الراء‬
‫بأن وقع في كلمة أخرى مثل‪َ :‬ال ُتَص ِّع ْر َخ َّد َك ‪َ ،‬فاْص ِبْر َص ْبًرا‬
‫فــإن الــراء ترقــق‪ ،‬وال يلتفت إلى حــرف االســتعالء‪ ،‬لعــدم اتصــاله‬
‫بالراء‪.‬‬
‫‪ .2‬وإذا وقف على الراء فإنها ترقق في ثالث حاالت‪:‬‬

‫األولى‪ :‬أن يقع قبلها كسر مباشر مثل‪َ :‬بَص اِئُر ‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن يقع قبلهـا كسـر غـير مباشـر بـأن فصـل بينـه وبين الـراء‬
‫حرف ساكن مستفل مثل‪ِ :‬س ْح ٌر ‪ ،‬الِّذ ْك َر ‪.‬‬

‫الثالثـــة‪ :‬أن يقـــع قبلهـــا يـــاء ســـاكنة مثـــل‪َ :‬ق ِد يٌر ‪ ،‬اْلَخ ْي ُر ‪.‬‬
‫وتفخم الراء في غير هذه الحاالت الثالث مثل‪ :‬اْلَقَم َر ‪ ،‬الُّن ُذ ُر‬
‫َو اْلَفْج ِر ‪ ،‬هذا حكم الراء إذا وقف عليها بالسكون المجرد‪ ،‬كــذلك إذا‬
‫وقف عليها باإلشمام‪.‬‬
‫وأما إذا وقف عليها بالروم فحكمها كالوصل‪:‬‬

‫فإذا وقفت على قوله تعالى‪ِ :‬بَيِد َك اْلَخ ْيُر ‪ ،‬بالسكون المجــرد أو مــع‬
‫اإلشمام رققت الراء؛ لوقوعها بعد ياء ساكنة‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫أمــا إذا وقفت بــالروم فخمت الــراء؛ ألنهــا مضــمومة‪ ،‬وقــد علمت أن‬
‫الراء المضمومة تفخم في حالة الوصل‪ ،‬فكذلك تفخم في حالة الوقــف‬
‫عليها بالروم؛ ألنه كالوصل‪.‬‬
‫كلمات اختلف فيها‪:‬‬

‫إذا وقفت على راء ِم ْص َر ‪ ،‬أوراء اْلِقْط ِر بســبأ‪ ،‬ففي الــراء وجهــان‪:‬‬
‫الترقيق والتفخيم‪.‬‬

‫باب التفخيم والترقيق‬


‫تعريف كل منهما التفخيم‪:‬‬

‫‪49‬‬
‫لغة‪ :‬التسمين‪.‬‬
‫واصــطالحا‪ :‬عبــارة عن ســمن يــدخل على جســم الحــرف ‪-‬أي صــوته‪-‬‬
‫فيمتلئ الفم بصداه‪.‬‬
‫والتفخيم‪ ،‬والتســمين‪ ،‬والتغليــظ بمعــنى واحــد‪ ،‬لكن المســتعمل في الالم‬
‫التغليظ‪ ،‬وفي الراء التفخيم‪.‬‬
‫والترقيق‪ :‬لغة‪ :‬التنحيف‪.‬‬
‫واصــطالحا‪ :‬عبارة عن نحــول يــدخل على جســم الحــرف فال يمتلئ الفم‬
‫بصداه‪.‬‬
‫وترقيقا‪:‬‬
‫ً‬ ‫حكم الحروف تفخيماً‬
‫اعلم أن الحروف قسمان‪ :‬حروف استعالء‪ ،‬وحروف استفال‪.‬‬
‫أما حروف االســتعالء‪ :‬فحكمهــا التفخيم بال اســتثناء‪ ،‬وقــد تقــدم في بــاب‬
‫صفات الحــروف أنهــا ســبعة‪ ،‬مجموعــة في قــولهم‪" :‬خص ضــغط قــظ"‬
‫وهي‪ :‬الخــاء‪ ،‬والصــاد‪ ،‬والضــاد‪ ،‬والغين‪ ،‬والطــاء‪ ،‬والقــاف‪ ،‬والظــاء‪.‬‬
‫وتختص حروف اإلطباق األربعة بتفخيم أقــوى‪ :‬وهي الصــاد‪ ،‬والضــاد‪،‬‬
‫والطاء‪ ،‬والظاء‪.‬‬
‫مراتب التفخيم‪:‬‬

‫للتفخيم خمس مــراتب‪ :‬فأعالهــا في المفتــوح الــذي بعــده ألــف مثــل‪:‬‬


‫َطاِئِع يَن ‪ ،‬فالمفتوح الذي ليس بعده ألف مثل‪َ :‬طَلًبا ‪ ،‬فالمضموم مثل‪:‬‬
‫َيْس ُطُروَن ‪ ،‬فالســاكن مثــل‪َ :‬أْطَع َم ُهْم ‪ ،‬فالمكســور مثــل‪ِ :‬ط ْبُتْم‬
‫وهكذا في بقية األحرف‪.‬‬
‫وأمــا حــروف االســتفال‪ :‬فحكمهــا الــترقيق إال الالم والــراء في بعض‬
‫أحوالهما‪ ،‬وإال األلف‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫حكم الالم‪ :‬تفخم الالم في لفظ الجاللة الواقع بعد فتح نحو‪َ :‬تاِهَّلل أو ضم‬
‫مثل‪َ :‬نْص ُر ِهَّللا ‪.‬‬

‫وترقق إذا وقع لفظ الجاللة بعد كسر مثل‪ِ :‬باِهَّلل ‪ِ ،‬بْس ِم ِهَّللا ‪.‬‬
‫حكم الــراء‪ :‬إن للــراء أحكامــا في حالــة الوصــل تختلــف عنهــا في حالــة‬
‫الوقف عليها‪.‬‬
‫‪ .1‬فإذا كانت موصولة فإنها ترقق في حالتين‪:‬‬

‫األولى‪:‬أن تكون مكسـورة سـواء أكـان الكسـر أصــليا مثـل‪ِ :‬رَج اٌل ‪،‬‬
‫َو اْلَغ اِرِم يَن ‪َ ،‬و اْلَفْج ِر أو عارضــا مثــل‪َ :‬و َأْن ِذ ِر الَّن اَس ‪،‬‬
‫فالراء المكسورة ترقق مطلقا بدون قيد أو شرط‪.‬‬
‫الثانيــة‪:‬أن تكون ســاكنة‪ ،‬وال بــد في ترقيــق الــراء الســاكنة من شــروط‪:‬‬
‫وهي أن يكون قبل الراء كسرة أصلية متصلة بها‪ ،‬ولم يقــع بعــدها‬
‫حرف استعالء مفتوح متصــل‪ ،‬فــإذا اســتوفت الــراء الســاكنة هــذه‬
‫الشروط مجتمعة وجب ترقيقها مثل‪ِ :‬فْر َعْو َن ‪ِ ،‬ش ْر َع ًة ‪.‬‬
‫وتفخم الـراء في غـير هـاتين الحـالتين‪ :‬فتفخم إذا لم تكن مكسـورة‬
‫بأن كانت مفتوحة‪ :‬مثل‪َ :‬ر َّبَنا ‪ ،‬أو مضمومة مثل‪ُ :‬رُسٌل ‪.‬‬
‫وتفخم كذلك إذا كانت ساكنة ولم تستوف شروط الترقيق المتقدمــة‬
‫بأن سكنت بعد فتح مثل‪َ :‬بْر ٌق ‪ ،‬أو بعد ضم مثل‪ :‬اْلُق ْر آُن ‪،‬‬
‫أو سكنت بعد كســر إال أنــه عــارض مثــل‪ :‬اْر ِج ِع ي ‪ ،‬في حالــة‬
‫االبتداء بهمزة الوصل‪ ،‬فقد عرض الكسر لالبتداء بهمزة الوصل‪.‬‬
‫أو سكنت بعد كسر أصلي إال أنه غير متصل بالراء مثــل‪ :‬اَّل ِذ ي‬
‫اْر َتَض ى ‪ ،‬فكسرة الذال منفصلة عن الراء‪.‬‬
‫أو سكنت بعد كسر أصلي متصل بــالراء إال أن الــراء وقــع بعــدها‬
‫حرف استعالء مفتوح متصل‪ ،‬وقد وقع ذلك في خمس كلمــات في‬
‫القرآن الكريم‪:‬‬
‫ِقْر َطاٍس ‪،‬بسورةاألنعام‪َ ،‬و ِإْر َص اًدا ‪،‬و ِفْر َقٍة بالتوبة‪ِ ،‬م ْر َص اًدا‬

‫‪51‬‬
‫بالنبأ‪َ ،‬لِبا ْلِم ْر َص اِد بسورة والفجر‪ ،‬فتفخم الــراء الســاكنة في‬
‫كل ذلك لعدم استيفائها شروط الترقيق‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وإذا كان حرف االستعالء الواقع بعد الراء الســاكنة مكســورا‬
‫‪-‬وذلك في لفظ‪ِ :‬فْر ٍق بسورة الشــعراء – فقــد اختلفوا في الــراء‬
‫حينئذ‪ :‬فمنهم من فخمها نظرا لوجود حرف االســتعالء‪ ،‬ومنهم من‬
‫رققها نظرا لكسره‪ .‬فالكسر قــد أضــعف تفخيمــه‪ ،‬والــترقيق أرجح‬
‫من التفخيم‪.‬‬
‫وإذا كان حرف االستعالء الواقع بعد الــراء الســاكنة منفصــال عن‬
‫الراء بأن وقع في كلمة أخرى مثل‪:‬‬
‫َو ال ُتَص ِّع ْر َخ َّد َك ‪َ ،‬فاْص ِبْر َص ْبًرا ‪ ،‬فــإن الــراء ترقــق‪ ،‬وال‬
‫يلتفت إلى حرف االستعالء‪ ،‬لعدم اتصاله بالراء‪.‬‬
‫‪ .2‬وإذا وقف على الراء فإنها ترقق في ثالث حــاالت‪ :‬األولى‪ :‬أن‬
‫يقع قبلها كسر مباشر مثل‪َ :‬بَص اِئُر ‪ .‬الثانية‪ :‬أن يقع قبلهــا كســر‬
‫غير مباشر بأن فصل بينه وبين الراء حرف ساكن مستفل مثل‪:‬‬
‫ِس ْح ٌر ‪ ،‬الِّذ ْك َر ‪.‬‬
‫الثالثة‪:‬أن يقع قبلها ياء ساكنة مثل‪َ :‬قِد يٌر ‪ ،‬اْلَخ ْيُر ‪.‬‬
‫وتفخم الراء في غير هذه الحاالت الثالث مثل‪ :‬اْلَقَم َر ‪،‬‬
‫الُّنُذ ُر ‪َ ،‬و اْلَفْج ِر هذا حكم الــراء إذا وقــف عليهــا بالســكون‬
‫المجرد‪ ،‬كذلك إذا وقف عليها باإلشمام‪.‬‬
‫وأما إذا وقف عليها بالروم فحكمها كالوصل‪:‬‬
‫فإذا وقفت على قوله تعالى‪ِ :‬بَي ِد َك اْلَخ ْي ُر بالسـكون المجـرد أو‬
‫مع اإلشمام رققت الراء؛ لوقوعها بعد ياء ساكنة‪.‬‬
‫أما إذا وقفت بالروم فخمت الراء؛ ألنها مضمومة‪ ،‬وقــد علمت أن‬
‫الــراء المضــمومة تفخم في حالــة الوصــل‪ ،‬فكــذلك تفخم في حالــة‬
‫الوقف عليها بالروم؛ ألنه كالوصل‪.‬‬
‫كلمــات اختلــف فيهــا‪ :‬إذا وقفت على راء ِم ْص َر ‪ ،‬أو راء‬
‫اْلِقْطِر بسبأ‪ ،‬ففي الراء وجهان‪ :‬الترقيق والتفخيم‪.‬‬
‫فمن رقق نظر إلى الكسر‪ ،‬ولم يعتبر الســاكن الفاصــل بين الكســر‬
‫والــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراء‪.‬‬
‫ومن فخم اعتبر هــذا الســاكن‪ ،‬وعــده حــاجزا حصــينا بين الكســرة‬

‫‪52‬‬
‫والراء؛ لكونه حرف استعالء‪.‬‬
‫واألرجح في "مصـــر" التفخيم‪ ،‬وفي "القطـــر" الـــترقيق؛ نظـــرا‬
‫للوصل‪ ،‬وعمال باألصل‪.‬‬
‫وفي كلمة‪َ :‬يْس ِر ‪ ،‬بالفجر‪ ،‬وكذا‪َ :‬أْس ِر حيث وقـع‪َ ،‬و ُن ُذ ِر‬
‫بالقمر وجهان وقفا كذلك‪.‬‬
‫واألرجح الــترقيق للفرق بين كســرة اإلعــراب وكســرة البنــاء‪،‬‬
‫وللداللة على الياء المحذوفة‪.‬‬

‫حكم األلف‪:‬‬
‫حكمها أنها تابعة لما قبلها تفخيما وترقيقا‪ ،‬فإذا كــان الحــرف الــذي قبلهــا‬
‫مفخما فخمت مثل‪َ :‬قاَل و َطاَل ‪.‬‬

‫َع اِلَيٍة ‪.‬‬ ‫وإذا كان مرققا رققت مثل‪َ :‬ناِع َم ٌة‬

‫هذا‪ :‬وقوله‪" :‬والعكس في الغن ألف" معناه أن الغنــة بعكس األلــف‪ ،‬فهي‬
‫تابعة لما بعدها تفخيما وترقيقا‪.‬‬

‫فإذا كان الحرف الذي بعدها مفخما فخمت مثل‪َ :‬يْنُصُر ُك ُم فتفخم الغنة؛‬
‫ألن الصاد مفخمة‪.‬‬

‫وإذا كــان مرققــا رققت مثــل‪َ :‬أْنَز ْلَن اُه فــترقق الغنــة لــترقيق الــزاي‪.‬‬
‫فحكم الغنة‪ :‬أنها تابعة لما بعدها تفخيما وترقيقا‪.‬‬

‫كيفية الوقف على أواخر الكلم‪.‬‬


‫أنواع الوقف على أواخر الكلم‪ :‬أنواع الوقف ثالثة‪:‬‬
‫األول‪ :‬اإلسكان المحض‪ :‬ألن العرب ال يبتدئون بساكن‪ ،‬وال يقفون على‬
‫متحرك بالحركة‪ ،‬وإنما كان السكون أصــال في الوقــف؛ ألنــه لمــا‬
‫كان الغرض من الوقف االستراحة‪ ،‬والسكون أخف من الحركات‬
‫كلها‪ ،‬وأبلغ في تحصيل الراحة‪ ،‬صار أصال بهذا االعتبار‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬الروم‪ :‬وهو اإلتيان ببعض الحركــة حــتى يــذهب معظم صــوتها‪،‬‬

‫‪53‬‬
‫فيسـمع لهـا صـوت خفي‪ ،‬يسـمعه القـريب المصـغي دون البعيـد؛‬
‫ألنها غير تامة‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬اإلشمام وهو ضــم الشــفتين بعيــد ســكون الحــرف كهيئتهمــا عنــد‬
‫النطــق بالضــمة‪ ،‬وهــو إشــارة إلى الضــم‪ ،‬ومن َثم فال يدركــه إال‬
‫البصير‪ .‬وفائدة الروم واإلشمام‪ :‬بيان الحركة األصلية الــتي ثبتت‬
‫في الوصل للحرف الموقوف عليه‪.‬‬
‫وهناك أنواع أخرى لإلشمام غير إشمام الوقف ال حاجــة لــذكرها‪ ،‬ولكنــا‬
‫نذكر منها نوعا ورد في لفظ "تأمنا" في قولــه تعـالى‪َ :‬م ا َل َك ال‬
‫َتْأَم َّن ا َع َلى ُيوُس َف ‪ ،‬فأصــل الكلمــة "تأمننــا" بنــونين‪ ،‬أدغمت‬
‫األولى في الثانية للجميع‪.‬‬

‫ويجوز فيها وجهان‪:‬‬


‫‪ .1‬اإلشمام‪ :‬وهــو عين اإلشـمام المتقــدم في الوقــف‪ ،‬إال أنـه هنـا مقــارن‬
‫لسكون الحرف المدغم‪ ،‬وفي الوقف بعيد السكون‪.‬‬
‫واإلشــمام هنــا لإلشــارة إلى حركــة الفعــل‪ ،‬وهي الضــمة‪ ،‬فاإلدغــام مــع‬
‫اإلشمام صريح‪.‬‬
‫‪ .2‬الروم‪ :‬فيمتنع معه اإلدغام الصحيح؛ ألن الحركة ال تسكن رأسا‪ ،‬بــل‬
‫يضعف صوتها‪ ،‬وبعضهم يعبر عن الروم باإلخفاء‪.‬‬
‫ما يجوز فيه الروم واإلشمام‪ ،‬أو الروم‪ ،‬وما ال يجوز‪:‬‬
‫ينقسم الموقوف عليه إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪ .1‬ما يوقف عليــه بــاألنواع الثالثــة المتقدمــة‪ ،‬وهي‪ :‬الســكون‪ ،‬والــروم‪،‬‬
‫واإلشمام‪ ،‬وهو ما كان متحركـا بـالرفع أو الضــم مثـل َنْس َتِع يُن ‪ِ ،‬م ْن‬
‫َقْبُل َو ِم ْن َبْعُد ‪.‬‬
‫‪ .2‬ما يوقف عليه بالسكون والروم فقط وال يجوز فيه اإلشــمام‪ ،‬وهــو مــا‬
‫كان متحركا بالخفض أو الكسر مثل‪ :‬الَّرْح َمِن الَّر ِح يِم َهُؤ الِء ‪.‬‬
‫‪ .3‬ما يوقف عليه بالسكون فقط وال يجوز فيه الروم واإلشمام‪ ،‬وذلك في‬
‫المواضع اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ .‬المنصوب والمفتوح نحــو‪ :‬اْلُم ْس َتِقيَم ال َر ْيَب ‪ ،‬فال يجــوز الــروم‬
‫فيهما لخفة الفتحة وســرعتها في النطــق‪ ،‬فال تكــاد تخــرج إال كاملــة‪ ،‬وال‬
‫اإلشمام؛ ألنه إشارة إلى الضم‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫ب‪ .‬هاء التأنيث الموقوف عليها بالهاء مثل‪ :‬اْلَج َّنَة إذ المراد من الروم‬
‫واإلشمام بيان حركة الموقوف عليــه حالــة الوصــل‪ ،‬ولم يكن على الهــاء‬
‫حركة حالة الوصل؛ ألنها مبدلة من التاء‪ ،‬والتاء معدومة في الوقف‪.‬‬
‫ج ‪.‬مــا كــان ســاكنا في الوصــل مثــل‪َ :‬فال َتْنَه ْر ومنــه ميم الجمــع‪ ،‬فال‬
‫يجوز فيه الروم واإلشمام؛ ألنهما إنما يكونان في المتحرك دون الساكن‪.‬‬

‫د‪ .‬ما كان متحركا في الوصل بحركة عارضة مثل‪َ :‬و َأْن ِذ ِر الَّن اَس ‪،‬‬
‫َو ال َتْنَسُو ا اْلَفْض َل ؛ ألن الحركــة عرضــت للــراء‪ ،‬والــواو للتخلص من‬
‫التقاء الساكنين‪.‬‬
‫ومثــل ذلــك ميم الجمــع نحــو‪َ :‬و َأْنُتُم اَألْع َل ْو َن ‪ ،‬فال يجــوز فيــه الــروم‬
‫واإلشمام لعروض الحركة‪ ،‬فال يعتد بها؛ ألنها تزول في الوقــف لــذهاب‬
‫المقتضي وهو اجتماع الساكنين‪ ،‬فال وجه للروم‪ ،‬واإلشمام‪.‬‬

‫وأما هاء الضمير‪ :‬فقد اختلف فيها وقفا ‪:‬‬


‫‪ .1‬فذهب بعضهم إلى جواز الروم واإلشمام فيها مطلقا‪.‬‬
‫‪ .2‬وذهب بعضهم إلى المنع مطلقا‪.‬‬
‫‪ .3‬والمختار منعهما فيها إذا كــان قبلهــا ضــم‪ ،‬أو واو ســاكنة‪ ،‬أو كســر‪،‬‬
‫أو ياء ساكنة مثل‪َ :‬يْر َفُعُه ‪ ،‬و َع َقُلوُه ‪ ،‬و ِبِه ‪ ،‬و ِفيِه ‪.‬‬
‫وجوازهما إذا لم يكن قبلها ذلك‪ ،‬بـأن انفتح مـا قبـل الهـاء‪ ،‬أو وقـع قبلهـا‬
‫ألف‪ ،‬أو ساكن صحيح مثل‪َ :‬فَأْك َر َم ُه ‪َ ،‬و َهَد اُه ‪ ،‬و َع ْنُه ‪.‬‬
‫ووجه الروم واإلشمام اإلجراء على القاعدة‪ ،‬ووجه المنع طلب الخفة‪.‬‬
‫حكم هاء الضمير وصال لمـا كـانت هـاء الضـمير في اصـطالح القـراء‪:‬‬
‫هي الهاء الزائدة الدالة على الواحد المذكر الغــائب‪ ،‬ســميت هــاء الكنايــة‬
‫أيضا ألنها يكنى بها عن المفرد والمذكر الغائب ‪ ،‬ولها أربع أحوال‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬أن تقع بعد متحــرك وقبــل ســاكن نحــو‪َ :‬ل ُه اْلُم ْل ُك َو َل ُه‬
‫اْلَح ْم ُد ‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬أن تقع بين ساكنين نحو‪َ :‬ش ْهُر َر َم َض اَن اَّل ِذ ي ُأْن ِزَل ِفيـِه‬
‫اْلُقْر آُن وقد اتفق القراء العشرة على عدم صلة هــاء الضــمير في هــاتين‬

‫‪55‬‬
‫الحالتين إال الــبزي عن ابن كثــير في قولــه تعــالى‪َ :‬ف َأْنَت َع ْن ُه َتَلَّهى ‪،‬‬
‫فإنه يصل الهاء بواو لفظية في الوصل‪ ،‬ويشدد التاء من "تلهى"‪ ،‬ويلــزم‬
‫حينئذ مد الهاء مدا طويال لوجود الساكن المدغم‪.‬‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬أن تقع بين متحركين نحـو‪ِ :‬إَّن َر َّب ُه َك اَن ِب ِه َبِص يًرا ‪،‬‬
‫وال خالف بين عامة القراء في صلة هذه الهــاء بــواو لفظيــة في الوصــل‬
‫إذا كــانت مضــمومة‪ ،‬وبيــاء لفظيــة في الوصــل إذا كــانت مكســورة‪.‬‬
‫وبالنسبة لحفص عن عاصم فإنه وصلها بواو لفظية إذا كانت مضمومة‪،‬‬
‫وبياء لفظية إذا كانت مكسورة ‪-‬كما أسلفنا‪ -‬إال في خمسة مواضــع منهــا‪،‬‬
‫وهي‪َ :‬أْر ِج ْه في األعراف والشعراء‪َ ،‬و َيَّتْقِه في النور‪ ،‬و َفَأْلِقِه‬
‫بالنمل ‪ ،‬و َيْر َض ُه بالزمر‪.‬‬
‫أما َأْر ِج ْه و َفَأْلِقِه فقرأهما بإسكان الهاء وصال ووقفا‪.‬‬
‫وأما َو َيَّتْقِه فقرأ بقصر الهاء أي كسرها من غــير صــلة؛ ألنــه يســكن‬
‫القاف قبلها‪.‬‬
‫وأما َيْر َض ُه فقرأ بقصر الهاء مضمومة من غير صلة‪.‬‬

‫الحالة الرابعة‪ :‬أن تقع بعد ساكن وقبل متحرك نحو‪ِ :‬في ـِه ُه ًدى ِلْلُم َّتِقيَن‬
‫وهذه الحالة مختلف فيها بين القراء العشرة‪ ،‬فابن كثير يصلها بواو إذا‬
‫كانت مضمومة‪ ،‬وبياء إذا كانت مكسورة‪ ،‬ويوافقــه حفص في لفظ ِفيـِه‬
‫ُمَهاًنا بالفرقان‪ ،‬فيصل الهاء من "فيه" بياء لفظيـة في الوصــل‪ ،‬وبـاقي‬
‫القراء بالقصر أي بحذف الصلة مطلقا‪ ،‬وال خالف بين القراء في إسكان‬
‫الهاء وقفا‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ما يجوز فيه الروم واإلشمام‪ ،‬وما ال يجوز‪:‬‬
‫ينقسم الموقوف عليه إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪ .1‬مــا يوقــف عليــه بــاألنواع الثالثــة المتقدمــة‪ ،‬وهي‪ :‬الســكون‪ ،‬والــروم‪،‬‬
‫واإلشمام‪ ،‬وهو ما كان متحركا بالرفع أو الضم مثل َنْس َتِع يُن ‪ِ ،‬م ْن َقْب ُل‬
‫َو ِم ْن َبْعُد ‪.‬‬
‫‪ .2‬ما يوقف عليه بالسكون والروم فقط وال يجوز فيه اإلشمام‪ ،‬وهو ما كــان‬
‫متحركا بالخفض أو الكسر مثل‪ :‬الَّرْح َمِن الَّر ِح يِم ‪َ ،‬هُؤ الِء ‪.‬‬
‫‪ .3‬ما يوقف عليه بالسكون فقط وال يجــوز فيــه الــروم واإلشــمام‪ ،‬وذلــك في‬
‫المواضع اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ .‬المنصــوب والمفتــوح نحــو‪ :‬اْلُم ْس َتِقيَم ال َر ْيَب ‪ ،‬فال يجــوز الــروم‬
‫فيهمــا لخفة الفتحــة وســرعتها في النطــق‪ ،‬فال تكــاد تخــرج إال كاملــة‪ ،‬وال‬
‫اإلشمام؛ ألنه إشارة إلى الضم‪.‬‬
‫ب‪ .‬هاء التأنيث الموقوف عليها بالهاء مثل‪ :‬اْلَج َّنَة ‪ ،‬إذ المــراد من الــروم‬
‫واإلشــمام بيــان حركــة الموقــوف عليــه حالــة الوصــل‪ ،‬ولم يكن على الهــاء‬
‫حركــة حالــة الوصــل؛ ألنهــا مبدلــة من التــاء‪ ،‬والتــاء معدومــة في الوقــف‪.‬‬
‫ج ‪.‬ما كان ساكنا في الوصل مثل‪َ :‬فال َتْنَهْر ومنــه ميم الجمــع‪ ،‬فال يجــوز‬
‫فيــه الــروم واإلشــمام؛ ألنهمــا إنمــا يكونــان في المتحــرك دون الســاكن‪.‬‬
‫د‪ .‬ما كان متحركا في الوصل بحركة عارضة مثل‪َ :‬و َأْن ِذ ِر الَّن اَس ‪َ ،‬و ال‬
‫َتْنَسُو ا اْلَفْض َل ؛ ألن الحركــة عرضــت للــراء‪ ،‬والــواو للتخلص من التقــاء‬
‫الساكنين‪.‬‬
‫ومثل ذلك ميم الجمع نحو‪َ :‬و َأْنُتُم اَألْع َلْو َن ‪ ،‬فال يجوز فيه الروم واإلشمام‬
‫لعروض الحركة‪ ،‬فال يعتــد بهــا؛ ألنهــا تــزول في الوقــف لــذهاب المقتضــي‬
‫وهو اجتماع الساكنين‪ ،‬فال وجه للروم‪ ،‬واإلشمام‪.‬‬
‫وأما هاء الضمير‪ :‬فقد اختلف فيها وقفا‪:‬‬
‫‪ .1‬فذهب بعضهم إلى جواز الروم واإلشمام فيها مطلقا‪.‬‬
‫‪ .2‬وذهب بعضهم إلى المنع مطلقا‪.‬‬
‫‪ .3‬والمختــار منعهمــا فيهــا إذا كــان قبلهــا ضــم‪ ،‬أو واو ســاكنة‪ ،‬أو كســر‪،‬‬
‫أو ياء ساكنة مثل‪َ :‬يْر َفُعُه ‪ ،‬و َع َقُلوُه ‪ ،‬و ِبِه ‪ ،‬و ِفيِه ‪.‬‬
‫وجوازهما إذا لم يكن قبلها ذلك‪ ،‬بأن انفتح ما قبل الهاء‪ ،‬أو وقع قبلهــا ألــف‪،‬‬
‫أو ساكن صحيح مثل‪َ :‬فَأْك َر َم ُه ‪َ ،‬و َهَد اُه ‪ ،‬و َع ْنُه ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫ووجه الروم واإلشمام اإلجراء على القاعدة‪ ،‬ووجه المنع طلب الخفة‪.‬‬
‫حكم هاء الضمير وصال لما كانت هــاء الضــمير في اصــطالح القــراء‪ :‬هي‬
‫الهاء الزائدة الدالة على الواحــد المــذكر الغــائب‪ ،‬ســميت هــاء الكنايــة أيضــا‬
‫ألنها يكنى بها عن المفرد والمذكر الغائب ‪ ،‬ولها أربع أحوال‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬أن تقع بعد متحرك وقبل ساكن نحو‪َ :‬لُه اْلُم ْلُك َو َلُه اْلَح ْم ُد ‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬أن تقـع بين سـاكنين نحـو‪َ :‬ش ْهُر َر َم َض اَن اَّل ِذ ي ُأْن ِزَل ِفيـِه‬
‫اْلُقْر آُن ‪.‬‬
‫وقد اتفق القراء العشرة على عدم صلة هاء الضــمير في هــاتين الحــالتين إال‬
‫البزي عن ابن كثير في قوله تعــالى‪َ :‬ف َأْنَت َع ْن ُه َتَلَّهى فإنــه يصــل الهــاء‬
‫بواو لفظية في الوصل‪ ،‬ويشدد التاء من "تلهى"‪ ،‬ويلزم حينئذ مد الهــاء مــدا‬
‫طويال لوجود الساكن المدغم‪.‬‬

‫الحالــة الثالثــة‪ :‬أن تقــع بين متحــركين نحــو‪ِ :‬إَّن َر َّب ُه َك اَن ِب ِه َبِص يًرا‬
‫وال خالف بين عامة القراء في صلة هذه الهــاء بــواو لفظيــة في الوصــل إذا‬
‫كانت مضمومة‪ ،‬وبياء لفظية في الوصل إذا كانت مكسورة‪.‬‬
‫وبالنسبة لحفص عن عاصم فإنه وصــلها بــواو لفظيــة إذا كــانت مضــمومة‪،‬‬
‫وبياء لفظية إذا كانت مكســورة ‪-‬كمــا أســلفنا‪ -‬إال في خمســة مواضــع منهــا‪،‬‬
‫وهي‪َ :‬أْر ِج ْه ‪ ،‬في األعراف‪ ،‬والشعراء‪َ ،‬و َيَّتْقِه في النور‪ ،‬و َفَأْلِق ِه‬
‫بالنمل ‪ ،‬و َيْر َض ُه بالزمر‪.‬‬
‫أما َأْر ِج ْه و َفَأْلِقِه فقرأهما بإسكان الهاء وصال ووقفا‪.‬‬
‫وأما َو َيَّتْقِه فقرأ بقصر الهاء أي كسرها من غير صلة؛ ألنه يسكن القاف‬
‫قبله ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا‪.‬‬
‫وأما َيْر َض ُه فقرأ بقصر الهاء مضمومة من غير صلة‪.‬‬

‫الحالة الرابعة‪ :‬أن تقع بعد ساكن‪ ،‬وقبل متحرك نحو‪ِ :‬فيِه ُه ًدى ِلْلُم َّتِقيَن ‪.‬‬
‫وهذه الحالة مختلف فيها بين القراء العشرة‪ ،‬فـابن كثـير يصـلها بـواو‬
‫إذا كانت مضمومة‪ ،‬وبياء إذا كانت مكسورة‪ ،‬ويوافقــه حفص في لفظ ِفيـِه‬
‫ُمَهاًنا بالفرقان‪ ،‬فيصــل الهــاء من "فيــه" بيــاء لفظيــة في الوصــل‪ ،‬وبــاقي‬

‫‪58‬‬
‫القراء بالقصر أي بحــذف الصــلة مطلقــا‪ ،‬وال خالف بين القــراء في إســكان‬
‫الهاء وقفا‪.‬‬
‫وبهذا نكون قد انتهينا من تقديم هذه المادة المباركــة والــتي تخــدم كــل‬
‫قارئ للقرآن الكريم‪ ،‬وتعد من جملة أحكام التالوة للقرآن الكريم‪ ،‬ونسأل هللا‬
‫أن ينفع بها‪ ،‬ويجعلها خالصة لوجهه الكريم‪.‬‬

‫وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬وصلى هللا على نبينا محمد‬
‫وآله وصحبه وسلم…‬

‫‪59‬‬
‫فهرس المصادر‬

‫‪ ‬القرآن الكريم ‪.‬‬


‫‪ ‬سنن أبي داود‪ ،‬سليمان بن األشعث أبو داود السجستاني‬
‫اآلزدي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬تحقيق محمد محي الدين عبد‬
‫الحميد‪.‬‬

‫‪ ‬سنن الترمذي‪ :‬ألبي عيسى بن سورة‪ ،‬ت‪ 279‬هـ‪ ،‬تحقيق أحمد‬


‫بن محمد شاكر‪ ،‬الطبعة الثانية‪1398 ،‬هـ‪ ،‬شركة مصطفى البابي‬
‫الحلبي وأوالده‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪ ‬صحيح البخاري‪ :‬لأبي عبد هللا محمد بن إسماعيل‪ ،‬ت ‪256‬هـ‪،‬‬


‫مطبعة دار بن كثير‪ ،‬اليمامة‪ ،‬مراجعة‪ ،‬د‪ :‬مصطفى ديب البغا‪،‬‬
‫‪ 1407‬هـ‪.‬‬

‫صحيح مسلم‪ :‬لأبي الحسن مسلم بن الحجاج النيسابوري‪ ،‬ت‬ ‫‪‬‬


‫‪261‬هـ‪ ،‬مراجعة محمد فؤاد عبد الباقي ‪ ،‬دار إحياء التراث‬
‫العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬طبعة ‪ 1374‬هـ ‪.‬‬
‫صحيح ابن حبان لمحمد بن حبان بن احمد بن حبان ‪ ،‬تحقيق ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫كمال يوسف الحوت ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت – لبنان ‪،‬‬
‫األمير ‪:‬عالء الدين الفارسي ‪ ،‬ط‪ :‬األولى ‪1407‬هـ‪1987 -‬م‪.‬‬
‫مستدرك الحاكم‪ ،‬ألبي عبد هللا الحاكم النيسابورى‪ ،‬دار الكتاب‬ ‫‪‬‬
‫العربي ‪ ،‬بيروت – لبنان ‪.‬‬
‫مسند أبي يعلى‪ ،‬أحمد بن علي بن المثنى‪ ،‬أبو يعلى‪ ،‬الموصلي‬ ‫‪‬‬
‫التميمي ‪ ،‬دار المأمون للتراث‪ ،‬دمشق ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪،‬‬
‫‪1404‬هـ‪1484 -‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬حسين سليم أسد‪.‬‬
‫إتحاف فضالء البشر في القراءات األربع عشر للعالمة الشيخ‬ ‫‪‬‬
‫أحمد بن محمد بن أحمد الدمياطي الشهير بالبناء‪.‬‬
‫اإلتقان في علوم القرآن للحافظ جالل الدين عبد الرحمن‬ ‫‪‬‬
‫السيوطي‪.‬‬
‫إرشاد المريد إلى مقصود القصيد "شرح الشاطبية" لفضيلة‬ ‫‪‬‬
‫الشيخ علي بن محمد الضباع‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫أسد الغابة في معرفة الصحابة لعز الدين بن األثير أبي الحسن‬ ‫‪‬‬
‫علي بن محمد الجزري‪.‬‬
‫اإلضاءة في بيان أصول القراءة لفضيلة الشيخ علي بن محمد‬ ‫‪‬‬
‫الضباع‪.‬‬
‫أقرب األقوال على فتح األقفال حاشية على شرح تحفة األطفال‬ ‫‪‬‬
‫لفضيلة الشيخ علي بن محمد الضباع‪.‬‬
‫إنباه الرواة على أنباه النحاة للوزير جمال الدين أبي الحسن‬ ‫‪‬‬
‫علي بن يوسف القفطي‪.‬‬
‫البداية والنهاية ألبي الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫البرهان في علوم القرآن لإلمام بدر الدين محمد بن عبد هللا‬ ‫‪‬‬
‫الزركشي‪.‬‬
‫تحفة األطفال في تجويد القرآن للعالمة الشيخ سليمان بن حسين‬ ‫‪‬‬
‫الجمزوري‪.‬‬
‫تلخيص آللئ البيان في تجويد القرآن لفضيلة الشيخ إبراهيم بن‬ ‫‪‬‬
‫علي بن شحاتة السمنودي‪.‬‬
‫التمهيد في علم التجويد لإلمام المحقق محمد بن محمد بن علي‬ ‫‪‬‬
‫بن يوسف الجزري‪.‬‬
‫تنقيح فتح الكريم في تحرير أوجه القرآن العظيم ألصحاب‬ ‫‪‬‬
‫الفضيلة الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات‪ ،‬الشيخ إبراهيم علي‬
‫شحاتة السمنودي‪ ،‬الشيخ عامر السيد عثمان‪.‬‬
‫التيسير في القراءات السبع لإلمام أبي عمرو عثمان بن سعيد‬ ‫‪‬‬
‫الداني‪.‬‬
‫جامع األصول في أحاديث الرسول لإلمام مجد الدين أبي‬ ‫‪‬‬
‫السعادات المبارك بن محمد‪ :‬ابن األثير الجزري‪.‬‬
‫حرز األماني ووجه التهاني "الشاطبية" لإلمام أبي القاسم بن‬ ‫‪‬‬
‫فيره بن خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي‪.‬‬
‫دليل الحيران شرح مورد الظمآن في رسم وضبط القرآن للعالمة‬ ‫‪‬‬
‫الشيخ إبراهيم بن أحمد المارغني التونسي‪.‬‬
‫سراج القارئ المبتدي وتذكار المقرئ المنتهي لإلمام أبي القاسم‬ ‫‪‬‬
‫علي بن عثمان بن محمد بن أحمد بن الحسن القاصح‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين لفضيلة الشيخ‬ ‫‪‬‬
‫علي بن محمد الضباع‪.‬‬
‫طيبة النشر في القراءات العشر لإلمام المحقق ابن الجزري‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العميد في علم التجويد لفضيلة الشيخ محمود علي بسة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫غاية النهاية في طبقات القراء لشمس الدين أبي الخير محمد بن‬ ‫‪‬‬
‫محمد بن الجزري‪.‬‬
‫غيث النفع في القراءات السبع لإلمام علي النوري الصفاقسي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فتح األقفال بشرح تحفة األطفال للشيخ سليمان بن حسين‬ ‫‪‬‬
‫الجمزوري‪.‬‬
‫القول السديد في بيان حكم التجويد لفضيلة الشيخ محمد بن علي‬ ‫‪‬‬
‫بن خلف الحسيني الشهير بالحداد‪.‬‬
‫آللئ البيان في تجويد القرآن لفضيلة الشيخ إبراهيم بن علي بن‬ ‫‪‬‬
‫شحاتة السمنودي‪.‬‬
‫معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المقدمة الجزرية في تجويد اآليات القرآنية لإلمام المحقق ابن‬ ‫‪‬‬
‫الجزري‪.‬‬
‫النشر في القراءات العشر لإلمام المحقق ابن الجزري‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نهاية القول المفيد في علم التجويد لفضيلة الشيخ محمد مكي‬ ‫‪‬‬
‫نصر‪.‬‬
‫الوافي في شرح الشاطبية لفضيلة الشيخ عبد الفتاح بن عبد‬ ‫‪‬‬
‫الغني القاضي‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫‪1‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪3‬‬ ‫معنى التجويد‪ ،‬وحكمه‪ ،‬وموضوعه‪ ،‬وفضله‪ ،‬وغايته‬
‫‪5‬‬ ‫مراتب القراءة‬
‫‪5‬‬ ‫االستعاذة‬
‫‪6‬‬ ‫البسملة‬
‫‪6‬‬ ‫أوجه االستعاذة والبسملة‬
‫‪8‬‬ ‫التجويد غايته وحكمه وطرق تلقيه ومراتبه‬
‫‪9‬‬ ‫مراتب القراءة الصحيحة‬
‫‪10‬‬ ‫حكم الميم والنون المشددتين‬
‫‪11‬‬ ‫أحكام النون الساكنة والتنوين‬
‫‪16‬‬ ‫أحكام الميم الساكنة‬
‫‪16‬‬ ‫أحكام التماثل والتجانس والتقارب‬
‫‪20‬‬ ‫حكم الالمات السواكن‬
‫‪22‬‬ ‫أحكام المدود‬
‫‪24‬‬ ‫لواحق المد‬

‫‪63‬‬
‫‪27‬‬ ‫أحكام الراء‬
‫‪28‬‬ ‫صفات الحروف‬
‫‪35‬‬ ‫مخارج الحروف‬
‫‪41‬‬ ‫الوقف واالبتداء‬
‫‪49‬‬ ‫التفخيم والترقيق‬
‫‪56‬‬ ‫ما يجوز فيه الروم واإلشمام‪ ،‬وما ال يجوز‬
‫‪59‬‬ ‫فهرس المصادر والمراجع‬
‫‪62‬‬ ‫فهرس المحتويات‬

‫‪64‬‬

You might also like