Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 27

‫املنظمة العاملية للتجارة ودورها يف تنظيم املنافسة ‪ ....‬د‪ .‬ســالمــــــي مــيلــود ‪ +‬د‪ .

‬بــوســتـة جــمال‬

‫املنظمة العاملية للتجارة ودورها في تنظيم املنافسة العادلة للتجارة الدولية‬


‫‪What role does the word trade organition play in regulating fair‬‬
‫‪competition for international trade‬‬
‫‪1. Dr: Sellami Miloud‬‬ ‫‪ .1‬الدكتور‪ :‬سالمي ميلود‬
‫‪Faculty of Law and Political Science‬‬ ‫أستاذ محاضر "أ"‬
‫‪University: Batna 01‬‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة باتنة‪01‬‬
‫‪2. Dr. boucetta djamel‬‬ ‫‪ .2‬الدكتور‪ :‬بوستة جمال‬
‫‪Faculty of Law and Political Science‬‬ ‫أستاذ محاضر "ب"‬
‫‪University: larbi ben mhidi‬‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة باتنة ‪00‬‬
‫‪Oum El Bouaghi, Algeria.‬‬ ‫‪boudjab@hotmail.fr‬‬

‫تاريخ القبول‪2112/10/21 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪2112/12/20 :‬‬


‫‪Abstract:‬‬ ‫امللخص باللغة العربية‪:‬‬
‫‪Old worlds countries have a great interest in‬‬ ‫أصبحت حماية املنافسة التجارية الدولية‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪pursing an active policy to protect competition,‬‬ ‫أمرا ضروريا ومطلبا تسعى اليه أغلبية الدول‬
‫‪base on either bilateral or multilateral agreements.‬‬ ‫سواء عن طريق اإلتفاقات الثنائية أو املتعددة‬
‫‪As known’s the primary purpose of WTO, is to‬‬ ‫األطراف‪ ،‬وإذا كان الهدف األساس ي ملنظمة‬
‫‪open trade for the benefit of all.‬‬ ‫التجارة العاملية هو ضمان تحرير التجارة بين‬
‫‪Which require powerful instrument to en‬‬ ‫دول أعضائها وفتح أسواق جميع الدول على‬
‫‪courage adoption of welfare enhancing competition‬‬ ‫مصراعيها وبال تمييز‪ ،‬فإن ذلك يتطلب تنظيم‬
‫‪rules, promote a competitive environment, and‬‬ ‫املنافسة التجارية ومنع املمارسات املقيدة لها‬
‫‪eliminating‬‬ ‫‪barriers,‬‬ ‫‪to‬‬ ‫‪liberate‬‬ ‫‪trade‬‬ ‫‪and‬‬
‫باعتبارها السبيل األمثل لضمان حرية التجارة‬
‫ً‬
‫الدولية‪ ،‬وذلك نظرا للعالقة الوثيقة بين التجارة‬
‫‪investment.‬‬
‫واملنافسة؛ إذ أصبح املوضوعان وجهان لعملة‬
‫‪For that reasons and others,all countries‬‬
‫واحدة‪ ،‬لذا يستوجب على معظم الدول‬
‫‪especially developing ones, must apply an adaption‬‬
‫وخاصة النامية منها أن تعمل على تكييف‬
‫‪of its legal system,accordance with WTO rules and‬‬
‫منظومتها القانونية بما يتوافق مع قواعد‬
‫‪regulations,to be able achieving fair competition‬‬
‫وأحكام منظمة التجارة العاملية لتحقيق‬
‫‪process.‬‬
‫املنافسة العادلة في التجارة الدولية‪.‬‬
‫‪Keywords:‬‬ ‫‪word‬‬ ‫‪trade‬‬ ‫‪organition‬‬ ‫الكلمات مفتاحية‪ :‬املنظمة العاملية للتجارة؛‬
‫‪,international competition, international trade,‬‬ ‫املنافسةالدولية؛ التجارة الدولية؛ املمارسات‬
‫‪restrictive practices competition.‬‬ ‫املقيدة للمنافسة‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫‪ISSN:2335-1462‬‬ ‫‪eISSN: 2600-609X‬‬
‫‪9702‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪70‬‬

‫مقدمــــة‪:‬‬
‫تعد المنافسة من أهم المبادئ األساسية القتصاديات الدول التي تؤمن بحرية‬
‫التجارة‪ ،‬وأصبحت حمايتها أم اًر ضرورياً ومطلباً تسعى اليه أغلبية الدول سواء عن‬
‫طريق االتفاقات الثنائية والمتعددة األطراف‪ ،‬كما تعد التطورات االقتصادية التي‬
‫شهدها العالم المتمثلة في التوقيع على اتفاقيات منظمة التجارة العالمية من أهم‬
‫أحداث القرنين العشرون والواحد والعشرون على االطالق‪ ،‬وهذا لما أحدثته من آثار‬
‫اقتصادية وقانونية على الدول التي وقعت عليها‪ ،‬بل امتد أثرها حتى على الدول التي‬
‫لم تنظم إليها بعد‪ ،‬وتمثل هذه اإلتفاقيات نظاماً عالمياً تتولى من خالله منظمة‬
‫التجارة العالمية إدارة العالقات االقتصادية بين الدول األعضاء بهدف تحرير التجارة‬
‫الدولية‪.‬‬

‫واذا كان النظام الجديد للتجارة العالمية يهدف في جوهره إلى إطالق حرية‬
‫التجارة على مستوى عالمي من خالل فتح أسواق جميع الدول على مصراعيها وبال‬
‫تمييز‪ ،‬مع تمكين جميع الدول على حد سواء من ضمانات النفاذ إلى األسواق‬
‫األجنبية‪ ،‬فإنه من جهة أخرى يضع هذه الدول أمام حتمية أخرى ال مناص منها‬
‫وهي اقتحام المنافسة الدولية في كل قطاعات التجارة‪ ،‬والتي تقوم على مبدأ حرية‬
‫المنافسة‪ ،‬لذلك قد توصلت جهود المجتمع الدولي منذ وقت مبكر نسبياً لوضع قواعد‬
‫دولية تحكم سياسة المنافسة والتخاذ مواقف ايجابية ضد كل الممارسات المقيدة‬
‫للتجارة على المستوى العالمي‪ ،‬والتي تمنع من تحقيق األهداف المنتظرة من تحرير‬
‫التجارة الخارجية‪ ،‬ونظ اًر للعالقة الوثيقة بين التجارة والمنافسة‪ ،‬إذ أصبح الموضوعان‬
‫وجهين لعملة واحدة تتمثل في زيادة التبادل التجاري والنشاط االقتصادي العالمي‬
‫لتحقيق المصلحة االقتصادية والرفاهية لجميع دول العالم‪.‬‬

‫لذلك فإن االشكالية التي يمكن معالجتها هي‪ :‬إلى أي مدى وفقت منظمة‬
‫التجارة العالمية في تنظيم المنافسة العادلة بين أعضائها في مجال التجارة الدولية ؟‬

‫‪141‬‬
‫املنظمة العاملية للتجارة ودورها يف تنظيم املنافسة ‪ ....‬د‪ .‬ســالمــــــي مــيلــود ‪ +‬د‪ .‬بــوســتـة جــمال‬

‫ولإلجابة على هذا التساؤل ارتأينا أن تكون وفق الخطة اآلتية‪ :‬إذ نتطرق في‬
‫المبحث األول إلى مبادئ تنظيم المنافسة في إطار منظمة التجارة العالمية‪ ،‬أما‬
‫المبحث الثاني فنخصصه إلى دراسة جهود منظمة التجارة العالمية في تنظيم‬
‫المنافسة الدولية‪ ،‬كما نقوم بدراسة هذا البحث وذلك بإتباع المنهج التحليلي باألساس‬
‫كونه األمثل لمثل هذه الدراسات‪ ،‬وذلك من خالل تحليل النصوص القانونية واستنباط‬
‫المالحظات منها بهدف اإلجابة على اإلشكالية المطروحة التي تضمنتها الدراسة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مبادئ تنظيم المنافسة في إطار منظمة التجارة العالمية‪.‬‬

‫تعد منظمة التجارة العالمية هي المنظمة الوحيدة المختصة بالقوانين الدولية‬


‫المعنية بالتجارة بين األمم‪ ،‬وأن مهمة المنظمة األساسية هي ضمان انسياب التجارة‬
‫بأكبر قدر من السالمة واليسر والحرية بين الدول األعضاء‪ ،‬لذلك سعت أغلبية الدول‬
‫لإلنضمام إليها ومنهم من مازال في حالة انتظار‪ ،‬لذا سنتناول في هذا المبحث‬
‫التعريف بهذه المنظمة والمبادئ التي تقوم عليها لتحقيق الدور التي انشأت ألجله‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف المنظمة العالمية للتجارة‪.‬‬

‫لم تكن منظمة التجارة العالمية إال نموذج لمنظمة دولية حكومية أريد لها أن‬
‫تكون منتدى عالمي للتعاون والحوار والتفاوض بشأن الموضوعات المتصلة بالتجارة‬
‫الدولية‪ ،‬والتي نتجت عن تطور شامل التفاقية "الجات" بعد مفاوضات مستمرة دامت‬
‫(‪)2‬‬
‫خمسون سنة(‪ )1‬إلى أن توجت بدورة مراكش التي أسستها‪ ،‬وقد عرفت المادة األولى‬

‫‪ 1‬خزار محمد وعايش كمال‪ ،‬المنظ مة العالمية للتجارة ومتطلبات دخول الجزائر‪ ،‬مجلة األحياء العدد‬
‫السابع‪ ،‬الجزائر ‪ ،9113‬ص ‪.09‬‬
‫‪ 2‬تنص المادة األولى من اتفاقية مراكش إلنشاء منظمة التجارة العالمية على أنه [تنشأ بمقتضى هذا‬
‫منظمة التجارة العالمية (المشار إليها باسم "المنظمة ")]‬
‫‪The world trade organization (hereinafter referred to as « the wto ») is‬‬
‫)‪hereby established‬‬

‫‪141‬‬
‫‪ISSN:2335-1462‬‬ ‫‪eISSN: 2600-609X‬‬
‫‪9702‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪70‬‬

‫والثامنة من اتفاقية مراكش المنشئة لمنظمة التجارة المنظمة العالمية للتجارة على‬
‫أنها‪" :‬اتفاقية تدعى المنظمة العالمية للتجارة تتمتع بالشخصية القانونية ويتمتع‬
‫أعضاؤها باألهلية القانونية الضرورية لممارسة وظائفهم‪ ،‬وتعد المنظمة اإلطار‬
‫المؤسساتي للعالقات التجارية بين أعضائها في المسائل المرتبطة بميدان تداخلها‬
‫واألدوات القانونية المرفقة لالتفاقية وكذلك االتفاقيات المسماة باالتفاقيات التجارية‬
‫المتعددة األطراف والتي تعتبر جزءا ال يتج أز من اتفاقية المنظمة العالمية للتجارة"‪.‬‬

‫كما تعرف منظمة التجارة العالمية على أنها‪" :‬منظمة اقتصادية عالمية النشاط‬
‫ذات شخصية قانونية مستقلة‪ ،‬تعمل ضمن منظومة النظام اإلقتصادي العالمي‬
‫الجديد على إدارة واقامة دعائم النظام التجاري الدولي وتقويته في مجال تحرير‬
‫التجارة الدولية وزيادة التبادل التجاري والنشاط اإلقتصادي العالمي‪ ،‬وتقف على قدم‬
‫المساواة مع صندوق النقد الدولي والبنك العالمي في رسم وتوجيه السياسات‬
‫االقتصادية الدولية المؤثرة على األطراف المختلفة في العالم"(‪.)1‬‬

‫ويقع مقر المنظمة العالمية للتجارة في جنيف بسويس ار ويرأسها أمين عام‬
‫ينتخبه المجلس الوزاري للمنظمة‪ ،‬وتضم المنظمة في عضويتها حالياً ‪ 039‬دولة‪،‬‬
‫وتتخذ المنظمة ق ارراتها بإجماع األعضاء مما يوفر فرض متكافئة لألعضاء في‬
‫اتخاذ الق اررات بغض النظر عن أحجامهم‪ ،‬وأصبحت المنظمة بمثابة اإلطار‬
‫المؤسسي للنظام العالمي الجديد الذي نشط ليس في التجارة فقط‪ ،‬وانما في المال‬
‫والخدمات واالستثمار وحقوق الملكية الفكرية(‪.)2‬‬

‫‪ 1‬ناصر دادي عدون‪ ،‬انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬األهداف والعراقيل‪ ،‬مجلة‬
‫الباحث‪ ،‬العدد ‪ 13‬سنة ‪ ،9115‬ص ‪.39‬‬
‫‪ 2‬وسام نعمت ابراهيم السعدي‪ ،‬اآلفاق المستقبلية لمنظمة التجارة العالمية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‬
‫االسكندرية الطبعة األولى‪ ،9105 ،‬ص ‪.25‬‬

‫‪142‬‬
‫املنظمة العاملية للتجارة ودورها يف تنظيم املنافسة ‪ ....‬د‪ .‬ســالمــــــي مــيلــود ‪ +‬د‪ .‬بــوســتـة جــمال‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مبادئ تنظيم المنافسة في إطار منظمة التجارة العالمية‪.‬‬

‫ال يمكن الحديث اليوم عن المنافسة بمعزل عن التجارة في ظل النظام‬


‫خاصة مع انشاء المنظمة العالمية للتجارة وسعيها‬ ‫االقتصادي العالمي الجديد‬
‫لتحرير التجارة الخارجية للدول األعضاء‪ ،‬فقد أصبحت االسواق الدولية مرتبطة‬
‫ببعضها البعض‪ ،‬وأصبح االقتصاد العالمي يتميز بالتداخل فلم تعد االسعار المحلية‬
‫تحدد بمعزل عن األسعار العالمية‪ ،‬بسبب قدرة الشركات متعددة الجنسيات على‬
‫النفاذ لألسواق االجنبية‪ ،‬خاصة وأن المنظمة أصبحت تسيطر على ‪ % 21‬من حجم‬
‫التجارة الدولية(‪ )1‬كما تسعى أيضاً إلى تنظيم المنافسة التجارية الدولية‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل المبادئ التي أقرتها ضمن اتفاقياتها التجارية‪ ،‬وتعد هذه المبادئ كفيلة بتنظيم‬
‫التجارة الدولية وأهم هذه المبادئ‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مبدأ الدولة األولى بالرعايــــة‪.‬‬

‫يقصد بشرط الدولى األولى بالرعاية بأنه "إذا منحت دولة ما ميزة تنافسية لدولة‬
‫أخرى‪ ،‬فإن ذلك يجري تلقائياً على جميع الدول األعضاء"(‪ ،)2‬وهذا المبدأ يعني‬
‫المساواة في المعامالت التجارية بين جميع الدول األعضاء في المنظمة‪ ،‬وفي هذا‬
‫اإلطار تؤكد محكمة العدل الدولية بأن الهدف االساسي من هذا الشرط هو ضمان‬
‫ومحافظة في كل وقت وبدون تمييز على المساواة األساسية بين الدول في المعامالت‬
‫التجارية(‪ ،)3‬ويعتبر شرط الدولة األولى بالرعاية من أهم المسائل األساسية في‬

‫‪ 1‬محمد صافي يوسف‪ ،‬النظام القانوني لشرط الدولة االولى بالرعاية في إطار اتفاقيات منظمة‬
‫التجارة العالمية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،9113 ،‬ص‪.01‬‬
‫‪ 2‬وسام نعمت إبراهيم السعدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،9105 ،‬ص‪.2‬‬
‫‪ 3‬براهمي جمال‪ ،‬شرط الدولة االولى بالرعاية في العالقات التجارية الدولية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،‬السنة الجامعي‪ ، 9100-9101 ،‬ص‪.9‬‬

‫‪143‬‬
‫‪ISSN:2335-1462‬‬ ‫‪eISSN: 2600-609X‬‬
‫‪9702‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪70‬‬

‫القانون الدولي العام فقد ولد مع نشأة التجارة الدولية(‪ ،)1‬كما ال يمكن إنكار العالقة‬
‫الوطيدة التي توجد بين التجارة الدولية وشرط الدولة األولى بالرعاية(‪ ،)2‬فإذا كان هذا‬
‫األخير يهدف الى تحقيق المساواة في المعاملة بين الدول المستفيدين من جهة‪،‬‬
‫والغير المفضل من جهة أخرى‪ ،‬فإنه يمنح هاته الدول إمكانية التنافس فيما بينهم في‬
‫ظروف محايدة ومتشابهة مما يساهم في ازدهار التجارة الدولية‪.‬‬

‫وقد نصت اتفاقيات منظمة التجارة العالمية على هذا المبدأ في مادتها األولى‬
‫من اإلتفاقية العامة للتجارة في السلع(‪ ،)3‬وفي المادة الثانية من اتفاقية التجارة في‬
‫الخدمات(‪ ،)4‬وفي المادة الرابعة من اتفاقية الجوانب المتصلة بالتجارة لحقوق الملكية‬
‫الفكرية(‪ ،)5‬أما مجال تطبيق هذا المبدأ فقد نصت المادة الثالثة في الفقرتين الثانية‬
‫والرابعة من اتفاق الجات ‪ ،25‬على أن يطبق هذا الشرط في"الرسوم الجمركية وجميع‬
‫الضرائب األخرى أياً كانت طبيعتها والتي تحصل على الوردات أو الصادرات‪ ،‬أو‬
‫بمناسبة االستيراد والتصدير والرسوم المفروضة على عمليات نقل االموال الدولية‬
‫التي تتم من أجل تسوية عمليات استيراد أو تصدير وطريقة تحصيل هذه الرسوم‬
‫والضرائب ومجموع التنظيمات الخاصة بالواردات أو الصادرات"(‪ ،)6‬لذا فإن الغرض‬
‫الرئيسي من هذا المبدأ يتمثل في تهيئة فرص تنافسية متساوية بين البلدان االعضاء‬
‫دون تمييز(‪.)7‬‬

‫‪ 1‬جابر فهمي عمران‪ ،‬االستثمارات االجنبية في ظل المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،9103 ،‬ص‪. 11‬‬
‫‪ 2‬محمد صافي يوسف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫‪ 3‬انظر المادة األولى من اإلتفاقية العامة للسلع ‪.‬‬
‫‪ 4‬ا نظر المادة الثانية من اتفاقية التجارة في الخدمات ‪.‬‬
‫‪ 5‬انظر المادة الرابعة من اتفاقيات الجوانب المتصلة بالتجارة لحقوق الملكية الفكرية‪.‬‬
‫‪ 6‬انظر المادة الثالثة‪ ،‬الفقرتين الثالثة والرابعة‪ ،‬من اتفاقية إنشاء المنظمة العالمية للتجارة ‪.‬‬
‫‪ 7‬عايشي كمال‪ ،‬المنظمة العالمية للتجارة ومتطلبات دخول الجزائر‪ ،‬مجلة االحياء‪ ،‬العدد السابع‪،‬‬
‫ص ‪.05‬‬
‫‪144‬‬
‫املنظمة العاملية للتجارة ودورها يف تنظيم املنافسة ‪ ....‬د‪ .‬ســالمــــــي مــيلــود ‪ +‬د‪ .‬بــوســتـة جــمال‬

‫ورغم عمومية وشمول هذا المبدأ لمعظم مجاالت التبادل التجاري الدولي بحيث‬
‫أصبح قاعدة ال تكاد تخلو اتفاقية دولية منها‪ ،‬وهذا لما تحققه من المساواة القانونية‬
‫بين األطراف إال أن هذا المبدأ يرد عليه مجموعة من االستثناءات عامة وأخرى‬
‫خاصة(‪ )1‬وهذا لما تتوفر أوضاع خاصة تستدعي ذلك وهي‪:‬‬

‫أولا‪ :‬الستثناءات العامة‪.‬‬


‫‪ -‬استبعاد تطبيق الشرط العتبارات المحافظة على النظام العام؛‬

‫‪ -‬استبعاد تطبيق الشرط للمحافظة على الموارد الضرورية؛‬

‫‪ -‬استبعاد تطبيق الشرط في حالة األزمات االقتصادية؛‬

‫ثاني ا‪ :‬الستثناءات الخاصة‪.‬‬


‫‪ -‬يستثنى من تطبيق هذا الشرط التكتالت االقتصادية أو التجارية سواء في‬
‫شكل إتحاد جمركي أو شكل منطقة تجارة حرة (‪)2‬؛‬
‫‪ -‬يجوز للمؤتمر الوزاري (أحد االجهزة الرئيسية للمنظمة) في ظروف استثنائية‬
‫خاصة أن يقرر إعفاء أحد األعضاء من تطبيق هذا الشرط‪ ،‬ويحق له‬
‫عندئذ أن يدخل طرفاً في اتفاقيات تجارية تفضيلية دون االلتزام بمنح هذه‬
‫المعاملة التفضيلية ألعضاء من الغير(‪.)3‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ المعاملة الوطنية‪.‬‬

‫يأتي هذا المبدأ من أجل تحقيق المساواة في المعاملة بين المنتجات المستوردة‬
‫وتلك الوطنية المماثلة لها‪ ،‬فالتمييز مرفوض في المعامالت التجارية الدولية‪،‬‬

‫‪ 1‬ابراهيم أحمد خليفة‪ ،‬النظام القانوني للمنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،9111‬ص ‪.91‬‬
‫‪ 2‬انظر المادة الرابعة والعشرون من اتفاق الجات المتعلق باالتحادات الجمركية والمناطق الحرة‪.‬‬
‫‪ 3‬ا نظر المادة التاسعة الفقرة الثالثة‪ ،‬من اتفاقية إنشاء المنظمة العالمية للتجارة‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫‪ISSN:2335-1462‬‬ ‫‪eISSN: 2600-609X‬‬
‫‪9702‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪70‬‬

‫والتنافس بين المنتجات البد أن تستند إلى مدى ما تتمتع به مزايا نسبية او تنافسية‬
‫حقيقية‪ ،‬فالمنتجات المستوردة من الدول األخرى األعضاء في المنظمة تلقى ذات‬
‫المعاملة السارية والمطبقة على المنتجات الوطنية المماثلة(‪ ،)1‬فال يتم فرض ضرائب‬
‫أو رسوم على المنتجات المستوردة من تلك المفروضة على المنتجات الوطنية‪،‬‬
‫وتتمتع المنتجات المستوردة بذات المعاملة المقررة للمنتجات المحلية في نطاق‬
‫القوانين واللوائح المؤثرة على البيع والنقل والتوزيع واالستخدام ونفس الرقابة الحكومية‪.‬‬

‫وقد ورد هذا المبدأ في المادة الثالثة من اتفاقية الجات ‪ 25‬ويقضي في جوهره‬
‫بعدم اللجوء إلى القيود غير التعريفية أو الرسوم أو القوانين أو االجراءات التنظيمية‬
‫األخرى كوسيلة لحماية المنتج المحلي(‪ ،)2‬ومن ثم التمييز ضد المنتج المستورد‪،‬‬
‫فالدول المتعاقدة في المنظمة تلتزم بأن تعطي السلعة المستوردة معاملة ال تقل امتيا اًز‬
‫عن تلك التي تمنحها للسلعة المنتجة محليا(‪.)3‬‬

‫ونستخلص مما سبق تكون المنتجات المستوردة تعامل نفس المعاملة المحلية‬
‫البد من توفر ثالثة عناصر رئيسية وهي‪:‬‬

‫‪ -‬أن المنتج المستورد يجب أن ال يخضع لضرائب وأعباء مالية داخلية بخالف تلك‬
‫التي يخضع لها المنتج المحلي المماثل؛‬

‫‪ -‬أن المنتج المستورد يجب أن يمنح معاملة ال تقل تفضيالً عن تلك الممنوحة‬
‫للمنتج المحلي المماثل فيما يتعلق بقواعد ومتطلبات بيع أو شراء أو توزيع أو‬
‫استخدام المنتج؛‬

‫‪ 1‬مصطفى سالمة ‪ ،‬منظمة التجارة العالمية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪ ،9111‬ص ‪.00‬‬
‫‪ 2‬ا نظر المادة الثالثة من اتفاقية إنشاء المنظمة العالمية للتجارة ‪.‬‬
‫‪ 3‬سهيل حسين الفتالوي‪ ،‬منظمة التجارة العالمية‪ ،‬دار الثقافة عمان‪ ،9112 ،‬ص ‪. 91‬‬

‫‪146‬‬
‫املنظمة العاملية للتجارة ودورها يف تنظيم املنافسة ‪ ....‬د‪ .‬ســالمــــــي مــيلــود ‪ +‬د‪ .‬بــوســتـة جــمال‬

‫‪ -‬ال تستطيع أية دولة عضو أن تقرر في لوائحها الخاصة استخدام المنتجات‬
‫وجوب استخدام مقادير أو نسب محددة من مصادر محلية؛‬

‫إن الغرض األساسي من هذا المبدأ إتاحة هذه الفرص بين االعضاء‬
‫المصدرين والمستوردين حتى تكون هناك منافسة حقيقية بين دول أعضاء المنظمة‬
‫العالمية للتجارة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مبدأ خفض والغاء القيود الجمركية‪.‬‬

‫لتحقيق هدف تحرير التجارة الخارجية يجب على الدول األعضاء في المنظمة‬
‫أن يلتزموا بجميع القواعد المستهدفة خفض والغاء القيود التجارية أياً كان نوعها‬
‫تعريفية أو غير تعريفية‪ ،‬وهذا ما عبرت عنه ديباجة اتفاقية المنظمة العالمية للتجارة‬
‫عندما نصت على أنه‪" :‬يجب على األعضاء الدخول في اتفاقات للمعاملة بالمثل‬
‫تنطوي على مزايا متبادلة‪ ،‬لتحقيق خفض كبير للتعريفات وغيرها من الحواجز‬
‫والقضاء على المعاملة التمييزية في العالقات التجارية الدولية"‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫للرسوم الجمركية والغاء‬ ‫كما أن حرص المنظمة على التخفيض المتوالي‬
‫(‪)2‬‬
‫الحواجز التجارية لما له من أثر إيجابي على تحرير التجارة الدولية ‪ ،‬وهذا المبدأ‬
‫يقضي بضرورة قيام الدول االعضاء بتحرير التجارة الدولية من القيود أو على األقل‬
‫تخفيضها في إطار مفاوضات متعددة االطراف تقوم على اساس التبادلية؛ أي أن كل‬
‫تخفيض في الحواجز الجمركية أو غيرها في دولة ما يقابله تخفيض معادل في القيمة‬
‫من الجانب اآلخر حتى تتعادل الفوائد التي تتحصل عليها كل دولة‪ ،‬وما تصل إليه‬
‫تلك المفاوضات يصبح ملزماً لكل الدول وال يجوز بعده إجراء أي تعديل جديد إال‬

‫‪ 1‬جابر فهمي عمران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫‪ 2‬ابراهيم أحمد خليفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.95‬‬

‫‪147‬‬
‫‪ISSN:2335-1462‬‬ ‫‪eISSN: 2600-609X‬‬
‫‪9702‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪70‬‬

‫بمفاوضات جديدة‪ ،‬ويستثنى من ذلك حماية الصناعات الوليدة في الدول النامية إلى‬
‫الحد الذي يصل بها إلى القدرة على المنافسة الدولية(‪.)1‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬مبدأ حظر القيود الكمية على الصادرات والواردات‪.‬‬

‫تعد القيود الكمية أي نظام الحصص من أخطر العقبات التي تمنع من إتمام‬
‫حرية التجارة الدولية ‪،‬فكم عانت التجارة الدولية من قيام الدول بفرض هذه القيود(‪،)2‬‬
‫لذا جاءت نص المادة الحادي عشر من اتفاق الجات لتفرض حظ اًر عاماً ومطلقاً‬
‫على اإللتجاء للقيود بالنسبة لكل من الواردات والصادرات‪ ،‬غير أن ثمة مبررات قد‬
‫تدفع الدول لفرض هذه القيود وهي تكون ذات طبيعة اقتصادية وتتركز في مجال‬
‫الوردات كحماية فروع االنتاج الوطني من المنافسة وفي مجال الصادرات يفسح‬
‫المجال لتطبيق القيود الكمية إما لسبب اقتصادي لمواجهة النقص في السلعة‬
‫المصدرة‪.‬‬

‫ويرد على هذا المبدأ استثناءين اولهما في مجال الواردات وثانيهما في مجال‬
‫الصادرات(‪.)3‬‬

‫‪ -‬فاإلستثناء األول‪ :‬لغرض حماية االخالق العامة‪ ،‬وصحة اإلنسان والحيوان‬


‫والنبات ولمواجهة الزيادة الكبيرة في الواردات الزراعية‪ ،‬ويحق للدولة العضو من‬
‫الحظ لحماية ميزان المدفوعات وحماية الصناعة الوطنية‪.‬‬

‫‪ -‬والستثناء الثاني‪ :‬لمواجهة النقص الحاد في المنتجات الزراعية ومقتضيات‬


‫حماية األمن العام‪.‬‬

‫‪ 1‬وسام نعمت‪ ،‬وابراهيم السعدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬


‫‪ 2‬مصطفى سالمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪ 3‬جابر فهمي عمران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 20‬‬

‫‪148‬‬
‫املنظمة العاملية للتجارة ودورها يف تنظيم املنافسة ‪ ....‬د‪ .‬ســالمــــــي مــيلــود ‪ +‬د‪ .‬بــوســتـة جــمال‬

‫غير أن هذه اإلستثناءات تمنح للبلدان النامية فيما يتصل بحماية صناعتها الوطنية‬
‫ومعالجة الخلل في موازين مدفوعاتها بفرض قيود كمية مالئمة‪ ،‬كما أن اإلتفاق العام‬
‫للجات أوجب على البلدان النامية إخطار االجهزة المعنية في المنظمة بنية الطرف‬
‫المتعاقد على اتخاذ هذه االجراءات والدخول في مفاوضات تجارية مع األطراف‬
‫األخرى التي قد تتأثر بها(‪.)1‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬جهود المنظمة في تفعيل مبدأ المنافسة‪.‬‬

‫اتجهت معظم الدول في العقود األخيرة نحو نظام اقتصاد السوق الحر‬
‫وأصبحت حماية المنافسة من أهم المبادئ الحاكمة لالقتصاديات الدول التي تؤمن‬
‫بحرية التجارة(‪ ،)2‬والتي تعمل على تطوير آليات السوق لتحقيق الكفاءة االقتصادية‪،‬‬
‫لذلك عملت معظم الدول على تحديد سياسة كفيلة بتنظيم المنافسة تمكن بواسطتها‬
‫حماية المنافسة من االعمال المنافية لها‪ ،‬فالمنافسة إتاحة الحرية وافساح المجال‬
‫آلليات العرض والطلب لتمضي بسهولة بين المنتجين والمستهلكين‪ ،‬وتشمل النهج‬
‫التنظيمي والقانوني واالقتصادي لضمان حسن سير آليات اقتصاد السوق التي تجسد‬
‫حرية األسعار وتكوينها وحرية النفاذ إلى السوق والتداول والتعامل بمقتضى النزاهة‬
‫والشفافية في المبادالت التجارية‪ ،‬وبذلك تعد المنافسة من بين األسس التي يقوم‬
‫عليها اقتصاد السوق إذ بها يتم تطوير التجارة سواء كانت تجارة داخلية محلية أو‬
‫خارجية عالمية(‪.)3‬‬

‫‪ 1‬ا نظر المادة الثانية عشر من اتفاقية إنشاء المنظمة العالمية للتجارة ‪.‬‬
‫‪ 2‬عدنان باقي لطيف‪ ،‬التنظيم القانوني للمنافسة ومنع الممارسات االحتكارية‪ ،‬دار الكتب القانونية‪،‬‬
‫مصر‪ ،9109 ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪ 3‬خضراوي الهادي‪ ،‬الوسائل القانونية لحماية مبدأ المنافسة في الجزائر‪ ،‬الملتقى الوطني األول حول‪:‬‬
‫آليات تفعيل مبدأ المنافسة في التشريع الجزائري‪ ،‬المنعقد في ‪ 02‬و‪ 03‬ماي ‪ 9103‬بكلية الحقوق‬
‫جامعة باتنة‪ ،‬ص ‪.3‬‬

‫‪149‬‬
‫‪ISSN:2335-1462‬‬ ‫‪eISSN: 2600-609X‬‬
‫‪9702‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪70‬‬

‫واذا كانت التجارة الدولية هي عملية التبادل التجاري في السلع والخدمات‬


‫وغيرها من عناصر االنتاج المختلفة بين عدة دول بهدف تحقيق منافع متبادلة‬
‫ألطراف التبادل‪ ،‬فإن ذلك يتطلب أن تنتهج هذه الدول سياسة حرية التجارة الخارجية‪،‬‬
‫والتي تتركز أساساً على ضرورة إزالة كل العقبات والقيود على تدفق السلع عبر‬
‫الحدود سواء كانت صادرات أو واردات ومكافحة كل الممارسات المقيدة لهذا التبادل‬
‫مثل اإلحتكار واإلغراق والسياسة الحمائية التي تنتهجها بعض الدول‪ ،‬والتي لها آثار‬
‫وخيمة على حرية التجارة الخارجية بين الدول(‪.)1‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الممارسات المقيدة للتجارة الخارجية‪.‬‬

‫تنطوي الممارسات المقيدة للتجارة الخارجية على مخاطر جسيمة لها أبعاد‬
‫اقتصادية واجتماعية وسياسية على المستوى المحلي والدولي‪ ،‬لذا كان من الضروري‬
‫التصدي لهذه الممارسات والحد منها‪ ،‬وخاصة لما لها تأثير على سياسة تحرير‬
‫التجارة الخارجية ومن هذه الممارسات‪:‬‬

‫الفرع الول‪ :‬الحتكار‪.‬‬

‫يشهد العالم المعاصر تغيرات مستمرة أفرزت شكل وطبيعة العالقات الدولية‬
‫حيث أصبح النظام العالمي يتميز بظهور التكتالت االقتصادية العالمية‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى وجود الشركات متعددة الجنسيات إذ أصبحت معظم االسواق إن لم تكن جميعها‬
‫تتميز بالمنافسة غير الكاملة التي تأخذ أشكاالً مختلفة‪ ،‬مثل المنافسة اإلحتكارية‬
‫واالتفاقات التواطئية نتيجة سيطرة هذه الشركات على هذه األسواق‪ ،‬ومن هذه‬
‫األشكال للمنافسة غير كاملة الذي تمارسه هذه الشركات على هذه االسواق هو‬

‫‪ 1‬أمل محمد شلبي ‪ ،‬الحد من آليات االحتكار منع االغراق واالحتكار من الوجهة القانونية‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،9113 ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪151‬‬
‫املنظمة العاملية للتجارة ودورها يف تنظيم املنافسة ‪ ....‬د‪ .‬ســالمــــــي مــيلــود ‪ +‬د‪ .‬بــوســتـة جــمال‬

‫اإلحتكار(‪ ،)1‬وأصل هذه الكلمة يونانية )‪ (mono-polist‬أي( بائع واحد)؛ أي أن‬


‫اإلحتكار يعني وجود بائع يبيع بمفرده‪ ،‬أو وجود شركة واحدة مسيطرة على سوق‬
‫منتج معين‪ ،‬وتنفرد بإنتاج أو بيع هذا المنتج الذي ال يوجد له بديل في السوق‪.‬‬

‫ويعرف اإلحتكار على أنه‪" :‬هو قدرة التاجر الهيمنة في السوق والوصول إلى‬
‫قوة احتكارية يتمكن من خاللها التحكم في األسعار والخدمات مما يؤدي إلى تقييد‬
‫المنافسة"(‪ ،)2‬كما يعرف بأنه‪" :‬سيطرة شركة او مجموعة شركات على حصة ضخمة‬
‫من إنتاج سوق منتج معين تمكنها من فرض سيطرتها على إجمالي إنتاج هذا السوق‬
‫وبالتالي زيادة أرباحها من خالل تخفيض اإلنتاج وزيادة األسعار"(‪.)3‬‬

‫أما المشرع الجزائري فإنه حسب المادة السابعة من األمر ‪ 13-13‬المتعلق‬


‫بالمنافسة(‪ ،)4‬فيقصد باالحتكار‪" :‬استعمال طرق ووسائل تعسفية غير نزيهة من أجل‬
‫الهيمنة على السوق أو جزء منها بقصد التحكم بالسعر أو نوعية السلعة من أجل‬
‫تحقيق الربح ولو يؤدي بذلك إلى إلحاق الضرر بالمجتمع"‪ ،‬فاالحتكار هو تقييد حرية‬
‫المنافسة وهدفه االساسي هو القضاء على المنافسين الموجودين في سوق منتج معين‬
‫ومنع دخول المنافسين المحتملين والجدد إلى السوق‪ ،‬ومن ثم توضع العوائق‬
‫والعراقيل التي تضعف قدرة المنافسة‪.‬‬

‫لالستثمارات االجنبية المباشرة‪ ،‬المركز القومي‬ ‫‪ 1‬رمضان علي عبد الكريم‪ ،‬الحماية القانونية‬
‫لإلصدارات القانونية‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬القاهرة‪ ،9100 ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ 2‬معين فندي الشناق‪ ،‬االحتكار والممارسات المقيدة للمنافسة في ضوء قوانين المنافسة واالتفاقيات‬
‫الدولية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،9101 ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ 3‬أمل محمد شلبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪ 4‬األمر‪ 13-13‬المتعلق بالمنافسة الصادر بتاريخ ‪ 02‬يوليو ‪ ،9119‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،53‬‬
‫مؤرخة في ‪ 91‬جويلية‪ ،9113 ،‬المعدل بالقانون ‪ ،12-01‬المؤرخ في ‪ 02‬أوت ‪.9101‬‬

‫‪151‬‬
‫‪ISSN:2335-1462‬‬ ‫‪eISSN: 2600-609X‬‬
‫‪9702‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪70‬‬

‫أما في واقع التجارة الدولية فإن الشركات متعددة الجنسيات تؤثر بال شك على‬
‫منظومة وهيكل التجارة الدولية‪ ،‬وتستحوذ على نسبة كبيرة من حجم التجارة‬
‫الخارجية(‪ ،)1‬من خالل ما تملكه من قدرات تكنولوجية عالية وامكانيات و موارد‬
‫(‪)2‬‬
‫بأن الشركات متعددة الجنسيات تنمو بمعدل‬ ‫هائلة‪ ،‬وتشير اإلحصائيات الرسمية‬
‫‪%011‬سنويا وهو ما يمثل أكثر من نمو التجارة العالمية بنسبة ‪ ،%51‬وأن هذا‬
‫النمو في تقدم مستمر إن هذه األرقام تدعو إلى التأمل لكي نعرف مستقبل التجارة‬
‫العالمية في ظل سيطرة هذه الشركات على معظم االسواق العالمية‪ ،‬لذا كان من‬
‫الضروري التصدي لالحتكار والحد من آلياته باعتبار هذا السلوك والممارسات التي‬
‫تتبعه هذه الشركات مقيداً للتجارة الخارجية للدول‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإلغــــــــــــراق‪.‬‬


‫يعتبر االغراق من أكثر الممارسات التقييدية للمنافسة التجارية الدولية الذي‬
‫تتخوف منه الدول (‪ ،)3‬ويقصد باإلغراق‪" :‬قيام دولة بتصدير سلعة معينة بسعر يقل‬
‫عن سعر بيعها في سوق الدولة المصدرة‪ ،‬أو في سوق دولة أخرى‪ ،‬أو يقل عن‬
‫السعر المقابل لسلعة مماثلة تباع في دولة التصدير‪ ،‬أو بسعر يقل عن سعر تكلفة‬
‫اإلنتاج‪ ،‬سواء تم اإلستيراد من المنتج مباشرة أو من خالل طرف وسيط(‪.)4‬‬

‫‪ 1‬زينب محمد عبد السالم‪ ،‬الشركات متعددة الجنسيات ومعايير السادة للدول‪ ،‬المركز القانوني‬
‫لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،9105 ،‬ص ‪. 39‬‬
‫‪ 2‬أحمد سي علي‪ ،‬النظام القانوني للشركات عبر الوطنية المعاصرة والقانون الدولي‪ ،‬دار هومة‬
‫الجزائر‪ ،9112 ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ 3‬يعود استعمال مصطلح اإلغراق إبان حرب االستقالل األمريكية واستخدم كثي اًر عندما غزت‬
‫المنتجات االنجليزية السوق األمريكية‪ ،‬حيث مارست انجلت ار اإلغراق كوسيلة فعالة إلعاقة نمو‬
‫الصناعات االمريكية الوليدة في ذلك الوقت‪ .‬انظر‪ :‬جابر فهمي عمران‪ ،‬المنافسة في منظمة التجارة‬
‫العالمية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،9100،‬ص ‪.931‬‬
‫‪4‬‬
‫عاطف السيد‪ ،‬الجات والعالم الثالث‪ ،‬مجموعة النيل العربية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط ‪ ،9113 ،0‬ص ‪.20‬‬

‫‪152‬‬
‫املنظمة العاملية للتجارة ودورها يف تنظيم املنافسة ‪ ....‬د‪ .‬ســالمــــــي مــيلــود ‪ +‬د‪ .‬بــوســتـة جــمال‬

‫ويترتب على هذه الممارسة أضرار متعددة تلحق بالصناعة المحلية في الدولة‬
‫المستوردة‪ ،‬متمثلة في القضاء على المشروعات القائمة المنتجة للسلع المشابهة أو‬
‫منع المشروعات المحتملة من اإلنشاء‪ ،‬حيث أنه عندما يقوم المغرق بممارسة‬
‫اإلغراق في سوق الدولة المستوردة؛ فإن المنتجين الوطنيين للسلعة المماثلة للسلعة‬
‫المغرقة يجدون أنفسهم أمام أمرين‪ :‬إما البيع بالخسارة واإلستمرار في السوق‪ .‬واما‬
‫اإلنسحاب منه‪ ،‬وفي الغالب يفضلون الحل األخير‪ ،‬وهو ما يترتب عليه اضرار‬
‫اجتماعية خطيرة متمثلة في فقد عمال وموظفي هذه المشروعات لمناصبهم نتيجة‬
‫لغلق هذه المشروعات(‪.)1‬‬
‫أما على مستوى التجارة الخارجية بين الدول فإن االغراق يتسبب في إلحاق‬
‫أض ارر بالمنافسين المصدرين األجانب لسوق الدولة المستوردة المغرق بالسلعة‪ ،‬مما‬
‫يؤدي خروج المنافسين األجانب من هذا السوق‪ ،‬وبالتالي القضاء على المنافسة‪،‬‬
‫األمر الذي يترتب عنه أضرار تلحق بالمستهلك المحلي على المدى البعيد‪ ،‬والذي‬
‫يتمثل في ارتفاع السلعة وانخفاض جودتها‪ ،‬نتيجة احتكار المصدر المغرق لسوق‬
‫هذه الدولة وطرد للمنافسين اآلخرين من هذه السوق(‪ ،)2‬إن هذا العمل تقوم به الدول‬
‫من أجل الحفاظ على حصتها في السوق االجنبية‪ ،‬والقضاء على المنافسين‬
‫الموجودين أو المحتملين في السوق التجارة العالمية‪ ،‬ويزول هذا الفعل بمجرد تحقيق‬
‫الهدف‪ ،‬وهو يعتبر من األساليب المنافية للمنافسة المشروعة في التجارة الدولية‪.‬‬
‫أما عن دور منظمة التجارة العالمية في مكافحة اإلغراق‪ ،‬فإنها تسمح‬
‫للحكومات أن تفرض رسوما تعويضية على المنتجات المستوردة‪ ،‬وهذا عندما يلجأ‬
‫الموردون األجانب الى ممارسات تجارية غير مشروعة تخل بالشروط التنافسية‬
‫للتجارة الدولية‪ ،‬وهو نوعان(‪:)3‬‬

‫‪ 1‬أمل محمد شلبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 02‬‬


‫‪ 2‬أمل محمد شلبي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪ 3‬جابر فهمي عمران‪ ،‬المنافسة في منظمة التجارة العالمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.951‬‬

‫‪153‬‬
‫‪ISSN:2335-1462‬‬ ‫‪eISSN: 2600-609X‬‬
‫‪9702‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪70‬‬

‫‪ -‬النوع الول‪ :‬هو إغراق االسواق االجنبية بالسلع ويكون سعر التصدير لهذا‬
‫المنتج أقل من سعر بيعه في السوق المحلي للبلد المصدر‪.‬‬

‫‪ -‬النوع الثاني‪ :‬هو المنافسة غير المشروعة والتي تنشأ عندما تبيع الشركات‬
‫األجنبية منتجاتها بأسعار تصدير أقل نظ اًر ألنها تلقت دعماً حكومياً‪.‬‬

‫كما أن اتفاق مكافحة اإلغراق يخول للبلدان المعنية فرض رسوم لمكافحة‬
‫اإلغراق على مثل هذه المنتجات وأسواقها المالية ضد المنافسة األجنبية‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل فرض الرسوم الجمركية التي هي عبارة عن فرض ضريبة على السلع التي‬
‫تعبر الحدود سواء كانت صادرات أو وردات(‪ ،)1‬ففرض هذه الرسوم يؤدي إلى زيادة‬
‫تكاليفها مما ينتج عنه عدم قدرة منافسة هذه المنتجات للمنتوج المحلي‪ ،‬وهذا‬
‫األسلوب الذي تنتهجه هذه الدول يعد من الممارسات المقيدة للمنافسة في مجال‬
‫التجارة الدولية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬نظام الحصص أو القيود على الكمية‪.‬‬

‫تعد القيود على الكمية؛ أي نظام الحصص من األساليب الحمائية التي تلجأ‬
‫إليه الدول للحفاظ على توازنها االقتصادي‪ ،‬وتستعمل هذه الدول هذا اإلجراء كحماية‬
‫لفروع اإلنتاج الوطني من المنافسة األجنبية فيما يخص اإلستيراد‪ ،‬ويفرض أيضاً‬
‫على التصدير إذا كانت هناك نقص في السلعة المصدرة(‪ ،)2‬إن هذين األسلوبين‬
‫ظه ار نتيجة حالة عدم تكافؤ بين المراكز اإلقتصادية والقدرة التنافسية للدول غير أنه‬
‫يعد من األفعال المقيدة للتجارة الخارجية‪.‬‬

‫‪ 1‬جابر فهمي عمران‪ ،‬اإلستثمارات األجنبية في ظل المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫‪.51‬‬
‫‪ 2‬جابر فهمي عمران‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.52‬‬

‫‪154‬‬
‫املنظمة العاملية للتجارة ودورها يف تنظيم املنافسة ‪ ....‬د‪ .‬ســالمــــــي مــيلــود ‪ +‬د‪ .‬بــوســتـة جــمال‬

‫الفرع الرابع‪ :‬العوائق القانونية لدخول السوق‪.‬‬

‫العوائق القانونية هي ما تضعه الحكومات من أنظمة وقوانين تنظم عمل‬


‫الشركات بالسوق والدخول إليها ومن أهم هذه العوائق(‪:)1‬‬

‫أولا‪ .‬اإلمتياز العام‪:‬‬


‫هو حق خاص تمنحه الحكومة لشركة ما‪ ،‬تقوم بإنتاج سلعة أو خدمة معينة‬
‫بحيث يكون انتاج هذه السلعة أو الخدمة مقصو اًر على هذه الشركة دون غيرها‪،‬‬
‫والحقيقة أن هذا النوع من اإلحتكار القانوني معروف ومنتشر في أغلب دول العالم‪،‬‬
‫حيث تمنح هذه االمتيازات لشركات القطاع العام‪ ،‬على المرافق العامة مثل قطاع‬
‫الكهرباء‪ ،‬ومرد ذلك الى الحرص على المصلحة العامة حتى ال تكون هذه الخدمات‬
‫األساسية الضرورية لجميع المواطنين في قبضة احتكارات خاصة‪ ،‬إال أن هذا‬
‫اإلمتياز في ظل التجارة العالمية يعد عمالً منافياً لحرية المنافسة؛ ألن فتح أبواب‬
‫السوق أمام المنافسة الخارجية يعني فتح جميع القطاعات أمام المنافسين دون تمييز؛‬
‫أي بنفس قدم المساواة‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬التراخيص الحكومية‪:‬‬


‫هي تراخيص تمنحها الحكومة لمزاولة أشغال ومهن معينة‪ ،‬والتي ال يمكن‬
‫مزاولة هذه االشغال أو المهن بدونها‪ ،‬ومثال هذه الترخيص في الجزائر الصناعات‬
‫التحويلية التي تقوم الدولة بتدعيمها كإنتاج السميد والحليب والتي يتطلب ممارستها‬
‫وجوب الحصول على ترخيص من الجهة المعنية‪ ،‬لكن في واقع االمر أن هذه‬
‫التراخيص تخلق احتكا اًر وتقييداً للمنافسة‪.‬‬

‫‪ 1‬أمل محمد شلبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص (‪.)3، 9‬‬

‫‪155‬‬
‫‪ISSN:2335-1462‬‬ ‫‪eISSN: 2600-609X‬‬
‫‪9702‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪70‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور منظمة التجارة العالمية في تفعيل مبدأ المنافسة‪.‬‬

‫إذا كان قانون المنافسة في أساسه يهدف إلى حماية المنافسة بين المتعاملين‬
‫االقتصاديين في نفس السوق من الممارسات المنافية والمقيدة لها‪ ،‬بهدف زيادة‬
‫الفعالية االقتصادية وتحسين ظروف معيشة المستهلكين‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة‬
‫األولى من قانون المنافسة الجزائري(‪" :)1‬يهدف هذا األمر إلى تحديد شروط المنافسة‬
‫في السوق وتفادي كل ممارسات مقيدة للمنافسة ومراقبة التجميعات االقتصادية‪،‬‬
‫قصد زيادة الفعالية االقتصادية وتحسين ظروف معيشة المستهلكين"‪ ،‬فإن منظمة‬
‫التجارة العالمية كان سبب قيامها هو تنظيم المنافسة الدولية في السوق العالمية بين‬
‫أطراف المجتمع الدولي بهدف تحرير التجارة الخارجية‪ ،‬وهذا ما نصت عليه ديباجة‬
‫اتفاقية مراكش إلنشاء المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬إذ نص االتفاق على ما يلي‪" :‬إن‬
‫هدف المنظمة من وراء تحرير التجارة الخارجية لدول أعضائها هو رفع مستوى‬
‫المعيشة وتحسين العمالة‪ ،‬واستمرار الكبير في نمو حجم الدخل الحقيقي والطلب‬
‫الفعلي وزيادة االنتاج المتواصلة واالتجار في السلع والخدمات بما يتيح اإلستخدام‬
‫األمثل لموارد العالم"‪.‬‬

‫من خالل نص المادة األولى من قانون المنافسة الجزائري‪ ،‬ونص ديباجة‬


‫اتفاقية المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬نستنتج أن هناك ارتباط وثيق بين سياسة التجارة‬
‫وسياسة المنافسة‪ ،‬لذلك فقد تواصلت جهود واضعي اتفاقيات منظمة التجارة‬
‫(‪)2‬‬
‫لوضع قواعد دولية تحكم سياسة المنافسة‪ ،‬وتفعيل مبدأ المنافسة في تحرير‬ ‫العالمية‬
‫التجارة الخارجية بهدف‪:‬‬

‫‪ 1‬االمر ‪ 13-13‬المتعلق بالمنافسة الصادر بتاريخ ‪ 02‬يوليو ‪ ،9119‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،53‬‬
‫مؤرخة في ‪ 91‬جويلية‪ ،9113 ،‬المعدل بالقانون ‪ ،12-01‬المؤرخ في ‪02‬أوت ‪.9101‬‬
‫‪ 2‬تم انشاء المنظمة العالمية للتجارة ‪ 10‬جانفي ‪ ،0222‬وهي واحدة من اصغر المنظمات العالمية‬
‫عمرا‪ ،‬وتـ ـعتبر خليفة االتفاقية العمة للتعريفات والتجارة (الجات) يقع مقـ ـ ـرها في جنيف في سوي ـ ـ ـسرا‪،‬‬

‫‪156‬‬
‫املنظمة العاملية للتجارة ودورها يف تنظيم املنافسة ‪ ....‬د‪ .‬ســالمــــــي مــيلــود ‪ +‬د‪ .‬بــوســتـة جــمال‬

‫‪ -‬توفير مناخ دولي مالئم للمنافسة التجارية العالمية من خالل تحريرها وتنظيمها‪.‬‬

‫‪ -‬خلق وضع تنافسي عالمي في التجارة الدولية يعتمد على الكفاءة االقتصادية في‬
‫تخصيص الموارد‪ ،‬بهدف إيجاد نظام تجاري متعدد االطراف‪ ،‬يعتمد على قوى‬
‫السوق من خالل إزالة العوائق بوجه تدفق حركة التجارة بين الدول‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل االتفاقات المتعلقة بالتجارة في السلع والخدمات‪ ،‬والملكية الفكرية‪،‬‬
‫باإلضافة الى مراعاة التفاعالت بين سياسة المنافسة بين الدول المختلفة‪ ،‬وقد‬
‫وضع هذا التقنين حد أدنى من المعايير الدولية للتطبيق أهمها(‪:)1‬‬

‫‪ ‬إندماج القواعد الدولية في قوانين المنافسة المحلية وتطبيقها من خالل‬


‫سلطات المنافسة والمحاكم الوطنية؛‬

‫‪ ‬يجب تطبيق قوانين المنافسة المحلية فو اًر؛‬

‫‪ ‬مراجعة فعالية تطبيق قوانين المنافسة المحلية عن طريق سلطة مكافحة‬


‫االحتكار الدولية تحت رعاية المنظمة العالمية للتجارة؛‬

‫‪ ‬إن إجراءات تسوية النزاع بين حكومات الدول المتضررة والدول التي تسببت‬
‫في الضرر يكون وفقاً لتقنيين مكافحة اإلحتكار الدولي‪ ،‬ويجب أن يخضع‬
‫إلجراءات النزاع بمنظمة التجارة العالمية‪.‬‬

‫كما أن جولة الثامنة لمنظمة التجارة العالمية وهي جولة األرغواي المنعقدة بين‬
‫(‪ ،)0223-0213‬قد تبنت مفهوم القواعد ضد الممارسات التقييدية للشركات متعددة‬
‫الجنسيات‪ ،‬كما أن عدداً من اتفاقات منظمة التجارة العالمية تتضمن أحكاماً تتعلق‬

‫تظم في عضويتها أغلب دول العالم‪ ،‬تعمل على تنظيم وتحرير التجارة العالمية‪ ،‬والجزائر ليست‬
‫عضو في هذه االتفاقية‪ ،‬كونها ال تزال في مرحلة المفاوضات قصد االنضمام لمنظمة التجارة‬
‫العالمية‪.‬‬
‫‪ 1‬أمل محمد شلبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬

‫‪157‬‬
‫‪ISSN:2335-1462‬‬ ‫‪eISSN: 2600-609X‬‬
‫‪9702‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪70‬‬

‫بسياسة التجارة الدولية ومكافحة السلوك غير التنافسي على نحو مباشر‪ ،‬وأهم هذه‬
‫اإلتفاقات مكافحة اإلغراق‪ ،‬واتفاق الدعم والتدابير التعويضية‪ ،‬واتفاق الوقاية كما‬
‫تتضمن بعض اإلتفاقات أحكاماً وجهت ضد السلوك غير التنافسي وذلك على نحو‬
‫غير مباشر‪ ،‬مثل المادة الثامنة من اإلتفاقية العامة للتجارة في الخدمات حيث الزمت‬
‫األطراف المتعاقدة بالسيطرة على احتكار المنتجين في أقاليمهم إلساءة استعمال‬
‫المركز اإلحتكاري‪ ،‬وما نصت عليه أيضاً المادة الثامنة من اتفاقية الجوانب المتصلة‬
‫بالتجارة لحقوق الملكية الفكرية‪ ،‬إذ أضافت إجراءات مسطرة ضد الممارسات غير‬
‫التنافسية في التراخيص اإلتفاقية(‪.)1‬‬

‫إضافة إلى ذلك فإن جهود المنظمة ما زالت تتواصل حيث تم ذلك في‬
‫مؤتمراتها الو ازرية من خالل‪:‬‬

‫أولا‪ :‬مؤتمر سنغافورة لمنظمة التجارة العالمية سنة ‪.1995‬‬

‫والذي وضع إطار لتعزيز مساهمة سياسة المنافسة في التجارة والتنمية‪ ،‬وقد تم‬
‫تشكيل مجموعة عمل لبحث طبيعة العالقة بين المنافسة والتجارة والذي تناول‬
‫المحاور التالية(‪:)2‬‬

‫‪ -‬عالقة التجارة وسياسة المنافسة بالتنمية والنمو االقتصادي؛‬

‫‪ -‬تأثير الممارسات غير التنافسية التي تتبعها الشركات متعددة الجنسيات‬


‫واإلتحادات اإلقليمية في التجارة الدولية؛‬

‫‪ -‬احتكار الدولة وتنظيم الحكومة؛‬

‫‪ -1‬أمل محمد شلبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.03‬‬


‫‪ -2‬محمد حسن هالل‪ ،‬نتائج المؤتمر الوزاري األول سنغافورة ‪ ،0223‬الموقع االلكتروني‬
‫‪www.wtoarab.org‬يوم الخميس ‪ 02‬ديسمبر ‪ ،9109‬الساعة ‪01:11‬‬
‫‪158‬‬
‫املنظمة العاملية للتجارة ودورها يف تنظيم املنافسة ‪ ....‬د‪ .‬ســالمــــــي مــيلــود ‪ +‬د‪ .‬بــوســتـة جــمال‬

‫‪ -‬تأثير السياسة التجارية على المنافسة؛‬

‫ثاني ا‪ :‬مؤتمر الدوحة سنة ‪ 3991‬لمنظمة التجارة العالمية‪.‬‬


‫نظ اًر لألهمية التي توليها المنظمة العالمية للتجارة فيما يتعلق بعالقة التجارة‬
‫بالمنافسة‪ ،‬فقد أدرج هذا الموضوع في جدول أعمالها والتي كانت نتائجه كالتالي(‪:)1‬‬

‫‪ -‬أهمية وجود إطار لتعزيز مساهمة سياسة المنافسة التجارية والتنمية؛‬

‫‪ -‬االعتراف باحتياجات الدول النامية واألقل نمواً إلى المزيد من الدعم والقدرات في‬
‫هذا المجال؛‬

‫‪ -‬أحكام اإلحتكار؛‬

‫‪ -‬تعزيز مؤسسات المنافسة في الدول النامية مع مراعاة احتياجات الدول النامية‬


‫واألقل نمواً في هذا المجال؛‬

‫ثالث ا‪ :‬مؤتمر جنيف لعام ‪.3911‬‬


‫انعقد المؤتمر الوزاري الثامن لمنظمة التجارة العالمية في جنيف خالل الفترة‬
‫من ‪ 09-02‬ديسمبر‪ ،9100‬وتضمن المؤتمر مناقشة أهم القضايا المتعلقة بالمنافسة‬
‫والتي يمكن ذكرها على النحو التالي(‪:)2‬‬

‫‪ -‬الحفاظ على األسواق مفتوحة ومحاربة الحمائية وخاصة في ظل المناخ‬


‫االقتصادي العالمي الصعب‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد حسن هالل‪ ،‬نتائج المؤتمر الوزاري األول سنغافورة‪ ،‬الموقع االلكتروني‪،‬‬
‫‪ www.wtoarab.org‬تم اإلطالع يوم الخميس ‪ 93‬ديسمبر‪ ،9109‬الساعة ‪.05:31‬‬
‫‪ 2‬ياسين كيمو‪ ،‬تعثر مفاوضات التجارة العالمية وانعكاساتها على تطور المبادالت التجارية الدولية‬
‫في القطاع الزراعي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية والتسير‪ ،‬جامعة بسكرة‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪ ،9103-9102‬بسكرة‪ ،‬ص ‪.011‬‬

‫‪159‬‬
‫‪ISSN:2335-1462‬‬ ‫‪eISSN: 2600-609X‬‬
‫‪9702‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪70‬‬

‫‪ -‬اإللتزام بإزالة القيود المفروضة على تصدير المنتجات الغذائية والضرائب‬


‫اإلستثنائية المفروضة على االغذية التي يتم اقتناؤها إلغ ارض إنسانية ال تهدف‬
‫إلى الربح من قبل برنامج األغذية العالمي وأن ال يتم فرضها مستقبالً‪.‬‬

‫رابع ا‪ :‬مؤتمر نيروبي لعام ‪.3916‬‬


‫انعقد المؤتمر الوزاري العشر لمنظمة التجارة العالمية في نيروبي العاصمة‬
‫الكينية من ‪ 02-02‬ديسمبر‪ ،9102‬حيث أكد البيان الختامي باألساس دور المنظمة‬
‫العالمية للتجارة المحوري في المفاوضات التجارية ووضع قواعد الخاصة بالمبادالت‬
‫التجارية الدولية‪ ،‬وتوصل المؤتمر إلى نتائج جد هامة في مجال المتعلق بالنافسة في‬
‫مجال تصدير المنتجات الزراعية‪ ،‬وأهم النتائج تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬إزالة الدعم المرتبط بالتصدير في القطاع الزراعي‪ ،‬مما يشكل في حد ذاته إنجا اًز‬
‫تاريخياً يعيد التورزن المطلوب بين القطاع الزراعي والصناعي فيما يتعلق بحضر‬
‫دعم الصادرات وتعزيز المنافسة بين القطاعين؛‬

‫‪ -‬خفض أو إزالة الدعم الداخلي المشوه للتجارة وخفض الرسوم الجمركية على‬
‫المنتجات الزراعية لتعزيز التوازن في تحرير التجارة بين القطاعين الزراعي‬
‫والصناعي في جميع جوانبها المتعلقة على وجه الخصوص بالنفاذ الى االسواق‬
‫والدعم الداخلي المشوه للتجارة والمنافسة؛‬

‫‪ -‬مطالبة ببذل جهود مكثفة في تفعيل المعاملة التفضيلية والمتميزة المتاحة لصالح‬
‫البلدان النامية بهدف االندماج الفعلي للدول النامية في النظام التجاري العالمي‪.‬‬

‫الخاتمــة‪:‬‬
‫مما الشك فيه أنه ال يمكن النظر إلى موضوع المنافسة وتأثيرها على تحرير‬
‫التجارة الدولية بمعزل عن النظام االقتصادي العالمي‪ ،‬إذ أنه مع إنشاء منظمة‬
‫التجارة العالمية أصبحت األسواق العالمية مرتبطة ببعضها البعض وأصبح االقتصاد‬

‫‪161‬‬
‫املنظمة العاملية للتجارة ودورها يف تنظيم املنافسة ‪ ....‬د‪ .‬ســالمــــــي مــيلــود ‪ +‬د‪ .‬بــوســتـة جــمال‬

‫العالمي يتميز بالتداخل‪ ،‬فلم تعد االسعار المحلية تحدد بمعزل عن األسعار العالمية‬
‫بسبب قدرة الشركات متعددة الجنسيات على النفاذ لألسواق األجنبية‪ ،‬ونظ اًر لما تسببه‬
‫هذه الممارسات المقيدة للمنافسة من طرف هذه الشركات أول الدول من مخاطر‬
‫وآثار سيئة على التجارة الدولية‪ ،‬فقد حاول المجتمع الدولي العمل على خلق نظام‬
‫دولي لمكافحة هذه الممارسات‪ ،‬واستقرت هذه الجهود عن وضع بعض اإلتفاقات‬
‫والقواعد الدولية التي تتعلق بسياسة التجارة الدولية ومكافحة السلوك غير التنافسي في‬
‫إطار منظمة التجارة العالمية‪ ،‬وذلك نظ اًر للعالقة الوثيقة بين التجارة والمنافسة‪،‬‬
‫فحرية التجارة هي حرية المنافسة‪ ،‬وهذه االخيرة تتطلب العمل بكل الوسائل القانونية‬
‫لتحقيق الهدف األول‪.‬‬

‫إن تنظيم المنافسة التجارية ومنع الممارسات المقيدة لها تعتبر السبيل األمثل‬
‫لضمان حرية المتعاملين االقتصاديين في الوسط التجاري‪ ،‬وجمهور المستهلكين‬
‫واإل قتصاد الوطني والعالمي على حد سواء‪ ،‬فلقد عملت معظم الدول إما على وضع‬
‫أو تحسين قوانين المنافسة الموجودة لديها حتى تكون أكثر فعالية تتوافق مع‬
‫المتغيرات االقتصادية العالمية خاصة في ظل تحرير التجارة الدولية‪ ،‬فالدول التي‬
‫توجد فيها قوانين وسياسات منافسة فعالة تكون ظاهرة انتشار األعمال والممارسات‬
‫المنافية للمنافسة قليلة مما يساهم قي تسهيل حرية التجارة سواء على المستوى‬
‫المحلي أو الدولي‪ ،‬وما إصدار المشرع الجزائري لقوانين المنافسة وتعديلها إال دليل‬
‫على تهيئة مناخ المنافسة وفق ما تتطلبه شروط اإلنضمام إلى المنظمة العالمية‬
‫للتجارة‪.‬‬

‫غير أن واقع الحال يكشف سيطرة الدول الصناعية الكبرى على سياسة‬
‫المنافسة في منظمة التجارة العالمية‪ ،‬ولعل أكبر دليل على ذلك هو اتفاقية جوانب‬
‫الملكية الفكرية المتعلقة بالتجارة ‪ TRIPS‬والتي ال تستهدف تحرير األسواق‪ ،‬وانما‬
‫لتأسيس احتكارات للصناعات ذات متطلبات تكنولوجية العالية كصناعة األدوية‬
‫وبذلك فهي تسيطر على أسواق الدواء في الدول النامية‪ ،‬وذلك بفرض قيود صارمة‬
‫‪161‬‬
‫‪ISSN:2335-1462‬‬ ‫‪eISSN: 2600-609X‬‬
‫‪9702‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪70‬‬

‫لمنع الدول النامية من تقليد أو التوصل إلى إنتاج السلعة في صورتها النهائية أو‬
‫تسرب المعرفة والتكنولوجيا التي تساعدها على ذلك‪ ،‬ومن شأن ذلك استمرار تخلف‬
‫الدول النامية لعجزها عن مالحقة التطورات العملية والتكنولوجيا الحديثة وارتفاع تكلفة‬
‫البحث والتطوير وضآلة االستثمارات الموجهة في هذا المجال‪.‬‬

‫لذلك فإن مسؤولية تحقيق هدف المنافسة العادلة وتحرير التجارة الدولية‬
‫مسؤولية مشتركة بين المنظمة وأعضائها‪ ،‬فمنظمة التجارة العالمية ملزمة‬
‫بالموضوعية والمساواة والتطبيق السليم لقواعدها القانونية الدولية في المجال التجاري‬
‫على جميع الدول دون تمييز‪ ،‬أما الدول االعضاء فتلتزم بالشفافية وبتطبيق أحكام‬
‫اإلتفاقية‪ ،‬األمر الذي يحقق الهدف األسمى الذي أنشأت ألجله منظمة التجارة‬
‫العالمية؛ أال وهو تحقيق المنافسة العادلة بين الدول لضمان تحرير التجارة الدولية‪.‬‬

‫‪ ‬نتائج الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬ساهمت منظمة التجارة العالمية في تجسيد العولمة اإلقتصادية‪ ،‬وذلك بأن جعلت‬
‫األسواق العالمية مرتبطة ببعضها البعض‪.‬‬
‫‪ -‬رغم أن مبادئ المنظمة تهدف إلى المساواة بين الدول االعضاء‪ ،‬إال أن التفوق‬
‫التكنولوجي للدول الكبرى ساهم بشكل كبير في سيطرتها على اإلقتصاد العالمي‪.‬‬

‫‪ ‬مقترحات الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬لضمان المنافسة العادلة بين الدول يتوجب ضمان تحرير التجارة الخارجية‪،‬‬
‫وكذلك أن تلتزم الدول بالشفافية وتطبيق أحكام االتفاقية‪.‬‬
‫‪ -‬إن مسؤولية تحقيق هدف المنافسة العادلة وتحرير التجارة الدولية مسؤولية‬
‫مشتركة بين المنظمة وأعضائها‪ ،‬وذلك من خالل الحد من الممارسات المقيدة‬
‫للمنافسة التي تمارسها الشركات متعددة الجنسيات والتي لها مخاطر وآثار سيئة‬
‫على التجارة الدولية‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫املنظمة العاملية للتجارة ودورها يف تنظيم املنافسة ‪ ....‬د‪ .‬ســالمــــــي مــيلــود ‪ +‬د‪ .‬بــوســتـة جــمال‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫أولا‪ :‬النصوص القانونية‪.‬‬

‫‪ -‬األمر رقم‪ 13-13 :‬المتعلق بالمنافسة الصادر بتاريخ ‪ 02‬يوليو ‪،9119‬‬


‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،53‬مؤرخة في ‪ 91‬جويلية‪ ،9113 ،‬المعدل بالقانون‬
‫‪ ،12-01‬المؤرخ في ‪ 02‬أوت ‪.9101‬‬

‫ثانيا‪ :‬الكتب‪.‬‬

‫‪ -‬خزار محمد وعايش كمال‪ ،‬المنظمة العالمية للتجارة ومتطلبات دخول الجزائر‪،‬‬
‫مجلة األحياء العدد السابع‪ ،‬الجزائر ‪. 9113‬‬

‫‪ -‬وسام نعمت ابراهيم السعدي‪ ،‬اآلفاق المستقبلية لمنظمة التجارة العالمية‪ ،‬دار‬
‫الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية الطبعة األولى‪.9105 ،‬‬

‫‪ -‬محمد صافي يوسف‪ ،‬النظام القانوني لشرط الدولة األولى بالرعاية في إطار‬
‫اتفاقيات منظمة التجارة العالمية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.9113 ،‬‬

‫‪ -‬جابر فهمي عمران‪ ،‬االستثمارات األجنبية في ظل المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬دار‬


‫الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.9103 ،‬‬

‫‪ -‬ابراهيم أحمد خليفة‪ ،‬النظام القانوني للمنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة‪ ،‬االسكندرية‪.9111 ،‬‬

‫‪ -‬مصطفى سالمة‪ ،‬منظمة التجارة العالمية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪،‬‬


‫اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة الثانية‪.9111 ،‬‬

‫‪ -‬سهيل حسين الفتالوي‪ ،‬منظمة التجارة العالمية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.9112‬‬
‫‪163‬‬
‫‪ISSN:2335-1462‬‬ ‫‪eISSN: 2600-609X‬‬
‫‪9702‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪70‬‬

‫‪ -‬عدنان باقي لطيف‪ ،‬التنظيم القانوني للمنافسة ومنع الممارسات االحتكارية‪ ،‬دار‬
‫الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪.9109 ،‬‬

‫‪ -‬أمل محمد شلبي‪ ،‬الحد من آليات اإلحتكار‪ :‬منع اإلغراق واإلحتكار من الوجهة‬
‫القانونية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬االسكندرية‪.9113 ،‬‬

‫‪ -‬رمضان علي عبد الكريم‪ ،‬الحماية القانونية لإلستثمارات األجنبية المباشرة‪،‬‬


‫المركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬القاهرة‪.9100 ،‬‬

‫‪ -‬معين فندي الشناق‪ ،‬اإلحتكار والممارسات المقيدة للمنافسة في ضوء قوانين‬


‫المنافسة واالتفاقيات الدولية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.9101 ،‬‬

‫‪ -‬زينب محمد عبد السالم‪ ،‬الشركات متعددة الجنسيات ومعايير السادة للدول‪،‬‬
‫المركز القانوني لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪.9105 ،‬‬

‫‪ -‬أحمد سي علي‪ ،‬النظام القانوني للشركات عبر الوطنية المعاصرة والقانون‬


‫الدولي‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.9112 ،‬‬

‫‪ -‬جابر فهمي عمران‪ ،‬المنافسة في منظمة التجارة العالمية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.9100 ،‬‬

‫‪ -‬عاطف السيد‪ ،‬الجات والعالم الثالث‪ ،‬مجموعة النيل العربية‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪.9113 ،‬‬

‫ثالث ا‪ :‬الرسائل العلمية‪:‬‬

‫‪ -‬ياسين كيمو‪ ،‬تعثر مفاوضات التجارة العالمية وانعكاساتها على تطور المبادالت‬
‫التجارية الدولية في القطاع الزراعي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية والتسير‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬السنة الجامعية‪.9103-9102 ،‬‬

‫‪164‬‬
‫املنظمة العاملية للتجارة ودورها يف تنظيم املنافسة ‪ ....‬د‪ .‬ســالمــــــي مــيلــود ‪ +‬د‪ .‬بــوســتـة جــمال‬

‫‪ -‬براهمي جمال‪ ،‬شرط الدولة األولى بالرعاية في العالقات التجارية الدولية‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،‬السنة الجامعي‪.9100-9101 ،‬‬

‫رابع ا‪ :‬المجالت العلمية‪.‬‬

‫‪ -‬عايشي كمال‪ ،‬المنظمة العالمية للتجارة ومتطلبات دخول الجزائر‪ ،‬مجلة االحياء‪،‬‬
‫العدد السابع‪.‬‬

‫‪ -‬ناصر دادي عدون‪ ،‬انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬األهداف‬
‫والعراقيل‪ ،‬مجلة الباحث العدد ‪ ،13‬سنة ‪.9115‬‬

‫خامس ا‪ :‬أوراق المؤتمرات العلمية‪.‬‬

‫‪ -‬خضراوي الهادي‪ ،‬الوسائل القانونية لحماية مبدأ المنافسة في الجزائر‪ ،‬الملتقى‬


‫الوطني األول حول‪ :‬آليات تفعيل مبدأ المنافسة في التشريع الجزائري‪ ،‬المنعقد في‬
‫‪ 02‬و‪ 03‬ماي ‪ ،9103‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة‪.‬‬

‫سادس ا‪ :‬مواقع اإل نترنت‪.‬‬

‫‪ -‬محمد حسن هالل‪ ،‬نتائج المؤتمر الوزاري األول‪ :‬سنغافورة ‪ ،0223‬متاح عبر‬
‫الموقع االلكتروني التالي‪ www.wtoarab.org :‬تم اإلطالع يوم‪ :‬الخميس ‪02‬‬
‫ديسمبر ‪ ،9109‬الساعة‪.01: 11 :‬‬

‫‪165‬‬

You might also like