Professional Documents
Culture Documents
العولمة والاقتصاد العالمي وكورونا _ صحيفة الاقتصادية
العولمة والاقتصاد العالمي وكورونا _ صحيفة الاقتصادية
"دبي" تقود االتجاه النزولي للبورصات الخليجية بفعل المخاوف من "أوميكرون" ()article_2231356.html/2021/12/20/ آخر ساعة
) opinionالعولمة واالقتصاد العالمي وكورونا مقاالت (/ الرئيسية ()/
مصطلح عولمة ترجمة للكلمة .globalizationوالنتيجة أن معنى هذا المسمى في المشرق العربي نأخذه من معنى
هذه الكلمة اإلنجليزية .هذه مسألة منهجية .والتركيز على الجانب االقتصادي.
يدور التعريف في المصادر اإلنجليزية حول شبكة العالقة بين اقتصادات الدول وما يقاس عليها من تجمعات بشرية،
من خالل التجارة واالستثمار الدوليين .وهذه العالقة ليست أمرا مستحدثا .التبادل التجاري بين األمم والشعوب
منتشر عبر القرون .وفي القرآن الكريم أخبرنا -سبحانه -في سورة قريش عن رحلتي الشتاء والصيف .لكن شبكة
العالقات التجارية واالستثمارية بين الدول توسعت مع تطور وتوسع التطورات اآللية خالل القرنين الماضيين.
وطبعا زادت توسعا خالل الـ 20عاما الماضية التي شهدت تطورات تقنية .هذه التطورات زادت من تسهيل مختلف
أشكال التواصل والتعامل بين البشر.
ما تأثير الجائحة؟ التواصل /التعامل كما أنه عرضة ألحداث تقويه ،فهو أيضا عرضة ألحداث تهزه وتضعفه .وتبعا
فإن أهم جانبين اقتصاديين التجارة والسفر تأثرا بقوة بالجائحة .كما أنهما محددان أساسيان في انتشار أو الحد من
انتشار المرض .ومستويات التحضر العمراني تدعم هذا.
التحضر العمراني بمعنى العيش في المدن في تزايد .ومظهره األهم تزايد نسبة سكان المدن إلى مجموع السكان في
عموم الدول مع مرور األعوام .تزايد هذا التحضر ،وتقارب التعامل ،والتفاعل االقتصادي بين الدول تسهل التفاعل
خارج االقتصاد ،ومنه انتقال األمراض .من هذا نفهم لماذا القول المأثور بكراهية الخروج من بلد وقع فيها الوباء
وكراهية القدوم عليه .وطبعا التطبيق له ثمن .وانتقال المرض ليس عن طريق البشر فقط ،بل هو ممكن عن طريق
األطعمة ومواد اإلمداد ونحوها.
()/
كلنا نعرف أن الوباء أعاد تشكيل أوجه الحياة في مختلف تجمعات البشر ودول العالم .وتضرر نمو االقتصاد المحلي
والعالمي في العام الماضي 2020بوضوح ،وبصورة لم يشهد لها العالم شبيها على مدى عشرات األعوام ،وتشير
التقديرات من جهات معروفة؛ كصندوق النقد ومراكز بحثية في جامعات مشهورة ،إلى انخفاض نمو االقتصاد
العالمي ،وانخفاض التجارة العالمية ،بنسبة تدور حول 5و 6في المائة في ذلك العام .وطبعا كانت االنخفاضات في
الثالثة أرباع األخيرة من العام .ومتوقع استشفاء اقتصادي لتحقيق نمو في حدود 5في المائة ،ونمو في التجارة
العالمية في حدود 8في المائة هذا العام.
اتخذت الدول خطوات كثيرة بهدف عودة االقتصاد إلى ما قبل الجائحة قدر اإلمكان .وضخ النقود ربما كان أهم أداة
في هذه الخطوات .وطبعا تتفاوت الدول فيما اتخذته من خطوات وردود فعل تبعا لعوامل كثيرة .ومن الواضح أن
االقتصادات في تحسن .لكن ما الثمن؟ تتجاذب األفكار واآلراء مسؤولي ومستشاري أمور المال واالقتصاد في
حكومات الدول في فهم واألخذ بعين النظر تأثير تخفيف الخفض في الدعم الحكومي سواء في المالية العامة تحت
إدارة وزارات المالية أو في السياسات النقدية تحت إدارة البنوك المركزية ،تأثيره أخذا في الحسبان التأثيرات
التضخمية وهو ما يشهده العالم .أوجه الدعم لم تكن السبب الوحيد لكنها كانت سببا جوهريا من أسباب التضخم.
وخفض الدعم يقلل التضخم ،لكنه يقلل أيضا مستوى التعافي من الجائحة .وهنا التعارض بين تحقيق هدفين
متعارضين .ومن ثم تجيء أهمية مبدأ تحمل أخف الضررين.
ليس من المتوقع عودة العافية لالقتصاد العالمي تماما قبل عام .2024
ذلك أن الدول متفاوتة في قدراتها الصحية لمواجهة كورونا وأثر في قدراتها وسياساتها نحو فتح وتعافي االقتصاد.
لكن طبعا هناك إشكاالت في مستويات النجاح في المواجهة .هذه اإلشكاالت تنبع من عدم قناعة البعض بما تتخذه
الدول من إجراءات وتنبع من تطورات في فيروسات كورونا .وزاد من مصاعب التعافي ما جره الفيروس من فقدان
حياة بعض وضرر صحي لبعض آخر .وتضاف هذه إلى أضرار أخرى ،مثل تزايد الفقر بصورة ملحوظة في دول
كثيرة.
بقية المقال عن محاسن العولمة وعيوبها.
للعولمة جوانب حسنة ،وأذكر منها:
-دعم النمو االقتصادي بتسهيل انتقال التقنية وتبادل البضائع والمنافع وما إلى ذلك.
-خفض تكاليف اإلنتاج .ألن العولمة تزيد المنافسة بين الدول والمنافسة بطبيعتها تضغط تجاه خفض األسعار.
-دعم التعاون بين الدول ألن العولمة تتطلب تواصال وتفاهمات على نطاق واسع.
-توليد فرص لدول ما كانت تحلم بها .الشركات تبحث مصالحها وقد تكون بعض هذه المصالح في دول غير دولها
األصلية.
لكن هناك جوانب سلبية ،فمقابل أن العولمة أفادت دوال ،خاصة في جانب رفع مستويات المعيشة ،إال أنها أضرت
بدول ،حيث تفاوتت الدول فيما يسمى التحرر المالي واالقتصادي ،وجذب االستثمارات والحركة التجارية الدولية.
بعض الدول أظهرت أداء سلبيا مقارنة بدول.
-دعم العولمة للنمو غير متكافئ بين الدول ألسباب وعوامل كثيرة .والنتيجة أن تستفيد دول على حساب دول.
-تتضرر شركات محلية من بعض جوانب العولمة بالنظر إلى أن العولمة تتيح للشركات الكبيرة فرصا على حساب
شركات محلية وصغيرة.
-العولمة كما تنقل بين الدول منافع ومحاسن إلى دول أخرى ،فهي أيضا تنقل مشكالت القتصادات أخرى .ولنا في
كورونا مثال.
-العولمة تضغط تجاه فقدان وظائف و/أو خفض أجور لليد العاملة المحلية ،بسبب زيادة قوة المنافسة من الخارج،
المؤثرة في التوظيف واألجور ،بصورة مباشرة أو غير مباشرة .هذه المشكالت تقل بعض حدتها مع مؤثرات ،مثل
()/
كورونا وزيادة نصيب وقوة القطاعات غير القابلة للتصدير في االقتصاد الوطني.
المزيد ()article_2157061.html?page=1/2021/08/23/