DOC-20240712-WA0053. هنري

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 47

‫قصص قصيرة من ‪ ١٠٠‬قصه مختاره من تأليف آو هنرى‬

‫_ هديه من المجوس‬
‫_ عالمى فى مقهى‬
‫_ بين الجوالت‬
‫_ غرفة المناور‬
‫_ خدمة الحب‬
‫_ ظهور ماجى‬
‫_ الشرطى والنشيد‬
‫_ ذكريات كلب اصفر‬
‫_ فلسفة الحب إليكى شنشتاين‬
‫_ الغرفة المفروشة‬
‫_آخر ورقة‬
‫_ الشاعر والفالح‬
‫_ نزهه فى الحبسه ( رحله فى فقدان القدرة على الكالم )‬
‫_ تقرير البلدية‬
‫_ دليل الحلوى‬
‫‪١‬‬
‫هدية المجوس‬

‫دوالر وسبعة وثمانون سنتًا ‪ .‬كان ك‪H‬ل م‪H‬ا ل‪H‬ديها ‪ .‬وس‪H‬تين س‪H‬نتًا منه‪H‬ا ك‪H‬انت ق‪H‬روش ‪ .‬ق‪H‬روش تم‬
‫حفظها واحده تلو األخرى فى كل مرة عندما كانت تفاصل بقصوة مع البقال وب‪HH‬ائع الخض‪HH‬روات‬
‫والجزار ‪ ،‬حتى احم‪H‬رت وجنته‪H‬ا من التعليق‪H‬ات بخص‪H‬وص البخ‪H‬ل ال‪H‬ذى يعيش‪H‬ونه فى مث‪H‬ل ه‪H‬ذه‬
‫المعامله عدت ديال القروش ثالث مرات دوالر وسبعة وثمانون سنتًا ‪ .‬وغدًا سيكون عي‪HH‬د الميالد‬
‫المجيد ‪.‬‬
‫ال شك فى أنه لم يتبق شئ سوى أن تترنح على االريكه الص‪HH‬غيرة وتبكى ‪ .‬ل‪HH‬ذا فعلت ديال ذل‪HH‬ك ‪.‬‬
‫مما يحفز على التفكير فى أخالقيات المعامله التى مرت بها كلها النحيب واالبتسامات المض‪HH‬يفة‪،‬‬
‫مع الكثير من البكاء المبطن ‪ .‬بينما تتجول سيدة الم‪H‬نزل ت‪H‬دريجيًا من مك‪H‬ان ألخ‪H‬ر ‪ ،‬لتلقى نظ‪H‬رة‬
‫على المنزل ‪ .‬شقة مفروشة بتكلفة ‪ ٨‬دوالرات فى االسبوع ‪ .‬لم يكن يعكس تحدي‪H‬دًا قيم‪H‬ة الفق‪H‬ر ‪،‬‬
‫ولكن بالتأكيد كان يدل على مكان انتظار المتسولين ‪ .‬فى الرواق أدناه كان هن‪HH‬اك ص‪HH‬ندوق بري‪HH‬د‬
‫يستقبل فيه الرسائل ‪ ،‬وزر كهربائى ال يمكن ألى إصبع ان يج‪HH‬بره على ال‪HH‬رنين ‪ .‬وك‪HH‬انت هن‪HH‬اك‬
‫ايضًا بطاقة تحمل اسم " السيد جيمس ديلينجهام يانج ‪".‬‬
‫كان السيد " دلينغهام " منعما جدا فى فترة سابقة من االزدهار عن‪HH‬دما ك‪HH‬ان يتقاض‪HH‬ى ‪ ٣٠‬دوالرًا‬
‫فى االس‪HHH‬بوع ‪ .‬اآلن ‪ ،‬عن‪HHH‬دما انخفض ال‪HHH‬دخل إلى ‪ ٢٠‬دوالرًا‪ ،‬ب‪HHH‬دت ح‪HHH‬روف " ديلينغه‪HHH‬ام "‬
‫غامضة ‪ ،‬كما لو كان يفكر جديًا فى أى تعاقد متواض‪H‬ع وغ‪H‬ير مج‪H‬دى‪ .‬ولكن فى ك‪H‬ل م‪H‬رة يع‪H‬ود‬
‫فيها الس‪H‬يد جيمس ديلينغه‪H‬ام ب‪H‬انج إلى الم‪H‬نزل ويص‪H‬ل إلى ش‪H‬قته ‪ ،‬ك‪H‬ان ين‪H‬ادي " جيم " وُيعانق‪H‬ه‬
‫بشدة‪ ،‬الشخص الذى تم تقديمها لكم باسم ديال ‪ .‬وهذا الوضع كله لالن على مايرام ‪.‬‬
‫انتهت ديال من بكاها وأخذت بإستخدام قطعة البودرة على خ‪HH‬ديها ‪ .‬وقفت ق‪HH‬رب الناف‪HH‬ذة ونظ‪HH‬رت‬
‫بتململ إلى قطة رمادية تمشى على سياج رمادى فى فناء خلفي رمادي ايضًا ‪ ( .‬تقول فى نفس‪H‬ها‬
‫) غدًا سيكون عيد الميالد ‪ ،‬ولدى فقط ‪ ١.٨٧‬دوالر لشراء هديه لجيم ‪ .‬لقد كانت توفر كل ق‪HH‬رش‬
‫يمكنها توفيره لشهور ‪ ،‬وك‪HH‬انت ه‪HH‬ذه هى النتيج‪H‬ه فق‪HH‬ط ‪ .‬عش‪H‬رون دوالرًا فى االس‪H‬بوع ال يكفى ‪.‬‬
‫كانت النفقات أكبر مما ضنت ‪ .‬دائمًا ما تكون ‪ ١.٨٧‬دوالر فقط لشراء هدي‪HH‬ه لعزيزه‪HH‬ا جيم ‪ .‬ق‪HH‬د‬
‫قضت ساعات سعيدة فى التخطيط لشئ لطيف له ‪ .‬شئ رائع ونادر وثابت ‪ ،‬شئ ق‪HH‬ريب قليًال من‬
‫ان يكون جديرًا بأن يكون ملكًا لجيم ‪.‬‬
‫‪٢‬‬

‫قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫كان هناك مرآة طويلة ورفيعة بين النوافذ في الغرفة‪ .‬ربما رأيت م‪HH‬رآة طويل‪HH‬ة ورفيع‪HH‬ة في ش‪HH‬قة‬
‫تكلف ‪ 8‬دوالرات‪ .‬يمكن أن يحدث هذا لشخص نحيف ج‪HH‬دا ورش‪HH‬يق ج‪HH‬دا‪ ،‬لمراقب‪HH‬ة انعكاس‪HH‬ه في‬
‫تسلسل من االنعكاسات الطولية (يقص‪HH‬د ش‪H‬روخ في الم‪HH‬راه‪ ،‬على تص‪HH‬ور تقري‪HH‬بي لمظه‪HH‬ره ديال‪،‬‬
‫وهي نحيفة‪ ،‬كانت قد ابدعت هذا الفن‪.‬‬
‫فجأة‪ ،‬استديرت من النافذة ووقفت أمام المرآة كانت عينيها تتألأل بش‪HH‬كل ب‪HH‬راق‪ ،‬لكن وجهه‪HH‬ا فق‪HH‬د‬
‫لونه‬
‫فى غضون عشرين ثانية سحبت شعرها بسرعة وتركته يسقط على كامل طوله‪.‬‬
‫اآلن‪ ،‬هناك اثنتان من الممتلكات التي اعتبرها جيمس ديلينغه‪H‬ام ي‪H‬انج مص‪H‬در فخ‪H‬ر كب‪H‬ير األولى‬
‫كانت ساعة جيم الذهبية التي كانت لوالده وجده‪ .‬واألخرى كانت شعر ديال‪ .‬إذا عاشت ملكة س‪HH‬بأ‬
‫في الشقة المقابلة عبر العمر الهوائي‪ ،‬لدعت ديال شعرها ليتدلى من النافذة يوم‪HH‬ا م‪HH‬ا ليج‪HH‬ف فق‪HH‬ط‬
‫للتقليل من قيمة مجوهراتها وهداياها‪ .‬ولو ك‪H‬ان المل‪H‬ك س‪H‬ليمان‪ ،‬بك‪H‬ل كل‪H‬وزه المكدس‪H‬ة في القب‪H‬و‪،‬‬
‫بواب المنزل‪ ،‬لكان جيم قد سحب ساعته في كل مرة مر عليها‪ ،‬فقط ليرى كيف يقلب هو اآلخ‪HH‬ر‬
‫لحيته من الغيرة‪.‬اآلن‪ ،‬سقط شعر ديال الجمي‪HH‬ل حوله‪HH‬ا‪ ،‬يم‪HH‬وج ويش‪HH‬ع مث‪HH‬ل ش‪HH‬الل من مي‪HH‬اه بني‪HH‬ة‪.‬‬
‫وصل إلى أسفل ركبتها وجعل نفسه تقريبا ثوبا لها‪ .‬ثم قامت بفعلها مرة أخرى بعصبية وبسرعة‬
‫م‪HH‬رة واح‪HH‬دة ت‪HH‬راجعت الدقيق‪HH‬ة ووقفت وق‪HH‬د تس‪HH‬اقطت دمعت‪HH‬ان أو ثالث على الس‪HH‬جادة الحم‪HH‬راء‬
‫المهترئة‪.‬‬
‫ارتدت جاكيتها البنية القديمة وارتدت قبعتها البنية القديمة‪ .‬ودارت بتنورتها‪ ،‬ومع اللمعان البراق‬
‫الذي اليزال في عينيها‪ ،‬خرجت من الباب ومن ثم إلى أسفل الدرج إلى الشارع‪.‬‬
‫حيث أوقفتها الفتة مكتوب عليها مدام صوفروني منتجات الشعر بجميع األن‪H‬واع " ركض‪H‬ت ديال‬
‫الدرج وتمالكت نفسها‪ ،‬متنهدة سألت السيدة‪ ،‬وكانت السيدة كبيرة ومكتنزة وهادئ‪HH‬ة‪ ،‬بالك‪HH‬اد تش‪HH‬به‬
‫"صوفروني"‪.‬‬
‫هل ستبعين شعري" ؟ سالت ديال‪.‬‬
‫أنا أشتري الشعر"‪ ،‬قالت مدام خدي قبعتك والتلقي نظرة على شكله"‪.‬‬
‫وحينها اندفع (الشعر) الشالل البني‪.‬‬
‫قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫‪ ٣‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬


‫عشرون دوالرا"‪ ،‬قالت السيدة وهي ترفع ذلك الشالل بيدها المتمرسة‪.‬‬

‫اعطه لي بسرعة ‪ ،‬ق‪HH‬الت ديال ‪ .‬ومض‪HH‬ت قراب‪HH‬ة الس‪HH‬اعتين الت‪HH‬ان مض‪HH‬ت بس‪HH‬رعة وهي تفتش في‬
‫المتاجر عن هدية لجيم‪.‬وجدتها أخيرا بالتأكيد كانت تلك الهدية مصممة لجيم وليس ألحد آخر‪ .‬لم‬
‫يكن هناك شكل آخر مثلها في أي من المتاجر التي قلبتها جميعها رأس‪HH‬ا على عقب ك‪HH‬انت سلس‪HH‬لة‬
‫بالتينيوم بسيطة وزاهية في التصميم‪ ،‬تعلن قيمتها في جوهرها فقط وليس بالتزيين الزائف ‪ -‬كما‬
‫يجب أن تفعل كل األشياء الجيدة‪ .‬كانت قيمتها توازي قيمة الساعة بمجرد أن رأتها‪ ،‬ع‪HH‬رفت أن‪HH‬ه‬
‫يجب أن تكون لجيم‪ .‬كانت تلك الهدية تشابهه بالهدوء والقيم‪H‬ة ‪ .‬الوص‪H‬ف ال‪H‬ذي ينطب‪H‬ق على ك‪H‬ل‬
‫منهما أخذوا منها دوالراتها الواحد والعشرون‪ ،‬وعادت إلى المنزل بسرعة مع ‪ ٨٧‬سنتا‪.‬‬
‫بهذه السلسلة الرائعة على ساعته‪ ،‬قد ال يكون جيم قلًق ا تج‪HH‬اه النظ‪HH‬ر إلى ال‪HH‬وقت م‪HH‬ع أي جماع‪HH‬ة‪.‬‬
‫ورغم أن الساعة كانت رائعة‪ ،‬إال أنه كان في تلك االحيان يلقي نظرة سرية عليه‪HH‬ا خجال بس‪HH‬بب‬
‫الحزام الجلدي القديم الذي كان يستخدمه بدًال من السلسلة‪.‬‬
‫عندما وصلت ديال إلى المنزل تراجعت لهفتها قليًال لتتحول الى حذر وعقالنية‪ .‬أخ‪HH‬رجت مك‪HH‬واة‬
‫الشعر الخاصة بها وأشعلت الغاز وبدأت في إصالح التلف الذي أحدثه كرمه‪H‬ا المم‪H‬زوج ب‪H‬الحب‬
‫والذي دائما ما تكون التضحية مهمة ص‪HH‬عبة‪ ،‬ص‪HH‬دقوني أص‪HH‬دقائي االع‪HH‬زاء ‪ -‬مهم‪HH‬ة ص‪HH‬عبة‪ .‬في‬
‫غضون أربعين دقيقة‪ ،‬كان رأسها مغطى بأمواج صغيرة ومتالص‪HH‬قة جعلته‪HH‬ا تب‪HH‬دو بش‪HH‬كل رائ‪HH‬ع‬
‫كصبي مدرسي نظرت إلى شكلها في المرأة بعناية وبحرص‪ .‬تقول في نفسها "إذا لم يقتل‪HH‬ني جيم‬
‫قبل أن يلقي نظرة ثانية على سيقول إنني أبدو كفتاة جوق‪HH‬ة في ك‪HH‬وني أيالن‪HH‬د‪ .‬ولكن م‪HH‬اذا يمكن‪HH‬ني‬
‫فعله ‪ -‬يا ويحي ! ماذا يمكنني فعله بدوالر وثمانية وثمانين سنتا؟"‬
‫في الساعة السابعة‪ ،‬كان القهوة قد تمت وكانت المقالة على ظهر الموقد‪ ،‬ساخنة وج‪HH‬اهزة لطهي‬
‫الشرائح‪.‬‬
‫جيم لم يكن أبًدا متأخرا‪ .‬خبات ديال سلسلة الساعة في يدها وجلست على زاوية الطاول‪HH‬ة ب‪HH‬القرب‬
‫من الباب الذي يدخله دائما‪ .‬ثم سمعت خطواته على السلم بعيدا في الطابق األول‪ ،‬وأصبحت قلقة‬
‫للحظة فقط كانت لديها عادة وهي ترتيل صلوات صغيرة صامتة ح‪HH‬ول أبس‪HH‬ط األش‪HH‬ياء اليومي‪HH‬ة‪،‬‬
‫واآلن همست‪ :‬رجاء يا هللا ‪ ،‬اجعله يعتقد أنني الزلت جميلة"‪.‬‬

‫‪ ٤‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫فتح الب‪HH‬اب ودخ‪HH‬ل جيم وأغلق‪HH‬ه ب‪HH‬دا نحيف‪HH‬ا وج‪HH‬ادا ج‪HH‬دا‪ .‬ه‪HH‬ذا المس‪HH‬كين‪ ،‬ال‪HH‬ذي لم يتج‪HH‬اوز الثاني‪HH‬ة‬
‫والعشرين ‪ -‬كان معنيا بأسرة كان بدون قفازات وهو بأمس الحاجة إلى معطف جديد‪ .‬دخ‪HH‬ل جيم‬
‫داخل الباب‪ ،‬مذهوال عديم الحراك ككلب الصيد الذي اش‪HH‬تم رائح‪HH‬ة ط‪HH‬ائر الس‪HH‬مان‪ .‬ك‪HH‬انت عيني‪HH‬ه‬
‫مركز‪.‬‬

‫على ديال‪ ،‬وكانت فيهما تعبير لم تستطيع ديال قراءته‪ ،‬وك‪HH‬ان ه‪HH‬ذا الش‪HH‬عور يرعبه‪HH‬ا‪ .‬لم يكن ذل‪HH‬ك‬
‫غضبا‪ ،‬ولم يكن مفاجأة‪ ،‬ولم يكن اعتراضا‪ ،‬ولم يكن رعبا‪ ،‬ولم يكن أي من المشاعر التي ك‪HH‬انت‬
‫مستعدة لها‪ .‬ببساطة كان فقط يحدق به‪HH‬ا ب‪HH‬ذلك التعب‪HH‬ير الغ‪HH‬ريب على وجه‪HH‬ه ن‪HH‬زلت ديال من على‬
‫الطاولة وذهبت إليه ‪ .‬صاحت "جيم‪،‬‬
‫عزيزي" "ال تنظر إلى بهذه الطريق‪HH‬ة قص‪HH‬رت ش‪HH‬عري وبعت‪HH‬ه ألن‪HH‬ني لم أكن ألعيش من دون أن‬
‫أقدم لك هدية في عيد الميالد‪ .‬سينمو مرة أخرى ‪ -‬صحيح؟ اضطررت لفع‪HH‬ل ذل‪HH‬ك ش‪HH‬عري ينم‪HH‬و‬
‫بسرعة هائلة‪ .‬قل "عيد ميالد سعيد" جيم‪ ،‬ولنكن سعداء‪ .‬انت ال تعلم ما هي الهدية الجميل‪HH‬ة ال‪HH‬تي‬
‫احضرتها اليك" ‪".‬لقد قصرتي شعرك؟" س‪H‬أل جيم متلعثم‪HH‬ا‪ ،‬كم‪HH‬ا ل‪HH‬و أن‪HH‬ه لم يص‪HH‬ل بع‪HH‬د إلى تل‪HH‬ك‬
‫الحقيقة بعد جهد عقلي جهيد‪.‬‬
‫قصرته وبعته"‪ ،‬قالت ديال‪ .‬الست تحبني أنا نفسي بدون شعري؟‬
‫نظر جيم حول الغرفة بدهشة‪ .‬تقولين إن شعرك قد ذهب؟" قال بطريق‪HH‬ة س‪HH‬اذجة ‪ .‬ق‪HH‬الت ديال‪ ،‬ال‬
‫تحتاج إلى البحث عنه"‪" ،‬لقد بيع‪ ،‬أقول لك ‪ -‬بيع وراح أيضا‪ .‬إنها ليل‪HH‬ة عي‪HH‬د الميالد‪ ،‬ي‪HH‬ا ص‪HH‬بي‪.‬‬
‫كن لطيفا معي‪ ،‬فقد ذهب من أجلك‪ .‬ربما يمكن لشعر رأسي أن يعود تابعت كالمه‪HH‬ا المعس‪HH‬ول)‪،‬‬
‫ولكن ال أحد يمكنه أبًدا أن يحصي حبي لك‪ .‬هل أضع الشواية‪ ،‬جيم؟"‬
‫خرج جيم من غيبوبته بسرعة أحاط بديال لمدة عشر ثوان دعونا ننظر بتحف‪HH‬ظ إلى أح‪HH‬د األش‪HH‬ياء‬
‫الغير المهمة في الجانب آخر‪ .‬ثماني دوالرات في األسبوع أو مليون في السنة ‪ -‬ما الفارق ع‪HH‬الم‬
‫الرياضيات سيقدم لك اإلجابة الخاطئة‪ .‬ق‪HH‬دم المج‪HH‬وس ه‪HH‬دايا قيم‪HH‬ة‪ ،‬ولكن ه‪HH‬ذه الهدي‪HH‬ة لم تكن من‬
‫بينها‪.‬‬
‫أخذ جيم حزمة من جيب معطفه ورماها على الطاولة " ال ترتك‪HH‬بي أي خط‪HH‬أ فيم‪HH‬ا يتعل‪HH‬ق بي‪ .‬ال‬
‫اعتقد أن هناك أي قصة ش‪HH‬عر أو حالق‪HH‬ة أو ش‪HH‬امبو يمكن أن يجعل‪HH‬ني أحب فت‪HH‬اتي أق‪HH‬ل‪ .‬ولكن إذا‬
‫فتحتي هذه الحزمة قد ترى لم‪HH‬اذا كنت مندهش‪HH‬ا من البداي‪HH‬ة " أص‪HH‬ابت أص‪HH‬ابعها البيض‪HH‬اء الحي‪HH‬ل‬
‫والورق‪ .‬ثم صرخة من الفرح‪ ،‬وبعد ذلك‪ ،‬لألسف تحولت حالتها بطبيعتها االنثوية بشكل س‪HH‬ريع‬
‫إلى دموع وصراخ‪ ،‬األمر الذي استدعى الى التهوين عليها بسرعة من سيد الحب (جيم)‪.‬‬

‫‪ ٥‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫هذه المفاجئة كانت مجموعة أمشاط ‪ -‬طقم المش‪H‬ط الجمي‪HH‬ل‪ ،‬ال‪HH‬ذي ك‪HH‬انت ديال تعش‪H‬ق النظ‪HH‬ر إلي‪HH‬ة‬
‫لفترة طويلة من نافذة المتج‪HH‬ر مش‪HH‬ط جمي‪HH‬ل علي‪HH‬ة ص‪HH‬دف الس‪HH‬لحفاة الطبيعي‪HH‬ة‪ ،‬بح‪HH‬واف مرص‪HH‬عة‬
‫بالجواهر ‪ -‬بالضبط الوقت المناس‪HH‬ب الس‪HH‬تعماله ال س‪HH‬يما بع‪HH‬د ان الش‪HH‬عر الجمي‪HH‬ل ق‪HH‬د اختفى ك‪HH‬ان‬
‫مشطا باهظ الثمن‪،‬‬

‫كما كانت تعلم‪ ،‬وك‪HH‬ان قلبه‪HH‬ا ق‪HH‬د توق‪HH‬ف عن اللهف‪HH‬ة والح‪HH‬نين الى ذل‪HH‬ك المش‪HH‬ط بال أدنى أم‪HH‬ل في‬
‫الحصول عليها‪ .‬واآلن أصبح لها‪ ،‬ولكن الشعر الذي كان ينبغي أن يزين هذه الزينات الرائعة ق‪HH‬د‬
‫ذهب‪.‬‬
‫ولكنها ع‪H‬انقت المش‪H‬ط إلى ص‪H‬درها‪ ،‬وأط‪H‬الت النظ‪H‬ر لألعلى بعي‪H‬ون دامع‪H‬ة مص‪H‬حوبة بابتس‪H‬امة‬
‫وقالت‪" :‬سوف ينمو شعري بسرعة كبيرة‪ ،‬جيم "‬
‫ثم قفزت ديال مثل قطة صغيرة محترفة وصاحت‪" :‬أوه‪ ،‬أوه" !‬
‫جيم لم يَر هديته الجميلة بعد لقد عرضتها عليه على راحتها المفتوحة بدا المعدن الثمين بإشعاعه‬
‫يعكس نبرة روحها الساطعة والمتحمسة‪.‬‬
‫اليس رائًعا‪ ،‬جيم؟ بحثت في جميع أنح‪HH‬اء المدين‪HH‬ة للعث‪HH‬ور علي‪HH‬ه‪ .‬س‪HH‬تحتاج إلى النظ‪HH‬ر إلى ال‪HH‬وقت‬
‫مئات المرات في اليوم اآلن أعطني ساعتك اريد ان ارى كيف يظهر عليها"‪.‬‬
‫ب‪H‬دًال من االنص‪H‬ياع‪ ،‬ال‪H‬دفع جيم إلى األس‪H‬فل على األريك‪H‬ة ووض‪H‬ع يدي‪H‬ه تحت الج‪H‬زء الخلفي من‬
‫رأسه وابتسم‪" .‬ديال"‪ ،‬ق‪H‬ال‪ ،‬لنقم بوض‪H‬ع ه‪H‬دايانا لعي‪H‬د الميالد جانًب ا ولنحتف‪H‬ظ بهم‪H‬ا لف‪H‬ترة‪ .‬إنهم‪H‬ا‬
‫جميالن جدا في الوقت الحالي‪ .‬قد بعت الساعة للحصول على المال لشراء مشطك‪ .‬واآلن لنع‪HH‬ود‬
‫الى الشواية التي كنتي تضعين من قبل"‪.‬‬
‫افراد المجوس‪ ،‬كما تعلمون‪ ،‬كانوا حكماء ‪ -‬حكماء بشكل رائع ‪ -‬جلب‪HH‬وا ه‪HH‬دايا للطف‪HH‬ل في المه‪HH‬د‪.‬‬
‫اخترعوا فن إعطاء الهدايا في عيد الميالد‪ .‬كانت ه‪HH‬داياهم باعتب‪HH‬ارهم حكم‪HH‬اء‪ ،‬بال ش‪HH‬ك حكيم‪HH‬ة‪،‬‬
‫وربما تحمل امتياز التبديل عند الحاجة‪ .‬في الختام‪ ،‬س‪H‬ردت لكم قص‪H‬ة عن ش‪H‬ابين في ش‪H‬قة ق‪H‬ررا‬
‫بغباء تضحية أعظم كنوز منزلهما لبعضهما البعض‪ .‬ولكن ككلمة أخ‪HH‬يرة له‪HH‬ذين في ه‪HH‬ذه األي‪HH‬ام‪،‬‬
‫دعونا نقول إن من بين جميع الذين يقدمون الهدايا كان هؤالء االثنان هم‪HH‬ا األك‪HH‬ثر حكم‪HH‬ة األك‪HH‬ثر‬
‫حكمة من بين كل من يقدم ويتلقى الهدايا‪ ،‬في أي مكان إنهم المجوس‪.‬‬

‫‪ ٦‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف أو هنرى‬

‫القصه الثانية‬

‫مواطن عالمى فى مقهى‬

‫في منتصف الليل‪ ،‬كان المفهى مكتظا‪ .‬بطريقة ما كانت المائ‪HH‬دة ال‪HH‬تي أجلس عليه‪HH‬ا ق‪HH‬د أفلتت من‬
‫أعين الحاضرين من الخارج‪ ،‬وك‪HH‬ان عليه‪HH‬ا مقع‪HH‬دان خالي‪HH‬ان‪ ،‬يم‪HH‬دان أذرعهم‪HH‬ا وكأنهم‪HH‬ا يرحب‪HH‬ان‬
‫بحفاوة بالقادمين‪ .‬وما هي إال لحظات حتى جلس على أحدهما مواطن عالمي‪ ،‬وقد س‪HH‬عدت ل‪HH‬ذلك‬
‫ألني اعتقدت أنه منذ آدم وحواء لم يعرف العالم مواطن عالمي حقيقي‪.‬‬
‫إنن‪HH‬ا نس‪HH‬مع عنهم ون‪HH‬رى بطاق‪HH‬ات أجنبي‪HH‬ة على الكث‪HH‬ير من األمتع‪HH‬ة‪ ،‬ولكنن‪HH‬ا نج‪HH‬د مس‪HH‬افرين وليس‬
‫مواطنين عالميين ها أنا أصف لك المشهد موائ‪HH‬د ذات قمم رخامي‪HH‬ة ص‪HH‬فوف من المقاع‪HH‬د مغط‪HH‬اة‬
‫بالجلد وملتصقة بالج‪HH‬دران الص‪HH‬حبة الس‪HH‬عيدة‪ ،‬والس‪HH‬يدات في األزي‪HH‬اء نص‪HH‬ف المتالق‪HH‬ة‪ ،‬يتح‪HH‬دثون‬
‫بصوت ملحوظ في ال‪H‬ذوق واالقتص‪H‬اد‪ ،‬وال‪H‬ثراء والفن الن‪H‬ادل المحب‪H‬وب والموس‪H‬يقى ال‪H‬تي تنش‪H‬ر‬
‫الس‪HH‬عادة بع‪HH‬دل بين الجمي‪HH‬ع‪ ،‬من س‪HH‬طواتها على الم‪HH‬ؤلفين‪ ،‬وهن‪HH‬اك ه‪HH‬ذا الخلي‪HH‬ط من األح‪HH‬اديث‬
‫والضحكات‪ ،‬وأكثر من ذل‪HH‬ك الجع‪HH‬ة الس‪HH‬مراء في الك‪HH‬ؤوس المخروطي‪HH‬ة ال‪HH‬تي تمي‪HH‬ل على الش‪HH‬فاه‬
‫كحبات الكريز الناضجة المهتزة على األغصان أمام منقار طائر متلصص‪ .‬وقد قيل لي من أح‪HH‬د‬
‫المثاليين أن المنظر كله كان باريسيا حقيقية‪.‬‬
‫كان المواطن العالمي يسمى إي‪ .‬راشمور كوجالن‪ ،‬ومن المؤكد انه ذاهب الى ك‪HH‬وني ايالن‪HH‬د في‬
‫الصيف القادم‪ .‬أينما ذهب ينشر شيئا من "الجاذبية الجديدة‪ ،‬أخبرني هذا العالمي ان‪HH‬ه يق‪HH‬دم تس‪HH‬لية‬
‫ملكية المستوى‪ .‬ثم بدا كأنما طاف العالم من شرقه لغربه‪ .‬وكان‪H‬ه أخ‪H‬ذ الع‪H‬الم الكب‪H‬ير ودار ب‪H‬ه في‬
‫يده‪ ،‬بطريقة جميلة ممزوجة بثقة وازدراء وكان يبدو في حديثة كبذرة كرز ال يزي‪HH‬د حجمه‪HH‬ا عن‬
‫حبة ماراشينو من فاكهة العنب على طاولة المطعم‪ .‬تحدث بازدراء عن خط االستواء‪ ،‬وقف‪HH‬ز من‬
‫قارة إلى قارة سخر من المناطق‪ ،‬وامتص البحار الكبيرة بمنديله‪ .‬كان يتح‪HH‬دث وه‪HH‬و ي‪HH‬ترنح بي‪HH‬ده‬
‫عن بازار ما في مكان اسمه حيدر آباد‪ ،‬يااا س‪HH‬يجعلك حينه‪HH‬ا ت‪HH‬تزلج على الزالج‪HH‬ات في البالن‪HH‬د‪.‬‬
‫ومن ثم تمتطي األمواج مع شعب الكاناكاس في كيااليك‪HH‬اهيكي بريس‪HH‬تو! ص‪HH‬دقني س‪HH‬يجرك ع‪HH‬بر‬
‫مستنقع بوس‪HH‬توك في أركنس‪HH‬اس‪ ،‬ثم يترك‪HH‬ك تج‪HH‬ف لحظ‪HH‬ة على الس‪HH‬هول المج‪HH‬اورة لمزرعت‪HH‬ه في‬
‫أيداهو‪ ،‬ثم يدور بك في مجتمع الدوقات في النمسا‪ .‬في حين آخر‪ ،‬يخ‪HH‬برك عن نزل‪HH‬ه ال‪HH‬برد ال‪HH‬تي‬
‫صابته من نسمة بحيرة شيكاغو وكيف عالجه الطبيب العريق إسكاميال في بوينس أيرس بخلط‪HH‬ة‬
‫من عشبة ا‬
‫‪ ٧‬قصه قصيرة من ‪ ١٠٠‬قصه مختارة من تأليف آو هنرى‬
‫لتشوتشوال‪ .‬كل رسائلنا ك‪HH‬انت س‪HH‬توجه إلى "إي‪ .‬راش‪HH‬مور ك‪HH‬وجالن ال‪HH‬ذي يمث‪HH‬ل األرض النظ‪HH‬ام‬
‫الشمسي الكون‪ ،‬لذا أرسلها وكلك ثقة بأنها ستصل إليه‪.‬‬
‫كنت متأكدا أنني وجدت أخيًر ا الشخص الحقيقي الوحي‪HH‬د من نوع‪HH‬ه من‪HH‬ذ خل‪HH‬ق آدم‪ ،‬وكنت اس‪HH‬تمع‬
‫إلى حديثه العالمي بتوتر خوفا من أن اكتشف فيه لمحة محلية تقلل من شأنه عن كونة مستكش‪HH‬ف‬
‫الكرة األرضية‪ .‬ولكن آراؤه لم تترنح أو تنكمش أبدا تجاه المدن والبلدان والق‪HH‬ارات ك‪HH‬ان محاي‪HH‬دا‬
‫كما تكون الرياح في سريانها أوالجاذبية‪.‬‬
‫وبينما كان إي‪ .‬راشمور كوجالن يتحدث عن هذا الكوكب الصغير‪ ،‬فك‪HH‬رت بس‪HH‬رور في ش‪HH‬خص‬
‫تقريبا عالمي حقيقي كتب للعالم أجم‪H‬ع وك‪H‬رس نفس‪H‬ه لبومب‪H‬اي في إح‪H‬دى قص‪H‬ائده ق‪H‬ال إن هن‪H‬اك‬
‫فخًرا وتنافًسا بين مدن األرض‪ ،‬وان الرجال ال‪HH‬ذين ينش‪HH‬ئون منه‪HH‬ا‪ ،‬يت‪HH‬اجرون ص‪HH‬عودا وهبوط‪HH‬ا‪،‬‬
‫لكنهم يتشبثون بحافة م‪HH‬دنهم كالطف‪HH‬ل بطي‪HH‬ة ث‪HH‬وب ام‪HH‬ه " وكلم‪HH‬ا س‪HH‬اروا بج‪HH‬وار ش‪HH‬وارع مجهول‪HH‬ة‬
‫الضجيج‪ ،‬يتذكرون مدينتهم األم "األكثر وفاء‪ ،‬س‪HH‬ذاجة‪ ،‬حن‪HH‬ان جعل‪HH‬وا من اس‪HH‬مها المج‪HH‬رد ج‪HH‬زءا‬
‫منهم وكان سروري مبررا ألنني ق‪HH‬د أمس‪HH‬كت بالس‪HH‬يد كيبلن‪HH‬غ وه‪HH‬و ن‪HH‬ائم‪ .‬هن‪HH‬ا وج‪HH‬دت رجال ليس‬
‫مصنوعا من الغبار شخص ليس لديه مفاخر منوطة بجنسيته أو بمكان الميالد‪ ،‬ش‪HH‬خص ل‪HH‬و ك‪HH‬ان‬
‫يتفاخر‪ ،‬فإنه سيتفاخر بكوكبه بأكمله ضد الكوكبين البعيدين وسكان القمر ‪...‬‬
‫كانت تعبيرات إي‪ .‬راشمور كوجالن حول هذه القضايا تميل إلى الزاوية الثالثة بجانب طاولتن‪HH‬ا‪.‬‬
‫وفي حين كان كوجالن يصف لي شكل السهول على طول الس‪HH‬كك الحديدي‪HH‬ة الس‪HH‬يبيرية‪ ،‬ان‪HH‬زلقت‬
‫األوركسترا إلى معزوفة مي‪HH‬دلي‪ .‬ومنه‪HH‬ا الى "ديكس‪H‬ي" اللحن الخت‪HH‬امي‪ ،‬وعن‪HH‬دما تن‪HH‬دلع النغم‪HH‬ات‬
‫المحفزة‪ ،‬كادت تغطى تقريبا بالتصفيق الحاد من جميع الطاوالت‪.‬‬
‫يمكننا القول أن هذا المشهد الملحوظ متكرر كل مساء في العديد من المقاهي في مدينة نيويورك‪.‬‬
‫حيث يتم اس‪HH‬تهالك أطن‪HH‬ان من المش‪HH‬روبات الكحولي‪HH‬ة‪ .‬ق‪HH‬د يف‪HH‬ترض البعض بس‪HH‬رعة أن جمي‪HH‬ع‬
‫الجنوبيين في المدينة يتجهون إلى المقاهي عند غ‪HH‬روب الش‪HH‬مس‪ .‬ه‪HH‬ذا الحض‪HH‬ور وه‪HH‬ذا التص‪HH‬فيق‬
‫ألغنية الثوار في المدينة الشمالية قد يثيرتساؤال؛ ولكنه ليس تساؤال ال يمكن حله‪.‬‬
‫الحرب مع إسبانيا‪ ،‬ومواسم سخية للنعناع والبطيخ على مر السنين‪ ،‬وبض‪HH‬عة ف‪HH‬ائزين من م‪HH‬رأى‬
‫بعي‪HH‬د في مض‪HH‬مار الس‪HH‬باق في ني‪HH‬و أورلي‪HH‬انز‪ ،‬والع‪HH‬روض الرائع‪HH‬ة ال‪HH‬تي ق‪HH‬دمها مواطن‪HH‬و إن‪HH‬ديانا‬
‫وكانساس ال‪H‬ذين يش‪H‬كلون جمعي‪H‬ة كاروالين‪H‬ا الش‪H‬مالية‪ ،‬جعلت الجن‪H‬وب أم‪ًH‬را مث‪H‬يرا لالهتم‪H‬ام في‬
‫مانهاتن بلطف ستهمس األظافر الجميل‪HH‬ة ألي ام‪HH‬رأة هن‪HH‬اك أن اإلص‪HH‬بع األوس‪H‬ط األيس‪H‬ر ي‪HH‬ذكرها‬
‫كثيًر ا بإصبع الرجل في ريتشموند‪ ،‬وذلك الن العدي‪HH‬د من الس‪HH‬يدات يتعين عليهن العم‪HH‬ل ‪ -‬بس‪HH‬بب‬
‫الحرب‪ ،‬كما تعلمون‪.‬‬
‫‪ ٨‬قصه قصيرة من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬
‫عندما كانت معزوفة "ديكسي" لعزف قفز شاب دو شعر داكن من مكان ما بصرخة معرفة باسم‬
‫موزبي الجويريلال وهو يرفع بشكل هستيري قبعت‪HH‬ه ذات الحاف‪HH‬ة الناعم‪HH‬ة‪ .‬ثم تج‪HH‬ول في ال‪HH‬دخان‪،‬‬
‫وانخرط على الكرسي الفارغ في طاولتنا واستخرج السجائر‪.‬‬
‫كان المساء يداعبه شيء من االسترخاء ذكر أحدنا ثالثة اشخاص من مدينة "فورتس‪HH‬بور غ‪HH‬رز"‬
‫األلمانية للنادل‪ ،‬أقر الشاب ذو الشعر الداكن بمعرفته اياهم بابتس‪HH‬امة وإيم‪HH‬اءة‪ .‬وبع‪HH‬دها أس‪HH‬رعت‬
‫لطرح سؤال عليه رغبة مني بتجربة نظرية فضولية كانت لدي‪.‬‬
‫سالته "هل تمانع في أن تخبرني‪ ،‬ثم بدأت "من أين أنت؟"‬
‫وبع‪HH‬دها ض‪HH‬رب إي راش‪HH‬مور ك‪HH‬وجالن الطاول‪HH‬ة بقبض‪HH‬ته ال‪HH‬تي فج‪HH‬رت إيقاع‪HH‬ا أص‪HH‬مت الجمي‪HH‬ع‪.‬‬
‫"عذرا"‪ ،‬قال لي " هذا سؤال ال أحب أن أسمعه أبًدا‪ .‬ما ال‪HH‬ذي يهم من أين ه‪HH‬ذا الرج‪HH‬ل؟ ه‪HH‬ل من‬
‫العدل أن نحكم على اإلنسان من عنوان صندوق البريد الخ‪H‬اص ب‪H‬ه؟ اليس من األفض‪H‬ل أن ن‪H‬رى‬
‫الرجل كرجل دون أن نقيده بمكان سكنه ؟‬
‫بدت بعدها مالمح االعت‪H‬ذار على"‪ ،‬ثم قلت‪ ،‬ولكن فض‪H‬ولي لم يكن من ف‪H‬راغ‪ .‬أن‪H‬ا أع‪H‬رف س‪H‬كان‬
‫الجنوب بالذات عندما تعزف الفرقة "ديكسي"‪ .‬اعتقد بأن الرجل الذي يصفق له‪HH‬ذه األغني‪HH‬ة به‪HH‬ذا‬
‫الشغف دائما ما يكون من مواليد احدى المناطق اما سيكوكوس او نيو جيرسي‪ ،‬لديه والء إقليمي‬
‫واضح‪ ،‬أو الحي ما بين موراي هيل ونهر ه‪HH‬ارلم في تل‪HH‬ك المدين‪HH‬ة‪ .‬يجب أن أع‪HH‬ترف ان‪HH‬ني كنت‬
‫على وشك أن اختبر رأيي بمعرفة مكان سكن هذا السيد قبل ان يق‪HH‬اطعني بوجه‪HH‬ه نظ‪HH‬رة المقنع‪HH‬ة‬
‫والغير متحيزة لمكان دون آخر"‪.‬‬
‫وأخيرا تكلم هذا الشاب ذو الشعر الداكن وبدا من الواضح أن عقله كان يتحرك أيضا على نح‪HH‬وه‬
‫الخاص‪.‬‬
‫ق‪HH‬ال بس‪HH‬رية‪" ،‬أود أن أك‪HH‬ون نب‪HH‬ات في بيريوينك‪HH‬ل"‪ ،‬في أعلى واد‪ ،‬واغ‪HH‬ني أيض‪HH‬ا أغني‪HH‬ة ت‪HH‬ور‬
‫الورالو"‪ .‬كان هذا واضًح ا جدا للغاية‪ ،‬لذلك نظرت مرة أخرى إلى كوجالن‪.‬‬
‫ثم ق‪HH‬ال‪" ،‬لق‪HH‬د طفت الع‪HH‬الم اثن‪HH‬ا عش‪HH‬ر م‪HH‬رة"‪ ،‬أع‪HH‬رف أح‪HH‬د اإلس‪HH‬كيمو في أوبيرنافي‪HH‬ك يرس‪HH‬ل إلى‬
‫سينسيناتي لشراء ربطات عنقه‪ ،‬ورأيت راعي ماعز في أوروغواي فاز بجائزة في مسابقة لغ‪HH‬ز‬
‫اإلفطار في باتل كريك‪ .‬أدفع إيجازا الحدى الغرف في الق‪HH‬اهرة‪ ،‬مص‪HH‬ر‪ ،‬وأخ‪HH‬رى في يوكوهام‪HH‬ا‬
‫طوال العام لدي نعال في انتظاري في منزل شاي في شنغهاي‪ ،‬وال يجب على أن أخبرهم كي‪HH‬ف‬
‫يطهون بيضي في ريو دي جانيرو أو سياتل‪ .‬إنه عالم ص‪H‬غير للغاي‪H‬ة‪ ،‬م‪H‬ا فائ‪H‬دة التبجح بأن‪H‬ك من‬
‫الشمال أو الجنوب أو ال‪HH‬ديار القديم‪HH‬ة في ال‪HH‬وادي‪ ،‬أو ش‪HH‬ارع بوكلي‪HH‬د في كليفالن‪HH‬د‪ ،‬أو بيكس بي‪HH‬ك‬
‫فيرفاكس في والية فيرجينيا‪،‬‬
‫‪ ٩‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬
‫أو "هوليج‪HH‬انز فالتس" أو أي مك‪HH‬ان آخ‪HH‬ر ؟ س‪HH‬يكون الع‪HH‬الم أفض‪HH‬ل عن‪HH‬دما تتوق‪HH‬ف عن أن تك‪HH‬ون‬
‫أغبياء حول بلدة متهالكة أو عشرة فدان من األراضي العليلة فقط ألننا وبالصدفة ولدنا هناك"‪.‬‬
‫قلت بإعجاب‪ :‬تبدو لي أنك عالمي حقيقي"‪ ،‬لكن يبدو أيضا أنك ستستنكر الوطنية"‪.‬‬
‫عندها قال كوجالن بحم‪HH‬اس بقاي‪HH‬ا من عص‪HH‬ر الحج‪H‬ر"‪" ،‬نحن جميع‪HH‬ا إخ‪H‬وة ‪ -‬ص‪HH‬ينيون إنجل‪HH‬يز‪،‬‬
‫زولو باتاغونيون‪ ،‬وأهل منعطف نهر كاو‪ .‬تلك األفكار ستمسح في يوم من األيام وسيمسح معه‪HH‬ا‬
‫هذا الفخر البسيط بمدينتك أو واليتك أو منطقتك أو بلدك‪ ،‬وسنكون جميًعا مواطنين في هذا العالم‬
‫كما يجب أن تكون‪.‬‬
‫اصررت قائال‪ ،‬ولكن أثناء تجوالك في األراض‪HH‬ي األجنبي‪HH‬ة"‪" ،‬ه‪HH‬ل ال تمي‪HH‬ل أفك‪HH‬ارك أحيان‪HH‬ا إلى‬
‫مكان ما – مكان عزيز على قلبك"‪ .‬ليس هناك مكان‪ ،‬قاطعني إي‪ .‬ر‪ .‬كوجالن بس‪HH‬خرية "الكتل‪HH‬ة‬
‫الكروي‪HH‬ة الكوكبي‪HH‬ة األرض‪HH‬ية‪ ،‬المس‪HH‬طحة قليال عن‪HH‬د القط‪HH‬بين‪ ،‬وال‪HH‬تي تع‪HH‬رف باس‪HH‬م األرض‪ ،‬هي‬
‫منزلي‪ .‬لقد قابلت العديد من المواطنين الملتزمين بكائنات هذا البلد في الخارج‪ .‬رأيت رج‪HH‬اال من‬
‫شيكاغو يجلسون في قارب صغير في البندقية في ليلة مضيئة ب‪HH‬القمر ويفتخ‪H‬رون بقن‪HH‬اة الص‪HH‬رف‬
‫الخاصة بهم رأيت شخصا من الجنوب عندما قدموه إلى ملك إنجلترا‪ ،‬يقول للمل‪HH‬ك من دون أدنى‬
‫تردد بأن جدة جدته من جهة والدته كانت متزوجة من عائلة بيرك‪HH‬نز في تشارلس‪HH‬تون‪ .‬كنت اعلم‬
‫أن أحدا من نيويورك تم اختطافه لفدية من قبل بلطجية افغانستان أرسل أهل‪H‬ه األم‪H‬وال وع‪H‬اد إلى‬
‫كابول مع الوكيل‪.‬‬
‫افغانستان؟ قال له أحد الموجودين من خالل م‪HH‬ترجم‪ .‬حس‪HH‬نا‪ ،‬ليس‪HH‬ت مكان‪HH‬ا بعي‪HH‬دا‪ ،‬اليس ك‪HH‬ذلك؟"‬
‫يق‪HH‬ول ه‪HH‬و وعلي‪HH‬ة مالمح االزدراء‪ ،‬أوه‪ ،‬ال أع‪HH‬رف‪ ،‬ومن ثم يش‪HH‬رع في أن يخ‪HH‬برهم عن س‪HH‬ائق‬
‫تاكسي في بلدة الجادة السادس‪HH‬ة وب‪HH‬رودواي‪ .‬وأك‪HH‬د ق‪HH‬ائال "تل‪HH‬ك األفك‪HH‬ار ال تناس‪HH‬بني أن‪HH‬ا ال أرتب‪HH‬ط‬
‫بش‪HH‬يء ال يتج‪HH‬اوز قط‪HH‬ره ‪ ۸۰۰۰‬ميال‪ .‬فق‪HH‬ط ض‪HH‬عني ك‪HH‬اي راش‪HH‬مور ك‪HH‬وجالن‪ ،‬م‪HH‬واطن للك‪HH‬رة‬
‫األرضية‪ " .‬وبعدها ودعني الرجل العالمي بحفاوة ورحل ألنه اعتقد أنه رأى شخصا كان يعرفه‬
‫في خضم الضجيج والدخان‪ .‬وبعد ذلك‪ ،‬تركت وحيدا مع الشخص الذي يتظاهر بأنه نجم البحر‪،‬‬
‫الذي تم تقليصه إلى وورتس‪HH‬بورجر ب‪HH‬دون مق‪HH‬درتي على التعب‪HH‬ير عن تطلعات‪HH‬ه للجل‪HH‬وس منغمس‪HH‬ا‬
‫باألفكار على قمة واد ‪ .‬جلست أفكر في المواطن العالمي الواضح وكيف أفلت مني‪.‬‬
‫لكنهم فعال يتشبثون بحواف مدنهم كالطفل بثوب أمه "‪ .‬لكن ليس هكذا كان الوض‪HH‬ع بالنس‪HH‬بة الي‬
‫رشمور کوجالن مع العالم كله أمامه ‪ -‬وفي لحظتها تم تشتيت ت‪H‬أمالتي بفوض‪H‬ى هائل‪H‬ة وص‪H‬راع‬
‫نش‪HH‬ب في ج‪HH‬زء آخ‪HH‬ر من المقهى رأيت ف‪HH‬وق رؤوس الزب‪HH‬ائن الجالس‪HH‬ين إي‪ .‬رش‪HH‬مور ك‪HH‬وجالن‬
‫وشخص آخر ال أعرفه يش‪H‬اركان في معرك‪H‬ة هائل‪H‬ة ق‪H‬ائال بين الط‪H‬اوالت كالجب‪H‬ابرة‪ ،‬وانكس‪H‬رت‬
‫األكواب‪ ،‬وأمسك الرجال بقبع‪HH‬اتهم وبع‪HH‬دها س‪H‬قطوا‪ ،‬ثم ص‪HH‬احت س‪H‬يدة بش‪H‬عر ب‪HH‬ني وب‪HH‬دأت س‪H‬يدة‬
‫أخرى بالغناء‪.‬‬
‫‪ ١٠‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬
‫أما مواطني العالمي الخاص بي كان يحافظ على فخر األرض وسمعته‪ ،‬اقترب الجرسون منهم‪HH‬ا‬
‫وأحاطوا بهما على شكل المثلث الطائر" وأخذوهما إلى الخارج وهما ال يزاالن يقاومان تح‪HH‬دثت‬
‫مع شخص اسمه مكارثي‪ ،‬جرسون فرنسي‪ ،‬وسألته عن سبب الصراع قال غضبت لتلك األمور‬
‫التي قيلت من قبل الرجل اآلخر حول األرصفة الردينة وإمدادات المياه في المكان الذي ولد به"‪.‬‬
‫قلت " لماذا؟" "هذا الرجل مواطن ع‪HH‬المي" اس‪HH‬تمر مك‪HH‬ارثي ق‪HH‬ائال‪" ،‬ولم يكن سيتس‪HH‬امح م‪HH‬ع أي‬
‫انتقاص من المكان"‪ .‬هو من ماتا وامكيج‪ ،‬ماين منذ البداية " ‪.‬‬

‫‪ ١١‬قصه من ‪ ١٠٠‬قصه مختاره من تأليف آو هنرى‬


‫القصه الثالثه‬
‫بين الجوالت‬

‫كانت قمر شهر مايو يشرق بشكل مشرق على منزل اإليواء الخ‪HH‬اص بالس‪HH‬يدة م‪HH‬يرفي ب‪HH‬الرجوع‬
‫إلى التقويم سيتم اكتشاف مساحة كبيرة من األراضي التي سقطت عليها أيضا أشعة ذل‪HH‬ك القم‪HH‬ر‪.‬‬
‫كان الربيع في عهده ودفئ صيفها قد اقترب كانت الحدائق بأوراقها الجديدة خضراء وكان هناك‬
‫باع‪HH‬ة ومش‪HH‬ترين للتج‪HH‬ارة الغربي‪HH‬ة والجنوبي‪HH‬ة ك‪HH‬انت الزه‪HH‬ور تف‪HH‬وح باكتظ‪HH‬اظ وكالء المنتجع‪HH‬ات‬
‫الصيفية الهواء على لوسون أصبح أكثر نعومة موسيقى األورق‪HH‬ان اليدوي‪HH‬ة م‪HH‬ع اطالل‪HH‬ة النواف‪HH‬ير‬
‫ولعبة البينوكل تلعب في كل مكان ‪ .‬نوافذ بيت اإلي‪HH‬واء الخ‪HH‬اص بالس‪HH‬يدة م‪HH‬يرفي ك‪HH‬انت مفتوح‪HH‬ة‪.‬‬
‫ومجموعة من المس‪H‬تأجرين جالس‪H‬ين على الس‪H‬طح الع‪HH‬الي على مف‪HH‬ارش دائري‪HH‬ة ومس‪H‬طحة تش‪H‬به‬
‫فطيرة البانكيك األلمانية‪.‬‬
‫في إحدى النوافذ في الطابق الثاني‪ ،‬انتظرت السيدة ماكاسكي زوجه‪HH‬ا‪ .‬وك‪HH‬ان العش‪HH‬اء ي‪HH‬برد على‬
‫الطاول‪HH‬ة حرارت‪HH‬ه ق‪HH‬د ذهبت إلى قلب الس‪HH‬يدة ماكاس‪HH‬كي‪ .‬وفي تم‪HH‬ام الس‪HH‬اعة التاس‪HH‬عة‪ ،‬ج‪HH‬اء الس‪HH‬يد‬
‫ماكاسكي حمل معطفه على ذراعه والتبغ في أس‪HH‬نانه‪ ،‬واعت‪HH‬ذر للمس‪HH‬تأجرين ال‪HH‬ذين ك‪HH‬انوا ال‪HH‬درج‬
‫بينما اختار بينهم بعض األماكن على الحجر ليضع قدميه‪.‬‬
‫عندما فتح باب غرفته‪ ،‬وبدًال من غطاء الطب‪H‬اخ المعت‪H‬اد أو مطرق‪H‬ة البطاط‪H‬ا ال‪H‬تي يجب تفاديه‪H‬ا‪،‬‬
‫تلقى مفاجاة‪ .‬جاءت الكلمات فقط قد اعتبر السيد ما كاسكي أن قم‪HH‬ر م‪HH‬ايو اللطي‪HH‬ف ق‪HH‬د لين ص‪HH‬در‬
‫زوجته‪.‬‬
‫سمعتك"‪ ،‬جاءت البدائل الشفهية ألدوات المطبخ‪ .‬يمكن‪HH‬ك االعت‪HH‬ذار الش‪HH‬وارع العام‪HH‬ة عن وض‪HH‬ع‬
‫قدميك على أذيال فساتينهم‪ ،‬هذا االنتظ‪HH‬ار يس‪HH‬ري على عن‪HH‬ق زوجت‪HH‬ك ال‪HH‬ذي أص‪HH‬بح بط‪HH‬ول حب‪HH‬ل‬
‫المالبس من دون حتى قبلة اعتذار‪ ،‬من طول االنتظار عند النافذة من أجلك برد الطعام وانا التي‬
‫اشتريت لك الشراب من نفودي التي اجنيها في جاال غير في كل مساء من يوم السبت‪ ،‬وحتى أن‬
‫رجل الغاز اتى هنا مرتين اليوم للقانك ولم يجدك"‪.‬‬
‫ايتها االمرأة!" قال السيد ماكاسكي بغضب‪ ،‬ورمى معطفه وقبعت‪HH‬ه على الكرس‪HH‬ي‪ ،‬وأكم‪HH‬ل ق‪HH‬ائال‬
‫"صوتك يشكل إهانة لشهيئي‪ .‬عندما تنتقد اللباقة‪ ،‬فإنك تأخذي اللباق‪H‬ة بين لبن‪H‬ات المجتم‪H‬ع ليس‪H‬ت‬
‫أكثر من مضايقتي عندما تطلبين مني اعتراض السيدات الل‪HH‬واتي يعيقن الطري‪HH‬ق‪ .‬ه‪HH‬ل س‪HH‬تتوقفين‬
‫عن اخراج وجه الخنزير من النافذة المراقبتي وتهتمين بالطعام؟ وقفت السيدة ما كاسكي بثق‪HH‬ل‬
‫وذهبت إلى موقد الطعام‪ .‬كان هناك شيء في تصرفها أخ‪HH‬اف الس‪HH‬يد م‪HH‬ا كاس‪HH‬كي‪ .‬بال‪HH‬ذات عن‪HH‬دما‬
‫تنخفض زواي‪HH‬ا فمه‪HH‬ا فج‪H‬أة مث‪HH‬ل جه‪HH‬از الض‪HH‬غط الج‪H‬وي‪ ،‬ذل‪HH‬ك يع‪HH‬ني ع‪HH‬ادة س‪H‬قوط أواني المطبخ‬
‫وأدوات الطهى‪.‬‬

‫‪ ١٢‬قصه قصيرة مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬


‫وجه الخنزير ؟ قالت السيدة ماكاسكي‪ ،‬ورمت قدرا كامًال من اللحم المق‪H‬دد والتفت نح‪H‬و زوجه‪H‬ا‪.‬‬
‫لم يكن السيد ماكاسكي مبتدئا في ردة الفع‪HH‬ل‪ .‬ك‪HH‬ان يع‪HH‬رف م‪HH‬ا يجب أن يفعل‪HH‬ه بع‪HH‬د رميه‪HH‬ا للطب‪HH‬ق‬
‫الرئيسي‪ .‬كان لحم سيرلوين مش‪H‬وي على الطاول‪H‬ة‪ ،‬م‪H‬زين بأش‪H‬كال نب‪H‬ات النق‪H‬ل رد الس‪H‬يد هج‪H‬وم‬
‫سيدته بواسطة الخبز الذي كان في طبق فخاري‪ ،‬واصطدمت قطعة من جبن سويس‪H‬رية ال‪H‬تي ق‪H‬د‬
‫كانت قد رميت بدقة من قبل زوجته أسفل احدى عينيه‪ .‬عندما ردت هي األخرى بقدر من القهوة‬
‫الساخنة والس‪H‬وداء والنص‪H‬ف عط‪H‬رة‪ ،‬ك‪H‬ان ينبغي‪ ،‬وفق‪H‬ا للمعت‪H‬اد‪ ،‬أن ينتهي ال‪H‬نزال لم يكن الس‪H‬يد‬
‫ماكاسكي طاولة طعام بقيمة ‪ ٥٠‬سننا حتى يرمى بالقهوة‪ .‬وم‪HH‬ع ذل‪HH‬ك تعت‪HH‬بر القه‪HH‬وة اعالن نهاي‪HH‬ة‬
‫النزال حسب معتقدات البوهيميين‪ .‬دعها ترتكب هذا الخطأ‪ .‬كان هو بالمقابل أكثر ذكاء‪ .‬ولكن لم‬
‫يكن استخدام وعاء األصابع خارج نطاق تجربته‪ .‬لم يجرب هذا النزال في قص‪HH‬ر م‪HH‬يرفي‪ ،‬ولكن‬
‫المكافاة العادلة كانت في متن‪HH‬اول ي‪HH‬ده بانتص‪HH‬ار‪ ،‬ارس‪HH‬ل وع‪HH‬اء الغس‪HH‬يل من الج‪HH‬رانيت على رأس‬
‫خص‪HH‬مه (زوجت‪HH‬ه)‪ .‬الس‪HH‬يدة ماكاس‪HH‬كي تجنبت وع‪HH‬اء الغس‪HH‬يل في ال‪HH‬وقت المناس‪HH‬ب‪ .‬وص‪HH‬لت إلى‬
‫المكواة‪ ،‬على أمل أن تضع حدا للمعركة أشبه ما تمثل حسن التصرف عن‪HH‬د وض‪HH‬ع الطع‪HH‬ام‪ .‬وفي‬
‫خضم المعركة‪ ،‬اذ بصرخة عالية وصياح أسفل الدرج جعلت كل منهما يتوقف والسيد ماكاسكي‬
‫ممتنا لذلك الصراخ الذي أوقف النزال‪.‬‬
‫على الرصيف في زاوية المنزل كان الشرطي كليري موجها أذله مس‪HH‬تمًعا إلى ص‪HH‬وت اص‪HH‬طدام‬
‫أدوات المنزل‪.‬‬
‫السيد ماكاسكي وزوجته مرة أخرى‪ ،‬فك‪HH‬ر الش‪HH‬رطي‪ .‬أتس‪HH‬اءل ه‪HH‬ل يجب أن أص‪HH‬عد وأوق‪HH‬ف ه‪HH‬ذه‬
‫الفوضى لن افعل هم اناس متزوجون ربم‪HH‬ا ل‪HH‬ديهم قلي‪HH‬ل من المتع‪HH‬ة في ذل‪HH‬ك‪ .‬لن تس‪HH‬تمر ط‪HH‬ويًال‪.‬‬
‫بالتأكيد‪ ،‬سيضطرون إلى اقتراض أكثر من أطباق للمحافظة على استمرارها‪".‬‬
‫وفي تلك اللحظة ت‪H‬أتي الص‪H‬رخة العالي‪H‬ة من الط‪H‬ابق الس‪H‬فلي‪ ،‬مش‪H‬يرة إلى الخ‪H‬وف أو الض‪H‬رورة‬
‫الماسة‪" .‬ربما يكون القط"‪ ،‬قال الشرطي كليري‪ ،‬وسار بسرعة في االتجاه اآلخر‪.‬‬
‫ارتعد الجالسون على الدرج من هول الصوت‪ .‬دخل السيد تومي محامي تأمين ب‪HH‬الفطرة ومحق‪HH‬ق‬
‫متمرس ليتفقد الصرخة‪ .‬عاد بالخير بأن طفل السيدة ميرفي‪ ،‬مايك‪ ،‬قد فقد‪ .‬ومن ثم تبعه الرسول‬
‫ال‪HH‬ذي ج‪HH‬اء ب‪HH‬الخبر‪ .‬خ‪HH‬رجت الس‪HH‬يدة م‪HH‬يرفي ‪ -‬وهي تع‪HH‬ول بمق‪HH‬دار م‪HH‬انتي جني‪HH‬ه من ال‪HH‬دموع‬
‫والهس‪HH‬تيريا‪ ،‬تتش‪HH‬بث ب‪HH‬الهواء وتص‪HH‬رخ في الس‪HH‬ماء لفق‪HH‬دان ثالثين جنيه‪HH‬ا من النمش والفوض‪HH‬ى‬
‫باتوس‪ ،‬حقا‪ ،‬ولكن السيد تومي جلس بجوار األنس‪HH‬ة ب‪HH‬يردي الص‪HH‬انعة للقبع‪HH‬ات‪ ،‬تش‪HH‬ابكت أي‪HH‬ديهم‬
‫بعطف‪ .‬وكان من الحاضرين أنستين من ال‪HH‬ولش الالتي كن يش‪H‬تكين ك‪HH‬ل ي‪HH‬وم من الضوض‪HH‬اء في‬
‫الرواق‪ ،‬سألنا على الفور إذا كان أحد قد نظر وراء الساعة‪ .‬وك‪HH‬ان أيض‪HH‬ا من الحاض‪HH‬رين الرائ‪HH‬د‬
‫جريج‪ ،‬الذي كان يجلس‬
‫‪ ١٣‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫بجوار زوجته البدينة على أعلى السلم‪ ،‬قام وخلع معطف‪HH‬ه وعلق‪HH‬ه ثم ص‪HH‬اح‪" :‬لم فق‪HH‬د الص‪HH‬غير ؟"‬
‫سأتجول في المدينة‪ .‬ال تسمح له زوجته بالخروج عادتا بعد الغروب‪ .‬ولكن اآلن ق‪HH‬الت‪" :‬اذهب‪،‬‬
‫لودوفيك" وقالت بصوت جه‪H‬وري ع‪H‬ال من يمكن‪H‬ه أن ينظ‪H‬ر إلى ح‪H‬زن تل‪H‬ك األم دون أن يه‪H‬رع‬
‫لمساعدتها لديه قلب من حجر"‪ .‬قال الرائد‪ :‬أعط‪HH‬ني ح‪HH‬والي ثالثين أو س‪HH‬تين س‪HH‬نتا‪ ،‬ح‪HH‬بي"‪" ،‬ق‪HH‬د‬
‫يتجول األطفال المفقودون بعيدا في بعض األحيان‪ .‬وقد احتاج إلى تذاكر القطار‪.‬‬
‫ومن بينهم أيضا‪ ،‬الرج‪H‬ل العج‪H‬وز دي‪H‬ني في القاع‪H‬ة الكب‪H‬يرة‪ ،‬الط‪H‬ابق الراب‪H‬ع الخلفي‪ ،‬ال‪H‬ذي ك‪H‬ان‬
‫يجلس على السلم األدنى‪ ،‬ح‪H‬اول ق‪H‬راءة جري‪H‬دة بج‪H‬وار مص‪H‬باح الش‪H‬ارع‪ ،‬وقلب ص‪H‬فحة لمتابع‪H‬ة‬
‫المقال حول إضراب النجارين‪ .‬وفي اثناء ذلك‪ ،‬صرخت السيدة ميرفي للقمر برجاء‪" :‬ايها‪ ،‬أرر‬
‫مايك‪ ،‬اين طفلي الصغير ؟‬
‫سألها العجوز ديني متى رأيته آخر مرة وعينه على تقرير رابطة مقاولي البناء‪.‬‬
‫"أه" ص‪HH‬احت الس‪HH‬يدة م‪HH‬يرفي‪ ،‬ك‪HH‬ان البارح‪HH‬ة‪ ،‬أو ربم‪HH‬ا قب‪HH‬ل أرب‪HH‬ع س‪HH‬اعات ال أعلم لكن‪HH‬ه ض‪HH‬اع‪،‬‬
‫صغيري مايك‪.‬‬
‫كان فقط يلعب على الرصيف صباح هذا اليوم ‪ -‬أم كان األربعاء؟ أن‪HH‬ا مش‪HH‬غولة بالعم‪HH‬ل وص‪HH‬عب‬
‫متابعة التواريخ‪.‬‬
‫ولكن لقد تفحصت المنزل من األعلى إلى السرداب‪ ،‬فوجدته قد ضاع أه‪ ،‬من أجل هللا أوجدوه "‬
‫صامتة قاسية هائلة‪ ،‬ما كانت المدينة الكبيرة دائما ضد معاديها‪ .‬يطلقون عليها قسوة مثل الحديد‪،‬‬
‫يقولون إن ال وجود للرحمة في صدرها‪ ،‬يقارنون شوارعها بالغابات الوحي‪HH‬دة وص‪HH‬حاري الحمم‬
‫البركانية‪ .‬ولكن تحت القشرة الصلبة للسلطعون يوجد طع‪H‬ام لذي‪H‬ذ ولذي‪H‬ذ‪ .‬ربم‪H‬ا ل‪H‬و ك‪H‬ان تش‪H‬بيهي‬
‫مختلف لكان أفضل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬الينبغي ألح‪HH‬د أن يأخ‪HH‬ذ اإلهان‪HH‬ة لن نس‪HH‬مي أح‪ًHH‬دا س‪HH‬لطعون ب‪HH‬دون‬
‫مخالب جيدة‪ .‬ال يوجد نكبة تالمس قلب اإلنسانية كضياع طفل صغير أقدامهم م‪HH‬ترددة وض‪HH‬عيفة‪.‬‬
‫الطرق صعبة عليهم وغريبة‪.‬‬
‫أسرع الرائد جريج إلى الزاوية الشارع إلى ان وصل الى جادة الطريق حيث مسكن بيلي‪ .‬وق‪HH‬ال‬
‫للخادم أعطني مشروب الجاودار"‪ ،‬وسأله هل رأيت طفل صغير ق‪HH‬در الوج‪HH‬ه وذو س‪HH‬ت س‪HH‬نوات‬
‫مفقود في مكان ماهنا؟"‬
‫امس‪HH‬ك الس‪HH‬يد ت‪HH‬ومي بي‪HH‬د األنس‪HH‬ة ب‪HH‬يردي على الس‪HH‬لم ق‪HH‬الت األنس‪HH‬ة ب‪HH‬يردي‪ ،‬فك‪HH‬ر في ه‪HH‬ذا الطف‪HH‬ل‬
‫العزيز"‪" ،‬صانع من جوار والدته ‪ -‬ربما سقط تحت الح‪H‬واف الحديدي‪H‬ة للخي‪H‬ول وهي ت‪H‬ركض ‪-‬‬
‫أه‪ ،‬اليس ذلك مريعا؟" "اليس ذلك صحيح ؟" اقر السيد ت‪HH‬ومي كالمه‪HH‬ا ض‪HH‬اغطا بل‪HH‬ط على ي‪HH‬دها‪.‬‬
‫قائال " سأبدا‬
‫‪ ١٤‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫وأساعد في البحث عنه" قالت األنسة بيردي‪ " ،‬ربما يجب عليك ذلك‪ .‬ولكن يا سيد ت‪HH‬ومي‪ ،‬أنت‬
‫جريء جدا ‪ -‬متهور ‪ -‬فكر في حماسك ربما يحدث حادث ما‪ ،‬ثم ماذا؟"‪.‬‬
‫قرأ العجوز ديني عن اتفاق التحكيم‪ ،‬وإصبعه على كل سطر يقرأه‪.‬‬
‫في الطابق الثاني من الناحية األمامية‪ ،‬خرج السيد والسيدة ماكاسكي إلى النافذة اللتقاط أنفاسهما‪.‬‬
‫كان السيد ما كاسكي يخرج اللغت من جيبه بإصبعه الملتوي‪ ،‬وكانت السيدة تمسح عينيه‪HH‬ا وعلى‬
‫يديها الكثير من الملح‪ .‬المضاف على لحم الخ‪HH‬نزير المش‪HH‬وي س‪HH‬معوا ص‪HH‬رخة أس‪HH‬فلهم واخرج‪HH‬وا‬
‫رؤوسهم من النافذة‪.‬‬
‫"ماي‪HH‬ك الص‪HH‬غير ض‪HH‬اع"‪ ،‬ق‪HH‬الت الس‪HH‬يدة م‪HH‬ا كاس‪HH‬كي بص‪HH‬وت همس المالك الجمي‪HH‬ل الص‪HH‬غير‬
‫والمشاغب" الصبي المسكين المفقود ؟ ق‪HH‬ال الس‪HH‬يد مكاس‪HH‬كي متكن‪HH‬ا على الناف‪HH‬ذة لم‪HH‬اذا اآلن‪ ،‬ه‪HH‬ذا‬
‫سيء بما فيه الكفاية‪ .‬األطفال‪ ،‬هم مختلفون لو كانت امرأة‪ ،‬لكنت مس‪HH‬تعًدا‪ ،‬ألنهن ي‪HH‬رحلن ويح‪HH‬ل‬
‫السالم خلف رحيلهن ‪ ..‬متجاهلة االنتق‪HH‬اد‪ ،‬قبض‪HH‬ت الس‪HH‬يدة مكاس‪HH‬كي على ذراع زوجه‪HH‬ا ‪ .‬ج‪HH‬ون‪،‬‬
‫قالت وهي متأثرة بمشاعر األمومة‪ ،‬صبي السيدة مورفي ضائع‪ .‬إنها مدين‪HH‬ة كب‪HH‬يرة ج‪HH‬دا لض‪HH‬ياع‬
‫األوالد الصغار كان عمره ست سنوات‪ .‬جون‪ ،‬سيكون بنفس عمر ص‪H‬بينا الص‪H‬غير إذا كن‪H‬ا ل‪H‬دينا‬
‫صبيا قبل ست سنوات لم يكن لدينا ص‪H‬بيا أب‪H‬دا‪ ،‬ق‪H‬ال الس‪H‬يد مكاس‪H‬كي‪ ،‬م‪H‬ترددا م‪H‬ع الحقيق‪H‬ة ق‪H‬الت‬
‫السيدة ولكن إذا كان لدينا طفال‪ ،‬يا جون‪ ،‬فك‪HH‬ر في م‪HH‬دى ح‪H‬زن قلوبن‪HH‬ا في ليل‪HH‬ة ض‪HH‬ياعه‪ ،‬ربم‪HH‬ا ال‬
‫يتسنى البننا الصغير اال اله‪HH‬رب والس‪HH‬رقة من المدين‪HH‬ة في أي مك‪HH‬ان أنت تتح‪HH‬دثين بحماق‪HH‬ة‪ ،‬ق‪HH‬ال‬
‫السيد مكاسكي‪ .‬لربم‪HH‬ا س‪HH‬أطلق علي‪HH‬ه اس‪HH‬م ب‪HH‬ات على اس‪HH‬م وال‪HH‬دي في ك‪HH‬انتريم " أنت تكتب ق‪HH‬الت‬
‫السيدة مكاسكي ب‪HH‬دون غض‪HH‬ب‪ .‬اس‪HH‬م أخي يس‪HH‬تحق ذل‪HH‬ك عش‪HH‬رين م‪HH‬رة أك‪HH‬ثر من عائل‪HH‬ة مكاس‪HH‬كي‬
‫الريفية‪ .‬وبعده سيكون اسم ب‪HH‬اي األنس‪H‬ب للص‪HH‬بي‪ .‬وض‪HH‬عت الس‪H‬يدة مكاس‪H‬كي ذراعه‪HH‬ا على حاف‪H‬ة‬
‫النافذة واخذت تنظر الى المارة ‪.‬‬
‫كانت حلوى على عجالة " قال زوجها‪ ،‬واسرعي في تجهيز اللغت والقهوة‪ ،‬هذا ما يمكن تسميته‬
‫غداء سريع صحيح‪ ،‬وال تكذبي " ‪ .‬طوقت السيدة مكاسكي ذراعها ح‪HH‬ول ذراع زوجه‪HH‬ا وأخ‪HH‬ذت‬
‫يده الخشنة بين يديها‪.‬‬
‫وقالت استمع إلى صراخ السيدة مورفي المسكينة‪ ،‬إنه أمر فظيع لفتى ص‪H‬غير أن يض‪H‬يع في ه‪H‬ذه‬
‫المدينة الكبيرة‪ .‬إذا كان لدينا صغيرا لنا‪ ،‬جون‪ ،‬لكنت مكسورة القلب س‪HH‬حب الس‪HH‬يد مكاس‪HH‬كي ي‪HH‬ده‬
‫مستغربا كالمه‪H‬ا‪ .‬ولكن س‪H‬رعان م‪H‬ا ان وض‪H‬ع ي‪H‬ده ح‪H‬ول كتفي زوجت‪H‬ه ثم ق‪H‬ال إن‪H‬ه س‪H‬خف م‪H‬ني‬
‫بالطبع‪ .‬الكنني سأكون منزعجا إذا تم اختطاف صبينا الصغير ‪ -‬بات أو أي‪HH‬ا يكن‪ .‬ولكن ال يوج‪HH‬د‬
‫لدينا أطفال في بعض األحيان كنت قاسيا مع‪HH‬ك‪ ،‬ج‪HH‬ودي انس‪HH‬ي ذل‪HH‬ك ‪ .‬نظ‪HH‬را مع‪HH‬ا من الناف‪HH‬ذة إلى‬
‫ال‪HH‬دراما ال‪HH‬تي تج‪HH‬ري في األس‪HH‬فل ‪ .‬جلس‪HH‬وا ك‪HH‬ذلك لف‪HH‬ترة طويل‪HH‬ة‪ .‬الن‪HH‬اس ان‪HH‬دفعوا الى الرص‪HH‬يف‪،‬‬
‫يتزاحمون يسألون‪،‬‬
‫‪ ١٥‬قصه قصيره مختاراه من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫يملؤون االجواء بالشائعات والتخمينات غير المنسقة عن مصير الصبي والسيدة مورفي تمش‪HH‬ي‬
‫ذهاًبا وإياًبا في وسطهم‪ ،‬كجبل يهبط منه شالل من الدموع المسموعة‪ .‬أص‪HH‬وات عالي‪HH‬ة وص‪HH‬حب‬
‫يأتي من امام المنزل " ما األمر اآلن‪ ،‬جودي ؟ س‪HH‬ال الس‪HH‬يد مكاس‪HH‬كي" ص‪HH‬وت الس‪HH‬يدة م‪HH‬ورفي"‬
‫قالت السيدة مكاسكي‪ ،‬وهي ما زالت تنصت للص‪H‬وت ‪ .‬تق‪H‬ول إنه‪H‬ا وج‪H‬دت الص‪H‬غير ماي‪H‬ك نائًم ا‬
‫خلف لغة اللينوليوم القديمة تحت السرير في غرفتها "‪ .‬ضحك السيد مكاسكي بصوت عال" هذا‬
‫صبيك"‪ ،‬صاح بسخرية‪ ،‬ال يمكن لصبينا فعل تلك الحيلة إذا ك‪HH‬ان الص‪HH‬بي ال‪HH‬ذي لم يكن ل‪HH‬دينا ق‪HH‬د‬
‫ضل وسرق‪ ،‬وانظر إليه يختبئ تحت السرير مثل جرو رث قامت السيدة مكاسكي بثقل‪ ،‬وذهبت‬
‫نحو خزانة األطباق‪ ،‬مع زوايا فمها مسحوبة ألسفل ‪ .‬عاد الش‪HH‬رطي كل‪HH‬يري الى زاوي‪HH‬ة الطري‪HH‬ق‬
‫بينما تفرق الحشد‪ .‬وبشكل مفاجئ‪ ،‬استرق السمع نحو ش‪HH‬قة مكاس‪HH‬كي حيث ب‪HH‬دت ص‪HH‬دمة الحدي‪HH‬د‬
‫والفخار وصوت أدوات المطبخ الملقاة قويا كم‪HH‬ا ك‪HH‬ان من قب‪HH‬ل‪ .‬أخ‪HH‬رج الش‪HH‬رطي كل‪HH‬يري س‪HH‬اعته‬
‫وصاح جون مكاسكي وزوجته كانوا يتق‪HH‬اتلون لم‪HH‬دة س‪HH‬اعة ورب‪HH‬ع‪ .‬يمكن له‪HH‬ذه للس‪HH‬يدة أن تعطي‪HH‬ه‬
‫وزن أربعين باوند قوة الذراعه ‪ .‬تجول الشرطي كليري حول زاوية الطريق مرة أخرى ‪ .‬طوى‬
‫العجوز ديني صحيفته و هرع نحو الدرج ذاهب‪HH‬ا بينم‪HH‬ا ك‪HH‬انت الس‪HH‬يدة م‪HH‬ورفي على وش‪HH‬ك إغالق‬
‫الباب لليلة‪.‬‬

‫القصه الرابعه‬
‫الغرفة المناورة‬
‫في البداية‪ ،‬س‪H‬تريك الس‪H‬يدة ب‪HH‬اركر غ‪HH‬رف الجل‪HH‬وس المزدوج‪H‬ة لن تتج‪H‬رأ على أن تقاطعه‪HH‬ا وهي‬
‫تصف مزايا تلك الغرفة وأيضا فضائل السيد الذي تميز بها لثماني سنوات بعد ذلك‪ ،‬ستتمكن من‬
‫أن تتلعثم اعترافا بأنك لست طبيب‪H‬ا أو ط‪H‬بيب أس‪H‬نان ك‪H‬انت الس‪H‬يدة ب‪H‬اركر تع‪H‬اني عن‪H‬د تقب‪H‬ل ه‪H‬ذا‬
‫االعتراف وتصفه بطريقة تجعل منك شخصا غير قادًر ا على إبداء نفس الش‪HH‬عور تج‪HH‬اه وال‪HH‬ديك‪،‬‬
‫الذين قصروا في تدريبك في إحدى المهن الموجودة في غرف السيدة باركر‪.‬‬
‫ثم صعدت درجة واحدة ونظرت من الطابق الثاني إلى ‪ 8‬دوالرات مقتنع‪H‬ة بأس‪H‬لوبها في الط‪H‬ابق‬
‫الثاني بأنها تستحق الـ ‪ ١٢‬دوالًر ا الذي كان الس‪HH‬يد توس‪HH‬نبري يدفع‪HH‬ه دائم‪HH‬ا عن‪HH‬دما يغ‪HH‬ادر ليت‪HH‬ولى‬
‫مزرعة البرتقال التابعة ألخيه في فلوري‪HH‬دا ب‪HH‬القرب من ب‪HH‬الم بيتش‪ ،‬حيث ك‪HH‬انت الس‪HH‬يدة ماكنت‪HH‬اير‬
‫تقضي دائما فصول الشتاء في غرفتها األمامية المزدوجة مع حمامها الخاص‪ ،‬يمكن‪HH‬ك أن تت‪HH‬ذمر‬
‫بأنك ترغب في شيء أرخص بعد أن ترى ذلك‪.‬‬
‫إذا نجوت من ازدراء السيدة باركر‪ ،‬تم ذهبت لتشاهد غرفة االستراحة الكبيرة للس‪HH‬يد س‪HH‬كيدر في‬
‫الطابق الثالث‪ .‬لم تكن غرفة الس‪H‬يد س‪H‬كيدر ش‪H‬اغرة كتب فيه‪H‬ا المس‪H‬رحيات ودخن فيه‪H‬ا الس‪H‬جائر‬
‫طوال‬
‫‪ ١٦‬قصه قصيرة مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫اليوم‪ .‬كل منتقي للغرف كان ملزما بزيارة تلك الغرفة لإلعج‪H‬اب بالمزهري‪HH‬ات‪ .‬بع‪HH‬د ك‪HH‬ل زي‪HH‬ارة‪،‬‬
‫كان السيد سكيدر‪ ،‬من خوفه من احتماليه طرده‪ ،‬يدفع شيًئا اضافيا على إيجاره‪.‬‬
‫ثم‪ ،‬بعد ذلك ‪ -‬إذا كنت ال تزال تقف على قدم واح‪HH‬دة وي‪HH‬دك الح‪HH‬ارة تتش‪HH‬بث بال‪HH‬دوالرات الرطب‪HH‬ة‬
‫الثالث في جيبك وتعلن بصوت خشن فقرك البشع‪ ،‬لن تكون السيدة باركر مرشدة ل‪HH‬ك بع‪HH‬د اآلن‪.‬‬
‫ستهز بصوتها العالي كلمة "كالرا"‪ ،‬ستدير ظهرها‪ ،‬وستنزل الدرج‪ .‬ثم س‪HH‬تقوم كالراء الخادم‪HH‬ة‬
‫ذات اللباس الملون‪ ،‬بمرافقتك عبر السلم المفروش الذي يوصلك للطابق الرابع‪ ،‬وبع‪HH‬دها س‪HH‬ترى‬
‫الغرفة السماوية‪ .‬كانت تحتل ‪ 7‬اقدام من أصل ‪ 8‬اقدام من مساحة األرضية في منتص‪HH‬ف القاع‪HH‬ة‬
‫على كل جانب منها كان هناك اما خزانة مظلمة أو غرفة تخزين‪.‬‬
‫كان فيها سرير حديدي‪ ،‬ومغسلة‪ ،‬وكرسي‪ .‬كانت الرف هو الخزانة‪ .‬ويبدو أن ج‪HH‬درانها األربع‪HH‬ة‬
‫الخالية بائسة مثل جوانب العملة النقدية‪ .‬يدك تتسلل إلى حنجرتك‪ ،‬تتنه‪HH‬د‪ ،‬تنظ‪HH‬ر إلى أعلى كان‪HH‬ك‬
‫أسفل بتر‪ .‬فمن خالل زجاج القبة السماوية الصغيرة سترى مربعا من األزرق الالنهائي‪.‬‬
‫دوالرين‪ ،‬يا سيدي‪ ،‬ستقول كالرا بأسلوبها الساخر نصفه استهزائي ونص‪HH‬فه تع‪HH‬الي‪ .‬في ي‪HH‬وم م‪HH‬ا‬
‫جاءت األنسة ليسون تبحث عن غرفة كانت تحمل آلة الكتابة ليتم اخذها من قبل امرأة أك‪HH‬بر من‪HH‬ا‬
‫بكثير‪ .‬كانت األنسة ليسون فتاة ص‪H‬غيرة ج‪H‬دًا‪ ،‬بعي‪H‬ون وش‪H‬عر يس‪H‬تمران في النم‪H‬و‪ ،‬وك‪H‬انوا دائم‪H‬ا‬
‫يبدون وكأنهم يقولون‪" :‬يا هللا لماذا لم تبق معنا؟" ارته‪HH‬ا الس‪HH‬يدة ب‪HH‬اركر الص‪HH‬الونين الم‪HH‬زدوجين‪.‬‬
‫وقالت في هذا الخزانة"‪ ،‬يمكن للشخص االحتفاظ بجلدة أو بخارأو فحم"‬
‫ولكنني لست طبيبة طبيب ع‪HH‬ام أو طبيب‪HH‬ة أس‪HH‬نان‪ ،‬ق‪HH‬الت األنس‪HH‬ة ليس‪HH‬ون برجف‪HH‬ة‪ .‬أعطته‪HH‬ا الس‪HH‬يدة‬
‫ب‪H‬اركر النظ‪H‬رة الش‪H‬كاكة الممتلئ‪H‬ة بالش‪H‬فقة والس‪H‬خرية ال‪H‬ذي تمت‪H‬از ب‪H‬ه ألولئ‪H‬ك ال‪H‬ذين لم يس‪H‬توفوا‬
‫الشروط كأطباء أو أطباء أسنان‪ ،‬وقادتها إلى الطابق الثاني الخلفي‪.‬‬
‫"ثمانية دوالر ؟ قالت اآلنسة ليسون يا اللهي كم انا مسكينة إنني لس‪HH‬ت "هي‪HH‬ئي" الغني‪HH‬ة‪ .‬أن‪HH‬ا فق‪HH‬ط‬
‫فتاة عاملة فقيرة‪ .‬أرني شيئا أدنى‪.‬‬
‫قفز السيد سكيدر ورش األرض بمخلفات السجائر عندما طرقوا بابه‪.‬‬
‫عذراء ما قاله السيد سكيدر‪ ،‬قالت السيدة باركر ‪ ،‬بابتسامتها الشيطانية على مظهره الش‪HH‬احب‪ .‬لم‬
‫أكن أعلم أنك هنا‪ .‬طلبت من السيدة أن تلقي نظرة على مزهرياتك‪..‬‬
‫إنها جميلة للغاية‪ ،‬قالت األنسة ليسون‪ ،‬وهي تبتسم بالطريقة نفسها التي يفعل فيها المالئك‪HH‬ة‪ .‬بع‪HH‬د‬
‫أن رحلوا‪ ،‬أصبح السيد سكيدر مشغوال جدا في محو البطلة الطويلة الشعر األسود من مس‪HH‬رحيته‬
‫األخيرة التي لم يتم إنتاجها وإدراج واحدة صغيرة مذنبة بشعر تقبل ومالمح حيوية‪.‬‬
‫‪ ١٧‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫قال السيد س‪H‬كيدر لنفس‪H‬ه‪ ،‬ستتس‪H‬ابق عليه‪H‬ا " أن‪H‬ا هيل‪H‬د "‪ " ،‬ووض‪H‬ع قدمي‪H‬ه مح‪H‬اذاة المزهري‪H‬ات‬
‫واختفى في سحابة من الدخان كما لو كان مخلوقا هوائيا‪ .‬في وقت الحق‪ ،‬دقت "كالرا" الج‪HH‬رس‬
‫متوجهة الى محفظ‪HH‬ة األنس‪H‬ة ليس‪H‬ون اقتحمته‪HH‬ا ك‪HH‬الغيالن الس‪H‬ود‪ ،‬ص‪HH‬عدت به‪HH‬ا إلى درج س‪H‬تيغيا‪،‬‬
‫ودفعتها في قبو ال يتس‪H‬م اال بش‪H‬عاع خفي من الض‪H‬وء في قمت‪H‬ه وم‪H‬ررت تل‪H‬ك الكلم‪H‬ات التهديدي‪H‬ة‬
‫والنرجس‪HH‬ية "دوالرين" "س‪HH‬ااخذها " أنهكت األنس‪HH‬ة ليس‪HH‬ون‪ ،‬مس‪HH‬تلقية على الس‪HH‬رير الحدي‪HH‬دي‬
‫المتأرجح‪ .‬كانت األنسة ليسون تذهب للعمل كل يوم‪ .‬وفي الليل‪ ،‬تحضر أوراقا به‪H‬ا كتاب‪H‬ة وتق‪H‬وم‬
‫بنسخها باستخدام التها الكاتبة في بعض األحي‪HH‬ان ال تق‪HH‬وم ب‪HH‬ذلك‪ ،‬وفي ه‪HH‬ذه الحال‪HH‬ة ك‪HH‬انت تمض‪HH‬ي‬
‫وقتها جالسنا على درج الشرفة العالية‬
‫مع باقي المس‪HH‬تأجرين‪ .‬لم تكن األنس‪HH‬ة ليس‪HH‬ون مخلوق‪HH‬ة للغرف‪HH‬ة المن‪HH‬اوره عن‪HH‬دما تم رس‪HH‬م الخط‪HH‬ط‬
‫لبنائها‪ .‬كان قلبها مبتهجا وملينا باألفكار العابرة والعفوية في احدى المرات‪ ،‬وافقت للسيد سكيدر‬
‫أن يقرأ له‪H‬ا ثالث فص‪H‬ول من مس‪H‬رحياته الكوميدي‪H‬ة (غ‪H‬ير المنش‪H‬ورة)‪ ،‬المس‪H‬ماة ب ليس‪H‬ت لعب‪H‬ة‬
‫صغيرة أو وريثة المترو‪ .‬كانت هناك فرحة بين السادة المستأجرين عندما تجلس لالنس‪HH‬ة ليس‪HH‬ون‬
‫على الدرج لمدة س‪HH‬اعة أو س‪HH‬اعتين‪ .‬ولكن األنس‪HH‬ة لونغ‪HH‬نيكر‪ ،‬الش‪HH‬قراء الطويل‪HH‬ة ال‪HH‬تي ت‪HH‬درس في‬
‫مدرسة عامة وتقول "حسنا‪ ،‬حقا" لكل شيء يقال وهي تجلس على أعلى الدرج‪ .‬واألنسة دورن‪،‬‬
‫التي تعمل في متجر‪ ،‬كانت تطلق النار على البط كل يوم أح‪H‬د جلس‪H‬ت على ال‪H‬درج الس‪H‬فلي‪ .‬وفي‬
‫اللحظة التي تجلس األنسة ليسون على الدرج األوسط‪ ،‬سرعان ما يجتمع الرجال حولها‪.‬‬
‫خاصة السيد سكيدر‪ ،‬الذي صورها في عقله لدور البطولة في درام‪HH‬ا حقيقي‪HH‬ة ورومانس‪HH‬ية (غ‪HH‬ير‬
‫معلنة)‪.‬‬
‫وأيضا السيد هوفر‪ ،‬البالغ من العمر خمسة وأربعين عاما‪ ،‬السمين والمتورد الوجه‪ ،‬والغبي‪ .‬وال‬
‫أنسى السيد إيفانز الشاب الذي يصدر سعال مزيف إلقناعها بأن تطلب منه التوقف عن الت‪HH‬دخين‪.‬‬
‫ص‪HH‬وت الرج‪HH‬ال عليه‪HH‬ا كونه‪HH‬ا األك‪HH‬ثر فكاه‪HH‬ة ومرًح ا على اإلطالق"‪ ،‬ولكن ك‪HH‬ان االس‪HH‬تياء من‬
‫االخريات على الدرج العلوي والدرج السفلي ال يتسم بالصفح‪.‬‬
‫● ●‬ ‫●‬ ‫●‬
‫كانت الدراما ال تتوقف بينما يتقدم الممثل إلى حافة المس‪HH‬رح ويس‪HH‬قط دمع‪HH‬ة جنائزي‪HH‬ة على س‪HH‬منة‬
‫السيد هوفر‪ .‬صبوا تركيزهم على الدهن المسبب المأساة السمنة‪ ،‬نقمة السمين‪ ،‬كارثة السمنة‪ .‬ل‪HH‬و‬
‫تم اختباره‪ ،‬ربما كان السيد فالس‪H‬تاف ق‪H‬د ق‪H‬دم المزي‪H‬د من الرومانس‪H‬ية للرج‪H‬ل الس‪H‬مين مم‪H‬ا قدم‪H‬ه‬
‫روميو الهزيل الذي يزن أونصة‪ .‬يمكن للعاشق أن يتنه‪HH‬د‪ ،‬ولكن‪HH‬ه ال يجب أن يت‪HH‬أفف‪ .‬يتم إرج‪HH‬اع‬
‫الرجال السمينين إلى قافلة "مومس"‪ .‬عبدا ينبض القلب المخلص فوق ح‪HH‬زام بقي‪HH‬اس ‪ ٥٢‬بوص‪HH‬ة‬
‫ارحل هوفر‪ ،‬الب‪HH‬الغ من العم‪HH‬ر ‪ ٤٥‬عام‪HH‬ا‪ ،‬مت‪HH‬ورد الوج‪HH‬ه‪ ،‬وغ‪HH‬بي‪ ،‬ق‪HH‬د يس‪HH‬تطيع أن يحم‪HH‬ل هيلين‬
‫بنفسها‪ .‬هوفر‪،‬‬
‫‪ ١٨‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫البالغ من العمر ‪ ٤٥‬عاًم ا‪ ،‬متورد الوجه‪ ،‬غبي‪ ،‬وسمين‪ ،‬ه‪HH‬و طع‪HH‬ام أله‪HH‬ل الجحيم‪ .‬لم يكن هن‪HH‬اك‬
‫فرصة ابدا بالنسبة لك‪ ،‬هوفر‪.‬‬
‫وفيم‪HH‬ا ك‪HH‬انت النس‪HH‬اء المس‪HH‬تأجرات في غرف‪HH‬ة الس‪HH‬يدة ب‪HH‬اركر جالس‪HH‬ات هك‪HH‬ذا في إح‪HH‬دى مس‪HH‬اءات‬
‫الصيف‪ ،‬رفعت االنسة ليسون رأسها إلى السماء وصاحت بضحكتها الصغيرة والمرحة ‪ :‬لماذا‪،‬‬
‫ها هو بيلي جاكسون يمكن‪HH‬ني رؤيت‪HH‬ه من هن‪HH‬ا أيض‪HH‬ا " نظ‪HH‬ر الجمي‪HH‬ع ألعلى ‪ -‬بعض‪HH‬هم إلى نواف‪HH‬ذ‬
‫ناطح‪HH‬ات الس‪HH‬حاب‪ ،‬والبعض يتأم‪HH‬ل في اله‪HH‬واء بحث‪HH‬ا عن ط‪HH‬ائرة هوائي‪HH‬ة‪ ،‬م‪HH‬وجهين بأفك‪HH‬ار هم‬
‫بواسطة جاكسون‪ .‬شرحت األنسة ليسون‪ ،‬هو تلك النجمة‪ ،‬مش‪H‬يرة بإص‪H‬بعها الص‪H‬غير ليس النجم‬
‫الكبير الالمع ‪ -‬بل النجم األزرق الثابت القريب منه يمكنني رؤيته كل ليلة من خالل فتحة س‪HH‬قفي‬
‫أطلقت عليه اسم بيلي جاكسون حسنا‪ ،‬حقا! قالت األنسة لونجنيكر‪ .‬لم أكن أعلم أنك عالم‪HH‬ة فل‪HH‬ك‪،‬‬
‫األنس‪HH‬ة ليس‪HH‬ون ‪ ،‬أوه‪ ،‬نعم ‪ ،‬ق‪HH‬الت المراقب‪HH‬ة الص‪HH‬غيرة للنج‪HH‬وم‪ ،‬أع‪HH‬رف مثلهم ق‪HH‬درا كب‪HH‬يرا من‬
‫المعلومات حول نمط األكمام التي سيتم ارتداؤها الخريف المقبل في آذار " حسنا‪ ،‬حقا قال السيد‬
‫إيفانز المفعم بالشباب‪ .‬اعتقد أن بيلي جاكسون ه‪HH‬و اس‪HH‬م أفض‪HH‬ل بكث‪HH‬ير له‪HH‬ا نفس هن‪HH‬ا‪ ،‬ق‪HH‬ال الس‪HH‬يد‬
‫هوفر‪ ،‬متنفسا بصوت عالي‪ ،‬مدافعا عن نفسه ضد األنسة لونجنيكر‪ .‬اعتقد أن لالنسة ليسون حقا‬
‫ال تقل عن أي من الفلكيين القدامي في تسمية النجوم‪.‬‬
‫حسنا‪ ،‬حقا! قالت األنسة لونجنيكر أتساءل ما إذا ك‪HH‬انت نيزك‪HH‬ا علقت األنس‪HH‬ة دورن‪ .‬أن‪HH‬ا ض‪HH‬ربت‬
‫تسعة من البط وأرتبا من أصل عشرة أرانب كانوا في المعرض في منطقة "كوني" ي‪HH‬وم األح‪HH‬د‪.‬‬
‫أضافة األنسة ليسون إنه ال يظهر بشكل جيد جدا من هن‪HH‬ا يجب أن ت‪HH‬راه من غرف‪H‬تي‪ .‬تعلمين أن‪HH‬ه‬
‫يمكنك رؤية النجوم حتى في النهار من قاع الب‪HH‬ئر‪ .‬وفي اللي‪HH‬ل‪ ،‬تك‪HH‬ون غرف‪HH‬تي مث‪HH‬ل م‪HH‬دخل منجم‬
‫فحم‪ ،‬وتجعل بيلي جاكسون يبدو وكأنه الدبوس الماسي الكبير الذي تس‪HH‬تخدمه لتث‪HH‬بيت قميص‪HH‬ها ‪.‬‬
‫وفي وقت الح‪HH‬ق عن‪HH‬دما أحض‪HH‬رت األنس‪HH‬ة ليس‪HH‬ون أوراق‪HH‬ا هش‪HH‬ة لتس‪HH‬تخدمها‪ .‬وعن‪HH‬دما ذهبت في‬
‫الصباح‪ ،‬بدًال من العمل‪ ،‬تنقلت األنسة ليسون من مكتب إلى مكتب وذب‪HH‬ل قلبه‪HH‬ا انص‪HH‬هارا بس‪HH‬بب‬
‫الكم الهائل من الرفض البارد الذي يتم نقله من خالل الفتيان الوقحين‪ .‬اس‪HH‬تمر ذل‪HH‬ك ح‪HH‬دث مس‪HH‬اء‬
‫عندما صعدت األنسة ليسون بتعب على سلم السيدة باركر في الساعة ال‪HH‬تي تع‪HH‬ود فيه‪HH‬ا دائم‪HH‬ا من‬
‫عشاءها في المطعم ولكنها لم تكن ق‪H‬د تن‪H‬اولت العش‪H‬اء بع‪H‬د‪ .‬وعن‪H‬دما دخلت القاع‪H‬ة‪ ،‬قابله‪H‬ا الس‪H‬يد‬
‫هوفر واستغل فرصته‪ .‬فسألها أن تتزوجه‪ ،‬وسمنته تت‪HH‬دفق نحوه‪HH‬ا كاالنهي‪HH‬ار الثلجي‪ .‬تجنبت‪HH‬ه هي‬
‫بدورها‪ ،‬واستمسكت بالدرابزين حاول الوصول الى يدها‪ ،‬ح‪H‬تى انه‪H‬ا رفعته‪H‬ا وض‪H‬ربته بض‪H‬عف‬
‫على وجهه خطوة بخطوة صعدت‪ ،‬جرت نفسها بواسطة ال‪HH‬درابزين ‪ .‬م‪HH‬رت بج‪HH‬وار ب‪HH‬اب الس‪HH‬يد‬
‫سكيدر حيث كان يقوم بتلوين المسرح بالحبر األحمر للبطلة "ميرتل ديلورم" (شخص‪HH‬ية األنس‪HH‬ة‬
‫(ليس‪HH‬ون في كوميديت‪HH‬ه الغ‪HH‬ير منش‪HH‬ورة‪ ،‬لـ ت‪HH‬دور ع‪HH‬بر المس‪HH‬رح من اليس‪HH‬ار إلى ج‪HH‬انب الك‪HH‬ونت‪.‬‬
‫صعدت أخيًر ا عبر السلم المفروش‬
‫‪ ١٩‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫وفتحت باب الغرفة السماوية كانت ضعيفة للغاية لتشغيل اللمبة أو لتب‪HH‬دل مالبس‪HH‬ها س‪HH‬قطت على‬
‫السرير الحديدي جسمها الهزيل يكاد ان يكون قد حفر من النوابض المتأكلة‪ .‬وفي تلك الظلمة في‬
‫الغرف‪HH‬ة‪ ،‬رفعت ببطء جفنيه‪HH‬ا الثقيلين‪ ،‬وابتس‪HH‬مت ألن بيلي جاكس‪HH‬ون ك‪HH‬ان يض‪HH‬يء عليه‪HH‬ا‪ ،‬هادئ‪HH‬ا‬
‫والمعا ودائما من خالل فتحة الس‪H‬قف ال يوج‪H‬د حوله‪HH‬ا أي ش‪H‬يء من مالمح الع‪HH‬الم الفعلي‪ .‬ك‪HH‬انت‬
‫غارقة في حفرة سوداء‪ ،‬لكن م‪HH‬ع ه‪HH‬ذا المرب‪HH‬ع الص‪HH‬غير من الض‪HH‬وء الب‪HH‬اهت يحي‪HH‬ط ب‪HH‬النجم ال‪HH‬ذي‬
‫اطلقت عليه اسما غريبا‪ ،‬ولكن بشكل مفاجئ للغاية‪ .‬قالت يجب أن تكون األنس‪HH‬ة لونج‪HH‬نيكر على‬
‫حق؛ إنها مثل أشعة عاما‪ ،‬في مجرة كاسيوبيا‪ ،‬وليس بيلي جاكس‪HH‬ون"‪ .‬وم‪HH‬ع ذل‪HH‬ك‪ ،‬ال يمكنه‪HH‬ا أن‬
‫تتركها تكون مثل غاما ‪ .‬وبينما هي مستلقية على ظهرها‪ ،‬حاولت مرتين رفع ذراعه‪H‬ا في الم‪H‬رة‬
‫الثالثة‪ ،‬أوصلت إصبعين نحيفين إلى شفتيها ونفخت قبلة من غرفتها التي تش‪HH‬به الحف‪HH‬رة الس‪HH‬وداء‬
‫إلى بيلي جاكسون سقطت ذراعها بال حيوية ‪ .‬وداغ‪H‬ا‪ ،‬بيلي‪ ،‬و همس‪H‬ت بض‪H‬عف‪ .‬أنت في ماليين‬
‫األميال بعيًدا ولن تلمع حتى مرة واحدة‪ .‬ولكنك ظللت حيث يمكن‪HH‬ني رؤيت‪HH‬ك معظم ال‪HH‬وقت هن‪HH‬اك‬
‫عندما ال يوجد شيء آخ‪H‬ر س‪H‬وى الظالم للنظ‪H‬ر إلي‪H‬ه‪ ،‬أليس ك‪H‬ذلك؟ ‪ ...‬ماليين األمي‪H‬ال‪ ...‬وداع‪H‬ا‪،‬‬
‫بيلي جاكسون‪.‬‬
‫في اليوم التالي‪ ،‬وج‪H‬دت كالرا‪ ،‬الخادم‪HH‬ة ذات اللب‪HH‬اس المل‪HH‬ون الب‪HH‬اب مقفًال في الس‪H‬اعة العاش‪H‬رة‪،‬‬
‫حتى قاموا بفتحه بالقوة‪ .‬باستخدام الخل والصفع المستمر وحتى ال‪H‬ريش المح‪H‬ترق‪ ،‬لم تكن فعال‪H‬ة‬
‫عندها ركض أحدهم ليتصل بسيارة اإلسعاف‪.‬‬
‫في الوقت المناسب‪ ،‬عندما اقترب من الباب مع الكثير من صوت الجرس ظه‪HH‬ر الط‪HH‬بيب الش‪HH‬اب‬
‫والكفء بقميصه األبيض‪ ،‬جاهزا‪ ،‬بوجه الناعم الذي يظهر نصفه بمظهر السرور ونصفه اآلخر‬
‫بمظهر جاد‪ ،‬رقص على الساللم‪.‬‬
‫عند استدعاء اإلسعاف إلى الغرفة ‪ ٤٩‬قال بإيجاز‪ .‬ما المشكلة؟ أوه نعم‪ ،‬دكتور‪ ،‬همس‪HH‬ت الس‪HH‬يدة‬
‫باركر كما لو كانت متضايقة من وجود مشكلة في المنزل‪ .‬ال استطيع التفكير ما ال‪HH‬ذي ق‪HH‬د يك‪HH‬ون‬
‫خاطنا بها‪ .‬ال شيء يمكنن‪HH‬ا فعل‪HH‬ه لجلبه‪HH‬ا لل‪HH‬وعي‪ .‬إنه‪HH‬ا ام‪HH‬رأة ش‪HH‬ابة‪ ،‬إلس‪HH‬ي ‪ -‬نعم‪ ،‬إلس‪HH‬ي ليس‪HH‬ون‪.‬‬
‫وأضافت‪ ،‬لم يحدث ذلك من قبل في بيتي صاح الطبيب بصوت مرعب ‪ -‬أي غرفة األم‪HH‬ر ال‪HH‬ذي‬
‫استدعى انزعاج السيدة ب‪H‬اركر ال‪H‬تي اس‪H‬تغربت تص‪H‬رفه ‪ .‬غرف‪H‬ة الس‪H‬قف إنه‪H‬ا ‪ -‬من الواض‪H‬ح أن‬
‫طبيب اإلس‪HH‬عاف ك‪HH‬ان على دراي‪HH‬ة بموق‪HH‬ع غ‪HH‬رف الس‪HH‬قف ارتف‪HH‬ع إلى األعلى ع‪HH‬بر ال‪HH‬درج‪ ،‬أرب‪HH‬ع‬
‫خطوات في كل مرة تبعته السيدة باركر ببطء‪ ،‬كما تستدعي كرامتها‪.‬‬
‫في حال وصولها‪ ،‬التقت به وهو يعود يحمل عالمة الفلك بين ذراعيه توقف وأطلق لسانه بحديث‬
‫ملوه التمرس بخبرته‪ ،‬وبصوت هادئ سقطت السيدة باركر تدريجيا كقطع‪H‬ة قم‪H‬اش ص‪H‬لبة ت‪H‬نزل‬
‫من مكانها‪ .‬ومن ثم بقيت تجاعيد في ذهنها وجسدها‪ .‬وقد كان المستأجرون الفضوليون يس‪HH‬ألونها‬
‫عما‬
‫‪ ٢٠‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫قاله الطبيب لها دعونا تترك هذا‪ ،‬ك‪HH‬انت تجيب‪ ،‬إذا اس‪H‬تطعت الحص‪HH‬ول على الغف‪HH‬ران لس‪H‬ماعي‬
‫ذلك‪ ،‬سأكون راضية س‪HH‬ار الط‪HH‬بيب الى س‪HH‬يارة اإلس‪HH‬عاف وه‪HH‬و يحم‪HH‬ل عبئ‪HH‬ه يتبع‪HH‬ه المس‪HH‬تأجرين‬
‫ك‪HH‬الكالب ال‪HH‬تي ت‪HH‬ركض بفض‪HH‬ولها نح‪HH‬وهم‪ ،‬وبع‪HH‬دها إلى مهجعهم يمش‪HH‬ون عائ‪HH‬دين ع‪HH‬بر ط‪HH‬ول‬
‫الرصيف خجلين‪ ،‬ألن وجه الطبيب كان وجه من يحمل الموت لنفس‪HH‬ه‪ .‬الحظ‪HH‬وا أن‪HH‬ه بقي يحمله‪HH‬ا‬
‫ولم يضعها على السرير المعد في سيارة اإلسعاف‪ ،‬وكل ما قاله للسائق ك‪HH‬ان ق‪HH‬ود بس‪HH‬رعة ج‪HH‬دا‪،‬‬
‫ويلسون هذا كل شيء‪ .‬هل هي قصة في صحيفة الص‪HH‬باح الت‪HH‬الي رأيت خ‪HH‬برا ص‪HH‬غيرا‪ ،‬والجمل‪HH‬ة‬
‫األخيرة فيه قد تساعدك أخي القارئ كما ساعدتني في ربط األحداث معا‪.‬‬
‫تناول النص حديث عن استقبال امرأة شابة في مستشفى "بلقيو" بعد أخذها من العن‪HH‬وان رقم ‪٤٩‬‬
‫شرق ‪ -‬ستريت‪ ،‬حيث كانت تعاني من الضعف الناجم عن الجوع‪ .‬اختتم النص بالكلمات التالي‪HH‬ة‪:‬‬
‫الدكتور وليام جاكسون‪ ،‬طبيب اإلسعاف الذي رعى الحالة‪ ،‬يقول إن المريضة ستتعافي‪.‬‬
‫القصه الخامسه‬
‫خدمة الحب‬
‫عندما يحب اإلنسان فنه ال يبدو ما يقدمه خدمة صعبة جدا‪.‬‬
‫ه‪HH‬ذه هي المقدم‪HH‬ة‪ .‬ه‪HH‬ذه القص‪HH‬ة تس‪HH‬تنتج من مق‪HH‬دمتها‪ ،‬وتظه‪HH‬ر في ال‪HH‬وقت ذات‪HH‬ه أن المقدم‪HH‬ة غ‪HH‬ير‬
‫صحيحة‪ .‬سيكون ذلك شيًئا جديًدا في المنطق‪ ،‬وإنجازا في س‪HH‬رد القص‪HH‬ص يع‪HH‬ود إلى ف‪HH‬ترة أك‪HH‬بر‬
‫قليًال من السور الصين العظيم‪.‬‬
‫خرج جو الرابي" من المروج البلوطية في وسط الغرب األوسط‪ ،‬وقد ك‪HH‬ان ينبض بعبقري‪HH‬ة الفن‬
‫التص‪HH‬ويري‪ .‬في الس‪HH‬نة السادس‪HH‬ة من عم‪HH‬ره‪ ،‬رس‪HH‬م ص‪HH‬ورة لمض‪HH‬خة الم‪HH‬اء في البل‪HH‬دة ومواط‪HH‬نين‬
‫يمرون منها بسرعة‪ .‬تم تأطير هذا الجهد وتعليقه في نافذة صيدلية مقابل سنابل الذرة ذات الع‪HH‬دد‬
‫غير المتساوي من الصفوف في سن العشرين‪ ،‬غ‪HH‬ادر إلى نيوي‪HH‬ورك متأنق‪HH‬ا بربط‪HH‬ة عن‪HH‬ق ف‪HH‬اخرة‬
‫ورأسمال متواضع مرتبطا بوضعه المادي‪.‬‬
‫قدمت "ديلي‪HH‬ا ك‪HH‬اروثرز" أداء في س‪H‬تة مق‪HH‬اطع موس‪H‬يقية بش‪H‬كل واع‪HH‬د في قري‪HH‬ة تس‪H‬مى ب ش‪H‬جر‬
‫الصنوبر في الجنوب‪ ،‬القرية التي قطع أقاربه‪H‬ا م‪H‬ا يكفي من الص‪H‬نوبر لت‪H‬ذهب "ش‪H‬ماال" وتكم‪H‬ل‬
‫تعليمها‪ .‬لم يستطيعوا رؤيتها‪ ،‬ولكن هذه هي قصتنا‪.‬‬
‫التقى ج‪HHHH‬و وديلي‪HHHH‬ا في اس‪HHHH‬توديو حيث اجتم‪HHHH‬ع ع‪HHHH‬دد من طالب الفن والموس‪HHHH‬يقى لمناقش‪HHHH‬ة‬
‫الكياروسكورو‪ ،‬واغتر‪ ،‬والموسيقى‪ ،‬ولوحات ريمبران‪HH‬دت‪ ،‬واألعم‪HH‬ال الفني‪HH‬ة‪ ،‬وورق الج‪HH‬دران‪،‬‬
‫وتشوبان‪ ،‬وأولونج‪.‬‬
‫‪ ٢١‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫أصبح جو وديلي‪HH‬ا واقعين في حب بعض‪HH‬هما البعض‪ ،‬وفي وقت قص‪HH‬ير ك‪HH‬انوا م‪HH‬تزوجين ‪ -‬ألن‪HH‬ه‬
‫(انظر إلى المقدمة)‪ ،‬عندما يحب اإلنسان فنه‪ ،‬ال تبدو ما يقدمه خدمة صعبة‪ .‬ب‪HH‬دأ الس‪HH‬يد والس‪HH‬يدة‬
‫الرابي حياتهم األسرية في شقة‪ .‬كانت ش‪HH‬قة وحي‪HH‬دة ‪ -‬ش‪HH‬يء مث‪HH‬ل الموس‪HH‬يقية الح‪HH‬ادة في الط‪HH‬رف‬
‫األيسر من لوحة المفاتيح في اآللة الموسيقية‪ .‬وكانوا سعداء‪ ،‬ألنهم يمتلكون فنهم وأيض‪HH‬ا وك‪HH‬انوا‬
‫لديهم بعضهم البعض‪ .‬ونصيحتي للشاب الغني بيع كل ما تملك‪ ،‬وامنحه للفقراء ‪ -‬كان جو سعيدا‬
‫كبواب شقة يعتلي على اآلخرين بنعمة الحصول على فنه وزوجته ديليا‪.‬‬
‫سيقول سكان االغنياء أن شعارهم هو الذي يتناسب مع سعادتهم الحقيقية‪ .‬إذا كان المنزل سعيدا‪،‬‬
‫فإنه يكون واسعا جدا ‪ -‬دع الخزان‪HH‬ة تنه‪HH‬ار وتص‪HH‬بح طاول‪HH‬ة بلي‪HH‬اردوا دع الموق‪HH‬د يتح‪HH‬ول إلى آل‪HH‬ة‬
‫تج‪HH‬ديف‪ ،‬والمكتب إلى غرف‪HH‬ة ن‪HH‬وم احتياطي‪HH‬ة‪ ،‬وح‪HH‬وض الغس‪HH‬يل إلى بي‪HH‬انوا دع الج‪HH‬دران األرب‪HH‬ع‬
‫تقترب إذا شاءت م‪H‬ا دام أنت وديلي‪H‬ا داخله‪H‬ا‪ .‬ولكن إذا ك‪H‬ان الم‪H‬نزل من ن‪H‬وع آخ‪H‬ر (فخم)‪ ،‬فليكن‬
‫واسًعا وط‪H‬ويًال ‪ -‬ادخ‪H‬ل ع‪H‬بر البواب‪H‬ة الذهبي‪H‬ة‪ ،‬واعل‪H‬ق قبعت‪H‬ك على العالق‪H‬ة‪ ،‬ورداءك على رأس‬
‫العالقة المصنوعة من السنديان‪ ،‬وأخرج عبر البرادور‪.‬‬
‫كان جو يرسم في رعاية الماجيستير العظيم أحد الرسامين العض‪HH‬ماء ‪ -‬تع‪HH‬رف س‪HH‬معته‪ .‬رس‪HH‬ومه‬
‫باهظة الثمن ودروسه خفيفة ‪ -‬أضواؤه العالية جلبت له الشهرة‪ .‬كانت ديليا تدرس تحت إش‪HH‬راف‬
‫روز نستوك ‪ -‬تعرف سمعته كمبرمج المفاتيح البيانو‪.‬‬
‫كانوا سعداء للغاية طالما استمرت أموالهم‪ .‬هك‪H‬ذا هم الجمي‪H‬ع ‪ -‬ولكن‪H‬ني لن أك‪H‬ون س‪H‬اخًرا‪ .‬ك‪H‬انت‬
‫أهدافهم واضحة ومحددة جيدا‪ .‬كانت مهمة ج‪HH‬و أن يص‪HH‬بح ق‪HH‬ادرا قريب‪HH‬ا ج‪HH‬دا على إنت‪HH‬اج لوح‪HH‬ات‬
‫يستعرضها السادة العجائز ذوي اللحى الرقيقة والمحافظ السميكة لفرصة شراء إح‪HH‬داها‪ .‬وك‪HH‬انت‬
‫مهم‪HH‬ة ديلي‪HH‬ا أن تص‪HH‬بح مالوف‪HH‬ة ثم مس‪HH‬تهلكة بالموس‪HH‬يقى‪ ،‬ح‪HH‬تى عن‪HH‬دما ت‪HH‬رى مقاع‪HH‬د األوركس‪HH‬ترا‬
‫والصناديق غير مباعة تعاني من التهاب حنجرة ولذلك تتناول وجبة السلطعون في غرف‪H‬ة تن‪H‬اول‬
‫الطعام الخاصة وترفض الصعود على المسرح‪.‬‬
‫ولكن األفض‪HH‬ل‪ ،‬في رأيي‪ ،‬ك‪HH‬انت حي‪HH‬اتهم المنزلي‪HH‬ة في الش‪HH‬قة الص‪HH‬غيرة ‪ -‬الدردش‪HH‬ات المتحمس‪HH‬ة‬
‫والعفوية بعد يوم من الدراس‪H‬ة العش‪H‬اء ال‪H‬دافئ والفط‪H‬ور الخفي‪H‬ف تب‪H‬ادل الطموح‪H‬ات ‪ -‬طموح‪H‬ات‬
‫متشابكة مع بعضها البعض أو غير مهمة ‪ -‬المساعدة واإلله‪HH‬ام المتب‪HH‬ادل و ‪ -‬تج‪HH‬اهلوا س‪HH‬ذاجتي ‪-‬‬
‫الزيتون المحشوة وشطائر الجبن في الحاديةعشرة مساًء ‪.‬‬
‫ولكن بعد فترة‪ ،‬ضعفت الفنون غالب‪HH‬ا م‪HH‬ا يح‪HH‬دث ذل‪HH‬ك‪ ،‬ح‪HH‬تى ل‪HH‬و لم يعلن عن‪HH‬ه بعض الفن‪HH‬انين في‬
‫مجالهم‪ .‬كل شيء يستهلك وال شيء يأتي‪ ،‬كما يقول العامة‪ .‬كان ينقص المال ل‪HH‬دفع أس‪HH‬عار الس‪HH‬يد‬
‫الماجيستير والسيد روز نستوك‪ .‬عندما يحب اإلنسان فن‪H‬ه ال يب‪H‬دو م‪H‬ا يقدم‪H‬ة خدم‪H‬ة ص‪H‬عبة‪ .‬ل‪H‬ذا‪،‬‬
‫قالت ديليا إنها‬
‫‪ ٢٢‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫يجب أن تعطي دروسا في الموسيقى للحفاظ على القدر ال‪HH‬ذي يجلب في‪HH‬ه الطع‪HH‬ام لم‪HH‬دة ي‪HH‬ومين أو‬
‫ثالثة ذهبت للتجول لجذب طالب جاءت إلى المنزل مبتهجة في تلك االمسية‪.‬‬
‫جو‪ ،‬عزيزي"‪ ،‬قالت بفرح لدي طالبة‪ .‬وأوه‪ ،‬أروع الناس ابنة الجنرال ‪ -‬الجنرال إيه بي بينكني‬
‫‪ -‬في الشارع الواحد والسبعين منزل رائع جو ‪ -‬يجب أن ترى الباب األم‪HH‬امي اعتق‪HH‬د أن‪HH‬ك س‪HH‬تراه‬
‫بيزنطيا‪ .‬والداخل اوم جو‪ ،‬لم أرى شيئا مثله من قبل"‪.‬‬
‫تلميذتي هي ابنة كليمنتينا‪ .‬أن‪HH‬ا أحبه‪HH‬ا كث‪HH‬يًرا بالفع‪HH‬ل‪ .‬إنه‪HH‬ا رقيق‪HH‬ه ‪ -‬ترت‪HH‬دي دائم‪HH‬ا الل‪HH‬ون األبيض‪،‬‬
‫وأسلوب أدب ال أحلى وال أبسط عمرها ثمانية عشر عاما فق‪HH‬ط يتعين على أن أق‪HH‬دم ثالث دروس‬
‫في األسبوع وتخيل‪ ،‬جوا دوالر لكل درس هذا العبء ال يزعج‪HH‬ني على اإلطالق‪ ،‬ألن‪HH‬ني عن‪HH‬دما‬
‫أحصل على طالبيين إضافيين أوثالثة‪ ،‬يمكن‪HH‬ني اس‪HH‬تئناف دروس‪HH‬ي م‪HH‬ع ه‪HH‬ير روز نس‪HH‬توك اآلن‪،‬‬
‫انمن تلك التجاعيد بين حاجبيك‪ ،‬عزيزي‪ ،‬ولنتناول عشاء جميال"‪.‬‬
‫هذا على ما يرام بالنسبة لك‪ ،‬ديلي"‪ ،‬ق‪HH‬ال ج‪HH‬و‪ ،‬وه‪HH‬و يه‪HH‬اجم علب‪HH‬ة من الب‪HH‬ازالء بس‪HH‬كين التقطي‪HH‬ع‬
‫وفاس‪" ،‬ولكن ماذا عني؟ هل تعتق‪HH‬دين أن‪HH‬ني س‪HH‬أتيح لكي التعب في البحث عن أج‪HH‬ر في حين أن‪HH‬ا‬
‫استمتع بالتجول في مناطق الفن العالي ؟ اعتقد يمكنني بيع الصحف أو وضع حص‪HH‬ى الرص‪HH‬ف‪،‬‬
‫وجلب بضع دوالرات"‪.‬‬
‫حينها أنت ديليا وتعلقت حول عنقه‪.‬‬
‫"جو‪ ،‬عزيزي‪ ،‬ال تكن سخيفا‪ .‬يجب أن تستمر في دراستك‪ .‬ليس كما ل‪HH‬و أن‪HH‬ني ت‪HH‬ركت موس‪HH‬يقاي‬
‫وذهبت للعمل في شيء آخر‪ .‬أثناء تدريسي اتعلم أنا دائما مع موسيقاي‪ .‬ويمكننا أن نعيش بسعادة‬
‫كالمليونيرات بـ ‪١٥‬دوالًر ا في األسبوع‪ .‬يجب اال تفكر في ترك السيد ماجيستير"‪.‬‬
‫"حسنا"‪ ،‬قال جو‪ ،‬وهو يمد يده نحو طبق الخضروات المقلية األزرق المزخرف‪HH‬ة لك‪HH‬ني أك‪HH‬ره أن‬
‫تقدمي دروسا ليست فنا‪ .‬لكنك اقنعتني ببراعة وبطريقة جميلة"‪.‬عندما يحب اإلنسان فنه‪ ،‬ال تبدو‬
‫ما يقدمه خدمة صعبة"‪ ،‬قالت ديليا‪ .‬اعجب الماجيستير بالسماء في تلك الرسمة التي رس‪HH‬متها في‬
‫الحديقة"‪ ،‬قال جو‪ .‬ومنحني "تينكل" إذنا لعرض اثنين منها في نافذت‪HH‬ه‪ .‬ق‪HH‬د أبي‪HH‬ع واح‪HH‬دة إذا وج‪HH‬د‬
‫المغفل المناسب من أصحاب األموال"‪.‬‬
‫أنا متأكدة أنك ستفعل ذلك"‪ ،‬قالت ديليا بلطف‪ .‬واآلن لنكن شاكرين للج‪H‬نرال بينك‪HH‬ني وله‪HH‬ذا اللحم‬
‫المشوي"‪.‬‬
‫طوال األسبوع التالي‪ ،‬كانت لدى الالرابي إفطاًرا باكًر ا‪ .‬كان جو متحمس‪HH‬ا بش‪HH‬أن بعض الرس‪HH‬وم‬
‫التي كان يقوم بها في سنترال بارك في الصباح‪ ،‬وقد أرسلته ديليا إلى العمل بعد تناول اإلفطار‪،‬‬
‫‪ ٢٣‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫وأحاطت به بالمداعبة واإلشادة والتقبيل في السابعة صباًح ا‪ .‬الفن عبارة عن عشيقة جذابة‪ .‬يعود‬
‫هو في معظم األحيان السابعة مساًء ‪.‬‬
‫في نهاية األسبوع‪ ،‬رمت ديلي‪HH‬ا‪ ،‬بفخ‪HH‬ر ولكن بتعب قلي‪HH‬ل‪ ،‬ثالث‪HH‬ة فوات‪HH‬ير من خمس دوالرات على‬
‫الطاولة الرئيسية بمقاس ‪ 8‬في ‪ 10‬بوصات في صالون الشقة الذي يبلغ مقاسه ‪ ٨‬في ‪ ١٠‬قدما‪.‬‬
‫قالت بتعب قليل‪ ،‬أحيانا"‪ ،‬المتدربة تجعلني متعبة أخشى أنها ال تمارس بم‪HH‬ا في‪HH‬ه الكفاي‪HH‬ة‪ ،‬ويتعين‬
‫على أن أخبرها باألشياء نفسها كثيًر ا‪ .‬وبعد ذلك ترتدي دائما اللون األبيض تمام‪HH‬ا‪ ،‬وه‪HH‬ذا يص‪HH‬بح‬
‫ممال‪ .‬ولكن الجنرال بينكني رجل عجوز عظيم كنت أتمنى أن تعرفه‪ ،‬جو"‪.‬‬
‫يدخل بعض األحيان عندما أكون مع ابنته كليمنتينا على البيانو ‪ -‬ه‪HH‬و أرم‪HH‬ل تعلم ‪ -‬ويق‪HH‬ف هن‪HH‬اك‬
‫يشد لحيته البيضاء‪ .‬يسأل دائما وكيف يتقدم السيمي ك‪H‬وافر وال‪H‬ديمي س‪H‬يمي ك‪H‬وافر ؟"‪.‬أتم‪H‬نى أن‬
‫ترى القاعدة الخشبية في غرفة الرسم هذه‪ ،‬جوا وتلك الستائر الص‪HH‬وفية ذات الف‪HH‬رو االس‪HH‬تراخان‬
‫الحمل الصغير)‪ .‬وكليمنتينا لديها سعال غريب أمل أن تكون أقوى مما تبدو أوه‪ ،‬أنا حقا أصبحت‬
‫مرتبطة بها‪ ،‬إنها به‪HH‬ذه اللطاف‪HH‬ة واألص‪HH‬الة‪ .‬ك‪HH‬ان ش‪HH‬قيق الج‪HH‬نرال بينك‪HH‬ني في وقت م‪HH‬ا وزي‪HH‬را في‬
‫بوليفيا"‪ .‬وبعد ذلك‪ ،‬س‪HH‬حب ج‪HH‬و بمظه‪HH‬ر من مظ‪HH‬اهر مون‪HH‬تي كريس‪HH‬تو عش‪HH‬رة دوالرات وخمس‪HH‬ة‬
‫دوالرات ودوالرين ودوالر واحد ‪ -‬جميعها أوراق نقدية قانوني‪HH‬ة ‪ -‬ووض‪HH‬عها إلى ج‪HH‬انب اتع‪HH‬اب‬
‫ديليا‪.‬‬
‫قد باعث تلك األلوان المائية لرجل من بيوري‪HH‬ا"‪ ،‬أعلن ذل‪HH‬ك مغم‪HH‬ورا ب‪HH‬الفخر‪" .‬ال تم‪HH‬زح معي"‪،‬‬
‫قالت ديليا ‪" -‬ليس من بيوريا"!‬
‫طوال الطريق‪ .‬أتمنى أن تراه‪ ،‬ديل رجل سمين يرت‪HH‬دي كراف‪HH‬ات ص‪HH‬وفية ومس‪HH‬واك كريش‪HH‬ة القلم‬
‫رأى الرسم في نافذة تينكل واعتقد أنه في البداية كان مطحنة هوائية‪ .‬لكنه كان شجاًعا‪ ،‬واشتراها‬
‫على أي حال طلب آخر ‪ -‬رسم زيتي لمحطة الكاوانا للبضائع ‪ -‬لياخ‪HH‬ذه مع‪HH‬ه‪ .‬دروس الموس‪HH‬يقى‬
‫أوه‪ ،‬اعتقد أن الفن ال يزال قائما فيه"‪.‬‬
‫"أن‪H‬ا س‪H‬عيدة ج‪H‬دا أن‪H‬ك اس‪H‬تمريت"‪ ،‬ق‪H‬الت ديلي‪H‬ا بح‪H‬رارة‪" .‬انت مل‪H‬زم بالنتص‪H‬ار‪ ،‬عزي‪H‬زي ثالث‪H‬ة‬
‫وثالثون دوالًر ا لم نكن نملك مثل هذا لإلنفاق من قبل‪ .‬سنتناول المحار الليلة"‪.‬‬
‫وفيليه مينيون مع الفطر"‪ ،‬قال جو‪ .‬اين شوكة الزيتون؟"‬
‫في مساء السبت الت‪HH‬الي‪ ،‬وص‪HH‬ل ج‪HH‬و إلى الم‪HH‬نزل أوًال‪ .‬ونش‪HH‬ر ‪ ۱۸‬دوالًرا على طاول‪HH‬ة الص‪HH‬الون‬
‫وغسل ما يبدو أنه الكثير من الطالء الداكن من يديه‪ .‬وبعد نص‪H‬ف س‪H‬اعة وص‪H‬لت ديلي‪H‬ا‪ ،‬وك‪H‬انت‬
‫يدها اليمنى مربوطة بحزمة غير منتظم‪HH‬ة من األوش‪HH‬حة والتض‪HH‬ميد‪ .‬كي‪HH‬ف ه‪HH‬ذا ؟ س‪HH‬ال ج‪HH‬و بع‪HH‬د‬
‫التحيات المعتادة‪.‬‬
‫‪ ٢٤‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫ضحكت ديليا‪ ،‬ولكن ليس بفرح كبير‪.‬‬


‫وأكملت قائله " أصرت كليمنتينا"‪ ،‬على أن تأكل ويلز رابيت بعد درسها‪ .‬إنها فتاة غربي‪HH‬ة‪ .‬ويل‪HH‬ز‬
‫رابيت في الخامس‪HH‬ة بع‪HH‬د الظه‪HH‬ر‪ .‬ك‪HH‬ان الج‪HH‬نرال هن‪HH‬اك‪ .‬يجب أن ت‪HH‬راه ي‪HH‬ركض من أج‪HH‬ل ص‪HH‬حن‬
‫الطهي‪ ،‬جو‪ ،‬كما لو لم يكن هناك خادم في المنزل‪ .‬أعلم أن كليمنتينا ليست في ص‪HH‬حة جي‪HH‬دة إنه‪HH‬ا‬
‫عصبية جدا‪ .‬عند تقديم طبق األرانب اس‪HH‬كبت الكث‪HH‬ير من‪HH‬ه‪ ،‬مغلي‪HH‬ا‪ ،‬على ي‪HH‬دي ومعص‪HH‬مي‪ .‬ك‪HH‬انت‬
‫تؤلمني ج‪H‬دا‪ ،‬ج‪H‬و والفت‪H‬اة العزي‪H‬زة ك‪H‬انت أس‪H‬فة ج‪H‬دا! ولكن الج‪H‬نرال بينك‪H‬ني ‪ -‬ج‪H‬و‪ ،‬ك‪H‬انت تل‪H‬ك‬
‫الشيخوخة ان تفقده عقله تقريبا"‪.‬أسرع إلى الطابق السفلي وأرسل شخصا ‪ -‬ق‪H‬الوا إن‪HH‬ه الق‪HH‬رآن أو‬
‫شخص ما في الطابق السفلي ‪ -‬إلى صيدلية للحصول على بعض الزيت وأشياء لربط اليد به‪HH‬ا ال‬
‫تؤلمني كثيرا اآلن"‪.‬‬
‫"ما هذا؟" سال جو ممسكا بي‪HH‬دها برف‪HH‬ق ومستعرض‪HH‬ا بعض األلي‪HH‬اف البيض‪HH‬اء تحت الض‪HH‬مادات‪.‬‬
‫"إنها شيء ناعم"‪ ،‬قالت ديليا‪ ،‬كان عليه زيت أوه‪ ،‬جو‪ ،‬هل باعت لوحة أخ‪HH‬رى ؟" بع‪HH‬د ان رأت‬
‫المال على الطاولة‪.‬‬
‫هل فعلت؟" قال جو فقط" اسأل الرجل من بيوريا‪ .‬افتتح محطته اليوم‪ ،‬ولكنه غ‪HH‬ير متأك‪HH‬د م‪HH‬ا إذا‬
‫كان يريد مناظر أخرى ورؤية على نهر هدسون في أي وقت بعد الظهر حرقت يدك ديلي؟"‬
‫الخامسة مساًء ‪ ،‬اعتقد"‪ ،‬قالت ديليا بحزن الحديد ‪ -‬أع‪HH‬ني األرنب ‪ -‬خ‪HH‬رج من الن‪HH‬ار ح‪HH‬والي تل‪HH‬ك‬
‫الفترة‪ .‬يجب أن ترى الجنرال بينكني‪ ،‬جو‪ ،‬عندما ‪......‬‬
‫اجلسي هنا لحظة‪ ،‬ديلي"‪ ،‬قال جو جذبها إلى الكتبة‪ ،‬جلس بجوارها ووضع ذراعه حول كتفيه‪HH‬ا‪.‬‬
‫"ماذا كنت تفعلين في األسابيع األخيرة‪ ،‬يا ديلي؟"‪.‬‬
‫استمرت لحظة أو اثن‪HH‬تين بعين مليئ‪HH‬ة ب‪HH‬الحب والعن‪HH‬اد‪ ،‬وتمتمت بعض العب‪HH‬ارات بش‪HH‬كل غ‪HH‬امض‬
‫حول الجنرال بينكني‪ .‬ولكن في النهاية‪ ،‬أسقطت رأسها وخرجت الحقيقة والدموع‪.‬‬
‫لم استطع الحصول على أي تالميذ‪ ،‬اعترفت‪ .‬ولم أستطع تحمل فكرة تركك تتخلى عن دروسك‪،‬‬
‫وحصلت على وظيفة لكوي القمصان في المغسلة الكبيرة في ش‪HH‬ارع الراب‪HH‬ع والعش‪HH‬رون وأعتق‪HH‬د‬
‫أنني قمت بعمل جيد جدا في ابتكار الجنرال بينكني وكليمنتينا‪ ،‬أال تعتقد‪ ،‬جو ؟ وعن‪HH‬دما وض‪HH‬عت‬
‫فتاة في المغسلة مكواة ساخنة على ي‪H‬دي ه‪H‬ذا الي‪H‬وم‪ ،‬كنت في ط‪H‬ريقي إلى الم‪H‬نزل أكم‪H‬ل قص‪H‬تي‬
‫حول األرنب الويلزي الست غاضًبا‪ ،‬جو ؟ وإذا لم أحصل على هذا العمل‪ ،‬قد ال تكون قد ب‪HH‬اعت‬
‫لوحاتك لذلك الرجل من بيوريا"‪.‬‬
‫لم يكن من بيوريا"‪ ،‬قال جو ببطء‪.‬‬
‫‪ ٢٥‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬
‫حسنا‪ ،‬ال يهم من أين كان كم أنت ذكي جو ‪ -‬و ‪ -‬قبلني‪ ،‬جو ‪ -‬وماذا جعلك تشك في أنني ال أق‪HH‬دم‬
‫دروس الموسيقى لكليمنتينا؟"‬
‫لم أكن كذلك‪ ،‬قال جو‪ ،‬حتى الليلة‪ .‬ولكنني لن أفعل ذلك‪ ،‬لوال أن‪HH‬ني أرس‪HH‬لت ه‪HH‬ذا القطن وال‪HH‬زيت‬
‫من غرفة المحرك اليوم لفتاة في الطابق العل‪HH‬وي ك‪HH‬انت ق‪HH‬د ح‪HH‬رقت ي‪HH‬دها بمك‪HH‬واة‪ .‬لق‪HH‬د كنت أق‪HH‬وم‬
‫بتشغيل المحرك في غسيل المالبس طوال األسبوعين الماضيين"‪.‬‬
‫"وبعد ذلك لم تقومي ب ‪-"....‬‬
‫قال جو‪ ،‬مشتري بيورا الخاص بي"‪ ،‬والجنرال بينك‪HH‬ني هم‪HH‬ا إب‪HH‬داعان من نفس الفن ‪ -‬ولكن‪HH‬ك لن‬
‫تسميهما إما رسما أو موسيقى ‪ .‬ثم ضحكوا جميًعا‪ ،‬وبدأ جو قائال ‪ :‬عندما يحب اإلنس‪HH‬ان فن‪HH‬ه‪ ،‬ال‬
‫يبدو أن ما يفعله خدمة ‪ -‬لكن ديليا أوقفته بيدها على شفتيه "ال" ‪ ،‬قالت" ‪ -‬فقط "عندما يحب" ‪".‬‬

‫القصه السادسه‬
‫ظهور ماجى‬
‫ك‪HH‬ل ليل‪HH‬ة س‪HH‬بت‪ ،‬ك‪HH‬ان ن‪HH‬ادي الحياك‪HH‬ة االجتم‪HH‬اعي يقيم حفل‪HH‬ة راقص‪HH‬ة في قاع‪HH‬ة جمعي‪HH‬ة األلع‪HH‬اب‬
‫الرياضية المسمى ب االخذ والعطاء ‪ Give and take‬على الجانب الشرقي والحضور إح‪H‬دى‬
‫ه‪HH‬ذه الرقص‪HH‬ات‪ ،‬يجب أن تك‪HH‬ون عض‪HH‬وا في الجمعي‪HH‬ة أو‪ ،‬إذا كنت تنتمي إلى القس‪HH‬م ال‪HH‬ذي يب‪HH‬دأ‬
‫رقصته بالقدم اليمنى في رقصة الفالس‪ ،‬يجب أن تعمل في مصنع صناديق الورق التابع لش‪HH‬ركة‬
‫رينقولد (‪ .)Rhinegold‬ومع ذلك‪ ،‬كان بإمكان أي عضو في كلوفر ليف ( ‪ )Leaf Clover‬أن‬
‫يرافق أو يكون مرافقا لشخص خارجي في رقصة واحدة‪ .‬ولكن في الغالب‪ ،‬كان كل عضو في (‬
‫‪ )Give and Take‬يحضر مع الفتاة التي يعجب بها من مصنع صناديق ال‪HH‬ورق‪ ،‬وقليل‪HH‬ون من‬
‫الغرباء يمكنهم االعتزاز بأنهم رقصوا في الحفالت الرسمية‪.‬‬
‫ولكن ماجي ت‪HH‬ول‪ ،‬بس‪HH‬بب عينيه‪HH‬ا الناعس‪HH‬تين واس‪HH‬عة الفم‪ ،‬وأس‪HH‬لوبها الغ‪HH‬ريب في ال‪HH‬رقص بنم‪HH‬ط‬
‫القدمين في الخطوتين‪ ،‬كانت تذهب إلى الرقصات مع أنا مكارتي و صديقها"‪ .‬كانت أن‪H‬ا وم‪H‬اجي‬
‫تعمالن جنبا إلى جنب في المصنع وكانتا أعظم ص‪HH‬ديقات على اإلطالق‪ .‬ل‪HH‬ذلك‪ ،‬ك‪HH‬انت أن‪HH‬ا دائم‪HH‬ا‬
‫تجعل جيمي بيرنز يأخذها إلى منزل ماجي كل ليلة سبت ح‪HH‬تى تتمكن ص‪HH‬ديقتها من ال‪HH‬ذهاب إلى‬
‫الرقص معهم‪.‬‬
‫جمعي‪HH‬ة األلع‪HH‬اب الرياض‪HH‬ية ‪ Give and Take‬وثقت اس‪HH‬مها‪ .‬ك‪HH‬انت قاع‪HH‬ة الجمعي‪HH‬ة في ش‪HH‬ارع‬
‫أورشارد مجهزة بابتكارات تقوية العضالت باستخدام األلياف التي بنيت بها هذه األجه‪HH‬زة‪ ،‬ك‪HH‬ان‬
‫األعضاء‬
‫‪ ٢٦‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫عادة يشاركون الشرطة والمنظمات االجتماعي‪HH‬ة والرياض‪HH‬ية الغ‪HH‬ير ص‪HH‬ديقة في مواجه‪HH‬ات مليئ‪HH‬ة‬
‫بالمرح‪ .‬وبين هذه األنشطة األكثر جدية‪ ،‬ك‪HH‬انت حفالت الس‪HH‬بت ليال م‪HH‬ع فتي‪HH‬ات مص‪HH‬نع ص‪HH‬ناديق‬
‫الورق كتنفية ألرواحهم وكواجهة فعاله‪ .‬فأحيانا كانت هناك تلميحات‪ ،‬وإذا كنت من النخبة الذين‬
‫مشو بخطى خفيفة الساللم الخلفية المظلمة‪ ،‬قد تشاهد صخب بسيط ورضوحا مثيرا ومرضيا في‬
‫داخل الحلبة‪.‬‬
‫في أيام السبت‪ ،‬ك‪HH‬ان مص‪HH‬نع ص‪HH‬ناديق ال‪HH‬ورق الت‪HH‬ابع لش‪HH‬ركة ‪ Rhinegold‬يغل‪HH‬ق في الس‪HH‬اعة ‪3‬‬
‫مساًء ‪ .‬في إحدى تلك الفترات ما بعد الظهيرة‪ ،‬سارت أنا وماجي معا في اتجاه منزلهما عند ب‪HH‬اب‬
‫ماجي‪ ،‬قالت أنا كالمعتاد‪ :‬كوني جاهزة في السابعة‪ ،‬ماج؛ وستمر أنا وجيمي لنأخذك "‬
‫ولكن م‪HH‬ا ه‪HH‬ذا؟ ب‪HH‬دًال من الش‪HH‬كر المتواض‪HH‬ع والمليء باالمتن‪HH‬ان من الش‪HH‬خص ال‪HH‬ذي حص‪HH‬ل على‬
‫فرصته وهو غير مرافق‪ ،‬كان باديا عليها رفعه الرأس عاليا‪ ،‬وفخر باديا من روايا الفم الواس‪HH‬ع‪،‬‬
‫ووميض في عين بنية ناعسه‪.‬‬
‫" شكرا‪ ،‬أنا "‪ ،‬قالت ماجي‪ ،‬لكن ليس عليك وعلى جيمي أن تهتما بي الليلة‪ .‬لدي ص‪HH‬ديق س‪HH‬يأتي‬
‫ليصحبني إلى الحفلة"‪.‬‬
‫هاجمت أنا الجميلة صديقتها هزتها‪ ،‬وعاتبته‪HH‬ا وتوس‪HH‬لت له‪HH‬ا م‪HH‬اجي ت‪HH‬ول تج‪HH‬ذب الرج‪HH‬ال م‪HH‬اجي‬
‫الواضحة والعزيزة والوفية‪ ،‬ماجي الجذابة كرفيق‪HH‬ة‪ ،‬وال‪HH‬تي لم يتم البحث عنه‪HH‬ا أب‪ًHH‬دا في الرقص‪HH‬ة‬
‫الثنائية أو على مقاعد مضاءة بالقمر في الحديق‪H‬ة الص‪H‬غيرة‪ .‬كي‪H‬ف ح‪H‬دث ذل‪H‬ك؟ م‪H‬تى ح‪H‬دث؟ من‬
‫هو ؟ستري الليلة"‪ ،‬قالت ماجي‪ ،‬وهي متألقة كنبيذ القطفة األولى من عنب كروم الحب "إنه فخم‬
‫بالتأكي‪HH‬د إن‪HH‬ه أط‪HH‬ول ب‪HH‬اثنين من جيمي‪ ،‬ومهتم في الموض‪HH‬ة س‪HH‬أقدمه ل‪HH‬ك‪ ،‬أن‪HH‬ا‪ ،‬ف‪HH‬ور وص‪HH‬ولنا إلى‬
‫القاعة"‪.‬‬
‫كانت أنا وجيمي من بين أوائل أعضاء ‪ Clover Leaf‬الذين وصلوا ذلك المساء‪ .‬ك‪HH‬انت عي‪HH‬ون‬
‫أنا متجهة بإشراق نحو باب القاعة لتلتقط أول لمحة عن "صيد" صديقتها‪.‬‬
‫في الساعة ‪ ، ٨:٣٠‬دخلت السيدة تول إلى القاعة برفقة مرافقها بسرعة‪ ،‬اكتشفت عينها المظف‪HH‬رة‬
‫صديقتها تحت جناح جيمي الوفي‪" .‬أوه‪ ،‬يا اللهي!" صاحت أنا م‪HH‬اجي" حص‪HH‬لت على مراده‪HH‬ا ‪-‬‬
‫أوه‪ ،‬ال رجل فاخر ؟ حسنا‪ ،‬اعتقد ذلك االناقة؟ انظر إليه"‪.‬‬
‫اذهب إلى أي م‪HH‬دى تش‪HH‬اء‪ ،‬ق‪HH‬ال جيمي بص‪HH‬وت محطم اس‪HH‬تولي علي‪HH‬ه إذا كنت تريدين‪HH‬ه ه‪HH‬ؤالء‬
‫األشخاص الجدد دائما ينجحون ال تهمني‪ .‬وال يزعجني ايضا‪ ،‬اعتقد ها"!‬
‫أن تكون هادئا‪ ،‬جيمي‪ .‬أنت تعرف ما أقصد أنا سعيدة من أج‪HH‬ل م‪HH‬اج أول رج‪HH‬ل له‪HH‬ا أوه‪ ،‬ه‪HH‬ا هم‬
‫يأتون‪.‬‬
‫‪ ٢٧‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫عبر األرض‪ ،‬انطلقت ماجي كسفينة مغرية ترافقها سفينة فخمة‪ .‬وبالفعل مرافقها استحق إعجاب‬
‫الصديقة المخلصة‪ .‬كان يقف بشكل أطول من الرياضي العادي في ‪ ،Give and Take‬ش‪HH‬عره‬
‫الداكن ملفوفا‪ ،‬وكانت عيناه وأسنانه تتألقان في كل مرة يمنح فيها ابتس‪HH‬اماته المتك‪HH‬ررة‪ .‬لم يعتم‪HH‬د‬
‫الشبان الشباب في ن‪HH‬ادي ‪ Clover Leaf‬إيم‪HH‬انهم على س‪HH‬حر الش‪HH‬خص ق‪HH‬در م‪HH‬ا على بطوالت‪HH‬ه‪،‬‬
‫وإنجازاته في الصراعات اليدوية‪ ،‬وحفاظه من الضغوط القانوني‪HH‬ة ال‪HH‬تي ك‪HH‬انت ته‪HH‬دده باس‪HH‬تمرار‬
‫العضو في الجمعية الذي يري‪HH‬د أن يرتب‪HH‬ط بفت‪HH‬اة ص‪HH‬ندوق ورقي بعربت‪HH‬ه الفاتح‪H‬ة يس‪H‬تهزى ب ب‪HH‬و‬
‫بروميل‪ .‬لم تعتبر تلك النشوة طرقه مشرفة في الحروب‪.‬‬
‫العضالت المتوزمة السترة التي تشد عند أزرارها فوق الصدر‪ ،‬اإلحساس باإلقناع بتفوق ال‪HH‬ذكر‬
‫في الكون حتى المظهر الهادى للساقين المقوس‪HH‬تين ك‪HH‬القمع مليئ‪HH‬ة بجاذبي‪HH‬ة وفتن‪HH‬ة تتح‪HH‬دى كيوبي‪HH‬د‬
‫(اله) الحب عند االغريق) ‪ -‬كانت هذه هي األسلحة والذخائر المعتمدة لشجعان ‪Clover Leaf‬‬
‫كانوا ينظرون إلى االنحناءات واللمسات الساحرة لهذا الزائر بوجهة نظر جديدة‪.‬‬
‫صديق لي السيد تيري أوسوليفان"‪ ،‬هذه كانت صيغة ماجي للتعريف قادته حول الغرف‪HH‬ة‪ ،‬قدمت‪HH‬ه‬
‫لكل عضو جديد يصل إلى ‪ Clover Leaf‬كانت جميلة اآلن‪ ،‬بلمعان فريد في عينيها الذي يأتي‬
‫للفتاة مع من يخطبها ألول مرة وللقطة مع أول فار لديها‪.‬‬
‫ماجي تول حص‪HH‬لت على رج‪HH‬ل أخ‪HH‬يرا"‪ ،‬ك‪HH‬انت ه‪HH‬ذه الكلم‪HH‬ة ال‪HH‬تي انتش‪HH‬رت بين فتي‪HH‬ات ص‪HH‬ناديق‬
‫ال‪HH‬ورق‪ .‬انظ‪HH‬روا إلى رج‪HH‬ل م‪HH‬اج" ‪ -‬به‪HH‬ذا التعب‪HH‬ير أع‪HH‬رب ‪ Give and Takes‬عن ازدراتهم‬
‫الالمبالي‪.‬‬
‫عادة ما كانت ماجي تحتفظ بمك‪HH‬ان على الحائ‪HH‬ط خالل الرقص‪HH‬ات األس‪HH‬بوعية ش‪H‬عرت وأظه‪HH‬رت‬
‫الكثير من االمتنان عندما دعاه‪HH‬ا ش‪HH‬ريك ليض‪HH‬حي ب‪HH‬الرقص معه‪HH‬ا‪ ،‬ح‪HH‬تى أن متع‪HH‬ة االج‪HH‬واء نق‪HH‬ل‬
‫وتنقص حتى أصبحت معت‪HH‬ادة على مالحظ‪HH‬ة أن‪HH‬ا لتحرك‪HH‬ات جيمي الم‪HH‬تردد بإبهامه‪HH‬ا كإش‪HH‬ارة ل‪HH‬ه‬
‫بدعوة صديقتها لتمرير قدميه عبر رقصة الخطوتين‪ .‬ولكن هذه الليلة‪ ،‬تحول اليقطينة إلى عرب‪HH‬ة‬
‫وستة خيول كان تيري أوسوليفان األمير الساحر الفائز‪ ،‬وماجي تول ألول رحلة كجناح فراش‪HH‬ة‪.‬‬
‫ورغم أن تعابير عالم الخيال تتداخل مع تلك التي تتعل‪HH‬ق بعلم الحش‪H‬رات‪ ،‬إال أنه‪HH‬ا لن تفق‪HH‬د قط‪HH‬رة‬
‫واحدة من النكهة الساحرة لليلة ماجي المثالية‪.‬‬
‫في حين أن اقتحمت الفتيات يبحثن عن التع‪HH‬ارف م‪HH‬ع ص‪HH‬ديق االنس‪HH‬ة ت‪HH‬ول ك‪HH‬ان ش‪HH‬بان ‪Clover‬‬
‫‪ ،Leaf‬بعد عامين من العمى‪ ،‬أدركوا فجأة جمال األنسة تول‪ .‬وبع‪HH‬دها ق‪HH‬اموا بتفري‪HH‬غ عض‪HH‬التهم‬
‫المقنعة أمامها طلبا منها بالرقص معهم‪.‬‬

‫‪ ٢٨‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫هكذا حققت مرادها‪ ،‬ولكن حصل ت‪H‬يري أوس‪H‬وليفان على تكريم‪H‬ات الليل‪H‬ة بكثاف‪H‬ه وبس‪H‬رعة‪ .‬ه‪H‬ر‬
‫كتفيه‪ ،‬ابتسم واكمل رقصته بسالسة خالل الحركات السبع الكتساب الفخامة في غرفتك الخاصة‬
‫أمام نافذة مفتوحة عشر دقائق يوميا‪ .‬رقص مثل الفاون (اله الحقول عند الروم‪HH‬ان)‪ ،‬ق‪HH‬دم أس‪HH‬لوبا‬
‫وأناقة وجوا؛ كانت كلماته تأتي بسهولة على لسانه‪ ،‬ورقص مرتين على التوالي مع فتاة صندوق‬
‫الورق التي جلبها ديمبسي دونوفان ديمبسي كان زعيم الجمعية‪ .‬كان يرتدي ثوبا رس‪HH‬مًيا ويمكن‪HH‬ه‬
‫رفع األوزان مرتين بيد واحدة‪ .‬كان أحد نواب بيج مايك أوس‪HH‬وليفان‪ ،‬ولم يكن يش‪HH‬غله أي مش‪HH‬كلة‬
‫لم يجرؤ أي شرطي على اعتقاله كلما كسر رأس رجل عرب‪HH‬ة ال‪HH‬دفع أو أطل‪HH‬ق الن‪HH‬ار على عض‪HH‬و‬
‫في جمعية هاينريك ب‪ .‬سويني للرحالت واألدب في الركبة‪ ،‬كان الضابط يمر ويق‪HH‬ول ‪ :‬الك‪HH‬ابتن‬
‫يود أن يراك بضع دقائق في المكتب عندما تجد الوقت‪ ،‬ديمبسي‪ ،‬يا ب‪HH‬ني "‪ .‬ولكن س‪HH‬يكون هن‪HH‬اك‬
‫عدة رجال هناك بسالسل ذهبية كبيرة وسيجارا اسودا‪ .‬وسيخبر أحدهم قصة مض‪HH‬حكة‪ ،‬ثم يع‪HH‬ود‬
‫ديمبسي ويتمرن نصف ساعة ب األثقال الصغيرة بوزن سنة باوند‪ .‬لذلك‪ ،‬كان أداء فني لل‪HH‬رقص‬
‫على حبل مشدود عبر نياج‪H‬ارا ه‪H‬و أداء راقص أمن مقارن‪H‬ة ب‪H‬الرقص م‪H‬رتين م‪H‬ع فت‪H‬اة ص‪H‬ندوق‬
‫ديمبسي دونوفان في الساعة العاشرة‪ ،‬ظهر الوجه المستدير اللطيف لـ بيج مايك أو سوليفان عند‬
‫الباب لمدة خمس دقائق‪ .‬كان يلقى نظرة سريعة لمدة خمس دقائق‪ ،‬يبتسم للفتيات ويوزع س‪HH‬يجار‬
‫لاير بيرفكتوس على الشبان المسرورون‪ .‬كان ديمبس‪HH‬ي دونوف‪HH‬ان على ف‪HH‬ور إلى جانب‪HH‬ه‪ ،‬يتح‪HH‬دث‬
‫بسرعة بيج مايك نظر بعناية إلى الراقصين‪ ،‬ابتسم‪ ،‬رفع رأسه ورحل‪ .‬توقفت الموس‪HH‬يقى انتش‪HH‬ر‬
‫الراقصون إلى الكراسي على ط‪HH‬ول الج‪HH‬دران ت‪HH‬رك ت‪HH‬يري أو س‪HH‬وليفان‪ ،‬بانحنائ‪HH‬ه الس‪HH‬احر‪ ،‬فت‪HH‬اة‬
‫جميلة بفستان ازرق لشريكها وبدأ في العودة للبحث عن م‪HH‬اجي اعترض‪HH‬ه ديمبس‪HH‬ي في منتص‪HH‬ف‬
‫القاعة الفطرة الرائعة التي أورثته الروم لنا جعل تقريبا الجميع يتحول وينظر إليهم ‪ -‬ك‪H‬ان هن‪H‬اك‬
‫شعور دقيق بأن اثنين من المصارعين قد التقوا في الساحة اقترب اثنان أو ثالثة من ‪Give and‬‬
‫‪ Takes‬باكمام معتدلة الحظة واحدة‪ ،‬السيد أو سوليفان قال ديمبسي أمل أن تمت‪HH‬ع نفس‪HH‬ك اين قلت‬
‫أنك ترعرعت؟ كان المصارعان متساويان تقريبا‪ .‬ربما كان لدى ديمبسي عشرة باوندات تقريب‪HH‬ا‬
‫من الوزن ليمنحها‪ .‬كان لدى أو سوليفان فصاحة مع القليل من س‪H‬رعة‪ .‬ك‪H‬ان ل‪H‬دى ديمبس‪H‬ي عين‪H‬ا‬
‫جليدية‪ ،‬وشفا ظ‪HH‬اهرا على الفم‪ ،‬وفك‪HH‬ا ال يمكن ت‪HH‬دميره‪ ،‬وبش‪HH‬رة مث‪HH‬ل بي‪HH‬ل‪ ،‬وب‪HH‬رودة بط‪HH‬ل أظه‪HH‬ر‬
‫الزائر المزيد من العداوة في ازدرائه وأقل س‪HH‬يطرة على س‪HH‬خريته ال‪HH‬تي ظه‪HH‬رت بش‪HH‬كل واض‪HH‬ح‪.‬‬
‫كانوا أعداء بحسب القانون المكتوب عندما كانت الصخور سانية‪ .‬كانوا كل واح‪HH‬د منهم‪HH‬ا رائعين‬
‫جدًا‪ ،‬أقوياء ج‪HH‬دًا‪ ،‬ال يمكن مقارنتهم‪HH‬ا لحس‪HH‬م التف‪HH‬وق‪ .‬يجب أن يبقى واح‪HH‬د فق‪HH‬ط على قي‪HH‬د الحي‪HH‬اة‪.‬‬
‫أعيش في جراند ق‪HH‬ال أو س‪HH‬وليفان بطريق‪HH‬ة اس‪HH‬تفزازية‪ .‬وليس هن‪HH‬اك مش‪HH‬كلة في العث‪HH‬ور علي في‬
‫المنزل‪ .‬أين تعيش أنت؟ تجاهل ديمبسي السؤال‪ .‬قلت أن اسمك أو سوليفان واص‪HH‬ل حس‪HH‬نا‪" ،‬بيج‬
‫مايك" يقول أنه لم يرك من قبل‪.‬‬
‫‪ ٢٩‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫قال الش‪HH‬خص المفض‪HH‬ل‪" :‬الكث‪HH‬ير من األش‪HH‬ياء لم يره‪HH‬ا بع‪HH‬د" ‪" .‬كقاع‪HH‬دة عام‪HH‬ة‪ ،‬واص‪HH‬ل ديمبس‪HH‬ي‬
‫بصوت مهموس فإن أوسوليفان في هذا الحي يعرفون بعضهم البعض‪ .‬لق‪HH‬د قمت بمرافق‪HH‬ة إح‪HH‬دى‬
‫أعضاء السيدات لدينا هنا‪ ،‬ونريد فرصة للتأكد‪ .‬إذا كان لديك شجرة عائلي‪HH‬ة‪ ،‬دعون‪HH‬ا ن‪HH‬رى بعض‬
‫ف‪HH‬روع أوس‪HH‬وليفان التاريخي‪HH‬ة تظه‪HH‬ر عليه‪HH‬ا‪ .‬أو ه‪HH‬ل تري‪HH‬د من‪HH‬ا اس‪HH‬تخراجها من ج‪HH‬ذورك اق‪HH‬ترح‬
‫أوسوليفان بهدوء‪ ،‬لنفترض أنك تهتم بأمورك " أشرقت عيون ديمبسي رفع إصبًعا مستنيرا كم‪HH‬ا‬
‫لو أن فكرة رائعة قد انته" لقد فهمت اآلن"‪ ،‬قال بح‪HH‬رارة‪" .‬ك‪HH‬ان مج‪HH‬رد خط‪HH‬أ ص‪HH‬غير انت لس‪HH‬ت‬
‫أوس‪HH‬وليفان انت ف‪HH‬رد ب‪HH‬ذيل ملت‪HH‬وي اع‪HH‬ذرنا ألنن‪HH‬ا لم نتع‪HH‬رف علي‪HH‬ك في البداي‪HH‬ة "‪ .‬وم‪HH‬زت عين‬
‫أوسوليفان بالبرق‪ .‬قام بحركة سريعة‪ ،‬ولكن اندي جيوغان كان ج‪H‬اهزا وأمس‪H‬ك بذراع‪H‬ه أوم‪H‬ات‬
‫ديميسي إلى أندي وويليام كماهان أمين النادي‪ ،‬وتوجه بس‪H‬رعة نح‪H‬و ب‪HH‬اب في الج‪H‬زء الخلفي من‬
‫القاعة انضم أعضاء آخرين من جمعية "األخ‪HH‬ذ والعط‪HH‬اء" بس‪HH‬رعة إلى الفري‪HH‬ق الص‪HH‬غير‪ .‬وك‪HH‬ان‬
‫تيري أو سوليفان اآلن في أيدي لجنة القوانين وحكام االجتماعات االجتماعية تحدثوا معه بإيجاز‬
‫وبهدوء‪ ،‬وأخذوه خارجا من خالل نفس الباب في الجزء الخلفي يتطلب هذا الحرك‪H‬ة من أعض‪H‬اء‬
‫نادي كلوفر ليف" كلمة توضيح خلف قاعة الجمعية كان هن‪HH‬اك غرف‪H‬ة أص‪HH‬غر يس‪H‬تأجرها الن‪HH‬ادي‬
‫في هذه الغرفة تسوى المشاكل الشخصية التي تنشأ على أرض الرقص رجال مع رجل‪ ،‬ب‪HH‬أدوات‬
‫الطبيعة‪ ،‬تحت إشراف اللجنة‪ .‬لذلك ال يمكن ألي سيدة أن تقول أنه‪HH‬ا ش‪HH‬هدت مش‪HH‬اجرة في ه‪HH‬وب‬
‫كلوفر ليف من عدة سنوات يضمن أعضاؤها السادة ذلك بسهولة وسالسة قد قام ديمبسي واللجنة‬
‫بعملهم االستعدادي حتى ال يالحظ الكثيرون من في القاعة توقف انتصار أو سوليفان االجتماعي‬
‫الجذاب‪ .‬كان من بين هؤالء ماجي نظرت حولها لرؤية مرافقها قم بالتدخين ق‪HH‬الت روز كاس‪HH‬يدي‬
‫أال تعلم؟ ديمبس دونوفان دخل في مشاجرة مع صبيك ل‪HH‬يزي‪ ،‬وس‪H‬اروا لغرف‪H‬ة لل‪HH‬ذبح مع‪HH‬ا‪ .‬كي‪HH‬ف‬
‫تبدو شعري بهذه الجاهزية‪ ،‬ماغ؟ وضعت ماغي يدها على صدر بل‪HH‬وزة القم‪HH‬اش الخاص‪HH‬ة به‪HH‬ا"‬
‫ذهب للقتال م‪HH‬ع ديميس‪HH‬ي" ق‪HH‬الت بتنه‪HH‬د‪ .‬عليهم أن يوقف‪HH‬وهم ديمبس‪HH‬ي دونوف‪HH‬ان ال يمكن أن يقاتل‪HH‬ه‬
‫لماذا‪ ،‬سيقتله" "أه‪ ،‬لماذا تهتمين؟ قالت روزا‪ .‬اليسوا يتقاتلون في كل حلقة رقص؟"‬
‫ولكن وفي اثن‪HH‬اء ح‪HH‬ديثها ك‪HH‬انت م‪HH‬اغي ق‪HH‬د غ‪HH‬ادرت‪ ،‬تن‪HH‬دفع بطريقه‪HH‬ا المتعرج‪HH‬ة خالل متاه‪HH‬ة‬
‫الراقصين‪ .‬اندفعت من خالل الباب الخلفي إلى القاعة المظلمة وثم ألقت كتفها الصلبة ض‪HH‬د ب‪HH‬اب‬
‫غرفة القتال الفردية‪ .‬وفتح الباب‪ ،‬وفي اللحظة التي دخلت فيها‪ ،‬انت عينها على المشهد ‪ -‬اللجن‪HH‬ة‬
‫واقفة حولها بوقت مفتوح؛ ديمبسي دونوف‪HH‬ان في قميص‪HH‬ه البس‪HH‬يط ي‪HH‬رقص خفي‪HH‬ف الق‪HH‬دم‪ ،‬بنعوم‪HH‬ة‬
‫حذرة من مالكم االنيق على مقربة من خصمه تيري أوسوليفان يقف بذراعه مطويا ونظرة قاتلة‬
‫في عينيه الداكنتين‪ .‬ودون إبطاء سرعة دخولها‪ ،‬قفزت إلى األم‪HH‬ام بص‪HH‬رخة ‪ -‬قف‪HH‬زت في ال‪HH‬وقت‬
‫المناسب اللتقاط والتعلق ب‪H‬ذراع أوس‪H‬وليفان ال‪H‬تي ارتفعت فج‪H‬أة‪ ،‬ولس‪H‬حب من‪H‬ه الخنج‪H‬ر الطوي‪H‬ل‬
‫والالمع الذي‬
‫‪ ٣٠‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫سحبه من صدره سقطت السكين وصدرت صوتًا عاليًا على األرض‪ .‬هذه االداة الص‪HH‬لبة الب‪HH‬اردة‬
‫الملقاة في قاعة جمعية "األخذ والعطاء"! لم يحدث شيء كهذا من قبل‪ .‬وقف الجميع ثابتا لدقيقة‪.‬‬
‫ركل أندي جيوغان الخنجر بطرف حذائه وكله فصول‪ ،‬مثل عالم آثار اكتشف سالحا قديما غ‪HH‬ير‬
‫معروف اثناء ديمبسي إلى بحثه‪ .‬ثم همس أوسوليفان شيًئا غير مفهوم بين شفاهه تب‪HH‬ادل ديمبس‪HH‬ي‬
‫واللجنة نظرات ثم نظر ‪ :‬اوسوليفان بدون غضب كما ينظر إلى كلب ضال‪ ،‬وأومض رأس‪HH‬ه في‬
‫اتجاه الباب" السلم الخلفي‪ ،‬جيوسيبي"‪ .‬قال بايجاز‪ .‬سيتم االستغناء عن قبعت‪HH‬ك بع‪HH‬دك "‪ .‬س‪HH‬ارت‬
‫ماغي نحو ديمبسي دونوفان‪ .‬كان هناك بقعة مشرقة حمراء على خديها‪ ،‬حيث كانت تجري فيه‪HH‬ا‬
‫الدموع ببطء‪ .‬ولكنها نظرت إليه بشجاعة في عينيه" كنت أعلم ذلك‪ ،‬ديمبس‪HH‬ي"‪ ،‬ق‪HH‬الت وعيونه‪HH‬ا‬
‫تتجمد حتى في دموعها‪ .‬كنت أعلم أنه رجل إيطاليا‪ .‬واسمه توني سبينيلي‪ .‬تسرعت عن‪HH‬دما ق‪HH‬الوا‬
‫لي إنك وهو كنتما تتشاجران هؤالء اإليطاليون يحملون دائما سكاكين‪ .‬ولكنك ال تفهم‪ ،‬ديمبس‪HH‬ي‪.‬‬
‫لم يكن لي رفيق في حياتي تعبت من القدوم مع أنا وجيمي ك‪HH‬ل ليل‪HH‬ة‪ ،‬ل‪HH‬ذا ق‪HH‬ررت مع‪HH‬ه أن يطل‪HH‬ق‬
‫على نفسه اسم أوسوليفان وأحضرته معي‪ .‬كنت أعلم أنه لن يكون هناك شيء إذا جاء كإيط‪HH‬الي‪.‬‬
‫اعتقد أنني سأستقيل من النادي اآلن "‪.‬‬
‫ألقى ديمبسي نظرة إلى أندي جيوغان‪.‬‬
‫وقال " ألق قاطع الجبنة هذا خارج النافذة"‪ ،‬وقل لهم في الداخل إن السيد أوسوليفان تلقى رس‪HH‬الة‬
‫هاتفية للذهاب إلى قاعة "تاماني"‪ .‬ثم توجه مرة أخرى إلى ماغي‪.‬‬
‫قال‪ ، :‬ماغ‪ ،‬سأرافقك إلى المنزل‪ .‬وماذا عن السبت القادم ؟ هل ستأتي إلى الحفل‪HH‬ة معي إذا جنت‬
‫ألخذك؟‬
‫كان من واضحا للعيان كيف يمكن لعيون ماغي أن تتغير بس‪HH‬رعة من العي‪HH‬ون الناعس‪HH‬ة إلى بني‪HH‬ة‬
‫المعة‪ .‬معك‪،‬ديمبسي؟‪ ،‬همست قل ‪ -‬هل يسبح البط؟"‬
‫القصه السابعه‬
‫الشرطى والنشيد الوطنى‬
‫على مقعده في مدريسون سكوير‪ ،‬تحرك سوبي بثقل‪ .‬عندما يعلو نداء االوز البري ليال‪ ،‬وعندما‬
‫تصبح النساء اللواتي ال يملكن معاطف فراء الدب القطبي لطيفات مع أزواجهن‪ ،‬وعندما يتحرك‬
‫سوبي بثقل على مقعده في الحديقة‪ ،‬يمكنك أن تعلم أن الشتاء قد اق‪H‬ترب س‪H‬قطت ورق‪H‬ة يابس‪H‬ة في‬
‫حضن سوبي‪ .‬كان هذا بطاقة جاك فروست‪ .‬جاك لطي‪HH‬ف م‪HH‬ع س‪HH‬كان مديس‪HH‬ون س‪HH‬كوير الع‪HH‬اميين‬
‫االانه ‪.‬‬
‫‪ ٣١‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫يعطي تحذيرا ملفتا بزيارته السنوية‪ .‬عند تقاطع الشوارع األربع‪ ،‬يسلم بطاقته الورقية إلى ري‪HH‬اح‬
‫الشمال‪ ،‬وخادم قصر األماكن الخارجية‪ ،‬حتى يتمكن سكانها من التحضير للبرد القارس‪.‬‬
‫أصبح عقل سوبي واعيا بحقيقة أن الوقت قد حان لتحويل نفسه إلى بنفسه للجنة فردي‪HH‬ة للتص‪HH‬دي‬
‫للبرد القادم‪ .‬ولذا حرك نفسه بثقل على مقعده طموحات سوبي (الهيبرناتورية) لم تكن من عالية‪.‬‬
‫اهتماماته ال تتضمن رحالت البحر األبيض المتوسط أو ال‪HH‬تزلج على جلي‪HH‬د الجن‪HH‬وب المنعش‪HH‬ة أو‬
‫ركوب امواج الخليج المسمى ب فيسوفيو‪ .‬كانت روحه تتوق إلى ثالثة أشهر فقط على الجزي‪HH‬رة‬
‫ثالثة أشهر من إقامة وطعام وخدمه مالئمة بعيدة عن بوري‪HH‬اس والش‪HH‬رطة‪ ،‬ب‪HH‬دت لس‪HH‬وبي ج‪HH‬وهر‬
‫األشياء المرغوبة‪ .‬السنوات طويلة‪ ،‬كانت الجزيرة في الشتاء هي مركز الضيافة لس‪HH‬وبي‪ .‬تمام‪HH‬ا‬
‫كما اشتروا زمالؤه األكثر حظ‪HH‬ا (األثري‪HH‬اء في نيوي‪HH‬ورك ت‪HH‬ذاكرهم إلى ب‪HH‬الم بيتش وريفي‪HH‬يرا ك‪HH‬ل‬
‫شتاء‪ ،‬كذلك قام سوبي بترتيباته المتواضعة لهجرته السنوية إلى الجزيرة‪ .‬واآلن حان الوقت لهذه‬
‫الترتيبات‪ .‬ففي الليلة الس‪HH‬ابقة‪ ،‬فش‪HH‬لت ثالث ص‪HH‬حف س‪HH‬بتية ت‪HH‬وزعت تحت معطف‪HH‬ه ح‪HH‬ول كاحلي‪HH‬ه‬
‫وفوق حضنه‪ ،‬في صد البرد أثناء نومه على مقعده بالقرب من نافورة الرش في المي‪HH‬دان الق‪HH‬ديم‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬ظهرت الجزيرة كبيرة وفي الوقت المناسب في عقل س‪HH‬وبي‪ .‬ك‪HH‬ان يحتق‪HH‬ر الت‪HH‬دابير القائم‪HH‬ة‬
‫باسم اإلحسان تجاه المحتاجين في المدينة‪.‬‬
‫في رأي سوبي‪ ،‬كانت القانون أكثر رافة من اإلحسان كان هناك دورة ال نهائية من المؤسس‪HH‬ات‪،‬‬
‫بلدية وإنسانية‪ ،‬يمكن أن يسجل فيها ويحص‪HH‬ل على م‪HH‬أوى وطع‪HH‬ام يتناس‪HH‬ب م‪HH‬ع حيات‪HH‬ه البس‪HH‬يطة‪.‬‬
‫ولكن بالنسبة لروح سوبي الفخورة‪ ،‬كانت هدايا اإلحسان مكلل‪HH‬ة ب‪HH‬العبء إذا لم تكن نق‪HH‬ودا‪ ،‬يجب‬
‫أن تدفع بتواضع روحي مقابل كل منفعة تتلقاها على يد محسن كما ك‪HH‬ان لس‪HH‬يزار ب‪HH‬روتس‪ ،‬يجب‬
‫أن يك‪H‬ون لك‪H‬ل ق‪H‬اطني الغ‪H‬رف تكلف‪H‬ة اس‪H‬تحمام ويجب أن يك‪H‬ون لك‪H‬ل رغي‪H‬ف خ‪H‬بز تع‪H‬ويض من‬
‫اصحاب الفضول الخاص والشخصي‪ .‬ولذلك فإنه من األفضل ان تكون ضيفا للقانون ال‪HH‬ذي على‬
‫الرغم من أنه يدار بأنظم‪HH‬ة ص‪HH‬ارمة‪ ،‬ولكن ال يت‪HH‬دخل بش‪H‬كل مف‪HH‬رط في الش‪H‬ؤون الخاص‪HH‬ة للس‪H‬يد‬
‫سوبي‪ .‬بدأ فوًر ا في تحقيق رغبته وقرر سوبي ال‪HH‬ذهاب إلى الجزي‪HH‬رة ك‪HH‬انت هن‪HH‬اك ط‪HH‬رق كث‪HH‬يرة‬
‫وسهلة للقيام بذلك‪ .‬أسهلها كان تناول العشاء بفخر في بعض المطاعم المكلفة‪ ،‬ثم بع‪HH‬د ذل‪HH‬ك ع‪HH‬دم‬
‫الدفع متظاهرا باإلفالس‪ ،‬ويتم‬
‫تسليمه بسهولة وبدون ضجة إلى شرطي فاض ساع لطيف سيقوم ببقية العمل‪.‬‬
‫غ‪HH‬ادر س‪HH‬وبي مقع‪HH‬ده وتج‪HH‬ول خ‪HH‬ارج المي‪HH‬دان وع‪HH‬بر األس‪HH‬فلت المس‪HH‬توي ك البح‪HH‬ر‪ ،‬حيث تت‪HH‬دفق‬
‫برودواي وفيفت أفينيو معا‪ .‬اتجه لألعلى في برودواي‪ ،‬وتوقف في مقهى المع‪ ،‬حيث يتجمع كل‬
‫ليلة أجود منتجات العنب والدودة الحريرية والبروتوبالزما‪ .‬ك‪HH‬ان ل‪HH‬دى س‪HH‬وبي ثق‪HH‬ة في نفس‪HH‬ه من‬
‫الزر السفلي لقميصه إلى األعلى‪ .‬كان انيقا ح‪HH‬الق الش‪HH‬عر)‪ ،‬وك‪HH‬انت س‪HH‬ترته الئق‪HH‬ة وك‪HH‬انت ربط‪HH‬ة‬
‫العنق السوداء‬
‫‪ ٣٢‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫االنيقة والتي قدمت له كهدية من قبل راهبة مبشرة في يوم عيد الشكر‪ .‬إذا نجح في الوصول إلى‬
‫طاولة في المطعم بدون اشتباه‪ ،‬سيظفر بالوجبة الجزء منه الذي س‪HH‬يظهر ف‪HH‬وق الطاول‪HH‬ة لن يث‪HH‬ير‬
‫شكا في ذهن القارس‪HH‬ون بالنس‪HH‬بة لس‪HH‬وبي‪ ،‬الط‪HH‬ائر المحمص ب‪HH‬الفرن ه‪HH‬و الش‪HH‬يء المناس‪HH‬ب ‪ -‬م‪HH‬ع‬
‫زجاجة من شابلي‪ ،‬ثم كاممبير‪ ،‬وكوب من القهوة الصغير‪ ،‬وسيجارة دوالر واحد للسيجارة ك‪HH‬ان‬
‫كافيا لن يكون المجموع عاليا بما يكفي الستدعاء أي تجس‪HH‬يد عظيم من انتق‪HH‬ام إدارة المقهى وم‪HH‬ع‬
‫ذلك‪ ،‬ستتركه اللحمة شبعا وسعيدا خال عودته إلى مأواه الشتوي‪.‬‬
‫ولكن حين دخل سوبي باب المطعم‪ ،‬وقعت عين الفارس‪HH‬ون على س‪HH‬رواله الب‪HH‬الي وحدات‪HH‬ه ال‪HH‬رث‪.‬‬
‫تلك األيدي القوية والجاهزة اخذت بص‪HH‬مت وبس‪HH‬رعة بنقل‪HH‬ه إلى الرص‪HH‬يف‪ ،‬وتالش‪HH‬ت مخططات‪HH‬ه‬
‫بالدعوة الالئقة لتناول الطائرالبري الذي كان يتمناه‪.‬‬
‫استدار سوبي باتجاه برودواي‪ .‬يبدو أن طريقه إلى الجزي‪HH‬رة المرغوب‪HH‬ة لن يك‪HH‬ون طريق‪HH‬ا س‪HH‬هال‪.‬‬
‫يجب أن يفكر في وسيلة أخرى لدخول الليمبو‪.‬‬
‫وعند مفترق الجادة السادسة‪ ،‬كانت أضواء الكهرباء تض‪H‬يء البض‪H‬ائع المعروض‪H‬ة بش‪H‬كل م‪H‬اهر‬
‫وراء الزجاج المطلي األمر الذي جعل نافذة المحل ملفتة للنظر‪ .‬أخذ سوبي حص‪HH‬اة وق‪HH‬ذفها ع‪HH‬بر‬
‫الزجاج جاء الناس يركضون ح‪HH‬ول الزاوي‪HH‬ة‪ ،‬ك‪HH‬ان ي‪HH‬رافقهم في المقدم‪HH‬ة ش‪HH‬رطي‪ .‬وق‪HH‬ف س‪HH‬وبي‪،‬‬
‫وكانت يديه في جيوب‪H‬ه‪ ،‬وابتس‪H‬م عن‪H‬د رؤي‪H‬ة األزرار النحاس‪H‬ية في قميص الش‪H‬رطي‪ .‬أين الرج‪H‬ل‬
‫الذي فعل ذلك؟" سال الضابط بحماس‪.‬‬
‫اليس من الممكن أن تتخيل أن لدي شيئا للقيام به قال سوبي‪ ،‬ليس ب‪HH‬دون س‪HH‬خرية‪ ،‬ولكن بطريق‪HH‬ة‬
‫ودية‪ ،‬كماهم األش‪HH‬خاص االثري‪HH‬اء ال‪HH‬ذين يق‪HH‬درون الم‪HH‬ال‪ .‬رفض عق‪HH‬ل الش‪HH‬رطي أن يقب‪HH‬ل س‪HH‬وبي‬
‫كفاعل لهذا بدليل ان الرجال الذين يكسرون النوافذ ال يبقون ليتحاوروا م‪HH‬ع منف‪HH‬ذي الق‪HH‬انون‪ .‬إنهم‬
‫يهربون رأى الشرطي رجال على نصف التقاطع يهرب ليلحق بحافلة بمس‪HH‬اعدة اله‪HH‬راوة‪ ،‬انض‪HH‬م‬
‫إلى مطاردته‪ .‬بينم‪HH‬ا يمأل قلب س‪HH‬وبي باالش‪HH‬مئزاز‪ ،‬يمض‪HH‬ي متراخي‪HH‬ا بفش‪HH‬له المتك‪HH‬رر‪ .‬في الجه‪HH‬ة‬
‫المقابلة للشارع كان هناك مطعم متواضع ال يملك مظ‪HH‬اهر ال‪HH‬ترف‪ .‬ولكن على األق‪HH‬ل ك‪HH‬ان يخ‪HH‬دم‬
‫شهيته الكبيرة ومحفظت‪H‬ه المتواض‪H‬عة‪ .‬ك‪H‬انت أواني‪H‬ه بس‪H‬يطة وأج‪H‬واؤه كثيف‪H‬ة مزدحم‪H‬ة‪ ،‬وحس‪H‬اءه‬
‫ومناشفه رقيقة دخل سوبي هذا المكان بحذاءيه المتأكل وسرواله ال‪HH‬رث دون مخ‪HH‬اطر جلس عن‪HH‬د‬
‫الطاولة وتن‪H‬اول ش‪H‬ريحة لحم وفط‪H‬ائر البانكي‪H‬ك‪ ،‬ودون‪H‬ات‪ ،‬وفط‪H‬يرة‪ .‬ثم أخ‪H‬بر الن‪H‬ادل ال‪H‬ذي وق‪H‬ع‬
‫ضحية خداع بأن سوبي واصغر عملة نقدية غرباء‪ .‬اآلن‪ ،‬ال تضيع وقتك واتصل بشرطي‪ ،‬ق‪HH‬ال‬
‫سوبي للنادل وال تجعل السيد (س‪HH‬وبي) ينتظ‪HH‬ر "‪ .‬لن اجلب الش‪HH‬رطي ل‪HH‬ك"‪ ،‬ق‪HH‬ال الن‪HH‬ادل بص‪HH‬وت‬
‫يشبه كعكة الزبد وعين تشبه الكرز في كوكتيل مانهاتن‪ .‬ثم ن‪HH‬ادي مرحب‪HH‬ا‪ ،‬ك‪HH‬ون"! رمى ن‪HH‬ادلين‬
‫سوبي بهدوء على أذنه اليسرى‬
‫‪ ٣٣‬قصه قصيرة مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫على الرصيف الخشن‪ .‬نهض جزءا جزءا ومفصال مفصال‪ ،‬كما تفتح مس‪H‬طرة النج‪H‬ار‪ ،‬ثم نفض‬
‫الغبار عن مالبسه بدا لسوبي االعتقال كحلم وردي بدت الجزي‪HH‬رة بعي‪HH‬دة ج‪HH‬دا‪ .‬ض‪HH‬حك الش‪HH‬رطي‬
‫الذي وقف أمام صيدلية على بعد بابين عند رؤيته لسوبي وسار في اتجاه الشارع‪.‬‬
‫مشى سوبي خمس تقاطع‪HH‬ات قب‪HH‬ل أن تس‪HH‬مح ل‪HH‬ه ش‪HH‬جاعته بطلب االعتق‪HH‬ال م‪HH‬رة أخ‪HH‬رى‪ .‬في ه‪HH‬ذه‬
‫المرة‪ ،‬أنت الفرصة على طبق من فضة لسوبي‪ .‬ك‪HH‬انت تق‪HH‬ف ام‪HH‬رأة ش‪HH‬ابة ذات مظه‪HH‬ر متواض‪HH‬ع‬
‫وجذاب أمام نافذة عرض تحدق بفض‪H‬ول في معروض‪H‬اتها من أق‪H‬داح الحالق‪H‬ة وح‪H‬امالت الح‪H‬بر‪،‬‬
‫وعلى بعد ياردتين من النافذة كان شرطي كبيرالحجم بمظهر الجاد يستند إلى صنبور المياه‪.‬‬
‫قرر سوبي عمل دور الشخص الدنيء الغير المرغوب فيه‪.‬‬
‫المظهر الرفيع واألنيق لضحيته ووجودها بالقرب من الشرطي الج‪HH‬اد ش‪HH‬جعاه على االعتق‪HH‬اد أن‪HH‬ه‬
‫سيشعر قريبا بلمسة االعتقال اللطيفة على ذراعه‪ ،‬والتي ستضمن له م‪HH‬اوى الش‪HH‬تاء في الجزي‪HH‬رة‬
‫الصغيرة‪ .‬قام سوبي بتعديل استقامة ربطة العنق التي أهدت‪HH‬ه اي‪HH‬اه الس‪HH‬يدة التبش‪HH‬يرية ش‪HH‬د أس‪HH‬اوره‬
‫المتراجعة إلى االمام‪ ،‬ووضع قبعته بزاوية تجعله يبدو شريرا وتوجه نحو الش‪HH‬ابة‪ .‬أطل‪HH‬ق عليه‪HH‬ا‬
‫نظرات‪ ،‬أصيب فجأة ب سعال شديد وفجأة‪ ،‬ابتسم‪ ،‬عبس ومر بهدوء يتمتم (بالص‪HH‬لوات بال‪HH‬دعاء‬
‫المنفر واالزدراء لدور الشرير بطرف عينه‪ ،‬رأى سوبي أن الشرطي كان يراقبه بانتباه ابتع‪HH‬دت‬
‫الشابة بضع خطوات‪ ،‬ومرة أخرى ركزت انتباهها على أقداح الحالقة تبعها سوبي‪ ،‬وتقدم بجرأة‬
‫إلى جانبها‪ ،‬رفع قبعته وقال ‪ :‬أهًال هناك‪ ،‬بديليا الست ترغبين في القدوم واللعب في ف‪HH‬اني؟ ك‪HH‬ان‬
‫الشرطي ال يزال يراقب كانت الفتاة الش‪HH‬ابة ال تحت‪HH‬اج س‪HH‬وى إلى إيم‪HH‬اءة بإص‪HH‬بع واح‪HH‬د‪ ،‬وس‪HH‬وف‬
‫يكون سوبي على وشك االنطالق إلى مالذه الجزيري بالفعل‪ ،‬كان يتص‪H‬ور أن‪H‬ه يمكن‪H‬ه أن يش‪H‬عر‬
‫بالدفء الدافئ للمركز األمني استدارت الفتاة الشابة الي‪HH‬ه ممت‪HH‬دة بي‪HH‬دها امس‪HH‬كت بأس‪HH‬اور معط‪HH‬ف‬
‫سوبي" بالتأكيد‪ ،‬ماي‪H‬ك"‪ ،‬ق‪H‬الت بف‪H‬رح‪ ،‬إذا كنت س‪H‬تأخذني إلى دل‪H‬و من الص‪H‬ابون الش‪H‬رطي ك‪H‬ان‬
‫ي‪H‬راقب م‪H‬ع الفت‪H‬اة الش‪H‬ابة ال‪H‬تي تلعب دور البالب‪H‬ل المتش‪H‬بثة بش‪H‬جرة البل‪H‬وط س‪H‬ار س‪H‬وبي بج‪H‬وار‬
‫الشرطي مغمض العيون بالكابة بدا وكان حريته مفيدة‪.‬‬
‫في الزاوية التالية‪ ،‬تخلص أحد من رفيقت‪HH‬ه وركض‪ .‬توق‪HH‬ف في المنطق‪HH‬ة ال‪HH‬تي تع‪HH‬رف بالش‪HH‬وارع‬
‫الخفيفة والقلوب المرهقة والوعود ونصوص األوب‪HH‬را ليال نس‪HH‬اء بف‪HH‬رو ورج‪HH‬ال بمع‪HH‬اطف كب‪HH‬يرة‬
‫يتحركون بسعادة في الهواء الشتوي أدرك سوبي فجأة أن شيئا فظا قد جعل‪HH‬ه مع‪HH‬نى من االعتق‪HH‬ال‬
‫جلبت له هذه الفك‪H‬رة قليًال من الهل‪H‬ع‪ ،‬وعن‪H‬دما وج‪H‬د نفس‪H‬ه أم‪H‬ام ش‪H‬رطي آخ‪H‬ر يتنعم بفخام‪H‬ة ام‪H‬ام‬
‫مسرح رائع‪ ،‬اللتزم فوزا فكرة "السلوك الفوض‪HH‬وي ‪ ".‬على الرص‪HH‬يف‪ ،‬ب‪HH‬دأ س‪HH‬وبي في الص‪HH‬راخ‬
‫ب‪HH‬الهمس المخم‪HH‬ور على قم‪HH‬ة ص‪HH‬وته الخش‪HH‬ن ‪ .‬رقص‪ ،‬ص‪HH‬اح‪ ،‬ه‪HH‬ذى ‪ ،‬وأزعج الجمي‪HH‬ع ‪ .‬ح‪HH‬رك‬
‫الشرطي عصاه‪،‬‬
‫‪ ٣٤‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫وتحول ظهره إلى سوبي‪ ،‬وقال لمواطن" ‪ :‬إن‪HH‬ه أح‪HH‬د أوالد بي‪HH‬ل يحتف‪HH‬ل بالبيض‪HH‬ة ال‪HH‬تي يعطونه‪HH‬ا‬
‫لكلية هارتفورد صاحب‪ ،‬ولكن ال ضرر لدينا تعليمات بتركهم"‪.‬‬
‫حزينا‪ ،‬توقف سوبي عن صخبه هل سيضع يوما ما أحد من الشرطة يديه عليه؟ في خياله‪ ،‬تب‪HH‬دو‬
‫الجزيرة مثاليه بشكل مزعج لسوبي‪ .‬وبعدها ربط معطفه الهش ضد الرياح الباردة‪.‬‬
‫رأى في محل السجائر‪ ،‬رجال منجمًال يشعل سيجارة بضوء متهالك‪ .‬وقد وضع مظلته الحريري‪HH‬ة‬
‫بجوار الباب عند الدخول‪ .‬دخ‪HH‬ل س‪HH‬وبي‪ ،‬واس‪HH‬تولى على المظل‪HH‬ة وتج‪HH‬ول به‪HH‬ا ببطء تبع‪HH‬ه الرج‪HH‬ل‬
‫صاحب السيجارة بسرعة‪" .‬مظلتي"‪ ،‬قال الرجل بجدية أهو كذلك؟" سخر سوبي‪ ،‬مضيًفا بعض‬
‫االهانة إلى السرقة البسيطه "حسناء لماذا ال تستدعي شرطيا؟ أخ‪HH‬ذتها مظلئ‪HH‬ك لم‪HH‬اذا ال تس‪HH‬تدعي‬
‫شرطيا؟ هناك واحد يقف عند الزاوية"‪.‬‬
‫تباطات خطى صاحب المظلة‪ .‬وتباطات خطى سوبي أيضا بقطن‪HH‬ة أن الح‪HH‬ظ س‪HH‬يعمل ض‪HH‬ده م‪HH‬رة‬
‫أخرى‪ .‬نظرالشرطي إلى االثنين بفضول‪.‬‬
‫قال صاحب المظلة "بالطبع " " حسنا‪ ،‬انت تعرف كيف تح‪HH‬دث مث‪HH‬ل ه‪HH‬ذه األخط‪HH‬اء ‪ -‬إذا ك‪HH‬انت‬
‫مطلتك فأتمنى أن تعذرني ‪ -‬إنني التقطتها كل الص‪HH‬باح في مطعم ‪ -‬إذا قمت كنت متأك‪HH‬د من أنه‪HH‬ا‬
‫لك ‪ -‬أتمنى أن تفهم"‪.‬‬
‫بالطبع إنها لي"‪ ،‬قال سوبي بشراسة‪.‬‬
‫السحب رجل المظلة السابق‪ .‬أسرع الشرطي المس‪H‬اعدة ام‪H‬رأة ش‪H‬قراء طويل‪H‬ة في معط‪H‬ف أوب‪H‬را‬
‫عبر الشارع امام عربة تتجه نحوهم من بعد تقاطعين‪ .‬تجول سوبي شرقا عبر شارع متأكل القى‬
‫المظلة بغضب في حفرة‪ .‬كان يتذمر ضد رجال الشرطة الذين يرتدون خودات ويحملون عص‪HH‬يا‬
‫ألنه أراد أن يقع في أي‪HH‬ديهم‪ ،‬يب‪HH‬دو أنهم يعتبرون‪HH‬ه ملك‪HH‬ا محص‪HH‬نا ال ي‪HH‬رتكب الخط‪HH‬أ‪.‬أخ‪HH‬يرا وص‪HH‬ل‬
‫سوبي إلى إحدى الشوارع الشرقية حيث كانت اللمعان واالكتظ‪HH‬اظ ض‪HH‬عيفين‪ .‬وج‪H‬ه لوجه‪HH‬ه نح‪H‬و‬
‫ماديسون سكوير مالذه السابق‪ ،‬ألن غريزة الع‪HH‬ودة تبقى ح‪HH‬تى عن‪HH‬دما يك‪HH‬ون الم‪HH‬نزل ه‪HH‬و عب‪HH‬ارة‬
‫مقعد في الحديقة‪.‬‬
‫ولكن في زاوية هادئة بشكل غير عادي‪ ،‬توقف سوبي‪ .‬كانت هناك كنيسة قديمة غريبة ومتن‪HH‬اثرة‬
‫وذات سقوف مثلثة‪ .‬من خالل إحدى النوافذ الملونة بالبنفسجية‪ ،‬ك‪HH‬ان يت‪HH‬وهج ض‪HH‬وء ن‪HH‬اعم‪ ،‬حيث‬
‫كان على األرجح عازف األرجون يتخذ وقتا للتأكد من إتقانه للترنيمة الس‪HH‬بتية القادم‪HH‬ة‪ .‬فتن‪HH‬اثرت‬
‫انعام حلوة تطفو إلى أذان سوبي‪ ،‬التي الهمت‪H‬ه وجعلت‪H‬ه ينح‪H‬ني متك‪H‬ا على س‪H‬ياج الحدي‪H‬د الملت‪H‬وي‬
‫القمر كان في األعلى‪ ،‬المعا وهادئا‪ ،‬كانت العربات والمشاة قليلين؛ تغرد العص‪HH‬افير بحم‪HH‬اس في‬
‫المزاريب ‪ -‬لفترة وجيزة كان للمشهد أن يكون روحانيا كساحة الكنيسة‪ .‬ذلك النشيد ال‪HH‬ذي عزف‪HH‬ه‬
‫عازف األرجن‬
‫‪ ٣٥‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫جمع بين سوبي وبين السياج الحديدي‪ ،‬ألنه كان يعرفه جيدا تل‪HH‬ك األي‪HH‬ام ال‪HH‬تي ك‪HH‬انت حيات‪HH‬ه ملئ‬
‫بتلك األمور الجميلة كاألمهات والورود والطموحات واألصدقاء واألفكارالنقية والطيور‪ .‬تح‪HH‬ول‬
‫فجاني ورائع في روح‪HH‬ه ح‪HH‬دث بفع‪HH‬ل حيث ت‪HH‬داخالت حالت‪HH‬ه النفس‪HH‬ية المتس‪HH‬عة والت‪HH‬أثيرات ح‪HH‬ول‬
‫الكنيسة القديمة‪ .‬نظر برعب إلى هذا الهاوية التي انق‪HH‬اد له‪HH‬ا‪ ،‬األي‪H‬ام المري‪HH‬رة‪ ،‬الرغب‪HH‬ات الهالك‪HH‬ة‪،‬‬
‫األمال الميتة‪ ،‬القدرات‬
‫المتعثرة والدوافع االساسية التي شكلت وجوده‪.‬‬
‫وأيضا في لحظة تفاعل معها قلبه بحماس إلى ه‪HH‬ذا الش‪HH‬عور الجدي‪HH‬د حرك‪HH‬ة فوري‪HH‬ة وقوي‪HH‬ة دفعت‪HH‬ه‬
‫للكفاح ضد مص‪H‬يره المائ‪H‬ل للي‪H‬اس‪ .‬سيس‪H‬تخرج نفس‪H‬ه من الوح‪H‬ل‪ ،‬س‪H‬يجعل من نفس‪H‬ه رجال م‪H‬رة‬
‫أخرى‪ ،‬سيهزم الشر الذي استولى علي‪HH‬ه‪ .‬ك‪HH‬ان هن‪HH‬اك وقت؛ إن‪HH‬ه ليس كب‪HH‬يرا ب‪HH‬العمر بع‪HH‬د؛ س‪HH‬يعيد‬
‫الروح الطموحاته الحماسية القديمة ويتبعها بدون تردد‪ .‬كانت تل‪H‬ك النغم‪H‬ات الج‪H‬ادة واللطيف‪H‬ة ق‪H‬د‬
‫عملت بداخلة ثورة غًدا سيذهب إلى منطقة وسط المدينة الص‪HH‬اخبة ويبحث عن عم‪HH‬ل ك‪HH‬ان ت‪HH‬اجر‬
‫الفراء قد عرض عليه مرة وظيفة كسائق سيجده غذا ويطلب هذا المنصب‪ .‬سيكون شخصا مهما‬
‫في هذا العالم‪ .‬وسيكون وسيكون ‪....‬‬
‫شعر سوبي بيد تلقى على ذراعه نظر حوله بسرعة إلى وجه واسع لشرطي ماذا تفعل هنا؟ سأل‬
‫الضابط ‪ .‬قال سوبي ال شيء‪ ،‬إذا تعال معي قال الشرطي‪ .‬قال القاضي في المحكمة تسجن ثالثة‬
‫أشهر على الجزيرة محكمتك ستكون في الصباح التالي‪.‬‬
‫القصه الثامنه‬
‫ذكريات كلب أصفر‬
‫ال اعتقد أنه سيفاجئ أيا منكم قراءة سلوكيات الحيوان‪ .‬قد أثبت السيد كيبلنغ والعديد من اآلخرين‬
‫حقيق‪HH‬ة أن الحيوان‪HH‬ات يمكنه‪HH‬ا التعب‪HH‬ير عن أنفس‪HH‬ها باإلنجليزي‪HH‬ة الص‪HH‬حيحة‪ ،‬وال تق‪HH‬وم أي مجل‪HH‬ة‬
‫بالطباعة في الوقت الحالي دون وجود قصة حيوان فيها‪ ،‬باستثناء الدوريات القديمة التي ال تزال‬
‫تنشر صوًر ا لبرايان وكارثة مون بيليه‪ .‬ولكن ال داعي للبحث عن أدب عال في قصتي‬
‫مثلما يتحدث الدب بيرو والثعبان سناكو والنمر تامانو في روايات الغاب‪HH‬ة‪ ،‬ال يمكن ان تتوق‪HH‬ع من‬
‫كلب أصفر قضى معظم حياته في شقة رخيصة في نيويورك‪ ،‬نائما في زاوية على قطعة قم‪HH‬اش‬
‫رثة تلك التي انسكبت عليها النبيذ البورتو في حفل عشاء نس‪HH‬وة العم‪HH‬ال الط‪HH‬ويالت أن ي‪HH‬ؤدي أي‬
‫حيل في فن الكالم‪ .‬ولدت كجرو أصفر‪ ،‬وتاريخ الوالدة والموقع واألصل والوزن مجه‪HH‬ول‪ .‬أول‬
‫شيء يمكنني تذكره هو أن امرأة عجوز كانت تحملني في سلة عند تقاطع ب‪HH‬رودواي في الش‪HH‬ارع‬
‫الثالث والعشرون تحاول بيعي لسيدة س‪H‬مينة‪ .‬ك‪HH‬انت الس‪H‬يدة العج‪H‬وزة ه‪HH‬ا ب‪HH‬ارد ت‪HH‬روج لي بجدي‪HH‬ة‬
‫ككلب‬
‫‪ ٣٦‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫هاميلتونيان ‪ -‬أحمر ‪ -‬ايرلندي صيني بوجي أصلي الحقت السيدة الس‪HH‬مينة خمس‪HH‬ة دوالرات في‬
‫حقيبتها بين عينات الفالنيل الثقيلة حتى حشرتها في زاوية الحقيبة‪ .‬منذ تلك اللحظ‪HH‬ة كنت حي‪HH‬وان‬
‫أليف ‪ -‬حيوان أليف ألم‪ .‬قل لي ايها قارئ اللطي‪HH‬ف ه‪HH‬ل ح‪HH‬دث ل‪HH‬ك أن امتلكت ام‪HH‬رأة ت‪HH‬زن من‪HH‬تي‬
‫رطال تتنفس رائحة جبن الكامامبير وعط‪HH‬ر ب‪HH‬و دي اس‪HH‬بانيا"‪ ،‬وتحمل‪HH‬ك ثم تق‪HH‬وم بتل‪HH‬ك الحرك‪HH‬ات‬
‫بأنفها في جميع أنحاء وجهك‪ ،‬قائلة في كل األوق‪HH‬ات بن‪HH‬برة إيم‪HH‬ا ايم‪HH‬ز‪ :‬أوه‪ ،‬ه‪HH‬وس أوم او دل‪HH‬وم‪،‬‬
‫دودلوم‪ ،‬وودلوم‬
‫تو دلوم‪ ،‬بيتسي وينسى سكود لومز ؟"‬
‫نشأت ككلب اصفر مجهول يشبه الكلب الهجين ما بين قطة أنغ‪HH‬ورا وص‪HH‬ندوق من الليم‪HH‬ون‪ .‬لكن‬
‫سيدتي لم تتردد في أخذي أبدا‪ .‬كانت تعتقد أن الجروين البدائيين اللذين ادخلهما نوح إلى الس‪HH‬فينة‬
‫كانا فرعا جانبًيا من اسالمي‪ .‬احتجت الى رجلي شرطة لمنعها من إدخالي إلى حديق‪HH‬ة ماديس‪HH‬ون‬
‫سكوير أمال بالفوز بجائزة كلب الصيد السيبيري‪.‬‬
‫واآلن سأخبركم عن تلك الشقة‪ .‬كان المنزل عاديا في نيويورك‪ ،‬مفروش‪HH‬ا بالرخ‪HH‬ام الباريس‪HH‬ي في‬
‫قاعة الدخول وحجارة صغيرة فوق الطابق األول‪ .‬كانت شقتنا في الطابق الثالث ‪ -‬حسنا‪ ،‬ليس‪HH‬ت‬
‫عالية صعودا استأجرت سيدتي الشقة بدون أثاث‪ ،‬ووضعت فيها األشياء العادية ‪ -‬عفش صالون‬
‫بطراز ‪ ،۱۹۰۳‬لوح كروم‪HH‬و لفتي‪HH‬ات في مقهى ه‪HH‬ارلم‪ ،‬نب‪HH‬ات المط‪HH‬اط وزوجه‪HH‬ا( ال‪HH‬ذي ك‪HH‬ان من‬
‫ضمن األشياء العادية‪ . ).‬بالسيريوس كان هناك إنسان أشفق علي‪HH‬ه‪ .‬ك‪HH‬ان رجًال ص‪HH‬غيرا ذا ش‪HH‬عر‬
‫رملي وشوارب تشبه إلى حد كبير شواربي ثابت‪HH‬ا بال ح‪HH‬راك ؟ ‪ -‬حس‪HH‬ناء الطي‪HH‬ور ذوات المن‪HH‬اقير‬
‫الكبيرة والفالمنجو والبجع كانت جميعها تستهلك من حسابه البنكي كان يمسح األطب‪HH‬اق ويس‪HH‬تمع‬
‫إلى سيدتي تحدث عن األشياء الرخيصة والمتهالكة ال‪HH‬تي تعرض‪HH‬ها الس‪HH‬يدة ذات المعط‪HH‬ف الف‪HH‬رو‬
‫السكري على الطابق الثاني لتجفيفها على حبلها‪ .‬وكل مساء‪ ،‬أثناء إعدادها للعشاء‪ ،‬كانت تج‪HH‬بره‬
‫على اخراجي للتنزه‪ .‬إذا كان الرجال يعلمون كيف تقضي النساء وقتهن عندما يكن وح‪HH‬دهن لم‪HH‬ا‬
‫تزوجوا أبدا‪ .‬لورا لين جيبي الكاكاو بنكهة الفول السوداني‪ ،‬قليل من ك‪H‬ريم الل‪H‬وز على عض‪H‬الت‬
‫الرقبة‪ ،‬األطباق غير مغسولة نصف ساعة حديث مع ص‪HH‬احب الثلج‪ ،‬ق‪HH‬راءة حزم‪HH‬ة من الرس‪HH‬ائل‬
‫القديمة‪ ،‬زوج من الخيار‪ ،‬وزجاجتين من مستخلص البيرة هذا تقريب‪H‬ا ك‪H‬ل ش‪H‬يء عش‪H‬رون دقيق‪H‬ة‬
‫قبل أن يعود إليها من العم‪HH‬ل‪ ،‬تق‪HH‬وم ب‪HH‬ترتيب الم‪HH‬نزل‪ ،‬تص‪HH‬فف ش‪HH‬عرها بحيث ال يظه‪HH‬ر‪ ،‬وتس‪HH‬تعد‬
‫للخياطة كمحاولة لالبتزاز العشر دقائق‪.‬عشت حياة كلب في تلك الشقة‪ .‬معظم اليوم أقضيه هناك‬
‫في زاويتي أشاهد المرأة البدينة تضيع الوقت أحياًنا أنام وأحلم بمالحقة القطط إلى القب‪HH‬و والنب‪HH‬اح‬
‫على الس‪HH‬يدات الكب‪HH‬ار الل‪HH‬واتي يرت‪HH‬دين القف‪HH‬ازات الس‪HH‬وداء‪ ،‬كم‪HH‬ا ك‪HH‬ان ينبغي للكلب أن يفع‪HH‬ل‪ .‬ثم‬
‫تهاجمني بالكثير من تلك الثرثرة الكلبية وتقبلني على أنفي ‪ -‬لكن ما الذي يمكن‪H‬ني فعل‪H‬ه؟ ال يمكن‬
‫للكلب مضغ القرنفل‪ .‬بدأت أشعر بالشفقة تجاه الزوج‪ ،‬اللعنة على قططي إذا لم أش‪HH‬فق‪ .‬كن‪HH‬ا نب‪HH‬دو‬
‫متشابهين لدرجة أن الناس الحظوا‬
‫‪ ٣٧‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫ذلك عندما خرجنا؛ لذا قررنا تجنب الشوارع التي يسير فيها سائق س‪HH‬يارة مورغ‪HH‬ان‪ ،‬وب‪HH‬دأنا في‬
‫تسلق كومة الثلج من ديسمبر الماضي في الشوارع التي يعيش فيها الناس الفقيرة‪.‬‬
‫في إحدى المساءات‪ ،‬ونحن نتمشى بهذا الشكل‪ ،‬وأنا أحاول أن أبدو ككلب سان برن‪HH‬ار‪ ،‬والرج‪HH‬ل‬
‫العجوز يحاول أن يبدو وكأنه على األرجح لن يقتل أول عازف يعزف لحن الزفاف لميندلس‪HH‬ون‪،‬‬
‫نظرت إليه وقلت‪ ،‬بطريقتي ‪ :‬لماذا تبدو بهذا الشقاء‪ ،‬ي‪HH‬ا س‪HH‬مكري البل‪HH‬وبري؟ هي ال تقبل‪HH‬ك‪ .‬ليس‬
‫علي‪HH‬ك أن تجلس على ركبته‪HH‬ا وتس‪HH‬تمع إلى ح‪HH‬ديث س‪HH‬يجعل المس‪HH‬رحية الموس‪HH‬يقية تب‪HH‬دو ككالم‬
‫إبيكتيتوس يجب أن تكون شاكًر ا ألنك لست كلبا انتعش بينيديك‪ ،‬وقل وداعًا للحزن‪ .‬نظر الرج‪HH‬ل‬
‫المتزوج إلى بتفكير تقريبا كالكلب لماذا يا كلب قال كلب جيد‪ .‬أنت تبدو تقريبا كما ل‪HH‬و أن‪HH‬ك تري‪HH‬د‬
‫أن تتحدث‪ .‬ماذا يا كلب ‪ -‬هل هي القطط؟‬
‫القطط يمكن أن أتحدث ولكن ب‪H‬الطبع‪ ،‬ال يمكن‪H‬ه فهمي من‪H‬ع البش‪H‬ر من التح‪H‬دث بلغ‪H‬ة الحيوان‪H‬ات‪.‬‬
‫الطريق المشتركة الوحيدة ال‪H‬تي يمكن للكالب والبش‪H‬ر أن يتواص‪H‬لوا من خالله‪H‬ا هي في الخي‪H‬ال‪.‬‬
‫في الشقة عبر الردهة التي تبعد منا‪ ،‬عاشت سيدة مع كلب من نوع البالك ان‪HH‬د ث‪HH‬ان ك‪HH‬ان زوجه‪HH‬ا‬
‫يربطه بحيل ويأخذه للنزهة كل مساء‪ ،‬ولكنه دائما يعود إلى المنزل ويصفر بروح مرحة في يوم‬
‫ما‪ ،‬تالمست ألفي بألف الكلب من نوع البالك اند تان في الردهة‪ ،‬وطرحت عليه سؤال‪.‬‬
‫قلت له انظر الى‪ ،‬ويغل اند سكيب"‪" ،‬أنت تعرف أن‪HH‬ه ليس من طبيع‪HH‬ة الرج‪HH‬ل الحقيقي أن يلعب‬
‫دور الممرض لكلب لم أز أحدا مربوطًا بكلب حتى اآلن ويبدو وكأن‪HH‬ه ي‪HH‬رغب في لكم ك‪HH‬ل رج‪HH‬ل‬
‫ينظر إليه لكن زوجك يعود كل يوم مفعم بالحيوية والتفاؤل كما يفعل هواة الخدع السحرية ال‪HH‬ذين‬
‫يقومون بحيلة البيض‪ .‬كيف يفعل ذلك؟ ال تخبرني أنه يحب ذلك"‪.‬‬
‫قال الكلب من نوع البالك اند تان باستغراب "صاحبي ؟"‪" .‬لم‪HH‬اذا‪ ،‬إن‪HH‬ه يس‪HH‬تخدم الطبيع‪HH‬ة كعالج‬
‫يكون خجوال في البداية عندما نخرج‪ ،‬تمامًا مث‪HH‬ل الرج‪HH‬ل على الس‪HH‬فينة ال‪HH‬ذي يفض‪HH‬ل أن يلعب الـ‬
‫"بيدرو" عندما تكون هن‪HH‬اك ج‪HH‬ائزة ك‪HH‬برى بحل‪HH‬ول ال‪HH‬وقت ال‪HH‬ذي تك‪HH‬ون ق‪HH‬د زرن‪HH‬ا ثم‪HH‬اني محالت‬
‫الكحول‪ ،‬عندها ال يهتم بما إذا كان الشيء الذي يجذبه نهاية الحبل هو كلب أم س‪HH‬مكة ق‪HH‬رش‪ .‬لق‪HH‬د‬
‫فقدت مقدار بوصتين من ذيلي في محاولة تفادي تلك األبواب الدوارة"‪.‬‬
‫النصيحة التي حصلت عليه‪H‬ا من تل‪H‬ك الكلب ‪ -‬ي‪H‬رجى عرض‪H‬ها في مس‪H‬ارح الفودفي‪H‬ل ‪ -‬جعلت‪H‬ني‬
‫أفكر‪.‬‬
‫في حوالي السادسة إحدى المساءات‪ ،‬أمرت سيدتي زوجها بأن ينشغل بتقديم ع‪HH‬رض األوزون لـ‬
‫"لوفي"‪ .‬لقد أخفيت ذلك حتى اآلن حتى احفظ كرامة صاحبي‪ ،‬ولكن ه‪HH‬ذا ه‪HH‬و طبعي ك‪HH‬ان الكلب‬
‫من نوع البالك اند تان يدعى "تويتنس"‪ .‬اعتبر نفسي أفضل منه قدر استطاعة اإلنسان تعقب‬
‫‪ ٣٨‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫األرنب‪ .‬ومع ذلك‪" ،‬لوفي" شيء ذوطابع يضر بكرامة اإلنس‪HH‬ان‪ .‬في مك‪HH‬ان ه‪HH‬ادئ على ش‪HH‬ارع‬
‫امن شددت على حبل صاحبي أمام حانة جذابة وراقية‪ .‬قمت بنزه‪HH‬ة متجه‪HH‬ا نح‪HH‬و األب‪HH‬واب‪ ،‬وأن‪HH‬ا‬
‫أصدح بنباح كالكلب في المقابالت الصحفية الذي يخبر العائلة أن اليس الصغيرة ليس‪HH‬ت متع‪HH‬ثرة‬
‫أثناء جمع السوسن من الج‪HH‬دول‪" .‬لم‪HH‬اذا‪ ،‬ويمس‪HH‬ح عين‪HH‬ه‪ ،‬ق‪HH‬ال الرج‪HH‬ل العج‪HH‬وز بابتس‪HH‬امة "عي‪HH‬ني‬
‫تؤلمني وكان‬
‫ليمون سلتزر قد دخل فيها‪ .‬دعني أرى ‪ -‬كم مض‪HH‬ى من ال‪HH‬وقت من‪HH‬ذ أن قمت بتلمي‪HH‬ع جل‪HH‬د الح‪HH‬ذاء‬
‫بوضع إحدى قدمي عليه؟ اعتقد أنني سأفعل ذلك مرة اخرى"‪.‬‬
‫كنت أعلم انه يريد متجر الكحول شرب الوسكي‪ ،‬وجلس عند الطاولة لمدة ساعة‪ ،‬يراقب دخ‪HH‬ول‬
‫الناس‪ .‬جلست بجواره‪ ،‬الفت انتباه النادل باستمرار بديلي‪ ،‬وأك‪HH‬ل الغ‪HH‬داء المج‪HH‬اني ال‪HH‬ذي ال يمكن‬
‫لطعام أمي في الشقة أن تضاهيه مع كل مشترياتها من متجر اللحوم الفاخر قبل ثماني دق‪HH‬ائق من‬
‫عودة أبي إلى المنزل‪ .‬عندما استنفدت منتجات اسكتلندا كامله باستثناء الخبز الجاوي‪ ،‬قام الرجل‬
‫العج‪HH‬وز بف‪HH‬ك قي‪HH‬دي من قاع‪HH‬دة الطاول‪HH‬ة ولعب بي خارج‪HH‬ا كم‪HH‬ا يلعب ص‪HH‬ياد الس‪HH‬مك بس‪HH‬مكته في‬
‫الخارج‪ ،‬أزال مني القيد ورماه في الشارع‪ .‬قال الرجل‪" :‬يا له من الكلب مس‪HH‬كين" ‪ " ،‬لن تقبل‪HH‬ك‬
‫تلك العجوز بعد اآلن ‪ ....‬اذهب‪ ،‬يا كلب‪ ،‬والفرد وكن سعيدا بأن تصدمك عربة الشارع‪.‬‬
‫رفضت مغادرة المكان قفزت وتالعبت حول ساقي العج‪HH‬وز‪ ،‬س‪HH‬عيد ككلب ص‪HH‬غير على س‪HH‬جادة‪.‬‬
‫قلت له أنت‪ ،‬يا صاحب الرأس المعمل مطارد األرانب‪ ،‬وسارق البيض ه‪HH‬ل ت‪HH‬رى أن‪HH‬ني ال أري‪HH‬د‬
‫أن أتركك؟ هل ال تستطيع أن ترى أننا كلبان في الغابة وأن السيدة هي العم القاسي الذي يطاردنا‬
‫بمنديل المطبخ وأنا مدهون بزيت القمل وقوس وردي لربط ذيلي‪ .‬لماذا ال تترك ك‪HH‬ل ه‪HH‬ذا العن‪HH‬اء‬
‫وتكون أصدقاء إلى األبد؟ ربما س‪HH‬تقولون أن‪HH‬ه لم يفهم ‪ -‬ربم‪HH‬ا لم يفهم‪ .‬ولكن‪HH‬ه نوع‪HH‬ا م‪HH‬ا فهم فعلي‪HH‬ا‬
‫عندما أمسك بـ "هوت سكوتش" ووقف لحظة يفكر‪ .‬يا كلب ق‪H‬ال أخ‪H‬يرا‪ ،‬نحن ال نعيش أك‪HH‬ثر من‬
‫اثني عشرة حياة على هذه األرض‪ ،‬وقليل ج‪HH‬دا من‪HH‬ا يعيش ليك‪HH‬ون أك‪HH‬ثر من ‪ ٣٠٠‬ع‪HH‬ام‪ .‬إذا رأيت‬
‫تلك الشقة مرة أخرى فأنا غ‪H‬بي‪ ،‬وإذا رأيت‪H‬ه أنت ف‪H‬أنت أك‪H‬ثر غب‪H‬اء‪ .‬أن‪H‬ا أراهن من ‪ ٦٠‬إلى ‪ 1‬أن‬
‫الكلب ويستوارد هو " سيفوز ببطولة "داشهند" للكالب"‪ .‬لم يكن هناك حبل‪ ،‬لكني انطلقت بفرح‬
‫مع سيده إلى ميناء السفن في الشارع الثالث والعشرون‪ .‬حتى ان القطط ارتعبت وارت‪HH‬ات القط‪HH‬ط‬
‫لشكر هللا بان لها مخالب تمكنها من التعلق بالسقف‪.‬‬
‫على الجانب اآلخر‪ ،‬قال سيدي لشخص غريب يقف يأكل بان ك‪HH‬رانت" ‪ :‬أن‪HH‬ا وكل‪HH‬بي في طريقن‪HH‬ا‬
‫إلى جبال الروكي ‪ .‬ولكن ما أسعدني أكثر هو عندما جز سيدي ب‪HH‬اذني ح‪HH‬تى نبحت‪ ،‬وق‪HH‬ال ‪ :‬أنت‬
‫ذو رأس القرد‪ ،‬وذو ذيل القار‪ ،‬وذو اللون الكبريتي‪ ،‬هل تعلم ما سأسميك؟ فكرت انه سيسميني‬
‫‪.‬‬
‫‪ ٣٩‬قصه قصيره مختاره من ‪ ١٠٠‬قصه من تأليف آو هنرى‬

‫"لوفي"‪ ،‬وحنقت بحزن ‪ .‬ساسميك "بيت"‪ ،‬يقول سيدي ولو كان لدي خمسة أذيال اهزها له‪ ،‬لما‬
‫كنت قادرا كفاية على التعبير عن فرحتي‪.‬‬

You might also like