Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 16

229-214 ‫ ص ص‬2022 )04‫ ( العدد‬10 ‫ – اجمللد‬ISSN 2352-9555 ‫رللة الدراسات والبحوث االجتماعية‬

-‫ قراءة سوسيوتاريخية‬- ‫ المدار و الديرورة‬:‫النخب المحلية في الجزائر‬


Local elites in Algeria : The path and the process- Socio-historical reading-
2
‫ زين الدين زمور‬،* 1‫مهدي بلحميتي‬

belhamiti-mehdi@hotmail.com ،)‫ (اجلزائر‬02‫جامعة دمحم بن أمحد وىران‬1


z_zemmour@hotmail.com ،)‫ (اجلزائر‬02‫جامعة دمحم بن أمحد وىران‬2
2023/03/18 :‫؛ اتريخ النشر‬2022/10/11 :‫؛ اتريخ القبول‬2022/04/09 :‫اتريخ االستقبال‬

‫ فاجملتمعات ال تفرز‬،‫ أتى مفهوم النخب عند رواده األوائل بفكرة مفادىا زلاولة دحض تلك النظرايت ادلؤسسة و القائمة على النظرة الطبقية اليت تقسم اجملتمع‬:‫ملخص‬
‫طبقات بقدر ما تنتج طلبا يكون ذلا السبق يف التحكم السياسي و يف السيطرة على دوائر احلكم ادلختلفة و اذل اآلن الزالت ادلنظورات اليت تناولت مفاىيم النخبوية و مسألة‬
‫ولعل ابرز‬. ‫التمايز و الًتقي االجتماعي ظاىرة متجذرة دبعطياهتا و عنصرا فاعال يف دراسات االجتماع و الفقو السياسي ابعتبارىا زلركا أساسيا للعديد من االنساق ادلختلفة‬
‫اشكال النخبة اليت مت تناوذلا ىي تلك الفئات الفعالة اليت عرفتها اجملتمعات احمللية يف انساقها االنثروسوسيولوجية حبكم طبيعة العالقة بُت البٌت التقليدية و الفواعل احلديثة اليت‬
‫تتعايش ضمن رلتمع واحد الزالت النخب احمللية عامال اساسيا فيو و مفهوما ضروراي لفهم النسق االجتماعي و عمليات التضامن و احلكم و اعادة انتاج الوجاىة و السلطة‬
. ‫اخل او بشكلها ادلادي و ادلعنوي‬.. ‫ابختالف اشكاذلا روحية سياسية اجتماعية‬
.‫ طلب زللية؛ سلطة؛ بٌت تقليدية؛ تراتبية إجتماعية‬: ‫الكلمات ادلفتاح‬

Abstract: The concept of the elites came to its early pioneers with the idea ,that trying to rebut
those founding and existing theories.It's based on the class view that divides society.So, societies
do not produce classes ,as much as, it produces elites that have a head start in political control and
in controling , the different constituencies of government.So far, the perspectives, which addressed
the concepts of elitism and the issue of differentiation and social advancement have been still, a
phenomenon rooted in its data and an active element in sociology studies and political
jurisprudence.
As a basic engine for many different formats . Perhaps the most prominent form of elite has been
addressed, are the effective catigories, that local communities have known, in its anthro-
sociological form ,under the nature of the relationship between traditional structures and modern
actors ,that coexist within one society, local, elites ,are still a key factor in it. It is an essential
concept for understanding the social form and processes of solidarity, governance ,reproduction of
relevance and authority, in its various forms, spiritual, political, and social… or in its physical and
moral forms.
Keywords: local elites; authority ; traditional structures ; social hierarchy

. ‫* مهدي بلحمييت‬
‫رللة الدراسات والبحوث االجتماعية ‪ – ISSN 2352-9555‬اجمللد ‪ ( 10‬العدد‪ 2022 )04‬ص ص ‪229 -214‬‬

‫‪ -I‬تمهيد ‪:‬‬

‫أتى مفهوم النخب عند رواده األوائل بفكرة مفادىا زلاولة دحض تلك النظرايت ادلؤسسة و القائمة على النظرة الطبقية اليت‬
‫تقسم اجملتمع‪ ،‬فاجملتمعات ال تفرز طبقات بقدر ما تنتج طلبا يكون ذلا السبق يف التحكم السياسي و يف السيطرة على دوائر احلكم‬
‫ادلختلفة و إذل اآلن الزالت ادلنظورات اليت تناولت مفاىيم النخبوية و مسألة التمايز و الًتقي اإلجتماعي ظاىرة متجذرة دبعطياهتا ‪ ،‬و‬
‫عنصرا فاعال يف دراسات اإلجتماع و الفقو السياسي إبعتبارىا زلركا أساسيا للعديد من األنساق ادلختلفة ‪.‬‬

‫ولعل أبرز أشكال النخبة اليت مت تناوذلا‪ ،‬ىي تلك الفئات الفعالة اليت عرفتها اجملتمعات احمللية يف أنساقها األنثروسوسيولوجية حبكم طبيعة‬
‫العالقة بُت البٌت التقليدية و الفواعل احلديثة‪ ،‬اليت تتعايش ضمن رلتمع واحد الزالت النخب احمللية عامال أساسيا فيو و مفهوما ضروراي‬
‫لفهم النسق اإلجتماعي و عمليات التضامن و احلكم و إعادة إنتاج الوجاىة و السلطة ابختالف أشكاذلا روحية‪ ،‬سياسيةو اجتماعية‬
‫‪..‬اخل أو بشكلها ادلادي و ادلعنوي ‪.‬‬

‫‪ . II‬النخبوية ‪ :‬اترخيانية ادلفهوم و اجملال‪.‬‬

‫‪ .1‬الداللة ادلفاهيمية للنخب ‪ :‬قراءة سوسيولوجية‪.‬‬

‫يتفق معظم الباحثُت و علماء اإلجتماع على أن مفهوم النخبة دل يستخدم على نطاق واسع و بشكل مركز يف الكتاابت السياسية‬
‫واإلجتماعية إال بعد عام ‪ 1930‬وذلك عرب نظرية النخبة لعادل اإلقتصاد واالجتماع اإليطارل فلفريدو ابريتو ‪ ،‬ففي أتويالتو اليت إستقاىا من قراءتو‬
‫ادلختلفة إلسهامات روسو و ميكيافيلي ‪ ،‬يرى أن اجلوىر يف الًتاتبية لكل رلتمع ‪ ،‬مفهوم رىُت ابدلميزات أو اخلصائص اليت نبحث عنها داخلها"‪،‬‬
‫فيمكن أن توجد أرستقراطية من القديسُت‪ ،‬كما ؽلكن أن توجد أرستقراطية قطاع الطرق وأرستقراطية العلماء وأرستقراطية اللصوص… اخل‪ ،‬إذا‬
‫أخذان بعُت االعتبار ىذه اجملموعة من اخلصائص اليت تساعد على ازدىار وىيمنة فئة ما يف اجملتمع‪ ،‬سنكون أمام ما ؽلكن أن نسميو بكل بساطة‬
‫النخبة"(حوراين‪ ،1986،‬صفحة‪ .)88‬أي تلك الفئة من األفراد ادلتفوقُت يف اجملتمع ‪ ،‬و الذين تسنح ذلم صفاهتم العليا ابلوصول اذل السلطة و‬
‫الشهرة و صلد إضافة اذل ابريتو إسهامات اإليطارل اآلخر موسكا الذي حلل مفهوم النخبة إنطالقا من دراساتو اليت رأى فيها أن كل احلكومات‬
‫بغض النظر عن تركيبها خاضعة لسيطرة أقلية ما‪ ،‬حبكم ادلولد أو الثروة أو ادلهارة أو أداء الوظائف التقليدية واستخالصاً من دراساتو التارؼلية ادلقارنة‬
‫للمؤسسات السياسية ‪ ،‬أكد أن األغلبية دل ربكم أبداً وإظلا كانت خاضعة دائماً لألقلية ‪ ،‬ونبو إذل أن أحسن أظلاطها ىي األقلية ادلفتوحة اليت ذبدد‬
‫نفسها ‪.‬و أن النخبة كأقلية متميزة سبارس السلطة السياسية مباشرة أو تؤثر بقوة ولو سراً يف شلارستها‪ ،‬يعًتي ىذه األقلية من آن آلخر تغيَت يف‬
‫تركيبها يؤدي إذل تكريس أفراد جدد من طبقات دنيا ‪ ،‬أو دمج فئات اجتماعية هبا ‪ ،‬أو اإلستعاضة عنها سباماً بتعيُت طلبة مضادة كما يف الثورات ‪.‬‬

‫أما ىارولد الزويل فَتى أن النخبة "ىي تلك اجملموعة من األفراد الذين يتمتعون أبكرب قدر من أي قيمة‬
‫كانت"(سعادة‪،2010،،‬صفحة‪ .)95‬و النخبة السياسية يراىا أولئك الذين ؽللكون مقاليد السلطة ىف أى تنظيم سياسي والذين ػلصلون على‬
‫الشطر األكرب من ادلوارد النادرة‪ ،‬الىت يتنافس عليها الناس‪ ،‬مثل الثروة وادلكانة والسلطة وىذا ىو معيار التمييز بُت النخبة واجلماىَت و ببساطة أهنا‬
‫تلك الطبقة اليت تتميز بقدرهتا على التأثَت أكثر من غَتىا‪ ،‬مع جنيها لنتائج ملموسة بفعل ىذا التأثَت‪.‬‬

‫فيما صلد رايت ميلز الذي ركز على اجملتمع األمريكي يف دراساتو‪" ،‬يقيم عالقة وطيدة بُت النخبة وإمتالك إمكانية ازباذ القرار‪ ،‬حيث توصل‬
‫إذل أن ىناك رلموعة من ادلؤسسات تتحكم يف مسار الوالايت ادلتحدة حددىا يف‪ :‬ادلؤسسة العسكرية‪ ،‬ادلؤسسة السياسية؛ مؤسسة الشركات‬
‫الكربى‪ ،‬من خالل طلبة ربتل مكانة مهمة داخل ىرم ازباذ القرار داخل ىذه ادلؤسسات"(لكريٍت‪. )2008،‬‬

‫أما ميشيلز روبرت ففي منظوره للنخبة يرى أن ىناك عوامل متباينة ربدد طبيعة عمل التنظيمات االجتماعية و السياسية بدءا من احلزب و‬
‫الدولة‪ ،‬فهو يرى أن النشأة الدؽلقراطية لألحزاب تتحول دبرور الزمن إذل تنظيمات خاضعة إذل حكم قلة من األفراد‪ ،‬ألن التنظيم ػلتاج إذل أقلية‬

‫‪512‬‬
‫النخب احمللية يف اجلزائر ادلسار و السريورة ‪ -‬قراءة سوسيواترخيية‪-‬‬
‫منظمة‪ ،‬وىذه األقلية تستحوذ على السلطة من خالل موقعها يف مركز ازباذ القرار‪ ،‬وىو ما يسمى ابألقلية الذي دل يلتفت إليو ماركس يف دراساتو‬
‫السياسية‪.‬‬

‫إن ىذا التباين واالختالف يف ربديد معطى النخبة جعل بوتومور غَت قادر على حسم ادلوضوع‪ ،‬أو أن يعطي تعريفا متميزا‪ ،‬لذلك فهو حاول‬
‫إعطاء توليفة من تعريفات شلن سبقوه وبشكل حذر‪ ،‬حيث ؽليز بُت (النخبة) بشكل عام‪ ،‬واألقلية اليت ربكم اجملتمع‪ ،‬فيقول (إذا استعملنا‬
‫االصطالح العام (النخبة) لتلك الفئات ذات الوظائف‪ ،‬فإننا عندىا ضلتاج مصطلحا نطلقو على تلك األقلية اليت ربكم اجملتمع‪ ،‬وىي ليست فئة‬
‫وظائفية ابدلعٌت الذي تستعمل فيو ىذه الكلمة‪ ،‬ولكنها يف أية حالة من األحوال ذات أعلية اجتماعية عظيمة شلا غلعلها جديرة أبن يكون ذلا اسم‬
‫خاص شليز‪ ،‬سنستعمل ىنا مصطلح موسكا (الطبقة السياسية) لإلشارة إذل كل تلك الفئات اليت سبارس السلطة أو التأثَت السياسي واليت سبارس‬
‫السلطة السياسية أو التأثَت السياسي واليت تدخل يف صراعات مباشرة يف سبيل القيادة السياسية‪ ،‬وسنميز فئة صغرى ضمن الطبقة السياسية‪ ،‬وىي‬
‫النخبة السياسية الشاملة لألفراد الذين ؽلارسون السلطة السياسية يف رلتمع ما يف وقت من األوقات‪.‬‬

‫فعلى مستوى ادلفهوم الواسع لكلمة النخب أو النخبة‪ ،‬فيمكن القول أن أغلب الدراسات تتفق على أهنا تشَت إذل رلموعة من األفراد الذين‬
‫يشغلون مراكز متميزة داخل رلتمع ما‪ ،‬و سبيز دبجموعة من اخلصائص اإلجتماعية و السياسية وحىت الدينية الشيء الذي غلعلها شرػلة زلظوظة و‬
‫مقبولة‪ ،‬بل ؽلكنها من شغل مراكز النفوذ و السيطرة يف رلتمع معُت ‪.‬‬

‫ويف اجملتمعات ادلغاربية‪ ،‬فالبٌت و الًتاتبية االجتماعية ىي من ربدد السلطة يف ىاتو اجملتمعات‪ ،‬فقد كانت و ال زالت إمتدادا للنتاج‬
‫اإلجتماعي اليت شكلتو يف معظم األوقات بنية ىاتو النخب أو الفئوية األعيانية من خالل ربكمها ابلرأمسال الرمزي و ادلادي و خصوصا على‬
‫مستوايت احمللية من خالل ربالفاهتا و عصبيتها و بٌت قرابتها ‪ ،‬و ىذا ما يؤكده بيار بورديو يف قولو ‪" :‬أن السلطة ليست شيئا متموضعا يف مكان‬
‫ما ‪ ،‬و إظلا ىي عبارة عن نظام من العالقات ادلتشابكة و صلد أن كل بنية العادل اإلجتماعي ‪ ،‬ينبغي أن تؤخذ بعُت اإلعتبار ‪ ،‬من أجل فهم آليات‬
‫اذليمنة و السيطرة"(صاحل‪،1986 ،‬صفحة‪ .)65‬اليت تفرضها سلتلف األنساق و البناءات اجملتمعية‪ ،‬ابعتبارىا وليدة الديناميات ادلرتبطة إبنتاج و‬
‫ذبذير الوجاىة على أساس أهنا احدى العوامل اليت ربدد شروط استمرارىا وربوذلا ‪ ،‬و ابلتارل ؽلكن القول أن النخبة احمللية كامتداد للنخب األخرى‬
‫تظل أقلية سبلك السلطة و تتوفر على إمكانيات الفعل و القدرة على التأثَت واحلكم‪ ،‬ىي أقلية إسًتاتيجية و متجانسة ربمل مشروعا رلتمعيا‪ ،‬و تتوفر‬
‫على الكفاءة و اخلربة والتخصص‪ ،‬و ىي بذلك تكون منفتحة و متواصلة مع اجملتمع ‪.‬‬

‫‪ .2‬أهل احلل و العقد ‪ ،‬العينوية و الفضاء الوجائهي ابدلرر الببري‪.‬‬

‫ؽلكن القول أن أغلب الدراسات تتفق على النخب تشَت إذل رلموعة من األفراد الذين يشغلون مراكز متميزة داخل رلتمع ما‪ ،‬و سبيز‬
‫دبجموعة من اخلصائص اإلجتماعية و السياسية و حىت الدينية الشيء الذي غلعلها شرػلة زلظوظة و مقبولة بل ؽلكنها من شغل مراكز النفوذ و‬
‫السيطرة يف رلتمع معُت ‪.‬‬

‫ففي اجملتمعات ادلغاربية كان الواقع مغايرا لنتاج احلضارة الغربية و خصوصا يف تشكلها ويف تشكل الوجاىات االجتماعية فنظرة ادلفكر عبد‬
‫احلميد ىنية من القضااي ادلتصلة بتاريخ الًتاتب اإلجتماعي يف بلدان ادلغرب الكبَت ‪ ،‬فتحت لو اجملال للتكلم عن ما مسي بثنائية األعيان و النخب‬
‫فقدم دالالت على تباين ادلفهومُت ادلرتبطُت ادلختلفُت ‪ ،‬مبينا أن مفهوم األعيان ينسب إذل األظلاط العتيقة يف بناء النفوذ اإلجتماعي ‪ ،‬عكس ادلفهوم‬
‫الذي تقوم عليو ىاتو الورقة البحثية مفهوم النخب أو النخبة ابعتبارىا مفهوما نسبيا شلتدا داال على الفًتة احلديثة نوعا ما ‪ ،‬مع عدة مفاىيم أخرى‬
‫كالزعامات والشخصيات و القياد اليت ظهرت مع اإلحتالل و الصدمة الكلونيالية للمغرب الكبَت‪.‬‬

‫إن احلديث عن العينية يف التاريخ ادلغاريب سيحملنا إذل الرجوع ضلو ادلاضي و إستدعاء البعد التارؼلي يف مفهوم أىل احلل و العقد يف الفكر‬
‫اإلسالمي و عالقتها دبفهوم البيعة فيمكن احلديث عن أبعاد الفكر السياسي و ظاىرة السلطة فيو ابدلرور على مكانو ىاتو الفئة ابعتبارىا ربمل‬
‫رلموعة من اخلصائص اليت ذبعلها شليزة عن غَتىا ‪ ،‬فنجد أن معجم مصطلحات أصول الفقو أن مفهوم أىل احلل والعقد" تطلق إطالقات ثالثة‬
‫"أحدعلا عام‪ ،‬و خاص و أخص‪ ،‬فباإلطالق العام أىل احلل والعقد ىم قادة اجملتمع وأعيانو وذوو الرأي يف شؤونو العامة و ابطالق خاص ىم ّنواب‬
‫األمة أو أي رلتمع أو قطر مسلم‪ ،‬الذين ينوبون عن الكافة يف إختيار خليفة أو حاكم‪ ،‬ويف خلعو و يشًتط فيهم اخلربة دبا يقومون بو‪ ،‬دون بلوغ‬‫ّ‬
‫مرتبة اإلجتهاد الفقهي‪ ،‬و ابالطالق األخص ىم اجملتهدون القادرون على إستنباط األحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية‪ ،‬وابتفاقهم على‬

‫‪512‬‬
‫رللة الدراسات والبحوث االجتماعية ‪ – ISSN 2352-9555‬اجمللد ‪ ( 10‬العدد‪ 2022 )04‬ص ص ‪229 -214‬‬

‫حكم شرعي ينعقد اإلمجاع ‪ ،‬و من ىنا نرى أن التعريف البارز للمفهوم ػليلنا إذل قراءتو من بعدين أساسيُت و ىو أنو ػلوي فصيلُت يتأرجح بينهما‬
‫علا أىل العلم و أىل السلطة اإلجتماعية من أصحاب الشوكة و الوجاىة "(نوح‪.)2019،‬‬

‫حيث" أن نتاجها يكون من تنخيبها من العامة دلا ذلا من شليزات حبيث صلد إسقاطا لبعد العقد اإلجتماعي دلا ؽلنحو العوام ذلاتو الفئات و ثقة أبن‬
‫سبثلهم‪ ،‬حيث أن الوظيفة األساسية ذلذه اجلماعة تتجو ابألساس إذل الرعية يف صيانة حلقوقها قبل السلطة يف حدود الشرع‪ ،‬انقلة دلطالبها يف تعاملها‬
‫مع السلطة ‪ ،‬حيث تشكل ىذه اجلماعة واسطة أساسية بُت الراعي و الرعية"(عبد الفتاح ‪ ،1981،‬صفحة ‪ . )366‬و ابلتارل صلد أن مفهوم‬
‫السلطة مرتبط إبسهاب دبفهوم البيعة إبعتبارىا" عقد بُت طريف ادلنظومة السياسية ‪ ،‬أي قمة ىرم السلطة من انحية و أىل احلل و العقد ادلمثلُت‬
‫لألىارل من انحية اثنية و ما كتابة البيعة إال شكل من أشكال تثبيت بنود ما حصل حولو من إتفاق بُت طرفُت"(ىنية‪ ،2013،‬صفحة‪.)10‬‬

‫و ابلتارل يرى السبيت أن ىنية قدم إعادة اإلعتبار لضرورة فهم سياقات ادلفاىيم األساسية يف الفكر اإلسالمي من حل و عقد و بيعة و ما ستؤول إليو‬
‫الستعاب مفهوم األعيان يف مركزيتو و حىت خارجها بتجاوزه مفهومو الظاىر ‪ ،‬حبيث إعتربه أيضا مفهوما إجرائيا ؽلكن ويساعد على فهم آليات‬
‫تشكل السلطة على‪/‬يف ادلستوى احمللي و عنصرا ىاما يف بنائها ‪ ،‬كما أنو يساعد على تتبع عملية إعادة و صياغة أشكاذلا حسب التحوالت اليت‬
‫عرفتها اجملاالت والسياقات والظرفيات‪.‬‬

‫إن قراءة أي فضاء زللي ػليلنا إذل معرفة منظورات أتسيسو و قواعد ترسيخو على ادلستوايت احمللية من خالل مرفولوجيتو اإلجتماعية و أظلاط‬
‫تنظيمو و تقسيمو و قراءة سلرجات الفعل السلطوي فيو‪ ،‬لقد أكد ابلوندي أنو حىت يف اجملتمعات اليت تغيب فيها ادلؤسسات السياسية دبنظورىا‬
‫ادلعاصر‪ ،‬تبقى ظاىرة السلطة متجذرة و حاملة للممارسات العملية السلطوية من خالل فئة شليزة ذلا مسات اإلنفراد و القدرة على تسيَت شأهنا العام و‬
‫من ىنا ال ننكر احلضور الظاىر دلا يسمى النخب احمللية كفاعل أساسي يف عملية التسيَت و احلكم احملليُت ‪ ،‬فما ىو مفهومها ؟‬

‫‪ .1‬النخب احمللية‪ :‬ادلفهوم‪.‬‬

‫إن أي حديث عن طلبة زللية ال ؽلكن تصوره دون ربطها دبجاذلا ادلعيشي أو رلال النفوذ احمللي الذي تكون ضمنو‪ ،‬إن احلديث عن آلية‬
‫التنخيب و الًتقي أو الوصول إذل ازباذ القرار احمللي غلعلنا نرى أبن النخبة احمللية ىي تلك النخب ذات البعدين التقليدي أو احلداثي اليت ترى يف‬
‫اجملال احمللي رلاال للممارسة سلطتها و تتكون من سلتلف الفاعلُت النخبويُت احملليُت من منتخبُت‪ ،‬رؤساء أحزاب‪ ،‬اجلمعيات‪ ،‬أصحاب القرار‬
‫اإلداري ‪،‬كبار التجار و الصناعيُت احملليُت و مثقفُت من الناحية احلداثية أو أولئك الذين ذلم مكانة اجتماعية مرموقة كرؤساء العائالت العريقة و‬
‫أصحاب رؤوس األموال و األراضي و الشيوخ الزوااي و أصحاب ادلكاانت الروحية و الدينية أي فئات األعيان و ذلك من الناحية تقليدية نوعا ما‬
‫كما ؽلكن أن صلد طلبا زللية ذبمع البعدين معا‪.‬‬

‫و من ىنا يرى الباحث ىشام القرعاوي أن النخبة احمللية ال زبرج عن اإلطار العام للنخب‪ ،‬والذي "يتمثل يف وجود أقلية أوليغارشية تتحكم‬
‫يف تدبَت وسائل اإلنتاج واإلكراه على الصعيد احمللي دبا يكفل ذلا توجيو وقيادة اجملتمع احمللي ابلتأثَت على القرار احمللي أو ابدلساعلة يف صناعتو‪ ،‬بل قد‬
‫يصل األمر إذل حد ازباذ القرارات احمللية أو تشكيل مجاعات ضاغطة تلزم السلطة الرمسية احمللية اخلضوع دلنطلقاهتا من خالل سلتلف‬
‫العوامل"(القرعاوي‪. )2020،‬‬

‫أما الباحث عبد الرحيم العطري فَتى أبن النخبة احمللية ىي تلك "اجملموعة من األقليات اليت تتوفر ذلا امكاانت صنع القرار ‪ ،‬أو على األقل ادلساعلة‬
‫يف بلورتو أو تصريفو‪ ،‬أهنا تلك الفئة من األشخاص الذين يستطيعون ألسباب سلتلفة ‪ ،‬و بسبب حيازة رساميل متنوعة‪ ،‬أن يؤثروا يف سلطة القرار‬
‫على ادلستوى احمللي أو االقليمي"(العطري‪ ،2013 ،‬صفحة‪. )43‬‬

‫و منو ؽلكن القول أن النخبة احمللية ىي تلك الفئات اليت ربتل تراتبيات اعلى من خالل أفراد اجملتمع احمللي و سبتاز بكوهنا ذات توجهات وأبعاد احمللية‬
‫فمجتمعاتنا ادلغاربية عرفت واقعا مغايرا للحضارة الغربية و خصوصا يف تشكيل الوجاىات اإلجتماعية‪ ،‬حبضور ثنائية األعيان و النخب‪ ،‬فمفهوم‬
‫األعيان ينسب إذل األظلاط العتيقة يف بناء النفوذ اإلجتماعي انثربولوجيا ‪ ،‬أما مفهوم النخب أو النخبة ػليلنا نسبيا للداللة على الفًتة احلديثة نوعا ما‬
‫يف رلتمعاتنا ‪ ،‬اليت قد مجعت يف كثَت من األحيان يف شكل واحد ‪ ،‬فَتى "روبَت مونتاين ‪ ،‬أن شروط انتاج الوجاىة اإلجتماعية داخل النسق القبلي‬
‫ادلغاريب‪ ،‬ال تتحدد فقط دبا يتوفر عليو الفرد من خَتات رمزية و مادية و لكنها تتجدد ابعًتافات خارجية و داخلية ‪ ،‬فالزعامات و القيادات احمللية‬

‫‪512‬‬
‫النخب احمللية يف اجلزائر ادلسار و السريورة ‪ -‬قراءة سوسيواترخيية‪-‬‬
‫ال تكتسب قوهتا إال بفضل التمثيل ادلزدوج ( سبثيل القبيلة و ادلخزن‪/‬الدول) ذلك أن االمغار‪/‬الشيخ يلوح كزعيم للقبيلة ‪ ،‬لكنو يعد أيضا قائدا شلثال‬
‫للمخزن ‪ ،‬فالزعامات احمللية و يف حاالت عديدة ‪ ،‬تنتقل من موقع السلطة ادلضادة إذل موقع السلطة ادلخزنية"(العطري‪،2013،‬صفحة ‪. )35‬‬

‫‪ .2‬النخب احمللية‪ :‬اجملاالت و األنواع‪.‬‬

‫لقد انلت دراسات النخبوية الكثَت من اإلسهامات يف أبعادىا السياسوية و خاصة يف قراءات مفاىيم القوة و السلطة و التأثَت ‪ ،‬ىذا أحال‬
‫إحدى ركائزىا األساسية ادلهمة إذل درجة اثنية دل ربظى بكثَت من الدراسة لعل أبرزه البعد اإلجتماعي دلسمى النخب‪ ،‬افاحلديث عن بعدىا‬
‫اإلجتماعي سيحيلنا إذل البحث عن آليات إشتغال ىاتو الفئات الًتاتبية يف فضاءات مغايرة غَت الفضاءات اليت اشتغل عليها رواد النخبوية ‪ ،‬و غلعلنا‬
‫ننتقل إذل درجات أبسط لتحليل ىذا النفوذ و لعل أبرز ظهور ذلا الفاعلية اليت تشهدىا يف رلال امتدادىا زلليا ‪ ،‬اذن إن احلديث عن الفضاء‬
‫اإلجتماعي للنخب ينقلنا للحديث عن مكانة النخب احمللية يف كثَت من األحيان دبختلف امتداداهتا‪ ،‬اليت بدورىا ذبعلنا نبحث عن أدوار الفاعلُت و‬
‫مكاانهتم من خالل اشتغاالهتم‪ ،‬اليت نعٍت هبا أشكال الوجود النخبوي ضمن اجملتمع احمللي و من ىنا ؽلكن تصنيفها وفق الباحث ادلغريب محاين أقفلي‬
‫كاآليت ‪:‬‬

‫‪-‬النخب اإلقتصادية ‪:‬ينطلق أقفلي يف ربديده للنخبة اإلقتصادية احمللية من كوهنا تلك الفئة الفاعلة‪ ،‬اليت تتكون غالبا من ادلالكُت الكبار‬
‫لألراضي ‪ ،‬الفاعلُت االقتصاديُت كادلقاولُت و ادلسَترين ضمن أطر اجملتمع احمللي‪ ،‬اضافة إذل التجار الكبار و بعض من شلارسي ادلهن احلرة و ينطلق‬
‫العطري يف تعريفها كوهنا "تلك اجملموعة اليت زبتص ابألعمال الفالحية و التجارية و الصناعية و صلد يف اطارىا كال من ادلالك و الكساب و التاجر‬
‫و الصناك و ادلقاول ‪ ،‬فضال عن أصحاب ادلهن احلرة كالطبيب اخلاص و الصيدرل و احملامي وصلد فيها العامل ادلهاجر إذل اخلارج الذي يوصف‬
‫فم َش ِكالت النخب االقتصادية احمللية تقوم على ما يلي ‪:‬‬
‫زلليا بزماكري"(العطري‪ ،2013،‬صفحة‪ ، )44‬و وفق أقفلي ُ‬
‫‪ ‬ادلالك الببار ‪ :‬و ؽلكن ربديد فئة ادلالك الكبار إذل فرقتُت أساسيتُت ‪ ،‬أوذلا ادلالك الكبار التقليديُت والذين يكونون من أبناء‬
‫القبائل ادلعروفة يف ادلنطقة ذات النفوذ يف الكثَت من األحيان( أي أنو يف فضائو احمللي األصلي)‪ ،‬و يعتمد على شلارسة الزراعة‬
‫و يتعداىا يف كثَت من األحيان اذل شلارسة نشاطات أخرى كإحتكار األسواق و بيع ادلواشي و السمسرة يف بيع األراضي و‬
‫العقارات ‪.‬‬

‫‪ ‬ادلالك الببار اجلدد‪ :‬ؽلتاز ىذا النوع من النخبة يف كونو يف كثَت من األحيان أنو دخيل على اجملتمع احمللي و ابلتارل ال‬
‫يشاطره يف كثَت من عاداتو و أعرافو و ذلجتو ‪ ،‬ؽلتاز أنو قادم من بيئة زللية مغايرة و يف كثَت من األحيان بيئة حضرية و يعيش‬
‫وفقا للمنظومة القيمية لتلك البيئات‪ ،‬يعتمد على شلارسة الزراعة بشكل أكثر حداثة و يوسع نشاطاتو لتشمل سلتلف األنشطة‬
‫التجارية و الصناعية و العقارات ‪.‬‬

‫‪ ‬ادلقاول احمللي ‪ :‬و يف ىذا يرى أقفلي أهنا عبارة عن تلك الفئات اليت استفادت من الكثَت من ادلعطيات أعلها الظرفية اإلقتصادية‬
‫اليت عاشها ادلغرب‪ ،‬أو كما عشناىا ضلن يف اجلزائر كقروض و دعم مشاريع للشباب كجهاز الوكالة الوطنية لدعم تشغيل‬
‫الشباب‪ ANSEJ‬أو الصندوق الوطٍت للتأمُت عن البطالة ‪ CNAC‬أو الوكالة الوطنية لتسيَت القرض ادلصغر ‪ANGEM‬‬
‫و اليت مكنت إذل بروز ظلط معُت من ادلقاوليُت احملليُت من خالل دعم مباشر من الدولة للمشاريع و اصلاز مؤسسات مصغرة و‬
‫تسهيالت معتربة ذلاتو الفئات تتعاطى العديد من األنشطة عل أبرزىا البناء و التجارة و الصناعات اخلفيفة و تسعى يف كثَت من‬
‫األحيان إذل ربط عالقات متشعبة مع السلطة و الفاعلُت احملليُت لإلستفادة من فرص أكرب يف عروض العمل ‪ ،‬و يرى أقفلي أن‬
‫ىاتو الفئات رغم امتيازىا ابلعصامية و الذكاء يف عديد من األحيان‪ ،‬إال أن فئات عريضة منها غالبا تكون ذات تعليم متوسط أو‬
‫تقليدي و أهنم من سللفات النظام التعليمي الذين بدؤوا حياهتم ادلهنية يف سن مبكرة كمأجورين أو متعلمُت مهنيُت ‪ ،‬و ىذا ال‬
‫ينفي وجود فئات أخرى منهم ذات تعليم زلًتم و متخصص من خرغلي ادلعاىد و اجلامعات شلن استفادوا من ادلشاريع ادلمولة من‬
‫قبل مؤسسات الدولة أو من فئات أخرى اعتمدوا على رساميلهم العائلية أو من توارث ادلهنة‪.‬‬

‫‪512‬‬
‫رللة الدراسات والبحوث االجتماعية ‪ – ISSN 2352-9555‬اجمللد ‪ ( 10‬العدد‪ 2022 )04‬ص ص ‪229 -214‬‬

‫سبتاز ىاتو الفئة يف كثَت من األحيان أبهنا ذات رؤى زلدودة يف التسيَت احلديث كوهنا ال‪/‬دل زبضع للتأىيل ادلتخصص و التكوين‬
‫يف ادارة مؤسساهتا أو مقاوالهتا و ما زالت تعتمد يف العمل على مؤشرات تقليدية كالعمال الذين ينتمون للعائلة أو العرش أو‬
‫ادلنطقة كوهنم حسب رأيهم األجدر ابلثقة يف كثَت من األحيان و يف ىذا اإلطار يقول سليم اللوزي أن "من صفات ادلقاول احمللي‬
‫أنو غَت متخصص و متعدد الكفاايت يف كثَت من األحيان و بسبب إفتقارىم إذل تكوين حديث يف رلال التسيَت و التدبَت‪ ،‬ما يزال‬
‫الكثَت من ادلقاولُت احملليُت يعتمدون يف تسيَت مقاوالهتم على طرق تقليدية‪ ،‬ىذا و يرتبط ادلقاول احمللي دبحيطو اإلجتماعي و‬
‫اإلقتصادي أشد ارتباط "(اللوزي‪.)2009،‬‬

‫ينطلق ادلسَت احمللي من كونو أحد أشكال ادلقاولُت ذوي مكتسبات مسبقة تؤىلو للتحكم و اإلدارة ادلتمكنة يف ادلؤسسة ‪ ،‬أي أنو‬
‫متفوق يف تسيَت الشأن احمللي اقتصاداي من خالل ربكمو برأس ادلال ادلادي‪ ،‬من خالل ما ػلوزه من رأس مال رمزي و معريف‬
‫الذي يتمثل يف خربتو و ذبربتو و ما اكتسبو من معارف عن طرق القنوات التعليمية أساسا‪ ،‬ؽلتاز يف أغلب األحيان إبعتباره‬
‫صاحب مستوى تعليمي زلًتم و ذو شبكة رساميل عالئقية زلًتمة‪ ،‬كما أنو يف أغلب األحيان ال ينتمي للمجتمع احمللي و ال‬
‫تربطو بو عالقات خاصة ‪.‬‬

‫‪-‬النخب السياسية احمللية ‪ :‬تتكون النخبة السياسية احمللية من كل الفعاليات ادلنخرطة يف ادلنافسة السياسية احمللية‪ ،‬ادلنافسة الدائرة حول السلطان‬
‫احمللي و ىي تتوزع على عدة أشكال منها العُت احمللي‪ ،‬تقليداي أو جديدا‪ ،‬الذي ال ؼلتلف يف اجلوىر مع ادلالك احمللي إال أنو قد لعب أدوارا مهمة و‬
‫حامسة يف اجملتمعات احمللية‪ ،‬غَت أنو دل يعد اليوم بسبب التحوالت اإلجتماعية و الثقافية‪ ،‬اليت أضحت تعرفها اجملتمعات ػلتكر سبثيلية السكان و‬
‫أصبح يواجو منافسة شديدة من طرف فعاليات سياسية جديدة و خاصة العُت اجلديد و ادلناضل و الوصورل‪ ،‬أما ادلناضل احمللي فسماتو تتجلى من‬
‫خالل توفره على مستوى أخالقي عال‪ ،‬يدافع عن قضية – عكس العُت و الوصورل‪ -‬ترتبط دبجموعة من القناعات و ادلبادئ‪.‬‬

‫أما ابلنسبة للوصورل‪ ،‬فهو من الشخصيات السياسية اليت تزخر هبا الساحة السياسية احمللية و الذي يًتك تذمرا و خيبة أمل لدى الناخبُت و ىذا ما‬
‫سنتطرق إليو يف نقاط الحقة‪ ،‬فهو يضطلع أبدوار سياسية و اجتماعية يف غاية األعلية و ال ؽلكن ذباىلو يف ربليل و فهم الدينامية السياسية احمللية‪.‬‬

‫‪-‬النخب اإلدارية‪:‬تكون ىذه النخبة من رلموع األشخاص الذين ػلتلون أىم ادلواقع الرمسية داخل ادلؤسسات اإلدارية احمللية التابعة للدولة‪ ،‬فالنخبة‬
‫اإلدارية تشكل عنصرا ىاما ال ؽلكن ذباىلو يف دراسة بناء السلطان احمللي و ذلك لسببُت ‪":‬‬

‫‪ -‬أن النخبة اإلدارية جزء من الواقع اجملتمعي احمللي و ذلا وجود قوي على مجيع األصعدة احمللية‪.‬‬

‫‪ -‬أن أدوارىا ال تنحصر يف تنفيذ قرارات اإلدارة ادلركزية كما يعتقد البعض‪ ،‬فهي تتمتع هبامش مهم من احلرية و اإلستقاللية ؽلكنها من القيام‬
‫أبدوار مستقلة يف كثَت من األحيان‪.‬‬

‫و ؽلكن تقسيم ىذه النخبة إذل فئتُت رئيسيتُت‪ -:‬فئة ادلسؤولُت اإلداريُت أي فئة األطر اإلدارية – فئة أعوان السلطة "(اللوزي‪.)2009،‬‬

‫‪-‬النخب الثقافية‪ :‬إن ادلثقف ليس ابلضرورة متعلما‪ ،‬كما أن ادلتعلم ليس ابلضرورة مثقفا و ابلتارل التمييز بُت ادلثقف و غَت ادلثقف ال يتم على‬
‫أساس نوعية النشاط األساسي الذي يزاولو الفرد‪ ،‬أي على أساس التمييز بُت العمل اليدوي العضلي و العمل الفكري‪ ،‬لعل ادلقياس الذي غلب‬
‫اعتماده يف ربديد ادلثقف احمللي‪ ،‬ىو مدى ادلساعلة يف احلياة الفكرية احمللية و اغنائها من خالل انتاجات فكرية أو إبداعات فنية كيفما كانت‬
‫طبيعتها‪.‬‬

‫‪-‬النخب الدينية‪ :‬و تتكون أساسا من ثالث شخصيات رئيسية و ىي الشريف و الطالب و مقدم الزاوية احمللية‪ ،‬فالشريف لقب ال ؽلنح حلاملو دورا‬
‫أو مكانة متميزة‪ ،‬فهو بذلك ينقسم إذل الشريف العادي و ىو كل شخص ينحدر من شجرة الرسول صلى هللا عليو و سلم و ىو يف ادلغرب كل من‬
‫استطاع أن يقنع العامة أبنو ينتسب ألىل البيت ابدلفهوم الواسع بغض النظر عن صحة ذلك النسب أم ال‪.‬‬

‫أما الشكل الثاين فيتمثل أساسا يف الشريف‪-‬الربكة و ىو يتميز ابعًتاف اجلماعة لو ابلربكة‪ ،‬اليت ىي ادلقوم األساسي لسلطانو و نفوذه‪ ،‬و دلا يتمتع‬
‫من امتيازات خاصة داخل اجملتمع احمللي‪.‬‬

‫‪512‬‬
‫النخب احمللية يف اجلزائر ادلسار و السريورة ‪ -‬قراءة سوسيواترخيية‪-‬‬
‫أما الطالب‪ ،‬فأوضاعو زبتلف ابختالف حسب اجملال اجلغرايف الذي ينتمي إليو و ابلتارل فإننا ظليز بُت الطالب يف القرية و الفقيو يف ادلدينة‬
‫فالطالب‪ -‬وىنا نتحدث عن القرية‪ -‬كثَت التنقل‪ ،‬ال يستقر يف مكان واحد فهو بذلك كثَت الًتحال و التنقل و ذلذا فهو يعترب أجنبيا عن اجملتمع‬
‫احمللي‪ ،‬ال يندمج فيو و ال ينتسب إليو و ال يتدخل يف شؤونو الداخلية إال لغاية الوعظ و اإلرشاد و تقدمي النصيحة‪ ،‬أما ابلنسبة لتكوينو‪ ،‬فإنو يقتصر‬
‫على حفظ القرءان الكرمي كليا أو جزئيا و لو سلوك إجتماعي متميز فهو قليل احلديث عندما يكون يف اجللسات العامة و ال يتكلم إال إذا طلب‬
‫منو‪.‬‬

‫و خبصوص الفقيو يف ادلدينة‪ ،‬فهو أقرب ما يكون من الطالب يف القرية‪ ،‬لكن ال يتمتع بنفس ادلكانة اإلجتماعية اليت يتمتع هبا نظراؤىم يف البادية‬
‫فهو يتميز عنو أنو يرتبط بنمط عيش حضري و مستواه الثقايف مرتفع نسبيا‪ ،‬حضري بطبعو‪ ،‬متشبث بعادات و تقاليد أىل ادلدينة‪ ،‬تربطو عالقات‬
‫وطيدة ابدلدينة اليت يقطنها‪.‬‬

‫و بعد احلديث عن كل من الفقيو و الطالب و أىم ادلميزات اليت سبيزعلا‪ ،‬سيتم اإلنتقال للحديث عن مقدم الزاوية‪ ،‬على اعتبار أن الزاوية تعترب من‬
‫ادلؤسسات الدينية اذلامة يف اجملتمعات ادلغربية التقليدية‪ ،‬لعبت أدوارا اجتماعية و سياسية و اقتصادية طالئعية يف اتريخ ادلغرب‪.‬‬

‫و ؽلكن تصنيف الزوااي إذل ثالثة أصناف رئيسية ‪ :‬الزوااي الكربى اليت توجد مراكزىا بكربايت ادلدن ادلغربية و ىناك الزوااي اليت يسميها" دمحم كسوس‬
‫ابلوسيطة و ىي تلك الزوااي ادلتواجدة يف ادلدن الصغَتة و ادلتوسطة و ىناك األماكن ادلقدسة و اليت يصطلح عليها ابلسيد و ىي أماكن تكاد تكون‬
‫متواجدة يف كل قرية و دوار و قبيلة و مقدم تلك الزوااي يكون رجال مسنا‪ ،‬متوسط احلال قلما يزاول حرفة زلددة‪ ،‬رجل متعلم‪ ،‬ػلفظ ما تيسر من‬
‫القرآن الكرمي‪ ،‬و ليست لو دراية كبَتة بتاريخ و طقوس الطريقة اليت تنتمي ذلا زاويتو"(اللوزي‪.)2009،‬‬

‫‪ . -III‬النخب يف اجلزائر ‪:‬من اإلستبعاد ‪،‬فاإلغرتا ‪،‬فادلشاركة العينية إىل أدجلة اخلطا السياسي‪:‬‬

‫إن التطرق إذل السياق التارؼلي الذي مرت بو النخب احمللية إبعتبارىا مفهوم مهم يف التحليل السوسيو–سياسي ‪ ،‬كسَتورة زمانية تتحدد‬
‫خالذلا ‪:‬األشكال ‪،‬التسميات‪،‬التنظيم‪ ،‬اذلرمية‪ ،‬و الصالحيات السلطوية يف إطار البناءات االجتماعية التقليدية او يف إطار التنظيمات اإلدارية‬
‫ادلستحدثة ‪،‬بعد ان يتم ربديد الفروقات الفردية اليت سبيز اإلنسان السياسي ‪ Homo-politics‬عن اإلنسان ادلدين ‪،Homo-civicous‬يف‬
‫إطار اجملتمع احمللي الذي يعرب عن عدد إحصائي من األفراد ‪،‬يعيشون يف جغرافيا زلددة ‪،‬يتشاركون مجيع أنشطة احلياة االجتماعية‪،‬السياسية و‬
‫االقتصادية ‪.‬فمن خالل ىاتو السَتورة التارؼلية يتم رصد التغَتات اليت مرت هبا ىاتو النخب احمللية على الصعيد التنظيمي و العالئقي و الوظيفي‬
‫وسياقها االجتماعي‪ ،‬الثقايف و السياسي‪ ،‬ابلًتكيز على أىم احملكات اليت أثرت يف كينونة النخب اجلزائرية‪.‬‬

‫فاجلزائر يف اترؼلها القدمي و الوسيط و ادلعاصر نظم احلياة فيها السكان احملليون يف فًتات عدم تعرضهم ألي إحتالل ‪،‬كما أقيمت عليها عدة دول‬
‫إبعتبارىا امتدادا المرباطورايت كانت مسيطرة يف فًتة زمنية معينة و ىو ما ينعكس على احلياة اإلجتماعية و اإلقتصادية و السياسية لألىارل ‪،‬إال أن‬
‫ادلمارسات السياسية و التنظيم اإلداري دل يكن واضحا كما ىو يف عهد الدولة العثمانية اليت تعترب الدولة اليت أرست القواعد و األسس لدولة‬
‫ادلؤسسات و اإلنبعاث السياسي ‪.‬‬

‫‪ .1‬الدولة العثمانية ‪:‬تبريس العالقة الزبونية ‪.‬‬

‫كانت اجلزائر تعيش حالة فوضى و شتات و ضعف بسبب احلروب األىلية اليت كانت بُت عدة دويالت داخل اجلغرافيا اجلزائرية ‪ ،‬اليت‬
‫تصل امتداداهتا أحياان إذل دول مشال افريقيا األخرى ‪،‬أدت حالة الضعف ىاتو‪ ،‬ابإلحتالل اإلسباين إذل إحتالل مدن الساحل اجلزائري ‪،‬شلا أدى‬
‫ابألىارل إذل االستنجاد برايس البحر األخوة عروج و خَتالدين بربروس‪ ،‬الذين قدما والءعلا فيما بعد للدولة العثمانية و أصبحث اجلزائر ‪،‬إايلة‬
‫عثمانية اتبعة لسلطة الباب العارل ‪،‬و توذل احلكم العثماين على اجلزائر عدة حكام بتسميات سلتلفة و ىم ‪:‬البالرابايت ‪،‬الباشوات و الداايت ‪،‬الذين‬
‫يف عهدىم أصبحت اجلزائر مستقلة عن سلطة الباب العارل و مت خالل ىاتو الفًتة ربديد اإلرىاصات لبلورة الدولة اجلزائرية ادلستقلة و كان يتم تعيُت‬
‫الداي عن طريق اإلنتخاب من طرف ضباط اجليش ‪،‬أو يتم فرضو من قبل الطرف ادلسيطر يف اجليش ‪،‬يف ظل وجود صراع على السلطة بُت سلتلف‬
‫فصائل اجليش ‪،‬حيث كان الداي يساعده ما يسمى ابلديوان األصغر ‪،‬الذي يعترب دبثابة رللس للحكومة و يتمثل أعضاؤه يف ‪:‬اخلزانجي‪ ،‬األغا‬
‫خوجة اخليل ‪،‬وكيل اخلراج و بيت ادلاجلي و لكل سلطة من ىاتو السلطات و ظائف و مهام زلددة ‪،‬زبضع للسلطة العليا ادلتمثلة يف الداي‪.‬‬

‫‪552‬‬
‫رللة الدراسات والبحوث االجتماعية ‪ – ISSN 2352-9555‬اجمللد ‪ ( 10‬العدد‪ 2022 )04‬ص ص ‪229 -214‬‬

‫أما على ادلستوى احمللي فقط مت تنظيم السلطة احمللية و فق مستوايت إدارية زبضع للًتاتبية التالية‪:‬‬

‫"*الباي ‪:‬على رأس البايلك و لو سلطات غَت زلددة‪.‬‬

‫*اخلليفة ‪ :‬على رأس الوطن‪.‬‬

‫*القايد ‪ :‬على رأس القبيلة و يكون تركيا أو كرغليا و ػلكم الوطن أو القبيلة ‪،‬كما يقوم كذلك دبراقبة الشيوخ ‪،‬إضافة إذل وظائف أخرى‬
‫كالعدالة و حفظ األمن و الضرائب و التنظيم اإلقتصادي و غالبا ما ينتمي القائد إذل اجليش اإلنكشاري و لو مسؤولية مزدوجة ذباه األتراك و ذباه‬
‫اجلزائريُت ‪،‬إال أنو كثَتا ما كانت القبائل اجلزائرية و ىي قبائل ادلخزن على وجو اخلصوص ‪،‬تفرض قادهتا و وشلثليها يف ىذا ادلنصب ‪،‬أما احلاكم يف‬
‫الفحص فهو دبثابة القايد يف ادلدن و الوسط احلضري ‪.‬‬

‫*الشيخ ‪:‬على رأس الفرقة‪(".‬قريف‪،2008،‬صفحة ‪.)21‬‬

‫و كانت ىاتو ادلناصب تشًتى دببالغ و ىدااي طائلة خاصة منصب الباي ‪ ،‬على أن يتم إسًتجاع ىاتو األموال عن طريق النظام الضرييب ‪ ،‬الذي‬
‫يدفعو األىارل من عملهم و جهدىم اخلاص‪ ،‬فقد كان الباايت يتفننون يف فرض أنواع من الضرائب ‪،‬اليت أرىقت كاىل القبائل اجلزائرية و اليت‬
‫أصبحت سبب لتوتر العالقات بينهم و كما توصل اجلزائريون‪ ،‬إذل أن السلطة العثمانية ‪ ،‬ال يهمها إال ربصيل و مجع الضرائب و األموال و ال‬
‫يهمها السكان احملليون الذي يتعطشون إذل حياة إقتصادية و إجتماعية كرؽلة كما يطمحون إذل ادلشاركة السياسية ‪،‬كحق مشروع ‪،‬دبا أهنم أصحاب‬
‫األرض و مالكها و الوطن وطنهم خاصة و أن ادلؤسسة العسكرية ادلتمثلة يف الوجق ادلكون من جنود ينتمون إذل جغرافيا الدولة العثمانية بغض النظر‬
‫عن عرقهم و لغتهم ‪،‬حيث يتم تعيينهم من قبل سلطة الباب العارل و جلبهم للجزائر ‪،‬كانت ىي ادلؤسسة مسيطرة سباما على احلياة السياسية و مت‬
‫خالذلا منع كل جزائري أو كرغلي من الوصول إذل مواقع سلطوية "و ىو ما يدل على طبيعة العالقات القائمة بُت السلطة و األىارل ‪،‬حيث أن‬
‫اجلزائريُت دلا حرموا من الوصول إذل السلطة و اإلرتقاء فيها و ادلساعلة يف احلياة السياسية و اإلقتصادية و اإلجتماعية ‪،‬فإهنم كانوا يشكلون معارضة‬
‫مدى احلياة ‪،‬ال يتعاملون مع السلطة على أهنا شريك أو وصاية يعول عليها يف حل القضااي و قضاء احلاجات و تقدمي اخلدمات بل تكون ادلعاملة‬
‫على إعتبارىا سلطة غريبة طاغية معتدية ‪،‬تسلط قوهتا على فئات اجملتمع اليت زبدمها و ‪/‬أو ال زبدمها على السواء"(قريف‪ ،2008،‬صفحة‪. )26‬‬

‫وىذا الوضع أيضا ‪،‬أدى إذل معارضة بعض الزوااي ‪،‬كالزاوية التيجانية ‪،‬الرمحانية و القادرية ‪،‬كما رفضت بعض القبائل الكربى‪ ،‬الرضوخ إذل السلطة‬
‫العثمانية كقبيلة الزواوة ‪،‬و اليت إعتمدت على تقسيم نظامها السياسي و اإلجتماعي بشكل فردي ‪،‬يضمن ذلا اإلستقاللية أوال و اإلستمرارية اثنيا‬
‫"فقد كان التقسيم الدقيق عند قبائل الزواوة يتمثل يف القبيلة ‪،‬الفرقة ‪،‬اخلروبة ‪،‬الفرقد و الدشرة ‪،‬اليت ىي اخللية األساسية و القاعدية ‪،‬اليت تضم‬
‫العائالت و كان لكل دشرة أمُت و أمناء يشكلون اجلمعة ‪،‬اليت تنتخب أمُت األمناء الذي يكلف ابلسهر على إحًتام العرف (القانون العريف) و‬
‫األمن يعمل على تطبيق قرارات اجلماعة"(قريف‪ ،2008،‬صفحة ‪.)29‬‬

‫فكانت النظم التقليدية اإلجتماعية للقبيلة ىي من تنظم احلياة اإلجتماعية و اإلقتصادية و السياسية للمجتمع احمللي ادلتمثل يف القبيلة ‪ ،‬كما كانت‬
‫عالقة السلطة العثمانية مع األىارل كانت عالقة زبونية يراعى فيها اجلانب اخلاص ابدلصاحل العثمانية ‪،‬ال تتكفل ابلشؤون اإلجتماعية ‪،‬اإلقتصادية و‬
‫السياسية ذلؤالء األىارل ‪،‬ىدفها مجع الضرائب و احملاصيل الزراعية على مستوى البايلك‪ ،‬الذي يف األخَت تدعم بو سلطة الداي و تتقرب بو إليو من‬
‫أجل إعادة التعيُت يف ادلنصب مع فرض ىرمية السلم السياسي‪ ،‬ابدلقابل رفضت بعض القبائل اخلضوع و اخلنوع ذلاتو السلطة ‪.‬‬

‫‪ .2‬دولة األمري عبد القادر‪ :‬زلاولة اإلحتواء‪.‬‬

‫رفض األمَت عبد القادر بن زلي الدين احلسٍت أي تعامل مع السلطة العثمانية ‪،‬فقد كانت عالقتو و عالقة عائلتو ‪،‬جد متوترة مع ابي‬
‫وىران ‪،‬فقد أراد من خالل علمو و نسبو الشريف و مكانتو اإلجتماعية أتسيس دولة جزائرية مستقلة ‪،‬بسواعد أبنائها و طاقاهتم الفكرية ‪،‬السياسية و‬
‫العسكرية و يعتربون طلب يف رلاالهتم ‪،‬كما رفض أي تعامل مع السلطات العثمانية فقد ذكر الباحث "سعيدين أن األمَت عبد القادر كان ال ؽليل‬
‫إذل العنصر الًتكي و ال يطمئن إذل مجاعة الكراغلة و ال يثق دبوظفي البايلك و ال يتعاون مع فرسان ادلخزن "(قريف‪ ،2008،‬صفحة ‪ ، .)34‬لذلك‬
‫قام إبحداث قطيعة اتمة مع األنظمة السياسية و اإلدارية العثمانية ‪،‬شلا أدى إذل نزع الصالحيات و اإلمتيازات ‪،‬لبعض الفئات اليت كانت ربظى‬

‫‪551‬‬
‫النخب احمللية يف اجلزائر ادلسار و السريورة ‪ -‬قراءة سوسيواترخيية‪-‬‬
‫دبكانة سياسية و إقتصادية انىيك عن اإلجتماعية يف ظل السلطة العثمانية ‪،‬األمر الذي أدى إذل ثورهتم ضده و ربالفهم مع اإلحتالل الفرنسي‪ ،‬من‬
‫أجل ضمان مصاحلهم و احلفاظ على إمتيازاهتم‪.‬‬

‫فقد حدد األمَت عبد القادر النظام السياسي لدولتو على إرساء ادلساواة و مركزية السلطة ‪ ،‬جلمع األمر و عدم التشتت و اإلرذبالية يف إزباذ القرار‬
‫كما ركز على إختيار الرجال الثقات و األوفياء و اجلديرين ابدلنصب من اجلزائريُت و القادرين على مواجهة األوضاع اليت تسودىا احلرب و عدم‬
‫اإلستقرار ‪،‬كما قام بتقسيم الوظائف على صعيد اجلهاز اإلداري كالتارل ‪:‬‬

‫‪" ‬دل يكن منصب اخلليفة زلدودا يف الزمان ‪:‬بينما كانت لو السلطة التامة و كان يتمتع بكل الصالحيات ‪،‬فهو شلثل األمَت و ػلكم‬
‫إبمسو ‪.‬‬

‫‪ ‬أما األغا فقد كان يعُت دلدة عامُت مع إمكانية التجديد و ىو مسؤول عن األمن و عن اجملاىدين (اجليش) ‪،‬كما أنو يراقب‬
‫أعمال القياد و ادلشايخ خاصة يف عملية مجع الضرائب‪.‬‬

‫‪ ‬أما القايد فقد كان يعُت دلدة عشرة أشهر مع إمكانية التجديد‪(" .‬قريف‪ ،2008،‬صفحة‪.)37‬‬

‫فقد كان األمَت عبد القادر يعتمد على تعيُت ىؤالء على الكفاءة و يلغي كل اإلعتبارات الشخصية العائلية و اإلنتماءات اإلثنية و كان علو بناء‬
‫الدولة بسواعد جزائرية و ضمان التشاركية لكل الكفاءات دون أي إستبعاد ‪،‬وفق النموذج احلديث للدولة ‪،‬لكنو دل يفلح بذلك ودل يصل إذل مبتغاه‬
‫خاصة دبقاومة بعض القبائل لو و دخول اإلحتالل الفرنسي للجزائر‪.‬‬

‫‪ .3‬االحتالل الفرنسي ‪:‬تفبيك النظم اإلجتماعية التقليدية و زلاولة اإلدماج ‪.‬‬

‫خضعت اجلزائر إذل إستعمار إستطاين ‪،‬ألكثر من قرن من الزمن ‪،‬مت خاللو تفكيك البٌت اإلجتماعية التقليدية للمجتمع احمللي اجلزائري و‬
‫اليت حاولت طمس ىويتو و وضعو يف قالب اجتماعي‪ ،‬اقتصادي ال يبلور العيش الكرمي و ال احلياة الرغيدة ‪ ،‬فالنظم التقليدية كانت الضمان الوحيد‬
‫لوحدة الشعب اجلزائري آنذاك و الذي أخذ من فرنسا زمنا طويال ‪ ،‬لتفيذ كل مآرهبا يف حق الشعب اجلزائري‪ .‬فبدخول قوات اإلحتالل الفرنسي‬
‫إذل اجلزائر ‪،‬سعت إذل الدمج بُت بعض النظم التسيَتية اليت خلفتها الدولة العثمانية و بعض النظم اليت استحدثها األمَت عبد القادر يف دولتو‪ ،‬بشكل‬
‫مؤقت إذل حُت استقرارىا احملكم على اجلغرافيا اجلزائرية اليت جربت فيها عدة سياسيات ‪ ،‬حسب ما تتطلبو األوضاع أين مزجت يف كل احلاالت‬
‫التسيَتية بُت الوظائف العسكرية و اإلدارية ‪.‬‬

‫فبعد سنة ‪ 1845‬كانت ىناك زلاوالت عديدة ‪،‬إلدماج اجلزائر و اجلزائريُت مع فرنسا و اإلدارة ادلركزية الفرنسية ‪،‬ابدلقابل كانت بعض األصوات‬
‫الفرنسية تنادي إبستحالة اإلدماج التام للشعب اجلزائري بل غلب أتسيس مؤسسات ‪،‬سبثل حالة إنتقالية من أجل أن يستوعب اجلزائريون حالة‬
‫اإلحتالل و يتقبلوىا و ذلك بتقليدىم مسؤوليات و وظائف إدارية ‪ ،‬ففي بداية األمر طبقت اإلدارة احمللية الفرنسية ‪،‬منطق اإلزدواجية يف التسيَت على‬
‫أساس تقسيم ادلناطق اليت يقطنها ادلستوطنون تسَت ابدلؤسسات الفرنسية و مناطق يسكنها اجلزائريون تسَتىا مؤسسات ذبمع بُت ادلدنية و العسكرية‬
‫‪.‬لكن ظهر توجو آخر مع اجلنرال بيجو الذي دعى إذل مبدأ حكم "العرب ابلعرب "أو حكم اجلزائريُت ابجلزائريُت و ىو يشابو األسلوب العثماين يف‬
‫التسيَت ‪،‬لقناعة ىذا اجلنرال الراسخة إبستحالة إستجابة اجلزائريُت و سهولة إدماجهم ‪،‬كما حافظ أيضا على بعض إرث األمَت عبد القادر ادلتمثل يف‬
‫منصب اخلليفة‪ ،‬لقناعتو أيضا بدارية و اضطالع و كفاءة األمَت عبد القادر‪ ،‬إبعتباره كان صاحب مشروع أتسيس دولة ‪،‬حيث قام ىذا اجلنرال‬
‫"بتقسيم البايلك على مخس مقاطعات تدعى خليفالك ‪،‬إقتداء ابألمَت عبد القادر و مت تعيُت عدد من األجواد "(قريف‪ ، )44 ،2008،‬وقد مت‬
‫تعيُت على رأس كل خليفالك وجهاء جزائريون ‪،‬الذين اعتربوا من النخب احمللية ادلتمكنُت يف رلال السياسة و احلرب و يف اطار "حكم العرب‬
‫ابلعرب "‪،‬قام بتعيُت قياد ‪،‬مهمتهم الوساطة بُت سلطات اإلحتالل ادلتمثلة يف القادة العسكريُت و بُت األىارل اجلزائريُت ‪،‬و أدت ىاتو احلركية إذل‬
‫وظفنة ادلناصب اليت يتقلدىا اجلزائريون ‪:‬اخلليفة ‪،‬اآلغا و القايد‪.‬‬

‫و اعترب سلك الوظائف اخلاص ابجلزائريُت ‪،‬وسيلة ‪ ،‬سبكنهم من اإلندماج مع اإلدارة و سلطات االحتالل خاصة بعد إنشاء ادلكاتب العربية ‪،‬اليت‬
‫كانت تعتمد على احلكم الغَت مباشر و تستعُت ابألجواد و وظائف أخرى زبص اجلزائريُت ‪:‬كادلًتمجُت‪ ،‬القاضي ‪،‬اخلوجة و الشاويش و تعيُت‬
‫اجلزائريُت يف ىاتو الوظائف كان ىدفها تيسَت اإلتصال و ربط العالقات بُت القبائل اجلزائرية و سلطات اإلحتالل و من أجل التمكن من السيطرة‬

‫‪555‬‬
‫رللة الدراسات والبحوث االجتماعية ‪ – ISSN 2352-9555‬اجمللد ‪ ( 10‬العدد‪ 2022 )04‬ص ص ‪229 -214‬‬

‫عليها و إخضاعها ذلاتو السلطة ‪،‬حيث كانت ىاتو ادلكاتب ابألساس تعتمد على العمل اإلستخربايت من أجل مجع ادلعلومات حول السكان‪:‬‬
‫عددىم ‪،‬شلارساهتم اليومية ‪،‬أوضاعهم االقتصادية و السياسية‪ ،‬من خالل رلموعة من ادلخربين‪ ،‬الذين دستهم سلطات اإلحتالل يف ىاتو القبائل‬
‫مكنتها من إكتساب سلطة معرفية‪ ،‬وفرت ادلعرفة الكاملة ابلنظم اإلجتماعية و البٌت التقليدية ذلاتو القبائل‪ ،‬من أجل إستخدام الوسيلة األصلع‬
‫لتفكيكها ‪،‬ابإلضافة لوظيفة مجع الضرائب ‪.‬‬

‫و يف إطار تفكيك البٌت التقليدية للمجتمع اجلزائري الذي يقوم أساسا على القبيلة‪ ،‬قامت سلطات اإلحتالل بتطبيق عملية تفكيكية لنظام القبيلة‬
‫إذل الدوار و من الدوار إذل البلدية و ذلك ابلقضاء على ادللكية اجلماعية لألرض ‪،‬اليت ذبعل أفراد القبيلة الواحدة متمسكُت ابألرض اليت تعترب مصدر‬
‫وحدهتم ألهنا ابألساس سبنع ادللكية اخلاصة اليت زبدم مصاحل اإلحتالل ‪،‬حيث عمد ىذا األخَت إذل سن قانون "سنة ‪ 1863‬ادلعروف‬
‫ابلسناتوسكونسولت‪ senatos consulte‬قانون األرض الذي كان ىدفو حشد القبائل اجلزائرية يف مساحات من األرض اليت تكفيها إقتصاداي‬
‫حىت يستورل الفرنسيون و األوروبيون على الفائض"(قريف‪ ،2008،‬صفحة ‪ . )51‬فتم تقسيم ىاتو القبائل إذل عدة دواوير ‪،‬األمر الذي مكن سلطة‬
‫اإلحتالل ‪،‬من تفككيك البنية اإلجتماعية و السياسية للقبيلة و زلو النظام القبلي ‪،‬ليصبح الدوار و أىل الدوار ينتمون إذل التنظيم اإلداري الذي‬
‫ينظم حياة األىارل ‪:‬السياسية ‪،‬االجتماعية و االقتصادية ‪،‬حيث أن "الدوار مكون من عدة عائالت ‪،‬أصبحت تكون وحدة إدارية تسَتىا اجلمعة‪ ‬و‬
‫إعتماد تقسيم الدوار من خالل إعتماد ملكية األرض اخلاصة ‪ ،‬يؤدي إذل إضلاللو بشكل تلقائي ألنو أصبح وحدة إدارية شلهدة لتنظيم البلدية ‪،‬حيث‬
‫إعتمدت سلطات اإلحتالل على البلدايت ادلختلطة و البلدايت كاملة الصالحيات‪ ،‬فالبلدية ادلختلطة‪ ،‬أعتربت ادلؤسسة اليت قضت فعليا على‬
‫نظام القبيلة و الدوار ‪،‬حيث كانت زبضع لسلطة ادلتصرف اإلداري الذي يعينو احلاكم العام و لو كل الصالحيات اإلدارية و السياسية ‪،‬كما أن‬
‫ىاتو البلدايت هبا اجمللس البلدي كهيئة استشارية ‪ ،‬يتكون أعضاؤه من ادلتصرف اإلداري و مساعدين و أربع أعضاء فرنسيُت منتخبُت و رؤساء‬
‫اجلمعات‪ ،‬الذين يتم انتخاهبم و قياد الدوار الذين يعينون من قبل احلاكم العام‪ ،‬حيث أن التمثيل اجلزائري دل يكن يتمتع أبي صالحية بسبب تسلط‬
‫ادلتصرف اإلداري من جهة و من جهة أخرى عدم سبتعهم أبي ثقافة إدارية سبكنهم من شلارسة وظائفهم و أدوارىم بكفاءة ‪.‬‬

‫أما يف البلدايت كاملة الصالحيات ‪،‬أين ؽلكن أن يسمح للفرنسيُت فقط ابدلشاركة و اإلستفادة من اإلمتيازات ‪،‬فلهم كل الصالحية لوضع‬
‫السياسات على مجيع األصعدة ‪،‬اليت زبدم ادلصاحل ادلدنية ابلدرجة األوذل و مصاحل اإلحتالل ابلدرجة الثانية ‪ ،‬مع متابعة تنفيذ ىاتو السياسات و‬
‫كان التمثيل الفرنسي يف اجمللس أكثر بكثَت من التمثيل اجلزائري‪ ،‬فكانت األقلية الفرنسية ادلسيطرة ابألغلبية يف التمثيل و األغلبية اجلزائرية ادلستبعدة‬
‫ابألقلية يف التمثيل و ليس لديهم أي صالحيات سلطوية أو أي إمتيازات وكانت الدواوير اليت مازالت قائمة و اتبعة للسلطة اإلدارية و السياسية ذلاتو‬
‫البلدايت ‪،‬تسَت من طرف "ادلساعدون األىارل" ‪ ،‬ربت الرقابة الصارمة لرئيس البلدية ‪،‬حيث يف "‪ 1919‬أصبح ىؤالء "ادلساعدون األىارل"‪،‬‬
‫ػلملون لقب القايد و أندرلوا مع مر الزمن يف اإلدارة الفرنسية ليصبحوا أعواان بلديُت و القايد يف ىذا النوع من البلدايت تقتصر صالحياتو على مجع‬
‫ادلعلومات و إشعار السلطات احمللية بكل ما يدور يف إقليم دواره ‪،‬كما أسندت إليو كذلك مهام تسيَت احلالة ادلدنية و تسجيل ادلستجدات على‬
‫مستوى الزواج و الوالدات و الوفيات و القايد إما أنو ينتمي إذل الدوار و يستمد منو سلطتو و قوتو و إما يكون من قدامى اجليش الفرنسي يساعده‬
‫كاتب يدعى اخلوجة و كذلك قيم ‪ Champêtre‬و ىو يف إحتكاك دائم مع السكان و مطلع على مجيع أحواذلم " (قريف‪،2008،‬‬
‫صفحة‪.)57‬‬

‫فكما فكك اإلحتالل البٌت اإلجتماعية التقليدية للمجتمع اجلزائري ‪،‬قام أيضا ابدلساس أبىم دعامة ذلاتو النظم و ادلتمثلة يف من حددهتم‬
‫ىاتو النظم كقادة ‪،‬حيث مت إستبعاد ىؤالء القادة الذين ينتمون إذل عائالت عريقة و قبائل معروفة و ادلمارسون و ادلتمرسون للسلطة و تربطهم‬
‫ابلقبيلة روح اإلنتماء و اللحمة العائلية ‪،‬اليت منحتهم اجلاه و ادلكانة و السلطة و الشرف و مت تعيُت خلفا ذلم قادة ال صلة ذلم ابلقبيلة أو الدوار من‬
‫انحية اإلنتماء و القرابة وغَت عارفُت أبحواذلا و أوضاعها و ال يتميزون أبي خصائص أو مسات كان أفراد اجملتمع على أساسها ؼلتارون قادهتم‪ ،‬بل‬
‫كانوا أشخاصا سيئُت دل يستطع اجملتمع احمللي تقبلهم و ربط عالقة تواصلية معهم و فرضوا على سلطات اإلحتالل أن يتم إختيار قادهتم من‬

‫‪ ‬انجًعخ ‪ ًْ:‬عجبسح عٍ َظى تقهٍذٌخ‪ ،‬إنتجأ إنٍٓب اإلحتالل انفشَسً ٔ إنى تفعٍم َشبطٓب ٔ حٕس يٓبيٓب ٔ دٔسْب ٔ فعبنٍتٓب أٌضب ‪،‬فًٓ يجشد َظى إفتشاضٍخ‬
‫تخذو ثبألسبس يصبنح اإلحتالل ‪،‬نزاك نى ٌٓتى األفشاد انًعٌٍُٕ ثعذ يب إختٍبسْى عٍ طشٌق اإلَتخبة ٔ انتعٍٍٍ انًجبشش ‪،‬نتسٍٍش ْبتّ انٍٓئخ ثتفعٍم َشبطبتٓب‬
‫َظشا نعذح أسجبة يُٓب ‪:‬أٌ سأٌٓى ال ٌعتذ ثّ ٔ ال ًٌكُٓى اتخبر أي قشاس إال انزي تقشسِ سهطبد االحتالل ‪،‬ثبإلضبفخ عهى أٌ يعظى ْؤالء األعضبء أفشاد أيٌٍٕ‬
‫ال ٌٓتًٌٕ ثبنجبَت انجٍشٔقشاطً نهٕظٍفخ ٔ يب تقُضٍّ يٍ َشبطبد إداسٌخ ككتبثخ انتقبسٌش‪.‬‬

‫‪552‬‬
‫النخب احمللية يف اجلزائر ادلسار و السريورة ‪ -‬قراءة سوسيواترخيية‪-‬‬
‫أواسطهم و يتم تداول ىذا ادلنصب ابلوراثة من أجل تثبيت اإلستمرارية و إعادة التموقع يف ىرمية السلطة مع تكريس النظم التقليدية و كانت‬
‫اجلمعة أيضا تسعى جاىدة أن يكون شيخ القبيلة أو الفرقة من أبنائها‪ ،‬لكن ىذا اإلختيار غلب أن يطابق ادلواصفات اليت ربددىا سلطات‬
‫اإلحتالل يف القايد و اليت تتمثل يف "أن يكون خادما و سيدا ‪:‬خادم مطيع ‪،‬أمُت ‪ ،‬متفان يف خدمة فرنسا ‪ ،‬مثلما كان ينتظر منو أن ػلسن التحكم‬
‫يف زلكوميو و من الصفات األخرى اليت ؽلكن إعتبارىا صفات تقليدية ىي أن يتصف ابلشجاعة و رشاقة الفارس و أن يكون رجل ابرود ‪،‬لذلك‬
‫كان لزاما على ادلسؤول الذي تعينو اإلدارة الفرنسية و تتعامل معو يف ذات الوقت رجل القبيلة و رجل فرنسا "(قريف‪ ،2008،‬صفحة‪ . )59‬و يف‬
‫الواقع دل تكن لديهم أي صالحيات إلزباذ القرار و وظائفهم اقتصرت على الوظائف اإلدارية كالتقارير و تسيَت ادلوظفُت‪،‬متابعة أمور اجلباية ‪ ،‬ملء‬
‫السجالت ‪،‬إجراء اإلحصاءات ‪ ...‬فتحولت وظائفهم التقليدية إذل و ظائف بَتوقراطية مست مكانتهم اإلجتماعية و انتقصت من حرمة مكانتهم‬
‫فعاشوا حالة اإلغًتاب و دل يستوعبوا الوضع ‪،‬إذل غاية إندالع ثورة التحرير ‪.‬‬

‫و كإجراءات جديدة‪ ،‬قامت سلطات اإلحتالل إبلغاء الدواوير اليت مازالت قائمة و البلدايت ادلختلطة‪ ،‬فعممت البلدايت كاملة الصالحيات يف‬
‫الفًتة من ‪ 1956‬إذل ‪، 1958‬كما قامت إبتباع سياسة إعادة نشر السكان و ذلك لتكريس ادلزيد من التفكك اإلجتماعي و إلغاء إرتباط‬
‫اإلنسان ابألرض و إلبعاد ىؤالء األىارل عن اجملاىدين لقطع أي دعم لوجسيت عنهم و أصبحت البلدايت كاملة الصالحيات تقوم على تنظيم حياة‬
‫األىارل ‪،‬كما إزداد عدد البلدايت فواجهت سلطات اإلحتالل نقص التأطَت ‪،‬األمر الذي أجربىا على زايدة التمثيل اجلزائري و إن كان صوراي من‬
‫ادلنتخبُت يف اجملالس البلدية ‪ ،‬من خالل سلططات تعمل على تنفيذىا على أرض الواقع ‪ ،‬مثل سلطط قسنطينة ‪ 1958‬الذي ىدف على إدماج‬
‫اجلزائريُت يف احلياة السياسية واإلجتماعية و اإلقتصادية ‪،‬لكن جبهة التحرير الوطٍت تصدت ذلاتو ادلخططات و منعت اجلزائريُت من ادلشاركة يف‬
‫انتخاابت ‪.1959‬‬

‫لقد صلح االحتالل الفرنسي يف تفكيك البٌت التقليدية للنظم اإلجتماعية للمجتمع احمللي اجلزائري و سبكن من منح اجلزائريُت التموقع يف‬
‫سلسلة السلطة اذلرمية اإلدارية ‪ ،‬اليت اعتربت كنخب زللية عاشت حالة اإلغًتاب بُت الوظيفة اإلدارية و الدور و ادلكانة اليت سبنحهم إايه القبيلة و‬
‫الدوار‪ ،‬لكنها فشلت يف تشكيل طلب زللية ذلا الوالء التام لفرنسا و داعمة دلشروعها اإلستدماري ‪.‬‬

‫‪ .4‬النخب و النخب احمللية بعد اإلستعمار ‪.‬‬

‫ؽلكن القول أن الفًتة ادلصاحبة لبداية االستعمار عرفت صعود فئة طلبوية الذين كانوا يسعون دائما اذل االندماج يف األمة الفرنسية ببعد يقود‬
‫إذل احلفاظ على مكتسباهتا و ىي الفئات اليت سيندمج أبناؤىا مستقبال يف ادلدارس الفرنسية و يرتقون ليتبوؤوا عدة مناصب يف الفًتة اإلستعمارية و‬
‫اليت ستقدم لنا فئة اإلندماجيُت مستقبال ‪ ،‬و ظهرت فئة أخرى عرفت تطورا مع بروز التصنيع و تشكل بوادر حركات عمالية و نقاابت اليت ستشكل‬
‫تكتالت سياسية متأثرة ابدلد اليساري و اليت ستكون قريبة من فهم واقع اجملتمع اجلزائري ادلهمش و اليت ستنادي جبزائر مستقلة ابلتارل ستربز تلك‬
‫النخب السياسية ذات البعد التحرري الشعبوي الذي سيطغى ليعلن أغلب منتميو اإلنتماء إذل الثورة بعد نضال سياسي يف احزاب سلتلفة و ابلتارل‬
‫حاولت ىذه النخب الوليدة السيطرة و تدجُت النخب الربجوازية التقليدية و أبنائها من اإلندماجيُت ابإللتحاق هبا أو مناصبتهم العداء و ىدا ما مت‬
‫يف أغلب األحيان إبلتفاف الكثَت منهم ضمن موجة التحرر‪.‬‬

‫و ؽلكن القول و بشكل آخر ان معادل احلداثة و التغَت يف االشكال التقليدية للنخب بدأت تظهر يف اجلزائر مع بروز احلركة الوطنية ‪ ،‬و‬
‫ذلك مع التغَت الذي طرأ على اجملتمع اجلزائري سواء على النسق السياسي أو االجتماعي فيقول دمحم حريب " لقد حل الشعب زلل القبيلة‪ ،‬و احلزب‬
‫زلل الزاوية الدينية‪ ...‬و حول أبناء الريفيُت يف ىجرهتم إذل ادلدن التيارات ادلعتدلة و أخلطوا ترتيبها و استأصلوىا‪ ،‬حيث شكلوا ابعتبارىم حشدا كبَت‬
‫الوطنية الشعبوية‪ ،‬فاحملسوبية اليت كانت عند األعيان أصبحت اآلن يف األحزاب السياسية "(‪ ، )Harbi,1992,page 66‬فقد أدى ىذا‬
‫التحول إذل قلب البٌت اإلجتماعية التقليدية يف اجلزائر و بروز نوع من التحديث على مستوى ىذه األنساق و البٌت‪ ،‬لكن مع ىذا نالحظ بقاء‬
‫ادلوروث الفكري التقليدي كمعطى أساسي يف اجملتمع اجلزائري ‪.‬‬

‫و منو ػليلنا ىذا و أنو يف اإلستقالل صلح ربالف ضمٍت بُت الربجوازية الصغَتة اليت كانت مندرلة و لو بدرجات معتربة يف النسق الثوري‬
‫من ابقاء الربجوازايت التقليدية و األعيان التقليديُت الذين كانوا قبل األستقالل خارج السلطة و ذلك بتحالفها مع العسكريُت ‪ ،‬فكما تقول مغنية‬
‫األزرق يف الصراع النخبوي"كانت ىذه احلتمية اإلستعمارية مسؤولة عن ازمة يوليو ‪ ، 1962‬حيث أحست النخب الربجوازية و النخب الربجوازية‬
‫الصغَتة أهنم مهيؤون ابلقدر نفسو حلكم البلد ‪ ،‬و أصبح الدور احلاسم الذي قام بو اجليش شلكنا ألن الربجوازية دل تكن سبلك قاعدة اقتصادية مكتملة‬

‫‪552‬‬
‫رللة الدراسات والبحوث االجتماعية ‪ – ISSN 2352-9555‬اجمللد ‪ ( 10‬العدد‪ 2022 )04‬ص ص ‪229 -214‬‬

‫النمو و ال كان إبمكاهنا أن تطلب دعم الفالحُت لكي هتزم مسعى الربجوازية الصغَتة اذل السلطة و قد أمد انتصار القسم العسكري من الربجوازية‬
‫الصغَتة بتأكديو على الكفاية و اخلربة و التصنيع السريع"(األزرق‪ ،1980،‬الصفحات‪ .)99-98‬ىذا الذي سيولد أشكال النخبوية اليت ستستمر‬
‫بتحديث نفسها و اإلنتقال من التقليدانية لربوز فئة النخب الصناعية و اإلدارية و العسكرية و السياسية ذات الشكل األكثر حداثة من النخب‬
‫الربجوازية التقليدية‪ ،‬اليت رغم وصول الكثَت من أبنائها دلراكز جد مهمة لكن ستبقى ربت ادلراقبة بسبب ادلاضي العالئقي لعائالهتم ابإلستعمار للكثَت‬
‫منهم ‪.‬‬

‫لقد ارست ىذه احلركية اليت عرفها اجملتمع اجلزائري ما بعد اإلستعماري و بروز النخب اليت سبق و ذكرانىا ذات بعد حداثي كنخب اإلدارة و‬
‫ادلقاولُت و رجال األعمال و النخب احلزبية بعد التعددية و العسكرية‪ ،‬بروز أشكال طلبوية أخرى متأثرة بكل ىذه ادلعطيات ادلا قبل و ادلابعد‬
‫اإلستقالل و خصوصا يف البعد السياسي‪ ،‬فَتى الباحث عبد الناصر جايب وجود عاملُت أساسُت يفسران العمل السياسي يف اجلزائر و أتثَته و‬
‫أتثره بفضاء النخب و السيما يف عمليات اإلنتخابية‪ :‬مركزا على عناصر اساسية أبرزىا القطاعية اللغوية ‪ -‬الثقافية و اجلهوية‪.‬‬

‫فيقول الباحث دمحم غادل عن نظرة جايب موضحا " زبًتق الدولة و اجملتمع تناقضات أخطرىا الصراع الثقايف اللغوي الذي جزأ النخبة إذل معربُت ذوي‬
‫تكوين تقليدي أو شبو تقليدي و إذل مفرنسُت ذوي تكوين "أكثر عصرية"‪ .‬يتحكم ادلعربون يف القطاعات الًتبوية و اإليديولوجية و اإلعالم يف حُت‬
‫استأثرت النخبة ادلفرنسة على اإلدارة و اإلقتصاد دبا فيها القطاعات التقنية‪ .‬إن ىذه "القطاعية" اليت سبيز النخبة اجلزائرية أثرت على االنتخاابت أتثَتا‬
‫ابلغا مثلما أثرت النزعات اجلهوية فيها‪ .‬فالنزعة اجلهوية ىي ذلك الشعور ابإلنتماء جلهة معينة من القطر قد تستند إذل خصوصيات ثقافوية أو‬
‫اجتماعية‪ .‬يف اجلزائر‪ ،‬تسيطر "جهوية الشرق" على اجليش و ادلؤسسات العليا كالرائسة و تواجهها – منذ االستقالل – اجلهوية القبائلية " ادلعارضة‪،‬‬
‫مث جهوية الغرب اليت تعترب نفسها زلرومة سياسيا و اقتصاداي‪ .‬إن العالقة ادلختلفة اليت تقيمها اجلهوايت ابلدولة الوطنية ‪-‬خاصة يف فًتة األزمة –‬
‫تفسر إذل حد بعيد اذباىات الثقافة السياسية السائدة‪.‬‬

‫و ابلتارل ؽلكن القول تنقسم احلركات اإلجتماعية يف اجلزائر كنتاج للحراك النخبوي و الفاعلُت ادلتميزين‪ :‬إذل حركة اجتماعية كالسكية تعتمد على‬
‫فاعلُت اجتماعيُت مثل العمال و الطلبة و النساء و أرابب العمل و تعرب على نفسها يف رلاالت عصرية مثل ادلصنع و اجلامعة و ادلعمل‪ .‬ينظر إليها‬
‫على أهنا مهادنة و قريبة من السلطة‪ ،‬دل تتحول إذل قوة انتخابية فعالة شلا يفسر نتائج األحزاب الدؽلقراطية يف االنتخاابت و يف ادلقابل برزت خالل‬
‫الثمانينات احلركة اإلجتماعية الشعبوية اليت تستند إذل عادل التهميش و اإلقتصاد ادلوازي داخل ادلدن الكربى‪ .‬فقد استطاع اإلسالم السياسي ‪-‬‬
‫اجلذري منو ‪ -‬أن يستحوذ عليها و ػلدد ذلا أىدافا سياسية كاالستيالء على السلطة و تغيَت النظام القائم‪ ،‬فادلدينة ربولت إذل "مكان بروز الفوارق‬
‫اإلجتماعية الكبَتة "و سبيز اترؼلها ادلعاصر هبجرة واسعة للريفيُت الذين شكلوا القاعدة االجتماعية الرئيسية لإلسالم السياسي"(غادل‪،2000،‬‬
‫الصفحات ‪.)81-80‬‬

‫ابلتارل ؽلكن القول أن النخب يف اجلزائر ادلستقلة و خصوصا احمللية منها تتأرجح يف إرث عميق من التجاذابت السوسيوسياسية و‬
‫اإلقتصادية و اإلجتماعية اليت ورثت تناقضات كبَتة فالزالت األشكال التقليدية و لو بشكل بسيط حاضرة يف الفضاءات النخبوية احمللية و اليت و‬
‫إن عرفت صدمة احلداثة فستظل تعمل على التحالف اترة مع مثيالهتا دبختلف أشكاذلا و اترة مع األنساق النخبوية العتيقة لتثبيت نفسها و إلعادة‬
‫انتاج سلطتها و وجاىتها يف اجملتمع احمللي سواء بتناقضاهتا او توليفاهتا‪.‬‬

‫‪ -IV‬اخلالصة‪:‬‬

‫إن احلديث عن النخب يف رلتمعاتنا ادلغاربية ككل أو رلتمعنا اجلزائري بشكل خاص‪ ،‬سيحيلنا اذل مساءلة ادلفهوم من منطلقُت عتيق ‪/‬‬
‫حداثي أو وطٍت ‪ /‬زللي ‪ ،‬ابلتارل كانت ىاتو الورقة البحثية‪ ،‬عبارة عن إدلام جبزء ىام من قراءات النخب يف اجلزائر حبكم أن أغلب الدراسات اليت‬
‫تناولت ادلوضوع أولت اىتمام ابلغا ابدلفهوم يف شقو العام و السياسي بشكل كبَت مع إغفال البعد األنثربولوجي و احمللي ذلذا ادلعطى ودوره الكبَت يف‬
‫تشكيل الفضاءات ادلكاانتية أو العينية و يف بناء فضاءات السلطة اإلجتاعية و السياسية الرمزية و حىت ادلادية ‪ ،‬ما نستقيو ىو دور ىاتو النخب يف‬
‫تشكالت اجملاالت على ادلستوايت احمللية و ارتقائها حىت يف عمليات صنع القرارا على مستوايت أعلى بسبب شبكاهتا العالئقية و الزبونية عموداي و‬

‫‪552‬‬
‫النخب احمللية يف اجلزائر ادلسار و السريورة ‪ -‬قراءة سوسيواترخيية‪-‬‬
‫أفقيا و ما نتفق عليو ىو إالء االىتمام هباتو الظاىرة السوسيو‪ -‬انثروبولوجية يف فضاءاهتا ابعتبارىا فاعال مؤثرا و ىاما يف تبنُت األشكال السلطوية و‬
‫القوة و اإلقتصاد و ادلقاوالتية ‪ ...‬اخل‬

‫‪ -‬اإلحاالت وادلراجع ‪:‬‬

‫أقفلي‪ ،‬محاين‪ .)2002(.‬السلوك االجتماعي و السياسي للنخبة احمللية ‪ .‬الطبعة األوىل‪ ،‬ادلرر ‪ :‬مركز طارق بن زايد‪.‬‬ ‫‪)1‬‬

‫األزرق‪،‬مغنية ‪ .)1980(.‬نشوء الطبقات يف اجلزائر دراسة يف االستعمار و التريري االجتماعي السياسي ‪ .‬الطبعة األوذل‪ ،‬ترمجة‪ ،‬مسَت كرم ‪ ،‬لبنان ‪ :‬مؤسسة االحباث العربية‬ ‫‪)2‬‬

‫العطري‪،‬عبد الرحيم(‪ .)2013‬سوسويولوجيا األعيان آليات انتاج الوجاهة السياسية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬الرابط ‪ :‬دفاتر العلوم اإلنسانية ‪ ،‬سلسلة احباث و دراسات رقم ‪02‬‬ ‫‪)3‬‬

‫القرعاوي‪،‬ىشام‪ :‬النخب احمللية و صناعة القرار احمللي‪ ،‬نقال عن موقع‬ ‫‪)4‬‬


‫‪https://m.facebook.com/guidexam/photos/a.498015800295181/1112350935528328/?type=3&locale2=de_DE‬‬
‫‪،‬بتاريخ‪ ،2020 /03/28‬الساعة ‪.21:38‬‬

‫اللوزي‪،‬سليم ‪.‬النخبة احمللية و تطوير مفهوم ادلشاركة السياسية موقع احلوار ادلتمدن ‪ /http://www.ahewar.org/debat‬بتاريخ‪، 2009/06/12‬الساعة ‪.09:59‬‬ ‫‪)5‬‬

‫حوراين‪ ،‬ألربت‪.)1986( .‬الفبر العريب يف عصر النهضة (‪،)1939-1798‬ترمجة كرمي عزقول ‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬لبنان‪ :‬دار النهار للنشر‪.‬‬ ‫‪)6‬‬

‫االجتماعي‪https://www.univ-17-1،)10(،‬‬ ‫و اجملتمع جتدد الرهاانت ‪ ،‬رللة الباحث‬ ‫سعادة‪،‬مولود‪ .)2010(.‬النخبة‬ ‫‪)7‬‬


‫‪constantine2.dz/facshs/elbahith/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%AB-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A-‬‬
‫‪%D8%B9%D8%AF%D8%AF-%D8%B1%D9%82%D9%85-10-‬‬
‫‪/%D8%B3%D8%A8%D8%AA%D9%85%D8%A8%D8%B1-201‬‬

‫صاحل‪،‬هاشم‪ .)1986(.‬حوار مع بيار بورديو (بورديو بني كارل ماركس و ماكس فيرب ميبن للعر أن يبون ذلم عصر تنويرهم اخلاص)‪ ،‬رللة الفبر العريب ادلعاصر ‪،‬‬ ‫‪)8‬‬
‫مركز االمناء القومي ‪ ،‬العدد (‪.77-65، )37‬‬

‫عبد الفتاح ‪،‬امساعيل سيف الدين‪.)1981(.‬يف النظرية السياسية من منظور إسالمي‪ :‬منهجية التجديد السياسي وخربة الواقع العريب ادلعاصر‪،‬مصر‪ :‬ادلعهد العادلي للفكر‬ ‫‪)9‬‬
‫االسالمي ‪ ،‬سلسلة الرسائل اجلامعية ‪. 25‬‬

‫‪ )10‬غادل‪،‬دمحم ‪ .)2000(.‬االنتخاابت ‪ :‬الدولة و اجملتمع قراءة لكتاب عبد الناصر جايب ‪ ،‬رللة إنسانيات‪،‬ادلركز الوطٍت للبحث يف االنثربولوجية الثقافية و االجتماعية ‪ )10(،‬وىران‬
‫‪https://journals.openedition.org/insaniyat/8150، 82-80،‬‬

‫‪ )11‬قريف‪،‬عبد احلميد‪ .)2008(.‬االدارة اجلزائرية مقاربة سوسيولوجية ‪،‬الطبعة األوذل‪ ،‬القاىرة ‪ :‬دار الفجر للنشر و التوزيع‪.‬‬

‫‪-‬‬ ‫ادلتمدن‬ ‫احلوار‬ ‫موقع‬ ‫عن‬ ‫نقال‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫ادلنطقة‬ ‫يف‬ ‫اإلصالح‬ ‫وأزمة‬ ‫السياسية‬ ‫النخبة‬ ‫‪ )12‬لكريٍت‪،‬إدريس‪.)2008(.‬‬
‫‪ http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid‬بتاريخ‪ 2008 / 1 / 14‬الساعة ‪. 11:06‬‬

‫‪ )13‬نوح‪،‬ايمن‪ .)2019(.‬اىل احلل و العقد ‪ :‬يف رحلة ادلفهوم ‪ ،‬نقال عن موقع موؤمنون بال حدود ‪www.mominoun.com/articles 5714،‬بتاريخ ‪12‬‬
‫‪2019/04/‬الساعة ‪. 18:27‬‬

‫‪ )14‬ىنية‪ ،‬عبد احلميد ‪ .)2013(.‬بناء الدولة اجملالية يف البالد التونسية وادلغرب األقصى‪ ،‬وآليات االندماج فيها خالل الفًتة احلديثة‪ ،‬رللة عمران للعلوم االجتماعية و االنسانية ‪، ،‬‬
‫قطر ‪https://omran.dohainstitute.org/ar/issue004/Pages/art01.aspx .27-07. )04( 01،‬‬

‫‪15) Harbi . M.(1992). L'Algérie et son distin croyants ou citoyens, Paris: arcantere.‬‬

‫‪552‬‬
‫رللة الدراسات والبحوث االجتماعية ‪ – ISSN 2352-9555‬اجمللد ‪ ( 10‬العدد‪ 2022 )04‬ص ص ‪229 -214‬‬

‫‪ -‬مالحق ‪:‬‬

‫الشبل ‪ :1‬أشبال النخبة احمللية وفق أقفلي محاين‬

‫ادلصدر‪( :‬أقفلي‪،2002،‬صفحة‪)06‬‬

‫الشبل ‪ :2‬أشبال النخب احمللية يف اجملتمع احمللي‬

‫‪552‬‬
‫النخب احمللية يف اجلزائر ادلسار و السريورة ‪ -‬قراءة سوسيواترخيية‪-‬‬

‫ادلصدر‪ :‬إعداد الباحثني‬

‫الشبل ‪:3‬تراتبية النخب احمللية يف العهد العثماين –عهد الداايت‬

‫الباي‬

‫اخلليفة‬

‫القايد‬

‫الشيخ‬

‫ادلصدر‪ :‬إعداد الباحثني‬

‫‪552‬‬
‫رللة الدراسات والبحوث االجتماعية ‪ – ISSN 2352-9555‬اجمللد ‪ ( 10‬العدد‪ 2022 )04‬ص ص ‪229 -214‬‬

‫الشبل ‪ :2‬تراتبية النخب احمللية يف دولة األمري عبد القادر‬

‫اخلليفة‬

‫اآلغا‬

‫القايد‬

‫ادلصدر‪ :‬إعداد الباحثني‬

‫الشبل ‪ :3‬تراتبية النخب احمللية يف بداية االحتالل الفرنسي‬

‫اخلليفة‬

‫اآلغا‬

‫القايد‬

‫ادلصدر‪ :‬إعداد الباحثني‬

‫‪552‬‬

You might also like