Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 160

‫ح ُّل ألف ِ‬

‫اظ‬
‫اط المست ِقيم‬ ‫الصر ِ‬
‫ِِّ‬
‫ان ع ِقيد ِة المسلِ ِمي‬
‫أسئِلةٌ وأج ِوبةٌ ِِف ب ي ِ‬

‫لِف ِ‬
‫ضيل ِة الشي ِخ نبِيل الش ِريف‬ ‫الطب عة الول‬
‫‪2023‬‬

‫‪1‬‬
‫مق ِِّدمةٌ‬
‫اعلم ر ِِحك اَّلل أن ِعلم ِِّ‬
‫الدي ِن هو ال ِعلم النافِع‬
‫الم من أْهله‬ ‫اآلخرِة ِعلم ِِّ‬
‫الدي ِن حياة ا ِإلس ِ‬ ‫الدن يا و ِ‬
‫ِِف ُّ‬
‫اس ِرين ومن ت علمه وع ِمل بِ ِه كان ِمن‬ ‫كان ِمن اْل ِ‬
‫اجي وهو أفضل ما ت قضى بِ ِه ن فائِس الوق ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫الن ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وأفضل العلوم على اإلطالق علم العقيدة وهو العلم‬ ‫ِ‬
‫ال ِذى ي عرف بِ ِه ما يلِيق ِِب ِ‬
‫َّلل وما ال يلِيق بِ ِه وما يلِيق‬
‫ِِبنبِي ِاء ِ‬
‫اَّلل وما ال يلِيق ِبِِم‪.‬‬
‫ى ر ِِحه اَّلل‬ ‫ولما كان كِتاب الشي ِخ عب ِد ِ‬
‫اَّلل اْلرِر ِِّ‬
‫الصراط المست ِقيم ج ِام ًعا ِْل ِذ ِه الع ِقيد ِة اْلق ِة‬
‫ت عال ِِّ‬
‫المبارك ِة ارَتي نا أن َنعل ما شرحه الشيخ بِط ِريق ِة سؤ ٍال‬
‫ب درسه وعلى المب ت ِد ِئ‬ ‫اب لِيسهل على الطالِ ِ‬ ‫وجو ٍ‬
‫ب العال ِمي‪.‬‬ ‫اجي ِرضى ِ‬
‫اَّلل ر ِِّ‬ ‫ِحفظه ر ِ‬
‫‪2‬‬
‫ِح ِن الرِح ِيم‬ ‫بِس ِم ِ‬
‫اَّلل الر ٰ‬
‫ول ِ‬
‫اَّلل‪.‬‬ ‫َّلل والصالة والسالم على رس ِ‬ ‫اْلمد ِ ِ‬

‫ِح ِن الرِح ِيم‪.‬‬ ‫(‪ )1‬ما معَن بِس ِم ِ‬


‫اَّلل الر ٰ‬
‫بًكا ولفظ‬ ‫اَّلل أب ت ِدئ بِقو ِل بِس ِم ِ‬
‫اَّلل مت ِِّ‬ ‫معَن بِس ِم ِ‬
‫ات ِ‬
‫اَّلل المست ِح ِِّق لِنِهاي ِة‬ ‫اْلالل ِة اَّلل اسم يد ُّل على ذ ِ‬
‫ٌ‬
‫وع و ِهى ال ِعبادة ومعناه من له‬ ‫الت ع ِظ ِيم وغاي ِة اْلض ِ‬
‫ات‬‫صف ِ‬ ‫ا ِإلْلِية أى من له القدرة على إِب را ِز الحج ِام و ِ‬
‫ود‪ .‬والرِحٰن معناه الكثِري‬ ‫الحج ِام ِمن العدِم إِل الوج ِ‬
‫الدن يا ولِلمؤِمنِي خاص ًة‬ ‫الرِح ِة لِلمؤِمنِي والكافِ ِرين ِِف ُّ‬
‫اآلخرِة أما الرِحيم فمعناه الكثِري الرِح ِة لِلمؤِمنِي‬ ‫ِِف ِ‬
‫أ ى أن‬ ‫قال اَّلل ت عال ﴿ورِح ِِت و ِسعت كل شى ٍء﴾‬
‫وكافِ ٍر‬ ‫الدن يا كل مؤِم ٍن‬ ‫رِحة ِ‬
‫اَّلل و ِسعت ِِف ُّ‬

‫‪3‬‬
‫صها ِِف ِ‬
‫اآلخرِة‬ ‫﴿فسأكت ب ها لِل ِذين ي ت قون﴾ أى أخ ُّ‬
‫لِل ِذين َيتنِبون ِِّ‬
‫الشرك وسائِر أن و ِاع الكف ِر‪.‬‬
‫(‪ )2‬ما معَن اْلمد ِ ِ‬
‫َّلل‪.‬‬
‫ان على اْل ِم ِ‬
‫يل‬ ‫اْلمد ِ ِ‬
‫َّلل أ ِى الث ناء ِِبللِِّس ِ‬
‫ِاالختِيا ِر ِى على وج ِه الت ع ِظ ِيم مستح ٌّق ِ ِ‬
‫َّلل أى أن اَّلل‬ ‫ِّ‬
‫ت عال يست ِح ُّق أن ي ثَن علي ِه على نِع ِم ِه ال ِِت أن عم ِِبا‬
‫اد ِه ِمن غ ِري وج ٍ‬
‫وب علي ِه‪.‬‬ ‫على ِعب ِ‬
‫ول ِ‬
‫اَّلل‪.‬‬ ‫(‪ )3‬ما معَن الصالة والسالم على رس ِ‬
‫اَّلل معناه اللهم ِزد‬‫ول ِ‬‫الصالة والسالم على رس ِ‬
‫يما وقد ًرا وسلِِّم أمته ِِما يكره‬
‫ً‬ ‫ظ‬‫سيِدَن ُمم ًدا شرفًا وت ع ِ‬
‫ِّ‬
‫قال اَّلل ت عال ﴿إِن اَّلل ومالئِكته يصلُّون على النِ ِِّ‬
‫ب َي‬
‫أيُّها ال ِذين ءامنوا صلُّوا علي ِه وسلِِّموا تسلِي ًما﴾‬

‫‪4‬‬
‫يم وِرف عة قد ٍر والصالة‬ ‫ظ‬ ‫والصالة ِمن ِ‬
‫اَّلل على النِ ِب ت ع ِ‬
‫ٌ‬ ‫ِّ‬
‫ِمن المالئِك ِة دعاءٌ‪.‬‬
‫(‪ )4‬ما هو خري ما ي ت زود بِ ِه المسلِم ِآل ِخرتِِه‪.‬‬
‫اعلم أن خري ما ي ت زود بِ ِه المسلِم ِآل ِخرتِِه هو‬
‫الت قوى قال اَّلل ت عال ﴿وت زودوا فِإن خري الز ِاد‬
‫الت قوى﴾ وقال ت عال ﴿َي أيُّها ال ِذين ءامنوا ات قوا‬
‫ات وِمن‬ ‫ات واجتنِبوا المحرم ِ‬ ‫اجب ِ‬ ‫اَّلل﴾ أى أدُّوا الو ِ‬
‫س ما‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫ظ‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ل‬‫﴿و‬ ‫ِ‬
‫ى‬ ‫ات ت علُّم ال ِعل ِم الشر ِ‬
‫ع‬ ‫اجب ِ‬‫ُجل ِة الو ِ‬
‫ٌ‬ ‫ِّ‬
‫قدمت لِغ ٍد﴾ أى لِي نظ ِر المرء ما ي ِع ُّد وي ق ِِّدم ِآل ِخرتِِه‬
‫ضى اَّلل عنه‬ ‫ِمن العم ِل الصالِ ِح‪ .‬وقال ا ِإلمام علِ ٌّى ر ِ‬
‫اآلخرة و ِهى مقبِلةٌ‬ ‫ت ِ‬ ‫الدن يا و ِهى مدبِرةٌ وارَتل ِ‬
‫ت ُّ‬ ‫ارَتل ِ‬
‫اآلخرِة وال‬‫احد ٍة ِمن هما ب نون فكونوا ِمن أب ن ِاء ِ‬ ‫ولِك ِل و ِ‬
‫ِّ‬

‫‪5‬‬
‫الدن يا الي وم العمل وال ِحساب وغ ًدا‬ ‫تكونوا ِمن أب ن ِاء ُّ‬
‫اب ال ِرق ِ‬
‫اق‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ت‬‫ى ِِف كِ‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ا‬‫خ‬ ‫ب‬‫ال‬ ‫اه‬‫و‬‫ر‬ ‫ل‬‫م‬ ‫ع‬ ‫ال‬‫و‬ ‫اب‬ ‫س‬ ‫اْلِ‬
‫ِّ‬
‫اَّلل على ِعب ِ‬
‫اد ِه‪.‬‬ ‫وق ِ‬ ‫(‪ )5‬اذكر أعظم حق ِ‬

‫اد ِه أى أعظم‬ ‫اَّلل على ِعب ِ‬‫وق ِ‬‫اعلم أن أعظم حق ِ‬


‫ض ال ِِت أمر اَّلل ِِبا هو ت و ِحيده ت عال أى مع ِرف ته‬ ‫الفرائِ ِ‬
‫مع إِف ر ِاد ِه ِِبل ِعباد ِة وأن ال يشرك بِ ِه شىء‪ .‬ومع ِرفة ِ‬
‫اَّلل‬ ‫ٌ‬
‫ات كال ِعل ِم والقدرِة‬ ‫َّلل ِمن ِِّ‬
‫الصف ِ‬ ‫معناها مع ِرفة ما َِيب ِ ِ‬
‫وا ِإلراد ِة ومع ِرفة ما يست ِحيل ِِف ح ِِّق ِه ت عال كاْله ِل‬
‫ان واْلِه ِة ومع ِرفة ما َيوز ِِف‬
‫والعج ِز والتحيُّ ِز ِِف المك ِ‬
‫ح ِِّق ِه كخل ِق شى ٍء وت ركِ ِه فاَّلل ت عال َيوز أن َيلق ما‬
‫يشاء ويْتك ما يشاء أى ال َيلقه‪.‬‬
‫(‪ )6‬ما هو أكب ذن ٍ‬
‫ب ي ق ِْتفه العبد‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫العبد هو الكفر ويد ُّل على‬ ‫ب ي ق ِْتفه‬‫أكب ذن ٍ‬
‫ى‬ ‫ول ِ‬
‫اَّلل ﷺ أ ُّ‬ ‫أنه قِيل لِرس ِ‬ ‫ذلِك ما رواه البخا ِر ُّ‬
‫ى‬
‫ب أش ُّد قال أن َتعل ِ ِ‬
‫َّلل نِ ًّدا وهو خلقك (أى أن‬ ‫الذن ِ‬
‫ى قال أن ت قتل ولدك َمافة الفق ِر‬ ‫تش ِرك ِِب ِ‬
‫َّلل) قِيل ُث أ ُّ‬
‫ى قال أن ت ز ِاِن حلِيلة جا ِرك‪ .‬فالكفر هو أش ُّد‬
‫قِيل ُث أ ُّ‬
‫الق وهو الذنب ال ِذى ال ي غ ِفره اَّلل‬
‫وب على ا ِإلط ِ‬‫الذن ِ‬
‫ُّ‬
‫ت أو وصل إِل حال ِة‬ ‫أى لِم ِن استمر علي ِه إِل المو ِ‬
‫ت ومالئِك ِة العذ ِ‬
‫اب‬ ‫ك المو ِ‬ ‫س ِمن اْلي ِاة بِرؤي ِة مل ِ‬ ‫اليأ ِ‬
‫الك ك ِفرعون ال ِذى َل‬‫اك الغر ِق ِِبيث أي قن ِِبْل ِ‬ ‫أو إِدر ِ‬
‫ك ال‬‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫ال‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫م‬‫ِ‬‫ل‬‫ع‬‫و‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫غ‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫ك‬
‫ر‬ ‫د‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ح‬‫ِ‬ ‫ي قب ِل اَّلل ت وب ته‬
‫ُمالة‪.‬‬
‫(‪ )7‬اذكر دلِ ًيال ِمن القرء ِ‬
‫ان واْل ِد ِ‬
‫يث على أن اَّلل ال‬
‫ي غ ِفر لِمن مات كافِ ًرا‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫قال اَّلل ت عال ﴿إِن اَّلل ال ي غ ِفر أن يشرك بِ ِه‬
‫وي غ ِفر ما دون ذلِك لِمن يشاء﴾ وقال ت عال ﴿ما كان‬
‫ب وال ِذين ءامنوا أن يست غ ِفروا لِلمش ِركِي ولو كانوا‬ ‫لِلنِ ِِّ‬
‫ول ق رَب ِمن ب ع ِد ما ت بي ْلم أَّنم أصحاب اْل ِح ِيم﴾‬ ‫أِ‬
‫وقال رسول ِ‬
‫اَّلل ﷺ إِن اَّلل لي غ ِفر لِعب ِد ِه ما َل ي ق ِع‬
‫اب َي رسول ِ‬
‫اَّلل قال أن‬ ‫اْلِجاب قالوا وما وقوع اْلِج ِ‬
‫َتوت الن فس و ِهى مش ِركةٌ رواه أِحد وابن ِحبان‪.‬‬
‫ُجيع أن و ِاع الكف ِر ال ي غ ِفرها اَّلل لِقولِ ِه ت عال‬
‫وكذلِك ِ‬
‫﴿إِن ال ِذين كفروا وظلموا َل يك ِن اَّلل لِي غ ِفر ْلم﴾‬
‫يل ِ‬
‫اَّلل‬ ‫وق ولِ ِه ت عال ﴿إِن ال ِذين كفروا وص ُّدوا عن سبِ ِ‬
‫ار ف لن ي غ ِفر اَّلل ْلم﴾‪.‬‬ ‫ُث ماتوا وهم كف ٌ‬
‫(‪ )8‬ما ِهى الشهادة اْلاصة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫اَّلل ﷺ قال من‬‫ى ومسلِم أن رسول ِ‬ ‫روى البخا ِر ُّ‬
‫ٌ‬
‫ش ِهد أن ال إِله إِال اَّلل وحده ال ش ِريك له وأن ُمم ًدا‬
‫عبده ورسوله وأن ِعيسى عبد ِ‬
‫اَّلل ورسوله وكلِمته‬
‫وح ِمنه واْلنة ح ٌّق والنار ح ٌّق أدخله‬
‫ٌ‬ ‫ر‬‫و‬ ‫َي‬‫ر‬ ‫م‬ ‫ل‬‫ِ‬‫ألقاها إ‬
‫اَّلل اْلنة على ما كان ِمن العم ِل‪ ،‬أى وف قه اَّلل إِذا‬
‫داوم على ه ِذ ِه الشهاد ِة كل ي وٍم إِل العم ِل الصالِ ِح‬
‫اب‪.‬‬‫ِِبيث َيسن حاله و ِختامه ف يدخل اْلنة بِال عذ ٍ‬
‫وكلِمته ألقاها إِل مرَي أى أن ِعيسى بِشارة ِ‬
‫اَّلل لِمرَي‬
‫وح‬ ‫ر‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ال ِِت بشرْتا ِِبا المالئِكة ِِبم ِرِه ق بل أن َت ِمل بِ ِ‬
‫ه‬
‫ٌ‬
‫ف أى ع ِظيم ِعند ِ‬
‫اَّلل‬ ‫ٌ‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫م‬ ‫وح‬ ‫ر‬ ‫ى‬ ‫يس‬ ‫ِمنه أى أن روح ِ‬
‫ع‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫اَّلل خل ًقا وتك ِوينًا‪ ،‬واْلنة ح ٌّق والنار ح ٌّق‬ ‫ادر ِمن ِ‬ ‫صِ‬
‫ٌ‬
‫ان وأَّنما دارا جز ٍاء فاْلنة‬ ‫أى أَّنما موجودَت ِن وِبقِي ت ِ‬
‫اب لِلكافِ ِرين‪.‬‬‫دار ن ِع ٍيم لِلمؤِمنِي والنار دار ِعق ٍ‬

‫‪9‬‬
‫(‪ )9‬ما معَن ق ولِ ِه ﷺ فِإن اَّلل حرم على النا ِر من قال‬
‫ال إِله إِال اَّلل ي ب ت ِغى بِذلِك وجه ِ‬
‫اَّلل‪.‬‬
‫ى أن رسول ِ‬
‫اَّلل ﷺ قال فِإن اَّلل حرم‬ ‫روى البخا ِر ُّ‬
‫على النا ِر من قال ال إِله إِال اَّلل ي ب ت ِغى بِذلِك وجه ِ‬
‫اَّلل‬
‫أى حرم أن ي ب قى فِيها إِل الب ِد من قال ال إِله إِال اَّلل‬
‫اَّلل ال نِفاقًا ِمن غ ِري اعتِق ٍ‬
‫اد‪.‬‬ ‫ي ب ت ِغى بِذلِك القرب إِل ِ‬
‫يث أن ِاالقتِصار على شهاد ِة‬ ‫وليس المراد ِِبذا اْل ِد ِ‬
‫ون الشهاد ِة الثانِي ِة يك ِفى لِلنج ِاة‬
‫أن ال إِله إِال اَّلل بِد ِ‬
‫ى ِِف النا ِر بل ال بد ِمن اْلم ِع بي‬ ‫ِمن اْلل ِ‬
‫ود الب ِد ِِّ‬
‫الشهادت ِ‬
‫ي‪.‬‬
‫ان على أن من َل ي ؤِمن‬‫(‪ )10‬اذكر دلِ ًيال ِمن القرء ِ‬
‫ِِبحم ٍد ف هو كافِ ٌر‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫َّلل ورسولِ ِه فِإَن‬
‫قال اَّلل ت عال ﴿ومن َل ي ؤِمن ِِب ِ‬
‫أعتدَن لِلكافِ ِرين س ِعريا﴾ أى أن من َل ي ؤِمن ِِب ِ‬
‫َّلل‬ ‫ً‬
‫ورسولِ ِه ُمم ٍد ﷺ ف هو كافِ ٌر وأن اَّلل ت عال أعد له‬
‫ريا أى َنر جهنم‪.‬‬‫ع‬‫سِ‬
‫ً‬
‫(‪ )11‬ما معَن أشهد أن ال إِله إِال اَّلل إُِج ًاال‪.‬‬
‫معَن أشهد أن ال إِله إِال اَّلل إُِج ًاال أع ِْتف‬
‫بِلِس ِاِن وأعت ِقد بِقلِب أن ال معبود ِِب ٍِّق إِال اَّلل أى ال‬
‫يست ِح ُّق أح ٌد أن ي عبد أى أن ي تذلل له َِّناية التذلُّ ِل إِال‬
‫ى بِقولِ ِه ال خالِق‬ ‫اَّلل وفسرها ا ِإلمام أبو اْلس ِن الشع ِر ُّ‬
‫لِشى ٍء ِمن الشي ِاء إِال اَّلل وهذا الت ف ِسري أحسن ذكره‬
‫ا ِإلمام الب ي ه ِق ُّى ِِف كِت ِ‬
‫اب ِاالعتِق ِ‬
‫اد‪.‬‬
‫(‪ )12‬ما معَن شهاد ِة أن ُمم ًدا رسول ِ‬
‫اَّلل‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫معَن أشهد أن ُمم ًدا رسول ِ‬
‫اَّلل أع ِْتف بِلِس ِاِن‬
‫وأعت ِقد بِقلِب أن سيِدَن ُمم ًدا ﷺ مرسل ِمن ِعن ِد ِ‬
‫اَّلل‬ ‫ٌ‬ ‫ِّ‬
‫س و ِج ٍِّن أى أن اَّلل أرسله إِل‬ ‫ُجي ِع اْلل ِق ِمن إِن ٍ‬‫إِل ِ‬
‫ب وغ ِريِهم وإِل كاف ِة اْلِ ِِّن لِيأمرهم‬ ‫كاف ِة البش ِر ِمن عر ٍ‬
‫ان بِش ِريعتِ ِه وي تبِعوه ِِف ك ِِّل ما جاء بِ ِه قال اَّلل‬ ‫ِِب ِإلمي ِ‬
‫ت عال ﴿لِيكون لِلعال ِمي ن ِذ ًيرا﴾ وا ِإلنذار هو التخ ِويف‬
‫س واْلِ ِِّن ف قط‬ ‫صي ِة وهذا ا ِإلنذار لِ ِإلن ِ‬‫ِِبلنا ِر على المع ِ‬
‫أما المالئِكة فال ي عصون اَّلل أب ًدا وال َيتارون إِال‬
‫اَّلل فال َيتاجون إِل إِنذا ٍر‪.‬‬‫الطاعة ِِب ِشيئ ِة ِ‬
‫(‪ )13‬ما المراد ِِبلشهادت ِ‬
‫ي‪.‬‬
‫وهي ِة عما ِسوى ِ‬
‫اَّلل‬ ‫ي ن فى الل ِ‬ ‫المراد ِِبلشهادت ِ‬
‫َّلل ت عال وحده مع ا ِإلق را ِر أ ِى ِاالعِْت ِ‬
‫اف‬ ‫وإِث باْتا ِ ِ‬
‫ان بِ ِرسال ِة سيِِّ ِدَن ُمم ٍد ﷺ أى ِِف كونِِه مرس ًال‬
‫وا ِإلمي ِ‬

‫‪12‬‬
‫اَّلل ِلن ا ِإلميان ِِب ِحم ٍد ال بد ِمنه لِيكون العبد‬‫ِمن ِعن ِد ِ‬
‫اَّلل قال اَّلل ت عال ﴿ومن َل ي ؤِمن ِِب ِ‬
‫َّلل‬ ‫مؤِمنا ِعند ِ‬
‫ً‬
‫ريا﴾ أى هيأَن ْلم َنر‬ ‫ورسولِ ِه فِإَن أعتدَن لِلكافِ ِرين س ِ‬
‫ع‬
‫ً‬
‫جهنم لِكف ِرِهم فدلت ه ِذ ِه اآلية على أن من َل ي ؤِمن‬
‫َّلل ورسولِ ِه ُمم ٍد ف هو كافِ ٌر ولو كان ِمن أه ِل ال ِكت ِ‬
‫اب‬ ‫ِِب ِ‬
‫يل فِإن القرءان َساهم أهل‬ ‫المن ت ِسبِي لِلت ور ِاة وا ِإل َِن ِ‬
‫اب وَساهم كافِ ِرين ِلَّنم َل ي ؤِمنوا ِِبحم ٍد ﷺ‬ ‫ال ِكت ِ‬
‫ف ه ِذ ِه اآلية ص ِرَيةٌ ِِف تك ِف ِري من َل ي ؤِمن ِِبحم ٍد ﷺ‬
‫فمن َنزع أى عارض وخالف ِِف هذا الموض ِ‬
‫وع فأنكر‬
‫ا ِإلميان ِِبحم ٍد يكون قد عاند القرءان ومن عاند‬
‫القرءان كفر ِلنه ال يكون مؤِمنًا بِ ِه‪.‬‬
‫(‪ )14‬ما حكم من دان بِغ ِري ا ِإلس ِ‬
‫الم‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الميُّون على تك ِف ِري من دان‬ ‫أُجع الفقهاء ا ِإلس ِ‬
‫الم أى م ِن اَّتذ لِن ف ِس ِه ِدينًا غري ِدي ِن ا ِإلس ِ‬
‫الم‬ ‫بِغ ِري ا ِإلس ِ‬
‫وات فقوا على تك ِف ِري من َل يك ِِّفره أى من َل يك ِِّفر من‬
‫الم أو شك ِِف كف ِرِه كأن قال لعله كافِ ٌر‬ ‫دان بِغ ِري ا ِإلس ِ‬
‫ولعله غري كافِ ٍر أو ت وقف ِِف تك ِف ِريِه كأن قال أَن ال‬
‫أقول إِنه كافِر وال أقول إِنه غري كافِ ٍر لِتك ِذيبِ ِه ق ول ِ‬
‫اَّلل‬ ‫ٌ‬
‫الم ِدينًا ف لن ي قبل ِمنه‬ ‫ت عال ﴿ومن ي ب ت ِغ غري ا ِإلس ِ‬
‫اآلخرِة ِمن اْل ِ‬
‫اس ِرين﴾‪.‬‬ ‫وهو ِِف ِ‬
‫(‪ )15‬كيف يدخل الكافِر ِِف ا ِإلس ِ‬
‫الم‪.‬‬
‫يدخل الكافِر ِِف ا ِإلس ِ‬
‫الم ِِبلنُّط ِق ِِبلشهادت ِ‬
‫ي‬
‫ب لِقولِ ِه ﷺ أ ِمرت‬ ‫ِِبللِِّس ِ‬
‫ان مع التص ِد ِيق ِِبعناْها ِِبلقل ِ‬
‫أن أقاتِل الناس حِت يشهدوا أن ال إِله إِال اَّلل وأن‬
‫ى‪ .‬قال اْلافِظ الن و ِو ُّ‬
‫ى‬ ‫ُمم ًدا رسول ِ‬
‫اَّلل رواه البخا ِر ُّ‬
‫‪14‬‬
‫من صدق بِقلبِ ِه وَل ي ن ِطق بِلِسانِِه ف هو كافِ ٌر َمل ٌد ِِف‬
‫النا ِر ِِب ِإلُج ِاع‪.‬‬
‫الم لفظ أشهد أن‬ ‫ول ِِف ا ِإلس ِ‬‫لدخ ِ‬ ‫(‪ )16‬هل يشْتط لِ ُّ‬
‫ال إِله إِال اَّلل وأشهد أن ُمم ًدا رسول ِ‬
‫اَّلل‪.‬‬
‫ال يشْتط هذا اللفظ بِعينِ ِه بل يك ِفى ال إِله إِال‬
‫اَّلل ُمم ٌد رسول اَّلل أو ما ي ع ِطى معناه ولو بِغ ِري اللُّغ ِة‬
‫ف اْل ِاء ف قال مهم ٌد‬ ‫العربِي ِة‪ .‬ومن عجز ع ِن النُّط ِق ِِبر ِ‬
‫اس ِم رسول ِ‬
‫اَّلل‬ ‫اَّلل ِِبْل ِاء ي قال له قل أبو الق ِ‬
‫رسول ِ‬
‫اف معقود ٍة‬ ‫اس ِم رسول اَّلل بِق ٍ‬ ‫ص ُّح أن ي قول أبو الق ِ‬ ‫وي ِ‬
‫كما ي ل ِفظها أهل اليم ِن‪ .‬أما ال ِذى ي قول أشهد أن ال‬
‫صح شهادته لِعدِم إِق را ِرِه‬ ‫ون َل ت ِ‬ ‫إِله إِال اَّلل بِتش ِد ِ‬
‫يد النُّ ِ‬
‫ور كمن قال أشهد أن زي ًدا‬ ‫ت‬ ‫ب‬‫م‬ ‫الم‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫إ‬‫ف‬ ‫بِوحدانِي ِة ِ‬
‫اَّلل‬
‫ٌ ٌ‬
‫وسكت ِمن غ ِري أن َيتِى ِِبْل ِب‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫الدخول ِِف ا ِإلس ِ‬
‫الم‬ ‫ص ُّح ُّ‬ ‫(‪ )17‬ما الدلِيل على أنه ي ِ‬
‫ي بِغ ِري اللُّغ ِة العربِي ِة‪.‬‬
‫ِِبلنُّط ِق ِِبلشهادت ِ‬
‫اَّلل ﷺ أ ِمرت أن أقاتِل الناس حِت‬ ‫قال رسول ِ‬
‫ى‪.‬‬ ‫يشهدوا أن ال إِله إِال اَّلل وأِِن رسول ِ‬
‫اَّلل رواه البخا ِر ُّ‬ ‫ِّ‬
‫وقال الردبِيلِ ُّى ِِف الن وا ِر وي ِ‬
‫ص ُّح ا ِإلسالم ِِب ِمي ِع‬
‫اللُّغ ِ‬
‫ات‪.‬‬
‫الم وكان ي عت ِقد‬
‫(‪ )18‬ما حكم من نشأ على ا ِإلس ِ‬
‫وغ إِل أن مات‪.‬‬‫ي ل ِكنه َل ي ن ِطق ِبِِما ب عد الب ل ِ‬
‫الشهادت ِ‬
‫اد معَن‬ ‫الم وكان على اعتِق ِ‬ ‫من نشأ على ا ِإلس ِ‬
‫ي ال يشْتط ِِف ح ِِّق ِه النُّطق ِبِِما بل هو مسلِ ٌم‬ ‫الشهادت ِ‬
‫مؤِم ٌن لو َل ي ن ِطق ِبِِما بِلِسانِِه حِت مات ل ِكنه يكون‬
‫وغ‪.‬‬‫اصيًا مرت ِكبًا لِلكبِريِة ِلنه َل ي ن ِطق ِبِِما ب عد الب ل ِ‬
‫ع ِ‬
‫(‪ )19‬ما هو أعظم ما ي ت قرب بِ ِه إِل ِ‬
‫اَّلل‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫ض ِ‬
‫اَّلل قال‬ ‫أعظم ما ي ت قرب بِ ِه إِل ِ‬
‫اَّلل أداء ف رائِ ِ‬
‫اَّلل ﷺ قال اَّلل ت عال وما ت قرب إِل عب ِدى‬ ‫رسول ِ‬
‫ى‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ا‬‫خ‬ ‫ب‬‫ال‬ ‫اه‬‫و‬ ‫ر‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ي‬‫ل‬‫ع‬ ‫ت‬ ‫ض‬‫ْت‬‫اف‬ ‫ا‬ ‫ِ‬
‫ِم‬ ‫ل‬ ‫ِ‬‫إ‬ ‫ب‬ ‫ح‬ ‫أ‬ ‫ٍ‬
‫ء‬ ‫بِشى‬
‫َّلل ورسولِ ِه لِقولِ ِه ﷺ‬
‫ض هو ا ِإلميان ِِب ِ‬ ‫وأفضل وأول ف ر ٍ‬
‫ى‪.‬‬ ‫َّلل ورسولِ ِه رواه البخا ِر ُّ‬
‫ال إِميا ٌن ِِب ِ‬
‫أفضل العم ِ‬
‫ب الكافِ ِرين‪.‬‬‫(‪ )20‬ما الدلِيل على أن اَّلل ال َِي ُّ‬
‫س خل ِق ِ‬
‫اَّلل ِلَّنم‬ ‫اعلم أن الكفار هم أحقر وأخ ُّ‬
‫َّلل ورسولِ ِه فكفروا ِِب ِ‬
‫َّلل عز وجل‬ ‫ان ِِب ِ‬
‫أعرضوا عن ا ِإلمي ِ‬
‫قال اَّلل ت عال ﴿قل أ ِطيعوا اَّلل والرسول﴾ أى قل َي‬
‫ول ﴿فِإن‬ ‫َّلل والرس ِ‬ ‫ُممد ِْلؤ ِ‬
‫الء الكافِ ِرين ء ِامنوا ِِب ِ‬
‫َّلل ورسولِ ِه ﴿فِإن‬‫ان ِِب ِ‬
‫ت ولوا﴾ أى فِإن أعرضوا ع ِن ا ِإلمي ِ‬
‫ار وال َِيبُّ هم اَّلل‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ى‬ ‫أ‬ ‫﴾‬ ‫ين‬‫ِ‬
‫ر‬ ‫ب الكافِ‬‫ُّ‬ ‫اَّلل ال ِ‬
‫َي‬
‫ٌ‬
‫لِكف ِرِهم ولو أحب هم أى لو أراد ْلم اْلري ِِف ِ‬
‫اآلخرِة‬
‫‪17‬‬
‫ب‬‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫َي‬ ‫اَّلل‬ ‫ن‬‫ِ‬
‫إ‬ ‫ول‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ا‬‫م‬ ‫أ‬ ‫‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫ول‬ ‫س‬‫ر‬‫و‬ ‫ِ‬
‫َّلل‬‫لرزق هم ا ِإلميان ِِب‬
‫المؤِمنِي والكافِ ِرين ِلنه خلق اْل ِميع ف هو كافِ ٌر‬
‫اَّلل ﷺ ال َتلِفوا‬ ‫َّلل ورسولِ ِه قال رسول ِ‬ ‫مك ِِّذب ِ ِ‬
‫ٌ‬
‫اهلِي ِة وال ِذى ن ف ِسى بِي ِد ِه إِن‬
‫ِِبِبئِكم ال ِذين ماتوا ِِف اْل ِ‬
‫ال ِذى يده ِدهه (أى يدح ِرجه) اْلعل ِِبن ِف ِه خريٌ ِمن‬
‫الء المش ِركِي رواه ابن ِحبان‪ .‬واْلعل يدح ِرج القذر‬ ‫هؤ ِ‬
‫ال ِذى َيرج ِمن ب َِن ءادم وَيعله حب ي ب ٍ‬
‫ات لِي ت قوت بِ ِه‪.‬‬
‫ض ِعند‬ ‫وغ ف ر ٌ‬ ‫(‪ )21‬ه ِل النُّطق ِِبلشهادت ِ‬
‫ي ب عد الب ل ِ‬
‫المالِ ِكي ِة‪.‬‬
‫ض على ك ِِّل‬‫وغ ف ر ٌ‬ ‫ي ب عد الب ل ِ‬‫النُّطق ِِبلشهادت ِ‬
‫ض ِعند‬ ‫مسلِ ٍم ِبلِ ٍغ عاقِ ٍل مرةً و ِ‬
‫احدةً ِِف عم ِرِه بِنِي ِة الفر ِ‬
‫ات ِِف الص ِ‬
‫الة إَِّنا هم‬ ‫المالِ ِكي ِة ِلَّنم ال ي ِ‬
‫وجبون الت ِحي ِ‬
‫السنة المؤكدة ِهى ما كان‬
‫ي عتِبوَّنا سنةً مؤكدةً و ُّ‬
‫‪18‬‬
‫ب ﷺ ف يك ِفى ِعندهم أن َيلِس‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬‫الن‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ي‬‫ل‬‫ع‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫اظ‬ ‫يو‬
‫س و ِعند غ ِريِهم‬ ‫ٌ‬
‫وي قول السالم عليكم وهو جالِ‬
‫صح ِة الص ِ‬
‫الة‪.‬‬ ‫الة لِ ِ‬
‫كالشافِ ِعي ِة واْلنابِل ِة َِتب ِِف ك ِل ص ٍ‬
‫ِّ‬
‫الدين اْل ُّق ِعند ِ‬
‫اَّلل‪.‬‬ ‫(‪ )22‬ما هو ِِّ‬
‫الدين اْل ُّق ِعند ِ‬
‫اَّلل هو ا ِإلسالم قال اَّلل ت عال‬ ‫ِِّ‬
‫الدين الص ِحيح‬ ‫اَّلل ا ِإلسالم﴾ أى أن ِِّ‬ ‫الدين ِعند ِ‬ ‫﴿إِن ِِّ‬
‫اد ِه ِمن البش ِر واْلِ ِِّن والمالئِك ِة‬‫ال ِذى ارتضاه اَّلل لِ ِعب ِ‬
‫يل‬‫هو ا ِإلسالم وما ِسواه ِمن الدَي ِن ف هو ِب ِط ٌل بِدلِ ِ‬
‫الم ِدينًا ف لن ي قبل‬ ‫ق ولِ ِه ت عال ﴿ومن ي ب ت ِغ غري ا ِإلس ِ‬
‫اس ِرين﴾ أى م ِن اَّتذ لِن ف ِس ِه‬ ‫اآلخرِة ِمن اْل ِ‬‫ِمنه وهو ِِف ِ‬
‫الم ف لن ي قب له اَّلل ِمنه‪.‬‬
‫ِدينًا غري ِدي ِن ا ِإلس ِ‬
‫(‪ )23‬ما هو ِدين النبِي ِاء‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ُجي ِع النبِي ِاء هو ا ِإلسالم فك ُّل‬ ‫اعلم أن ِدين ِ‬
‫النبِي ِاء مسلِمون ي عبدون اَّلل وال يش ِركون بِ ِه شي ئًا فمن‬
‫َّلل ومتبِ ًعا لِموسى ﷺ ف هو‬ ‫كان ِِف زم ِن موسى مؤِمنا ِِب ِ‬
‫ً‬
‫ى أى ِمن أت ب ِاع موسى ومن كان ِِف زم ِن‬ ‫مسلِ ٌم موس ِو ٌّ‬
‫َّلل ومتبِ ًعا لِ ِعيسى ﷺ ف هو مسلِ ٌم‬ ‫ِعيسى مؤِمنا ِِب ِ‬
‫ً‬
‫ص ُّح أن ي قال لِم ِن ات بع ُمم ًدا ﷺ فِيما‬ ‫ى وي ِ‬‫ِعيس ِو ٌّ‬
‫جاء بِ ِه مسلِ ٌم ُمم ِد ٌّ‬
‫ى‪.‬‬
‫ان على أن ِدين النبِي ِاء هو‬ ‫(‪ )24‬ما الدلِيل ِمن القرء ِ‬
‫ا ِإلسالم‪.‬‬
‫قال اَّلل ت عال ﴿ووص ٰى ِِبا إِب ر ِاهيم بنِ ِيه وي عقوب‬
‫الدين فال َتوتن إِال وأن تم‬ ‫َي ب َِن إِن اَّلل اصطفى لكم ِِّ‬
‫ُّمسلِمون﴾ وقال ت عال ﴿ما كان إِب ر ِاهيم ي ه ِ‬
‫ود ًَّي وال‬
‫نصرانِيًّا ول ِكن كان حنِي ًفا ُّمسلِ ًما وما كان ِمن‬
‫‪20‬‬
‫المش ِركِي﴾ وقال سيِِّدَن يوسف علي ِه السالم ﴿ت وف َِن‬
‫مسلِما وأْلِق َِن ِِبلص ِ‬
‫اْلِي﴾‪.‬‬ ‫ً‬
‫(‪ )25‬ما الدلِيل على أن ِعيسى علي ِه السالم كان على‬
‫الم ولِماذا َِسِّى ِِبلم ِس ِ‬
‫يح‪.‬‬ ‫ا ِإلس ِ‬
‫قال اَّلل ت عال ﴿ف لما أحس ِعيسى ِمن هم الكفر‬
‫قال من أنصا ِرى إِل ِ‬
‫اَّلل قال اْلوا ِريُّون َنن أنصار‬
‫اَّلل ﴿ءامنا ِِب ِ‬
‫َّلل واشهد ِِبَن‬ ‫اَّلل﴾ أى أنصار ِدي ِن ِ‬‫ِ‬
‫الميذ ِعيسى ف قد كانوا‬ ‫مسلِمون﴾ واْلوا ِريُّون هم ت ِ‬
‫يل ق وْلِِم ﴿واشهد ِِبَن مسلِمون﴾‬ ‫الم بِدلِ ِ‬
‫على ا ِإلس ِ‬
‫يل على أن ِعيسى علي ِه السالم كان على‬ ‫ٌ‬
‫وهذا دلِ‬
‫الدين ُث كيف‬ ‫الم ِلنه هو ال ِذى علمهم هذا ِِّ‬ ‫ا ِإلس ِ‬
‫الم كما ي قول‬‫يكون ِعيسى على ِدي ٍن ءاخر غ ِري ا ِإلس ِ‬
‫ال واَّلل ت عال ي قول ﴿ومن ي ب ت ِغ غري‬ ‫ب عض اْله ِ‬

‫‪21‬‬
‫اآلخرِة ِمن‬
‫الم ِدينا ف لن ي قبل ِمنه وهو ِِف ِ‬
‫ا ِإلس ِ ً‬
‫ب المرسل‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬‫الن‬ ‫ى‬ ‫يس‬ ‫ِ‬
‫ع‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ع‬‫ز‬ ‫ى‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫ا‬ ‫ذ‬
‫ً‬ ‫ِ‬
‫إ‬‫ف‬ ‫ين﴾‬‫ِ‬
‫ر‬ ‫ِ‬
‫اس‬‫اْل‬
‫الء كذبوا ق ول ِ‬
‫اَّلل‬ ‫اس ِرين‪ .‬هؤ ِ‬‫اآلخرِة ِمن اْل ِ‬
‫يكون ِِف ِ‬
‫ت عال ﴿وك ًّال فضلنا على العال ِمي﴾ أى أن أنبِياء ِ‬
‫اَّلل‬
‫هم أفضل اْلل ِق‪ .‬أما تس ِمية ِعيسى ِِبلم ِس ِ‬
‫يح ف قد قِيل‬
‫ض لِي علِِّم الناس ِدين‬ ‫لِكث رِة ِسياحتِ ِه أى ت ن ُّقلِ ِه ِِف الر ِ‬
‫يح‬ ‫اَّلل ويدعوهم إِل ِعباد ِة ِ‬
‫اَّلل وحده وقِيل َِسِّى ِِبلم ِس ِ‬ ‫ِ‬
‫ص والكم ِه‬ ‫ِلنه كان ميسح بِي ِد ِه الش ِريف ِة على الب ر ِ‬
‫أ ِى ال ِذى يولد أعمى ف يشفى ِبِِذ ِن ِ‬
‫اَّلل‪.‬‬
‫(‪ )26‬ما الدلِيل على أن موسى علي ِه السالم كان على‬
‫ا ِإلس ِ‬
‫الم‪.‬‬
‫اعلم أن موسى علي ِه السالم َل يكن ي ه ِ‬
‫ود ًَّي بل‬
‫يل أن السحرة ال ِذين‬ ‫كان مسلِ ًما كغ ِريِه ِمن النبِي ِاء بِدلِ ِ‬
‫‪22‬‬
‫أحضرهم فِرعون لما ءامنوا ِِبوسى وأسلموا دعوا اَّلل‬
‫أن ي ثبِت هم على ا ِإلمي ِ‬
‫ان وا ِإلس ِ‬
‫الم ف قالوا ﴿رب نا أف ِرغ‬ ‫ِّ‬
‫با وت وف نا مسلِ ِمي﴾‪.‬‬ ‫علي نا ص ً‬
‫يث على أن ِدين النبِي ِاء هو‬
‫(‪ )27‬اذكر دلِ ًيال ِمن اْل ِد ِ‬
‫ا ِإلسالم‪.‬‬
‫ت ِدين هم‬ ‫اَّلل ﷺ النبِياء إِخوةٌ لِعال ٍ‬‫قال رسول ِ‬
‫اح ٌد وأمهاْتم شِت رواه ا ِإلمام أِحد‪ .‬شبه الرسول‬ ‫وِ‬
‫ت‬‫ت أى كما أن ا ِإلخوة لِعال ٍ‬ ‫النبِياء ِِب ِإلخوِة لِعال ٍ‬
‫ات كذلِك النبِياء إِخوةٌ ِِف‬ ‫ٌ‬ ‫ف‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ت‬‫َم‬ ‫م‬ ‫اْت‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫أ‬‫و‬ ‫د‬ ‫ِ‬
‫أبوهم و ٌ‬
‫اح‬
‫اح ٌد أى ع ِقيدْتم و ِ‬
‫احدةٌ وشرائِعهم أ ِى‬ ‫الدي ِن ِدين هم و ِ‬
‫ِِّ‬
‫الحكام ال ِِت أن زْلا اَّلل علي ِهم َمتلِفةٌ‪ .‬وهذا اْل ِديث‬
‫ُجيعهم كانوا على‬ ‫فِ ِيه ِداللةٌ ص ِرَيةٌ على أن النبِياء ِ‬
‫اح ٍد هو ا ِإلسالم‪.‬‬ ‫ِدي ٍن و ِ‬

‫‪23‬‬
‫(‪ )28‬ما الدلِيل على أن ا ِإلسالم ال يسمح ِِب ِِّري ِة‬
‫الع ِقيد ِة كما يد ِعى ب عض اْله ِ‬
‫ال‪.‬‬
‫اعلم أن اَّلل ت عال خلقنا وأمرَن بِ ِعبادتِِه وَّناَن عن‬
‫صيتِ ِه وأن النبِياء دعوا الناس إِل ِعباد ِة ِ‬
‫اَّلل وحده‬ ‫مع ِ‬
‫وأن ال يش ِركوا بِ ِه شي ئًا قال اَّلل ت عال ﴿وقضى ربُّك‬
‫أال ت عبدوا إِال إَِيه﴾ أى أمر ربُّك أال ت عبدوا إِال إَِيه‬
‫وقال ت عال ﴿وما خلقت اْلِن وا ِإلنس إِال لِي عبدون﴾‬
‫أى إِال ِآلمرهم بِ ِعبادتِى وأَّناهم عن مع ِ‬
‫صي ِِت وقال‬
‫اد ِه الكفر﴾ فكيف ي قول ذو‬ ‫ت عال ﴿وال ي رضى لِ ِعب ِ‬
‫عق ٍل يد ِعى ا ِإلسالم إِن ا ِإلسالم جاء ِِب ِِّري ِة الع ِقيد ِة‬
‫ض ِيه‬ ‫ويسمح لِك ِل إِنس ٍ‬
‫ان أن ي ِدين ِِب ِى ِدي ٍن ي راه وي رت ِ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫اَّلل ﷺ ي قول أ ِمرت أن أقاتِل الناس حِت‬ ‫ورسول ِ‬
‫ى‪.‬‬ ‫اَّلل رواه البخا ِر ُّ‬‫يشهدوا أن ال إِله إِال اَّلل وأِِن رسول ِ‬
‫ِّ‬
‫‪24‬‬
‫ف لو كان ا ِإلسالم يسمح ِِب ِِّري ِة الع ِقيد ِة ِِبعَن أن‬
‫ا ِإلنسان له أن َيتار ا ِإلسالم أو غريه كما يد ِعى هؤ ِ‬
‫الء‬
‫اَّلل ﷺ‪ .‬وأما ق وله ت عال‬‫اْلهال ما كان قات لهم رسول ِ‬
‫يص لِلن ِ‬
‫اس أن‬ ‫الدي ِن﴾ ف ليس فِ ِيه ت رِ‬
‫خ‬ ‫﴿ال إِكراه ِِف ِِّ‬
‫ٌ‬
‫يكفروا وأن ي عبدوا غري ِ‬
‫اَّلل إَِّنا معناه أنك َي ُممد ال‬
‫تست ِطيع أن تك ِره ق لوب الكفا ِر على ا ِإلمي ِ‬
‫ان أى ال‬
‫تست ِطيع أن ْت ِدى ق لوِبم ف ي ؤِمنوا إَِّنا تست ِطيع أن تك ِره‬
‫الح على النُّط ِق‬‫الس ِ‬ ‫ظو ِاهرهم أى أن َتِبهم بِقوِة ِ‬
‫ِّ‬
‫ت اآلية‬ ‫ي ِلن هذا فِ ِيه مصلحةٌ ْلم‪ .‬ف لو كان ِ‬ ‫ِِبلشهادت ِ‬
‫ى شى ٍء ت وعد اَّلل‬ ‫ِِإلِبح ِة الكف ِر كما ي زعم هؤ ِ‬
‫الء فِِل ِِّ‬
‫الكافِ ِرين ِِبهنم وَِل ب عث اَّلل النبِياء والمرسلِي‪ .‬بِعثة‬
‫النبِي ِاء فِيها مصلحةٌ ضروِريةٌ لِل ِعب ِ‬
‫اد ِلَّنم ي علِِّمون‬
‫الناس ما ي ن ِجى ِِف ِ‬
‫اآلخرِة وما ي هلِك‪ .‬ولي علم أن اَّلل‬

‫‪25‬‬
‫ت عال أمر نبِيه ﷺ أن ي قول لِلكفا ِر ﴿لكم ِدينكم وِل‬
‫اطل فات ركوه وِل ِد ِيَن‬ ‫ِدي ِن﴾ أى لكم ِدينكم الب ِ‬
‫الص ِحيح وهو ا ِإلسالم فاتبِعوه ف ه ِذ ِه اآلية فِيها ْت ِدي ٌد‬
‫وو ِعي ٌد وليس فِيها إِِبحة الب ق ِاء على الكف ِر‪ .‬وكذلِك‬
‫اآلية ﴿فمن شاء ف لي ؤِمن ومن شاء ف ليكفر إَِن أعتدَن‬
‫لِلظالِ ِمي َن ًرا أحاط ِبِِم سر ِادق ها﴾ فِيها ْت ِدي ٌد وو ِعي ٌد‬
‫ان بي أن ي ؤِمن أو يكفر إَِّنا‬ ‫وليس فِيها َّتيِري لِ ِإلنس ِ‬
‫ٌ‬
‫معناها من ي ؤِمن ف له اْلنة ومن يكفر ف له العذاب‬
‫اللِيم ِِف َن ِر جهنم و ِسياق اآلي ِة ﴿إَِن أعتدَن‬
‫لِلظالِ ِمي﴾ أى لِلكافِ ِرين ﴿َن ًرا أحاط ِبِِم سر ِادق ها﴾‬
‫يد ُّل على ذلِك‪ .‬وِِمن قال ِِب ِِّري ِة ال ِفك ِر والع ِقيد ِة عمرو‬
‫ى‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫ا‬
‫ر‬ ‫ع‬ ‫الش‬ ‫ل‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫و‬ ‫ت‬‫م‬ ‫د‬‫م‬ ‫ُم‬‫و‬ ‫ور‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫َن‬ ‫د‬‫ع‬ ‫اَب‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬‫و‬ ‫ال‬‫و‬ ‫د‬‫ِ‬‫خال‬
‫ِّ‬
‫الء كذبوا اَّلل ورسوله ﷺ ف هم‬ ‫ويوسف القرضا ِوى‪ .‬هؤ ِ‬
‫ِّ‬

‫‪26‬‬
‫اد فاحذروهم وح ِِّذروا الناس‬ ‫دعاةٌ إِل الكف ِر وا ِإلْل ِ‬
‫ِمن هم‪.‬‬
‫(‪ )29‬ما حكم من يس ِِّمى اَّلل ت عال مسلِ ًما‪.‬‬
‫ال َيوز تس ِمية ِ‬
‫اَّلل إِال ِِبا جاء ِِف القرء ِ‬
‫ان أ ِو‬
‫اَّلل ﷺ أو أُجعت علي ِه‬ ‫ول ِ‬ ‫ت عن رس ِ‬ ‫اْل ِد ِ‬
‫يث الثابِ ِ‬
‫المة فال َيوز تس ِمية ِ‬
‫اَّلل مسلِ ًما كما ت لفظ بِ ِه ب عض‬
‫ال ِلن المسلِم معناه المن قاد واَّلل ت عال ال ي ن قاد‬ ‫اْله ِ‬
‫لِغ ِريِه بل غريه ي ن قاد له أى أن المسلِم من قا ٌد ِلو ِام ِر‬
‫ان بِ ِه وبِرسولِ ِه ال ِذى أرسله أما اَّلل ت عال ف هو‬ ‫ِ‬
‫اَّلل ِِب ِإلمي ِ‬
‫اهى ال ِذى ال ء ِامر له وال َن ٍه فال ي ن قاد ِلح ٍد‬ ‫اآلمر الن ِ‬‫ِ‬
‫بل ي فعل ِِف مل ِك ِه ما ي ِريد وَيكم ِِف خل ِق ِه ِِبا يشاء‬
‫أى ي ف ِرض ما يشاء وَي ِِّرم ما يشاء ف ليس ِمن أَسائِِه‬
‫ص‪.‬‬ ‫ت عال مسلِ ٌم إَِّنا اَسه السالم أ ِى الس ِاَل ِمن ك ِِّل ن ق ٍ‬
‫‪27‬‬
‫اس ومن هو أول نِ ٍِّ‬
‫ب‬ ‫(‪ )30‬مِت حصل الكفر بي الن ِ‬
‫أر ِسل إِل الكفا ِر‪.‬‬
‫يث‬ ‫ُجيعهم ِِف زم ِن ءادم و ِش ٍ‬ ‫اعلم أن البشر ِ‬
‫اح ٍد هو ا ِإلسالم َل يكن‬ ‫وإِد ِريس كانوا على ِدي ٍن و ِ‬
‫يل ق ولِ ِه ت عال ﴿كان الناس أمةً‬ ‫ب ي ن هم كافِ ٌر بِدلِ ِ‬
‫الم‬‫اس أى كانوا كلُّهم على ا ِإلس ِ‬ ‫احدةً﴾ قال ابن عب ٍ‬ ‫وِ‬
‫ب‬ ‫الشرك والكفر ِِب ِ‬
‫َّلل ت عال ب عد وف ِاة النِ ِِّ‬ ‫وإَِّنا حدث ِِّ‬
‫ف سن ٍة‬ ‫إِد ِريس علي ِه السالم أى ب عد وف ِاة ءادم ِِبل ِ‬
‫واستمر الناس على الكف ِر زم ًاَن إِل أن ب عث اَّلل سيِِّدَن‬
‫ب أر ِسل إِل الكفا ِر‬‫وح علي ِه السالم أول نِ ٍِّ‬ ‫وحا فكان ن ٌ‬
‫ن ً‬
‫اح ِد ال ِذى ال ش ِريك له أما أول‬ ‫اَّلل الو ِ‬
‫يدعو إِل ِعباد ِة ِ‬
‫الق ف هو سيِِّدَن ءادم علي ِه السالم‬ ‫النبِي ِاء على ا ِإلط ِ‬
‫وحا وءال إِب ر ِاهيم‬
‫ً‬ ‫ن‬‫و‬ ‫م‬ ‫اد‬ ‫ء‬ ‫ى‬ ‫ف‬ ‫ط‬ ‫اص‬ ‫اَّلل‬ ‫ن‬‫ِ‬
‫قال ت عال ﴿إ‬

‫‪28‬‬
‫وءال ِعمران على العال ِمي﴾ أ ِى اختار ءادم لِلنُّب وِة‬
‫ى ءادم فمن‬ ‫الْتِم ِذ ِِّ‬
‫وال ِرسال ِة‪ .‬ويشهد لِن ب وتِِه ح ِديث ِِّ‬
‫ِّ‬
‫ِسواه ِمن النبِي ِاء َتت لِوائِى ي وم ال ِقيام ِة‪ .‬وأُجع‬
‫المسلِمون على ن ب وتِِه فمن ن فى ن ب وته ف هو كافِ ٌر‬
‫ِِب ِإلُج ِاع‪.‬‬
‫(‪ )31‬تكلم عن دعوِة الرس ِ‬
‫ول ﷺ‪.‬‬
‫يد الدعوِة أى‬ ‫اعلم أن الرسول ﷺ قام بِتج ِد ِ‬
‫الم ب عد أ ِن ان قطع فِيما بي‬ ‫دعوِة النبِي ِاء إِل ا ِإلس ِ‬
‫ض ِلنه لما ن زل الوحى علي ِه َل يكن بي‬ ‫اس ِِف الر ِ‬ ‫الن ِ‬
‫يل ق ولِ ِه ت عال ﴿قل‬ ‫ض مسلِ ٌم غريه بِدلِ ِ‬
‫البش ِر على الر ِ‬
‫ب العال ِمي ال‬ ‫إِن صالتِى ونس ِكى وُمياى وِماتِى ِ ِ‬
‫َّلل ر ِِّ‬
‫ش ِريك له وبِذلِك أ ِمرت وأَن أول المسلِ ِمي﴾ فدعا‬
‫اَّلل ﷺ إِل ِعباد ِة ِ‬
‫اَّلل عز وجل مؤي ًدا‬ ‫رسول ِ‬

‫‪29‬‬
‫ات الدال ِة على ن ب وتِِه فدخل الب عض ِِف‬ ‫ِِبلمع ِجز ِ‬
‫ب‬ ‫ى ال ِذى أسلم بِسب ِ‬ ‫الم كاْلع ِد ب ِن ق ي ٍ‬
‫س المر ِاد ِِّ‬ ‫ا ِإلس ِ‬
‫َن مسلِ ٍم ِمن أت ب ِاع سيِِّ ِدَن ِعيسى علي ِه‬ ‫ما َِسعه ِمن ِج ٍِِِّّ‬
‫السالم وإِخبا ِرِه له بِظهوِر سيِِّ ِدَن ُمم ٍد ﷺ وأنه قد‬
‫ب ِعث ف لما وصل إِل مكة سأل أهلها عن سيِِّ ِدَن ُمم ٍد‬
‫ﷺ فاجتمع بِ ِه وءامن بِ ِه وأسلم وجحد بِن ب وتِِه أهل‬
‫الل ال ِذين ِمن هم من كان مش ِرًكا ق ب ًال ك ِفرق ٍة ِمن‬ ‫الض ِ‬
‫اْلِي تال‬ ‫ود عبدت عزي را وهو رجل ِمن الص ِ‬ ‫الي ه ِ‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫الت وراة ِمن ِحف ِظ ِه ب عد أن تلِفت نسخها ف قال ب عض‬
‫اَّلل فكفروا ُث كذبوا ِعيسى‬ ‫ب َِن إِسرائِيل هذا ابن ِ‬
‫وُمم ًدا فازدادوا كف ًرا إِل كف ِرِهم وءامن ِِبحم ٍد ﷺ‬
‫ود والنصارى كعب ِد ِ‬
‫اَّلل ب ِن‬ ‫اب الي ه ِ‬ ‫ب عض أه ِل ال ِكت ِ‬
‫الم ع ِاَل الي ه ِ‬
‫ود ِِبلم ِدين ِة وهو ِمن المبش ِرين ِِبْلن ِة‬ ‫س ٍ‬

‫‪30‬‬
‫ب فأجابه عن ها‬ ‫سأل النِب ﷺ عن أموٍر ال ي ع ِرف ها إِال نِ ٌّ‬
‫الم أشهد أن ال إِله إِال‬ ‫اَّلل بن س ٍ‬ ‫ِِبلوح ِى ف قال عبد ِ‬
‫اَّلل وكذلِك ءامن بِ ِه أصحمة‬ ‫اَّلل وأنك رسول ِ‬
‫ُث أسلم وات بع‬ ‫اش ُّى ملِك اْلبش ِة وكان نصرانِيًّا‬ ‫النج ِ‬
‫ِمن أولِي ِاء ِ‬
‫اَّلل‬ ‫اعا ك ِام ًال فصار ولِيًّا‬ ‫ِ‬
‫الرسول ﷺ اتِّ ً‬
‫ب‬
‫اَّلل ﷺ وصلى علي ِه‬ ‫ول ِ‬ ‫ومات ِِف اْلبش ِة ِِف حي ِاة رس ِ‬
‫ب ي وم مات أوحى اَّلل إِلي ِه ِِبوتِِه‬ ‫الرسول صالة الغائِ ِ‬
‫ف قال الرسول ﷺ مات الي وم رج ٌل صالِ ٌح ف قوموا‬
‫ى‪.‬‬‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ا‬‫خ‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫اه‬‫و‬‫ر‬ ‫ة‬‫م‬ ‫ح‬ ‫ص‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫يك‬ ‫خ‬‫ِ‬ ‫فصلُّوا على أ‬
‫الم ُّى اْل ِامع ِْل ِمي ِع أه ِل‬ ‫(‪ )32‬ما هو المبدأ ا ِإلس ِ‬
‫ا ِإلس ِ‬
‫الم‪.‬‬
‫الم ُّى اْل ِامع ِْل ِمي ِع أه ِل‬
‫المبدأ أ ِى الساس ا ِإلس ِ‬
‫الم ِمن لدن ءادم إِل ي وِم ال ِقيام ِة هو ِعبادة ِ‬
‫اَّلل‬ ‫ا ِإلس ِ‬

‫‪31‬‬
‫وحده وأن ال يشرك بِ ِه شىءٌ وإِميان ك ٍِّل ِمن هم بِنِ ِِّ‬
‫ب‬
‫عص ِرِه‪.‬‬
‫ض‬ ‫ِ‬
‫اق‬‫ن‬‫م‬ ‫و‬ ‫ه‬‫و‬ ‫ا‬‫ظ‬
‫ً‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫الم‬ ‫س‬ ‫ِ‬
‫إل‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫(‪ )33‬ما حكم من يد ِ‬
‫ع‬
‫ٌ‬
‫لِ ِإلس ِ‬
‫الم مع ًَن‪.‬‬
‫اس من يد ِعى ا ِإلسالم وهو‬ ‫اعلم أن ِمن الن ِ‬
‫اد أو ق و ِل أو فِع ِل ما‬‫الم ِِف اْل ِقيق ِة ِِبعتِق ِ‬ ‫ف لِ ِإلس ِ‬ ‫َمالِ ٌ‬
‫ار ليسوا مسلِ ِمي ِلَّنم ي عبدون غري‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫ي نافِ ِيه وهؤ ِ‬
‫الء‬
‫ٌ‬
‫اَّلل أو يك ِِّذبون ما أن زله اَّلل على نبِيِِّ ِه ﷺ كال ِذين‬ ‫ِ‬
‫اشد‬ ‫ب وهو اْللِيفة الر ِ‬ ‫وهية علِ ِى ب ِن أَِب طالِ ٍ‬ ‫ي عت ِقدون أل ِ‬
‫ِّ‬
‫وهية‬‫س ي عت ِقدون الل ِ‬ ‫اَّلل ﷺ أو أَن ٍ‬ ‫ول ِ‬ ‫ابن ع ِم رس ِ‬
‫ِّ‬
‫ب اْلاكِ ِم ِِبم ِر ِ‬
‫اَّلل‬ ‫وف بِلق ِ‬‫ان العب ي ِد ِى المعر ِ‬ ‫لسلط ِ‬ ‫ُّ‬ ‫لِ‬
‫ِّ‬
‫وهية ودعا الناس لِ ِعبادتِِه وغ ِريِهم‬ ‫ال ِذى ادعى الل ِ‬
‫كاْللولِي ِة القائِلِي ِِبن اَّلل َي ُّل ِِف غ ِريِه وأه ِل الوحد ِة‬
‫‪32‬‬
‫المطلق ِة القائِلِي ِِبن اَّلل هو العاَل وإِن أف راد الع ِاَل‬
‫أجزاءٌ ِمنه ت عال والمعت ِزل ِة القائِلِي ِِبن العبد َيلق‬
‫أف عاله والوهابِي ِة المشبِِّه ِة أد ِعي ِاء السل ِفي ِة القائِلِي ِِبن‬
‫ش وال ِعياذ ِِب ِ‬
‫َّلل ت عال‪.‬‬ ‫اع ٌد ف وق العر ِ‬ ‫اَّلل ِجسم ق ِ‬
‫ٌ‬
‫(‪ )34‬ما حكم من َيحد الشهادت ِ‬
‫ي‪.‬‬
‫ي أو‬ ‫حكم من َيحد أى ي ن ِكر معَن الشهادت ِ‬
‫اآلخرِة جهنم خالِ ًدا‬ ‫إِحداْها التك ِفري قطعا ومأواه ِِف ِ‬
‫ً‬
‫اآلخرِة عنه العذاب وال َيفف‬ ‫فِيها أب ًدا ال ي ن ق ِطع ِِف ِ‬
‫كما قال ربُّنا عز وجل ﴿إِن اَّلل لعن الكافِ ِرين وأعد‬
‫ريا خالِ ِدين فِيها أب ًدا﴾ وقال ت عال ﴿خالِ ِدين‬ ‫ً‬
‫ْلم س ِ‬
‫ع‬
‫فِيها ال َيفف عن هم العذاب﴾ وعلى هذا أهل‬
‫اطبةً وخالف ِِف ذلِك جهم بن صفوان وابن‬ ‫الم ق ِ‬
‫ا ِإلس ِ‬
‫ت ي ِمية‪ .‬وكفر ابن ت ي ِمية جه ًما لِقولِ ِه بِفن ِاء اْلن ِة والنا ِر‬
‫‪33‬‬
‫ف ع ِقيدتِِه ف قال إِن النار ت فَن ال ي ب قى‬‫ُث شاركه ِِف نِص ِ‬
‫فِيها أح ٌد‪ ،‬ذكر ذلِك ِِف ِرسال ٍة له ون قله عنه تِل ِميذه‬
‫اح إِل بِ ِ‬
‫الد‬ ‫ادى الرو ِ‬ ‫ابن قيِ ِم اْلوِزية ِِف كِتابِ ِه ح ِ‬
‫ِّ‬
‫اح‪.‬‬
‫الف ر ِ‬
‫اصى إِذا مات ق بل الت وب ِة‪.‬‬ ‫(‪ )35‬ما حكم المسلِ ِم الع ِ‬

‫اصى ال ِذى مات ق بل الت وب ِة إِن دخل‬ ‫المسلِ ِم الع ِ‬


‫ودا أب ِد ًَّي ومآله ِِف النِِّهاي ِة‬
‫ً‬ ‫ل‬‫خ‬ ‫ا‬‫يه‬‫ِ‬
‫ف‬ ‫د‬ ‫ل‬‫َي‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫يه‬ ‫النار ِِبع ِ‬
‫اص‬
‫ال كان اْلروج ِمن النا ِر ودخول اْلن ِة ب عد‬
‫ىح ٍ‬‫على أ ِِّ‬
‫أن يكون قد َنل ال ِعقاب ال ِذى يست ِح ُّق إِن َل ي عف‬
‫اَّلل ﷺ َيرج ِمن النا ِر من قال ال‬
‫اَّلل عنه قال رسول ِ‬
‫ان أى أن المسلِم‬ ‫إِله إِال اَّلل وِِف ق لبِ ِه وزن ذرٍة ِمن إِمي ٍ‬
‫مهما كان إِميانه ض ِعي ًفا طالما أن ا ِإلميان ِِف ق لبِ ِه فال‬
‫بد أن َيرج ِمن النا ِر إِن دخلها ِِبع ِ‬
‫اص ِيه‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫(‪ )36‬ما حكم من قام بِت و ِح ِ‬
‫يد ِه ت عال واجت نب مع ِ‬
‫اصيه‬
‫وقام ِِبو ِام ِرِه‪.‬‬
‫َّلل عز وجل ون زهه عن مشاِب ِة خل ِق ِه‬‫من ءامن ِِب ِ‬
‫وءامن بِرسولِ ِه ُمم ٍد ﷺ وأدى الفرائِض واجت نب‬
‫اب حيث الن ِعيم‬ ‫ات فِإنه يدخل اْلنة بِال عذ ٍ‬ ‫المحرم ِ‬
‫شا وال نك ًدا‬ ‫وعا وال عط ً‬
‫ً‬ ‫ج‬ ‫ا‬‫يه‬‫ِ‬
‫ف‬ ‫ى‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫د‬‫ِ‬‫ال‬‫اْل‬ ‫يم‬‫ق‬‫ِ‬ ‫الم‬
‫ال ِذى رواه أبو هري رة قال‬ ‫يث القد ِس ِِّى‬‫بِ ِدالل ِة اْل ِد ِ‬
‫عز وجل أعددت لِ ِعب ِ‬
‫ادى‬ ‫اَّلل ﷺ قال اَّلل‬ ‫رسول ِ‬
‫ي رأت وال أذ ٌن َِسعت وال خطر‬ ‫ٌ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ي‬ ‫ِ‬‫ِ‬
‫اْل‬‫الص‬
‫ب بش ٍر‪ ،‬أى أن اَّلل عز وجل هيأ لِ ِعب ِ‬
‫اد ِه‬ ‫على ق ل ِ‬
‫يما ِِف اْلن ِة َل ي ره أح ٌد ِمن اْلل ِق وال َِسع‬
‫ً‬
‫الص ِ‬
‫اْلِي ن ِ‬
‫ع‬
‫ضى‬ ‫ان وقال أبو هري رة ر ِ‬‫ب إِنس ٍ‬ ‫بِ ِه وال خطر على ق ل ِ‬
‫اَّلل عنه ب عد أن روى هذا اْل ِديث اق رؤوا إِن ِشئ تم‬

‫‪35‬‬
‫س ما أخ ِفى ْلم ِِّمن ق رِة‬ ‫ق وله ت عال ﴿فال ت علم ن ف ٌ‬
‫ي﴾ أى ما أخ ِفى ْلم ِمن الن ِع ِيم ال ِذى ت ق ُّر بِ ِه‬ ‫أع ٍ‬
‫أعي ن هم أى ت فرح بِ ِه ِِما َل يطلِ ِع اَّلل علي ِه مالئِكته وال‬
‫أنبِياءه ﴿جزاءً ِِبا كانوا ي عملون﴾‪.‬‬
‫(‪ )37‬ما ِهى أقسام الكف ِر‪.‬‬
‫ى كما ي فهم ِمن‬ ‫أقسام الكف ِر ثالثةٌ كفر اعتِق ِ‬
‫اد ٌّ‬ ‫ٌ‬
‫َّلل ورسولِ ِه‬
‫ق ولِ ِه ت عال ﴿إَِّنا المؤِمنون ال ِذين ءامنوا ِِب ِ‬
‫ُث َل ي رَتبوا﴾ أى َل يش ُّكوا وكف ٌر فِعلِ ٌّى كما ي فهم ِمن‬
‫س وال لِلقم ِر﴾ وكف ٌر‬ ‫ق ولِ ِه ت عال ﴿ال تسجدوا لِلشم ِ‬
‫ق وِلٌّ كما ي فهم ِمن ق ولِ ِه ت عال ﴿َيلِفون ِِب ِ‬
‫َّلل ما قالوا‬
‫الم ِهم﴾ وكلٌّ‬ ‫ولقد قالوا كلِمة الكف ِر وكفروا ب عد إِس ِ‬
‫ج ِمن ا ِإلس ِ‬
‫الم ِِبفرِد ِه‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫َم‬ ‫ِمن القس ِام الثالث ِ‬
‫ة‬
‫(‪ )38‬اذكر ب عض المثِل ِة على الكف ِر ِاالعتِق ِ‬
‫اد ِِّ‬
‫ى‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫صف ٍة ِمن‬‫ى مكانه القلب كن ف ِى ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫اد‬ ‫ق‬ ‫ِ‬‫ت‬‫ع‬ ‫ِ‬
‫اال‬ ‫الكفر‬
‫اعا ككونِِه عالِ ًما أو‬ ‫ُج‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫اج‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ات ِ‬
‫اَّلل‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ِ‬
‫ص‬
‫ً‬
‫ادرا قال اْلافِظ ابن اْلوِز ِى من ن فى قدرة ِ‬
‫اَّلل على‬ ‫قِ‬
‫ِّ‬ ‫ً‬
‫الف فال ي عذر أح ٌد‬ ‫اق أى بِال ِخ ٍ‬ ‫ك ِل شى ٍء كافِر ِِب ِالتِِّف ِ‬
‫ٌ‬ ‫ِّ‬
‫اجب ِة له‬
‫صفاتِِه الو ِ‬‫اَّلل وَن ِوها ِمن ِ‬ ‫ِِف اْله ِل بِقدرِة ِ‬
‫إُِجاعا مهما ب لغ اْلهل بِص ِ‬
‫احبِ ِه‪.‬‬ ‫ً‬
‫ور ِِبعَن الضوِء‪.‬‬
‫(‪ )39‬ما حكم م ِن اعت قد أن اَّلل ن ٌ‬
‫ور ِِبعَن الضوِء كفر ِلن‬ ‫م ِن اعت قد أن اَّلل ن ٌ‬
‫يل ق ولِ ِه ت عال ﴿اْلمد ِ ِ‬
‫َّلل ال ِذى خلق‬ ‫الضوء َملو ٌق بِدلِ ِ‬
‫ات والرض وجعل الظُّلم ِ‬
‫ات والنُّور﴾ أما إِذا‬ ‫السمو ِ‬
‫ادى فال ي عْتض علي ِه ِلن‬ ‫قال قائِل اَّلل نور ِِبعَن اْل ِ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫اَّلل ت عال َسى ن فسه ِِبذا ِاالس ِم قال ت عال ﴿اَّلل نور‬

‫‪37‬‬
‫ض﴾ وورد هذا ِاالسم ِِف ت عد ِاد أَس ِاء‬ ‫ات والر ِ‬ ‫السمو ِ‬
‫اَّلل اْلسَن ِعند الب ي ه ِق ِِّى وغ ِريِه‪.‬‬
‫ِ‬

‫(‪ )40‬ما حكم م ِن اعت قد أن اَّلل ر ٌ‬


‫وح‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الروح‬ ‫ُّ‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ر‬
‫وح ف هو كاف ٌ‬ ‫م ِن اعت قد أن اَّلل ر ٌ‬
‫وحنا﴾ فمعناه‬ ‫َملو ٌق أما ق وله ت عال ﴿ف ن فخنا فِ ِيه ِمن ُّر ِ‬
‫ك لنا‬ ‫الروح ال ِِت ِهى ِمل ٌ‬ ‫أمرَن ِج ِبيل أن ي ن فخ ِِف مرَي ُّ‬
‫الروح‬ ‫ُّ‬ ‫ن‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫وح‬ ‫ر‬ ‫اَّلل‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫اه‬ ‫ن‬‫ع‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ي‬‫ل‬‫و‬ ‫َن‬ ‫د‬ ‫ن‬‫ع‬‫ِ‬ ‫ومشرفةٌ‬
‫ٌ‬
‫يف ت ن زه اَّلل عن ذلِك‪.‬‬ ‫ِجس ٌم ل ِط ٌ‬
‫(‪ )41‬ما حكم م ِن اعت قد أن اَّلل ِجس ٌم‪.‬‬
‫ان أو‬ ‫يف كا ِإلنس ِ‬ ‫ٌ ٌ‬ ‫ِ‬‫ث‬‫ك‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ج‬‫ِ‬ ‫م ِن اعت قد أن اَّلل‬
‫يف كاْلو ِاء كفر كالوهابِي ِة المشبِِّه ِة أد ِعي ِاء‬ ‫ِجس ٌم ل ِط ٌ‬
‫اع ٌد ف وق‬ ‫السل ِفي ِة ال ِذين ي عت ِقدون أن اَّلل ِجسم ق ِ‬
‫ٌ‬
‫َن الناب ل ِس ُّى ِِف كِتابِ ِه الفت ِح‬
‫ش قال الشيخ عبد الغ ِ ِِّ‬ ‫العر ِ‬
‫‪38‬‬
‫ات‬ ‫الرِبِِِن م ِن اعت قد أن اَّلل ( ِجسم) مِل السمو ِ‬
‫ٌ‬ ‫ِّ‬
‫ش ف هو كافِ ٌر وإِن‬ ‫اع ٌد ف وق العر ِ‬ ‫والرض أو أنه ِجسم ق ِ‬
‫ٌ‬
‫ك‬ ‫ض وَس ٌ‬ ‫ر‬ ‫ع‬‫و‬ ‫ٌ‬
‫ول‬ ‫ط‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫م‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ِ‬
‫اْل‬‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫زعم أنه مسل ٌ‬
‫يب‪.‬‬ ‫وت ركِ‬
‫ٌ‬
‫(‪ )42‬اذكر ب عض المثِل ِة على الكف ِر ال ِفعلِ ِِّى‪.‬‬
‫ِح أ ِى العض ِاء‬ ‫الكفر ال ِفعلِ ُّى َيصل ِِبْلوار ِ‬
‫ات فِإن رميه ِِف‬ ‫ف أو أوراقِ ِه ِِف القاذور ِ‬ ‫كِإلق ِاء المصح ِ‬
‫اف قال‬ ‫ات عم ًدا كفر ِلنه يد ُّل على ِاالستِخف ِ‬ ‫القاذور ِ‬
‫ٌ‬
‫ص ِد ِاالستِخفاف‬ ‫ابن عابِ ِدين ِِف رِِّد المحتا ِر ولو َل ي ق ِ‬
‫اف‪ .‬وِمن الكف ِر ال ِفعلِ ِِّى‬ ‫ِلن فِعله يد ُّل على ِاالستِخف ِ‬
‫اق العل ِ‬
‫وم‬ ‫ات أو أور ِ‬ ‫يث ِِف القاذور ِ‬ ‫ب اْل ِد ِ‬ ‫رمى كت ِ‬
‫اَّلل ت عال‬ ‫الشر ِعي ِة أو أ ِى ورق ٍة علي ها اسم ِمن أَس ِاء ِ‬
‫ٌ‬ ‫ِّ‬
‫ود ِاالس ِم فِيها أما رمى ِاالس ِم ال ِذى‬ ‫مع ال ِعل ِم بِوج ِ‬

‫‪39‬‬
‫اَّلل ويطلق على غ ِريِه كالرِح ِيم إِن َل ي قصد‬ ‫يطلق على ِ‬
‫بِ ِه اَّلل فال يكون كف ًرا‪ .‬ومن علق ِشعار الكف ِر على‬
‫يما له أو‬ ‫ود البك ِة فِ ِيه أو علقه ت ع ِ‬
‫ظ‬ ‫اد وج ِ‬ ‫ن ف ِس ِه ِالعتِق ِ‬
‫ً‬
‫جوز ت علِيقه ِمن غ ِري ضرورٍة كان كافِ ًرا مرت ًّدا أما إِن‬
‫ات فال يكفر ل ِكنه‬ ‫علقه ال بِنِي ِة إِحدى ه ِذ ِه المذكور ِ‬
‫ريا‪.‬‬ ‫أ ُِث إِْثًا كبِ‬
‫ً‬
‫(‪ )43‬اذكر ب عض المثِل ِة على الكف ِر القوِ ِِّ‬
‫ل‪.‬‬
‫ان كمن يشتِم اَّلل‬ ‫ل َيصل ِِبللِِّس ِ‬‫الكفر القوِ ُّ‬
‫َّلل ِمن الكف ِر أخت ربِِّك أ ِو ابن‬ ‫ت عال بِقولِ ِه وال ِعياذ ِِب ِ‬
‫اَّلل وي قع الكفر هنا ولو َل ي عت ِقد أن ِ ِ‬
‫َّلل أختًا أ ِو اب نًا‬ ‫ِ‬
‫اَّلل المحبوب ِعند ِ‬
‫اَّلل فِإن‬ ‫ولو زعم أنه أراد بِقولِ ِه ابن ِ‬
‫هذا ال ي ن ِج ِيه ِمن الكف ِر ِلنه كذب القرءان قال اَّلل‬
‫ت عال ﴿َل يلِد وَل يولد وَل يكن له كف ًوا أح ٌد﴾ وقال‬
‫‪40‬‬
‫ت الي هود والنصارى َنن أب ناء ِ‬
‫اَّلل‬ ‫ت عال ﴿وقال ِ‬
‫وأ ِحباؤه قل فلِم ي ع ِِّذبكم بِذنوبِكم بل أن تم بش ٌر ِِِّمن‬
‫يث القد ِس ِِّى أن نِسبة الول ِد‬
‫خلق﴾ وقد ث بت ِِف اْل ِد ِ‬
‫اَّلل ﷺ قال اَّلل ت عال‬ ‫َّلل قال رسول ِ‬ ‫اَّلل شتم ِ ِ‬
‫إِل ِ‬
‫ٌ‬
‫شتم َِن ابن ءادم وَل يكن له ذلِك وفسر ذلِك بِقولِ ِه‬
‫ى‪.‬‬‫وأما شتمه إَِيى ف قوله اَّتذ اَّلل ول ًدا رواه البخا ِر ُّ‬
‫(‪ )44‬ما حكم من كفر مسلِ ًما‪.‬‬
‫من كفر مسلِ ًما وهو ي علم أنه مسلِ ٌم وال ي علم‬
‫عنه شي ئًا ي عت ِقده كف ًرا كفر كأن قال له َي كافِر وأراد‬
‫أن ما علي ِه هذا المسلِم ِمن ِِّ‬
‫الدي ِن كف ٌر فِإنه يكفر ِلنه‬
‫َسى ا ِإلسالم كف ًرا ويد ُّل على ذلِك ما رواه مسلِ ٌم أن‬
‫اَّلل ﷺ قال إِذا قال الرجل ِل ِخ ِيه َي كافِر ف قد‬ ‫رسول ِ‬
‫ِبء ِِبا أحدْها (أى كان ال ِوزر على أح ِد ِْها) فِإن كان‬

‫‪41‬‬
‫كما قال (أى إِن كان كافِرا ح ِقيقةً خا ِر ًجا ِمن ا ِإلس ِ‬
‫الم‬ ‫ً‬
‫فال ِوزر علي ِه دون من كفره) وإِال رجعت علي ِه (أى وإِال‬
‫كان ال ِوزر على من كفره بِغ ِري ح ٍِّق فِإما أن ي قع ِِف‬
‫ب كبِ ٍري ِلنه كفره متأ ِِّوًال أ ِى است بشع شي ئًا َّنى‬ ‫ذن ٍ‬
‫اعا ش ِدي ًدا‬ ‫ش‬ ‫ب‬‫ِ‬
‫ت‬ ‫اس‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫ون‬ ‫د‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫الشرع عنه ِ‬
‫ِم‬
‫ً‬
‫ب اْلم ِر أ ِو ال ِِّزِن أ ِو ِاالنتِحا ِر فظن ِْلهلِ ِه أنه‬‫كشر ِ‬
‫ول ذلِك ِمنه وإِما أن يكفر ِِبذا القو ِل‬ ‫كفر فكفره ِْلص ِ‬
‫ٌ‬
‫ِلنه جعل ا ِإلسالم ال ِذى علي ِه هذا الشخص المسلِم‬
‫كف ًرا)‪ .‬أما إِذا قال له َي كافِر وقصد أنه يشبِه الكافِر‬
‫ري‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ذ‬ ‫ِِف خساس ِة أعمالِ ِه فال يكفر ل ِكن علي ِ‬
‫ه‬
‫ٌ ٌ‬
‫الف ما لو قال أَن كافِ ٌر فِإنه يكفر وال َت ِويل‬ ‫ِِِب ِ‬
‫لِك ِ‬
‫الم ِه‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ب إِل ِمن ِ‬
‫اَّلل‬ ‫ُّ‬ ‫ح‬ ‫أ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ج‬‫و‬‫ز‬‫ِ‬‫(‪ )45‬ما حكم من قال ل‬
‫أو أعبد ِك‪.‬‬
‫ب إِل ِمن ِ‬
‫اَّلل كفر ِلنه‬ ‫ت أح ُّ‬ ‫من قال لِزوجتِ ِه أن ِ‬
‫َّلل فاَّلل ت عال َِتب ُمب ته أكث ر ِمن ك ِِّل شى ٍء‬
‫استخف ِِب ِ‬
‫وكذلِك إِذا قال ْلا أعبد ِك فِإنه يكفر ِلنه ال يست ِح ُّق‬
‫ال ِعبادة أح ٌد إِال اَّلل أما إِذا كان القائِل ال ي فهم ِمن ها‬
‫َّلل بل يظ ُّن ِمن ِشد ِة جهلِ ِه أن‬
‫ال ِعبادة ال ِِت ِهى خاصةٌ ِ ِ‬
‫معناها أ ِحبُّ ِ‬
‫ك ُمبةً ش ِديدةً فال يكفر‪.‬‬
‫ص اَّلل يظلِمك كما‬
‫(‪ )46‬ما حكم من قال لِشخ ٍ‬
‫ظلمت َِن‪.‬‬
‫ص اَّلل يظلِمك كما ظلمت َِن كفر‬ ‫من قال لِشخ ٍ‬
‫القائِل ِلنه نسب الظُّلم إِل ِ‬
‫اَّلل ت عال والظُّلم هو َمالفة‬
‫أم ِر وَّن ِى من له المر والن هى واَّلل ت عال ليس له ء ِام ٌر‬
‫‪43‬‬
‫وال َن ٍه ف هو ي تصرف ِِف ِمل ِك ِه كما يشاء ِلنه خالِق‬
‫الشي ِاء كلِِّها ومالِكها اْل ِق ِيق ُّى فال َيوز علي ِه الظُّلم‬
‫يد﴾ فمن قال‬ ‫كما قال ت عال ﴿وما ربُّك بِظالٍم لِِّلعبِ ِ‬
‫اَّلل يظلِمك كما ظلمت َِن كفر إِال إِذا كان ي عت ِقد أن‬
‫اق ي ن ت ِقم ِمنك فال نك ِِّفره‬ ‫معَن يظلِمك ِِف هذا ِ‬
‫السي ِ‬
‫ِّ‬
‫وِب‪ .‬أما إِذا قال له اَّلل يظلِمك فِإنه يكفر‪.‬‬
‫بل ن ن هاه وج ً‬
‫ص يلعن ربك أو قال‬ ‫(‪ )47‬ما حكم من قال لِشخ ٍ‬
‫لِمسلِ ٍم يلعن ِدينك‪.‬‬
‫ص ِِبلع ِامي ِة يلعن ربك ِِبعَن ألعن‬
‫من قال لِشخ ٍ‬
‫ربك كفر القائِل وكذا يكفر من ي قول لِلمسلِ ِم يلعن‬
‫الم‪.‬‬‫صد بِذلِك ِدين ا ِإلس ِ‬
‫ِدينك ِِبعَن ألعن ِدينك ي ق ِ‬
‫قال ب عض الفقه ِاء إِن قصد لعن ِسريتِِه أى عاداتِِه‬
‫وأخالقِ ِه اْلبِيث ِة فال يكفر ِلن لفظ ِِّ‬
‫الدي ِن َيتِى ِِبعَن‬
‫‪44‬‬
‫السريِة قال ب عض اْلن ِفي ِة يكفر إِن أطلق أى إِن َل‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬
‫الم ِلن ا ِإلطالق‬ ‫صد ِسريته وال قصد ِدين ا ِإلس ِ‬ ‫يق ِ‬
‫يل على المعَن المت ب ِ‬
‫اد ِر‬ ‫َيمل ِعند ف ق ِد الق ِرين ِة أ ِى الدلِ ِ‬
‫الكث ِر استِعم ًاال وهو ِاالعتِقاد‪.‬‬
‫(‪ )48‬ما حكم من ي قول فال ٌن زاح رَِِّب‪.‬‬
‫يكفر من ي قول فال ٌن زاح رَِِّب ِلن هذا فِ ِيه نِسبة‬
‫َّلل وكذا يكفر من ي ت لفظ‬ ‫ان ِ ِ‬
‫ال والمك ِ‬ ‫اْلرك ِة و ِاالنتِق ِ‬
‫اَّلل‪ .‬وكذلِك يكفر‬‫اج إِل ِ‬ ‫ِِبا وي فهم ِمن ها نِسبة ِاالن ِزع ِ‬
‫من ي قول وال ِعياذ ِِب ِ‬
‫َّلل فال ٌن جنن رَِِّب أو هلك رَِِّب أو‬
‫ي قول ِِبلع ِامي ِة فال ٌن خوت رَِِّب أى جن نه‪.‬‬
‫(‪ )49‬ما حكم من ي قول وال ِعياذ ِِب ِ‬
‫َّلل قد اَّلل أو ي نسب‬
‫ِح‪.‬‬‫اَّلل جا ِرحةً ِمن اْلوار ِ‬
‫إِل ِ‬

‫‪45‬‬
‫يكفر من ي قول ِِبلع ِامي ِة قد اَّلل ي ق ِ‬
‫صد المماث لة‬
‫ِِف اْلج ِم أ ِو المن ِزل ِة وكذلِك يكفر من نسب إِل ِ‬
‫اَّلل‬
‫العضاء كالذ ِن والف ِم‪.‬‬
‫ب من ع ِمل كذا‪.‬‬
‫(‪ )50‬ما حكم من ي قول أَن ر ُّ‬
‫ب‬‫ب من ع ِمل كذا أو أَن ر ُّ‬ ‫يكفر من ي قول أَن ر ُّ‬
‫اد فال معَن له إِال‬ ‫النجا ِرين ِلنه جعل ن فسه رًِّب لِل ِعب ِ‬
‫ب النِِّجارِة ِِبعَن أِِِّن‬‫الف ما لو قال أَن ر ُّ‬ ‫أنه خالِقهم ِِِب ِ‬
‫خبِريٌ ِِبا فِإنه جائٌِز‪ .‬وكذلِك من كان ميلِك شي ئًا كداب ٍة‬
‫ب ه ِذ ِه الداب ِة ِِبعَن مالِ ِكها‬ ‫ف يجوز أن ي قال فال ٌن ر ُّ‬
‫يح ال ِذى أخرجه ابن‬ ‫يث الص ِح ِ‬ ‫كما جاء ِِف اْل ِد ِ‬
‫ب‬‫اهي ِِف دالئِ ِل النُّب وِة أن الرسول ﷺ قال من ر ُّ‬ ‫شِ‬
‫هذا اْلم ِل فجاء ف ًِت ِمن النصا ِر ف قال هذا ِل ف قال‬
‫اَّلل ﷺ أال ت ت ِقى اَّلل ِِف ه ِذ ِه الب ِهيم ِة ال ِِت‬ ‫له رسول ِ‬

‫‪46‬‬
‫ملكك اَّلل إَِيها فِإنه شكا إِل أنك َِتيعه وتدئِبه (أى‬
‫ت ت ِعبه)‪ .‬وكذلِك العبِيد المملوكون وا ِإلماء المملوكات‬
‫ب هؤ ِ‬
‫الء‬ ‫يد ور ُّ‬ ‫ب هؤ ِ‬
‫الء العبِ ِ‬ ‫ص ُّح أن ي قال فال ٌن ر ُّ‬‫فِإنه ي ِ‬
‫ب العائِل ِة أو ر ُّ‬
‫ب‬ ‫ا ِإلم ِاء ِِبعَن مالِ ِك ِهم أما ق ول فال ٌن ر ُّ‬
‫يح ال َيوز ِلنه ال ميلِكهم ل ِكن من قال‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫السرِ‬
‫ة‬
‫ب السرِة ويظ ُّن أَّنا تطلق على‬ ‫ب العائِل ِة أو ر ُّ‬‫فال ٌن ر ُّ‬
‫من يك ِفى ِعياله حاجاْتِِم فال نك ِِّفره بل ن ن هاه عن‬
‫ذلِك‪ .‬وهذا الت عبِري غل ٌ‬
‫ط ِِف اللُّغ ِة العربِي ِة ِلن السرة‬
‫الذكور ِمن ِجه ِة أبِ ِيه والت عبِري‬ ‫هم أقا ِرب الرج ِل ُّ‬
‫ال أو م ِعيل‬ ‫الص ِحيح أن ي قال فال ٌن ص ِ‬
‫احب ال ِعي ِ‬
‫ف والالِم ف هو ِمن الَس ِاء‬ ‫ب ِِبللِ ِ‬ ‫ال ِعي ِ‬
‫ال‪ .‬أما الر ُّ‬
‫ان العر ِ‬
‫ب وال ي قال‬ ‫اْلاص ِة ِِب ِ‬
‫َّلل قال ابن منظوٍر ِِف لِس ِ‬

‫‪47‬‬
‫ب ِِف غ ِري ِ‬
‫اَّلل إِال ِِب ِإلضاف ِة أى مع ق ي ٍد كقو ِل فال ٌن‬ ‫الر ُّ‬
‫ت أى مالِك الب ي ِ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ب الب ي ِ‬ ‫ر ُّ‬
‫(‪ )51‬ما حكم من ي قول لِلكافِ ِر اَّلل يك ِرمك‪.‬‬
‫من قال لِلكافِ ِر اَّلل يك ِرمك بِقص ِد أن َِيبه اَّلل‬
‫ب الكافِ ِرين قال اَّلل ت عال‬ ‫كفر ِلن اَّلل ت عال ال َِي ُّ‬
‫ب‬‫﴿قل أ ِطيعوا اَّلل والرسول فِإن ت ولوا فِإن اَّلل ال َِي ُّ‬
‫الكافِ ِرين﴾ أما من قال لِكافِ ٍر اَّلل يك ِرمك وال ي ِريد‬
‫بِذلِك أن اَّلل َِيبُّه بل أراد ُّ‬
‫الدعاء له ِِبلت و ِسع ِة ِِف ال ِِّرز ِق‬
‫فِإنه جائٌِز ِلن معَن أكرمه اَّلل ِِف اللُّغ ِة وسع علي ِه‬
‫ال ِِّرزق‪.‬‬
‫(‪ )52‬ما حكم من يست ع ِمل كلِمة اْلل ِق مضافةً لِلن ِ‬
‫اس‬
‫على معَن ا ِإلب را ِز ِمن العدِم إِل الوج ِ‬
‫ود‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫يكفر من يست ع ِمل كلِمة اْلل ِق مضافةً لِلن ِ‬
‫اس‬
‫ود كأن ي قول‬ ‫على معَن ا ِإلب را ِز ِمن العدِم إِل الوج ِ‬
‫ص اخلق ِل كذا كما خلقك اَّلل ِلن اْللق ِِبعَن‬ ‫لِشخ ٍ‬
‫ا ِإلب را ِز ِمن العدِم ال يطلق إِال على ِ‬
‫اَّلل‪.‬‬
‫(‪ )53‬ما حكم من شتم سيِِّدَن عزرائِيل علي ِه السالم‪.‬‬
‫ت عزرائِيل علي ِه السالم أى‬ ‫من شتم ملك المو ِ‬
‫ص أكرهك كما أكره‬ ‫ذمه وحق ره كفر كأن قال لِشخ ٍ‬
‫ك َِيب ت ع ِظيمه‬
‫ٌ‬ ‫ل‬‫م‬ ‫الم‬ ‫الس‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫يل‬‫ِ‬
‫ائ‬‫ر‬‫ز‬‫ع‬ ‫ن‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫يل‬‫ِ‬
‫عزرائ‬
‫وال َيوز ِاالستِخفاف بِ ِه قال اَّلل ت عال ﴿من كان عد ًّوا‬
‫َّلل ومالئِكتِ ِه ورسلِ ِه و ِج ِبيل وِميكال فِإن اَّلل عد ٌّو‬
‫ِِ‬
‫ك‬ ‫لِِّلكافِ ِرين﴾ وكذا يكفر من نسب اْلِيانة إِل المل ِ‬
‫ض ِهم َته ال ِمي ومراده‬ ‫ِج ِبيل عل ِيه السالم كقو ِل ب ع ِ‬

‫‪49‬‬
‫أن ِج ِبيل علي ِه السالم أ ِمر ِِبلنُّز ِ‬
‫ول ِِبلوح ِى على علِ ٍِّى‬
‫ل ِكنه أخطأ ف ن زل على سيِِّ ِدَن ُمم ٍد ﷺ‪.‬‬
‫(‪ )54‬ما حكم من ي قول أَن عايِف اَّلل أو ي قول اَّلل ال‬
‫الَن‪.‬‬
‫ي تحمل ف ً‬
‫يكفر من ي قول أَن عايِف اَّلل أى ك ِرهت اَّلل وكذا‬
‫الَن إِذا ف ِهم ِمن ها‬
‫يكفر من ي قول اَّلل ال ي تحمل ف ً‬
‫اَّلل أو أن اَّلل ي ن ز ِعج ِمنه‬
‫العجز أى نِسبة العج ِز إِل ِ‬
‫أما إِذا كان ي فهم ِمن ه ِذ ِه الكلِم ِة أن اَّلل ال َِيبُّه بل‬
‫يكرهه لِِفس ِق ِه فال يكفر ل ِكن َِيب َّنيه عن ها‪.‬‬
‫(‪ )55‬ما حكم من ي قول يلعن َساء ربِِّك‪.‬‬
‫يكفر من ي قول ِِبلع ِامي ِة يلعن َساء ربِِّك ِلنه‬
‫استخف ِِب ِ‬
‫َّلل ت عال فِإن من ي ت لفظ ِِب ِذ ِه الكلِم ِة ي ِريد‬
‫ِِبا لعن اْلالِ ِق وكذا يكفر إِن قصد سب السم ِاء ال ِِت‬
‫‪50‬‬
‫ِهى مسكن المالئِك ِة ِلن اَّلل عظم شأَّنا وجعلها قِب لة‬
‫ات والبك ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫الدع ِاء ومهبِط الرِح ِ‬
‫ُّ‬
‫الدينِية لِلكفا ِر‬
‫(‪ )56‬ما حكم من يس ِمى المعابِد ِِّ‬
‫ِّ‬
‫ب يوت ِ‬
‫اَّلل‪.‬‬
‫الدينِية لِلكفا ِر ب يوت‬
‫يكفر من يس ِمى المعابِد ِِّ‬
‫ِّ‬
‫لشر ِك والكف ِر فال تكون معظمةً‬ ‫ِ‬
‫اَّلل ِلَّنا أماكِن بنِيت لِ ِِّ‬
‫اَّلل وأما ق وله ت عال ﴿ولوال دفع ِ‬
‫اَّلل الناس‬ ‫ِعند ِ‬
‫ض ْل ِِّدمت صو ِامع وبِي ٌع وصلو ٌ‬
‫ات‬ ‫ب عضهم بِب ع ٍ‬
‫اجد﴾ فالمراد بِ ِه أن اَّلل جعل اْلكام يدف عون‬ ‫ومس ِ‬
‫الذى والضرر ع ِن المسلِ ِمي فصار ِبِِم المان‬
‫اجد‪.‬‬ ‫ولوالهم ْل ِِّدمت صو ِامع وبِي ٌع وصل ٌ‬
‫وات ومس ِ‬
‫والصو ِامع والبِيع والصلوات ِهى معابِد الي ه ِ‬
‫ود‬
‫اج ِد أم ِة‬
‫الم ِلَّنا كمس ِ‬
‫والنصارى لما كانوا على ا ِإلس ِ‬

‫‪51‬‬
‫يم ِه ال لِ ِعباد ِة‬ ‫يد ِ‬
‫اَّلل وت ع ِظ ِ‬ ‫ُمم ٍد ﷺ فِإن الكل ب َِن لِت و ِح ِ‬
‫اَّلل ف قد َسى اَّلل المس ِجد القصى مس ِج ًدا وهو‬ ‫غ ِري ِ‬
‫ليس ِمن بِن ِاء أم ِة ُمم ٍد بل ب ناه سيِِّدَن ءادم علي ِه‬
‫السالم ف لي ت ِق اَّلل امرٌؤ وليحذر أن يس ِِّمى ما ب َِن‬
‫اَّلل ومن َل ي ت ِق اَّلل قال ما شاء ُث وجد‬ ‫لشر ِك ب يوت ِ‬ ‫لِ ِِّ‬
‫ود مشت ٌّق‬ ‫اآلخرِة إِن َل ي تب‪ .‬ولفظ الي ه ِ‬ ‫عاقِبة ق ولِ ِه ِِف ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومأخوذٌ ِمن ق و ِل ق وم موسى ﴿إَن هدَن إليك﴾ أى‬
‫ت ب نا إِليك َي اَّلل‪ .‬لما َتب أولئِك ال ِذين عبدوا ال ِعجل‬
‫الم قالوا ﴿إَِن هدَن‬ ‫ِمن ق وِم موسى أى رجعوا إِل ا ِإلس ِ‬
‫ودا لِت ه ِِّو ِد ِهم أى َتايلِ ِهم ِعند‬
‫ً‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ُّوا‬
‫َس‬ ‫يل‬‫ِ‬
‫إِليك﴾‪ .‬وق‬
‫قِراء ِة الت ور ِاة ُث ب عد أن كفروا بِتك ِذيبِ ِهم لِسيِِّ ِدَن ِعيسى‬
‫علي ِه السالم ب ِقى هذا ِاالسم علي ِهم‪ .‬أما النصارى‬
‫فس ُّموا بِذلِك لِقو ِل سيِِّ ِدَن ِعيسى علي ِه السالم ﴿من‬

‫‪52‬‬
‫اَّلل﴾ أى‬ ‫اَّلل قال اْلوا ِريُّون َنن أنصار ِ‬ ‫أنصا ِرى إِل ِ‬
‫اَّلل‪ .‬والنصارى ب عد أن كفروا بِتك ِذيبِ ِهم‬ ‫أنصار ِدي ِن ِ‬
‫لِسيِ ِدَن ُمم ٍد ب ِقى هذا ِاالسم علي ِهم قال رسول ِ‬
‫اَّلل‬ ‫ِّ‬
‫اِنِّ يسمع َِب ُث ال ي ؤِمن َِب‬
‫ى أو نصر ٍِ‬ ‫ﷺ ما ِمن ي ه ِ‬
‫ود ٍِّ‬
‫اب النا ِر رواه مسلِ ٌم‪.‬‬‫وِِبا ِجئت بِ ِه إِال كان ِمن أصح ِ‬
‫واْلوا ِريُّون هم أت باع سيِِّ ِدَن ِعيسى علي ِه السالم‬
‫المذته وكانوا أعو ًاَن له ي نشرون دعوته وشرعه‪.‬‬ ‫وت ِ‬

‫(‪ )57‬ما حكم من حدث ح ِديثًا ك ِذ ًِب وهو ي علم أنه‬


‫ب ُث قال اَّلل ش ِهي ٌد على ما أقول‪.‬‬ ‫ذ‬‫كِ‬
‫ٌ‬
‫ب ف قال‬ ‫من حدث ح ِديثًا ك ِذِب وهو ي علم أنه ك ِ‬
‫ذ‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫اَّلل ش ِهي ٌد على ما أقول أى أن اَّلل ي علم أن المر كما‬
‫ق لت كفر ِلنه نسب اْلهل إل ِ‬
‫اَّلل فاَّلل ت عال ي علم‬
‫اذب ليس ص ِ‬
‫ادقًا‪.‬‬ ‫أن ه ك ِ‬
‫ٌ‬
‫‪53‬‬
‫(‪ )58‬ما حكم من ي قول ك ُّل و ِ‬
‫اح ٍد على ِدينِ ِه اَّلل ي ِعينه‪.‬‬
‫اح ٍد على ِدينِ ِه اَّلل ي ِعينه بِقص ِد‬ ‫من قال ك ُّل و ِ‬
‫الدع ِاء لِك ٍِّل ِمن المؤِمنِي والكافِ ِرين كفر ِلنه يدعو‬
‫ُّ‬
‫اَّلل أن ي ِعي الكافِ ِرين على الكف ِر وهذا ي تضمن ال ِِّرضا‬
‫ضى بِكف ِر غ ِريِه كفر وأما إِذا أراد‬
‫بِكف ِر الغ ِري ومن ر ِ‬
‫ان وفِع ِل‬ ‫ا ِإلخبار أن اَّلل ي ِعي المؤِمن على ا ِإلمي ِ‬
‫ات أى مي ِِّكنه ِمن ها وي ِعي الكافِر على الكف ِر‬ ‫الص ِ‬
‫اْل ِ‬
‫اصى فال يكفر ِلن اَّلل ت عال هو ال ِذى ي ه ِدى‬‫والمع ِ‬
‫ض ُّل من يشاء‪ .‬فا ِإلعانة معناها التم ِكي‬
‫من يشاء وي ِ‬
‫وا ِإلقدار وليس ال ِِّرضا كما ي ت وهم ب عض الن ِ‬
‫اس فاَّلل‬
‫ان والكافِر على‬ ‫ت عال هو ال ِذى ي ِعي المؤِمن على ا ِإلمي ِ‬
‫الكف ِر وِِمن قال بِذلِك إِمام اْلرم ِ‬
‫ي ِِف كِتابِ ِه ا ِإلرش ِ‬
‫اد‬
‫اشي ِة ال ِم ِري وواف قه‬
‫وا ِإلمام ُممد ال ِمري المالِ ِك ُّى ِِف ح ِ‬

‫‪54‬‬
‫الشيخ ُممد ِعلِِّيش المالِ ِك ُّى مف ِِت ِِّ‬
‫الدَي ِر ال ِمص ِري ِة ِِف‬
‫يل والشيخ ُممد الباقِر‬ ‫يل شر ِح َمتص ِر خلِ ٍ‬ ‫من ِح اْللِ ِ‬
‫الن قشب ن ِد ُّ‬
‫ى‪.‬‬
‫(‪ )59‬ما حكم من ي قول الكلب أحسن ِمن ب َِن ءادم‪.‬‬
‫اعلم أن المؤِمن له حرمةٌ ِعند ِ‬
‫اَّلل فال يكون‬
‫اَّلل ﷺ المؤِمن أعظم‬
‫الكلب أحسن ِمنه قال رسول ِ‬
‫ى وابن ِحبان‪ .‬أما من‬‫الْتِم ِذ ُّ‬
‫حرمةً ِمن الكعب ِة رواه ِِّ‬
‫ي قول الكلب أحسن ِمن ب َِن ءادم فِإنه يكفر ِلن‬
‫كالمه يشمل المؤِمنِي والكافِ ِرين‪ .‬أما إِذا خصص‬
‫يص كقولِ ِه‬
‫ص ِ‬‫كالمه لفظًا أى أتى ِِبا يد ُّل على التخ ِ‬
‫الكلب أحسن ِمن ب َِن ءادم الكفا ِر فال يكفر ِلن‬
‫اَّلل وإِن كانت صورْتم‬ ‫س خل ِق ِ‬
‫الكفار هم أحقر وأخ ُّ‬
‫َّلل ورسولِ ِه‬
‫ان ِِب ِ‬
‫صورة البش ِر ِلَّنم أعرضوا عن ا ِإلمي ِ‬

‫‪55‬‬
‫َّلل عز وجل ويد ُّل على ذلِك ح ِديث اب ِن‬ ‫فكفروا ِِب ِ‬
‫ِحبان ال َتلِفوا ِِبِبئِكم ال ِذين ماتوا ِِف اْل ِ‬
‫اهلِي ِة وال ِذى‬
‫ن ف ِسى بِي ِد ِه إِن ال ِذى يده ِدهه (أى يدح ِرجه) اْلعل‬
‫الء المش ِركِي‪ .‬واْلعل يدح ِرج القذر‬ ‫ِِبن ِف ِه خري ِمن هؤ ِ‬
‫ٌ‬
‫ال ِذى َيرج ِمن ب َِن ءادم وَيعله حب ي ب ٍ‬
‫ات لِي ت قوت بِ ِه‪.‬‬
‫ب‪.‬‬
‫(‪ )60‬ما حكم من ي قول العرب جر ٌ‬
‫اعلم أن العرب فِي ِهم أنبِياء وفِي ِهم ص ِ‬
‫اْلون فال‬
‫ظ يشمل ذم ِ‬
‫ُجي ِع‬ ‫ب ِلنه لف ٌ‬ ‫َيوز أن ي قال العرب جر ٌ‬
‫ب النبِي ِاء وغ ِريِهم ِمن المؤِمنِي ف قد جاء ِِف‬ ‫العر ِ‬
‫ضى اَّلل عنه‬ ‫يث أن الرسول ﷺ قال ِلَِب ذ ٍر ر ِ‬ ‫اْل ِد ِ‬
‫ِّ‬
‫ب ونبِيُّك ُمم ٌد‬ ‫ي‬‫ع‬ ‫ش‬ ‫و‬ ‫ح‬ ‫ب هو ٌد وصالِ‬‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ع‬‫ال‬ ‫ن‬ ‫وأرب عةٌ ِ‬
‫م‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ب أ ى أن‬ ‫ر‬ ‫ج‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ول‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫ن‬‫م‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ح‬‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ان‬ ‫ب‬‫ح‬‫رواه ابن ِ‬
‫ٌ‬
‫ب ال خري فِي ِهم التك ِفري قط ًعا إِال إِذا خصص‬ ‫كل العر ِ‬
‫‪56‬‬
‫ال كقولِ ِه الي وم العرب فسدوا ُث قال‬ ‫كالمه بِق ِرين ِة اْل ِ‬
‫اس ِدين فال‬ ‫العرب جرب م ِري ًدا هؤ ِ‬
‫الء ال ِذين ي عت ِقدهم ف ِ‬
‫ٌ‬
‫ب‬‫صي ِة ِلنه ليس ك ُّل العر ِ‬‫يكفر ل ِكنه ال يسلم ِمن المع ِ‬
‫اس ِدين‪.‬‬
‫الي وم ف ِ‬

‫ِح ِن‬ ‫(‪ )61‬ما حكم من يس ِمى الشيطان بِ بِس ِم ِ‬


‫اَّلل الر ٰ‬ ‫ِّ‬
‫الرِح ِيم‪.‬‬
‫ِح ِن‬ ‫يكفر من يس ِمى الشيطان بِ بِس ِم ِ‬
‫اَّلل الر ٰ‬ ‫ِّ‬
‫الرِح ِيم ِلنه جعل ه ِذ ِه الكلِمة الش ِريفة اَسًا لِلشيط ِ‬
‫ان‬
‫َّلل ِمن ش ِِّرِه أى‬
‫أما إِذا ذكر البسملة بِنِي ِة الت ع ُّو ِذ ِِب ِ‬
‫بِقص ِد أن َيفظه اَّلل بِبك ِة البسمل ِة ِمن ش ِر الشيط ِ‬
‫ان‬ ‫ِّ‬
‫فِإنه ال يكفر‪.‬‬
‫(‪ )62‬ما الدلِيل على أن ساب ِ‬
‫اَّلل ت عال كافِ ٌر‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫اض ِِف كِتابِ ِه ِِّ‬
‫الشفا بِت ع ِر ِ‬
‫يف‬ ‫ي‬‫ع‬‫اضى ِ‬
‫قال الق ِ‬
‫ٌ‬
‫اَّلل ت عال ِمن‬
‫وق المصطفى ال ِخالف أن ساب ِ‬ ‫حق ِ‬
‫المسلِ ِمي كافِ ٌر فمن شتم اَّلل ف هو كافِ ٌر ِِب ِإلُج ِاع‬
‫الشعر ِاء هرب اَّلل وهذا القول‬ ‫ض الكت ِ‬
‫اب و ُّ‬ ‫كقو ِل ب ع ِ‬
‫ان إِل‬ ‫اف ِِب ِ‬
‫َّلل ونِسبة اْلرك ِة وال ِفرا ِر والمك ِ‬ ‫فِ ِيه استِخف ٌ‬
‫ِ‬
‫اَّلل‪.‬‬
‫ال ِمن أحو ِال الرس ِ‬
‫ول‬ ‫(‪ )63‬ما حكم من يست ه ِزئ ِِب ٍ‬
‫ﷺ أو بِعم ٍل ِمن أعمالِ ِه‪.‬‬
‫ول ﷺ‬ ‫ال ِمن أحو ِال الرس ِ‬ ‫يكفر من يست ه ِزئ ِِب ٍ‬
‫أو بِعم ٍل ِمن أعمالِ ِه كال ِذى يست ه ِزئ بِلب ِ‬
‫س ال ِعمام ِة أ ِو‬
‫اس‬‫يل ال ِذى ي عرف ِعند كثِ ٍري ِمن الن ِ‬ ‫يص الط ِو ِ‬ ‫الق ِم ِ‬
‫لدشداش ِة أو يست ه ِزئ ِِبلك ِل‬ ‫الي وم ِِبْلالبِي ِة أ ِو ا ِِّ‬
‫ِِبلصابِ ِع الثالث ِة ا ِإلِب ِام والسباب ِة والوسطى‪ ،‬وكذا‬
‫‪58‬‬
‫اك أو إِعف ِاء اللِِّحي ِة‬
‫السو ِ‬
‫ال ِ‬
‫ِّ‬
‫يكفر من يست ه ِزئ ِِبستِعم ِ‬
‫ف ا ِإلب ِط أ ِو ِاالستِحد ِاد أى حل ِق العان ِة وَن ِو‬
‫أو ن ت ِ‬
‫ذلِك مع ِعل ِم ِه أن الرسول ﷺ ف عل ذلِك أو مدحه‪.‬‬
‫ان أ ِو النبِي ِاء علي ِهم‬
‫(‪ )64‬ما حكم من يست ه ِزئ ِِبلقرء ِ‬
‫الم أ ِو ِِبك ٍم ِمن أحك ِام ِ‬
‫اَّلل‬ ‫السالم أو بِشعائِ ِر ا ِإلس ِ‬
‫ت عال‪.‬‬
‫ان أ ِو النبِي ِاء علي ِهم‬
‫يكفر من يست ه ِزئ ِِبلقرء ِ‬
‫السالم كأن ي نسب إِلي ِهم القبائِح والرذائِل‪ .‬وكذا‬
‫ورا‬ ‫ه‬ ‫ش‬‫م‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ى‬ ‫أ‬ ‫ِ‬
‫الم‬ ‫س‬ ‫ِ‬
‫إل‬‫ا‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫يكفر من يست ه ِزئ بِشعائِ‬
‫ً‬
‫ان أ ِو ِِبك ٍم ِمن أحك ِام‬‫الة والذ ِ‬ ‫الدي ِن كالص ِ‬‫ِمن أموِر ِِّ‬
‫وب س ِْت المرأ ِة رأسها أو كو ِن الذك ِر له‬ ‫ِ‬
‫اَّلل ت عال كوج ِ‬
‫ي ِمن ِ‬
‫الْتك ِة‪.‬‬ ‫ِمثل ح ِِّ‬
‫ظ الن ث ي ِ‬
‫(‪ )65‬ما حكم من يستح ِسن الكفر ِمن غ ِريِه‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫يكفر من يستح ِسن الكفر ِمن غ ِريِه أى ي عتِب‬
‫الكفر شي ئًا حسنًا كأن َِسع كف ًرا ِمن غ ِريِه فض ِحك‬
‫على وج ِه المواف ق ِة له على كف ِرِه ِلن م ِن استحسن‬
‫ضى ِِبلكف ِر كفر‪ .‬أما‬ ‫ضى بِ ِه ومن ر ِ‬ ‫الكفر ِمن غ ِريِه ر ِ‬
‫اضيًا‬‫من ن قل عن غ ِريِه كف ِريةً ِمن غ ِري أن يكون الناقِل ر ِ‬
‫ان ِِبد ِاة اْلِكاي ِة فال‬ ‫ِِبلكف ِر وال مستح ِسنًا له مع ا ِإلت ي ِ‬
‫يكفر كأن ي قول قال فال ٌن ويذكر كفره‪.‬‬
‫االت المست ث ناة ِمن الكف ِر اللف ِظ ِِّى‪.‬‬ ‫(‪ )66‬اذك ِر اْل ِ‬

‫االت ال يكفر فِيها‬ ‫ٌ‬ ‫ح‬ ‫ِ‬


‫ى‬ ‫ِ‬
‫ظ‬ ‫ف‬ ‫الل‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫يست ثَن‬
‫ِّ‬
‫ان وحالة غي بوب ِة العق ِل وحالة‬ ‫قائِله حالة سب ِق اللِِّس ِ‬
‫ا ِإلكر ِاه وحالة اْلِكاي ِة لِكف ِر الغ ِري على غ ِري وج ِه‬
‫ص متأ ِِّوًال‬ ‫ان وحالة كو ِن الشخ ِ‬ ‫ال ِرضى و ِاالستِحس ِ‬
‫ِّ‬
‫اد ِه ِِف ف ه ِم الشر ِع‪.‬‬
‫ِِبجتِه ِ‬

‫‪60‬‬
‫(‪ )67‬ما هو سبق اللِِّس ِ‬
‫ان‪.‬‬
‫ان هو أن ي تكلم الشخص بِشى ٍء ِمن‬ ‫سبق اللِِّس ِ‬
‫ى فسبق‬ ‫غ ِري إِراد ٍة كأن أراد أن ي تكلم بِك ٍ‬
‫الم غ ِري كف ِر ٍِّ‬
‫صد أ ن‬ ‫لِسانه ف قال كلِمةً كف ِريةً ِمن غ ِري إِراد ٍة وَل ي ق ِ‬
‫ي قوْلا ِِبلمرِة كأن أراد أن ي قول وما أَن ِمن المش ِركِي‬
‫فسبق لِسانه ف قال وما أَن ِمن المسلِ ِمي فِإنه ال‬
‫مؤاخذة علي ِه‪.‬‬
‫(‪ )68‬ما معَن غي بوب ِة العق ِل‪.‬‬
‫معَن غي بوب ِة العق ِل عدم صح ِو العق ِل فمن غاب‬
‫ى ال َيكم علي ِه ِِبلكف ِر ِالرتِف ِاع‬ ‫عقله ف نطق بِك ٍ‬
‫الم كف ِر ٍِّ‬
‫يف عنه ويشمل هذا اْلكم النائِم والمجنون‬ ‫التكلِ ِ‬
‫اَّلل إِذا غاب عقله قال‬ ‫ب ِ‬ ‫والوِل المست غ ِرق ِِف ح ِِّ‬
‫الث ع ِن النائِِم حِت‬ ‫اَّلل ﷺ رفِع القلم عن ث ٍ‬ ‫رسول ِ‬
‫‪61‬‬
‫يست ي ِقظ وع ِن الصِ ِب حِت َيتلِم وع ِن المجن ِ‬
‫ون حِت‬ ‫ِّ‬
‫ي ع ِقل رواه ا ِإلمام أِحد‪.‬‬
‫(‪ )69‬ما ِهى حالة ا ِإلكر ِاه‪.‬‬
‫حالة ا ِإلكر ِاه ِهى أن ي ن ِطق ِِبلكف ِر بِلِسانِِه مكرًها‬
‫ت فمن نطق‬ ‫ِِبلقت ِل وَن ِوِه أى ِِما ي ؤ ِِّدى إِل المو ِ‬
‫ِِبلكف ِر بِلِسانِِه مكرًها ِِبلقت ِل وَن ِوِه وق لبه مطمئِ ٌّن‬
‫ان فال يكفر‪ .‬والمكره هو ال ِذى هدده غريه‬ ‫ِِب ِإلمي ِ‬
‫يد ِه‬
‫يذ ْت ِد ِ‬
‫ادرا على ت ن ِف ِ‬
‫ً‬
‫ت ِِبلكف ِر وكان ق ِ‬ ‫ِِبلقت ِل إِن َل َي ِ‬
‫الص إِال‬‫وهو يص ِِّدقه أنه ي فعل وال َِيد ط ِريقةً لِلخ ِ‬
‫ان ِِبا طلب ِمنه‪ .‬قال اَّلل ت عال ﴿من كفر ِِب ِ‬
‫َّلل‬ ‫ِِب ِإلت ي ِ‬
‫ان﴾ أى‬ ‫ِمن ب ع ِد إِميانِِه إِال من أك ِره وق لبه مطمئِ ٌّن ِِب ِإلمي ِ‬
‫أن المكره إِذا نطق بِكلِم ِة الكف ِر َتت ا ِإلكر ِاه وق لبه‬
‫ب اَّلل ورسوله ويكره الكفر‬ ‫مطمئِ ٌّن ِِب ِإلمي ِ‬
‫ان أى َِي ُّ‬
‫‪62‬‬
‫ص‬ ‫اَّلل ِلنه َل يكفر وَل ي ع ِ‬ ‫ف ليس علي ِه غضب ِمن ِ‬
‫ٌ‬
‫ب ِِّمن‬ ‫ٌ‬ ‫ض‬ ‫غ‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ي‬‫ل‬‫ع‬ ‫ف‬ ‫ا‬
‫ر‬‫ً‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ِ‬
‫ِب‬ ‫ح‬‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬‫م‬ ‫ن‬‫ك‬‫﴿ول ِ‬
‫اَّلل﴾ أى أما إِذا انشرح صدره حالة النُّط ِق ِِبلكف ِر‬ ‫ِ‬
‫كفر‪ .‬والرسول ﷺ قال لِعما ِر ب ِن َي ِس ٍر لما علِم أن‬
‫الكفار أكرهوه على ق و ِل الكف ِر هل كنت شا ِر ًحا‬
‫صدرك ِحي ق لت ما ق لت أم ال ف قال ال ف قال له‬
‫الرسول ﷺ وإِن عادوا ف عد رواه ا ِإلمام ابن المن ِذ ِر ِِف‬
‫اف‪ ،‬أى إِن أجبوك وق لت كلِمة الكف ِر‬ ‫كِتابِ ِه ا ِإلشر ِ‬
‫ما عليك شىءٌ‪ .‬والمكره إِذا أك ِره على ق و ِل الكف ِر‬
‫ي ن ِوى إِجراء اللف ِظ على اللِِّس ِ‬
‫ان ِلج ِل ا ِإلكر ِاه‪.‬‬
‫(‪ )70‬ما ِهى حالة اْلِكاي ِة لِكف ِر الغ ِري على غ ِري وج ِه‬
‫ال ِرضى و ِاالستِحس ِ‬
‫ان‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫‪63‬‬
‫حالة اْلِكاي ِة لِكف ِر الغ ِري على غ ِري وج ِه ال ِِّرضى‬
‫ان ِهى أن ي ن قل الشخص عن غ ِريِه كف ِريةً‬ ‫و ِاالستِحس ِ‬
‫اضيًا ِِبلكف ِر وال مستح ِسنًا‬‫ِمن غ ِري أن يكون الناقِل ر ِ‬
‫ان ِِبد ِاة اْلِكاي ِة كأن ي قول قال فال ٌن‬ ‫له مع ا ِإلت ي ِ‬
‫ويذكر كفره‪ .‬فال يكفر اْلاكِى كفر غ ِريِه على غ ِري وج ِه‬
‫لِقولِ ِه ت عال ﴿وقال ِ‬
‫ت الي هود‬ ‫ال ِرضى و ِاالستِحس ِ‬
‫ان‬ ‫ِّ‬
‫النصارى الم ِسيح ابن ِ‬
‫اَّلل﴾‪.‬‬ ‫ت‬ ‫عزي ر ابن ِ‬
‫اَّلل وقال ِ‬
‫ٌ‬
‫وأداة اْلِكاي ِة المانِعة لِكف ِر حاكِى الكف ِر إِما أن تكون‬
‫ق بل الكلِم ِة الكف ِري ِة ال ِِت َي ِكيها عن غ ِريِه أو ع ِقب ها‬
‫بِشر ِط أن يكون َن ِوًَي أن َيتِى ِِبد ِاة اْلِكاي ِة ق بل أن‬
‫ي قول كلِمة الكف ِر ف لو قال الم ِسيح ابن ِ‬
‫اَّلل ق ول‬
‫النصارى ف ِهى ِحكايةٌ مانِعةٌ لِلكف ِر ع ِن اْلاكِى أى َتنع‬
‫عنه الكفر‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫(‪ )71‬ما حكم من َتول فأخطأ ِِف ف ه ِم الشر ِع‪.‬‬
‫من َتول ءايةً أو ح ِديثًا فأخطأ ال يكفر إِال إِذا‬
‫ات أى إِال إِذا كان ت ف ِسريه لِآلي ِة‬
‫كان َت ُّوله ِِف القط ِعي ِ‬
‫َّلل أ ِو ا ِإلميان بِرسولِ ِه ﷺ‪.‬‬‫يث ي ب ِطل ا ِإلميان ِِب ِ‬
‫أ ِو اْل ِد ِ‬
‫والقط ِع ُّى ِمنه ما يست ِق ُّل العقل ِِبل ِعل ِم بِ ِه كحد ِ‬
‫وث الع ِاَل‬
‫أى أنه َملو ٌق فمن رد ذلِك وزعم أزلِي ته كفر‪ ،‬وِمنه ما‬
‫ال سبِيل إِل ال ِعل ِم بِ ِه إِال ِِبلن ق ِل والسم ِاع سواءٌ كان‬
‫ضي ِة الصلو ِ‬
‫ات‬ ‫ي ت علق ِِبلحك ِام أ ِو الخبا ِر كال ِعل ِم بِفر ِ‬
‫ض ال ِذى يشرب ِمنه المؤِمنون‬ ‫ان ِِبْلو ِ‬‫س وا ِإلمي ِ‬
‫اْلم ِ‬
‫ق بل دخوْلِِم اْلنة فمن أنكره ب عد ال ِعل ِم بِ ِه كفر‪.‬‬
‫(‪ )72‬ما حكم من َتول ِِف غ ِري القط ِعي ِ‬
‫ات فأخطأ‪.‬‬
‫من َتول ءايةً أو ح ِديثًا فأخطأ ال يكفر إِذا كان‬
‫ات كال ِذين امت ن عوا عن دف ِع الزك ِاة‬
‫َت ُّوله ِِف غ ِري القط ِعي ِ‬
‫‪65‬‬
‫ِِف عه ِد أَِب بك ٍر ِلَّنم أخطأوا ِِف ت ف ِس ِري اآلي ِة ﴿خذ‬
‫ِمن أمواْلِِم صدقةً تط ِِّهرهم وت زِّكِي ِهم ِِبا وص ِِّل علي ِهم‬
‫إِن صالتك سك ٌن ْلم﴾ فظنُّوا أن المراد ِمن ق ولِ ِه‬
‫﴿خذ﴾ أى َي ُممد ﴿ ِمن أمواْلِِم صدقةً﴾ أى زكاةً‬
‫وأن هذا ال َيصل ب عد وفاتِِه فال َِيب علي ِهم دف عها‬
‫ِلنه مات وهو المأمور ِِبخ ِذها ِمن هم وَل ي علموا أن‬
‫ال حياتِِه وب عد موتِِه ف قالوا ال ِذى كان‬
‫اْلكم عامٌّ ِِف ح ِ‬
‫يصلِِّى علي نا أى يدعو لنا إِذا تصدق نا مات فلِم َيخذ‬
‫الء ال‬‫أبو بك ٍر أموالنا فامت ن عوا عن دف ِعها ف هؤ ِ‬
‫يكفرون‪ .‬وَل يك ِِّف ِر الصحابة ال ِذين فسروا ق ول ِ‬
‫اَّلل‬
‫ت عال ﴿ف هل أن تم ُّمن ت هون﴾ ِِبنه َّتيِريٌ بي شر ِ‬
‫ب اْلم ِر‬
‫وت ر ِك شرِِبا وليس َت ِرميًا ْلا فش ِربوها ِلن هؤ ِ‬
‫الء ظنُّوا‬
‫أن اآلية ال ت ع َِن َت ِرَي اْلم ِر وَل ي ب لغهم َت ِرَي المسلِ ِمي‬

‫‪66‬‬
‫ضى اَّلل عنه ما كفرهم إَِّنا قال‬ ‫ْلا لِذلِك سيِدَن عمر ر ِ‬
‫ِّ‬
‫اجلِدوهم ْثانِي ْثانِي ُث إِن عادوا فاق ت لوهم (أى إِن‬
‫عادوا إِل القوِل ِِبن شرِبا جائٌِز فاق ت لوهم لِكف ِرِهم)‬
‫رواه ابن أَِب شي بة‪ .‬أما ِِف زمانِنا هذا فال عذر لِمن‬
‫كان ي ِعيش بي المسلِ ِمي وي ن ِكر حرمة اْلم ِر متأ ِِّوًال‬
‫اآلية ب عد أن ب لغه َت ِرَي المسلِ ِمي ْلا‪.‬‬
‫(‪ )73‬بِِّي أقسام اللف ِظ ِعند العلم ِاء‪.‬‬
‫اه ٍر والص ِريح‬ ‫يح وظ ِ‬ ‫قسم العلماء اللفظ إِل ص ِر ٍ‬
‫اح ٌد وهو كف ٌر‬ ‫ِِف الكف ِر هو ال ِذى ليس له إِال معَن و ِ‬
‫ً‬
‫ان أَن اَّلل أو َنن‬ ‫ف يحكم على قائِلِ ِه ِِبلكف ِر كقو ِل إِنس ٍ‬
‫اهر ِِف‬ ‫َّلل ت عال‪ .‬أما اللفظ الظ ِ‬ ‫اَّلل وال ِعياذ ِِب ِ‬
‫أب ناء ِ‬
‫اد ٌر أى هو أول‬ ‫ان أو أكثر أحدْها مت ب ِ‬ ‫الكف ِر ف له معن ي ِ‬
‫الذه ِن ِعند َس ِاع اللف ِظ وفِ ِيه كف ٌر واآلخر‬ ‫ما َيطر ِِف ِِّ‬

‫‪67‬‬
‫ب‬‫اد ٍر وليس فِ ِيه كف ٌر ف يحكم على قائِلِ ِه ِِبس ِ‬ ‫غري مت ب ِ‬
‫ضى اَّلل عنه‬ ‫المعَن ال ِذى أراده ف عن ُمم ِد ب ِن اْلس ِن ر ِ‬
‫أن الرجل لو قِيل له ص ِِّل ف قال ال أصلِِّى فِإن أراد ال‬
‫أصلِِّى ِلِِِّن صليت ال يكفر وإِن أراد ال أصلِِّى لِقولِك‬
‫اس ٌل وأما إِن‬ ‫ال يكفر وكذا إِن أراد ال أصلِِّى أَن متك ِ‬
‫الة فِإنه يكفر‪.‬‬ ‫ف ِِبلص ِ‬ ‫أراد أنه ال يصلِِّى ِلنه مست ِخ ٌّ‬
‫(‪ )74‬أع ِط ِمث ًاال ءاخر عن لف ٍظ ظ ِ‬
‫اه ٍر ِِف الكف ِر‪.‬‬
‫اللفظ الظ ِ‬
‫اهر ِِف الكف ِر هو كقو ِل القائِ ِل الصالة‬
‫ب مكروهةٌ فِإن أراد أن الصالة على النِ ِِّ‬
‫ب‬ ‫على النِ ِِّ‬
‫يب لِلش ِريع ِة قال اَّلل‬
‫ٌ‬
‫ُمم ٍد مكروهةٌ ف هو كفر ِلنه تك ِ‬
‫ذ‬ ‫ٌ‬
‫ت عال ﴿إِن اَّلل ومالئِكته يصلُّون على النِ ِِّ‬
‫ب َي أيُّها‬
‫يما﴾‪ .‬أما إِن أراد‬ ‫ال ِذين ءامنوا صلُّوا علي ِه وسلِِّموا تسلِ‬
‫ً‬
‫ض المحدو ِدب ِة مكروهةٌ ِلن‬ ‫أن الصالة على الر ِ‬
‫‪68‬‬
‫الشخص ال َيشع ِِف صالتِِه علي ها فال يكفر ِلن لفظ‬
‫ض المحدو ِدب ِة وَيتِى‬
‫ب َيتِى ِِف اللُّغ ِة ِِبعَن الر ِ‬‫النِ ِِّ‬
‫ِِبعَن من أ ِ‬
‫وحى إِلي ِه ِِبلنُّب وِة‪.‬‬
‫(‪ )75‬ما حكم من ي قول إِذا كان ِِف الكلِم ِة الكف ِري ِة‬
‫تِسعةٌ وتِسعون ق وًال ِِبلتك ِف ِري وق و ٌل و ِ‬
‫اح ٌد بِْت ِك التك ِف ِري‬
‫َيخذ بِْت ِك التك ِف ِري‪.‬‬
‫ما ي قوله ب عض المؤلِ ِِّفي ِمن أنه إِذا اخت لف‬
‫الناس ِِف اْلك ِم على قائِ ِل الكلِم ِة الص ِرَي ِة ِِف الكف ِر‬
‫على تِسع ٍة وتِس ِعي ق وًال ِِبلتك ِف ِري وق و ٍل و ِ‬
‫اح ٍد بِْت ِك‬
‫اح ِد فال َيكم بِكف ِرِه ف هو‬ ‫التك ِف ِري ي ؤخذ ِِبذا القو ِل الو ِ‬
‫ك وال إِل أَِب حنِيفة‬ ‫ص ُّح نِسبة ذلِك إِل ِمالِ ٍ‬ ‫ِب ِطل وال ي ِ‬
‫ٌ‬
‫ض العص ِريِِّي‪ .‬أما الفقهاء‬ ‫وهو شائِ ٌع على أل ِسن ِة ب ع ِ‬
‫ضى‬ ‫ف ي قولون إِن ال ِذى ي ت لفظ بِلف ٍظ له ِعدة مع ٍ‬
‫ان ت قت ِ‬

‫‪69‬‬
‫ضى التك ِفري ال َيكم‬ ‫التك ِفري وله معَن و ِ‬
‫اح ٌد ال ي قت ِ‬
‫ً‬
‫بِكف ِرِه إِال إِذا أراد المعَن الكف ِرى‪ .‬ف ي فهم ِمن ذلِك‬
‫اف ِِب ِِّ‬
‫لدي ِن أو إِنكار ما‬ ‫أن الكالم ال ِذى فِ ِيه استِخف ٌ‬
‫الدي ِن ِِبلضرورِة يكفر قائِله ولو خالف ِِف‬ ‫علِم ِمن ِِّ‬
‫ان وال ي نظر إِل كث رِة المخالِ ِفي إَِّنا‬ ‫ذلِك ألف إِنس ٍ‬
‫ي نظر إِل مواف ق ِة اْل ِِّق‪.‬‬
‫ل إِذا صدر ِمنه كفر ِِف ح ِ‬
‫ال غي ب ِة‬ ‫(‪ )76‬هل ي زجر الوِ ُّ‬
‫ٌ‬
‫عقلِ ِه‪.‬‬
‫ال حضوِر‬ ‫اعلم أن الوِل ال يصدر ِمنه كفر ِِف ح ِ‬
‫ٌ‬
‫ظ‬‫عقلِ ِه إِال أن يسبِق لِسانه ف ي ت لفظ بِ ِه ِلن الوِل ُمفو ٌ‬
‫صي ِة الكبِريِة أ ِو الص ِغريِة‪ .‬والوِ ُّ‬
‫ل‬ ‫ِمن الكف ِر ِِِب ِ‬
‫الف المع ِ‬
‫إِذا صدر ِمنه كفر ِِف ح ِ‬
‫ال غي ب ِة عقلِ ِه ال يكفر ِلنه ال‬ ‫ٌ‬
‫يكون مكل ًفا تِلك الساعة ل ِكنه ي عزر أى ي زجر ِلن‬
‫‪70‬‬
‫الت ع ِزير ي ؤثِِّر ِِف من غاب عقله كما ي ؤثِِّر ِِف الص ِ‬
‫احى‬
‫العاقِ ِل وكما ي ؤثِِّر ِِف الب هائِِم فالب هائِم إِذا أساء ِ‬
‫ت‬
‫ف وت غِِّري‬‫التص ُّرف فصرخنا علي ها أو ضرب ناها تك ُّ‬
‫ل ال ِذى نطق‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬‫و‬ ‫ال‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ك‬ ‫ٍ‬
‫ة‬ ‫ل‬‫ِ‬
‫هيأْتا مع أَّنا ليست بِعاق‬
‫ف‬‫ال غي ب ِة عقلِ ِه ِعندما يصرخ علي ِه يك ُّ‬ ‫ِِبلكف ِر ِِف ح ِ‬
‫الم ِلنه َمب ٌ‬
‫ول‬ ‫اج ِر الطبِ ِيع ِى أى أنه ي ت وقف ع ِن الك ِ‬ ‫لِلز ِ‬
‫ِّ‬
‫اب‪.‬‬‫يخ أ ِو ال ِعق ِ‬ ‫ف و ِاالن ِزجا ِر خوفًا ِمن الت وبِ ِ‬
‫على الك ِِّ‬
‫صي ِة الكبِريِة‬ ‫(‪ )77‬ما الدلِيل على جوا ِز حص ِ‬
‫ول المع ِ‬
‫ِمن الوِ ِِّ‬
‫ل‪.‬‬
‫صية الكبِرية بِدلِ ِ‬
‫يل‬ ‫اعلم أن الوِل َتوز علي ِه المع ِ‬
‫ضى اَّلل‬ ‫الزبري بن العو ِام ر ِ‬ ‫أن طلحة بن عب ي ِد ِ‬
‫اَّلل و ُّ‬
‫عن هما وْها ِمن العشرِة المبش ِرين ِِبْلن ِة خرجا على‬
‫أ ِم ِري المؤِمنِي علِ ِى ب ِن أَِب طالِ ٍ‬
‫ب رِ‬
‫ضى اَّلل عنه أى‬ ‫ِّ‬
‫‪71‬‬
‫ت ركا طاعته وخالفاه بِوقوفِ ِهما مع ال ِذين قات لوه ِِف‬
‫ب أَل‬‫وب اْلر ِ‬ ‫لزب ِري ق بل نش ِ‬ ‫البصرِة ف قال سيِِّدَن علِ ٌّى لِ ُّ‬
‫اَّلل ﷺ إِنك لت قاتِلن علِيًّا وأنت ظ ِ‬
‫اَل‬ ‫ي قل لك رسول ِ‬
‫ٌ‬
‫له ف قال ن ِسيت فذهب منص ِرفًا عن قِتالِ ِه َتئِبًا ُث ْلِقه‬
‫ش علِ ٍِّى فطعنه بِرم ٍح ِِف ظه ِرِه ف قت له‪.‬‬ ‫رج ٌل ِمن جي ِ‬
‫اَّلل ﷺ من‬ ‫اَّلل أَل ي قل رسول ِ‬ ‫وقال لِطلحة ب ِن عب ي ِد ِ‬
‫صره ف علِ ٌّى‬ ‫كنت مواله ف علِ ٌّى مواله أى من كنت َن ِ‬
‫ي نصره فذهب طلحة منص ِرفًا عن قِتالِ ِه َتئِبًا ف رماه‬
‫مروان بن اْلك ِم بِسه ٍم ف قت له‪ .‬قال ا ِإلمام أبو اْلس ِن‬
‫ور ْلما‬ ‫ف‬ ‫غ‬ ‫م‬ ‫ري‬ ‫ب‬‫الز‬
‫ُّ‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫ح‬ ‫ل‬‫ط‬ ‫ن‬‫ِ‬‫إ‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫ع‬ ‫اَّلل‬ ‫ى‬‫ض‬‫ىرِ‬
‫الشع ِر ُّ‬
‫ٌ‬
‫اَّلل ﷺ ِِبا مع ْثانِي ٍة‬‫ِلج ِل البِشارِة ال ِِت بشرْها رسول ِ‬
‫اح ٍد قال علي ِه الصالة والسالم أبو‬‫سوِ‬ ‫ءاخ ِرين ِِف َملِ ٍ‬
‫بك ٍر ِِف اْلن ِة عمر ِِف اْلن ِة عثمان بن عفان ِِف اْلن ِة‬

‫‪72‬‬
‫ب ِِف اْلن ِة طلحة بن عب ي ِد ِ‬
‫اَّلل ِِف‬ ‫علِ ُّى بن أَِب طالِ ٍ‬
‫الزبري بن العو ِام ِِف اْلن ِة سعد بن أَِب وق ٍ‬
‫اص ِِف‬ ‫اْلن ِة ُّ‬
‫ِح ِن بن‬‫اح ِِف اْلن ِة عبد الر ٰ‬
‫اْلن ِة أبو عب يدة بن اْلر ِ‬
‫الْتِم ِذ ُّ‬
‫ى‬ ‫ف ِِف اْلن ِة وس ِعيد بن زي ٍد ِِف اْلن ِة رواه ِِّ‬ ‫عو ٍ‬
‫ات‬
‫ِّ ٌ‬ ‫ب‬ ‫ث‬‫ِ‬‫إ‬ ‫ِ‬
‫ى‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ع‬ ‫ش‬ ‫ال‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫س‬‫اْل‬ ‫ِ‬
‫َب‬ ‫أ‬ ‫ِ‬
‫ام‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫إل‬‫ا‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫وأبو داود ف هذا‬
‫صي ِة‪ .‬وكذلِك قال ِِف ح ِِّق عائِشة‬ ‫ِمنه أَّنما وق عا ِِف المع ِ‬
‫ور ْلا ِلج ِل البِشارِة ال ِِت بشرها‬ ‫ٌ‬ ‫ف‬ ‫غ‬ ‫م‬ ‫ا‬‫َّن‬‫ِ‬
‫إ‬ ‫ا‬‫ه‬ ‫ن‬‫ع‬ ‫اَّلل‬ ‫ى‬ ‫رِ‬
‫ض‬
‫اَّلل ﷺ ِِبا و ِهى ن ِدمت ند ًما ش ِدي ًدا لِوقوفِها ِِف‬ ‫رسول ِ‬
‫معسك ِر المقاتِلِي لِعلِ ٍِّى حِت كانت ِحي تذكر سريها‬
‫اء‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫ى‬ ‫إِل البصرِة ووقوف ها مع المقاتِلِي لِعلِ ٍى ت ب ِ‬
‫ك‬
‫ً‬ ‫ِّ‬
‫وعها ِِخارها رواه ابن سع ٍد وابن‬ ‫ش ِدي ًدا ي ب ت ُّل ِمن دم ِ‬
‫عب ِد ال ِِّ‬
‫ب وهذا مت واتٌِر‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫َن ات فق‬‫ي اْلوي ِ ِِّ‬ ‫(‪ )78‬ما معَن ق و ِل إِم ِام اْلرم ِ‬
‫الصولِيُّون على أن من نطق بِكلِم ِة ال ِِّرد ِة وزعم أنه‬
‫اه ًرا وِب ِطنًا‪.‬‬
‫أضمر ت وِريةً ك ِِّفر ظ ِ‬

‫اب‬‫َن ِِف كِت ِ‬ ‫ك اْلوي ُِّ‬‫ي عبد الملِ ِ‬ ‫قال إِمام اْلرم ِ‬
‫ول ِِّ‬
‫الدي ِن‬ ‫اد ات فق الصولِيُّون أى علماء أص ِ‬ ‫ا ِإلرش ِ‬
‫ول ال ِفق ِه على أن من نطق بِكلِم ِة ال ِِّرد ِة أ ِى‬‫وعلماء أص ِ‬
‫الكف ِر وزعم أنه أضمر ت وِريةً أى زعم أنه أراد ِِبا مع ًَن‬
‫اه ًرا وِب ِطنًا‪ ،‬أى هو كافِ ٌر‬ ‫ب ِعي ًدا ال َتت ِمله اللُّغة ك ِِّفر ظ ِ‬
‫اَّلل عز وجل كال ِذى ي قول يلعن رسول ِ‬
‫اَّلل‬ ‫ِعندَن و ِعند ِ‬
‫اعق أليس‬ ‫اَّلل ال ِذى ألعنه الصو ِ‬
‫ول ِ‬ ‫وي قول قص ِدى بِرس ِ‬
‫اَّلل ي ر ِسلها‪ .‬وهذا التأ ِويل ال ي ن فعه ِلن اللُّغة ال َتت ِمل‬
‫هذا المعَن ال ِذى ادعاه‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫(‪ )79‬اذكر ب عض العلم ِاء ال ِذين ذكروا ِِف كتبِ ِهم‬
‫اس ِمن ها‪.‬‬ ‫اللفاظ ال ِِت َّت ِرج ِمن ا ِإلس ِ‬
‫الم َت ِذ ًيرا لِلن ِ‬
‫ب الرب ع ِة حذروا‬ ‫اعلم أن العلماء ِمن المذ ِاه ِ‬
‫الناس ِمن الكف ِر ِِف كتبِ ِهم ف قد ألف الف ِقيه اْلن ِف ُّى بدر‬
‫ى‬‫يب ِمن القر ِن الث ِام ِن اْلِج ِر ِِّ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫يد‬ ‫ش‬ ‫ِِّ‬
‫الدي ِن الر ِ‬
‫اض‬ ‫ي‬‫ع‬‫اضى ِ‬‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ذ‬‫و‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ف‬‫ك‬ ‫ال‬ ‫اظ‬‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫ِ‬
‫ان‬ ‫ِرسالةً ِِف ب ي‬
‫ٌ‬
‫الم‬‫الشفا اللفاظ ال ِِت َّت ِرج ِمن ا ِإلس ِ‬ ‫المالِ ِك ُّى ِِف كِتابِ ِه ِِّ‬
‫اس ِمن ها ف ي ن ب ِغى ِاال ِطِّالع‬ ‫وتوقِع ِِف الكف ِر َت ِذ ًيرا لِلن ِ‬
‫ف الشر ي قع فِ ِيه‬ ‫علي ها لِلحذ ِر ِمن ها فِإن من َل ي ع ِر ِ‬
‫َّلل ت عال‪.‬‬‫الشروِر هو الكفر وال ِعياذ ِِب ِ‬ ‫وأعظم ُّ‬
‫(‪ )80‬اذكر ح ِديثًا يد ُّل على أ ِْهي ِة ِحف ِظ اللِِّس ِ‬
‫ان‪.‬‬
‫روى الطب ِاِنُّ أن أحد الصحاب ِة أخذ لِسانه‬
‫ريا ت غنم واسكت عن ش ٍِّر‬ ‫خ‬ ‫ل‬‫ق‬ ‫ان‬‫س‬ ‫وخاطبه قائًِال َي لِ‬
‫ً‬
‫‪75‬‬
‫تسلم ِمن ق ب ِل أن ت ندم إِِِن َِسعت رسول ِ‬
‫اَّلل ﷺ ي قول‬ ‫ِّ‬
‫ريا‬‫خ‬ ‫ل‬‫ق‬ ‫اه‬ ‫ن‬‫ع‬ ‫م‬ ‫‪،‬‬ ‫أكث ر خطاَي اب ِن ءادم ِمن لِسانِِ‬
‫ه‬
‫ً‬
‫صيةٌ تسلم‬‫تك ِسب ث واِب وأم ِسك لِسانك عما فِ ِيه مع ِ‬
‫ً‬
‫ِمن مهالِك كثِريٍة وإِن ِمت على غ ِري هذا فِإنك ت ندم‬
‫ي وم ال ي ن فع الندم واعلم أن أكث ر المع ِ‬
‫اصى سب ب ها‬
‫اصى الكفر والكبائِر‪.‬‬ ‫اللِِّسان وِمن ه ِذ ِه المع ِ‬

‫(‪ )81‬اذك ِر الدلِيل على أن من ت لفظ بِكلِم ِة الكف ِر‬


‫ع ِام ًدا ف هو كافِ ٌر‪.‬‬
‫قال اَّلل ت عال ﴿ولئِن سألت هم لي قولن إَِّنا كنا‬
‫َّلل وءاَيتِِه ورسولِ ِه كن تم‬
‫َنوض ون لعب قل أ ِِب ِ‬
‫تست ه ِزؤون ال ت عت ِذروا قد كفرُت ب عد إِميانِكم﴾ وقال‬
‫اَّلل ﷺ إِن العبد لي تكلم ِِبلكلِم ِة ما ي ت بي فِيها‬‫رسول ِ‬
‫ب رواه‬‫ي ه ِوى ِِبا ِِف النا ِر أب عد ِِما بي المش ِر ِق والمغ ِر ِ‬
‫‪76‬‬
‫ى ومسلِ ٌم‪ ،‬أى أن ا ِإلنسان قد ي تكلم بِكلِم ٍة ال‬ ‫البخا ِر ُّ‬
‫ي رى فِيها ضرًرا يست و ِجب ِِبا النُّزول إِل ق ع ِر جهنم‬
‫ى إِن العبد لي تكلم‬ ‫الْتِم ِذ ِِّ‬
‫كما يد ُّل على ذلِك ح ِديث ِِّ‬
‫ِِبلكلِم ِة ال ي رى ِِبا ِب ًسا ي ه ِوى ِِبا ِِف النا ِر سب ِعي‬
‫صل‬‫خ ِري ًفا أى ي ن ِزل بِسببِها ِِف النا ِر سب ِعي عاما حِت ي ِ‬
‫ً‬
‫صل إِل ق ع ِر النا ِر إِال الكافِر‪.‬‬ ‫إِل ق ع ِرها وال ي ِ‬

‫(‪ )82‬ما حكم من َيتِى بِن و ٍع ِمن أن و ِاع الكف ِر‪.‬‬


‫اعلم أن المسلِم إِذا حصل ِمنه كف ٌر فِإنه َيسر‬
‫حسناتِِه السابِقة كلها لِقولِ ِه ت عال ﴿ومن يكفر ِِب ِإلمي ِ‬
‫ان‬
‫ف قد حبِط عمله﴾ وال ت رِجع إِلي ِه حسناته ال ِِت خ ِسرها‬
‫ب عد رج ِ‬
‫وع ِه إِل ا ِإلس ِ‬
‫الم وأما ذنوبه ال ِِت ع ِملها أث ناء‬
‫ال ِرد ِة وق بل ذلِك فال َتحى عنه بِرج ِ‬
‫وع ِه إِل ا ِإلس ِ‬
‫الم‬ ‫ِّ‬
‫إَِّنا ال ِذى ي غفر له بِذلِك هو الكفر ف قط وأما الكافِر‬
‫‪77‬‬
‫الصلِ ُّى وهو ال ِذى ولِد بي أب وي ِن كافِري ِن وب لغ على‬
‫يث مسلِ ٍم ا ِإلسالم‬ ‫الكف ِر فِإن ذنوبه َتحى ِبِِس ِ‬
‫الم ِه ِْل ِد ِ‬
‫ي ه ِدم ما ق ب له أى ميحو ما كان ق ب له ِمن السيِئ ِ‬
‫ات‬ ‫ِّ‬
‫الكف ِر وما ِسواه‪.‬‬
‫ان على أن الكافِر المرتد ال‬ ‫(‪ )83‬ما الدلِيل ِمن القرء ِ‬
‫الم بِقو ِل أست غ ِفر اَّلل‪.‬‬
‫ي رِجع إِل ا ِإلس ِ‬
‫الم ُث قال أست غ ِفر اَّلل ق بل أن‬ ‫م ِن ارتد ع ِن ا ِإلس ِ‬
‫الم بل ي زداد إِْثًا‬‫ي ال ي رِجع إِل ا ِإلس ِ‬ ‫ي ن ِطق ِِبلشهادت ِ‬
‫اَّلل ت عال ﴿إِن ال ِذين كفروا‬ ‫وكفرا لِتك ِذيبِ ِه ق ول ِ‬
‫ً‬
‫وظلموا َل يك ِن اَّلل لِي غ ِفر ْلم وال لِي ه ِدي هم ط ِري ًقا إِال‬
‫ط ِريق جهنم خالِ ِدين فِيها أب ًدا﴾‪.‬‬
‫يث على أن الكافِر ال َيوز‬ ‫(‪ )84‬ما الدلِيل ِمن اْل ِد ِ‬
‫له أن ي قول أست غ ِفر اَّلل وهو على كف ِرِه‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫يرِ‬
‫ضى اَّلل‬ ‫روى ابن ِحبان عن ِعمران ب ِن اْلص ِ‬
‫اَّلل رج ٌل (أى ِمن المش ِركِي)‬ ‫عنه أنه قال أتى رسول ِ‬
‫ب خريٌ لِقوِم ِه ِمنك‬ ‫ف قال َي ُممد ج ُّدك عبد المطلِ ِ‬
‫كان يط ِعمهم الكبِد والسنام (أى سنام ا ِإلبِ ِل أى أعلى‬
‫ب) وأنت ت نحرهم‬ ‫اخ ٌر ِعند العر ِ‬
‫ظه ِرها وهو طعام ف ِ‬
‫ٌ‬
‫اَّلل ﷺ ما شاء‬ ‫اد) ف قال رسول ِ‬ ‫(أى ت قت لهم ِِف اْلِه ِ‬
‫اَّلل (له أن ي قول ِمن الك ِ‬
‫الم ِِف الرِِّد علي ِه) ف لما أراد‬
‫أن ي نص ِرف قال ما أقول (أى علِِّم َِن شي ئًا أقوله) قال‬
‫ق ِل اللهم قِ َِن شر ن ف ِسى واع ِزم ِل على أرش ِد أم ِرى‬
‫(أ ِى احفظ َِن ِمن ش ِِّر ن ف ِسى ودل َِن على ما فِ ِيه خ ِريى‬
‫الحى) فانطلق الرجل وَل يكن أسلم ُث عاد ب عد‬ ‫وص ِ‬
‫ول ِ‬
‫اَّلل ﷺ إِِِِّن أت ي تك ف قلت علِِّم َِن‬ ‫مد ٍة وقال لِرس ِ‬
‫ف قلت ق ِل اللهم قِ َِن شر ن ف ِسى واع ِزم ِل على أرش ِد‬

‫‪79‬‬
‫أم ِرى فما أقول اآلن ِحي أسلمت قال ق ِل اللهم قِ َِن‬
‫شر ن ف ِسى واع ِزم ِل على أرش ِد أم ِرى اللهم اغ ِفر ِل‬
‫ما أسررت وما أعلنت وما عمدت وما أخطأت وما‬
‫ج ِهلت‪ .‬ف ي فهم ِمن ذلِك أن الكافِر ال َيوز له أن‬
‫ي قول أست غ ِفر اَّلل وهو على كف ِرِه بِدلِ ِ‬
‫يل أن الرسول‬
‫ﷺ ما علمه ِاالستِغفار اللف ِظى إِال ب عد أن أسلم‪.‬‬
‫(‪ )85‬اذكر ب عض الحك ِام ال ِِت ت ت علق ِِبل ِِّرد ِة‪.‬‬
‫الم بطل صومه وت ي ُّممه وَيرم‬ ‫م ِن ارتد ع ِن ا ِإلس ِ‬
‫أكل ذبِيحتِ ِه وال ي ِرث من مات ِمن أقا ِربِ ِه المسلِ ِمي‬
‫وال َتوز الصالة علي ِه إذا مات وال َيوز دف نه ِِف مقابِ ِر‬
‫المسلِ ِمي وال ي ِرثه ق ِريبه ب عد موتِِه وال َيوز الْت ُّحم‬
‫علي ِه أ ِو ِاالستِغفار له‪.‬‬
‫(‪ )86‬ما حكم نِك ِ‬
‫اح م ِن ارتد ع ِن ا ِإلس ِ‬
‫الم‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫ول ِِبلزوج ِة بطل‬
‫الدخ ِ‬ ‫م ِن ارتد ع ِن ا ِإلس ِ‬
‫الم ق بل ُّ‬
‫الم إِال بِنِك ٍ‬
‫اح‬ ‫نِكاحه وال َِت ُّل له ولو عاد إِل ا ِإلس ِ‬
‫يد وكذا ي بطل نِكاحه إِ ِن ارتد ع ِن ا ِإلس ِ‬
‫الم ب عد‬ ‫ج ِد ٍ‬
‫الم ِِف مد ِة ال ِعد ِة‪،‬‬
‫ول ِِبلزوج ِة وَل ي عد إِل ا ِإلس ِ‬‫الدخ ِ‬
‫ُّ‬
‫الم ق بل انتِه ِاء ال ِعد ِة فال َيتاج إِل‬‫فِإن عاد إِل ا ِإلس ِ‬
‫يد العق ِد ِعند الشافِ ِع ِِّى‪ .‬ومدة ال ِعد ِة ثالثة أطها ٍر‬
‫َت ِد ِ‬
‫لِمن َِتيض وثالثة أشه ٍر قم ِري ٍة لِمن ال َِتيض أما‬
‫اْل ِامل ف ِعدْتا ت ن ت ِهى بِوض ِع اْلم ِل‪ .‬فِإن جامع المسلِم‬
‫امرأته المرتدة وهو ال ي علم بِ ِرد ِْتا فال إُِث علي ِه وي نسب‬
‫الولد المن ع ِقد ِمن هذا اْلِم ِاع إِلي ِه وإِلي ها أما إِن كان‬
‫المرت ُّد هو الزوج وجامع امرأته المسلِمة ِمن غ ِري أن‬
‫ت ع ِرف بِ ِردتِِه فال إُِث علي ها وال ي نسب الولد إِلي ِه إَِّنا‬
‫ي نسب إِلي ها‪ .‬أما الكفار الصلِيُّون فِإن نِكاحهم فِيما‬

‫‪81‬‬
‫اح ي ث بت بِ ِه نسب الول ِد ف ي قال مث ًال عمر‬ ‫ٌ‬ ‫ك‬‫ب ي ن هم نِ‬
‫اح‬‫اب ف ي نسب إِل أبِ ِيه مع أنه ولِد ِمن نِك ِ‬ ‫بن اْلط ِ‬
‫ص ُّح عقد نِك ِ‬
‫اح ِه على مسلِم ٍة‬ ‫اهلِي ِة‪ .‬والمرت ُّد ال ي ِ‬
‫اْل ِ‬
‫وال غ ِريها‪.‬‬
‫(‪ )87‬ما حكم أن ي ِعيش المرت ُّد مع امرأ ٍة بِصورِة‬
‫ال ِِّزو ِ‬
‫اج‪.‬‬
‫ي‬‫ال َيوز ْلما ِاالستِمرار ِِف المعاشرِة كالزوج ِ‬
‫ي ب عد كف ِرِه عالقةٌ غري شر ِعي ٍة‬
‫ِلن العالقة بي الزوج ِ‬
‫ف ِجماعه ْلا ِز ًِن وال ف رق ِِف هذا اْلك ِم بي أن يكفر‬
‫الزوج أ ِو الزوجة‪.‬‬
‫(‪ )88‬ما ِهى أب واب الكف ِر‪.‬‬
‫اب إِما تشبِيهٌ ِ ِ‬
‫َّلل ِِبل ِق ِه أو‬ ‫الكفر ثالثة أب و ٍ‬
‫تك ِذيب لِشر ِع ِه أو ت ع ِطيل أى ن فى وج ِ‬
‫ود ِه‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫‪82‬‬
‫(‪ )89‬أع ِط ب عض المثِل ِة عن كف ِر التشبِ ِيه‪.‬‬
‫وث أ ِى‬ ‫صف اَّلل ِِبْلد ِ‬ ‫كفر التشبِ ِيه هو كمن ي ِ‬
‫صفاتِِه الثابِت ِة له أو َي ِِّوز‬‫ود ب عد عدٍم لِذاتِِه أو لِ ِ‬
‫الوج ِ‬
‫ات اْلِس ِم كاْلرك ِة‬ ‫صف ِ‬ ‫صفه بِ ِ‬ ‫الفناء علي ِه أو ي ِ‬
‫ون واللو ِن والشك ِل والك ِمي ِة أى ِمقدا ِر اْلج ِم‬ ‫السك ِ‬
‫و ُّ‬
‫فمن شبه اَّلل ِِبل ِق ِه كأ ِن اعت قد أن اَّلل ِجسم ق ِ‬
‫اع ٌد‬ ‫ٌ‬
‫ب لِ ال إِله إِال اَّلل مع ًَن‬
‫ٌ‬
‫ش ف هو كافِر مك ِِّ‬
‫ذ‬ ‫ٌ‬ ‫ف وق العر ِ‬
‫وهية إِل هذا اْلِس ِم‬ ‫ولو قاْلا لفظًا ِلنه نسب الل ِ‬
‫وهي ِة ِ‬
‫اَّلل‬ ‫ال ِذى تصوره وهو ليس اَّلل فال يكون أق ر ِِبل ِ‬
‫وال عبده بل عبد شي ئًا َّتي له وت وْهه‪ .‬أما ما ورد ِِف‬
‫ب اْلمال ف ليس معناه‬ ‫يل َِي ُّ‬ ‫يث مسلِم إِن اَّلل ِ‬
‫ُج‬ ‫ح ِد ِ‬
‫ٌ‬
‫صفاته‬ ‫ات أى ِ‬‫الصف ِ‬‫ُجيل ِِّ‬ ‫ُجيل الشك ِل إَِّنا معناه ِ‬‫ِ‬
‫ك ِاملةٌ أو ُم ِسن أى من ِعم على ِعب ِ‬
‫اد ِه‪ .‬ومعَن َِي ُّ‬
‫ب‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫‪83‬‬
‫ال حس ٍن أى‬ ‫ب ِمن عب ِد ِه أن يكون على ح ٍ‬ ‫اْلمال َِي ُّ‬
‫لصف ِ‬
‫ات ال ِِت‬ ‫ص ًفا ِِب ِِّ‬ ‫أن يكون ن ِظي ًفا ِمن الرذ ِ‬
‫االت مت ِ‬
‫ي ن ب ِغى أن ي تخلق ِِبا المؤِمن كالت قوى وحس ِن اْلل ِق‬
‫ب ُجال الشك ِل ِلن ُجال الشك ِل‬ ‫وليس معناه َِي ُّ‬
‫ب‬‫صف بِ ِه المؤِمن والكافِر واَّلل ت عال ال َِي ُّ‬ ‫يت ِ‬
‫ب الكافِ ِرين﴾‪.‬‬‫الكافِ ِرين قال ت عال ﴿فِإن اَّلل ال َِي ُّ‬
‫يب‪.‬‬‫(‪ )90‬أع ِط ب عض المثِل ِة عن كف ِر التك ِذ ِ‬
‫اد ف ن ِاء اْلن ِة والنا ِر أو‬
‫يب هو كاعتِق ِ‬ ‫كفر التك ِذ ِ‬
‫إِحداْها فِإنه تك ِذيب لِقو ِل ِ‬
‫اَّلل ت عال ِِف سورِة البيِِّن ِة‬ ‫ٌ‬
‫اب ﴿خالِ ِدين فِيها أب ًدا﴾ وق ولِ ِه ﷺ إِنه ي ؤتى‬ ‫والحز ِ‬
‫ش أملح (أى يصور الموت ِِبي ئ ِة‬ ‫ت كهي ئ ِة كب ٍ‬
‫ِِبلمو ِ‬
‫اد َي أهل اْلن ِة خلو ٌد‬ ‫ادى من ٍ‬‫ش أملح) ف يذبح ُث ي ن ِ‬ ‫كب ٍ‬
‫ى‪.‬‬ ‫فال موت وَي أهل النا ِر خلو ٌد فال موت رواه البخا ِر ُّ‬
‫‪84‬‬
‫ات غري ِح ِسي ٍة‬‫ٌ‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫ن‬‫اْل‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫اد‬‫ق‬‫ِ‬‫ت‬‫اع‬ ‫ِ‬
‫يب‬ ‫ِ‬
‫ذ‬ ‫ك‬ ‫الت‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬‫و‬
‫االم غري ِح ِسي ٍة وهو كف ٌر ِِب ِإلُج ِاع ِلنه‬‫أو أن النار ء ٌ‬
‫اَّلل ت عال ﴿كلوا واشربوا هنِيئًا ِِبا‬ ‫تك ِذيب لِقو ِل ِ‬
‫ٌ‬
‫ضجت‬ ‫أسلفتم ِِف الَيِم اْلالِي ِة﴾ وق ولِ ِه ت عال ﴿كلما ن ِ‬
‫ودا غريها لِيذوقوا العذاب﴾‪ ،‬أو‬ ‫جلودهم بدلناهم جل ً‬
‫يب لِقولِ ِه‬‫ٌ‬
‫اح معا فِإنه تك ِ‬
‫ذ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫و‬‫ر‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ث الجس ِ‬
‫اد‬ ‫ِ‬ ‫إِنكار ب ع‬
‫وب‬‫ت عال ﴿كما بدأَن أول خل ٍق نُّ ِعيده﴾‪ ،‬أو إِنكار وج ِ‬
‫يب لِقولِ ِه ت عال ﴿إِن‬ ‫ٌ‬
‫الة المفروض ِة فِإنه تك ِ‬
‫ذ‬ ‫الص ِ‬
‫وَت﴾ وق ولِ ِه ﷺ‬ ‫ً‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫اِب‬
‫ً‬ ‫ت‬‫ِ‬
‫ك‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ِ‬
‫م‬‫الصالة كانت على المؤ‬
‫اد رواه ا ِإلمام‬ ‫ات كت ب هن اَّلل على ال ِعب ِ‬ ‫ِخس صلو ٍ‬
‫يب‬ ‫ذ‬‫الصي ِام ِِف رمضان فِإنه تك ِ‬
‫وب ِِّ‬ ‫ِ‬ ‫ج‬‫و‬ ‫ار‬‫ك‬ ‫ن‬‫ِ‬‫أِحد‪ ،‬أو إ‬
‫ٌ‬
‫الصيام‬‫لِقولِ ِه ت عال ﴿َي أيُّها ال ِذين ءامنوا كتِب عليكم ِِّ‬
‫كما كتِب على ال ِذين ِمن ق بلِكم لعلكم ت ت قون﴾‪ ،‬أو‬

‫‪85‬‬
‫يب لِقولِ ِه ت عال ﴿وأقِيموا‬‫ٌ‬
‫وب الزك ِاة فِإنه تك ِ‬
‫ذ‬ ‫ِ‬ ‫ج‬‫و‬ ‫ار‬‫ك‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫إ‬
‫الق على‬ ‫الصالة وءاتوا الزكاة﴾‪ ،‬أ ِو اعتِقاد َت ِر َِي الط ِ‬
‫ب إِذا‬ ‫ِ‬‫الن‬ ‫ا‬‫ه‬ ‫ي‬
‫ُّ‬ ‫أ‬ ‫﴿َي‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫الق فِإنه تك ِذيب لِقولِ‬
‫ِ‬ ‫ا ِإلط‬
‫ُّ‬ ‫ٌ‬
‫طلقتم النِِّساء فطلِِّقوهن لِ ِعدْتِِن﴾ أو َت ِرَي الط ِ‬
‫الق‬
‫يب‬ ‫ب اْلم ِر فِإنه تك ِ‬
‫ذ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫يل‬‫بِغ ِري ِرضى المرأ ِة أو َتلِ‬
‫ٌ‬
‫لِقولِ ِه ت عال ﴿إَِّنا ي ِريد الشيطان أن يوقِع ب ي نكم‬
‫العداوة والب غضاء ِِف اْلم ِر والمي ِس ِر ويصدكم عن‬
‫الة ف هل أن تم ُّمن ت هون﴾ وق ولِ ِه ﷺ‬ ‫ِذك ِر ِ‬
‫اَّلل وع ِن الص ِ‬
‫صرها وِبئِعها‬ ‫اصرها ومعت ِ‬ ‫إِن اَّلل لعن اْلمرة وع ِ‬
‫ومب تاعها وشا ِرِبا وءاكِل ْثنِها وح ِاملها والمحمولة إِلي ِه‬
‫وساقِي ها ومست ِقي ها رواه ا ِإلمام أِحد‪.‬‬
‫يل‪.‬‬ ‫(‪ )91‬ما هو كفر الت ع ِط ِ‬

‫‪86‬‬
‫اَّلل وهو أش ُّد أن و ِاع‬‫ود ِ‬ ‫الت ع ِطيل هو ن فى وج ِ‬
‫الق‪ .‬وِمن أش ِِّد أن و ِاع الكف ِر كفر‬ ‫الكف ِر على ا ِإلط ِ‬
‫الوحد ِة المطلق ِة وهو اعتِقاد أن اَّلل هو العاَل وأن‬
‫ول وهو اعتِقاد‬ ‫أف راد الع ِاَل أجزاءٌ ِمنه ت عال وكفر اْلل ِ‬
‫اذلِي ِة اليشر ِطي ِة أن اَّلل‬ ‫أن اَّلل َي ُّل ِِف غ ِريِه كاعتِق ِ‬
‫اد الش ِ‬
‫دِ‬
‫اخ ٌل ِِف ك ِِّل شخ ٍ‬
‫ص ذك ٍر أو أن ثى‪.‬‬
‫(‪ )92‬ما حكم من يشبِِّه اَّلل ت عال ِِبل ِق ِه وما السبِيل‬
‫إِل صر ِ‬
‫ف التشبِ ِيه‪.‬‬
‫حكم من يشبِِّه اَّلل ِِبل ِق ِه التك ِفري قط ًعا ِلنه َل‬
‫ي ع ِر ِ‬
‫ف اَّلل وَل ي عبده إَِّنا ي عبد شي ئًا َّتي له وت وْهه ومن‬
‫ف‬‫اَّلل ال يكون مسلِما‪ .‬والسبِيل إِل صر ِ‬ ‫عبد غري ِ‬
‫ً‬
‫اط ِر التشبِ ِيه والمحافظ ِة على‬ ‫التشبِ ِيه أى طرِد خو ِ‬
‫الت ن ِز ِيه اتِِّباع ه ِذ ِه الق ِ‬
‫اعد ِة مهما تصورت بِبالِك فاَّلل‬
‫‪87‬‬
‫الف ذلِك أى ال يشبِه ذلِك ِلن ما ي تصوره ا ِإلنسان‬ ‫ِِِب ِ‬
‫اعدة َمم ٌع علي ها‬ ‫ال واَّلل من زهٌ عنه وه ِذ ِه الق ِ‬
‫بِبالِ ِه خي ٌ‬
‫ِعند أه ِل اْل ِِّق ذكرها ا ِإلمام ذو الن ِ‬
‫ُّون ال ِمص ِر ُّ‬
‫ى وا ِإلمام‬
‫ضى اَّلل عن هما و ِهى مأخوذةٌ ِمن ق ولِ ِه‬ ‫أِحد بن حن ب ٍل ر ِ‬
‫ت عال ﴿ليس ك ِمثلِ ِه شىءٌ﴾‪.‬‬
‫اس ِِف الن ه ِى ع ِن الت ف ُّك ِر ِِف‬
‫(‪ )93‬اذكر ق ول اب ِن عب ٍ‬
‫ات ِ‬
‫اَّلل‪.‬‬ ‫ذ ِ‬

‫ات ع ِن اب ِن‬ ‫الصف ِ‬ ‫روى الب ي ه ِق ُّى ِِف الَس ِاء و ِِّ‬
‫يح أنه قال ت فكروا‬ ‫اد ص ِح ٍ‬ ‫ضى اَّلل عن هما ِبِِسن ٍ‬
‫اس ر ِ‬‫عب ٍ‬
‫اَّلل‪ ،‬أى أ ِمرَن ِِبلت ف ُّك ِر‬
‫ات ِ‬ ‫ِِف ك ِل شى ٍء وال ت فكروا ِِف ذ ِ‬
‫ِّ‬
‫يل على وج ِ‬
‫ود‬ ‫ول إِل مع ِرف ِة الدلِ ِ‬ ‫ات ِ‬
‫اَّلل لِلوص ِ‬ ‫ِِف َملوق ِ‬
‫اَّلل وقدرتِِه وأنه ال يشبِه شي ئًا وَّنِينا ع ِن الت ف ُّك ِر ِِف‬ ‫ِ‬
‫ول إِل ح ِقيقتِ ِه أى َّنِينا عن إِعم ِ‬
‫ال‬ ‫ات ِ‬
‫اَّلل لِلوص ِ‬ ‫ذ ِ‬

‫‪88‬‬
‫ات ِ‬
‫اَّلل ي ِ‬
‫وصل إِل‬ ‫ال ِفك ِر لِتخيُّلِ ِه ِلن الت ف ُّكر ِِف ذ ِ‬
‫تشبِ ِيه ِ‬
‫اَّلل ِِبل ِق ِه‪.‬‬
‫(‪ )94‬اذكر ق ول سيِِّ ِدَن أَِب بك ٍر ِِف الن ه ِى ع ِن الت ف ُّك ِر‬
‫ات ِ‬
‫اَّلل‪.‬‬ ‫ِِف ذ ِ‬
‫قال سيِدَن أبو بك ٍر ر ِ‬
‫ضى اَّلل عنه‬ ‫ِّ‬
‫اك إِدراك‬ ‫العجز عن در ِك ا ِإلدر ِ‬
‫والبحث عن ذاتِِه كف ٌر وإِشراك‬
‫أى أن ا ِإلنسان إِذا اعت قد أن اَّلل موجو ٌد ال‬
‫س واعْتف‬ ‫ات وأنه ال مي ِكن تص ِويره ِِف الن ف ِ‬ ‫كالموجود ِ‬
‫ِِبلعج ِز عن إِدراكِ ِه أى عن مع ِرف ِة ح ِقيقتِ ِه ف لم ي بحث‬
‫ول إِل ح ِقيقتِ ِه فِإنه عرف اَّلل وأدرك‬ ‫عن ذاتِِه لِلوص ِ‬
‫ان بِ ِه وسلِم ِمن التشبِ ِيه أما ال ِذى ال يكت ِفى‬
‫ح ِقيقة ا ِإلمي ِ‬
‫ِِبذا العج ِز وي ِريد بِزع ِم ِه أن ي ع ِرف ح ِقيقته وي بحث‬
‫‪89‬‬
‫ان أو ككت ل ٍة نورانِي ٍة أو‬
‫عن ذاتِِه ف ي تصوره كا ِإلنس ِ‬
‫ش أو َنو ذلِك ف هو‬ ‫ي تصوره ِجس ًما مست ِِّق ًرا ف وق العر ِ‬
‫كافِر ِِب ِ‬
‫َّلل عز وجل‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫ى ال ي ع ِرف اَّلل على‬
‫ِّ‬ ‫ز‬ ‫ج‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫اب‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫(‪ )95‬ما معَن ق و‬
‫اْل ِقيق ِة إِال اَّلل‪.‬‬
‫يل ال ي ع ِرف اَّلل على‬ ‫ى ِِف التس ِه ِ‬‫قال ابن جز ِّ‬
‫اْل ِقيق ِة إِال اَّلل أى أن اَّلل ت عال وحده ع ِاَلٌ بِذاتِِه على‬
‫َّلل ف ِهى ليست على سبِ ِ‬
‫يل‬ ‫اْل ِقيق ِة وأما مع ِرف ت نا َنن ِِب ِ‬
‫ات كوج ِ‬
‫وب‬ ‫َّلل ِمن ِِّ‬
‫الصف ِ‬ ‫ا ِإلحاط ِة بل ِِبع ِرف ِة ما َِيب ِ ِ‬
‫ال ِقدِم له أى أنه ال بِداية لِوج ِ‬
‫ود ِه وت ن ِزي ِه ِه عما يست ِحيل‬
‫يك له ومع ِرف ِة ما َيوز ِِف ح ِِّق ِه‬
‫علي ِه كاستِحال ِة الش ِر ِ‬
‫ت عال كخل ِق شى ٍء وت ركِ ِه فاَّلل ت عال َيوز أن َيلق ما‬
‫يشاء ويْتك ما يشاء أى ال َيلقه‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫(‪ )96‬اذكر ق ول سيِ ِدَن أِحد ال ِرف ِ‬
‫اع ِى ِِف ت ن ِز ِيه ِ‬
‫اَّلل ع ِن‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫المك ِ‬
‫ان‪.‬‬
‫ضى اَّلل عنه غاية‬ ‫قال ا ِإلمام أِحد ال ِرف ِ‬
‫اع ُّى ر ِ‬
‫ِّ‬
‫ف وال‬ ‫ود ِه ت عال بِال كي ٍ‬ ‫المع ِرف ِة ِِب ِ‬
‫َّلل ا ِإليقان بِوج ِ‬
‫صل إِلي ِه العبد ِمن المع ِرف ِة ِِب ِ‬
‫َّلل‬ ‫ان‪ ،‬أى أقصى ما ي ِ‬ ‫مك ٍ‬
‫ف وال‬ ‫ود ِه ت عال بِال كي ٍ‬
‫ا ِإليقان أ ِى ِاالعتِقاد اْلا ِزم بِوج ِ‬
‫صف ِ‬
‫ات اْلل ِق‬ ‫ان وال ِجه ٍة أى مع ت ن ِز ِيه ِ‬
‫اَّلل عن ك ِل ِ‬ ‫مك ٍ‬
‫ِّ‬
‫ان وال ِجه ٍة‬
‫ف وال مك ٍ‬‫فمن أي قن ِِبن اَّلل موجو ٌد بِال كي ٍ‬
‫ف قد وصل إِل غاي ِة ما ي ب لغه ا ِإلنسان ِمن مع ِرف ِة ِ‬
‫اَّلل‬
‫عز وجل‪.‬‬
‫ال ِِف ت ن ِز ِيه ِ‬
‫اَّلل ت عال‪.‬‬ ‫(‪ )97‬اذكر كالم الغز ِ ِِّ‬
‫قال ا ِإلمام الغز ِال ِِف كِتابِ ِه إِحي ِاء عل ِ‬
‫وم ِِّ‬
‫الدي ِن‬ ‫ُّ‬
‫ود ِه أو ٌل وليس لِوج ِ‬
‫ود ِه‬ ‫إِنه (أ ِى اَّلل) أزِلٌّ ليس لِوج ِ‬
‫‪91‬‬
‫اخ ٌر وإِنه ليس ِِبوه ٍر ي تحي ز بل ي ت عال وي ت قدس عن‬‫ءِ‬
‫ف ِمن جو ِاهر‬
‫ث وإِنه ليس ِ ِِبس ٍم مؤل ٍ‬‫مناسب ِة اْلو ِاد ِ‬
‫ولو جاز أن ي عت قد أن صانِع الع ِاَل ِجس ٌم ْلاز أن ت عت قد‬
‫س والقم ِر أو لِشى ٍء ءاخر ِمن أقس ِام‬ ‫وهية لِلشم ِ‬‫الل ِ‬
‫الجس ِام فِإ ًذا ال يشبِه شي ئًا وال يشبِهه شىءٌ‪ .‬ق وله إِنه‬
‫ود ِه أو ٌل (أى َل يسبِق وجوده عد ٌم)‬ ‫أزِلٌّ ليس لِوج ِ‬
‫اخ ٌر (أى ال يطرأ علي ِه العدم) وإِنه‬ ‫ود ِه ء ِ‬
‫وليس لِوج ِ‬
‫ان أو ِجه ٍة واْلوهر‬ ‫(ِف مك ٍ‬ ‫ليس ِِبوه ٍر (ف رٍد) ي تحي ز ِ‬
‫الفرد هو اْلزء ال ِذى ال ي تجزأ ِمن ت ن ِ‬
‫اه ِيه ِِف ال ِقل ِة) بل‬
‫ث (أى ي ت ن زه ربُّنا‬ ‫ي ت عال وي ت قدس عن مناسب ِة اْلو ِاد ِ‬
‫ف ِمن‬ ‫ات) وإِنه ليس ِ ِِبس ٍم مؤل ٍ‬ ‫عن مشاِب ِة المخلوق ِ‬
‫جو ِاهر (أى ليس ِجس ًما مؤل ًفا ِمن أجز ٍاء واْلِسم ما‬
‫ت ركب ِمن جوهري ِن فأكث ر) ولو جاز أن ي عت قد أن‬

‫‪92‬‬
‫وهية‬‫صانِع (أى خالِق) الع ِاَل ِجسم ْلاز أن ت عت قد الل ِ‬
‫ٌ‬
‫س والقم ِر أو لِشى ٍء ءاخر ِمن أقس ِام الجس ِام‬ ‫لِلشم ِ‬
‫(فاْلِسم يست ِحيل أن يكون إِْلًا ِلن له ح ًّدا أى حج ًما‬
‫اج إِل من جعله بِذلِك اْل ِِّد وال ِمقدا ِر‬ ‫ت‬‫ُم‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ا‬‫ار‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫وِ‬
‫م‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫والمحتاج إِل غ ِريِه ال يكون إِْلًا) فِإ ًذا (ربُّنا عز وجل)‬
‫(من خل ِق ِه) وال يشبِهه شىءٌ‪.‬‬ ‫ال يشبِه شي ئًا ِ‬

‫(‪ )98‬ما هو الكالم ال ِذى عابه العلماء‪.‬‬


‫الكالم ال ِذى عابه العلماء هو كالم المب ت ِدع ِة ِِف‬
‫ات البش ِر‬ ‫صف ِ‬ ‫صفون اَّلل بِ ِ‬‫اد كالمشبِه ِة ال ِذين ي ِ‬
‫ِاالعتِق ِ‬
‫ِّ‬
‫والمعت ِزل ِة القائِلِي ِِبن العبد َيلق أف عاله ِاالختِيا ِرية أى‬
‫ِج القائِلِي بِتك ِف ِري‬ ‫َي ِدث ها ِمن العدِم إِل الوج ِ‬
‫ود واْلوار ِ‬
‫ب الكبِريِة وسائِ ِر ال ِفر ِق ال ِِت شذت عما كان‬‫مرت ِك ِ‬
‫علي ِه الرسول وأصحابه وهذا ما عناه الشافِ ِع ُّى بِقولِ ِه‬
‫‪93‬‬
‫ال ِذى رواه عنه اْلافِظ أبو بك ِر بن المن ِذ ِر ِِف الوس ِط‬
‫الشرك خريٌ ِمن‬‫ب ما خال ِِّ‬ ‫لن ي لقى اَّلل العبد بِك ِِّل ذن ٍ‬
‫أن ي لقاه بِشى ٍء ِمن الهو ِاء‪ ،‬أ ِى العقائِ ِد ال ِِت مال إِلي ها‬
‫السن ِة ال ِذين افْتقوا إِل اث ن ت ِ‬
‫ي‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ه‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ون‬ ‫ف‬‫ِ‬‫المخال‬
‫وسب ِعي فِرقةً كما أخب الرسول بِذلِك ِِف ح ِد ٍ‬
‫يث‬
‫اد ِه إِل أَِب هري رة أنه‬ ‫ت رواه ابن ِحبان ِبِِسن ِ‬ ‫ص ِح ٍ‬
‫يح َثبِ ٍ‬
‫ت الي هود على إِحدى‬ ‫قال قال رسول ِ‬
‫اَّلل ﷺ افْتق ِ‬
‫ي وسب ِعي‬ ‫ت النصارى على اث ن ت ِ‬ ‫وسب ِعي فِرقةً وافْتق ِ‬
‫الث وسب ِعي فِرقةً كلُّهم ِِف‬
‫فِرقةً وست ف ِْتق أم ِِت إِل ث ٍ‬
‫احدةً و ِهى اْلماعة‪ ،‬أ ِى السواد العظم‬ ‫النا ِر إِال و ِ‬
‫ول الع ِقيد ِة‬
‫وهم ُجهور الم ِة ال ِذين َل َيرجوا ِِف أص ِ‬
‫عما كان علي ِه الرسول وأصحابه‪ .‬وأما ِعلم الك ِ‬
‫الم‬
‫يدي ِة‬ ‫السن ِة ِمن الش ِ‬
‫اعرِة والمات ِر ِ‬ ‫ال ِذى يشت ِغل بِ ِه أهل ُّ‬

‫‪94‬‬
‫ات‬ ‫الصف ِ‬‫َّلل ِمن ِِّ‬ ‫وهو ال ِعلم ال ِذى ي عرف بِ ِه ما َِيب ِ ِ‬
‫وما يست ِحيل ِِف ح ِِّق ِه وما َيوز علي ِه ف قد ع ِمل بِ ِه‬
‫ى‬ ‫العلماء ِمن ق ب ِل ا ِإلم ِام الشع ِر ِى وا ِإلم ِام المات ِر ِ‬
‫يد ِِّ‬ ‫ِّ‬
‫كأَِب حنِيفة فِإن له ِخس رسائِل ِِف ذلِك وصنف فِ ِيه‬
‫اس وكان ي ت ِقنه حِت إِنه قال‬ ‫ا ِإلمام الشافِ ِع ُّى كِتاب ال ِقي ِ‬
‫ب الشافِ ِع ِِّى أت قنا ذاك ق بل‬ ‫فِيما رواه الب ي ه ِق ُّى ِِف مناقِ ِ‬
‫وع ال ِفق ِه‪.‬‬
‫الم ق بل ف ر ِ‬‫هذا‪ ،‬أى أت قنا ِعلم الك ِ‬
‫س واله ِل ِمن النا ِر‪.‬‬
‫(‪ )100‬كيف تكون ِوقاية الن ف ِ‬
‫قال اَّلل ت عال ﴿َي أيُّها ال ِذين ءامنوا قوا‬
‫أن فسكم وأهلِيكم َن ًرا وقودها الناس واْلِجارة علي ها‬
‫مالئِكةٌ ِغال ٌ‬
‫ظ ِشدا ٌد ال ي عصون اَّلل ما أمرهم وي فعلون‬
‫ه ِذ ِه اآلي ِة عن سيِِّ ِدَن‬ ‫ما ي ؤمرون﴾ وجاء ِِف ت ف ِس ِري‬
‫ِِف المستدر ِك أن اَّلل‬ ‫ى رواه اْلاكِم‬ ‫علِ ٍى ِبِِسن ٍ‬
‫اد ق ِو ٍِّ‬
‫ِّ‬
‫‪95‬‬
‫ت عال َيمر المؤِمنِي أن ي قوا أن فسهم وأهلهم النار ال ِِت‬
‫الدينِي ِة وت علِ ِيم‬
‫وقودها الناس واْلِجارة بِت علُّ ِم الموِر ِِّ‬
‫ضى اَّلل عنه علِِّموا‬ ‫أهلِي ِهم ذلِك قال سيِدَن علِ ٌّى ر ِ‬
‫ِّ‬
‫أن فسكم وأهلِيكم اْلري أى أمور ِِّ‬
‫الدي ِن‪.‬‬
‫(‪ )101‬ما ِهى عاقِبة من أْهل ت علُّم ِعل ِم ِِّ‬
‫الدي ِن‪.‬‬
‫الدي ِن قد ي قع ِِف التشبِ ِيه‬ ‫من أْهل ت علُّم ِعل ِم ِِّ‬
‫اَّلل ِِبل ِق ِه ف يخلد ِِف َن ِر جهنم إِن مات علي ِه‬ ‫أى تشبِ ِيه ِ‬
‫ِلن من يشبِِّه اَّلل ت عال بِشى ٍء ِمن خل ِق ِه ف هو كافِ ٌر َل‬
‫صح ِعبادته ِلنه ي عبد شي ئًا َّتي له ِِف َميِِّلتِ ِه وت وْهه ِِف‬ ‫تِ‬
‫ص ُّح ال ِعبادة إِال ب عد‬ ‫ال ال ت ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ز‬ ‫غ‬‫ال‬ ‫ٍ‬
‫د‬ ‫ِ‬
‫ام‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫ام‬ ‫أوه‬
‫ف اَّلل بل يشبِِّهه ِِبل ِق ِه‬ ‫ود أى أن من َل ي ع ِر ِ‬ ‫مع ِرف ِة المعب ِ‬
‫ِِبلضوِء أو غ ِريِه أو ي عت ِقد أنه ساكِ ٌن ِِف السم ِاء أو أنه‬
‫ات‬ ‫صف ِ‬ ‫صف ٍة ِمن ِ‬ ‫صفه ِِب ِى ِ‬ ‫ش أو ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫س‬ ‫جالِ‬
‫ِّ‬ ‫ٌ‬
‫‪96‬‬
‫اَّلل ومن عبد غري‬ ‫ص ُّح ِعبادته ِلنه ي عبد غري ِ‬ ‫البش ِر ال ت ِ‬
‫ِ‬
‫اَّلل ال يكون مسلِ ًما‪.‬‬
‫يث عن بد ِء اْلل ِق‪.‬‬ ‫(‪ )102‬اذكر ما جاء ِِف اْل ِد ِ‬

‫اَّلل ﷺ كان اَّلل وَل يكن شىءٌ غريه‬ ‫قال رسول ِ‬


‫الذك ِر كل شى ٍء ُث‬ ‫وكان عرشه على الم ِاء وكتب ِِف ِِّ‬
‫ى‪ .‬سئِل الرسول‬ ‫ات والرض رواه البخا ِر ُّ‬ ‫خلق السمو ِ‬
‫ﷺ عن بد ِء اْلل ِق ف قال كان اَّلل وَل يكن شىءٌ غريه‬
‫س ِمن‬ ‫ٌ‬ ‫َن‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ل‬‫أى أن اَّلل أزِلٌّ وال أزِل ِسواه‪ .‬والسائِ‬
‫الدي ِن ف بي ْلم‬ ‫أه ِل اليم ِن رحلوا إِلي ِه لِي ت فقهوا ِِف ِِّ‬
‫اَّلل ﷺ أن اَّلل عز وجل موجو ٌد ال ابتِداء‬ ‫رسول ِ‬
‫ث َملو ٌق ُث أجاِبم عن‬
‫حاد ٌ‬ ‫لِوج ِ‬
‫ود ِه وأن كل ما ِسواه ِ‬
‫سؤاْلِِم ف قال وكان عرشه على الم ِاء أى و ِجد عرشه‬
‫على الم ِاء أى أن الماء خلِق ق بل العر ِ‬
‫ش وبِوج ِ‬
‫ود‬
‫‪97‬‬
‫اَّلل ﷺ‬ ‫الم ِاء و ِجد الزمان والمكان‪ُ .‬ث قال رسول ِ‬
‫الذك ِر كل شى ٍء أى أمر القلم أن يكتب على‬‫وكتب ِِف ِِّ‬
‫وظ ما كان وما يكون إِل ي وِم ال ِقيام ِة‬
‫اللو ِح المحف ِ‬
‫فجرى القلم بِقدرِة ِ‬
‫اَّلل ُث ب عد ذلِك ِِبم ِسي ألف سن ٍة‬
‫ات والرض أى خلقهما وما ب ي ن هما‬ ‫خلق اَّلل السمو ِ‬
‫ِِف ِست ِة أَيٍم كما قال ت عال ﴿ولقد خلقنا السمو ِ‬
‫ات‬
‫والرض وما ب ي ن هما ِِف ِست ِة أَيٍم وما مسنا ِمن لُّغ ٍ‬
‫وب﴾‬
‫ف سن ٍة قال ت عال‬‫وك ُّل ي وٍم ِمن ه ِذ ِه الَيِم قدر أل ِ‬
‫ف سن ٍة ِِِّما ت ع ُّدون﴾‪.‬‬ ‫﴿وإِن ي وما ِعند ربِِّك كأل ِ‬
‫ً‬
‫والسموات سب ٌع والرضون سب ٌع وك ُّل َس ٍاء من ف ِ‬
‫صلةٌ‬
‫صلةٌ ع ِن‬‫ض من ف ِ‬
‫اس ٍع وك ُّل أر ٍ‬‫ع ِن الخرى بِفر ٍاغ و ِ‬
‫ي‬‫اس ٍع‪ .‬خلق اَّلل الرض ِِف الي وم ِ‬ ‫الخرى بِفر ٍاغ و ِ‬
‫ات‬‫ي ُث خلق السمو ِ‬ ‫ي وْها ي وما الح ِد و ِاالث ن ِ‬ ‫الول ِ‬

‫‪98‬‬
‫ي التالِي ِ‬
‫ي وْها الثُّالَثء والربِعاء وخلق‬ ‫السبع ِِف الي وم ِ‬
‫ي ال ِخريي ِن وْها اْل ِميس واْلمعة مرافِق‬ ‫ِِف الي وم ِ‬
‫ض ِمن ِجب ٍ‬
‫ال وأَّنا ٍر و ِودَي ٍن وأشجا ٍر وما أشبه‬ ‫الر ِ‬
‫ذلِك وخلق ءادم علي ِه السالم ِِف عص ِر ي وِم اْلمعة‪ِ.‬‬

‫(‪ )103‬ما حكم من ي قول خلق اَّلل اْللق فمن خلق‬


‫اَّلل‪.‬‬
‫اعلم أن اَّلل أزِلٌّ أى ال بِداية لِوج ِ‬
‫ود ِه وأن كل‬
‫ث أى َملو ٌق قال اَّلل ت عال ﴿هو‬ ‫ما ِسواه ِ‬
‫حاد ٌ‬
‫الول﴾ أى هو وحده الول ال ِذى ال ابتِداء لِوج ِ‬
‫ود ِه‬
‫اَّلل ﷺ كان اَّلل وَل يكن شىءٌ غريه أى‬ ‫وقال رسول ِ‬
‫أن اَّلل أزِلٌّ وال أزِل ِسواه‪ .‬وحكم من ي قول خلق اَّلل‬
‫اْللق فمن خلق اَّلل التك ِفري قطعا ِلنه نسب إِل ِ‬
‫اَّلل‬ ‫ً‬
‫ث أ ِى‬‫ود وال ي قال ذلِك إِال ِِف اْلو ِاد ِ‬
‫العدم ق بل الوج ِ‬

‫‪99‬‬
‫اجا‬‫ت‬ ‫ُم‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫ق‬
‫ً‬ ‫و‬ ‫ل‬‫َم‬ ‫ان‬‫ك‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ال‬‫ع‬ ‫ت‬ ‫اَّلل‬‫ف‬ ‫المخلوق ِ‬
‫ات‬
‫ً‬
‫والمحتاج ال يكون إِْلًا‪ .‬أما من خطر له هذا ُّ‬
‫السؤال‬
‫ون إِراد ٍة ف ِعالجه كما دل علي ِه اْل ِديث‬‫ِِف ِبلِ ِه ِمن د ِ‬
‫اط ِر وأن ي قول ءامنت‬ ‫أن يص ِرف فِكره عن هذا اْل ِ‬
‫َّلل ورسلِ ِه أو ءامنت ِِب ِ‬
‫َّلل وبِرسلِ ِه فِإنه ي قطعه عنه‬ ‫ِِب ِ‬
‫ضى‬ ‫اَّلل ف قد روى مسلِم ِمن ح ِد ِ‬
‫يث أَِب هري رة ر ِ‬ ‫ِبِِذ ِن ِ‬
‫ٌ‬
‫اَّلل ﷺ ال ي زال الناس‬ ‫اَّلل عنه أنه قال قال رسول ِ‬
‫ي تساءلون حِت ي قال هذا خلق اَّلل اْللق فمن خلق‬
‫اَّلل فمن وجد ِمن ذلِك ف لي قل ءامنت ِِب ِ‬
‫َّلل ورسلِ ِه‪.‬‬
‫(‪ )104‬ما ِهى أقسام الموج ِ‬
‫ود‪.‬‬
‫ود ثالثةٌ الول أزِلٌّ أب ِد ٌّ‬
‫ى‬ ‫اعلم أن أقسام الموج ِ‬
‫ود ِه ف لم يسبِق‬ ‫وهو اَّلل ت عال ف قط أى ال بِداية لِوج ِ‬
‫ود ِه فال ي لحقه عد ٌم قال اَّلل‬‫وجوده عد ٌم وال َِّناية لِوج ِ‬

‫‪100‬‬
‫ل‬
‫ٌّ‬ ‫ِ‬‫ز‬ ‫أ‬ ‫اَل‬‫ع‬ ‫ال‬ ‫ول‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫أما‬ ‫‪.‬‬ ‫﴾‬ ‫ر‬ ‫ِ‬
‫اآلخ‬ ‫ت عال ﴿هو الول و‬
‫ِ ِِبن ِس ِه وأف ر ِاد ِه أو ِ ِِبن ِس ِه ف قط فحكمه التك ِفري ِلن‬
‫ل‬
‫ٌّ‬ ‫ِ‬‫ز‬‫أ‬ ‫ال‬ ‫ى‬
‫ٌّ‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ِ‬
‫اِن‬ ‫الث‬‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ج‬‫و‬ ‫ز‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّلل‬ ‫ال‬‫ِ‬‫إ‬ ‫ح‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫ص‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫ي‬‫ِ‬
‫الزل‬
‫أى أن له بِدايةً وال َِّناية له وهو اْلنة والنار ف هما‬
‫ان أى ْلما بِدايةٌ إِال أنه ال َِّناية ْلما أى أب ِدي ت ِ‬
‫ان‬ ‫َملوق ت ِ‬
‫اَّلل ب قاءْها ل ِكن ب قاؤْها‬ ‫فال يطرأ علي ِهما ف ناء لِم ِشيئ ِة ِ‬
‫ٌ‬
‫اَّلل ْلما أما ب قاء‬ ‫ان ِبِِب ق ِاء ِ‬
‫ليس ب قاء ذاتِيًّا بل ْها ِبقِي ت ِ‬
‫ً‬
‫اَّلل ف هو ب قاءٌ ذاتِ ٌّى أى ليس ِبِِب ق ِاء غ ِريِه له فال ش ِريك‬ ‫ِ‬
‫ى أى‬ ‫ٌّ‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ال‬‫و‬ ‫ل‬
‫ٌّ‬ ‫ِ‬‫ز‬‫أ‬ ‫ال‬ ‫ث‬ ‫ِ‬
‫ال‬‫الث‬‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اء‬‫ق‬ ‫ب‬‫ال‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ف‬‫ص‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِف‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّلل‬
‫الدن يا ِمن‬‫أن له بِدايةً وله َِّنايةً وهو ك ُّل ما ِِف ه ِذ ِه ُّ‬
‫ض فال بد ِمن ف نائِ ِهما وف ن ِاء ما‬ ‫ات السب ِع والر ِ‬ ‫السمو ِ‬
‫س و ِج ٍِّن ومالئِك ٍة ويد ُّل على ذلِك ق وله‬ ‫فِي ِهما ِمن إِن ٍ‬
‫ان﴾ أى أن كل من على وج ِه‬ ‫ت عال ﴿ك ُّل من علي ها ف ٍ‬

‫‪101‬‬
‫ض ي فَن وف ناء البش ِر واْلِ ِن هو ِِبفارق ِة أرو ِ‬
‫اح ِهم‬ ‫الر ِ‬
‫ِّ‬
‫ات ف هو ي فهم ِمن‬ ‫اد ِهم وأما ف ناء أه ِل السمو ِ‬ ‫ِلجس ِ‬
‫ق ولِ ِه ت عال ﴿وي ب قى وجه ربِِّك﴾ أى ذاته أى ي ب قى‬
‫اَّلل‪.‬‬
‫(‪ )105‬بِِّي أقسام اْلك ِم العقلِ ِِّى‪.‬‬
‫أقسام اْلك ِم العقلِ ِِّى ثالثةٌ أى أن العقل َيكم‬
‫على ك ِل أم ٍر ِمن الموِر ِِبك ٍم ِمن ثالث ٍة الوج ِ‬
‫وب‬ ‫ِّ‬
‫اجب العقلِ ُّى هو ما ال ي تصور‬ ‫و ِاالستِحال ِة واْلوا ِز فالو ِ‬
‫ِِف العق ِل عدمه أى ال ي قبل العقل عدمه وهو اَّلل‬
‫صفاته والمست ِحيل العقلِ ُّى هو ما ال ي تصور ِِف العق ِل‬ ‫وِ‬
‫يك ِ ِ‬
‫َّلل‬ ‫وجوده أى ال ي قبل العقل وجوده كوج ِ‬
‫ود ش ِر ٍ‬
‫واْلائِز العقلِ ُّى هو ما ي تصور ِِف العق ِل وجوده وعدمه‬
‫وهو ك ُّل ما ِسوى ِ‬
‫اَّلل‪.‬‬
‫‪102‬‬
‫(‪ )106‬ما معَن ق و ِل العلم ِاء قِدم ِ‬
‫اَّلل ليس زمانِيًّا‪.‬‬
‫معَن ق و ِل الفقه ِاء قِدم ِ‬
‫اَّلل ليس زمانِيًّا أن اَّلل‬
‫ت عال ال َي ِرى علي ِه زما ٌن أى ال بِداية لِوج ِ‬
‫ود ِه ِلن‬
‫ث فالزمان حدث مع وج ِ‬
‫ود أو ِل‬ ‫الزمان ح ِ‬
‫اد ٌ‬
‫ات وهو الماء واَّلل ت عال كان ق بل الزم ِ‬
‫ان‬ ‫المخلوق ِ‬
‫ات وق بل النُّوِر ف هو ت عال‬ ‫ان وق بل الظُّلم ِ‬ ‫وق بل المك ِ‬
‫س ِِبلي ِد كالر ِ‬
‫ض‬ ‫ُّ‬ ‫َي‬ ‫ى‬ ‫ِ‬
‫ذ‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫يف‬ ‫ِ‬
‫ث‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫اَل‬‫ع‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫يل‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ق‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫ليس‬
‫ان وليس ِمن قبِ ِ‬
‫يل‬ ‫ات وا ِإلنس ِ‬ ‫ب والن ب ِ‬ ‫واْلج ِر والكواكِ ِ‬
‫وح‬ ‫س ِِبلي ِد كالنُّوِر و ُّ‬
‫الر ِ‬ ‫يف ال ِذى ال َي ُّ‬ ‫الع ِاَل الل ِط ِ‬
‫ث أى‬ ‫واْلو ِاء واْلِ ِن والمالئِك ِة لِمخالفتِ ِه ت عال لِلحو ِاد ِ‬
‫ِّ‬
‫ات ِِب ِى وج ٍه ِمن الوج ِ‬
‫وه‪.‬‬ ‫عدِم مشاِبتِ ِه لِلمخلوق ِ‬
‫ِّ‬
‫يف ِِف ح ِِّق ِ‬
‫اَّلل‪.‬‬ ‫(‪ )107‬ما معَن الل ِط ِ‬

‫‪103‬‬
‫اَّلل الرِحيم بِ ِعب ِ‬
‫اد ِه أ ِو‬ ‫يف ِِف ح ِِّق ِ‬ ‫معَن الل ِط ِ‬
‫ال ِذى احتجب ع ِن الوه ِام فال تد ِركه أى ال ت ب لغه‬
‫ات ِ‬
‫اَّلل‬ ‫اد ولِذلِك َّنِينا ع ِن الت ف ُّك ِر ِِف ذ ِ‬‫تص ُّورات ال ِعب ِ‬
‫ال ال ِفك ِر لِتخيُّلِ ِه‬
‫ول إِل ح ِقيقتِ ِه أى َّنِينا عن إِعم ِ‬‫لِلوص ِ‬
‫ول إِل مع ِرف ِة‬ ‫ات ِ‬
‫اَّلل لِلوص ِ‬ ‫وأ ِمرَن ِِبلت ف ُّك ِر ِِف َملوق ِ‬
‫اَّلل وقدرتِِه وأنه ال يشبِه شي ئًا وأما‬ ‫ود ِ‬ ‫يل على وج ِ‬ ‫الدلِ ِ‬
‫الل ِلنه تشبِيهٌ ِ ِ‬
‫َّلل‬ ‫اَّلل بِشك ٍل فكف ٌر وض ٌ‬ ‫ات ِ‬ ‫تص ُّور ذ ِ‬
‫ِِبل ِق ِه‪.‬‬
‫(‪ )108‬اذك ِر الدلِيل العقلِى على أن اَّلل ال مثِيل له ِِف‬
‫خل ِق ِه‪.‬‬
‫اعلم أن اَّلل ت عال ال مثِيل وال شبِيه له ِِف ذاتِِه‬
‫ات ِمثل ذاتِِه‬‫ٌ‬ ‫ذ‬ ‫د‬ ‫وج‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫صفاتِِه وال ِِف فِعل‬
‫وال ِِف ِ‬
‫صفتِ ِه أو فِع ٌل ك ِفعلِ ِه ِلنه لو كان‬ ‫وليس لِغ ِريِه ِ‬
‫صفةٌ ك ِ‬

‫‪104‬‬
‫صف‬ ‫ِماثًِال لِمخلوقاتِِه بِوج ٍه ِمن الوج ِ‬
‫وه أى لو كان ي ت ِ‬
‫ون وَن ِو‬ ‫صف بِ ِه المخلوقات كاْلرك ِة و ُّ‬
‫السك ِ‬ ‫ِِبا ت ت ِ‬
‫ذلِك لكان ح ِ‬
‫اد ًَث أى َملوقًا وْلاز علي ِه ما َيوز علي ها‬
‫ِمن الفن ِاء والت غ ُِّري وَل يكن خالًِقا ْلا‪.‬‬
‫(‪ )109‬اذكر ق وًال لِ ِإلم ِام أَِب حنِيفة ِِف تك ِف ِري من قال‬
‫ات ِ‬
‫اَّلل‪.‬‬ ‫صف ِ‬‫وث ِ‬ ‫ِِبد ِ‬
‫ات الكم ِ‬
‫ال‬ ‫صف ِ‬‫ف بِ ِ‬‫صٌ‬ ‫اعلم أن اَّلل ت عال مت ِ‬
‫اَّلل كلُّها أزلِيةٌ أب ِديةٌ أى ال بِداية‬
‫صفات ِ‬ ‫الالئِق ِة بِ ِه و ِ‬
‫ضى اَّلل عنه ِِف‬‫وال َِّناية ْلا قال ا ِإلمام أبو حنِيفة ر ِ‬
‫ات ِ‬
‫اَّلل أو‬ ‫صف ِ‬‫وث ِ‬ ‫كِتابِ ِه ال ِفق ِه الك ِب من قال ِِبد ِ‬
‫شك أو ت وقف ف هو كافِ ٌر‪ ،‬معناه من قال إِن اَّلل‬
‫ات َل يكن مت ِ‬
‫ص ًفا ِِبا ِِف الزِل أو شك‬ ‫صف ٌ‬‫حدثت له ِ‬
‫فِيها كأن قال لعلها أزلِيةٌ ولعلها ح ِ‬
‫ادثةٌ أو ت وقف فِيها‬
‫‪105‬‬
‫ادثةٌ وال أقول إَِّنا أزلِيةٌ‬
‫كأن قال أَن ال أقول إَِّنا ح ِ‬
‫ف هو كافِ ٌر‪.‬‬
‫(‪ )110‬ما معَن ق و ِل ا ِإلم ِام الطحا ِو ِِّ‬
‫ى ومن وصف اَّلل‬
‫ِِبع ًَن ِمن مع ِاِن البش ِر ف قد كفر‪.‬‬
‫ى أِحد بن‬ ‫قال ا ِإلمام أبو جعف ٍر الطحا ِو ُّ‬
‫ى ِِف ع ِقيدتِِه ومن وصف اَّلل ِِبع ًَن ِمن‬ ‫سالمة ال ِمص ِر ُّ‬
‫صف ٍة ِمن‬ ‫مع ِاِن البش ِر ف قد كفر‪ ،‬معناه من وصفه ِِب ِى ِ‬
‫ِّ‬
‫ون والتحيُّ ِز ِِف‬ ‫السك ِ‬ ‫وس واْلرك ِة و ُّ‬ ‫ات البش ِر كاْلل ِ‬ ‫صف ِ‬‫ِ‬
‫ان واْلِه ِة ف هو كافِ ٌر‪.‬‬‫المك ِ‬

‫ان‪.‬‬ ‫(‪ )111‬تكلم عن ت ن ِز ِيه ِ‬


‫اَّلل ع ِن المك ِ‬

‫َن ع ِن العال ِمي أى‬


‫اعلم أن اَّلل ت عال غ ِ ٌّ‬
‫مست غ ٍن عن ك ِل ما ِسواه فال َيتاج ربُّنا إِل مك ٍ‬
‫ان‬ ‫ِّ‬
‫ي تحي ز فِ ِيه أو شى ٍء َي ُّل بِ ِه أو إِل ِجه ٍة ِلنه ليس‬
‫‪106‬‬
‫كشى ٍء ِمن الشي ِاء ليس ِجسما كثِي ًفا كا ِإلنس ِ‬
‫ان‬ ‫ً‬
‫واْلج ِر وال ِجس ًما ل ِطي ًفا كالنُّوِر واْلو ِاء‪ .‬والتحيُّ ز معناه‬
‫ات اْلِس ِم الكثِ ِ‬
‫يف‬ ‫صف ِ‬ ‫أخذ ِمقدا ٍر ِمن الفر ِاغ وهو ِمن ِ‬
‫يف فاْلِسم الكثِيف متحيٌِِّز ِِف ِجه ٍة‬ ‫واْلِس ِم الل ِط ِ‬
‫ان كما‬ ‫ان واْلِسم الل ِطيف متحيٌِز ِِف ِجه ٍة ومك ٍ‬ ‫ومك ٍ‬
‫ِّ‬
‫قال ت عال ﴿وهو ال ِذى خلق الليل والن هار والشمس‬
‫ك يسبحون﴾ فأث بت اَّلل ت عال لِك ٍِّل‬ ‫والقمر كلٌّ ِِف ف ل ٍ‬
‫ان‬ ‫ِمن الرب ع ِة اللي ِل والن ها ِر وْها ِجسم ِ‬
‫ان ل ِطيف ِ‬
‫ان التحيُّ ز ِِف‬ ‫ان كثِيف ِ‬
‫س والقم ِر وْها ِجسم ِ‬ ‫والشم ِ‬
‫ف ل ِك ِه وهو المدار ال ِذى َي ِرى فِ ِيه‪.‬‬
‫(‪ )112‬ما الدلِيل على أن اَّلل ال َيوز علي ِه التحيُّ ز ِِف‬
‫المك ِ‬
‫ان‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫ان هو أخذ ِمقدا ٍر ِمن الفر ِاغ‬ ‫التحيُّ ز ِِف المك ِ‬
‫فاَّلل ت عال ِِبا أنه ليس ِجس ًما كثِي ًفا وال ل ِطي ًفا ال َيوز‬
‫ِِف ح ِِّق ِه أن َيخذ قدرا ِمن الفر ِاغ‪ ،‬والتحيُّ ز ِِف المك ِ‬
‫ان‬ ‫ً‬
‫اَّلل ِلنه ي لزم ِمن التحيُّ ِز أن يكون له‬ ‫ن قص ِِف ح ِِّق ِ‬
‫ٌ‬
‫ح ٌّد أى حج ٌم وِمقد ٌار ولو كان ذا ح ٍِّد وِمقدا ٍر الحتاج‬
‫إِل من جعله بِذلِك اْل ِِّد وال ِمقدا ِر والمحتاج ال يكون‬
‫ى ِِف شر ِح‬ ‫إِْلا قال اْلافِظ الف ِقيه ُممد مرتضى الزبِ ِ‬
‫يد ُّ‬ ‫ً‬
‫الدي ِن من جعل اَّلل ت عال مقد ًرا ِِبِقدا ٍر‬ ‫وم ِِّ‬‫إِحي ِاء عل ِ‬
‫كفر‪ ،‬أى ِلنه جعله ذا ك ِمي ٍة وحج ٍم وك ُّل شى ٍء له‬
‫ِمقد ٌار ف هو َملو ٌق قال اَّلل ت عال ﴿وك ُّل شى ٍء ِعنده‬
‫ِِبِقدا ٍر﴾ أى أن اَّلل ت عال خلق كل شى ٍء على ِمقدا ٍر‬
‫ضى اَّلل عنه‬ ‫وص ِمن اْلج ِم وقال ا ِإلمام علِ ٌّى ر ِ‬‫َمص ٍ‬
‫من زعم أن إِْلنا ُمدو ٌد ف قد ج ِهل اْلالِق المعبود رواه‬

‫‪108‬‬
‫اْلافِظ أبو ن عي ٍم ِِف كِتابِ ِه ِحلية الولِي ِاء‪ .‬والمحدود‬
‫ريا‬ ‫يد ما له حجم ص ِغريا كان أو كبِ‬ ‫ِعند علم ِاء الت و ِح ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬
‫الم ِه أن اَّلل ت عال ليس له حج ٌم ِِبلمرِة ال‬ ‫ومعَن ك ِ‬
‫ط فِإذًا هو موجو ٌد بِال مك ٍ‬
‫ان‬ ‫ص ِغريٌ وال كبِريٌ وال وس ٌ‬
‫وال ِجه ٍة‪.‬‬
‫(‪ )113‬ما الدلِيل ِمن القرء ِ‬
‫ان على ت ن ِز ِيه ِ‬
‫اَّلل ع ِن اْلِه ِة‬
‫والمك ِ‬
‫ان‪.‬‬
‫ان واْليِِّ ِز واْلِه ِة‬ ‫يك ِفى ِِف ت ن ِز ِيه ِ‬
‫اَّلل ع ِن المك ِ‬
‫ق وله ت عال ﴿ليس ك ِمثلِ ِه شىءٌ﴾ ِلنه لو كان له مكا ٌن‬
‫ض وعم ٌق ومن كان‬ ‫ول وعر ٌ‬ ‫ال وأب عا ٌد ط ٌ‬ ‫لكان له أمث ٌ‬
‫اجا لِمن حده ِِبذا‬ ‫ً‬ ‫ت‬‫ُم‬ ‫ا‬‫ق‬
‫ً‬ ‫و‬‫ل‬ ‫َم‬ ‫ى‬ ‫أ‬ ‫َث‬
‫ً‬ ‫د‬ ‫ُم‬ ‫ان‬‫ك‬ ‫ك‬ ‫كذلِ‬
‫ض وِِبذا العم ِق‪.‬‬ ‫ول وِِبذا العر ِ‬ ‫الطُّ ِ‬

‫‪109‬‬
‫(‪ )114‬ما الدلِيل ِمن اْل ِد ِ‬
‫يث على ت ن ِز ِيه ِ‬
‫اَّلل ع ِن‬
‫المك ِ‬
‫ان‪.‬‬
‫ود والب ي ه ِق ُّى ِِب ِإلسن ِ‬
‫اد‬ ‫ى وابن اْلار ِ‬ ‫روى البخا ِر ُّ‬
‫اَّلل ﷺ قال كان اَّلل وَل يكن شى ٌء‬ ‫يح أن رسول ِ‬ ‫الص ِح ِ‬
‫ودا ِِف الزِل أى ِِف ما ال بِداية‬ ‫غريه أى كان اَّلل موج ً‬
‫ض وال َساءٌ‬ ‫له وَل يكن معه غريه ال ماءٌ وال هواءٌ وال أر ٌ‬
‫س وال ِج ٌّن وال مالئِكةٌ وال‬ ‫ن‬‫ش وال إِ‬ ‫ر‬‫ع‬ ‫ال‬‫و‬ ‫ى‬ ‫ِ‬
‫وال كر ٌّ‬
‫س‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ات ف هو ت عال موجو ٌد ق بل‬ ‫ٌ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫ج‬ ‫زما ٌن وال مكا ٌن وال‬
‫ان وهو ال ِذى خلق الماكِن واْلِه ِ‬
‫ات‬ ‫ان بِال مك ٍ‬‫المك ِ‬
‫فال َيتاج إِلي ها‪.‬‬
‫(‪ِِ )115‬ب استدل الش ِ‬
‫اعرة الشافِ ِعية ِِف ن ف ِى اْلِه ِة‬
‫ان ع ِن ِ‬
‫اَّلل ت عال‪.‬‬ ‫والمك ِ‬

‫‪110‬‬
‫اب الَس ِاء‬ ‫قال اْلافِظ الب ي ه ِق ُّى ِِف كِت ِ‬
‫اعرة‬‫ات استدل ب عض أصحابِنا أ ِى الش ِ‬ ‫الصف ِ‬ ‫و ِِّ‬
‫بﷺ‬ ‫ان عنه ت عال بِقو ِل النِ ِِّ‬ ‫الشافِ ِعية ِِف ن ف ِى المك ِ‬
‫اطن‬ ‫اهر ف ليس ف وقك شىء وأنت الب ِ‬ ‫اللهم أنت الظ ِ‬
‫ٌ‬
‫اهر أى ِمن حيث الدالئِل‬ ‫ف ليس دونك شىء‪ .‬والظ ِ‬
‫ٌ‬
‫ود ِ‬
‫اَّلل‪،‬‬ ‫العقلِية ِلنه ما ِمن شى ٍء إِال ويد ُّل على وج ِ‬
‫اطن أ ِى ال ِذى ال تد ِركه الوهام أى ال ت ب لغه‬ ‫والب ِ‬
‫اه ٌر ِِبَيتِِه ِب ِط ٌن بِذاتِِه‪.‬‬
‫اد فاَّلل ت عال ظ ِ‬ ‫تص ُّورات ال ِعب ِ‬
‫قال اْلافِظ الب ي ه ِق ُّى وإِذا َل يكن ف وقه شىءٌ وال دونه‬
‫ضا‬
‫ً‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ُّ‬
‫د‬ ‫الر‬ ‫ِ‬
‫يه‬‫ِ‬
‫ف‬ ‫يث‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫اْل‬ ‫ا‬ ‫ذ‬‫ه‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ان‬ ‫شىءٌ َل يكن ِِف مك‬
‫على القائِلِي ِِبْلِه ِة ِِف ح ِِّق ِه ت عال‪.‬‬
‫(‪ )116‬اذكر ق ول سيِ ِدَن علِ ٍى ر ِ‬
‫ضى اَّلل عنه ِِف ت ن ِز ِيه‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫اَّلل ع ِن المك ِ‬
‫ان‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫ضى اَّلل عنه كان اَّلل وال‬ ‫قال سيِدَن علِ ٌّى ر ِ‬
‫ِّ‬
‫مكان وهو اآلن على ما علي ِه كان رواه ا ِإلمام أبو‬
‫ى ِِف كِتابِ ِه الفرق بي ال ِفر ِق وذكر أن‬‫منصوٍر الب غد ِاد ُّ‬
‫السن ِة‪ .‬ف قوله كان اَّلل‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫اع‬
‫ِ‬ ‫ُج‬ ‫ِ‬‫إ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫ض‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ة‬‫ار‬‫ب‬‫ع‬‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫ذ‬ ‫ه‬
‫(أى ِِف الزِل) وال مكان وهو اآلن على ما علي ِه كان‬
‫(أى ب عد أن خلق المكان َل ي ت غري عما كان ف هو‬
‫موجو ٌد بِال مك ٍ‬
‫ان)‪.‬‬
‫(‪ )117‬كيف ي ر ُّد على المشبِِّه ِة القائِلِي ِِبن ن فى‬
‫ود ِ‬
‫اَّلل‪.‬‬ ‫ان ع ِن ِ‬
‫اَّلل ن فى لِوج ِ‬ ‫المك ِ‬
‫ٌ‬
‫اعلم أن ِاالعتِقاد الص ِحيح ال ي بَن على الوه ِم‬
‫ض ِيه العقل الص ِحيح السلِيم ال ِذى هو‬ ‫بل على ما ي قت ِ‬
‫صح ِة الشر ِع وهو أن‬ ‫اه ٌد لِلشر ِع أى يد ُّل على ِ‬ ‫شِ‬
‫اج إِل من حده بِذلِك اْل ِِّد أى أن كل‬
‫المحدود ُمت ٌ‬
‫‪112‬‬
‫اج إِل من جعله على هذا‬ ‫ما له حج ٌم ف هو َملو ٌق ُمت ٌ‬
‫اْلج ِم فال يكون إِْلًا ف ي ِجب اعتِقاد أن اَّلل ليس له‬
‫ح ٌّد واْل ُّد هو اْلجم ف لو جاز أن ي عت قد أن خالِق‬
‫س والقم ِر‪.‬‬‫وهية لِلشم ِ‬ ‫الع ِاَل حجم ْلاز أن ت عت قد الل ِ‬
‫ٌ‬
‫ان ِلنه‬‫ف ي ِجب اعتِقاد أن اَّلل ت عال موجو ٌد بِال مك ٍ‬
‫ات‬‫ليس حجما ميِل ف راغًا بل هو خالِق الماكِ ِن واْلِه ِ‬
‫ً‬
‫ان وال ِجه ٍة‪ .‬فكما صح‬ ‫ودا ق ب لها بِال مك ٍ‬‫وكان موج ً‬
‫ان وال ِجه ٍة ق بل خل ِق الماكِ ِن‬ ‫وجود ِ‬
‫اَّلل بِال مك ٍ‬
‫ات صح وجوده ب عد خل ِق الماكِ ِن واْلِه ِ‬
‫ات بِال‬ ‫واْلِه ِ‬
‫ان وال‬‫ان وال ِجه ٍة‪ .‬واعتِقاد أن اَّلل موجو ٌد بِال مك ٍ‬
‫مك ٍ‬
‫ت المشبِِّهة وِمن هم‬ ‫ود ِ‬
‫اَّلل كما زعم ِ‬ ‫ِجه ٍة ليس ن فيا لِوج ِ‬
‫ً‬
‫الدعاة إِل التج ِس ِيم ِِف هذا العص ِر أى‬‫الوهابِية وهم ُّ‬

‫‪113‬‬
‫اد أن اَّلل ِجسم ق ِ‬
‫اع ٌد ف وق‬ ‫يدعون الناس إِل اعتِق ِ‬
‫ٌ‬
‫ش وال ِعياذ ِِب ِ‬
‫َّلل‪.‬‬ ‫العر ِ‬
‫(‪ )118‬ما حكم من ي قول اَّلل ِِف ك ِل مك ٍ‬
‫ان‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫ان ِِبعَن أن‬‫اعلم أن من ي قول اَّلل ِِف ك ِل مك ٍ‬
‫ِّ‬
‫اَّلل من ت ِش ٌر ِِف الماكِ ِن ف هو كافِ ٌر أما من ي قول اَّلل ِِف‬
‫ان ويظ ُّن أَّنا ت ع َِن أن اَّلل ع ِاَلٌ بِك ِِّل شى ٍء فال‬
‫ك ِل مك ٍ‬
‫ِّ‬
‫الف ما إِذا قال اَّلل‬ ‫يكفر ل ِكن َِيب َّنيه عن ها ِِِب ِ‬
‫يح ِِف‬‫ِ‬
‫ر‬ ‫ص‬ ‫ظ‬
‫ٌ‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ل‬‫ان فِإنه يكفر ِ‬
‫موجو ٌد ِِف ك ِل مك ٍ‬
‫ٌ‬ ‫ِّ‬
‫ادرةً عن‬ ‫ان ِ ِ‬
‫َّلل‪ .‬وه ِذ ِه الكلِمة ليست ص ِ‬ ‫ات المك ِ‬ ‫إِث ب ِ‬
‫ون الثالث ِة الول بل ع ِن‬
‫ف أى أه ِل القر ِ‬ ‫علم ِاء السل ِ‬
‫ار ُث است عملها جهلة‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫المعت ِزل ِة واْله ِمي ِة وهؤ ِ‬
‫الء‬
‫ٌ‬
‫العو ِِّام ِمن المسلِ ِمي ِمن غ ِري ف ه ٍم لِمعناها‪.‬‬
‫الدع ِاء‪.‬‬
‫(‪ )119‬لِماذا ت رفع الي ِدى إِل السم ِاء ِِف ُّ‬
‫‪114‬‬
‫الدع ِاء لِلسم ِاء ِلَّنا قِب لة‬
‫ن رفع الي ِدى ِِف ُّ‬
‫ات أى ت ن ِزل علي نا‬ ‫ات والبك ِ‬ ‫الدع ِاء ومهبِط الرِح ِ‬
‫ُّ‬
‫البكة والرِحة ِمن ها وليس ِلن اَّلل يسكن السماء كما‬
‫أن نا نست قبِل الكعبة الش ِريفة ِِف الص ِ‬
‫الة ِلَّنا قِب لة‬
‫الص ِ‬
‫الة وليس ِلن اَّلل يسكن ها‪ .‬ويكفر من ي عت ِقد أن‬
‫ان أو ِجه ٍة أو ي عت ِقد أن اَّلل شى ٌء‬ ‫اَّلل ي تحي ز ِِف مك ٍ‬
‫كاْلو ِاء أو كالنُّوِر ميِل مك ًاَن أو غرفةً أو مس ِج ًدا‪.‬‬
‫اجد ب يوت ِ‬
‫اَّلل ِلَّنا أماكِن معدةٌ لِ ِذك ِر‬ ‫ونس ِمى المس ِ‬
‫ِّ‬
‫اَّلل و ِعبادتِِه ال ِلن اَّلل يسكن ها فا ِإلضافة إِضافة‬ ‫ِ‬
‫الدينِي ِة لِلكفا ِر ب يوت‬
‫يف‪ .‬وال َيوز تس ِمية المعابِ ِد ِِّ‬ ‫تش ِر ٍ‬
‫لشر ِك والكف ِر فال تكون معظمةً‬ ‫ِ‬
‫اَّلل ِلَّنا أماكِن بنِيت لِ ِِّ‬
‫ِعند ِ‬
‫اَّلل ت عال‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫(‪ )120‬كيف ي ر ُّد على من ي عت ِقد أن اَّلل متحيٌِِّز ِِف‬
‫الدع ِاء إِل‬
‫ِجه ِة العل ِو وي قول لِذلِك ت رفع الي ِدى ِعند ُّ‬
‫السم ِاء‪.‬‬
‫ول ﷺ أنه استسقى‬ ‫ي ر ُّد علي ِه ِِبا ث بت ع ِن الرس ِ‬
‫ض وظ ِ‬
‫اهرْها‬ ‫أى طلب المطر وجعل بطن كفي ِه إِل الر ِ‬
‫يح مسلِ ٍم وأنه ﷺ َّنى‬ ‫إِل السم ِاء كما ِِف ص ِح ِ‬
‫الة إِل السم ِاء رواه‬
‫المصلِِّى أن ي رفع رأسه ِِف الص ِ‬
‫الدا ِرِم ُّى ِِف سننِ ِه ف لو كان اَّلل متحيِِّ ًزا ِِف ِجه ِة العل ِو‬
‫كما تظ ُّن المشبِِّهة الوهابِية ما َّناَن عن رف ِع أبصا ِرَن‬
‫الة إِل السم ِاء‪ .‬وث بت أن الرسول ﷺ كان‬ ‫ِِف الص ِ‬
‫ات‬‫ي رفع إِصب عه المسبِحة ِعند ق و ِل إِال اَّلل ِِف الت ِحي ِ‬
‫ِّ‬
‫وَينِيها قلِ ًيال كما روى ذلِك ابن ِحبان ِِف ص ِح ِ‬
‫يح ِه‬
‫ف لو كان المر كما ت قول المشبِِّهة ما كان َينِيها بل‬

‫‪116‬‬
‫ت ح ِديثًا ِعند‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫َث‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫ل‬
‫ُّ‬ ‫ك‬‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اء‬‫كان ي رف عها إِل السم‬
‫المح ِِّدثِي فماذا ت فعل المشبِِّهة الوهابِية‪.‬‬
‫الدينِي ِة لِلكفا ِر‬
‫(‪ )121‬لِماذا ال َيوز تس ِمية المعابِ ِد ِِّ‬
‫ب يوت ِ‬
‫اَّلل‪.‬‬
‫الدينِي ِة لِلكفا ِر ب يوت‬ ‫ال َيوز تس ِمية المعابِ ِد ِِّ‬
‫لشر ِك والكف ِر فال تكون معظمةً‬ ‫ِ‬
‫اَّلل ِلَّنا أماكِن بنِيت لِ ِِّ‬
‫اجد ف ِهى ِمن شعائِ ِر ا ِإلس ِ‬
‫الم‬ ‫ِعند ِ‬
‫اَّلل أما المس ِ‬
‫اَّلل ِلَّنا أماكِن معدةٌ لِت ع ِظ ِيم ِ‬
‫اَّلل‬ ‫ونس ِميها ب يوت ِ‬
‫ِّ‬
‫و ِعبادتِِه ال ِلن اَّلل يسكن ها فا ِإلضافة هنا إِضافة‬
‫تش ِر ٍ‬
‫يف‪.‬‬
‫(‪ )122‬ما حكم من ي قول اَّلل يسكن ق لوب أولِيائِِه‪.‬‬
‫يكفر من ي قول اَّلل يسكن ق لوب أولِيائِِه إِن‬
‫ال ِِف ق لوِبِِم أما إِن قال ذلِك‬
‫كان ي عت ِقد أن اَّلل ح ٌّ‬
‫‪117‬‬
‫اَّلل يسكن ق لوب الولِي ِاء‬
‫ظنًّا ِمنه أنه ي ع َِن أن حب ِ‬
‫الم جهل ِة‬‫فال يكفر ل ِكن َِيب َّنيه عنه وهو ِمن ك ِ‬
‫المتص ِِّوف ِة‪.‬‬
‫(‪َِ )123‬ل خلق اَّلل العرش‪.‬‬
‫اعلم أن العرش ِجرٌم أى حج ٌم أعده اَّلل‬
‫ض‬ ‫لِيطوف بِ ِه المالئِكة كما يطوف المؤِمنون ِِف الر ِ‬
‫اَّلل حج ًما وِمساحةً‬ ‫ات ِ‬ ‫ِِبلكعب ِة وهو أكب َملوق ِ‬
‫ات السب ِع وهو سقف اْلن ِة‬ ‫ومكانه ف وق السمو ِ‬
‫ى إِذا‬ ‫صل عن ها ويد ُّل على ذلِك ح ِديث البخا ِر ِِّ‬ ‫من ف ِ‬
‫ٌ‬
‫سألتم اَّلل فسلوه ال ِفردوس فِإنه أوسط اْلن ِة وأعلى‬
‫ِح ِن‪ .‬خلقه اَّلل حِت يظ ِهر ِْلل ِق ِه‬ ‫اْلن ِة وف وقه عرش الر ٰ‬
‫ضى اَّلل عنه إِن‬ ‫أنه َت ُّم القدرِة كما قال سيِدَن علِ ٌّى ر ِ‬
‫ِّ‬
‫اَّلل ت عال خلق العرش إِظه ًارا لِقدرتِِه وَل ي ت ِخذه مك ًاَن‬
‫‪118‬‬
‫ى ِِف كِتابِ ِه الفرق‬‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫اد‬ ‫د‬ ‫غ‬ ‫ب‬‫ال‬ ‫ٍ‬
‫ر‬ ‫و‬ ‫ص‬ ‫ن‬‫م‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ام‬‫م‬ ‫ِ‬
‫إل‬ ‫ا‬ ‫اه‬‫و‬‫ر‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫ذ‬‫ِ‬‫ل‬
‫بي ال ِفر ِق‪ .‬فِإن قِيل كيف ت قولون خلقه إِظه ًارا لِقدرتِِه‬
‫وَنن ال ن راه ن قول المالئِكة اْلافُّون حوله ي رونه‬
‫ش ي زدادون‬ ‫والمالئِكة ِعندما ي نظرون إِل ِعظ ِم العر ِ‬
‫اَّلل‪ .‬والعرش َي ِمله أرب عةٌ ِمن أعظ ِم‬ ‫ال قدرِة ِ‬ ‫ِعلما بِكم ِ‬
‫ً‬
‫المالئِك ِة وي وم ال ِقيام ِة يكونون ْثانِيةً قال اَّلل ت عال‬
‫﴿وَي ِمل عرش ربِِّك ف وق هم ي ومئِ ٍذ ْثانِيةٌ﴾ وقد وصف‬
‫الرسول ﷺ أحد هؤ ِ‬
‫الء المالئِك ِة بِقولِ ِه أ ِذن ِل أن‬
‫اَّلل ِمن ِحل ِة العر ِ‬
‫ش إِن‬ ‫ك ِمن مالئِك ِة ِ‬
‫أح ِِّدث عن مل ٍ‬
‫ما بي شحم ِة أذنِِه إِل عاتِِق ِه م ِسرية سب ِع ِمائ ِة ع ٍام (أى‬
‫ان الط ِري المس ِر ِع) رواه أبو داود‪ .‬وهذا الملك‬ ‫ِِبفق ِ‬
‫ض السابِع ِة‪.‬‬ ‫ش وِرجله ِِف الر ِ‬ ‫كتِفه ِعند العر ِ‬

‫‪119‬‬
‫ول ﷺ‪.‬‬ ‫اج الرس ِ‬ ‫(‪ )124‬ما المقصود ِِبِعر ِ‬
‫ول ﷺ‬ ‫اج هو تش ِريف الرس ِ‬ ‫القصد ِمن ال ِمعر ِ‬
‫ى كما ي ِشري إِل‬ ‫ِبِِط ِ‬
‫الع ِه على عجائِب ِِف الع ِاَل العل ِو ِِّ‬
‫ذلِك ق وله ت عال ﴿لِن ِريه ِمن ءاَيتِنا﴾ وت ع ِظيم مكانتِ ِه‬
‫ات ِ‬
‫اَّلل‬ ‫س بِفؤ ِاد ِه أى رؤي ته لِذ ِ‬ ‫ات المقد ِ‬‫ورؤي ته لِلذ ِ‬
‫المن زِه عن ك ِِّل ما ال يلِيق بِ ِه ِمن غ ِري أن يكون الذات‬
‫اج وصول‬ ‫ان أو ِجه ٍة‪ .‬وليس المقصود ِِبل ِمعر ِ‬ ‫ِِف مك ٍ‬
‫ان حيث اَّلل ت عال متحيٌِِّز فِ ِيه وم ِن‬ ‫ول ﷺ إِل مك ٍ‬ ‫الرس ِ‬
‫اعت قد ذلِك ف هو كافِ ٌر ِلن اَّلل ت عال ال َيوز علي ِه‬
‫ان أو ِجه ٍة‪.‬‬
‫التحيُّ ز ِِف مك ٍ‬

‫(‪ )125‬ما معَن ق ولِ ِه ت عال ﴿ُث دَن ف تدل فكان قاب‬
‫ق وس ِ‬
‫ي أو أدِن﴾‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫ق وله ت عال ﴿ُث دَن ف تدل فكان قاب ق وس ِ‬
‫ي‬
‫أو أدِن﴾ المقصود بِ ِه ِج ِبيل علي ِه السالم فِإنه اقْتب‬
‫ِمن سيِِّ ِدَن ُمم ٍد ﷺ ف ر ًحا بِ ِه فكان ما ب ي ن هما ِمن‬
‫ي بل أق رب حيث رءاه الرسول‬ ‫المساف ِة قدر ِذراع ِ‬
‫ُّمائ ِة جن ٍ‬
‫اح سادًّا‬ ‫ان ي قال له أجياد وله ِست ِ‬
‫ﷺ ِِبكة ِِبك ٍ‬
‫ب‬‫عظم خل ِق ِه ما بي الف ِق أى ما بي المش ِر ِق والمغ ِر ِ‬
‫كما رءاه مرةً َثنِيةً على ه ِذ ِه اْلي ئ ِة ِعند ِسدرِة المن ت هى‬
‫كما قال ت عال ﴿ولقد رءاه ن زلةً أخرى ِعند ِسدرِة‬
‫المن ت هى﴾ و ِهى شجرةٌ ع ِظيمةٌ أصلها ِِف السم ِاء‬
‫ان ال ِفي ل ِة‬‫ادس ِة وَتت ُّد إِل السابِع ِة أوراق ها كآذ ِ‬ ‫الس ِ‬
‫ب‪.‬‬‫اش ِمن ذه ٍ‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ا‬‫اه‬‫ش‬‫غ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫ِ‬
‫الل‬ ‫ق‬‫وِْثارها كال ِ‬
‫ٌ‬
‫صح ِة ح ِد ِ‬
‫يث اْلا ِري ِة‪.‬‬ ‫ي ال ِعلة ِِف عدِم ِ‬‫(‪ )126‬بِِّ ِ‬

‫‪121‬‬
‫يح مسلِ ٍم ِمن أن رج ًال‬
‫اعلم أن ما ورد ِِف ص ِح ِ‬
‫اَّلل ﷺ فسأله عن جا ِري ٍة له قال َي‬ ‫ول ِ‬ ‫جاء إِل رس ِ‬
‫اَّلل إِن ِل جا ِريةً ت رعى ِل غن ًما فجاء ذات ي وٍم‬
‫رسول ِ‬
‫ضبت فصككت ها (أى ضرب ت ها‬ ‫ِذئب فأكل شاةً ف غ ِ‬
‫ٌ‬
‫على وج ِهها) قال ق لت َي رسول ِ‬
‫اَّلل أفال أعتِقها قال‬
‫ائتِ َِن ِِبا فأَته ِِبا ف قال ْلا أين اَّلل قالت ِِف السم ِاء‬
‫يف ال َيت ُّج بِ ِه ِِف الع ِقيد ِة ِلمري ِن الول‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫ع‬ ‫ض‬ ‫يث‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫هو ح‬
‫السن ِن الكبى ِلنه‬ ‫اب ذكر ذلِك الب ي ه ِق ُّى ِِف ُّ‬ ‫لِِالض ِطر ِ‬
‫اظ َمتلِف ٍة رواه مسلِ ٌم ِِبذا اللف ِظ ورواه‬ ‫ر ِوى ِِبلف ٍ‬
‫ت اَّلل ورواه أبو داود‬ ‫ك ف قال ِ‬ ‫النسائِ ُّى بِلف ِظ من ربُّ ِ‬
‫ك وأِحد‬ ‫بِلف ِظ أين اَّلل فأشارت إِل السم ِاء ورواه مالِ ٌ‬
‫بِلف ِظ أتشه ِدين أن ال إِله إِال اَّلل قالت ن عم قال‬
‫اَّلل قالت ن عم والمر الث ِاِن أن‬ ‫أتشه ِدين أِِن رسول ِ‬
‫ِّ‬

‫‪122‬‬
‫وع ِِبا فِإن ِمن‬ ‫ول المقط ِ‬‫ِرواية أين اَّلل َمالِفةٌ لِِلص ِ‬
‫ول الش ِريع ِة أن الشخص ال َيكم له ِِب ِإلس ِ‬
‫الم بِقو ِل‬ ‫أص ِ‬
‫اَّلل ِِف السم ِاء ِلن هذا ق و ٌل مشْت ٌك بي الي ه ِ‬
‫ود‬
‫ول ِ‬
‫اَّلل ﷺ وال‬ ‫والنصارى وغ ِريِهم فال ي ِ‬
‫ص ُّح عن رس ِ‬
‫يلِيق بِ ِه أن ي قال عنه إِنه حكم على اْلا ِري ِة السود ِاء‬
‫الم لِمجرِد ق وِْلا اَّلل ِِف السم ِاء وإَِّنا الصل‬
‫ِِب ِإلس ِ‬
‫يث المت واتِ ِر‬ ‫المعروف ِِف ش ِريع ِة ِ‬
‫اَّلل هو ما جاء ِِف اْل ِد ِ‬
‫وط ُّى ورواه ِخسة‬ ‫السي ِ‬
‫ال ِذى نص على ت وات ِرِه اْلافِظ ُّ‬
‫عشر صحابِيًّا أ ِمرت أن أقاتِل الناس حِت يشهدوا أن‬
‫ك‬ ‫ال إِله إِال اَّلل وأِِن رسول ِ‬
‫اَّلل‪ .‬وأما لفظ ِرواي ِة مالِ ٍ‬ ‫ِّ‬
‫أتشه ِدين أن ال إِله إِال اَّلل قالت ن عم قال أتشه ِدين‬
‫أِِن رسول ِ‬
‫اَّلل قالت ن عم فِإنه موافِ ٌق ِلص ِ‬
‫ول الش ِريع ِة‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫‪123‬‬
‫(‪ )127‬كيف ي ر ُّد على من ي ع ِْتض على تض ِع ِ‬
‫يف‬
‫يح مسلِ ٍم‪.‬‬
‫يث اْلا ِري ِة لِكونِِه ِِف ص ِح ِ‬
‫ح ِد ِ‬

‫يث ِمن حيث اْلملة‬ ‫ما رواه مسلِم ِمن الح ِ‬


‫اد ِ‬
‫ٌ‬
‫يث مسلِ ٍم ردها علماء‬ ‫اد ِ‬‫ص ِحيح ل ِكن عد ًدا ِمن أح ِ‬
‫ٌ‬
‫يث أن‬‫يث وذكرها المح ِِّدثون ِِف كتبِ ِهم كح ِد ِ‬ ‫اْل ِد ِ‬
‫الرسول ﷺ قال لِرج ٍل إِن أَِب وأِبك ِِف النا ِر‪ِ ،‬لن أِبه‬
‫الء َل ت ب لغهم دعوة النبِي ِاء‬ ‫ِمن أه ِل الفْتِة وهؤ ِ‬
‫اآلخرِة لِقولِ ِه ت عال ﴿وما كنا‬
‫السابِِقي فال ي عذبون ِِف ِ‬
‫وال﴾ وح ِد ِ‬
‫يث إِنه ي عطى ك ُّل‬ ‫مع ِِّذبِي حِت ن ب عث رس ً‬
‫ود والنصارى ِلنه‬ ‫مسلِ ٍم ي وم ال ِقيام ِة فِداء له ِمن الي ه ِ‬
‫ً‬
‫وم أن ب عض عص ِاة المسلِ ِمي ي عذبون ِِف َن ِر جهنم‬ ‫معل ٌ‬
‫ول ِ‬
‫اَّلل وأَِب بك ٍر وعمر‬ ‫س صليت خلف رس ِ‬ ‫وح ِد ِ‬
‫يث أن ٍ‬
‫ِح ِن الرِح ِيم فأما اْل ِديث‬ ‫فكانوا ال يذكرون بِس ِم ِ‬
‫اَّلل الر ٰ‬

‫‪124‬‬
‫ى‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ا‬‫خ‬ ‫ب‬‫ال‬ ‫ه‬ ‫د‬‫ر‬ ‫ِ‬
‫اِن‬‫الث‬‫و‬ ‫ى‬ ‫ِ‬
‫وط‬ ‫ي‬‫الس‬ ‫ظ‬‫ِ‬‫الول فضعفه اْلاف‬
‫ُّ ُّ‬
‫اظ‪.‬‬‫والثالِث ضعفه ا ِإلمام الشافِ ِعى وعد ٌد ِمن اْلف ِ‬
‫ُّ‬
‫يث ِِف الع ِقيد ِة‪.‬‬ ‫(‪ )128‬ما ِهى شروط ِاالحتِج ِ‬
‫اج ِِبْل ِد ِ‬

‫يث ِِف الع ِقيد ِة ِعند‬ ‫يشْتط لِِالحتِج ِ‬


‫اج ِِبْل ِد ِ‬
‫ورا وإِن َل‬ ‫ه‬ ‫ش‬ ‫م‬ ‫يث‬ ‫ُجهوِر أه ِل ال ِعل ِم أن يكون اْل ِ‬
‫د‬
‫ً‬
‫يكن مت واتِرا ِلن العقائِد ت بَن على ال ِدل ِة الق ِ‬
‫اطع ِة ال‬ ‫ً‬
‫على الظنِِّي ِة وقال ب عضهم ال بد أن يكون اْل ِديث‬
‫الف وح ِديث اْلا ِري ِة بِ ِرواي ِة أين‬ ‫ص ِحيحا َثبِتا بِال ِخ ٍ‬
‫ً ً‬
‫َن الثُّب ِ‬
‫وت‬ ‫اد أى ظ ُِّ‬ ‫اَّلل ليس كذلِك إَِّنا هو ح ِديث ءاح ٍ‬
‫فال َيت ُّج بِ ِه ِِف الع ِقيد ِة‪ .‬واْل ِديث المشهور هو ما رواه‬
‫ثالثةٌ فأكثر أما المت واتِر ف هو ما رواه ُج ٌع عن ُج ٍع‬
‫ب وهو ي ِفيد‬
‫ِِبيث يست ِحيل عادةً اتِِّفاق هم على الك ِذ ِ‬
‫القطع والي ِقي‪.‬‬
‫‪125‬‬
‫السن ِة ح ِديث‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اء‬‫(‪ )129‬هل أول ب عض العلم‬
‫اْلا ِري ِة‪.‬‬
‫السن ِة أولوا ح ِديث‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ِ‬
‫اء‬ ‫ب عض العلم‬
‫اهره وِحلوه على هذا الوج ِه قالوا‬ ‫اْلا ِري ِة أى ت ركوا ظ ِ‬
‫يمها ِ ِ‬
‫َّلل أى ما اعتِقاد ِك‬ ‫ال عن ت ع ِظ ِ‬‫معَن أين اَّلل سؤ ٌ‬
‫اَّلل ِمن الت ع ِظ ِيم وِمن العل ِِّو وِرف ع ِة القد ِر وق وْلا ِِف‬
‫ِِف ِ‬
‫السم ِاء أرادت بِ ِه أنه ع ِال القد ِر ِج ًّدا وهذا هو المعَن‬
‫يحا وهو ال‬ ‫ح‬‫يث ِعند م ِن اعتبه ص ِ‬ ‫اْل ِق ِيق ُّى ِْلذا اْل ِد ِ‬
‫ً‬
‫ان واْل ِِّد أ ِى اْلج ِم وأما‬ ‫اَّلل ع ِن المك ِ‬‫َيالِف ت ن ِزيه ِ‬
‫اه ِرِه ِمن أن اَّلل يسكن السماء ف هو ِب ِط ٌل‬ ‫أخذه على ظ ِ‬
‫مردو ٌد‪.‬‬
‫(‪ )130‬بِِّي فساد من َي ِمل كلِمة ِِف السم ِاء ِِف ح ِد ِ‬
‫يث‬
‫ش‪.‬‬‫اْلا ِري ِة ِِبعَن أنه ف وق العر ِ‬
‫‪126‬‬
‫ِحل المشبِِّهة ِِف عص ِرَن وهم الوهابِية أد ِعياء‬
‫السل ِفي ِة ِرواية مسلِ ٍم ِْل ِد ِ‬
‫يث اْلا ِري ِة أين اَّلل ف قالت ِِف‬
‫اه ِرها وال ي ن ِجي ِهم ِمن الض ِ‬
‫الل أَّنم‬ ‫السم ِاء على ظ ِ‬
‫َي ِملون كلِمة ِِف السم ِاء ِِبعَن أنه ف وق العر ِ‬
‫ش ِلَّنم‬
‫يكونون بِذلِك أث ب توا له ِمث ًال وهو ال ِكتاب ال ِذى كتب‬
‫اَّلل فِ ِيه إِن رِح ِِت سب قت غضِب فِإنه ف وق العر ِ‬
‫ش‬
‫ف يكونون أث ب توا المماث لة بي ِ‬
‫اَّلل وبي ذلِك ال ِكت ِ‬
‫اب‬
‫ش‬‫ِلَّنم جعلوا اَّلل وال ِكتاب مست ِقري ِن ف وق العر ِ‬
‫ف يكونون كذبوا ق ول ِ‬
‫اَّلل ت عال ﴿ليس ك ِمثلِ ِه شىءٌ﴾‪.‬‬
‫اب رواه ابن ِحبان بِلف ِظ مرفوعٌ ف وق‬‫وح ِديث ال ِكت ِ‬
‫ى بِلف ِظ موضوعٌ ف وق العر ِ‬
‫ش‬ ‫ش ورواه البخا ِر ُّ‬ ‫العر ِ‬
‫اد ِهم أن اَّلل ف وق‬
‫اح ٍد‪ُ .‬ث على اعتِق ِ‬ ‫وكِالْها ِِبعَن و ِ‬
‫ً‬
‫اذ ًَي لِلعر ِ‬
‫ش بِقد ِر العر ِ‬
‫ش‬ ‫ش ي لزم أن يكون اَّلل ُم ِ‬ ‫العر ِ‬

‫‪127‬‬
‫أو أوسع ِمنه أو أصغر وك ُّل ما جرى علي ِه الت ق ِدير ف هو‬
‫اج إِل من جعله على ذلِك ال ِمقدا ِر‬ ‫ٌ‬ ‫ت‬‫ُم‬ ‫ق‬
‫ٌ‬ ‫و‬ ‫ل‬‫َم‬ ‫ث‬
‫ٌ‬ ‫حِ‬
‫اد‬
‫كما يد ُّل على ذلِك ق وله ت عال ﴿وك ُّل شى ٍء ِعنده‬
‫ِِبِقدا ٍر﴾‪.‬‬
‫(‪ )131‬ما معَن إِن رِح ِِت سب قت غضِب‪.‬‬
‫معَن إِن رِح ِِت سب قت غضِب أن مظ ِ‬
‫اهر رِح ِة‬
‫اَّلل أكث ر ِمن مظ ِ‬
‫اه ِر غضبِ ِه أى أن ما خلقه اَّلل ت عال‬ ‫ِ‬
‫اس ونِعمةً أكث ر ِِما خلقه عذ ًاِب ْلم ونِقمةً‬‫رِحةً لِلن ِ‬
‫اه ِر الرِح ِة وهم أكث ر عد ًدا ِمن‬‫فالمالئِكة ِمن مظ ِ‬
‫اق الشجارِ واْلنة ِمن مظ ِ‬
‫اه ِر‬ ‫ات المطا ِر وأور ِ‬‫قطر ِ‬
‫الرِح ِة و ِهى أكب ِمن جهنم ِِب ِ‬
‫الف المر ِ‬
‫ات‪.‬‬
‫(‪ )132‬ما الدلِيل على أن ال ِكتاب ال ِذى كتب اَّلل فِ ِيه‬
‫ش ح ِقيقةً‪.‬‬
‫إِن رِح ِِت سب قت غضِب هو ف وق العر ِ‬
‫‪128‬‬
‫ش‬ ‫اب ف وق العر ِ‬‫الدلِيل على كو ِن ذلِك ال ِكت ِ‬
‫اْل ِديث ال ِذى رواه النسائِ ٌّى ِِف ُّ‬
‫السن ِن الكبى إِن اَّلل‬
‫ات والرض ِِبلفى سن ٍة‬ ‫كتب كِتاِب ق بل أن َيلق السمو ِ‬
‫ً‬
‫اب‬‫ش وإِنه أن زل ِمن ذلِك ال ِكت ِ‬ ‫ف هو ِعنده على العر ِ‬
‫ي ختم ِبِِما سورة الب قرِة وِِف لف ٍظ لِمسلِ ٍم ف هو‬‫ءاي ت ِ‬
‫موضوعٌ ِعنده‪.‬‬
‫(‪ )133‬ما معَن كلِم ِة ِعنده ِِف ح ِد ِ‬
‫يث النسائِ ِِّى إِن اَّلل‬
‫ات والرض ِِبلفى سن ٍة‬ ‫كتب كِتاِب ق بل أن َيلق السمو ِ‬
‫ً‬
‫ش‪.‬‬ ‫ف هو ِعنده على العر ِ‬
‫يف وليس‬ ‫كلِمة ِعنده ِِف هذا اْل ِد ِ‬
‫يث لِلتش ِر ِ‬
‫ش ِلن كلِمة ِعند تست عمل‬ ‫ات التحيُّ ِز ِ ِ‬
‫َّلل ف وق العر ِ‬ ‫ِِإلث ب ِ‬
‫ضا قال اَّلل ت عال ﴿وأمطرَن علي ها‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ِ‬
‫ان‬ ‫ك‬‫م‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫ري‬‫غ‬ ‫ِ‬
‫ل‬
‫ود ُّمسومةً ِعند ربِِّك﴾ فال‬
‫يل منض ٍ‬ ‫ِحجارةً ِِّمن ِس ِِّج ٍ‬
‫‪129‬‬
‫تد ُّل ِعند هنا على أن ِ ِ‬
‫َّلل حيِِّ ًزا أى مك ًاَن وأن ب ي نه وبي‬
‫اْلِجارِة ت قارِب إَِّنا تد ُّل على أن ذلِك بِ ِعل ِم ِ‬
‫اَّلل وليس‬ ‫ً‬
‫َّلل ت عال ِِف المك ِ‬
‫ان‬ ‫المعَن أن تِلك اْلِجارة َما ِورةٌ ِ ِ‬
‫ات المك ِ‬
‫ان والت قار ِ‬
‫ب‬ ‫فمن َيت ُّج ِِبجرِد كلِم ِة ِعند ِِإلث ب ِ‬
‫اَّلل وبي خل ِق ِه ف هو ِمن أجه ِل اْل ِ‬
‫اهلِي وهل ي قول‬ ‫بي ِ‬
‫عاقِ ٌل إِن تِلك اْلِجارة ال ِِت أن زْلا اَّلل على أولئِك‬
‫ش إِلي ِهم وكانت مكومةً ِِبك ٍ‬
‫ان‬ ‫الكفرِة ن زلت ِمن العر ِ‬
‫َّلل ِمن س ِ‬
‫وء الفه ِم‪.‬‬ ‫ش ن عوذ ِِب ِ‬ ‫ب ِ‬
‫اَّلل ف وق العر ِ‬ ‫ِِف جن ِ‬
‫(‪ )134‬كيف ي ر ُّد على الوهابِي ِة ال ِذين ي نسبون إِل ِ‬
‫اَّلل‬
‫ش‪.‬‬‫القعود على العر ِ‬
‫ش شتم ِ ِ‬
‫َّلل‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫د‬
‫ٌ‬ ‫ق ول الوهابِي ِة اَّلل ق ِ‬
‫اع‬
‫ٌ‬
‫صف ِ‬
‫ات البش ِر والب هائِِم واْلِ ِِّن‬ ‫صفةٌ ِمن ِ‬ ‫ِلن القعود ِ‬
‫والمالئِك ِة وال يكون إِال ِِمن له جزءٌ أعلى وجزءٌ أسفل‬
‫‪130‬‬
‫صف ِ‬
‫ات‬ ‫صف ٍة ِمن ِ‬ ‫ومقعدةٌ ي ِ‬
‫المس ِِبا ما ي قعد علي ِه وك ُّل ِ‬
‫صف اَّلل ِِبا ف هو شت ٌم له‪ .‬قال اْلافِظ‬ ‫وق إِذا و ِ‬
‫المخل ِ‬
‫ى ِِف شر ِح إِحي ِاء عل ِ‬
‫وم‬ ‫الف ِقيه ُممد مرتضى الزبِ ِ‬
‫يد ُّ‬
‫ِِّ‬
‫الدي ِن من جعل اَّلل ت عال مقد ًرا ِِبِقدا ٍر كفر‪ ،‬أى ِلنه‬
‫جعله ذا ك ِمي ٍة وحج ٍم واْلجم والك ِمية ِمن م ِ‬
‫وجب ِ‬
‫ات‬
‫ث أى‬ ‫صف ِبِِما ح ِ‬
‫اد ٌ‬ ‫وث أى يدال ِن على أن المت ِ‬
‫اْلد ِ‬
‫ادثةٌ َملوقةٌ ِمن ِجه ِة‬
‫َملو ٌق‪ ،‬وهل عرف نا أن الشمس ح ِ‬
‫العق ِل إِال ِلن ْلا حجما ف لو كان ِ ِ‬
‫َّلل ت عال حج ٌم لكان‬ ‫ً‬
‫س ِِف اْلج ِمي ِة ولو كان كذلِك ما كان‬ ‫ِمث ًال لِلشم ِ‬
‫وهية كما أن الشمس ال تست ِح ُّق الل ِ‬
‫وهية‪.‬‬ ‫يست ِح ُّق الل ِ‬
‫(‪ )135‬اذكر كيف يك ِسر عابِد الشم ِ‬
‫س المشبِِّهة‬
‫الوهابِية ال ِذى َيعلون ِ ِ‬
‫َّلل مك ًاَن‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫س المشبِِّهة الوهابِية‬ ‫لو طالب عابِد الشم ِ‬
‫وهية وعدِم‬ ‫اق ِ‬
‫اَّلل الل ِ‬ ‫يل عقلِ ٍى على استِحق ِ‬ ‫بِدلِ ٍ‬
‫يل وغاية‬ ‫وهية َل يكن ِعندهم دلِ‬ ‫س الل ِ‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫الش‬ ‫استِحق ِ‬
‫اق‬
‫ٌ‬
‫ما يست ِطيعون أن ي قولوا قال اَّلل ت عال ﴿اَّلل خالِق ك ِِّل‬
‫س ي قول ْلم عابِد‬ ‫شى ٍء﴾ فِإن قالوا ذلِك لِعابِ ِد الشم ِ‬
‫س أَن ال أؤِمن بِ ِكتابِكم أعط ِ‬
‫وِن دلِ ًيال عقلِيًّا على‬ ‫الشم ِ‬
‫وهية فِإن قال المشبِِّه‬ ‫أن الشمس ال تست ِح ُّق الل ِ‬
‫ودى ِجس ٌم وله شك ٌل وي ن ِزل ويصعد أجابه‬ ‫اَب معب ِ‬
‫الوه ِ ُّ‬
‫ودى ِجس ٌم‬ ‫ودى كذلِك غري أن معب ِ‬ ‫س ومعب ِ‬ ‫عابِد الشم ِ‬
‫س بِن ف ِع ِه ك ُّل أح ٍد وأما معبودكم ال ِذى‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫َي‬‫و‬ ‫اه‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫من ٌ‬
‫ري‬
‫ش فال أَن رأي ته‬ ‫ت زعمون أنه ِجس ٌم مست ِق ٌّر ف وق العر ِ‬
‫س أح ٌد بِن ف ِع ِه فكيف تكون‬ ‫وال أن تم رأي تموه وال َِي ُّ‬
‫ِعبادتكم ص ِحيحةً و ِعبادتِى ِب ِطلةً ف هنا ي ن ق ِطعون‬

‫‪132‬‬
‫س وذلِك‬
‫وي ع ِجزون عن إِقام ِة اْلج ِة على عابِ ِد الشم ِ‬
‫اد ِهم‪.‬‬ ‫بس ِ‬
‫وء اعتِق ِ‬ ‫بِسب ِ‬
‫(‪ )136‬ما الر ُّد على من مينع التأ ِويل وَيت ُّج بِظ ِ‬
‫اه ِر‬
‫ان ِ ِ‬
‫َّلل‪.‬‬ ‫ح ِد ِ‬
‫يث اْلا ِري ِة ِِإلث ب ِ‬
‫ات المك ِ‬

‫اَّلل ﷺ قال إِذا كان‬ ‫ى أن رسول ِ‬ ‫روى البخا ِر ُّ‬


‫اجى ربه فال ي بصقن ِِف قِب لتِ ِه‬ ‫أحدكم ِِف صالتِِه فِإنه ي ن ِ‬
‫وال عن ميِينِ ِه فإن ربه ب ي نه وبي قِب لتِ ِه‪ ،‬وهذا اْل ِديث‬
‫ى عن‬ ‫ادا ِمن ح ِد ِ‬
‫يث اْلا ِري ِة‪ .‬وروى البخا ِر ُّ‬ ‫أق وى إِسن ً‬
‫اَّلل ﷺ قال ارب عوا على‬ ‫أَِب موسى الشع ِر ِى أن رسول ِ‬
‫ِّ‬
‫أن ف ِسكم فِإنكم ال تدعون أصم وال غائِبًا إِنكم تدعون‬
‫َِس ًيعا ق ِريبًا وال ِذى تدعونه أق رب إِل أح ِدكم ِمن عن ِق‬
‫اه ِر‬‫احل ِة أح ِدكم‪ .‬ف ي قال لِمن مينع التأ ِويل وَيت ُّج بِظ ِ‬ ‫رِ‬
‫ان ِ ِ‬
‫َّلل إِذا أخذت ح ِديث‬ ‫ح ِد ِ‬
‫يث اْلا ِري ِة ِِإلث ب ِ‬
‫ات المك ِ‬

‫‪133‬‬
‫اه ِرِْها بطل‬
‫ي على ظ ِ‬ ‫اْلا ِري ِة على ظ ِ‬
‫اه ِرِه وهذي ِن اْل ِديث ِ‬
‫يث الو ِل أن‬ ‫زعمك أن اَّلل ِِف السم ِاء ِلن ظ ِ‬
‫اهر اْل ِد ِ‬
‫اَّلل موجو ٌد بي المصلِِّى والكعب ِة وظ ِ‬
‫اهر اْل ِد ِ‬
‫يث الث ِاِن‬
‫اعى وعن ِق دابتِ ِه‪ .‬وي قال‬ ‫ب الد ِ‬‫أن اَّلل موجو ٌد بي الراكِ ِ‬
‫له ماذا ت قول ِِف ق ولِ ِه ت عال ﴿فأي نما ت ولُّوا ف ثم وجه‬
‫اَّلل﴾‪ ،‬فِإن أولته فلِم ال ت ؤِِّول ح ِديث اْلا ِري ِة‪ .‬وقد‬ ‫ِ‬
‫اس الوجه ِِف ه ِذ ِه اآلي ِة‬ ‫فسر َم ِ‬
‫اه ٌد تِل ِميذ اب ِن عب ٍ‬
‫ِِبل ِقب ل ِة ذكر ذلِك الط ِب ُّ‬
‫ى ِِف ت ف ِس ِريِه والمعَن أن اَّلل‬
‫الة الن ف ِل ِِف السف ِر على‬ ‫ت عال رخص لِلمسلِ ِم لِص ِ‬
‫اشيًا أن ي ت وجه إِل اْلِه ِة ال ِِت‬ ‫الر ِ‬
‫احل ِة أ ِى الداب ِة أو م ِ‬
‫يذهب إِلي ها‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫ى إِذا كان أحدكم ِِف‬ ‫يث البخا ِر ِِّ‬ ‫(‪ )137‬ما معَن ح ِد ِ‬
‫اجى ربه فال ي بصقن ِِف قِب لتِ ِه وال عن‬ ‫صالتِِه فِإنه ي ن ِ‬
‫ميِينِ ِه فإن ربه ب ي نه وبي قِب لتِ ِه‪.‬‬
‫يث أن المصلِِّى ان قطع عن َماطب ِة‬ ‫معَن اْل ِد ِ‬
‫ب أن ي بصق ِِف قِب لتِ ِه‬ ‫اس لِ ِعباد ِة ربِِِّه ف ليس ِمن الد ِ‬
‫الن ِ‬
‫وال عن ميِينِ ِه فِإن ربه ب ي نه وبي قِب لتِ ِه أى رِحة ربِِِّه‬
‫أمامه أ ِى الرِحة اْلاصة ال ِِت ت ن ِزل على المصلِِّي‬
‫وليس معناه أن اَّلل بِذاتِِه تِلقاء وج ِه ِه‪.‬‬
‫ى ارب عوا على أن ف ِسكم‬ ‫(‪ )138‬ما معَن ح ِد ِ‬
‫يث البخا ِر ِِّ‬
‫فِإنكم ال تدعون أصم وال غائِبًا إِنكم تدعون َِس ًيعا‬
‫ق ِريبا وال ِذى تدعونه أق رب إِل أح ِدكم ِمن عن ِق ر ِ‬
‫احل ِة‬ ‫ً‬
‫أح ِدكم‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫اعلم أن الرسول ﷺ كان ِِف سف ٍر مع ب ع ِ‬
‫ض‬
‫أصحابِ ِه ف وصلوا إِل و ِادى خيب فصاروا ي هلِِّلون‬
‫اَّلل ﷺ شفقةً‬‫ت مرت ِف ٍع ف قال ْلم رسول ِ‬ ‫ويكِِّبون بِصو ٍ‬
‫علي ِهم ارب عوا على أن ف ِسكم أى ه ِِّونوا علي ها وال‬
‫ريا فِإنكم ال تدعون أصم وال‬ ‫َت ِهدوها بِرف ِع الصو ِ‬
‫ت كثِ‬
‫ً‬
‫ات إِن كانت‬ ‫غائِبا أى أن اَّلل ت عال يسمع كل الصو ِ‬
‫ً‬
‫ق ِويةً أو ض ِعيفةً وال َيفى علي ِه شىءٌ‪ ،‬إِنكم تدعون‬
‫َِس ًيعا ق ِريبًا وال ِذى تدعونه أق رب إِل أح ِدكم ِمن عن ِق‬
‫احل ِة أح ِدكم أى أن اَّلل ت عال مطلِ ٌع على أحوالِكم ال‬ ‫رِ‬
‫سى‬ ‫َيفى علي ِه شىء ِمن ها وليس المراد بِ ِه القرب اْلِ ِ‬
‫ِّ‬ ‫ٌ‬
‫ال ِذى هو ِِبْلِه ِة والمساف ِة‪.‬‬
‫اِحون ي رِحهم‬ ‫الْتِم ِذ ِى الر ِ‬
‫يث ِ‬
‫ِّ‬ ‫(‪ )139‬ما معَن ح ِد ِ‬
‫ِّ‬
‫ض ي رِحكم من ِِف السم ِاء‪.‬‬ ‫الرِحٰن ارِحوا من ِِف الر ِ‬

‫‪136‬‬
‫اد ِهم إِل اْل ِري‬
‫ض أى ِبِِرش ِ‬
‫ارِحوا من ِِف الر ِ‬
‫كت علِ ِ‬
‫يم ِهم أمور ِِّ‬
‫الدي ِن الضروِرية وإِطع ِام جائِ ِع ِهم‬
‫وكِسوِة عا ِري ِهم‪ ،‬ي رِحكم من ِِف السم ِاء أى أهل‬
‫السم ِاء وهم المالئِكة ِلن المالئِكة يست غ ِفرون‬
‫لِلمؤِمنِي ويدعون ْلم وي ن ِزلون ْلم المطر وَيفظوَّنم‬
‫ب ما َيمرهم اَّلل عز وجل‪ .‬ويد ُّل على أن‬ ‫على حس ِ‬
‫المراد بِقولِ ِه ي رِحكم من ِِف السم ِاء المالئِكة ما رواه‬
‫أِحد ِِف مسن ِد ِه ي رِحكم أهل السم ِاء ف ه ِذ ِه ال ِِّرواية‬
‫سر ال ِِّرواية الول ِلن خري ما ي فسر بِ ِه اْل ِديث‬ ‫تف ِ‬
‫ِّ‬
‫السن ِة كما قال اْلافِظ‬ ‫ُّ‬ ‫و‬ ‫ِ‬
‫اب‬ ‫ت‬‫ك‬‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫ى‬ ‫أ‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫الوا ِرد ِِبلوا ِر‬
‫الدي ِن ال ِعراقِ ُّى ِِف أل ِفيتِ ِه‪ .‬وقال اْلافِظ زين ِِّ‬
‫الدي ِن‬ ‫زين ِِّ‬
‫يث‬‫ِِف أمالِيِِّ ِه واست ِدل بِقولِ ِه أهل السم ِاء (أى ِِف ح ِد ِ‬
‫ض ي رِحكم‬ ‫اِحون ي رِحهم الرِحيم ارِحوا أهل الر ِ‬ ‫الر ِ‬

‫‪137‬‬
‫أهل السم ِاء) على أن المراد بِقولِ ِه ت عال ﴿من ِِف‬
‫َّلل أهل السم ِاء أى‬
‫السم ِاء﴾ المالئِكة‪ِ ،‬لنه ال ي قال ِ ِ‬
‫ال َيوز ذلِك‪.‬‬
‫(‪ )140‬كيف ي ر ُّد على المشبِهة القائِلِي ِِبن ق ول ِ‬
‫اَّلل‬ ‫ِّ‬
‫ت عال ﴿ءأ ِمن تم من ِِف السم ِاء أن َي ِسف بِكم‬
‫صيغ ِة المفرِد‬
‫الرض﴾ المراد بِ ِه اَّلل ِلن من جاءت بِ ِ‬
‫ص ُّح ِحلها على المالئِك ِة‪.‬‬
‫فال ي ِ‬

‫الم مردو ٌد فِإن من تصلح لِلمفرِد‬ ‫هذ ا ك ٌ‬


‫ولِلجم ِع كما ِِف ق ولِ ِه ت عال ﴿وِمن هم من يست ِمع‬
‫إِليك﴾ وق ولِ ِه ت عال ﴿وِمن هم من يست ِمعون إِليك﴾‬
‫فال حجة ْلم ِِف ِح ِل اآلي ِة ﴿من ِِف السم ِاء﴾ على أن‬
‫المراد ِِبا هو اَّلل عز وجل ب ِل المراد ِِبا أهل السم ِاء‬
‫وهم المالئِكة فِإن اَّلل ت عال يسلِِّط على الكفا ِر‬
‫‪138‬‬
‫المالئِكة إِذا أراد أن ي عاقِب هم ِِف ُّ‬
‫الدن يا كما أَّنم ِِف‬
‫يط العقوب ِة على الكفا ِر‬ ‫اآلخرِة هم الموكلون بِتسلِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ريا ِمن جهنم إِل‬‫ً ً‬
‫ِلَّنم خزنة جهنم وهم َي ُّرون جزءا كبِ‬
‫ف لِريَتع الكفار بِرؤيتِ ِه‪.‬‬
‫الموقِ ِ‬
‫وِن وأَن أ ِمي من ِِف‬ ‫(‪ )141‬ما معَن ح ِد ِ‬
‫يث أال َتمن ِ‬
‫السم ِاء َيتِ ِيَن خب من ِِف السم ِاء صباح مساء‪.‬‬
‫ى‬ ‫ى ومسلِم عن أَِب س ِع ٍ‬
‫يد اْلد ِر ِِّ‬ ‫روى البخا ِر ُّ‬
‫ٌ‬
‫وِن وأَن أ ِمي من ِِف‬ ‫اَّلل ﷺ قال أال َتمن ِ‬ ‫أن رسول ِ‬
‫السم ِاء أى وأَن مؤَت ٌن ِعند أه ِل السم ِاء معناه أَّنم‬
‫الغ الوح ِى‪َ ،‬يتِ ِيَن خب من ِِف‬ ‫ي ِِف إِب ِ‬ ‫ي عت ِقدون أنه أ ِ‬
‫م‬
‫ٌ‬
‫السم ِاء صباح مساء أى خب المالئِك ِة وإِن أ ِريد بِ ِه‬
‫اَّلل فمعناه ال ِذى هو رفِيع القد ِر ِج ًّدا‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫ت جح ٍ‬
‫ش زوجكن‬ ‫(‪ )142‬ما معَن ق و ِل زي نب بِن ِ‬
‫أهالِيكن وزوج َِن اَّلل ِمن ف و ِق سب ِع َسو ٍ‬
‫ات‪.‬‬
‫ب‬‫ش زوج النِ ِِّ‬ ‫ى أن زي نب بِنت جح ٍ‬ ‫روى البخا ِر ُّ‬
‫ب زوجكن أهالِيكن وزوج َِن‬ ‫ﷺ كانت ت قول لِنِس ِاء النِ ِِّ‬
‫ب ِِبا‬ ‫ات معناه أن ت زُّوج النِ ِِّ‬ ‫اَّلل ِمن ف و ِق سب ِع َسو ٍ‬
‫ان‬ ‫وظ وليس فِ ِيه إِث بات المك ِ‬ ‫مسجل ِِف اللو ِح المحف ِ‬
‫ٌ‬
‫َّلل كما زعم ب عض المشبِِّه ِة بل فِ ِيه ب يان أن زي نب‬ ‫ِِ‬
‫اهدي ِن قال‬ ‫ب ﷺ ِِبلوح ِى ِمن غ ِري وٍِل وش ِ‬ ‫ت زوجها النِ ُّ‬
‫ِّ‬
‫اَّلل ت عال ﴿زوجناكها﴾ وهذا ما كانت ت فت ِخر بِ ِه‬
‫ضى اَّلل عن ها‪ .‬وه ِذ ِه ال ِكتابة كِتابةٌ خاصةٌ‬ ‫زي نب ر ِ‬
‫اج‬ ‫ص فك ُّل ِزو ٍ‬ ‫بِزي نب أما ال ِكتابة العامة ف ِهى لِك ِِّل شخ ٍ‬
‫وظ وهو‬ ‫الدن يا مسجل ِِف اللو ِح المحف ِ‬ ‫ُّ‬ ‫َيصل إِل َِّناي ِ‬
‫ة‬
‫ٌ‬
‫ات السب ِع‪.‬‬ ‫موجو ٌد ف وق السمو ِ‬

‫‪140‬‬
‫ب ﷺ وال ِذى ن ف ِسى بِي ِد ِه ما‬ ‫(‪ )143‬ما معَن ق و ِل النِ ِِّ‬
‫اش ِه ف تأَب علي ِه إِال كان‬ ‫ِمن رج ٍل يدعو امرأته إِل فِر ِ‬
‫اخطًا علي ها‪.‬‬ ‫ال ِذى ِِف السم ِاء س ِ‬

‫اَّلل ﷺ قال‬ ‫ى ومسلِم أن رسول ِ‬ ‫روى البخا ِر ُّ‬


‫ٌ‬
‫وال ِذى ن ف ِسى بِي ِد ِه (أى َتت م ِشيئتِ ِه وتص ُّرفِ ِه) ما ِمن‬
‫اش ِه (أى لِل ِجم ِاع) ف تأَب علي ِه‬
‫رج ٍل يدعو امرأته إِل فِر ِ‬
‫اعها بِال عذ ٍر) إِال كان ال ِذى ِِف‬ ‫(أى َتن عه ِمن ُِج ِ‬
‫السم ِاء س ِ‬
‫اخطًا علي ها أ ِى المالئِكة بِدلِ ِ‬
‫يل ِرواي ِة اب ِن‬
‫ِحبان الص ِحيح ِة لعن ت ها المالئِكة حِت تصبِح‪.‬‬
‫اجبة ِ ِ‬
‫َّلل ت عال‪.‬‬ ‫الصف ِ‬
‫ات الثالث عشرة الو ِ‬ ‫(‪ )144‬اذك ِر ِِّ‬

‫ف أ ِى ِبلِ ٍغ‬ ‫قال العلماء َِيب على ك ِل مكل ٍ‬


‫ِّ‬
‫صف ًة‬ ‫اَّلل ثالث عشرة ِ‬ ‫ات ِ‬
‫صف ِ‬‫عاقِ ٍل أن ي ع ِرف ِمن ِ‬
‫و ِهى الوجود والوحدانِية وال ِقدم أ ِى الزلِية والب قاء‬
‫‪141‬‬
‫وقِيامه بِن ف ِس ِه أى أنه مست غ ٍن عن ك ِِّل ما ِسواه والقدرة‬
‫وا ِإلرادة وال ِعلم والسمع والبصر واْلياة والكالم‬
‫ث أى عدم مشاِبتِ ِه لِلمخلوق ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫والمخالفة لِلحو ِاد ِ‬
‫ان إِما لفظًا‬ ‫الصفات تكرر ِذكرها ِِف القرء ِ‬ ‫وه ِذ ِه ِِّ‬
‫اَّلل ت عال ﴿وهو على ك ِِّل شى ٍء‬ ‫كالق ِدي ِر كما ِِف ق و ِل ِ‬
‫ى كما ِِف ق ولِ ِه ت عال ﴿إِن اَّلل‬ ‫ق ِد ٌير﴾ وإِما مع ًَن كالق ِو ِِّ‬
‫ام القدرِة‬ ‫ى ِِبعَن الق ِدي ِر أ ِى الت ِِّ‬ ‫ى ع ِز ٌيز﴾ والق ِو ُّ‬
‫لق ِو ٌّ‬
‫ال ِذى ال ي ع ِجزه شىءٌ وليس معناه ق ِوى اْلس ِد ِلن‬
‫اَّلل ليس ِجس ًما‪ .‬أما مع ِرفة ال ِدل ِة العقلِي ِة والن قلِي ِة ِِف‬
‫ض كِفائِ ٌّى أى َِيب على‬ ‫ٌ‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ات‬‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ِ‬
‫الص‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫ذ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫ب‬ ‫ث‬‫ِ‬‫إ‬
‫ِّ‬
‫ف بِعينِ ِه‪.‬‬ ‫ض المكل ِفي وال َِيب على ك ِل مكل ٍ‬ ‫بع ِ‬
‫ِّ‬
‫ود ِ ِ‬
‫َّلل ت عال‪.‬‬ ‫صف ِة الوج ِ‬ ‫(‪ )145‬تكلم عن ِ‬

‫‪142‬‬
‫ود ِه‬
‫َِيب اعتِقاد أن اَّلل موجو ٌد ال شك ِِف وج ِ‬
‫وج ٍد ِلنه َل يسبِق وجوده‬ ‫اد م ِ‬ ‫ووجوده ت عال ليس ِبَِِي ِ‬
‫ك﴾ أى ال شك ِِف‬ ‫عدم قال اَّلل ت عال ﴿أ ِِف ِ‬
‫اَّلل ش ٌّ‬ ‫ٌ‬
‫ود ِ‬
‫اَّلل ت بارك وت عال‪.‬‬ ‫وج ِ‬
‫ود ِ‬
‫اَّلل‪.‬‬ ‫(‪ )146‬اذكر دلِ ًيال عقلِيًّا إُِجالِيًّا على وج ِ‬
‫ف مع ِرفة الدلِ ِ‬
‫يل‬ ‫اعلم أنه َِيب على ك ِل مكل ٍ‬
‫ِّ‬
‫ود ِ‬
‫اَّلل كأن ي قال ال ِكتابة ال‬ ‫ال على وج ِ‬ ‫العقلِ ِى ا ِإلُج ِ ِِّ‬
‫ِّ‬
‫اع ٍل والبِناء ال بد له ِمن ف ِ‬
‫اع ٍل وال ِكتابة‬ ‫بد ْلا ِمن ف ِ‬
‫والبِناء جزءٌ ِمن هذا الع ِاَل ف هذا العاَل ِِبلول ال بد له‬
‫ِمن خالِ ٍق خلقه ال يشبِهه بِوج ٍه ِمن الوج ِ‬
‫وه‪.‬‬
‫صف ِة ال ِقدِم ِ ِ‬
‫َّلل ت عال‪.‬‬ ‫(‪ )147‬تكلم عن ِ‬
‫اعلم أن اَّلل ت عال ق ِدَيٌ أى أزِلٌّ ال بِداية لِوج ِ‬
‫ود ِه‬
‫قال اَّلل ت عال ﴿هو الول﴾ أى أن اَّلل وحده الول‬
‫‪143‬‬
‫ود ِه وقال رسول ِ‬
‫اَّلل ﷺ كان اَّلل‬ ‫ال ِذى ال ابتِداء لِوج ِ‬
‫وَل يكن شىءٌ غريه أى أن اَّلل أزِلٌّ وال أزِل ِسواه وكان‬
‫الرسول ي قول إِذا أراد دخول المس ِج ِد أعوذ ِِب ِ‬
‫َّلل‬
‫الع ِظ ِيم وبِوج ِه ِه الك ِر َِي وسلطانِِه الق ِد َِي ِمن الشيط ِ‬
‫ان‬
‫الق الق ِد َِي على سل ِ‬
‫طان‬ ‫الرِج ِيم‪ .‬فِإذا ث بت جواز إِط ِ‬
‫ت‬‫ات‪ .‬وأُجع ِ‬‫صفته جاز إِطالقه على الذ ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل ال ِذى هو ِ‬
‫اَّلل ذكر ذلِك‬‫الق الق ِد َِي على ِ‬
‫المة على جوا ِز إِط ِ‬
‫ى ِِف شر ِح إِحي ِاء عل ِ‬
‫وم‬ ‫ا ِإلمام ُممد مرتضى الزبِ ِ‬
‫يد ُّ‬
‫الدي ِن‪ .‬ف ي ِجب اعتِقاد أن اَّلل ق ِدَيٌ ِِبعَن أنه ال بِداية‬ ‫ِِّ‬
‫ى أِحد بن‬ ‫ود ِه قال ا ِإلمام أبو جعف ٍر الطحا ِو ُّ‬ ‫لِوج ِ‬
‫ى ِِف ع ِقيدتِِه ق ِدَيٌ بِال ابتِد ٍاء‪ .‬وليس‬‫سالمة ال ِمص ِر ُّ‬
‫يل ِلن‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫ط‬ ‫ن‬‫ٌ‬ ‫ا‬ ‫م‬‫ز‬ ‫ه‬ ‫معَن الق ِد َِي ِِف ح ِِّق ِ‬
‫اَّلل أنه مضى علي ِ‬
‫ٌ‬
‫اَّلل ت عال ال َي ِرى علي ِه زما ٌن‪ .‬أما الدلِيل العقلِ ُّى على‬

‫‪144‬‬
‫اَّلل ف هو أنه لو َل يكن ق ِدميًا لكان ح ِ‬
‫اد ًَث أى‬ ‫قِدِم ِ‬
‫اج إِل من أوجده والمحتاج إِل‬ ‫ت‬‫ُم‬ ‫ث‬ ‫َملوقًا واْل ِ‬
‫اد‬
‫ٌ‬
‫غ ِريِه ال يكون إِْلا‪ .‬ويد ُّل قِدم ِ‬
‫اَّلل ت عال أنه كان‬ ‫ً‬
‫ات‬‫ات وق بل اْلِه ِ‬
‫ش وق بل السمو ِ‬ ‫ودا ق بل العر ِ‬ ‫موج ً‬
‫ان وال ِجه ٍة وَل ي زل كما كان ِِف الزِل‬ ‫والم ِكن ِة بِال مك ٍ‬
‫ان وال ِجه ٍة ِلن اَّلل ت عال ال َيوز علي ِه‬‫ودا بِال مك ٍ‬ ‫موج ً‬
‫ات اْلد ِ‬
‫وث أى ِِف‬ ‫الت غ ُّري فِإن الت غ ُّري هو أق وى عالم ِ‬
‫كو ِن الشى ِء َملوقًا‪.‬‬
‫صف ِة الب ق ِاء ِ ِ‬
‫َّلل ت عال‪.‬‬ ‫(‪ )148‬تكلم عن ِ‬

‫َِيب اعتِقاد أن اَّلل ت عال ال ي لحقه ف ناءٌ ِلنه‬


‫لو جاز علي ِه الفناء لكان َملوقًا وَل يكن أزلِيًّا قال اَّلل‬
‫الل وا ِإلكر ِام﴾ قال‬ ‫ت عال ﴿وي ب قى وجه ربِِّك ذو اْل ِ‬
‫ى ِِف ت ف ِس ِريِه‬
‫ى والمراد بِوج ِه ِه ذاته وقال الب يضا ِو ُّ‬
‫الرا ِز ُّ‬
‫‪145‬‬
‫ص ُّح ت ف ِسري الوج ِه ِِف‬
‫﴿وي ب قى وجه ربِك﴾ ذاته‪ .‬وال ي ِ‬
‫ِّ‬
‫لصف ِة ِلن الذات هو ال ِذى يوصف بِ ِذى‬ ‫ه ِذ ِه اآلي ِة ِِب ِِّ‬
‫الل وا ِإلكر ِام﴾ معناه أن‬ ‫الل وا ِإلكر ِام‪ .‬و﴿ذو اْل ِ‬ ‫اْل ِ‬
‫اَّلل مست ِح ٌّق أن َيل فال َيحد وال يكفر بِ ِه وهو‬
‫ام ي وم ال ِقيام ِة‪.‬‬ ‫المك ِرم أهل ِواليتِ ِه ِِبلفوِز والنُّوِر الت ِِّ‬
‫اَّلل ب قاءٌ ذاتِ ٌّى أى ليس ِبِِب ق ِاء غ ِريِه له أما ب قاء‬‫وب قاء ِ‬
‫ان ِبِِب ق ِاء‬
‫اْلن ِة والنا ِر ف هو ليس ب قاء ذاتِيًّا بل ْها ِبقِي ت ِ‬
‫ً‬
‫صف ِة الب ق ِاء‪.‬‬ ‫اَّلل ْلما فال ش ِريك ِ ِ‬
‫َّلل ت عال ِِف ِ‬ ‫ِ‬
‫صف ِة السم ِع ِ ِ‬
‫َّلل ت عال‪.‬‬ ‫(‪ )149‬تكلم عن ِ‬

‫َِيب اعتِقاد أن اَّلل ت عال يسمع كل‬


‫ات بِال أذ ٍن وال ءال ٍة أخرى ف هو ت بارك‬ ‫المسموع ِ‬
‫وت عال يسمع كالمه الزِل وكالم المخلوق ِ‬
‫ات‬
‫ل ال بِسم ٍع َيدث ِِف ذاتِِه ِعند‬
‫وأصواْتم بِسم ٍع أزِ ٍِّ‬
‫‪146‬‬
‫ت قال اَّلل ت عال ﴿وهو الس ِميع‬ ‫ود اْل ِ‬
‫ادَث ِ‬ ‫وج ِ‬
‫ص ًفا ِِبلسم ِع لكان مت ِ‬
‫ص ًفا‬ ‫صري﴾ ف لو َل يك ِن اَّلل مت ِ‬ ‫الب ِ‬
‫ال‪ .‬أما‬ ‫ِِبلصم ِم وهو ن قص على ِ‬
‫اَّلل والن قص علي ِه ُم ٌ‬ ‫ٌ‬
‫يث اب ِن ماجه‬ ‫الذن بِفت ِح اْلمزِة والذ ِال الوا ِرد ِِف ح ِد ِ‬
‫َّلل أش ُّد أذ ًَن فمعناه ِاالستِماع كما قال ا ِإلمام الوز ِ‬
‫اع ُّى‬
‫ض اْلهل ِة أن حرف‬ ‫ضى اَّلل عنه‪ .‬وقد حصل ِمن ب ع ِ‬ ‫رِ‬
‫يث فادعى أن لفظ اْل ِد ِ‬
‫يث َّلل أش ُّد ءاذ ًاَن‬ ‫لفظ اْل ِد ِ‬
‫ِِب ِِّد اْلمزِة والذ ِال فاعت قد أن اَّلل ت عال له أذ ٌن وهذا‬
‫تشبِيهٌ ِ ِ‬
‫َّلل ِِبل ِق ِه فمن قال إِن اَّلل يسمع ِِبذ ٍن ف قد أْلد‬
‫وكفر‪.‬‬
‫صف ِة البص ِر ِ ِ‬
‫َّلل ت عال‪.‬‬ ‫(‪ )150‬تكلم عن ِ‬

‫َِيب اعتِقاد أن اَّلل ي رى بِرؤيتِ ِه الزلِي ِة كل‬


‫ات ف هو ت بارك وت عال ي رى ذاته الزِل وي رى‬ ‫المرئِي ِ‬

‫‪147‬‬
‫ات ِمن غ ِري حاج ٍة إِل حدق ٍة أو شع ِاع‬‫ُجيع المخلوق ِ‬ ‫ِ‬
‫ي ِِبعَن اْلِس ِم لكان‬ ‫ع‬ ‫ه‬‫ل‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫اَّلل‬ ‫ن‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ضوٍ‬
‫ء‬
‫ٌ‬
‫ت والفن ِاء‬
‫ِمث ًال لنا وْلاز علي ِه ما َيوز علي نا ِمن المو ِ‬
‫والت غ ُِّري قال اَّلل ت عال ﴿وهو الس ِميع الب ِ‬
‫صري﴾ ف لو َل‬
‫ريا رائِيًا لكان أعمى والعمى أى عدم‬ ‫ً‬
‫يك ِن اَّلل ب ِ‬
‫ص‬
‫ال‪.‬‬ ‫الرؤي ِة ن قص على ِ‬
‫اَّلل والن قص علي ِه ُم ٌ‬ ‫ُّ‬
‫ٌ‬
‫الم ِ ِ‬
‫َّلل ت عال‪.‬‬ ‫صف ِة الك ِ‬
‫(‪ )151‬تكلم عن ِ‬

‫صفة ذاتِِه ليس‬ ‫اَّلل ال ِذى هو ِ‬ ‫اعلم أن كالم ِ‬


‫ات ال يشبِه كالم‬ ‫الم غ ِريِه بل أزِلٌّ ِِبزلِي ِة الذ ِ‬ ‫حِ‬
‫اد ًَث كك ِ‬
‫ف‬ ‫وج اْلو ِاء ِمن اْلو ِ‬
‫ت َيدث ِمن خر ِ‬ ‫اْلل ِق ليس بِصو ٍ‬
‫اق شف ٍة‬
‫ف يظهر ِبِِطب ِ‬ ‫وف وال ِِبر ٍ‬ ‫ِج اْلر ِ‬ ‫أ ِو حرك ِة َمار ِ‬
‫ان‪ .‬كالم ِ‬
‫اَّلل ليس حروفًا‬ ‫يك لِس ٍ‬
‫ب َت ِر ِ‬‫أو َيدث بِسب ِ‬
‫ضا وال صوًَت وال لغةً ال يطرأ‬
‫ً‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ا‬‫ه‬ ‫ض‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ق‬‫ِ‬
‫ب‬ ‫س‬‫ي‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ب‬‫ِ‬
‫مت عاق‬
‫‪148‬‬
‫وت أو ت قطُّ ٌع ال ي ب تدأ وال َيت تم‪ .‬أما الدلِيل‬ ‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫س‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫علي‬
‫الم ف هو ق وله ت عال ﴿وكلم‬ ‫صفة الك ِ‬ ‫على أن اَّلل له ِ‬
‫يما﴾ ف لو َل يك ِن اَّلل متكلِِّ ًما لكان‬ ‫ً‬
‫اَّلل موسى تكلِ‬
‫َّلل‪ .‬وكالم ِ‬
‫اَّلل ت عال ليس‬ ‫أخرس وهذا ن قص ال يلِيق ِِب ِ‬
‫ٌ‬
‫اَّلل ت عال أزلِيةٌ ليست‬
‫صفات ِ‬ ‫ات ح ِ‬
‫ادثةٌ و ِ‬ ‫لغةً ِلن اللُّغ ِ‬
‫حِ‬
‫ادثةً‪.‬‬
‫السن ِة على أن كالم ِ‬
‫اَّلل ليس‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫يل‬ ‫ِ‬
‫(‪ )152‬ما هو دل‬
‫صوًَت وال حروفًا مت عاقِبةً‪.‬‬
‫السن ِة على أن كالم ِ‬
‫اَّلل ليس‬ ‫استدل أهل ُّ‬
‫صوًَت وال حروفًا مت عاقِبةً بِقولِ ِه ت عال ﴿وهو أسرع‬
‫اسبِي﴾ وبِقولِ ِه ﷺ ما ِمنكم ِمن أح ٍد إِال سيكلِِّمه‬ ‫اْل ِ‬
‫ى‪ .‬فاَّلل ت عال يكلِِّم كل‬‫ربُّه ي وم ال ِقيام ِة رواه البخا ِر ُّ‬
‫السؤال‬ ‫الم ِ‬
‫اَّلل ُّ‬ ‫ان ي وم ال ِقيام ِة ف ي فهم العبد ِمن ك ِ‬
‫إِنس ٍ‬

‫‪149‬‬
‫عن أف عالِ ِه وأق والِ ِه واعتِقاداتِِه‪ .‬ف لو كان اَّلل ي تكلم‬
‫ف‬ ‫ت ما كان ي ن ت ِهى ِحساِبم ِِف ِمائ ِة أل ِ‬ ‫ف والصو ِ‬ ‫ِِبْلر ِ‬
‫س من عاش ألفى سن ٍة‬ ‫سن ٍة ِلن اْللق كثِريٌ وِمن ا ِإلن ِ‬
‫ات ِمن‬ ‫وِمن هم من عاش أل ًفا وِزَيدةً وِمن هم من عاش ِمئ ٍ‬
‫السنِي‬‫السنِي وب عض اْلِ ِن ي ِعيشون ءاالفًا ِمن ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫اد ليس على القو ِل ف قط بل على القو ِل‬ ‫و ِحساب ال ِعب ِ‬
‫ف‬ ‫اد ف لو كان اَّلل يكلِِّمهم ِِبْلر ِ‬ ‫وال ِفع ِل و ِاالعتِق ِ‬
‫ت الست غرق ِحساِبم زم ًاَن ط ِو ًيال ِج ًّدا وَل يك ِن‬ ‫والصو ِ‬
‫اسبِي وهذا‬ ‫اسبِي بل لكان أبطأ اْل ِ‬ ‫اَّلل أسرع اْل ِ‬
‫اسبِي﴾ أى أن اَّلل‬ ‫ِخالف ق ولِ ِه ت عال ﴿وهو أسرع اْل ِ‬
‫ب‪ .‬هذا دلِيل على كالم ِ‬
‫اَّلل‬ ‫ٍ‬ ‫ت عال أسرع ِمن ك ِل ح ِ‬
‫اس‬
‫ٌ‬ ‫ِّ‬
‫صفة ذاتِِه ليس حرفًا وال صوًَت وال لغةً وال‬ ‫ال ِذى هو ِ‬
‫بِداية له وال َِّناية‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫(‪ )153‬ما الر ُّد على المعت ِزل ِة القائِلِي ِِبن اَّلل متكلِِّ ٌم‬
‫الم َيلقه ِِف غ ِريِه‪.‬‬
‫بِك ٍ‬
‫اَّلل فجعلوه أبكم‬ ‫المعت ِزلة ن فوا الكالم ع ِن ِ‬
‫وقالوا إِن اْلرف والصوت ح ِ‬
‫ادَث ِن ف لو كان اَّلل ي تكلم‬
‫اد ًَث أى َملوقًا وزعموا أن ق ول ِ‬
‫اَّلل ت عال‬ ‫لكان ح ِ‬
‫يما﴾ َما ٌز أى خلق اَّلل الكالم‬ ‫﴿وكلم اَّلل موسى تكلِ‬
‫ً‬
‫ِِف الشجرِة ال ِِت كان موسى ِعندها فس ِمع موسى كالم‬
‫اَّلل ِمن الشجرِة وهذا ِب ِط ٌل ف لو كان المر كما‬ ‫ِ‬
‫ي زعمون ما أكد اَّلل ال ِفعل ِِبلمصد ِر وِِف ذلِك ن ف ٌى‬
‫لِلمجا ِز‪ .‬والمجاز هو استِعمال اللف ِظ ِِف غ ِري معناه‬
‫الصلِ ِى قال أبو حيان الندل ِسى ِِف البح ِر الم ِح ِ‬
‫يط‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬
‫ار ِِبن اَّلل شرف‬ ‫ب‬‫خ‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫ا﴾‬‫يم‬ ‫﴿وكلم اَّلل موسى تكلِ‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫وع ال ِفع ِل‬ ‫موسى بِك ِ‬
‫الم ِه وأ ِّكِد ِِبلمصد ِر ِداللةً على وق ِ‬

‫‪151‬‬
‫على ح ِقيقتِ ِه ال على َما ِزِه‪ .‬ف ي ِجب اعتِقاد أن موسى‬
‫علي ِه السالم َِسع كالم ِ‬
‫اَّلل الزِل ال ِذى ليس حرفًا وال‬
‫اآلخرِة ِمن غ ِري‬
‫اَّلل ِِف ِ‬
‫صوًَت كما ي رى المؤِمنون ذات ِ‬
‫صفةً‬ ‫ضا أى ِ‬ ‫أن يكون جوه ًرا ف ر ًدا أو مركبًا أو عر ً‬
‫ف وال‬ ‫لِلجوه ِر ِلن العقل ال َِييل َساع ما ليس ِِبر ٍ‬
‫ت وإِن كنا ال نست ِطيع تص ُّوره‪ .‬واْلوهر الفرد هو‬ ‫صو ٍ‬
‫اْلزء ال ِذى ال ي تجزأ ِمن ت ن ِ‬
‫اه ِيه ِِف ال ِقل ِة أما المركب‬
‫ِمن أجز ٍاء ف هو اْلِسم‪.‬‬
‫(‪ )154‬اذكر بطالن ما تد ِع ِيه المشبِِّهة ِِبن السلف ما‬
‫الم ليس ِِبر ٍ‬
‫ف وال‬ ‫كانوا ي قولون إِن اَّلل متكلِِّ ٌم بِك ٍ‬
‫ت وإَِّنا هذا بِدعة الش ِ‬
‫اعرِة‪.‬‬ ‫صو ٍ‬
‫اعلم أن كالم ِ‬
‫اَّلل الزِل ال ِذى هو ِ‬
‫صفة ذاتِِه‬
‫ضا قال ا ِإلمام‬
‫ً‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ا‬‫ه‬‫ض‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ق‬‫ِ‬
‫ب‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ب‬‫ِ‬
‫ليس حروفًا مت عاق‬
‫‪152‬‬
‫المنا َنن ن تكلم‬ ‫ضى اَّلل عنه وي تكلم ال كك ِ‬ ‫أبو حنِيفة ر ِ‬
‫وف واَّلل متكلِِّ ٌم بِال ءال ٍة‬
‫ِج واْلر ِ‬‫آلالت ِمن المخار ِ‬
‫ِِب ِ‬
‫ف ذكر ذلِك ِِف ِرسال ِة ال ِفق ِه الك ِب و ِهى‬ ‫وال حر ٍ‬
‫س ال ِِت صحت نِسب ت ها إِلي ِه كما‬ ‫إِحدى رسائِلِ ِه اْلم ِ‬
‫ى ِِف‬ ‫قال اْلافِظ الف ِقيه اْلن ِف ُّى ُممد مرتضى الزبِ ِ‬
‫يد ُّ‬
‫ضى اَّلل‬ ‫الدي ِن‪ .‬وأبو حنِيفة ر ِ‬ ‫شرِح ِه على إِحي ِاء عل ِ‬
‫وم ِِّ‬
‫ون الثالث ِة الول‬
‫ف أى أه ِل القر ِ‬ ‫وس السل ِ‬ ‫عنه ِمن رؤ ِ‬
‫فِإنه أدرك شي ئًا ِمن ال ِمائ ِة الول إِذ ولِد سنة ْثانِي‬
‫وت وِِِّف سنة ِمائ ٍة وِخ ِسي ِهج ِريةً‪ .‬وليس المر كما‬
‫ت قول المشبِِّهة ِِبن السلف ما كانوا ي قولون ِِبن اَّلل‬
‫ت ومرادهم ِِبذا‬ ‫ف وال صو ٍ‬ ‫الم ليس ِِبر ٍ‬ ‫متكلِِّ ٌم بِك ٍ‬
‫اد ِهم الب ِ‬
‫اط ِل وال ِعياذ‬ ‫اس ع ِن الت ن ِز ِيه إِل اعتِق ِ‬
‫صرف الن ِ‬
‫ِ‬
‫ِبَّلل‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫الم ِ‬
‫اَّلل الزِ ِِّ‬
‫ل‪.‬‬ ‫(‪ )155‬هل يطلق القرءان على ك ِ‬
‫ان يطلق‬ ‫ان أى له معن ي ِ‬‫ظ له إِطالق ِ‬ ‫القرءان لف ٌ‬
‫على اللف ِظ المن زِل على سيِِّ ِدَن ُمم ٍد ﷺ ويطلق على‬
‫ل ال ِذى ال يشبِه كالم غ ِريِه‪ .‬فِإن‬‫الم الذاتِ ِى الزِ ِِّ‬
‫ِّ‬
‫الك ِ‬
‫صفته ف هو‬ ‫ان الكالم الذاتِ ُّى ال ِذى هو ِ‬ ‫صد ِِبلقرء ِ‬ ‫قِ‬
‫صد بِ ِه‬
‫ت وال لغ ٍة وإِن ق ِ‬ ‫ف وال صو ٍ‬ ‫أزِلٌّ ليس ِِبر ٍ‬
‫ب السما ِوي ِة اللفظ المن زل ف هو بِلغ ٍ‬
‫ات‬ ‫وبِسائِ ِر الكت ِ‬
‫َمتلِف ٍة ف ِمنه ما هو ِِبللُّغ ِة ال ِع ِبي ِة كالت ور ِاة والزبوِر وِمنه‬
‫يل أما القرءان ال ِذى أن ِزل‬ ‫السرَينِي ِة كا ِإل َِن ِ‬
‫ما هو ِِبللُّغ ِة ُّ‬
‫على سيِِّ ِدَن ُمم ٍد ﷺ ف هو ِِبللُّغ ِة العربِي ِة‪ .‬وه ِذ ِه‬
‫ل ال ِذى‬ ‫ات ع ِن الك ِ‬
‫الم الزِ ِِّ‬ ‫الكتب المن زلة كلُّها ِعبار ٌ‬
‫ادثةً كون‬ ‫صفة ذاتِِه وال ي لزم ِمن كو ِن ال ِعبارِة ح ِ‬ ‫هو ِ‬
‫اد ًَث أى َملوقًا‬ ‫ل حِ‬ ‫المع ِب عنه وهو الكالم الزِ ُّ‬
‫‪154‬‬
‫ات أزِ ٍِّ‬
‫ل‬ ‫وت ق ِريب ذلِك أن لفظ اْلالل ِة اَّلل ِعبارةٌ عن ذ ٍ‬
‫ى فِإذا ق لنا ن عبد اَّلل فذلِك الذات هو المقصود‬ ‫أب ِد ٍِّ‬
‫وإِذا كتِب هذا اللفظ ف ِقيل ما هذا ي قال اَّلل ِِبعَن أن‬
‫ى ال‬ ‫ه ِذ ِه اْلروف تد ُّل على ذلِك الذ ِ‬
‫ات الزِِل الب ِد ِِّ‬
‫ِّ‬
‫ِِبعَن أن ه ِذ ِه اْلروف ِهى الذات ال ِذى ن عبده وكذلِك‬
‫اللفظ المن زل على سيِِّ ِدَن ُمم ٍد ﷺ هو ِعبارةٌ عن‬
‫الم ِ‬
‫اَّلل ت عال الزِ ِِّ‬
‫ل‪.‬‬ ‫ك ِ‬
‫(‪ )156‬ما حكم ق و ِل القرء ِ‬
‫ان َملو ٌق‪.‬‬
‫إِطالق القو ِل ِِبنه َملو ٌق حر ٌام ِلنه َيمل ِعند‬
‫الم الزلِي ِة ل ِكن ي بي ِِف مق ِام‬
‫صف ِة الك ِ‬
‫الق على ِ‬
‫ا ِإلط ِ‬
‫وف يسبِق‬ ‫الت علِ ِيم أن اللفظ المن زل َملو ٌق ِ ِ‬
‫َّلل ِلنه حر ٌ‬
‫ث َملو ٌق ل ِكنه‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫اد‬‫ح‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ك‬‫ِ‬
‫ضا وما كان كذل‬
‫ب عضها ب ع ً‬
‫ك وال بش ٍر أى ليس ِمن َتلِ ِ‬
‫يف‬ ‫ليس ِمن تصنِ ِ‬
‫يف مل ٍ‬

‫‪155‬‬
‫يف ُمم ٍد ﷺ بل هو‬ ‫ِج ِبيل علي ِه السالم وال ِمن َتلِ ِ‬
‫ِعبارةٌ عن الك ِ‬
‫الم الذاتِ ِِّى ال ِذى ال يوصف ِِبنه عر ٌِّ‬
‫َب‬
‫وكلٌّ يطلق علي ِه كالم ِ‬
‫اَّلل أى أن الكالم الزِل ي قال‬
‫اَّلل واللفظ المن زل ال ِذى هو ِعبارةٌ عنه ي قال‬
‫ْلا كالم ِ‬
‫له كالم ِ‬
‫اَّلل‪.‬‬
‫صف ِة ا ِإلراد ِة ِ ِ‬
‫َّلل ت عال‪.‬‬ ‫(‪ )157‬تكلم عن ِ‬
‫اجبةٌ ِ ِ‬
‫َّلل ت عال‬ ‫اعلم أن ا ِإلرادة و ِهى الم ِشيئة و ِ‬
‫اَّلل أن ال يكون مت ِ‬
‫ص ًفا ِِبا ف لو َل‬ ‫أى يست ِحيل على ِ‬
‫ص ًفا ِِب ِإلراد ِة َل يوجد شىءٌ ِمن هذا الع ِاَل‬ ‫يك ِن اَّلل مت ِ‬
‫اد ِ‬
‫اَّلل له‪ .‬وا ِإلرادة‬ ‫ِلن وجود الع ِاَل ليس ذاتِيًّا بل ِبَِِي ِ‬
‫صص اَّلل ِِبا اْلائِز العقلِى ِِبلوج ِ‬
‫ود‬ ‫صفةٌ أزلِيةٌ أب ِديةٌ َي ِِّ‬
‫ِ‬
‫ت‬‫ت دون وق ٍ‬ ‫صف ٍة وبِوق ٍ‬ ‫صف ٍة دون ِ‬ ‫بدل العدِم وبِ ِ‬
‫ال ال ِعب ِ‬
‫اد‬ ‫ءاخر‪ .‬وا ِإلرادة ِِبعَن الم ِشيئ ِة ش ِاملةٌ ِلعم ِ‬

‫‪156‬‬
‫ود ِمن خ ٍري‬‫اْل ِري ِمن ها والش ِر فك ُّل ما دخل ِِف الوج ِ‬
‫ِّ‬
‫اَّلل وقع وحصل ل ِكن اْلري َيصل‬ ‫وش ٍر فبِم ِشيئ ِة ِ‬
‫ِّ‬
‫اَّلل وُمبتِ ِه وِرضاه أما الش ُّر ف يحصل ِِب ِشيئ ِة ِ‬
‫اَّلل‬ ‫ِِب ِشيئ ِة ِ‬
‫وق‬‫ال ِِبحبتِ ِه وِرضاه‪ .‬وال ي قاس اْلالِق على المخل ِ‬
‫يح ِمن العب ِد ِلنه من ِه ٌى عن فِعلِ ِه‬ ‫ِ‬
‫ب‬
‫ِّ ٌ‬‫ق‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫لش‬ ‫ف ِفعل العب ِد لِ‬
‫اَّلل وكذلِك إِرادة‬ ‫اَّلل لِلش ِر ف ليس قبِيحا ِمن ِ‬ ‫أما خلق ِ‬
‫ً‬ ‫ِّ‬
‫يح ليس قبِيحا ِمن ِ‬
‫اَّلل إَِّنا القبِيح فِعله‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ود‬ ‫ِ‬
‫اَّلل لِوج ِ‬
‫ً‬
‫اد‪.‬‬‫وإِرادته ِمن ال ِعب ِ‬

‫(‪ )158‬ما معَن أن الم ِشيئة َتبِعةٌ لِل ِعل ِم‪.‬‬


‫أى ما علِم اَّلل حدوثه ف قد شاء حدوثه وما‬
‫علِم أنه ال يكون َل يشأ أن يكون وليس معناه أن‬
‫اَّلل أزلِيةٌ‬
‫ات ِ‬ ‫صف ِ‬ ‫الم ِشيئة َتبِعةٌ لِل ِعل ِم ِِف الوج ِ‬
‫ود ِلن ِ‬
‫أب ِديةٌ ليس فِيها سابِ ٌق ومسبو ٌق‪ .‬وليس ِ‬
‫ت الم ِشيئة َتبِعةً‬
‫‪157‬‬
‫يل أن اَّلل ت عال أمر‬ ‫ت المعت ِزلة بِدلِ ِ‬‫لِِلم ِر كما زعم ِ‬
‫إِب ر ِاهيم علي ِه السالم ِِبلوح ِى المن ِام ِِّى بِذب ِح ول ِد ِه‬
‫اعيل وَل يشأ له ذلِك ف لما أراد إِب ر ِاهيم ت ن ِفيذ ما‬ ‫إَِس ِ‬
‫ش ِمن اْلن ِة جاء‬ ‫اعيل بِكب ٍ‬ ‫أ ِمر بِ ِه فدى اَّلل ت عال إَِس ِ‬
‫بِ ِه ِج ِبيل علي ِه السالم فِإن قِيل كيف َيمر ِِبا َل يشأ‬
‫وقوعه فاْلواب أنه قد َيمر ِِبا َل يشأ ابتِالء لِل ِعب ِ‬
‫اد‬ ‫ً‬
‫اصى‬ ‫وع شى ٍء ِمن العب ِد كالكف ِر والمع ِ‬ ‫كما أنه علِم بِوق ِ‬
‫وَّناه عن فِعلِ ِه‪.‬‬
‫صف ِة القدرِة ِ ِ‬
‫َّلل ت عال‪.‬‬ ‫(‪ )159‬تكلم عن ِ‬

‫َّلل ت عال القدرة على ك ِِّل شى ٍء والقدرة‬ ‫َِيب ِ ِ‬


‫وجد وي ع ِدم ف لو‬ ‫ات ِ‬
‫اَّلل ِِبا ي ِ‬ ‫صفةٌ أزلِيةٌ أب ِديةٌ َثبِتةٌ لِذ ِ‬
‫ِ‬
‫ص والن قص‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫ز‬ ‫ج‬ ‫ع‬ ‫ال‬‫و‬ ‫ا‬
‫ز‬ ‫اج‬ ‫َل يك ِن اَّلل ق ِ‬
‫ادرا لكان ع ِ‬
‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اَّلل قال اَّلل ت عال ﴿وهو على ك ِِّل شى ٍء‬
‫مست ِحيل على ِ‬
‫ٌ‬
‫‪158‬‬
‫ق ِد ٌير﴾ والمراد ِِبلشى ِء هنا اْلائِز العقلِ ُّى وهو ما‬
‫ي تصور ِِف العق ِل وجوده َترةً وعدمه َترةً أخرى كسائِ ِر‬
‫ب العقلِ ِِّى وهو‬ ‫اج ِ‬‫ات فال ت ت علق قدرته ِِبلو ِ‬ ‫المخلوق ِ‬
‫صفاته ِلنه ال ي قبل العدم وال ت ت علق‬ ‫ذات ِ‬
‫اَّلل و ِ‬
‫َّلل ِلنه ال ي قبل‬ ‫يك ِ ِ‬ ‫يل العقلِ ِى كوج ِ‬
‫ود ش ِر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِِبلمست ِ‬
‫ح‬
‫ِّ‬
‫اَّلل ِِبلقوِة ِلن القوة ِِبعَن‬ ‫الوجود‪ .‬وال َيوز تس ِمية ِ‬
‫صفةً إَِّنا ي قال ق ِو ٌّ‬
‫ى‬ ‫صفةٌ ِ ِ‬
‫َّلل واَّلل ت عال ليس ِ‬ ‫القدرِة ِ‬
‫أى َت ُّم القدرِة ال ِذى ال ي ع ِجزه شىءٌ وليس معناه ق ِوى‬
‫ى‬‫اْلس ِد ِلن اَّلل ليس ِجس ًما قال ت عال ﴿إِن اَّلل لق ِو ٌّ‬
‫ع ِز ٌيز﴾ وقال ت عال ﴿إِن اَّلل هو الرزاق ذو القوِة‬
‫المتِي﴾‪.‬‬
‫(‪ )160‬كيف ي ر ُّد على اب ِن حزٍم ِِف مسأل ِة القدرِة‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫اد ٌر على ك ِِّل شى ٍء وال‬‫َِيب اعتِقاد أن اَّلل ق ِ‬
‫يل العقلِ ِِّى ِلنه ال ي قبل الوجود‬ ‫ت ت علق قدرته ِِبلمست ِح ِ‬
‫وخالف ِِف ذلِك ابن حزٍم ف قال ِِف كِتابِ ِه المحلى‬
‫اد ٌر أن ي ت ِخذ ول ًدا إِذ لو َل‬
‫ِِبآلَث ِر إِن اَّلل عز وجل ق ِ‬
‫اجزا وكالمه هذا كفر وال ِعياذ ِِب ِ‬
‫َّلل‬ ‫ي ق ِدر علي ِه لكان ع ِ‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫لحِ‬
‫اد ًَث أى‬ ‫الم ِه أنه َيوز أن يكون الزِ ُّ‬ ‫ِلن معَن ك ِ‬
‫َملوقًا ِلن ال ِذى ي نح ُّل ِمنه شىء يكون ح ِ‬
‫اد ًَث واَّلل‬ ‫ٌ‬
‫اذ الول ِد ال ي لزم ِمنه أن‬‫ت عال ليس كذلِك‪ .‬وعدم ِِّاَّت ِ‬
‫اجزا ِلن ِِّاَّتاذ الول ِد مست ِحيل على ِ‬
‫اَّلل فال‬ ‫يكون ع ِ‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫اد ٌر على أن ي ت ِخذ‬
‫ت ت علق القدرة بِ ِه فال ي قال إِن اَّلل ق ِ‬
‫اج ٌز عن ذلِك بل ي قال هذا‬ ‫ول ًدا وال ي قال إِنه ع ِ‬
‫يل عقلِ ٌّى والقدرة ال ت ت علق بِ ِه‪.‬‬
‫ٌ‬
‫مست ِ‬
‫ح‬

‫‪160‬‬

You might also like