‫الشروط الخاصة بالدعوى العقارية‬

‫فقهاً ونظاماً‬

‫د‪ .‬مزهر بن مبروك الربعي‬

‫قاض في وزارة العدل‬
‫ٍ‬

‫‪265‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫العدد الثالث والثالثون | جمادى األولى ‪1445‬هـ | ديسمبر ‪2023‬م‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫المقدمة‬
‫إن احلمد هلل‪ ،‬نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه‪ ،‬ونعوذ باهلل من‬
‫رشور أنفسنا ومن سيئات أعاملنا‪ ،‬من هيده اهلل فال مضل له ومن يضلل فال‬
‫هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال رشيك له‪ ،‬له امللك وله احلمد‬
‫حييي ويميت وهو عىل كل يشء قدير‪ ،‬وأشهد أن حممد ًا عبده ورسوله‪ ،‬صىل‬
‫اهلل عليه وعىل آله وصحبه وسلم‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فهذا البحث يقترص عىل الرشوط اخلاصة بالدعوى العقارية يف الفقه‬
‫والنظام‪ ،‬والدعوى العقارية وإن كانت تشارك بقية الدعاوى يف الرشوط؛‬
‫إال أن هلا رشوط ًا وتفصيالت خاصة هبا‪ ،‬أوالها الفقهاء وكذلك النظام‬
‫عناية خاصة‪ ،‬ورغبة يف اإلسهام يف جتلية أحكام هذه املسألة؛ كان هذا‬
‫َّ َ َ ۡ َ َّ ۡ ُ َ ُ‬
‫ُ‬ ‫ِييِق إ ِ َّاَّل بٱهَّللِۚ عليهِ ت َولَّكت ۡ‬
‫ِإَويَلهِ أنِيب﴾ ‪.‬‬
‫(((‬ ‫﴿و َما تَ ۡوف ِ ٓ‬
‫البحث‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫أمهية املوضوع‪:‬‬
‫يرتبط العقار بحاجات الناس الرضورية‪ ،‬من مسكن ومأكل ومرشب‬
‫ونحوها‪ ،‬ولذا فإهنم أكثر مشاحة فيه عن غريه من احلقوق‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫األمهية االقتصادية الكربى للعقار يف العرص احلارض؛ حيث أصبح يشكل‬
‫مصدر ًا من مصادر االستثامر وتنمية األموال‪ ،‬كام أن نسبة كبرية من القضايا‬
‫املرفوعة إىل املحاكم ختص القضايا العقارية حتى طالب بعض املختصني‬

‫((( سورة هود اآلية رقم (‪.)88‬‬

‫‪266‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫بإجياد حماكم متخصصة يف النزاعات العقارية(((‪ ،‬ولذا كان من األمهية بحث‬

‫الرشوط اخلاصة بالدعوى العقارية ودراستها دراسة فقهية ونظامية‪.‬‬
‫أسباب اختيار املوضوع‪:‬‬
‫‪ .1‬أمهية املوضوع كام سبق بيانه‪.‬‬
‫‪ .2‬اختالف الدعوى العقارية عن بقية الدعاوى يف بعض اجلوانب‪.‬‬
‫‪ .3‬اإلسهام يف جتلية أحكام الدعوى العقارية من الناحية الفقهية والنظامية‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫‪ .1‬تقديم دراسة للرشوط اخلاصة بالدعوى العقارية من الناحية الفقهية‬
‫والنظامية‪.‬‬
‫‪ .2‬خدمة طالب العلم عامة والقضاة خاصة هبذا اجلهد اليسري‪.‬‬
‫َ‬
‫بمجايَل الرتافع والعقار أثناء الدعوى‬ ‫‪ .3‬بيان ما حيتاج إليه املهتمون‬
‫العقارية‪ ،‬لتكون الدعوى عند رفعها مكتملة اجلوانب‪ ،‬مما يرتتب عليه‬
‫رسعة الفصل فيها‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫مل أجد حسب علمي واطالعي دراسة خاصة هبذا املوضوع‪ ،‬إال ما‬
‫ُيبحث جمم ً‬
‫ال عند بحث رشوط الدعوى بشكل عام‪.‬‬

‫((( انظر‪ :‬جملة القضائية‪ ،‬الصادرة عن وزارة العدل‪ ،‬العدد الثالث (‪.)341‬‬

‫‪267‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫حدود البحث‪:‬‬
‫سوف يكون جمال الدراسة يف هذا البحث هو‪ :‬اجلانب الذي خيص‬
‫الدعوى العقارية من رشوط الدعوى‪ ،‬سواء من الناحية الفقهية أو النظامية‪،‬‬
‫وأما الرشوط العامة للدعوى ‪-‬وإن كانت تشرتك فيها الدعوى العقارية‪-‬‬
‫إال أهنا ليست داخلة يف حدود هذا البحث‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫منهجي يف هذا البحث يتمثل يف اآليت‪:‬‬
‫‪ .1‬االقتصار عىل ذكر الرشوط اخلاصة بالدعوى العقارية‪ ،‬ومقارنتها بام‬
‫ورد يف األنظمة والتعليامت يف اململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا كان الرشط اخلاص بالدعوى العقارية حمل اتفاق ذكرته بدليله‪ ،‬مع‬
‫توثيق ذلك‪ ،‬وإن كان حمل خالف فأذكر األقوال فيه‪ ،‬وبيان من قال هبا من‬
‫أهل العلم‪ ،‬مع توثيق األقوال من مصادرها األصلية‪ ،‬وذكر أدلتها وما يرد‬
‫عليها من مناقشات‪ ،‬وما جياب به عنها إن كانت‪ ،‬ثم الرتجيح مع بيان سببه‪.‬‬
‫‪ .5‬عزو اآليات الواردة يف البحث إىل سورها‪ ،‬وذلك ببيان اسم السورة‬
‫ورقم اآلية‪.‬‬
‫‪ .6‬ختريج األحاديث واآلثار عند أول ورودها يف البحث‪ ،‬مع بيان‬
‫درجتها إن مل تكن يف الصحيحني أو أحدمها‪.‬‬
‫‪ .7‬التعريف باملصطلحات من كتب الفن الذي يتبعه املصطلح‪ ،‬أو‬
‫من كتب املصطلحات املعتمدة‪ ،‬مع عدم التوسع يف التعريفات أو التطرق‬
‫ال يطول البحث‪.‬‬‫للخالف فيها؛ لئ َّ‬

‫‪268‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫‪ .8‬توثيق املعاين من معاجم اللغة املعتمدة‪ ،‬وتكون اإلحالة عليها‬

‫باجلزء‪ ،‬والصفحة‪.‬‬
‫‪ .9‬جعلت اخلامتة متضمنة أهم النتائج التي أتوصل إليها‪.‬‬
‫‪ .10‬مل أترجم لألعالم الوارد ذكرهم يف البحث‪ ،‬واقترصت عىل عمل‬
‫فهرس للمراجع فقط رغبة يف االختصار‪.‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫يتكون البحث من مقدمة‪ ،‬ومتهيد‪ ،‬وثالثة مباحث‪ ،‬ثم اخلامتة والفهرس‪،‬‬
‫وهي كالتايل‪:‬‬
‫املقدمة‪:‬‬
‫وفيها االفتتاحية‪ ،‬وأسباب اختيار املوضوع‪ ،‬وأهداف البحث‪ ،‬والدراسات‬
‫السابقة‪ ،‬ومنهج البحث‪ ،‬وخطة البحث‪.‬‬
‫التمهيد‪ :‬التعريف بالعنوان‪ ،‬مفرد ًا ومركب ًا‪:‬‬
‫وفيه ستة مطالب‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف الرشط‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬تعريف الدعوى‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬تعريف العقار‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬تعريف الفقه‪.‬‬
‫املطلب اخلامس‪ :‬تعريف النظام‪.‬‬

‫‪269‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫املطلب السادس‪ :‬تعريف الدعوى العقارية مركبة‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬التعريف بأهم األنظمة املتعلقة بموضوع البحث‪:‬‬
‫وفيه ثالثة مطالب‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬نظام املرافعات الرشعية‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬نظام التسجيل العيني للعقار‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬نظام املعامالت املدنية‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬الرشوط اخلاصة بالدعوى العقارية‪:‬‬
‫وفيه مخسة مطالب‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬رشط الصفة يف الدعوى العقارية‪:‬‬
‫وفيه ثالثة فروع‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أحكام أصحاب الصفة يف الدعوى العقارية‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬أحوال وجود صك متلك عىل العقار حمل الدعوى‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أحكام أصحاب اليد الطارئة يف الصفة يف الدعوى العقارية؟‬
‫املطلب الثاين‪ :‬رشط معلومية العقار املدعى‪:‬‬
‫وفيه مخسة فروع‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬بم يتحقق رشط املعلومية يف العقار املدعى؟‬
‫الفرع الثاين‪ :‬هل يشرتط ذكر احلدود األربعة أم يكفي أقل؟‬

‫‪270‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التعريف بالعقار املدعى بذكر وثيقة التملك‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬معلومية العقار املدعى باإلشارة إليه‪.‬‬
‫الفرع اخلامس‪ :‬اشرتاط ذكر أطوال العقار املدعى‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬رشط وضع اليد‪:‬‬
‫وفيه مخسة فروع‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬معنى وضع اليد لغ ًة واصطالح ًا‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬الترصفات التي يتحقق هبا وضع اليد‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أمهية اليد يف الدعوى العقارية‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬إثبات وضع اليد‪.‬‬
‫الفرع اخلامس‪ :‬إذا ادعى عقار ًا ظان ًا أنه يف يد املدعى عليه‪ ،‬وأقام بينة‪،‬‬
‫وحكم احلاكم هبا‪ ،‬ثم بان أن العقار املدعى يف يد آخر‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬رشط ذكر سبب االستحقاق‪.‬‬
‫املطلب اخلامس‪ :‬رشط عدم التقادم‪:‬‬
‫وفيه ثالثة فروع‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف التقادم لغ ًة واصطالح ًا‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬حترير حمل النزاع يف مسألة التقادم‪ ،‬وذكر اخلالف يف املسألة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬رشوط إعامل التقادم‪.‬‬

‫‪271‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫املبحث الثالث‪ :‬الرشوط النظامية للدعوى العقارية‪.‬‬

‫اخلامتة‪:‬‬
‫وفيها أهم النتائج‪.‬‬
‫‪ -‬املراجع‪.‬‬
‫‪ -‬فهرس املوضوعات‪.‬‬
‫واهلل أسأل أن يوفقني للصواب‪ ،‬وأن ينفع هبذا البحث‪ ،‬إنه ويل ذلك‬
‫والقادر عليه‪ ،‬وصىل اهلل وسلم عىل نبينا حممد وعىل آله وصحبه‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫التمهيد‬
‫التعريف بالعنوان‪ ،‬مفرداً ومركباً‬
‫وفيه ستة مطالب‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الشرط ً‬

‫لغة‪ ،‬واصطالحاً ‪:‬‬

‫الرشط لغ ًة‪:‬‬
‫يدل عىل َع َل ٍم وعالمة‪ ،‬والرَّشَّ َ ُط بفتحتني‬ ‫أصل ُّ‬‫الشني والراء والطاء ٌ‬
‫اط الساعة‪ :‬عالماهتا(((‪ ،‬وال ْرَّشَّ ُط إِلزا ُم اليشء والتِزا ُمه يف‬
‫وأرْش ُ‬
‫العالمة‪ْ ،‬‬
‫البي ِع ونحوه(((‪.‬‬
‫واصطالح ًا‪:‬‬
‫ما يلزم من عدمه العدم‪ ،‬وال يلزم من وجوده وجود وال عدم‪ ،‬لذاته(((‪.‬‬
‫فعدم الرشط يستلزم عدم املرشوط‪ ،‬ولكن وجود الرشط ال يستلزم‬
‫وجود املرشوط‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬رشط الصفة يف الدعوى‪ ،‬فالدعوى ال تصح‬
‫إال من ذي صفة وإذا عدمت الصفة مل تقبل الدعوى‪ ،‬وال يلزم من حتقق‬
‫الصفة يف شخص أو جهة وجود الدعوى‪.‬‬

‫((( مقاييس اللغة البن فارس (‪ ،)201/3‬خمتار الصحاح للرازي (‪ ،)354‬املصباح املنري‬
‫للفيومي (‪.)162‬‬
‫((( لسان العرب البن منظور (‪.)329/7‬‬
‫((( هتذيب الفروق ملحمد املكي (‪ ،)60/1‬الكوكب املنري رشح خمترص التحرير البن‬
‫النجار (‪.)452/1‬‬

‫‪273‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف الدعوى ً‬

‫لغة واصطالحاً ‪:‬‬
‫الدعوى لغ ًة‪:‬‬
‫ودعاوى‪ ،‬بكرس الواو وفتحها‪ ،‬وهي الطلب(((‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫دعاوي‪،‬‬ ‫مفرد مجعها‬
‫َ‬ ‫َُ ۡ َ َ ‪َ ٞ‬‬
‫ِيها فٰك َِهة َول ُهم َّما يَ َّد ُعون﴾(((‪.‬‬ ‫ومنه قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬لهم ف‬
‫واصطالح ًا‪:‬‬
‫ُع ِّرفت بعدة تعاريف منها‪:‬‬
‫‪ -‬إضافة اإلنسان إىل نفسه استحقاق يشء يف يد غريه أو يف ذمته(((‪.‬‬
‫‪ٌ -‬‬
‫قول أو ما يف معناه‪ ،‬معتدٌّ به رشع ًا‪ ،‬ينسب به املدعي حق ًا لنفسه أو من‬
‫يمثله‪ِ ،‬ق َبل غريه‪ ،‬لدى القايض ومن يف حكمه(((‪.‬‬
‫والتعريف الثاين أشمل؛ ألنه يشمل املطالبة بالقول أو غريه كالكتابة‪،‬‬
‫ويشمل االدعاء باألصالة أو غريها كالوكالة والوالية‪ ،‬ويقيد االدعاء بكونه‬
‫لدى القايض ومن يف حكمه كاملحكم‪.‬‬
‫ولو أنه أبدل كلمة (ينسب) بكلمة (يطلب) لكان أوىل؛ ألن كثري ًا من‬
‫الفقهاء يشرتط يف الدعوى الترصيح باملطالبة(((‪.‬‬

‫تاج العروس للزبيدي (‪ ،)52/38‬املصباح املنري للفيومي (‪.)103‬‬ ‫(((‬

‫سورة يس رقم اآلية (‪.)57‬‬ ‫(((‬
‫املغني البن قدامة (‪ ،)275/14‬اإلنصاف للمرداوي (‪.)119/29‬‬ ‫(((‬
‫أحكام الدعوى القضائية البن خنني (‪.)15‬‬ ‫(((‬
‫انظر‪ :‬أدب القضاء للرسوجي (‪ ،)127‬أدب القضاء البن أيب الدم (‪ ،)191‬كشاف‬ ‫(((‬
‫القناع للبهويت (‪.)138/15‬‬

‫‪274‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫فيكـون التعريـف املختـار للدعـوى هـو‪ٌ :‬‬

‫قـول أو مـا يف معنـاه‪ ،‬معتـدٌّ بـه‬
‫رشعـ ًا‪ ،‬يطلـب بـه املدعي حقـ ًا لنفسـه أو من يمثلـه‪ِ ،‬ق َبل غريه‪ ،‬لـدى القايض‬
‫ومـن يف حكمه‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تعريف العقار‪:‬‬

‫العقار لغ ًة‪:‬‬

‫بالفتح خمفف ًا األرض والضياع والنخل‪ ،‬ويقال‪ :‬يف البيت ٌ‬

‫عقار حسن أي‬
‫متاع وأداة‪َ ،‬وا ُْمْل ْع ِق ُر بِ َو ْز ِن ا ُْمْل ْع ِ ِ‬
‫رِس‪ :‬الرجل الكثري العقار(((‪ ،‬جاء يف املصباح‬
‫املنري‪« :‬ال َع َق ُار‪ُّ ...:‬‬
‫كل ملك ثابت له أصل كالدار والنخل‪ ،‬قال بعضهم‪:‬‬
‫وس ّم َيت املنازل ضياع ًا؛ ألهنا‬
‫وربام أطلق عىل املتاع‪ ،‬واجلمع عقارات» ‪ُ ،‬‬
‫(((‬

‫إذا ت ُِر َك َت َع ُّهدُ ها وعامرهتا تضيع(((‪.‬‬

‫واصطالح ًا‪:‬‬

‫العقار يطلق عىل األرض باالتفاق(((‪ ،‬واختلفوا يف ما عدا األرض من‬

‫الدور والغراس ونحوها عىل اجتاهني‪:‬‬

‫خمتار الصحاح للرازي (‪ ،)214‬لسان العرب البن منظور (‪.)597/4‬‬ ‫(((‬

‫املصباح املنري للفيومي (‪.)218‬‬ ‫(((‬
‫لسان العرب البن منظور (‪.)228/8‬‬ ‫(((‬
‫رد املحتار البن عابدين (‪ ،)361/4‬الرشح الكبري للدردير (‪ ،)145/3‬هناية املحتاج‬ ‫(((‬
‫للرميل (‪ ،)93/4‬املغني البن قدامة (‪.)364/7‬‬

‫‪275‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫االجتاه األول‪ :‬أن العقار ال يشمل سوى األرض فقط‪ ،‬وأن الغراس‬
‫والبناء ونحوه ال يدخالن يف مسمى العقار إال بالتبع‪ ،‬فإذا انفصلت فليست‬
‫عقار ًا‪ ،‬وهذا مذهب احلنفية واحلنابلة(((‪.‬‬
‫االجتاه الثاين‪ :‬العقار يطلق عىل البناء والشجر كام يطلق عىل األرايض‪،‬‬
‫وهذا مذهب املالكية والشافعية(((‪.‬‬
‫والراجح الثاين ألنه يوافق ما ورد يف التعريف اللغوي قال ابن حجر‬
‫هللا همحر‪« :‬واملعروف يف اللغة أنه مقول باالشرتاك عىل اجلميع»(((‪ ،‬ويوافق‬
‫كذلك ورد يف السنة(((‪.‬‬
‫وعليه فالتعريف املختار للعقار هو‪ :‬ما ال يمكن نقله من حمل إىل آخر‬
‫كالدور واألرايض(((‪.‬‬

‫درر احلكام لعيل حيدر (‪ ،)116/1‬البحر الرائق البن نجيم (‪ ،)198/7‬كشاف القناع‬ ‫(((‬
‫للبهويت (‪ ،)355/9‬جملة األحكام الرشعية للقاري (‪.)112‬‬
‫حاشية الدسوقي عىل الرشح الكبري (‪ ،)476 ،145/3‬هناية املحتاج للرميل (‪.)93/4‬‬ ‫(((‬
‫فتح الباري البن حجر (‪.)519/6‬‬ ‫(((‬
‫منها حديث أنس هنع هللا يضر قال‪« :‬ملا قدم املهاجرون املدينة من مكة‪ ،‬وليس بأيدهيم‬ ‫(((‬
‫‪-‬يعني شيئ ًا‪ ،-‬وكانت األنصار أهل األرض والعقار‪ ،‬فقاسمهم األنصار عىل أن‬
‫يعطوهم ثامر أمواهلم من كل عام ويكفوهم العمل واملؤنة‪ »...‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب‬
‫اهلبة‪ ،‬باب فضل املنيحة‪ ،‬رقم احلديث (‪( ،)2630‬ص‪ ،)425‬ومسلم كتاب اجلهاد‬
‫والسري‪ ،‬باب رد املهاجرين إىل األنصار منائحهم‪ ،‬رقم احلديث (‪( ،)1771‬ص‪،)786‬‬
‫واملقصود بالعقار هنا النخل‪ ،‬انظر‪ :‬رشح النووي عىل صحيح مسلم (‪.)99/12‬‬
‫جملة األحكام العدلية ملجموعة من العلامء (‪.)31‬‬ ‫(((‬

‫‪276‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫تعريف العقار نظام ًا‪:‬‬

‫جاء يف نظام املعامالت املدنية‪ :‬العقار‪ :‬كل يشء ثابت يف حيزه ال يمكن‬

‫نقله منه دون تلف أو تغري يف هيئته(((‪.‬‬

‫وجـاء يف نظـام التسـجيل العينـي للعقـار‪ :‬أن العقـار هـو‪ :‬قطعـة مـن‬
‫األرض ومـا حتتهـا ومـا فوقهـا ‪-‬ويسـتثنى مـن ذلـك الثـروات الطبيعيـة‪،‬‬
‫والعلـو غير املـأذون بعامرتـه واسـتغالله‪ -‬ومـا عليهـا مـن بنـاء أو ملحقـات‬
‫ثابتـة أو مزروعـات أو مصانـع أو منشـآت أخـرى كاملوانـئ واملطـارات‬
‫وخطـوط الكهربـاء واألنابيـب وغريهـا(((‪.‬‬

‫ويالحـظ مـن هذيـن التعريفين أهنام أخذ باالجتـاه الثاين لتعريـف العقار؛‬

‫بحيـث يشـمل األرايض ومـا يتصـل هبا‪ ،‬كما أن نظام املرافعـات الرشعية ذكر‬

‫مـن اختصـاص املحاكـم العامة‪« :‬الدعـاوى املتعلقـة بالعقار‪ ،‬مـن املنازعة يف‬

‫امللكيـة‪ ،‬أو حـق متصـل بـه‪ ،(((»...‬فذكـر احلقـوق املتصلـة بالعقـار ممـا يؤكـد‬

‫هـذا االجتاه‪.‬‬

‫((( املادة (‪ )22‬من نظام املعامالت املدنية‪.‬‬

‫((( املادة (‪ )1‬من نظام التسجيل العيني للعقار‪.‬‬
‫((( املادة (‪ )31‬من نظام املرافعات الرشعية‪.‬‬

‫‪277‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫المطلب الرابع‪ :‬تعريف الفقه ً‬

‫لغة واصطالحاً ‪:‬‬

‫الفقه لغ ًة‪:‬‬

‫يِن‬ ‫ا‬ ‫ٱحلُ ۡل ُع ۡق َد ٗة ّمِن ّل َ‬

‫ِس‬ ‫﴿و ۡ‬
‫العلم باليشء والفهم له(((‪ ،‬ومنه قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫َۡ ْ َ‬
‫‪َ 27‬يفق ُهوا ق ۡو ِيِل﴾(((‪.‬‬

‫واصطالح ًا‪:‬‬

‫معرفة األحكام الرشعية العملية بأدلتها التفصيلية(((‪.‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬تعريف النظام‪:‬‬

‫النظام لغ ًة‪:‬‬

‫من النظم‪ ،‬وهو التأليف وضم يشء إىل يشء آخر‪ ،‬والنظام‪ :‬كل خيط‬
‫نظام‪ ،‬جعلته يف سلك‪ ،‬ونظمت األمر‬
‫ينظم به لؤلؤ ونحوه ‪ ،‬ونظمت اخلرز ً‬
‫(((‬

‫هنج غري خمتلف(((‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫واحد أي ٍ‬ ‫فانتظم أي أقمته فاستقام‪ ،‬وهو عىل نظام‬

‫لسان العرب البن منظور (‪ ،)522/13‬تاج العروس للزبيدي (‪ ،)456/36‬القاموس‬ ‫(((‬

‫املحيط للفريوزآبادي (‪.)1250‬‬
‫سورة طه آية رقم (‪.)28-27‬‬ ‫(((‬
‫األصول من علم األصول البن عثيمني (‪ ،)7‬وانظر أيض ًا‪ :‬الكوكب املنري رشح خمترص‬ ‫(((‬
‫التحرير البن النجار (‪ ،)452/1‬رشح خمترص الروضة للطويف (‪.)133/1‬‬
‫تاج العروس للزبيدي (‪ ،)496/33‬القاموس املحيط للفريوزآبادي (‪.)1162‬‬ ‫(((‬
‫املصباح املنري للفيومي (‪.)315‬‬ ‫(((‬

‫‪278‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫واصطالح ًا‪:‬‬
‫جمموعة من األحكام التي تتعلق بموضوع حمدد‪ ،‬وتعرض يف صورة‬
‫مواد متتالية(((‪.‬‬

‫المطلب السادس‪ :‬التعريف بالدعوى العقارية مركبة‪:‬‬

‫الدعوى العقارية‪:‬‬
‫ٌ‬
‫قول أو ما يف معناه‪ ،‬معتدٌّ به رشع ًا‪ ،‬يطلب به املدعي حق ًا عقاري ًا لنفسه‬
‫أو من يمثله‪ِ ،‬ق َبل غريه‪ ،‬لدى القايض ومن يف حكمه(((‪.‬‬
‫وأهم احلقوق العقارية التايل(((‪:‬‬
‫‪ .1‬حق امللكية‪ ،‬سواء ملكية العقار كله أو بعضه‪ ،‬وينشأ عن هذا احلق‪:‬‬
‫دعوى امللكية‪ ،‬ودعوى الرشاكة‪ ،‬ودعوى منع التعرض‪ ،‬ودعوى رفع اليد‪.‬‬
‫‪ .2‬حق احليازة‪ ،‬وينشأ عن هذا احلق دعاوى احليازة وهي‪ :‬دعوى منع‬
‫التعرض للحيازة‪ ،‬دعوى اسرتداد احليازة‪ ،‬دعوى وقف األعامل اجلديدة‪.‬‬
‫‪ .3‬حق االنتفاع‪ ،‬كحق االنتفاع بسكنى املوقوف أو املوىص به‪.‬‬
‫‪ .4‬حق االرتفاق‪ ،‬كحق الرشب واملرور واملسيل والتعيل‪.‬‬

‫((( االختصاص القضائي‪ ،‬د‪ .‬نارص الغامدي (‪.)43‬‬

‫((( مستفاد من تعريف الشيخ ابن خنني للدعوى يف كتابه‪ :‬أحكام الدعوى القضائية‬
‫(‪ ،)15‬مع بعض الترصف‪.‬‬
‫((( انظر‪ :‬الكاشف البن خنني (‪ ،)140/1‬املادة (‪ )2/24‬واملادة (‪-31‬أ) من نظام‬
‫املرافعات الرشعية‪.‬‬

‫‪279‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫‪ .5‬حق االرهتان‪ ،‬وينشأ عنه‪ :‬دعوى إثبات الرهن‪ ،‬ودعوى بيع املرهون‪،‬‬
‫ودعوى فك الرهن بعد الوفاء‪.‬‬
‫‪ .6‬حــق االحتبــاس‪ ،‬كحــق البائــع بثمــن حــال احتبــاس املبيــع حتــى‬
‫تســليم الثمــن لــه‪ ،‬وينشــأ عنــه‪ :‬دعــوى تســليم املبيــع‪ ،‬ودعــوى إفــراغ صــك‬
‫امللكيــة للمشــري‪.‬‬
‫‪ .7‬حق الشفعة‪.‬‬
‫‪ .8‬رفع الرضر من العقار نفسه‪ ،‬أو املنتفعني به‪.‬‬
‫‪ .9‬أقيام منافع العقار‪ ،‬كالدعوى عىل غاصب العقار بطلب قيمة منفعة‬
‫العقار مدة استيالئه عليه‪.‬‬
‫‪ .10‬طلب إخالء العقار‪.‬‬
‫‪ .11‬املسامهات العقارية‪.‬‬
‫‪ .12‬قسمة العقار‪.‬‬
‫‪ .13‬وقف العقار‪.‬‬

‫‪280‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫المبحث األول‬
‫التعريف بأهم األنظمة المتعلقة بموضوع البحث‬
‫وفيه ثالثة مطالب‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نظام المرافعات الشرعية‪:‬‬

‫املرافعة لغ ًة‪:‬‬
‫مــن الرفــع‪ :‬ضــد الوضــع‪ ،‬ويطلــق عــى عــدة معـ ٍ‬
‫ـان منهــا‪ :‬إذاعــة الــيء‪،‬‬
‫تقــول‪( :‬رفعتــه) بمعنــى أذعتــه‪ ،‬ومنهــا‪« :‬رافعــه إىل احلاكــم مرافعــة» أي‪:‬‬
‫قدَّ مــه إليــه ليحاكمــه وشــكاه‪ ،‬ومنهــا‪َ :‬ر ُفـ َ ِ‬
‫ف و َعــا‪،‬‬ ‫ـع ر ْف َعـ ًة‪ ،‬بال َكــر‪َ :‬أي َ ُ‬
‫رَش َ‬
‫ـع َقــدْ ُر ُه(((‪.‬‬
‫وارتفـ َ‬
‫واصطالح ًا‪:‬‬

‫ال خيـرج االسـتعامل االصطالحـي عـن االسـتعامل اللغـوي‪ ،‬وقـد‬

‫اسـتعمله الفقهـاء يف مؤلفاهتـم هبـذا املعنـى‪ ،‬ومـن ذلـك قوهلـم‪« :‬فـإذا ترافـع‬
‫إليـه اخلصمان‪.(((»...‬‬

‫((( خمتار الصحاح للرازي (‪ ،)126‬تاج العروس للزبيدي (‪ ،)104/21‬املصباح املنري‬

‫للفيومي (‪.)122‬‬
‫((( انظر‪ :‬الفواكه البدرية البن الغرس (‪ ،)94‬تبرصة احلكام البن فرحون (‪،)305/2‬‬
‫أدب القضاء البن أيب الدم (‪ ،)346‬املغني البن قدامة (‪ ،)53/14‬كشاف القناع‬
‫للبهويت (‪.)181/15‬‬

‫‪281‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫الرشعية‪:‬‬
‫نسبة إىل الرشع‪ ،‬أي أن النظام مستمد من الرشع‪ ،‬حيث ورد يف أول مادة‬
‫من نظام املرافعات الرشعية بأن تطبق املحاكم عىل القضايا املعروضة أمامها‬
‫أحكام الرشيعة اإلسالمية وفق ًا ملا دل عليه الكتاب والسنة‪ ،‬وما يصدره ويل‬
‫األمر من أنظمة ال تتعارض مع الكتاب والسنة‪.‬‬
‫ونظام املرافعات هو‪ :‬األحكام والقواعد التي تنظم سري املرافعة‪ ،‬وما‬
‫يتعلق به‪ ،‬منذ بداية الدعوى حتى الفصل فيها(((‪.‬‬
‫ونظام املرافعات املقصود يف هذا البحث‪ :‬نظام املرافعات الرشعية‪،‬‬
‫الصادر باألمر امللكي رقم (م‪ )1/‬وتاريخ ‪1435/1/22‬هـ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نظام التسجيل العيني للعقار‪:‬‬

‫التسجيل العيني للعقار‪:‬‬

‫هو جعل العقار حمل احلق العقاري أساس ًا لقيد احلق‪ ،‬وذلك بإصدار‬
‫سجل له يتكون من جمموعة وثائق تبني أوصاف العقار وموقعه وحالته‬
‫املادية والنظامية‪ ،‬وما يتبعه من حقوق والتزامات‪ ،‬والتعديالت التي تطرأ‬
‫عىل ذلك‪ ،‬يف ضوء الوثائق املعتربة نظام ًا(((‪.‬‬
‫ونظام التسجيل العيني للعقار املقصود به يف هذا البحث‪ :‬نظام التسجيل‬
‫العيني للعقار‪ ،‬الصادر باألمر امللكي رقم (م‪ )91/‬يف ‪1443/9/19‬هـ‪.‬‬

‫((( املدخل إىل فقه املرافعات البن خنني (‪.)27‬‬

‫((( املادة (‪ )1‬من نظام التسجيل العيني للعقار‪.‬‬

‫‪282‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫والتسجيل العيني للعقار يعتمد عىل الوحدة العقارية نفسها‪ ،‬ويتم وفق‬
‫طرق نظامية وفنية دقيقة‪ ،‬وهو عىل قسمني‪:‬‬
‫‪ .1‬التسجيل العيني األول‪ ،‬وهو‪ :‬تسجيل العقار باسم مالكه ألول مرة‬
‫ٍ‬
‫مستوف‬ ‫يف السجل العقاري(((‪ ،‬ويشرتط له أن يكون للعقار صك ملكية‬
‫للمتطلبات النظامية‪ ،‬وأن يكون العقار مكتمل البيانات اجليومكانية(((‪.‬‬
‫حيث ُحُتدد أوالً املنطقة التي س ُيبدأ بتطبيق النظام فيها حتديد ًا دقيق ًا‬
‫وبمعامل واضحة‪ ،‬واملدة املحددة الستقبال الطلبات‪ ،‬ويعلن ذلك بالوسيلة‬
‫املناسبة‪ ،‬وجتري اجلهة املختصة األعامل املساحية الالزمة للتسجيل‪ ،‬ثم‬
‫تعد قوائم املالك وتنرشها بالوسائل املناسبة‪ ،‬ويكون لكل ذي مصلحة‬
‫االعرتاض عىل التسجيل العيني األول أمام املحكمة املختصة ما مل يكتسب‬
‫التسجيل احلجية املطلقة‪« ،‬ويكتسب التسجيل العيني األول احلجية املطلقة‬
‫بعد انقضاء سنة من تاريخ نرش قوائم املالك»‪ ،‬أما إذا اكتسب التسجيل‬
‫العيني األول احلجية املطلقة فال تقبل أي دعوى تتعلق بطلب إلغائه أو‬
‫تعديل بياناته أو احلقوق الواردة فيه‪ ،‬ولكن حيق للمترضر طلب التعويض‬
‫من املتسبب فيه(((‪.‬‬
‫‪ .2‬تسجيل الترصفات العقارية‪ ،‬بحيث يسجل يف السجل العقاري مجيع‬
‫الترصفات الالحقة للتسجيل العيني األول للعقار‪ ،‬والتي من شأهنا إنشاء‬

‫((( املادة (‪ )1‬من نظام التسجيل العيني للعقار‪.‬‬

‫((( املادة (‪ )8‬من نظام التسجيل العيني للعقار‪.‬‬
‫((( املواد (‪ )11 ،10 ،9 ،8 ،7‬من نظام التسجيل العيني للعقار‪.‬‬

‫‪283‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫أي من احلقوق العينية واألصلية أو التبعية أو نقله أو تغيريه أو زواله‪ ،‬أو‬

‫تعديل بيانات العقار‪ ،‬ويدخل يف ذلك القسمة والوصية والوقف واإلرث‬
‫والرهن واملنح ونحوها‪ ،‬وال تكون تلك احلقوق نافذة ومنتجة آلثارها‬
‫القضائية واإلدارية إال هبذا التسجيل(((‪.‬‬

‫«وجتدر اإلشارة إىل أنه عىل الرغم من اعتامد نظام التسجيل العيني للعقار‬
‫كنظام توثيق‪ ،‬إال أن تطبيقه عىل أرض الواقع يتأخر كثري ًا‪ ،‬وربام يتوقف كام‬
‫حصل يف مرص واألردن‪ ،‬ولعل سبب ذلك التكلفة املالية املرتفعة وتعدد‬
‫اإلجراءات اإلدارية للنظام»(((‪.‬‬

‫وأما توثيق العقار وفق نظام املرافعات يف املحاكم فاعتامده عىل التسجيل‬
‫الشخيص‪ ،‬بحيث يعتمد عىل الشخص الذي يملك العقار وليس عىل الوحدة‬
‫العقارية نفسها(((‪ ،‬وصك التملك الصادر وفق ًا هلذه الطريقة ال يمنع سامع‬
‫الدعوى ولو اكتسب القطعية(((‪ ،‬وقد انتقل توثيق ملكية العقار من املحاكم‬
‫إىل اهليئة العامة لعقارات الدولة حيث صدر األمر امللكي رقم (‪ )56708‬يف‬
‫‪1441/10/17‬هـ املتضمن تشكيل جلنة أو أكثر يف اهليئة العامة لعقارات‬

‫املادة (‪ )13‬نظام التسجيل العيني للعقار‪.‬‬ ‫(((‬

‫نوازل العقار‪ ،‬د‪ .‬أمحد العمرية (‪ )281‬بترصف‪.‬‬ ‫(((‬
‫انظر آلية نظر طلبات االستحكام يف الفصل الثالث من الباب الثالث عرش من نظام‬ ‫(((‬
‫املرافعات الرشعية من املادة (‪ )227‬إىل املادة (‪.)235‬‬
‫املادة (‪ )227‬من نظام املرافعات الرشعية‪.‬‬ ‫(((‬

‫‪284‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫الدولة تتوىل النظر يف طلبات متلك العقارات املقدمة من أصحاب الشأن‪،‬‬

‫وآلية التوثيق لدهيم تعتمد عىل التسجيل الشخيص أيض ًا(((‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬نظام المعامالت المدنية‪:‬‬

‫املعامالت لغ ًة‪:‬‬
‫من املعاملة‪ ،‬ومثلها يف املعنى‪ :‬التعامل(((‪ ،‬واملراد هبا الترصف من بيع‬
‫ونحوه(((‪.‬‬
‫واصطالح ًا‪:‬‬
‫األحكام الرشعية املنظمة لتعامل الناس يف الدنيا سواء تعلقت باألموال‬
‫أو النساء أو غريها(((‪ ،‬قال ابن عابدين هللا همحر‪« :‬واملعامالت مخسة‪:‬‬
‫املعاوضات املالية‪ ،‬واملناكحات‪ ،‬واملخاصامت‪ ،‬واألمانات‪ ،‬والرتكات»(((‪.‬‬
‫املدنية لغة‪:‬‬
‫تعني احلضارة‪ ،‬و«متدَّ ن» عاش عيشة أهل املدن وأخذ بأسباب احلضارة(((‪.‬‬

‫انظر‪ :‬األمر امللكي رقم (‪ )56708‬يف ‪1441/10/17‬هـ‪ ،‬وقرار معايل رئيس اهليئة‬ ‫(((‬
‫العامة لعقارات الدولة رقم (ق ر ‪ )2020/1‬يف ‪1441/11/15‬هـ‪.‬‬
‫تاج العروس للزبيدي (‪.)62/30‬‬ ‫(((‬
‫املصباح املنري للفيومي (‪.)430/2‬‬ ‫(((‬
‫انظر‪ :‬معجم لغة الفقهاء ملحمد قلعجي وحامد قنيبي (‪ ،)438‬املعامالت املالية‬ ‫(((‬
‫املعارصة د‪ .‬حممد شبري (‪ ،)12‬املدخل لدراسة األنظمة لعبد الرزاق الفحل وآخرين‬
‫(‪.)55‬‬
‫رد املحتار البن عابدين (‪.)79/1‬‬ ‫(((‬
‫املعجم الوسيط ملجموعة من املؤلفني (‪.)859/2‬‬ ‫(((‬

‫‪285‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫ونظام املعامالت املدنية هو‪ :‬األحكام والقواعد التي تنظم تعامل‬

‫الناس ومن يف حكمهم إال ما كان يدخل يف نطاق نظام آخر(((‪ ،‬حيث إنه‬
‫وجد أنظمة أخرى لبعض التعامالت كنظام األحوال الشخصية وأنظمة‬
‫املرافعات ونحوها(((‪ ،‬ولكن يبقى نظام املعامالت املدنية هو األساس‬
‫واألصل يف فروع القانون اخلاص لذا يتعني الرجوع إليه يف كل حالة أو‬
‫مسألة ال حيكمها تنظيم خاص(((‪.‬‬
‫ونظام املعامالت املدنية املقصود يف هذا البحث‪ :‬نظام املعامالت املدنية‪،‬‬
‫الصادر باألمر امللكي رقم (م‪ )191/‬وتاريخ ‪1444/11/29‬هـ‪.‬‬

‫((( انظر‪ :‬املدخل لدراسة األنظمة أليمن سليم وآخرين (‪.)27‬‬

‫((( انظر‪ :‬املعامالت املالية املعارصة د‪ .‬حممد شبري (‪ ،)12‬املدخل لدراسة األنظمة لعبد‬
‫الرزاق الفحل وآخرين (‪ ،)56‬املدخل لدراسة األنظمة أليمن سليم وآخرين (‪.)27‬‬
‫((( انظر‪ :‬املدخل لدراسة األنظمة أليمن سليم وآخرين (‪ ،)27‬املدخل لدراسة األنظمة‬
‫لعبد الرزاق الفحل وآخرين (‪.)56‬‬

‫‪286‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫المبحث الثاني‬
‫الشروط الخاصة بالدعوى العقارية‬
‫وفيه مخسة مطالب‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬شرط الصفة في الدعوى العقارية‪:‬‬

‫من رشوط الدعوى عموم ًا‪ :‬رشط الصفة‪ ،‬وهو أن يكون كل من املدعي‬
‫ٍ‬
‫واملدعى عليه ذا شأن يف القضية التي ُأثريت حوهلا الدعوى‪ ،‬مع َ‬
‫رتف ًا به رشع ًا‬
‫بحيث يكون كافي ًا لتخويل املدعي حق االدعاء‪ ،‬وتكليف املدعى عليه‬
‫باجلواب واملخاصمة(((‪ ،‬وقيل هي‪ :‬أن تكون الدعوى والدفع من صاحب‬
‫احلق أو من يقوم مقامه(((‪.‬‬

‫وهذا الرشط متفق عليه بني الفقهاء(((‪ ،‬وقد نص الفقهاء هللا مهمحر عىل‬
‫تفصيالته يف كتبهم(((‪ ،‬ودليله‪ :‬أن املقصود من الدعوى هو فصل اخلصومة‬
‫وقطع النزاع‪ ،‬وهذا يقتيض حتديد من حيق له املطالبة‪ ،‬ومن يصح أن توجه‬

‫نظرية الدعوى د‪ .‬حممد ياسني (‪ ،)278‬الدعوى القضائية د‪ .‬عدنان الدقيالن (‪،)129‬‬ ‫(((‬
‫املوسوعة الفقهية الكويتية (‪.)294/20‬‬
‫الكاشف البن خنني (‪.)34/1‬‬ ‫(((‬
‫نظرية الدعوى د‪ .‬حممد ياسني (‪.)278‬‬ ‫(((‬
‫انظر‪ :‬الفواكه البدرية البن الغرس (‪ ،)71‬الطريقة املرضية للجعيط (‪ ،)5‬هناية‬ ‫(((‬
‫املحتاج للرميل (‪ ،)351/8‬مغني املحتاج للرشبيني (‪ ،)406/6‬املغني البن قدامة‬
‫(‪ ،)68/14‬كشاف القناع للبهويت (‪.)368/15‬‬

‫‪287‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫إليه هذه املطالبة‪ ،‬وإال فإنه ال سبيل عندئذ للوصول إىل ذلك اهلدف املقصود‬
‫بترشيع الدعوى(((‪.‬‬

‫وقد نص نظام املرافعات الرشعية عىل عدم قبول أي طلب أو دفع ليس‬
‫لصاحبه فيه مصلحة(((‪ ،‬فقوله‪« :‬لصاحبه» يدل عىل اشرتاط أن يكون له صفة‬
‫يف الدعوى‪ ،‬ونص أيض ًا عىل أن من املسائل األولية التي يتوقف الفصل يف‬
‫الدعوى عىل البت فيها ‪-‬الصفة‪ -‬وذلك قبل السري يف الدعوى(((‪ ،‬كام نص‬
‫أيض ًا عىل وجوب حضور اخلصوم بأنفسهم أو من ينوب عنهم(((‪ ،‬ونص‬
‫أيض ًا عىل أن الدفع بعدم قبول الدعوى النعدام الصفة جيوز الدفع به يف أي‬
‫مرحلة تكون فيها الدعوى‪ ،‬وحتكم به املحكمة من تلقاء نفسها(((‪.‬‬

‫كام نص نظام التسجيل العيني للعقار يف املادة (‪ )10‬عىل أن لكل ذي‬

‫مصلحة االعرتاض عىل التسجيل العيني األول أمام املحكمة املختصة ما‬
‫مل يكتسب التسجيل احلجية املطلقة وفق ًا ألحكام النظام‪ ،‬فقوله‪« :‬لكل ذي‬
‫مصلحة» يدل عىل اشرتاط الصفة يف االعرتاض والدعوى‪.‬‬

‫نظرية الدعوى د‪ .‬حممد ياسني (‪.)278‬‬ ‫(((‬

‫املادة (‪ )3‬من نظام املرافعات الرشعية‪.‬‬ ‫(((‬
‫املادة (‪ )1/30‬من نظام املرافعات الرشعية‪.‬‬ ‫(((‬
‫املادة (‪ )49‬من نظام املرافعات الرشعية‪.‬‬ ‫(((‬
‫املادة (‪ )76‬من نظام املرافعات الرشعية‪.‬‬ ‫(((‬

‫‪288‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫الفرع األول‪ :‬أحكام أصحاب الصفة يف الدعوى العقارية‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬تتحقق الصفة يف الدعوى العقارية يف جانب املدعي‪ :‬بأن تكون‬
‫الدعوى مقامة من املالك نفسه‪ ،‬أو من يقوم مقامه من وكيل أو ويل أو ويص‬
‫أو ناظر ونحوه(((‪.‬‬
‫كام أن للرشيك يف رشكة امللك كعقار ونحوه املخاصمة للدفاع عنه من‬
‫معتد عليه(((‪.‬‬
‫وتكون الصفة أيض ًا‪« :‬بإجازة من الرشع‪ ،‬كوالية السلطان عىل األموال‬
‫واحلقوق العامة‪ ،‬والنيابة احلسبية»(((‪ ،‬كام أجاز الفقهاء آلحاد الناس دعوى‬
‫احلسبة يف املصالح العامة والدفاع عنها ولو مل يكن للمدعي مصلحة خاصة‬
‫فيها(((‪ ،‬إال أن الرضورة العملية واالجتامعية يف العرص احلديث فرضت‬
‫إنشاء وزارات وهيئات وجهات مستقلة‪ ،‬ذات شخصيات اعتبارية‪ ،‬إلنشاء‬
‫ومراقبة ومحاية هذه املصالح‪ ،‬و ُعمل هلا أنظمة خاصة هبا‪ ،‬وموظفون للقيام‬

‫الفواكه البدرية البن الغرس (‪ ،)71‬الطريقة املرضية للجعيط (‪ ،)5‬هناية املحتاج‬ ‫(((‬
‫للرميل (‪.)351/8‬‬
‫روضة القضاة البن السمناين (‪ ،)184/1‬الكاشف البن خنني (‪ ،)34/1‬أحكام‬ ‫(((‬
‫الدعوى القضائية البن خنني (‪ ،)147‬تعميم وزارة العدل رقم (‪/8‬ت‪ )98/‬يف‬
‫‪1411/9/21‬هـ يف التصنيف املوضوعي (‪ ،)325/1‬املبادئ والقرارات إصدار‬
‫وزارة العدل (‪.)469 ،90 ،89‬‬
‫الكاشف البن خنني (‪.)35/1‬‬ ‫(((‬
‫املبسوط للرسخيس (‪ ،)9/27‬روضة القضاة البن السمناين (‪ ،)772/2‬الطريقة‬ ‫(((‬
‫املرضية للجعيط (‪ ،)13-12‬أدب القايض للاموردي (‪ ،)167/1‬كشاف القناع‬
‫للبهويت (‪ ،)113/15‬الكاشف البن خنني (‪.)60/1‬‬

‫‪289‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫بأعامهلا‪ ،‬ولذا تكون هذه اجلهات هي صاحبة الصفة يف الدعوى يف تلك‬

‫املصالح‪ ،‬وهو مفهوم املادة الرابعة من نظام املرافعات الرشعية(((‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬وتتحقق الصفة يف الدعوى العقارية يف جانب املدعى عليه‪ :‬بأن‬
‫ترفع يف وجه من يعتربه الرشع خص ًام‪ ،‬وجيرب عىل الدخول يف القضية ليجيب‬
‫عليها‪ ،‬وضابط ذلك‪« :‬أن من ادعى عىل إنسان شيئ ًا‪ ،‬فإن كان املدعى عليه لو‬
‫أقر يصح إقراره فيرتتب عليه حكم؛ فإنه يكون بإنكاره خص ًام يف الدعوى‪،‬‬
‫ويصح توجيهها إليه‪ ،‬أما إذا كان ال يرتتب عىل إقراره حكم مل يكن خص ًام‬
‫بإنكاره»(((‪.‬‬

‫فاخلصم يف دعاوى األعيان سواء أكانت عقار ًا أم غريه‪ :‬هو من كانت‬

‫العني يف يده «واضع اليد عىل العني املدعاة»(((؛ ألن اإلقرار حجة قارصة‬
‫املقر وال يرسي عىل الغري‪ ،‬ومن كانت العني يف يده هو الذي يمكنه‬‫عىل ِ‬

‫((( ونصها‪« :‬ال ترفع أي دعوى حسبة إال عن طريق املدعي العام بعد موافقة امللك‪ ،‬وال‬
‫تسمع بعد ميض ستني يو ًما من تاريخ نشوء احلق املدعى به»‪.‬‬
‫((( املادة (‪ )1634‬من جملة األحكام العدلية ملجموعة من العلامء‪ ،‬األصول القضائية‬
‫لقراعة (‪ ،)34‬نظرية الدعوى د‪ .‬حممد ياسني (‪ ،)286‬أحكام الدعوى القضائية البن‬
‫خنني (‪ ،)155‬القضاء الرشعي د‪ .‬حممد الزحييل (‪ ،)257/1‬القواعد الفقهية للدعوى‬
‫القضائية د‪ .‬حسني آل الشيخ (‪.)730/2‬‬
‫((( انظر‪ :‬درر احلكام لعيل حيدر (‪ ،)196/4‬البحر الرائق البن نجيم (‪،)200/7‬‬
‫مواهب اجلليل للحطاب (‪ ،)125/6‬أسنى املطالب لزكريا األنصاري (‪،)392/4‬‬
‫جملة األحكام الرشعية للقاري (‪ ،)617‬املغني البن قدامة (‪ ،)68/14‬فتاوى ورسائل‬
‫الشيخ حممد بن ابراهيم (‪ ،)390/7‬األصول القضائية لقراعة (‪.)34 ،15‬‬

‫‪290‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫اإلقرار هبا‪ ،‬ويرسي عليه حكم ذلك اإلقرار‪ ،‬ولو أقر هبا من ليست العني يف‬
‫يده مل يكن إقراره ملزم ًا ملن حيوز تلك العني(((‪.‬‬
‫واخلصم يف دعاوى الفعل كالغصب ونحوه هو الفاعل(((‪ ،‬فإن كانت‬
‫العني حتت يد الفاعل فللمدعي احلق يف املطالبة بتسليمها‪ ،‬وإن مل تكن‬
‫حتت يده فللمدعي احلق يف املطالبة ببدهلا أو قيمتها(((‪ ،‬وإن مل تكن العني‬
‫بيد الفاعل وأراد املدعي املطالبة بالعني نفسها فاخلصم هو من بيده تلك‬
‫العني(((‪.‬‬
‫وإذا كانت الدعوى بفعل كالغصب ونحوه فال يقبل من املدعى عليه‬
‫الدفع بأن العني ليست له‪ ،‬ولو أقام عىل ذلك بينة‪ ،‬ألن املدعي يدعي عليه‬

‫كشاف القناع للبهويت (‪ ،)368/15‬أحكام الدعوى القضائية البن خنني (‪،)156‬‬ ‫(((‬
‫القضاء الرشعي د‪ .‬حممد الزحييل (‪ ،)257/1‬نظرية الدعوى د‪ .‬حممد ياسني (‪،)289‬‬
‫القواعد الفقهية للدعوى القضائية د‪ .‬حسني آل الشيخ (‪ ،)750/2‬الدعوى القضائية‬
‫د‪ .‬عدنان الدقيالن (‪.)130‬‬
‫بدائع الصنائع للكاساين (‪ ،)231/6‬األصول القضائية لقراعة (‪ ،)34‬نظرية الدعوى‬ ‫(((‬
‫د‪ .‬حممد ياسني (‪.)297‬‬
‫ويف هذه احلالة ال يقبل منه الدفع بأن العني ليست يف يده؛ ألن املطالبة ليست بالعني‬ ‫(((‬
‫وإنام ببدهلا‪.‬‬
‫انظر‪ :‬بدائع الصنائع للكاساين (‪ ،)231/6‬املبسوط للرسخيس (‪ ،)38/17‬نظرية‬
‫الدعوى د‪ .‬حممد ياسني (‪ ،)591‬أحكام الدعوى القضائية البن خنني (‪،)157‬‬
‫القواعد الفقهية للدعوى القضائية د‪ .‬حسني آل الشيخ (‪.)775/2‬‬
‫القواعد الفقهية للدعوى القضائية د‪ .‬حسني آل الشيخ (‪ ،)777/2‬نظرية الدعوى د‪.‬‬ ‫(((‬
‫حممد ياسني (‪ ،)421‬القضاء الرشعي د‪ .‬حممد الزحييل (‪ ،)261/1‬املبادئ والقرارات‬
‫إصدار وزارة العدل (‪.)529‬‬

‫‪291‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫ال ويريد اسرتداد حيازته منه(((‪ ،‬ومن دعاوى الفعل أيض ًا‪ :‬دعاوى منع‬
‫فع ً‬

‫التعرض((( فيجوز أن تقام ضد املتعرض ولو كانت العني بيد املدعي؛ ألنه‬

‫يدعي عليه فع ً‬
‫ال وهو التعرض واملضايقة‪ ،‬وهي دعوى صحيحة‪ ،‬وقد نص‬

‫عليها الفقهاء(((‪.‬‬

‫((( املبسوط للرسخيس (‪ ،)89/11‬البحر الرائق البن نجيم (‪ ،)232/7‬نظرية الدعوى‬

‫د‪ .‬حممد ياسني (‪ ،)591‬أحكام الدعوى القضائية البن خنني (‪.)43‬‬
‫((( التعرض لغة‪ :‬املنع والتصدي‪ ،‬انظر‪ :‬املعجم الوسيط ملجموعة من املؤلفني (‪،)593/2‬‬
‫تاج العروس للزبيدي (‪ ،)418/18‬املصباح املنري للفيومي (‪ ،)209/1‬والتعرض‬
‫املقصود هو‪ :‬أن حياول غري ذي حق االستيالء عىل ما هو لغريه بالقهر والغلبة‪ ،‬أو‬
‫باالستعانة بقضاء القايض‪ .‬نظرية الدعوى د‪ .‬حممد ياسني (‪.)248‬‬
‫ودعوى منع التعرض هي‪ :‬طلب املدعي (واضع اليد) كف املدعى عليه عن مضايقته‬
‫فيام حتت يده من عقار‪ .‬املادة (‪.)1/209‬‬
‫والتعرض قد يكون فعلي ًا؛ كمد اليد إىل ملك الغري‪ ،‬أو حماولة االستيالء عليه‪ ،‬أو‬
‫منعه من الترصف كمنعه من البناء‪ ،‬أو منعه من حراثة األرض وزراعتها‪ ،‬أو إغالق‬
‫الباب املؤدي إىل العقار‪ ،‬وقد يكون قولي ًا؛ كاإلعالن للمستأجرين باخلروج‪ ،‬أو توجيه‬
‫إنذارات هلم بذلك‪ ،‬أو نحو ذلك مما يسترض به صاحب احلق‪ .‬الكاشف البن خنني‬
‫(‪.)177/1‬‬
‫واالعتداء (مد اليد) عىل العقار ونحوه إذا مل يصل إىل مرحلة االستيالء وسلب احليازة‬
‫من املالك فهو ال يزال يف مرحلة التعرض‪ ،‬ويدفع هذا االعتداء بدعوى منع التعرض‪،‬‬
‫أما إذا وصل إىل مرحلة االستيالء ومنع املالك من مبارشة حيازته عىل املحوز فإن‬
‫هذا االعتداء يدفع بدعوى رفع اليد أو دعوى اسرتداد احليازة‪ .‬انظر‪ :‬أحكام دعوى‬
‫احليازة للحسون (‪ ،)81‬نظرية الدعوى د‪ .‬حممد ياسني (‪ ،)266‬الكاشف البن خنني‬
‫(‪.)170/1‬‬
‫((( درر احلكام لعيل حيدر (‪ ،)173/4‬األشباه والنظائر البن نجيم (‪ ،)208‬أسنى‬
‫املطالب لزكريا األنصاري (‪ ،)391/4‬املغني البن قدامة (‪.)68/14‬‬

‫‪292‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫املقررة لرشط أن تكون العني بيد املدعى عليه‬

‫ومن القواعد الفقهية ِّ‬
‫القواعد اآلتية‪:‬‬
‫‪« .1‬اخلصم يف دعوى العني هو ذو اليد فقط»(((‪.‬‬
‫‪« .2‬الدعوى تقام عىل من بيده العني»(((‪.‬‬
‫واليد التي يكون صاحبها خص ًام هي التي تدل عىل امللك يف الظاهر‪،‬‬
‫ومن القواعد الفقهية املقررة يف هذا اجلانب قاعدة‪ :‬املخاصم يف دعوى‬
‫العني هو املالك(((‪.‬‬
‫ويلحق بدعاوى األعيان‪ :‬الدعاوى يف حقوق االرتفاق فهي كالدعوى‬
‫يف العني‪ ،‬واملدعى عليه فيها هو من بيده العقار الذي تعلقت به إذا كانت‬
‫يده يد ملك وإال فاخلصم هو املالك(((‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬أحوال وجود صك متلك عىل العقار حمل الدعوى‪:‬‬
‫إذا كان عىل العقار صك ملكية فال خيلو األمر من أحوال‪:‬‬
‫احلال األول‪ :‬أن يكون العقار بيد شخص‪ ،‬وصك ملكية العقار باسم‬
‫ذلك الشخص نفسه‪ ،‬فتقام الدعوى عليه؛ لكونه واضع اليد حقيقة وحك ًام‪.‬‬

‫املادة (‪ )1635‬من جملة األحكام العدلية‪ ،‬جملة األحكام الرشعية للقاري (‪.)617‬‬ ‫(((‬
‫املبادئ والقرارات إصدار وزارة العدل (‪.)539 -536 -34‬‬ ‫(((‬
‫القواعد الفقهية للدعوى القضائية د‪ .‬حسني آل الشيخ (‪ ،)768/2‬وانظر أيض ًا‪ :‬بدائع‬ ‫(((‬
‫الصنائع للكاساين (‪ ،)231/6‬نظرية الدعوى د‪ .‬حممد ياسني (‪.)292‬‬
‫خمترص املرافعات الرشعية لألبياين (‪ ،)31‬نظرية الدعوى د‪ .‬حممد ياسني (‪.)298‬‬ ‫(((‬

‫‪293‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫احلال الثاين‪ :‬أن يكون صك ملكية العقار باسم شخص‪ ،‬والعقار ليس‬
‫بيد أحد‪ ،‬فتقام الدعوى عىل من باسمه الصك باعتباره واضع ًا يده حك ًام‬
‫عىل العقار؛ لقدرته عىل الترصف فيه بالبيع واإلفراغ والرهن ونحوه‪.‬‬
‫احلال الثالث‪ :‬أن يكون العقار بيد شخص‪ ،‬وصك امللكية باسم شخص‬
‫آخر‪ ،‬فالذي بيده العقار مدعى عليه حقيق ًة‪ ،‬والذي باسمه الصك مدعى‬
‫عليه حك ًام‪ ،‬وكل منهام صالح لتوجيه الدعوى عليه ابتدا ًء‪ ،‬ولكن ال يفصل‬
‫يف الدعوى إال بإدخال اآلخر‪ ،‬ومناقشته‪ ،‬وسامع البينات يف مواجهة‬
‫األطراف مجيع ًا(((‪.‬‬
‫احلال الرابع‪ :‬إذا وجد أكثر من صك ملكية عىل العقار‪ ،‬فتقام الدعوى‬
‫عىل واضع اليد حقيقة‪ ،‬ويتم إدخال من بيده صك ملكية آخر يف الدعوى‪.‬‬
‫ويف احلالني الثالث والرابع إذا ُأدخل من باسمه الصك فإن ادعى العقار‬
‫لنفسه ُأجرب عىل السري يف الدعوى بطلب املدعي‪ ،‬فإن رفض املدعي االدعاء‬
‫وأرص عىل ذلك‪ ،‬ف ُيرصف النظر عن دعواه‪ ،‬وله إقامتها متى شاء يف‬
‫َّ‬ ‫عليه‬
‫مواجهة االثنني (واضع اليد ومن باسمه الصك)(((‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أحكام اليد الطارئة يف الصفة يف الدعوى العقارية‪:‬‬
‫ِ‬
‫واملستأجر واملستعري واملرهتن‬ ‫ِ‬
‫واملضارب‬ ‫اليد الطارئة كيد املو َدع‬
‫ونحوهم من األمناء هل هلم صفة يف الدعوى العقارية؟‬

‫((( أحكام الدعوى القضائية البن خنني (‪ ،)158‬سري الدعوى القضائية البن خنني‬
‫(‪.)403‬‬
‫((( سري الدعوى القضائية البن خنني (‪.)403‬‬

‫‪294‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫أوالً‪ :‬من ناحية كون صاحب اليد الطارئة مدعي ًا‪ ،‬كأن تُغصب العني‬
‫منه‪ ،‬فهل حيق له املطالبة هبا أم ال؟ أو يعتدى عليها‪ ،‬فهل حيق له املطالبة برد‬
‫االعتداء عنها أم ال؟‬
‫خالف بني الفقهاء عىل قولني‪:‬‬
‫القول األول‪:‬‬
‫قــول احلنفيــة(((‪ ،‬واملالكيــة(((‪ ،‬واحلنابلــة(((‪ ،‬وقــول للشــافعية(((‪ :‬أن هلــم‬
‫املطالبــة هبــا‪ ،‬وقالــوا‪ :‬كل مــن كان لــه يــد صحيحــة يملــك اخلصومــة‪ ،‬ومــن‬
‫ال فال(((‪.‬‬
‫أدلتهم‪:‬‬
‫‪ -‬أن هلم يد ًا معتربة‪ ،‬وقد أزاهلا الغاصب‪ ،‬فلهم املخاصمة إلعادة اليد‬
‫التي أزاهلا بالغصب(((‪.‬‬
‫‪ -‬أهنم مأمورون بحفظها‪ ،‬واملطالبة هبا من احلفظ(((‪.‬‬

‫املبسوط للرسخيس (‪ ،)124/11‬بدائع الصنائع للكاساين (‪ ،)83/7‬البحر الرائق‬ ‫(((‬

‫البن نجيم (‪.)68/5‬‬
‫مواهب اجلليل للحطاب (‪ ،)146/6‬رشح اخلريش عىل خمترص خليل (‪،)174/7‬‬ ‫(((‬
‫اإلتقان واإلحكام مليارة الفايس (‪.)139/1‬‬
‫كشاف القناع للبهويت (‪.)434/9‬‬ ‫(((‬
‫روضة الطالبني للنووي (‪.)243/5‬‬ ‫(((‬
‫بدائع الصنائع للكاساين (‪.)83/7‬‬ ‫(((‬
‫املبسوط للرسخيس (‪.)124/11‬‬ ‫(((‬
‫املبسوط للرسخيس (‪ ،)125/11‬كشاف القناع للبهويت (‪.)434/9‬‬ ‫(((‬

‫‪295‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫‪ -‬ألن الغاصب إذا علم أن املو َدع ونحوه ال خياصمه يف حال غيبة املالك‪،‬‬
‫جتارس عىل الغصب؛ فلهذا يكون للمو َدع ونحوه املخاصمة(((‪.‬‬

‫القول الثاين‪:‬‬

‫وهو قول الشافعية(((‪ ،‬وقول للاملكية(((‪ ،‬ورواية عند احلنابلة(((‪ ،‬أنه‬

‫ليس هلم املخاصمة‪ ،‬واستثنى الشافعية ما إذا تعذرت خماصمة املالك‪ ،‬أو إذا‬
‫كان املستأجر يطالب باملنفعة ال العني(((‪.‬‬

‫دليلهم‪:‬‬

‫لكونه ليس مالك ًا‪ ،‬وال وكي ً‬

‫ال للاملك(((‪.‬‬

‫والراجح ‪-‬واهلل أعلم‪ :-‬صحة الدعوى من أصحاب اليد الطارئة؛ ملا‬

‫ع َّلل به قائلوه‪ ،‬وألن هلم مصلحة متحققة من إقامة الدعوى‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬من ناحية كون صاحب اليد الطارئة مدعى عليه‪:‬‬

‫املبسوط للرسخيس (‪.)125/11‬‬ ‫(((‬

‫روضة الطالبني للنووي (‪ ،)243/5‬مغني املحتاج للرشبيني (‪ ،)357/2‬أسنى‬ ‫(((‬
‫املطالب لزكريا األنصاري (‪.)431/2‬‬
‫الذخرية للقرايف (‪ ،)185/9‬مواهب اجلليل للحطاب (‪.)147/6‬‬ ‫(((‬
‫املبدع البن مفلح (‪ ،)97/5‬اإلنصاف للمرداوي (‪.)68/16‬‬ ‫(((‬
‫التجريد لنفع العبيد للبجريمي (‪ ،)187/3‬أسنى املطالب لزكريا األنصاري‬ ‫(((‬
‫(‪.)431/2‬‬
‫أسنى املطالب لزكريا األنصاري (‪ ،)431/2‬املبدع البن مفلح (‪.)97/5‬‬ ‫(((‬

‫‪296‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫اليد الطارئة ال يصح توجيه الدعوى إليها منفردة‪ ،‬ألهنا نائبة عن يد‬
‫حكام‬
‫ً‬ ‫املالك يف حيازهتا(((‪ ،‬فتكون الدعوى هنا عىل (املالك) واضع اليد‬
‫وهو املؤجر أو املعري أو الراهن ونحو ذلك(((‪.‬‬
‫وعند احلنفية‪ :‬يشرتط حضور االثنني املؤجر واملستأجر‪ ،‬واملعري‬
‫واملستعري‪ ،‬والراهن واملرهتن‪ ،‬وهكذا‪ ،‬ألن العني للاملك‪ ،‬واليد آلخر‪ ،‬فال‬
‫تسمع الدعوى عىل أحدمها إال بحضور اآلخر(((‪.‬‬
‫وعىل هذا فإنه يشرتط يف واضع اليد حتى يكون خص ًام أن يكون هو‬
‫املالك أو يدعي التملك(((‪ ،‬فإذا اجتمعت هاتان الصفتان (وضع اليد وأن‬
‫يكون مالك ًا أو يدعي التملك) فهو اخلصم‪ ،‬وإن كانت موزع ًة عىل شخصني‬
‫بأن كان واضع اليد عىل العني غري من يدعي ملكيتها كان اخلصم جمموعهام‬
‫عند احلنفية‪.‬‬
‫جاء يف نظرية الدعوى‪« :‬واحلق أن املدعى عليه هو املالك للعني‪ ،‬وإن مل تكن‬
‫ال ولكنها عليه حك ًام‪ ،‬واآلخر حيازته هلا عرضية ومؤقتة‪،‬‬
‫يده عىل املدعى به فع ً‬

‫رشح أدب القايض البن مازة (‪ ،)277/3‬نظرية الدعوى د‪ .‬حممد ياسني (‪،289‬‬ ‫(((‬
‫‪ ،)421‬الدعوى القضائية د‪ .‬عدنان الدقيالن (‪ ،)130‬القواعد الفقهية للدعوى‬
‫القضائية د‪ .‬حسني آل الشيخ (‪.)769/2‬‬
‫نظرية الدعوى د‪ .‬حممد ياسني (‪ ،)421‬أحكام الدعوى القضائية البن خنني (‪،)157‬‬ ‫(((‬
‫الدعوى القضائية د‪ .‬عدنان الدقيالن (‪.)174‬‬
‫درر احلكام لعيل حيدر (‪ ،)236/4‬جامع الفصولني البن قايض ساموة (‪.)20/1‬‬ ‫(((‬
‫جاء يف جامع الفصولني البن قايض ساموة (‪« :)20/1‬األصل أن كل من يدعي امللك‬ ‫(((‬
‫لنفسه‪ ،‬وذو اليد يقول‪ :‬ال بل هو ملكي‪ ،‬فذو اليد خصمه»‪.‬‬

‫‪297‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫وألنه هو الذي يرتتب عىل إقراره حكم‪ ،‬وإنام يطلب حضور اآلخرين لغاية‬
‫أخرى‪ ،‬وهي احلكم عليهم بتسليم العني للمدعي عند ثبوت الدعوى»(((‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬شرط معلومية العقار المدعى‪:‬‬

‫وفيه مخسة فروع‪:‬‬
‫من رشوط الدعوى‪ :‬أن يكون املدعى معلوم ًا حمدد ًا(((‪ ،‬بحيث يكون‬
‫نص بعض الفقهاء‬ ‫متميز ًا يف ذهن املدعي واملدعى عليه والقايض(((‪ ،‬وقد َّ‬
‫عىل أنه ال بد يف كل جنس من اإلعالم بأقىص ما يمكن به التعريف(((‪ ،‬فال‬
‫تصح الدعوى بمجهول إال يف ما استثني كالوصية واإلقرار‪ ،‬وغريها من‬
‫املسائل عىل خالف بني املذاهب فيها‪.‬‬
‫دليل هذا الرشط‪:‬‬
‫أن سامع الدعوى يكون للسؤال عنها‪ ،‬واحلكم هبا‪ ،‬وال جيوز للحاكم أن‬
‫حيكم بمجهول‪ ،‬فلم جيز أن يسمع الدعوى بمجهول(((‪.‬‬

‫نظرية الدعوى د‪ .‬حممد ياسني (‪ ،)291‬وانظر أيض ًا‪ :‬القواعد الفقهية للدعوى‬ ‫(((‬
‫القضائية د‪ .‬حسني آل الشيخ (‪.)775/2‬‬
‫بدائع الصنائع للكاساين (‪ ،)222/6‬العناية رشح اهلداية للبابريت (‪ ،)157/8‬حاشية‬ ‫(((‬
‫الدسوقي عىل الرشح الكبري (‪ ،)144/4‬روضة الطالبني للنووي (‪ ،)8/12‬كشاف‬
‫القناع للبهويت (‪.)138/15‬‬
‫حاشية الدسوقي عىل الرشح الكبري (‪ ،)144/4‬اإلتقان واإلحكام مليارة الفايس‬ ‫(((‬
‫(‪ ،)18/1‬البهجة يف رشح التحفة للتسويل (‪.)50/1‬‬
‫العناية رشح اهلداية للبابريت (‪ ،)167/8‬قرة عيون األخيار ملحمد أفندي (‪.)27/8‬‬ ‫(((‬
‫العناية رشح اهلداية للبابريت (‪ ،)157/8‬قرة عيون األخيار ملحمد أفندي (‪،)35/8‬‬ ‫(((‬
‫احلاوي الكبري للاموردي (‪ ،)309/17‬املغني البن قدامة (‪.)67/14‬‬

‫‪298‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫نص نظام املرافعات الرشعية عىل أن الدعوى ترفع بصحيفة موقعة‬

‫وقد َّ‬
‫من املدعي‪ ،‬وجيب أن تشتمل عىل عدة بيانات منها‪ :‬موضوع الدعوى‪ ،‬وما‬
‫يطلبه املدعي‪ ،‬وأسانيده(((‪ ،‬كام نص أيض ًا عىل وجوب حترير الدعوى قبل‬
‫استجواب املدعى عليه(((‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬بم يتحقق رشط املعلومية يف دعوى العقار املدعى؟‬
‫ال خيلو األمر من حالني‪:‬‬
‫احلال األول‪ :‬أن يكون العقار املدعى غري مشهور‪ ،‬فيتحقق رشط‬
‫املعلومية فيه‪ :‬بذكر ما يميزه عن غريه‪ ،‬وذلك بذكر بلده‪ ،‬وناحيته (موضعه)‬
‫من البلد املوجود فيها‪ ،‬وحدوده(((‪.‬‬
‫واشرتط بعض الفقهاء‪ :‬ذكر السكة((( التي ينتمي إليها ذلك العقار(((‪.‬‬

‫املادة (‪ )41‬من نظام املرافعات الرشعية‪.‬‬ ‫(((‬

‫املادة (‪ )66‬من نظام املرافعات الرشعية‪.‬‬ ‫(((‬
‫ِ‬
‫احلد‪ :‬هو‪ :‬احلاجز بني شيئني‪ ،‬ومنتهى اليشء‪َ ،‬و َحدَ ْد ُت الدَّ َار َحدًّ ا؛ َم َّي ْز َ ُهُتا َع ْن َجُم ُاو َر َاهِتِا‬ ‫(((‬
‫ِ ِ ِ‬
‫اهِتا‪ ،‬وفالن حديد فالن إذا كانت داره إىل جانب داره أو أرضه إىل جنب‬ ‫بِذك ِْر هِنَا َي َ‬
‫أرضه‪ .‬انظر‪ :‬القاموس املحيط للفريوزأبادي (‪ ،)276‬لسان العرب البن منظور‬
‫(‪ ،)140/3‬املصباح املنري للفيومي (‪.)124/1‬‬
‫انظر يف اشرتاط ذكر احلدود‪ :‬أدب القضاء للرسوجي (‪ ،)131‬بدائع الصنائع للكاساين‬
‫(‪ ،)222/6‬تبرصة احلكام البن فرحون (‪ ،)149/1‬روضة الطالبني للنووي‬
‫(‪ ،)9/12‬كشاف القناع للبهويت (‪ ،)140/15‬املغني البن قدامة (‪.)68/14‬‬
‫السكة‪ :‬الطريق املستوي‪ ،‬انظر‪ :‬لسان العرب البن منظور (‪.)441/10‬‬ ‫(((‬
‫انظر‪ :‬الفتاوى اهلندية جلامعة من علامء اهلند (‪ ،)327/3‬تبرصة احلكام البن فرحون‬ ‫(((‬
‫(‪ ،)149/1‬رشح عامد الرضا للمناوي (‪ ،)63/1‬كشاف القناع للبهويت (‪.)140/15‬‬

‫‪299‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫وزاد بعضهــم‪ :‬ذكــر موقعــه مــن الســكة هــل هــو يف أوهلــا أو وســطها‬
‫أو آخرهــا(((‪.‬‬

‫وقال بعضهم‪ :‬ال يلزم ذكر املحلة(((‪ ،‬أو السكة(((‪.‬‬

‫واشــرط البعــض بيــان نــوع العقــار أهــو‪ :‬أرض أو دار أو بســتان أو‬
‫حانــوت(((‪.‬‬

‫وعند احلنفية يشرتط أن يذكر أسامء أصحاب احلدود وأنساهبم إىل اجلد‬
‫إال املشهورين فيكتفى بأسامئهم(((‪.‬‬

‫واشرتط بعضهم أن يذكر العقار الذي حيد العقار املتنازع فيه‪ ،‬وال‬
‫يكتفى بأسامء املالكني‪ ،‬فيشرتط أن يقول حيده من جهة كذا أرض أو دار أو‬
‫بستان لفالن بن فالن(((‪.‬‬

‫مغني املحتاج للرشبيني (‪ ،)465/4‬رشح عامد الرضا للمناوي (‪.)64/1‬‬ ‫(((‬

‫املحلة‪ :‬منزل القوم‪ ،‬انظر‪ :‬املعجم الوسيط ملجموعة من املؤلفني (‪ ،)194/1‬واملقصود‬ ‫(((‬
‫هبا‪ :‬احلي أو احلارة أو القرية التي يقع فيها العقار‪ ،‬انظر‪ :‬املصباح املنري للفيومي (‪،)83‬‬
‫معجم لغة الفقهاء ملحمد قلعجي وحامد قنيبي (‪.)414‬‬
‫مسعفة احلكام للتمرتايش (‪.)364/1‬‬ ‫(((‬
‫درر احلكام لعيل حيدر (‪ ،)198/4‬مسعفة احلكام للتمرتايش (‪ ،)364/1‬البحر‬ ‫(((‬
‫الرائق البن نجيم (‪.)198/7‬‬
‫تبيني احلقائق للزيلعي (‪ ،)293/4‬أدب القضاء للرسوجي (‪ ،)132‬البحر الرائق‬ ‫(((‬
‫البن نجيم (‪.)199/7‬‬
‫الفتاوى اهلندية جلامعة من علامء اهلند (‪ ،)11/4‬الطريقة املرضية للجعيط (‪،)15‬‬ ‫(((‬
‫األصول القضائية لقراعة (‪.)20‬‬

‫‪300‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫احلال الثاين‪ :‬أن يكون العقار املدعى مشهور ًا كدار الندوة بمكة‪ ،‬ففيه‬
‫خالف عىل قولني‪:‬‬

‫القول األول‪:‬‬

‫قول املالكية‪ ،‬والشافعية‪ ،‬واحلنابلة‪ ،‬والصاحبني من احلنفية‪ :‬ال يشرتط‬

‫لتحديده غري ذكر اسمه(((‪.‬‬

‫دليلهم‪:‬‬

‫أن القصد العلم باملدعى وهو حاصل بالشهرة(((‪ ،‬وأن ذكر احلدود يف‬
‫العقارات كذكر االسم والنسب يف اآلدمي‪ ،‬والشهرة تغني عن ذكر االسم‬
‫والنسب فهذا مثله(((‪.‬‬

‫القول الثاين‪:‬‬

‫قول أيب حنيفة‪ :‬ال بد من ذكر احلدود يف تعريف العقار سواء أكان‬
‫مشهور ًا أم غري مشهور(((‪.‬‬

‫املبسوط للرسخيس (‪ ،)100/16‬أدب القضاء للرسوجي (‪ ،)131‬احلاوي الكبري‬ ‫(((‬

‫للاموردي (‪ ،)293/17‬رشح عامد الرضا للمناوي (‪ ،)64/1‬كشاف القناع للبهويت‬
‫(‪ ،)140/15‬اإلنصاف للمرداوي (‪.)461/28‬‬
‫كشاف القناع للبهويت (‪.)140/15‬‬ ‫(((‬
‫املبسوط للرسخيس (‪.)100/16‬‬ ‫(((‬
‫املبسوط للرسخيس (‪ ،)100/16‬أدب القضاء للرسوجي (‪ ،)132‬درر احلكام لعيل‬ ‫(((‬
‫حيدر (‪.)199/4‬‬

‫‪301‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫دليله‪:‬‬

‫أن العقار ال يصري معلوم ًا إال بالتحديد(((‪ ،‬و«ألن الدار املشهورة قد‬
‫يزاد فيها وينقص منها وال تتغري الشهرة بذلك‪ ،‬بخالف اآلدمي فإنه ال يزاد‬
‫فيه وال ينقص منه»(((‪.‬‬

‫والراجح ‪-‬واهلل أعلم‪ :-‬أنه ال بد من وصف العقار‪ ،‬وبيان نوعه‪،‬‬

‫وموقعه‪ ،‬وذكر حدوده األربعة‪ ،‬سواء أكان مشهور ًا أو غري مشهور؛ ما مل‬
‫يتعذر ذلك كأن يكون العقار عىل شكل مثلث(((؛ وإذا كان له اسم يشتهر‬
‫به م َّيزه بذكر االسم ألنه زيادة علم(((‪ ،‬وذلك ليكون العقار املدعى معلوم ًا‬
‫متام ًا للخصمني وللقايض‪ ،‬وملن يعاينه من أهل اخلربة أو األعوان عند احلاجة‬
‫إىل ذلك‪ ،‬ولئ َّ‬
‫ال حيدث اختالف عند التنفيذ‪« ،‬وألن صكوك الدعاوى وثائق‬
‫تبقى بعد وفاة املتقاضني والقايض‪ ،‬وربام احتيج إليها وقد ذهبت شهرهتا»(((‪،‬‬
‫وكم من وثائق وصكوك قديمة عىل عقارات نشأ حوهلا نزاعات مل ُيستفد‬
‫منها يف حل النزاع القائم بسبب عدم الدقة يف ذكر حدودها‪ ،‬أو االكتفاء‬
‫بشهرهتا قدي ًام‪.‬‬

‫بدائع الصنائع للكاساين (‪ ،)8/7‬العناية رشح اهلداية للبابريت (‪.)162/8‬‬ ‫(((‬

‫املبسوط للرسخيس (‪.)100/16‬‬ ‫(((‬
‫املبسوط للرسخيس (‪.)100/16‬‬ ‫(((‬
‫أدب القايض للاموردي (‪.)332/2‬‬ ‫(((‬
‫أحكام الدعوى القضائية البن خنني (‪.)201‬‬ ‫(((‬

‫‪302‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫الفرع الثاين‪ :‬هل يشرتط ذكر احلدود األربعة أم يكفي أقل؟‬

‫ال خالف بني الفقهاء يف أنه إذا كان العقار مثلث ًا له ثالثة حدود فقط فإنه‬

‫ُيكتفى هبا‪ ،‬جاء يف املبسوط للرسخيس‪« :‬وقد تكون األرض مثلثة هلا ثالثة‬

‫حدود‪ ،‬فإذا كانت هبذه الصفة فال خالف أنه ُيكتفى بذكر احلدود الثالثة»(((‪.‬‬

‫واختلفوا فيام إذا كان للعقار أربعة حدود هل يلزم ذكرها مجيع ًا‪ ،‬أم‬

‫يكتفى ببعضها عىل أربعة أقوال‪:‬‬

‫القول األول‪:‬‬

‫وهو قول أكثر احلنفية(((‪ُ :‬يكتفى بذكر ثالثة حدود للعقار‪.‬‬

‫واستدلوا‪ :‬بأن لألكثر حكم الكل غالب ًا(((‪ ،‬وألن مقدار الطول بذكر‬

‫احلدين صار معلوم ًا‪ ،‬ومقدار العرض بذكر أحد احلدين بعد إعالم الطول‬

‫يصري معلوم ًا أيض ًا(((‪.‬‬

‫املبسوط للرسخيس (‪.)100/16‬‬ ‫(((‬

‫معني احلكام للطرابليس (‪ ،)56‬بدائع الصنائع للكاساين (‪ ،)222/6‬رشح أدب‬ ‫(((‬
‫القايض البن مازه (‪ ،)338/1‬تبيني احلقائق للزيلعي (‪.)293/4‬‬
‫معني احلكام للطرابليس (‪ ،)56‬بدائع الصنائع للكاساين (‪ ،)222/6‬تبيني احلقائق‬ ‫(((‬
‫للزيلعي (‪.)293/4‬‬
‫املبسوط للرسخيس (‪ ،)100/16‬البناية رشح اهلداية للعيني (‪.)318/9‬‬ ‫(((‬

‫‪303‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫القول الثاين‪:‬‬

‫وهو قول املالكية(((‪ ،‬واحلنابلة(((‪ ،‬وبعض احلنفية(((‪ ،‬وبعض الشافعية(((‪:‬‬

‫يلزم ذكر احلدود األربعة‪.‬‬

‫واستدلوا‪ :‬بأن التعريف ال يتم إال بذكر احلدود األربعة(((‪.‬‬

‫القول الثالث‪:‬‬

‫وهو قول بعض الشافعية‪ :‬أن الضابط هو معرفة العقار املدعى ومتييزه‪،‬‬
‫فإن متيز بذكر ثالثة حدود كفى ذكرها‪ ،‬وإال فيلزم ذكر احلدود األربعة(((‪،‬‬
‫بحد كفى(((‪ ،‬وروي عن أيب يوسف من احلنفية‬ ‫بل ذكر بعضهم أنه لو متيز ٍ‬

‫االكتفاء بحد واحد(((‪.‬‬

‫تبرصة احلكام البن فرحون (‪.)149/1‬‬ ‫(((‬

‫املغني البن قدامة (‪ ،)68/14‬كشاف القناع للبهويت (‪ ،)139/15‬جملة األحكام‬ ‫(((‬
‫الرشعية للقاري (‪.)612‬‬
‫أدب القضاء للرسوجي (‪ ،)131‬بدائع الصنائع للكاساين (‪.)222/6‬‬ ‫(((‬
‫احلاوي الكبري للاموردي (‪ ،)293/17‬أدب القايض للاموردي (‪ ،)331/2‬أدب‬ ‫(((‬
‫القضاء للغزي (‪.)139‬‬
‫قرة عيون األخيار ملحمد أفندي (‪.)28/8‬‬ ‫(((‬
‫روضة الطالبني للنووي (‪ ،)93/12‬مغني املحتاج للرشبيني (‪ ،)412/4‬رشح عامد‬ ‫(((‬
‫الرضا للمناوي (‪.)63/1‬‬
‫حتفة املحتاج البن حجر اهليتمي (‪ ،)197/10‬أسنى املطالب لزكريا األنصاري‬ ‫(((‬
‫(‪.)425/4‬‬
‫قرة عيون األخيار ملحمد أفندي (‪.)28/8‬‬ ‫(((‬

‫‪304‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫دليلهم‪ :‬أن املدار عىل التمييز وقد ُوجد(((‪.‬‬

‫القول الرابع‪:‬‬
‫روي عن أيب يوسف من احلنفية االكتفاء باحلدين‪ ،‬أحدمها طوالً واآلخر‬
‫عرض ًا(((‪.‬‬
‫دليله‪ :‬ألنه هبام يصري الطول والعرض معلوم ًا(((‪.‬‬
‫والراجح ‪-‬واهلل أعلم‪ :-‬أنه إذا كان للعقار أربعة حدود فيلزم ذكرها‬
‫مجيع ًا؛ ليكون العقار معلوم ًا متام ًا للخصمني وللقايض‪ ،‬وملن يعاينه من‬
‫أهل اخلربة أو األعوان عند احلاجة إىل ذلك‪ ،‬ولئال حيصل االختالف عند‬
‫التنفيذ‪ ،‬وهذا ما عليه العمل يف املحاكم يف الدعاوى واالستحكام(((‪ ،‬وما‬
‫عليه العمل يف كتابات العدل يف توثيق البيوع أو املنح(((‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التعريف بالعقار املدعى بذكر وثيقة التملك‪:‬‬
‫إذا وجدت وثيقة معتربة للعقار‪ ،‬فإنه يصح أن يكتفي املدعي بذكر تلك‬
‫الوثيقة‪ ،‬ويدعي بالعقار املوصوف فيها؛ السيام وأنه جرى عمل الناس اليوم‬

‫رشح عامد الرضا للمناوي (‪.)63/1‬‬ ‫(((‬

‫بدائع الصنائع للكاساين (‪ ،)222/6‬املحيط الربهاين لربهان الدين ابن مازة‬ ‫(((‬
‫(‪.)135/8‬‬
‫املحيط الربهاين لربهان الدين ابن مازة (‪.)135/8‬‬ ‫(((‬
‫انظر‪ :‬أحكام الدعوى القضائية البن خنني (‪ ،)200‬املادة (‪ )229‬من نظام املرافعات‬ ‫(((‬
‫الرشعية ولوائحها التنفيذية‪.‬‬
‫انظر‪ :‬الدليل اإلرشادي ألعامل كتابات العدل‪ ،‬الصادر بتعميم وزارة العدل رقم‬ ‫(((‬
‫(‪/13‬ت‪ )7238/‬يف ‪1439/6/16‬هـ‪.‬‬

‫‪305‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫عىل تسجيل العقارات بوثائق ختصها (صكوك)‪ ،‬ويذكر يف تلك الوثائق‬

‫وصف العقار كام ً‬
‫ال من حيث موقعه وحدوده وأطواله ومساحته(((‪ ،‬وعليه‬
‫فإذا حتقق العلم باملدعى لدى املتداعيني والقايض فإنه يكتفى بذلك‪.‬‬
‫ويلزم ‪-‬يف نظري‪ -‬ذكر وصف العقار كام ً‬
‫ال من حيث موقعه وحدوده‬
‫وأطواله ومساحته‪ ،‬باإلضافة إىل ذكر رقم وثيقة التملك وتأرخيها ومصدرها‬
‫يف ضبط املرافعة وصك الدعوى‪ ،‬ليتمكن من يطلع عليهام من االكتفاء هبام‪،‬‬
‫دون احلاجة للرجوع إىل وثيقة التملك فقد ال يتيرس االطالع عليها أحيان ًا‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬معلومية العقار املدعى باإلشارة إليه‪:‬‬
‫ذكر بعض الفقهاء أنه إذا أمكن اإلشارة إىل عني العقار يف الدعوى فإنه‬
‫يكتفى بذلك‪ ،‬لتحقق رشط املعلومية باإلشارة إىل العقار املدعى(((‪.‬‬
‫والذي يظهر أنه ال بد ذكر وصف العقار كام ً‬
‫ال من حيث موقعه وحدوده‬
‫وأطواله ومساحته‪ ،‬باإلضافة إىل ذكر رقم وثيقة التملك وتأرخيها ومصدرها‬
‫إن وجدت‪ ،‬وذلك ليكون العقار املدعى معلوم ًا متاما للخصمني وللقايض‪،‬‬
‫وملن ُيندب من أهل اخلربة أو األعوان ملعاينته عند احلاجة إىل ذلك‪ ،‬ولئال‬
‫حيدث اختالف عند التنفيذ‪ ،‬وألن صكوك الدعاوى وثائق تبقى بعد وفاة‬

‫((( انظر‪ :‬درر احلكام لعيل حيدر (‪ ،)196/4‬القواعد الفقهية للدعوى القضائية د‪ .‬حسني‬
‫آل الشيخ (‪ ،)387/1‬نظرية الدعوى د‪ .‬حممد ياسني (‪.)351‬‬
‫((( فتح القدير للكامل ابن اهلامم (‪ ،)162/8‬درر احلكام لعيل حيدر (‪ ،)185/4‬املبدع‬
‫البن مفلح (‪.)197/8‬‬

‫‪306‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫املتقاضني والقايض‪ ،‬وربام احتيج إليها الحق ًا فيتعذر االستفادة منها بسبب‬

‫عدم ذكر أوصاف املدعى به‪.‬‬

‫الفرع اخلامس‪ :‬اشرتاط ذكر أطوال العقار املدعى‪:‬‬

‫نص بعضهم عىل أنه لو أصاب‬

‫مل َأر من اشرتط ذكرها من الفقهاء‪ ،‬ولكن َّ‬
‫يف احلدود‪ ،‬وذكر نقص ًا أو زيادة يف األطوال أو املساحة‪ ،‬فإن ذلك ال يؤثر‬

‫وال يمنع صحة الدعوى(((‪.‬‬

‫والذي يظهر أنه يلزم ذكر أطوال أضالع العقار املدعى؛ ليكون حمدد ًا‬

‫معلوم ًا؛ ألن كثري ًا من اخلالفات تكون يف جزء من العقار‪ ،‬فلزم ذكر أطواله‬
‫ليعرف اجلزء املدعى‪ ،‬ويكون احلكم قاب ً‬
‫ال للتنفيذ بعد صدوره‪ ،‬كام يلزم‬

‫أيض ًا ذكر االنكسارات يف الضلع إذا كان غري مستقيم؛ ليكون أدق وأضبط‬

‫ال سيام مع تطور الوسائل التي تبني ذلك وحتدده‪ ،‬واألنظمة والتعليامت‬

‫تنص عىل وجوب ذكر األطوال يف صكوك االستحكام واملنح(((‪.‬‬

‫((( درر احلكام لعيل حيدر (‪ ،)200/4‬البحر الرائق البن نجيم (‪ ،)199/7‬األصول‬
‫القضائية لقراعة (‪ ،)19‬املبادئ والقرارات إصدار وزارة العدل (‪.)139‬‬
‫((( انظر‪ :‬املادة (‪ )229‬من نظام املرافعات الرشعية ولوائحها التنفيذية‪ ،‬الدليل اإلرشادي‬
‫ألعامل كتابات العدل‪ ،‬الصادر بتعميم وزارة العدل رقم (‪/13‬ت‪ )7238/‬يف‬
‫‪1439/6/16‬هـ‪.‬‬

‫‪307‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫المطلب الثالث‪ :‬شرط وضع اليد‪:‬‬

‫وفيه مخسة فروع‪:‬‬

‫من رشوط الدعوى العقارية أن يذكر املدعي أن العقار حمل الدعوى يف‬
‫يد املدعى عليه(((‪ ،‬ل ُيع َلم أن دعواه متوجهة إىل خصم‪ ،‬وهو رشط متفرع عن‬
‫رشط الصفة‪.‬‬
‫ويستثنى من ذلك دعوى منع التعرض‪ ،‬فإن العني تكون يف يد املدعي‬
‫ويطلب عدم تعرض املدعى عليه فيها‪ ،‬ويشرتط يف دعوى منع التعرض أن‬
‫يقول‪ :‬إنه تعرض يل بغري حق(((‪.‬‬
‫كام يشرتط أن يذكر أن العني يف يد املدعى عليه بغري حق (ظل ًام)‪ :‬إلزالة‬
‫وخص بعضهم هذا القيد‬
‫َّ‬ ‫احتامل أن املدعى به مرهون أو حمبوس بالثمن(((‪،‬‬
‫‪-‬أي قوله‪ :‬بغري حق‪ -‬باملنقول(((؛ ألن املنقول قد يكون يف يد غري املالك‬
‫بحق كالرهن والبيع وجيري عليه الغصب باتفاق فيلزم الترصيح بأنه يف يد‬

‫العناية رشح اهلداية للبابريت (‪ ،)161/8‬البحر الرائق البن نجيم (‪ ،)200/7‬تبرصة‬ ‫(((‬
‫احلكام البن فرحون (‪ ،)149/1‬أدب القايض للاموردي (‪ ،)332/2‬املبدع البن‬
‫مفلح (‪ ،)198/8‬كشاف القناع للبهويت (‪.)135/15‬‬
‫أدب القضاء للغزي (‪ ،)141‬احلاوي الكبري للاموردي (‪ ،)295/17‬أحكام الدعوى‬ ‫(((‬
‫القضائية البن خنني (‪ ،)38‬نظرية الدعوى د‪ .‬حممد ياسني (‪.)249‬‬
‫درر احلكام لعيل حيدر (‪ ،)196/4‬احلاوي الكبري للاموردي (‪ ،)293/17‬كشاف‬ ‫(((‬
‫القناع للبهويت (‪.)140/15‬‬
‫أدب القضاء للرسوجي (‪ ،)131‬فتح القدير للكامل ابن اهلامم (‪ ،)164/8‬العناية‬ ‫(((‬
‫رشح اهلداية للبابريت (‪.)165/8‬‬

‫‪308‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫املدعى عليه بغري حق(((‪« ،‬إال أن املختار عند كثري من الفقهاء أنه جيب ذكر‬
‫هذه العبارة يف دعوى العقار أيض ًا»(((‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬معنى وضع اليد لغ ًة واصطالح ًا‪:‬‬

‫الواو والضاد والعني‪ :‬أصل واحد يدل عىل اخلفض لليشء وح ّطه(((‪،‬‬
‫َو َو َضع اليشء إىل األرض أنزله‪َ ،‬و َوضع اليشء يف املكان أثبته فيه‪ ،‬ويقال‬
‫َو َضع يده يف الطعام إذا جعل يأكله(((‪.‬‬

‫واليد لغ ًة‪ :‬بتخفيف الدال‪ ،‬الكف أو من أطراف األصابع إىل الكتف‪،‬‬

‫ومن املجاز‪ :‬اجلاه؛ والوقار؛ والقوة‪ ،‬يقولون‪ :‬ما يل به يد‪ ،‬أي قوة؛ والقدرة‬
‫يقولون‪ :‬يل عليه يد؛ أي قدرة‪ ،‬وامللك‪ ،‬بكرس امليم؛ يقال‪ :‬هذه الصنعة يف يد‬
‫فالن‪ ،‬أي يف ملكه‪ ،‬وال يقال يف يدي فالن‪ .‬ويقولون‪ :‬هذه الدار يف يد فالن؛‬
‫وهذا الوقف يف يد فالن؛ أي يف ترصفه وحتدثه(((‪ ،‬واألكل‪ ،‬يقال‪ :‬ضع يدك‪،‬‬
‫أي‪ :‬كُل(((‪.‬‬

‫البحر الرائق البن نجيم (‪ ،)200/7‬قرة عيون األخيار ملحمد أفندي (‪.)18/8‬‬ ‫(((‬
‫درر احلكام لعيل حيدر (‪.)196 /4‬‬ ‫(((‬
‫مقاييس اللغة البن فارس (‪.)117 /6‬‬ ‫(((‬
‫املعجم الوسيط ملجموعة من املؤلفني (‪.)1039 /2‬‬ ‫(((‬
‫التحدث‪ :‬تعني الترصف‪ ،‬انظر ما قرره حمقق كتاب اإلحكام يف متييز الفتاوى عن‬ ‫(((‬
‫األحكام يف احلاشية رقم (‪ )1‬ص (‪.)153‬‬
‫انظر‪ :‬تاج العروس للزبيدي (‪ ،)343-338 /40‬هتذيب اللغة لألزهري (‪-168/14‬‬ ‫(((‬
‫‪.)169‬‬

‫‪309‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫واملعنى االصطالحي‪ :‬ال خيرج عن املعنى اللغوي؛ جاء يف املصباح املنري‪:‬‬

‫األمر «بيد» فالن أي يف ترصفه‪ ......‬والدار يف «يد» فالن أي يف ملكه(((‪.‬‬
‫وجاء يف املنثور يف القواعد الفقهية‪« :‬اليد قسامن‪ :‬حسية ومعنوية‪،‬‬
‫فاحلسية عندنا من األصابع إىل الكوع ويدخل الذراع يف ذلك بحكم التبعية‬
‫ال باحلقيقة‪ ....‬أما املعنوية فاملراد هبا االستيالء عىل اليشء باحليازة وهي‬
‫كناية عام قبلها؛ ألن باليد يكون الترصف‪.(((»...‬‬
‫وجاء يف معجم املصطلحات املالية واالقتصادية‪« :‬ويستعمل الفقهاء‬
‫كلمة (اليد) بمعنى حوز اليشء وا ُملكنة من استعامله واالنتفاع به»(((‪.‬‬
‫ويطلق بعض الفقهاء عىل وضع اليد مصطلح‪ :‬احليازة(((‪.‬‬
‫فيتضح من ذلك أن واضع اليد هو احلائز املترصف‪ ،‬فاملراد باليد‪:‬‬
‫«إمكانية الترصف باليشء‪ ،‬و ُع ِّرِّب باليد ألهنا آلة القبض والترصف»(((‪.‬‬

‫املصباح املنري للفيومي (‪.)350‬‬ ‫(((‬

‫املنثور للزركيش (‪.)369 /3‬‬ ‫(((‬
‫معجم املصطلحات املالية واالقتصادية نزيه محاد (‪.)482‬‬ ‫(((‬
‫انظر‪ :‬نظرية الدعوى د‪ .‬حممد ياسني (‪ ،)245‬الكاشف البن خنني (‪.)168/1‬‬ ‫(((‬
‫ويالحظ أن الفقهاء يطلقون احليازة عىل معنيني‪ :‬األول‪ :‬احليازة بمعنى القبض‪ ،‬وهو‬
‫إثبات اليد عىل اليشء والتمكن منه سواء أكان بقصد التملك أو بقصد االستيثاق‬
‫أو بقصد احلفظ أو غريها‪ ،‬والثاين‪ :‬احليازة بمعنى القبض املقرتن بالترصف كترصف‬
‫املالك بقصد التملك‪ .‬انظر‪ :‬دعوى احليازة يف الفقه اإلسالمي د‪ .‬حممد املحيميد (‪،)10‬‬
‫أحكام دعاوى احليازة للحسون (‪.)42‬‬
‫موسوعة القواعد الفقهية للبورنو (‪ ،)341/12‬وانظر أيض ًا‪ :‬املنثور للزركيش‬ ‫(((‬
‫(‪ ،)370/3‬املبسوط للرسخيس (‪.)35/17‬‬

‫‪310‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫ً‬
‫‪-‬فعاًل‪ -‬من عقار‬ ‫عرف نظام املرافعات احليازة بأهنا‪ :‬ما حتت اليد‬ ‫وقد َّ‬
‫يترصف فيه باالستعامل أو االنتفاع‪ ،‬عىل وجه االستمرار‪ ،‬بحسب العادة‪،‬‬
‫ولو مل يكن مالكًا له كاملستأجر(((‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬الترصفات التي يتحقق هبا وضع اليد‪:‬‬
‫واضع اليد هو‪ :‬املترصف‪ ،‬والترصف يف كل يشء بحسبه؛ وذلك كالسكنى‬
‫أو البناء أو اهلدم أو احلفر أو الزرع أو الغرس أو قطع الشجر يف العقارات‪،‬‬
‫أو اللبس يف الثياب‪ ،‬أو ركوب الدابة‪ ،‬ونحو ذلك من الترصفات(((‪.‬‬
‫جاء يف تبرصة احلكام‪« :‬واحليازة تكون بثالثة أشياء‪ :‬أضعفها السكنى‬
‫واالزدراع‪ ،‬ويليها اهلدم والبنيان والغرس واالستغالل‪ ،‬ويليها التفويت‬
‫بالبيع والصدقة واهلبة والعتق والكتابة والتدبري والوطء وما أشبه ذلك‪ ،‬مما‬
‫ال يفعله الرجل إال يف ماله»(((‪.‬‬
‫أما إذا ترصف االثنان‪ :‬فال خيلو أن يكون ترصفهام متساوي ًا أو غري‬
‫ٍ‬
‫متساو‪:‬‬
‫‪ .1‬فإن كان متساوي ًا فيكون االثنان ذوا يد‪ ،‬مثاله‪:‬‬

‫((( املادة (‪ )1/209‬من نظام املرافعات الرشعية‪.‬‬

‫((( بدائع الصنائع للكاساين (‪ ،)256/6‬الرشح الكبري للدردير (‪ ،)233/4‬مواهب‬
‫اجلليل للحطاب (‪ ،)209/6‬قواعد األحكام لعز الدين بن عبد السالم (‪،)141/2‬‬
‫املنثور للزركيش (‪ ،)371/3‬املغني البن قدامة (‪ ،)143/14‬كشاف القناع للبهويت‬
‫(‪.)269/15‬‬
‫((( تبرصة احلكام البن فرحون (‪ ،)104/2‬وانظر أيض ًا‪ :‬البيان والتحصيل البن رشد‬
‫اجلد (‪.)147/11‬‬

‫‪311‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫‪ -‬دار واحدة يسكنها اثنان فهام متساويان يف اليد‪.‬‬

‫‪ -‬إذا تداعيا يف الساحة التي يتطرق منها إىل البيوت فهي بينهام‪،‬‬
‫الشرتاكهام يف ثبوت اليد عليها واستطراقها‪.‬‬

‫‪ -‬إذا تداعيا أرض ًا فيها بناء أو شجر هلام فهي بينهام‪.‬‬

‫ٍ‬
‫متساو بأن كان ترصف أحدمها أظهر وأقوى من ترصف‬ ‫‪ .2‬وإن كان غري‬
‫اآلخر‪ ،‬أو أكثر من ترصف اآلخر؛ فيكون األظهر واألقوى واألكثر هو ذو‬
‫اليد‪ ،‬مثاله‪:‬‬

‫‪ -‬دار فيها أربعة أبيات‪ ،‬وىف أحد أبياهتا ساكن‪ ،‬وىف الثالثة الباقية ساكن‬
‫آخر‪ ،‬فيعترب كل بيت يف يد الساكن فيه؛ ألن كل بيت ينفصل عن صاحبه‪،‬‬
‫وال يشارك اخلارج منه الساكن فيه يف ثبوت اليد عليه‪.‬‬

‫‪ -‬إذا تنازعا دار ًا وألحدمها فيها متاع فتعترب يف يد صاحب املتاع‪ ،‬أما لو‬
‫كان ألحدمها فيها متاع واآلخر ساكن يف الدار فتعترب يف يد الساكن‪.‬‬

‫‪ -‬ساحة تتصل ببناء أو شجر ألحدمها فيعترب هو صاحب اليد؛ ألنه هو‬
‫املستويف ملنفعتها(((‪.‬‬

‫((( انظر هذه األمثلة وغريها يف‪ :‬البناية رشح اهلداية للعيني (‪ ،)406/9‬درر احلكام‬
‫لعيل حيدر (‪ ،)332/4‬مواهب اجلليل للحطاب (‪ ،)210/6‬أسنى املطالب لزكريا‬
‫األنصاري (‪ ،)425/4‬رشح عامد الرضا للمناوي (‪ ،)142/1‬املغني البن قدامة‬
‫(‪ ،)339-337/14‬كشاف القناع للبهويت (‪.)221/15‬‬

‫‪312‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أمهية اليد يف الدعوى العقارية‪:‬‬

‫معرفة ذي اليد مهم جد ًا يف الدعاوى وتتمثل أمهيته يف اآليت‪:‬‬
‫‪ .1‬معرفة من يكون خص ًام ممن ال يكون خص ًام‪ ،‬فاخلصم يف دعاوى‬
‫األعيان هو من بيده العني كام سبق تقريره‪ ،‬ويشرتط يف دعوى العني ‪-‬عدا‬
‫دعوى منع التعرض‪ -‬أن يرصح املدعي بأن املدعى به حتت يد املدعى عليه‪.‬‬
‫‪ .2‬التمييز بني املدعي واملدعى عليه‪ ،‬وبالتايل يتضح من عليه عبء‬
‫اإلثبات‪ ،‬ومن عليه اليمني‪ ،‬فالذي بيده العني هو املدعى عليه‪ ،‬والذي‬
‫ليست العني بيده هو املكلف باإلثبات وإقامة األدلة والبينات(((‪.‬‬
‫‪ .3‬أن اليد قرينة عىل امللك إذا مل يعارضها ما هو أقوى منها(((‪ ،‬وجيوز‬
‫الرشاء من ذي اليد وإن مل يثبت أهنا ملكه استدالالً بظاهر اليد(((‪.‬‬
‫‪ .4‬الرتجيح باليد عند تعارض البينات عىل الصحيح من أقوال أهل‬
‫العلم(((‪.‬‬

‫درر احلكام لعيل حيدر (‪ ،)511/4‬القوانني الفقهية البن جزي (‪ ،)200‬نظرية‬ ‫(((‬
‫الدعوى د‪ .‬حممد ياسني (‪.)256‬‬
‫هناية املحتاج للرميل (‪ ،)362/8‬كشاف القناع للبهويت (‪ ،)269/15‬املغني البن‬ ‫(((‬
‫قدامة (‪ ،)143/14‬وسائل اإلثبات د‪ .‬حممد الزحييل (‪،)819 ،679 ،661/2‬‬
‫املبادئ والقرارات إصدار وزارة العدل (‪.)537 ،532 ،530‬‬
‫املنثور للزركيش (‪ ،)370/3‬املحيط الربهاين لربهان الدين ابن مازة (‪.)293/5‬‬ ‫(((‬
‫تبرصة احلكام البن فرحون (‪ ،)379/1‬مغني املحتاج للرشبيني (‪ ،)480/4‬رشح‬ ‫(((‬
‫عامد الرضا للمناوي (‪ ،)136/1‬املغني البن قدامة (‪.)279/14‬‬

‫‪313‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫‪ .5‬معرفة متى يكون القضاء باالستحقاق(((‪ ،‬ومتى يكون بالرتك(((‪.‬‬

‫جاء يف فتح الباري البن حجر عند رشح حديث احلرضمي والكندي‪:‬‬
‫«وفيه التنبيه عىل صورة احلكم يف هذه األشياء‪ ،‬ألنه بدأ بالطالب فقال ليس‬
‫لك إال يمني اآلخر‪ ،‬ومل حيكم هبا للمدعى عليه إذا حلف؛ بل إنام جعل اليمني‬
‫ترصف دعوى املدعي ال غري‪ ،‬ولذلك ينبغي للحاكم إذا حلف املدعى عليه أن‬
‫يقره عىل حكم يمينه»(((‪.‬‬
‫ال حيكم له بملك املدعى فيه وال بحيازته بل ُّ‬
‫‪ .6‬ومن أمهية اليد‪ :‬صحة الدعوى باليد فقط دون امللكية(((‪« ،‬وهي ما‬
‫يسمى يف النظام دعوى احليازة»(((‪.‬‬
‫‪ .7‬جواز الشهادة بامللك بناء عىل اليد والترصف عىل الصحيح من أقوال‬
‫أهل العلم(((‪.‬‬

‫قضاء االستحقاق هو‪ :‬ما يقىض فيه ألحد اخلصمني باستحقاق يشء من احلقوق من‬ ‫(((‬
‫تسلم دين أو عني‪ .‬انظر الكاشف البن خنني (‪.)121/2‬‬
‫قضاء الرتك هو‪ :‬ما يقىض فيه بإخالء سبيل املدعى عليه من الدعوى لعدم استحقاق‬ ‫(((‬
‫املدعي ما ادعاه‪ .‬الكاشف البن خنني (‪ ،)122/2‬وانظر أيض ًا‪ :‬البناية رشح اهلداية‬
‫للعيني (‪.)309/12‬‬
‫فتح الباري البن حجر (‪ ،)562 /11‬وانظر كذلك‪ :‬إكامل املعلم للقايض عياض‬ ‫(((‬
‫(‪.)436/1‬‬
‫املبسوط للرسخيس (‪ ،)35/17‬درر احلكام لعيل حيدر (‪ ،)511/4‬نظرية الدعوى‬ ‫(((‬
‫د‪ .‬حممد ياسني (‪ ،)243‬الكاشف البن خنني (‪ ،)170/1‬الدعوى القضائية د‪ .‬عدنان‬
‫الدقيالن (‪ ،)237‬املوسوعة الفقهية الكويتية (‪.)286/20‬‬
‫نظام املرافعات الرشعية املادتان (‪.)209 ،206‬‬ ‫(((‬
‫بدائع الصنائع للكاساين (‪ ،)267/6‬رشح أدب القايض البن مازة (‪،)399/4‬‬ ‫(((‬
‫مواهب اجلليل للحطاب (‪ ،)210/6‬حاشية الدسوقي عىل الرشح الكبري (‪،)221/4‬‬
‫روضة الطالبني للنووي (‪ ،)269/11‬مغني املحتاج للرشبيني (‪ ،)449/4‬كشاف‬
‫القناع للبهويت (‪ ،)269/15‬املغني البن قدامة (‪.)143/14‬‬

‫‪314‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫الفرع الرابع‪ :‬إثبات وضع اليد‪:‬‬

‫إذا ادعى شخص عىل آخر عين ًا‪ ،‬وذكر أن العني املدعاة يف يد املدعى‬
‫عليه‪ ،‬فال خيلو إما أن يدعي امللك مطلق ًا(((‪ ،‬أو يدعي امللك بسبب كالرشاء‪،‬‬
‫أو يدعي عليه فع ً‬
‫ال كالغصب والتعدي والرسقة‪ ،‬فإذا ادعى امللك بسبب من‬
‫املدعى عليه أو ادعى فع ً‬
‫ال عىل املدعى عليه فتصح الدعوى دون احلاجة إىل‬
‫إثبات يد املدعى عليه بالبينة؛ ألن دعوى الفعل كام تصح عىل ذي اليد تصح‬
‫عىل غريه أيض ًا(((‪.‬‬

‫أما إذا ادعى امللك مطلق ًا فعند احلنفية قوالن‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬ال يثبت وضع املدعى عليه يده عىل العقار املتنازع فيه إال‬
‫بالبينة أو علم القايض(((‪ ،‬وال يكفي التصادق؛ الحتامل تزويرها؛ ألن املالك‬
‫قد يبعد عن العقار عادة‪ ،‬بخالف املنقول فيكفي فيه اإلقرار؛ ألن يد املالك‬

‫((( جاء يف البناية رشح اهلداية للعيني (‪« :)326/9‬أن يدعي امللك من غري أن يتعرض‬
‫للسبب‪ ،‬بأن يقول «هذا ملكي» ومل يقل ملكه بسبب الرشاء واإلرث ونحو ذلك»‪.‬‬
‫((( رد املحتار البن عابدين (‪ ،)547/5‬البحر الرائق البن نجيم (‪ ،)200/7‬درر احلكام‬
‫لعيل حيدر (‪ ،)514/4‬األصول القضائية لقراعة (‪ ،)16‬مباحث املرافعات لألبياين‬
‫(‪.)24 ،23‬‬
‫((( جاء يف قرة عيون األخيار ملحمد أفندي (‪« :)32/8‬هذا بناء عىل أن القايض يقيض‬
‫بعلمه‪ ،‬وكثري ًا ما يذكرونه يف املسائل‪ ،‬واملفتى به‪ :‬أنه ال يقيض بعلمه فعليه ال بد من‬
‫البينة»‪.‬‬

‫‪315‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫ال تنقطع عن املنقول عادة فاليد فيه مشاهدة(((‪ ،‬وإثبات اليد بالبينة جيب عىل‬
‫املدعي ال املدعى عليه(((‪.‬‬
‫القول الثاين‪ :‬يكفي تصديق املدعى عليه أهنا يف يده‪ ،‬وال حيتاج إىل إقامة‬
‫البينة‪ ،‬ألنه إن كان يف يده وأقر بذلك فاملدعي يأخذه منه إن ثبتت ملكيته‬
‫بالبينة أو بإقرار ذي اليد أو نكوله‪ ،‬وإن مل يكن يف يده ال يكون للمدعي‬
‫والية األخذ من ذي اليد‪ ،‬ألن البينة قامت عىل غري خصم فالرضر ال يلحق‬
‫إال بذي اليد(((‪.‬‬
‫والذي يظهر أنه ال مانع من قبول اإلقرار يف وضع اليد وال دليل عىل‬
‫استثناء هذه املسالة من عموم أدلة املؤاخذة باإلقرار(((‪ ،‬كام أنه إن مل يكن‬
‫العقار يف يد املدعى عليه فال يكون للمدعي والية األخذ من ذي اليد‪ ،‬ألن‬
‫البينة قامت عىل غري خصم‪ ،‬فالرضر ال يلحق إال بذي اليد(((‪.‬‬
‫نص عىل االكتفاء باعرتاف املدعى عليه بأهنا يف يده بعض‬ ‫وقد َّ‬
‫الشافعية(((‪ ،‬وأما املالكية واحلنابلة فلم أقف عىل نص هلم‪ ،‬ولكن مقتىض‬

‫أدب القضاء للرسوجي (‪ ،)131‬رد املحتار البن عابدين (‪ ،)547/5‬العناية رشح‬ ‫(((‬
‫اهلداية للبابريت (‪ ،)163/8‬تبيني احلقائق للزيلعي (‪ ،)293 /4‬البحر الرائق البن‬
‫نجيم (‪.)200/7‬‬
‫فتح القدير للكامل ابن اهلامم (‪.)240/8‬‬ ‫(((‬
‫قرة عيون األخيار ملحمد أفندي (‪.)33/8‬‬ ‫(((‬
‫القواعد الفقهية للدعوى القضائية د‪ .‬حسني آل الشيخ (‪ ،)751/2‬نظرية الدعوى د‪.‬‬ ‫(((‬
‫حممد ياسني (‪.)294‬‬
‫قرة عيون األخيار ملحمد أفندي (‪ ،)33/8‬نظرية الدعوى د‪ .‬حممد ياسني (‪.)294‬‬ ‫(((‬
‫فتح الباري البن حجر (‪ ،)563/11‬إكامل املعلم للقايض عياض (‪.)438/1‬‬ ‫(((‬

‫‪316‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫قوهلم االكتفاء باعرتاف املدعى عليه حيث قالوا أن من دفع اخلصومة يف‬
‫العني إىل مكلف حارض وصدقه احلارض فإن اخلصومة تندفع عن املدعى‬
‫عليه ويصبح احلارض خص ًام يف الدعوى(((‪.‬‬
‫وأما يف النظام‪ :‬فإن نظام املرافعات الرشعية أجاز ملن يعد احلكم حجة‬
‫عليه ومل يكن ُأدخل أو تدخل يف الدعوى أن يتقدم بالتامس إعادة النظر يف‬
‫األحكام النهائية(((‪.‬‬
‫الفرع اخلامس‪ :‬إذا ادعى عقار ًا ظان ًا أنه يف يد املدعى عليه‪ ،‬وأقام بينة عىل‬
‫دعواه‪ ،‬وحكم احلاكم هبا‪ ،‬ثم بان أن العقار املدعى يف يد آخر‪:‬‬
‫وصورة املسألة‪ :‬أن يدعي شخص ضد آخر ملكية عقار‪ ،‬ويذكر املدعي‬
‫أن العقار يف يد املدعى عليه‪ ،‬ثم إن املدعى عليه ال يدفع بأن العقار ليس يف‬
‫يده‪ ،‬ألسباب؛ منها‪ :‬عدم حضور املدعى عليه‪ ،‬أو انتقال العقار من املدعى‬
‫عليه إىل آخر قبل إقامة الدعوى وسكوت املدعى عليه عن الدفع إرضار ًا‬
‫باملدعي وتكليف ًا له بإقامة دعوى جديدة ضد واضع اليد‪ ،‬أو حصول اللبس‬
‫يف العقارات كاملخططات التي حيصل فيها أحيان ًا صدور صكني لقطعة‬
‫واحدة‪ ،‬وغري ذلك من األسباب‪ ،‬ثم يقيم املدعي بينته عىل ملكية العقار‪،‬‬
‫وحيكم القايض هبا‪ ،‬ثم بعد ذلك يتبني أن العقار ليس يف يد املدعى عليه‪،‬‬
‫فهل يصح احلكم أم ال؟‬
‫يف املسألة ثالثة أوجه عند الشافعية‪:‬‬

‫((( تبرصة احلكام البن فرحون (‪ ،)193/1‬املغني البن قدامة (‪.)310/14‬‬

‫((( املادة (‪ )2-200‬من نظام املرافعات الرشعية‪.‬‬

‫‪317‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫األول‪ :‬ال يصح احلكم؛ ألن الدعوى مل تكن عىل خصم‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬يصح‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬إن كان صاحب اليد حارض ًا فال يصح وال ينفذ احلكم‪ ،‬وإن‬
‫كان غائب ًا ووجدت رشوط احلكم عىل الغائب صح وإال فال(((‪.‬‬
‫والذي يتوجه أن احلكم ال يصح لفقد رشط من رشوطه‪ ،‬وهو أن تتقدمه‬
‫دعوى صحيحة(((‪ ،‬والدعوى املوجهة إىل غري ذي اليد ليست صحيحة‪.‬‬
‫وما سبق من خالف هو فيام إذا صدر احلكم بناء عىل بينة أقامها املدعي‪،‬‬
‫وعليه فمن باب أوىل عدم صحة احلكم إذا صدر بناء عىل إقرار أو نكول من‬
‫املدعى عليه‪.‬‬
‫وأما يف النظام‪ :‬فقد أجاز نظام املرافعات الرشعية ملن يعدُّ احلكم حجة‬
‫عليه ومل يكن ُأدخل أو تدخل يف الدعوى أن يتقدم بالتامس إعادة النظر يف‬
‫األحكام النهائية(((‪ ،‬وقرر نظام التنفيذ أنه إذا ظهر أن العقار مشغول بغري‬
‫املنفذ ضده‪ ،‬وامتنع شاغل العقار عن اإلخالء‪ ،‬فإن كان الشاغل حيمل سند ًا‬
‫تنفيذي ًا يتضمن حق ًا يف استغالل العقار؛ فتُعد من منازعات التنفيذ‪ ،‬وإن كان‬
‫ال حيمل ذلك؛ فال توقف إجراءات التنفيذ‪ ،‬وله التقدم بدعوى لدى قايض‬
‫املوضوع(((‪ ،‬وللدائرة التي تنظر النزاع أن تقرر وقف التنفيذ إذا رأت ذلك‬
‫وفق ًا للامدة (‪ )6/6‬من نظام التنفيذ‪.‬‬

‫أدب القضاء للغزي (‪ ،)123‬حتفة املحتاج البن حجر اهليتمي (‪.)310/10‬‬ ‫(((‬
‫الكاشف البن خنني (‪.)119/2‬‬ ‫(((‬
‫املادة (‪ )2-200‬من نظام املرافعات الرشعية‪.‬‬ ‫(((‬
‫املادة (‪ )10/72‬من نظام التنفيذ‪.‬‬ ‫(((‬

‫‪318‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫المطلب الرابع‪ :‬شرط ذكر سبب االستحقاق‪:‬‬

‫سبب االستحقاق هو‪ :‬الواقعة التي يستند إليها املدعي للحكم له‬
‫بدعواه‪ ،‬كأن يذكر بأن العني له بالرشاء أو اإلحياء أو اهلبة‪ ،‬وأهنا يف يد‬
‫املدعى عليه بالغصب أو الرهن أو الوديعة وهكذا(((‪ ،‬ويدخل فيه أن يقول‬
‫ضاع مني أو ُرُسق مني وال أدري بامذا وصل إىل هذا الذي هو يف يديه(((‪.‬‬

‫اختلف الفقهاء يف اشرتاط ذكر سبب االستحقاق يف دعوى العقار عىل‬

‫أربعة أقوال(((‪:‬‬

‫القول األول‪:‬‬

‫أنه ال يلزم ذكر سبب االستحقاق‪ ،‬وهو قول الشافعية(((‪ ،‬واحلنابلة(((‪،‬‬

‫وبعض احلنفية(((‪ ،‬وبعض املالكية(((‪.‬‬

‫معني احلكام للطرابليس (‪ ،)56‬تبرصة احلكام البن فرحون (‪ ،)149/1‬احلاوي الكبري‬ ‫(((‬
‫للاموردي (‪.)293/17‬‬
‫مواهب اجلليل للحطاب (‪.)125/6‬‬ ‫(((‬
‫هذه األقوال خاصة بالدعوى يف العقار‪ ،‬أما غريه من املنقول والديون ونحوها فللفقهاء‬ ‫(((‬
‫أقوال أخرى فيها تراجع يف مظاهنا‪.‬‬
‫احلاوي الكبري للاموردي (‪.)310/17‬‬ ‫(((‬
‫كشاف القناع للبهويت (‪ ،)143/15‬جملة األحكام الرشعية للقاري (‪ ،)613‬املغني‬ ‫(((‬
‫البن قدامة (‪.)278/14‬‬
‫املادة (‪ )1627‬من جملة األحكام العدلية‪ ،‬البحر الرائق البن نجيم (‪.)201/7‬‬ ‫(((‬
‫مواهب اجلليل للحطاب (‪.)125/6‬‬ ‫(((‬

‫‪319‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫دليلهم‪:‬‬
‫أن أسباب ذلك تكثر وال تنحرص‪ ،‬وربام خفي عىل املستحق سبب استحقاقه‪،‬‬
‫فال يكلف بيانه‪ ،‬ويكفيه أن يقول‪ :‬أستحق هذه العني التي يف يده(((‪.‬‬
‫القول الثاين‪:‬‬
‫يلزم ذكر سبب االستحقاق يف البالد التي قدم بناؤها‪ ،‬أما البالد حديثة‬
‫العهد فال يلزم‪ ،‬وهو قول بعض احلنفية(((‪.‬‬
‫دليلهم‪:‬‬
‫أن دعوى امللك املطلق هي دعوى للملك من األصل بسبب اخلطة(((‪،‬‬
‫ومعلوم أن صاحب اخلطة يف البالد التي قدم بناؤها غري موجود فيكون كذب ًا‬
‫ال حمالة‪ ،‬فكيف يقىض به؟! وعليه فيلزم ذكر السبب يف مثل تلك البالد(((‪.‬‬
‫القول الثالث‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫أنه يلزم ذكر سبب االستحقاق‪ ،‬وهو قول املالكية(((‪،‬‬

‫احلاوي الكبري للاموردي (‪ ،)310/17‬روضة الطالبني للنووي (‪ ،)13/12‬املغني‬ ‫(((‬

‫البن قدامة (‪.)278/14‬‬
‫البحر الرائق البن نجيم (‪ ،)201/7‬موجبات األحكام البن قطلوبغا (‪.)119‬‬ ‫(((‬
‫اخلطة‪ :‬هي ما اختطه اإلمام أي أفرزه وم َّيزه من أرايض الغنيمة وأعطاه إنسان ًا‪ ،‬ويراد‬ ‫(((‬
‫هبا املالك القدماء‪ ،‬طلبة الطلبة للنسفي (‪ ،)167‬وانظر أيض ًا‪ :‬املبسوط للرسخيس‬
‫(‪ ،)214/2‬البناية رشح اهلداية للعيني (‪.)343 /13‬‬
‫البحر الرائق البن نجيم (‪.)201/7‬‬ ‫(((‬
‫تبرصة احلكام البن فرحون (‪ ،)150/1‬اإلتقان واإلحكام مليارة الفايس (‪.)17/1‬‬ ‫(((‬

‫‪320‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫     وقول لبعض احلنفية(((‪ ،‬وقال بعض املالكية‪ :‬لكن لو‬

‫ادعى املدعي نسيان سبب االستحقاق مل يكلف ببيانه(((‪.‬‬
‫دليلهم‪:‬‬
‫أن السبب الذي يذكره املدعي قد يكون فاسد ًا‪ ،‬فال يرتتب عىل املدعى‬
‫عليه بسببه غرامة(((‪ ،‬والحتامل أن املدعى به غري الزم للمدعى عليه إذا بني‬
‫سببه(((‪.‬‬
‫القول الرابع‪:‬‬
‫ال يلزم ذكر سبب االستحقاق إال إذا اقتىض احلال ذلك‪ ،‬وهو قول‬
‫ابن القيم(((‪ ،‬وقال به املاوردي من الشافعية وأبو يعىل من احلنابلة يف قضاء‬
‫املظامل(((‪.‬‬
‫دليلهم‪:‬‬
‫إلزالة االرتياب عن الدعوى إذا ُوجد(((‪.‬‬

‫األشباه والنظائر البن نجيم (‪.)196‬‬ ‫(((‬

‫تبرصة احلكام البن فرحون (‪ ،)150/1‬البهجة يف رشح التحفة للتسويل (‪،)53/1‬‬ ‫(((‬
‫منح اجلليل لعليش (‪.)311/8‬‬
‫منح اجلليل لعليش (‪.)311/8‬‬ ‫(((‬
‫حاشية الدسوقي عىل الرشح الكبري (‪.)144/4‬‬ ‫(((‬
‫جاء يف الطرق احلكمية البن القيم (‪« :)65/1‬وكذلك إذا ارتاب بالدعوى سأل‬ ‫(((‬
‫املدعي عن سبب احلق»‪.‬‬
‫األحكام السلطانية للاموردي (‪ ،)147‬األحكام السلطانية أليب يعىل الفراء (‪.)85‬‬ ‫(((‬
‫أحكام الدعوى القضائية البن خنني (‪.)261‬‬ ‫(((‬

‫‪321‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫والراجح ‪-‬واهلل أعلم‪ :-‬هو القول الرابع‪ ،‬وأنه ال يشرتط ذكر سبب‬
‫االستحقاق يف الدعوى العقارية إال إذا اقتىض احلال ذلك‪ ،‬من ارتياب‪،‬‬
‫أو دفع من قبل اخلصم بام يستوجب الرد وبيان سبب استحقاق املدعي ملا‬
‫يدعيه(((‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫وأما نظام املرافعات الرشعية فلم يشرتط ذكر السبب‪ ،‬ولكنه أشار‬
‫إىل أن للمدعي أن يقدم من الطلبات العارضة ما يتضمن إضافة أو تغيري ًا‬
‫يف سبب الدعوى مع إبقاء الطلب األصيل عىل حاله(((‪ ،‬وأما من الناحية‬
‫العملية فإن صحيفة الدعوى اإللكرتونية يف موقع وزارة العدل تتطلب ذكر‬
‫سبب االستحقاق يف دعوى العقار‪.‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬شرط عدم التقادم‪:‬‬

‫وفيه ثالثة فروع‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف التقادم لغ ًة واصطالح ًا‪:‬‬
‫التقادم لغة‪:‬‬
‫حلدوث‪ ،‬و َق ِد َم اليَّشَّ ْ ُء‪ :‬مىض عىل وجوده زمن‬ ‫القدَ ُم‪ :‬وهو ن َِق ُ‬
‫يض ا ُ‬
‫من ِ‬
‫طويل‪ ،‬فهو قديم(((‪.‬‬

‫((( املنثور للزركيش (‪.)194/2‬‬

‫((( املادة (‪-83‬ج) من نظام املرافعات الرشعية‪.‬‬
‫((( لسان العرب البن منظور (‪ ،)465/12‬املعجم الوسيط ملجموعة من املؤلفني‬
‫(‪.)719/2‬‬

‫‪322‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫واصطالح ًا‪:‬‬

‫ال خيرج املعنى االصطالحي للتقادم عن املعنى اللغوي‪ ،‬ولذا اكتفى به‬
‫الفقهاء املتقدمون لوضوح معناه‪ ،‬ومما ورد من استعامهلم هلذا اللفظ‪ :‬ما جاء‬
‫يف بدائع الصنائع للكاساين‪« :‬وحق العبد ال يسقط بالتقادم»(((‪ ،‬وما جاء يف‬
‫الرشح الكبري للشيخ الدردير‪« :‬وأما الوقف بأنواعه فتسمع فيه البينة ولو‬
‫تقادم الزمن»(((‪ ،‬وما جاء يف روضة الطالبني للنووي‪« :‬فرع‪ :‬تقادم العهد ال‬
‫يسقط مهر املثل عندنا»(((‪ ،‬وما جاء يف املغني البن قدامة‪« :‬وإن أراد أن يفتح‬
‫فيه باب ًا لغري االستطراق‪ ،‬أو جيعل له باب ًا يسمره‪ ،‬أو شباك ًا‪ ،‬جاز؛ ألنه ملا كان‬
‫له رفع احلائط بجملته‪ ،‬فبعضه أوىل‪ ،‬قال ابن عقيل‪ :‬وحيتمل عندي أنه ال‬
‫جيوز؛ ألن شكل الباب مع تقادم العهد ربام استدل به عىل حق االستطراق‪،‬‬
‫فيرض بأهل الدرب‪ ،‬بخالف رفع احلائط؛ فإنه ال يدل عىل يشء»(((‪.‬‬

‫ويمكن تعريف التقادم بأنه‪ :‬ميض زمن طويل‪ ،‬عىل حق أو عني إلنسان‬
‫لدى غريه‪ ،‬دون مطالبة هبام‪ ،‬مع قدرته عليها(((‪.‬‬

‫بدائع الصنائع للكاساين (‪.)243/3‬‬ ‫(((‬

‫الرشح الكبري للشيخ الدردير (‪.)235 /4‬‬ ‫(((‬
‫روضة الطالبني للنووي (‪.)288/7‬‬ ‫(((‬
‫املغني البن قدامة (‪.)51/7‬‬ ‫(((‬
‫املوسوعة الفقهية الكويتية بترصف يسري (‪.)271/28‬‬ ‫(((‬

‫‪323‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫الفرع الثاين‪ :‬حترير حمل النزاع يف مسألة التقادم وذكر اخلالف فيها‪:‬‬
‫حمل االتفاق‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬اتفق الفقهاء أيض ًا عىل أنه إذا قرر السلطان مدة ال تسمع الدعوى‬
‫بعدها مل جيز للقايض سامع الدعوى بعد تلك املدة(((؛ ألن القايض نائب عن‬
‫السلطان(((‪ ،‬والقضاء يتخصص بالزمان واملكان والنوع‪ ،‬وال والية للقايض‬
‫يف سامعها(((‪ ،‬وسبب املنع السلطاين هو‪ :‬وهو إجراء استصالحي ملنع احليل‬
‫واجتناب لعراقيل اإلثبات ومشكالته‬
‫ٌ‬ ‫تنظيمي للقضاء‪،‬‬
‫ٌّ‬ ‫وتدبري‬
‫ٌ‬ ‫والتزوير(((‪،‬‬
‫بعد التقادم‪ ،‬وللشك يف احلق الذي تقادم عليه الزمن دون مطالبة به(((‪،‬‬
‫وحث للناس عىل املطالبة بحقوقهم وعدم إمهاهلا وتعريضها للضياع(((‪،‬‬ ‫ٌّ‬
‫ولويل األمر تقييد املباح برشط أن يكون اهلدف حتقيق مصالح اجلامعة‬
‫بمعايريها الرشعية‪ ،‬ألن من القواعد الرشعية‪ :‬أن الترصف عىل الرعية‬
‫منوط باملصلحة(((‪« ،‬ولذلك فإن الدعاوى التي يمنع سامعها مبناها عىل‬

‫جاء يف رد املحتار البن عابدين (‪« :)419/5‬ونقل يف احلامدية فتاوى من املذاهب‬ ‫(((‬
‫األربعة بعدم سامعها بعد النهي املذكور»‪ ،‬وانظر أيض ًا‪ :‬حتفة احلبيب للبجريمي‬
‫(‪ ،)437/4‬حاشية اجلمل (‪ ،)339/5‬كشاف القناع للبهويت (‪.)33/15‬‬
‫درر احلكام لعيل حيدر (‪.)319/4‬‬ ‫(((‬
‫األشباه والنظائر البن نجيم (‪ ،)194‬رد املحتار البن عابدين (‪ ،)419/5‬مغني‬ ‫(((‬
‫املحتاج للرشبيني (‪ ،)269/6‬كشاف القناع للبهويت (‪.)33/15‬‬
‫رد املحتار البن عابدين (‪ ،)422/5‬درر احلكام لعيل حيدر (‪ ،)319/4‬رشح املجلة‬ ‫(((‬
‫لألتايس (‪ ،)167/5‬القضاء الرشعي د‪ .‬حممد الزحييل (‪.)311/1‬‬
‫املدخل الفقهي العام ملصطفى الزرقا (‪.)336/1‬‬ ‫(((‬
‫القضاء الرشعي د‪ .‬حممد الزحييل (‪.)337/1‬‬ ‫(((‬
‫املدخل الفقهي العام ملصطفى الزرقا (‪.)217/1‬‬ ‫(((‬

‫‪324‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫حتقيق املصالح املعتربة‪ ،‬ملا فيها من جلب النفع عىل الفرد واملجتمع والدولة‪،‬‬
‫أو دفع الفساد والرضر عنهم»(((‪ ،‬وقد يكون هذا املنع مطلق ًا دون قيود‪ ،‬وقد‬
‫يكون مقيد ًا برشط؛ كرشط إنكار املدعى عليه أو غري ذلك‪ ،‬فعىل القايض‬
‫مراعاة ذلك‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬واتفقوا أيض ًا عىل أنه إذا أقر املدعى عليه باحلق فإنه ُيك َّلف بأدائه‬
‫ولو مضت عليه مدة طويلة(((‪.‬‬
‫حمل اخلالف‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬اختلفوا فيام إذا مل يوجد منع من السلطان‪ ،‬وكان بيد شخص عقار‬
‫يترصف فيه ترصف املالَّك يف أمالكهم مدة طويلة‪ ،‬بحضور آخر وعلمه‪،‬‬
‫دون منازعة أو مطالبة بال مانع‪ ،‬وهذا الشخص املترصف يدعي ملكية ذلك‬
‫العقار‪ ،‬وينكر أن يكون لآلخر فيه حق‪ ،‬فهل تسمع الدعوى من اآلخر ضده‬
‫بعد ذلك أم ال؟‬
‫اختلف الفقهاء هللا مهمحر يف هذه املسألة عىل ثالثة أقوال‪:‬‬
‫القول األول‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫قول احلنفية(((‪،‬‬

‫((( القضاء الرشعي د‪ .‬حممد الزحييل (‪.)334/1‬‬

‫((( رد املحتار البن عابدين (‪ ،)420/5‬مواهب اجلليل للحطاب (‪.)222/6‬‬
‫((( البحر الرائق البن نجيم (‪ ،)228/7‬رد املحتار البن عابدين (‪ ،)422/5‬قرة عيون‬
‫األخيار ملحمد أفندي (‪ ،)97/8‬الفواكه البدرية البن الغرس (‪ ،)87‬وقد نص غري‬
‫واحد أن هذا اختيار املتأخرين من احلنفية‪ ،‬انظر‪ :‬رد املحتار البن عابدين (‪،)422/5‬‬
‫>‬ ‫رشح املجلة لألتايس (‪.)168/5‬‬

‫‪325‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫     وبعض املالكية(((‪ ،‬وابن القيم(((‪ ،‬والشيخ حممد بن عبد‬

‫موجب لرد‬
‫ٌ‬ ‫الوهاب(((‪ ،‬والشيخ حممد بن إبراهيم(((‪ :‬أن التقادم «برشوطه»‬
‫ومانع من سامع بينة املدعي‪ ،‬أو طلب اليمني من املدعى عليه‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫الدعوى‪،‬‬

‫ومستند قوهلم بعدم تكليف املدعى عليه باليمني‪ :‬اعتبار احليازة‬

‫كشاهدين(((‪ ،‬وقيل اعتبارها كاإلقرار(((‪.‬‬

‫وأبرز أدلتهم‪:‬‬
‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫َُۡ ۡ ۡ‬
‫ُّ‬
‫الدليل األول‪ :‬قوله تعاىل‪﴿ :‬وأمر بِٱلعر ِف﴾ ؛ وكل يشء يكذبه‬
‫(((‬

‫العرف والعادة وجب أاَّلَّ يؤمر به بل يؤمر بامللك للحائز‪ ،‬وكل دعوى‬

‫<واملتأخرون عند احلنفية هم‪ :‬الذين مل يدركوا األئمة الثالثة؛ أبا حنفية وأبا يوسف‬
‫وحممد بن احلسن هللا مهمحر‪ ،‬وقيل‪ :‬احلد الفاصل بني املتقدمني واملتأخرين رأس القرن‬
‫الثالث وهو الثالثامئة‪ ،‬فاملتقدمون من قبله واملتأخرون من بعده‪ .‬انظر‪ :‬املذهب احلنفي‬
‫ألمحد النقيب (‪.)327/1‬‬
‫عقد اجلواهر الثمينة البن شاس (‪ ،)1083 /3‬القوانني الفقهية البن جزي (‪،)198‬‬ ‫(((‬
‫اإلتقان واإلحكام مليارة الفايس (‪ ،)166/2-19/1‬هتذيب الفروق ملحمد املكي‬
‫(‪.)117/4‬‬
‫الطرق احلكمية البن القيم (‪.)306/1‬‬ ‫(((‬
‫الدرر السنية يف األجوبة النجدية (‪.)513-512/6‬‬ ‫(((‬
‫فتاوى ورسائل الشيخ حممد بن إبراهيم (‪.)452-444/12‬‬ ‫(((‬
‫حاشية البناين عىل رشح الزرقاين (‪ ،)415/7‬تبرصة احلكام البن فرحون (‪،)100/2‬‬ ‫(((‬
‫الرشح الكبري للدردير (‪ ،)234/4‬الطريقة املرضية للجعيط (‪.)51‬‬
‫درر احلكام لعيل حيدر (‪ ،)66/1‬مواهب اجلليل للحطاب (‪.)229/6‬‬ ‫(((‬
‫سورة األعراف رقم اآلية (‪.)199‬‬ ‫(((‬

‫‪326‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫يكذهبا العرف فإهنا غري مقبولة‪ ،‬وال شك أن بقاء ملك اإلنسان بيد الغري‬
‫يترصف فيه مدة طويلة دليل عىل انتقاله عنه(((‪.‬‬
‫ونوقش‪ :‬بأن العرف من القرائن(((‪ ،‬وهي ال تقاوم البينة التي جعلها‬
‫الشارع رافع ًة للظاهر ومقدم ًة عليه‪.‬‬
‫وأجيب‪ :‬بأن العمل بالقرائن من األمور املقررة رشع ًا‪ ،‬وقد ورد العمل‬
‫بالقرائن يف الكتاب والسنة‪ ،‬بل إن القرائن داخلة يف معنى البينة(((‪ ،‬ويعمل‬
‫منها بالقرائن القوية التي ال يشك يف داللتها عىل املقصود(((‪.‬‬
‫الدليل الثاين‪ :‬ما ورد عن ابن املسيب يرفعه إىل النبي مـلسو هيلع هللا ىلص أنه‬
‫قال‪(( :‬من حاز شيئ ًا عرش سنني فهو له))(((‪ ،‬وورد أيض ًا عن زيد بن أسلم‬
‫أن النبي مـلسو هيلع هللا ىلص قال‪(( :‬من احتاز أرض ًا عرش سنني فهي له))(((‪ ،‬ويف‬

‫تبرصة احلكام البن فرحون (‪ ،)101/2‬مواهب اجلليل للحطاب (‪ ،)224/6‬الذخرية‬ ‫(((‬

‫للقرايف (‪ ،)12/11‬الطرق احلكمية البن القيم (‪.)307 ،237/1‬‬
‫القرينة هي‪ :‬األمارة القوية التي يستدل هبا القايض عىل وقوع أمر خفي من األوصاف‬ ‫(((‬
‫الدالة عىل ثبوت الواقعة القضائية املؤثرة يف احلكم أو نفيها‪ .‬الكاشف البن خنني‬
‫(‪.)99/2‬‬
‫انظر‪ :‬الطرق احلكمية البن القيم (‪ ،)25/1‬فتح الباري البن حجر (‪،)160/13‬‬ ‫(((‬
‫تبرصة احلكام البن فرحون (‪.)240/1‬‬
‫الفواكه البدرية البن الغرس (‪ ،)79‬الطرق احلكمية البن القيم (‪ ،)304/1‬وسائل‬ ‫(((‬
‫اإلثبات د‪ .‬حممد الزحييل (‪ ،)510/2‬الكاشف البن خنني (‪.)99/2‬‬
‫املدونة لإلمام مالك‪ ،‬يف الشهادة عىل احليازة‪.)50/4( ،‬‬ ‫(((‬
‫كنز العامل للمتقي اهلندي (‪.)898/3‬‬ ‫(((‬

‫‪327‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫لفظ‪(( :‬من احتاز شيئ ًا عرش سنني فهو له))(((‪ ،‬وقالوا‪ :‬إن احليازة كالبينة‬
‫القاطعة فال يمني عىل احلائز(((‪.‬‬

‫ونوقش‪ :‬بأن احلديث ضعيف‪ ،‬قال عنه ابن القيم هللا همحر‪« :‬ال يثبت»(((‪.‬‬

‫القول الثاين‪:‬‬

‫وهــو قــول املالكيــة(((‪ ،‬أن التقــادم «برشوطــه» مانــع مــن ســاع الدعــوى‬

‫ســاع ًا معتــد ًا بــه؛ بحيــث تكــون البينــة عــى املدعــي واليمــن عــى مــن أنكــر‪،‬‬

‫ولكــن تســمع الدعــوى و ُيك َّلــف املدعــى عليــه باليمــن حــال إنــكاره‪ ،‬وال‬

‫تُســمع بينــة ختالــف اليــد(((‪ ،‬وهــذا القــول هــو املعتمــد عنــد املالكيــة(((‪ ،‬وهــو‬

‫اختيــار الشــيخ عبــد اهلل آل خنــن(((‪.‬‬

‫املراسيل أليب داود‪ ،‬باب ما جاء يف القضاء‪ ،‬برقم (‪( ،)394‬ص ‪.)285‬‬ ‫(((‬
‫مواهب اجلليل للحطاب (‪ ،)221/6‬حاشية البناين عىل رشح الزرقاين (‪،)415/7‬‬ ‫(((‬
‫الرشح الكبري للدردير (‪.)234/4‬‬
‫الطرق احلكمية البن القيم (‪.)308/1‬‬ ‫(((‬
‫مواهب اجلليل للحطاب (‪ ،)221/6‬حاشية الدسوقي عىل الرشح الكبري (‪،)234/4‬‬ ‫(((‬
‫هتذيب الفروق ملحمد املكي (‪.)117/4‬‬
‫رشح اخلريش عىل خمترص خليل (‪ ،)242/7‬الفواكه الدواين للنفراوي (‪.)245/2‬‬ ‫(((‬
‫حاشية الدسوقي عىل الرشح الكبري (‪ ،)235/4‬الطريقة املرضية للجعيط (‪،)51‬‬ ‫(((‬
‫هتذيب الفروق ملحمد املكي (‪ ،)117/4‬مواهب اجلليل للحطاب (‪.)221/6‬‬
‫الكاشف البن خنني (‪ ،)111/2‬أحكام الدعوى القضائية البن خنني (‪.)286‬‬ ‫(((‬

‫‪328‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫أدلتهم‪:‬‬
‫استدلوا بأدلة أصحاب القول األول نفسها‪ ،‬إال أهنم قالوا‪ :‬إن معنى‬
‫حديث‪(( :‬من احتاز شيئ ًا عرش سنني فهو له))‪ ،‬أي‪ :‬إن احلكم يوجبه له‬
‫بدعواه‪ ،‬فيكون القول قوله يف ذلك مع يمينه(((‪.‬‬
‫ومستند قوهلم بتكليف املدعى عليه باليمني‪ :‬اعتبار احليازة كشاهد‬
‫وحيتاج معها إىل يمني(((‪ ،‬كام يمكن أن يستدل هلم أيض ًا بقاعدة‪( :‬اليمني‬
‫تكون يف جانب أقوى املتداعيني)(((؛ ألن املدعى عليه احلائز مدة طويلة‬
‫جانبه أقوى فتكون اليمني يف جانبه‪.‬‬
‫القول الثالث‪:‬‬
‫قول الشافعية واحلنابلة‪ :‬أن التقادم يف العقار ليس مانع ًا من سامع الدعوى‬
‫وال البينة‪ ،‬ومل أجد هلم نص ًا رصحي ًا يف ذلك‪ ،‬إال أهنم ذكروا يف أبواب أخرى‬
‫بأن سائر احلقوق تثبت بالبينة ولو تطاول الزمان(((‪ ،‬وهذا يشمل العقار‪.‬‬
‫وقد ذكر شيخ اإلسالم ابن تيمية هللا همحر أن يف مسألة التقادم قولني‬
‫ألهل العلم حيث قال عندما سئل عن دعوى امرأة بعد ستني سنة‪« :‬مع‬

‫البيان والتحصيل البن رشد اجلد (‪ ،)265/11-145/11‬مواهب اجلليل للحطاب‬ ‫(((‬

‫(‪.)221/6‬‬
‫حاشية الدسوقي عىل الرشح الكبري (‪ ،)235/4‬الطريقة املرضية للجعيط (‪.)51‬‬ ‫(((‬
‫انظر‪ :‬الذخرية للقرايف (‪ ،)51/11‬احلاوي الكبري للاموردي (‪ ،)72/17‬جمموع‬ ‫(((‬
‫الفتاوى ابن تيمية (‪ ،)392/35 ،81/34‬الطرق احلكمية البن القيم (‪.)192/1‬‬
‫البيان للعمراين (‪ ،)326/13‬رشح منتهى اإلرادات للبهويت (‪ ،)442/4‬املغني البن‬ ‫(((‬
‫قدامة (‪.)373/12 ،472/8‬‬

‫‪329‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫أن دعواها بحقها بعد هذه املدة الطويلة من غري مانع يعوق ال يقبل يف أحد‬
‫قويل العلامء يف مذهب مالك وغريه»(((‪.‬‬
‫أدلتهم‪:‬‬
‫الدليل األول‪ :‬األدلة العامة عىل حتريم أموال اآلخرين‪ ،‬ووجوب أدائها‬
‫إىل أصحاهبا‪ ،‬وهذا يقتيض جواز املطالبة هبا مهام طال الزمن‪.‬‬
‫ويمكن أن يناقش‪ :‬بأنه ال خالف يف حتريم أموال اآلخرين ووجوب‬
‫أدائها‪ ،‬ولكن القضاء يكون بظاهر األمر الذي أيدته القرائن‪ ،‬وحكم احلاكم‬
‫ال خيرج األمر عام هو عليه يف الباطن(((‪.‬‬
‫الدليل الثاين‪ :‬حديث‪(( :‬ال يبطل حق امرئ مسلم وإن قدم))(((‪« ،‬ألن‬
‫احلق قديم‪ ،‬ال يبطل احلق يشء»(((‪.‬‬

‫جمموع فتاوى ابن تيمية (‪.)428/35‬‬ ‫(((‬

‫جاء يف اإلقناع يف مسائل اإلمجاع البن القطان (‪« :)147/2‬وأمجع العلامء عىل أن حكم‬ ‫(((‬
‫احلاكم ال خيرج األمر عام هو عليه يف الباطن‪ ،‬وإنام ينفذ حكمه يف الظاهر الذي يعتد به»‪.‬‬
‫مل أجده يف كتب احلديث‪ ،‬وإنام يذكر يف كتب الفقه املالكي‪ ،‬انظر‪ :‬البيان والتحصيل‬ ‫(((‬
‫البن رشد اجلد (‪ ،)471/10‬مواهب اجلليل للحطاب (‪.)46/5‬‬
‫من كتاب أمري املؤمنني عمر بن اخلطاب هنع هللا يضر إىل أيب موسى األشعري هنع هللا يضر‪،‬‬ ‫(((‬
‫ال يف‪ :‬السنن الكربى للبيهقي‪ ،‬كتاب الشهادات‪ ،‬باب‪ :‬ال حييل حكم القايض‬ ‫انظره كام ً‬
‫عىل املقيض له واملقيض عليه‪ ،‬وال جيعل احلالل عىل واحد منهام حراما‪ ،‬وال احلرام‬
‫عىل واحد منهام حالال‪ ،‬رقم احلديث (‪ ،)445/20( ،)20567‬وسنن الدارقطني‪،‬‬
‫كتاب األقضية واألحكام وغري ذلك‪ ،‬باب كتاب عمر بن اخلطاب هنع هللا يضر إىل أيب‬
‫موسى األشعري رقم احلديث (‪ ،)367/5( ،)4471‬صححه األلباين يف إرواء الغليل‬
‫(‪.)421/8‬‬

‫‪330‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫ونوقش‪ :‬بأن هذا مع َّلل بوجود األسباب املانعة من الطلب كالغيبة البعيدة‬
‫وعدم القدرة عىل الطلب مع احلضور‪ ،‬أما إذا ارتفعت هذه األسباب فيكون‬
‫طول املدة مع السكوت واحلضور داللة يقوى هبا جانب املدعى عليه(((‪.‬‬
‫ونوقش أيض ًا‪ :‬بأن احلق ال يبطل ديانة وال خالف يف أن احلق ال يسقط‬
‫بمرور الزمن‪ ،‬وأما حديث ((من حاز شيئ ًا عرش سنني فهو له)) فهو خاص‬
‫باحلكم قضاء‪ ،‬وقد ال يكون األمر كذلك يف الواقع‪ ،‬فيظل احلق لصاحبه يف‬
‫الباطن(((‪.‬‬
‫والراجح ‪-‬واهلل أعلم‪ -‬يف مسألة عدم سامع الدعوى للتقادم‪:‬‬
‫هو القول األول‪ ،‬وأن التقادم إذا احتفت به قرائن تكذب الدعوى‬
‫«بحيث تتحقق فيه الرشوط التي نص عليها الفقهاء والتي سيأيت ذكرها يف‬
‫الفرع التايل»‪ ،‬موجب لرد الدعوى‪ ،‬ومانع من سامع بينة املدعي‪ ،‬أو طلب‬
‫اليمني من املدعى عليه؛ وذلك ألن العرف والعادة من القرائن التي يؤخذ‬
‫هبا عند عدم املانع(((‪ ،‬والعمل بالقرائن يقول به مجيع الفقهاء يف اجلملة(((‪،‬‬

‫مواهب اجلليل للحطاب (‪.)229/6‬‬ ‫(((‬

‫انظر‪ :‬نظرية الدعوى د‪ .‬حممد ياسني (‪.)247‬‬ ‫(((‬
‫نص بعض الفقهاء عىل اعتبار العرف والعادة من البينات‪ ،‬منهم‪ :‬الطرابليس يف معني‬ ‫(((‬
‫احلكام (‪ ،)166‬وابن فرحون يف تبرصة احلكام (‪ ،)67/2‬كام نص بعضهم عىل‬
‫اعتبار القرائن من البينات‪ ،‬منهم‪ :‬ابن الغرس يف الفواكه البدرية (‪ ،)79‬وابن نجيم‬
‫يف األشباه والنظائر (‪ ،)210‬وابن عابدين يف رد املحتار (‪ ،)354/5‬وابن القيم يف‬
‫الطرق احلكمية (‪.)4/1‬‬
‫جاء يف الطرق احلكمية البن القيم (‪« :)48/1‬وهذا الذي ذكرناه ‪-‬أي العمل‬ ‫(((‬
‫بالقرينة‪ ،-‬مجيع الفقهاء يقولون به يف اجلملة‪ ،‬وإن تنازعوا يف كثري من موارده»‪ ،‬وجاء>‬

‫‪331‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫والقرائن قد تُقدَّ م عىل غريها من وسائل اإلثبات كام هو احلال يف التقادم‬

‫إذا حتققت رشوطه(((‪ ،‬يقول ابن القيم هللا همحر‪« :‬ومل يزل حذاق احلكام‬
‫والوالة يستخرجون احلقوق بالفراسة واألمارات‪ ،‬فإذا ظهرت مل يقدِّ موا‬
‫إقرارا»(((‪ ،‬وضابط ذلك‪« :‬أنه ك َّلام كان امل َقر به أو‬
‫ً‬ ‫عليها شهادة ختالفها وال‬
‫ال أو عاد ًة كان اإلقرار أو الشهادة به باطلني‪ ،‬فيلغيان‬ ‫املشهود به حماالً عق ً‬
‫ويعمل بتلك القرينة»(((‪.‬‬
‫نص نظام اإلثبات عىل األخذ بالقرائن واعتبارها من وسائل‬ ‫وقد َّ‬
‫اإلثبات(((‪ ،‬وعىل القايض عند األخذ بالقرينة أن يبني وجه داللتها‪،‬‬
‫واألسباب املوجبة لذلك يف حكمه(((‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬رشوط إعامل التقادم(((‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون املدعي حارض ًا‪ ،‬أما إن كان غائب ًا فإن له القيام وإن طالت‬
‫املدة‪.‬‬

‫«والرجوع إىل القرائن يف األحكام م َّت َف ٌق‬

‫ُ‬ ‫<يف بدائع الفوائد البن القيم (‪:)1321/4‬‬
‫عليه بني الفقهاء‪ ،‬بل بني املسلمني ك ِّلهم»‪.‬‬
‫انظر‪ :‬نظرية الدعوى د‪ .‬حممد ياسني (‪.)245‬‬ ‫(((‬
‫الطرق احلكمية البن القيم (‪ ،)65/1‬وانظر أيض ًا‪ :‬تبرصة احلكام البن فرحون‬ ‫(((‬
‫(‪ ،)242/2‬بدائع الفوائد البن القيم (‪.)1038 /3‬‬
‫تعارض البينات د‪ .‬حممد الشنقيطي (‪ ،)151‬وانظر أيض ًا‪ :‬الكاشف البن خنني (‪.)103/2‬‬ ‫(((‬
‫املادتان (‪ )85 ،84‬من نظام اإلثبات‪.‬‬ ‫(((‬
‫انظر‪ :‬الكاشف البن خنني (‪ ،)109/2‬املادة (‪ )1-85‬من نظام اإلثبات‪.‬‬ ‫(((‬
‫انظر‪ :‬رد املحتار البن عابدين (‪ ،)421/5‬درر احلكام لعيل حيدر (‪ ،)319/4‬مواهب‬ ‫(((‬
‫اجلليل للحطاب (‪ ،)222/6‬حاشية الدسوقي عىل الرشح الكبري (‪ ،)233/4‬رشح‬

‫‪332‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫‪ .2‬أن يكون املدعي عامل ًا باحليازة‪ ،‬وعامل ًا بأن املحوز ملكه‪ ،‬فإن مل يعلم‬
‫باألمرين أو علم بأحدمها دون اآلخر فإنه ال يسقط حقه يف الدعوى‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يكون املدعى عليه مترصف ًا فيام حاز ترصف املاَّلَّ ك‪ ،‬والترصف‬
‫يكون «بواحد من ثالثة عرش‪ :‬سكنى‪ ،‬ازدراع‪ ،‬غرس‪ ،‬استغالل‪ ،‬هبة‪،‬‬
‫صدقة‪ ،‬نحلة‪ ،‬عتق‪ ،‬كتابة‪ ،‬تدبري‪ ،‬بيع‪ ،‬هدم‪ ،‬بناء كثري لغري إصالح ال له أو‬
‫يسري عر ًفا»(((‪.‬‬
‫‪ .4‬أن يكون املدعى عليه منكر ًا‪ ،‬أما إذا كان مقر ًا‪ ،‬فتسمع الدعوى‪.‬‬
‫‪ .5‬أن يدعي احلائز ملك اليشء املحاز‪ ،‬وينسبه إىل نفسه‪ ،‬وأما إذا مل يكن‬
‫مقر بامللك لغريه‪.‬‬
‫له حجة إال جمرد احلوز فال ينفعه‪ ،‬ألنه ٌ‬
‫‪ .6‬سكوت املحوز عليه عن املطالبة طيلة مدة احليازة‪.‬‬
‫‪ .7‬أاَّلَّ يكون للمدعي مانع يمنعه من املطالبة‪ ،‬فلو كان هناك مانع فإن‬
‫حقه ال يبطل‪ ،‬ككون املدعي صغري ًا أو جمنون ًا أو معتوه ًا‪ ،‬وخوف املدعي من‬
‫الذي يف يده العقار؛ لكونه ذا سلطان أو مستند ًا لذي سلطان‪.‬‬
‫‪ .8‬ميض مدة طويلة عىل احليازة‪ ،‬وقد اختلف الفقهاء فيها‪ ،‬فقيل‪ :‬ثالث‬
‫سنوات‪ ،‬وقيل‪ :‬عرش سنوات‪ ،‬وقيل‪ :‬مخس عرشة سنة‪ ،‬وقيل‪ :‬ثالثون سنة‪،‬‬

‫اخلريش عىل خمترص خليل (‪ ،)242/7‬اإلتقان واإلحكام مليارة الفايس (‪،)164/2‬‬

‫الطرق احلكمية البن القيم (‪.)306/1‬‬
‫((( رشح الزرقاين عىل خمترص خليل (‪ ،)412/7‬وانظر أيض ًا‪ :‬الرشح الكبري للدردير‬
‫(‪.)233/4‬‬

‫‪333‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫وقيل‪ :‬ثالث وثالثون سنة‪ ،‬وقيل‪ :‬ست وثالثون سنة‪ ،‬وقيل وهو الصواب‪:‬‬
‫أن ذلك عائد للعرف وخاضع الجتهاد احلاكم‪.‬‬
‫‪ .9‬أاَّلَّ يكون العقار مما يتعلق به حق اهلل تعاىل؛ كالعقارات املوقوفة‪ ،‬أو‬
‫طرق املسلمني‪ ،‬أو املساجد‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫‪ .10‬جهل أصل مدخل احلائز‪ ،‬بحيث ال يثبت أن احليازة كانت بسبب‬
‫مرشوع صادر من املدعي‪ ،‬كاإلجارة أو اإلعارة أو الرهن‪ ،‬فإن ثبت ذلك‬
‫ٌ‬
‫حممول عليه‪ ،‬وال ينتفع باحليازة إال أن يأيت بأمر حمقق من رشاء أو صدقة‬ ‫فهو‬
‫أو هبة ونحوها‪.‬‬

‫‪334‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫المبحث الثالث‬
‫الشروط النظامية للدعوى العقارية‬
‫‪ .1‬أاَّلَّ يكون العقار املتعلقة به الدعوى خارج اململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫فإن كان العقار خارج اململكة فال ختتص به حماكم اململكة‪ ،‬سوا ًء أكان‬
‫املدعى عليه سعودي ًا أو غري سعودي‪ ،‬له حمل إقامة اململكة أو ليس له حمل‬
‫إقامة فيها(((‪ ،‬كام ال جيوز ملحاكم اململكة النظر يف دعوى عينية تتعلق بعقار‬
‫خارج اململكة ولو قبل املتداعيان بذلك(((‪.‬‬
‫‪ .2‬يف حال كان أحد طريف الدعوى غري سعودي فيجب عىل املحكمة‬
‫مراعاة أحكام متلك غري السعوديني للعقار‪ ،‬وال خيلو األمر من أربعة أحوال‪:‬‬
‫أ) أن يكون غري السعودي مستثمر ًا مرخص ًا له بمزاولة نشاط مهني أو‬
‫حريف أو اقتصادي فيحق له متلك العقار الالزم ملزاولة ذلك النشاط‪ ،‬بام يف‬
‫ذلك العقار الالزم لسكنه وسكن العاملني لديه‪ ،‬وذلك بعد موافقة اجلهة‬
‫التي أصدرت له الرتخيص(((‪.‬‬
‫ب) أن يكون غري السعودي مقي ًام يف اململكة إقامة نظامية؛ فيحق له‬
‫متلك العقار لسكنه اخلاص وذلك بعد الرتخيص له من وزارة الداخلية(((‪.‬‬

‫املادتان (‪ )25 ،24‬من نظام املرافعات الرشعية‪.‬‬ ‫(((‬

‫املادة (‪ )28‬من نظام املرافعات الرشعية‪.‬‬ ‫(((‬
‫املادة (‪ )1‬من نظام متلك غري السعوديني للعقار واستثامره‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي‬ ‫(((‬
‫رقم (م‪ )15 /‬يف ‪1421 /4 /17‬هـ‪.‬‬
‫املادة (‪ )2‬من نظام متلك غري السعوديني للعقار واستثامره‪.‬‬ ‫(((‬

‫‪335‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫ج) املمثليات األجنبية املعتمدة باململكة جيوز ‪-‬عىل أساس املعاملة‬

‫باملثل‪ -‬متلك املقر الرسمي هلا ومقر السكن لرئيسها وأعضائها‪ ،‬وجيوز‬
‫للهيئات الدولية واإلقليمية يف حدود ما تقيض به االتفاقيات متلك املقر‬
‫الرسمي هلا وذلك كله برشط احلصول عىل ترخيص من وزير اخلارجية(((‪.‬‬
‫د) جيوز يف غري احلاالت السابقة لغري السعودي متلك العقار للسكن‬
‫اخلاص بموافقة من رئيس جملس الوزراء‪.‬‬
‫وال جيوز لغري السعودي بأي طريق غري املرياث متلك عقار داخل حدود‬
‫مدينتي مكة املكرمة واملدينة املنورة‪ ،‬ويستثنى من ذلك حق امللكية إذا اقرتن‬
‫هبا وقف العقار عىل جهة سعودية برشط أن تكون النظارة للجهة املختصة‬
‫يف السعودية(((‪.‬‬
‫وإذا كان يرتتب عىل الدعوى انتقال ملكية عقار غري السعودي ‪-‬إذا كان‬
‫غري مستثمر‪ -‬فيشرتط استيفاء نسبة ‪ %10‬من قيمة العقار إذا كان انتقال‬
‫امللكية بالبيع‪ ،‬ونسبة ‪ %10‬من قيمة املثل حال انتقال امللكية بطريق آخر غري‬
‫البيع عدا حاالت اإلرث واهلبة للوالدين واألوالد أو الوصية أو الوقف أو‬
‫التربع للجهات اخلريية السعودية ونحوها(((‪.‬‬

‫((( املادة (‪ )3‬من نظام متلك غري السعوديني للعقار واستثامره‪.‬‬

‫((( املادة (‪ )5‬من نظام متلك غري السعوديني للعقار واستثامره‪.‬‬
‫((( املرسوم امللكي رقم (‪ )44‬يف ‪1377 /11 /29‬هـ‪ ،‬واملرسوم امللكي رقم (م‪ )44/‬يف‬
‫‪1430/9/4‬هـ‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫وما سبق كله يف غري مواطني دول جملس التعاون اخلليجي‪ ،‬أما مواطنو‬
‫دول جملس التعاون اخلليجي فيسمح هلم بتملك العقارات املبنية واألرايض‬
‫لغرض السكن أو االستثامر يف أية دولة عضو بإحدى طرق التملك املقررة‬
‫نظام ًا أو بالوصية أو املرياث ويعاملون يف هذا الشأن معاملة مواطني الدولة‬
‫التي يقع فيها العقار(((‪- ،‬باستثناء العقارات الواقعة يف مكة املكرمة واملدينة‬
‫املنورة‪ -‬وإذا كان العقار أرض ًا فيجب أن يستكمل بناؤها أو استغالهلا‬
‫خالل أربع سنوات من تاريخ تسجيلها باسمه وإال كان للدولة التي يقع‬
‫فيها العقار حق الترصف باألرض مع تعويض املالك بنفس ثمنها يوم‬
‫رشائها أو بثمنها حني بيعها أهيام أقل‪ ،‬وللدولة أن متدد هذه املدة إذا اقتنعت‬
‫بأسباب التأخري(((‪.‬‬
‫ويوجد أوامر وقرارات أخرى متنع متلك غري السعوديني يف بعض املواقع‬
‫منها‪:‬‬
‫‪ -‬التملك أو االرتفاق أو االنتفاع من بداية احلد الدويل للملكة إىل‬
‫مسافة عرشة كيلو داخل أرايض اململكة(((‪.‬‬

‫((( املادة (‪ )1‬من تنظيم متلك مواطني دول املجلس للعقار يف الدول األعضاء بمجلس‬
‫التعاون لغرض السكن واالستثامر‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )22 /‬يف ‪/4 /3‬‬
‫‪1432‬هـ‪.‬‬
‫((( املادة (‪ )2‬من تنظيم متلك مواطني دول املجلس للعقار يف الدول األعضاء بمجلس‬
‫التعاون لغرض السكن واالستثامر‪.‬‬
‫((( قرار جملس الوزراء رقم (‪ )9‬وتاريخ ‪1426/1/12‬هـ املبلغ للمحاكم بالتعميم رقم‬
‫(‪/13‬ت‪ )2604/‬يف ‪1426/3/4‬هـ‪.‬‬

‫‪337‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫‪ -‬التملك أو االنتفاع أو االرتفاق يف حدود مخسامئة مرت من القواعد‬

‫واملدن العسكرية(((‪.‬‬
‫‪ -‬متلك مواطني دول جملس التعاون للعقارات الزراعية(((‪.‬‬
‫وقد نص نظام متلك غري السعوديني للعقار واستثامره يف املادة (‪-7‬د)‬
‫عىل أن تطبيقه ال خيل باألنظمة وقرارات جملس الوزراء واألوامر السامية‬
‫التي متنع التملك يف بعض املواقع‪ ،‬كام نص تنظيم متلك مواطني دول املجلس‬
‫للعقار يف الدول األعضاء بمجلس التعاون لغرض السكن واالستثامر يف‬
‫املادة (‪ )4‬عىل أنه ال يتعارض مع حق الدولة يف حظر التملك أو االنتفاع يف‬
‫مناطق معينة‪.‬‬
‫‪ .3‬وجود صك متلك نظامي عىل العقار حمل الدعوى‪.‬‬
‫حيث صدر األمر امللكي رقم (أ‪ )218/‬يف ‪1441/3/25‬هـ((( املتضمن‬
‫بأن‪ :‬تعد ملك ًا للدولة مجيع األرايض املنفكة عن امللكية اخلاصة الثابتة بصك‬
‫ملكية‪ ،‬وال تقبل أمام املحاكم أي دعوى أو طلب يتعلق بإثبات متلك أرض‬
‫استناد ًا إىل اإلحياء أو وضع اليد أو الوثائق العادية‪.‬‬

‫((( قرار جملس الوزراء رقم (‪ )9‬وتاريخ ‪1426/1/12‬هـ املبلغ للمحاكم بالتعميم رقم‬
‫(‪/13‬ت‪ )2604/‬يف ‪1426/3/4‬هـ‪.‬‬
‫((( األمر السامي رقم (‪ )11528‬يف ‪1434/3/25‬هـ املبلغ للمحاكم بالتعميم رقم‬
‫(‪/13‬ت‪ )4883/‬يف ‪1434/4/7‬هـ‪.‬‬
‫((( تم تبليغه للمحاكم بتعميم معايل نائب وزير العدل رقم (‪/13‬ت‪ )7943/‬يف‬
‫‪1441/3/27‬هـ‪.‬‬

‫‪338‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫ويلزم أن يكون الصك مكتمل اإلجراءات الرشعية والنظامية؛ استناد ًا‬

‫للتعميم رقم (‪/38/12‬ت يف ‪1403/3/12‬هـ) املتضمن أنه‪« :‬ال يسوغ‬
‫ٍ‬
‫قاض أو كاتب عدل أن جيري توثيق أي إقرار من بيع أو هبة‬ ‫ألي موثق من‬
‫أو قسمة أو وصية أو نحو ذلك من أنواع الترصفات عىل أية عقار إال إذا‬
‫كان ذلك العقار يستند عىل صك متلك رشعي مستوف‪ ،‬أو ما تفرع عن هذا‬
‫الصك ال غري»‪.‬‬
‫كام يلزم االستفسار عن سجل الصك والتحقق من رسيان مفعوله‬
‫ومطابقته لسجله وحتديثه إلكرتونيا قبل احلكم أو األمر بالبيع أو التصفية‪،‬‬
‫استناد ًا للتعميم رقم (‪/13‬ت‪ )8253/‬يف ‪1442/1/28‬هـ‪.‬‬
‫‪ .4‬أاَّلَّ يكون العقار يف املواقع املمنوع متلكها نظام ًا‪.‬‬
‫يوجد عدد من املواقع نصت أنظمة وأوامر وتعليامت بمنع التملك فيها‪،‬‬
‫وأبرزها ما ورد يف األمرين امللكيني املتعلقني بقواعد التملك التي تنظر من‬
‫اهليئة العامة لعقارات الدولة‪ ،‬حيث تضمن األمر امللكي رقم (أ‪)218/‬‬
‫ذكر بعض املواقع التي ال جيوز اكتساب امللكية‬ ‫(((‬
‫يف ‪1441/3/25‬هـ‬
‫اخلاصة فيها وهي‪ :‬حدود احلرمني الرشيفني‪ ،‬واملشاعر املقدسة وأبنيتها‪،‬‬
‫واألرايض الساحلية‪ ،‬وحرم احلدود‪ ،‬واملحميات الوطنية‪ ،‬وقمم اجلبال‪،‬‬
‫وجماري األودية‪ ،‬واملواقع األثرية‪ ،‬وتضمن األمر امللكي رقم (‪)56708‬‬

‫((( تم تبليغه للمحاكم بتعميم معايل نائب وزير العدل رقم (‪/13‬ت‪ )7943/‬يف‬
‫‪1441/3/27‬هـ‪.‬‬

‫‪339‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫يف ‪1441/10/17‬هـ((( ذكر مواقع أخرى وهي‪ :‬مشاريع االستزراع‬

‫السمكي‪ ،‬أرايض املتنزهات الربية‪ ،‬حمميات احلياة الفطرية‪ ،‬أرايض املراعي‬
‫والغابات جماري األودية والسيول والشعاب والفياض‪ ،‬واملواقع األثرية‪،‬‬
‫املحجوزات للمواد اهليدروكربونية والتعدين والطاقة‪ ،‬مواقع اخلامات‬
‫املعدنية‪ ،‬مسارات وحمطات الكهرباء‪ ،‬مناطق مصادر املياه وأحواض‬
‫السدود وأحرامها‪ ،‬األمالك الصادرة هبا صكوك‪ ،‬املرافق واخلدمات العامة‪.‬‬
‫‪ .5‬أاَّلَّ تستند الدعوى إىل وضع اليد أو اإلحداث بعد األوامر القاضية‬
‫بمنع اإلحياء‪.‬‬
‫حيث نصت عدد من األوامر عىل عدم سامع الدعاوى املستندة إىل‬
‫وضع اليد بعد املنع من اإلحياء‪ ،‬ومنها‪ :‬األمر السامي رقم (‪ )21679‬يف‬
‫‪1387/11/9‬هـ املتضمن ما نصه‪« :‬كل من يدعي وضع اليد ال يلتفت‬
‫لدعواه من اآلن فصاعد ًا»‪ ،‬وهو أشهر هذه األوامر(((‪ ،‬ومنها أيض ًا‪ :‬األمر‬
‫امللكي رقم (‪ )652‬يف ‪1387/1/1‬هـ((( املتضمن ما نصه‪« :‬عدم سامع‬
‫الدعاوي املتعلقة بوضع اليد عىل األرايض البيضاء»‪ ،‬وبرقية املقام السامي‬

‫((( تم تبليغه للمحاكم بتعميم معايل نائب وزير العدل رقم (‪/13‬ت‪ )8153/‬يف‬
‫‪1441/10/24‬هـ‪.‬‬
‫((( حيث صدر قرار جملس القضاء األعىل رقم (‪/74‬م‪ )15/‬يف ‪1402/4/7‬هـ املبلغ‬
‫للمحاكم بالتعميم رقم (‪/60/12‬ت) يف ‪1402/5/1‬هـ املتضمن أن األمر السامي‬
‫املذكور حدد اإلحياء القديم واإلحياء الذي ال يعترب‪ ،‬كام تم اعتامد تاريخ هذا األمر يف‬
‫قبول طلبات التملك لدى اهليئة العامة لعقارات الدولة يف األمر امللكي رقم (‪)56708‬‬
‫يف ‪1441/10/17‬هـ‪.‬‬
‫((( تم تبليغه للمحاكم بالتعميم رقم (‪/2/165‬ت) يف ‪1393/7/23‬هـ‪.‬‬

‫‪340‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫املتضمنة ما نصه‪« :‬عدم‬ ‫(((‬

‫رقم (‪/4‬ب‪ )5117/‬يف ‪1415/4/14‬هـ‬
‫قبول أي دعوى تستند عىل وضع اليد أو مبايعات عادية من أي كائن من‬
‫كان»‪ ،‬وخطاب املقام السامي رقم ‪ 2/4997‬يف ‪1400/7/17‬هـ املتضمن‬
‫ما نصه‪« :‬عدم قبول أي دعوى تقام عىل أساس وضع اليد ألي كائن من‬
‫كان»(((‪.‬‬

‫‪ .6‬أن ترفع الدعوى قبل اكتساب التسجيل العيني للعقار احلجية‬

‫املطلقة(((‪ ،‬فإذا اكتسب التسجيل العيني للعقار احلجية املطلقة فال جيوز‬
‫الطعن فيه إال إذا كان الطعن بسبب خطأ كتايب أو تزوير(((‪ ،‬ويكتسب‬
‫التسجيل العيني احلجية املطلقة بعد انقضاء سنة من تاريخ نرش قوائم املاَّلَّ ك‪،‬‬
‫وللمترضر من التسجيل العيني بعد اكتسابه احلجية املطلقة طلب التعويض‬
‫من املتسبب دون احلق يف طلب إلغاء التسجيل العيني أو تعديل بياناته أو‬
‫احلقوق الواردة فيه(((‪.‬‬

‫‪ .7‬تقديم ما يثبت التأشري بالدعوى يف السجل العقاري‪ ،‬متى ما تضمنت‬

‫إجراء تغيري يف بيانات السجل‪ ،‬فال تسمع الدعوى إال بعد تقديم ما يثبت‬

‫تم تبليغه للمحاكم بالتعميم ‪/8‬ت‪ 336/‬يف ‪1415/6/25‬هـ‪.‬‬ ‫(((‬

‫تم تبليغه للمحاكم بالتعميم ‪/12/107‬ت يف ‪1400/8/10‬هـ‪.‬‬ ‫(((‬
‫املادة (‪ )10‬من نظام التسجيل العيني للعقار‪.‬‬ ‫(((‬
‫املادة (‪ )4‬من نظام التسجيل العيني للعقار‪.‬‬ ‫(((‬
‫املادة (‪ )2-11‬من نظام التسجيل العيني للعقار‪.‬‬ ‫(((‬

‫‪341‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫حصول التأشري بمضمون الدعوى يف السجل(((‪ ،‬وهذا الرشط ‪-‬والذي‬

‫قبله أيض ًا‪ -‬خاص بالعقارات التي ُطبق عليها نظام التسجيل العيني للعقار‪.‬‬

‫‪ .8‬عدم التقادم‪ :‬حيث نص نظام املعامالت املدنية عىل أنه ال تسمع‬

‫الدعوى عىل املنكر بانقضاء عرش سنوات فيام عدا احلاالت التي ورد فيها‬
‫نص نظامي أو االستثناءات الواردة يف النظام(((‪.‬‬

‫ويبدأ رسيان املدة املقررة لعدم سامع الدعوى من اليوم الذي يكون فيه‬
‫احلق مستحق األداء(((‪ ،‬ويقف رسياهنا كلام وجد عذر تتعذر معه املطالبة‬
‫باحلق؛ كوجود تفاوض عن حسن نية بني الطرفني قائم عند اكتامل املدة‪ ،‬أو‬
‫وجود مانع أديب حيول دون املطالبة(((‪.‬‬

‫وتنقطع مدة عدم سامع الدعوى بإحدى ثالث حاالت(((‪:‬‬

‫‪ .1‬إقرار املدين باحلق رصاح ًة أو ضمن ًا‪.‬‬

‫‪ .2‬املطالبة القضائية ولو كانت أمام حمكمة غري خمتصة‪.‬‬

‫‪ .3‬أي إجراء قضائي آخر يقوم به الدائن للتمسك بحقه‪.‬‬

‫املادة (‪ )16‬من نظام التسجيل العيني للعقار‪.‬‬ ‫(((‬

‫املادة (‪ )295‬من نظام املعامالت املدنية‪.‬‬ ‫(((‬
‫املادة (‪ )296‬من نظام املعامالت املدنية‪.‬‬ ‫(((‬
‫املادة (‪ )300‬من نظام املعامالت املدنية‪.‬‬ ‫(((‬
‫املادة (‪ )302‬من نظام املعامالت املدنية‪.‬‬ ‫(((‬

‫‪342‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫وأخري ًا فإن املحكمة ال تقيض بعدم سامع الدعوى للتقادم إال بنا ًء عىل‬
‫طلب املدعى عليه أو ذي مصلحة(((‪.‬‬

‫((( املادة (‪ )306‬من نظام املعامالت املدنية‪.‬‬

‫‪343‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫الخاتمة‬
‫احلمد هلل وحده‪ ،‬والصالة والسالم عىل من ال نبي بعده‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فقد تناولت يف هذا البحث الرشوط اخلاصة بالدعوى العقارية من‬
‫اجلانبني الفقهي والنظامي‪ ،‬وخلصت فيه إىل النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬ال تقبل الدعوى إال من ذي صفة‪ ،‬وصاحب الصفة يف الدعوى‬
‫العقارية من جهة املدعي هو‪ :‬صاحب احلق نفسه أو من يقوم مقامه‪ ،‬ومن‬
‫جهة املدعى عليه هو‪ :‬من بيده العني إن كان مالك ًا أو يدعي التملك وإال‬
‫فاخلصم هو املالك ال صاحب اليد الطارئة‪.‬‬
‫‪ .2‬يشرتط يف الدعوى العقارية معلومية العقار املدعى؛ بحيث يكون‬
‫متميز ًا يف ذهن القايض واخلصمني‪ ،‬ويكون معلوم ًا ملن يعاينه من األعوان‬
‫وأهل اخلربة‪.‬‬
‫‪ .3‬يشرتط يف الدعوى العقارية أن يكون العقار حتت يد املدعى عليه‬
‫باستثناء دعوى منع التعرض‪.‬‬
‫‪ .4‬ال يشرتط يف الدعوى العقارية ذكر سبب االستحقاق إال عند‬
‫االرتياب أو الدفع من قبل اخلصم بام يستوجب بيان السبب‪.‬‬
‫‪ .5‬يشرتط يف الدعوى العقارية عدم التقادم املؤدي إىل تكذيب الدعوى‪.‬‬
‫الرشوط النظامية لدعوى العقار هي‪ :‬أاَّلَّ يكون العقار خارج اململكة‪،‬‬
‫ومراعاة أحكام متلك غري السعوديني للعقار‪ ،‬ووجود صك متلك نظامي‬
‫للعقار‪ ،‬وأاَّلَّ يكون العقار يف املواقع املمنوع متلكها نظام ًا‪ ،‬وأاَّلَّ تستند‬

‫‪344‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫الدعوى إىل وضع اليد أو اإلحداث بعد األوامر القاضية بمنع اإلحياء‪،‬‬
‫ال عيني ًا فيشرتط‪ :‬أن ترفع الدعوى قبل‬
‫ال تسجي ً‬
‫ويف حال كان العقار مسج ً‬
‫اكتساب التسجيل العيني للعقار احلجية املطلقة‪ ،‬وأن يقدم ما يثبت التأشري‬
‫بالدعوى يف السجل العقاري إذا كانت الدعوى تتضمن إجراء تغيري يف‬
‫بيانات السجل‪ ،‬ومن الرشوط النظامية كذلك‪ :‬عدم التقادم وهو ميض‬
‫عرش سنوات عىل االستحقاق يف حال الدفع بالتقادم من املدعى عليه أو‬
‫ذي مصلحة‪ ،‬ما مل يقر املدعى عليه باحلق‪ ،‬أو يوجد عذر للمدعي أو مطالبة‬
‫قضائية أو إجراء قضائي قبل ميض املدة‪.‬‬
‫وباهلل التوفيق‪ ،‬وصىل اهلل وسلم عىل نبينا حممد وعىل آله وصحبه‪.‬‬

‫‪345‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫المراجع‬
‫‪1.‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪2.‬اإلتقان واإلحكام يف رشح حتفة احلكام املعروف برشح ميارة‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو عبد‬
‫اهلل‪ ،‬حممد بن أمحد بن حممد الفايس‪ ،‬الشهري بـ(ميارة)‪ ،‬النارش‪ :‬دار املعرفة‪.‬‬
‫‪3.‬أحكام الدعوى القضائية‪ ،‬املؤلف‪ :‬عبد اهلل بن حممد بن سعد آل خنني‪ ،‬النارش‪:‬‬
‫اجلمعية العلمية القضائية السعودية‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األوىل‪1440 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪4.‬األحكام السلطانية‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو احلسن عيل بن حممد بن حممد بن حبيب‬
‫البرصي البغدادي‪ ،‬الشهري باملاوردي‪ ،‬النارش‪ :‬دار احلديث‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪5.‬األحكام السلطانية‪ ،‬املؤلف‪ :‬القايض أيب يعىل‪ ،‬حممد بن احلسني بن حممد بن‬
‫خلف ابن الفراء‪ ،‬صححه وعلق عليه‪ :‬حممد حامد الفقي‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية‪1421 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪6.‬أحكام دعوى احليازة يف نظام املرافعات الرشعية (دراسة مقارنة)‪ ،‬املؤلف‪:‬‬
‫فهد بن عيل احلسون‪ ،‬رسالة ماجستري مقدمة للمعهد العايل للقضاء بجامعة‬
‫اإلمام حممد بن سعود‪ ،‬عام ‪1427‬هـ‪.‬‬
‫‪7.‬اإلحكام يف متييز الفتاوى عن األحكام وترصفات القايض واإلمام‪ ،‬املؤلف‪:‬‬
‫القرايف شهاب الدين أبو العباس أمحد بن إدريس املرصي املالكي‪ ،‬اعتنى به‪:‬‬
‫عبد الفتاح أبو غدة‪ ،‬النارش‪ :‬دار البشائر اإلسالمية للطباعة والنرش والتوزيع‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية‪1416 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪8.‬االختصاص القضائي يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬مع بيان التطبيق اجلاري يف اململكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬املؤلف‪ :‬د‪ .‬نارص بن حممد الغامدي‪ ،‬النارش‪ :‬مكتبة الرشد‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬الطبعة األوىل‪1420 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪9.‬أدب القايض‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو احلسن عيل بن حممد بن حبيب املاوردي الشافعي‪،‬‬
‫املحقق‪ :‬حميي هالل الرسحان‪ ،‬النارش‪ :‬مطبعة اإلرشاد‪ ،‬بغداد‪1391 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪346‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫ ‪10.‬أدب القضاء = الدرر املنظومات يف األقضية واحلكومات‪ ،‬املؤلف‪ :‬القايض‬

‫شهاب الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اهلل املعروف بابن أيب الدم‪ ،‬املحقق‪:‬‬
‫د‪ .‬حممد مصطفى الزحييل‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة الثانية‪1402 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪11.‬أدب القضاء‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو العباس شمس الدين أمحد بن إبراهيم بن عبد الغني‬
‫الرسوجي‪ ،‬املحقق‪ :‬شيخ شمس العارفني صديقي بن حممد ياسني‪ ،‬النارش‪:‬‬
‫دار البشائر اإلسالمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1418 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪12.‬أدب القضاء‪ ،‬املؤلف‪ :‬رشف الدين عيسى بن عثامن بن عيسى الغزي‪ ،‬املحقق‪:‬‬
‫مركز الدراسات والبحوث بمكتبة مصطفى الباز‪ ،‬النارش‪ :‬مكتبة مصطفى‬
‫الباز مكة املكرمة الرياض‪ ،‬املكتبة العرصية‪ ،‬صيدا‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫‪1417‬هـ‪.‬‬
‫ ‪13.‬إرواء الغليل يف ختريج أحاديث منار السبيل‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد نارص الدين‬
‫األلباين‪ ،‬إرشاف‪ :‬زهري الشاويش‪ ،‬النارش‪ :‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪1405 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪14.‬أسنى املطالب يف رشح روض الطالب‪ ،‬املؤلف‪ :‬زكريا بن حممد بن زكريا‬
‫األنصاري‪ ،‬زين الدين أبو حييى السنيكي‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتاب اإلسالمي‪،‬‬
‫بدون ذكر الطبعة‪ ،‬وبدون تاريخ النرش‪.‬‬
‫ ‪15.‬األصول القضائية يف املرافعات الرشعية‪ ،‬املؤلف‪ :‬عيل قراعة‪ ،‬النارش‪ :‬مل يذكر‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪1344 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪16.‬األصول من علم األصول (رسالة خمترصة يف أصول الفقه)‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن‬
‫صالح العثيمني‪ ،‬النارش‪ :‬دار ابن اجلوزي‪ ،‬الرياض‪ ،‬طبعة عام ‪1438‬هـ‪.‬‬
‫ ‪17.‬اإلقناع يف مسائل اإلمجاع‪ ،‬املؤلف‪ :‬عيل بن حممد بن عبد امللك الكتامي‬
‫احلمريي الفايس‪ ،‬أبو احلسن ابن القطان‪ ،‬املحقق‪ :‬حسن فوزي الصعيدي‪،‬‬
‫النارش‪ :‬الفاروق احلديثة للطباعة والنرش‪ ،‬الطبعة األوىل‪1424 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪347‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫كاَم ُل ا ُمل ْعلِ ِم ب َف َوائِ ِد ُم ْسلِم‪ ،‬املؤلف‪ :‬عياض بن موسى بن عياض بن عمرون‬
‫ ‪18.‬إِ َ‬
‫حي َيى إِ ْس َاَم ِعيل‪ ،‬النارش‪ :‬دار‬
‫اليحصبي السبتي‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬املحقق‪ :‬الدكتور ْ‬
‫الوفاء للطباعة والنرش والتوزيع‪ ،‬مرص‪ ،‬الطبعة األوىل‪1419 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪19.‬اإلنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف (املطبوع مع املقنع والرشح الكبري)‪،‬‬
‫املؤلف‪ :‬عالء الدين أبو احلسن عيل بن سليامن بن أمحد املرداوي‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫الدكتور عبد اهلل بن عبد املحسن الرتكي‪ ،‬النارش‪ :‬دار عامل الكتب‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫عام ‪1432‬هـ بدون ذكر الطبعة‪.‬‬
‫ ‪20.‬البحر الرائق رشح كنز الدقائق‪ ،‬املؤلف‪ :‬زين الدين بن إبراهيم بن حممد‪،‬‬
‫املعروف بابن نجيم املرصي‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتاب اإلسالمي‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫بدون تاريخ النرش‪.‬‬
‫ ‪21.‬بدائع الصنائع يف ترتيب الرشائع‪ ،‬املؤلف‪ :‬عالء الدين الكاساين‪ ،‬النارش دار‬
‫الكتاب العريب‪ ،‬بريوت‪ ،‬سنة النرش ‪1982‬م‪.‬‬
‫ ‪22.‬البناية رشح اهلداية‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو حممد حممود بن أمحد بن موسى بدر الدين‬
‫العينى‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل‪1420 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪23.‬البهجة يف رشح التحفة «رشح حتفة احلكام»‪ ،‬املؤلف‪ :‬عيل بن عبد السالم بن‬
‫عيل‪ ،‬أبو احلسن الت ُُّسويل‪ ،‬املحقق‪ :‬حممد عبد القادر شاهني‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬لبنان‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪1418 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪24.‬البيان يف مذهب اإلمام الشافعي‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو احلسني حييى بن أيب اخلري بن سامل‬
‫العمراين اليمني الشافعي‪ ،‬املحقق‪ :‬قاسم حممد النوري‪ ،‬النارش‪ :‬دار املنهاج‪،‬‬
‫جدة‪ ،‬الطبعة األوىل‪1421 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪25.‬البيان والتحصيل والرشح والتوجيه والتعليل ملسائل املستخرجة‪ ،‬املؤلف‪:‬‬
‫أبو الوليد حممد بن أمحد بن رشد القرطبي‪ ،‬حققه‪ :‬د حممد حجي وآخرون‪،‬‬
‫النارش‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية‪1408 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪348‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫الرزاق‬
‫حممد بن عبد ّ‬ ‫ ‪26.‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬املؤلف‪ّ :‬‬
‫حممد بن ّ‬
‫احلسيني‪ ،‬أبو الفيض‪ ،‬املل ّقب بمرتىض‪َّ ،‬‬
‫الزبيدي‪ ،‬املحقق‪ :‬جمموعة من‬
‫املحققني‪ ،‬النارش‪ :‬دار اهلداية‪.‬‬
‫ ‪27.‬تبرصة احلكام يف أصول األقضية ومناهج األحكام‪ ،‬املؤلف‪ :‬إبراهيم بن عيل بن‬
‫حممد‪ ،‬ابن فرحون‪ ،‬برهان الدين اليعمري‪ ،‬النارش‪ :‬مكتبة الكليات األزهرية‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪1406 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪28.‬تبيني احلقائق رشح كنز الدقائق‪ ،‬فخر الدين عثامن بن عيل الزيلعي احلنفي‪،‬‬
‫النارش دار الكتب اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة النرش ‪1313‬هـ‪.‬‬
‫ ‪29.‬التجريد لنفع العبيد = حاشية البجريمي عىل رشح املنهج (منهج الطالب‪،‬‬
‫اخترصه‪ :‬زكريا األنصاري من منهاج الطالبني للنووي‪ ،‬ثم رشحه يف رشح‬
‫منهج الطالب)‪ ،‬املؤلف‪ :‬سليامن بن حممد بن عمر ال ُب َج ْ َرْي ِم ّي املرصي الشافعي‪،‬‬
‫النارش‪ :‬مطبعة احللبي‪ ،‬بدون ذكر الطبعة‪ ،‬تاريخ النرش‪1369 :‬هـ‪.‬‬
‫ ‪30.‬حتفة احلبيب عىل رشح اخلطيب = حاشية البجريمي عىل اخلطيب‪ ،‬املؤلف‪:‬‬
‫سليامن بن حممد بن عمر ال ُب َج ْ َرْي ِم ّي املرصي الشافعي‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكر‪،‬‬
‫بدون طبعة‪ ،‬تاريخ النرش‪1415 :‬هـ‪.‬‬
‫ ‪31.‬حتفة املحتاج البن حجر اهليتمي يف رشح املنهاج مع حوايش الرشواين والعبادي‬
‫املؤلف‪ :‬أمحد بن حممد بن عيل بن حجر اهليتمي‪ ،‬النارش‪ :‬املكتبة التجارية‬
‫الكربى بمرص لصاحبها مصطفى حممد‪ ،‬بدون ذكر الطبعة‪ ،‬عام النرش‪:‬‬
‫‪1357‬هـ‪.‬‬
‫ ‪32.‬التصنيف املوضوعي لتعاميم وزارة العدل‪ ،‬إصدار‪ :‬وزارة العدل باململكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫ ‪33.‬تنظيم اهليئة العامة للعقار‪ ،‬الصادر بقرار جملس الوزراء رقم (‪ )239‬يف‬
‫‪1438/4/25‬هـ‪.‬‬

‫‪349‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫ ‪34.‬هتذيب الفروق والقواعد السنية يف األرسار الفقهية‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن عيل بن‬
‫حسني املكي مفتي املالكية بمكة املكرمة‪ ،‬مطبوع مع كتاب الفروق للقرايف‪،‬‬
‫النارش‪ :‬عامل الكتب‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬وبدون تاريخ نرش‪.‬‬
‫ ‪35.‬هتذيب اللغة‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن أمحد بن األزهري اهلروي‪ ،‬أبو منصور‪،‬‬
‫املحقق‪ :‬حممد عوض مرعب‪ ،‬النارش‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫ ‪36.‬جامع الفصولني‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممود بن إرسائيل بن عبد العزيز‪ ،‬الشهري بابن‬
‫قايض ساموة‪ ،‬املكتبة الشاملة‪.‬‬
‫ ‪37.‬حاشية البناين عىل رشح الزرقاين‪ ،‬املسامة‪( :‬الفتح الرباين فيام ذهل عنه الزرقاين)‪،‬‬
‫مطبوعة مع رشح الزرقاين‪ ،‬املؤلف‪ :‬عبد الباقي بن يوسف بن أمحد الزرقاين‬
‫املرصي‪ ،‬ضبطه وصححه وخرج آياته‪ :‬عبد السالم حممد أمني‪ ،‬النارش‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل‪1422 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪38.‬حاشية اجلمل‪ ،‬املسامة‪( :‬فتوحات الوهاب بتوضيح رشح منهج الطالب)‪،‬‬
‫املؤلف‪ :‬سليامن بن عمر بن منصور العجييل األزهري‪ ،‬املعروف باجلمل‪،‬‬
‫مطبوعة مع رشح منهج الطالب لزكريا األنصاري‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بدون‬
‫طبعة‪ ،‬وبدون تاريخ نرش‪.‬‬
‫ ‪39.‬حاشية الدسوقي عىل الرشح الكبري‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن أمحد بن عرفة الدسوقي‬
‫املالكي‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بدون ذكر الطبعة‪ ،‬وبدون تاريخ النرش‪.‬‬
‫ ‪40.‬احلاوي الكبري يف فقه مذهب اإلمام الشافعي وهو رشح خمترص املزين‪ ،‬املؤلف‪:‬‬
‫أبو احلسن عيل بن حممد بن حممد بن حبيب البرصي البغدادي‪ ،‬الشهري‬
‫باملاوردي‪ ،‬املحقق‪ :‬الشيخ عيل حممد معوض‪ ،‬الشيخ عادل أمحد عبد املوجود‪،‬‬
‫النارش‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل‪1419 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪350‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫ ‪41.‬درر احلكام يف رشح جملة األحكام‪ ،‬املؤلف‪ :‬عيل حيدر خواجه أمني أفندي‪،‬‬
‫تعريب‪ :‬فهمي احلسيني‪ ،‬النارش‪ :‬دار اجليل‪ ،‬الطبعة األوىل‪1411 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪42.‬الدرر السنية يف األجوبة النجدية‪ ،‬املؤلف‪ :‬علامء نجد األعالم‪ ،‬املحقق‪ :‬عبد‬
‫الرمحن بن حممد بن قاسم‪ ،‬الطبعة السادسة‪1417 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪43.‬دعوى احليازة يف الفقه اإلسالمي ونظام املرافعات يف اململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫املؤلف‪ :‬أ‪ .‬د حممد بن عبد اهلل املحيميد‪ ،‬النارش‪ :‬دار العقيدة الرياض‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪1438 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪44.‬الذخرية‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو العباس شهاب الدين أمحد بن إدريس بن عبد الرمحن‬
‫املالكي الشهري بالقرايف‪ ،‬املحقق‪ :‬حممد حجي وآخرون‪ ،‬النارش‪ :‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫ ‪45.‬رد املحتار عىل الدر املختار‪ ،‬املؤلف‪ :‬ابن عابدين‪ ،‬حممد أمني بن عمر بن عبد‬
‫العزيز عابدين الدمشقي احلنفي‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪1412‬هـ‪.‬‬
‫ ‪46.‬روضة الطالبني وعمدة املفتني‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو زكريا حميي الدين حييى بن رشف‬
‫النووي‪ ،‬حتقيق‪ :‬زهري الشاويش‪ ،‬النارش‪ :‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫عامن‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1412 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪47.‬روضة القضاة وطريق النجاة‪ ،‬املؤلف‪ :‬عيل بن حممد بن أمحد‪ ،‬أبو القاسم‬
‫الرحبي املعروف بـ (ابن السمناين)‪ ،‬املحقق‪ :‬د‪ .‬صالح الدين الناهي‪ ،‬النارش‪:‬‬
‫ّ‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار الفرقان‪ ،‬عامن‪ ،‬الطبعة الثانية‪1404 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪48.‬سنن الدارقطني‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو احلسن عيل بن عمر بن أمحد بن مهدي بن‬
‫مسعود بن النعامن بن دينار البغدادي الدارقطني‪ ،‬املحقق‪ :‬شعيب األرنؤوط‪،‬‬
‫حسن عبد املنعم شلبي‪ ،‬عبد اللطيف حرزاهلل‪ ،‬أمحد برهوم‪ ،‬النارش‪ :‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل‪1424 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪351‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫ ‪49.‬السنن الكربى‪( ،‬السنن الكبري)‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو بكر أمحد بن احلسني بن عيل‬
‫البيهقي‪ ،‬حتقيق‪ :‬الدكتور عبد اهلل بن عبد املحسن الرتكي‪ ،‬النارش‪ :‬مركز هجر‬
‫للبحوث والدراسات العربية واإلسالمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األوىل‪1432 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪50.‬سري الدعوى القضائية‪ ،‬املؤلف‪ :‬عبد اهلل بن حممد بن سعد آل خنني‪ ،‬النارش‪:‬‬
‫اجلمعية العلمية القضائية السعودية‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األوىل‪1440 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪51.‬رشح أدب القايض = رشح «أدب القايض للخصاف»‪ ،‬املؤلف‪ :‬حسام الدين‬
‫عمر بن عبد العزيز بن مازة البخاري املعروف بالصدر الشهيد‪ ،‬املحقق‪:‬‬
‫حميي هالل الرسحان‪ ،‬النارش‪ :‬مطبعة اإلرشاد بغداد‪ ،‬والدار العربية للطباعة‪،‬‬
‫بغداد‪ ،‬الطبعة األوىل‪1397 ،‬هـ ‪1398‬هـ‪.‬‬
‫ ‪52.‬رشح ال ّزرقاين عىل خمترص خليل‪ ،‬املؤلف‪ :‬عبد الباقي بن يوسف بن أمحد‬
‫الزرقاين املرصي‪ ،‬ضبطه وصححه وخرج آياته‪ :‬عبد السالم حممد أمني‪،‬‬
‫النارش‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل‪1422 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪53.‬الرشح الكبري ملخترص خليل‪ ،‬املؤلف‪ :‬الشيخ أمحد الدردير العدوي‪ ،‬النارش‪:‬‬
‫دار الفكر‪ ،‬بدون ذكر الطبعة وبدون‪ ،‬تاريخ النرش‪.‬‬
‫ ‪54.‬رشح املجلة‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد خالد األتايس‪ ،‬عني بإمتامها ونرشها‪ :‬حممد طاهر‬
‫األتايس‪ ،‬النارش‪ :‬مكتبة رشيدية‪ ،‬بدون ذكر الطبعة وتاريخ الطبع‪.‬‬
‫ ‪55.‬رشح عامد الرضا ببيان آداب القضاء‪ ،‬املؤلف‪ :‬عبد الرؤوف بن عيل بن زين‬
‫الدين املناوي القاهري‪ ،‬املحقق‪ :‬عبد الرمحن عبد اهلل عوض بكري‪ ،‬النارش‪:‬‬
‫الدار السعودية للنرش والتوزيع‪ ،‬جدة‪ ،‬الطبعة األوىل‪1406 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪56.‬رشح خمترص الروضة‪ ،‬املؤلف‪ :‬سليامن بن عبد القوي بن الكريم الطويف‬
‫الرصرصي‪ ،‬أبو الربيع‪ ،‬نجم الدين‪ ،‬املحقق‪ :‬عبد اهلل بن عبد املحسن الرتكي‪،‬‬
‫النارش‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة األوىل‪1407 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪352‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫ ‪57.‬رشح خمترص خليل للخريش‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن عبد اهلل اخلريش املالكي أبو‬
‫عبد اهلل‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكر للطباعة‪ ،‬بريوت‪ ،‬بدون ذكر الطبعة‪ ،‬وبدون تاريخ‬
‫النرش‪.‬‬
‫ ‪58.‬الطرق احلكمية يف السياسة الرشعية‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو عبد اهلل حممد بن أيب بكر‬
‫بن أيوب ابن قيم اجلوزية‪ ،‬املحقق‪ :‬نايف بن أمحد احلمد‪ ،‬النارش‪ :‬دار عامل‬
‫الفوائد‪ ،‬مكة املكرمة‪ ،‬الطبعة األوىل‪1428 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪59.‬الطريقة املرضية يف اإلجراءات الرشعية عىل مذهب املالكية‪ ،‬املؤلف‪ :‬سيدي‬
‫حممد العزيز جعيط‪ ،‬النارش‪ :‬مكتبة االستقامة تونس‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫ ‪60.‬عقد اجلواهر الثمينة يف مذهب عامل املدينة‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو حممد جالل الدين عبد‬
‫اهلل بن نجم بن شاس بن نزار اجلذامي السعدي املالكي‪ ،‬املحقق‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬محيد‬
‫بن حممد حلمر‪ ،‬النارش‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫‪1423‬هـ‪.‬‬
‫ ‪61.‬العناية رشح اهلداية‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن حممد بن حممود البابريت‪ ،‬النارش‪ :‬دار‬
‫الفكر‪ ،‬بدون ذكر الطبعة‪ ،‬وبدون تاريخ نرش‪.‬‬
‫ ‪62.‬الفتاوى اهلندية يف مذهب اإلمام األعظم أيب حنيفة النعامن‪ ،‬املؤلف‪ :‬الشيخ‬
‫نظام ومجاعة من علامء اهلند‪ ،‬النارش دار الفكر‪ ،‬سنة النرش ‪1411‬هـ‪.‬‬
‫ ‪63.‬فتاوى ورسائل‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ‪ ،‬مجع‬
‫وترتيب وحتقيق‪ :‬حممد بن عبد الرمحن بن قاسم‪ ،‬النارش‪ :‬مطبعة احلكومة بمكة‬
‫املكرمة‪ ،‬الطبعة األوىل‪1399 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪64.‬فتح الباري رشح صحيح البخاري‪ ،‬املؤلف‪ :‬أمحد بن عيل بن حجر أبو الفضل‬
‫العسقالين الشافعي‪ ،‬رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه‪ :‬حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬قام‬
‫بإخراجه وصححه وأرشف عىل طبعه‪ :‬حمب الدين اخلطيب‪ ،‬عليه تعليقات‬
‫العالمة‪ :‬عبد العزيز بن عبد اهلل بن باز‪ ،‬النارش‪ :‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪1379 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪353‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫ ‪65.‬الفواكه البدرية يف أطراف القضايا احلكمية‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو اليرس بدر الدين‬
‫حممد بن حممد بن حممد بن خليل القاهري‪ ،‬املشهور بابن الغرس‪ ،‬املحقق‪:‬‬
‫عبد اهلل بن سعد بن عيل الطخيس‪ ،‬النارش‪ :‬دار اإلداوة للنرش‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫‪1437‬هـ‪.‬‬
‫ ‪66.‬القاموس املحيط‪ ،‬املؤلف‪ :‬جمد الدين أبو طاهر حممد بن يعقوب الفريوزآبادي‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬مكتب حتقيق الرتاث يف مؤسسة الرسالة‪ ،‬بإرشاف‪ :‬حممد نعيم‬
‫العرقسويس‪ ،‬النارش‪ :‬مؤسسة الرسالة للطباعة والنرش والتوزيع‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫ُ‬
‫لبنان‪ ،‬الطبعة الثامنة‪1426 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪67.‬قرة عيون األخيار لتكملة رد املحتار عىل «الدر املختار رشح تنوير األبصار»‬
‫(مطبوع بآخر رد املحتار)‪ ،‬املؤلف‪ :‬عالء الدين حممد بن (حممد أمني املعروف‬
‫بابن عابدين) بن عمر بن عبد العزيز عابدين احلسيني الدمشقي‪ ،‬النارش‪ :‬دار‬
‫الفكر للطباعة والنرش والتوزيع‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫ ‪68.‬القضاء الرشعي القواعد والضوابط الفقهية‪ ،‬املؤلف‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬حممد الزحييل‪،‬‬
‫النارش‪ :‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة األوىل‪1436 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪69.‬القواعد الفقهية للدعوى القضائية وتطبيقاهتا يف النظام القضائي يف اململكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬املؤلف‪ :‬د‪ .‬حسني بن عبد العزيز آل الشيخ‪ ،‬النارش‪ :‬دار‬
‫التوحيد للنرش‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األوىل‪1428 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪70.‬القوانني الفقهية‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو القاسم‪ ،‬حممد بن أمحد بن حممد بن عبد اهلل‪ ،‬ابن‬
‫جزي الكلبي الغرناطي‪ ،‬بدون ذكر الطبعة‪ ،‬وبدون تاريخ النرش‪.‬‬
‫ ‪71.‬الكاشف يف رشح نظام املرافعات الرشعية السعودي‪ ،‬املؤلف‪ :‬عبد اهلل بن‬
‫حممد بن سعد آل خنني‪ ،‬النارش‪ :‬مكتبة العبيكان‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫‪1430‬هـ‪.‬‬

‫‪354‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫ ‪72.‬كشاف القناع عن متن اإلقناع‪ ،‬املؤلف‪ :‬منصور بن يونس البهويت احلنبيل‪،‬‬

‫املحقق‪ :‬جلنة متخصصة يف وزارة العدل‪ ،‬دار النرش‪ :‬وزارة العدل باململكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1421 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪73.‬كنز العامل يف سنن األقوال واألفعال‪ ،‬املؤلف‪ :‬عالء الدين عيل بن حسام الدين‬
‫ابن قايض خان القادري الشاذيل اهلندي الربهانفوري ثم املدين فاملكي الشهري‬
‫باملتقي اهلندي‪ ،‬املحقق‪ :‬بكري حياين‪ ،‬صفوة السقا‪ ،‬النارش‪ :‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫الطبعة اخلامسة‪1401 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪74.‬الكوكب املنري رشح خمترص التحرير‪ ،‬املؤلف‪ :‬تقي الدين أبو البقاء حممد بن‬
‫أمحد بن عبد العزيز بن عيل الفتوحي املعروف بابن النجار احلنبيل‪ ،‬املحقق‪:‬‬
‫حممد الزحييل ونزيه محاد‪ ،‬النارش‪ :‬مكتبة العبيكان‪ ،‬الطبعة الثانية‪1418 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪75.‬لسان العرب‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن مكرم بن منظور األفريقي املرصي‪ ،‬النارش‪:‬‬
‫دار صادر‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪.‬‬
‫ ‪76.‬املبادئ والقرارات الصادرة من اهليئة القضائية العليا واهليئة الدائمة والعامة‬
‫بمجلس القضاء األعىل واملحكمة العليا‪ ،‬إصدار‪ :‬مركز البحوث بوزارة‬
‫العدل باململكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1438 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪77.‬املبدع يف رشح املقنع‪ ،‬املؤلف‪ :‬إبراهيم بن حممد بن عبد اهلل بن مفلح احلنبيل أبو‬
‫إسحاق‪ ،‬النارش‪ :‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪ ،‬سنة النرش ‪1400‬هـ‪.‬‬
‫ ‪78.‬املبسوط‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن أمحد بن أيب سهل شمس األئمة الرسخيس‪ ،‬النارش‪:‬‬
‫دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪ ،‬بدون ذكر الطبعة‪ ،‬تاريخ النرش‪1414 :‬هـ‪.‬‬
‫ ‪79.‬جملة األحكام الرشعية‪ ،‬املؤلف‪ :‬أمحد بن عبد اهلل القاري‪ ،‬املحقق‪ :‬د‪ .‬عبد‬
‫الوهاب بن إبراهيم أبو سليامن ود‪ .‬حممد بن إبراهيم أمحد عيل‪ ،‬النارش‪ :‬مكتبة‬
‫هتامة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1426 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪355‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫ ‪80.‬جملة األحكام العدلية‪ ،‬املؤلف‪ :‬جلنة مكونة من عدة علامء وفقهاء يف اخلالفة‬
‫العثامنية‪ ،‬املحقق‪ :‬نجيب هواويني‪ ،‬النارش‪ :‬نور حممد‪.‬‬
‫ ‪81.‬جملة القضائية‪ ،‬جملة علمية حمكمة تصدر عن وزارة العدل باململكة العربية‬
‫السعودية‪.‬‬
‫ ‪82.‬جمموع فتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪ -‬اإلصدار الثاين‪ ،‬مجعها‪ :‬عبد الرمحن‬
‫بن حممد بن قاسم‪ ،‬النارش‪ :‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ ،‬املدينة‬
‫النبوية‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1416 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪83.‬املحيط الربهاين يف الفقه النعامين فقه اإلمام أيب حنيفة هنع هللا يضر‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو‬
‫املعايل برهان الدين حممود بن أمحد بن عبد العزيز بن عمر بن َم َاز َة البخاري‬
‫احلنفي‪ ،‬املحقق‪ :‬عبد الكريم سامي اجلندي‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل‪1424 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪84.‬خمتار الصحاح‪ ،‬املؤلف‪ :‬زين الدين أبو عبد اهلل حممد بن أيب بكر بن عبد القادر‬
‫احلنفي الرازي‪ ،‬املحقق‪ :‬يوسف الشيخ حممد‪ ،‬النارش‪ :‬املكتبة العرصية‪ ،‬الدار‬
‫النموذجية‪ ،‬بريوت‪ ،‬صيدا‪ ،‬الطبعة اخلامسة‪1420 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪85.‬املدخل الفقهي العام‪ ،‬املؤلف‪ :‬مصطفى أمحد الزرقا‪ ،‬النارش‪ :‬دار القلم‪،‬‬
‫دمشق‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1433 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪86.‬املدخل إىل فقه املرافعات‪ ،‬املؤلف‪ :‬عبد اهلل بن حممد بن سعد آل خنني‪ ،‬النارش‪:‬‬
‫دار العاصمة للنرش والتوزيع‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األوىل‪1422 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪87.‬املدخل لدراسة األنظمة السعودية‪ ،‬املؤلف‪ :‬د‪ .‬أيمن سعد سليم‪ ،‬د‪ .‬زياد‬
‫القريش‪ ،‬د‪ .‬عبد اهلل العطاس‪ ،‬د‪ .‬عبد اهلادي الغامدي‪ ،‬د‪ .‬نايف الرشيف‪،‬‬
‫النارش‪ :‬دار احلافظ للنرش والتوزيع‪ ،‬جدة‪ ،‬الطبعة الثانية‪1431 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪356‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫ ‪88.‬املدخل لدراسة األنظمة‪ ،‬املؤلف‪ :‬د‪ .‬عبد الرزاق الفحل‪ ،‬أ‪ .‬د‪ .‬حممد عمران‪،‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬أنور اهلواري‪ ،‬أ‪ .‬د‪ .‬أمحد عشوش‪ ،‬د‪ .‬حممد عبد احلميد‪ ،‬د‪ .‬حممود املظفر‪،‬‬
‫النارش‪ :‬دار اآلفاق جدة‪ ،‬الطبعة الثانية‪1414 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪89.‬املدونة‪ ،‬املؤلف‪ :‬مالك بن أنس بن مالك بن عامر األصبحي املدين‪ ،‬النارش‪:‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1415 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪90.‬املذهب احلنفي‪ ،‬مراحله وطبقاته‪ ،‬ضوابطه ومصطلحاته‪ ،‬خصائصه ومؤلفاته‪،‬‬
‫املؤلف‪ :‬أمحد بن حممد نصري الدين النقيب‪ ،‬النارش‪ :‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪1422 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪91.‬املراسيل‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو داود سليامن بن األشعث بن إسحاق بن بشري بن شداد‬
‫الس ِج ْستاين‪ ،‬املحقق‪ :‬شعيب األرناؤوط‪ ،‬النارش‪ :‬مؤسسة‬
‫بن عمرو األزدي‪ِّ ،‬‬
‫الرسالة‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪1408 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪92.‬مسعفة احلكام عىل األحكام‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن عبد اهلل بن أمحد بن حممد‬
‫اخلطيب شهاب الدين التمرتايش‪ ،‬املحقق‪ :‬د‪ .‬صالح بن عبد الكريم الزيد‪،‬‬
‫النارش‪ :‬مكتبة املعارف للنرش والتوزيع‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األوىل‪1416 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪93.‬املصباح املنري‪ ،‬املؤلف‪ :‬أمحد بن حممد بن عيل الفيومي املقري‪ ،‬املحقق‪ :‬يوسف‬
‫الشيخ حممد‪ ،‬النارش‪ :‬املكتبة العرصية‪.‬‬
‫ ‪94.‬معجم املصطلحات املالية واالقتصادية يف لغة الفقهاء‪ ،‬املؤلف‪ :‬د‪ .‬نزيه محاد‪،‬‬
‫النارش‪ :‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬الدار الشامية‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار البشري‪ ،‬السعودية‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪1429 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪95.‬املعجم الوسيط‪ ،‬املؤلف‪ :‬إبراهيم مصطفى‪ ،‬أمحد الزيات‪ ،‬حامد عبد القادر‪،‬‬
‫حممد النجار‪ ،‬دار النرش‪ :‬دار الدعوة‪ ،‬حتقيق‪ :‬جممع اللغة العربية‪.‬‬
‫ ‪96.‬معجم لغة الفقهاء‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد رواس قلعجي‪ ،‬حامد صادق قنيبي‪ ،‬النارش‪:‬‬
‫دار النفائس للطباعة والنرش والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪1408 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪357‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫ ‪97.‬مغني املحتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد اخلطيب الرشبيني‪،‬‬
‫النارش دار الفكر‪ ،‬مكان النرش بريوت‪.‬‬
‫ ‪98.‬املغني‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو حممد موفق الدين‪ ،‬عبد اهلل بن أمحد بن حممد‪ ،‬الشهري بابن‬
‫قدامة املقديس‪ ،‬حتقيق‪ :‬الدكتور عبد اهلل بن عبد املحسن الرتكي‪ ،‬والدكتور‬
‫عبد الفتاح حممد احللو‪ ،‬النارش‪ :‬عامل الكتب‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪ ،‬بدون ذكر‬
‫الطبعة‪ ،‬العام ‪1439‬هـ‪.‬‬
‫ ‪99.‬مقاييس اللغة‪ ،‬املؤلف‪ :‬أيب احلسني أمحد بن ِ‬
‫فارس بن زك َِر ّيا‪ ،‬املحقق‪ :‬عبد‬
‫السالم حممد َه ُارون‪ ،‬النارش‪ :‬احتاد الكتاب العرب‪ ،‬الطبعة ‪1423‬هـ‪.‬‬
‫َّ‬
‫ ‪100.‬املنثور يف القواعد الفقهية‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو عبد اهلل بدر الدين حممد بن عبد اهلل بن‬
‫هبادر الزركيش‪ ،‬النارش وزارة األوقاف الكويتية‪ ،‬الطبعة الثانية‪1405 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪101.‬منح اجلليل رشح خمترص خليل‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن أمحد بن حممد عليش‪ ،‬أبو‬
‫عبد اهلل املالكي‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪ ،‬بدون ذكر الطبعة‪ ،‬تاريخ النرش‪:‬‬
‫‪1409‬هـ‪.‬‬
‫ ‪102.‬املنهاج رشح صحيح مسلم بن احلجاج‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو زكريا حميي الدين حييى‬
‫بن رشف النووي‪ ،‬النارش‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪1392‬هـ‪.‬‬
‫ ‪103.‬مواهب اجلليل يف رشح خمترص خليل‪ ،‬املؤلف‪ :‬شمس الدين أبو عبد اهلل‬
‫الرعيني‬
‫حممد بن حممد بن عبد الرمحن الطرابليس املغريب‪ ،‬املعروف باحلطاب ُّ‬
‫املالكي‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1412 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪104.‬املوسوعة الفقهية الكويتية املوسوعة الفقهية الكويتية‪ ،‬إصدار‪ :‬وزارة األوقاف‬
‫والشؤون اإلسالمية‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعات‪ :‬األجزاء ‪ :23 ،1‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار‬
‫السالسل‪ ،‬الكويت‪ ،‬األجزاء ‪ ،38-24‬الطبعة األوىل‪ ،‬مطابع دار الصفوة‪،‬‬
‫مرص‪ ،‬األجزاء ‪ :45-39‬الطبعة الثانية‪ ،‬طبع الوزارة‪.‬‬

‫‪358‬‬
‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
 ‫ةيراقعلا ىوعدلاب ةصاخلا طورشلا‬

‫واعدُ ِ‬
‫الف ْق ِه َّية‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد صدقي بن أمحد بن حممد آل بورنو‬ ‫ ‪105.‬موسوعة ال َق ِ‬
‫َْ ُ َ‬
‫أبو احلارث الغزي‪ ،‬النارش‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫‪1424‬هـ‪.‬‬

‫ ‪106.‬نظام التسجيل العيني للعقار‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )91/‬يف‬
‫‪1443/9/19‬هـ‪.‬‬

‫ ‪107.‬نظام املرافعات الرشعية‪ ،‬الصادر باألمر امللكي رقم (م‪ )1/‬وتاريخ‬

‫‪1435/1/22‬هـ‪.‬‬

‫ ‪108.‬نظرية الدعوى بني الرشيعة اإلسالمية وقانون املرافعات املدنية والتجارية‪،‬‬

‫املؤلف‪ :‬د‪ .‬حممد نعيم ياسني‪ ،‬النارش‪ :‬دار النفائس‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫‪1425‬هـ‪.‬‬

‫ ‪109.‬نظرية عدم سامع الدعوى للتقادم بني الرشيعة والقانون‪ ،‬رسالة دكتوراه من‬
‫جامعة األزهر‪ ،‬كلية الرشيعة والقانون عام ‪1396‬هـ‪( ،‬غري مطبوعة)‪ ،‬إعداد‪:‬‬
‫حامد حممد عبد الرمحن‪.‬‬

‫ ‪110.‬هناية املحتاج إىل رشح املنهاج‪ ،‬املؤلف‪ :‬شمس الدين حممد بن أيب العباس أمحد‬
‫بن محزة شهاب الدين الرميل‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪1404 ،‬هـ‪.‬‬

‫ ‪111.‬نوازل العقار (دراسة فقهية تأصيلية ألهم قضايا العقار املعارصة)‪ ،‬املؤلف‪ :‬د‪.‬‬
‫أمحد بن عبد العزيز العمرية‪ ،‬النارش‪ :‬بنك البالد ودار امليامن‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫‪1432‬هـ‪.‬‬

‫‪359‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لوألا ىدامج | نوثالثلاو ثلاثلا ددعلادعلاثلاثلا ددعلادعلاا‬