Professional Documents
Culture Documents
09 مجلة الترجمة واللسانيات ع23
09 مجلة الترجمة واللسانيات ع23
19
22
الترجمة واللسانيات
المقدمة:
ثمة
ان شعبية علم الترجمة تزداد بشكل مضطرد في عالم اليوم ،ولهذا االمر َّ
العديد من األسباب .واذا بحثنا عن السبب األول فأننا نجد ان الترجمة تسهم بشكل
فاعل في وحدة األمم ،كذلك تشجع على التفاهم المتبادل ،واتساع األدراك الذهني،
وكذلك الحال بالنسبة للحوارات الثقافية ،وامور اخرى ال حصر لها .ولكن ،عندما
يكون الفرد يفكر في ماهية األدب المقارن دون ان يربطه بالترجمة فأننا هنا امام مشكلة
كبيرة .فعلى سبيل المثال ،يعرف اغلب القراء العرب أعمال شكسبير ،جوته،
وتولستوي...الخ من خالل الترجمة فقط .لذلك فأن القارئ العربي قد تمكن من
الوصول الى اآلداب االخرى من خالل المترجم.
لذلك؛ فإننا نجد ان فن الترجمة واألدب المقارن قد أضفوا طابع ًا مبهرا وجميال
وهو الطابع االنساني على العالقة بين المجتمعات المختلفة مهما تعددت ثقافاتها.
وعندما نتمعن كثيرا ونبحر بموضوع الترجمة وصنوها االدب المقارن فأننا هنا امام
تجربة الوسيط بين مختلف اللغات والثقافات وهذا يقودنا الى ان نكون بمواجهة
التداخل والتناغم بين تلك الثقافات والحضارات .كذلك الحال ،فيما يخص موضوع
الرباط بين الترجمة واألدب المقارن وهما يدوران في محور الذات ،وكذلك الخيال،
التاريخي ،فأننا نجد ان األدب
ٍّ ٍ
منظور أخر اال وهو المنظور والقوة ،والضعف .ومن
المقارن والترجمة يكونان مكمالن بعضهم لبعض .وبغياب الترجمة ،فإن القارئ ال
يمكنه معرفة رواد االدب العالمي مثل شكسبير ،وتولستوي وبلزاك وال يمكنه التعرف
على نتاجاتهم االدبية واالستفادة منها.
الكلمات المفتاحية :الترجمة ،دور ،االدب المقارن ،تأثر وتأثير.
مشكلة البحث :تسليط الضوء على مدى الترابط بين الترجمة واالدب المقارن
والتأثر والتأثير بينهما.
20
22
n & Linguistic
Translatio s
حل المشكلة :من خالل البحث والتمحيص نجد الروابط بين الترجمة واالدب
المقارن ،بل انهما صنوان ال يفترقان.
أهمية البحث :لحاجة الباحث والقارئ على حد سواء للتعرف على اهمية
الترجمة وصلتها باألدب المقارن من كافة االتجاهات.
أهداف البحث:
.1تسليط الضوء على الترجمة واشكالها والمشاكل التي تواجه المترجم.
.2التعرف على االدب المقارن ومراحل تطوره وعن رواد هذا النوع من الفن.
.3التعرف على مدى تأثير الترجمة بثقافات الشعوب ,وكيف اتخذ رواد
الترجمة هذا الفن او العلم كنافذة للتعارف بين طبقات المجتمع الواحد او
المجتمعات المختلفة.
.4البحث في كيفية تعرف ابناء االمم المختلفة على نتاجات االدباء من خالل
ترجمة نتاجاتهم االدبية الى اللغات المختلفة.
ما هي الترجمة؟
الترجمـة بالمعنـى الدقيـق هـي تفسـير معنـى الـكالم ،أو كما هو معـروف هي
معنـى النـص المكتـوب فـي لغـة ،وينقـل هذا الـكالم أو هـذا النـص بصيغـة مكتوب ًة
إلـى لغـة أخرى .نسـمي النـص في اللغـة األولـى اللغـة االم والنص الـذي يكون في
21
22
الترجمة واللسانيات
المقابـل (اللغـة الهـدف) ،اي ان اللغة االصلية تسـمى اللغـة االم واللغـة التي نترجم
لها تسمى اللغة الهدف.
وهناك العديد من التعاريف والمفاهيم للترجمة منها :ان الترجمة وهو علم او
فن من خالله يقوم المترجم بنقل النصوص واألبحاث العلمية من لغة الى لغة اخرى
سواء كانت من اللغة االم الى اللغة الهدف او بالعكس .والغاية من ذلك هو نشر ما هو
مفيد من معلومات او علم معين بين المجتمعات او الشعوب .وتحتاج الترجمة إلى
امتالك المترجم لقدرات لغوية عالية ،وقدرة جيدة على الصياغة والتعبير.
وتتعدد أنواع الترجمة وتختلف فيوجد لدينا الترجمة األدبية ،الترجمة العلمية،
والترجمة األكاديمية ،ولكل نوع من هذه األنواع خصائصه التي تميزه (الهندي،
محمود ،2005 ،ص .)23
الموضوع المهم هو االمانة المهنية للمترجم من خالل عدم قيامه بالتحريف
بالنص االصلي او النص المستهدف وعدم اجراءه تغييرات جوهرية في الموضوع
المطروح للترجمة .ان النص االصلي من اللغة االم او اللغة الهدف يجب ان يكون
بمأمن من التحريف او الزيف او أجتزازه ألغراض التغيير .وهذا الموضوع يعتبر امانة
وشيء مقدس .وتحتاج الترجمة لدقة كبيرة ،ويقودنا هذا االمر الى معرفة الحقيقة
التالية :يجب على المترجم التأني بنقل النص من اللغة االم الى اللغة الهدف او العكس
بكل دقة وعليه تجنب االخطاء المألوفة بالترجمة والتي تضيع على ضوئها الحقوق
لألشخاص والشركات والكيانات والدول والشعوب كذلك (عبد الحكيم حسان،
عمر ،1998 :ص .)45
لما تقدم اعاله يجب علينا معرفة ان العمل الذي يقوم به المترجم ال يقل شأنا
عن باقي االعمال التي يقوم بها اشخاص ذوي مهام كبيرة وحساسة ،فعال سبيل المثال
علينا ان نتعرف على المترجم المحلف :وهو المترجم الذي وصل الى مرحلة مهمة
22
22
n & Linguistic
Translatio s
من الرقي والخبرة في مجال النقل من لغة الى لغة اخرى وان يكون ذو باع طويل في
موضوع الترجمة ونقلها بكل امانة ودقة ،ويقوم هذا المترجم بأداء القسم او اليمين
امام قاض مختص ومفاد القسم او اليمين يقول انه يتعهد بنقل ما موجود في النص
المراد ترجمته من لغة الى لغة اخرى بكل امانة ودقة وعدم االضافة او النقصان في
محتوى النص ،حتى ان كانت تلك االضافة هامشية او تافهة.
وخير مثال على االخطاء الترجمية او عدم النقل بين اللغات بشكل امين ودقيق
1967 الصادر من مجلس االمن الدولي عام 242 هو ما حصل في ترجمة القرار
1967 والخاص بانسحاب القوات االسرائيلية من االراض العربية المحتلة عام
وبعدها .حيث ورد في النص االصلي (على القوات االسرائيلية االنسحاب من
االراضي العربية التي احلتها عام 1967وبعدها) وحيث ان قرارات مجلس االمن
الدولي كانت تترجم الى العديد من اللغات العالمية الحية ومن ضمنها اللغة
االنجليزية ،فقد حصل خطأ في النص المترجم الى اللغة اعاله (االنجليزية) واصبح
(على القوات االسرائيلية االنسحاب من اراض عربية احتلتها عام 1967وبعدها)
وهنا نجد ان النص قد تغير عن النص االصلي فبدل ان يقول االنسحاب من االراضي
العربية اي االراضي العربية المحتلة جميعها ،اصبحت االنسحاب من اراض احتلتها
اي جزء من االراض وليس الكل .وال نعرف هل الخطأ كان مقصودا ام ال .اسرائيل
هنا اصرت على تنفيذ ماورد في النص االنجليزي لقرار مجلس االمن 242على اعتبار
ان االنجليزية هي اللغة المعتدة ولغة الحديث او التفاهم التي كانت سائدة في تلك
الفترة .وهنا وبسبب هذا الخطأ فقد ذهبت االف الهكتارات من االراضي العربية
أدراج الرياح واصبحت تحت سلطة اسرائيل وشطبت من خارطة االراضي العربية
(معوض ،هنري ،2008 :ص .)124
23
22
الترجمة واللسانيات
24
22
n & Linguistic
Translatio s
الترجمة البشرية:
الترجمة البشرية هي ترجمة نص معين من لغة الى لغة اخرى ،وتتم تلك
الترجمة دون االعتماد على الحاسوب او االلة اطالقا .ان تلك المهمة يقوم بها
شخص طبيعي ويكون ذو مقدرة وخبرة متراكمة باللغتين (اللغة االم واللغة االجنبية
او اللغة المصدر واللغة الهدف) وتعتبر الترجمة البشرية افضل انواع الترجمة وهي
وسيلة امنه لنقل النصوص بين اللغات المختلفة .وعلى المترجم المتخصص ان
يكون ملما ليس فقط باللغات وانما يجب عليه ان يكون خبيرا في االختصاصات
االخرى المراد الترجمة في ميادينها .مثال على ذلك ان ترجمة كتاب بموضوع
تاريخي فانه باألضافة للحاجة الى مترجم متخصص باللغتين ،فتكون هنا الحاجة
الى شخص ذو شهادة عليا بتخصص التاريخ يجيد اللغتان ،الن في الترجمة البشرية
يكون التركيز على المعاني والــدالالت اللغوية من اجل الحفاظ على جوهر
الموضوع (معوض ،هنري :المصدر السابق ،ص .)77
اذا ما قارنا عمل المترجم البشري والذي يكون بمعدل من 9 5-صفحات في
اليوم طبقا لنوع النص وصعوبته .ويقابله المترجم االلي الذي يتم المهمة في ثوان
قليلة ،لكن الترجمة االلية تحتاج الى مراجعة وتدقيق شاملين .هنا تكون الرغبة
باستخدام الترجمة االلية على حساب نظيرتها البشرية الن عامل الوقت مهم جدا،
كذلك موضوع الكلفة المادية والجهود االخرى تدفع باتجاه االعتماد بشكل مفرط
على الترجمة االلية .لكن تعالوا نتخيل حجم الكارثة التي تقع عندما يكون هنالك
مشروع ترجمة التفاقية دولية او لموضوع يخص حق من حقوق فرد او مجموعة ويقع
فيها خطأ بالترجمة االلية دون الرجوع الى التدقيق او التمحيص .لذلك اننا شخصيا
نرى ان الترجمة البشرية المتخصصة هي االفضل واألدق والمعول عليها للحفاظ على
الحقوق الشخصية والعامة (المشهداني ،حمدي ،1987 :ص .)156
25
22
الترجمة واللسانيات
26
22
n & Linguistic
Translatio s
27
22
الترجمة واللسانيات
28
22
n & Linguistic
Translatio s
الحديثة ،فان االشخاص الذي يقطنون في بلدان مختلفة ومتباعدة يتقاربون ويتحدثون
لغات كثيرة ومختلفة .ومع وجود مصدر التواصل بين الناس في شتى اصقاع االرض
وهي اللغة االنجليزية والتي أصبحت اللغة دولية ،او لغة التفاهم بين الشعوب
المختلفة .اال انه هنالك مشكلة باقية في دراسة االدب؛ حيث اننا نعرف ان اآلداب
ٍ
بلدان تكتب عاد ًة بال ُّلغات المحلية او االقليمية ،بمعنى اخر تكتب تلك اآلداب بلغات
ٍ
معينة مثل ال ُّلغة االسبانية او االلمانية...الخ .وهنا نستطيع ان نقول انه ليس من
ثمة حاجة ملحة إلى ِ
المقارن جميع ال ُّلغات .وعليه فان هناك َّ الضروري أن يعرف
ِ
المقارن من قراءة تلك النتاجات او األعمال األدبية التي الترجمة حيث انها تُمكِّن
كتبت بغير لغتته التي يعرفها ويفهمها ،وبمساعدة الترجمة فان المقارن اصبح على
دراية بعادات البلدان األخرى بكل تفاصيلها ،من حيث ثقافة اهلها وعاداتهم وتقاليدهم
االجتماعية...الخ (المصدر السابق ،ص .)142
بناء على ما تقدم يمكننا القول وبثقة مطلقة بان للترجمة دورا فاعال في األدب
المقارن .كذلك بأمكاننا القول بان الدراسة المقارنة لآلداب من مختلف ال ُّلغات،
والثقافات ،والوضع االجتماعي والسياسي أمرا صعبا جدا او اشبه بالمستحيل .لذا ،فان
للترجمة مكان ًة خاصة في األدب المقارن .وفي عصر العولمة فان االدب المقارن قد
زادت شعبيته ،لكن المشكلة ان من المستحيل ان يكون هناك شخصا يجيد او يتقن
اللغات كافة .لذلك كان دور الترجمة المهم واالستثنائي في فهم وتبادل أدب ال ُّلغات
المختلفة وثقافته ،وا َّلتي من غيرها ال يمكن بأي حال من االحوال مقارنة األعمال األدبية
ٍ
مختلفة .وعلى هذا األساس؛ فإننا نستطيع القول بأن ٍ
لغات المختلفة التي كتبت بعدة
األدب المقارن هو شجرة أهم فروعها الترجمة (الحريري ،زاهد ،2012 :ص .)98
تخصص جديدٌ في اغلب الدول ،وقد نما هذا
ٌ األدب المقارن هو علم او
التخصص بشكل مضطرد في العلوم االكاديمية ،خصوصا في أوربا الغربية .واالدب
29
22
الترجمة واللسانيات
المقارن هو علم ندرس من خالله االدب بالمقارنة ،وهو الطريقة الرئيسة للدراسة.
وبهذا الصدد فان هذه الدراسة كانت تدرس كجزء من علم النقد األدبي في المراحل
ال بكل تفاصيله .واصبحت المبكرة ،لكن هذه الدراسة قد أصبحت تخصص ًا منفص ً
حاليا فرعا من فروع النقد االدبي والذي يساهم بفهم األدب واألستفادة منه.
فيما يخص المؤلفات او االعمال التي تخضع للمقارنة فانه من الممكن ان
يكون هناك مؤلفين (عملين) او اكثر يخضعان للمقارنة وبنفس اللغة .وتكون المقارنة
ِ
أشكال لغتين أو أكثر من احيانا بين االتجاهات المتشابهة او المختلفة في لغتين او بين
البلد نفسه ،وكذلك الحال بالنسبة لبعض انواع الفنون في مجموعة لغات او لهجات
في البلد الواحد .وباألمكان تجاوز حدود البلد الواحد ومقارنة االنواع االدبية وكذلك
الموضوعات لعدد من مؤلفي اللغات العالمية .والغرض من ذلك هو للتعرف على او
اكتشاف مكامن التشابه المهمة في هذا التنوع مع نظرة عالمية لألدب .وفي هذه الحالة
النظرة ،فأننا قد حصلنا على ادب مستقال وبشكل واضح عن اللسانيات والترسيم
القومي والعرقي .مما تقدم فأننا امام تعريف دقيق لألدب المقارن :هو دراسة علمية
نقدية تتعامل مع أدب اللسانيات (الحمداني ،لوثر ،2017 :ص .)96
ان شعبية هذا الموضوع تزداد بشكل مضطرد في ايامنا هذه ،نتيجة ألسباب
عديدة .واهم تلك االسباب ان االدب المقار يسهم وبشكل واضح في وحدة األمم،
ويشجع على التفاهم المتبادل ،وامور اخرى كثيرة .لكن هل يمكننا ان نفكر بهذا النوع
من االدب من دون التفكير بالترجمة ؟ وهذا المضوع معروف حيث ان ماليين القراء
يعرفون اعمال رواد االدب العالميين من خالل ترجمة اعمالهم االدبية .لذلك فأننا ال
يمكن ان نفكر بأي حال من االحوال باألدب المقارن دون الترجمة.
وهكذا؛ فإن األدب المقارن والترجمة اضافوا لنا كنقاد الطابع اإلنساني على
العالقة بين الشعوب واألمم .وكذلك الحال بالنسبة لدور األدب المقارن والترجمة في
30
22
n & Linguistic
Translatio s
تعريفنا باحترام االختالف وقابلية التغيير بالثقافات والوساطة بين اللغات وكذلك
االفكار .باألضافة الى ما تقدم فان الترجمة واالدب المقارن يسهمان في توحيد الذات
واآلخر فيما يخص الحقائق واألساطير ،والقوة والضعف (المصدر السابق ،ص .)103
يكمل
ومن منظور اخر ،اال وهو المنظور التاريخي ،فان األدب المقارن كان ّ
تكمل األدب المقارن .واذا اردنا الحقيقة فانه من
الترجمة ،وبالعكس فان الترجمة ّ
دون مساعدة الترجمة ،فإن المتلقي (القارئ العادي) والذي ال يجيد اللغة االخرى لم
يكن ليعرف قط نتاجات رواد االدب امثال شكسبير ،تولستوي ،بلزاك ،ودانتي العالمية.
فنحن هنا امام حقيقة ال غبار عليها اننا بواسطة الترجمة يمكننا الوصول إلى األعمال
األدبية الجميلة والرائعة المكتوبة بلغة أخرى.
لكن علينا ان نعرف ان ترجمة األدب ليست بالمهمة السهلة ،فهي ليست مجرد
كلمات في ٍ
لغة أخرى .ان االمر هنا ال ٍ كلمات في ٍ
لغة ما لما يقابلها من ٍ مسألة إيجاد
ٍ
مناسب لأللفاظ او التعابير اللغوية المقابلة للغة العمل أدبي ٍ
تعبير ٍّ يتعلق فقط بإيجاد
االدبي األصلي .وهنا وجب االنتباه ان الموضوع يتطلب ان يبذل المترجم الجهد
المضني والدقيق حتى يوصل الفكرة الى اللغة الهدف ،وهذا الموضوع يشمل نقل
االفكار والمفاهيم والتاريخ بصورة دقيقة وأمينة .وهذا يعني طبعا ان على المترجم
إتقان ثالثة مواضع أساسية على األقل:
- 1لغة األصل.
- 2محتوى العمل األصلي بمعانيه ودالالته كافه.
- 3القدرة على شرح وتقديم مفردات اللغويات األصلية والمواد األدبية
تقديم ًا دقيقا إلى اللغة الهدف.
ويجـب االشـارة ان ترجمـة األعمـال األدبيـة ال يمكـن ان تصورهـا بالمهمـة
اليسـيرة ،وبشـكل خـاص ترجمـة الشـعر .لكـن الترجمـة الجيـدة والدقيقـة واالمينة
31
22
الترجمة واللسانيات
للأدب تعطينـا البديل الذي ال يقبل الشـك عن األعمـال األصلية (الحريـري ،زاهد،
المصدر السابق ،ص .)112
32
22
n & Linguistic
Translatio s
33
22
الترجمة واللسانيات
تلك الدول .مع إعطاء المكانة الجيدة والمرموقة للغات المحكية لتلك البلدان من
أجل ان تظهر تجاربها االدبية وأمكانياتها المختلفة بمستوى يليق بها ،اذا ما عرفنا انها
تمتلك من المواهب واالمكانيات األدبية الشئ الكثير والملفت .وفي الوقت التي
تكون فيه عقول األدباء قد أبدعت بشكل كبير من األدب الوطني في أي بلد ،فأننا يجب
ان نعرف ان ذلك لم يتم ولم يصلوا الى تلك الدرجة من الرقي لوال جهد ومثابرة
وتفاني أدباء ذلك البلد ،لكن هل هذا الشيء كاف ،بالتأكيد ال ،ألن االدب المقارن
ال يمكن ان ينهض ويتطور ويصل الى مصاف العالمية لوال وجود الترجمة التي تأخذنا
بعيدا في عالم يكون متكامال من جميع النواح ،مع قراء يتذوقون ما هو جميل من
النتاجات واألعمال األدبية ،فضال عن وجود الرواد الذي أوصلوا األدب الى العالمية،
بعد ترجمة نتاجاتهم الى اللغات المختلفة وذلك ألهمية تلك النتاجات التي أصبحت
أيقونات يتغنى بها القراء وعشاق االدب العالمي ومتذوقيه .ولو ال الدراسات األدبية
المقارنة ،لكانت االداب المختلفة تراوح بمكانها كمجرد مجموعات من االداب ذات
المظاهر اللغوية المختلفة ،وليست كما هي عليه االن نتاجات أدبية موحدة في كيان
البلد الواحد ،مهما تعددت اعراقه وثقافاته (المصدر السابق ،ص .)148-147
وهناك هدف مهم آخر لألدب المقارن وهو تطوير الفهم األشمل لألدب الغربي
المعاصر .يقول احد النقاد إن اللغة اإلنجليزية هي اللغة األجنبية األكثر انتشار ًا على
صعيد العالم ،فإن الشيء الخطأ الذي يرتكبه العاملين والطالب الذين يبحثون في
األدب الغربي هو التركيز فقط على اللغة اإلنجليزية ،ومعرفة آداب وعلوم أوروبا من
خالل إنجلترا التي تتحدث االنجليزية .ونتيجة لذلك ،فاننا أمام أدب متحيز متأثر
باألدب االنجليزي ،ونكون جزء من الدعاية لالدباء االنجليز ونبخس حق االدباء
االورببيين االخرين أمثال دي إتش لورانس ،وهانيه وبودلير ودانتي أو االدباء الروس
المعروفين امثال بوشكين وتولستوي وأخرون .ولكي نتالفى هذا الخطأ ونعطي
34
22
n & Linguistic
Translatio s
لألدباء االوربيون عموما أستحقاقهم علينا ان نقوم بنشر المعرفة لألدب الغربي من
غير اللغة االنجليزية ،وبهذه الطريقة يمكننا ان نلبي الحاجة الحقيقية لمشوارنا األدبي،
ولغرض موازنة استخدامنا للنقد االدبي واالدب المقارن بشكل متساو ومتواز .وأعطاء
أدب اي بلد الفرصة لكي يأخذ دوره في االنتشار وتعميم فائدته (الحمداني ،لوثر،
المصدر السابق ،ص .)177-176
أمـر مهـم ،ولكن ليس لـه تأثير مباشـر فـي الفهم
ال ريـب فـي أن معرفـة اللغـة ٌ
األدبـي .لهـذا علينـا ان نربـط منـح االديـب الهنـدي المعروف طاغـور لجائـزة نوبل
للأداب عـن ترجمتـه لروايتـه جيتانجالـي الـى االنجليزيـة مـن البنغاليـة األصليـة.
وطاغـور ونتاجـه المترجـم خيـر مثـال علـى ماسـنعرج عليـه االن ،علـى المتلقي ان
يختـار بيـن اثنيـن :امـا ان يتقبل الواقـع ويقوم بقـراءة عدد مـن الصفحات مـن النص
ٍ
مفهومة. ٍ
بلغـة االصلـي للروايـة ،أو يخوض نفـس تجربة الكاتـب الفريـدة والممتعة
وهنـا نجـد بـأن الخيـار األخيـر هـو أفضـل خيـار للمتلقـي او طالـب األدب ،والذي
يكون تركيزه األول على محتوى النص وشكله.
ثمة الكثير من المشكالت العملية في ترجمة النصوص األدبية ،خصوصا عندما َّ
ٍ ٍ
يستخدمها َّقرا ٌء في بلد مختلف .علينا ان نقر بانه ليس من السهل تقدير أديب غربي،
ووضعه في التنافس التاريخي ،وتقييمه أدبيا وجمالي ًا في السياق األوسع ألي لغة او
أدب غربي.
ال إبداعي ًا ،فإن الترجمة بحسب الكثير من
وبما ان االدب بصورة عامة هو عم ً
النقاد هي عبارة عن لوحة زيتية تكون مستنسخة باألبيض واألسود .وهناك شيء آخر
يجب أن نأخذه بعين االعتبار؛ وهو أنه عندما يكون لنا عمال من الخيال اإلبداعي،
ٍ
مسرحية ،أو فيلم ،فإنه يجب ان يكون إبداعا ٍ
غنائية ،أو ٍ
قصيدة سواء في رواية ،أو
تنظيم ًا مذهال قد ال تضاهيه أي ترجمة (هنري ،جيفورد ،المصدر السابق ،ص .)182
35
22
الترجمة واللسانيات
ومن هنا وجب علينا ان نقول انه في واقع االمر ،أن عملية الترجمة بحد ذاتها
هي تفسير ،وهي عملية إبداعية متكاملة تعني أنه على المترجم ان ال يكلف نفسه عناء
التقيد باألصل ،وأن يبحر مع المؤلف في وقت كتابة المادة .ومن هنا علينا ان نتذكر
قول ويليام كوبر :إن "اإلخالص التام هو أيض ًا خيانة لإلخالص".
هنالك موضوع يثار في بعض األحيان وهو :مسألة حرية التصرف من قبل
المترجم في مادة معينة ،وخصوصا ترجمة النتاج األدبي ،بذريعة المتعة واليسر
والسالسة .نحن نؤمن بان الترجمة ممكن أن تكون يسيرة يمكن قراءتها بمتعة وشوق،
من غير ان نتجاوز على الحقوق او المعنى االصلي .ولكن من دون انتهاك معنى أو ٍّ
ظل
في النص األصلي .ويجب علينا ان نكون حذرين في مدى الخطر الذي ينتج عن تلك
الحرية التي يتعامل بها المترجم مع النص وهن مدى التطابق او االختالف وبنسب
معينة مع النص االصلي باللغة االم او اللغة الهدف .ويمكننا معرفة بان هناك فرقا بين
النص األصلي والنص نفسه بعد الترجمة ويعود ذلك لسببين :السبب األول هو ان
لكل مترجم ثقافته اللغوية وتعبيره الخاص وكذلك أسلوبه بالتعبير وهذا ناتج عن تأثره
بشخصيته وظروفه المختلفة التي عاشها .والسبب الثاني ،هو ان شكل النص والمعنى
للنظام في اللغة المصدر قد يكون قريبا لشكل المعنى والنص للنظام في اللغة الهدف،
لكن من دون ان يكون مشابها ،وستكون النتيجة هنا ان الترجمة ال يمكن ان تكون
دقيقة تماما (درويش ،احمد .المصدر السابق ،ص .)75-74
ومن خالل السياق الثقافي واالجتماعي لمؤلف ما عن طريق أبعاد متحدثي
اللغة ومستخدميها ،وتلك االبعاد هي :الطبقة االجتماعية واألصل الجغرافي...الخ.
كذلك الحال عن طريق أبعاد استخدام اللغة :الدور االجتماعي ،وكذلك الوضع
كل نص هو بحد ذاته مصدر له سياقه اللغوي،االجتماعي .ويجب ان نفهم بأن ّ
واالجتماعي ،والثقافي الخاص .ولكن ،عندما يقوم المترجم بترجمة نصا ما فإن
36
22
n & Linguistic
Translatio s
خلفيته الثقافية واالجتماعية ،والثقافية ،واللغوية تكون سائدة بعملية الترجمة ،لهذا
عند حصولنا على النص المترجم فأنه ال يخلو من تأثير خلفية المترجم.
يجـب علينـا ان نعلـم او نـدرك بـأن معرفـة اللغـة وتدبرهـا واأللمـام بهـا أمر ًا
مهمـ ًا فـي األدب المقـارن ،ولكـن ال يمكن ان يكون ذو تأثير مباشـر فـي فهم األدب.
وأحيانـا كثيـرة ،تكـون دراسـة الترجمـة ممارسـة نقديـة مقارنـة ذات فائـدة عظيمـة،
حتَّـى بالنسـبة للمتلقيـن ا َّلذين يفتقـرون إلـى األصل .كذلـك الحال بالنسـبة لطالب
البحـث األدبـي يمكنهـم االسـتفادة مـن المقارنـة المنهجيـة لترجمـات عديـدة للغة
معينة لنتاج معروف.
ويمكن استخدام المقارنة الدبية بأستخدام ترجمات معينة ان تسلط الضوء على
المتغيرات االساسية في مجتمع معين بموضوعات محددة ،وهنا ال يمكن ان نقتصر
الموضوع على التغييرات التي تطرأ على موقف حضارة بعينها تجاه األدب .ان
المواقف التي نتحدث عنها والمرتبطة بالثقافة تكون لها بصمة في تصوراتنا في كل
االمور ،خصوصا تلك التي تمس التمسك باألعراف والقيم والتقاليد .ولكن دون
الخوض بالمسببات التاريخية.
وهكذا ،فإننا اذا تمعنا بترجمة مجموعة مترجمين من خلفيات وثقافات ولغات
ٍ
لنص أو نتاج ادبي ،تظهر هنا االختالفات بين مجتمعات اللغة المصدر واللغة مختلفة
الهدف .ويجب علينا في هكذا موقف ان نكون مراعين لالختالفات بين مجتمعي
اللغة المصدر واللغة الهدف .وهذا االمر يقودنا إلى االقتراب من األدب المقارن
والبحث فيه ،وهو دراسة كل ما هو مرتبط باألدب في العالقة بين اآلداب من ناحية،
ومجاالت الثقافة والحضارة والفنون والمعتقدات والمستوى االجتماعي من ناحية
أخرى .ينظر علماء المنظور المقارن إلى جميع األدبيات على اختالف اشكالها
وانواعها بأنها عملية عضوية متماسكة ،وكاملة ،وتراكمية .وهذا هو الدافع الذي يأمل
37
22
الترجمة واللسانيات
فيه المرء أن تكون المقارنة االدبية مفيدة بشكل عام في التواصل بين الثقافات عن
طريق الترجمة (المصدر السابق ،ص .)89-88
عالوة على ما تقدم تُنقل بعض أسماء األشخاص ،وكذلك األماكن في قصيدة
ما بلغة معينة االسماء لألشخاص واالماكن الى النسخة الجديدة باللغة الهدف مثال لو
وردت في قصيدة ما باللغة المصدر اسماء اماكن مثل اسطنبول وانقرة وغازي عنتاب،
لتغيرت الى بغداد وبابل والموصل..الخ .وذلك ألضفاء النكهة العراقية عليها .وفي
عملية التواصل بين اللغات المختلفة يكون الرابط هنا هو المترجم والذي يستقبل
الرسالة األصلية ووالذي يحولها الى النص االخر .ان هاتين الرسالتين تكونان
مدمجتان في إطارهما الثقافي الخاص ،وفي عملية التواصل بين الثقافات فان هناك
ثمة تداخالت تؤكد وجود الصعوبات ا َّلتي ّ
تهم المترجم والترجمة. َّ
ولهذا السبب ،كان لزاما على المترجم ان يجري تعديالت معينة ،على شرط أن
تكون تلك التعديالت في حدها األدنى بدون المساس بالمعنى الحقيقي للنص .ان
المقارنة االدبية تقدم لنا الدليل على فهم األدب على أنه كيان واحد لكن بمظاهر
متعددة ومختلفة .كذلك فانه يساعدنا في فهم االستنتاج التالي ان األدب ممكن ان
يكون أدب باللغة العربية او الروسية او االنجليزية ،وليس هو أدب عربي او روسي او
انجليزي (المشهداني ،حمدي ،المصدر السابق ،ص .)48
الخاتمة:
للترجمة من دون شك دور مهم جدا في األدب المقارن .وقد أصبحت الترجمة
ذات قيمة عليا عندما أصبح العالم قرية صغيرة .وبالرغم من وجود لغة حية للحوار
والتفاهم بين أبناء المعمورة (اللغة االنجليزية) ،ولكن بقيت هناك مشكلة في دراسة
األدب ،حيث اننا نعرف إن النتاجات األدبية تكتب عادة بلغات البلدان التي ينتمي اليها
38
22
n & Linguistic
Translatio s
االدباء مثل :األدب العربي بالعربية ،األدب األيطالي باأليطالية ،األدب الفرنسي
بالفرنسية ،واألدب الروسي بالروسية .وهنا يجب ان نشير الى انه ليس من الضروري
أن يعرف الناقد او المقارن جميع اللغات التي ينقل اليها .وعلى هذا األساس فأننا
بحاجة ماسة إلى الترجمة وا َّلتي تمكن الناقد أو المقارن من قراءة األعمال األدبية التي
ليست بلغته وفهمها .أصبحنا بمساعدة الترجمة على دراية بعادات البلدان األخرى،
ولباس أهلها ،وثقافتهم.
كبير في األدب المقارن ،لهذا ٍ
بدور ٍ وباختصار ،يمكن القول إن الترجمة تقوم
فإن الدراسة المقارنة لآلداب من مختلف اللغات ،والثقافات ،والخلفيات االجتماعية
والثقافية غير ممكنة من دون الترجمة .وعليه تحتل الترجمة مكان ًة خاص ًة في األدب
المقارن .وفي عصر العولمة هذا ،تزداد شعبية األدب المقارن كماد ًة دراسية .وكلنا
ٍ
بدور مه ٍم في كل اللغات .لذلك قامت الترجمة ثمة شخص كامل في ِّ نعرف انه ليس َّ
فهم أدب اللغات المختلفة وثقافتها ،وا َّلتي من دونها ال يمكننا إجراء دراسة مقارنة
لمختلف األعمال األدبية المكتوبة بلغات مختلفة .لذا ،فإن األدب المقارن هو شجرة
تعدّ الترجمة أهم فرع لها.
39
22
الترجمة واللسانيات
قوائم المصادر:
.1حمود ،فخري .الترجمة ودور المترجم .دار األسراء للنشر والتوزيع (عمان .)2010
.2الحمامي ،أحمد .الترجمة وتأثيرها بعالم األدب المقارن .الدار العربية للعلوم والنشر (بيروت
.)1995
.3الحمداني ،لوثر .أنعكاسات الترجمة على النصوص األدبية من العربية الى اللغات االخرى.
دار الجوهرة (عمان .)2017
.4المشهداني ،حمدي .الترجمة :أنواعها وصعوباتها .دار اثراء للنشر والتوزيع (عمان .)1987
.5الهندي ،محمود .الترجمة :تعريفها ودورها مع العلوم االخرى .دار النهضة (بيروت .)2005
.6جمعة ،بديع محمد .دراسات في األدب المقارن .دار النهضة العربية (بيروت .)1980
.7حمود ،فخري .الترجمة ودور المترجم .دار األسراء للنشر والتوزيع (عمان .)2010
.8درويش ،أحمد .نظرية األدب المقارن وتجلياتها في األدب العربي .دار غريب (القاهرة
.)2002
.9عبد الحكيم حسان ،عمر .الترجمة ومشكالتها .المركز العربي لألبحاث (بيروت .)1998
.10معوض ،هنري .فن الترجمة .دار صادر للنشر (بيروت .)2008
.11هنري ،جيفورد .األدب المقارن .دار رسالن للطباعة والنشر والتوزيع (دمشق .)2013
40
22
n & Linguistic
Translatio s
ملخص البحث:
أن الحديث عن الدراسات الترجمية قد بات مألوفا ،وكذلك الحال عندما
نتحدث عن منزلتها بين سائر دراسات العلوم اإلنسانية ،وكيف نمت تلك الدراسات
وأصبح لها دور كبير في تطوير المعارف المختلفة من خالل نقل النصوص ،وخصوصا
النصوص األدبية .وقد أضحت الدراسات الترجمية ضرورة ملحة تحكمها مطالب
العقل المنتج ،والحاجة للدراسات الترجمية تكون ملحة لغرض نمو األساليب العلمية
وعناصر التالقي بين الثقافات ،وهذا األمر له تأثير كبير بالتيارات الفكرية .لكن هنا
نجد أن الدور نفسه تقوم به الدراسات المقارنة ،وهذه الدراسات تُعنَى بشكل ملفت
بتشريح نصين مختلفين في اللغة؛ والهدف من تلك العملية هو إلظاهر خصوصية كل
منها ،واألنعكاس الذي يظهر على فوارق خصوصية [الذات/اآلخر] والمستقاة من
كال النصين ،والتي نعتقد أن كل نص من تلك النصوص هو تعبير جوهري عن معطى
ثقافي معين.
وبدون شك فأن هذا التداخل بين الدراسات المقارنة ونظيراتها الترجمية ُي َعدُّ
دافعا من الدوافع الرئيسة ألستقصاء النص بشتى السبل ،والخوض به من جميع الزوايا،
واذا ما اخذنا بعين االعتبار أن واقع هذا النص ال يمس الجانب األدبي فقط ،وإنما ملم
بجميع الحقول المعرفية االخرى ،وهذا مايعرف بتداخل األجناس المعرفية ،من اجل
العدول عن صبغة االختصاص.
ولما نعرفه نحن بأن الدراسات المعاصرة دائما ما تميل إلى تشجيع الترجمة،
فعلينا ان نعرف بإن وظيفة األدب المقارن قد أصبحت تزاحمه الدراسات الترجمية
لتحل محله في كل شيء .وهذا الشيء ممكن ان نتالفاه لو كانت هناك محاوالت من
41
22
الترجمة واللسانيات
قبل هذا الجنس المعرفي ـ المسيطر على عرش العملية الديناميكية (التأثر والتأثير) ـ
اذن علينا ان نعي بأن الترجمة واألدب المقارن صنوان اليفترقان في مسيرة العلوم
األدبية واغلب المعارف المختلفة ،كون أحدهما يكمل األخر.
الكلمات المفتاحية :الترجمة ،دور ،االدب المقارن ،تأثر وتأثير.
42