Professional Documents
Culture Documents
Administrative Corruption an Obstacle of Management Development and Democracy
Administrative Corruption an Obstacle of Management Development and Democracy
إﺸراف اﻷﺴﺘﺎذ
....................................................:
)ﺨﺎرطﺔ اﻝﺒﺤث (
اﻝﺤﻤد ﷲ اﻝذي ﺨﻠق اﻝﻜون وأﺒدع ﻓﻴﻪ وﺠﻤﻠﻪ ﺒﺸﻤس وﻗﻤر ﻜواﻜب وﻨﺠوم ﺸﻬب وﻨﻴﺎزك ﺴﻤوات
وارض وﻜل ﻓﻲ ﻓﻠك ﻴﺴﺒﺤون ﻴﺴﻴر ﻫذا اﻝﻜون وﻓق ﻨظﺎم إداري دﻗﻴق ﺠدا ﻝوا اﺨﺘل ﻗﻠﻴل ﻝﺤدﺜت
ﻜﺎرﺜﺔ رﺒﻤﺎ ﻗد ﺘدﻤر ﻫذا اﻝﻜون ﻜﺎﻤﻼ.
ﻤن ﻫﻨﺎ ﻜﺎﻨت اﻝﺒداﻴﺔ أدار اﻹﻨﺴﺎن ﻨﻔﺴﻪ ﺜم ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺜم ﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﺜم ﺸﻌوب وﻫﻜذا أﺘت اﻹدارة
ﻓﻲ ﺤﻴﺎة اﻹﻨﺴﺎن ﻓﻬﻲ ﺘﺒدأ ﻤﻌﻪ ﻤﻨذ وﻻدﺘﻪ إﻝﻰ أن ﺘﻨﺘﻬﻲ ﻤﻌﻪ ﺒﺸﻬﺎدة اﻝوﻓﺎة وﻤن ﺨﻼﻝﻬﺎ ﻴﻨظم
اﻹﻨﺴﺎن ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻓﻲ ﺒﻴﺘﻪ وﻋﻤﻠﻪ وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﺎﻵﺨرﻴن ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻌﻪ واﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻷﺨرى.
واﻹدارة ﺴﻼح ذو ﺤدﻴن ﻗد ﺘﺴﻌد اﻹﻨﺴﺎن وﻗد ﺘﺸﻘﻴﻪ ﻓﻠوا طﺒﻘت وﻓق اﻷﺼول واﻷﺴس اﻝﻌﻠﻤﻴﺔ
ﻝﻬﺎ واﻝﺘﻲ ﻴراد ﻤن ﺨﻼﻝﻬﺎ اﻝﻌداﻝﺔ واﻝﻨﻤﺎء وﺘﻘدﻴم أﻓﻀل اﻝﺨدﻤﺎت ﺤﺘﻤﺎ ﺴﻴﻜون اﻹﻨﺴﺎن ﺴﻌﻴدا
وﻝو أﺴﻲء ﻓﻬﻤﻬﺎ وطﺒﻘت وﻓق اﻷﻫواء ﻤﻠﺒﻴﺔ ﻝﻠرﻏﺒﺎت ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎب اﻝﻤﺼﺎﻝﺢ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻓﺈن اﻷﻤر
ﺴﻴﺘﻔﺎﻗم وﺘﺘﺤول إﻝﻰ ﻜﺎﺒوس ﻴؤرق اﻝﻨﺎس ﺘﺴﺘﻐل ﻤن ﺨﻼﻝﻬﺎ ﺤﻘوﻗﻬم وﺘﺴﻠب ﺤرﻴﺘﻬم وﻴﺘم
ﺤرﻤﺎﻨﻬم ﻤن اﻝﺨدﻤﺎت وﻏﻴر ذﻝك ،ﻤن ﻫذا اﻝﻤﻨطﻠق ﺠﺎء ﻫذا اﻝﺒﺤث ﻝﻴﻌري ﻫذﻩ اﻝظﺎﻫرة واﻝﺘﻲ
ﻫﻲ اﻝﻔﺴﺎد ﻓﻲ اﻹدارة وﻴﺒﺤث ﻋن أﺴﺒﺎﺒﻬﺎ وﻤﻜﺎﻤﻨﻬﺎ ووﺴﺎﺌل وطرق ﻋﻼﺠﻬﺎ واﻝﺤد ﻤﻨﻬﺎ ﻓﺎﻝﻔﺴﺎد
اﻹداري ظﺎﻫرة ﻤن أﺨطر اﻝظواﻫر ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻴﺼﻨﻌﻬﺎ اﻹﻨﺴﺎن ﺒﺘﻘدﻤﺔ ﻨﻔﺴﻪ وﺤﺒﻪ ﻝذاﺘﻪ
وﻨزﻋﺘﻪ اﻝﺠﻴﺎﺸﺔ ﻝﺠﻤﻊ اﻝﻤﺎل واﻝوﺼول إﻝﻰ اﻝﺴﻠطﺔ ،وﻫو ﻤرض ﻴﺴﻬل ﺘﻔﺸﻴﻪ وﻴﺼﻌب اﻝﻘﻀـ ــﺎء
ﻋﻠﻴـ ــﻪ ٕوارث ﺨطﻴر ﻴﺠب اﺴﺘﺌﺼﺎﻝﻪ ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘﺘوارﺜﻪ اﻷﺠﻴﺎل اﻝﻘﺎدﻤﺔ ظﻠﻤﺎً وﻏﺒﻨﺎً ،ﻓﺎﻝدوﻝﺔ واﻷﻤﺔ
ﺒﻨﺎء ﻋرﻴق ﺘﺸﺎرﻜت ﻓﻴﻪ اﻷﺠﻴﺎل ﻋﺎﻤﺔ ﻓﺄي ﻀﻌف أو ﻫوان ﻓﻲ ﻫذا اﻝﺒﻨﺎء ﻗد ﻴﻘوﻀﻪ وﻴﺄﺘﻲ
ﻋﻠﻴﻪ ،إذ أن اﻝﺒﻨﺎء ﺼﻌب واﻝدﻤﺎر ﺴﻬل ﻓﻼ ﻴﺠب أن ﺘﺨرج اﻷﻤور ﻋن ﻤﺴﺎرﻫﺎ ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘﺤدث
اﻝﻜﺎرﺜﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻘﻠق اﻝﺒﺸرﻴﺔ ﺠﻤﻌﺎء ،ﻓﻺدارة ﻋﻠم وﻓن ﺠﺎءت ﻝﺘﺠﻌل ﻤن ﺤﻴﺎة اﻹﻨﺴﺎن ﻨظﺎم
ورﻓﺎﻫﻴﺔ ﻋدل وﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻤن ﺨﻼل اﺴﺘﻐﻼل ﻜﺎﻓﺔ اﻝﻤوارد اﻝﻤﺤﻴطﺔ ﺒﻪ .
إن ﻫذا اﻝﺒﺤث أردﺘﻪ ﻤرﺠﻌﺎ ﻝﺒﻌض اﻝﻨﺎس اﻝﺘﻲ ﺘﺴﻲء إﻝﻰ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻗﺒل ﻏﻴرﻫﺎ وﺘﻤﻨﻊ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻤن
اﻝﺘﻘدم واﻝدﻓﻊ ﺒﻌﺠﻠﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ واﻝﺤرﻤﺎن ﻤن اﻝﺤرﻴﺔ ﻓﺘظﻠم ﻨﻔﺴﻬﺎ وأﺠﻴﺎﻝﻬﺎ اﻝﻘﺎدﻤﺔ .
إذا ﻓﻠﻨﺒدأ اﻝﻌﻤل وﻓق اﻷﺴس اﻝﻌﻠﻤﻴﺔ ﻏﺎﻴﺘﻨﺎ ﺴﻌﺎدة اﻹﻨﺴﺎن ﻻ ﻗﻬرﻩ ﻨﺒﺴط ﻝﻪ إﺠراءاﺘﻪ وﻨدﻓﻌﻪ
ﻝﻺﺒداع وﻨﻘدم ﻝﻪ أﻓﻀل اﻝﺨدﻤﺎت .
ﻓﻼ ﻋﻴب ﻓﻲ اﻝﻌﻠوم واﻷﻨظﻤﺔ واﻝﻘواﻨﻴن وﻝﻜن اﻝﻌﻴب ﻓﻲ اﻝﻨﻔس اﻝﺒﺸرﻴﺔ إذ ﻤﺎ طﻤﻌت وأﺼﺎﺒﻬﺎ
اﻝﺠﺸﻊ وﺤب اﻝذات وﻨﻜران اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ .
،،،،،،،،
اﻝﺒﺎﺤث
ﻝﻤﺎذا أﺘﻰ ﻫذا اﻝﺒﺤث ..؟
إن اﻝﺒﺎﺤث ﻓﻲ ﻋﻠم اﻹدارة ﻴﺠد أﻤﺎﻤﻪ أﻻف اﻝﻌﻨﺎوﻴن اﻝﺘﻲ ﻗد ﺘﻔﻴدﻩ وﺘﻔﻴد ﻏﻴرﻩ ﻓﻲ إﺠراء ﺒﺤث
ﺤوﻝﻬﺎ ،وﻝﻜن ﻝو ﻨظرت وﻓﻜرت ﻤن زاوﻴﺔ أﺨرى ﻀﻴﻘﺔ ﺠدا ﺘﺠد إن اﻹدارة ﻤﺘﺸﻌﺒﺔ اﻝﻔروع
وأﻏﻠﺒﻴﺔ ﻫذﻩ اﻝﻔروع ﺘؤدي إﻝﻰ اﻝﻬدف اﻝﻤﻨﺸود ﻤﻨﻬﺎ واﻝذي ﻫو ) ﺤﻴﺎة أﻓﻀل ( وﻓق أﺴﻠوب أو
أﺴﺎﻝﻴب ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻤﻨظﻤﺔ ﻤﺤددة اﻷﻫداف واﻝﺘوﺠﻬﺎت ﺘدار ﻤن ﺨﻼل ﻋدة ﻤﺤﺎور أﻫﻤﻬﺎ اﻹﻨﺴﺎن
ذﻝك اﻝﻤﻔﻜر اﻝﻤﺒدع اﻝذي ﻴدﻓﻊ ﺒﻬذا اﻝﻌﻠم ﻜل ﻴوم إﻝﻰ ﻤزﻴد ﻤن اﻝﺘﻘدم واﻻرﺘﻘﺎء ،وﺤﻴث أن
اﻹﻨﺴﺎن ﻤﺴﻴر وﻤﺨﻴر ﻴﺴﺘﺨدم ﻋﻘﻠﻪ وﺘﻔﻜﻴرﻩ ﺘﺎرة ﻓﻲ اﻝﺨﻴر وﺘﺎرة أﺨرى ﻓﻲ اﻝﺸر إذ أن اﻝﺨﻴر
واﻝﺸر ﻤﻜون أﺴﺎﺴﻲ ﻤن ﻤﻜوﻨﺎت اﻝﺴﻠوك اﻝﺒﺸري وﻗد ﻴﺴﺘﻐل اﻹﻨﺴﺎن ذو اﻝﺴﻠوك اﻝﺴﻠﺒﻲ أﺤد
اﻝﻌﻠوم ﻓﻴﺴﺨرﻫﺎ ﻝﺒﻠوغ ﻤرادﻩ ﺤﺘﻰ ٕوان ﻜﺎن ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎب أﺨﻴﻪ اﻹﻨﺴﺎن ووطﻨﻪ وﻋﺎﻝﻤﻪ .
ﻤن ﻫذا اﻝﻤﻨطﻠق أﺤﺒﺒت أن أﺘدارس ﻫذا اﻝوﻀﻊ ﻷﻨﻪ ﻫم وﻤﺸﻜل اﻹدارة وﺴﻠﺒﻴﺔ ﻤن ﺴﻠﺒﻴﺎﺘﻬﺎ
ﺨﺼوﺼﺎ ﻓﻲ دول اﻝﻌﺎﻝم اﻝﺜﺎﻝث اﻝﺘﻲ ﺘﻔﺘﻘد إﻝﻰ اﻝدﻴﻤﻘراطﻴﺔ واﻝﻰ اﻝﺘﻨظﻴم واﻝﻰ اﻹدارة أﺼﻼ .
ﺤﻴث ﺘﺄﺘﻲ أﻫﻤﻴﺔ ﻫذا اﻝﺒﺤث ﻓﻲ اﻝﻨﻘﺎط اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ واﻝﺘﻲ اﻋﺘﺒرﻫﺎ أﻫداﻓﺎ ﻝﻠﺒﺤث وﻫﻲ:
-1ﺘوﻀﻴﺢ ﻋﻠم اﻹدارة وﻤﺎ ﻴﺤﻴط ﺒﻪ.
-2ﺘوﻀﻴﺢ ﻤرض اﻹدارة واﻝذي ﻫو اﻝﻔﺴﺎد اﻹداري.
-3دراﺴﺔ واﻗﻊ ﻫذﻩ اﻝظﺎﻫرة.
-4ﺘﺤدﻴد ﻤﺴﺒﺒﺎﺘﻬﺎ وﻋﻨﺎﺼر ﺒروزﻫﺎ .
-5وﻀﻊ اﻝﺴﺒل واﻵﻝﻴﺎت اﻝﻜﻔﻴﻠﺔ ﻝﻠﺤد ﻤن ﻫذﻩ اﻝظﺎﻫرة .
ﻝﻤﺎ ﺴﻠف أردت اﺘﺨﺎذ ﻫذا اﻝﻤﺴﺎر ﻓﻲ ﺒﺤﺜﻲ ﻫذا واﻝذي اﻋﺘﺒرﻩ ﻤﻬﻤﺎ ﻝﺤﻔظ وﺼﻴﺎﻨﺔ ﻫذا اﻝﻌﻠم
)ﻋﻠم اﻹدارة( اﻝﻤﻨظم ﻝﻠﺤﻴﺎة ﻓﻼ ﻴﺠب أن ﻨﺒﻨﻲ داﺌﻤﺎ وﻨﺸﻴد دون إﺠراء ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻝﻠﺘرﻤﻴم
واﻹﺼﻼح ،وﻫﻜذا ﻓﺈن ﻫذا اﻝﺒﺤث ﻴوﻀﺢ اﻝﻌﻠم وﻴﻜﺸف داﺌﻪ وﻴﻘﺘرح دواﺌﻪ .
وﺸﻜـــ ار
اﻹﻫـــداء
أﻫــدي ﻫــذا اﻝﺒﺤــث إﻝــﻰ ﻜــل إﻨﺴــﺎن ﻴﻌﻤــل وﻴﻜــﺎﻓﺢ وﻴﻨﺎﻀــل ﻤــن أﺠــل
ﺴــﻌﺎدة ﻤﺠﺘﻤﻌــﻪ واﻹﻨﺴــﺎﻨﻴﺔ ﺠﻤﻌــﺎء ﻜــل إﻨﺴــﺎن ﻓــﻲ ﻋﻤﻠــﻪ ﻋــﺎﻤﻼ ﺒﺴــﻴطﺎ
ﻜــﺎن أو ﻓﻨــﻲ أو ﻤوظــف أو ﻤــدﻴر أو رﺌــﻴس أو ﻏﻴــر ذﻝــك ﻤــن اﻝﻤﻬــن
واﻷﻋﻤﺎل ...
إﻝﻰ ﻜل ﻫوﻻء أﻫدي ﻫذا اﻝﺒﺤث اﻝذي اﺴﺘﻤددﺘﻪ ﻤﻨﻬم ﻤن ﺨـﻼل ﻤﻌﺎﻨـﺔ
اﻝﻜﺜﻴر وأردﺘﻪ ﻝﻬم ﻜﺤل ﻤن اﻝﺤﻠول ،ﻓﻬذا اﻝﺒﺤث ﻻ أﻨﺴﺒﻪ ﻋﻠﻤﺎ ﺠدﻴـداً
ﻝﻨﻔﺴ ــﻲ وﻝﻜﻨـــﻪ ﺠﻤﻠـ ــﺔ ﻤ ــن اﻵراء واﻷﻓﻜ ــﺎر واﻝد ارﺴـ ــﺎت واﻷﺒﺤـــﺎث اﻝﺘـــﻲ
ﺘﻌﻠﻤﺘﻬـ ــﺎ وﺨﺒرﺘﻬـ ــﺎ وﻨﻘﻠﺘﻬـ ــﺎ ﻋـ ــن آﺨ ـ ـرﻴن ﻜـ ــﺎن ﻝﻬـ ــم اﻝﻔﻀـ ــل ﻓـ ــﻲ ذﻝـ ــك
ﻓﺎﻝﻤﺤﺼﻠﺔ ﺘﺠﺎرب إﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻨﺒﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﻴﺎﺘﻬﺎ ﻫدﻓﻬﺎ اﻝﺼـﻼح واﻹﺼـﻼح
وﻝﻴﺠﺎز اﷲ اﻝﺠﻤﻴﻊ ﺨﻴر ﺠزاء ﻋﻨﺎ ،ورﺤم اﷲ ﻜل ﻤن ﻋﻠم وﺘﻌﻠم .
اﻝﺒﺎﺤث
ﺸﻜر وﺘﻘدﻴر
أﺘوﺠ ــﻪ ﺒﻜ ــل ﻤﻌ ــﺎﻨﻲ اﻝﺸ ــﻜر واﻝﺘﻘ ــدﻴر إﻝ ــﻰ ﻜ ــل ﻤ ــن ﻤ ــد ﻴ ــد
اء ﻤن ﻗرﻴب أو ﺒﻌﻴد ٕ ،وان ﻜﺎن ﻝـﻲ أن أﺨـص
اﻝﻤﺴﺎﻋدة ﺴو ً
أﺤدا ﺒذﻝك ﻓﻼ ﻴﺴﻌﻨﻲ إﻻ أن أﺘﻘدم ﺒﺨﺎﻝص ﺸـﻜري واﻤﺘﻨـﺎﻨﻲ
ﻝﻸﺴ ـ ــﺘﺎذ اﻝﻤﺸ ـ ــرف ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻫ ـ ــذا اﻝﺒﺤ ـ ــث وﻝﻠﺴ ـ ــﺎدة واﻝﺴ ـ ــﻴدات
اﻷﻓﺎﻀل ﺒﺎﻷﻜﺎدﻴﻤﻴﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ اﻝﺒرﻴطﺎﻨﻴﺔ ﻝﻠﺘﻌﻠﻴم اﻝﻌـﺎﻝﻲ اﻝـذﻴن
ﺴـ ــﺨروا أﻨﻔﺴـ ــﻬم ﻝﺨدﻤـ ــﺔ اﻝﻌﻠـ ــم واﻝﻤﻌرﻓـ ــﺔ وﺠـ ــدت ﻤـ ــﻨﻬم ﻜـ ــل
ﺘﺸــﺠﻴﻊ ودﻋــم ﺤﺘــﻰ اﺴــﺘطﻌت إﻨﺠــﺎز ﻫــذا اﻝﻌﻤــل ،واﻝﺸــﻜر
واﻝﺘﻘـ ــدﻴر أﻴﻀـ ــﺎ ﻤوﺼـ ــول ﻝﻸﻓﺎﻀـ ــل واﻝﻔﺎﻀـ ــﻼت أﺼـ ــﺤﺎب
اﻝﻤ ارﺠــﻊ اﻝﺘــﻲ اﺴــﺘﻨرت ﺒﻬــﺎ واﻗﺘﺒﺴــت ﻤﻨﻬــﺎ ﺨدﻤــﺔ ﻝﻺﻨﺴــﺎﻨﻴﺔ
وأﺨﻴ ار ﻓﺈن اﻻﻴﺠﺎﺒﻴـﺎت ﻤﻨﺴـوﺒﺔ ﻝﻠﺠﻤﻴـﻊ واﻝﺴـﻠﺒﻴﺎت واﻝﻨﻘـد ﻝـﻲ
وﺤدي .
واﷲ وﻝﻲ اﻝﺘوﻓﻴق ..
ﺸﻜر ﺨﺎص
إﻝﻰ ﻤن ﺠﻌﻠوا ﻝﻠﺤﻴﺎة ﻤﻌﻨﻰ و ِاﻝدي
وزوﺠﺘﻲ اﻝﺤﺒﻴﺒﺔ ،أﺒﻨﺎﺌﻲ وﺒﻨﺎﺘﻲ
ٕواﺨوﺘﻲ وأﺨواﺘﻲ وﻜل اﻷﺼدﻗﺎء
اﻷﻋزاء.
ﻋﻠ ــم اﻹدارة
ــــــــــــــــــــــــــــــ
وﻫ ــو ﻴﻤـ ــﺎرس ﻫذا اﻻﺨﺘﺼﺎص ﻋﻠﻰ دراﻴﺔ أو ﻏﻴر دراﻴﺔ ﻓـﻲ ﺒﻴﺘـﻪ وﺸـﺌوﻨﻪ اﻝﺨﺎﺼـﺔ أو ﻓـﻲ ﻋﻤﻠـﻪ
وﻴﻤ ـ ــﺎرس ﻫـ ـ ــذا اﻻﺨﺘﺼـﺎص ﻋﻠــﻰ أﻨـﺎس آﺨـرﻴن ﻤـن اﻷﺴـرة أو ﻤـن ﻋﺎﻤــﺔ اﻝﻨـ ـ ــﺎس وﻤــن ﻫﻨـﺎ أﺘــت
اﻝﻤﺴـ ـ ــﺌوﻝﻴﺔ واﻷﻤﺎﻨــﺔ وأﻋﺒﺎﺌﻬــﺎ واﻝﺘــﻲ ﻨﻔــر وﺘﻬــرب ﻤﻨﻬ ـ ــﺎ اﻝﺠﻤـ ـ ــﻴﻊ ﻋ ـ ــدا اﻹﻨﺴــﺎن اﻝــذي ﺤﻤﻠﻬــﺎ ﻋــن
)ÉΑ$t6Éfø9$#uρ ÇÚö‘F{$#uρ ÏN≡uθ≈uΚ¡¡9$# ’n?tã sπtΡ$tΒF{$# $oΨôÊttã $‾ΡÎ ﺠﻬـ ــل ﻝﻘـ ــول اﷲ ﺴـ ــﺒﺤﺎﻨﻪ وﺘﻌـ ــﺎﻝﻰ
اﻷﺤزاب 72 Zωθßγy_ $YΒθè=sß tβ%x. …çµ‾ΡÎ) ( ß≈|¡ΡM}$# $yγn=uΗxquρ $pκ÷]ÏΒ zø)xô©r&uρ $pκs]ù=Ïϑøts† βr& š÷t/r'sù
ﻫــذا دﻻﻝــﻪ ﻋﻠــﻰ ﺤــب اﻹﻨﺴــﺎن ﻝﻠﺴــﻠطﺔ وﻤﻤﺎرﺴــﺘﻬﺎ ﻓﻴﺘﺤﻤــل اﻝﻤﺴــﺌوﻝﻴﺔ وﻝــو دون ﺘﻌﻠــم ٕواﻋــداد ﻤﻬﻤــﺎ
ﻜــﺎن ﻋﺒﺌﻬــﺎ ﻓﻘــط ﻝﻴﻤــﺎرس اﻝﺴــﻠطﺔ ،واﻹدارة وﺴــﻴﻠﺔ ﻤــن اﻝوﺴــﺎﺌل اﻝﺘــﻲ ﺘــﻨظم ﺤﻴﺎﺘــﻪ وﺘــزرع اﻝﻨظــﺎم
ﻓﻴﻬﺎ واﻝرﺴول اﻝﻜرﻴم ﺤﺜﻨﺎ ﻋﻠـﻰ اﻹﺘﻘـﺎن وﺤﺴـن اﻷداء ﻓﻘـﺎل ﻓـﻲ ﺼـﺤﻴﺢ ﺤدﻴﺜـﺔ "" إن اﷲ ﻴﺤـب إذا
ﻋﻤــل أﺤــدﻜم ﻋﻤ ـﻼً أن ﻴﺘﻘﻨــﻪ "" ﺼــدق رﺴــول اﷲ ﻓﻴﻤــﺎ ﻗــﺎل ،ﻤــن ﻫــذا اﻝﺤــدﻴث ﻨﺴﺘوﻀــﺢ أن اﷲ
ﻴﺤب اﻹﺘﻘﺎن واﻝﺘﻔﺎﻨﻲ ﻓﻲ اﻝﻌﻤل وﻻ ﻴﺤب اﻝﺘﻬﺎون واﻝﻐش .
أن اﻝﻌﻼﻗــﺔ ﺒــﻴن اﻹﻨﺴــﺎن واﻹدارة ﻝﻬــﺎ أﻫﻤﻴﺘﻬــﺎ ﻓﻬــو ﻴﺘﻠﻘــﻰ اﻝﺨــدﻤﺎت اﻹدارﻴــﺔ ﻤﻨــذ وﻻدﺘــﻪ إﻝــﻰ ﺤــﻴن
وﻓﺎﺘﻪ ﻤﺒﺘدﺌﺎً ﺒﺸـﻬﺎدة اﻝﻤـﻴﻼد وﻤﻨﺘﻬﻴـﺎً ﺒﺸـﻬﺎدة اﻝوﻓـﺎة وﻫـﻲ اﻝﻤـﻨظم ﻝﺤﻴﺎﺘـﻪ ﻤـن ﺨـﻼل اﻝﺘوزﻴـﻊ اﻝﻌـﺎدل
ﻓــﻲ اﻝﺤﻘــوق واﻝواﺠﺒــﺎت ،إذ أن اﻹدارة ﻨظــﺎم واﻝﻨظــﺎم أﺴــﺎس ﻝﻠﺤﻴــﺎة إذ ﻤــﺎ وﺠــد ﻨﻜﻔــل ﺤﻴــﺎة ﻜرﻴﻤــﺔ
ﻓﺴﻴﺘوﻓر اﻷﻤن واﻷﻤﺎن وﺘﺴود اﻝﻌداﻝﺔ .
ﻤﺒﺎدئ ﻋﻠم اﻹدارة :
ﺒﻌد ﻤطﺎﻝﻌﺘﻲ وﻗراءﺘﻲ ﻓﻲ ﻤدارس اﻹدارة ﻋﺎﻤﺔً وﺠدﺘﻬﺎ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﺘﺘواﻝﻰ ﺒﻌـد أوﻝـﻰ اﻝﻤـدارس اﻹدارﻴـﺔ
اﻝﻌﻠﻤﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻫــﻲ اﻝﻤدرﺴــﺔ ) اﻝﻜﻼﺴــﻴﻜﻴﺔ ( ﺤﻴــث ﻗــدﻤت أوﻝــﻰ اﻝﻨﻤــﺎذج اﻝﻌﻠﻤﻴــﺔ اﻝﺤﻜﻴﻤــﺔ اﻝﻨﺎﺠﺤــﺔ
ﻓ ــﻲ اﻹدارة اﻝﺘ ــﻲ وﻀ ــﻌت اﻝﻤﻌ ــﺎﻴﻴر اﻝﻔﻌﺎﻝ ــﺔ اﻝﺘ ــﻲ ﺘﺤﻜ ــم ﺘﻨﻔﻴ ــذ اﻝواﺠﺒ ــﺎت واﻝﻤﺘطﻠﺒ ــﺎت ﻤ ــن اﻹدارة
وﻗﺴﻤﺘﻬﺎ إﻝﻰ أﺠزاء ﻤﺘراﺼﺔ ﺘﺸﻜل آﻝﻴﺔ اﻝﺘﺤﻘﻴق.
ﻝﻘد ﻨﺠﺤت ﻫذﻩ اﻝﻤدرﺴـﺔ طﻴﻠـﺔ ﻗـرن ﻜﺎﻤـل وﻤﺎ ازﻝـت ﻝـذا أرﻴـت ﻤـن اﻝواﺠـب اﻝﺘطـرق إﻝﻴﻬـﺎ ﻹﻤﻜﺎﻨﻴـﺔ
ﺘوﻀـﻴﺢ وظﺎﺌﻔﻬــﺎ وأﺼـوﻝﻬﺎ ﻝﻺﻓــﺎدة واﻻﺴـﺘﻔﺎدة ﻓﺒــدأت ﺒـﺄﻋظم روادﻫــﺎ اﻝﻜﺎﺘـب وﺨﺒﻴــر اﻹدارة ﻫﻨــري
ﻓــﺎﻴول ﻤؤﻝــف ﻜﺘــﺎب " اﻝﻨظرﻴــﺔ اﻝﻜﻼﺴــﻴﻜﻴﺔ ﻝــﻺدارة " اﻝــذي ﺤﺴــب ﻨظرﻴﺘــﻪ اﻝﻌﻠﻤﻴــﺔ ﻗﺴــم اﻹدارة
إﻝــﻰ ﺨﻤــس وظــﺎﺌف وطــور أﺼــوﻝﻬﺎ إﻝــﻰ أرﺒﻌــﺔ ﻋﺸــر أﺼـﻼً ﺘﺘﻀــﻤن ﻜــل اﻝﻤﻬــﺎم اﻹدارﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ
اﻋﺘﺒرﻫﺎ ﺸﺨﺼﻴﺎ ﻤﻨﻬﺠﺎ وأﺴﻠوﺒﺎ ﺠﻴداً ﻻ ﻴﺘﻘﺎدم ﻓﻨﺄﺨذ ﻤﻨﻬﺎ وﻨزﻴد ﻋﻠﻴﻬﺎ .
-1اﻝﺘﺨطﻴط :
وﻫو ﻤﺎذا ﻴﺠب ..؟ وﻤن ﻴﻘوم ﺒﻪ ..؟ وأﻴن وﻤﺘﻰ وﻜم ..؟ أي اﻝﺘوﻗﻊ ﻝﻠﻤﺴﺘﻘﺒل ووﻀﻊ اﻝﺨطط
واﻷﻫداف وﺘﺤدﻴد اﻝﺴﺒل اﻝﻼزﻤﺔ واﻝﻜﻔﻴﻠﺔ ﻝﺘﺤﻘﻴق اﻝﻨﺠﺎح وﻤﺎ اﻝﺒداﺌل اﻝﺠﻴدة ﻓﻲ ﺤﺎل اﻝﻔﺸل ؟ ،إذ
ﻤن ﺨﻼﻝﻪ ﺘﺤدد طرق ﺴﻴر اﻷﻤور اﻝﺘﻲ ﺴﻴﻘوم ﺒﻬﺎ اﻷﻓراد واﻝﺠﻤﺎﻋﺎت ﻤﺘﻤﺜﻠﻴن ﻓﻲ اﻹدارات
واﻝﻤؤﺴﺴﺔ ﻋﺎﻤﺔً ﺤﺴب اﻝﺨطط ﻗﺼﻴرة وﻤﺘوﺴطﺔ وطوﻴﻠﺔ ،وﻝﺘﺤﻘﻴق اﻝﻤﺴﺘﻬدف ﻴﺠب ﻤراﻋﺎة
اﻵﺘﻲ :
ﺒواﺴـطﺔ اﻝﺘﺨطــﻴط ﺴــﻴﺘﻤﻜن أي ﺸــﺨص ﻜوﻨــﻪ ﻤــدﻴ اًر إﻝــﻰ ﺤــد ﻜﺒﻴــر ﻤــن ﺘﺤدﻴــد اﻷﻨﺸــطﺔ اﻝﺘﻨظﻴﻤﻴــﺔ
اﻝﻼزﻤﺔ ﻝﺘﺤﻘﻴق اﻷﻫداف .ﻤﻔﻬوم اﻝﺘﺨطﻴط اﻝﻌﺎم ﻴﺠﻴب ﻋﻠﻰ أرﺒﻌﺔ أﺴﺌﻠﺔ ﻫﻲ:
ﻤن ﺨﻼل اﻝﺘﺨطﻴط ﺴﺘﺘﺤدد طرق ﺴﻴر اﻷﻤور اﻝﺘﻲ ﺴﻴﻘوم ﺒﻬﺎ اﻷﻓراد ،واﻹدارات ،واﻝﻤﻨظﻤﺔ ﻜﻜـل
ﻝﻤدة أﻴﺎم ،أو ﺸﻬور ،وﺤﺘﻰ ﺴﻨوات ﻗﺎدﻤﺔ.
ﻴﻤﻜن ﺘﺼﻨﻴف اﻝﺘﺨطﻴط ﺤﺴب اﻝﻬدف ﻤﻨﻪ أو اﺘﺴﺎﻋﻪ إﻝﻰ ﺜﻼث ﻓﺌﺎت ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺘﺴﻤﻰ:
اﻝﺘﺨطﻴط اﻻﺴﺘراﺘﻴﺠﻲ:
وﻴوﺠــﻪ
ﻴﻬــﺘم اﻝﺘﺨطــﻴط اﻻﺴــﺘراﺘﻴﺠﻲ ﺒﺎﻝﺸــؤون اﻝﻌﺎﻤــﺔ ﻝﻠﻤﻨظﻤــﺔ ﻜﻜــل .وﻴﺒــدأ اﻝﺘﺨطــﻴط اﻹﺴــﺘراﺘﻴﺠﻲ ّ
ﻤــن ﻗﺒــل اﻝﻤﺴــﺘوى اﻹداري اﻷﻋﻠــﻰ وﻝﻜــن ﺠﻤﻴــﻊ اﻝﻤﺴــﺘوﻴﺎت اﻹدارﻴــﺔ ﻴﺠــب أن ﺘﺸــﺎرك ﻓﻴﻬــﺎ ﻝﻜــﻲ
ﺘﻌﻤل .وﻏﺎﻴﺔ اﻝﺘﺨطﻴط اﻻﺴﺘراﺘﻴﺠﻲ ﻫﻲ:
.1إﻴﺠﺎد ﺨطﺔ ﻋﺎﻤﺔ طوﻴﻠﺔ اﻝﻤدى ﺘﺒﻴن اﻝﻤﻬﺎم واﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺎت ﻝﻠﻤﻨظﻤﺔ ﻜﻜل .
.2إﻴﺠﺎد ﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻤﺘﻌددة اﻝﻤﺴﺘوﻴﺎت ﻓﻲ اﻝﻌﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﺨطﻴطﻴﺔ .
.3ﺘطوﻴر اﻝﻤﻨظﻤﺔ ﻤن ﺤﻴث ﺘﺂﻝف ﺨطط اﻝوﺤدات اﻝﻔرﻋﻴﺔ ﻤﻊ ﺒﻌﻀﻬﺎ اﻝﺒﻌض .
اﻝﺘﺨطﻴط اﻝﺘﻜﺘﻴﻜﻲ:
ﻴرﻜز اﻝﺘﺨطﻴط اﻝﺘﻜﺘﻴﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻔﻴذ اﻷﻨﺸطﺔ اﻝﻤﺤددة ﻓﻲ اﻝﺨطط اﻹﺴـﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ .ﻫـذﻩ اﻝﺨطـط ﺘﻬـﺘم
ﺒﻤﺎ ﻴﺠب أن ﺘﻘوم ﺒﻪ ﻜل وﺤدة ﻤـن اﻝﻤﺴـﺘوى اﻷدﻨـﻰ ،وﻜﻴﻔﻴـﺔ اﻝﻘﻴـﺎم ﺒـﻪ ،وﻤـن ﺴـﻴﻜون ﻤﺴـؤوﻻ ﻋـن
إﻨﺠــﺎزﻩ .اﻝﺘﺨطــﻴط اﻝﺘﻜﺘﻴﻜــﻲ ﻀــروري ﺠــدا ﻝﺘﺤﻘﻴــق اﻝﺘﺨطــﻴط اﻻﺴــﺘراﺘﻴﺠﻲ .اﻝﻤــدى اﻝزﻤﻨــﻲ ﻝﻬــذﻩ
اﻝﺨطط أﻗﺼر ﻤن ﻤدى اﻝﺨطط اﻹﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ ..ﻜﻤﺎ أﻨﻬﺎ ﺘرﻜـز ﻋﻠـﻰ اﻷﻨﺸـطﺔ اﻝﻘرﻴﺒـﺔ اﻝﺘـﻲ ﻴﺠـب
إﻨﺠﺎزﻫﺎ ﻝﺘﺤﻘﻴق اﻻﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺎت اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠﻤﻨظﻤﺔ.
اﻝﺘﺨطﻴط اﻝﺘﻨﻔﻴذي:
ﻴﺴﺘﺨدم اﻝﻤدﻴر اﻝﺘﺨطﻴط اﻝﺘﻨﻔﻴذي ﻹﻨﺠﺎز ﻤﻬﺎم وﻤﺴـؤوﻝﻴﺎت ﻋﻤﻠـﻪ .وﻴﻤﻜـن أن ﺘﺴـﺘﺨدم ﻤـرة واﺤـدة
أو ﻋــدة ﻤـرات .اﻝﺨطــط ذات اﻻﺴــﺘﺨدام اﻝواﺤــد ﺘطﺒــق ﻋﻠــﻰ اﻷﻨﺸــطﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﺘﻜــرر .ﻜﻤﺜــﺎل ﻋﻠــﻰ
اﻝﺨطـط ذات اﻻﺴـﺘﺨدام اﻝواﺤـد ﺨطـﺔ اﻝﻤوازﻨـﺔ .أﻤـﺎ أﻤﺜﻠـﺔ اﻝﺨطـط ﻤﺴـﺘﻤرة اﻻﺴـﺘﺨدام ﻓﻬـﻲ ﺨطـط
اﻝﺴﻴﺎﺴﺎت واﻹﺠراءات.
ﺨطوات إﻋداد اﻝﺨطط اﻝﺘﻨﻔﻴذﻴﺔ:
اﻝﺨطوة اﻷوﻝﻰ :وﻀﻊ اﻷﻫداف :ﺘﺤدﻴد اﻷﻫداف اﻝﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ.
اﻝﺨطوة اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ :ﺘﺤﻠﻴل وﺘﻘﻴﻴم اﻝﺒﻴﺌﺔ :ﺘﺤﻠﻴل اﻝوﻀﻊ اﻝﺤﺎﻝﻲ واﻝﻤوارد اﻝﻤﺘوﻓرة ﻝﺘﺤﻘﻴق اﻷﻫداف.
اﻝﺨطـوة اﻝﺜﺎﻝﺜـﺔ :ﺘﺤدﻴـد اﻝﺒـداﺌل :ﺒﻨـﺎء ﻗﺎﺌﻤـﺔ ﻤـن اﻻﺤﺘﻤـﺎﻻت ﻝﺴـﻴر اﻷﻨﺸـطﺔ اﻝﺘـﻲ ﺴـﺘﻘودك ﺒﺎﺘﺠـﺎﻩ
أﻫداﻓك.
ﺒﻨﺎء ﻋﻠـﻰ اﻝﻤ ازﻴـﺎ واﻝﻌﻴـوب ﻝﻜـل اﺤﺘﻤـﺎل ﻤـن اﺤﺘﻤـﺎﻻت
اﻝﺨطوة اﻝراﺒﻌﺔ :ﺘﻘﻴﻴم اﻝﺒداﺌل :ﻋﻤل ﻗﺎﺌﻤﺔ ً
ﺴﻴر اﻷﻨﺸطﺔ.
اﻝﺨطوة اﻝﺨﺎﻤﺴﺔ :اﺨﺘﻴﺎر اﻝﺤل اﻷﻤﺜل اﺨﺘﻴﺎر اﻻﺤﺘﻤﺎل ﺼﺎﺤب أﻋﻠﻰ ﻤزاﻴﺎ وأﻗل ﻋﻴوب ﻓﻌﻠﻴﺔ.
اﻝﺨطـوة اﻝﺴﺎدﺴـﺔ :ﺘﻨﻔﻴـذ اﻝﺨطـﺔ :ﺘﺤدﻴــد ﻤـن ﺴـﻴﺘﻜﻔل ﺒﺎﻝﺘﻨﻔﻴـذ ،وﻤـﺎ اﻝﻤـوارد اﻝﻤﻌطـﺎة ﻝـﻪ وﻜﻴــف
ﺴﺘﻘﻴم اﻝﺨطﺔ ،وﺘﻌﻠﻴﻤﺎت إﻋداد اﻝﺘﻘﺎرﻴر.
اﻝﺨطوة اﻝﺴﺎﺒﻌﺔ :ﻤراﻗﺒﺔ وﺘﻘﻴﻴم اﻝﻨﺘﺎﺌﺞ :اﻝﺘﺄﻜد ﻤن أن اﻝﺨطﺔ ﺘﺴﻴر ﻤﺜل ﻤﺎ ﻫـو ﻤﺘوﻗـﻊ ﻝﻬـﺎ ٕواﺠـراء
اﻝﺘﻌدﻴﻼت اﻝﻼزﻤﺔ ﻝﻬﺎ.
-2اﻝﺘﻨظﻴم :
وﻫو اﻝﻤزج ﺒﻴن اﻝﻤوارد اﻝﺒﺸرﻴﺔ واﻝﻤﺎدﻴﺔ ﻤن ﺨﻼل ﺘﺼﻤﻴم ﻫﻴﻜل أﺴﺎس ﻝﻠﻤﻬﺎم واﻝﺼﻼﺤﻴﺎت .
وﻫﻨﺎﻝك أرﺒﻌﺔ ﺸروط ﻓﻲ اﻝﺘﻨظﻴم ﻫﻲ :
.1ﺘﺤدﻴد أﻨﺸطﺔ اﻝﻌﻤل اﻝﺘﻲ ﻴﺠب أن ﺘﻨﺠز ﻝﺘﺤﻘﻴق اﻷﻫداف اﻝﺘﻨظﻴﻤﻴﺔ .
.2ﺘﺼﻨﻴف أﻨواع اﻝﻌﻤل اﻝﻤطﻠوﺒﺔ وﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻝﻌﻤل إﻝﻰ وﺤدات ﻋﻤل إدارﻴﺔ .
.3ﺘﻔوﻴض اﻝﻌﻤل إﻝﻰ أﺸﺨﺎص آﺨرﻴن ﻤﻊ إﻋطﺎﺌﻬم ﻗد اًر ﻤﻨﺎﺴﺒﺎ ﻤن اﻝﺴﻠطﺔ .
.4ﺘﺼﻤﻴم ﻤﺴﺘوﻴﺎت اﺘﺨﺎذ اﻝﻘ اررات .
اﻝﻤﺤﺼﻠﺔ اﻝﻨﻬﺎﺌﻴﺔ ﻤن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﻨظﻴم ﻓﻲ اﻝﻤﻨظﻤﺔ :ﻜل اﻝوﺤـدات اﻝﺘـﻲ ﻴﺘـﺄﻝف ﻤﻨﻬـﺎ )اﻝﻨظـﺎم( ﺘﻌﻤـل
ﺒﺘﺂﻝف ﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻤﻬﺎم وﻝﺘﺤﻘﻴق اﻷﻫداف ﺒﻜﻔﺎءة وﻓﺎﻋﻠﻴﺔ.
اﻝﻌﻤﻠﻴــﺔ اﻝﺘﻨظﻴﻤﻴــﺔ ﺘﺠﻌــل ﺘﺤﻘﻴــق ﻏﺎﻴــﺔ اﻝﻤﻨظﻤــﺔ اﻝﻤﺤــددة ﺴــﺎﺒﻘﺎ ﻓــﻲ ﻋﻤﻠﻴــﺔ اﻝﺘﺨطــﻴط أﻤـ ار ﻤﻤﻜﻨــﺎ.
ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ ذﻝك ،ﻓﻬﻲ ﺘﻀﻴف ﻤزاﻴﺎ أﺨرى.
.1ﺘوﻀﻴﺢ ﺒﻴﺌﺔ اﻝﻌﻤل :ﻜل ﺸﺨص ﻴﺠب أن ﻴﻌﻠم ﻤـﺎذا ﻴﻔﻌـل .ﻓﺎﻝﻤﻬـﺎم واﻝﻤﺴـؤوﻝﻴﺎت اﻝﻤﻜﻠـف ﺒﻬـﺎ
ﻜل ﻓردٕ ،وادارة ،واﻝﺘﻘﺴﻴم اﻝﺘﻨظﻴم اﻝﻌﺎم ﻴﺠب أن ﻴﻜون واﻀﺤﺎ وﻨوﻋﻴـﺔ وﺤـدود اﻝﺴـﻠطﺎت ﻴﺠـب
أن ﺘﻜون ﻤﺤددة .
.2ﺘﻨﺴﻴق ﺒﻴﺌﺔ اﻝﻌﻤل :اﻝﻔوﻀﻰ ﻴﺠب أن ﺘﻜـون ﻓـﻲ أدﻨـﻰ ﻤﺴـﺘوﻴﺎﺘﻬﺎ ﻜﻤـﺎ ﻴﺠـب اﻝﻌﻤـل ﻋﻠـﻰ إ ازﻝـﺔ
اﻝﻌﻘﺒــﺎت .واﻝــرواﺒط ﺒــﻴن وﺤــدات اﻝﻌﻤــل اﻝﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ ﻴﺠــب أن ﺘﻨﻤــﻰ وﺘطــور ﻜﻤــﺎ أن اﻝﺘوﺠﻴﻬــﺎت
ﺘﻌرف .
ﺒﺨﺼوص اﻝﺘﻔﺎﻋل ﺒﻴن اﻝﻤوظﻔﻴن ﻴﺠب أن ّ
.3اﻝﻬﻴﻜـل اﻝرﺴـﻤﻲ ﻻﺘﺨـﺎذ اﻝﻘـ اررات :اﻝﻌﻼﻗـﺎت اﻝرﺴـﻤﻴﺔ ﺒـﻴن اﻝـرﺌﻴس واﻝﻤـرؤوس ﻴﺠـب أن ﺘطـور
ﻤن ﺨﻼل اﻝﻬﻴﻜـل اﻝﺘﻨظﻴﻤـﻲ ﻫـذا ﻤـﺎ ﻴﺠﻌـل اﻨﺘﻘـﺎل اﻷواﻤـر ﺒﺸـﻜل ﻤرﺘـب ﻋﺒـر ﻤﺴـﺘوﻴﺎت اﺘﺨـﺎذ
اﻝﻘ اررات .
اﻝﺨطوات اﻝﺨﻤس ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﻨظﻴم:
اﻝﺨطـط ﺘﻤﻠـﻲ ﻋﻠـﻰ اﻝﻤﻨظﻤـﺔ اﻝﻐﺎﻴـﺔ واﻷﻨﺸـطﺔ اﻝﺘـﻲ ﻴﺠـب أن ﺘﺴـﻌﻰ ﻹﻨﺠﺎزﻫـﺎ .ﻤـن اﻝﻤﻤﻜـن إﻨﺸـﺎء
إدارات ﺠدﻴــدة ،أو إﻋطــﺎء ﻤﺴــؤوﻝﻴﺎت ﺠدﻴــدة ﻝــﺒﻌض اﻹدارات اﻝﻘدﻴﻤــﺔ ،ﻜﻤــﺎ ﻴﻤﻜــن إﻝﻐــﺎء ﺒﻌــض
اﻹدارات .أﻴﻀـﺎ ﻗـد ﺘﻨﺸـﺄ ﻋﻼﻗـﺎت ﺠدﻴـدة ﺒـﻴن ﻤﺴـﺘوﻴﺎت اﺘﺨـﺎذ اﻝﻘـ اررات .ﻓـﺎﻝﺘﻨظﻴم ﺴﻴﻨﺸـﺊ اﻝﻬﻴﻜـل
وﻴﻘﻴد اﻝﻌﻼﻗﺎت اﻝﻤﻌﻤول ﺒﻬﺎ اﻵن.
اﻝﺠدﻴد ﻝﻠﻌﻼﻗﺎت ّ
ﻤﺎ اﻷﻨﺸطﺔ اﻝﻀـرورﻴﺔ ﻝﺘﺤﻘﻴـق اﻷﻫـداف اﻝﺘﻨظﻴﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤـددة؟ ﻴﺠـب إﻋـداد ﻗﺎﺌﻤـﺔ ﺒﺎﻝﻤﻬـﺎم اﻝواﺠـب
إﻨﺠﺎزﻫﺎ اﺒﺘداء ﺒﺎﻷﻋﻤﺎل اﻝﻤﺴﺘﻤرة )اﻝﺘﻲ ﺘﺘﻜرر ﻋدة ﻤرات( واﻨﺘﻬﺎء ﺒﺎﻝﻤﻬﺎم اﻝﺘﻲ ﺘﻨﺠز ﻤرة واﺤدة.
إن ﻤﻔﻬــوم اﻝﺤﺼــص ﻜوﻨــﻪ ﻗﺎﻋــدة ﻝﻬــذﻩ اﻝﺨطــوة ﻫــو أﺼــل اﻝﻌﻤــل اﻝﺘﻨظﻴﻤــﻲ .ﻓــﻲ ﺒــدء اﻹدارات
اﻝطﺒﻴﻌﺔ ،اﻝﻐﺎﻴﺔ ،اﻝﻤﻬـﺎم ،وأداء اﻹدارة ﻴﺠـب أن ﻴﺤـدد أوﻻ ﻋﻠـﻰ أﻨﻬـﺎ أﺴـﺎس ﻝﻠﺴـﻠطﺔ ،ﻫـذﻩ اﻝﺨطـوة
ﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺒداﻴﺔ وأﺜﻨﺎء اﻝﻌﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﻨظﻴﻤﻴﺔ.
اﻝﺨطوة اﻝﺨﺎﻤﺴﺔ :ﺘﺼﻤﻴم ﻤﺴﺘوﻴﺎت اﻝﻌﻼﻗﺎت:
ﻫـذﻩ اﻝﺨطـوة ﺘﺤـدد اﻝﻌﻼﻗـﺎت اﻝ أرﺴـﻴﺔ واﻝﻌرﻀـﻴﺔ )اﻷﻓﻘﻴـﺔ( ﻓـﻲ اﻝﻤﻨظﻤـﺔ ﻜﻜـل .اﻝﻬﻴﻜـل اﻷﻓﻘـﻲ ﻴﺒـﻴن
ﻤن اﻝﻤﺴؤول ﻋن ﻜل ﻤﻬﻤﺔ .أﻤﺎ اﻝﻬﻴﻜل اﻝرأﺴﻲ ﻓﻴﻘوم ﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ:
-3اﻝﺘوظﻴف :
وﻫو ﻤﺒدأ أﺴﺎس ﻤن ﻤﺒﺎدئ ﺘﻜوﻴن اﻝﻔرﻴق اﻝﻨﺎﺠﺢ اﻝذي ﺘﻨﻬض ﺒﻪ اﻝﻤؤﺴﺴﺔ وﺘزاول ﻨﺸﺎطﻬﺎ
ﺒﺎﻝﺸﻜل اﻝﻼﺌق اﻝﺼﺤﻴﺢ ﻓﻬو اﺨﺘﻴﺎر اﻹﻨﺴﺎن اﻝﻤﻨﺎﺴب ووﻀﻌﻪ ﻓﻲ اﻝﻤﻜﺎن اﻝﻤﻨﺎﺴب وﻓق ﻤﻨﻬﺞ
ﻤﻌﻴن ﺒﺎﻻﺨﺘﻴﺎر واﻝﺘﻌﻴﻴن أو اﻝﺘﻌﺎﻗد ﻤﻊ ﻋدم إﻏﻔﺎل ﺠﺎﻨب اﻝﺘدرﻴب واﻝﺘﺄﻫﻴل وﺤﻴث إن اﻝﻤﻨﺘﻤﻴن
ﻝﻠﻤؤﺴﺴﺔ ﻫم اﻷﻜﺜر أﻫﻤﻴﺔ ﻤن اﻝﻤوارد اﻷﺨرى ﻝذا ﻴﺠب اﻝﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻴﻬم وزﻴﺎدة ﺼﻘﻠﻬم ﻤﻊ
طﻠب آﺨرﻴن ﻝﻤلء اﻝوظﺎﺌف اﻝﺸﺎﻏرة ﻤن ﺨﻼل اﻝﺘوظﻴف واﻻﺴﺘﻤرار ﺒﺘﺨطﻴط اﻝﻤوارد اﻝﺒﺸرﻴﺔ
طﻴﻠﺔ ﻋﻤل اﻝﻤؤﺴﺴﺔ .
اﻝﻐﺎﻴﺔ ﻤن ﺘﺨطﻴط اﻝﻤوارد اﻝﺒﺸرﻴﺔ ﻫﻲ اﻝﺘﺄﻜد ﻤن ﺘﻐطﻴـﺔ اﺤﺘﻴﺎﺠـﺎت اﻝﻤﻨظﻤـﺔ ﻤـن اﻝﻤـوظﻔﻴن .وﻴـﺘم
ﻋﻤــل ذﻝــك ﺒﺘﺤﻠﻴــل ﺨطــط اﻝﻤﻨظﻤــﺔ ﻝﺘﺤدﻴــد اﻝﻤﻬــﺎرات اﻝﻤطﻠــوب ﺘواﻓرﻫــﺎ ﻓــﻲ اﻝﻤــوظﻔﻴن .وﻝﻌﻤﻠﻴــﺔ
ﺘﺨطﻴط اﻝﻤوارد اﻝﺒﺸرﻴﺔ ﺜﻼﺜﺔ ﻋﻨﺎﺼر ﻫﻲ:
ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻝﻌﻤﻠﻴــﺔ ﻴﺠــب ﻋﻠــﻰ اﻹدارة ﺠــذب اﻝﻤرﺸــﺤﻴن ﻝﺴ ـد اﻻﺤﺘﻴﺎﺠــﺎت ﻤــن اﻝوظــﺎﺌف اﻝﺸــﺎﻏرة
وﺘﺴﺘﺨدم اﻹدارة أداﺘﻴن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻫﻤﺎ ﻤواﺼـﻔﺎت اﻝوظﻴﻔـﺔ وﻤﺘطﻠﺒﺎﺘﻬـﺎ وﻗـد ﺘﻠﺠـﺄ اﻹدارة ﻝﻌدﻴـد
اﻝوﺴ ـ ــﺎﺌل ﻝﻠﺒﺤ ـ ــث ﻋﻤ ـ ــن ﻴﻐط ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذﻩ اﻻﺤﺘﻴﺎﺠـ ــﺎت ،ﻤﺜ ـ ــل :اﻝﺠ ارﺌ ـ ــد اﻝﻌﺎدﻴـ ــﺔ واﻝﺠ ارﺌ ـ ــد اﻝﻤﺨﺘﺼ ـ ــﺔ
ﺒﺎﻹﻋﻼﻨــﺎت ،ووﻜ ــﺎﻻت اﻝﻌﻤــل ،أو اﻻﺘﺼــﺎل ﺒﺎﻝﻤﻌﺎﻫــد واﻝﻜﻠﻴ ــﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴــﺔ ،وﻤﺼ ــﺎدر )داﺨﻠﻴ ــﺔ أو
ﺨﺎرﺠﻴﺔ( أﺨـرى ،وﺤﺎﻝﻴـﺎ ﺒـدأت اﻹﻋﻼﻨـﺎت ﻋـن اﻝوظـﺎﺌف واﻻﺤﺘﻴﺎﺠـﺎت ﺘـدار ﻋـن طرﻴـق اﻹﻨﺘرﻨـت
ﺤﻴث أﻨﺸﺌت ﻋدﻴد اﻝﻤواﻗﻊ ﻝﻬذا اﻝﻐرض.
ﺜﺎﻝﺜﺎ :اﻻﺨﺘﻴــــــــــــﺎر:
ﺒﻌــد ﻋﻤﻠﻴــﺔ اﻝﺘــوﻓﻴر ،ﻴــﺘم ﺘﻘﻴــﻴم ﻫــؤﻻء اﻝﻤرﺸــﺤﻴن اﻝــذﻴن ﺘﻘــدﻤوا ﻝﺸــﻐل اﻝﻤواﻗــﻊ اﻝﻤﻌﻠــن ﻋﻨﻬــﺎ ،وﻴــﺘم
اﺨﺘﻴﺎر ﻤن ﺘﺘوﻓر ﻓﻴﻪ اﻝﺸروط .
ﺨطـوات ﻋﻤﻠﻴـﺔ اﻻﺨﺘﻴـﺎر ﻗـد ﺘﺘﻀـﻤن ﻤـلء ﺒﻌـض اﻻﺴـﺘﻤﺎرات ،وﻤﻘـﺎﺒﻼت ،واﺨﺘﺒـﺎرات ﺘﺤرﻴرﻴـﺔ أو
ﻤﺎدﻴﺔ ،واﻝرﺠوع ﻷﺸﺨﺎص أو ﻤﺼﺎدر ذات ﻋﻼﻗﺔ ﺒﺎﻝﺸﺨص اﻝﻤﺘﻘدم ﻝﻠوظﻴﻔﺔ.
ﺒﻤﺠرد اﺨﺘﻴﺎر اﻝﻤوظف ﻴﺠب أن ﻴﺘم دﻤﺠﻪ ﺒﺎﻝﻤﻨظﻤﺔ ،ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﻌرﻴف ﺒﺎﻝﻤﻨظﻤـﺔ ﺘﺘﻀـﻤن ﺘﻌرﻴـف
ﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻝﻌﻤل ﺒﺎﻝﻤوظف اﻝﺠدﻴد ٕواطﻼﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺎﺴﺎت وأﻨظﻤﺔ اﻝﻤﻨظﻤﺔ.
ﺨﺎﻤﺴﺎ :اﻝﺘدرﻴب واﻝﺘطوﻴر:
ﻤــن ﺨــﻼل اﻝﺘــدرﻴب واﻝﺘطــوﻴر ﺘﺤــﺎول اﻝﻤﻨظﻤــﺔ زﻴــﺎدة ﻗــدرة اﻝﻤــوظﻔﻴن ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﺸــﺎرﻜﺔ ﻓــﻲ ﺘﺤﺴــﻴن
ﻜﻔﺎءة اﻝﻤﻨظﻤﺔ.
ﻴﺘم ﺘﺼﻤﻴم ﻫذا اﻝﻨظﺎم ﻝﻠﺘﺄﻜد ﻤن أن اﻷداء اﻝﻔﻌﻠﻲ ﻝﻠﻌﻤل ﻴواﻓق ﻤﻌﺎﻴﻴر اﻷداء اﻝﻤﺤددة.
ﻗـ اررات اﻝﺘوظﻴــف ﻜﺎﻝﻤﺘﻌﻠﻘــﺔ ﺒﺎﻝﻤﻜﺎﻓــﺂت اﻝﺘﺸــﺠﻴﻌﻴﺔ ،اﻝﻨﻘــل ،اﻝﺘرﻗﻴــﺎتٕ ،واﻨـزال اﻝﻤوظــف درﺠــﺔ ﻜﻠﻬــﺎ
ﻴﺠب أن ﺘﻌﺘﻤد ﻋﻠﻰ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺘﻘﻴﻴم اﻷداء.
اﻻﺴـﺘﻘﺎﻝﺔ اﻻﺨﺘﻴﺎرﻴﺔ،واﻝﺘﻘﺎﻋـد ،واﻹﻴﻘـﺎف اﻝﻤؤﻗـت ،واﻝﻔﺼـل ﻴﺠـب أن ﺘﻜـون ﻤـن اﻫﺘﻤﺎﻤـﺎت اﻹدارة
أﻴﻀﺎ.
-4اﻝﺘوﺠﻴﻪ :
ٕواﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺘﻬﺎ وﺘوﻀﻴﺢ ﻤﺠﻤل اﻝﺨطط ﻫو إرﺸﺎد اﻝﻤوظﻔﻴن وﺘوﺠﻴﻬﻬم ﻷﻫداف اﻝﻤؤﺴﺴﺔ
وﻴﺘوﺠب ﻋﻠﻰ اﻝرؤﺴﺎء واﻝﻤدﻴرﻴن ﻗﻴﺎدة اﻝﻤوظﻔﻴن وﺘوﺠﻴﻬﻬم اﻝﺘوﺠﻴﻪ اﻷﻤﺜل ﻝﺘﺤﻘﻴق اﻷﻫداف
اﻝﺘﻲ أﻨﺸﺌت اﻝﻤؤﺴﺴﺔ ﻷﺠﻠﻬﺎ ﻤن ﺨﻼل اﻹرﺸﺎد واﻝﺘوﺠﻴﻪ واﻝﺘﻜﻠﻴف وﺘﺤدﻴد اﻝﻤﻬﺎم واﻝﺼﻼﺤﻴﺎت
واﻝﺘدرﻴب واﻝﺘﺄﻫﻴل واﻝﺘﺤﻔﻴز واﻝﺘﺸﺠﻴﻊ ،ﻓﺤﺴن اﻝﻤﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻝﺘوﺠﻴﻪ واﻝﻘﻴﺎدة ﻤن ﻤﺤﺎﺴن اﻹدارة
اﻝﻨﺎﺠﺤﺔ ،ﺤﻴث إﻨﻪ وﻓﻲ دراﺴﺔ أﺠرﻴت ﻤؤﺨ ار ﻓﻲ إﺤدى اﻝدول اﻷورﺒﻴﺔ ﺘﺒﻴن أن اﻝﻐﺎﻝﺒﻴﺔ ﻤن
اﻝﻤوظﻔﻴن اﻝذﻴن ﻴرﻏﺒون ﻓﻲ اﻻﺴﺘﻘﺎﻝﺔ أو اﻻﻨﺘﻘﺎل إﻝﻰ ﻤﻜﺎن ﻋﻤل أﺨر ﺘﺄﺘﻲ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻜرﻫﻬم
ﻝﻠرؤﺴﺎء واﻝﻤدﻴرﻴن وﻋدم اﻻﻨﺴﺠﺎم واﻝﺘﻨﺎﻏم ﻤﻌﻬم وﻻ ﺘﺄﺘﻲ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻜرﻩ اﻝﻤؤﺴﺴﺔ اﻝﻌﺎﻤﻠﻴن ﺒﻬﺎ ﻝذا
ﻴﺘوﺠب اﻝﺘﺄﻨﻲ ﻓﻲ اﺘﺨﺎذ اﻝﻘرار واﻝﺘﻔﻜﻴر ﻤﻠﻴﺎ ﻓﻲ اﻷﺜر اﻝﻨﺎﺠم ﻋﻨﻪ واﻷﺨذ ﺒﺎﻻﻋﺘﺒﺎر اﻝﺘﻔرﻴط
واﻹﻫﻤﺎل ﻝﻠﻌﻨﺼر اﻝﺒﺸري واﻝﺘﺄﻜد ﻜل اﻝﺘﺄﻜد ﻤن أن اﻝﻘرار اﻝذي ﺴﻴﺘم اﺘﺨﺎذﻩ ﻫو ﻗرار ﺴﻠﻴم ﻤﺒﻨﻲ
ﻋﻠﻰ أﺴس ﺴﻠﻴﻤﺔ ..ﻜذﻝك ﻴﺠب ﺠﻌل اﻷواﻤر واﻀﺤﺔ وﻤﺨﺘﺼرة وﺘﻔوﻴض ﺠﻤﻴﻊ اﻝﻌﺎﻤﻠﻴن
ﺒﻤﻬﺎﻤﻬم وﻤﻨﺤﻬم ﺼﻼﺤﻴﺔ إﺘﻤﺎﻤﻬﺎ.
ﻤﺘﻐﻴرات اﻝﺘوﺠﻴﻪ:
أﺴـﺎس اﻝﺘوﺠﻴـﻪ ﻝﻠﻤرؤوﺴـﻴن ﺴـﻴﺘرﻜز ﺤـول اﻝـﻨﻤط ﻓـﻲ اﻝﻘﻴـﺎدة )دﻜﺘـﺎﺘوري ،دﻴﻤﻘ ارطـﻲ ،ﻋـدم اﻝﺘﻘﻴﻴـد(
وطرﻴﻘﺘﻪ ﻓﻲ اﺘﺨﺎذ اﻝﻘ اررات .ﻫﻨﺎﻝـك ﻋدﻴـد اﻝﻤﺘﻐﻴـرات اﻝﺘـﻲ ﺴـﺘﺘدﺨل ﻓـﻲ اﻝﻘـرار ﺤـول ﻜﻴﻔﻴـﺔ ﺘوﺠﻴـﻪ
اﻝﻤرؤوﺴﻴن ﻤﺜل :ﻤدى ﺨطورة اﻝﺤﺎﻝﺔ ،اﻝﻨﻤط اﻝﻘﻴﺎدي ،ﺘﺤﻔﻴـز اﻝﻤرؤوﺴـﻴن ،وﻏﻴرﻫـﺎ .ﺒﺎﻹﻀـﺎﻓﺔ إﻝـﻰ
ذﻝك ﻜون اﻝﻘﺎﺌد ﻤوﺠﻬﺎ ﻝﻶﺨرﻴن ﻋﻠﻴﻪ اﻷﺘﻲ :
اﻝﻤﻘﺘرﺤــﺎت اﻝﺘﺎﻝﻴــﺔ ﻤﻘﺘﺒﺴــﺔ ﻤــن ﻜﺘــﺎب ))ﻤــﺎ اﻝــذي ﻴﺠــب أن ﻴﻌرﻓــﻪ ﻜــل ﻤﺸــرف" ﻝﻠﻜــﺎﺘﺒﻴن ﻝﻴﺴــﺘﺎر
ﺒﻴﺘل وﺠون ﻨﻴﺴﺘروم((.
.1ﻻ ﺘﺠﻌﻠﻬــﺎ ﻨ ازﻋــﺎ ﻤــن أﺠــل اﻝﺴــﻠطﺔ ﺤــﺎول أن ﺘرﻜــز اﻫﺘﻤﺎﻤــك – واﻫﺘﻤــﺎم اﻝﻤــوظﻔﻴن -ﻋﻠــﻰ
اﻷﻫـداف اﻝواﺠـب ﺘﺤﻘﻴﻘﻬـﺎ .اﻝﻔﻜـرة ﻫـﻲ أن ﺘﺘﺨﻴـل أن ﻫـذا ﻫـو اﻝوﻀـﻊ اﻝـذي ﺘﻘﺘﻀـﻴﻪ اﻷواﻤـر،
ﻓﻬو ﻝﻴس ﻤﺒﻨﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻫوى اﻝﻤدﻴر .
.2ﺘﺠﻨب اﻷﺴﺎﻝﻴب اﻝﺨﺸﻨﺔ .إذا أردت أن ﻴﺄﺨذ ﻤوظﻔوك اﻝﺘﻌﻠﻴﻤﺎت ﺒﺠدﻴﺔ .
.3اﻨﺘﺒﻪ ﻝﻜﻠﻤﺎﺘك .اﻝﻜﻠﻤﺎت ﻗد ﺘﺼﺒﺢ ﻤوﺼﻼ ﻏﻴر ﻤوﺜـوق ﻓﻴـﻪ ﻷﻓﻜـﺎرك! ﻜﻤـﺎ ﻋﻠﻴـك أﻴﻀـﺎ ﻤراﻗﺒـﺔ
ﻨﺒرة ﺼوﺘك .ﻤﻌظم اﻝﻨـﺎس ﻴﺘﻘﺒﻠـون ﺤﻘﻴﻘـﺔ أن ﻋﻤـل اﻝﻤﺸـرف ﻫـو إﺼـدار اﻷواﻤـر واﻝﺘﻌﻠﻴﻤـﺎت.
وﻤﻌﺎرﻀﺘﻬم ﻝﻬذﻩ اﻷواﻤر ﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻝطرﻴﻘﺔ اﻝﺘﻲ أﺼدرت ﺒﻬﺎ ﻫذﻩ اﻷواﻤر .
.4ﻻ ﺘﻔﺘــرض أن اﻝﻤــوظﻔﻴن ﻓﻬﻤ ـوا ﻜــل ﺸــﻲء أﻋــط اﻝﻤــوظﻔﻴن ﻓرﺼــﺔ ﻝطــرح اﻷﺴــﺌﻠﺔ وﻤﻨﺎﻗﺸــﺔ
اﻷﻫداف .دﻋﻬم ﻴؤﻜدون ﻓﻬﻤﻬم ﺒﺠﻌﻠﻬم ﻴﻜررون ﻤﺎ ﻗﻠﺘﻪ .
.5ﺘﺄﻜـد ﻤـن ﺤﺼـوﻝك ﻋﻠـﻰ "اﻝﺘﻐذﻴـﺔ اﻝراﺠﻌـﺔ" ﺒﺎﻝطرﻴﻘـﺔ اﻝﺼـﺤﻴﺤﺔ أﻋـط اﻝﻤـوظﻔﻴن اﻝـذﻴن ﻴرﻴـدون
اﻻﻋﺘراض ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻬﺎم اﻝﻔرﺼﺔ ﻝﻌﻤل ذﻝك ﻓﻲ اﻝوﻗت اﻝذي ﺘﻔوض ﻓﻴـﻪ اﻝﻤﻬـﺎم ﻝﻬـم .إن ﻤﻌرﻓـﺔ
واﻝﺴﻴطرة ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻌﺎرﻀﺔ وﺴوء اﻝﻔﻬم ﻗﺒل ﺒدء اﻝﻌﻤل أﻓﻀل ﻤن اﻻﻨﺘظﺎر ﻝﻤﺎ ﺒﻌد ذﻝك
.6ﻻ ﺘﻌط ﻜﺜﻴ اًر ﻤن اﻷواﻤر اﻝﻤﻌﻠوﻤـﺎت اﻝ ازﺌـدة ﻋـن اﻝﺤـد ﺘﻌﺘﺒـر ﻤﺜﺒطـﺔ ﻝﻠﻌـﺎﻤﻠﻴن اﺠﻌـل ﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺘـك
ﻤﺨﺘﺼرة وﻤﺒﺎﺸرة اﻨﺘظر ﺤﺘﻰ ﻴﻨﺘﻬﻲ اﻝﻌﺎﻤﻠون ﻤن اﻝﻌﻤل اﻷول ﻗﺒل أن ﺘطﻠب ﻤﻨﻬم اﻝﺒـدء ﻓـﻲ
ﻋﻤل ﺜﺎن .
-5اﻝرﻗﺎﺒﺔ :
وﻫ ــﻲ ﻤراﻗﺒ ــﺔ اﻷداء وﺘﺼ ــﺤﻴﺢ اﻝﻤﺴ ــﺎر إذا ﻤ ــﺎ ﺘ ــم اﻻﻨﺤـ ـراف ﻋﻨ ــﻪ واﻝﺘﺤﻘ ــق ﻤ ــن ﺘﺤﻘﻴ ــق اﻷﻫ ــداف
واﻝﺨطــط وﺘطﺒﻴــق اﻝﻘ ـواﻨﻴن واﻝﻠ ـواﺌﺢ ﺒﺎﻝﻤؤﺴﺴــﺔ ﻓﺎﻝوظــﺎﺌف اﻷرﺒــﻊ اﻝﺴــﺎﺒﻘﺔ ﻴﺠــب أن ﺘ ارﻗــب وﺘﺘــﺎﺒﻊ
ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﺘم اﻝﺨروج ﻋن اﻝﻤﺴﺎر اﻝﻤرﺴوم ﻝﻠﻤؤﺴﺴﺔ ﻓﺘﻔﺸل اﻝﺨطط وﻻ ﺘﺘﺤﻘـق اﻷﻫـداف إذ اﻝﻤراﻗﺒـﺔ
ﺘﺴــﺘﺒق ﺤــدوث اﻝوﻗــﺎﺌﻊ وﺘﻤﻨــﻊ ﻜــل أﻨ ـواع اﻹﺨــﻼل ﺒــﺎﻝﻘواﻨﻴن واﻹﻫﻤــﺎل واﻝﺘﺴــﻴب اﻹداري واﻝﻤــﺎدي
اﻝ ــذي ﻴﺴ ــﺒب اﻻﻨﺤ ــﻼل واﻝﺘ ــدﻨﻲ ﻓ ــﻲ اﻝﻤﺴ ــﺘوي اﻝﻌﻤﻠ ــﻲ ﻝﻠﻤؤﺴﺴ ــﺔ وﺠﺎﻨ ــب ﺘﻘ ــدﻴم اﻝﺨ ــدﻤﺎت ﻝﻜ ــﻴﻼ
ﻴﺘﺤول اﻝﻤوظف إﻝﻰ إﻨﺴﺎن ﻤﺴﺘﺒد ﻤﻬﻤل ﻤﺘﺠرد ﻤن اﻝﻠﺒﺎﻗﺔ وﺤﺴن اﻝﺨﻠق واﻷداء.
ﺨطوات اﻝﻌﻤﻠﻴﺔ اﻝرﻗﺎﺒﻴﺔ اﻷرﺒﻊ ﻫﻲ:
اﻝﻌﻤﻠﻴ ــﺎت
ّ اﻝﺴ ــﻠﻊ أو
ﻨوﻋﻴــﺔ ،ﺼـ ّـﻤﻤت ﻝﻤﺴــﺎﻋدة ﻤ ارﻗــب أداء اﻝﻨــﺎس و ّ
ﻜﻤّﻴــﺔ أو ّ
اﻝﻤﻌﻴــﺎر أداة ﻗﻴــﺎس ّ
اﻝﻤﻌـﺎﻴﻴر ﺘﺴـﺘﺨدم ﻝﺘﺤدﻴـد اﻝﺘﻘ ّـدم ،أو اﻝﺘـﺄﺨر ﻋـن اﻷﻫـداف طﺒﻴﻌـﺔ اﻝﻤﻌﻴـﺎر اﻝﻤﺴـﺘﺨدم ﻴﻌﺘﻤـد ﻋﻠـﻰ
اﻷﻤر اﻝﻤراد ﻤﺘﺎﺒﻌﺘﻪّ .أﻴﺎ ﻜﺎﻨـت اﻝﻤﻌـﺎﻴﻴر ،ﻴﻤﻜـن ﺘﺼـﻨﻴﻔﻬم ﺠﻤﻴﻌـﺎ إﻝـﻰ إﺤـدى ﻫـﺎﺘﻴن اﻝﻤﺠﻤـوﻋﺘﻴن:
ﻘﻨﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ وﺼف ﻝﻜ ّل ﻨوع .
اﻝﻤﻌﺎﻴﻴر اﻹدارّﻴﺔ أو اﻝﻤﻌﺎﻴﻴر اﻝﺘّ ّ
اﻹدارﻴﺔ :
ّ أ -اﻝﻤﻌﺎﻴﻴر
ﺘﺘﻀﻤن ﻋدة أﺸﻴﺎء ﻜﺎﻝﺘﻘﺎرﻴر واﻝﻠـواﺌﺢ وﺘﻘﻴﻴﻤـﺎت اﻷداء ﻴﻨﺒﻐـﻲ أن ﺘرّﻜـز ﺠﻤﻴﻌﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻝﻤﺴـﺎﺤﺎت
ّ
ﺘﻌﺒـر اﻝﻤﻘـﺎﻴﻴس اﻹدارّﻴـﺔ ﻋـن ﻤـن ،ﻤﺘـﻰ
اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ وﻨـوع اﻷداء اﻝﻤطﻠـوب ﻝﺒﻠـوغ اﻷﻫـداف اﻝﻤﺤـددةّ .
ّ
وﻝﻤﺎذا اﻝﻌﻤل.
ﻘﻨﻴﺔ :
ب -اﻝﻤﻌﺎﻴﻴر اﻝﺘّ ّ
وﻗﺎﺌﻴﺎ .
ﻫذﻩ اﻝﺨطوة ﺘﻌﺘﺒر ﻤﻘﻴﺎﺴﺎ ّ
ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻝﺨطـوة ،ﻴﻘـﻴس اﻝﻤـدﻴرون اﻷداء وﻴﺤ ّـددون إن ﻜـﺎن ﻴﺘﻨﺎﺴــب ﻤـﻊ اﻝﻤﻌـﺎﻴﻴر اﻝﻤﺤ ّـددة .ﻓــﺈذا
ﻜﺎﻨــت ﻨﺘــﺎﺌﺞ اﻝﻤﻘﺎرﻨــﺔ أو اﻝﻘﻴﺎﺴــﺎت ﻤﻘﺒوﻝــﺔ -ﺨــﻼل اﻝﺤــدود اﻝﻤﻔﺘرﻀــﺔ -ﻓــﻼ ﺤﺎﺠــﺔ ﻻﺘﺨــﺎذ أي
إﺠراء .إﻤﺎ إن ﻜﺎﻨت اﻝﻨﺘﺎﺌﺞ ﺒﻌﻴدة ﻋن ﻤﺎ ﻫو ﻤﺘوﻗﻊ أو ﻏﻴر ﻤﻘﺒول ﻓﻴﺠب اﺘﺨﺎذ اﻹﺠراء اﻝﻼزم .
ﺘﺤدﻴــد اﻹﺠ ـراء اﻝﺼــﺤﻴﺢ اﻝواﺠــب اﺘﺨ ـﺎذﻩ ﻴﻌﺘﻤــد ﻋﻠــﻰ ﺜﻼﺜــﺔ أﺸــﻴﺎء :اﻝﻤﻌﻴــﺎر ،دﻗّــﺔ اﻝﻘﻴﺎﺴــﺎت اﻝﺘــﻲ
ّﺒﻴﻨت وﺠود اﻻﻨﺤراف ،وﺘﺤﻠﻴل أداء اﻝﺸﺨص أو اﻵﻝﺔ ﻝﻤﻌرﻓﺔ ﺴﺒب اﻻﻨﺤراف .ﻀﻊ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒـﺎر
ﻤرﺨﻴﺔ ﺠ دا أو ﺼﺎرﻤﺔ ﺠ دا اﻝﻘﻴﺎﺴﺎت ﻗد ﺘﻜـون ﻏﻴـر دﻗﻴﻘـﺔ ﺒﺴـﺒب رداءة
ّ أن ﺘﻠك اﻝﻤﻌﺎﻴﻴر ﻗد ﺘﻜون
اﺴﺘﺨدام آﻻت اﻝﻘﻴﺎس أو ﺒﺴـﺒب وﺠـود ﻋﻴـوب ﻓـﻲ اﻵﻻت ﻨﻔﺴـﻬﺎ .وأﺨﻴ ًـرا ،ﻤـن اﻝﻤﻤﻜـن أن ﺘﺼـدر
ﻘوﻴﻤﻴﺔ اﻝواﺠب اﺘﺨﺎذﻫﺎ .
ﻋن اﻝﻨﺎس أﺤﻜﺎم ردﻴﺌﺔ ﻋﻨد ﺘﺤدﻴد اﻹﺠراءات اﻝﺘّ ّ
وﻴﻘﺼـد ﺒﻬـﺎ اﻝﺘﺴﻠﺴــل اﻝـوظﻴﻔﻲ ﻓــﻲ اﺴـﺘﻘﺒﺎل اﻷواﻤــر ﻤـن اﻝﻤﺴــﺘوى اﻷﻋﻠـﻰ ﻝﻸدﻨــﻰ وﺘﺤدﻴـد ﻗﻨـوات
ﻝﻬﺎ ﻴﺘم ﻤن ﺨﻼﻝﻬـﺎ اﻝﺘﻌﺎﻤـل وﻴﻔـرض ﻋﻠـﻰ اﻝﺠﻤﻴـﻊ ﻓﻴﻠﺘزﻤـون ﺒـﻪ ﻝﻴﺘﻜـون ﻨﻤـط إداري ﻤـﻨظم ﺘـﺘم ﻤـن
ﺨﻼﻝــﻪ اﻝﻌﻤﻠﻴــﺔ اﻝﻴوﻤﻴــﺔ ﻝــﻺدارة وﺒﺎﻹﻤﻜــﺎن ﺘﺠــﺎوز ﻫــذﻩ اﻝﻘﻨ ـوات ﻓﻘــط ﻋﻨــدﻤﺎ ﺘوﺠــد ﺤﺎﺠــﺔ ﺤﻘﻴﻘﻴــﺔ
ﻝﻠﻤﺸرﻓﻴن ﻝﺘﺠﺎوزﻫﺎ وﺘﺘم اﻝﻤواﻓﻘﺔ ﺒﻴﻨﻬم ﻋﻠﻰ ذﻝك ..
ﻫــذﻩ وظــﺎﺌف اﻹدارة اﻝرﺌﻴﺴــﺔ وأﺼــوﻝﻬﺎ اﻝﺘــﻲ اﺴــﺘﻤددﻨﺎﻫﺎ ﻤــن اﻝﻜﺎﺘــب وﻋــﺎﻝم اﻹدارة "ﻫﻨــري ﻓــﺎﻴول"
واﻝﺘــﻲ إذا ﻤــﺎ ﻋﻤــل ﺒﻬــﺎ وطﺒﻘــت ﻓﺴــﺘﻌود ﺒﺎﻝﻨﺠــﺎح ﻋﻠــﻰ اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت واﻝﻤﻨظﻤــﺎت واﻝﻤﺸــﺎرﻴﻊ ،ﻓﻠﻘــد
ﻗــدﻤت ﻨﻤوذﺠــﺎ ﻨﺎﺠﺤــﺎ طﻴﻠــﺔ ﻗــرن ﻜﺎﻤــل وﻤﺎ ازﻝــت إﻻ أﻨﻬــﺎ ﻴــﺘم ﺘطوﻴرﻫــﺎ ﻴوﻤــﺎ ﺒﻌــد آﺨــر وذﻝــك ﻤــن
ﺨﻼل دﻤﺞ ٕوادﺨـﺎل اﻝﻤﻴﻜﻨـﺔ واﻷﻨظﻤـﺔ اﻝﺤدﻴﺜـﺔ اﻝﺘـﻲ اﺴـﺘﺤدﺜت وﻓﺠـرت ﺜـورة ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل اﻝﻤﻌﻠوﻤـﺎت
واﻻﺘﺼﺎﻻت ﻓﻜﺎن ﻝزاﻤﺎ إدﺨﺎﻝﻬﺎ وﺘﻤﻜﻴﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻹدارة ﺒﻬـدف اﻝﺘﺤﺴـﻴن ﻓـﻲ اﻷداء ﻤـن ﺤﻴـث ﺘﺴـﻬﻴل
اﻝﻤﻬ ــﺎم وزﻴ ــﺎدة ﻤﻌ ــدل اﻝدﻗ ــﺔ اﻝ ــذي ﺒ ــدورﻩ ﻴﻨ ــﺘﺞ زﻴ ــﺎدة ﻓ ــﻲ ﺘﻘ ــدﻴم اﻝﺨ ــدﻤﺎت ورﻓ ــﻊ ﻤﺴ ــﺘوى اﻹﻨﺘ ــﺎج
وﺘﺤﺴﻴﻨﻪ وﻝﻨﻌﺘﺒر ﻜل ﻤدارس اﻹدارة ﻤدرﺴﺔ واﺤدة وﻝﻨﺠﻤﻊ ﺒﻴﻨﻬﺎ وﻝﻨﻀﻌﻬﺎ أﺴﻠوﺒﺎ ﻝﻨﺎ ﻓـﻲ اﻝﺘﻌـﺎطﻲ
ﻤ ــﻊ ﻋﻤﻠﻨ ــﺎ ﻓﻨﻜ ــون ﺒ ــذﻝك اﻝﻤدرﺴ ــﺔ اﻝﺸ ــﺎﻤﻠﺔ اﻝﺘ ــﻲ ﺘﺠﻤ ــﻊ ﻜ ــل أطﻴ ــﺎف اﻝﻨﺠ ــﺎح ﻤ ــن ﻜ ــل اﻝﻤ ــدارس
اﻹدارﻴﺔ.
ﻤﺴﺘوﻴﺎت اﻹدارة:
اﻝﻬدف اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻤن ﺘﻨﻔﻴذ ﻫذﻩ اﻝوظﺎﺌف اﺴﺘﺨدام اﻹﻤﻜﺎﻨﻴﺎت اﻝﺒﺸرﻴﺔ واﻝﻤﺎدﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﻨﺸﺄة أﺤﺴن
اﺴﺘﺨدام وﺨﻠق اﻝﺠو اﻝﺼﺎﻝﺢ اﻝﻤﻨﺎﺴب ﻝﺘﺸﻐﻴل ﻜﺎﻓﺔ اﻝﻤوارد اﻝﻤﺘوﻓرة إﻝﻰ أﻗﺼﻰ طﺎﻗﺎﺘﻬﺎ اﻝﻤﻤﻜﻨﺔ
ﻝﺘﺤﻘﻴق اﻷﻫداف اﻝﻤﻨﺸودة ﺒﺄﻗل اﻝﺘﻜﺎﻝﻴف ﻤراﻋﻴﺔ ﻓﻲ ذﻝك اﻝﻨﺎﺤﻴﺔ اﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ اﻝﻌﻨﺼر
اﻝﺒﺸري وﺘﺤﻘﻴق أﻜﺒر ﻗدر ﻤﻤﻜن ﻤن اﻝﺘﻌﺎون ﻓﻲ اﻝﻤﺸروع .ﺘﻘﺴم ﻓﻲ اﻝﻐﺎﻝب أﻴﺔ ﻤؤﺴﺴﺔ إﻝﻰ
ﺜﻼﺜﺔ ﻤﺴﺘوﻴﺎت ﻤن اﻝﻨﺎﺤﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ ﻝﻜل ﻤﻨﻬﺎ طﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ،وﻴﻘﺼد ﺒذﻝك طرﻴﻘﺔ ﺘوزﻴﻊ اﻹدارﻴﻴن
ﻓﻴﻬﺎ ،وﻋﺎدة ﻤﺎ ﻴظﻬر اﻝﺘﻘﺴﻴم اﻹداري ﻝﻠﻤﺴﺘوﻴﺎت ﻓﻲ اﻝﻤؤﺴﺴﺔ ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﻤرﺤﻠﺔ اﻝﺘﻨظﻴم وﻫﻲ:
اﻹدارة اﻝﻌﻠﻴﺎ وﻴﻤﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﻐﺎﻝب اﻝﻤدﻴر اﻝﻌﺎم أو رﺌﻴس ﻤﺠﻠس اﻹدارة •
اﻹدارة اﻝﺘﻨﻔﻴذﻴﺔ وأﺤﻴﺎﻨﺎ ﺘﺴﻤﻰ اﻹدارة اﻝﺘﺸﻐﻴﻠﻴﺔ وﻴﻤﺜﻠﻬﺎ اﻝﻤﺸرﻓون واﻝﻤراﻗﺒون •
ﻓروع وأﻨواع اﻹدارة:
أن ﻫذﻩ اﻝﻔروع واﻷﻨواع ﻝﻴﺴت ﺜﺎﺒﺘﺔ ﺒل ﺘﺸﺘق وﺘﺴﺘﺤدث ﻓروع وأﻨواع ﺠدﻴدة ﻓﻲ ﻜل وﻗت ﺤﺴب
ﻤﺘطﻠﺒﺎت اﻝﺤﻴﺎة وﺤﺴب اﻝﺘطور ﻝﻬذا اﻝﻌﻠم وﻝﻠﻌﻠوم اﻷﺨرى اﻝﺘﻲ ﻝﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﻬﺎ .
ﻤﺠﺎﻻت اﻹدارة:
ﺘرﺘﺒط اﻹدارة ﺒﺠﻤﻴﻊ اﻷﻨﺸطﺔ اﻝﺤﻴﺎﺘﻴﺔ وﻓﻲ اﻝواﻗﻊ إن اﻝﺘﺼﻨﻴف ﻋﻠﻰ أﺴﺎس اﻝﻤﺠﺎل ﻗد ﻻ ﻴﻜون
ﺘﺼﻨﻴﻔﺎ ﻤﻨﺤﺼ ار إذ أن اﻷﻨﺸطﺔ اﻝﺤﻴﺎﺘﻴﺔ ﻤﻨوﻋﺔ وﻏﻴر ﻤﻨﺤﺼرة .وﻝﻜن ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻨﺼﻨف اﻹدارة
ﺘﺼﻨﻴﻔﺎ ﻋﺎﻤﺎ وﺸﺎﻤﻼ ﻋﻠﻰ أﺴﺎس اﻝﻬدف ﻤن اﻝﻨﺸﺎط)اﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺨدﻤﻲ ـ ﻤﺎدي( ﻓﺘﺼﺒﺢ اﻹدارة
ﺒذﻝك ﻨوﻋﻴن:
1ـ إدارة اﻷﻨﺸطﺔ ذات اﻝﻬدف اﻝﺨدﻤﻲ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ )إدارة اﻝﻘطﺎع اﻝﺤﻜوﻤﻲ أو اﻹدارة اﻝﻌﺎﻤﺔ(.
2ـ إدارة اﻷﻨﺸطﺔ ذات اﻝﻬدف اﻝﻤﺎدي )إدارة اﻝﻘطﺎع اﻝﺨﺎص أو إدارة اﻷﻋﻤﺎل(.
اﻝﻔرق ﺒﻴن اﻹدارة اﻝﻌﺎﻤﺔ ٕوادارة اﻷﻋﻤﺎل :
ﺘﺨﺘﻠف اﻹدارة اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻋن اﻝﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻋدة ﺠواﻨب ﻤﻨﻬﺎ اﻷﻫداف و اﻝﻤﺴﺘﻔﻴدﻴن وداﺌﻤﻴﺔ اﻝوظﻴﻔﺔ
وﻓﻰ ﻤﻌﺎﻴﻴر اﺘﺨﺎذ اﻝﻘرار وﻓﻰ أﺴﺎﻝﻴب وطرق اﻝﺘﻘﻴﻴم وﻓﻰ اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ وأﺨﻴ ار اﻷﺴﺎس اﻝﻤﺎﻝﻲ ...
وﻓﻰ ﻤﺎﻴﻠﻲ اﻝﺸرح ﺒﺎﻝﺘﻔﺼﻴل ﺤﺴب ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ ﻜﺘﺎب اﻹدارة اﻝﻌﺎﻤﺔ -اﻝﻤﻔﺎﻫﻴم -اﻝوظﺎﺌف-
اﻷﻨﺸطﺔ :
.1اﺨﺘﻼف اﻝﻬدف :ﻓﺎﻹدارة اﻝﻌﺎﻤﺔ ﺘﻬدف ﻓﻲ اﻝﻤﻘﺎم اﻷول إﻝﻰ ﺘﻘدﻴم ﺨدﻤﺎت ﻋﺎﻤﺔ
ﻝﻠﻤواطﻨﻴن ﺒﻐض اﻝﻨظر ﻋن اﻝﻌواﺌد اﻝﻤﺎدﻴﺔ اﻝﻤﺘرﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻝﺨدﻤﺎت أﻤﺎ اﻹدارة
اﻝﺨﺎﺼﺔ ﻓﺘﻬدف ﻓﻲ اﻝﻤﻘﺎم اﻷول إﻝﻰ اﻝرﺒﺢ اﻝﻤﺎدي.
.2اﺨﺘﻼف اﻝﻤﺴﺘﻔﻴدﻴن :ﻓﻲ اﻝﻘطﺎع اﻝﻌﺎم ﺘﺴﺘﻔﻴد ﺸرﻴﺤﺔ ﻜﺒﻴرة ﺠدا ﻤن اﻝﻤواطﻨﻴن ﻤن
اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﻌﺎﻤﺔ أﻤﺎ اﻝﻘطﺎع اﻝﺨﺎص ﻓﺸرﻴﺤﺔ اﻝﻤﺴﺘﻔﻴدﻴن ﻻ ﺘﺘﻌدى اﻝﻌﻤﻼء واﻝﻤﺴﺎﻫﻤﻴن
وﺼﺎﺤب اﻝﻤﺸروع
.3ﻤن ﻨﺎﺤﻴﺔ داﺌﻤﻴﺔ اﻝوظﻴﻔﺔ:ﻓﻲ اﻝدول اﻝﺘﻲ ﺘﻨﻬﺞ اﻝﻨظﺎم اﻝﻤﻐﻠق ﺘﻌﺘﺒر اﻝوظﻴﻔﺔ داﺌﻤﺔ ﻓﺤﺘﻰ
ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ إﻝﻐﺎء اﻝوظﻴﻔﺔ ﻓﺈن اﻝﻤوظف ﻴﻀل ﻓﻲ ﺨدﻤﺔ اﻝدوﻝﺔ وﻴﺘﻘﺎﻀﻰ أﺠرﻩ وﻴﺨﺘﻠف
اﻝوﻀﻊ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻓﻲ اﻹدارة اﻝﺨﺎﺼﺔ ﻓﺎﻝوظﻴﻔﺔ ذات طﺎﺒﻊ ﺘﻌﺎﻗدي وﻴﻌﺘﻤد ﺒﻘﺎء اﻝﻤوظف ﻋﻠﻰ
ﺤﺴب اﻝﺤﺎﺠﺔ آﻝﻴﺔ
.4ﻤﻌﺎﻴﻴر اﺘﺨﺎذ اﻝﻘرار :ﻓﻲ اﻹدارة اﻝﻌﺎﻤﺔ ﺘدﺨل اﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻴﺘﺨذ
اﻝﻘرار ﺒﻌد ﻤداوﻻت وﻤﻨﺎﻗﺸﺎت طوﻴﻠﺔ وﻫو ﻓﻲ اﻷﺨﻴر ﻝﻴس ﻗرار ﺸﺨص واﺤد أﻤﺎ ﻓﻲ
إدارة اﻷﻋﻤﺎل ﻓﻴؤﺨذ ﺒﺎﻻﻋﺘﺒﺎر اﻝﻤﻌﺎﻴﻴر اﻝﻤوﻀوﻋﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ وﻨﺎد ار ﻤﺎ ﻴؤﺨذ ﺒﻐﻴرﻫﺎ
وﻴرﺠﻊ ذﻝك ﺒﺴﺒب اﻝﻬدف اﻝﺠﻬوري ﻹدارة اﻷﻋﻤﺎل وﻫﻰ اﻝرﺒﺢ اﻝﻤﺎدي ﻓﻜﻤﺎ ﻗﺎل
ﻫورﻝدﻜرﻨﺘر") (Harold Grotnerاﻝﺨﺴﺎرة اﻝﺘﻲ ﺘﺘرﺘب ﻋن ﻤراﻋﺎة ﺸﻌور اﻝﻨﺎس ﺘﺘﺤﻤﻠﻬﺎ
ﻤﻴزاﻨﻴﺔ اﻝدوﻝﺔ ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﺴﻴﺎﺴﻴﻴن أﻤﺎ ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻷﺼﺤﺎب اﻷﻋﻤﺎل ﻓﺈﻨﻬم ﻴﺘﺤﻤﻠوﻨﻬﺎ
وﻴدﻓﻌوﻨﻬﺎ ﻤن ﺠﻴوﺒﻬم وذﻝك ﻴﻌﻨﻰ إﻓﻼﺴﻪ .
-3كتاب اإلدارة العامة -المفاھيم – الوظائف – األنشطة تأليف د :طﻠق اﻝﺴواط د :طﻠﻌت ﺴﻨدى
د :طﻼل اﻝﺸرﻴف.
.5أﺴﺎﻝﻴب وطرق اﻝﺘﻘﻴﻴم :ﻴﻘﻴم ﻜل ﻗطﺎع ﻋﻠﻰ أﺴﺎس ﻫدﻓﻪ اﻝﻌﺎم ﻓﺒﻤﺎ أن اﻝﻘطﺎع اﻝﺨﺎص
ﻫدﻓﻪ ﻫو اﻝرﺒﺢ اﻝﻤﺎدي ﻓﺈن اﻝﻤﻌﺎﻴﻴر اﻝﺘﻲ ﻴﻘوم ﻋﻠﻰ أﺴﺎﺴﻬﺎ ﻫﻲ ﻤﻌﺎﻴﻴر اﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﺒﺤﺘﺔ
أﻤﺎ ﻓﻲ اﻝﻘطﺎع اﻝﻌﺎم ﻓﻼ ﻴﻤﻜن اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻌﺎﻴﻴر اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﻓﻘط ﻓﻜﻤﺎ ﻴﻘول واﻝدو
") (Waldoﻻ ﻴﻤﻜن ﻤﺜﻼ أن ﻴﻘﻴم أداء ﻗﺴم اﻝﺸرطﺔ ﺒﻤﻌﻴﺎر اﻝﻨﻔﻘﺎت اﻝﻨﻘدﻴﺔ اﻝﺘﻲ أﻨﻔﻘﻬﺎ
ﺨﻼل ﻓﺘرة زﻤﻨﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﻤﻜن ﺘﻘﻴﻴم أداﺌﻪ ﻋﻠﻰ أﺴﺎس اﻹﻴراد اﻝذي ﺤﻘق وﻻ ﻴﻤﻜن
اﺨذ ﻤﻌﻴﺎر اﻝرﺒﺤﻴﺔ ﻝﻘﻴﺎس أداء اﻝﻤﻨظﻤﺎت اﻝﻌﺎﻤﺔ ﺤﻴث ﻻ ﺘوﺠد ﺼﻠﺔ ﺒﻴن اﻹﻴرادات اﻝﺘﻲ
ﺘﺤﻘﻘﻬﺎ واﻝﻨﻔﻘﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﺘﺤﻤﻠﻬﺎ "
.6اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ :أوﻻ ﺘﻌرف اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ اﻝدرﺠﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻜون اﻝﻤؤﺴﺴﺔ أو اﻝﻤﻨظﻤﺔ ﻤﺴؤوﻝﺔ
ﺘﺠﺎﻩ اﻵﺨرﻴن ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺄداﺌﻬﺎ ،ﻓﺎﻹدارة اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻤﺴؤوﻝﺔ أﻤﺎم ﺠﻬﺎت ﻤﺘﻌددة ﻓﻬﻲ
ﻤﺴؤوﻝﺔ أﻤﺎم اﻝﺠﻤﻬور وأﻤﺎ اﻝﺴﻠطﺔ اﻝﺘﺸرﻴﻌﻴﺔ وﻏﻴر ذﻝك أﻤﺎ ﻓﻲ اﻝﻘطﺎع اﻝﺨﺎص
ﻓﺎﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ أﻤﺎم ﻤﺠﻠس إدارة اﻝﻤﺸروع ﻓﻘط .
.7اﻷﺴﺎس اﻝﻤﺎﻝﻲ :ﺘﺨﺘﻠف اﻹدارات ﻤن ﺤﻴث اﻹﻴرادات واﻝﻤﺼروﻓﺎت واﻝﺠﻬﺔ اﻝﻤﺴﺌوﻝﺔ
ﻓﻔﻲ اﻝﻘطﺎع اﻝﻌﺎم ﺘوﺠد ﻤﺼﺎدر ﻤﺘﻌددة ﻝﻺﻴراد ﺘﺘﻨوع ﻤن اﻝﻀراﺌب إﻝﻰ اﻹﺼدار اﻝﻨﻘدي
واﻝرﺴوم وﻏﻴرﻫﺎ اﻝﻜﺜﻴر وﺘﺘﻨوع أﻴﻀﺎ أوﺠﻪ اﻹﻨﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻝﺼﺤﺔ واﻝﺘﻌﻠﻴم واﻝﻤواﺼﻼت
وﻏﻴرﻫﺎ اﻝﻜﺜﻴر أﻴﻀﺎ وﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻹﻋداد اﻝﻤﻴزاﻨﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺘﺄﺨذ وﻗت طوﻴل ﺒﺴﺒب ﺘﻌدد اﻝﺠﻬﺎت
اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ أﻤﺎ ﻓﻲ اﻝﻘطﺎع اﻝﺨﺎص ﻓﺈن إﻴرادﻫم ﻴﻌﺘﻤد ﺒﺸﻜل ﻜﺒﻴر ﻋﻠﻰ اﻻﺴﺘﺜﻤﺎرات
اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬم وﻫﻨﺎك اﻗﺘﺼﺎد ﻓﻲ اﻝﻨﻔﻘﺎت ﻝﺘﺤﻘﻴق أﻜﺒر ﻨﺴﺒﺔ أرﺒﺎح ٕواﻋداد اﻝﻤﻴزاﻨﻴﺔ ﻤﻨوط
ﺒﺈدارة ﻤﻌﻴﻨﺔ داﺨل اﻝﻤﻨظﻤﺔ ﻝذﻝك ﻓﻬﻲ ﻻ ﺘﺄﺨذ وﻗت طوﻴل .
دروس إدارﻴﺔ ﻤﺘﻨوﻋﺔ :
ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤﺠﺎل ﺴﺄﺨﻠط ﻤواﻀﻴﻊ ﻋدة ﺒﺤﻴث ﻨﺨرج ﺒﺠﻤﻠﺔ ﻤن اﻝﻤﺤﺼﻼت اﻝﻤﻌرﻓﻴﺔ ﻋن ﺤﺴن
اﻝﺘﻨظﻴم واﺴﺘﺜﻤﺎر اﻝوﻗت وﻋن ﺤﺴن اﻝﻘﻴﺎدة اﻹدارﻴﺔ ٕواﻋداد اﻝﻘﻴﺎدات وﻋن اﻻﺒﺘﻜﺎر واﻹﺒداع وﻋن
اﻝﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹدارﻴﺔ وﻋن ﻋﻼﻗﺔ اﻹدارة ﺒﺎﻝﺘﻨﻤﻴﺔ واﻝدﻴﻤﻘراطﻴﺔ.
ﻝﺘﻔﻬم اﻹدارة وﻤﺎ ﺘﻌﻨﻴﻪ ﺒﺸﻜل ﻤﻌﻤق ﻴﺠب اﻝـﺘﻤﻌن ﻓـﻲ ﻤـﺎ ﺤوﻝﻨـﺎ ﻤـن ﺨﻠـق وﻤﺨﻠوﻗـﺎت وﻨﺄﺨـذ ﻤﻨﻬـﺎ
دروﺴﺎ وﻋﺒ اًر ﻓﻲ اﻹدارة اﻝﺴﻠﻴﻤﺔ اﻝﺼﺤﻴﺤﺔ وﻝﻨﺒدأ ﺒـﺎﻝﻜون اﻝـذي ﻨﺤـن ﺠـزء ﻤﻨـﻪ ﻫـذا اﻝﺨﻠـق اﻝﺒـدﻴﻊ
ﻜﻴف ﺨﻠق ؟ وطرﻴﻘﺔ إدارﺘﻪ ؟ ....
"" ﻻ اﻝﺸــﻤس ﻴﻨﺒﻐــﻲ ﻝﻬــﺎ أن وﻗــد ﻗــﺎل اﷲ -ﺴــﺒﺤﺎﻨﻪ وﺘﻌــﺎﻝﻰ -ﻓــﻲ ﻤﺤﻜــم آﻴــﺎت اﻝــذﻜر اﻝﺤﻜــﻴم
ﺘدرك اﻝﻘﻤر وﻻ اﻝﻠﻴل ﺴﺎﺒق اﻝﻨﻬﺎر وﻜل ﻓﻲ ﻓﻠك ﻴﺴﺒﺤون "" ﻴس 40
ﻤــن ﺨــﻼل اﻝــﺘﻤﻌن ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻵﻴــﺔ اﻝﻜرﻴﻤــﺔ ودﻗﺘﻬــﺎ ﻨﺴــﺘﻤد ﺤﻜﻤــﺔ إﻝﻬﻴــﺔ ﻓــﻲ وﻀــﻊ اﻝﺸــﻤس واﻝﻘﻤــر
واﻝﻠﻴــل واﻝﻨﻬــﺎر ﻓﻤــﺎذا ﻴﺤــدث إذا أدرﻜــت اﻝﺸــﻤس اﻝﻘﻤــر؟ ،وﻤــﺎذا ﻴﺤــدث إذا ﺴــﺒق اﻝﻠﻴــل اﻝﻨﻬــﺎر ؟،
اﻝذي ﻻ ﺨﻼف ﺤوﻝﻪ ﻫو ﺤدوث ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓوﻀوﻴﺔ ﻗد ﻴﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ دﻤﺎر ﺸﺎﻤل.
ﻤن ﻫذﻩ اﻵﻴﺔ ﻨﺴﺘﻠﻬم اﻝﺘﻨظﻴم واﻝﻘﻴﺎدة واﻝروﺘﻴن ﻓﻲ اﻹدارة واﻝﻔﺎﺌدة ﺘﺘم ﻤن ﻜل ذﻝك .
وﻝﻨﺎ أﻴﻀﺎ ﻓﻲ رﺴوﻝﻨﺎ اﻝﻜرﻴم ﻤﺤﻤد ﺼﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺴﻠم أﺴوة ﺤﺴﻨﺔ ﻴﺠب اﻻﻗﺘداء ﺒﻬﺎ ﻓـﻲ طرﻴﻘـﺔ
ﻗﻴﺎدﺘــﻪ ٕوادارﺘــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻝــرﻏم ﻤﻤــﺎ ﺘﻌــرض ﻝــﻪ ﻤــن ﺼــد وﻤﻨــﻊ وﻋــدم ﻗﺒــول ورﻏــم ﻤــﺎ ﻜﺎﻨــت ﺘﻤــر ﺒــﻪ
ﺠزﻴرة اﻝﻌرب ﻤن ﺠﺎﻫﻠﻴﺔ وﻓﺴﺎد ﻋﺎم ورﻏم ﻗﻠـﺔ اﻝﻤـوارد وﺸـﺤﻬﺎ ﻝـدﻴﻬﺎ وﻝﻜﻨـﻪ وﺒﺤﺴـن ﺘـدﺒﻴرﻩ ٕوادارﺘـﻪ
ﻝﻸﻤــور وﺒﺄﺨﻼﻗــﻪ اﻝﻔﺎﻀــﻠﺔ وﻤﻌﺎﻤﻠﺘــﻪ اﻝﺤﺴــﻨﺔ ﻝﻠﻨــﺎس أﺠﻤﻌــﻴن وﺒﻘﻴﺎدﺘــﻪ اﻝﺤﻜﻴﻤــﺔ وﺘــدﺒﻴرﻩ وﻤﺤﺎورﺘــﻪ
اﺴــﺘطﺎع اﺠﺘﻴــﺎز اﻝﺼــﻌﺎب وﺘﻜــوﻴن دوﻝــﺔ ﻓﺎﻀــﻠﺔ ﻓﻤﻌﺎﻤﻠﺘــﻪ ﻷﺼــﺤﺎﺒﻪ ﻜﺎﻨــت ﻤﻌﺎﻤﻠــﺔ اﻝﻘﺎﺌــد ﺒﺤﻴــث
ﻤــﻨﺤﻬم اﻝﺼــﻼﺤﻴﺎت وﺤــدد ﻝﻬــم اﻷﻫــداف واﻝﻨﻘــﺎط وزرع ﺒﻴــﻨﻬم ﻤﺒــدأ اﻝﺸــورى واﻝﺘﺸــﺎور وﻨﻬــﺎﻫم ﻋــن
اﻝطﻤﻊ واﻝﻐش واﻝﻔﺴﺎد ﻓﺠﻌل ﻤﻨﻬم ﻗﺎدة ﻋظﺎﻤﺎ وأﻓراد ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺼﺎﻝﺤﻴن ﺼﻠﺤت ﻝﺼـﻼﺤﻬم اﻝدوﻝـﺔ
ﻓﺎﻨﺘﺸــرت اﻝرﺴــﺎﻝﺔ وﺘﻘﺒﻠﻬــﺎ اﻝﻨــﺎس ﻗﺒــوﻻ ﺤﺴــﻨﺎ واﻨﺘﺸــر ﻤــن ﺨﻼﻝﻬــم اﻷﻤــن واﻝﻌــدل واﻝرﺨــﺎء ﻓﺄﺼــﺒﺢ
اﻹﻨﺴﺎن آﻤﻨﺎً ﻻ ﻴﺨﺎف ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻪ إﻻ ﻤن ﻨﺎﺌﺒﺔ اﻝزﻤﺎن .
ﻤــن ﻤﻨــﺎ ﻻ ﻴﺤــب اﻝﻨظــﺎم ؟ وﻤــن ﻤﻨــﺎ ﻻ ﻴﺤﺘرﻤــﻪ إذا ﺴــﺎد وﻋــم؟ ﻓﺎﻝﻨظــﺎم ﻋﻤــود اﻹدارة اﻝﺘــﻲ ﺘرﺘﻜــز
ﻋﻠﻴﻪ وﻜﻤﺎ اﻝﻨظـﺎم أﺴﺎﺴـﻪ اﻝوﻗـت ﻓـﺎﺤﺘرام اﻝوﻗـت ٕواﻋطـﺎؤﻩ اﻷﻫﻤﻴـﺔ ﻴﻔـرض اﻝﻨظـﺎم اﻝـذي ﻴـؤدي إﻝـﻰ
اﻝﻨﺠﺎح ،ﻓﻨﺠﺎح اﻹدارة ﻓﻲ اﻷداء وﺘﺤﻘﻴق اﻷﻫـداف وﺘﻠﺒﻴـﺔ اﻝﻤطﺎﻝـب أﺴـﺎس ﺘﻘـدم اﻝﺸـﻌوب ورﻗﻴﻬـﺎ
ﻝــذا اﻋﺘﺒــر ﺴــوء اﻹدارة ﺴــرطﺎن اﻝﻔﺴــﺎد وﻤرﻀـﺎً إذ ﻤــﺎ ﺘﻔﺸــﻰ ﺒــﺎﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻴﻘوﻀــﻪ ﺴﻴﺎﺴــﻴﺎ واﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺎ
واﻗﺘﺼﺎدﻴﺎ وﻴﻨﻬش ﺠﺴم اﻝدوﻝﺔ ﺤﺘﻰ ﻴدﻤرﻫﺎ وﻴﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ طﻤوﺤﺎت أﺒﻨﺎﺌﻬﺎ .
ﻓﺎﷲ -ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ وﺘﻌـﺎﻝﻰ -ﺨﻠـق اﻝﻜـون ﻓـﻲ ﺴـﺘﺔ أﻴـﺎم ﺜـم اﺴـﺘوى ﻋﻠـﻰ اﻝﻌـرش ،وﻫﻨـﺎ ﻴﻜﻤـن ﺴـؤال
وﺠﻴﻪ ﻝﻤﺎذا ﺴﺘﺔ أﻴﺎم وﻫو اﻝﻘﺎدر ﻋﻠﻰ أن ﻴﺨﻠق ﻤﺎ ﺨﻠﻘﻪ ﻓﻲ طرﻓﺔ ﻋﻴن أو أﻗـل إﻨﻬـﺎ ﺤﻜﻤـﺔ إﻝﻬﻴـﺔ
ﻤﻔﺎدﻫﺎ ﻋﺎﻤل اﻝوﻗت وأﻫﻤﻴﺘﻪ واﷲ أﻋﻠم ﻓﻠﻜل ﺸﻲء ﻤﻨﺠز وﻗﺘﻪ اﻝﻤﺤﺘﺴب وﻋﺎﻤل اﻝوﻗت ﻤﻬـم ﺠـدا
ﻝﻺﻨﺠـﺎز وﺠودﺘــﻪ ﻓﺎﻝﺸـﻲء اﻝﻤﻘــدر ﻝـﻪ أن ﻴﻨﺠــز ﻓـﻲ ﺴــﺎﻋﺔ ﻴﺠـب أن ﻴﻨﺠــز ﻓـﻲ ﺴــﺎﻋﺔ ﻓﻠـو أﺴــرﻋت
ﻝﻜﺎﻨت ﻨﺴﺒﺔ اﻝﺨطﺄ ﻜﺒﻴرة وﻝو ﺘﻤﻬﻠت ﻷﻫدرت وﻗﺘﺎ ﻜﻨت ﻗد ﺘﻨﺠز ﻓﻴﻪ ﺸﻴﺌﺎ آﺨر .
إذاً ﻓﻠﻜل ﺸﻲء وﻗﺘﻪ اﻝﻤﺤدد وﻫـذا ﻓـﻲ اﻋﺘﻘـﺎدي اﻝ ارﺴـﺦ ﻤـﺎ أراد اﷲ -ﺴـﺒﺤﺎﻨﻪ وﺘﻌـﺎﻝﻰ -أن ﻨﻌﻴـﻪ
وﻨﺘﻔﻬﻤــﻪ ﻤــن ﻫــذﻩ اﻝﺤﻜﻤــﺔ ،وأﻨــﺎ ﻫﻨــﺎ ﻻ أﻋــﺎرض اﺴــﺘﺨدم اﻝوﺴــﺎﺌل اﻝﺤدﻴﺜــﺔ ﻜــﺎﻹدارة اﻻﻝﻜﺘروﻨﻴــﺔ
واﻝﺘﻘﻨﻴﺔ اﻝرﻗﻤﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺒدورﻫﺎ ﺘﺤدث ﺘﻐﻴﻴ اًر ﻓﻲ أﻨﻤـﺎط اﻝوﻗـت اﻝـذي ﻜـﺎن ﻤﺤـددا ﻝﻠﺸـﻲء ﻤـﻊ ﻫـذا ﻜﻠـﻪ
ﻴظل ﻝﻜل ﺸﻲء ﻴراد ﺘﺤﻘﻴﻘﻪ وﻗﺘﻪ اﻝﻤطﻠوب ﻝﻪ زاد أم ﻨﻘص.
ٕواذ ﻤﺎ أردﻨﺎ اﻝﺘطرق إﻝﻰ اﻝﻜون وطرﻴﻘـﺔ إدارﺘـﻪ ﺒﺎﺴـﺘطراد ﻓﺴـﻴﻜون اﻝﻨـﺎﺘﺞ ﻜﺘﺒـﺎ وﻝـﻴس ﻜﺘﺎﺒـﺎ أو ﻋـدة
أﺴ ــطر وﻝﻜﻨ ــﻪ ﻤﺜ ــل أردت ﺒ ــﻪ اﻹدارة واﻝﺘﻘ ــدﻴر ﻝﻠﺸ ــﻲء زﻤﻨﻴـ ـﺎً وﻤﻜﺎﻨﻴـ ـﺎً ،ﻓﻠﻨﻨظ ــر ﻝﻠﺸ ــﻤس وﺸ ــروﻗﻬﺎ
وﻤﺴﺎرﻫﺎ إﻝﻰ ﺤﻴن ﻏروﺒﻬﺎ ووﻝوج اﻝﻠﻴل ﻓﻲ اﻝﻨﻬﺎر واﻝﻨﻬﺎر ﻓﻲ اﻝﻠﻴل ووﻀـﻊ اﻝﻨﻬـﺎر ﻝﻠﻤﻌـﺎش واﻝﻠﻴـل
ﻝﻠ ارﺤــﺔ واﻻﺴــﺘﻜﺎﻨﺔ ﻓﺒﺸــروق اﻝﺸــﻤس وﻏروﺒﻬــﺎ ﺤــددت اﻻﺘﺠﺎﻫــﺎت وﺒﺎﻝﻠﻴــل واﻝﻨﻬــﺎر ﺤــددت اﻷﻴــﺎم
وﺒﺎﻷﻫﻠﺔ اﻝﺸﻬور واﻝﺴﻨﻴن وﻋﻠم اﻝﺤﺴﺎب وﻫﻜذا ﻜل ﺸـﻲء ﻴﺴـﻴر ﻤﻨظﻤـﺎ دون أن ﻨﻤـل ﻓـﻼ ﻨﻤـل ﻤـن
اﻝﻨﻬــﺎر ﺤﺘــﻰ ﻴﺄﺘﻴﻨــﺎ اﻝﻠﻴــل وﻻ ﻨﻤــل اﻝﻠﻴــل ﺤﺘــﻰ ﺘﺸــرق ﻋﻠﻴﻨــﺎ ﺸــﻤس ﻨﻬــﺎر ﺠدﻴــد ﻓﺎﻝﻠﻴــل واﻝﻨﻬــﺎر آﻴﺘــﺎن
ﻤن آﻴﺎت اﷲ -ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ وﺘﻌﺎﻝﻰ -ﻓﻲ اﻹدارة وﺤﺴن اﻝﺘﻨظﻴم .
ﻜﻤ ــﺎ أﻨﻨ ــﻲ أود أن أﺸــﻴر ﻫﻨ ــﺎ إﻝــﻰ ﻀ ــرورة اﻝﺘﻜﺎﻤ ــل ﻓ ــﻲ اﻝوﺤ ــدات اﻹدارﻴ ــﺔ ﺒداﻴــﺔ ﺒﺎﻝوﺤ ــدة وﻨﻬﺎﻴ ــﺔ
ﺒﺎﻝﻘطﺎﻋﺎت واﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﻜﺒرى ﺒﺎﻝدوﻝﺔ ،إذ أن اﻝﻬﻴﻜل اﻝﺘﻨظﻴﻤﻲ ﻝﻠﻘطﺎﻋﺎت ﻴﺘﻜون ﻋﺎدة ﻤـن ﻋـدة
ﻤﺴﻤﻴﺎت ﻝﻜﻼ ﻤﻨﻬﺎ اﺨﺘﺼﺎص ﺘﻤﺎرﺴﻪ وأﻤﺜل ذﻝك ﺒﺠﺴم اﻹﻨﺴﺎن واﻝذي ﻴدار ﻤـن ﻗﺒـل ﻋـدة أﺠﻬـزة
ﻝﻜﻼ ﻋﻤﻠﻪ واﺨﺘﺼﺎﺼﻪ واﻝﻬدف اﻷﻜﺒـر ﻫـو دورة اﻝﺤﻴـﺎة ﻝﻜﺎﻓـﺔ أﻋﻀـﺎء اﻝﺠﺴـم واﻝﺘـﻲ ﻗـد ﺘﻨﺘﻬـﻲ إن
ﻓﺸل اﺤد ﻫذﻩ اﻷﺠﻬزة ﻓﻲ ﺘﺄدﻴﺔ ﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ إذا اﻝﺤﻴﺎة ﻝﻠﺠﺴم اﻝﺒﺸري ﺘﺴﺘﻤر ﺒﻌﻤـل اﻷﺠﻬـزة اﻝﺤﻴوﻴـﺔ
ﻝــﻪ ﻤﺠﺘﻤﻌــﻪ ﺒﻨظــﺎم ودﻗــﺔ ودون ﺘــدﺨل ﺘﻨﻔــرد ﺒﺄﺸــﻴﺎء وﺘﺸــﺘرك ﺒــﺄﺨرى وﻫﻜــذا اﻝﺤــﺎل ﻓــﻲ اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت
ﻓﺈذا ﻤﺎ ﻋﻤﻠـت ﻜـل اﻝوﺤـدات اﻝﻤﻜوﻨـﺔ ﻝﻬـﺎ ﻤﺠﺘﻤﻌـﻪ وأدت ﻤـﺎ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻓـﺈن اﻝﻤؤﺴﺴـﺔ ﻤﺼـﻴرﻫﺎ اﻝﻨﺠـﺎح
وﺘﺤﻘﻴق اﻷﻫداف .
وﻜﺜﻴ اًر ﻤﺎ ﻨﺠـد ﺒﻤؤﺴﺴـﺎﺘﻨﺎ إﻫﻤـﺎل واﻀـﺢ ﻓـﻲ أﻫـم ﻤﻜوﻨﺎﺘﻬـﺎ ﻤـن إدارات أو ﻤﻜﺎﺘـب أو وﺤـدات ﻤﺜـل
اﻝﺸـؤون اﻹدارﻴـﺔ واﻝﺸـؤون اﻝﻤﺎﻝﻴـﺔ واﻝﺘﺨطـﻴط واﻝﻤﺘﺎﺒﻌــﺔ وﻤ ارﻜـز اﻝﻤﻌﻠوﻤـﺎت واﻝﺘوﺜﻴـق ﻓﻬـﻲ اﻝﻌﺼــب
اﻝﻤﺤرك ﻝﻜل ﻤؤﺴﺴﺔ وﻫﻲ اﻝﻌﻤود اﻝﻔﻘري ﻝﻬﺎ وﺤﻘﻴﻘﺔ أن اﻏﻠب اﻝﻤؤﺴﺴﺎت ﻻ ﻴﺘﺠـﺎوز ﻓﻴﻬـﺎ ﻤﻌـدل
اﻷداء ﺒﻬذﻩ اﻝﻤﺴﻤﻴﺎت اﻝﻌﺸرة ﺒﺎﻝﻤﺎﺌﺔ ﻷﺴﺒﺎب ﻋدﻴدة ﻤﻨﻬﺎ :
ﻋدم ﻗدرة اﻝﻤدﻴر ﻋﻠﻰ إدارة اﻝﻤﻜﺎن ﻷﻨﻪ ﻏﻴر ﻤﻨﺎﺴب ﻝﻪ .
ﻀﻌف ﻓرﻴق اﻝﻌﻤل وﻋدم اﻻﺨﺘﺼﺎص .
ﻻ ﻴوﺠد ﻓﻬم أﺼﻼ ﻻﺨﺘﺼﺎص ﻫذﻩ اﻝوﺤدة .
ﺒﻬذا ﻨﺼل إﻝﻰ أن اﻝﻤؤﺴﺴﺔ ﻓﺴﻴﻔﺴـﺎء ﻝﻜـﻲ ﻨﺤﺼـل ﻋﻠـﻰ ﺼـورة واﻀـﺤﺔ اﻝﻤﻌـﺎﻝم ﻴﺠـب أن ﺘوﻀـﻊ
ﻜل ﻗطﻌﺔ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻨﻬﺎ اﻝﺼﺤﻴﺢ ﻝﺘﻜﺘﻤل اﻝﺼورة .
وﻨواﺼــل ﻤﺤﺼــﻼﺘﻨﺎ اﻝﻤﻌرﻓﻴــﺔ ﻋــن اﻹﺒــداع واﻻﺒﺘﻜــﺎر وﺤﺴــن اﻝﺘﻨظــﻴم واﻝﻘﻴــﺎدة اﻹدارﻴــﺔ ﻓﻨﺴــﺘﺨﻠص
ﺒﻌض اﻝﻌﺒر ﻤن ﻤﻤﻠﻜﺔ اﻝﻨﺤل ﺘﻠك اﻝﻤﺨﻠوﻗﺎت اﻝﺼﻐﻴرة اﻝﻤﻨظﻤﺔ اﻝﺘﻲ ذﻜرﻫـﺎ اﷲ ﺘﻌـﺎﻝﻰ ﻓـﻲ اﻝﻘـرآن
اﻝﻜرﻴم ،ﻫذﻩ اﻝﻤﺨﻠوﻗﺎت اﻝﻤﻨظﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺠﻌل ﻝﻠوﻗت ﻤﻌﻨﻰ وﻝﻠﻘﻴـﺎدة أﻫﻤﻴـﺔ واﻋﺘﺒـﺎر ﻴﺘوﺠـب اﻹﻋـداد
ﻝﻪ ووﻀﻊ اﻝﻤﻌﺎﻴﻴر واﻷﺴس اﻝﺴﻠﻴﻤﺔ ﻝﻠﺤﺼول ﻋﻠـﻰ ﻗـﺎدة ﻗـﺎدرﻴن ﻋﻠـﻰ ﺘﺤﻤـل اﻝﻤﺴـؤوﻝﻴﺎت اﻝﺠﺴـﺎم
وﺤﻤل اﻷﻋﺒﺎء واﻝﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻝرﻋﻴﺔ .
وﻓﻲ ﻫذا اﻝﺸﺄن ﻜﺘب ﻜذﻝك اﻝدﻜﺘور -ﻤﺤﻤـد اﻝﻤﺤﻤـدي اﻝﻤﺎﻀـﻲ -أﺴـﺘﺎذ اﻹدارة اﻹﺴـﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ ﻓـﻲ
ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﻘﺎﻫرة ﻋن إﻋداد وﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝﻘﻴﺎدة ﻓﻲ ﻤﻤﻠﻜﺔ اﻝﻨﺤل :
" ﻻ ﺸــك أن اﺨﺘﻴــﺎر ٕواﻋــداد اﻝﻘﻴــﺎدات اﻹدارﻴــﺔ ﻓــﻲ أﻴــﺔ ﻤﻨظﻤــﺔ ﻤــن اﻝﻤﻨظﻤــﺎت ﻴﻌﺘﺒــر ﻤــن اﻷﻤــور
اﻝﻌﺎﻤـﺔ واﻝﻤﺼــﻴرﻴﺔ ،واﻝﻤــؤﺜرة ﺘــﺄﺜﻴ اًر ﻤﺒﺎﺸـ اًر أو ﻏﻴــر ﻤﺒﺎﺸــر ﻋﻠـﻰ أداﺌﻬــﺎ اﻝﺘﻨظﻴﻤــﻲ ،وﺒــﺎﻝرﻏم ﻤﻤــﺎ
ﻨﻼﺤظﻪ ﻤن ﻋﺸواﺌﻴﺔ وارﺘﺠﺎﻝﻴﺔ اﺨﺘﻴﺎر اﻝﻘﻴﺎدات ﻓﻲ ﻜﺜﻴر ﻤن اﻝﻤواﻗﻊ اﻝﻤﻬﻤـﺔ ﻓـﻲ ﻤﻨظﻤﺎﺘﻨـﺎ ،وﻨـدرة
اﻹﻋـداد ﻝﻬـﺎ -إن وﺠـد أﺼـﻼً -ﻓـﺈن اﻷﻤـر ﻴﺨﺘﻠـف ﺘﻤﺎﻤـﺎً ﻓـﻲ ﻤﻨظﻤـﺔ ﺨﻠﻴـﺔ اﻝﻨﺤـل ،ﻓـﻼ ﻋﺸـواﺌﻴﺔ
أو ارﺘﺠــﺎل ﻓــﻲ اﻻﺨﺘﻴــﺎر ،وﻻ ﻗﻴــﺎدة ﺒــﻼ إﻋــداد ﻋﻠﻤــﻲ ﻤﺨطــط ،وﻋﻠــﻰ أﻋﻠــﻰ درﺠــﺔ ﻤــن اﻝﻜﻔــﺎءة
واﻝﺘﻘﻨﻴﺔ ،ﻤﺎ ﻴﺠﻌﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﺠﺔ ﺸدﻴدة إﻝﻰ وﻗﻔﺔ ﻝﻨﺘﻌﻠم ﻫذا اﻝدرس اﻝﻌظﻴم ﻤن اﻝﻨﺤل .
وﻝــﻴس ﻫــذا اﻝوﻀــﻊ ﻫــو ﻓﻘــط ﻤــﺎ ﺘﻌــﺎﻨﻲ ﻤﻨــﻪ ﻫــذﻩ اﻝوﺤــدة أو ﻫــو ﻤرﻫــون ﺒﺸــﺨص ﻤﻌــﻴن ٕواﻨﻤــﺎ ﻫــو
وﻀﻊ ﻴﻤﺜل واﻗﻊ ﻤﻌظم ﻤؤﺴﺴﺎﺘﻨﺎ وﻴﻌﺒر ﻋﻨﻪ أﻓﻀل ﺘﻌﺒﻴر .
ﻓـﻼ ﺘوﺠـد ﻤﻘوﻤـﺎت أو ﻤﻌـﺎﻴﻴر واﻀـﺤﺔ ﻝﻼﺨﺘﻴـﺎر ،وﻻ ﺘوﺠـد ﻨظـم ﻋﻠﻤﻴـﺔ ﻤﺤـددة ﻝﻺﻋـداد وﻻ ﻴوﺠـد
ﺤﺘﻰ اﻵن اﺴﺘﻌداد ﻝﻤراﺠﻌﺔ ﻫذﻴن اﻷﻤرﻴن ﺒﺸﻜل ﺠدي .
ﺘﻘــوم ﻫــذﻩ اﻝﻤﺠﻤوﻋــﺔ ﺒــﺎﻝﺘرﻜﻴز ﻋﻠــﻰ ﻋــدد ﻤﺤــدود ﺠــداً ﻤــن ﻴرﻗــﺎت اﻝﻨﺤــل اﻝﻘــﺎدم وﺒﻤﺠــرد ظﻬــورﻩ
ﻝﻠﺤﻴــﺎة ﻓــﻲ ﺒداﻴﺎﺘــﻪ اﻷوﻝــﻰ ﻴــﺘم ﺘﻌﻬــد ﻫــذﻩ اﻝﻤﺠﻤوﻋــﺔ اﻝﻤﺤــدودة ﺠــداً ،ﺒﻐــذاء ﺨــﺎص ﻴﺨﺘﻠــف ﻋــن
اﻝﻐــذاء اﻝــذي ﻴﻘــدم ﻝﺒــﺎﻗﻲ أﻓ ـراد اﻝﺨﻠﻴــﺔ ،وﻫــو ﻤــﺎ ﻴﻌــرف ﺒﻐــذاء ﻤﻠﻜــﺎت اﻝﻨﺤــل وﻻ ﺸــك أن اﻝﺠﻤﻴــﻊ
ﻴﻌرﻓـون ﻤـﺎ ﻝﻬـذا اﻝﻐـذاء ﻤـن ﻗﻴﻤـﺔ ﻏذاﺌﻴـﺔ ﻋﺎﻝﻴـﺔ ﺠـداً ،ﻝدرﺠـﺔ أن ﺴـﻌرﻩ ﻴﻘـدر ﺒـﺎﻝﺠرام ،ﺒﻴﻨﻤـﺎ ﺴـﻌر
اﻝﻌﺴل اﻝذي ﺘﺄﻜل ﻤﻨﻪ ﺒﺎﻗﻲ اﻝﻴرﻗﺎت ﻓﻲ ﻤراﺤل ﻨﻤوﻫﺎ اﻝﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻴﺒﺎع ﺒﺎﻝﻜﻴﻠو ﺠرام .
ﻓﻤﺎ اﻝذي ﻴﻌﻨﻴﻪ ذﻝك ﻝﻺدارة ﻤن دروس وﻓواﺌد ؟
إن ذﻝك ﻴﻌﻨﻲ ﻋدة أﻤور ودروس ﻤﻬﻤﺔ ﻝﻺدارة ﻨذﻜر ﻤﻨﻬﺎ :
أوﻀﺢ اﻝﻜﺎﺘب ﻓﻲ ﺘﺤﻠﻴﻠﻪ وﻨﻤوذﺠﻪ اﻝراﺌﻊ ﻝﺨﻠﻴﺔ اﻝﻨﺤل أن اﻝﻘﻴﺎدة ﻴﺠب أن ﻴﻜون ﻝﻬـﺎ ﻤرﻜـز إﻋـداد
ﻴﺘوﻝﻰ ﻤﻬﺎم اﻹﻋداد ﻝﻬـﺎ ﻤﻨـذ اﻝﻴـوم اﻷول وﺒﻬـذا ﻴﺼـﻨﻊ اﻝﻘﺎﺌـد ﺼـﻨﺎﻋﺔً ﺤﺴـب أرﻴـﻪ وﺤﺴـﺒﻤﺎ أرى أن
ﻫــذا ﻻ ﻀــﻴر ﻓﻴــﻪ وﻝﻜــن ﻤﺎ ازﻝــت ﻨظرﻴــﺔ اﻝﻘﻴــﺎدة وﺤﺴــب ﻨﺘــﺎﺌﺞ اﻝﺒــﺎﺤﺜﻴن واﻝﺨﺒ ـراء ﻓــﻲ ﻫــذا اﻝﻤﺠــﺎل
ﺘﻨﻘﺴ ــم إﻝ ــﻰ ﻨظـ ـرﻴﺘﻴن رﺌﻴﺴ ــﺘﻴن ﻫﻤ ــﺎ ﻨظرﻴ ــﺔ اﻝﻘﻴ ــﺎدة اﻝﻤوروﺜ ــﺔ وﻨظرﻴ ــﺔ اﻝﻘﻴ ــﺎدة اﻝﻤﻜﺘﺴ ــﺒﺔ واﻝﺘﺠ ــﺎرب
اﻝﺒﺸرﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺤﻴﺎة ﻋﻠﻰ ﻤدى اﻝﺘﺎرﻴﺦ أﺜﺒﺘت ﺠدارة وﺼﺤﺔ ﻫﺎﺘﻴن اﻝﻨظـرﻴﺘﻴن ﻨﺠﺎﺤـﺎً ﻤطﻠﻘـﺎً واﻝﻜﺎﺘـب
ﻫﻨﺎ ﻨظر ﻤن زاوﻴﺔ واﺤدة ﻝﻬـﺎﺘﻴن اﻝﻨظـرﻴﺘﻴن ﻓـرأى ﻨظرﻴـﺔ اﻝﻘﻴـﺎدة اﻝﻤﻜﺘﺴـﺒﺔ وﻝﻜـن أﺘـﻰ ﺒﻨﻤـوذج ارﺌـﻊ
أﻻ وﻫو اﻝﺨﻠﻴﺔ وﻤﺎ ﻴﻌﻴش ﻓﻴﻬﺎ ﻤن ﻨﺤل وطرﻴﻘﺘﻪ ﻓﻲ إدارة ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻷن ﻫذﻩ اﻝﺤﺸرة ﻤﻨظﻤـﺔ ﺠـدا وﻻ
ﻋﻴــب ﻓــﻲ أن ﻨــﺘﻌﻠم دروﺴــﺎ ﻤﻨﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻹدارة واﻝﺘﻨظــﻴم وﻷﻫﻤﻴــﺔ اﻝﻘﻴــﺎدة واﻝﻘﺎﺌــد ﻓــﻲ اﻝﻌﻤﻠﻴــﺔ اﻹدارﻴــﺔ
أرﻴــت أن أﻨﻘــل ﻝﻜــم ﻤــﺎ ﺠــﺎء ﻓــﻲ وﺜﻴﻘــﺔ ﻝﻤرﻜــز اﻝﺘﻤﻴــز ﻝﻠﻤﻨظﻤــﺎت ﻏﻴــر اﻝﺤﻜوﻤﻴــﺔ ﺒﻌﻨ ـوان "ﻤﻬــﺎرات
اﻝﺘدرﻴب ﻋن اﻝﻘﻴﺎدة واﻝﻨظرﻴﺔ اﻝﻘﻴﺎدﻴﺔ" ﻓﻘد ﺠﺎء ﻓﻴﻬﺎ:
" ﻓــﻲ ﻜــل ﻤﺠﺘﻤــﻊ ﻴوﺠــد ﺒﻌــض اﻝﻌﻨﺎﺼــر اﻝﺘــﻲ ﺘﺘﻤﻴــز ﺒﺎﺴــﺘﻌداد ﻓطــري ﻝﺘــوﻝﻲ اﻝﻘﻴــﺎدة ،ﺒﻴﻨﻤــﺎ اﻝﻜﺜ ـرة
ﺘﺨﻀــﻊ وﺘﺘﺒــﻊ ﻤــﺎ ﻴﻠﻘــﻰ إﻝﻴﻬــﺎ ﻤــن أواﻤــر وﺘوﺠﻴﻬــﺎت ،واﻝﻘﻴــﺎدة ﻓــﻲ ﺤﻘﻴﻘﺘﻬــﺎ ﺘﻌﺘﺒــر ظــﺎﻫرة اﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ
وﻫــﻲ ﺘﺘﻤﺜــل ﻓــﻲ ﺸــﺨص ﻝــﻪ ﻨﻔــوذ ﻗــوي ﺒــﻴن اﻝﻨــﺎس ﻴﻘــوم ﻝﻴﻌﺒــر ﻋــن إﺤﺴﺎﺴــﺎت اﻝﺠﻤﺎﻋــﺔ وﺘﺤﻘﻴــق
ﻤطﺎﻝﺒﻬﺎ اﻝﺘﻲ ﻻ ﻴﺴﺘطﻴﻌون ﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻤﻨﻔردﻴن".
وﻴﻌرف " ﺘﺎﻨﻨﻴـوم" اﻝﻘﻴـﺎدة ﺒﺄﻨﻬـﺎ ﺘـﺄﺜﻴر ﺸﺨﺼـﻲ ﻤﺘـداﺨل ﺘﻤـﺎرس ﻓـﻲ ﻤوﻗـف ﻤﺤـدد وﺘﺘﻀـﻤن اﻝﻘﻴـﺎدة
ّ
داﺌﻤﺎً ﻤﺤﺎوﻻت ﻤن ﺠﺎﻨب اﻝﻘﺎﺌد )اﻝﻤؤﺜر( ﻝﻠﺘﺄﺜﻴر ﻋﻠﻰ ﺴﻠوك اﻷﺘﺒـﺎع )اﻝﻤﺘـﺄﺜرﻴن( وﻤـن أﺠـل إﺘﺒـﺎع
ﻤوﻗف ﻤﻌﻴن".
وﻫ ــذا اﻝﻤوﻗ ــف ﻴ ــدﻋوﻨﺎ ﻝﻠﺘﻔرﻗ ــﺔ ﺒ ــﻴن اﻝﻤﻘﺼـ ـود ﺒﺎﻝرﺌﺎﺴ ــﺔ واﻝﻘﻴ ــﺎدة ﻓﺘﻘ ــوم اﻝﻘﻴ ــﺎدة أﺴﺎﺴـ ـﺎً ﻋﻠ ــﻰ ﻗ ــدرة
ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﺘﺄﺜﻴر وﻫذا أﻤر ﻗد ﻻ ﻴﺘوﻓر ﻝدى ﺼﺎﺤب اﻝوظﻴﻔﺔ اﻝـذي ﻴﻤـﺎرس رﺌﺎﺴـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻏﻴـرﻩ
ﻓــﻲ اﻝﺒﻨــﺎء اﻝﺘﻨظﻴﻤــﻲ ،وﻴــرى ﺒﻌﻀــﻬم أﻨــﻪ ﻴﻤﻜــن اﻝوﺼــول إﻝــﻰ ﻤرﻜــز اﻝﻘــدرة ﻓــﻲ ﻤﻨظﻤــﺔ ﻤــﺎ ﺒﻌــدة
طرق ،ﻜﺄن ﻴﻜون ذﻝك ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻝﻘرار ﻤن اﻝﺠﻤﺎﻋﺔ أو ﺘﺄﻴﻴد ﻤﻨﻬﺎ أو ﺒﺎﻝﻔرض ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤن ﺨﺎرﺠﻬـﺎً ﻝﻬـذا
ﻓﺈن ﻫؤﻻء ﻴﻌﺘﻘدون أن اﻝﺘﻤﻴﻴز ﺒﻴن اﻝﻘﻴﺎدة واﻝرﺌﺎﺴﺔ أﻤر ﺼﻌب ذﻝك ﻷن ﻤﺼدر اﻝﻘدرة ﻓﻲ ﻤوﻗـف
ﻴﺨﺘﻠف ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻤوﻗف آﺨر ﻜذﻝك ﻓﺎن ﻤﻜﺎن اﻝوظﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺴﻠم اﻝﻤﺴﺘوﻴﺎت اﻹدارﻴﺔ ﻋﺎﻤل ﻤﻬـم ﻤـن
ﻋواﻤل اﻝﺘﺄﺜﻴر ﻫذا ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴرى آﺨرون أن اﻝرﺌﺎﺴـﺔ واﻝﻘﻴـﺎدة ﺸـﻴﺌﺎن ﻤﺨﺘﻠﻔـﺎن ﻓﺎﻝﺸـﺨص اﻝـذي ﻻ ﻨﻔـوذ
ﻝﻪ ﻗد ﻴﻜون رﺌﻴﺴﺎً وﻝﻜﻨﻪ ﻤﺘﻰ اﻜﺘﺴب اﻝﻨﻔوذ ﻓﻤن اﻝﻤﺤﺘﻤل أن ﻴﺘﺤول إﻝﻰ ﻗﺎﺌد.
وﻴﺴﺘﻤد اﻝرﺌﻴس ﻗوﺘﻪ ﻤﻤﺎ ﻴﻤﻠﻜﻪ ﻤن ﺴﻠطﺎت ﻓﻴﺨﻀـﻊ ﻝـﻪ اﻝﻤرؤوﺴـون ﺴـواء ﺒﺎﻻﺨﺘﻴـﺎر أو ﺒﺎﻹﺠﺒـﺎر
أﻤــﺎ اﻝﻘﺎﺌــد ﻓﻴﺴــﺘﻨد ﻓــﻲ ﻨﻔــوذﻩ إﻝــﻰ ﻗــوة ﺸﺨﺼــﻴﺘﻪ وﺘﺄﺜﻴرﻫــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻷﺘﺒــﺎع ﻓﻴطﻴﻌــون أواﻤـرﻩ ﻋــن اﻗﺘﻨــﺎع
ورﻀــﺎ وﻓﻀـﻼً ﻋــن ﻫــذا ﻓــﺈن اﻝـرﺌﻴس ﻴﻌﺘﻤــد ﻋﻠــﻰ اﻝﺴــﻠطﺔ اﻝﻤﻌطــﺎة ﻝــﻪ ﻤــن أﻋﻠــﻰ وﻫــﻲ ﺘﻨﺒــﻊ ﻤــن
ﻤﺒﺎﺸرﺘﻪ ﻝوظﻴﻔﺘﻪ وﻝﻴس ﻤن ﺸﺨﺼﻴﺘﻪ.
)وﻫذا ﻤﺎ ﻤﻴز ﺒﻌض اﻝﻘﺎدة ﻋن ﻏﻴرﻫم ﻤن اﻝرؤﺴﺎء واﻝﻤﻠوك واﻷﻤراء (.
وظﺎﺌف اﻝﻘﻴﺎدة :
ﻫﻨﺎﻝك ﺒﻌض اﻝوظﺎﺌف اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻘوم ﺒﻬﺎ اﻹدارة أﻫﻤﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
.1ﺘﻔﺴــﻴر ٕواﻋــﻼن اﻝﻤواﻗــف اﻝﺘــﻲ ﺘواﺠﻬﻬــﺎ اﻝﺠﻤﺎﻋــﺔ وﺒﺼــﻔﺔ ﺨﺎﺼــﺔ إذا ﻜﺎﻨــت ﺘﻠــك اﻝﻤواﻗــف
اﻝﺘﻲ ﺘواﺠﻬﻬﺎ اﻝﺠﻤﺎﻋﺔ ﻤﺠﻬوﻝﺔ ﻝﻜل أﻋﻀﺎﺌﻬﺎ أو ﻏﺎﻤﻀﺔ ﻻ ﻴﺴﻬل إدراﻜﻬﺎ وﻓﻬﻤﻬﺎ.
.2ﺘﺤدﻴد اﻝﺠواﻨب اﻝﺠﻴدة واﻝﺴﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﻜل ﻤوﻗف اﺴﺘﻨﺎداً ﻋﻠﻰ ﻤـﺎ ﻴﺘﻤﺘـﻊ ﺒـﻪ اﻝﻘﺎﺌـد ﻤـن ﺤﻜﻤـﺔ
ٕوادراك.
.3ﺘوﺠﻴﻪ اﻝﺠﻤﺎﻋﺔ ﻨﺤو اﻝﻌﻤل اﻝطﻴب وﺘﺤـذﻴرﻫﺎ ﻤـن اﻝوﻗـوع ﻓـﻲ اﻷﺨطـﺎء ﻓﺘﺴـﺘﺠﻴب اﻝﺠﻤﺎﻋـﺔ
ﻝﻘﺎﺌدﻫﺎ ﺒﻘدر ﻤﺎ ﺘﺤﻤل ﻝﻪ ﻓﻲ ﻨﻔوﺴﻬﺎ ﻤن ﺸﻌور ﺒﺎﻝﺜﻘﺔ واﻻﺤﺘرام.
.4ﺘﺤﻘﻴ ــق اﻝﺘﻌ ــﺎون ﺒ ــﻴن اﻷﻓـ ـراد ﻋ ــن طرﻴ ــق ﺘوزﻴ ــﻊ اﻝﻤﺴ ــؤوﻝﻴﺎت ﺒﻴ ــﻨﻬم ﻓ ــﻲ ﺘﻨﺎﺴ ــق واﻨﺴ ــﺠﺎم
وﺘﻼﻓــﻲ اﻝﺘﻨﺎﻗﻀــﺎت ﺒــﻴن اﻝﺤﺎﺠــﺎت ﺒﻤــﺎ ﻴﺤﻘــق اﻝﻤﺼــﺎﻝﺢ اﻝﺠﻤﻌﻴــﺔ ،وﻴــﺘم ذﻝــك ﻓــﻲ ﺠــو ﻤــن
اﻝﺤرﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺘﺎح ﻝﻠﺠﻤﻴﻊ ﺤﺘﻰ ﻴﻌﺒروا ﻋن آراﺌﻬم وﻴﺸﺘرﻜوا ﻓﻲ ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ اﻝﻤﺸﻜﻼت.
.5وﻀــﻊ اﻝﺨطــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﺘﻀــﻤن ﺘﺤﻘﻴــق اﻷﻫــداف اﻝﺘــﻲ ﺘﻨﺸــدﻫﺎ اﻝﺠﻤﺎﻋــﺔ وﻓــﻲ ﺴــﺒﻴل ذﻝــك ﻓﺎﻨــﻪ
ﻴﺴــﻌﻰ ﻝﺘﺤدﻴــد اﻷﻋﻤــﺎل اﻝﻤطﻠــوب إﻨﺠﺎزﻫــﺎ وﺘرﺘﻴــب ﺘﻠــك اﻷﻋﻤــﺎل ﻓــﻲ ﺼــورة ﺒ ـراﻤﺞ زﻤﻨﻴــﺔ
ﺤﺘﻰ ﻴﺘم إﻨﺠﺎزﻫﺎ ﻓﻲ اﻝوﻗت اﻝﻤﺤدد.
.6اﻝﻌﻤــل ﻋﻠــﻰ اﻝوﺼــول إﻝــﻰ اﻷﻫــداف اﻝﻨﻬﺎﺌﻴــﺔ ﻝﻠﻘﺎﺌــد ﺴ ـواء ﻜﺎﻨــت رﺴــﺎﻝﺔ ﺴــﻤﺎوﻴﺔ أو ﻋﻤ ـﻼً
اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺎً أو ﻨﺸﺎطﺎً اﻗﺘﺼﺎدﻴﺎً أو ﻤﺒدأ ﺴﻴﺎﺴﻴﺎ ......إﻝــﺦ.
.7ﺘﻤﺜﻴـ ــل اﻝﺠﻤﺎﻋـ ــﺔ رﺴـ ــﻤﻴﺎً واﻝﺘﺤـ ــدث ﺒﺎﺴـ ــﻤﻬﺎ أﻤـ ــﺎم اﻝﻐﻴـ ــر وأﻤـ ــﺎم ﻏﻴرﻫـ ــﺎ ﻤـ ــن اﻝﺠﻤﺎﻋـ ــﺎت
ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ ﻫذا اﻝﺘﻤﺜﻴل اﻝرﺴﻤﻲ ،ﻓﺈن اﻝﻘﺎﺌد ﻫو اﻝﻔﻜرة اﻝﺘـﻲ ﺘـؤﻤن ﺒﻬـﺎ اﻝﺠﻤﺎﻋـﺔ ﻤﺠﺴـدة
ﻓﻲ ﺸﺨﺼﻪ.
وﺤﺘــﻰ ﻴﺴــﺘطﻴﻊ اﻝﻘﺎﺌــد ﺘﺤﻘﻴــق اﻝوظــﺎﺌف اﻝﺴــﺎﻝف ذﻜرﻫــﺎ ﻓﺈﻨــﻪ ﻻﺒــد ﻤــن أن ﺘﺘــوﻓر ﻝــﻪ ﺒﻌــض اﻷﻤــور
وﻫﻲ:
.1أن ﺘﻜون ﻝدﻴﻪ اﻝﻤﻬﺎرات واﻝﺨﺒرات اﻝﺘﻲ ﺘﺴﺎﻋدﻩ ﻋﻠﻰ ﻓﻬم اﻝﻌﻤل اﻝذي ﻴﻘود.
.2أن ﻴﻜون ﻝدﻴﻪ ﻗدر ﻤن اﻝﺴﻠطﺔ ﺘﻤﻜﻨﻪ ﻤن ﻤﻤﺎرﺴﺔ ﻋﻤﻠـﻪ ،إذ ﻤﻬﻤـﺎ ﻜﺎﻨـت اﻝﺼـﻔﺎت اﻝﻘﻴﺎدﻴـﺔ
اﻝﺘــﻲ ﻴﺘﻤﺘــﻊ ﺒﻬــﺎ اﻝﻘﺎﺌــد ،ﻻ ﺠــدوى ﻤﻨﻬــﺎ إذا ﻝــم ﻴﻜــن ﻴﻤﻠــك ﻤــن اﻝﺴــﻠطﺎت اﻝرﺴــﻤﻴﺔ ﻤــﺎ ﻴﻤﻜﻨــﻪ
ﻤن إﺠﺒﺎر ﻏﻴرﻩ ﻋﻠﻰ إﺘﺒﺎع ﻤﺎ ﻴراﻩ ﻤوﺼﻼً ﻝﺘﺤﻘﻴق اﻝﻬدف.
أ .ﻓﺸﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﻋﺘراف ﺒﺄﺜر اﻝﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻝﻌواﻤـل اﻝﻨﺎﺘﺠـﺔ ﻋـن اﻝﻤواﻗـف اﻹدارﻴـﺔ اﻝﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ اﻝﺘـﻲ
ﺘﺸﻜل اﻝﺸﺨﺼﻴﺔ اﻝﻘﻴﺎدﻴﺔ اﻝﻨﺎﺠﺤﺔ.
ب .ﻋــدم ﺘوﺼــل ﻋﻠﻤــﺎء اﻻﺠﺘﻤــﺎع إﻝــﻰ وﻀــﻊ ﺘﺤدﻴــد دﻗﻴــق ﻝﻠﺼــﻔﺎت اﻝﻤوروﺜــﺔ ﻓــﻲ اﻝﻘــﺎدة ﻴﻤﻜــن
اﻻﻋﺘﻤ ــﺎد ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻝﺘﺼ ــﻤﻴم ،وﻝﻌ ــل ذﻝ ــك ﻴرﺠ ــﻊ إﻝ ــﻰ ﺼ ــﻌوﺒﺔ ﻓﺼ ــل وﺘﻌرﻴ ــف اﻝﺼ ــﻔﺎت
اﻝﻨوﻋﻴﺔ اﻝﺨﺎﺼﺔ واﻝﻤﺸﺘرﻜﺔ ﻓﻲ ﻫؤﻻء اﻝﻘﺎدة.
وﻴﻀﻴف إﻝﻰ ذﻝك اﻝﻌﺎﻝم " ﺠوﻝدﻨر" أن ﻗواﺌم اﻝﺼـﻔﺎت اﻝﻤوروﺜـﺔ ﻻ ﺘوﻀـﺢ ﻋـﺎدة اﻝﻤﻬـم ﻓﻴﻬـﺎ وﻏﻴـر
اﻝﻤﻬم ..ﻓﻀﻼً ﻋن أن اﻷﺒﺤﺎث اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬذﻩ اﻝﺼﻔﺎت ﻝم ﺘﻤﻴز ﺒﻴن اﻝﻤطﻠـوب ﻤﻨﻬـﺎ ﻝﺘﻜـوﻴن اﻝﻘﺎﺌـد
اﻝﻤﺎﻫر ،وﺘﻠك اﻝﻀرورﻴﺔ ﻝدﻋم ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻫذا اﻝﻘﺎﺌـد ..ﻜﻤـﺎ أن ﺘﻠـك اﻝد ارﺴـﺎت ﺘﻘـوم ﺒوﺼـف ﻨﻤـﺎذج
اﻝﺴﻠوك اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﻓﻘط وﻻ ﺘﻘوم ﺒﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ.
ﻴﻌﺘﺒ ــر اﻝﻘﺎﺌ ــد اﻝﻨ ــﺎﺠﺢ ﻫ ــو اﻝ ــذي ﻴﺤﻘ ــق أﻫداﻓ ــﻪ ﺒطرﻴﻘ ــﺔ اﻗﺘﺼ ــﺎدﻴﺔ وﻓ ــﻲ ﺠ ــو ﻨﻔﺴ ــﻲ ﻴرﻀ ــﻰ ﻋﻨ ــﻪ
اﻝﺘﺎﺒﻌون ﻝﻪ ،ﺴواء ﻜﺎن اﻝﻘﺎﺌد ﻗد ﺘوﻝﻰ اﻝﻘﻴﺎدة ﺒﺎﻷﺼﺎﻝﺔ أو اﻹﻨﺎﺒﺔ أو اﻝﺘﻔوﻴض.
وﻝﻘد ﻗﺎل اﻝﻨﺒﻲ -ﺼﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺴـﻠّم " : -ﻤـن وﻝـﻰ ﻤـن أﻤـر اﻝﻤﺴـﻠﻤﻴن ﺸـﻴﺌﺎً ﻓـوﻝﻰ رﺠـﻼً وﻫـو
أﺼﻠﺢ ﻝﻠﻤﺴﻠﻤﻴن ﻤﻨﻪ ،ﻓﻘد ﺨﺎن اﷲ ورﺴوﻝﻪ واﻝﻤؤﻤﻨﻴن ".
وﻴﻤﻜ ــن اﺴـــﺘﺨﻼص اﻝﺼـــﻔﺎت اﻝﻨﻤوذﺠﻴـــﺔ ﻝﻠﻘﺎﺌ ــد ﺒﺎﺴـــﺘﻘراء ﺘﺠ ــﺎرب اﻷﻤـــم واﻝﺸـــﻌوب واﻝﻤﻨظﻤـ ــﺎت
ﺒﺄﻨواﻋﻬﺎ وﻤﻤﺎ ﻜﺘﺒﻪ اﻝﻤؤﻝﻔون أو ذﻜرﻩ اﻝﻤؤرﺨون وﻫﻨﺎﻝك ﻜﺘـب ﻜﺜﻴـرة ﻤﻨﻬـﺎ اﻝﻘـدﻴم وﻤﻨﻬـﺎ اﻝﺤـدﻴث ﻤـﺎ
ﻴﻌــﺎﻝﺞ ﺼــﻔﺎت اﻝﻘﺎﺌــد اﻝﻨــﺎﺠﺢ وﻫــﻲ ﺘﺘﻔــق ﻓﻴﻤــﺎ ﺒﻴﻨﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻝﺼــﻔﺎت اﻷﺴﺎﺴــﻴﺔ وﺘﺨﺘﻠــف ﻓــﻲ اﻝﺼــﻔﺎت
اﻝﻔرﻋﻴﺔ ﻓﻘط وﻓﻘﺎً ﻝظروف اﻝﻌﺼور اﻝﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
ﻓﻤــﺜﻼً ﺠــﺎء ﻓــﻲ ﻤﻘدﻤــﺔ اﻝﻌﻼﻤــﺔ اﻝﻌرﺒــﻲ اﻝﻤﺴــﻠم -ﻋﺒــد اﻝــرﺤﻤن ﺒــن ﺨﻠــدون -وﻫــو ﻴﺘﺤــدث ﻋــن
ﺸ ــروط اﻝﺨﻼﻓ ــﺔ أن ﻤ ــن اﻝﺼ ــﻔﺎت اﻝﺘ ــﻲ ﻴﺠ ــب أن ﻴﺘﺤﻠ ــﻰ ﺒﻬ ــﺎ ﻤ ــن ﻴﺨﺘ ــﺎر ﻗﺎﺌ ــداً " :اﻝﻌﻠ ــم واﻝﻌ ــدل
واﻝﻜﻔﺎﻴــﺔ وﺴــﻼﻤﺔ اﻷﻋﻀــﺎء واﻝﺤ ـواس" وﻻ ﻨﻨﺴــﻰ أن اﺒــن ﺨﻠــدون ﻗــد ﻜﺘــب أﻓﻜــﺎرﻩ ﻫــذﻩ ﻓــﻲ اﻝﻘــرن
اﻝراﺒﻊ ﻋﺸر.
وﻫﻨﺎﻝ ــك ﺒﻌـــض اﻵراء واﻝﻜﺘـــب ﻨ ــذﻜر ﻤﻨﻬ ــﺎ ﻜﺘ ــﺎب " ﺴ ــﺒﻴل اﻝﻘﻴـــﺎدة " اﻝـــذي أﻝّﻔ ــﻪ " اﻝﻔﻴﻠ ــد ﻤﺎرﺸـــﺎل
ﻤﻨﺘﺠﻤــري" اﻝﺒرﻴطــﺎﻨﻲ ،ﺤﻴــث وﻀــﻊ ﻓﻴــﻪ ﺼــﻔﺎت اﻝﻘﺎﺌــد إذ ﻴﻘــول " :أن اﻝﻘﺎﺌــد ﻫــو اﻝــذي ﻴﺠﻌــل
اﻝﻨﺎس ﻴﺘﺒﻌوﻨﻪ وﻴﻨﺒﻐﻲ أن ﻴﺘﺼف ﺒﺎﻝﺸـﺠﺎﻋﺔ وﻗـوة اﻹرادة وأن ﻴﻜـون ﻤوﻀـﻊ ﺜﻘـﺔ رﺠﺎﻝـﻪ واﻋﺘﻤـﺎدﻫم
ﻗ ــﺎد اًر ﻋﻠ ــﻰ أن ﻴــوﺤﻲ ﺒﺂ ارﺌ ــﻪ إﻝ ــﻰ اﻝــذﻴن ﻴﻘ ــودﻫم وﻋﻠــﻰ اﺴ ــﺘﺜﺎرة اﻝﺤﻤ ــﺎس ﻓ ــﻲ ﻨﻔوﺴ ــﻬم وأن ﻴﻜ ــون
ﻤوﻀﻊ ﺜﻘﺔ رﺠﺎﻝﻪ واﻋﺘﻤﺎدﻫم ﻗﺎد اًر ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺎﺼﻤﺘﻬم ﺒﻠﻐﺔ ﻴﻔﻬﻤوﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﻜﺴﺒﻪ ﻗﻠـوﺒﻬم وﻋﻘـوﻝﻬم ذا
ﻜﻔﺎﻴــﺔ ﻋﺎﻝﻴــﺔ ،دارﺴـﺎً ﻝﻠطﺒﻴﻌــﺔ اﻝﺒﺸـرﻴﺔ ،ﻤﺘﻌﻠﻤـﺎً ﻓــن اﻝﻘﻴــﺎدة وﻤﻤﺎرﺴــﺘﻬﺎ ﻻ ﻴﻴــﺄس أﺒــداً ﻴﺘﺤﻠــﻰ ﺒــﺎﻝﻌزم
ﻴﺤرص ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻨوﻴﺎت رﺠﺎﻝﻪ ﻤﺴﻴط اًر ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻪ ،ﻴﺤﺴن اﺨﺘﻴﺎر اﻝرﺠـل اﻝﻤﻨﺎﺴـب ﻝﻠﻌﻤـل اﻝﻤﻨﺎﺴـب
ﻴﻌرف واﺠﺒﺎﺘﻪ و ﻴﺘﻘن ﻋﻤﻠﻪ ،ﻤﺨﻠﺼـﺎً ﻝﻤﻬﻨﺘـﻪ ﻗـﺎد اًر ﻋﻠـﻰ إﺼـدار اﻝﻘـ اررات اﻝﺴـﻠﻴﻤﺔ ﻫﺎدﺌـﺎً وﻀـﺎﺒطﺎ
ﻝﻨﻔﺴﻪ ﻤﺴﺘﻌداً ﻝﻠﻤﺨﺎطرة ﻋﻨد اﻝﺤﺎﺠﺔ ﻤﻠﺘزﻤﺎً إﻝﻰ أﺒﻌد اﻝﺤدود ﺒﺎﻝدﻴن.
وﻤن أﻗوال "ﻨﺎﺒﻠﻴون" ﻓﻲ ﺼﻔﺎت اﻝﻘﺎﺌد " :إن أول ﻤﺎ ﻴﺠـب أن ﻴﺘـوﻓر ﻓـﻲ اﻝﻘﺎﺌـد رأس ﻫﺎدﺌـﺔ وﺒـذﻝك
ﺘظﻬــر ﻝــﻪ اﻷﺸــﻴﺎء ﻋﻠــﻰ ﺤﻘﻴﻘﺘﻬــﺎ وﻓــﻲ ﻤظﻬرﻫــﺎ اﻝﺼــﺤﻴﺢ وﻴﺠــب أﻻ ﻴﺘــﺄﺜر ﺒﺎﻷﺨﺒــﺎر اﻝﺤﺴــﻨﺔ أو
اﻝﺴــﻴﺌﺔ ..ﻜﻤــﺎ ﻴﻨﺒﻐــﻲ أﻻ ﻴــﺘﺨﻠص ﻤــن ﻤﺴــؤوﻝﻴﺔ أﺨطﺎﺌــﻪ ﺒﺈﻝﻘﺎﺌﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻷواﻤــر اﻝﺘــﻲ ﺘﻠﻘﺎﻫــﺎ ﻤــن
رﺌﻴس ﻴﻌﻠوﻩ ﺒل ﻋﻠﻴﻪ أن ﻴﺴﻴر وﻓﻘﺎً ﻝﻬدف ﺘﺠﺎرﺒﻪ اﻝﺨﺎﺼﺔ وﻴﻌﺘﻤد ﻋﻠﻰ ﻤواﻫﺒﻪ.
ﻓﺎﻝﻘﻴــﺎدة ﺘﻨﻤــو ﺒﺎﻝﺘﺠرﺒ ــﺔ اﻝﺸﺨﺼ ــﻴﺔ وﺘﺘﺒ ــﻊ ﺘﺠ ــﺎرب اﻝﻘــﺎدة اﻝﻨــﺎﺠﺤﻴن ..ﻜ ــذﻝك ﻓﺈﻨــﻪ ﻤ ــن اﻝﻨ ــﺎدر أن
ﺘﺠﺘﻤــﻊ ﻜــل اﻝﺼــﻔﺎت اﻝﻼزﻤــﺔ ﻝﻠﻘﺎﺌــد اﻝﻌظــﻴم ﻓــﻲ رﺠــل واﺤــد .و اﻝﻤطﻠــوب ﻝﻠﻘﺎﺌــد اﻝﻨــﺎﺠﺢ أن ﻴ ـوازن
ﺒﻴن اﻝذﻜﺎء واﻝﻤﻘدرة واﻝﺸﺠﺎﻋﺔ.
-6سبيل القيادة – الفيلد مارشال منتجمري
وﻤﻤــﺎ ﺴــﺒق ﻴﻌﻜــس اﺴــﺘﺨﻼص اﻝﺼــﻔﺎت اﻷﺴﺎﺴــﻴﺔ اﻝﺘــﻲ ﻴﻨﺒﻐــﻲ أن ﻴﺘﺤﻠــﻰ ﺒﻬــﺎ اﻝﻘﺎﺌــد اﻝﻨــﺎﺠﺢ ﻓﻴﻤــﺎ
ﻴﻠﻲ:
.1اﻝﻌﻘﻠﻴﺔ اﻝﺼﺤﻴﺤﺔ ،واﻹﻴﻤﺎن ﺒﺎﻝﻌﻤل اﻝذي ﻴﺘوﻻﻩ اﻝﻘﺎﺌد أﻴﺎً ﻜﺎن ﻨوع ﻫذا اﻝﻌﻤل.
.2أن ﻴﻜون دﻴﻤﻘراطﻴﺎً وأﻻ ﻴﺴﺘﻘل ﻓﻲ اﺘﺨﺎذ اﻝﻘ اررات اﻝﻤﻬﻤﺔ وﺤدﻩ ﺒـل ﻴﺸـرك ﻤﻌـﻪ ﻤـن ﻴـراﻫم
ذوي ﺨﺒرة.
.3اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻝﺤﻘﺎﺌق ،وﻻ ﻴﺼدر ﺸﻴﺌﺎً إﻻ ﺒﻌد اﻝﺘﺄﻜـد ﻤـن ذﻝـك ﺤﺘـﻰ ﻻ ﺘﻌﻤﻴـﻪ اﻹﺸـﺎﻋﺎت
اﻝﻜﺎذﺒﺔ ﻓﺘﻜون ﻗ ارراﺘﻪ ﻜﺎذﺒﺔ.
.4اﻝﺤــرص اﻝﺸــدﻴد ،و ﺒﺼــﻔﺔ ﺨﺎﺼــﺔ إذا ﺘﻌﻠــق اﻷﻤــر ﺒﻤﺼــﺎﻝﺢ اﻷﺘﺒــﺎع ،ﻓــﻼ ﻴﻨﺒﻐــﻲ ﻝﻠﻘﺎﺌــد أن
ﻴﺘﺨذ ﻗ ار اًر ﺨطﻴ اًر إﻻ ﺒﻌد دراﺴﺔ ﻜﺎﻓﺔ ﺠواﻨﺒﻪ وردود اﻷﻓﻌﺎل اﻝﻤﺘوﻗﻌﺔ ﺤﻴﺎﻝﻪ.
.5اﻝﺸﺠﺎﻋﺔ ،ﺒﺤﻴث ﻴﺴﺘطﻴﻊ ﻤواﺠﻬﺔ ﻫذﻩ اﻝﻤواﻗف دون ﺨوف.
.6اﻝﻘﺎﺒﻠﻴ ــﺔ اﻝﺒدﻨﻴ ــﺔ وﻫ ــذا ﻻ ﻴﻌﻨ ــﻲ ﻗ ــوة اﻝﺒﻨﻴ ــﺔ أو ﻀ ــﺨﺎﻤﺔ اﻝﺤﺠ ــم ﺒ ــل ﻴﻌﻨ ــﻲ أﻻ ﻴﺘﺴ ــم اﻝﻘﺎﺌ ــد
ﺒﺘﺸــوﻴﻪ ﺒــدﻨﻲ ﻤﻌﻴــب أو ﻤــرض ﻤــزﻤن ﻴﻘﻌــدﻩ وﻴﻔﻀــل أن ﻴﻜــون اﻝﻘﺎﺌــد ﺒﺤﺎﻝــﺔ ﺼــﺤﻴﺔ ﺠﻴــدة
ﺤﺘــﻰ ﻴﺴــﺘطﻴﻊ أن ﻴﺒــذل اﻝﺠﻬــد اﻝﺒــدﻨﻲ واﻝﻌﻘﻠــﻲ وﺒﻤــﺎ ﻴــﺘﻼءم ﻤــﻊ ﻤﺴــؤوﻝﻴﺘﻪ وأن ﻴﻜــون ﻗــوي
اﻷﻋﺼﺎب ﻻ ﺘﻬزﻩ اﻝﻤﺸﺎﻜل.
.7اﻝﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻤل اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ وﻫذا ﻴﻌﻨﻲ أن ﻴﻜـون اﻝﻘﺎﺌـد ﻤﺘﻤﺘﻌـﺎً ﺒﺎﻝﺴـﻴﺎدة اﻝﻔﻨﻴـﺔ ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل
اﻝﻨﺸﺎط اﻝذي ﻴﺸرف ﻋﻠﻴﻪ وﻋﻠﻰ ﻏﻴرﻩ واﻝﺘﺎﺒﻌﻴن.
.8اﻹﻝﻤ ــﺎم ﺒﺎﻷﺼ ــول اﻝﻌﻠﻤﻴ ــﺔ ﻝ ــﻺدارة وﻫ ــذا ﻫ ــو أول طرﻴ ــق ﻝﻠﻨﺠ ــﺎح ذﻝ ــك ﻷن إﻝﻤ ــﺎم اﻝﻘﺎﺌ ــد
ﺒﺄﺼول اﻹدارة ﻴوﻓر ﻋﻠﻴﻪ ﻜﺜﻴر اﻝﺠﻬد اﻝذي ﻴﺒذﻝﻪ ﻝﻠﺘوﺼل ﻝﻬذﻩ اﻷﺼول.
.9اﻝﻌﻘﻠﻴﺔ اﻝﻤﻨظﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺴﺘطﻴﻊ أن ﺘﺨطط وﺘﻨظم وﺘراﻗب.
.10اﻝﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻜﺘﺴﺎب اﻝﺜﻘﺔ.
.11اﻝﻤﺤﺒﺔ اﻝﻤﺘﺒﺎدﻝﺔ ﺒﻴﻨﻪ وﺒﻴن اﻷﺘﺒﺎع.
ﻤﻤــﺎ ذﻜــر ﻨﺴﺘﺸ ــف أن اﻝﻘﻴــﺎدة واﻝﻘــﺎدة ﺘ ــﺄﺘﻲ وﻴــﺄﺘون وﻻدة ﻤوروﺜــﺔ وﺼ ــﻨﺎﻋﺔ ﻤﻜﺘﺴــﺒﺔ وﻻ ﺴــوء وﻻ
ﻀـﻴر ﻓـﻲ اﻝﺤـﺎﻝﺘﻴن ﻓـﺎﻝﻤطﻠوب ﻫــو ﻗﻴـﺎدة ﺼـﺤﻴﺤﺔ ﺴـﻠﻴﻤﺔ ﺘـؤدي ﺒــﺎﻹدارة إﻝـﻰ اﻝﺘﻘـدم واﻻرﺘﻘـﺎء ﻓــﻲ
ﻤﺴﺘواﻫﺎ وﻤﺴﺘوى أداﺌﻬﺎ اﻝﻌﺎم .
واﻝﻘﻴــﺎدي ﻤﻬﻤــﺎ ﺘﻌــددت ﻤ ازﻴــﺎﻩ ﻻ ﻴﺴــﺘطﻴﻊ ﺒــدون ﻓرﻴــق ﻨـــﺎﺠﺢ أن ﻴﺼــﻨﻊ ﻤؤﺴﺴــﺔ ﻨﺎﺠﺤــﺔ ﻝــذا ﻋﻠﻴــﻪ
وﺒــل ﻤــن واﺠﺒــﻪ ﻓــﻲ اﻝﻘﻴــﺎدة ﺘﻜــوﻴن ﻓرﻴــق ﻨــﺎﺠﺢ ﻝﻴــﺘم اﻝﻨﺠــﺎح واﻝﺘطﺒﻴــق ﻝﻸﺴــس واﻷﺼــول اﻝﺜﺎﺒﺘــﺔ و
اﻝﺴﻠﻴﻤﺔ ﻓﻲ اﻹدارة اﻝﺘﻲ ﺘﻤﻨﻊ ﺘدﻨﻴﻬﺎ وﺘﺜﻤر ﻋن ﻋواﺌدﻫﺎ .
إن ﺒﻨ ــﺎء ﻓرﻴ ــق اﻝﻌﻤ ــل ﻴﺘ ــﻴﺢ اﻝﻔرﺼ ــﺔ ﻹﺒـ ـراز اﻹﺒ ــداع ﻝ ــدى اﻷﺸ ــﺨﺎص اﻝﻤﺒ ــدﻋﻴن ﻓﺎﻝﻤﺒ ــدع ﺤﺎﻝـــﺔ
اﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ٕواذا ﻝم ﻴﻜن اﻝﻤﺴؤول اﺴـﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺎ ﻓﻠـن ﻴﺴـﺘﻔﻴد ﻤـن ﻋطـﺎء اﻝﻤﺒـدع ،وﻝـن ﻴﻘـدر ﻋﻠـﻰ اﻜﺘﺸـﺎف
ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻤﻠﻪ أو ﻓﻜرﻩ اﻹﺒداﻋﻲ ﻓﺎﻝﻘﻴـﺎدي ﻫـو ﻤـن ﻴـدﻓﻊ ﺒـﺎﻵﺨرﻴن ﻹﺜـراء اﻝﻨﻘـﺎش وﻴﺤﻔـزﻫم ﻋﻠـﻰ إﺒـداء
اﻵراء واﻷﻓﻜﺎر ﻷﻨﻬﺎ ﻤﺤﺼﻠﺔ ﺘؤدي ﻓﻲ اﻝﻨﻬﺎﻴﺔ إﻝﻰ إﻨﺠﺎز اﻷﻋﻤﺎل ٕواﻴﺠﺎد اﻝﺤﻠول .
إن ﺘﻜوﻴن اﻝﻔرﻴق اﻝﻨﺎﺠﺢ ﻓﻲ اﻝﻌﻤـل ﺘـﺄﺘﻲ ﻤﺴـؤوﻝﻴﺘﻪ ﻋﻠـﻰ اﻝﻘﻴـﺎدات ﺒﺎﻝدرﺠـﺔ اﻷوﻝـﻰ ﻓﻬـم أﺼـﺤﺎب
اﻝﺼﻼﺤﻴﺎت ﻓـﻲ ذﻝـك ،ﻫـذا ﻤطﻠـب ﺼـﻐﻴر ﻤـن ﻤﺘطﻠﺒـﺎت اﻝﻘﻴـﺎدة ﻓﺎﻝﻘﻴـﺎدي ﻴﺠـب أن ﻴﺘﺤﻠـﻰ ﺒﻤ ازﻴـﺎ
اﻝﻘﻴﺎدة اﻝﻨﺎﺠﺤﺔ اﻝﻜﺜﻴرة وﻫﻨﺎ ﺘﺄﺘﻲ اﻝﻤﺴﺄﻝﺔ اﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻝﻬﺎ دور ﻜﺒﻴر ﻓﻲ ﻫذا اﻝﺠﺎﻨب ،وﻗد أوﻀـﺢ
ﻓﻲ أﺤد ﻤﻘﺎﻻﺘﻪ ذﻝك ﻓﻜﺘب: اﻝﻜـ ــﺎﺘب ﻋﺒد اﷲ اﻝﻘﻔﺎري
" ﻴﻨﺼــرف ﻋﻠ ــم اﻹدارة ﻓــﻲ ﻤﺠﻤﻠــﻪ إﻝــﻰ ﺒﺤــث ﺠﻤﻠــﺔ ﻤ ــن اﻝﻤﺴــﺎﺌل اﻝﻤرﺘﺒطــﺔ ﺒــﺎﻝﺘﻨظﻴم واﻝﺘﺨطــﻴط
ﻜﻤـﺎً
واﻻﺘﺼﺎل واﻝﻬﻴﺎﻜل اﻹدارﻴﺔ ...واﻝـذﻴن ﻗـدر ﻝﻬـم أن ﻴدرﺴـوا ﺒﻌـض ﻤﺒـﺎدئ ﻫـذا اﻝﻌﻠـم ﺴـﻴﺠدون ّ
ﻜﺒﻴ ـ اًر ﻤــن ﻫــذﻩ اﻷدﺒﻴــﺎت ﺘﺠﺘﻬــد أﻴﻤــﺎ اﺠﺘﻬــﺎد ﻓــﻲ اﺠﺘ ـراح اﻝﺨط ـوات اﻝرﺌﻴﺴــﺔ واﻝﻔرﻋﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻴﻨﺒﻐــﻲ
ﻝﻺداري اﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ وﻤﺒﺎﺸرﺘﻬﺎ ﻝﺘﺤﻘﻴق اﻝﻨﺠﺎح ﻓﻲ ﻤﻬﻤﺘﻪ اﻝوظﻴﻔﻴﺔ .
ﻝﻴس ﻤن ﺸك أن ﺘﻠك اﻷدﺒﻴﺎت ﺘﺒدو ﻤﻨﻘوﻝﺔ ﻨﻘﻼً أﻤﻴﻨﺎً ﻤن ﻤﺼﺎدر اﻝﻌﻠم اﻝﻐرﺒﻴﺔ اﻝﺘـﻲ أﺴﺴـت ﻝﻬـذا
وﻗﺴﻤت اﺨﺘﺼﺎﺼﺎﺘﻪ وﻓروﻋﻪ ..وﻜم ﻜﻨت أﺠد ﻤﺸﻘﺔ ﺒﺎﻝﻐﺔ ﻋﻨـدﻤﺎ ﻴﺠـري
أﺼﻠت ﻝﻪ ﻤﻨﻬﺠﺎً ّاﻝﻌﻠم ،و ّ
اﻝﺤدﻴث ﻋن أﺼول ﻫذا اﻝﻌﻠم وﻓروﻋﻪ ..وﻋﻤﺎ ﻴﻨﺒﻐﻲ أن ﻴﻜون ﺒﻤﻌزل ﻋن ﻓﻬم اﻹﺸﻜﺎل اﻝﺜﻘﺎﻓﻲ
-7اإلدارة والمساءلة الثقافية – الكاتب عبد ﷲ القفاري جريدة الرياض العدد 12262لسنة 2005
اﻝﻤﺤﻠــﻲ ،اﻝــذي ﻴﻠﻘــﻲ ﺒظﻼﻝــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻤﺠﻤــل ﻤﻨــﺎﺤﻲ اﻝﺤﻴــﺎة ..واﻝــذي ﻴﺴــﻬم إﺴــﻬﺎﻤﺎ ﻓــﻲ ﺘطﺒﻴــق أو
ﺼرف ﺘطﺒﻴـق ﺘﻠـك اﻝﻤﺒـﺎدئ واﻝﻤﻔـﺎﻫﻴم اﻹدارﻴـﺔ ،اﻝﺘـﻲ ﻜﺜﻴـ ار ﻤـﺎ ﺒـدت ﺘﻌـﺎﻝﺞ ﻤﺴـﺎﺌل إدارﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺒﻴﺌـﺔ
ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ..وﻤن ﻤﻨطﻠق واﻗﻊ ﺜﻘﺎﻓﻲ ﻤﻐﺎﻴر ..ورﺒﻤﺎ ﻜﺎﻨت أﻤﻴﻨﺔ إﻝﻰ ﺤـد ﻜﺒﻴـر ﻝﺠـذورﻫﺎ اﻝﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ اﻝﺘـﻲ
ﻨﺸـﺄت ﻓـﻲ ظﻠﻬـﺎ ﺘﻠـك اﻝﻌﻠـوم ،وﺘﺄﺼـﻠت ﻓﻴﻬـﺎ ﻤﻨﺎﻫﺠﻬـﺎ ...وﻜـﺎن ﻋﻠﻴﻨـﺎ ﻓـﻲ طـور اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻷول أن
ﻨﺠﺘﻬد ﻓﻲ ﻨﻘل ﺘﻠك اﻝﺒراﻤﺞ وﻤﺤﺎوﻝﺔ ﺘطﺒﻴﻘﻬﺎ ..وﻗـد ﻨﻜـون ﻗـد ﺤﻘﻘﻨـﺎ ﻨﺠﺎﺤـﺎ ﻨﺴـﺒﻴﺎ "ﺘﻨظﻴﻤﻴـﺎ ٕوادارﻴـﺎ"
وﻝﻜن ﻤـن اﻝﻤؤﻜـد أن اﻝﺴـﻴﺎق اﻝﺜﻘـﺎﻓﻲ اﻝـذي ﻜﺎﻨـت ﺘطﺒـق ﻓﻴـﻪ ﺘﻠـك اﻝﺒـراﻤﺞ ﻝـم ﻴﻠـق ﻋﻨﺎﻴـﺔ ﺘـذﻜر ،ﻤـﺎ
ﺠﻌــل ﺘﻠــك اﻝﻤﺤــﺎوﻻت اﻝداﺌﺒــﺔ ﻝﺼــب اﻝﻘواﻝــب اﻹدارﻴــﺔ اﻝﺠــﺎﻫزة واﻝﻤﺜﺎﻝﻴــﺔ ﻓــﻲ ﻋﻘــول اﻹدارﻴــﻴن
اﻝﺘﻨﻔﻴذﻴﻴن ﺘﺒدو ﻤﻬﻤﺔ ﺸﺎﻗﺔ وﺼﻌﺒﺔ وأﺤﻴﺎﻨﺎ ﻋﺴﻴرة اﻝﺘﺤﻘﻴق .
إن ﻜﺜﻴ ار ﻤن اﻝذﻴن ﻴﺘﺤدﺜون ﻋن ﺤل اﻝﻤﺸﻜﻼت اﻹدارﻴﺔ وﻓـق ﻤﺘطﻠﺒـﺎت ﻋﻠـم اﻹدارة اﻝﺤـدﻴث اﻝﺘـﻲ
ﺘﻘـوم ﻋﻠــﻰ ﺘﺤدﻴـد اﻝﻤﺸــﻜﻠﺔ .وأﺴــﺒﺎﺒﻬﺎ ،وﻋﺼـف اﻷﻓﻜــﺎر ﻓـﻲ اﺒﺘــداع اﻝﺤﻠــول وﺘﻘﻴـﻴم ﺘﻠــك اﻷﻓﻜــﺎر...
ﻻ ﻴﻘﻴﻤـون وزﻨـﺎً ﻜﺒﻴـ ار ﻝﻠﺴـﻴﺎق اﻝﺜﻘـﺎﻓﻲ ﻓـﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ اﻝﻌرﺒـﻲ ..وﻫـو ﺴـﻴﺎق ذو ﻨزﻋـﺔ ﺴـﻠطوﻴﺔ أﺒوﻴـﺔ
إﻴﻤﺎﻨﻪ ﺒﺎﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻹدارﻴﺔ ﻀـﻌﻴف أﺼـﻼٕ ،واذا ﻜﺎﻨـت اﻝﻤﻔـﺎﻫﻴم اﻹدارﻴـﺔ داﺌﻤـﺎ ﻤـﺎ ﺘﺘﺤـدث ﻋـن ﺒﻴﺌـﺔ
اﻝﻌﻤــل وأﻫﻤﻴــﺔ ﻤﻨﺎﺴــﺒﺘﻬﺎ وﻀــرورة ﺘﻨﻘﻴﺘﻬــﺎ ﻤــن اﻝﺴــﻠﺒﻴﺎت اﻝﺘــﻲ ﺘﺠﻌﻠﻬــﺎ ﺒﻴﺌــﺔ ﻏﻴــر ﻤﻨﺎﺴــﺒﺔ ﻝﻺﻨﺘــﺎج
واﻝﻌطﺎء اﻝﻤﺘﻤﻴز أو اﻝﻤرﺠو ..ﻓـﺈن ﺒﻌﻀـﺎ ﻤـن أوﻝﺌـك ﻴﻌـﺎﻝﺠون ﻤزﻴـد اﻝﻨﻘـﺎط اﻝﺠﺎﻨﺒﻴـﺔ ،دون ﻤﺤﺎوﻝـﺔ
طـرح اﻝﺴـؤال اﻝﺸـﺎق" ﻝ َـم ﺘﺒـدو ﺒﻴﺌـﺔ اﻝﻌﻤـل ﻋﻠـﻰ ذﻝـك اﻝﻨﺤـو؟" ..ﻫـل اﻝﻤﺸـﻜﻠﺔ ﺘﻜﻤـن ﻓـﻲ ﻤﻤﺎرﺴـﺎت
إدارﻴ ــﺔ ﺒﺤﺘ ــﺔ ،أم أن ﻫﻨﺎﻝ ــك ﻋﻨﺎﺼ ــر أﺨ ــرى ﻓﺎﻋﻠ ــﺔ ،ﻜﺎﻝﻤﺴ ــﺄﻝﺔ اﻝﺜﻘﺎﻓﻴ ــﺔ وﻫ ــﻲ اﻝﺘ ــﻲ ﺘﺤ ــذر ﺘﻠ ــك
اﻝﻤﻤﺎرﺴــﺎت وﺘﻔﻌــل ﻓﻌﻠﻬــﺎ ﻓــﻲ إﻓـراز اﻝﻤزﻴــد ﻤﻨﻬــﺎ ﻋﻠـﻰ اﻝﺴــطﺢ ..اﻝــذي ﻫــو اﻝوﻋــﺎء اﻹداري اﻷول
اﻝذي ﻴﻐﺘرف ﻤﻨﻪ ﻨﺎﺘﺞ اﻝﻤؤﺴﺴﺔ أو اﻝﻤﻨظوﻤﺔ اﻹدارﻴﺔ .
ﻗــد ﻴظــل ﺒﻌﻀــﻬم ﻜﺜﻴـ ار أو ﻗﻠــﻴﻼ وﺴــط ﺘﻨظﻴـرات إدارﻴــﺔ ،ﻻ ﺘﻜــﺎد ﺘﺘﺤــدث ﺴــوى ﻋــن ﻨﻤــﺎذج إدارﻴــﺔ
ﻓﻘــط ..دون ﻤﺤﺎوﻝــﺔ ﻤــزج ﺘﻠــك اﻝﺘﻨظﻴـرات اﻝﺠﺎﻓــﺔ ﺒﺎﺠﺘﻬــﺎدات ﻋﻠﻤــﺎء اﻝــﻨﻔس واﻻﺠﺘﻤــﺎع ﻻﻜﺘﺸــﺎف
ﻋﻤق اﻝﺨﻠل اﻝﺜﻘﺎﻓﻲ اﻝذي ﻴﻔرز ﺴﺎﻝﺒﺎ إدارﻴﺎ ﻓﻲ ﻤؤﺴﺴﺎت ﺘﺤﺘﺎج داﺌﻤﺎً إﻝﻰ ﻤن ﻴﻨﻬض ﺒﺄدوارﻫﺎ .
إن اﻹداري اﻝﻤﺴؤول اﻝذي ﻴﻌﺘﻘد أن اﻝﺘﻨظﻴم ﻫو اﻝواﺠﻬﺔ اﻝﻤﻬﻤﺔ ﻝﻠﻤؤﺴﺴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴدﻴرﻫﺎ ..وﻤﺎ ﻋﻠﻴـﻪ
ﺴــوى أن ﻴﺤﻴــل اﻷوراق واﻝﻤﻌــﺎﻤﻼت اﻝرﺴــﻤﻴﺔ إﻝــﻰ اﻝﺠﻬــﺎت اﻝﻤﺨﺘﺼــﺔ ،ﻫــو إداري ﻻ ﻴﻨــﺘﺞ ﺴــوى
ﻤزﻴد اﻝﺒﻴروﻗراطﻴﺔ اﻹدارﻴـﺔ ..وﻤـﺎ ﻝـم ﺘﻌـزز ﻤﻔـﺎﻫﻴم أﺨـرى ﻤﺜـل ﻤﻔﻬـوم اﻝﻘﻴـﺎدة ﺒﺠـوار اﻹدارة ..ﻓـﻼ
ﻴﻨﺘظر أن ﻴﻜون ﻫﻨﺎﻝك ﺸﻲء ﻤﻤﺎ ﻴدﻋﻰ ﺒﺎﻹﺒداع اﻹداري .
اﻝﻘﺎﺌــد ﺼــﺎﺤب رؤﻴــﺔ إﺴــﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ ﺒﻌﻴــدة ..ﻴﻘــود ﻤوظﻔﻴــﻪ ﻨﺤــن ﺘﺤﻘﻴــق أﻫــداف اﻝﻤؤﺴﺴــﺔ ..ﺒﻴﻨﻤــﺎ
اﻹداري ﻴﻜﺘﻔ ــﻲ ﺒ ــﺈدارة وﺘوزﻴ ــﻊ اﻝﻤﻌ ــﺎﻤﻼت اﻝرﺴ ــﻤﻴﺔ ﺒﻤ ــﺎ ﻴﺸ ــﺒﻪ أداء ﻤ ــدﻴري اﻝﻤﻜﺎﺘ ــب اﻝﺘﻨﻔﻴ ــذﻴﻴن..
وﺸﺘﺎن ﺒﻴن اﻝﻘﺎﺌد واﻹداري ..ﻓﺎﻝﻘﺎﺌد ﻻ ﺘﻨﺘﺠﻪ ﻤﻘـررات إدارة اﻷﻋﻤـﺎل وﻻ دورات اﻝﺘﻨظـﻴم واﻝﺘﺨطـﻴط
واﻻﺘﺼــﺎل اﻝﻔﻌــﺎل وﺘﺤﻠﻴــل اﻝﻤﺸــﻜﻼت ...اﻝﻘﺎﺌــد ﻫــو ﻨﺴــق ﺜﻘــﺎﻓﻲ ﺘﻌــزز إﻤﻜﺎﻨﻴــﺔ اﻝﻘﻴــﺎدة ﻝدﻴــﻪ ﻓﻨــون
اﻹدارة اﻝﺘــﻲ ﻗــد ﻴﻤﺎرﺴــﻬﺎ ﺒــﺎﻝﻔطرة ..وﻗــد ﻴﻜﺘﺸــف ﻴوﻤــﺎ أن ﻤــﺎ ﻜــﺎن ﻤــن ﻓطـرة اﻝﻘﺎﺌــد ﻫــو ﺒﻌــض ﻋﻠــم
ﻤﻤﻨﻬﺞ ﻴﻠﻘن ﻝﺒﻌض ﻓﺎﻗدي اﻝﻤوﻫﺒﺔ ﻤن إدارﻴﻲ اﻝﻤﺴﺘﻘﺒل .
ﺘطﻔو ﻋﻠﻰ اﻝﺴطﺢ اﻹداري ﺠﻤﻠﺔ ﻤن اﻹﺸﻜﺎﻻت ..اﻝﺘﻲ ﻜﺜﻴ ار ﻤـﺎ ﺘﺒـدو أﻨﻬـﺎ ﻤﺸـﻜﻼت إدارﻴـﺔ ﺒﻴﻨﻤـﺎ
ذا أﺜــر ﻜﺒﻴــر ﻓــﻲ ﻫــﻲ ﻓــﻲ اﻝﺤﻘﻴﻘــﺔ ﻤﺸــﻜﻼت ﺜﻘﺎﻓﻴــﺔ أو ﻋﻠــﻰ اﻷﻗــل ﻴﺒــدو اﻝﻌﺎﻤ ـل اﻝﺜﻘــﺎﻓﻲ ﻓﻴﻬــﺎ
ﺘﻜوﻴﻨﻬﺎ .
اﻷﻤﺜﻠــﺔ أﻜﺜــر ﻤﻤــﺎ ﺘﻌــد ﻫﻨــﺎ ﻝﺒﻴــﺎن اﻝﻌﺎﻤــل اﻝﺜﻘــﺎﻓﻲ أو اﻝﻨﺴــق اﻝﺜﻘــﺎﻓﻲ اﻝــذي ﻴﺤﻜــم اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ ودورﻩ
اﻝﻜﺒﻴ ــر أو اﻝﺘﺠ ــﺎوزي ﻝﻤﻔ ــﺎﻫﻴم اﻹدارة اﻝﺤـ ـرة ﻜﻤ ــﺎ ﺘط ــرح ﻓ ــﻲ ﻤﻨـــﺎﻫﺞ وﻋﻠ ــوم اﻹدارة ..ورﺒﻤ ــﺎ ﻜـــﺎن
اﻻﻜﺘﻔﺎء ﺒﻌدد ﻗﻠﻴل ﻤﻨﻬﺎ ﻜﺎﻓﻴﺎ ﻝﺘﺒﻴﺎن ﺘﻠك اﻝﻌﻼﻗﺔ.
اﻝﻨﺴق اﻝﺜﻘﺎﻓﻲ ﺒﻨﻴﺔ راﺴﺨﺔ ﻻ ﺸﻌورﻴﺔ أﺤﻴﺎﻨـﺎ ،ﺘﺤﻴـل إﻝـﻰ اﻝﺘﻨـﺎﻗض ﺒـﻴن اﻝﻤﺜـل واﻝﺴـﻠوك وﻫﻨـﺎ ﻴﻜﻤـن
إﺸــﻜﺎل إداري ﻻ ﻴؤﺨــذ ﺒﻌــﻴن اﻻﻋﺘﺒــﺎر ،ﻓــﺄﻴن ﺘــذﻫب ﻋﻠــﻰ ﺴــﺒﻴل اﻝﻤﺜــﺎل ﻤﻌــﺎﻴﻴر ﺘﻜــﺎﻓؤ اﻝﻔــرص
واﻝﺘﺄﻫﻴل واﻝﻜﻔﺎءة ..أﻤـﺎم ﺜﻘﺎﻓـﺔ اﻝﻤﺤﺴـوﺒﻴﺔ واﻝﻘ ارﺒـﺔ واﻝﻤﺤﺎﺒـﺎة ﻓـﻲ اﻝوظﻴﻔـﺔ واﻝﻤﻨﺎﺼـب واﻝﺸـواﻏر...
أﻴن ﺘذﻫب اﻝﻨظم اﻝﺠﻤﻴﻠﺔ وأدواﺘﻬﺎ اﻝراﺌﻌﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻔرز وﺠﻪ اﻝﻜﻔﺎءة اﻹدارﻴﺔ ﻤن ﺜﻘﺎﻓﺔ اﺒن اﻝﻌـم أوﻝـﻰ
ﻤــن اﻝﻐرﻴــب ..واﻝﻐرﻴــب ﻝــن ﻴﻜــون ﺴــوى وﺠــﻪ اﻝــوطن اﻝــذي ﻴﺘﻐﻨــﻰ ﺒــﻪ اﻝﻤﺴــؤول ﻝﻜﻨــﻪ ﻓــﻲ آﺨــر
اﻝﻤطﺎف ﺴﻴؤول إﻝﻰ ﻤﻌﺎﻴﻴر أﺨرى ﺘؤﺴﺴﻬﺎ ﺒﻨﻴﺔ ﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻻ ﺸﻌورﻴﺔ راﺴﺨﺔ ﻴﺠﻠب ﻝﻬـﺎ ﻜـل ﻤﺤﺴـﻨﺎت
اﻝﻜﻔــﺎءة !.أﻴــن ﺘــذﻫب اﻝﻤــدﺨﻼت واﻝﻤﺨرﺠــﺎت وﻜﻔــﺎءة اﻹﻨﺘــﺎج وﺘوظﻴــف اﻝﻤـوارد ..أﻤــﺎم اﻻﻨﺤﻴــﺎز
ﻝﻠﻌﻘل اﻝﺒﺎطن ﻓﻲ اﻝﺼراع اﻝﻤﻌﻠن واﻝﺨﻔﻲ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ إدارﻴﺔ ..ﻤﺴؤوﻝﻴﺘﻬﺎ ﺘﻘـف ﻋـن ﺴـن اﻷﻨظﻤـﺔ،
ﻝﻜﻨﻬﺎ ﺘﺒرع ﻓﻲ ﺘﺠﺎوزﻫﺎ؟.
أﻴن ﺘذﻫب ﻓﻜرة اﻝﺒﺤث ﻓﻲ أﺴـس اﻝﺘﺨطـﻴط اﻝﺴـﻠﻴم وﻓـق ﻋﻠـم اﻹدارة واﺴـﺘراﺘﻴﺠﻴﺎﺘﻬﺎ ﺒﻴﻨﻤـﺎ ﺘـدرك أن
ﻋﻘﻠﻴــﺔ اﻹدارة اﻝﺘــﻲ ﻝــدﻴﻬﺎ ﺒ ارﻋــﺔ ﺘــروﻴﺞ ﺘﻠــك اﻷﺴــﺎﻝﻴب ﻻ ﺘﺨﻔ ـﻲ اﻨﺤﻴﺎزﻫــﺎ ﻝﻤﻨظوﻤــﺔ ﻓﺴــﺎد إداري ؟
ﻝــﻴس ﻷن ﻓﻜ ـرة اﻝﻔﺴــﺎد ﻤﺘﺄﺼــﻠﺔ ﻓــﻲ ﺘﻠــك اﻝــذات ،ﺒــل ﻷن اﻝﺜﻘﺎﻓــﺔ اﻝﻤؤﺴﺴــﺔ ﻝﻐﻨﻴﻤــﺔ اﻝﻤﻨﺼــب ﻫــﻲ
اﻝﻔﺎﻋــل اﻷﻜﺒــر ﻓ ــﻲ ﺘﺠــﺎوز اﻝﻨظــﺎم واﻝﻌﺒــث ﻓ ــﻲ اﻝﻤــﺎل اﻝﻌــﺎم وﻤﺤﺎﺒ ــﺎة اﻝــذات ﺒﻨﺼ ــﻴب ﻤــن ﻜﻌﻜ ــﺔ
اﻝﻌواﺌد .
أﻴــن ﺘــذﻫب ﻤــن ﻗ ـ اررات ﻋﺸ ـواﺌﻴﺔ ،ﻻ ﺘﺴــﺘﻨد إﻝــﻰ ﻤﻨظوﻤــﺔ إدارﻴــﺔ ﻋﻠﻤﻴــﺔ ،وﻻ ﺘﻌﺘﻤــد ﻋﻠــﻰ ﻤ ارﻜــز
د ارﺴــﺎت وأﺒﺤــﺎث وﻤﻌﻠوﻤــﺎت ،ﺘﻌﻤــل ﻋﻠــﻰ ﺘﺄﺴﻴﺴــﻬﺎ ودﻋﻤﻬــﺎ وﻤﺒﺎرﻜﺘﻬﺎ،ﺘــﺄﺘﻲ ﻗﺎﺼ ـرة ﻏﻴــر ﻤﻜﺘﻤﻠــﺔ
اﻝﻌﻨﺎﺼر أﺤﺎطت اﻷﻤر ﻤن ﺠﺎﻨب واﺤد ﻗد ﻴﻜون ﻏﻴر ﺼﺤﻴﺢ ؟.
وﻗــس ﻋﻠــﻰ ذﻝــك ،اﻹدارﻴــﻴن اﻝــذﻴن ﻻ ﻴــوﻓرون وﻗﺘـﺎً إﻻ وﻴــذﻜرون ﻤرؤوﺴــﻴﻬم ﺒﻘﻴﻤــﺔ اﻹﺒــداع ﻝﻨﺸــﺎط
اﻝﻤؤﺴﺴ ــﺔ ..وﻻ ﻴﺘ ــرددون ﺒﺎﻻﺴﺘرﺸـــﺎد ﺒﺎﻝﻤﻨظوﻤ ــﺎت اﻹدارﻴ ــﺔ اﻝﻐرﺒﻴ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﺘﺤﻠﻴـــل اﻝﻤﺸ ــﻜﻼت ﻤـــن
ﻋﺼف اﻷﻓﻜﺎر إﻝﻰ اﺒﺘداع اﻝﺤﻠول إﻝﻰ ﺘﻘﻴﻴم ﺘﻠك اﻷﻓﻜﺎر ..وﻴﺘﺠﺎﻫل ﻜﺜﻴـر ﻤـن ﻫـؤﻻء أن اﻷﻓﻜـﺎر
اﻝﺠرﻴﺌﺔ واﻹﺒداﻋﻴﺔ ﻻ ﺘزدﻫر ﻓﻲ ﺒﻴﺌﺔ ﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻻ ﺘﻨﺘظر ﺴوى اﻹذﻋﺎن واﻝﺘﺴﻠﻴم .
اﻝﻤﺒـدع ﺤﺎﻝـﺔ اﺴـﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ٕواذا ﻝـم ﻴﻜـن اﻝﻤﺴـؤول اﺴـﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺎ ﻓﻠـن ﻴﺴـﺘﻔﻴد ﻤـن ﻋطـﺎء اﻝﻤﺒـدع وﻝـن ﻴﻘـدر
ﻋﻠﻰ اﻜﺘﺸﺎف ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻤﻠﻪ أو ﻓﻜرﻩ اﻹﺒداﻋﻲ .
إن ﻤﺎ ﻴظﻬر أﺤﻴﺎﻨﺎً أﻨﻪ إﺸﻜﺎل إداري ﻓﻲ ﺒﻌض اﻝﻤﻨظوﻤﺎت اﻹدارﻴﺔ ..ﻝﻴس ﻓﻲ اﻝﺤﻘﻴﻘﺔ ﺴوى
إﺸﻜﺎل ﺜﻘﺎﻓﻲ ﺼرف ﻝذا ﻤن اﻝﻤﻬم ﻝﻠﺒﺎﺤﺜﻴن اﻹدارﻴﻴن أن ﻴﻜرﺴوا ﺸﻴﺌﺎً ﻤن دراﺴﺎﺘﻬم ﻝﺒﺤث ﺘﻠك
اﻝﻌﻼﻗﺔ اﻝﺸﺎﺌﻜﺔ ٕوادراك أدوارﻫﺎ اﻝﻌﻤﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺒﻴﺌﺔ إدارﻴﺔ ﻝم ﺘﺘﺨل ﺒﻌد ﻤن إﺸﻜﺎﻻت ﺜﻘﺎﻓﻴﺔ
واﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻜﺜﻴ ار ﻤﺎ أﻋﻠت ﻗﻴﻤﺎ ﻝﻴﺴت ﻤﺤل ﻤوﻀوﻋﻴﺔ إدارﻴﺔ ودﻤﺠﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺴﻴﺎق إداري أﻨﺘﺞ
ﻨﻤﺎذج إدارﻴﺔ ،ﺘﻌﻴش ازدواﺠﻴﺔ اﻝﻤﻌرﻓﺔ اﻹدارﻴﺔ اﻝﻤﺘﻘدﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﺒﻴﺌﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻝﻀﺎﻏطﺔ ﺒﺜﻘﺎﻓﺔ
اﻝﻤﺤﺎﺒﺎة واﻻﺴﺘِﺌﺜﺎر واﻝﺘﻔرد واﻝﻘﻔز ﻋﻠﻰ ﻗﻴم اﻝﻨظﺎم وﺒطرق ﺘﺴﺘﺨدم أﺤﻴﺎﻨﺎً أدوات اﻝﻨظﺎم ذاﺘﻪ؟.
إن ﻤﺤل اﻝﻨظـر أن ﺘﺒـدو ﻫﻨﺎﻝـك ﺠﻤﻠـﺔ ﻤـن اﻝﻌواﺌـق اﻹدارﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺒﻌـض اﻝﻤؤﺴﺴـﺎت أو اﻝﻤﻨظوﻤـﺎت
اﻹدارﻴـﺔ ...وﻜﺜﻴـ ار ﻤـﺎ ﻫــرع اﻝﺒﺎﺤـث ﻝﺘﻨــﺎول ﺘﻠـك اﻝﻤﺸــﻜﻼت ﻓـﻲ ﻀــوء ﻤﻔـﺎﻫﻴم إدارﻴـﺔ ﺒﺤﺘــﺔ ،ﺤﻴــث
ﻴﺘﻘﺼدﻫﺎ ﻝﻴﺤﻴل أﺤﻴﺎﻨﺎً اﻷﺸﻜﺎل ﺒﻜﺎﻤﻠﺔ إﻝﻴﻬـﺎ ،دون أن ﻴﻔطـن إﻝـﻰ أن ﻤﻨﺸـﺄ ﺒﻌـض ﺘﻠـك اﻝﻤﺸـﻜﻼت
ﻴـدﻴن ﻓـﻲ ﺒﻌـض ﻤﻼﻤﺤـﻪ اﻹﺸـﻜﺎل اﻝﺜﻘـﺎﻓﻲ ،ﺴـواء ﺤـول ﻗﻴﻤـﺔ اﻝﻌﻤـل أو ﻤﻌﻨـﻰ اﻹﺘﻘـﺎن أو ﻤﺴـﺘوى
اﻹﻨﺠـﺎز أو ﻓﻬﻠــوة اﻝﻬـروب ﻤــن اﻝﻤﺴـؤوﻝﻴﺔ أو ﻋﻠــﻰ ﻤﺴـﺘوى اﻝﻘﻴــﺎدة اﻝﺘـﻲ ﺘﺘﻠﺒﺴــﻬﺎ ﻤﻔــﺎﻫﻴم اﻹدارة –
اﻝﻤزروﻋــﺔ -وﻫــﻲ ﺘــرى ﻓرﺼــﺘﻬﺎ ﻓــﻲ اﻹدارة ﻫــﻲ ﻓرﺼــﺘﻬﺎ ﻓــﻲ اﻝﺘﻤﻜــﻴن ﻝﻠــذات واﻻﺴــﺘﺤواذ ﻋﻠــﻰ
اﻝﻤﻨــﺎﻓﻊ وﺘرﺘﻴــب اﻝﻌﻼﻗــﺎت ﺒــﺎﻵﺨر ﺨﺎﺼــﺔ ﻤــﻊ اﻝﺸــرﻜﺎء اﻝﻤــؤﺜرﻴن ..وﻤــن ﺜــم ﺘﺘــرك ﻗﺼــﺔ اﻹﺨﻔــﺎق
اﻹداري ﻝﺘﻔﺎﺼــﻴل ﻤﺤﻴ ـرة ﻷﻜــﺎدﻴﻤﻲ ﻏــﺎرق ﻓــﻲ ﻤﻔــﺎﻫﻴم إدارﻴــﺔ ﺠﺎﻤــدة ﻤﻨﻘوﻝــﺔ ﺒﺤرﻓﻴــﺔ ﻋــن ﺜﻘﺎﻓــﺔ
وﻫﻴﻜﻠ ــﺔ اﻹدارة ﻤ ــن ﺠدﻴ ــد أو ﻤﺨط ــط أﺨ ــرى ،أو ﺒﺎﺤ ــث إداري ﺘﺴ ــﺘﻬوﻴﻪ ﻓرﺼ ــﺔ إﻋ ــﺎدة ﺘﺸ ــﻜﻴل
اﺴﺘراﺘﻴﺠﻲ ﻴﺘطﻠﻊ إﻝﻰ اﻷﻫداف اﻝﻜﺒرى اﻝﻤؤﺴﺴﺔ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴﻐﻴب ﻋن ﻨﺎظرﻴﻪ اﻹﺸﻜﺎل اﻝﺜﻘﺎﻓﻲ اﻝﻤﻘﻴم .
إن ﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹداري اﻝﻤﺴؤول ﺒﺎﻝﻤﻌﻨﻰ اﻝذي ﻴﺤﻴل إﻝﻰ اﻝﺒﻨﻴـﺔ اﻝذﻫﻨﻴـﺔ ،وﺜﻘﺎﻓـﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ ﺘﻔـرض ظـﻼﻻ
ﻋﻠــﻰ اﻷﻨﻤــﺎط اﻹدارﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﻌﻤــل ﻜﻤــﺎ ﻴﻘــول اﻹدارﻴــون ﻓــﻲ ﻤﻨظوﻤــﺎت ﻏﻴــر رﺴــﻤﻴﺔ ،وﻫــﻲ ﺘــؤﺜر
ﺒﺸـﻜل واﻀـﺢ ﻋﻠـﻰ اﻝﻘـرار اﻹداري اﻝـذي ﻴﺠـب أن ﻴﺨـدم اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ ،ﻻ أن ﻴﺘﻤﺎﻫـﺎ ﻤـﻊ أﺠـواء ﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ
ﻤﻌطﻠـﺔ ،ﻗـد ﻴﻜـون اﻻﺴﺘﺴـﻼم ﻝﻬـﺎ ﻀـﺎ اًر أو ﻤﺠﺤﻔـﺎ ﺒﺤـق اﻝﻤﺴـﺘﻘﺒل .وﻤـﺎ ﻝـم ﻴـﺘم اﻝﺘﺄﺴـﻴس ﻝﻘـراءات
إﺒداﻋﻴــﺔ وﻤوﻀــوﻋﻴﺔ ﻋــن ﺘــﺄﺜﻴر اﻷﻨﺴــﺎق اﻝﺜﻘﺎﻓﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻓــﻲ اﻝﻨــﺎﺘﺞ اﻹداري ،ﻓﺴــﻴﻜون ﺜﻤــﺔ ﻜــﻼم
ﻜﺜﻴـر ﻋـن اﻹدارة اﻝﻤﺜﺎﻝﻴـﺔ ،رﺒﻤـﺎ ﻴﺼـﻠﺢ ﻷﻨﻤـﺎط ﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ ﺘﺘـوﻓر ﻓـﻲ ﺒﻴﺌـﺎت ﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ ،وﻝـن ﻴﻜـون اﻝﺤـل
ﻤــن ﺨــﻼل اﺒﺘــداع أﻨﻤــﺎط إدارﻴــﺔ أو أﻓﻜــﺎر إدارﻴــﺔ ﺘﺘﻨﺎﺴــب واﻝﺒﻴﺌــﺔ اﻝﺜﻘﺎﻓﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺼــورﺘﻬﺎ
اﻝﺴـﻠﺒﻴﺔ ،ﺒـل اﻷﺼــﺢ ﻫـو اﻻﺠﺘﻬــﺎد ﻝﻜﺸـف اﻷﻨﺴــﺎق اﻝﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ اﻝﻀــﺎرة ٕواﺒـراز اﻝﻌﻠــل اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ اﻝﺘــﻲ
ﺘﻠﻘــﻲ ﺒظﻼﻝﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻝﻨ ـواﺤﻲ اﻹدارﻴــﺔ ،واﻻرﺘﻬــﺎن ﻝﻤﻨظوﻤــﺔ ﻗﻀــﺎﺌﻴﺔ ﺼــﺎرﻤﺔ ﻓــﻲ إداﻨ ـﺔ اﻝﻤ ـرﺘﻬﻨﻴن
ﻝﺜﻘﺎﻓﺔ ﺘﺘﻤﺴﺢ ﺒﻘﻴم اﻹدارة اﻝﻤﺜﻠﻰ وﻫﻲ ﺘﻨﺨر أﺴﺎﺴﻬﺎ اﻝﺤﻴوي".
ﻝﻘد أﻜد اﻝﻜﺎﺘب ﻓﻴﻤﺎ ﺴﺒق دور اﻝﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻝﻘﻴﺎدة واﻷداء ﻓﺎﻹﻨﺴﺎن اﻝﻤﺜﻘف ﻫو إﻨﺴﺎن ﻋﺎﻝم وﻝـو ﻝـم
ﻴﺘﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﺸﻬﺎدة ﺘﺜﺒت ﺘﻌﻠﻤﻪ ﻓﺎﻝﺜﻘﺎﻓـﺔ ﺒﺤـر واﻝﺘﺨﺼـص ﻨﻘطـﺔ ﻓـﻲ ﺒﺤـر ﻝـذا ﻓـﺈن ﺜﻘﺎﻓـﺔ اﻝﻘﻴـﺎدي
اﻝﻤﺴــؤول واﻝﻤوظــف ﻫــﻲ ﻋﺎﻤــل ﻤﻬــم ﻤــن ﻋواﻤــل اﻝﻨﺠــﺎح ﻓــﻲ اﻹدارة ﻓﺎﻝﺜﻘﺎﻓــﺔ ﺘﻔﻬــم ود ارﻴــﺔ وﺘﻨظــﻴم
واﻝــﺘﻔﻬم ﻝﻠﺸــﻲء ﺘﻌﻠﻤــﻪ ،واﻝد ارﻴــﺔ ﻫــﻲ اﻻﺴــﺘﻌﻼم واﻹدراك ،واﻝﺘﻨظــﻴم ﻫــو اﻝدﻗــﺔ واﻝﻀــﺒط واﻝ ـرﺒط
واﺤﺘرام اﻷﺸـﻴﺎء اﻝﻤﻤﻨوﺤـﺔ واﻝﻤﻔروﻀـﺔ ﻤﺜـل اﻝﻘـواﻨﻴن واﻝﺘﺸـرﻴﻌﺎت واﻝوﻗـت واﻝﻤﻜـﺎن ،ﻓﺎﺠﺘﻤـﺎع ﻫـذﻩ
اﻝﻤﻔـ ــﺎﻫﻴم ﻓـ ــﻲ اﻹﻨﺴـ ــﺎن ﻤـ ــن اﻝطﺒﻴﻌـ ــﻲ أن ﻴﺘـ ــداوﻝﻬﺎ وﻴﻔرﻀـ ــﻬﺎ وﻴﻜـ ــون اﻝﻨـ ــﺎﺘﺞ إدارة ﺤﻘﻴﻘﻴـ ــﺔ ﺒﻜـ ــل
ﻤﻔﺎﻫﻴﻤﻬﺎ اﻝﺒﻴروﻗراطﻴﺔ أو اﻝﻜﻼﺴﻴﻜﻴﺔ أو ﻏﻴرﻫﺎ .
ﻫذا إذا ﻤﺎ ﺘم ﺤﺴـن اﻻﺨﺘﻴـﺎر ﻝﻠﻤـدﻴر أو اﻝﻘﻴـﺎدي وروﻋـﻲ ﻓﻴـﻪ ﺠﺎﻨـب اﻝﺜﻘﺎﻓـﺔ أﻤـﺎ إذا ﻜـﺎن ﻤـن ذوي
اﻝــذﻜﺎء اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ أو ﺤﺴــن وﺴــرﻋﺔ ﺘﻜــوﻴن اﻝﻌﻼﻗــﺎت ﻤــﻊ اﻵﺨ ـرﻴن ﻓﺴــﻴﻜون اﻝﻨــﺎﺘﺞ ﻏﻴــر ذﻝــك
ﻓﻬﻨﺎﻝك أﻨﺎس ﻻ ﻴﻤﻠﻜون ﻤﻬـﺎرات ﻗﻴﺎدﻴـﺔ وﻻ إدارﻴـﺔ وﻝﻜـﻨﻬم ﻴﺠﻴـدون ﻓـن ﺘﻜـوﻴن اﻝﻌﻼﻗـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ
واﻝﺴـ ــﻴطرة ﻋﻠـ ــﻰ ﻗﻠـ ــوب اﻝﻨـ ــﺎس ﻤـ ــن ﺨـ ــﻼل ﻓـ ــن اﻝﺤـ ــدﻴث وﺤﺴـ ــن اﻝﻤﺤـ ــﺎورة واﻝﺤ ـ ـوار وﻫـ ــم داﺌﻤـ ــﺎ
اﻝﻤﺴ ــﻴطرون ﻋﻠ ــﻰ اﻝﻤﻨﺎﺼ ــب ﺒﺄﻏﻠﺒﻴ ــﺔ اﻝﺤ ــﺎل ،ﻓﻴﻤ ــﺎ ﻴﺒﻘ ــﻰ اﻝ ــذﻴن ﻴﻤﺘﻠﻜ ــون اﻝﻤوﻫﺒ ــﺔ واﻝﻤﻘ ــدرة ﻓ ــﻲ
اﻹدارة وﻝﻜن ﻴﻌﻴﺒﻬم ﺤﺴـن اﻝﺤـدﻴث وأﺴـﻠوب اﻝﺨطﺎﺒـﺔ واﺴـﺘذﻜﺎر اﻝطُ ُـرف واﻝﻜـﻼم اﻝﻌـذب داﺌﻤـﺎ ﻤـﺎ
ﻴﻜوﻨــون ﻋﻠــﻰ رف اﻹﻫﻤــﺎل ﻓــﻲ ﺘوزﻴــﻊ اﻝﻤﻨﺎﺼــب وﻗــد أﺸــﺎر اﻝــدﻜﺘور ﻋﻤــﺎر ﺒﻜــر رﺌــﻴس ﺘﺤرﻴــر
ﻤوﻗﻊ اﻝﻌرﺒﻴﺔ ﻨت ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻹﺸﻜﺎﻝﻴﺔ ﻓﻜﺘب :
" إن اﻝذﻜﺎء اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻤﻴزة وﻝﻴﺴـت ﻤﺸـﻜﻠﺔ ،ﺤﻴـث ﻨـرى ﻜـل ﻴـوم ﻜﻴـف ﻴﺼـﻌد أوﻝﺌـك اﻷﺸـﺨﺎص
اﻝــذﻴن ﻴﻤﺘﻠﻜــون اﻝﻘــدرة ﻋﻠــﻰ ﺒﻨــﺎء اﻝﻌﻼﻗــﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﻤــﻊ ﻋﻠﻴــﺔ اﻝﻘــوم وﻴﺤﺼــﻠون ﻋﻠــﻰ ﻜﺜﻴــر ﻤــن
اﻝﻤﻴزات ﺒﺴﺒب ذﻝك رﻏم أﻨﻬم أﺤﻴﺎﻨﺎ ﻻ ﻴﻤﻠﻜـون أي ﻤﻬـﺎرات أﺨـرى ،ﺒﻴﻨﻤـﺎ ﻴﻬـﺒط أوﻝﺌـك اﻷﺸـﺨﺎص
اﻝــذﻴن ﻗــد ﻴﻤﺘﻠﻜــون ﻜــل اﻝﻤﻬــﺎرات إﻻ اﻝﻘــدرة ﻋﻠــﻰ ﺒﻨــﺎء ﺤــدﻴث ﺠﻤﻴــل وﺠــذاب وﻤــرح ﻤــﻊ اﻵﺨ ـرﻴن
وﻴﻜون دﻤﻬم اﻝﺜﻘﻴل ﺴﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﻓﺸﻠﻬم وﻤﺤدودﻴﺔ ﺘطور ﺤﻴﺎﺘﻬم اﻝﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﺒل واﻝﺸﺨﺼﻴﺔ أﻴﻀﺎ.
اﻝﻤﺸﻜﻠﺔ ﻫﻨﺎ ﻋﻨـدﻤﺎ ﻴـﺘم ﻤـﻨﺢ ﻤﻨﺼـب ﻤﻌـﻴن أو ﻤﺴـؤوﻝﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨـﺔ ﻝﺸـﺨص ﻻ ﻴﻤﻜﻨـﻪ ﻓﻌﻠﻴـﺎ اﻝﻘﻴـﺎم ﺒﻬـﺎ
وﻝﻜﻨـﻪ ﻓـﺎز ﺒﻬــذﻩ اﻝﺜﻘـﺔ ﻓﻘــط ﺒﺴـﺒب ﻗد ارﺘــﻪ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ اﻝﻤﻤﻴـزة ،وﻫــذا ﻴﻌﻨـﻲ أن ﺘﺠــد ﻤـدﻴري ﺸــرﻜﺎت
ورؤﺴ ــﺎء ﻝﺠ ــﺎن وﻤﺴ ــؤوﻝﻴن ﺤﻜ ــوﻤﻴﻴن ﻗ ــﺎدرﻴن ﻋﻠ ــﻰ ﺒﻨ ــﺎء ﻋﻼﻗ ــﺎت اﺠﺘﻤﺎﻋﻴ ــﺔ ﻗوﻴ ــﺔ وﻝﻜ ــن ﻗ ــدرﺘﻬم
اﻝﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻔﻜﻴر واﻝﺘﺨطﻴط واﻝﻌﻤل اﻝﺠـﺎد اﻝـدؤوب ﻤﺤـدودة ﺠـدا ،اﻷﻤـر اﻝـذي ﻴﻤﺜـل ﻓـﻲ ﻜﺜﻴـر
ﻤن اﻷﺤﻴﺎن اﻝﺨطوة اﻷوﻝﻰ ﻨﺤو اﻝﻔﺸل.
ﺒــل إﻨــك ﻝــو راﻗﺒــت اﻷﻤــر ﻝوﺠــدت أن ﻜﺜﺎﻓــﺔ اﻝﻌﻼﻗــﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﺘﺘﻨــﺎﻗض ﻓــﻲ ﻜﺜﻴــر ﻤــن اﻷﺤﻴــﺎن
ﻤ ــﻊ اﻝﻨﺠ ــﺎح ﻓ ــﻲ اﻝﻌﻤ ــل ،وﺒﺎﺴ ــﺘﺜﻨﺎء ﺒﻌ ــض اﻝوظ ــﺎﺌف واﻝﻤﻬ ــن ،ﻓ ــﺈن اﻝﻨﺠ ــﺎح ﻓ ــﻲ اﻝﻌﻤ ــل ﻴﺘطﻠ ــب
اﻻﺴـ ــﺘﻔﺎدة ﻤـ ــن ﻜـ ــل دﻗﻴﻘـ ــﺔ وﻗـ ــت ﻓـ ــﻲ إﻨﺠـ ــﺎز اﻝﻌﻤـ ــل ،وﻫـ ــذا ﻴﺘﻌـ ــﺎرض ﻤـ ــن ﻤﺘطﻠﺒـ ــﺎت اﻝﻌﻼﻗـ ــﺎت
اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴ ــﺔ اﻝﺘ ــﻲ ﻋ ــﺎدة ﺘﻌﻨ ــﻲ ﻗﻀــﺎء وﻗ ــت طوﻴ ــل ﻋﻠ ــﻰ اﻝﻬ ــﺎﺘف أو ﻓ ــﻲ اﻝﻤﻨﺎﺴ ــﺒﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴ ــﺔ
واﻝﺴﻬر ﺤﺘﻰ وﻗت ﻤﺘﺄﺨر ﻤن اﻝﻠﻴل ..إﻝﺦ.
ﺤل ﻫذﻩ اﻝﻤﺸﻜﻠﺔ ﻤﺘﻤﺜل ﺒﺒﺴﺎطﺔ ﻓﻲ ﻋدم اﺨﺘﻴﺎر اﻷﺸﺨﺎص ﻝﻠﻤﺴؤوﻝﻴﺎت ﻋﻠﻰ أﺴﺎس ﻗـدراﺘﻬم ﻓـﻲ
إﻗﻨﺎع اﻵﺨـرﻴن ﺒﺘﻤﻴـزﻫم وﻋـدم اﻻﻋﺘﻤـﺎد ﻓﻘـط ﻋﻠـﻰ اﻝﻤﻘﺎﺒﻠـﺔ اﻝﺸﺨﺼـﻴﺔ ،ﺒـل ﺘﻜـون ﻫﻨﺎﻝـك ﻗﺎﺌﻤـﺔ ﻤـن
اﻝﻤﻬﺎرات واﻝﻤﺘطﻠﺒﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﺤدد اﻝﺸﺨص اﻝﻤﻨﺎﺴب ﻝﻠوظﻴﻔﺔ.
ﻋﻠــم اﻹدارة اﻝﺤــدﻴث ،اﻝــذي ﻜــﺎن أﺤــد أﻫــداف إﻴﺠــﺎدﻩ ﻋــﻼج ﻤﺜــل ﻫــذﻩ اﻝﻤﺸــﻜﻼت ،ﻴﺤــﺎول وﻀــﻊ
ﻤﻨطق ﻝﻜل ﻗرار إداري ﻴﺘﺨـذ ،وﻗـرار ﺘﻌﻴـﻴن ﺸـﺨص ﻤـﺎ ﻴﻔﺘـرض أن ﻴﻜـون ﻤرﺒوطـﺎ ﺒﺄﻫـداف ﻤﺤـددة
ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝﺸﺨص إﻨﺠﺎزﻫـﺎ ،وﻫـذا ﻤـرﺘﺒط ﺒﻤﺠﻤوﻋـﺔ ﻤـن اﻝﻤﻬـﺎرات واﻝﺨﺒـرات اﻝﺘـﻲ ﻴﺠـب أن
ﻴﻤﺘﻠﻜﻬــﺎ اﻝﺸــﺨص ،واﻝﺘــﻲ ﻴﻨﺒﻐــﻲ رﺴــم ﻤﺠﻤوﻋــﺔ ﻤــن اﻻﺨﺘﺒــﺎرات واﻷﺴــﺎﻝﻴب ﻝﻤﻌرﻓــﺔ ﻤــدى ﺘواﻓرﻫــﺎ
ﻝدى اﻝﺸﺨص اﻝﻤرﺸﺢ ﻝﻠوظﻴﻔﺔ أو اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ.
إذا اﻝﺘزم ﺼﺎﻨﻊ اﻝﻘرار ﺒﻬذﻩ اﻷﺴﺎﻝﻴب اﻝﻌﻠﻤﻴـﺔ ﻓـﻲ اﺨﺘﺒـﺎر اﻝﻤرﺸـﺤﻴن ،ﻓﻬـو ﺴـﻴﺨﺘﺎر ﺒطﺒﻴﻌـﺔ اﻝﺤـﺎل
أﻓﻀل اﻝﻤﺘﻘدﻤﻴن ﻝﻠوظﻴﻔﺔ ،وﻝﻴس اﻝﺸﺨص اﻝذي ﻴﻤﻠك "اﻝﻜﺎرﻴزﻤﺎ" واﻝذي ﻨﺎل إﻋﺠﺎﺒﻪ وﻤﻴﻠـﻪ اﻝﻘﻠﺒـﻲ
وأﻗﻨﻌﻪ ﺒﺄﻨﻪ ﻴﺴﺘطﻴﻊ ﺘﺤوﻴل اﻝﺘراب إﻝﻰ ذﻫب ﻝو ﻤﻨﺢ اﻝﻔرﺼﺔ اﻝﻼزﻤﺔ ﻝذﻝك.
ﻫل ﻫذا اﻝﻤوﻀوع ﺠوﻫري ﻓﻌﻼ ..؟ ﻓﻲ اﻋﺘﻘﺎدي اﻝﺠواب ﻨﻌم ﻝﺴﺒﺒﻴن رﺌﻴﺴﻴن:
اﻷول أﻨﻨــﻲ أﻋﺘﻘــد أن ﻫــذﻩ اﻝﻘﻀــﻴﺔ ﺘﻤﺜــل ﺴــﺒﺒﺎ رﺌﻴﺴــﺎ ﻝﻔﺸــل ﻜﺜﻴــر ﻤــن اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت ﻓــﻲ اﻝﻘطــﺎﻋﻴن
اﻝﻌﺎم واﻝﺨﺎص.
إﻨﻨﺎ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻨدرك ﻗﻴﻤﺔ اﻹدارة ﻓﻲ ﻨﺠﺎح أي ﻤؤﺴﺴـﺔ ،وﻜﻠﻨـﺎ رأى ﻴوﻤـﺎ ﻤؤﺴﺴـﺔ ﺘﻤﻠـك ﻜـل ﻤﻘوﻤـﺎت
اﻝﻨﺠﺎح ﻓﺸﻠت ﺒﺴﺒب ﻤدﻴر ﻻ ﻴدﻴر ﺒﺎﻝطرﻴﻘﺔ اﻝﺼﺤﻴﺤﺔ.
اﻝﺜﺎﻨﻲ أن ﻫﻨﺎﻝك ﻋددا ﻻ ﻴﺤﺼﻰ ﻤـن اﻝﻘـدرات اﻝﺸـﺎﺒﺔ واﻝﻨﺎﺒﻐـﺔ ﻓـﻲ ﻤﺨﺘﻠـف اﻝﻤﺠـﺎﻻت ﻻ ﺘﺘـﺎح ﻝﻬـﺎ
اﻝﻔرﺼــﺔ ﻝﻠﻌطــﺎء واﻝﻨﻤــو ﺒﺴــﺒب ﻀــﻌف ﻗــدراﺘﻬﺎ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ وﺒﺴــﺒب ﺸﺨﺼــﻴﺘﻬﺎ اﻝﻤﺒﺎﺸ ـرة أو ﻏﻴــر
اﻻﻋﺘﻴﺎدﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺤﻘﻴﻘـﺔ ﻝـو راﻗﺒـت ﺴـﺘﺠد أن ﻤﻌظـم اﻝﻤﺘﻔـوﻗﻴن د ارﺴـﻴﺎ ﻻ ﻴﻤﻠﻜـون ﻤﻬـﺎرات اﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ
ﻋﺎﻝﻴﺔ ،ﻷن ﻗﻀﺎء ﻨﺴﺒﺔ ﻋﺎﻝﻴﺔ ﻤن اﻝوﻗت ﻓﻲ اﻝﺘﺤﺼﻴل اﻝﻌﻠﻤﻲ ﻴﺘﻨﺎﻓﻰ ﻤﻊ ﻗﻀﺎء ﻨﺴـﺒﺔ ﻋﺎﻝﻴـﺔ ﻤـن
اﻝوﻗت ﻤﻊ اﻷﺼدﻗﺎء واﻷﻗرﺒﺎء وﺘﻌﻠم اﻝﻤﻬﺎرات اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
إﻨﻨــﻲ أﺘﻤﻨــﻰ أن ﺘﻜــون ﻫﻨﺎﻝــك ﻤؤﺴﺴــﺔ ﻏﻴــر رﺒﺤﻴــﺔ ﻴﺸــﺎرك ﻓــﻲ أﻨﺸــطﺘﻬﺎ ﻤﺠﻤوﻋــﺔ ﻤــن اﻝﺨﺒـراء ﻓــﻲ
ﻤﺠﺎل اﻝﻤوارد اﻝﺒﺸرﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻌﻤل ﻤﻊ ﻤﺨﺘﻠف اﻝﻤؤﺴﺴﺎت ﻋﻠﻰ ﻋﻼج ﻤﺜـل ﻫـذﻩ اﻝﻤﺸـﻜﻠﺔ اﻝﻌوﻴﺼـﺔ
وﺘطوﻴر أﻨظﻤﺔ اﺨﺘﻴﺎر اﻝﻤوظﻔﻴن وﺘرﻗﻴﺘﻬم وﻤﻨﺤﻬم اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺎت ،ووﻀﻊ اﻷﺴس اﻝﻌﻠﻤﻴﺔ ﻝذﻝك.
اﻝﻤﺸ ــﻜﻠﺔ اﻝﺘ ــﻲ ﺴ ــﺘواﺠﻬﻬﺎ ﻫ ــذﻩ اﻝﺠﻬ ــود أﻴ ــﺎ ﻜ ــﺎن ﻤﺼ ــدرﻫﺎ أن ﻜﺜﻴـ ـ ار ﻤ ــن اﻝﻤ ــدﻴرﻴن اﻝﺤ ــﺎﻝﻴﻴن ﻓ ــﻲ
اﻝﻤؤﺴﺴ ــﺎت اﻝﺨﺎﺼ ــﺔ أو اﻝﻌﺎﻤ ــﺔ وﺼ ــﻠوا إﻝ ــﻰ اﻝﻜ ارﺴ ــﻲ ﺒﺴ ــﺒب ﻗ ــدراﺘﻬم اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴ ــﺔ وﻝ ــﻴس ﺒﺴ ــﺒب
ﺨﺒـ ـراﺘﻬم أو ﻜﻔ ــﺎءاﺘﻬم ،ﻤ ــﺎ ﻴﻌﻨ ــﻲ ﺒﺒﺴ ــﺎطﺔ أن ﻫ ــؤﻻء ﺴ ــﻴﻜوﻨون أول ﻤ ــن ﻴﺤ ــﺎرب ﺠﻬ ــود اﻝﺘط ــوﻴر
اﻹداري ﻝﻤؤﺴﺴﺎﺘﻬم وأول ﻤن ﻴﺤﺎرب ﻫذا اﻝﺘﻐﻴﻴر!.
ﻫ ــذﻩ اﻝﻤﺸ ــﻜﻠﺔ ﻝﻴﺴ ــت ﻤﺸ ــﻜﻠﺔ ﺠدﻴ ــدة -ﺒﺎﻝﻤﻨﺎﺴ ــﺒﺔ ، -ﻓﻘ ــد ﻜ ــﺎن اﻝﻌ ــرب داﺌﻤ ــﺎ ﻴﻜرﻫ ــون "اﻝ ــﺜﻘﻼء"
وﻴﻌﺸ ــﻘون "ﻤ ــن ﺘﺤﻠ ــو ﻤﻨﺎدﻤﺘ ــﻪ" ،وﻗﺼ ــص اﻝﺨﻠﻔ ــﺎء واﻷﻤـ ـراء ﻓ ــﻲ ﻫ ــذا ﻜﺜﻴـ ـرة ﺠ ــدا ﻋﻨ ــدﻤﺎ ﻴﻘرﺒ ــون
أﺸﺨﺎﺼــﺎ ﻝﻘــدرﺘﻬم ﻋﻠــﻰ ﻜﺴــب ﻗﻠــب اﻝﺨﻠﻴﻔــﺔ ،وﻴﺒﻌــدون أﺸﺨﺎﺼــﺎ ﻷن ﺤــدﻴﺜﻬم ﻴﺠﻠــب اﻝﻨﻌــﺎس إﻝــﻰ
ﻋﻴوﻨﻪ.
ﺤﺘــﻰ ﺤــل ﻫــذﻩ اﻝﻤﺸــﻜﻠﺔ ،أﻨﺼــﺢ اﻝﺠﻤﻴــﻊ ﺒﺈﻋطــﺎء ﻗــدراﺘﻬم اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ أوﻝوﻴــﺔ ﺨﺎﺼــﺔ ﻓﻬــﻲ ﻜﻤــﺎ
ﻴﺒدو ﺨﻠطﺔ اﻝﻨﺠﺎح ﺒﻼ ﻤﻨﺎزع " .
ﻝﻘد وﻀﻊ اﻝﻜﺎﺘـب إﺼـﺒﻌﻪ ﻋﻠـﻰ اﻝﺠـرح اﻝـذي ﺘﻌـﺎﻨﻲ ﻤﻨـﻪ اﻹدارة ﻓـﻲ ﺠـل اﻝﻤؤﺴﺴـﺎت ﻓـﺎﻹدارة ﺠﺴـد
واﺤــد إذا ﺘــداﻋﻰ ﻝــﻪ ﻋﻀــو ﺘﺘــداﻋﻰ ﻝــﻪ ﺴــﺎﺌر اﻷﻋﻀــﺎء ﻓــﻼ اﺴــﺘﻘرار وﻻ ﻋداﻝــﺔ وﻻ ﺘﻨﻤﻴــﺔ وﻻ ﺘﻘــدم
وﻻ ازدﻫﺎر ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨت ﻗوة اﻻﻗﺘﺼﺎد إذا ﻤﺎ ﻓﺴدت اﻹدارة وﻫذا ﻤﺎ أﻜدﻩ اﻝﻜﺎﺘب إدرﻴـس وﻝـد اﻝﻘﺎﺒﻠـﺔ
ﻓــﻲ اﻝﺤـوار اﻝﻤﺘﻤــدن اﻝﻌــدد 1318وﻫــو ﺒﻌﻨـوان ) ﻻ ﺘﻨﻤﻴــﺔ وﻻ دﻴﻤﻘراطﻴــﺔ ﺒــدون إدارة ﻨزﻴﻬــﺔ(
ﻓﻜﺘب ﻴﻘول:
" ﻝﻘ ــد ﻗ ــﺎل ﻗﺎﺌ ــل ...ﻻ ﺘوﺠ ــد ﻓ ــﻲ اﻝﻌ ــﺎﻝم أﻨظﻤ ــﺔ ﻨﺎﺠﺤ ــﺔ وأﺨ ــرى ﻓﺎﺸ ــﻠﺔ ﺒ ــل ﺘوﺠ ــد إدارات ﻨﺎﺠﺤ ــﺔ
ٕوادارات ﻓﺎﺸــﻠﺔ واﻹدارة ﻫــﻲ اﻷﺴــﺎس ﻓــﻲ اﺴــﺘﺜﻤﺎر اﻝﻤـوارد ﻷﻨﻬــﺎ ﺘـرﺒط وﺘﻨﺴــق ﺒــﻴن ﻋواﻤــل اﻹﻨﺘــﺎج
ﺒﻬدف ﻀﻤﺎن ﺘﺤﻘﻴق أﻋﻠﻰ ﻜﻔﺎءة ﻤﻤﻜﻨﺔ ﺘﺴﺎﻫم ﻓﻲ رﻓﻊ ﻤﻌدﻻت اﻝﻨﻤو واﻝﺘطور وﺘﻌﻤـل ﻋﻠـﻰ رﻓـﻊ
اﻝﻤﺴـﺘوى اﻝﻤﻌﻴﺸــﻲ ﻝﺠﻤﻴــﻊ أﻓـراد اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ .وﺒﻨــﺎء ﻋﻠــﻰ ذﻝــك أﺼـﺒﺢ ﻋﻠــم اﻹدارة ﻓــﻲ وﻗﺘﻨــﺎ اﻝﺤﺎﻀــر
اﻝﻌﻤــود اﻝﻔﻘــري ﻝﻨﻤــو اﻝﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت وﺘطورﻫــﺎ اﻝﺤﻀــﺎري وﻝﻘــد أﺜﺒﺘــت اﻝد ارﺴــﺎت واﻝﺘﺠــﺎرب اﻝﻌﻤﻠﻴــﺔ أن
ﺘﻘدم اﻝﺸﻌوب وﺘطورﻫﺎ اﻝﺤﻀﺎري ﻻ ﻴﺘم ﺒﻤﺠرد ﺘوﻓر اﻝﺜروات أو اﺴﺘﻴراد أﺤدث اﻷﺠﻬزة واﻝﺘﻘﻨﻴـﺎت
ﺒﻘــدر ﻤــﺎ ﻴﻌــود إﻝــﻰ اﻹدارة اﻝﻌﻠﻤﻴــﺔ اﻝﻜﻔــؤة اﻝﻘــﺎدرة ﻋﻠــﻰ ﺤﺴــن اﺴــﺘﺜﻤﺎر ﻫــذﻩ اﻝﺜــروات واﻝﺘﺠﻬﻴ ـزات
اﻝﺘﻘﻨﻴﺔ ﺒﺎﻝﺸﻜل اﻷﻤﺜل اﻝذي ﻴﻠﺒﻲ اﺤﺘﻴﺎﺠﺎت اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒﻤﺨﺘﻠف ﻓﺌﺎﺘﻪ وﺸراﺌﺤﻪ .
ﻓﻬﻨﺎﻝــك ﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت وﺸــﻌوب ﻜﺜﻴ ـرة ﺘﻤﻠــك ﺜــروات ﻫﺎﺌﻠــﺔ ورﻏــم ذﻝــك ﻻ ﻴ ـزال اﻝﻔﻘــر واﻝﺠﻬــل واﻝﻤــرض
ﻴﻔﺘـك ﺒﺸـﻌوﺒﻬﺎ ﻻﻓﺘﻘﺎرﻫـﺎ إﻝـﻰ اﻹدارة اﻝﺠﻴـدة اﻝﻘـﺎدرة ﻋﻠـﻰ اﺴـﺘﺜﻤﺎر ﺜرواﺘﻬـﺎ ﻝﻤﺼـﻠﺤﺔ ﺸـﻌوﺒﻬﺎ وﻜﺜﻴـر
ﻤن اﻝدول اﻝﻌرﺒﻴﺔ ﺨﻴر ﻤﺜﺎل ﻋﻠﻰ ذﻝك.
ﻓـﻲ ﺤـﻴن أن ﺜﻤـﺔ ﺸـﻌوﺒﺎ وﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت أﺨـرى ﻻ ﺘﻤﻠــك إﻻ ﻤـوارد ﻨـﺎدرة وﻤﺤـددة ﻝﻜﻨﻬـﺎ ﺘﻤﻜﻨـت ﺒﻔﻀــل
اﻹدارة ﻤن ﺘﺤﻘﻴق وﺘﻴرة ﻨﻤو ﻋﺎﻝﻴﺔ وارﺘﻘـت إﻝـﻰ أﻋﻠـﻰ درﺠـﺎت ﺴـﻠم اﻝﺘطـور واﻝﺤﻀـﺎرة وﺨﻴـر ﻤﺜـﺎل
ﻋﻠﻰ ذﻝك اﻝﻴﺎﺒﺎن وﻫوﻝﻨدا وﺴوﻴﺴ ار وﻤﺎﻝﻴزﻴﺎ وﻏﻴرﻫﺎ.
-9ال تنمية وال ديمقراطية بدون إدارة نزيھة –إدريس ولد القابلة – الحوار المتمدن العدد1318
ﻤـ ــن ﻫﻨـ ــﺎ ﻨـ ــرى أﻨﻨـ ــﺎ ﺒـ ــﺄﻤس اﻝﺤﺎﺠـ ــﺔ إﻝـ ــﻰ إﺼـ ــﻼح إداري أو ﺘﻨﻤﻴـ ــﺔ إدارﻴـ ــﺔ ﺘﻜـ ــون أﺴﺎﺴـ ــﺎ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴـ ــﺔ
اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴ ــﺔ اﻝﺸ ــﺎﻤﻠﺔ ﻷن اﻝﻌﻨﺎﺼ ــر اﻹدارﻴ ــﺔ ﻫ ــﻲ اﻷداة واﻝوﺴ ــﻴﻠﺔ ﻻﺴ ــﺘﺜﻤﺎر اﻝﻤـ ـوارد
وﺘوﺠﻴﻬﻬﺎ ﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﺒﻠد.
ﻴﻜﻔــﻲ دﻻﻝــﺔ ﻋﻠــﻰ أﻫﻤﻴــﺔ اﻹدارة ودورﻫــﺎ ﻓــﻲ ﻋﻤﻠﻴــﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ ﻤــﺎ ﻗﺎﻝــﻪ ﻤــدﻴر إﺤــدى ﻜﺒرﻴــﺎت اﻝﺸــرﻜﺎت
" ...ﺨــذوا ﻤﻨــﺎ ﻜــل أﻤواﻝﻨــﺎ وﺘﺠﻬﻴزاﺘﻨــﺎ وﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺘﻨــﺎ واﺘرﻜ ـوا ﻝﻨــﺎ إدارﺘﻨــﺎ ﺴــﻨﻌﻴد ﻜــل ذﻝــك ﺨــﻼل ﺒﻀــﻊ
ﺴﻨوات "..
ﻓﻬل ﻴﻌﻲ اﻝﻤﻌﻨﻴون ﺒﺎﻷﻤر ﻋﻨدﻨﺎ أﻫﻤﻴﺔ ﻫذا اﻝﻘـول وﻴﻔﻜـرون ﺒـﺎﻝﻐرب وﻤﺼـﻠﺤﺘﻪ وﻤﺼـﻠﺤﺔ أﺠﻴﺎﻝـﻪ
وﻴﻌطــون ﻝــﻺدارة اﻝﻌﻠﻤﻴــﺔ اﻝﻜﻔــؤة واﻝﻨزﻴﻬــﺔ اﻷﻫﻤﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺴــوف ﺘﺘﺤﻘــق ﻋﻨــد إﺼــدارﻫم ﻗـرار ﺘﺴــﻤﻴﺔ
ﻤدﻴر أو ﻤﻌﺎون ﻤدﻴر أو رﺌﻴس داﺌرة أو ﻗﺴم أو...؟
إن ﻨﺠﺎﺤﻨﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘطوﻴر واﻝﺘﺤدﻴث اﻝﻤﻨﺸودة ﻤرﻫون ﺒﺎﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫـذا اﻝﺘﺴـﺎؤل ﻓﻔـﻲ اﻝوﻗـت
اﻝ ــذي ﻨﺠ ــد ﻓﻴ ــﻪ اﻝ ــدول اﻝﻤﺘﻘدﻤ ــﺔ وﺸ ــرﻜﺎﺘﻬﺎ اﻝﻤﺨﺘﻠﻔ ــﺔ ﺘﺘﻨ ــﺎﻓس ﻓﻴﻤ ــﺎ ﺒﻴﻨﻬ ــﺎ وﺘﺘﺴ ــﺎﺒق ﻝﺘﻘ ــدﻴم أﻓﻀ ــل
اﻹﻏـراءات اﻝﻤﺎدﻴــﺔ واﻝﻤﻌﻨوﻴــﺔ ﻻﺠﺘــذاب أﺼــﺤﺎب اﻹﺒــداع واﻝﻤﻬــﺎرات واﻝﻜﻔــﺎءات اﻹدارﻴــﺔ اﻝﻤﺘﻤﻴـزة
وﺘــدﻓﻊ ﻝﻬــم ﻤــﺎ ﻴرﻴــدون ﻨﺠــد ﻋﻨــدﻨﺎ ﺘﺴــﺎﺒﻘﺎ ﻓــﻲ اﺒﺘﻜــﺎر أﻓﻀــل اﻷﺴــﺎﻝﻴب ﻝﻠﺘﻀــﻴﻴق ﻋﻠــﻰ أﺼــﺤﺎب
اﻝﻤﻬﺎرات واﻝﻜﻔـﺎءات ووﻀـﻊ اﻝﻌراﻗﻴـل واﻝﺼـﻌوﺒﺎت أﻤـﺎﻤﻬم "ﻝﺘطﻔﻴﺸـﻬم" ٕواﺨـراﺠﻬم ﻤـن داﺌـرة اﻝﻀـوء
واﻝﻤﻨﺎﻓﺴ ــﺔ أو وﻀ ــﻌﻬم ﻓ ــﻲ اﻷﻤ ــﺎﻜن ﻏﻴ ــر اﻝﻤﻨﺎﺴ ــﺒﺔ ﻝﻬ ــم ﻹﻗﺒ ــﺎرﻫم ﻤ ــن ﺨ ــﻼل ﺘﻌرﻴﻀ ــﻬم ﻝﻠ ــروﺘﻴن
اﻝﻤﻤﻴت.
ﻓــﻲ اﻝﻌﺼــر اﻝﺤــﺎﻝﻲ اﻝﻜﻔــﺎءة ﻫــﻲ أﺴــﺎس اﻻﺨﺘﻴــﺎر و ﻋﻠــﻰ اﻝﻘــﺎﺌﻤﻴن ﻋﻠــﻰ اﻹدارات أن ﻴﻨﺘﺒﻬـوا إﻝــﻰ
ﻫــذا ﻷﻨــﻪ ﻤــﺎزال ﻻ ﻴﺸــﻜل إﻻ اﺴــﺘﺜﻨﺎء ﻋﻨــدﻨﺎ و ﻝــﻴس اﻝﻘﺎﻋــدة .ﻓﻠــم ﻴﻌــد ﻤــن اﻝﻤﻘﺒــول ﻓــﻲ إدارﺘﻨــﺎ أن
أﺼــﺤﺎب اﻝﻜﻔــﺎءات ﺒــﻼ ﻋﻤــل ﻤﺠــد ﺘﺤــت إﻤـرة ﻤــن ﻫــم أدﻨــﻰ ﻤــﻨﻬم ﻋﻠﻤــﺎ وﻤﻌرﻓــﺔ وﺘــﺄﻫﻴﻼ و ﻜﻔــﺎءة
رﻏم اﻝﺴﻨﻴن اﻝﺘﻲ ﻗﻀوﻫﺎ ﺒﺎﻹدارة ﻓﻬﻲ ﻻ ﺘﺸﻔﻊ ﻝﻬم ﺘﻌطﻴل اﻝطﺎﻗﺎت و إﻗﺒﺎرﻫﺎ.
اﻹدارة اﻝﻴـ ــوم ﻋﻠـ ــم وﻓـ ــن وﻤﻬﻨ ـ ــﺔ وﻝﻐـ ــﺔ أﺠﻨﺒﻴـ ــﺔ وﺤﺎﺴـ ــوب وﺒرﻴ ـ ــد اﻝﻜﺘروﻨـ ــﻲ واﻨﺘرﻨـ ــت وﺨﺒــ ـرة ﻓ ـ ــﻲ
اﻻﺨﺘﺼـ ــﺎص وﻀـ ــرورة ﻤﻠﺤـ ــﺔ وﺤﺘﻤﻴـ ــﺔ ﺒـ ــدوﻨﻬﺎ ﻻ ﻴﻤﻜـ ــن إﻨﺠـ ــﺎح ﻋﻤﻠﻴـ ــﺎت اﻝﺘﺤـ ــدﻴث واﻹﺼـ ــﻼح
واﻝﺘطــوﻴر ،أراد ﻤــن أراد و ﻜ ـرﻩ ﻤــن ﻜرﻩ،ﻜﻔــﻰ إﻀــﺎﻋﺔ ﻝﻠوﻗــت وﻝﻨــﺘﺨﻠص ﻤــن ﻜــل اﻝــذﻴن ﻤــﺎ ازﻝ ـوا
ﻤﺘﺸﺒﻌﻴن ﺒﺎﻝﻌﻘﻠﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺄﺴﺴت ﻋﻠﻰ ﺘﺤرﻴم اﻝﻤﺒﺎدرة اﻝﺘـﻲ ﻤﺎ ازﻝـت ﺘـدور ﻓـﻲ ﻓﻠـك ) ﻴرﺠـﻰ
اﻻطﻼع واﻝﺘوﺠﻴﻪ – اﻷﻤر ﻝﻜم ﻓﻴﻤﺎ ﺘروﻨﻪ ﻤﻨﺎﺴﺒﺎ – ﻝﻼطﻼع ٕواﺒداء اﻝﺘﻌﻠﻴﻤﺎت( ...
إن ﻋﻠم اﻹدارة اﻝﺤدﻴث ﻴﺴﺘوﺠب إطﻼق روح اﻝﻤﺒﺎدرة ﻤﻊ ﻤﺤﺎﺴﺒﺔ اﻝﻤﺴـؤول وﻤﺴﺎءﻝﺘ ــﻪ ﻋﻤـ ــﺎ ﻓﻌــل
..؟ و ﻤـﺎذا ﻗــدم ..؟ و ﻜﻴـف أﻨﻔــق ..؟ و ﻤـﺎذا أﻨﺠــز ؟ و ﻝﻤـﺎذا ﺘﻘــﺎﻋس ﻋـن ﻤﻤﺎرﺴــﺔ اﻝﺼــﻼﺤﻴﺎت
..؟ وﻝﻤﺎذا ﻓرط ﺒﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ..؟ و ﻝﻤﺎذا أﻀﺎع اﻝوﻗت ..؟
وﻴﺠــب ﻤﻌﺎﻗﺒــﺔ اﻝﻤﺴــؤول إذا ارﺘﻜــب ﺨطــﺄ وﻴﺠــب ﺸــﻜرﻩ وﺘﺤﻔﻴـزﻩ وﺘرﻗﻴﺘــﻪ إذا أدى واﺠﺒــﻪ وأﺒــدع ﻓــﻲ
اﻹﻨﺠﺎز وﻜﺎن ﺤرﻴﺼﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺎل اﻝﻌﺎم واﻝوﻗت .
إذا ﻜﻨــﺎ ﺠــﺎدﻴن وﺼــﺎدﻗﻴن ﻓﻌــﻼ وأردﻨــﺎ اﻝﺘﺤــدﻴث واﻝﺘطــوﻴر واﻝﺘﻐﻴﻴــر واﻝﻠﺤــﺎق ﺒﺎﻝﻌــﺎﻝم واﻻﻨﺘﻤــﺎء إﻝــﻰ
اﻝﻌﺼــر ﻓﻤــﺎ ﻋﻠﻴﻨــﺎ إﻻ اﻹﺴـراع ﺒﺈﺼــﻼح إدارﺘﻨــﺎ ﻤــن ﺨــﻼل ﺘطﻌﻴﻤﻬــﺎ ﺒﻌﻨﺎﺼــر إدارﻴــﺔ ﻜﻔــؤة ﻤؤﻤﻨــﺔ
ﺒﺎﻹﺼﻼح ٕواﺘﺎﺤﺔ اﻝﻔرﺼﺔ ﻝﻜل ﻤواطن ﻝﻤﻤﺎرﺴﺔ دورﻩ ﻓﻲ ﺒﻨﺎء وﺘطوﻴر اﻝوطن ﻤن ﻤوﻗﻌﻪ .
ﻓﻠﻴﺒــدأ ﻜــل ﻤﻨــﺎ ﻓــردا أو ﻀــﻤن ﺠﻤﺎﻋــﺔ ﻴﻌﻤــل ﻤﻌﻬــﺎ ﺒــﺎﺤﺘرام اﻝوﻗــت وﺘﺤﻤــل اﻝﻤﺴــؤوﻝﻴﺔ وﻝــﻴﻜن ﻓﻌــﺎﻻً
ﻤﻨﺘﺠﺎً ﺤﺎﻀ اًر وﻤﺸﺎرﻜﺎً وﻴﻜﺴب اﻝرﻫﺎن ﻤﻊ اﻝزﻤن وﻤﻊ اﻵﺨرﻴن ﻫذﻩ ﻫﻲ ﺒداﻴﺔ اﻝطرﻴق".
ﻨﻌم وأﻨﺎ ﻤﻊ ﻫذا اﻝﻤﻘﺎل ﺠﻤﻠـﺔ ﻓﻌـﻼً وﻗـوﻻً ﻓﻜﻴـف ﻝﻨـﺎ أن ﻨﻤـﺎرس دﻴﻤﻘراطﻴﺘﻨـﺎ إذا ﻜﺎﻨـت إدارﺘﻨـﺎ ﺴـﻴﺌﺔ
وﻏﻴر ﻓﻌﺎﻝﺔ وﻏﻴر ﻤﻨﺼﻔﺔ وﻜﻴف ﻨﻨﻤﻰ ﺒﻼدﻨـﺎ إذا ﻜﺎﻨـت ﻋﺠﻠـﺔ اﻝﻨﻤـﺎء ﻤﻜﺒﻠـﺔ وﻤﻘﻴـدة ﺒـروﺘﻴن إداري
ﻤﻌﻘد وﻤﺘزﻤت !..إذا ﻝﺘﺤﻘﻴق اﻻﺜﻨﺘﻴن ﻴﺠب إﺤﻼل ﻤﺒدأ اﻹدارة اﻝﺴﻠﻴم .
وﻋﻠﻰ ﻤﺎ ذﻜر ﻗـد ﻴﺘﻬﻤﻨـﺎ ﺒﻌﻀـﻬم ﺒﺎﻝرﻏﺒـﺔ ﻝﻔـرض اﻝﺒﻴروﻗراطﻴـﺔ اﻹدارﻴـﺔ اﻝﺘـﻲ ﻨﺠﺤـت أﺤﻴﺎﻨـﺎ ﻷﻨﻬـﺎ
ﻗــدﻤت ﻨﻤوذﺠ ـﺎً ﻨﺎﺠﺤــﺎ ﻝــﻺدارة ﺨﺼوﺼــﺎ ﻓــﻲ ﺸــرﻜﺎت اﻝــﻨﻔط ﺒﻠﻴﺒﻴــﺎ واﻝﺘــﻲ ﻴﻜــﺎد ﻴﻨﻌــدم ﻓﻴﻬــﺎ اﻝﻔﺴــﺎد
اﻹداري .
ﺤﻴــث أن اﻹدارة اﻝﺒﻴروﻗراطﻴــﺔ ﺼــﺎرﻤﺔ ودﻗﻴﻘــﺔ إﻝــﻰ أﺒﻌــد اﻝﺤــدود وﻻ ﺘﺘﺤﻤــل اﻝﺨطــﺄ واﻝﻤراﺠﻌــﺔ ﻓﻴــﻪ
واﻝــذي إذا ﻤــﺎ ارﺘﻜــب ﻗــد ﻴﻜﻠــف اﻝﻤوظــف وظﻴﻔﺘــﻪ وﻝــن ﺘﺸــﻔﻊ ﻝــﻪ ﺴــﻨوات ﺨﺒرﺘــﻪ وﻻ ﻤرﻜـزﻩ اﻝــوظﻴﻔﻲ
وﻫذا ﺴﻼح ﻗوي ﻀد ﻋدو اﻹدارة اﻷﻜﺒر" اﻝﻔﺴﺎد" .
وﻝﻜﻨﻨﻲ أﻤﻴل أﻜﺜر إﻝﻰ اﻝﻤوازﻨﺔ ﻓﻲ اﻹدارة واﻝـدﻤﺞ ﺒـﻴن اﻹدارة اﻝﺒﻴروﻗراطﻴـﺔ ﻓـﻲ ﻤﺤﺎﺴـﻨﻬﺎ واﻹدارة
اﻝﻌﻠﻤﻴــﺔ اﻝﺤدﻴﺜــﺔ ..ﻓﺎﻝﺒﻴروﻗراطﻴــﺔ ﻓــﻲ اﻹدارة ﺘرﻜــز ﻋﻠــﻰ اﻝرﻗﺎﺒــﺔ اﻝﻤﺤﻜﻤــﺔ واﻝدﻗــﺔ ﻓــﻲ اﻹﺠ ـراءات
وﺘﻨﻔﻴــذﻫﺎ وﻻ ﺘﻤــﻨﺢ اﻝﻤﺠــﺎل ﻷي ﺨ ــروج ﻋــن اﻝــداﺌرة اﻝﻤرﺴــوﻤﺔ ﻝﻠﻌﻤ ــل ﻤــﺎ ﻴﻌﻴــق ﺤرﻴــﺔ اﻝﺘﺼــرف
واﻹﺒداع وﻫذا ﻴﻌﺘﺒرﻩ ﺒﻌﻀـﻬم ﺴـﻴﺌﺔ ﻤـن ﺴـﻴﺌﺎﺘﻬﺎ ﻓﻴﺼـﺒﺢ اﻝﻤوظـف ﻤﺠـرد أداة ﻝﺘﻨﻔﻴـذ أﻫـداف أﻋـدت
ﻤﺴﺒﻘﺎً ﺤﺴب ﻤﺎ طﻠب ﻤﻨﻪ وﻝﻴس ﻜﻤﺎ ﻴرى ﻫو ،واﻹدارة اﻝﻌﻠﻤﻴﺔ ﺘرﻜز ﻋﻠﻰ اﻵﺘﻲ :
1ـ إﺤﻼل اﻝطرق اﻝﻌﻠﻤﻴﺔ ﻤﺤل اﻝطرق اﻝﺒداﺌﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻌﻤل.
2ـ اﻻﺨﺘﺒﺎر اﻝﻌﻠﻤﻲ ﻝﻠﻤوظﻔﻴن وﺘدرﻴﺒﻬم ﻋﻠﻰ أﺴﺎس ﻋﻠﻤﻲ.
3ـ ﺘﻌﺎون ﻜل ﻤن اﻹدارة واﻝﻤوظﻔﻴن طﺒﻘﺎ ﻝﻠطرﻴﻘﺔ اﻝﻌﻠﻤﻴﺔ.
4ـ ﺘﻘﺴــﻴم ﻋــﺎدل ﻝﻠﻤﺴــؤوﻝﻴﺔ ﺒــﻴن اﻝﻤــدﻴرﻴن واﻝﻤــوظﻔﻴن ﻤــﻊ ﻗﻴــﺎم اﻝﻤــدﻴرﻴن ﺒﺘﺨطــﻴط وﺘﻨظــﻴم اﻝﻌﻤــل،
وﻗﻴﺎم اﻝﻤوظﻔﻴن ﺒﺎﻝﺘﻨﻔﻴذ.
ﺒﻬذا أرى أﻨﻪ ﻝو أﻤﻜن اﻝﺠﻤﻊ ﺒﻴن ﻤﺤﺎﺴـن ﻫـﺎﺘﻴن اﻝﻨظـرﻴﺘﻴن ﻝوﻝـدت ﻝـدﻴﻨﺎ إدارة ﺒﻜـل ﻤﻌﺎﻨﻴﻬـﺎ ﺘﺠﻤـﻊ
ﺒﻴن اﻝﻬدﻓﻴن اﻝرﺌﻴﺴﻴن وﻫﻤـﺎ اﻝﻬـدف اﻝﻌﻠﻤـﻲ ﻤـن ﺘﺨطـﻴط ..إﻝـﺦ ﻓـﻲ اﻝﺘطﺒﻴـق ﻝـدى اﻝﻌﻠﻤﻴـﺔ واﻝﻨظـﺎم
واﻻﻝﺘزام واﻝﺘﺼوﻴب ﻨﺤـو اﻝﻬـدف اﻝﻤﺴـﺘﻬدف ﻝـدى اﻝﺒﻴروﻗراطﻴـﺔ وﻫﻤـﺎ ﻋﻨﺼـران ﻤﻬﻤـﺎن ﻓـﻲ اﻝﻨﺠـﺎح
اﻹداري .
واﻹدارة ﺘﺘﻌــدد ﻤدارﺴــﻬﺎ وﺘﺘﻨــوع ﻨﻬﺠ ـﺎً وأﺴــﻠوﺒﺎً وطــرق ﻤﻤﺎرﺴــﺔ وﻝﻜــل ﻤﻨﻬــﺎ زﻤــن وﺼــﻠت ﻓﻴــﻪ إﻝــﻰ
اﻝذروة إﻝﻰ أن ﻴﺒرز اﺘﺠﺎﻩ أﺨر ﻴﺄﺘﻲ ﺒﻤدرﺴﺔ ﺠدﻴدة ﺒﺄﺴﻠوب ﺠدﻴـد وﻨﻬـﺞ ﺠدﻴـد ﻤـن ﺤﻴـث اﻝﺘطﺒﻴـق
واﻝﺘﻘدﻴم ،وﻤﻊ ﺘﻌدد ﻤدارس اﻹدارة ﻓﺈن أﻴـﺎ ﻤﻨﻬـﺎ ﻝـم ﻴﻤـت وﻴﻨﻌـدم ﻓﻜﻠﻬـﺎ ﺒﺎﻗﻴـﺔ وﻜﻠﻬـﺎ ﻗﻴـد اﻝﺘطﺒﻴـق
وﺤﺎﻝﻴﺎً ﺘطﺒق ﻤﺒﺎدئ ﻜل اﻝﻤدارس اﻝﺘﻲ أﺘت ﻓﻲ اﻹدارة ﻤﻊ اﺨﺘﻼف اﻝﻤﻌدﻻت واﻝﻨﺴب ﻓﻬﻨﺎﻝك ﻤـن
ﻴﺤﺒذ ﻫذﻩ اﻝﻤدرﺴﺔ وﻫﻨﺎﻝك ﻤن ﻴﺤﺒذ ﺘﻠك وﻫﻨﺎﻝك ﻤن ﻴﺤﺎول اﻝدﻤﺞ ﺒـﻴن أﻜﺜـر ﻤـن ﻤدرﺴـﺔ ﻝﺘﺤﻘﻴـق
أﻜﺒر ﻓﺎﺌدة ﻤن اﻹدارة وﻨﺴﺘﻌرض ﻫﻨﺎ ﺘﺎرﻴﺦ ﻫذﻩ اﻝﻤدارس وأﻋظم روادﻫﺎ :
-ﻤدرﺴــﺔ اﻹدارة اﻝﻜﻼﺴــﻴﻜﻴﺔ اﻝﻌﻠﻤﻴــﺔ ){ 1935-1910واﺒــرز روادﻫــﺎ :ﻓرﻴــدرﻴك ﺘــﺎﻴﻠور ،وﻫﻨــري
ﻓﺎﻴول ،وﻤﺎﻜس ﻓﻴﺒر.
-ﻤدرﺴـ ــﺔ اﻹدارة اﻹﻨﺴـ ــﺎﻨﻴﺔ أو اﻝﺴـ ــﻠوﻜﻴﺔ ) ( 1960 – 1935وأﺒ ـ ــرز روادﻫـ ــﺎ :ﻤـ ــﺎري ﺒ ـ ــﺎرﻜر
ﻓوﻝﻴــت ،ﺠــورج اﻴﻠﺘــون ﻤــﺎﻴو ،ﻓرﻴــدرﻴك ﻫﻴرزﺒﻴــرغ ،دوﻏــﻼس ﻤــﺎﻜرﻴﺠور،وﺒﻴﺘر دروﻜــرٕ ،واﺒ ارﻫــﺎم
ﻤﺎﺴﻠو
-ﻤدرﺴﺔ اﻹدارة اﻝﺘﺸﺎرﻜﻴﺔ ) { 1980-1960وأﺒرز روادﻫﺎ :رﻨﺴس ﻝﻴﻜرت ،ووﻝﻴﺎم اوﺘﺸﻲ.
-ﻤدرﺴﺔ اﻹدارة اﻝﻤوﻗﻔﻴﺔ ) { ....،1980وأﺒرز روادﻫﺎ :ﺒﺎول ﻫﻴرﺴﻲ ،وﻜﻴﻨﻴث ﺒﻼﻨﺸﺎرد
ﻤدرﺴـﺔ إدارة اﻝﺠـودة اﻝﺸـﺎﻤﻠﺔ ) {....، 1982ﻤـن أﺸـﻬر ﻨﻤﺎذﺠﻬـﺎ ﻨﻤـوذج ادوارد دﻴﻤﻨـﻎ ،وﻨﻤـوذج
ﺠوزﻴ ــف ﺠ ــوران ،وﻨﻤ ــوذج ﻤ ــﺎﻝﻜوم ﺒﺎﻝ ــدرﻴﺞ،وﻨﻤوذج ﺠ ــﻴﻤس ﺴ ــﺎﻴﻠور ،وﻨﻤ ــوذج ﻫ ــﺎﻤﺒر ،وﻨﻤ ــوذج
ﺠﺎﻤﻌﺔ وﻻﻴﺔ اورﻴﺠون .
ٕواذ ﺘﺘﻌدد ﻫذﻩ اﻝﻤدارس ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﻬدف ﺠﻤﻴﻌﺎً إﻝﻰ ﺘﻨظـﻴم اﻝﺠﻬـود وﺘﻨﺴـﻴﻘﻬﺎ واﺴـﺘﺜﻤﺎرﻫﺎ ﺒﺄﻗﺼـﻰ طﺎﻗـﺔ
ﻤﻤﻜﻨﺔ ﻝﻠﺤﺼول ﻋﻠﻰ أﻓﻀـل اﻝﻨﺘـﺎﺌﺞ وﺒﺄﻗـل ﻤـﺎ ﻴﻤﻜـن ﻤـن اﻝوﻗـت واﻝﺠﻬـد واﻝﻤـﺎل ﻤـن ﺨـﻼل اﻝﻌﻤـل
اﻹداري اﻝذي ﻨﻘوم ﺒﻪ .
واﻝﺒﺎﺤ ــث أو اﻝ ــدارس ﻝﻬ ــذﻩ اﻝﻨظرﻴ ــﺎت ﻴﺠ ــد أﻨﻬ ــﺎ ﺠﻤﻴﻌ ــﺎ ﺘﻌﺘﻤ ــد اﻝﻨظ ــﺎم واﻝﺸ ــورى واﻝﺨﺒـ ـرة واﻹﺒ ــداع
واﻷﻤﺎﻨﺔ واﻝﺼدق وﺤب اﻝوطن وﺤـب اﻝﻨـﺎس وﻤﺠﻤـل ﻫـذﻩ اﻝﻤﺴـﻤﻴﺎت ﻨﺠـدﻫﺎ ﻓـﻲ اﻹدارة اﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ
اﻝﺘﻲ ﺘرﺘﻜز ﻋﻠﻰ اﻝﺸرﻴﻌﺔ واﻝﺴﻨﺔ اﻝﺼﺤﻴﺤﺔ .
ﻤدﻴر ﻤﻌﻬد اﻹدارة ﻓﻲ ﻝﻴﺒﻴﺎ ﻓﻲ اﺤد ﻤﺤﺎﻀراﺘﻪ إﻝﻰ اﻝﻌﻤل وﻴﺸﻴر اﻷﺴﺘﺎذ ﻤﺼطﻔﻰ دﻋﺒﺎج
اﻹداري ﻓﻴﻘول :
" اﻝﻌﻤـــل اﻹداري ﻫـ ــو اﻝﻤظﻬـ ــر اﻝﺘﻨﻔﻴـــذي ﻝﻠﻌﻤـ ــل اﻝﺴﻴﺎﺴـ ــﻲ ﻝﻠﻤﺠﺘﻤـ ــﻊ ﻓﻬـ ــو ﻴﺘـ ــﺄﺜر ﺒﺂﻤـــﺎل اﻝﻤﺠﺘﻤـ ــﻊ
وﺘطﻠﻌﺎﺘــﻪ وﺘﺎرﻴﺨــﻪ وﺴــﻠوﻜﻪ وﺘﻘدﻤــﻪ وﻨظرﺘــﻪ إﻝــﻰ اﻝﺤﻴــﺎة ﻜﻜــل ﻝــذﻝك ﻨﺸــﺄت ﻤــدارس ﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ ﻝــﻺدارة
ﻓﻲ اﻝﻌﺎﻝم ﺘﺴﺘﻨد ﻓﻲ أﺼوﻝﻬﺎ إﻝﻰ ﺤﻘـﺎﺌق دﻴﻨﻴـﺔ وﺘﺎرﻴﺨﻴـﺔ وﺠﻐراﻓﻴـﺔ واﻗﺘﺼـﺎدﻴﺔ ﺤﺴـب اﺨﺘﻼﻓﻬـﺎ ﻓـﻲ
اﻝﻨظرة إﻝﻰ اﻝﻤواطن ودورﻩ ﻓـﻲ اﻹدارة ﺘراوﺤـت ﻤـﺎﺒﻴن اﻷوﺘوﻗراطﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘﺒدة واﻷوﺘوﻗراطﻴـﺔ اﻝﻌﺎدﻝـﺔ
إﻝ ــﻰ اﻹدارة اﻝﻌﻠﻤﻴ ــﺔ واﻹدارة اﻝﺒﻴروﻗراطﻴ ــﺔ اﻝرﺸ ــﻴدة واﻝﻤ ــدارس اﻝﺘﺠرﻴﺒﻴ ــﺔ ﺤﺘ ــﻰ اﻨﺘﻬ ــت إﻝ ــﻰ اﻹدارة
اﻝدﻴﻤﻘراطﻴﺔ واﻹدارة اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ "
ﻴﻌﺘﺒر اﻹﻨﺴﺎن اﻝوﺴﻴﻠﺔ اﻷﻫم ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ وﻏﻴﺎﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻨﻔس اﻝوﻗت وﻝﻜـﻲ ﺘﺘﺤﻘـق اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻴﺠـب اﻝﺘﺼـدي
ﻷﻫ ــم أﻋ ــداﺌﻬﺎ أﻻ وﻫ ــو ﺴ ــوء اﻹدارة اﻝ ــذي ﻴﻘ ــود إﻝ ــﻰ اﻝﻔﺴ ــﺎد اﻹداري ،وﻤ ــن ﻤﻘﺘﻀ ــﻴﺎت اﻝﺘﻨﻤﻴ ــﺔ
اﻝﺒﺤ ــث ﻋـــن اﻝﻌﻨﺎﺼ ــر اﻝﺒﺸ ـ ـرﻴﺔ اﻝﻘ ــﺎدرة ﻋﻠـــﻰ ﺘ ــوﻝﻲ اﻝﻤﻬ ــﺎم واﻝﻘﻴ ــﺎدة واﻝﺘـــﻲ ﻴﺸ ــﺘرط ﻓﻴﻬـــﺎ اﻝﻨ ازﻫـــﺔ
واﻝﻤﺼ ــداﻗﻴﺔ واﻝﺘﺤﻠ ــﻲ ﺒﺎﻝوطﻨﻴ ــﺔ واﻻﺴ ــﺘﻘﺎﻤﺔ وﻫ ــذﻩ ﻤﺘطﻠﺒ ــﺎت ﻤﻠﺤ ــﺔ ﻷﺠ ــل إدارة ﺴ ــﻠﻴﻤﺔ ﺨﺎﻝﻴ ــﺔ ﻤ ــن
اﻝﻌﻴــوب واﻝﺸ ـواﺌب ...ﻓ ـﺎﻹدارة اﻝﺴــﻠﻴﻤﺔ ﻤــن ﺸــﺄﻨﻬﺎ ﺘــذﻝﻴل اﻝﺼــﻌﺎب واﻻرﺘﻘــﺎء ﺒﺎﻝﻤﺴ ـﺘوى اﻝﻤﻌﻴﺸــﻲ
ﻝﻺﻨﺴــﺎن اﻝــذي ﻫــو أﺴــﺎس اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ واﻝﻤﺴــﺘﻔﻴد ﻤﻨﻬــﺎ وﻗ ـراءة وﺘوﻗــﻊ اﻝﻤﺴــﺘﻘﺒل وادراء اﻝﻤﺨــﺎطر ﻋﻨــﻪ
واﺨﺘﺼﺎر اﻝﻤﺴﺎﻓﺎت واﻝزﻤن وﺘﺨﻔﻴف اﻝﻤﺼﺎﻋب واﻷﻋﺒﺎء ﻋن ﻜﺎﻫﻠﻪ ﻋن طرﻴق ﺘﺤﺴﻴن ﻤﺴﺘوى
ﻓﺎﻝﻜﺎﺘـ ــب واﻷدﻴـ ــب اﻝﻌـ ــﺎﻝﻤﻲ "ﻓﻴﻜﺘـ ــور ﻫوﺠـ ــو" ﻴﻘـ ــول :ﻻ ﺴـ ــﻔﺎﻫﺔ ﻓـ ــﻲ اﻝﻤﻬـ ــن ،إﻨﻤـ ــﺎ اﻝﺴـ ــﻔﺎﻫﺔ ﻓـ ــﻲ
اﻷﺸﺨﺎص " ﻤﻊ اﺤﺘراﻤﻲ اﻝﺸدﻴد ﻝﻠﻘﺎرئ اﻝﻌزﻴز ﻓﺎﻝﻠوم ﻜل اﻝﻠـوم ﻴﻘـﻊ ﻋﻠـﻰ ﻋﺎﺘﻘﻨـﺎ ﺠﻤﻴﻌـﺎ ﻓـﻲ ﺘـدﻨﻲ
وﺴوء اﻹدارة ﻝدﻴﻨﺎ واﻝﺘﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﻴﺠب أن ﻨﺴﺘﺨﻠص اﻝﻌﺒر واﻝـدروس وﻨﺼـﺤﺢ اﻝوﻀـﻊ اﻝـراﻫن ﺒﺤﻴـث
ﻨﻨﺘﻬﺞ ﻤﺸروﻋﺎ ﻝﻺﺼـﻼح ﻋﻠـﻰ ﻤـدى ﻓﻠـوا اﻨﺘﻬﺠﻨـﺎ ﻫـذا اﻝـﻨﻬﺞ ﺒﺸـﻜل وأﺴـﻠوب ﺤﻀـﺎري ﻤﺒﻨـﻲ ﻋﻠـﻰ
أﺴس ﻋﻠﻤﻴﺔ وﺴـﻠوك إﻨﺴـﺎﻨﻲ ﻗـوﻴم ﻝﻜﻨـﺎ أرﻗـﻰ وأﻓﻀـل ﺸـﻌﺒﺎ ودوﻝـﺔ ﻓـﻼ ﻨرﻴـد أن ﻨـدﻋم اﻝﻤﻘوﻝـﺔ اﻝﺘـﻲ
ﺘﻘول اﻝﺤرﻴﺔ اﻝطﻠﻘﺔ ﻤﻔﺴدة ﻤطﻠﻘﺔ ﺒل ﻨرﻴد أن ﻨﺜﺒت اﻝﻌﻜس ﻓﺎﻝﺤرﻴﺔ ﻴﺠب أن ﺘﻜون ﻫﻲ اﻝـداﻓﻊ ﻝﻨـﺎ
ﻨﺤو اﻝﺘﻨظﻴم واﻝﻌدل واﻝﻤﺴﺎواة وﻨﺤو اﻝﺘﻘدم واﻻزدﻫﺎر ﻝذا ﻓﻤن اﻝواﺠب اﻝﺤﺘﻤﻲ أن ﺘﺼـﻠﺢ اﻝﻤﻔـﺎﻫﻴم
ﻝﻠﺘوﺠــﻪ ﻨﺤــو ﺒﻨــﺎء دوﻝــﺔ اﻹدارة ﺘﻠــك اﻝدوﻝــﺔ اﻝﻤﻨظﻤــﺔ واﻝراﻗﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﻀــﺎﻫﻲ دول ﺘﻘــدﻤت ﻋﻨﻬــﺎ ﻓــﻲ
ﻤﺠﺎﻻت ﻋدﻩ.
__________________
ﻋواﻤل ﻨﺠﺎح اﻹدارة
***
ﻴﺸﻜل اﻝﻬﻴﻜل اﻝﺘﻨظﻴﻤﻲ أو اﻝﺨرﻴطﺔ اﻝﺘﻨظﻴﻤﻴﺔ اﻹطﺎر اﻝﻌﺎم ﻝﻠﺘﺴﻠﺴل اﻹداري ﻝﻠﻤؤﺴﺴﺔ ،ﻓﻬو
اﻝﺸﻜل اﻝذي ﻴوﻀﺢ ﻤواﻗﻊ اﻝوظﺎﺌف وارﺘﺒﺎطﺎﺘﻬﺎ اﻹدارﻴﺔ واﻝﻌﻼﻗﺎت ﺒﻴن اﻷﻓراد ﻜﻤﺎ ﻴوﻀﺢ
ﺨطوط اﻝﺴﻠطﺔ واﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ داﺨل اﻝﺘﻨظﻴم.
وﻴﺒدأ اﻝﻬﻴﻜل اﻝﺘﻨظﻴﻤﻲ ﻤن أﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى ﺒﺎﻝﻤؤﺴﺴﺔ وﻴﻨﺘﻬﻲ ﺒﺄﻗل ﻤﺴﺘوى إداري ﻤن اﻝﻌﺎﻤﻠﻴن.
وﻗﺒل إﻋداد اﻝﻬﻴﻜل اﻝﺘﻨظﻴﻤﻲ ﻻ ﺒد ﻤن ﺘﺤدﻴد أﻫداف اﻝﻤؤﺴﺴﺔ ﻤﻊ اﻷﺨذ ﺒﺎﻻﻋﺘﺒﺎر اﻝﻤروﻨﺔ ﻓﻲ
ﻫذا اﻝﻬﻴﻜل ﺒﺤﻴث ﻝو ﺘﻐﻴرت اﻷﻫداف ﻴﺒﻘﻰ ﻤﺘﻨﺎﺴﺒﺎً وﻫذا ﻝﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﻤﻊ ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ" ﺒدﻴﻨﺎﻤﻴﻜﻴﺔ
اﻝﺘﻨظﻴم.
وﺒﻌد ﺘﺤدﻴد اﻝﻬدف ﺘﺒدأ ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻋداد اﻝﻬﻴﻜل اﻝﺘﻨظﻴﻤﻲ ﻤن ﺨﻼل ﺘﻘﺴﻴم اﻝﻌﻤل ٕواﻨﺸﺎء اﻝوظﺎﺌف
واﻝوﺤدات اﻹدارﻴﺔ ﺒﺎﻝﺨطوات اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ:
-1ﺘﺤوﻴل اﻷﻫداف إﻝﻰ أﻨﺸطﺔ وﻴﺘم اﻝﺒدء ﺒﺎﻷﻨﺸطﺔ اﻝرﺌﻴﺴﻴﺔ وﺘﻘﺴﻴﻤﻬﺎ إﻝﻰ أﻨﺸطﺔ ﻓرﻋﻴﺔ
وﺜﺎﻨوﻴﺔ.
-2ﻴﺘم ﺘﺠﻤﻴﻊ اﻷﻨﺸطﺔ ﻓﻲ ﺼورة وظﺎﺌف ﺒﺤﻴث ﺘﺸﻜل ﻜل ﻤﺠﻤوﻋﺔ أﻨﺸطﺔ ذات طﺒﻴﻌﺔ
ﻤﺘﺠﺎﻨﺴﺔ وظﻴﻔﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ.
-3ﺘﺠﻤﻴﻊ اﻝوظﺎﺌف اﻝﻤﺘﺸﺎﺒﻬﺔ ﻓﻲ وﺤدات إدارﻴﺔ ﺘﻌطﻲ ﻤﺴﻤﻰ ﻤﻌﻴن.
-4ﺘﺤدﻴد ﻤﻬﺎم واﺨﺘﺼﺎﺼﺎت اﻝوﺤدات اﻹدارﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﺘﻜون ﻤﻨﻬﺎ اﻝﻬﻴﻜل اﻝﺘﻨظﻴﻤﻲ.
أﻤﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﺠﻤﻴﻊ ﻝﻸﻨﺸطﺔ واﻝوظﺎﺌف أو أﺴس ﺘﻘﺴﻴم اﻝﻌﻤل وﺘوزﻴﻊ اﻝوظﺎﺌف ﻓﻴﺘم ﻋﻠﻰ ﻋدة
أﺴس ﻫﻲ:
ﻜوظﻴﻔﺔ اﻝﺸؤون اﻹدارﻴﺔ ،اﻝﺸؤون اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ،اﻝﻌﻼﻗﺎت اﻝﻌﺎﻤﺔ ،اﻝداﺌرة اﻝﻬﻨدﺴﻴﺔ ،اﻝﺼﻴﺎﻨﺔ..اﻝﺦ.
-2اﻝﺘوزﻴﻊ ﻋﻠﻰ أﺴﺎس ﺠﻐراﻓﻲ ،وﻫذا ﻤﻨﺎﺴب ﻝﻠﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﺘﻲ ﻝﻬﺎ ﻓروع ﻓﻲ ﻤﻨﺎطق
ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
-3اﻝﺘوزﻴﻊ ﻋﻠﻰ أﺴﺎس اﻝﺴﻠﻌﺔ.
-4اﻝﺘوزﻴﻊ ﻋﻠﻰ أﺴﺎس اﻝﻌﻤﻼء.
-5اﻝﺘوزﻴﻊ ﻋﻠﻰ أﺴﺎس ﻤرﻜب :اﻝذي ﻴﺠﻤﻊ ﺒﻴن أﻜﺜر ﻤن طرﻴﻘﺔ ﻤن اﻝطرق اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ
وﻓﻴﺔ ﻴﺘم ﺘﺠﻤﻴﻊ اﻝﻌﺎﻤﻠﻴن اﻝﻤﺨﺘﺼﻴن ﺒﻤﻨﺘﺞ ﻤﻌﻴن أو ﺨدﻤﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻗطﺎع واﺤد .ﻤﺜﺎل :ﻤﺼﻨﻊ
ﻴﻨﺘﺞ ﻤﻨﺘﺠﻴن أو ﻝﻪ ﻤﺼﻨﻌﻴن ا و ب ﻴﺘم ﺘﻘﺴﻴم اﻝﺸرﻜﺔ إﻝﻰ ﻗطﺎﻋﻴن أ و ب و ﻜل ﻗطﺎع ﻴﺘﺒﻌﻪ
ﻜل ﺨدﻤﺎﺘﻪ -ﺘﻘرﻴﺒﺎ -ﻤن إﻨﺘﺎج و ﺼﻴﺎﻨﺔ و ﻤﺎﻝﻲ وﻤﺨﺎزن….ﻻﺤظ أﻨﻪ ﻤﻊ اﺴﺘﺨدام ﻫذا اﻝﻨظﺎم
ﻓﺈﻨﻪ ﻗد ﻴﺘم أﺤﻴﺎﻨﺎ اﻹﺒﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﺒﻌض اﻹدارات ﻤرﻜزﻴﺔ ﻤﺜل إدارة اﻝﻤوارد اﻝﺒﺸرﻴﺔ.
ﻜذﻝك ﻴﻤﻜن أن ﻴﻜون اﻝﻬﻴﻜل اﻝﻘطﺎﻋﻲ ﻤﻘﺴﻤﺎ ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻨﺎطق اﻝﺠﻐراﻓﻴﺔ .
ﻤﺜﺎل ) 2اﻝﻬﻴﻜل اﻝﻘطﺎﻋﻲ (
وﻓﻴﻪ ﻴﺘم ﺘﻘﺴﻴم اﻝﻌﺎﻤﻠﻴن ﺤﺴب اﻝوظﺎﺌف ﻓﻲ ﻫﻴﻜل وظﺎﺌﻔﻲ و ﻜذﻝك ﻴﺘم اﺨﺘﻴﺎر ﻤﺴﺌول ﻋن ﻜل
ﻤﻨﺘﺞ ﺒﺤﻴث ﻴﻜون أﻴﻀﺎ ﻤدﻴ ار ﻝﻌﺎﻤﻠﻴن ﻓﻲ وظﺎﺌف ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .ﺒﺎﻝطﺒﻊ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻗد ﻴﻜون
ﻝﻠﻤوظف رﺌﻴﺴﺎن .ﻤﺜﺎل :ﻤﺼﻨﻊ ﻴﻨﺘﺞ ﻤﻨﺘﺞ أ و ب ﻓﻴﻌﻴن ﻤﺴﺌول ذو ﻤﺴﺘوى ﻋﺎﻝﻲ ﻋن اﻝﻤﻨﺘﺞ أ
وآﺨر ﻋن اﻝﻤﻨﺘﺞ ب و ﻫذا اﻝﻤﺴﺌول ﻴﺘﺒﻌﻪ ﻋﺎﻤﻠﻴن ﻤن إدارات ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ و ﻜل ﻤﻨﻬم ﻝﻪ رﺌﻴس آﺨر
ﻓﻲ أدارﺘﻪ .ﻋﻴب ﻫذا اﻝﻨظﺎم ﻫو ﺼﻌوﺒﺔ ﺘﻨظﻴم اﻝﻌﻤل ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻌﺎﻤﻠﻴن اﻝذﻴن ﻴﺘﺒﻌون رﺌﻴﺴﻴن
وﻝﻜﻨﻪ ﻴﺘﻤﻴز ﺒﺠﻤﻊ اﻝﻜﺜﻴر ﻤن ﻤﻤﻴزات ﻜﻼ ﻤن اﻝﺘﻨظﻴم اﻝوظﺎﺌﻔﻲ و اﻝﻘطﺎﻋﻲ ﻓﻜﻜل ﺸﻲء ﻓﻲ
اﻹدارة ﻜل ﻨظﺎم ﻝﻪ ﻤﺎ ﻴﻤﻴزﻩ و ﻝﻪ ﻜذﻝك ﻨﻘﺎط ﻀﻌف .ﻓﻜﻴف ﻨﺨﺘﺎر اﻝﻨظﺎم اﻝﻤﻨﺎﺴب؟ ﻴﺘوﻗف ذﻝك
ﻋﻠﻰ أرﺒﻌﺔ أﺸﻴﺎء أﺴﺎﺴﻴﺔ ﻫﻲ:
-طﺒﻴﻌﺔ اﻝﻤﺘﻐﻴرات اﻝﻤؤﺜرة ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻨظﻤﺔ
-اﻹﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ
-ﺤﺠم اﻝﻤؤﺴﺴﺔ
-طﺒﻴﻌﺔ اﻝﻌﻤل
ﻓﻤﺜﻼ إن ﻜﺎﻨت ﻤﺘﻐﻴرات اﻝﺴوق ﺴرﻴﻌﺔ ﺠدا ﻓﻤﻌﻨﻰ ﻫذا أﻨﻨﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﺠﺔ إﻝﻰ ﻤروﻨﺔ أﻜﺜر ﻤﻤﺎ ﻴﺤﺒذ
اﻝﻬﻴﻜل اﻝﻘطﺎﻋﻲ .إن ﻜﺎﻨت طﺒﻴﻌﺔ اﻝﻌﻤل ﺒﺴﻴطﺔ و ﻤﻜررة ﻓﻘد ﻴﻜون اﻝﻬﻴﻜل اﻝوظﺎﺌﻔﻲ أﻓﻀل إن
ﻜﺎﻨت إﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ اﻝﻤؤﺴﺴﺔ ﺘرﻜز ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻤﻴز و ﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﺘﺸﺠﻊ اﻹﺒداع ﻓﺘﻜون اﻝﻤروﻨﺔ ﻋﺎﻤل
أﺴﺎﺴﻲ و ﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻴﻔﻀل اﻝﻬﻴﻜل اﻝﻘطﺎﻋﻲ .إذا ﻜﺎن ﺤﺠم اﻝﻤؤﺴﺴﺔ ﻜﺒﻴر ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﺤﺘﺎج إﻝﻰ ﻗدر
ﻤن اﻝرﺴﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻌﺎﻤل و ﻓﻲ ﻨﻔس اﻝوﻗت ﺘﺤﺘﺎج إﻝﻰ اﻝﻤروﻨﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻤﻜﻨﻬﺎ ﻤن اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻤﻊ
اﻝﺸرﻜﺎت اﻷﺼﻐر ﺤﺠﻤﺎ .ﻗد ﻴﺤدث أن ﺘﺘﻌﺎرض ﻫذﻩ اﻝﻤﺤددات اﻷرﺒﻌﺔ و ﻫذا ﻴﺤﺘﺎج ﺒﻌض
اﻝﻔﻜر ﻻﺨﺘﻴﺎر اﻝﻬﻴﻜل اﻝﻤﻨﺎﺴب .أﻤﺎ ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻬﻴﻜل اﻝﻤﺼﻔوﻓﻲ ﻓﺘظﻬر أﻫﻤﻴﺘﻪ ﻓﻲ اﻝﺸرﻜﺎت
اﻝﻜﺒﻴرة اﻝﺘﻲ ﺘﻌﻤل ﻓﻲ أﻜﺜر ﻤن ﻤﻨطﻘﺔ ﻓﻲ اﻝﻌﺎﻝم أو ﺘﻨﺘﺞ اﻝﻌدﻴد ﻤن اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت.
ﻤﺜﺎل ) – 3اﻝﻬﻴﻜل اﻝﻤﺼﻔوﻓﻲ (
ﺨﺼﺎﺌص اﻝﻬﻴﺎﻜل اﻝﺘﻨظﻴﻤﻴﺔ :
ﻫﻴﻜل ﺘﻨظﻴﻤﻲ طوﻴل و ﻫو اﻝذي ﻴﻜون ﻓﻴﻪ اﻝﻬرم اﻝوظﻴﻔﻲ طوﻴل )ﻤن اﻝﻨﺎﺤﻴﺔ اﻝرأﺴﻴﺔ( ﺒﻤﻌﻨﻰ
أن ﻋدد طﺒﻘﺎت اﻝﻤدﻴرﻴن ﻜﺜﻴرة .طول اﻝﻬﻴﻜل ﻴﺠﻌل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﺘﺨﺎذ اﻝﻘ اررات ﺒطﻴﺌﺔ
.ﻫﻴﻜل ﺘﻨظﻴﻤﻲ ﻗﺼﻴر :و ﻫو اﻝذي ﻴﻜون ﻓﻴﻪ اﻝﻬرم اﻝوظﻴﻔﻲ ﻗﺼﻴر )ﻤن اﻝﻨﺎﺤﻴﺔ اﻝرأﺴﻴﺔ(
ﺒﻤﻌﻨﻰ أن ﻋدد طﺒﻘﺎت اﻝﻤدﻴرﻴن ﻗﻠﻴﻠﺔ .ﻫذا اﻝﻬﻴﻜل ﻴﻌطﻲ ﻤﺴﺌوﻝﻴﺎت و ﺘﻔوﻴض أﻜﺜر ﻝﻠﻤدﻴرﻴن
ﻤﻤﺎ ﻴزﻴد ﻤن ﺴرﻋﺔ اﺘﺨﺎذ اﻝﻘ ار ارت .ﻓﻲ اﻝوﻗت ﻨﻔﺴﻪ ﻓﺈن ﻜل ﻤدﻴر ﻴﻜون ﻤﺴﺌوﻻ ﻋن ﻋدد أﻜﺒر
ﻤن اﻝﻤرؤوﺴﻴن
اﻝﻤرﻜزﻴﺔ و اﻝﻼﻤرﻜزﻴﺔ
decentralization Centralization and
اﻝﻤرﻜزﻴﺔ ﺘﻌﻨﻲ أن اﻝﺴﻠطﺎت ﻤرﻜزة ﻝدى ﺠﻬﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ اﻝﻤؤﺴﺴﺔ .ﺒﻤﻌﻨﻰ أن اﻝﺴﻠطﺎت اﻝﻤﺨوﻝﺔ
ﻝﻠﻌﺎﻤﻠﻴن ﻗﻠﻴﻠﺔ و اﻝﻘ اررات داﺌﻤﺎ ﺘﺤﺘﺎج ﻤدﻴ اًر ذا ﻤﺴﺘوى رﻓﻴﻊ ﻻﻋﺘﻤﺎدﻫﺎ .ﻤﺜﺎل ذﻝك أن ﻴﻜون
ﺴﻠطﺔ اﻋﺘﻤﺎد طﻠب ﺸراء ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻀﺌﻴﻠﺔ ﻫﻲ اﺨﺘﺼﺎص رﺌﻴس اﻝﺸرﻜﺔ .اﻝﻤرﻜزﻴﺔ ﺘﺠﻌل اﻝﻘ اررات
ﺒطﻴﺌﺔ و ﻝﻜﻨﻬﺎ ﺘﺠﻌل اﻝرﻗﺎﺒﺔ أﻓﻀل .ﻏﺎﻝﺒﺎً ﻤﺎ ﻴوﺠد ﻫذا اﻝﻨوع ﻓﻲ اﻝﻬﻴﻜل اﻝوظﺎﺌﻔﻲ
اﻝﻼﻤرﻜزﻴﺔ ﺘﻌﻨﻲ أن اﻝﺴﻠطﺎت ﻤوزﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﺴﺘوﻴﺎت اﻝﻬﻴﻜل اﻝﺘﻨظﻴﻤﻲ .ﺒﻤﻌﻨﻰ أن ﻜل
طﺒﻘﺔ ﻤن اﻝﻤدﻴرﻴن ﻝدﻴﻬﺎ ﺼﻼﺤﻴﺎت ﻜﺒﻴرة .ﻤﺜﺎل ذﻝك أن ﻴﻜون ﻜل ﻤدﻴر ﻝﻪ ﻤﻴزاﻨﻴﺔ ﻤﺤددة و
ﻝﻜﻨﻪ ﻴﺘﺤﻜم ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻤﺎ ﻴراﻩ ﻤﻨﺎﺴﺒﺎ .اﻝﻼﻤرﻜزﻴﺔ ﺘﺠﻌل اﻝﻘ اررات ﺴرﻴﻌﺔ و ﻝﻜﻨﻬﺎ ﺘﺠﻌل اﻝرﻗﺎﺒﺔ أﻗل
ﺸدة ﻏﺎﻝﺒﺎ ﻤﺎ ﻴوﺠد ﻫذا اﻝﻨوع ﻓﻲ اﻝﻬﻴﻜل اﻝﻘطﺎﻋﻲ.
اﻝرﺴﻤﻴﺔ
Formalization
اﻝرﺴﻤﻴﺔ ﺘﻌﻨﻲ أن ﻫﻨﺎك ﻗواﻋد دﻗﻴﻘﺔ ﻝﻜل ﻋﻤل و اﻝﺤرﻴﺔ اﻝﻤﻌطﺎة ﻝﻠﻌﺎﻤﻠﻴن ﻗﻠﻴﻠﺔ .اﻝرﺴﻤﻴﺔ ﺘﻜون
ﻫﺎﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﻤؤﺴﺴﺎت ﻜﺒﻴرة اﻝﺤﺠم ﺤﺘﻰ ﻴﻤﻜن اﻝﺘﺤﻜم ﻓﻲ اﻝﻤؤﺴﺴﺔ و ﻝﻜن ﻫذا ﻴﺠﻌل اﻝﻘ اررات
ﺒطﻴﺌﺔ و ﻴﻘﻠل ﻤن اﻝﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻹﺒداع
اﻝﻬﻴﻜل اﻝﺤﻴوي )اﻝﻌﻀوي( ﻫو ﻫﻴﻜل ﻴﺘﺴم ﺒﺎﻝﻜﺜﻴر ﻤن اﻝﻤروﻨﺔ و اﻝﻼﻤرﻜزﻴﺔ و ﻝﻜن ذﻝك ﺒﺎﻝطﺒﻊ
ﻴﻔﻀل ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ ﺘﻐﻴر اﻝﻤؤﺜرات اﻝﺨﺎرﺠﻴﺔ ﺒﺴرﻋﺔ ،وﻜذﻝك ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ ﻴﻘﻠل ﻤن اﻝرﻗﺎﺒﺔ .ﻫذا اﻝﻨوع ّ
اﻝﺸرﻜﺎت اﻝﺘﻲ ﺘرﻏب ﻓﻲ أن ﺘﻜون ﺨدﻤﺎﺘﻬﺎ أو ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻬﺎ ﻤﺘﻤﻴزة .ﻴﺘﺴم ﻫذا اﻝﻬﻴﻜل ﺒﺎﻝﻼﻤرﻜزﻴﺔ و
اﻝﻼرﺴﻤﻴﺔ و ﻗﺼر اﻝﻬرم اﻝوظﻴﻔﻲ .
اﻝﻤـ ــدﻴر ﻫـ ــو ذﻝـ ــك اﻝﺸـ ــﺨص اﻝـ ــذي ﻴﺘﻘﻠـ ــد زﻤـ ــﺎم اﻷﻤـ ــور ﻓـ ــﻲ اﻷﻤـ ــر واﻝﻨﻬـ ــﻲ واﻝﺘﻜﻠﻴـ ــف واﻝﻤراﺠﻌـ ــﺔ
واﻝﻤﺤﺎﺴــﺒﺔ واﻝﺘــدﻗﻴق ﻝــذﻝك ﻴﺠــب أن ﻴﺘﺤﻠــﻰ ﺒﻤ ازﻴــﺎ ﻜﺜﻴـرة ﺘؤﻫﻠــﻪ ﻝﻠﻘﻴــﺎم ﺒﻬــذا اﻝــدور ﻤــن ﺤﺴــن اﻝﻘﻴــﺎدة
واﻝﺘــدﺒﻴر واﻝﻜﻔــﺎءة واﻻﻨﻀــﺒﺎط ﻓﻴﻜــون ﻗــدوة ﺤﺴــﻨﺔ ﻝﻤــن أراد اﻻﻗﺘــداء وﺴــداً ﻤﻨﻴﻌــﺎ ﻝﻤــن أراد اﻝﺘﻘﺼــﻴر
واﻹﻫﻤﺎل ،وﻝﻨﺎ ﻓﻲ اﻝﻔﺎﻀـل ﻋﻤـر ﺒـن ﻋﺒـد اﻝﻌزﻴـز -رﻀـﻲ اﷲ ﻋﻨـﻪ -وأرﻀـﺎﻩ أﺴـوة ﺤﺴـﻨﺔ ﻨﺄﺨـذ
ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻠﻘد ﺨطب ﻓﻲ اﻝﻤﺴﻠﻤﻴن ﻴوم ﺘوﻝﻴﻪ ﻓﻘﺎل :
"" أﻴﻬـﺎ اﻝﻨـﺎس إﻨـﻪ ﻻ ﻜﺘـﺎب ﺒﻌـد اﻝﻘـرآن ،وﻻ ﻨﺒـﻲ ﺒﻌـد ﻤﺤﻤـد -ﺼـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺴـﻠم -أﻻ و أﻨـﻲ
ﻝﺴت ﺒﻔ ٍ
ـﺎرض و ﻝﻜﻨـﻲ ﻤﻨﻔـذ ،و ﻝﺴـت ﺒﻤﺒﺘـدع ،وﻝﻜﻨـﻲ ﻤﺘﺒـﻊ ،وﻝﺴـت ﺒﺨﻴـر ﻤـن أﺤـدﻜم ،وﻝﻜﻨـﻲ
أﺜﻘﻠﻜــم ﺤﻤ ـﻼً ٕ ،وان اﻝرﺠــل اﻝﻬــﺎرب ﻤــن اﻹﻤــﺎم اﻝظــﺎﻝم ﻝــﻴس ﺒظــﺎﻝم ،أﻻ ﻻ طﺎﻋــﺔ ﻝﻤﺨﻠــو ٍ
ق ﻓــﻲ
ﻤﻌﺼﻴﺔ اﻝﺨﺎﻝق "")(11
ﻫـذا اﻝرﺠـل اﻝــذي ﻜـﺎن ﻴﺨـﺎف اﷲ أﻴﻨﻤــﺎ ﺤـل وﻴﺨــﺎف ﻤـن اﻷﻤﺎﻨـﺔ ﻓﻠــم ﻴﺘﻬـرب ﻤﻨﻬـﺎ ﺒــل ﺤﻤﻠﻬـﺎ وأﻴﻤــﺎ
ﺤﻤل ﻓﻘد ﻗﺎﻝت ﻓﺎطﻤﺔ زوﺠﺔ )ﻋﻤر ﺒـن ﻋﺒـد اﻝﻌزﻴـز( :دﺨﻠـت ﻴوﻤـﺎً ﻋﻠﻴـﻪ وﻫـو ﺠـﺎﻝس ﻓـﻲ ﻤﺼـﻼﻩ
واﻀﻌﺎ ﺨـدﻩ ﻋﻠـﻰ ﻴـدﻩ ودﻤوﻋـﻪ ﺘﺴـﻴل ﻋﻠـﻰ ﺨدﻴـﻪ ،ﻓﻘﻠـت :ﻤﺎﻝـك ؟ ﻓﺄﺠﺎﺒﻬـﺎ "" :وﻴﺤـك ﻴـﺎ ﻓﺎطﻤـﺔ
ﻗــد وﻝﻴــت ﻤــن ﻫــذﻩ اﻷﻤــﺔ ﻤــﺎ وﻝﻴــت ،ﻓﺘﻔﻜــرت ﻓــﻲ اﻝﻔﻘﻴــر اﻝﺠــﺎﺌﻊ ،واﻝﻤـرﻴض اﻝﻀــﺎﺌﻊ ،واﻝﻌــﺎري
اﻝﻤﺠﻬود ،و اﻝﻴﺘﻴم اﻝﻤﻜﺴور ،واﻷرﻤﻠﺔ اﻝوﺤﻴدة و اﻝﻤظﻠوم اﻝﻤﻘﻬور ،واﻝﻐرﻴب و اﻷﺴﻴر واﻝﺸـﻴﺦ
اﻝﻜﺒﻴر ،وذي اﻝﻌﻴﺎل اﻝﻜﺜﻴر واﻝﻤﺎل اﻝﻘﻠﻴل ،وأﺸﺒﺎﻫﻬم ﻓﻲ أﻗطﺎر اﻷرض و أطـراف اﻝـﺒﻼد ﻓﻌﻠﻤـت
أن رﺒﻲ ﻋـز وﺠـل ﺴﻴﺴـﺄﻝﻨﻲ ﻋـﻨﻬم ﻴـوم اﻝﻘﻴﺎﻤـﺔ ،وأن ﺨﺼـﻤﻲ دوﻨﻬـم ﻤﺤﻤـد ﺼـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺴـﻠم
ﻓﺨﺸﻴت أن ﻻ ﻴﺜﺒت ﻝﻲ ﺤﺠﺔ ﻋﻨد ﺨﺼوﻤﺘﻪ ﻓرﺤﻤت ﻨﻔﺴﻲ ﻓﺒﻜﻴت (12)"".
وﻝﺘوﻀﻴﺢ اﻝﻤدﻴر اﻝﻔﻌـ ـ ــﺎل ودورﻩ ﻓـﻲ اﻹدارة أﻜﺜـر ﺴـﺄﻝﺨص د ارﺴـﺔ ﻝﻠﻌـﺎﻝم اﻹداري ) ﺒﻴﺘـر دروﻜـر(
) (14ﻤؤﺴس اﻹدارة اﻝﺤدﻴﺜﺔ وﻫﻲ ﺒﻌﻨوان ﻜﻴف ﺘﻜون ﻤدﻴ ار ﻓﻌﺎﻻ .
ﻴــرى اﻝﻜﺎﺘــب أن اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻝﺤــدﻴث أﺼــﺒﺢ ﻤﺠﺘﻤــﻊ ﺘﻨظﻴﻤــﺎت ﻜﺒﻴ ـرة وأﺼــﺒﺢ ﻤرﻜــز اﻝﻨﻘــل ﻓــﻲ ﻜــل
ﺘﻨظﻴم ﻫو اﻝﻤﻌرﻓﺔ وﻝﻘد ﻜﺎﻨت اﻝﻤﺸﻜﻠﺔ ﻤﻨذ ﺴﻨوات ﻋدﻴدة ﻫﻲ :
اﻝﻜﻔــﺎءة :أي اﻝﻘــدرة ﻋﻠــﻰ اﻝﻘﻴــﺎم ﺒﺎﻷﺸــﻴﺎء ﺒﺎﻝﺸــﻜل اﻝﺼــﺤﻴﺢ وﻝــم ﻴﻜــن ﻫﻨﺎﻝــك اﻫﺘﻤــﺎم ﺒﺎﻝﻔﻌﺎﻝﻴــﺔ أي
اﻝﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻝﻘﻴﺎم ﺒﺎﻷﺸﻴﺎء اﻝﺼﺤﻴﺤﺔ ﺒﺎﻝﺸﻜل اﻝﺼﺤﻴﺢ ﻓﻬﻨﺎﻝك أﻋداد ﻜﺒﻴـرة ﻤـن اﻝﻤـدﻴرﻴن ،ﺒﻤﻌﻨـﻰ
أﻨﻬــم ﻤﺸ ـرﻓون ﻋﻠــﻰ آﺨ ـرﻴن إﻻ أن اﻷﻏﻠﺒﻴــﺔ ﻤــﻨﻬم ﻝﻴﺴ ـوا ﻤــدﻴرﻴن ﻓﻌــﺎﻝﻴن أي ﻤــؤﺜرﻴن ﻋﻠــﻰ ﻗــدرة
ﺘﻨظ ــﻴم اﻷداء وﻋﻠ ــﻰ ﺘﺤﻘﻴ ــق اﻝﻨﺘ ــﺎﺌﺞ ،وﺒﺎﻝﻨﺴ ــﺒﺔ ﻝﻤ ــدﻴري اﻝﻐ ــد ﻓ ــﺈن اﻝﻤطﻠ ــوب ﻤ ــﻨﻬم أن ﻴﺘﺼ ــﻔوا
ﺒﺎﻝﻔﻌﺎﻝﻴﺔ ،أي اﻝﻘدرة ﻋﻠـﻰ اﺘﺨـﺎذ اﻝﻘـ اررات اﻝﻤﺘﺼـﻠﺔ ﺒﺎﻝﻘﻴـﺎم ﺒﺎﻷﺸـﻴﺎء اﻝﺼـﺤﻴﺤﺔ واﻝﺘـﺄﺜﻴر ﻓـﻲ اﻷداء
ﻝﻠﻘﻴﺎم ﺒﺎﻷﺸﻴﺎء اﻝﺼﺤﻴﺤﺔ ﺒﺎﻝﺸﻜل اﻝﺼﺤﻴﺢ ،ﻝﻠوﺼول ﺒﺎﻝﻤﺸروع إﻝﻰ أﻋﻠﻰ درﺠﺔ ﻤن اﻹﻨﺘﺎﺠﻴﺔ .
ﻋﻤر.اﻝﻔﻌﺎﻝﻴﺔ ؟
ﻴﻤﻜنﺴﻴرةﺘﻌﻠم وﻨﺘﺴﺎءل ﻫل
-13اﺒن اﻝﺠوزي –
-14ﻜﻴف ﺘﻜون ﻤدﻴرا ﻓﻌﺎﻻ – ﺒﻴﺘر دروﻜر
ﻴﻘول اﻝﻜﺎﺘب إﻨﻪ ﻤن ﺨﻼل اﺘﺼﺎﻻﺘﻲ اﻝواﺴﻌﺔ ﻤﻊ ﻋدﻴد اﻝﻤـدﻴرﻴن ﻓـﻲ ﻜﺜﻴـر ﻤـن اﻝﻤﺸـﺎرﻴﻊ وﺼـﻠت
إﻝــﻰ ﻨﺘﻴﺠــﺔ ﻫــﻲ أﻨــﻪ ﻝــﻴس ﻫﻨﺎﻝــك ﺸﺨﺼــﻴﺔ ﻓﻌﺎﻝــﺔ ،وﻝﻬــذا ﻓــﺈﻨﻨﻲ ﻗــد ﺘوﺼــﻠت إﻝــﻰ أن اﻝﻔﻌﺎﻝﻴــﺔ ﻫــﻲ
ﻋــﺎدة ،أي ﻤﺠﻤوﻋــﺔ ﻤﻌﻘــدة ﻤــن اﻷﺴــﺎﻝﻴب وطﺎﻝﻤــﺎ أﻨﻬــﺎ أﺴــﺎﻝﻴب ﻓﺈﻨــﻪ ﻴﻤﻜــن داﺌﻤــﺎ ﺘﻌﻠﻤﻬــﺎ ،وﻴــﺘﻌﻠم
اﻝﻤرء اﻷﺴﺎﻝﻴب ﺒﺎﻝﺘدرﻴب واﻝﻤﻤﺎرﺴﺔ.
وﻫذﻩ ﻫﻲ اﻷﺴﺎﻝﻴب اﻝﺨﻤﺴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴراﻫﺎ اﻝﻜﺎﺘب ﻀرورﻴﺔ ﻝﻜﻲ ﻴﻜون اﻝﻤدﻴر ﻓﻌﺎﻻً :
أوﻻ :ﻴﻌرف اﻝﻤدﻴر اﻝﻔﻌﺎل وﻗﺘﻪ ،اﻝﺠزء اﻝﻀﺎﺌﻊ ﻤﻨﻪ ،وﻜﻴف ﻴﺘﺼرف ﻓﻲ ﺤدود اﻝﺠزء اﻝﻤﺘﺎح :
ﻓﺈذا ﻜﺎن ﻝﻠﻤـدﻴر أن ﻴﻨﺠـز ﻓﺈﻨـﻪ ﻴﺠـب أن ﻴﺒـدأ ﺒﻌﻨﺼـر اﻝوﻗـت ،ﻷﻨـﻪ اﻝﻌﻨﺼـر اﻝﻤﻘﻴـد وﻤﻬﻤـﺎ ﻜـﺎن
اﻝطﻠــب ﻋﻠــﻰ اﻝوﻗــت ﻤرﺘﻔﻌــﺎ ﻓــﺈن اﻝﻌــرض ﻤﻨــﻪ ﻝــن ﻴــزداد ﺒــل اﻝوﻗــت ﻗﺎﺒــل ﻝﻠﻬــﻼك وﻻ ﻴﻤﻜــن ادﺨــﺎرﻩ
ﻓوﻗت اﻷﻤس ﻗد وﻝﻰ إﻝﻰ اﻷﺒد.
ﻤ ــن ﻨﺎﺤﻴ ــﺔ أﺨ ــرى ،ﻓ ــﻼ ﻴﻤﻜ ــن إﺤ ــﻼل ﺸ ــﻲء ﻤﺤ ــل اﻝوﻗ ــت ،ﻓ ــﻴﻤﻜن ﻋﻠ ــﻰ ﺴ ــﺒﻴل اﻝﻤﺜ ــﺎل أن ﻨﺤ ــل
اﻝﻨﺤــﺎس ﻤﺤــل اﻷﻝﻤوﻨﻴــوم .وﻴﻤﻜــن أن ﻨﺤــل رأس اﻝﻤــﺎل ﻤﺤــل اﻝﻌﻤــل اﻹﻨﺴــﺎﻨﻲ وﻜــل ﺸــﻲء ﻴﺘطﻠــب
اﻝوﻗت.
إن اﻝﻤدﻴر اﻝﻔﻌﺎل ﻴﺘﻤﻴز ﻋن اﻵﺨرﻴن ﺒﺤرﺼـﻪ ورﻋﺎﻴﺘـﻪ ﻝﻠوﻗـت وﻤﺤﺎﻓظﺘـﻪ ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻝﻌﻨﺼـر ﻏﻴـر
اﻝﻘﺎﺒل ﻝﻺﺤﻼل .وﻴﺠب ﻋﻠﻴﻪ أن ﻴﻌرف أوﻻ أﻴن ﻴذﻫب اﻝوﻗت ؟.
وأول ﺨطــ ـ ـ ــوة ﻨﺤـ ـ ـ ـ ــو ﻓﻌﺎﻝﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻤﻨﺎوﻝـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻝوﻗـ ـ ـ ـ ــت ﻫـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺘﺴـ ـ ـ ـ ــﺠﻴل اﺴـ ـ ـ ـ ــﺘﺨداﻤﺎت اﻝوﻗـ ـ ـ ـ ــت اﻝﻔﻌﻠـ ـ ـ ـ ــﻲ
وﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴر اﻝﻔﻌﺎل أن ﻴﻌرف اﻝوﻗت اﻝﻤﺘﺎح ﻝﻪ ،ﻓﻴﻌﻤل ﻋﻠﻰ اﻹﻓﺎدة ﻤﻨﻪ أﺤﺴن إﻓﺎدة ﻤﻤﻜﻨﺔ.
إﻨــﻪ ﻴرﻜــز اﻫﺘﻤﺎﻤــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻤــﺎ ﻴﺴــﺘطﻴﻊ أن ﻴﻘدﻤــﻪ ﻤــن ﻤﺴــﺎﻫﻤﺔ ﻓــﻲ ﻨطــﺎق ﻋﻤﻠــﻪ وﻓــﻲ ﻨطــﺎق ﻋﻼﻗﺎﺘــﻪ
ﻤﻊ اﻵﺨـرﻴن ﻤـن رؤﺴـﺎء وزﻤـﻼء وﻤﺴـﺎﻋدﻴن ،وﻫـو ﻤـﺎ ﻴﺠﻌـل اﻝﻤـدﻴر اﻝﻔﻌـﺎل ﻴﻌﻤـل ﻻ ﻓـﻲ اﻝﻨطـﺎق
اﻝﻀــﻴق ﻝﺘﺨﺼﺼــﻪ أو إدارﺘــﻪ ﻓﻘــط ٕواﻨﻤــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻤﺴــﺘوى اﻷداء اﻝﻜﻠــﻲ ﻝﻠﻤﺸــروع إن اﻝﻤــدﻴر اﻝﻔﻌــﺎل
اﻝــذي ﻴرﻜــز ﻋﻠــﻰ ﻤﺴــﺎﻫﻤﺘﻪ وﻋﻠــﻰ أن ﺘﻜــون ﻋﻼﻗﺎﺘــﻪ ﻤــﻊ اﻵﺨ ـرﻴن ﻤﻨﺘﺠــﺔ ﺴــﻴﻘﻴم ﺒــذﻝك اﻷﺴــﺎس
اﻝﺼــﺤﻴﺢ ﻝﻠﻌﻼﻗــﺎت اﻹﻨﺴــﺎﻨﻴﺔ ،إذ ﺴــﻴوﻓر اﻝﻤﺘطﻠﺒــﺎت اﻷﺴﺎﺴــﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻗــﺎت اﻹﻨﺴــﺎﻨﻴﺔ اﻝﻔﻌﺎﻝــﺔ وﻫــﻲ
اﻻﺘﺼــﺎﻻت وﻋﻤــل اﻝﻔرﻴــق واﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝذاﺘﻴــﺔ وﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻵﺨـرﻴن ..ﻜﻤــﺎ أن اﻝﻤــدﻴر اﻝﻔﻌــﺎل اﻝــذي ﻴرﻜــز
ﻋﻠـﻰ اﻝﻤﺴـﺎﻫﻤﺔ وﻋﻠـﻰ اﻝﻨﺘـﺎﺌﺞ ﻴﺤﻔـز اﻵﺨـرﻴن أﻴﻀـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺘﻨﻤﻴـﺔ أﻨﻔﺴـﻬم وﻴﺴـﺎﻋد ﺒﻘـدر ﻤـﺎ ﻴﺴـﺘطﻴﻊ
ﻓﻲ ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻵﺨرﻴن.
ﺜﺎﻝﺜﺎ :ﻴﻨطﻠق اﻝﻤدﻴر اﻝﻔﻌﺎل ﻤن ﻨﻘطﺔ اﻝﻘوة وﻴﺠﻌل ﻤﻨﻬﺎ ﻗوى ﻤﻨﺘﺠﺔ .
ﻓﻠﻜــﻲ ﻨﺼــل إﻝــﻰ ﻨﺘــﺎﺌﺞ ﻴﺠــب اﺴــﺘﺨدام واﻹﻓــﺎدة ﻤــن ﻜــل اﻝﻘــوى اﻝﻤﺘﺎﺤــﺔ ،ﻗــوى ﺠﻤﻴــﻊ اﻷﻓ ـراد ﻤــن
رؤﺴـﺎء وﻤﺴــﺎﻋدﻴن وزﻤــﻼء وﻴﻤﻜــن اﻝﻘــول ﺒــﺄن اﻝﻐــرض ﻤــن اﻝﺘﻨظــﻴم ﻫــو اﺴــﺘﺨدام ﺠواﻨــب اﻝﻘــوة ﻓــﻲ
ﻜــل ﺸــﺨص ﻜﻘﺎﻝــب ﺒﻨــﺎء ﻤــن أﺠــل اﻷداء اﻝﻤﺸــﺘرك ..واﻝﻤــدﻴر اﻝﺘﻨﻔﻴــذي ﻫــو اﻝــذي ﻴﻤــﻸ اﻝﻤ ارﻜــز
ﺒـﺎﻷﻓراد ﻋﻠـﻰ أﺴـﺎس ﻤـﺎ ﻴﻤﻜـﻨﻬم اﻝﻘﻴـﺎم ﺒـﻪ وﻴﺒﺤـث ﻓـﻲ ﻜـل ﻓـرد ﻋـن ﺠواﻨـب اﻝﻘـوة ﻝﻜـﻲ ﻴﻀـﻌﻬﺎ ﻓــﻲ
اﻝﻌﻤــل ،وﻝــﻴس ﻫﻨﺎﻝــك وﺼــف أﻓﻀــل ﻝﻠﻔﻌﺎﻝﻴ ـﺔ اﻹدارﻴــﺔ ﻤــن اﻝﻜﻠﻤــﺎت اﻝﺘــﻲ اﺨﺘﺎرﻫــﺎ أﺒــو ﺼــﻨﺎﻋﺔ
اﻝﺼﻠب اﻷﻤرﻴﻜﻴﺔ ﻝﻜﻲ ﺘﻜون ﻋﻠﻰ ﻗﺒرﻩ.
" ﻫﻨﺎ ﻴرﻗد رﺠل ﻋرف ﻜﻴف ﻴﺠﻌل ﻤﺴﺎﻋدﻴﻪ أﻓﻀل ﻤﻤﺎ ﻜﺎن ﻫو ﻨﻔﺴﻪ "
ﻓﻜﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــف ﻴﻤﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻝﻠﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻴر اﻝﻔﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل أن ﻴﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻐل ﻤ ارﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ــز اﻝﺘﻨظ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴم ﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ــن أﺠ ـ ـ ـ ـ ـ ــل اﻝﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ــوة ؟
-ﻴﺠـ ـ ـ ـ ــب أوﻻً أﻻ ﺘﻜـ ـ ـ ـ ــون اﻷﻋﻤـ ـ ـ ـ ــﺎل ﻤﺴـ ـ ـ ـ ــﺘﺤﻴﻠﺔ وﻓـ ـ ـ ـ ــوق طﺎﻗـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻝﻌﻨﺎﺼـ ـ ـ ـ ــر اﻝﺒﺸ ـ ـ ـ ـ ـرﻴﺔ اﻝﻌﺎدﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ
-ﻜﻤـ ـ ـ ــﺎ ﻴﺠـ ـ ـ ــب أن ﻴﻜـ ـ ـ ــون اﻝﻌﻤـ ـ ـ ــل ﻜﺒﻴ ـ ـ ـ ـ ار ﺒﺤﻴـ ـ ـ ــث ﻴﻨطـ ـ ـ ــوي ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﺘﺤـ ـ ـ ــدي اﻝﻔـ ـ ـ ــرد اﻝﻘـ ـ ـ ــﺎﺌم ﺒـ ـ ـ ــﻪ
-ﻴﺠ ــب أن ﻴﻜ ــون اﻝﺤﻜ ــم ﻋﻠ ــﻰ اﻷﻓـ ـراد ﻋﻠ ــﻰ أﺴ ــﺎس ﻤ ــﺎ ﻴﻤﻜ ــﻨﻬم ﻤ ــن اﻝﻘﻴ ــﺎم ﺒ ــﻪ ،ﻋﻠ ــﻰ أﺴ ــﺎس
اﻷداء)ﻓـ ـ ـ ـ ــﺈذا ﻜـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻷداء ﻀـ ـ ـ ـ ــﻌﻴﻔﺎ ﻓﻴﺠـ ـ ـ ـ ــب اﺴـ ـ ـ ـ ــﺘﺒﻌﺎد اﻝﻔـ ـ ـ ـ ــرد ﻤـ ـ ـ ـ ــن اﻝﻤرﻜـ ـ ـ ـ ــز اﻝـ ـ ـ ـ ــذي ﻴﺤﺘﻠـ ـ ـ ـ ــﻪ(
-اﻝﻤدﻴر اﻝﻔﻌﺎل ﻻ ﻴﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺠواﻨب اﻝﻘوة ﻓﻲ ﻤﺴﺎﻋدﻴﻪ ﻓﻘط ٕواﻨﻤﺎ ﻓﻲ رﺌﻴﺴﻪ أﻴﻀﺎ.
راﺒﻌﺎ :إذا ﻜﺎن ﺜﻤﺔ ﺴر ﻝﻠﻔﻌﺎﻝﻴﺔ ﻓﻬو اﻝﺘرﻜﻴز :
ﻴﻘوم اﻝﻤدﻴر اﻝﻔﻌﺎل ﺒﺎﻷﺸﻴﺎء اﻝﻤﻬﻤﺔ أوﻻ ،وﻴﻘوم ﺒﺸﻲء واﺤد ﻓﻲ اﻝﻤرة اﻝواﺤدة .
إن ﻫﻨﺎﻝك داﺌﻤﺎ ﻤن اﻝﻤﻬﺎم اﻝﻤﻨﺘﺠﺔ ﻝﻠﻐد أﻜﺜر ﻤﻤﺎ ﻴﻜـون ﻤـن اﻝوﻗـت ﻝﺘﻨﻔﻴـذﻫﺎ ،وﻫﻨﺎﻝـك ﻤـن اﻝﻔـرص
أﻜﺜر ﻤﻤﺎ ﻫﻨﺎﻝك ﻤن أﻓراد ﻗﺎدرﻴن ﻹﺴﻨﺎدﻫﺎ إﻝـﻴﻬم ،ﻝﻬـذا ﻴﺠـب اﺘﺨـﺎذ ﻗـرار ﻴﺘﻌﻠـق ﺒـﺄي اﻝﻤﻬـﺎم ﺘﻜـون
ﻝﻪ اﻷوﻝوﻴﺔ وأﻴﻬﺎ ﻴﻜون أﻗل أﻫﻤﻴﺔ.
واﻝﺴـ ـؤال اﻝﺤﻘﻴﻘ ــﻲ ﻫ ــو :ﻤ ــن اﻝ ــذي ﺴ ــﻴﺘﺨذ اﻝﻘــرار؟ اﻝﻤ ــدﻴر اﻝﺘﻨﻔﻴ ــذي ،أم اﻝﻀ ــﻐوط ؟ ﻓ ــﺈذا ﺴ ــﻤﺢ
ﻝﻠﻀــﻐوط ﺒــﺄن ﺘﺘﺨــذ اﻝﻘ ـرار ﻓﺈﻨــﻪ ﻤــن اﻝﻤﺤﺘﻤــل أن ﻴﻀــﺤﻲ ﺒﺎﻝﻤﻬــﺎم اﻝﺘــﻲ ﻜــﺎن ﻴﺠــب أن ﺘــﺄﺘﻲ ﻓــﻲ
اﻝﻤﻘدﻤﺔ .
ﻜﻤـ ـ ــﺎ ﻴﺠـ ـ ــب داﺌﻤـ ـ ــﺎ إﻋـ ـ ــﺎدة اﻝﻨظـ ـ ــر ﻓـ ـ ــﻲ اﻷوﻝوﻴـ ـ ــﺎت واﻝﻤـ ـ ــؤﺠﻼت وﺘﻌـ ـ ــدﻴﻠﻬﺎ ﻓـ ـ ــﻲ ﻀـ ـ ــوء اﻝواﻗـ ـ ــﻊ
وﻋﻠﻰ ذﻝك ﻓﺈن اﻝﺘرﻜﻴز ،أي اﻝﺸـﺠﺎﻋﺔ أن ﻴﻔـرض اﻝﻤـدﻴر اﻝﺘﻨﻔﻴـذي ﻗ ار ارﺘـﻪ ﻋﻠـﻰ اﻝوﻗـت واﻷﺤـداث
وﻫو أﻤﻠﻪ اﻝوﺤﻴد ﻓﻲ أن ﻴﺼﺒﺢ ﺴﻴد اﻝوﻗت واﻷﺤداث ﺒدﻻ ﻤن أن ﻴﺼﺒﺢ أﻝﻌوﺒﺔ ﻝﻬﻤﺎ.
ﻻ ﻴﺘﺨذ اﻝﻤدﻴر اﻝﻔﻌﺎل ﻜﺜﻴر ﻤن اﻝﻘ اررات ،وﻝﻜﻨﻪ ﻴرﻜز ﻋﻠﻰ اﻝﻘـ اررات اﻝﻤﻬﻤـﺔ واﻝﻘـرار ﺘﻘـدﻴري ﻫـو
اﺨﺘﻴﺎر ﺒﻴن ﺒـداﺌل ،وﺘﻘـول ﻤﻌظـم اﻝﻜﺘـب إﻨـﻪ ﺒﺎﻝﻨﺴـﺒﺔ ﻻﺘﺨـﺎذ اﻝﻘـ اررات ﻴﺠـب اﻝﺒـدء ﺒﺈﻴﺠـﺎد اﻝﺤﻘـﺎﺌق
اﻝﻤدﻴر اﻝﺘﻨﻔﻴذي اﻝذي ﻴﺘﺨذ ﻗ اررات ﻓﻌﺎﻝﺔ ﻴﻌرف أن اﻝﻤرء ﻻ ﻴﺒدأ ﺒﺎﻝﺤﻘﺎﺌق ٕ ،واﻨﻤﺎ ﻴﺒدأ ﺒﺎﻵراء .
إن اﻝﻤدﻴر اﻝﻔﻌﺎل ﻴﻌرف أن اﻷﻓراد ﻻ ﻴﺒدؤون ﺒﺎﻝﺒﺤث ﻋـن اﻝﺤﻘـﺎﺌق ٕ ،واﻨﻤـﺎ ﻴﺒـدؤون ﺒـرأي ،وﻝـﻴس
ﺜﻤــﺔ ﻏﺒــﺎر ﻋﻠــﻰ ذﻝــك ،اﻷﻓـراد ﻴﺒــدؤون ﺒـرأي ٕ ،واذا طﻠﺒﻨــﺎ ﻤــﻨﻬم أن ﻴﺒــدؤوا ﺒﺎﻝﺒﺤــث ﻋــن اﻝﺤﻘــﺎﺌق
ﻓــﺈﻨﻬم ﺴــﻴﻔﻌﻠون ﻤﺜــل ﻤــﺎ ﻴﻔﻌــل أي ﺸــﺨص :ﺴــﻴﺒﺤﺜون ﻋــن اﻝﺤﻘــﺎﺌق اﻝﺘــﻲ ﺘﺘﻔــق ﻤــﻊ اﻝﻨﺘﻴﺠــﺔ اﻝﺘــﻲ
وﺼــﻠوا إﻝﻴﻬــﺎ ﻓﻌــﻼ وﻝــذﻝك ﻓــﺈن اﻝطرﻴــق اﻝوﺤﻴــدة اﻝﺼــﺤﻴﺤﺔ واﻝﺘــﻲ ﺘﻤﻜﻨﻨــﺎ ﻤــن اﺨﺘﺒــﺎر رأي ﻤــﺎ ﻀــد
اﻝواﻗــﻊ ﻫــو اﻻﻋﺘ ـراف ﺒــﺄن اﻵراء ﺘــﺄﺘﻲ أوﻻ ،ﻫــذا ﻫــو اﻝﺴــﺒﻴل اﻝــذي ﻴﺠــب أن ﻴﻜــون ،وﻝــذﻝك ﻓــﺈن
اﻝﻤدﻴر اﻝﻔﻌﺎل ﻴﺸﺠﻊ اﻵراء .
ــــــــــــــــــــــــــــ
ﺜﺎﻝﺜﺎ :ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤوارد اﻝﺒﺸرﻴﺔ وﺒﻨﺎء اﻝﻔرﻴق اﻝﻨﺎﺠﺢ
إن أﻓﻀل اﺴﺘﺜﻤﺎر ﻴﻤﻜن ﻷي دوﻝﺔ أو ﻤﺠﺘﻤﻊ أو ﻤؤﺴﺴﺔ أن ﺘﺠﻨـﻲ ﻤﻨـﻪ اﻝـرﺒﺢ ﻫـو اﻻﺴـﺘﺜﻤﺎر ﻓـﻲ
اﻝﺒﺸر ﻓﻤن اﻝﺴﻬل ﺠدا ﺒﻨﺎء اﻝﻤﺼﺎﻨﻊ واﻝﻤﺒﺎﻨﻲ وﺸق اﻝطرق وﻏﻴرﻫﺎ ﻤن اﻻﻨﺠـﺎزات وﻝﻜـن اﻝﺼـﻌب
ﻴــﺄﺘﻲ ﻤــن ﺨــﻼل إﻋــداد اﻹﻨﺴــﺎن وﺘﻬﻴﺌﺘــﻪ وﺘرﺒﻴﺘــﻪ وﺘﻌﻠﻴﻤــﻪ ﺤﺘــﻰ ﻴﺼــﺒﺢ إﻨﺴــﺎن ﺴــوي ﻗــوي ﻤــﺘﻌﻠم
ﻤﺜﻘف واﻋﻲ ﻓﻴﻪ ﻤن اﻝﺴﻠوك اﻹﻨﺴـﺎﻨﻲ اﻝطﻴـب وﻝدﻴـﻪ ﻤـن اﻝﻤﻬـﺎرات واﻹﺒـداع ﻤـﺎ ﻴﺠﻌﻠـﻪ ﻗـﺎدر ﻋﻠـﻰ
ﻤﺠﺎﺒﻪ اﻝﺤﻴﺎة .
إن ﺤﻴــﺎة ﻜــل ﻤؤﺴﺴــﺔ ﺘﻜﻤــن ﻓــﻲ اﻝﻌﻼﻗــﺔ ﺒــﻴن ﻜوادرﻫــﺎ وﻤﺠﻤــل إﻨﺘﺎﺠﻬــﺎ ،واﻝﻌﻨﺎﻴــﺔ ﺒــﺎﻝﻤوارد اﻝﺒﺸـرﻴﺔ
ﻝﻴﺴــت ﻋﻘﻴــدة ﺒــل إﺴــﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ ﺘﻨﺘﻬﺠﻬــﺎ اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت ﺘﻠﻘــﻲ ﺒﻀــﻼﻝﻬﺎ ﻋﻠــﻰ ﺒﻘﺎﺌﻬــﺎ واﺴــﺘﻤ اررﻴﺘﻬﺎ ،وﺘﻌــود
ﺒﻨــﺎﺘﺞ ﺨﻴــر ﻋﻠــﻰ ﻤردودﻫــﺎ ٕواﻨﺘﺎﺠﻬــﺎ ،ﻓﻔــﻲ ﻤﻌظــم ﻤؤﺴﺴــﺎﺘﻨﺎ وﻤﻨظﻤﺎﺘﻨــﺎ ﻨﻜــﺎد ﻨﻔﺘﻘــد ﻤﺒــﺎدئ ﺘﻨظــﻴم
اﻝﻤوارد اﻝﺒﺸرﻴﺔ وﺤﺴن إدارﺘﻬـﺎ ﻓﺘﻨظـﻴم اﻝﻤـوارد اﻝﺒﺸـرﻴﺔ ﺠﺎﻨـب ﻤﻬـم ﻓـﻲ ﺘﺤﻘﻴـق اﻹدارة وطﻤوﺤﺎﺘﻬـﺎ
واﺴ ــﺘﺜﻤﺎر اﻝﻤـ ـوارد اﻝﺒﺸـ ـرﻴﺔ اﻻﺴ ــﺘﺜﻤﺎر اﻷﻤﺜ ــل ﻤ ــن ﺸ ــﺄﻨﻪ اﻻرﺘﻘ ــﺎء ﺒﺎﻝﻤؤﺴﺴ ــﺔ وﺘﻔﻌﻴ ــل دورﻫ ــﺎ ﻓ ــﻲ
اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﺠب اﻻﻋﺘﻨﺎء ﻜل اﻻﻋﺘﻨﺎء ﺒﻬذا اﻝﺠﺎﻨب ﻝﻤﺎ ﻝﻪ ﻤن أﺜر إﻴﺠﺎﺒﻲ ﻓﻲ ﺴﻴر اﻷداء ورﻓﻌﻪ.
واﻝﻔرﻴ ــق ﻫ ــو ﻤﺠﻤوﻋ ــﺔ ﻤ ــن اﻝﻨ ــﺎس ﺘﺠﺘﻤ ــﻊ ﻤﻌـ ـﺎً أو ﺘﺠﺘﻤـ ـﻊ ﻝﺘﺤﻘﻴ ــق ﻫ ــدف ﻤ ــﺎ وراءﻩ ﻤﺼ ــﻠﺤﺔ ﻤ ــﺎ
ﻴوﺼــف اﻝﻔرﻴــق ﺒﺎﻝﻨــﺎﺠﺢ ﻋﻨــدﻤﺎ ﺘﺘـواﻓر ﻝــﻪ ﺸــروط اﻻﺴــﺘﺤﻘﺎق ﻤــن ﺘﻨظــﻴم ٕواﺒــداع واﺒﺘﻜــﺎر واﺘﺼــﺎل
ﻓﻌــﺎل وﺤﺴــن أداء وأﺨــﻼق وﻤﺜــﺎﺒرة وﺠــد وﺠﻬــد وﻋطــﺎء ..واﻝﻔرﻴــق اﻝﻨــﺎﺠﺢ ﻴﺠــب أن ﻴﺘﺤﻠــﻰ ﺒﺎﻝﺜﻘــﺔ
واﻝﺘﻌﺎون واﻷداء اﻝﻤﺘﻤﻴز وﺘﻐﻠب ﻋﻠﻴﻪ روح اﻝﺠﻤﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻨزﻋﺔ اﻝﻔردﻴﺔ ..ﻓﺎﻝﻔرﻴق اﻹداري اﻝﺠﻴـد
ﻫــو ﻤﺤــور اﻷداء واﻝــداﻓﻊ إﻝــﻰ اﻝﻨﺠــﺎح واﻝرﻗــﻲ وﻫــو اﻝﺴــﺒﻴل اﻝوﺤﻴــد ﻝﻠﻤؤﺴﺴــﺔ ﻝﺘﺤﻘﻴــق أﻏ ارﻀــﻬﺎ
واﻝوﺼول إﻝﻰ أﻫداﻓﻬﺎ ﻓﻴﺠب ﻋﻠـﻰ اﻝﻘـﺎدة وﻤـدﻴري اﻝﻌﻤـل ﺒﻨـﺎء ﻓرﻴـق ﺒﺄﺴـس ﻋﻠﻤﻴـﺔ وﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ وﻨﻔﺴـﻴﺔ
واﻝﻔﺼل واﻝﺘﻤﻴﻴز ﺒﻴن ﻤن ﻴﻌﻤﻠون وﻤن ﻴﺠدون ﻤﺘﻌﺔ ﻓﻲ ﺘﻌطﻴل اﻵﺨرﻴن ﻋن اﻝﻌﻤل.
وﻝﻠﻔرﻴق اﻝﻨﺎﺠﺢ إدارﻴﺎ ﻓواﺌد ﻋدة ﻤﻨﻬﺎ :
.1وﻀوح اﻷﻫداف
.2اﻝﻌﻤل ﺒﺈﺒـــداع
.3اﻝﺘرﻜﻴز ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺘﺎﺌﺞ
.4اﻝﺘﻨظﻴم اﻝﺠــﻴــد
.5اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻗدرات اﻷﻋﻀﺎء واﻝﻤﻬﺎرات اﻝﻔردﻴﺔ .
.6اﻝﺘﻌﺎون واﻝﻤؤازرة
.7ﺤل اﻝﺨﻼﻓﺎت
.8اﻻﻨﻔﺘﺎح واﻝﻤﺼداﻗﻴﺔ
.9اﺘﺨﺎذ اﻝﻘ اررات اﻝﻬﺎدﻓﺔ واﻝﻤوﻀوﻋﻴﺔ
.10اﻝﺘﻘﻴﻴم واﻝﻤراﻗﺒﺔ ﻝﺤﺴن اﻷداء
ﻝــذا وﻝﺘﻜــوﻴن ﻓرﻴــق ﻨــﺎﺠﺢ ﺘﺘﺤﻘــق اﻷﻫــداف ﻤــن ﺨﻼﻝــﻪ ﻴﺠــب ﻋﻠــﻰ اﻝﻘﻴــﺎدﻴﻴن ﺤﺴــن اﻻﺨﺘﻴــﺎر ﻝــﻴس
ﺒﻤﺠرد ﻤﻘﺎﺒﻠﺔ أو إﺠراء ﺤوار ﺒل وﻀﻊ ﻨﻘﺎط ﻜﺜﻴرة ﻴﺨﺘﺎر ﻤن ﺨﻼﻝﻬﺎ اﻝﻌﻀو ﻝﻼﻝﺘﺤﺎق ﺒﺎﻝﻔرﻴق .
ﻓﻔﻲ اﻝﻔرق اﻝرﻴﺎﻀﻴﺔ ﻤﺜﻼً إذا ﻝم ﻴﻜن اﻝﻌﻀو ﻤﻠﻤﺎ ﺒﺎﻝﻠﻌﺒﺔ وﺒﺠواﻨﺒﻬﺎ وﻤﻬﺎراﺘﻬﺎ وﻤﻠﺘزﻤـﺎ ﺒﺎﻝﺘـدرﻴب
وﻤﺘﻘــﺒﻼ ﻝﻠﺘﻌﻠﻴﻤ ــﺎت وﻤﻠﻤ ــﺎ ﺒﺎﻷﺨط ــﺎء ﻝﺘﻔﺎدﻴﻬ ــﺎ وﺤﺎﻀـ ـ اًر ﻨﻔﺴــﻴﺎً وﺒ ــدﻨﻴﺎً ﻓﻠ ــن ﻴﺤﻘ ــق ﻨﺘ ــﺎﺌﺞ ﻝﻠﺠﻬ ــﺔ أو
اﻝﻨﺎدي أو اﻷﺸـﺨﺎص اﻝـذﻴن ﻴﻤـﺜﻠﻬم ﻤﻬﻤـﺎ ﻜﺎﻨـت اﻝﻤﺼـروﻓﺎت ﻋﻠﻴـﻪ ..ﻫـذا ﻓـﻲ اﻝرﻴﺎﻀـﺔ ﻓﻤـﺎ ﺒﺎﻝـك
ﺒـﺎﻹدارة اﻝﺘــﻲ ﻋواﺌـدﻫﺎ ﺘﺨــص اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ ﺠﻤﻠـﺔً وﺘﻔﺼـﻴﻼً وﺘﺼــل إﻝـﻰ ﻋﻤﻘــﻪ إذا ﺴـﺎءت ﻓﺘﻬــز ﻜﻴﺎﻨــﻪ
ودﻋﺎﺌﻤﻪ وﺘدﻤر طﻤوﺤﺎﺘﻪ .
وﺘرﺘﻜــب أﺨطــﺎء ﻜﺒﻴ ـرة ﻋﻨــد ﺘوظﻴــف ﻤــوظﻔﻴن ﺠــدد ﻓﻬﻨــﺎك ﻤــن ﻴــﺘم ﺘــوظﻴﻔﻬم ﺒــدون إﺠ ـراء ﻤﻘﺎﺒﻠــﺔ
وﻜﺄﻨﻬم ﻓرﻀوا ﻋﻠﻰ اﻝﻤؤﺴﺴﺔ ﻓرﻀﺎ ٕ ،واذا ﻤﺎ ﺘﻤـت اﻝﻤﻘﺎﺒﻠـﺔ ﻓﺈﻨﻬـﺎ ﺘـﺘم ﺒﺎﻝﻜـﺎد ﺨـﻼل دﻗـﺎﺌق ﺒﺴـﻴطﺔ
ﻴﺘم اﻝﺤﻜم ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﺸﺨص ﻤن اﻝﺨﺎرج وﻤن ﺨﻼل اﻝﻤظﻬر واﻝﺸﻜل .
وﻗد ﻝﺨﺼت ﺨﺒﻴرة ﺘﻨظﻴم اﻝﻤوارد اﻝﺒﺸرﻴﺔ )ﺴوزان ﻫﻴﺜﻔﻴﻠد( ) (15ﺜﻤﺎﻨﻴﺔ أﺨطﺎء ﺘرﺘﻜـب ﻋﻨـد إﺠـراء
اﻝﻤﻘﺎﺒﻼت ﻷﺠل اﻝﺘوظﻴف أردت ذﻜرﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﺤﺘﻰ ﻴﺴﺘﻔﻴد ﻤﻨﻬﺎ ﻤن ﻴرﻏب ﻓﻲ ذﻝك ﻓﻜﺘﺒت ﺘﻘول :
ﺘﻤــﺘص ﻗـ اررات اﻝﺘوظﻴــف اﻝﺘــﻲ ﻴﻨــﺘﺞ ﻋﻨﻬــﺎ ﺘوظﻴــف ﺴــﻲء وﻗــت ﺘﻨظﻴﻤــك ،وﻤـوارد اﻝﺘــدرﻴب وطﺎﻗﺘــﻪ
اﻝﻨﻔﺴــﻴﺔ.ﻓﻴﻤــﺎ ﻴﻠــﻲ ﻨﻌــرض ﻷﻜﺜــر اﻷﺨطــﺎء ﺨطــورة اﻝﺘــﻲ ﻴﻤﻜــن أن ﺘرﺘﻜــب ﻓــﻲ اﺨﺘﻴــﺎر اﻝﻤــوظﻔﻴن..
ﻓﺎﺨﺘﻴﺎر اﻝﻤـوظﻔﻴن ﺴـﻴﻨﻌﻜس ﻻ ﺸـك ﺴـﻠﺒﺎً أو إﻴﺠﺎﺒـﺎ ﻋﻠـﻰ ﻨﻤـو اﻝﻤؤﺴﺴـﺔ وﺘطورﻫـﺎ ،ﻓﺜﻤـﺔ أﺨطـﺎء
ﻋدة ﻴرﺘﻜﺒﻬﺎ اﻝﻤﻜﻠﻔون ﺒﺎﺨﺘﻴﺎر اﻝﻤوظﻔﻴن ﻝﻠﻌﻤل ﺒﻤؤﺴﺴﺔ ﻤﺎ ﻤﻨﻬﺎ :
.1ﻋدم اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻤؤﻫﻼت اﻝﻤﺘﻘدم ﻗﺒل اﻝﻤﻘﺎﺒﻠﺔ:
إن اﻝﻤﺴﺢ اﻝﻤﺴﺒق ﻝطﻠﺒﺎت اﻝﺘوظﻴف أﻤر ﻤطﻠوب ،ﺒل وﻤﻠﺢ أﻴﻀـﺎً ﻻﺨﺘﻴـﺎر اﻷﻓﻀـل إذ ﺴﺘﻜﺘﺸـف
ﻤن ﺨﻼل ﻫـذﻩ اﻝﻌﻤﻠﻴـﺔ ﻤـﺎ إذا ﻜـﺎن اﻝﻤﺘﻘـدم ﻴﺘﻤﺘـﻊ ﺒﺎﻝﻤﻌرﻓـﺔ واﻝﺨﺒـرة اﻝﺘـﻲ ﺘﺤﺘﺎﺠﻬـﺎ ،ﻜﻤـﺎ ﻴﻤﻜﻨـك أن
ﺘﻌرف ﻤن ﺨﻼل ﻤﺴﺤك ﻝطﻠﺒﺎت اﻝﺘوظﻴف ﻤن ﻴطﻠـب راﺘﺒـﺎً ﻻ ﻴﻤﻜـن أن ﺘﻐطﻴـﻪ اﻝﻤؤﺴﺴـﺔ وﻴﻤﻜﻨـك
أﻴﻀــﺎ أن ﺘﺄﺨــذ ﻓﻜـرة ﻋــن اﻨﺴــﺠﺎم ﺜﻘﺎﻓــﺔ اﻝﻤﺘﻘــدم ﻤــﻊ ﺜﻘﺎﻓــﺔ اﻝﺘﻨظــﻴم ﺒﺎﻝﻤؤﺴﺴــﺔ ،اﻨظــر ﻓــﻲ طﻠﺒــﺎت
اﻝﺘﻘدﻴم داﺌﻤﺎً.
.2اﻝﻔﺸل ﻓﻲ ﺘﺤﻀﻴر اﻝﻤﺘﻘدم:
إذا ﻓﺸ ــل اﻝﻤﺘﻘ ــدم ﻓ ــﻲ اﻝﺴـ ـؤال ﻋ ــن اﻝﻤؤﺴﺴ ــﺔ وﻤﺤ ــددات اﻝﻌﻤ ــل اﻝ ــذي ﺠ ــﺎء أو ﺠ ــﺎءت ﻤ ــن أﺠ ــل
اﻝﺤﺼــول ﻋﻠﻴــﻪ ،ﻓﺴــﺎﻋدﻩ ﻋﻠــﻰ اﻝﺨــروج ﻤــن اﻝﻤــﺄزق .ﺤــﺎول أن ﺘﻬﻴــﺊ اﻝﻤﺘﻘــدم ﺒﺸــﻜل ﺠﻴــد ﻝﻠﻤﻘﺎﺒﻠــﺔ
ﻷن اﻝﻤﻘﺎﺒﻼت ﻴﻤﻀﻲ وﻗﺘﻬﺎ ﻓـﻲ ﻤواﻀـﻴﻊ ﻤﻬﻤـﺔ ﻤﺜـل :ﺘﺤدﻴـد ﻤﻬـﺎرات اﻝﻤﺘﻘـدم ،وﻤـدى ﺘﻼؤﻤـﻪ ﻤـﻊ
ﺜﻘﺎﻓﺔ اﻝﺘﻨظﻴم.
اطﻠــب ﻤــن اﻝﻤﺘﻘــدم أن ﻴﻜﺘــب ﺨط ـوات ﻷﺤــد اﻷﻋﻤــﺎل أو اﻝﻔﻌﺎﻝﻴــﺎت اﻝﺘــﻲ ﺘﻘــوم ﺒﻬــﺎ اﻝﻤؤﺴﺴــﺔ،اﻨﺘﺒﻪ
إﻝــﻰ ﺴــرﻋﺔ اﻝــﺘﻌﻠّم ﻝــدى اﻝﻤﺘﻘــدم .اطﻠــب ﻤﻨــﻪ ﺘﺼــو اًر ﻋــن ﺘﺤﺴــﻴن إﺤــدى اﻝﺨــدﻤﺎت اﻝﺘــﻲ ﺘﻘــدﻤﻬﺎ
اﻝﻤؤﺴﺴﺔ.
.6اﻋﺘﻤد ﻓﻲ ﺘﻘﻴﻴﻤك ﻋﻠﻰ ﺸﺨﺼﻴﺔ اﻝﻤﺘﻘدم ،وﻝﻴس ﻋﻠﻰ ﻤﻬﺎرات اﻝﻌﻤل واﻝﺨﺒرة:
ﻤــن اﻝﻤؤﻜــد أﻨــﻪ ﺸــﻲء ﺠﻤﻴــل أن ﻴﺤــذو ﺤــذوك ﻜــل اﻝﻌ ــﺎﻤﻠﻴن ﻝــدﻴك ،إﻻ أن ﻫــذا ﻝــﻴس أﻫــم ﻤــن
اﻝﺤﺼــول ﻋﻠــﻰ أﻓﻀــل وأﻗــوى وأذﻜــﻰ ﻤوظــف ،ﺤﻴــث ﻴﻤﻴــل اﻷﻓـراد إﻝــﻰ ﺘوظﻴــف اﻷﺸــﺨﺎص اﻝــذﻴن
ﻴﻘﻠدوﻨﻬم ،ﻓﻬم ﻴﻜوﻨون أﻜﺜر ارﺘﻴﺎﺤﺎً ﻤﻊ ﻤﺘﻘدﻤﻴن ﻤن ﻫذا اﻝﻨوع.
ﻫــذا اﻝﺘﻔﻜﻴــر ﻴﺴــﺒب أﻀ ـ ار اًر ﻤــدﻤرة ﻝﻠﺘﻨظــﻴم ﻤــﻊ ﻤــرور اﻝوﻗــت ،ﻷﻨــك ﺒﺤﺎﺠــﺔ إﻝــﻰ ﺘﻨــوع ﻓــﻲ أﻓ ـراد
اﻝﺘﻨظ ــﻴم ﻝ ــدﻴك ﻝﻴﺘﻌ ــﺎﻤﻠوا ﻤ ــﻊ أﻨـ ـواع ﻤﺨﺘﻠﻔ ــﺔ أﻴﻀـ ـﺎً ﻤ ــن اﻝزﺒ ــﺎﺌن .ﻓ ّﻜ ــر ﻝ ــو أﻨ ــك ﺘﺤ ــوز ﻋﻠ ــﻰ أﻓـ ـراد
ﻴﺸــﺒﻬوﻨك ﻓــﻲ ﺘﻨظﻴﻤــك ،وﻝــدﻴك ﻤﺸــﻜﻼت ﻤﻌﻴﻨــﺔ ﻤــﻊ زﺒــﺎﺌن ﻤﻌﻴﻨــﻴن ،أﻻ ﺘﻌﺘﻘــد أﻨﻬــم ﺴــﻴﻘﻌون ﻓــﻲ
ﻨﻔس اﻝﻤﺄزق اﻝذي ﺘﻌﺎﻨﻲ أﻨـت ﻤﻨـﻪ؟ وأن ﻤﺸـﻜﻼﺘك ﻤـﻊ اﻝﻌﻤـﻼء ﻝـن ﺘُﺤـل؟ ﻋﻨـدﻤﺎ ﺘﺒﺤـث ﻋـن أﻓـراد
ﻴﺸــﺒﻬوﻨك ﻝﻠﻌﻤــل ﻤﻌــك ،ﻓﺄﻨــت ﺒــذﻝك ﺘﺘﺠﺎﻫــل اﻝﺨﺒ ـرات واﻝﻤﻬــﺎرات اﻝﺘــﻲ ﻴﺘطﻠﺒﻬــﺎ ﻋﻤﻠــك ﻓﻌ ـﻼً ،ﻻ
ﻴﻌﻨﻲ إﻋﺠﺎﺒك ﺒﺸﺨﺼﻴﺔ اﻝﻤﺘﻘدم أﻨﻪ ﻴﻤﺘﻠك اﻝﻤﻬﺎرات واﻝﻜﻔﺎءات اﻝﺘﻲ ﺘﺤﺘﺎج إﻝﻴﻬﺎ .
.7اﻝﻔﺸل ﻓﻲ اﻝﺘﻤﻴﻴز ﺒﻴن اﻝﻤﺘﻘدﻤﻴن ﻋن طرﻴق اﻻﺨﺘﺒﺎر واﻝﻤﻨﺎﻗﺸﺔ واﻝﻤﻬﺎرات اﻝﻌﻤﻠﻴﺔ اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ:
ﻜﻴف ﺘﻤﻴز ﺒﻴن ﻤﺘﻘدم وآﺨر؟ ﻜـل ﻤﺘﻘـدم ﻝدﻴـﻪ "ﻗﺎﺌﻤـﺔ " ﺒﺎﻝﻤﻬـﺎرات واﻝﻜﻔـﺎءات واﻝﻤﻘوﻤـﺎت اﻝﺸﺨﺼـﻴﺔ
واﻝﺘﺠﺎرب واﻻﻫﺘﻤﺎﻤـﺎت اﻝﺘـﻲ ﺘرﻏـب أن ﺘ ارﻫـﺎ ﻓـﻲ ﻤوظﻔـك اﻝﻤﻨﺘﺨـب ،ﻋﻠﻴـك أن ﺘﻘـرر ورﺒﻤـﺎ ﺘﺨﺘﺒـر
أﻜﺜــر اﻝﻤﻬــﺎرات اﻝﻤطﻠوﺒــﺔ ﻝــدﻴك واﻝﺘــﻲ ﺘﺤﺘﺎﺠﻬـﺎ .ﺤــدد ﻤــﺎ اﻝﻌﻨﺎﺼــر اﻝﺜﻼﺜــﺔ أو اﻷرﺒﻌــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻴﺠــب
أن ﺘﺘوﻓر ﻓﻲ اﻝﻤﺘﻘدم ﻝﻴﺴﻬم ﻓﻲ ﺘطوﻴر أﻋﻤﺎﻝك وﻋﻼﻗﺎﺘك ﻤﻊ اﻝﻌﻤﻴل؟ ﻋﻨـدﻤﺎ ﺘﺤـدد ﻫـذﻩ اﻝﻌﻨﺎﺼـر
أو اﻝﻤﻘوﻤــﺎت اﻝﺘــﻲ ﺘﺤﺘﺎﺠﻬــﺎ ،ﺴﺘﺴــﺘﺒﻌد ﻋــن داﺌـرة اﺨﺘﻴــﺎرك اﻝﻤﺘﻘــدﻤﻴن اﻝــذﻴن ﻻ ﺘﺘــوﻓر ﻝــدﻴﻬم ﻫــذﻩ
اﻝﻤﻘوﻤﺎت ،وﻫذا ﻤﺎ ﺴﻴوﻓر ﻋﻠﻴك ﻜﺜﻴ اًر ﻤن اﻝوﻗت ﻓﻲ اﺘﺨﺎذ اﻝﻘرار.
.8ﺨﻴﺎرات ﻤﺤدودة:
ﺨــذ وﻗﺘــك ﻓــﻲ ﺘﻜــوﻴن ﻤﺠﻤوﻋــﺔ ﺠـ ــﻴدة ﻤــن اﻝﻤﺘﻘدﻤﻴـ ـ ــن اﻝــذﻴن ﺘﺘواﻓــق ﻤؤﻫـ ـ ـ ــﻼﺘﻬم ﻤــﻊ اﺤﺘﻴﺎﺠ ـ ـــﺎت
اﻝﺘﻨظــﻴم ﻝــدﻴك ..ﻤــن اﻝﺨطــورة ﺒﻤﻜــﺎن أن ﻻ ﻴﻜــون ﻝــدﻴك اﻝﻤﺠــﺎل ﻝﻼﺨﺘﻴــﺎر ﺒــﻴن ﻋــدد ﻤــن اﻝﻤﺘﻘــدﻤﻴن
اﻝﻤﻨﺎﺴ ــﺒﻴن ،ﻻ ﺘﻌﺘﻤ ــد أي ﺸ ــﺨص إن ﻝ ــم ﺘﻜ ــن ﻤؤﻫﻼﺘ ــﻪ ﻤطﻠوﺒ ــﺔ ﻝ ــدﻴك أو ﺘﺘواﻓ ــق ﻤ ــﻊ اﺤﺘﻴﺎﺠ ــﺎت
اﻝﻌﻤل؛ اﻷﻓﻀل ﻝك ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ أن ﺘﻔﺘﺢ ﻤﻠف اﻝﺒﺤث ﻤن ﺠدﻴد.
ﺘﻌﺘﺒر ﻫذﻩ اﻷﺨطﺎء ﻤـن أﺨطـر ﻤـﺎ ﻴﻤﻜـن أن ﺘﻘـﻊ أﺜﻨـﺎء اﺨﺘﻴـﺎر اﻝﻤـوظﻔﻴن؛ وﺒﺘﺠﻨﺒﻬـﺎ ﻨﻀـﻤن وﺠـود
ﻤــوظﻔﻴن ﻤﺘﻌــﺎوﻨﻴن ﻓــﻲ اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت ،ﻴﺴــﻬل ﻋﻠــﻴﻬم اﻝﺘﻌﺎﻤــل ﻤــﻊ ﻤﻌطﻴــﺎت اﻝﻌﻤــل وﻴــوﻓرون ﻋﻠﻴﻬــﺎ
وﻋﻠﻰ اﻝﺘﻨظﻴم اﻝﻤﺎل واﻝوﻗت "".
وﻤــن ﻤﻨطﻠــق أﺨــر ﺜﻤــﺔ ﻤــن ﻴــرى أن اﻝﺘﺨﺼ ــص إﻝــﻰ ﺠﺎﻨ ــب ﺘﻌﻠــم ﻤﻌــﺎرف إﻨﺴــﺎﻨﻴﺔ أﺨ ــرى ﻴﺜــري
اﻝﻤﻔﺎﻫﻴم وﻴﺠﻌل ﻤن اﻝﺨﻠﻴط ﻏﻴر اﻝﻤﺘﺠﺎﻨس أﺤﻴﺎﻨﺎ ،ﻓوﻀﻰ ﻤﻌرﻓﻴﺔ ﻗد ﺘﻔﻴد أﺤﻴﺎﻨﺎ إن ﻝم ﻴﻜـن ﻓـﻲ
ﻫذا اﻻﺘﺠﺎﻩ ﻓﻔﻲ اﺘﺠﺎﻩ أﺨـر واﻹﻨﺴـﺎن ﻤﺘﻌـدد اﻝﻤﻌـﺎرف ﻴﻔـﻲ ﻨﻔﺴـﻪ ﻻ ﻤﺤﺎﻝـﺔ ﻓـﺈن ﻝـم ﻴـﻨﺠﺢ ﻓـﻲ ﻫـذا
اﻻﺨﺘﺼﺎص ﻓﺴﻴﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﻏﻴرة.
ﻓﻔﻲ ﻤطﺒوﻋﺔ ﺘﺤﻤل اﺴم ))ﻨﺸرة اﻝﺨﻼﺼﺎت اﻹدارﻴﺔ (( ) (16ﻗرأت ﻤﺎﻴﻠﻲ "":أﻝﻘـﻰ ) ﺒﻴﺘـر ﺴـﻨﺞ(
ﻤؤﻝــف ﻜﺘــﺎب )اﻝﻤﺒــدأ اﻝﺨــﺎﻤس ( ﻤﺤﺎﻀـ ـرة ﺤ ــول اﻹدارة واﻝﺘﻨظ ــﻴم ﺒﺎﻝﻘ ــﺎﻫرة اﺴــﺘﻬﻠﻬﺎ ﺒﻘوﻝــﻪ :إﻨ ــﻪ
ﻴﺤﻤــل ﺸــﻬﺎدة ﻓــﻲ اﻝﻬﻨدﺴــﺔ وأﺨــرى ﻓــﻲ اﻝﻤوﺴــﻴﻘﻰ وﺜﺎﻝﺜــﺔ ﻓــﻲ اﻝﻔﻠﺴــﻔﺔ وظــن اﻝﺤﺎﻀــرون أن ﻫــذا
اﻝﺘﻘدﻴم ﻴﻨطوي ﻋﻠﻰ ﺸﻲء ﻤن اﻝﺘﻔﻠﺴف أو اﻝﺘﻌﺎﻝﻲ ،إﻻ أن ﺘﻘدﻴﻤﻪ ﻜﺎن ﺠـزءاً ﻤـن اﻝﻤﺤﺎﻀـرة ﻷﻨـﻪ
ﻴـرى أن اﻝﺴــﺒب اﻝـرﺌﻴس ﻝﻔﺸــل اﻝـﻨظم اﻝﻤﻌﺎﺼـرة ﻫــو ﻤﻴﻠﻬــﺎ إﻝـﻰ اﻝﺘﺨﺼــص ،ﻓﺎﻝﻨــﺎس واﻝــﻨظم اﻝﺤﻴــﺔ
واﻵﻝﻴﺔ ﺘﻌﻤل وﺘﻨﺘﺞ ﻤن ﺨﻼل ﺘراﺒط أﺠزاﺌﻬﺎ واﻋﺘﻤﺎد ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺒﻌض .
ﻗ ــﺎل ﺴ ــﻨﺞ :إن ﻜ ــل اﻝ ــﻨظم ﺘﺘط ــور ﺒﻨﻤ ــو ﺒﻌ ــض أﺠزاﺌﻬ ــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺤﺴ ــﺎب أﺠـ ـزاء أﺨ ــرى ﻓ ــﻼ ﻴﻤﻜ ــن
ﻝﻠﻌﻨﺎﺼ ــر أن ﺘﻨﻤ ــو ﻤﺘﺴــﺎوﻴﺔ داﺌﻤــﺎ إذ ﻻﺒ ــد أن ﺘﺘوﻗــف ﺒﻌــض اﻷﺠـ ـزاء ﻋ ــن اﻝﻨﻤــو ﻝﺘﺘ ــﻴﺢ ﻝﻸﺠـ ـزاء
اﻷﺨرى ﻓرﺼﺔ اﻝﻨﻤو .ﻓﻤن اﻷﺨطﺎء اﻝﺘﻲ ﻨرﺘﻜﺒﻬﺎ ﻋﻨدﻤﺎ ﻨدﻴر ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻝﺘﻐﻴﻴر ﻓـﻲ اﻝﻤﻨظﻤـﺎت أن
ﻨﻔﻜ ــر ﻓ ــﻲ اﻝﺠواﻨ ــب اﻝﺘ ــﻲ ﺴ ــﻨﻐﻴرﻫﺎ ،وﻨﻨﺴ ــﻰ اﻝﺠواﻨ ــب اﻝﺘ ــﻲ ﺴ ــﻨﺤﺎﻓظ ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ .ﺤﺘ ــﻰ ﻻ ﻴطﺎﻝﻬ ــﺎ
اﻝﺘﻐﻴﻴر.
ﻫــذﻩ اﻝﻔﻠﺴــﻔﺔ ﺘﻨطﺒــق ﻋﻠــﻰ اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت واﻷﻓــراد إذ ﻴوﻝــد اﻹﻨﺴــﺎن ﻜــﻼ ﻤﺘﻜــﺎﻤﻼً ﻻ ﻨﺴــﺘطﻴﻊ ﻓﺼــل
روﺤــﻪ ﻋــن ﺠﺴــدﻩ ،وﺒﺴــﺒب ﻫــذﻩ اﻝوﺤــدة ﻴﻨﺒــﻊ اﻝﻨظــﺎم ﻤــن اﻝﻔوﻀــﻰ ﻷن اﻻﻋﺘﻤــﺎد اﻝﻤﺘﺒــﺎدل ﺒــﻴن
ﻋﻨﺎﺼر اﻝﻨظﺎم أﻤر ﻻﺒد ﻤﻨﻪ .
ﻓﻜل أﺠزاء اﻝﻨظﺎم ﻻﺒد ﺴﺘﻨﻤو ﻓﻲ اﺘﺠﺎﻫﺎت ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ وﺒﺄﺒﻌﺎد ﻤﺘﻔﺎوﺘﺔ ،وﺒدون ﻫـذا اﻝﺘﻜﺎﻤـل ﺘﺼـﺒﺢ
اﻷﺠزاء اﻝﻀﻌﻴﻔﺔ ﺒدون ﻓﺎﺌدة ﻝﻜﻨﻬﺎ ﻤن ﺨﻼل اﻻﻋﺘﻤﺎد اﻝﻤﺘﺒـﺎدل ﺘﺘﻨـﺎﻏم ﻤـﻊ اﻷﺠـزاء اﻝﻘوﻴـﺔ ﻓﺘﺸـﻜل
ﻨظﺎﻤﺎ ﻓﻌﺎﻻ وﻤﻨﺘﺠﺎَ .
ﻜﻴف ﻨوظف ﻨظرﻴﺔ اﻝﻨظم ﻫذﻩ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻨﺎ اﻝﻴوﻤﻴﺔ ؟
ﺘﺴﺎﻋدﻨﺎ ﻫذﻩ اﻝﻨظرﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻌﻠم واﻝﺘﻨﺒؤ ٕوادارة اﻝﻤﺴـﺘﻘﺒل ﻓـﻲ ﻨﻔـس اﻝوﻗـت ،وﻝـو اﺴـﺘطﻌﻨﺎ ﺘطﺒﻴﻘﻬـﺎ
ﺒﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻝﻤﺎ ﺨﺸﻴﻨﺎ اﺘﺨﺎذ ﻗ اررات ﻻ ﻨﻌرف ﻋواﻗﺒﻬﺎ ﻤﺴﺒﻘﺎ " .
) (3ﻴﺒﻨﻲ ﻤواﻗف ﻤﺘﻀﺎرﺒﺔ ﺘﺠﺎﻩ اﻵﺨـرﻴن وﻴﻨﺤـو )(3ﻴﺘﺒﻨـــﻰ أﻓﻜـــﺎ ارً ﻤﺘﻌﺎطﻔـــﺔ ﻤـــﻊ اﻵﺨـــرﻴن وﻴﺘﺨـــذ
إﻝﻰ اﻝﺴﻠﺒﻴﺔ. ﻤواﻗف إﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﺘﺠﺎﻫﻬم.
)(4ﻴﻠﺠـــــﺄ إﻝـــــﻰ اﻝﺘﺼـــــﻤﻴﻤﺎت ٕواطـــــﻼق اﻷﺤﻜـــــﺎم )(4ﻴﺴــﺘطﻴﻊ ﺘــذﻜر اﻝﺘﻔﺎﺼــﻴل وﻴﺘﺤــدث ﺒﻌﻤــق ﻋــن
اﻝﺠزاﻓﻴﺔ ﺒطرﻴﻘﺔ ﻋﺸواﺌﻴﺔ. اﻝﻤواﻀﻴﻊ وﻴﻘدر اﻷﻤور.
)(5ﻴﻤﻴــــــل ﻝﻠﻌﻤــــــل اﻝروﺘﻴﻨــــــﻲ وﻻ ﻴﺒﺤــــــث ﻋــــــن )(5ﻨﺒــﻊ اﻷﻓﻜــﺎر اﻝﺠدﻴــدة اﻝﻤﺒﺘﻜــرة ﻤﺒــﺎدر ﻴﺘﺠﻨــب
اﻝﺘﺠدﻴد. اﻝروﺘﻴن.
)(6ﻴﺘﺤـــدث ﻋـــن ﻀـــرورة اﻨﺼـــﻴﺎع اﻝﻤرؤوﺴـــﻴن )(6ﻋﻨــــــد اﻝﻘﻴــــــﺎدة ﻴﺘﺤــــــدث ﻋــــــن روح اﻝﻔرﻴــــــق
ﻷواﻤرﻩ. واﻝﺘﻌﺎون وﺘدﻋﻴم اﻷﻫداف واﻹﻨﺠﺎز.
)(7ﻤﺘردد ﻏﺎﻤض ﻤرﺘﺒك ﻻ ﻴﺜق ﺒﻨﻔﺴﻪ. )(7ﺤدﻴﺜــﻪ ﺤﻤﺎﺴــﻲ ﺘﻠﻘــﺎﺌﻲ ﻨﺒــﻊ ﻝﻠطﺎﻗــﺔ واﻝﺤــﺎﻓز
اﻝداﺨﻠﻲ.
ـــــــــــــــــــــــ
راﺒﻌﺎً :إﺘﺎﺤﺔ اﻝﻔرص ﻝﻺﺒداع واﻝﻤﺒدﻋﻴن ٕواﺒراز اﻝﻘدرات واﻝﺘﻤﻜﻴن اﻝﻤﻨﺎﺴب .
اﻹﺒــداع ﻤﻴ ـزة و ﻗــدرة ﻋﻘﻠﻴــﺔ ﻝــدى اﻝﺒﺸــر ﻜﺎﻓــﺔ وﻝﻜــن ﺒﺘﻔــﺎوت ،ﺤﻴــث ﺘزﻴــد وﺘــﻨﻘص ﻤﻌدﻻﺘــﻪ ﻤــن
ﺸــﺨص إﻝــﻰ آﺨــر ،ﻓــﺈن ظﻬــرت وﺒــرزت ﺘﺼــﺒﺢ إﻨﺘﺎﺠــﺎ ﻴﺴــﺘﻔﺎد ﻤﻨــﻪ وﻴﻔﻴــد اﻝﺠﻤﻴــﻊ واﻹﺒــداع ﺤﺴــب
ﺘﻌرﻴﻔــﻲ اﻝﺸﺨﺼــﻲ ﻫــو إظﻬــﺎر اﻝﻘــدرة ﻋﻠــﻰ إﻨﺠــﺎز ﺸــﻲء ﺠدﻴــد ﻴﺴــﺘﻔﺎد ﻤﻨــﻪ أو ﺘطــوﻴر ﻗــدﻴم ﻓﺘرﺘﻘــﻲ
اﻝﻔﺎﺌدة .
واﻝﻤﺒدع رﺒﻤﺎ ﻴﻜون ﻓﻲ ﻜل ﻤﻜﺎن وﻓﻲ ﻜل ﻤﺠﺎل ﻤﺨﺘﺒﺌـﺎ أو ﻤﻬﻤـﻼ ﻤـن ﻗﺒـل اﻵﺨـرﻴن ﻝـم ﻴـدﻓﻊ ﺒـﻪ
وﻴﺤـث ﻓﻴﺸــﻌل وﻗـودﻩ ﻝﺘﺘﻘــد ﻨـﺎرﻩ وﺘﻀــﻲء ﻫﻨـﺎ ﻴﺠــب ﻋﻠـﻰ اﻝﻘــﺎدة واﻝﻤـدﻴرﻴن إﺘﺎﺤــﺔ اﻝﻔرﺼـﺔ واﻝﺤــث
ﻋﻠــﻰ اﺴــﺘﺨﻼص اﻷﻓﻜــﺎر اﻝﺘــﻲ ﻗــد ﺘرﺘﻘــﻲ ﻝﺘﺼــﺒﺢ إﺒــداﻋﺎت ﻷﺸــﺨﺎص ﺘﻌــم ﻓﺎﺌــدﺘﻬﺎ ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﺤــﻴط
اﻝداﺌر ﺤوﻝﻬم .
واﻹﺒــداع ﻴﻤﻜــن ﺘﻌﻠﻴﻤــﻪ ﻤﻨﻬﺠﻴــﺎ واﻜﺘﺴــﺎﺒﻪ ﺒــﺎﻝﺨﺒرة ،وﺼــﻘﻠﻪ ﻝﻤــن ﻴﻤﺘﻠﻜــﻪ ﺒزﻴــﺎدة اﻝﺘــدرﻴب واﻝﺘﺄﻫﻴــل
وﻓﻲ اﻹدارة أﻤﺜﻠﺔ ﻜﺜﻴرة ﻋن ذﻝك ،اﻝﻤﻬم ﻫﻨﺎ ﻫو ﻋـدم إﻏﻔـﺎل ﻫـذا اﻝﺠﺎﻨـب ﻝﻤـﺎ ﻝـﻪ ﻤـن أﻫﻤﻴـﺔ ﻓـﻲ
اﻻرﺘﻘــﺎء ﺒﺎﻝﻤؤﺴﺴــﺎت واﻝﻤﻨظﻤــﺎت ﻓﺘواﻝــد اﻷﻓﻜــﺎر اﻝﺠﻴــدة اﻝﺠدﻴــدة ﻴﻌﺘﺒــر ز ًاد ﺨﻴـ اًر ﻝﻼرﺘﻘــﺎء وﺘﺤﺴــﻴن
اﻷوﻀﺎع ﻋﺎﻤﺔ ﻝـذا وﺠـب ﺘﺤﻔﻴـز اﻝﻤﺒـدﻋﻴن وﻤﻜﺎﻓـﺄﺘﻬم ﻋﻠـﻰ إﺒـداﻋﻬم وﺠﻌﻠﻬـم ﻗـدوة ﻝﻐﻴـرﻫم ﻝﻴﺴـﻠﻜوا
ﻨﻬﺠم .
أﺼــﺤﺎب اﻝﻘــدرات أﻓـراد ﺘﻤﻴــزوا ﻋــن ﻏﻴــرﻫم ﻓــﻲ ﺘﺄدﻴــﺔ اﻝﻤﻬــﺎم وﺤﺴــن اﻝﻘﻴــﺎم ﺒﻬــﺎ ٕوادارﺘﻬــﺎ ﻓﻠــﻴس ﻤــن
ﺸــرطﺎً أن ﻴﻜوﻨ ـوا ﻤﺒــدﻋﻴن ،ﻓــذو اﻝﻤﻘــدرة ﺸــﺨص ﻋــﺎﻝﻲ اﻷداء وظﻴﻔﻴ ـﺎً وﻤﻬﻨﻴ ـﺎً ﻤﺘﻔوﻗ ـﺎً ﻋــن ﻏﻴ ـرﻩ
وﺘﻐﻠــب ﻋﻠــﻴﻬم ﻗــد ﻴﻜــون ﺒزﻴــﺎدة اﻝﺘﺤﺼــﻴل أو ارﺘﻔــﺎع ﻤﻌــدل اﻝــذﻜﺎء أو ﻏﻴــر ذﻝــك ﻓـﺎﻝﻌﻘول اﻝﺼــﻐﻴرة
ﺘﻨــﺎﻗش أﺤــوال اﻝﻨــﺎس اﻝﻌﻘــول اﻝﻤﺘوﺴــطﺔ ﺘﻨ ــﺎﻗش اﻷﺤــداث أﻤــﺎ اﻝﻌﻘــول اﻝﻜﺒﻴ ـرة ﻓﻬ ــﻲ اﻝﺘــﻲ ﺘﻨ ــﺎﻗش
اﻷﻓﻜﺎر ..
ﻝ ــذا ﻴﺘوﺠ ــب ﻋﻠ ــﻰ رؤﺴ ــﺎﺌﻬم إﺒــرازﻫم وﺘﻤﻴﻴ ــزﻫم ٕواﻴﻀ ــﺎح اﻝﺴ ــﺒب ﻝﻠﺒﻘﻴ ــﺔ اﻝﺒﺎﻗﻴ ــﺔ ﺤﺘ ــﻰ ﻨﺠﻌ ــل ﻤ ــن
اﻹﺒداع واﻝﻤﻘدرة ﺼﻔﺎت ﻴﺘﺴﺎﺒق ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﺠﻤﻴﻊ .
اﻝﺘﻤﻜﻴن ﻫو اﻝﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺒﻨﺎء اﻹدارة اﻝﺘﺸﺎرﻜﻴﺔ وﺘﻤﻜﻴن اﻝﺠﻤﻴﻊ ﻤـن اﻝﻤﺸـﺎرﻜﺔ ﻓـﻲ ﺘﺤﻘﻴـق اﻷﻫـداف
واﻝﻤﺴـﺘﻬدﻓﺎت ،ﻓـﺎﻝﺘﻤﻜﻴن ﻴﺤﺴـس اﻝﻔـرد ﺒﺎﻝﻤﺴـؤوﻝﻴﺔ وﻴﺸـﺤذ اﻝﻬﻤـم وﻴرﻓـﻊ اﻝﻤﻌﻨوﻴـﺎت اﻝﺘـﻲ ﻫـﻲ وﻗــود
اﻹدارة ،واﻝﺘﻤﻜــﻴن ﻴﻜﻔــل ﻝﻠﻤــدﻴرﻴن واﻝرؤﺴــﺎء واﻝﻘﻴــﺎدﻴﻴن اﻝوﻗــت اﻝــذي ﻴﺤﺘﺎﺠوﻨــﻪ ﻝﻠﻌﻤــل ﺒﻜﻔــﺎءة أﻜﺒــر
وأﻜﺜــر وﻻ ﻴﻌﻨــﻲ ﺴــﺤب اﻝﺼــﻼﺤﻴﺎت ﻤــﻨﻬم وﻗﺒــل اﻝﺘﻤﻜــﻴن ﻴﺠــب أن ﺘوﻀــﺢ اﻝرؤﻴــﺔ ﻋــن اﻝﻤؤﺴﺴــﺔ
وأﻫــداﻓﻬﺎ ﻓﻴﺠــب أن ﻴﻌــﻲ اﻝﺠﻤﻴــﻊ ﻤــﺎذا ﻨﻌﻤــل اﻵن وﻤــﺎذا ﺴــﻨﻌﻤل ﻓــﻲ اﻝﻤﺴــﺘﻘﺒل وﻫــذا ﺒــدورﻩ ﻜﻔﻴــل
ﺒﺠﻌﻠﻬــم ﻴﺘﻌﻤﻘــون ﻓــﻲ ﻓﻬــم إﺴــﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ اﻝﻤؤﺴﺴــﺔ وﻤــن ﺜــم ﺘﻤــﻨﺢ ﻝﻬــم اﻝﻔــرص وﻴــﺘم ﺘﻤﻜﻴــﻨﻬم ﻓﺘﻜــون
اﻝﻨﺘﺎﺌﺞ ﺠﻴدة ﺠدا ﺒل ﻗد ﺘﻤﺘﺎز أﺤﻴﺎﻨﺎ .
ﻋـ ّـرف اﻝﻤﺘﺨﺼﺼــون اﻝﻘـرار اﻹداري ﺒﺄﻨــﻪ :ذﻝــك اﻝﻘـرار اﻝــذي ﺘﻔﺼــﺢ اﻝﺠﻬــﺔ اﻹدارﻴــﺔ ﻋــن إدارﺘﻬــﺎ
اﻝﻤﻠزﻤــﺔ ﺒﺎﻝﺸــﻜل اﻝــذي ﻴﺘطﻠﺒــﻪ اﻝﻘــﺎﻨون ﺒﻤــﺎ ﻝﻬــﺎ ﻤــن ﺴــﻠطﺔ ﻤﺴــﺘﻤدة ﻤــن اﻝﻘ ـواﻨﻴن واﻝﻠ ـواﺌﺢ ﺒﻘﺼــد
إﺤداث أﺜر ﻗﺎﻨوﻨﻲ ﻴﻜون ﻤﻤﻜﻨﺎً وﺠﺎﺌ اًز وﻜﺎن اﻝﺒﺎﻋث ﻋﻠﻴﻪ اﺒﺘﻐﺎء ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻋﺎﻤﺔ .
وﻋرﻓﻪ آﺨرون ﺒﺄﻨﻪ :إﺼدار ﺤﻜم ﻨﺘﻴﺠﺔ دراﺴﺔ واﺠب اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﻤﺴﺘﺤق اﻝﺘﻘوﻴم.
ّ
وﻝﻘ ــد أﺴ ــﻤﻴﺘﻬﺎ ﺼ ــﻨﺎﻋﺔ اﻝﻘـ ـرار ﻷﻨ ــﻪ ﺠﻤﻠ ــﺔ ﻤ ــن اﻝﺘﻔﺎﺼ ــﻴل اﻝﺘ ــﻲ ﺘوﺨﻴ ــت ﻓﻴﻬ ــﺎ اﻝدﻗ ــﺔ واﻝﻤوﻀ ــوﻋﻴﺔ
واﻝﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ودرﺴت ﺨﺼﺎﺌﺼﻪ وﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻪ وﺒﻴﺎﻨﺎﺘﻪ دراﺴﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﻓﺄﺼﺒﺢ ﻜـﺎﻝﻤﻨﺘﺞ ذي اﻝﺠـودة اﻝﻌﺎﻝﻴـﺔ
واﻝﻤﻌﺎﻴﻴر اﻝﻘﻴﺎﺴﻴﺔ .
إن اﻝﻘـ اررات ﺘﻌﺘﺒــر ﻤﺤــور اﻝﻌﻤﻠﻴــﺔ اﻹدارﻴــﺔ ﺤﻴــث إﻨﻬــﺎ ﺘﺘــداﺨل ﻓــﻲ ﺠﻤﻴــﻊ وظــﺎﺌف اﻹدارة ﻓﺎﻹﻗــدام
ﻋﻠــﻰ ﻋﻤــل ﺸــﻲء ﻫــو ﻗ ـرار ﺒﺤــد ذاﺘــﻪ وﻋﻨــد ﻤﻤﺎرﺴــﺔ اﻝﺘﺨطــﻴط ﻓﺈﻨﻨــﺎ ﻨﺘﺨــذ ﻗ ـ اررات واﻝﻘ ـ اررات ﻫــﻲ
اﻵﻝﻴ ــﺔ ﻝﻠﺘطﺒﻴ ــق ﻓﻴﺠ ــب أن ﺘﻜ ــون ﻤﺘﺠﺎﻨﺴ ــﺔ وﻤوﻀ ــوﻋﻴﺔ ﻤﻜﺘﻤﻠ ــﺔ اﻝﺠواﻨ ــب ﺤﺘ ــﻰ ﻴ ــﺘم ﻤ ــن ﺨﻼﻝﻬ ــﺎ
اﻝﻨﺠﺎح وﺘﺤﻘﻴق اﻝﻤﺴﺘﻬدف ﻤن اﺘﺨﺎذ اﻝﻘرار وﻓواﺌد اﻝﻘ اررات ﻨﻌﺘﺒرﻫﺎ ﻜﺎﻝﺘﺎﻝﻲ :
ﺘﺤﻘﻴق ﻤﻜﺎﺴب أو ﻤﺼــﺎﻝﺢ ﻤرﺘﻘﺒﺔ.
ﺘﻌظﻴم ﻤﻜﺎﺴب أو ﻤﺼﺎﻝﺢ ﻤوﺠودة.
دﻓﻊ أﻀــرار أو ﻤﻔـــﺎﺴـــد ﻤﺘوﻗﻌﺔ.
ﺘﻘﻠﻴص أﻀرار أو ﻤﻔـﺎﺴد ﻤوﺠودة.
ﻓﺎﻝﻘرار ٕوان ﻝم ﻴﻜن ﻝﻪ ﻓواﺌد وﻤﻜﺎﺴب ﻝﻠﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻴﻌﺘﺒر ﻤﻀرة ﻓﻔﻲ ﻗـول ﻓﻠﺴـﻔﻲ ﻝﺤﻜـﻴم ﻗـﺎل
" ﻤﻌظم اﻝﺼراﻋﺎت ﻓﻲ اﻝﻌﺎﻝم ﻴﺴـﺒﺒﻬﺎ أﻨـﺎس ﻴﺴـﻌون ﻝﻴﻜوﻨـوا ﻤﻬﻤـﻴن " وأﻗـول إن ﻤﻌظـم اﻝﻘـ اررات
اﻝﺨﺎطﺌ ــﺔ اﻝﺘ ــﻲ ﻝ ــم ﺘرﺘﻜ ــز ﻋﻠ ــﻰ أﺴ ــس ﺴ ــﻠﻴﻤﺔ واﻝﺘ ــﻲ ﻗﺎدﺘﻨ ــﺎ إﻝ ــﻰ ﺘ ــدﻨﻲ ﻤﺴ ــﺘوى اﻹدارة واﻝﺘﺴـــﻴب
واﻹﻫﻤـﺎل ﺼــدرت ﻋــن أﻨــﺎس ﻴﺴــﻌون ﻝﻴﻜوﻨـوا ﻤﻬﻤــﻴن أﻜﺜــر ﻤــن اﻫﺘﻤــﺎﻤﻬم ﺒﺎﻝﻤﺼــﻠﺤﺔ اﻝﻌﺎﻤــﺔ " وأﻨــﺎ
ﻫﻨﺎ ﻻ أﻨﺴب ﻝﻨﻔﺴﻲ اﻝﺤﻜﻤﺔ واﻝﺘﻲ أدﻋوا اﷲ أن ﻴؤﺘﻨﻲ إﻴﺎﻫﺎ ﺒل ﻫو ﻨﺘﺎج ﻤن ﻗول ذﻝك اﻝﺤﻜﻴم .
ﻗﺒـل اﺘﺨــﺎذ أي ﻗـرار ﻴﺠــب أن ﻴﻨظــر ﻝــﻪ ﻤــن ﺠﻤﻴـﻊ اﻝزواﻴــﺎ وﺘﺴــﺘﺒﻌد اﻝﻌﺎطﻔــﺔ وﻴﻌﻤــل ﺒﺎﻝﻌﻘــل ﻓــﺎﻝﻘرار
ﺘﺘرﺘــب ﻋﻠﻴــﻪ ﻨﺘــﺎﺌﺞ ﻴﻨﺒﻐــﻲ أن ﺘﻜــون ﻓــﻲ اﻝﻐﺎﻝــب ﺴــﻠﻴﻤﺔ ٕواﻻ ﻓﺈﻨــﻪ ﻤﻔﺴــدة ﻤــن اﻝﻤﻔﺎﺴــد وأرﻴــد ﻫﻨــﺎ أن
أذﻜــر ﺒواﻗﻌــﺔ ﺤــدﺜت ﻤــﻊ اﻝرﺴــول اﻝﻜــرﻴم ﻤﺤﻤــد -ﺼــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺴــﻠم -ﻋﻨــدﻤﺎ ﺠــﺎءﻩ أﺒــوذر
اﻝﻐﻔﺎري ﻴطﻠب اﻝوﻻﻴﺔ ﻓﻘﺎل ﻝﻪ -ﺼﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﺔ وﺴﻠم : -إﻨك ﻀﻌﻴفٕ ،واﻨﻬـﺎ أﻤﺎﻨـﺔ ﺨـزي وﻨداﻤـﺔ
ﻴن ﻋﻠـﻰ ﻤـﺎل ﻴﺘـﻴم .ﻫـذا ﻓـﻲ أﺒـﻲ ذر اﻝـذي ﻗـﺎل ﻓﻴـﻪ أﻴﻀـﺎ -ﺼـﻠﻰ اﷲ
ﻴوم اﻝﻘﻴﺎﻤـﺔ ،وﻗـﺎل :ﻻ ﺘـوﻝّ ّ
ﻋﻠﻴــﻪ وﺴــﻠم : -ﻤــﺎ أﻗﻠــت اﻝﻐﺒ ـراء وﻤــﺎ أظﻠــت اﻝﺨﻀ ـراء أﺼــدق ﻝﻬﺠــﺔ ﻤــن أﺒــﻲ ذر إﻨــﻪ ﺸــﺒﻴﻪ
ﺼﺎﺤﺒﻜم ﻋﻴﺴﻰ ﺒن ﻤرﻴم ﺒﺎﻝﺘﻘوى واﻝﺼﻼح واﻝﻘرب ﻤن اﷲ -ﺘﻌﺎﻝﻰ ، -ﻝﻘد اﺴـﺘﺒﻌد اﻝﻨﺒـﻲ اﻝﻜـرﻴم
-ﺼﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺴﻠم -اﻝﻌﺎطﻔـﺔ وﻋﻤـل ﺒﺎﻝﻌﻘـل ﻓﻨظـر إﻝـﻰ أﺒـﻲ ذر ﻤـن اﻝزاوﻴـﺔ اﻷﺨـرى ﻓوﺠـدﻩ
ﻀﻌﻴﻔﺎ إدارﻴﺎ ﻻ ﻴﺼﻠﺢ ﻝﻠوﻻﻴﺔ ﻓﺠﻨﺒﻪ إﻴﺎﻫﺎ.
واﻹدارة اﻝﻌﻠﻤﻴﺔ ﻴﺘوﺠب ﻤن ﺨﻼﻝﻬﺎ ﻤرور اﻝﻘرار ﻗﺒل ﺼدورﻩ ﺒﻌدة ﻤراﺤل إدارﻴﺔ ﻀرورﻴﺔ ﻫﻲ :
اﻝﺘﺸﺨﻴــــــــص .
ﺠﻤﻊ اﻝﺒﻴــــــﺎﻨﺎت واﻝﻤﻌﻠوﻤـــــــــﺎت.
اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ وﺼﻨﻊ اﻝﻘرار.
ﺘﺤدﻴد اﻝﺒداﺌل اﻝﻤﺘــﺎﺤــــﺔ وﺘﻘوﻴﻤﻬﺎ.
ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ وﻤــــراﻗﺒﺔ ﺘﻨﻔﻴــــذ اﻝﻘــــرار.
ﻫــذﻩ ﻫــﻲ ﻤ ارﺤــل ﺼــﻨﻊ اﻝﻘـرار اﻝﺘــﻲ ﻴﺠــب إﺘﺒﺎﻋﻬــﺎ ﺒﻜــل دﻗــﺔ ﺤﺘــﻰ ﻴــﺘم ﺼــدور ﻗ ـرار ﻜﺎﻤــل ﻤﺘﻨــﺎﻏم
ﻴﻠﺒــﻲ اﻻﺤﺘﻴﺎﺠــﺎت وﻴﺤﻘــق اﻝﻤﺴــﺘﻬدﻓﺎت ﻗ ـرار ﺒﻨــﻲ ﻋﻠــﻰ أﺴــس ﻋﻠﻤﻴــﺔ دواﻋﻴــﻪ ﻤﺼــﻠﺤﺔ اﻝﻤؤﺴﺴــﺔ
واﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ .
واﻝﺜورة اﻝﻌﻠﻤﻴﺔ اﻝﺤدﻴﺜﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻻﺘﺼﺎﻻت وﺘﻘﻨﻴﺔ اﻝﺸـﺒﻜﺎت واﻝﻤـؤﺜرات وﻝـدت ﻨظـم ﺘﻘﻨﻴـﺔ ﺤدﻴﺜـﺔ
ﻴﺴﺘوﺠب اﻝﻌﻤل ﺒﻬﺎ ﻜوﻨﻬﺎ ﻤﺼد اًر ﻤوﺜوﻗـﺎ ﻓـﻲ اﺘﺨـﺎذ اﻝﻘـ اررات ،وﻝﻘـد أﺘـت ﻨظـم دﻋـم اﺘﺨـﺎذ اﻝﻘـرار
ﻤــن ﺨــﻼل اﻝﺘﻜﺎﻤــل ﺒــﻴن ﻋﻠــوم اﻹدارة وﻋﻠــوم ﺒﺤــوث اﻝﻌﻤﻠﻴــﺎت وﻋﻠــوم اﻹدراك ،واﻵن ﻴﻨﻤــو ﻫــذا
اﻝﻌﻠــم ﻓــﻲ ظــل اﻝﺘﻜﺎﻤــل ﻤــﻊ ﻨﺘــﺎﺌﺞ اﻝﺒﺤــوث اﻝﻤﺘﻘدﻤــﺔ ﻓــﻲ ﻤﺠــﺎل إدارة ﻗواﻋــد اﻝﺒﻴﺎﻨــﺎت وﻓــﻲ ﻤﺠــﺎل
اﻝﺸﺒﻜﺎت اﻝﺤدﻴﺜﺔ وﻓﻲ ﻤﺠـﺎل اﻝـﻨظم اﻝﺨﻴـرة ..ﻓﻌﻠـوم اﻹدارة وﻋﻠـوم ﺒﺤـوث اﻝﻌﻤﻠﻴـﺎت وﻋﻠـوم اﻹدراك
ﻫﻲ اﻝﺘﻲ أرﺴت اﻝﻤﻔﺎﻫﻴم اﻷﺴﺎﺴـﻴﺔ ﻝﻌﻠـم دﻋـم اﺘﺨـﺎذ اﻝﻘـرار ﺤﻴـث ﻨﺠـد ﻤﻔﻬـوم اﻝﻘـرار وﻋﻤﻠﻴـﺔ اﺘﺨـﺎذ
اﻝﻘ ـرار وﻤﻔﻬــوم اﻝﻨﻤــﺎذج اﻝﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ ﻝد ارﺴــﺔ ﻋﻤﻠﻴــﺔ اﺘﺨــﺎذ اﻝﻘ ـرار ،وﺤﻴــث ﻨﺠــد ﻜﻴﻔﻴــﺔ ﺘﻤﺜﻴــل وﻤﺤﺎﻜــﺎة
اﻝـ ــﻨظم اﻝﺤﻘﻴﻘﻴـ ــﺔ ﻤـــن ﺨـ ــﻼل اﻝﻨﻤـ ــﺎذج اﻝﻜﻤﻴـ ــﺔ واﻝﻨﻤـ ــﺎذج اﻝوﺼـ ــﻔﻴﺔ واﻷﺴـــﺎﻝﻴب اﻝرﻴﺎﻀـ ــﻴﺔ اﻝﻤﺨﺘﻠﻔـ ــﺔ
اﻝﻤﺴــﺘﺨدﻤﺔ ﻓــﻲ ﺤــل ﻫــذﻩ اﻝﻨﻤــﺎذج ﻤﺜــل أﺴــﺎﻝﻴب اﻝﺒرﻤﺠــﺔ اﻝﺨطﻴــﺔ وﻏﻴــر اﻝﺨطﻴــﺔ وﻨظرﻴــﺎت اﻷرﺘــﺎل
واﻝﺼــﻔوف .ﻫــذﻩ اﻝــﻨظم ﺴــﻬﻠت اﻝﻌﻤــل ﻓــﻲ اﻝﻘ ـرار وﺼــﻨﺎﻋﺘﻪ ..ﻜــذﻝك وﻓــرت اﻝدﻗــﺔ ﻓــﻲ اﻝﺠﺎﻨــب
اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻲ واﻹﺤﺼﺎﺌﻲ ..ﻓﺎﺴﺘﺨدام اﻝﺤﺎﺴـب اﻵﻝـﻲ واﻷﺠﻬـزة وﺘطﺒﻴﻘﺎﺘﻬـﺎ اﻝﺤدﻴﺜـﺔ وﺘوظﻴـف ﻤ ارﻜـز
اﻝﻤﻌﻠوﻤــﺎت ﻝﻬــذا اﻷﻤــر ﻴﺠﻌــل ﻤــن اﻝﻘ ـرار وﺤــدة ﻤﻜﺘﻤﻠــﺔ اﻝﻌﻨﺎﺼــر واﻓ ـرة اﻝﻤﻌﻠوﻤــﺔ ﺸــﺎﻤﻠﺔ ﻤراﻋﻴــﺔ
ﻝﻠﻤطﻠــب ذات أﺒﻌــﺎد ﻋﻤﻴﻘــﺔ ﺠﻤﻌــت ﻝﺘﺤــدث إﻨﺠــﺎ اًز أو ﺘﻐﻴﻴ ـ اًر أو ﺘﺤﻘــق ﻤﻜﺎﺴــب أو ﺘــدﻓﻊ وﺘﻘﻠــص
أﻀ ار اًر أو ﻤﻔﺎﺴد .
ﻗـــرار ﺘﻨﻔﻴـــذي :وﻫــو اﻝﻤﺘﻌﻠــق ﺒــﺄﻤور اﻹدارة اﻝداﺨﻠﻴــﺔ ﻤــن اﻝﺤﻀــور واﻻﻨﺼ ـراف واﻝﺘﻘﻴــد واﻝﻨﻬــﻲ
وﻏﻴر ذﻝك .
ﻗرار ﺘﻜﺘﻴﻜﻲ :وﻫو اﻝﻘرار اﻝذي ﻴﻌﻨﻰ ﺒﺎﻷﻤور اﻝﻔﻨﻴﺔ وﻴﻜون ﻤوﺠﻬﺎ إﻝﻰ ذوي اﻻﺨﺘﺼﺎص .
وﻫﻤﺎ ﻴﺼدران ﻋن اﻝﻤﺴﺘوى اﻝﺜﺎﻨﻲ وﻤﺎ ﺒﻌدﻩ ﻤن ﻤﺴﺘوﻴﺎت اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ﻓﻲ اﻹدارة .
ﻗ ـرار اﺴــﺘراﺘﻴﺠﻲ :وﻫــو ﻗـرار ﻏﻴــر ﺘﻘﻠﻴــدي ﻴﻌﻨــﻰ ﺒــﺎﻷﻤور اﻹﺴــﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ ﻝﻠﻤؤﺴﺴــﺔ واﻝدوﻝــﺔ ذو ﺒﻌــد
ﺸــﻤوﻝﻲ ﻴﻜــون ﻋــﺎدة ﻋﻠــﻰ ﺠﺎﻨــب ﻜﺒﻴــر ﻤــن اﻝﻌﻤــق واﻝﺘﻌﻘﻴــد وﻫــﻲ ﻗ ـ اررات ﺘﺘطﻠــب د ارﺴــﺔ وأﻫﻤﻴــﺔ
ﻤﺴﺘﻔﻴﻀﺔ وﻴﻜون ﻝﻪ داﺌرة ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺘراﻋﻰ ﻓﻴﻪ ﻜل اﻝﻔروض واﻻﺤﺘﻤﺎﻻت .
-18ﻤﺤﺎﻀرة ﻓﻲ ﺘﺒﺴﻴط اﻹﺠراءات اﻹدارﻴﺔ – ﻤﺤﻤد اﻝﻤﺒروك أﻤﻴن )وزﻴر( اﻝﺨدﻤﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﺴﺎﺒق ﻓﻲ ﻝﻴﺒﻴﺎ
وﻝﺘﺒﺴﻴط اﻹﺠراءات اﻹدارﻴﺔ أﺴس ﻴﺠـب اﻷﺨـذ ﺒﻬـﺎ وﻤراﻋﺎﺘﻬـﺎ وﻤﻌطﻴـﺎت ﻴﺠـب ﻤﻌرﻓﺘﻬـﺎ ود ارﺴـﺘﻬﺎ
وﺘﺤﻠﻴﻠﻬــﺎ ﻝﻤﻌرﻓــﺔ اﻷﺴــﺒﺎب اﻝﺘــﻲ أدت إﻝــﻰ ﺘﻌﻘﻴــدﻫﺎ وﻓــﻲ ﻫــذا ﻴــري اﻝﺒﺎﺤــث ﺤﺴــن ﺨﻠﻴــل ) (19ﻓــﻲ
ﺒﺤﺜﻪ ﺤول إدارة وﺘﻨظﻴم اﻝﻤﻜﺎﺘب أن ﺘﺤﻠﻴل اﻹﺠراءات ﻴﻬدف إﻝﻰ :
-1ﻤﻌرﻓﺔ ﻤﺎ إذا ﻜﺎﻨت اﻹﺠراءات اﻝﻤوﻀوﻋﺔ ﺘﻨﺒﻊ وﻓﻘﺎ ﻝﻤﺎ رﺴﻤت ﻋﻠﻴﻪ أم ﻻ ؟.
-2ﻤﻌرﻓﺔ ﻤﺎ إذا ﻜﺎﻨـت اﻝرﻗﺎﺒـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺴـﻴر اﻝﻌﻤـل أو ﺘﻨﻔﻴـذ أي ﻤرﺤﻠـﺔ ﻤـن ﻤراﺤﻠـﻪ ﺘـﺘم ﻤﺘـﺄﺨرة ﻤﻤـﺎ
ﻴؤﺜر ﻋﻠﻰ ﺴﻴر اﻝﻌﻤل؟ .
-3اﻝﺒﺤــث ﻋــن ﻤــﺎ ﻴﺴــﻤﻰ ﻋﻨــق اﻝزﺠﺎﺠــﺔ ﻨﺘﻴﺠــﺔ ﺘـراﻜم اﻷﻋﻤــﺎل أو ﺴــوء ﺘوزﻴــﻊ اﻝﻌﻤــل ﻓــﻲ اﻝﻤرﺤﻠــﺔ
اﻝﺘﻲ ﻴﺤدث ﻓﻴﻬﺎ اﻝﺘراﻜم .
-4اﻝﺘﺤﻘــق ﻤــن ﻋــدم وﺠــود ﺘﻌﻠﻴﻤــﺎت أو ﺘﻘــﺎرﻴر أو أواﻤــر ﻗــد أﺼــﺒﺤت ﻏﻴــر ﻤﺘﻼﺌﻤــﺔ ﻤــﻊ اﻝﺘطــور
اﻝذي ﺤدث ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﻌﻤل .
-5اﻝﺘﺤﻘق ﻤن ﻋدم وﺠود ازدواج ﻓﻲ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت أو ﺘﻀﺎرب ﺒﻴﻨﻬﺎ .
-6ﻤﻌرﻓﺔ ﻤﺎ إذا ﻜﺎﻨت ﺘﻜﺎﻝﻴف اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻤﻌﻴﻨﺔ أو إﻨﺠـﺎز أﻋﻤـﺎل ﻤﻌﻴﻨـﺔ ﻴزﻴـد ﻋـن
ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ .
-7اﻝﺘﺄﻜد ﻤن أن اﻹﺠراءات ﺴﻠﻴﻤﺔ وﻤﻨﺎﺴﺒﺔ وﻤﺘﻤﺎﺸﻴﺔ ﻤﻊ ﺤﺎﺠﺔ اﻝﻌﻤل .
ﻫــذﻩ ﻤــﺎ ﺨﻠــص إﻝﻴــﻪ اﻝﺒﺎﺤــث ﺒﺒﺤﺜــﻪ ﻓــﻲ ﻤﺒــﺎدئ ﺘﺒﺴــﻴط اﻹﺠـراءات اﻝﺘــﻲ إذا ﻤــﺎ ﻋﻤــل ﺒﻬــﺎ ﺴــﻴﻨﺠم
ﻋﻨﻬﺎ اﻝﺘﺒﺴﻴط ﻤﻊ ﻤراﻋﺎة اﻝدﻗﺔ وﻋدم اﻻزدواﺠﻴﺔ ﻓﻲ اﻷﺠراء.
وﻜﻲ ﻨﺒﺴط اﻹﺠراءات ﺒﺎﻹدارة ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻤراﻋﺎة ﻋدة ﻨﻘﺎط ﻤن أﻫﻤﻬﺎ :
ﺸــﺒﻜﺔ ﻤﻌﻠوﻤــﺎت ﻤﺤﻠﻴــﺔ اﻝﻤ ـراد ﺒﻬــﺎ ﻨظــﺎم وطﻨــﻲ ﻤوﺤــد ﻝﻠﻤﻌﻠوﻤــﺎت ﻴﺠﻤــﻊ ﻜــل ﻤؤﺴﺴــﺎت وأﺠﻬ ـزة
اﻝدوﻝــﺔ وﻴـرﺒط ﺒﻴﻨﻬــﺎ ﻴــﺘم ﺘداوﻝــﻪ واﻝوﻝــوج إﻝﻴــﻪ ﻋــن طرﻴــق اﻝﺤﺎﺴــب اﻵﻝــﻲ اﻝﻤوﺼــل ﺒﺎﻝﺠﻬــﺎز اﻝـرﺌﻴس
اﻝــذي ﻴــدﻴر ﻫــذا اﻝﻨظــﺎم و ﺘﻘــدم ﻨظــﺎم ﻤﻌﻠوﻤــﺎﺘﻲ ﺤــول أﻨﺸــطﺔ اﻝدوﻝــﺔ وﻤواطﻨﻴﻬــﺎ واﻝواﻓــدﻴن إﻝﻴﻬــﺎ
وﻴﺴﻤﺢ ﺒﺎﻝﺒﺤث ﻓﻴﻪ وﻤن ﺨﻼﻝﻪ ﻋن أﻴﺔ ﻤﻌﻠوﻤﺔ أو إﺠراء ﻴﺨص ﻤؤﺴﺴﺔ ﻤﺎ أو ﻤواطﻨﺎ ﻤـﺎ وﻻ ﻴـﺘم
إدﺨﺎل اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت إﻻ ﻤن ﺠﻬﺎت ﻤﻌﺘﻤدة ﻤوﺜوق ﺒﻬﺎ ﻓﻲ اﻝدوﻝﺔ وﻴؤﻤن اﻝﺒرﻨﺎﻤﺞ وﻴﺤﺼن ﻀد اﻝﻌﺒـث
واﻻﺨﺘراق .
وﻤـن ﺨــﻼل ﻫــذﻩ اﻝﺸــﺒﻜﺔ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴــﺔ ﻴــﺘم ﺘزوﻴــد اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت واﻝﺠﻬــﺎت اﻝﺘــﻲ ﺘﻌﻨــﻰ ﺒــﺎﻝﻤواطن وﻴﺘــردد
ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ ﻝﻐ ــرض ﻤ ــﺎ ﺒ ــﺎﻹﺠراء اﻝﻤطﻠ ــوب ﻤ ــن دون طﻠﺒ ــﻪ ﻤﻨ ــﻪ وﺴـ ـؤاﻝﻪ ﻋﻨ ــﻪ ﻷن اﻝﻤﻌﻠوﻤ ــﺔ ﺴ ــﺘﺘوﻓر
ﺒﺴﻬوﻝﺔ ﺒﻌد إدﺨﺎل ﺒﻌض اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت.
" ﻤﺜﺎل " ﻋﻨدﻤﺎ ﻴﺘﻘدم ﻤواطن ﺒطﻠب ﻝﻠﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﻗرض ﻴطﻠب ﻤﻨﻪ إﺤﻀﺎر ﻨﻤـوذج ﺨـﺎص
ﺒﻌــدم اﻝﺤﺼــول ﻋﻠــﻰ ﻗــرض ﺴــﺎﺒﻘﺎ ﻤﺼــدﻗﺎً ﻋﻠﻴــﻪ ﻤــن ﻜــل اﻝﻤﺼــﺎرف اﻝﻌﺎﻤﻠــﺔ ﺒﺎﻝﻤﻨطﻘــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻴﻘطــن
ﻓﻴﻬــﺎ وﻗــد ﻗﻤــت ﺒﺈﺤﺼــﺎء ﻝﻠﻤﺼــﺎرف اﻝﺘــﻲ أﻋرﻓﻬــﺎ ﻓوﺠــدﺘﻬﺎ ﺘﺘﻌــدى ﺴــﺒﻌﺔ ﻤﺼــﺎرف وﻝﻜــﻲ ﻴزورﻫــﺎ
اﻝﻤـواطن ﺠﻤﻴﻌــﺎ ﻝﻴﺤﺼــل ﻤﻨﻬـﺎ ﻋﻠــﻰ اﻝﺘﺼــدﻴق ﻴﺤﺘــﺎج إﻝــﻰ ﻴــوﻤﻴن إن ﻝــم ﻴﻜــن أﻜﺜــر ﻫــذا ﻓــﻲ ﺤﺎﻝــﺔ
ﻋدم اﻻزدﺤﺎم وﻤﻠﻜﻴﺘﻪ ﻝﻤرﻜوب ﻓﻠو ﺘم اﻝﻌﻤل ﺒﺸـﺒﻜﺔ ﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻝﻠﻤﻌﻠوﻤـﺎت ﻻﺤﺘـﺎج اﻷﻤـر إﻝـﻰ ﺒﻀـﻊ
دﻗﺎﺌق ﻻ أﻜﺜر ،ﻓﺎﻵﻝﺔ إذا ﻤﺎ ﺴﺨرت ﺘﺨﺘﺼر اﻝﻤﺴﺎﻓﺎت وﺘوﻓر اﻝوﻗت واﻝﺠﻬد واﻝﻤﺎل وﻏﻴـر ذﻝـك
ﻤن اﻷﻤور اﻝروﺘﻴﻨﻴﺔ .
-4إﻋﺎدة اﻝﻨظر ﻓﻲ اﻝﻨﻤﺎذج واﻝﺴﺠﻼت واﻝﻤﻠﻔﺎت اﻝﻤﻌﻤول ﺒﻬﺎ .
ﻴﻘـــول اﻷﺴـــﺘﺎذ ﻋﻴـــﺎد ﻤوﺴـ ــﻰ اﺒوﻗﺼـــﻴﻌﺔ ) (20رﺌـــﻴس ﻗﺴـــم اﻝﻌﻼﻗـ ــﺎت اﻝﺨﺎرﺠﻴـــﺔ واﻝﺘﻌـــﺎون اﻝﻔﻨـــﻲ
اﻝﻤﻨﺘدب ﺒﺄﻤﺎﻨﺔ اﻝﺨدﻤﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ )ﺴﺎﺒﻘﺎ ( ﻓﻲ ﻤﺤﺎﻀرة ﻝﻪ ﻋن اﻝﻨﻤﺎذج واﻝﺴﺠﻼت واﻝﻤﻠﻔـﺎت اﻷﺘـﻲ :
"" اﻝﻨﻤﺎذج ﻫـﻲ ﺘﻠـك اﻝﻤطﺒوﻋـﺎت اﻝﺘـﻲ ﺘﺤﻤـل ﺒﻴﺎﻨـﺎت ﺘﻘﺎﺒﻠﻬـﺎ ﻤﺴـﺎﺤﺎت ﺨﺎﻝﻴـﺔ ﺘﻤـﻸ ﻋﻨـد اﺴـﺘﺨداﻤﻬﺎ
ﺒﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻤﺘﻐﻴرة ﻴﺘم ﻋﻠﻰ أﺴﺎﺴﻬﺎ إﻨﺠﺎز اﻷﻋﻤﺎل ..وﺘﻌﺘﺒـر اﻝﻨﻤـﺎذج ﻓـﻲ ﻨظـر ﺒﻌـض أﺴـﺎﺘذة ﻋﻠـم
اﻹدارة وﻗــود اﻝﻌﻤــل اﻝﻴــوﻤﻲ ،واﻝﻨﻤــﺎذج إذا أﺤﺴــن ﺘﺼــﻤﻴﻤﻬﺎ وﺘﻨظﻴﻤﻬــﺎ واﻝرﻗﺎﺒــﺔ ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﺘــؤدي إﻝــﻰ
رﻓ ــﻊ اﻝﻜﻔــﺎءة ﻓ ــﻲ إﻨﺠ ــﺎز اﻷﻋﻤ ــﺎل وﻤ ــﺎ ﻤ ــن ﻋﻤ ــل ﻴﻤﻜ ــن إﻨﺠ ــﺎزﻩ ﺒﺎﻝﻤﻜﺎﺘ ــب إﻻ ﺒﻘطﻌ ــﺔ ﻤ ــن اﻝ ــورق
واﻝﻨﻤــﺎذج ﺒﺎﻫظــﺔ اﻝﺘﻜﻠﻔــﺔ ﻤــن ﻨﺎﺤﻴــﺔ اﻹﻋــداد واﻝطﺒــﻊ وﻗــد وﺼــﻠت ﻓــﻲ اﻝﺤﻜوﻤــﺔ اﻝﻔﻴدراﻝﻴــﺔ ﺒﺎﻝوﻻﻴــﺎت
اﻝﻤﺘﺤدة اﻷﻤرﻴﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل اﻝﻤﺜﺎل إﻝﻰ ﺜﻠﺜـﻲ اﻝﻤﺒـﺎﻝﻎ اﻝﻤﺼـروﻓﺔ ﻋﻠـﻰ اﻝطﺒﺎﻋـﺔ أي ﺤـواﻝﻲ 200
ﻤﻠﻴــون دوﻻر واﺘﻀــﺢ ﺒﻌــد اﻝد ارﺴــﺎت أن اﻝــدوﻻر اﻝــذي ﻴﻨﻔــق ﻋﻠــﻰ ﺸ ـراﺌﻬﺎ ﻴﻘﺎﺒﻠــﻪ 17دوﻻ اًر ﻋﻠــﻰ
اﻷﻗل ﺘﻨﻔق ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎل اﻝﻤﻜﺘﺒﻴﺔ اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻹﺠراءات اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻬﺎ وﺒﺤﻔظﻬﺎ"".
وﺒــﺎﻝﻨظر إﻝــﻰ إداراﺘﻨــﺎ وﻨﻤﺎذﺠﻬــﺎ اﻝﻜﺜﻴ ـرة واﻝﻤﻌﻘــدة ﻨﺠــد ﻤــن ﺒﻴﻨﻬــﺎ ﻤــﺎ ﻫــو ﻀــروري وﻨﺠــد ﻓــﻲ ﻨﻔــس
اﻝوﻗــت ﻤــﺎ ﻫــو ﻤﻜــرر ﻓــﻲ اﻝﻘﺎﻝــب واﻝﻤﻌﻨــﻰ واﻝﻤطﻠــوب ،ﻓرﺒﻤــﺎ اﺴــﺘطﻌﻨﺎ اﺨﺘﺼــﺎر أﻜﺜــر ﻤــن ﻨﻤــوذج
ﻓﻲ ﻨﻤوذج واﺤد ..ﻜذﻝك اﻷﻤر ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﺴﺠﻼت واﻝﻤﻠﻔﺎت وطرﻴﻘﺔ ﺤﻔظﻬﺎ .
-20ﻤﺤﺎﻀرة ﻋن اﻝﻨﻤﺎذج واﻝﺴﺠﻼت واﻝﻤﻠﻔﺎت ﺒﺎﻹدارة – ﻋﻴﺎد ﻤوﺴﻰ أﺒوﻗﺼﻴﻌﺔ أﻤﺎﻨﺔ )وزارة ( اﻝﺨدﻤﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﺴﺎﺒﻘﺎ
ﻓﻲ ﻝﻴﺒﻴﺎ
ﺴواﺴــﻴﺔ ﺤﺘــﻰ ﻴﻌطــﻲ اﻝﻤؤﺴﺴــﺔ ﺤﻘﻬــﺎ وﻴﻤــﻨﺢ اﻝﻤ ـواطن اﻝﺜﻘــﺔ ﻓــﻲ اﻹﺠ ـراءات واﻝﺜﻘــﺔ ﻓــﻲ اﻝﻤؤﺴﺴــﺔ
وﻴﻌطــﻲ ﺼــورة إﻴﺠﺎﺒﻴــﺔ ﻋﻨﻬــﺎ وﻋــن اﻷﻋﻤــﺎل اﻝﻤﻘدﻤــﺔ ﻤــن ﺨﻼﻝﻬــﺎ ﻓﻴﺘﻀــﺢ ﻝﻠﻤ ـواطن أن طﻠﺒــﻪ أو
إﺠـراءﻩ ﻝــدى أﻴــد أﻤﻴﻨــﺔ ﻤﺨﻠﺼــﺔ ﻤﻠﺘزﻤــﺔ ،ﻨﻌﻠــم ﻜـل اﻝﻌﻠــم أن ﻫــذا اﻷﻤــر ﺼــﻌب وﻝﻜﻨــﻪ ﻨﻬــﺞ ﻴﺠــب
اﻝﺴﻴر ﻓﻴﻪ ﻗدﻤﺎً ﺤﺘﻰ ﻨﺨﻠق ذﻝك اﻹﻨﺴﺎن اﻝﻤﺜﻘف اﻝﻘدوة واﻝواﻋﻲ ﻝﻤﺼﻠﺤﺘﻪ وﻝﻠﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ .
اﻝﻔﺴ ـ ــﺎد ﻓﻲ اﻹدارة
***
-ﺤول اﻝﻔﺴ ــﺎد اﻹداري
-اﺴﺘﺒﻴﺎن ﺤول ﺘدﻨﻲ اﻹدارة
-اﻷﺴ ـﺒـﺎب واﻷﺸﻜ ـ ـ ـ ــﺎل
-ﻤﺨﻠﻔﺎت ٕوارث اﻝﻔﺴﺎد اﻹداري
ﻴﻌرف ﻝﻐوﻴﺎ ﺒﺄﻨﻪ اﻝﺨراب واﻝﺘﻠف واﻻﻨﺤـﻼل واﻝـﺘﻌﻔن ،وﺘﻌرﻴـف اﻝﻔﺴـﺎد ﻓـﻲ اﻹدارة اﻝﻔﺴﺎد..
ﻫو :ﺘدﻨﻲ واﻨﺤطﺎط ﻤﺴـﺘوى اﻹدارة وأﺨـر ﻫـو اﺴـﺘﻐﻼل ﻤوﻗـﻊ ﻤﻌـﻴن ﻷﻏـراض ﺸﺨﺼـﻴﺔ وﻤﻨﻔﻌـﺔ
ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎب اﻝﻤﻨﻔﻌﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ٕ ،واﺴﺎءة اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝوظﻴﻔﺔ واﻝﺘﺴﻴب ﻓﻴﻬﺎ واﻹﻏﻔـﺎل ﻋﻨﻬـﺎ
واﻝﺘﻠﻜؤ واﻹﻫﻤﺎل ﻓﻲ ﺘﺄدﻴﺘﻬﺎ ﻝﻠﻜﺴب اﻝﺨﺎص وﺘﻘدﻴم اﻝﻤﻨﻔﻌﺔ اﻝﺨﺎﺼـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻝﻌﺎﻤـﺔ وﻫـو ﺴـوء
اﺴﺘﺨدام اﻝﻔرد ﻝﻠﺴﻠطﺔ اﻝﻤوﻜﻠﺔ إﻝﻴﻪ ﻹﻏراض اﻝرﺒﺢ اﻝﺨﺎص واﻝﻤﻨﻔﻌﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ .
وﻗـد وردت ﺘﻌرﻴﻔﺎت ﻋـدة ﻝﻠﻔﺴﺎد ﻨوﺠز ﻤﻨﻬﺎ :
ﺘﻌرﻴــف ﻤوﺴــوﻋﺔ اﻝﻌﻠــوم اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ )اﻝﻔﺴـــﺎد ﻫـــو ﺴـــوء اﺴـــﺘﺨدام اﻝﻨﻔـــوذ اﻝﻌـــﺎم ﻝﺘﺤﻘﻴـــق أرﺒـــﺎح
ﺨﺎﺼﺔ(
وﻋرﻓﺘــﻪ ﻜــذﻝك )ﻫــو ﺨــروج ﻋــن اﻝﻘــﺎﻨون واﻝﻨظــﺎم اﻝﻌــﺎم وﻋــدم اﻻﻝﺘ ـزام ﺒﻬﻤــﺎ ﻤــن اﺠــل ﺘﺤﻘﻴــق
ﻤﺼﺎﻝﺢ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ واﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻝﻠﻔرد أو ﻝﺠﻤﺎﻋﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ( .
أﻤﺎ ﺘﻌرﻴف ﻤﻨظﻤﺔ اﻝﺸﻔﺎﻓﻴﺔ اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ ﻓﻬـو )إﺴﺎءة اﺴﺘﺨدام اﻝﺴﻠطﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﺘﺤﻘﻴق ﻜﺴـب ﺨـﺎص(
وﻋرﻓــﻪ ﺼــﻨدوق اﻝﻨﻘــد اﻝــدوﻝﻲ ) (IMFﺒﺄﻨــﻪ )ﻋﻼﻗــﺔ اﻷﻴــدي اﻝطوﻴﻠــﺔ اﻝﻤﻌﺘﻤــدة اﻝﺘــﻲ ﺘﻬــدف إﻝــﻰ
اﺴﺘﺤﺼﺎل اﻝﻔواﺌد ﻤن ﻫذا اﻝﺴﻠوك ﻝﺸﺨص واﺤد أو ﻤﺠﻤوﻋﺔ ذات ﻋﻼﻗﺔ ﺒﻴن اﻷﻓراد( .
واﻝﻔﺴـ ـ ــﺎد اﻹداري أﺨطـ ـ ــر أﻤ ـ ـ ـراض اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـ ـ ــﺎت اﻝﻘﺎﺘﻠـ ـ ــﺔ ﻝﻠـ ـ ــدول ،واﻝﻤﺤطﻤـ ـ ــﺔ ﻝﻜﻴﺎﻨﻬـ ـ ــﺎ اﻝﺴﻴﺎﺴـ ـ ــﻲ
واﻻﻗﺘﺼــﺎدي واﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ ،وﻴﻌــود أﺜــرﻩ ﺴــﻠﺒﺎ ﻋﻠــﻰ ﺤﻴــﺎة اﻝﻤــواطن ،ﺤﻴــث ﻴﺘــدﻨﻰ ﻤﺴــﺘوى ﺘﻘــدﻴم
اﻝﺨدﻤﺎت وﺘﺘﻌﻘد اﻹﺠراءات وﺘﻨﻌدم اﻝﻌداﻝـﺔ واﻝﺸـﻔﺎﻓﻴﺔ ،وﺘﻬﻤـل اﻝﻘـدرات واﻹﺒـداﻋﺎت وﻴﺸـل ﺤراﻜﻬـﺎ
ﺒﺤﻴث ﺘﺼﺎب ﺒﺎﻹﺤﺒﺎط واﻝوﻫن واﻝﻔﺸل .
ﻤن ﻫذا اﻝﻤﻨطﻠق اﻋﺘﺒر أن اﻝﻔﺴﺎد اﻹداري ﺴرطﺎﻨﺎ ﻗﺎﺘﻼ ﻤن أﺨطر اﻷﻨـواع ﻴﻔﺘـك ﺒـﺎﻝﻤﺠﺘﻤﻊ إن ﻝـم
ﻴﻘﺘﻠــﻪ ﻴﺸــﻠﻪ ،ﻓﻴﺠﻌﻠــﻪ ﻓــﻲ دواﻤــﺔ ﻤــن اﻝﻔوﻀــﻰ اﻹدارﻴــﺔ وﻤــن اﻝﻼﺴــﺘﻘرار وﻋــدم اﻝﺜﺒــﺎت وﻴﻤﻨﻌــﻪ ﻤــن
اﻝﺘﻘــدم واﻝرﻗــﻲ واﻝﺘطــور ،ﺒــل ﻗــد ﻴﻘــودﻩ وﻴﻨﺤــرف ﺒــﻪ ﻨﺤــو اﺘﺠــﺎﻩ آﺨــر ﻴﺄﺨــذﻩ إﻝــﻰ اﻝﻬﺎوﻴــﺔ واﻝــدﻤﺎر
ﺨﺼوﺼﺎً ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻏﻴر اﻝﻤﻨﺘﺠﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻌﻴش وﺘﻌﺘﺎش دون ﻤوارد أو ﻤن ﻤـورد واﺤـد ﻜـﺎﻝﻨﻔط
ﻫذﻩ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻤﻬددة ﻓﻲ ﻋﻤﻘﻬﺎ إذا ﻤﺎ ﺘدﻨﻰ ﻤﺴﺘوى اﻹدارة ﻓﻴﻬﺎ ووﺼل إﻝﻰ درﺠﺔ اﻝﻔﺴﺎد.
وﻋﺒــر اﻝﺘـ ــﺎرﻴﺦ ﻨﺠـ ـ ــد أن ﻤــﺎ ﻤـ ــن دوﻝ ـ ــﺔ ﺘﻬــﺎوت ،وﻻ ﻜﻴــﺎن ُﻋﺼــف ﺒــﻪ ،وﻻ ﻤﻤﻠﻜــﺔ أو إﻤﺒ ـ ارطـ ــورﻴﺔ
زاﻝت وﺘﻼﺸت ،إﻻ وﻜﺎن اﻝﻔﺴﺎد اﻹداري أﺤد اﻷﺴﺒﺎب اﻝرﺌﻴﺴﺔ ﻓﻲ ذﻝــك.
ﻓﺎﻝﻔﺴﺎد اﻹداري ظﺎﻫرة ﻗدﻴﻤﺔ ِﻗدم اﻹﻨﺴـﺎن أي ﻤﻨـذ أن ﺘﻜوﻨـت اﻝدوﻝـﺔ وﺘوزﻋـت ﻤؤﺴﺴـﺎﺘﻬﺎ ،وﻫـﻲ
ﻝﻴﺴ ــت ﻤ ــن اﻝظـ ـواﻫر اﻝﻤﺤﻠﻴ ــﺔ ﻓﻘ ــط ،ﺒ ــل ﻫ ــﻲ ذات ﺒﻌ ــد ﻋ ــﺎﻝﻤﻲ ،ﻝﻬ ــﺎ ﻤﺴ ــﺒﺒﺎﺘﻬﺎ اﻝﺘ ــﻲ ﺘﺒ ــدأ ﻤ ــن
اﻹﻨﺴﺎن ﻓﺎﻝﻤؤﺴﺴﺔ ﻓﺎﻝدوﻝﺔ ،وﻫﻨﺎﻝك ﺠﻬﺎت ودول ﺘﺘﺒﻨﻰ ﻫذﻩ اﻝظﺎﻫرة وﺘزرﻋﻬﺎ أﺤﻴﺎﻨـﺎ ،ﻝﻤﺼـﻠﺤﺔ
أو ﻝﻐﺎﻴﺔ ﻤﺎ ﻋﺒر أﺠﻬـزة ﻤﺨﺎﺒراﺘﻬـﺎ ﺒﻌﻤﻼﺌﻬـﺎ اﻝـذﻴن ﻴﺘﻤﺜﻠـون ﻓـﻲ أﺸـﺨﺎص أو ﺸـرﻜﺎت أو ﺒﻨـوك أو
ﻤؤﺴﺴﺎت ،ﻴﻌﻤﻠون وﻴﻨﺸرون داﺌﻬم ﺤﺘﻰ ﻴﻨﻬـﺎر ﻨظـﺎم اﻝدوﻝـﺔ اﻝﻤﺴـﺘﻬدﻓﺔ وﻤﻘوﻤﺎﺘﻬـﺎ وﻫـذا ﺠـزء ﻤـن
ﻤﺎ ﻴﻌرف ﺒﺎﻝﺤرب اﻝﺒﺎردة.
واﻹﻨﺴــﺎن ﻓــﻲ دوﻝــﺔ ﻤــﺎ ﻗــد ﻴﺼــﺒﺢ ﻋﻤــﻴﻼ ﻓﻌــﺎﻻ ﻤــن ﻤوﻗﻌــﻪ وﻫــو ﻻ ﻴــدري ﺒﺈﻫﻤﺎﻝــﻪ وﺘﺴــﻴﺒﻪ وﺘــدﻨﻲ
ﻤﺴﺘواﻩ اﻝوظﻴﻔﻲ ﻋن ﻗﺼد أو ﻏﻴر ﻗﺼد.
واﻝﻔﺴــﺎد واﻝﺘﺴــﻴب ﻝــﻴس ﺒﺎﻝﻀــرورة أن ﻴﻜــون ﻤﻘﺼــوداً أو ﻤــدﺒ اًر ،ﻓﻬﻨﺎﻝــك ﻤــﺎ ﻴــﺄﺘﻲ ﻋــن ﻏﻴــر ﻗﺼــد
ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋدم اﻝدراﻴﺔ أو اﻹدراك أو اﻹﻝﻤﺎم ﺒﺎﻝﺸﻲء.
ﻓﺎﻝﻔﺴــﺎد اﻝﻤﻘﺼــود ﻓــﻲ اﻹدارة ﻫــو اﻝﻔﺴــﺎد اﻝﻤﺨطــط واﻝﻤــدﺒر ﻝــﻪ ﺴــﻠﻔﺎ ﻋــن ﻤﻌرﻓــﺔ ود ارﻴــﺔ ﻜﺎﻝﺴ ـرﻗﺔ
واﻻﺨﺘﻼس واﻝرﺸوة واﻝﺘﻼﻋب ﺒﺎﻷرﻗﺎم واﻝﺤﺴﺎﺒﺎت ٕواﺼدار اﻝﻘ اررات اﻝزاﺌﻔﺔ ...إﻝﺦ .
أﻤــﺎ اﻝﻔﺴــﺎد ﻏﻴــر اﻝﻤﻘﺼــود ،ﻓﻴﻨــﺘﺞ ﻋــن ﻤوظــف ﻤﺴــؤول أو ﻏﻴــر ﻤﺴــؤول ﻋــدﻴم اﻝﻜﻔــﺎءة ﻻ ﻴــﺘﻘن
ﻋﻤﻠ ــﻪ وﻻ ﻴﻔﻬﻤ ــﻪ ﻏﻴ ــر ﻤؤﻫ ــل وﻏﻴ ــر ﻗ ــدﻴر ،أو ﻻ ﻴﺤﺴ ــن اﻝﻘﻴ ــﺎدة وﺘ ــوﻝﻲ اﻝﻤﻬ ــﺎم ﻴﺴ ــﺘﻔرد ﺒ ــﺎﻝرأي
ﻓﺘﺼــدر ﻋﻨــﻪ ودون ﺴــوء ﻗﺼــد أﺤﻴﺎﻨــﺎ ﻗـ اررات ﺨﺎطﺌــﺔ ﺘﺴــﻲء ﻝﻠدوﻝــﺔ وﻤؤﺴﺴــﺎﺘﻬﺎ وﻝﻠﻤﺠﺘﻤــﻊ ﺒﻜﺎﻓــﺔ
أطﻴﺎﻓﻪ ،وﺘﻌود ﺒﺂﺜﺎر ﺴﻠﺒﻴﺔ ﺘﺘﻌدد وﺘﺘﻨوع ﻤﻀﺎرﻫﺎ وﻤﻔﺎﺴدﻫﺎ.
وﻗــد أﺸــﺎرت ﺘﻘــﺎرﻴر ﻋــن ﻤﻨظﻤــﺔ اﻝﺸــﻔﺎﻓﻴﺔ اﻝدوﻝﻴــﺔ إﻝــﻰ أن اﻝﻌــﺎﻝم ﻴﺨﺴــر ﻤــﺎ ﻻ ﻴﻘــل ﻋــن )(400
ﻤﻠﻴــﺎر دوﻻر ﺴــﻨوﻴﺎً ﺒﺴــﺒب اﻝﻔﺴــﺎد ،وان اﻝﻔﺴــﺎد ﻴﺘﻔﺸــﻰ ﺒﺼــورة اﻜﺒــر ﻓــﻲ اﻝــدول اﻝﻤﻨﺘﺠــﺔ ﻝﻠــﻨﻔط
وﻨﺘﺴﺎءل ﻝﻤﺎذا ..؟ ﻓﺎﻷﻤر ﻴﺤﺘﺎج إﻝﻰ دراﺴﺔ وﺘﺤﻠﻴل .
إن ﻏﺎﻝﺒﻴﺔ اﻝدول اﻝﻌرﺒﻴﺔ ﺒل ﻝﻌﻠﻬﺎ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻤن ﺠﻤﻠﺔ ﻫذﻩ اﻝدول ،وﻝﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﻴﺤﺘﺴب ﻓﻴﻬﺎ ﻤـﺎ ﺘﺨﺴـرﻩ
ﺠ ـراء ﺴــوء اﻹدارة وﺘــدﻨﻴﻬﺎ و ﻤــﺎ ﻴﻌﻤﻬــﺎ ﻤــن ﻓﺴــﺎد ﻓﺴــوء اﻹدارة أﻓﻘــدﻫﺎ ﻜﺜﻴ ـ اًر ﻤــن اﻝﻤــﺎل اﻝﻌــﺎم
ﺒﺴــﺒب ﻋــدم اﻋﺘﻤــﺎد اﻝﻤﻌــﺎﻴﻴر واﻻﺸــﺘراطﺎت اﻝﻌﻠﻤﻴــﺔ ﻓــﻲ اﻝﺘﺨطــﻴط ﻝﻤﺸــﺎرﻴﻊ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ وﻤـن ﺘــم ﺴــوء
إدارﺘﻬﺎ واﻹﻫﻤﺎل اﻝﻌﺎم ﻓﻴﻬﺎ وﻓﻲ اﻝﻤراﻓق واﻝﺒﻨﻴﺔ اﻝﺘﺤﺘﻴﺔ ﻝﻠدوﻝـﺔ ﻋﺎﻤـﺔ ﻓﺎﻷرﻗـﺎم اﻝﻤﺎﻝﻴـﺔ اﻝﻤرﺼـودة
ﻝﻺﻨﺠﺎز واﻝﺼﻴﺎﻨﺔ واﻝﺘﺠﻬﻴز ﻜﺒﻴـرة وﻝﻜـن ﺴـوء اﺴـﺘﺜﻤﺎر ﻫـذﻩ اﻷﻤـوال واﻝﺘﻼﻋـب ﻓﻴﻬـﺎ وﻨﻬﺒﻬـﺎ ٕواﺒﺎﺤـﺔ
اﻝــﺒﻌض ﻝﻬــﺎ ﻷﻨﻔﺴــﻬم ﺠﻌــل إﻨﺠــﺎز ﻤــﺎ ﺨطــط ﻝــﻪ وﺼــﻴﺎﻨﺔ ﻤــﺎ زﻋــم ﺼــﻴﺎﻨﺘﻪ ﻤﺤــل ﺘﺴــﺄل واﺴــﺘﻔﻬﺎم
ﻝﺴوء اﻹﻨﺠـﺎز وﺴـوء اﻝﺼـﻴﺎﻨﺔ وﻀـﺨﺎﻤﺔ اﻝﻤﺒـﺎﻝﻎ اﻝﺘـﻲ ﺼـرﻓت واﻝﺘـﻲ ﻝـو ﻜﺎﻨـت ﺒﺄﻴـد أﻤﻴﻨـﺔ ﻤﺨﻠﺼـﺔ
وطﻨﻴــﺔ ﻝﻜــﺎن اﻷﻤــر ﻏﻴــر ذﻝــك ﻓﻠﻨﻘــﺎرن أﻨﻔﺴــﻨﺎ ﺒــدول أﺨــرى ﺘﻘــدﻤت ﻋﻨــﺎ وﻓﺎرﻗﺘﻨــﺎ إﻝــﻰ ﻋــﺎﻝم اﻝﺘﻘــدم
أطو ًار وأطوا اًر دوﻻ ﺘﺄﺴﺴـت ﻤﻌﻨـﺎ ﻝﻬـﺎ ﻨﻔـس اﻝﻤﻘوﻤـﺎت وﻗـوة اﻻﻗﺘﺼـﺎد أو أﻗـل ﻤﻨـﺎ وﻝﻜﻨﻨـﺎ ﻝﻸﺴـف
اﻨﺘﻬﺎج اﻝﻨﻬﺞ اﻝﺨﺎطﺊ ﻓﻲ اﻹدارة اﺴﺘﺒﻴﺢ ﻤن ﺨﻼﻝﻪ اﻝﻤﺎل اﻝﻌﺎم وﻤﺎ ﻴزرع اﻝﻤرء ﻴﺤﺼدﻩ.
واﻷﻤر اﻝﻤﺤزن اﻷﺨر أﻨﻪ ﻤﺎ ﻤن ﺸﺨص ﺘﺘﺤدث إﻝﻴﻪ ﻓـﻲ ﻫـذا اﻝﺸـﺄن إﻻ وﺘﺠـد ﻝدﻴـﻪ ﻨﻔـس ﺸـﻜواك
ﻴﺌن وﻴﺘﺄﻝم ﻝﻠﻤﺼﻴر ذاﺘـﻪ ﺸﺨﺼـ ًﺎ ﻋﺎدﻴـﺎً ﻜـﺎن أو ﻤﺴـؤوﻻً اﻝﻜـل ﻴﻌﻠـم واﻝﻜـل ﻴـدري واﻝﻜـل ﻴـرﻓض وﻻ
ﻴرﻴد ..وﻝﻜن إذا ﻜﺎن اﻝﻜل ﻻ ﻴرﻴد ﻫذا اﻝوﻀﻊ ﻓﻤن اﻝﻤﺴؤول ﻋن ﻫــذا ..وﻤن ﻴﺼﺤﺢ وﻴﻌدل.؟
وﻫﻜ ــذا ﻓﺎﻝﻔﺴ ــﺎد ﻓ ــﻲ اﻹدارة ﻴ ــﺄﺘﻲ ﻨﺘﻴﺠ ــﺔ اﻝﺘﺴ ــﻴب واﻹﻫﻤ ــﺎل واﻝﻼﻤﺒ ــﺎﻻة واﻝﻤﻐﺎﻝط ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻝﻤﻔ ــﺎﻫﻴم
واﻻﻨﺤدار ﻓﻲ اﻝﺴﻠوك اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ وﻏﻴـﺎب اﻝـوازع اﻝـدﻴﻨﻲ ،ﻓﺘﺤـدث ﻋﻤﻠﻴـﺔ ﻓوﻀـوﻴﺔ ﺘﻘـود إﻝـﻰ اﻝﺘوﺠـﻪ
ﻋﻠﻰ ﻏﻴر ﻫدى ،دون ﻀواﺒط ﺘﺤﻜـم وأﺴـس ُﻴﻌﻤـل ﺒﻬـﺎ وﺨطـط ﺘﺴـﺘﻬدف ،ﻓﻴـﻨﺠم ﻋـن ذﻝـك ﻨﺸـوء
ﺒﻴﺌﺔ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻝوﻻدة اﻝﻤرض اﻝذي ﻫو اﻝﻔﺴﺎد.
واﻝﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﻫـذﻩ اﻝظـﺎﻫرة إن ﺘرﻋرﻋـت ﻴﺼـﺒﺢ ﻤطﻠﺒـﺎ ﺤﺜﻴﺜـﺎ وﻤﻠﺤـﺎً ،ﻤـن أوﻝوﻴـﺎت اﻝﻤطﺎﻝـب ﻻن
ﻫذا اﻝداء ﻴﻨﺘﻘل وﻴﺘﻔﺸﻰ ﺒﺴرﻋﺔ ﻜﺒﻴرة ،ﺨﺼوﺼﺎ ﻓﻲ ﻋﺼرﻨﺎ اﻝﺤﺎﻝﻲ ﻋﺼر اﻝﻤﺎدﻴﺎت اﻝـذي ﻴـوﻓر
ﻤﺘطﻠﺒﺎﺘ ــﻪ ﻤ ــن اﻨﺤ ــﻼل ﺨﻠﻘ ــﻲ وﻀ ــﻴﺎع ﻓـــﻲ اﻝﻘ ــﻴم وﺘوﺴ ــﻊ ﻓ ــﻲ اﻝرﻏﺒ ــﺎت واﻝﺸ ــﻬوات ،واﻹﺼ ــﻼح
ﺒــﺎﻝﻤﻔﻬوم اﻝﺸــﻤوﻝﻲ ﻻ ﻴــﺘم ﺒﺎﺘﺨــﺎذ ﻗ ـرار ﻓــﻲ ﻤؤﺴﺴــﺔ ﻤــﺎ ﺒﺘﻐﻴﻴــر ﻤــدﻴر أو إﻋــﺎدة ﻫﻴﻜﻠــﺔ ﻝﻘطــﺎع أو
ﻤؤﺴﺴــﺔ وﻝﻜــن ﻴــﺘم ﺘزاﻤﻨ ـﺎً وﺒﺸــﻜل ﺸــﻤوﻝﻲ ﻤﺘﻀــﺎﻤن ﺒﻜﺎﻓــﺔ اﻝﻘطﺎﻋــﺎت ﺒﺎﻋﺘﺒــﺎر اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ ﻤؤﺴﺴــﺔ
ﻜﺒﻴرة ﺘﻀم ﻋدة ﻤؤﺴﺴﺎت ﺘﺨﺘﻠف ﺘوﺠﻬﺎﺘﻬﺎ ﻤن اﻝﻀرورة ﺒﻤﻜﺎن أن ﻴﻌﻤﻬﺎ اﻹﺼﻼح ﻜﺎﻓﺔ .
واﻝﺜﻘﺎﻓﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠﻤﺠﺘﻤﻊ واﻝوﻋﻲ ﺒﺎﻷﺤداث اﻝﺠﺎرﻴﺔ ﻝﻪ وﻤن ﺤوﻝﻪ واﻝﺘﻌﻠﻴم ﻝﻤﺨﺘﻠف اﻝﻤﻌﺎرف
واﻝﻌﻠوم اﻝﺘﻲ أﻫﻤﻬﺎ اﻝﺠﺎﻨب اﻝدﻴﻨﻲ ،ﻋﻘﺒﺔ ﻜﺒﻴرة ﻤن اﻝﻌﻘﺒﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﻤﻨﻊ اﻻﻨﺠراف ﻝﻠﻔﺴﺎد ﺒﺎﻋﺘﺒﺎر
اﻝﺜﻘﺎﻓﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ُﻤﺼﻠﺤﺎ ،ﻓﺘﻘوﻴم اﻝﻔرد وﺘرﺒﻴﺘﻪ وﺘﻌﻠﻴﻤﺔ اﻝﻘﻴم واﻝﻤﺒﺎدئ واﻷﺨﻼق واﻝﻌﻠوم اﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ
وﺘﺄﻫﻴﻠﻪ ﻤﺒدأ أﺴﺎس ﻝﻺﺼﻼح واﻝﺘﻐﻴﻴر ﻓﺎﻹﺼﻼح ﻴﺒدأ ﻤن اﻝﻨﻔس اﻝﺒﺸرﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻫﻲ ﻤﻜﻤن اﻝداء
إن ﻝم ﺘُﺼﻠﺢ ﻝن ﻴﺼﻠﺢ ﻏﻴرﻫﺎ ﻜﻤﺎ ﻗﺎل أﻤﻴر اﻝﺸﻌراء -أﺤﻤد ﺸوﻗﻲ :-
وﻝﻴــس ﺒﻌـــﺎﻤــر ﺒﻨــــﻴﺎن ﻗــــوم
إذا أﺨـــــــﻼﻗﻬم ﻜﺎﻨت ﺨـــــــراﺒﺎ
وﻗﺎل أﻴﻀﺎ :
ٕواﻨﻤــــﺎ اﻷﻤـــــــم اﻷﺨـــــﻼق ﻤﺎ ﺒﻘﻴت
ﻓﺎن ﻫــــم ذﻫﺒت أﺨـــﻼﻗﻬم ذﻫﺒوا
إذا ﻴﺠب أن ﻻ ُﻴﻬﻤل اﻹﻨﺴﺎن اﻝذي ﻫو اﻝﻌﺎﻤل اﻝرﺌﻴس واﻝﻘﺎﻋدة ﻓﻲ اﻝﺒﻨﺎء ﻝذا وﺠب إﻋداد
ﺒرﻨﺎﻤﺞ ﺸﺎﻤل ﻝﺘرﺒﻴﺔ وﺒﻨﺎء اﻹﻨﺴﺎن ﻓﺎﻝﺘرﺒﻴﺔ ﻫﻲ ﺘﻨﻤﻴﺔ وﺘطوﻴر اﻝﻘدرات واﻝﻤﻬﺎرات وﻓق أﺴس
ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻤدروﺴﺔ وﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺒﻨﺎء اﻝﺸﺨﺼﻴﺔ ﻝﻠﻔرد واﻝﺘرﺒﻴﺔ ﻴﺠب أن ﺘﺸﻤل اﻝﻔرد واﻝﻤﺠﺘﻤﻊ
وﻓق ﻤﺴﺎرﻴن ﻤﺘﻼزﻤﻴن ﻜﻲ ﻴﺘﻤﺎزﺠﺎ وﻴﺘوﺤدا وﻓق اﻝﻨﻬﺞ اﻝﺘرﺒوي اﻝﻤراد ﻝﻬﻤﺎ ،وﻤن ﺨﻼل ﻫذا أود
أن أﻗﺘﺒس ﻤن ﻤﻘﺎﻝﺔ ﻝﻠﻜﺎﺘب )طﺎرق ﺤﺴن اﻝﺴﻘﺎ( ) (21ﺒﻤوﻗﻊ )ﺼﻴد اﻝﻔواﺌد( ﻋﻠﻰ اﻝﺸﺒﻜﺔ اﻝدوﻝﻴﺔ
ﻝﻠﻤﻌﻠوﻤﺎت ﺒﻌﻨوان )اﻝﺘرﺒﻴﺔ وﺒﻨﺎء اﻹﻨﺴﺎن( ﻋرﻀﻪ ﻝﺜﻼﺜﺔ ﺘﺠﺎرب ﺘرﺒوﻴﺔ ﻝﻨﺎ ﻤن ﺨﻼﻝﻬﺎ ﻋﺒر
وأﺴوة ﺤﺴﻨﺔ ﻓﻲ طرق اﻝﺘرﺒﻴﺔ وزرع اﻝﻌﻘﺎﺌد دون اﻝﻨظر ﻝﻠﺘوﺠﻬﺎت واﻝﻤﻠل وﻝﻜﻨﻬﺎ دروس ﻓﻲ
اﻝﻨﺠﺎح اﻝﺘرﺒوي ﺒﻨﻴﺎ ﻤن ﺨﻼﻝﻬﺎ ﺠﻴل ﺒﻠﻎ ﻤرادﻩ وﻫﻲ :
/http://www.saaid.net -21اﻝﺘرﺒﻴﺔ وﺒﻨﺎء اﻹﻨﺴﺎن )ﻤﻘﺎل( طﺎرق ﺤﺴن اﻝﺴﻘﺎ – ﻤوﻗﻊ ﺼﻴد اﻝﻔواﺌد
أوﻻً :اﻝﺘﺠرﺒﺔ اﻹﺴﻼﻤﻴﺔ
إذا ﻋدﻨﺎ إﻝﻰ اﻝﺠزﻴرة اﻝﻌرﺒﻴﺔ -وﺒﺎﻝﺘﺤدﻴد إﻝﻰ ﻤﻜﺔ -ﻴوم أن اﺘﺼﻠت اﻝﺴﻤﺎء ﺒﺎﻷرض ﻋن طرﻴق
ﺠﺒرﻴل اﻷﻤﻴن اﻝذي ﻨزل ﺒﺎﻝوﺤﻲ اﻝﻤﺒﻴن ﻋﻠﻰ ﻗﻠب)ﻤﺤﻤد ﺒن ﻋﺒد اﷲ ( ﻨﺠد أن ﻫذا اﻝدﻴن
اﻝﺠدﻴد ﺒدأ ﺒﻤﻨﻬﺞ ﻋظﻴم وأﻓراد ﻗﻼﺌل وﻗﺎﺌد ﻴﺘﻠﻘﻰ ﻋن رﺒﻪ .
ﻜﺎن اﻝﻘﺎﺌد -ﺼﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺴﻠم -ﻴﺠﻴد ﻓن اﻝﺘرﺒﻴﺔ أﻴﻤﺎ إﺠﺎدة ﻜﻤﺎ ﻜﺎن ُﻴﺘﻘن ﻓن ﺒﻨﺎء
اﻹﻨﺴﺎن وﺘطوﻴرﻩ وﺘﻨﻤﻴﺔ ﻗدراﺘﻪ واﺴﺘﺜﻤﺎر طﺎﻗﺎﺘﻪ أﻴﻤﺎ اﺴﺘﺜﻤﺎر ﻓظل -ﺼﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺴﻠم -
ﻴﺘﻌﻬد ﻫؤﻻء اﻝرﺠﺎل ﺒﺎﻝﺘرﺒﻴﺔ واﻝﺘﻌﻠﻴم واﻝﺘدرﻴب وﺘطوﻴر اﻝذات ظل ﻴرﺒﻴﻬم وﻴﻨﻤﻴﻬم ﻴرﻋﻰ ﻗدراﺘﻬم
ق ﺒﻴن اﻝﻔﻜر واﻝﻤﻤﺎرﺴﺔ . ٍ
ﻓﺼل ﺒﻴن اﻝﻌﻠم واﻝﻌﻤل ،أو ﺘﻔرﻴ ٍ وﻴطور ﻤﻬﺎراﺘﻬم دوﻨﻤﺎ
ﻝﻘد رﻜز -ﺼﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺴﻠم – ﻤﻊ ﺼﺤﺎﺒﺘﻪ اﻷﺨﻴﺎر ﻋﻠﻰ ﻤﺒدأ اﻝﺘرﺒﻴﺔ -ﻓﻲ ﺼﺒر وأﻨﺎة
دوﻨﻤﺎ ﺘﻀﺠر أو ﺘﺄﻓف -ﺤﺘﻰ ﺼﻠﺒت أﻋواد اﻝرﺠﺎل وﺘﺸرﺒت روح اﻝﻤﻨﻬﺞ .وﻗﺒﻠﻬﺎ ﻝم ﻴﻔﻜر
رﺴول اﷲ )ﺼﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺴﻠم ( ﻓﻲ اﻝﻘﻔز ﺼوب اﻷﻫداف اﻝﻜﺒرى إﻻ ﺒﻌدﻤﺎ ﺒﻠﻐت اﻝﺘرﺒﻴﺔ -
ﺒﺸﻌﺎﺒﻬﺎ اﻝﻤﺨﺘﻠﻔﺔ -ﻤﺒﻠﻐﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﻨﻔوس وﺒﻌدﻤﺎ ﺘﻐﻠﻐل اﻝﻔﻬم اﻝﻌﻤﻴق ﻝﻬذا اﻝﻤﻨﻬﺞ اﻝﻌظﻴم ﻗﻠوب
اﻝرﺠﺎل وﺒﻌدﻤﺎ ﻓﻬم ﻜل ﻓرد ﻤﻨﻬم دورﻩ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﻴﺎة وﺒﻌدﻤﺎ ﺒرزت اﻷﻫداف أﻤﺎﻤﻬم ﻓﻲ وﻀوح
وﺒﺴﺎطﺔ )ﻋﺒر ﻋن ﻫذا اﻝﻔﻬم رﺒﻌﻲ ﺒن ﻋﺎﻤر ﻓﻲ ﺤدﻴﺜﻪ ﻤﻊ رﺴﺘم ﻋظﻴم اﻝﻔرس ﺒﻘوﻝﻪ "ﻨﺤن ﻗوم
اﺒﺘﻌﺜﻨﺎ اﷲ ﻝﻨﺨرج اﻝﻌﺒﺎد ﻤن ﻋﺒﺎدة اﻝﻌﺒﺎد إﻝﻰ ﻋﺒﺎدة اﷲ اﻝواﺤد اﻝﻘﻬﺎر وﻤن ﺠور اﻷدﻴﺎن إﻝﻰ
ﻋدل اﻹﺴﻼم وﻤن ﻀﻴق اﻝدﻨﻴﺎ إﻝﻰ ﺴﻌﺔ اﻝدﻨﻴﺎ واﻵﺨرة"(.
ظل اﻝﻤﺴﻠﻤون ﻴﻨﺘﻘﻠون ﻤن ﻨﺠﺎح إﻝﻰ ﻨﺠﺎح وﻤن ﻨﺼر إﻝﻰ ﻨﺼر إﻝﻰ أن ﺤل اﻝﻴوم اﻝذي ﺘﺨﻠوا
ﻓﻴﻪ ﻓﻌﻠﻴﺎ -وﻝﻴس ﻨظرﻴﺎ -ﻋن ﻤﺒدأ اﻝﺘرﺒﻴﺔ وﻨﺘﺞ ﻋن ذﻝك أن ﻤﺎﻋت ﺸﺨﺼﻴﺘﻬم واﻨﻌدﻤت
ﻫوﻴﺘﻬم و أﺼﺒﺤوا ﻴﺘﺨﺒطون ﻓﻲ ﻤﺸﺎﻜل ﻻ ﺤﺼر ﻝﻬﺎ واﻝﺤﻘﻴﻘﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﺠب إﺒرازﻫﺎ ﻓﻲ ﻫذا
اﻝﺼدد ﻫﻲ أن ﻜﺜﻴ اًر ﻤن ﻤﺸﺎﻜل اﻝﻤﺴﻠﻤﻴن ﻝم ﺘﺴﺘﻔﺤل ،وﻝم ﺘﺘﻨﺎﻤﻰ وﻝم ﺘﺘﺸﻌب وﻝم ﺘﺴﺘﻌص
ٍ
ﺤﺼن ﻴﻤﻜن ﻝﻬم أن ﻴﺤﺘﻤوا ﺒﻪ وﻓﻴﻪ أﻻ وﻫو ﻋﻠﻰ اﻝﻀﻤﺎد إﻻ ﻴوم أن ﻓرطوا وﺘﺨﻠوا ﻋن أﺤﺼن
ﺤﺼن اﻝﺘرﺒﻴﺔ .
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺘﺠرﺒﺔ اﻝﺤرﻜﺔ اﻝﺼﻬﻴوﻨﻴﺔ
إن اﻝﻤﺘﺘﺒﻊ ﻝﺸﺄن اﻝﻴﻬود ﻓﻲ اﻷرض اﻝﻴوم ﻴﺠد أﻨﻬم ﻋﻠوا ﻋﻠواً ﻜﺒﻴ اًر ﻻ ﻤﺜﻴل ﻝﻪ ﻓﻲ ﺘﺎرﻴﺨﻬم
اﻝطوﻴل وﻻ أﻏﺎﻝﻲ ﺤﻴن أﻗول إن اﻝﻴﻬود ﻴﻌﻴﺸون اﻵن أزﻫﻰ ﻓﺘرات ﻋﺼورﻫم ﻋﺒر اﻝﺘﺎرﻴﺦ ﻤﻨذ
ظﻬور اﻝﺤرﻜﺔ اﻝﺼﻬﻴوﻨﻴﺔ ﺴﻨﻪ 1897م ﺘﻠك اﻝﺤرﻜﺔ اﻝﺘﻲ أﺨذت ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻘﻬﺎ ﺘﺤﻤل ﻤﺴؤوﻝﻴﺔ
اﻝﺸﻌب اﻝﻴﻬودي وﻝﻤﻠﻤﺘﻪ ﻤن اﻝﺸﺘﺎت اﻝذي ﻜﺘب ﻋﻠﻴﻬم ﻷﻜﺜر ﻤن 71ﺠﻴﻼً وﻤن اﻝﻀﻴﺎع اﻝذي
ﻜﺘب ﻋﻠﻴﻬم ﻝﻤﺎ ﻴزﻴد ﻋﻠﻰ 2000ﻋﺎم .ﻝذﻝك ﻤن اﻝﻨﺎدر أن ﺘﺠد ﺠﻴﻼً ﺘﻸﻷ ﻓﻴﻪ ﻨﺠم اﻝﻴﻬود أﻜﺜر
ﻤن ﻫذا اﻝﺠﻴل ﻋﻠﻰ ﻤدار اﻝﻌﺸرﻴن ﻗرﻨﺎ اﻝﻤﺎﻀﻴﺔ .
ﻴرﺠﻊ ﻫذا اﻝﻌﻠو وﻫذا اﻻﻨﺘﻔﺎش إﻝﻰ أن رواد اﻝﺤرﻜﺔ اﻝﺼﻬﻴوﻨﻴﺔ اﻋﺘﻤدوا ﻤﺒدأ اﻝﺘرﺒﻴﺔ اﻋﺘﻤﺎداً
أﺼﻴﻼً ﻓﻲ ﺘﺠرﺒﺘﻬم ﻜﻤﺎ أﺤﺴﻨوا ﺘرﺒﻴﺔ اﻷﺠﻴﺎل اﻝﻴﻬودﻴﺔ اﻝﺤدﻴﺜﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺒﺎدئ اﻝﺘﻲ أرادوﻫﺎ
وارﺘﻀوﻫﺎ وﺒﺎﻝرﻏم ﻤن ﻓﺴﺎد ﻜل ﻫذﻩ اﻝﻤﺒﺎدئ واﻝﻐﺎﻴﺎت واﻷﻫداف واﻝوﺴﺎﺌل إﻻ أن اﻝﺤرﻜﺔ
اﻝﺼﻬﻴوﻨﻴﺔ ﻝم ﺘﻐﻔل ﻤﺒدأ اﻝﺘرﺒﻴﺔ ﻝﺤظﺔ ﻓﻲ ﺤﻴﺎة اﻝﺸﻌب اﻝﻴﻬودي ﺤﺘﻰ اﻝﻴوم ﻝذﻝك ﻨﺠﺤوا وﻤﺎ زاﻝوا
ﻴﻨﺘﻘﻠون ﻤن ﻨﺠﺎح إﻝﻰ ﻨﺠﺎح ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎب ﻏﻴرﻫم ﻤن ﺸﻌوب اﻝﻌﺎﻝم .
" ﻓﻠﻘد ﺸرﻋت اﻝﺤرﻜﺔ اﻝﺼﻬﻴوﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺘرﺒﻴﺔ ﺠﻴل ﺠدﻴد ﻤن اﻝﻴﻬود ﻻ ﻴﻔﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﻴر
اﻝﺼﻬﻴوﻨﻴﺔ وﻻ ﺘﺘﺴرب إﻝﻰ أﻓﻜﺎرﻩ أﻴﺔ ﻨزﻋﺎت ﻻ ﺘﺘﻔق ﻤﻌﻬﺎ )..؟ (..ﺠﻴلُ ﻴﻐرس ﻓﻴﻪ اﻹﻴﻤﺎن
اﻝذي ﻻ ﻴﺘزﻋزع ﺒﺤق اﻝﻴﻬود ﻓﻲ اﻻﺴﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ ﻜل ﺸﺒر ﻤن اﻷرض وطﺄﺘﻪ ﻓﻲ اﻝﻤﺎﻀﻲ أﻗدام
ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴل وﺒﺤﻘﻬم ﻓﻲ ﺴﺤق ﻜل ﻤن ﻴﺤﺎول اﻝوﻗوف ﻓﻲ طرﻴﻘﻬم ﺠﻴل ﻏذاؤﻩ اﻝﻌﻘﻴدة وﻤﺜﻠﻪ
اﻷﻋﻠﻰ اﻝﻌﻘﻴدة .
وﻝﻤﺎ ﻨﺠﺤت اﻝﺘرﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻨﺎء ﻫذا اﻝﻤﺨﻠوق اﻝﺼﻬﻴوﻨﻲ ﺨرﺠوا ﺼوب أﻫداﻓﻬم ﺤﺘﻰ ﺘﻤﻜﻨوا ﻤن
أﺼﺒﺢ ﺼوﺘﻬم اﻷﻋﻠﻰ ﻨﺒرة واﻷﻜﺜر ﺴﻤﻌﺎ اﻝﺴﻴطرة ﻋﻠﻰ ﻤﻌظم ﻤﻔﺎﺼل اﻝﻌﺎﻝم اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ
واﻷوﺠب طﺎﻋﺔ ﻤﺎ ﺠﻌﻠﻬم ﻴﺤﻘﻘون اﻝﻜﺜﻴر ﻤﻤﺎ رﺴﻤوﻩ وﺨططوا ﻝﻪ ﻤن أﻫداف ٕواذا أردت أن ﺘﺘﺄﻜد
ﺒﺄم ﻋﻴﻨﻴك ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻴك إﻻ أن ﺘﻌﻴد ﻗراءة ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻷﻫداف اﻝﺸرﻴرة اﻝﺘﻲ ﺘﻀﻤﻨﺘﻬﺎ )ﺒروﺘوﻜوﻻت
ﺤﻜﻤﺎء ﺼﻬﻴون( وﺘﻘﺎرﻨﻬﺎ ﺒواﻗﻊ اﻝﻌﺎﻝم اﻝﻴوم ﺴﺘﺠد أن ﻨﺴﺒﺔ ﻜﺒﻴرة ﻤن ﻫذﻩ اﻷﻫداف ﻗد ﺘﺤﻘﻘت
وأﺼﺒﺤت واﻗﻌﺎ.
ﺜﺎﻝﺜﺎ :اﻝﺘﺠرﺒﺔ اﻝﻴﺎﺒﺎﻨﻴﺔ
ﺨرﺠت اﻝﻴﺎﺒﺎن ﻤن اﻝﺤرب اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ وأﻗل ﻤﺎ ﻴﻤﻜن أن ﺘوﺼف ﺒﻪ ﺒﺄﻨﻬﺎ دوﻝﺔ ﻤﺤطﻤﺔ ﻏﻴر
أن اﻝﻘﺎدة اﻝﻴﺎﺒﺎﻨﻴﻴن ﻝم ﻴﺒﻜوا ﻜﺜﻴ ار ﻋﻠﻰ اﻝﻠﺒن اﻝﻤﺴﻜوب ﻓﻠﻘد ﺸرﻋوا ﻓﻲ وﻀﻊ اﻝﺨطط واﻝﺒراﻤﺞ
واﻝﻤﺴﺎرات اﻝﺘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺴﻴﺴﻴر اﻹﻨﺴﺎن اﻝﻴﺎﺒﺎﻨﻲ ﺼوب اﻝﻨﻬوض ﻤن ﻜﺒوﺘﻪ وﻜﺎن ﻤن أﺒرز ﻫذﻩ
اﻝﻤﺴﺎرات اﻝﺘﻲ ﻋﻤد إﻝﻴﻬﺎ اﻝﻘﺎدة اﻝﻴﺎﺒﺎﻨﻴون ﻫو اﻝﻠﺠوء إﻝﻰ ﻤﺴــﺎر اﻝﺘـرﺒﻴﺔ إذ ﻴﺠﻤﻊ اﻝﻤراﻗﺒون ﻋﻠﻰ
أن ﺴر ﻨﻬﻀﺔ اﻝﺸﻌب اﻝﻴﺎﺒﺎﻨﻲ -اﻝﺘﻲ ﻫﻲ ﻤﻀرب اﻷﻤﺜﺎل اﻝﻴوم -ﺘﻌود إﻝﻰ اﻋﺘﻨﺎق اﻝﻘﺎدة
اﻝﻴﺎﺒﺎﻨﻴﻴن ﻤﺒدأ اﻝﺘرﺒﻴﺔ وﻋدم إﻏﻔﺎﻝﻪ ﻓﻲ إﻋﺎدة ﺒﻨﺎء اﻹﻨﺴﺎن اﻝﻴﺎﺒﺎﻨﻲ.
ﻝﻘد وﺼل اﻝﺸﻌب ﻓﻲ اﻝﻴﺎﺒﺎن إﻝﻰ ﻫذا اﻝﻤﺴﺘوى اﻝرﻓﻴﻊ ﻤن اﻝﺘﻘدم واﻝرﻗﻲ واﻻزدﻫﺎر ﺒﺴﺒب اﻫﺘﻤﺎم
ﻗﺎدﺘﻬم ﺒﺘدرﻴس ﻤﺎدة ﺘﺴﻤﻰ)اﻝﺘرﺒﻴﺔ اﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ( Moral Education -واﻝﺘرﺒﻴﺔ اﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﻤﺎدة
ﺘدرس ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﻤراﺤل اﻝﺘﻌﻠﻴم ﺒدءا ﻤن اﻝﻤرﺤﻠﺔ اﻻﺒﺘداﺌﻴﺔ إﻝﻰ اﻝﻤرﺤﻠﺔ اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﻨظرﻴﺎً وﻋﻤﻠﻴﺎً
وﻫﻲ ﺘﻬدف إﻝﻰ ﺘرﺒﻴﺔ اﻹﻨﺴﺎن اﻝﻴﺎﺒﺎﻨﻲ ذاﺘﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻤﻔﺎﻫﻴم أﻫﻤﻬﺎ :
.1اﻹﺨﻼص واﻻﻨﻀﺒﺎط واﻝدﻗﺔ واﻝﺘﻔﺎﻨﻲ ﻋﻨد ﻗﻴﺎﻤﻪ ﺒﺄي ﻋﻤل ﻤن اﻷﻋﻤﺎل .
.2اﻻﻋﺘدال ﻓﻲ ﻜل أﻤر ﻤن أﻤور اﻝﺤﻴﺎة .
.3اﻝﺤرص واﻝﺘﻌﺎون واﻝﺸﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻝﺤﻴﺎة .
.4اﻝﻔﻬم اﻝﻌﻤﻴق ﻝﻤﻔﻬوم اﻝﺤرﻴﺔ .
.5اﻝﺴﻌﻲ اﻝدؤوب إﻝﻰ ﺘطوﻴر اﻝذات ﺒﺼﻔﺔ داﺌﻤﺔ وﻤﺴﺘﻤرة .
.6ﺤب اﻝﺒﺤث واﻻطﻼع واﻝﻘراءة ﻤن أﺠل اﻝوﺼول إﻝﻰ اﻝﺤﻘﻴﻘﺔ .
.7اﺤﺘرام ﻗﻴم اﻝﻌﻤل وﺤﺒﻪ وﺘﻘدﻴرﻩ واﻝﺘﻔﺎﻨﻲ ﻓﻴﻪ .
.8اﻝﺸﻌور اﻝﻌﻤﻴق ﺒﺎﻝﻤﺴﺌوﻝﻴﺔ اﻝﺠﻤﺎﻋﻴﺔ وأن ﻜل ﻓرد ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ – وﻜﻤﺎ ﻝﻪ ﺤﻘوق – ﻓﺈن ﻋﻠﻴﻪ
واﺠﺒﺎت ﺘﺠﺎﻩ ﻤﺠﺘﻤﻌﻪ ﻻﺒد أن ﻴﻘدﻤﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻗﺒل ﺤﻘوﻗﻪ وواﺠﺒﺎﺘﻪ ﺘﺠﺎﻩ ﻨﻔﺴﻪ.
.9اﻹﺴﻬﺎم ﺒﻜل ﻗوة ﻓﻲ ﺒﻨﺎء وﺘطوﻴر اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝذي ﻴوﺠد ﻓﻴﻪ اﻝﻔرد )ﺒدءاً ﻤن اﻝﻔﺼل ﻤرو اًر
ﺒﺎﻝﺸﺎرع إﻝﻰ اﻝﺤﻲ وﺼوﻻً إﻝﻰ اﻷﻤﺔ اﻝﻴﺎﺒﺎﻨﻴﺔ ( .
.10اﺤﺘرام اﻝﻘواﻋد اﻝﻌﺎﻤﺔ واﻝﻘواﻨﻴن اﻝﻤﻨظﻤﺔ ﻝﺸؤون اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ واﺤﺘرام ﻜل ﻤن ﻴﺘﻔﺎﻨﻰ ﻤن اﺠل
إﺴﻌﺎد أﻋﻀﺎء ﻫذا اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ) اﻝﻤﻌﻠﻤﻴن – اﻵﺒﺎء – اﻷﻤﻬﺎت – رﺠﺎل اﻝﺸرطﺔ – ﻋﻤﺎل اﻝﻨظﺎﻓﺔ
...اﻝﺦ (
.11ﺤب اﻝوطن واﺤﺘرام ﻋﺎداﺘﻪ وﺘﻘﺎﻝﻴدﻩ واﻝﺘﻔﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺨدﻤﺘﻪ واﻝﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ أﻤﻼﻜﻪ اﻝﻌﺎﻤﺔ
واﻝﺨﺎﺼﺔ .
.12اﺤﺘرام ﺜﻘﺎﻓﺔ اﻵﺨر واﻝﺘﻔﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺨدﻤﺘﻪ .
.13اﻝﺴﻌﻲ ﻝﺘﻌزﻴز ﻤﻔﻬوم اﻝﺼداﻗﺔ ﺒﻴن ﺸﻌوب اﻝﻌﺎﻝم .
إن ﻤﺸروع اﻝﺘرﺒﻴﺔ اﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻴﺎﺒﺎن ﻤﻨظوﻤﺔ ﻤﺘﻜﺎﻤﻠﺔ ﺘﺸﺎرك ﻓﻴﻬﺎ ﻜل ﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ
اﻝﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﺠدﻴﺔ وﺤزم وﻫو ﻴﻜﺎد ﻴﺸﺒﻪ اﻝﻤﺸروع اﻝﻘوﻤﻲ ﻝﻠدوﻝﺔ ﻓﻬﻲ ﺘﺘﺒﻨﻰ اﻝﻤﺸروع ﺒﻜل ﻗوة وﺘوﻓر
ﻝﻪ ﻜل اﻹﻤﻜﺎﻨﺎت اﻝﻤﺎدﻴﺔ واﻝﻌﻴﻨﻴﺔ .
ﻝذﻝك ﻗد ﻻ ﻨﺠد ﻏراﺒﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎﻝﻪ وزﻴر اﻝﺘﻌﻠﻴم اﻝﻴﺎﺒﺎﻨﻲ ﻋﻨدﻤﺎ ﺴﺌل ذات ﻴوم ﻋن ﺴر اﻝﺘﻘدم
واﻝﺘﻔوق اﻝذي أﺤرزﺘﻪ اﻝﻴﺎﺒﺎن ﻓﻲ ﺸﺘﻰ ﻤﻨﺎﺤﻲ اﻝﺤﻴﺎة ﻓﺄﺠﺎب ﺒﺼوت ﺘﻤﻸﻩ ﻨﺒرات اﻝﻔﺨر
واﻻﻋﺘزاز) :اﻝﺴر ﻴرﺠﻊ إﻝﻰ ﺘرﺒﻴﺘﻨﺎ اﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ( .
إن ﻤﺒدأ اﻝﺘرﺒﻴﺔ ﻫو اﻝﻌﻨﺼر اﻝوﺤﻴد اﻝذي ﻻ ﻴﺠب ﻋﻠﻰ أي ﻗوة ﻝﻬﺎ ﻏﺎﻴﺎت ﺴﺎﻤﻴﺔ وأﻫداف ﺠﻠﻴﻠﺔ
وﻤﻬﺎم ﻋظﻴﻤﺔ أن ﺘﺘﻐﺎﻓﻠﻪ أو ﺘﻨﺤﻴﻪ ﺠﺎﻨﺒﺎ ﻓﺤﺴن اﻝﺘرﺒﻴﺔ ﻴﻌﻨﻲ ﺤﺴن ﺼﻨﺎﻋﺔ اﻝﻌﻘول وﺤﺴن
ﺼﻨﺎﻋﺔ اﻝﻌﻘول ﻴﻌﻨﻲ ﺤﺴن اﻝﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ اﻷﻫداف وﺤﺴن اﻝﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ اﻷﻫداف ﻴﻌﻨﻲ ﺤﺴن
ﺘﺤﻘﻴق أﻓﻀل ﻤﻌدﻻت أي اﻨﺠﺎزات ﻨﺴﻌﻰ إﻝﻰ ﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ أرض اﻝواﻗﻊ وﺤﺴن ﺘﺤﻘﻴق ﻤﻌﺎﻴﻴر
اﻹﻨﺠﺎز اﻝﻌﺎﻝﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠف ﻤﺠﺎﻻت اﻝﺤﻴﺎة ﻻ ﺸك أﻨﻪ ﻴﻌود ﺒﺎﻝﺨﻴر ﻋﻠﻰ اﻹﻨﺴﺎن ﻜﻤﺎ ﻴرﻴدﻩ اﷲ
-ﻋز وﺠل -وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻴﺴﺎﻫم ﻫذا اﻝﻤردود ﻓﻲ ﺤﺴن ﺒﻨﺎء اﻹﻨﺴﺎن اﻝﺴوي اﻝذي ﻝو وﺠد ﻝﻨﻬض
ﺒوﺠودﻩ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻜﻠﻪ وﻫذا ﻫو ﻫدف أي ﻗوة إﺼﻼﺤﻴﺔ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ وﻝﻜن ﻴﺘوﻗف ﻫذا
ﻜﻠﻪ ﻋﻠﻰ درﺠﺔ ﺘﻤﻜن اﻝﺘرﺒﻴﺔ ﻤن اﻝﻨﻔوس .
إن اﻝﺘﻘﺼﻴر ﻓﻲ ﺘﺠوﻴد ﻤﺒدأ اﻝﺘرﺒﻴﺔ ﻴﻌﻨﻲ اﻝﺘﻘﺼﻴر ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴق اﻷﻫداف وﻤن ﻋﺎش ﺒﻼ أﻫداف
ﻓﺄوﻝﻰ ﻝﻪ أن ﻴرﻋﻰ ﻤﻊ اﻝﻬﻤل .
وﻫذا ﻤﺎ ﻴﺘﻨﺎﻓﻰ ﻤﻊ أﺼﺤﺎب اﻝﻐﺎﻴﺎت اﻝﻜﺒرى "" .
وﻋﻼوة ﻋﻠﻰ اﻝﺘرﺒﻴﺔ ﻓﺈن اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﺒﺤﺎﺠﺔ إﻝﻰ ﺴد ﻤﻨﻴﻊ ﻴﻜون ﺤﺎﺠ اًز دون اﻝﺘﺴﻴب واﻝﻔﺴﺎد وﻫذا
اﻝﺴد ﻴﻌﻠو ﻤن ﺨﻼل ﺘﻘدﻴم اﻝﺨدﻤﺎت واﻝرﻓﻊ ﻤن ﻤﺴﺘواﻫﺎ وﺘﺤﺴﻴﻨﻬﺎ وﻨﺸر ﺼور اﻝﻌﻼﻗﺎت
اﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻀﻔﻲ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻝﻤﺴﺔ ﺠﻤﺎﻝﻴﺔ وﺘزرع ﻓﻴﻪ ﺤس اﻝوطﻨﻴﺔ واﻻﻫﺘﻤﺎم ﺒﻤﺎ ﻫو
ﻋﺎم ﻗﺒل اﻝﺨﺎص ،ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻗد ﺘﻜون ﺴﻬﻠﺔ ﺒﺴﻴطﺔ وﻝﻜﻨﻬﺎ ﺤﺴﻴﺔ ﻜﺒﻴرة وﻋﻤﻴﻘﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﻌﻨﻰ ،وﻓﻲ
اﻝﺘﺄﺜﻴر واﻝﺘﺄﺜر ،ﻤﺜل اﻝﻨظﺎﻓﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ واﻻﻫﺘﻤﺎم ﺒﺎﻝﺒﻴﺌﺔ وﺒﻨﺎء ٕواﻗﺎﻤﺔ اﻷﻤﺎﻜن اﻝﺘرﻓﻴﻬﻴﺔ واﻝﺘﻜﺎﺘف
اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻤن ﺨﻼل اﻝﺠﻤﻌﻴﺎت اﻷﻫﻠﻴﺔ واﻝﻌﻤل اﻝﺘطوﻋﻲ واﻻﻫﺘﻤﺎم ﺒﺎﻝﺘراث واﻵﺜﺎر واﻝﺨدﻤﺎت
اﻝﻌﺎﻤﺔ ٕواﺤﻴﺎء ﻤﺎ ﻓﻘد ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺜل ﺴﺎﻋﻲ اﻝﺒرﻴد وزﻴﺎرة اﻝﻘﺎﺌﻤﻴن ﻋﻠﻰ ﺼﺤﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻝﻸﺴر ﻓﻲ
ﺒﻴوﺘﻬﺎ وﺘﻘدﻴم اﻝﺘﺄﻤﻴن اﻝﺼﺤﻲ ﻝﻠﻤوظف واﻝﻌﺎﻤل وأﺴرﻫم وزﻴﺎرة اﻝﻘﺎﺌﻤﻴن ﻋﻠﻰ اﻝﻀﻤﺎن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻝﻸﺴر اﻝﻤﺤﺘﺎﺠﺔ واﻝﻔﻘﻴرة اﻝﺘﻲ ﺒﻼ ﻋﺎﺌل وزﻴﺎرة اﻝﻤرﺸد اﻝزراﻋﻲ ﻝﻠﻔﻼح ﻓﻲ ﻤزرﻋﺘﻪ وﻏﻴر ذﻝك ﻤن
ﺘﺤﺴس اﻝﻤواطن ﺒﺎﻫﺘﻤﺎم اﻝدوﻝﺔ ﺒﻪ ،وﺒﺄﻨﻪ اﻷول ﻓﻲ ﺴﻠم اﻝﻌﻼﻗﺎت ﻓﻬذﻩ اﻷﻤور ﻋﺎﻤﺔ
اﻷوﻝوﻴﺎت ﻤﺎ ﻴزرع ﻓﻴﻪ اﻝﺤس اﻝوطﻨﻲ اﻝﺼﺎدق ،اﻝذي ﺒدورﻩ ﻴﻨﺘﺞ ﻤواطﻨﺎ واﻋﻴﺎ ﻤﺜﻘﻔﺎ ﺤرﻴﺼﺎ ﻜل
اﻝﺤرص ﻋﻠﻰ وطﻨﻪ وﻋﻠﻰ ﻤﻜﺘﺴﺒﺎﺘﻪ .
ﻤﺠﻤـ ــل ﻫـ ــذﻩ اﻝﺨـ ــدﻤﺎت ﻝـ ــﻴس ﻤطﻠﺒ ـ ـﺎً ﺠدﻴـ ــداً ﺒـ ــل ﻫـ ــو ﻤوﺠـ ــود ﻤﺴـ ــﺒﻘﺎً وﻤـ ــن ﻀـ ــﻤن ﻝ ـ ـواﺌﺢ اﻹدارة
واﻫﺘﻤﺎﻤﺎﺘﻬــﺎ وﺒــوب ﻤﺎﻝﻴ ـﺎً ورﺼــدت ﻝــﻪ اﻷرﻗــﺎم ﻝﻠﺼــرف وﻝﻜــن ﺘطﺒﻴﻘﻴــﺎ وﻋﻤﻠﻴ ـﺎً ﻻ ﻴوﺠــد ﻤطﻠﻘ ـﺎً أو
ﻝﻨﻘل ﻨﺎد اًر ﻷﻨﻨﻲ ﻻ أرﻴـد أن أظﻠـم ﺒﻌـض اﻝﺠﻬـﺎت واﻝـدواﺌر اﻝﺘـﻲ ﺘطﺒـق ﻫـذﻩ اﻝﻠـواﺌﺢ وﺘﻬـﺘم ﺒﺄﻓرادﻫـﺎ
وﻫﻲ ﻗﻠﻴﻠﺔ وﻗﻠﻴﻠﺔ ﺠداً وﻝﻤﺎذا ﻫذا اﻝﻘﻠﻴل ﻨدري وﻻ ﻨدري .؟
ﻓــﺎﻹدارة ﻝﻴﺴ ــت ﺴــﻠطﺎﻨﺎ أو ﻤﻤﻠﻜــﺔ ﻜﻤــﺎ ﻴﺘﻬﻴــﺄ ﻝــﺒﻌض اﻝﻨ ــﺎس ،ﻴﺒﻨــﻲ ﻤــن ﺨﻼﻝﻬــﺎ أﻤﺠ ــﺎدﻩ وﻴﺤﻘــق
أﻏراﻀﻪ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎب اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ،ﻓﻴﺠﻌل اﻝﻤﺎل اﻝﻌﺎم ﻏﺎﻴﺔ ﺘﺒررﻩ اﻝوﺴـﻴﻠﺔ ﻤﺴـﺘﺒﺎﺤﺔ ﺒـﺎﻝﻴﻤﻴن
واﻝﺸــﻤﺎل ،ﺒــل ﻫــﻲ ﻤﺴــؤوﻝﻴﺔ ﺠﺴــﻴﻤﺔ ﻻ ﻴﺘﺤﻤﻠﻬــﺎ إﻻ أﻗوﻴــﺎء اﻝﻨﻔــوس ﺸــدﻴدو اﻝﻌ ـزاﺌم أوﻝﺌــك اﻝــذﻴن
وﻀﻌوا اﷲ ﻨﺼـب أﻋﻴـﻨﻬم وﺼـﺎﻨوا اﻝﻤـﺎل اﻝﻌـﺎم وﻋـﺎدﻝوﻩ ﺒﻤـﺎل اﻝﻴﺘـﻴم إذا اﺴـﺘﻐﻨوا ﺘﻌﻔﻔـوا ٕواذا ﺠـﺎﻋوا
أﻜﻠوا ﺒﺎﻝﻤﻌروف.
وﻗ ــد ﻨﻬ ــﻰ اﷲ -ﺴ ــﺒﺤﺎﻨﻪ وﺘﻌ ــﺎﻝﻰ – ﻓ ــﻲ اﻝﻘـ ـرآن اﻝﻜـ ـرﻴم ﻋ ــن اﻝﻔﺴ ــﺎد وﺤـ ـ ّذر ﻤﻨ ــﻪ وﻤ ــن اﻝﻤﻔﺴ ــدﻴن
وﺘوﻋدﻫم ﺒﺄﺸد اﻝﻌﻘﺎب ﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﻤﺤﻜم آﻴﺎت اﻝذﻜر اﻝﺤﻜﻴم :
ٕواذا ﺘوﻝﻰ ﺴﻌﻰ ﻓﻲ اﻷرض ﻝﻴﻔﺴد ﻓﻴﻬﺎ وﻴﻬﻠـك اﻝﺤـرث واﻝﻨﺴـل واﷲ ﻻ ﻴﺤـب اﻝﻔﺴـﺎد
اﻝﺒﻘرة 205
ظﻬر اﻝﻔﺴﺎد ﻓـﻲ اﻝﺒـر واﻝﺒﺤـر ﺒﻤـﺎ ﻜﺴـﺒت أﻴـدي اﻝﻨـﺎس ﻝﻴـذﻴﻘﻬم ﺒﻌـض اﻝـذي وﻗﺎل ﺘﻌﺎﻝﻰ
اﻝروم 41 ﻝﻌﻠﻬم ﻴرﺠﻌون ﻋﻤﻠوا
واﺒﺘــﻎ ﻓﻴﻤــﺎ آﺘــﺎك اﷲ اﻝــدار اﻵﺨـرة وﻻ ﺘــﻨس ﻨﺼــﻴﺒك ﻤــن اﻝــدﻨﻴﺎ وأﺤﺴــن ﻜﻤــﺎ أﺤﺴــن اﷲ
اﻝﻘﺼص 77 إﻝﻴك وﻻ ﺘﺒﻎ اﻝﻔﺴﺎد ﻓﻲ اﻷرض إن اﷲ ﻻ ﻴﺤب اﻝﻤﻔﺴدﻴن
اﻝذﻴن طﻐوا ﻓﻲ اﻝﺒﻼد ﻓﺄﻜﺜروا ﻓﻴﻬـﺎ اﻝﻔﺴـﺎد ﻓﺼـب ﻋﻠـﻴﻬم رﺒـك ﺴـوط ﻋـذاب
اﻝﻔﺠر اﻵﻴﺎت 13- 12 -11
اﻝﻤﺎﺌدة 64آﺨر اﻻﻴﻪ وﻴﺴﻌون ﻓﻲ اﻷرض ﻓﺴﺎداً واﷲ ﻻ ﻴﺤب اﻝﻤﻔﺴدﻴن
وﻗﺎل ﻤوﺴﻰ ﻷﺨﻴﻪ ﻫﺎرون اﺨﻠﻔﻨﻲ ﻓﻲ ﻗوﻤﻲ وأﺼﻠﺢ وﻻ ﺘﺘﺒـﻊ ﺴـﺒﻴل اﻝﻤﻔﺴـدﻴن
اﻷﻋراف 142
وﻝـﺘﻜن ﻤــﻨﻜم أﻤــﺔ ﻴــدﻋون إﻝـﻰ اﻝﺨﻴــر وﻴــﺄﻤرون ﺒــﺎﻝﻤﻌروف وﻴﻨﻬـون ﻋــن اﻝﻤﻨﻜــر وأوﻝﺌــك
آل ﻋﻤران 104 ﻫم اﻝﻤﻔﻠﺤون
آل ﻜﻨﺘـم ﺨﻴـ ــر أﻤــﺔ أﺨرﺠت ﻝﻠﻨﺎس ﺘـﺄﻤرون ﺒـﺎﻝﻤﻌروف وﺘﻨﻬـون ﻋـن اﻝﻤﻨﻜـر
ﻋﻤران 110
ﻴؤﻤﻨــون ﺒــﺎﷲ واﻝﻴــوم اﻷﺨــر وﻴــﺄﻤرون ﺒــﺎﻝﻤﻌروف وﻴﻨﻬــون ﻋــن اﻝﻤﻨﻜــر وﻴﺴــﺎرﻋون ﻓــﻲ
آل ﻋﻤران 114 ﻓﻌل اﻝﺨﻴرات وأوﻝﺌك ﻤن اﻝﺼﺎﻝﺤﻴن
اﻝــذﻴن ﻴﺘﺒﻌــون اﻝرﺴــول اﻝﻨﺒــﻲ اﻷﻤــﻲ اﻝــذي ﻴﺠدوﻨــﻪ ﻤﻜﺘوﺒــﺎ ﻋﻨــدﻫم ﻓــﻲ اﻝﺘــوراة واﻹﻨﺠﻴــل
ﻴــﺄﻤرﻫم ﺒــﺎﻝﻤﻌروف وﻴﻨﻬــﺎﻫم ﻋــن اﻝﻤﻨﻜــر وﻴﺤــل ﻝﻬــم اﻝطﻴﺒــﺎت وﻴﺤــرم ﻋﻠــﻴﻬم اﻝﺨﺒﺎﺌــث
اﻷﻋراف 157
واﻝﻤؤﻤﻨـ ــون واﻝﻤؤﻤﻨـ ــﺎت ﺒﻌﻀـ ــﻬم أوﻝﻴـ ــﺎء ﺒﻌ ـ ــض ﻴـ ــﺄﻤرون ﺒـ ــﺎﻝﻤﻌروف وﻴﻨﻬـ ــون ﻋ ـ ــن
اﻝﺘوﺒﺔ 71 اﻝﻤﻨﻜر
ﺼـدق اﷲ اﻝﻌظـﻴم ﻓﻴﻤـﺎ ﻗـﺎل ،وﻗـد أﻤرﻨـﺎ -ﺴـﺒﺤﺎﻨﻪ وﺘﻌـﺎﻝﻰ -ﻜـذﻝك ﺒﺎﻻﻗﺘـداء ﺒﺎﻝرﺴـول اﻝﻜـرﻴم
ﻤــﺎ أﻓــﺎء اﷲ ﻋﻠــﻰ ﻷن اﻻﻗﺘــداء ﺒــﻪ واﻷﺨ ـــذ ﺒﺴــﻨﺘﻪ ﻴﻤﻨــﻊ اﻝﻔﺴــﺎد ﻋﺎﻤـﺔً ﻓﻘــﺎل ﻋــز وﺠــل
رﺴوﻝﻪ ﻤن أﻫـل اﻝﻘـرى ﻓﻠﻠـﻪ وﻝﻠرﺴـول وﻝـذي اﻝﻘرﺒـﻰ واﻝﻴﺘـﺎﻤﻰ واﻝﻤﺴـﺎﻜﻴن وأﺒـن اﻝﺴـﺒﻴل ﻜـﻲ ﻻ ﻴﻜـون
دوﻝــﺔ ﺒــﻴن اﻷﻏﻨﻴــﺎء ﻤــﻨﻜم وﻤــﺎ أﺘــﺎﻜم اﻝرﺴــول ﻓﺨــذوﻩ وﻤــﺎ ﻨﻬــﺎﻜم ﻋﻨــﻪ ﻓــﺎﻨﺘﻬوا واﺘﻘـوا اﷲ إن اﷲ ﺸــدﻴد
اﻝﺤﺸر 7 اﻝﻌﻘﺎب
" ﺼــدق اﷲ اﻝﻌظــﻴم وﺼــﻠﻰ اﷲ وﺴــﻠم "ﻋﻠــﻰ ﺴــﻴدﻨﺎ ﻤﺤﻤــد اﻝﻨﺒــﻲ اﻝﻜـرﻴم ،ﻓﺎﻝﻔﺴــﺎد ظــﺎﻫرة ﻤﺘﻼزﻤــﺔ
ﻤـ ــﻊ اﻝﺒﺸـ ــر أﻴﻨﻤـ ــﺎ ﺤﻠ ـ ـوا ،ﻫـ ــم ﺼـ ــﻨﺎﻋﻬﺎ وﻤﻨﺘﺠوﻫـ ــﺎ ،وﻓـ ــﻲ ﻨﻔـ ــس اﻝوﻗـ ــت ﻫـ ــم ﺒﺎﻋﺘﻬـ ــﺎ وﻤﺸـ ــﺘروﻫﺎ
وﻤﺴــﺘﻬﻠﻜوﻫﺎ ،ﻝــذا أﺘــت اﻝﻜﺘــب اﻝﺴــﻤﺎوﻴﺔ ﻜﺎﻓــﺔ ﺒﻤــﺎ ﻴﺤــذر ﻤﻨﻬــﺎ وﻤــﺎ ﻴــﻨﺠم ﻋﻨﻬــﺎ وﺘوﻋــدت ﺒﺎﻝﻌﻘــﺎب
وﺴــوء اﻝﻤﺼــﻴر اﻝــذي أﻋــدﻩ اﷲ -ﺘﻌــﺎﻝﻰ -ﻝﻤﺴــﺒﺒﻴﻬﺎ وﻤﻘﺘرﻓﻴﻬــﺎ وﺒﺎﻝﺠــﺎﺌزة واﻝﻤﻜﺎﻓــﺄة وﺤﺴــن اﻝﺜـواب
ﻝﻤن أﺼﻠﺢ واﺘﻘﻰ وأﺘﻘن ﻋﻤﻠﻪ وأﻤﺘﻨﻊ وﺘﺎب ﻋﻨﻬﺎ.
أﻨواع اﻝﻔﺴﺎد ﻤن ﺤﻴث اﻝﺤﺠم:
. 1اﻝﻔﺴﺎد اﻝﺼﻐﻴر )(Minor Corruption
)ﻓﺴﺎد اﻝدرﺠﺎت اﻝوظﻴﻔﻴﺔ اﻝدﻨﻴﺎ( وﻫو اﻝﻔﺴﺎد اﻝذي ﻴﻤﺎرس ﻤـن ﻓـرد واﺤـد دون ﺘﻨﺴـﻴق ﻤـﻊ
اﻵﺨرﻴن ﻝذا ﻨراﻩ ﻴﻨﺘﺸر ﺒﻴن ﺼﻐﺎر اﻝﻤوظﻔﻴن ﻋن طرﻴق اﺴﺘﻼم رﺸﺎوى ﻤن اﻵﺨرﻴن .
. 2اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻜﺒﻴر )(Gross Corruption
)ﻓﺴـ ــﺎد اﻝـ ــدرﺠﺎت اﻝوظﻴﻔﻴـ ــﺔ اﻝﻌﻠﻴـ ــﺎ ﻤـ ــن اﻝﻤـ ــوظﻔﻴن( واﻝـ ــذي ﻴﻘـ ــوم ﺒـ ــﻪ ﻜﺒـ ــﺎر اﻝﻤﺴـ ــؤوﻝﻴن
واﻝﻤــوظﻔﻴن ﻝﺘﺤﻘﻴــق ﻤﺼــﺎﻝﺢ ﻤﺎدﻴــﺔ أو اﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﻜﺒﻴـرة وﻫــو أﻫــم واﺸــﻤل واﺨطــر ﻝﺘﻜﻠﻴﻔــﻪ
اﻝدوﻝﺔ ﻤﺒﺎﻝﻎ ﻀﺨﻤﺔ .
إن ﺘــدﻨﻲ اﻷﺠــور) اﻝﻤرﺘــب أو اﻝﻤﻌــﺎش( ﻓــﻲ اﻝﻘطــﺎع اﻝﻌــﺎم وارﺘﻔــﺎع ﻤﺴــﺘوى اﻝﻤﻌﻴﺸــﺔ ﻤــن اﻷﺴــﺒﺎب
اﻝرﺌﻴﺴﺔ واﻝﺠوﻫرﻴﺔ ﻝﻠﻔﺴﺎد ،ﻓﻀﻌف اﻝﻤرﺘـب وﻋـدم ﻜﻔﺎﻴﺘـﻪ ﻝﺘﻠﺒﻴـﺔ اﻝﻤطﺎﻝـب ﺸـﻜل ﺒﻴﺌـﺔ ﻤﻼﺌﻤـﺔ ﻝﻘﻴـﺎم
ﺒﻌــض اﻝﻌــﺎﻤﻠﻴن ﺒﺎﻝﺒﺤــث ﻋــن ﻤﺼــﺎدر ﻤﺎﻝﻴــﺔ أﺨــرى ﺒدﻴﻠــﻪ ،ﺤﺘــﻰ ﻝــو ﻜــﺎن ذﻝــك ﻤــن ﺨــﻼل ﻨﻬــﺞ
اﻝﺴــﻠوك اﻝﺴــﻴﺊ ،ﺤﻴــث ﻴــؤدي ﻫــذا اﻝوﻀــﻊ إﻝــﻰ ﻨﺘﻴﺠــﺔ ﺴــﻠﺒﻴﺔ وﻝــدت ﻤــن ﺨﻼﻝﻬــﺎ اﻝﻨزﻋــﺔ اﻝﺠﻴﺎﺸــﺔ
واﻝرﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺘﻘﺒل اﻝرﺸوة واﻻﺨﺘﻼس واﻝﻐش واﻝﺘﺤﺎﻴل واﻝﺘدﻝﻴس ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺎل اﻝﻌﺎم.
ﻫذا ﻝﻤن أراد ذﻝك أﻤﺎ اﻵﺨرون اﻝذﻴن ﻴﺤرﺼون ﻋﻠـﻰ اﻝـرزق اﻝﺤـﻼل ﻓﻘـد أدت ﺒﻬـم اﻝظـروف إﻝـﻰ
اﻝﺒﺤث ﻋن ﻤﺼدر رزق ﺜﺎﻨوي إﻝﻰ ﺠﺎﻨب وظﻴﻔﺘﻬم ،ﻤﺎ أﺜﻘل ﻜﺎﻫﻠﻬم ﺒﺎﻷﻋﺒﺎء اﻝﺘـﻲ ﺘراﻜﻤـت ﻴوﻤـﺎ
ﺒﻌــد ﻴــوم ،اﻷﻤــر اﻝــذي أدى إﻝــﻰ اﻝﻔوﻀــﻰ واﻹﻫﻤــﺎل ﻓــﻲ اﻝوظﻴﻔــﺔ ،وﻤﺘطﻠﺒــﺎت اﻝدوﻝــﺔ واﻝﻤ ـواطن
ﻜذﻝك اﻷﻤر ﺘوزﻴﻊ اﻝوﻗت ﻋﻠﻰ أﻜﺜر ﻤن ﻤﻜﺎن ،واﻝﺘداﺨل ﻓﻲ اﻻﺨﺘﺼﺎص ،وﻫو ﻤـﺎ ﺘرﺘـب ﻋﻠﻴـﻪ
ﺴــوء وﺘﻌﻘﻴــد ﻓــﻲ اﻝــروﺘﻴن اﻝﻴــوﻤﻲ ﻝﻠﻌﻤــل ..إﻀــﺎﻓﺔ إﻝــﻰ ﺘواﻝــد اﻝﻤﺸــﺎﻜل اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﻝــدﻴﻬم ﻨﺘﻴﺠــﺔ
اﻝﻨﻘص واﻝﻌﺠز ﻓﻲ ﺘوﻓﻴر ﻤﺘطﻠﺒﺎت أﺴرﻫم وذوﻴﻬم .
وﻜﻠﺘـ ــﺎ اﻝﺤـ ــﺎﻝﺘﻴن ﻋﺎدﺘـ ــﺎ ﺒـــﺎﻷﺜر اﻝﺴـ ــﻠﺒﻲ اﻝﺴـ ــﻴﺊ ﻋﻠـ ــﻰ اﻝوظﻴﻔـــﺔ اﻝﻌﺎﻤـ ــﺔ ،ﻓﺎﻝﻤﻌـــﺎش ﺤﺎﺠـ ــﺔ ﻤﺎﺴـ ــﺔ
وﻀــرورﻴﺔ ﻝﻠﻤوظــف ﻴﺠــب أن ﻴﺴــﺘﻜﻔﻲ ﻤﻨﻬــﺎ ﻝﺘﻜﻔــل اﻝﻌــﻴش اﻝﻜ ـرﻴم ﻝــﻪٕ ،واذا ﻤــﺎ ﺤــدث ﻨﻘــص ﻓــﻲ
ﻤﺘطﻠﺒــﺎت اﻝﻔــرد أو اﻷﺴ ـرة اﻝﻀــرورﻴﺔ وﻝــم ﻴﺴــﺘطﻊ ﺘوﻓﻴرﻫــﺎ ،ﻓﺴــﻴﺘرﺘب ﻋــن ذﻝــك ﻓﻘــر ﻓــﻲ اﻝﺤﺎﺠــﺔ
ﻴــؤﺜر ﻨﻔﺴــﻴﺎً ﻋﻠــﻰ اﻹﻨﺴــﺎن ،ﻓﻴﻨــﺘﺞ ﻋﻨــﻪ ﻀــﻌف ﻓــﻲ اﻹرادة واﻝﻌزﻴﻤــﺔ واﻹﻴﻤــﺎن ﻤــﺎ ﻗــد ﻴــؤدي إﻝــﻰ
اﻻﻨﻬﻴﺎر واﻻﻨﺤراف واﻻﻨﺠراف وراء ﺘوﻓﻴر اﻝﻤﺎدة ﺒﺸﺘﻰ اﻝطرق ﻝﺴد اﻝﻌﺠز وﻤﺤﺎوﻝﺔ إرﺠـﺎح اﻝﻜﻔـﺔ
اﻝﺘﻲ اﺨﺘﻠت وﻴﺼﺒﺢ أرﻀﺎ ﺨﺼﺒﺔ ﺼﺎﻝﺤﺔ ﻝﻠﻔﺴﺎد.
ﻴﺄﺘﻲ ﻜل ﻫذا ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎب اﻝﻤﻬﻨﺔ واﻝوظﻴﻔﺔ ﻓﺘﺴﻘط ﺤﺠرة ﻤن اﻝﺒﻨﺎء اﻹداري وﺘﺘﻠوﻫـﺎ أﺤﺠـﺎر إﻝـﻰ
أن ﻴﻨﻬﺎر اﻝﺒﻨﺎء ﺒﺎﻝﻜﺎﻤل ،ﻤن ﻫﻨﺎ ﻜﺎن ﻝزاﻤﺎ اﺤﺘﺴﺎب ﺤﺎﺠﺔ اﻝﻔرد واﻷﺴرة ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ،وﺼـرف
اﻝﻤرﺘب أو اﻝﻤﻌﺎش اﻝﻜﻔﻴل ﺒﺘوﻓﻴر ﻋﻴش ﻜرﻴم ،وﻝو ﻜﺎن ﻏﻴر ذﻝك ﻓﻠن ﺘﺼﺒﺢ اﻝﻤﻌﺎدﻝـﺔ ﻤﺘﻜﺎﻓﺌـﺔ
وﻝن ﺘﺠدي أﻴﺔ إﺼﻼﺤﺎت ﻨﻔﻊ ﻜﺎن ﻓﻲ ﻤﺸروع اﻹﺼﻼح اﻹداري .
إن ﺘﻔﺸــﻲ ظــﺎﻫرة اﻝوﺴــﺎطﺔ واﻝﻤﺤﺴــوﺒﻴﺔ ﻓــﻲ اﻷﺠﻬـزة اﻹدارﻴــﺔ ﻋــﺎد ﺴــﻠﺒﺎ ﻋﻠــﻰ اﻹدارة ﻓﻬــذﻩ اﻝظــﺎﻫرة
ﻴﻨــﺘﺞ ﻤــن ﺨﻼﻝﻬــﺎ اﻝﻔﺴــﺎد واﻝﻼﻤﺒــﺎﻻة ،وﻴﻨﻌــدم اﻝﺤــﺎﺠز اﻝﺴــﻠطوي ﻓــﻲ اﻹدارة ،ﻓﺘﺼــﺒﺢ اﻝﻤؤﺴﺴــﺔ
ﻤدارة ﻤـن ﺨـﻼل ﻋﺼـﺎﺒﺔ ﺘرﻓـﻊ ﺸـﻌﺎر } اﻷﻗرﺒـون أوﻝـﻰ ﺒـﺎﻝﻤﻌروف { وﻫـو ﻗـول ﺤـق أرﻴـد ﺒـﻪ ﺒﺎطـل
ﺘﺠﻌــل ﻤــن ﺨﻼﻝــﻪ ﺠــل ﻫﻤﻬــﺎ ﺠﻤــﻊ اﻝﻤــﺎل واﻝﺒﻘــﺎء أطــول ﻓﺘـرة ﻤﻤﻜﻨــﺔ ،ﻤﺘﻘوﻗﻌــﺔ داﺨــل داﺌـرة ﻤﻐﻠﻘــﺔ
ﺘﻤﻨﻊ اﻵﺨرﻴن ﻤن دﺨوﻝﻬﺎ ﺘوﻫم ﺒﺎﻝﻌطﺎء واﻹﻨﺘﺎج ﻤن ﺨﻼل رﻓﻊ اﻝﺸﻌﺎرات ﺒـﺈﻋﻼم ﻤزﻴـف وﺘﺘﺨـذ
ﻤن ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺤﺎﺠ از ﺘﻤﻨﻊ ﻤن ﺨﻼﻝﻪ ذوي اﻹﺒداع واﻻﺒﺘﻜﺎر ﻋن طرﻴق ﺸل اﻝﻘدرات ﺒﺎﻝﻤؤﺴﺴﺔ .
وﻤــن ﻤﻔﺎﺴــدﻫﺎ وﺠــود أﺴــﻤﺎء ﺘﺘﻘﺎﻀــﻰ ﻤرﺘﺒــﺎت دون وﺠــود ﻓﻌﻠــﻲ ﻝﺘﺄدﻴــﺔ اﻝﻤﻬــﺎم ﻤﻌﺘﻤــدة ﺒﺎﻝﻤﻼﻜــﺎت
واﻝﻬﻴﻜﻠﻴﺔ وﻝﻜﻨﻬﺎ ﻗﺎﺒﻌﺔ ﻓﻲ ﺒﻴوﺘﻬﺎ أو ﻓﻲ أﻤﺎﻜن أﺨرى ،ﻤﺎ ﻴؤﺜر ﺴﻠﺒﺎ ﻋﻠـﻰ اﻻﺨﺘﺼﺎﺼـﺎت واﻝﻘﻴـﺎم
ﺒﺎﻝﻤﻬــﺎم ﻓــﻲ اﻝﻤؤﺴﺴــﺔ ،ﻓﻴﻘــوم ﻓــرد أﺨــر ﺒﺄﻋﺒــﺎء اﻝوظﻴﻔــﺔ وﻤﻬﺎﻤﻬــﺎ ﺒﻴﻨﻤــﺎ ﺼــﺎﺤﺒﻬﺎ ﻻ ﻴﻌــرف ﻝــﻪ
ﻤﻜــﺎن وﻻ ﻴوﺠــد ﻝــﻪ ﺤﻀــور ،إﻻ ﻓــﻲ ﻜﺸــف اﻝﻤرﺘﺒــﺎت واﻝﻤ ازﻴــﺎ ،واﻝﺠﺎﻨــب اﻝﺴــﻠﺒﻲ اﻵﺨــر ،اﺴــﺘﻐﻼل
ﻤـ ـوارد اﻝﻤؤﺴﺴ ــﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴ ــﺔ واﻹدارﻴ ــﺔ ﺒﺎﺴ ــﺘﺒﺎﺤﺘﻬﺎ واﻻﺴ ــﺘﺌﺜﺎر ﺒﻬ ــﺎ وﺨﺼﺨﺼ ــﺘﻬﺎ ﻤﺜ ــل ﻤﻬ ــﺎم اﻝﺴ ــﻔر
واﻝــدورات اﻝﺘدرﻴﺒﻴــﺔ واﻹﻗﺎﻤــﺔ ﻓــﻲ اﻝﻔﻨــﺎدق ،وﺘﺠﻬﻴ ـزات اﻝﻤؤﺴﺴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﺘﻤﺜــل ﻓــﻲ اﻷﺜــﺎث واﻷﺠﻬ ـزة
واﻻﺴﺘراﺤﺎت واﻝﺴﻴﺎرات ...إﻝﺦ.
ﻤﺠﻤــل ﻫــذﻩ اﻷﺴــﺒﺎب ﻤــﻊ ﻓﻘــدان اﻝﻌداﻝــﺔ واﻝﻨ ازﻫــﺔ ،ﻴوﻝــد اﻹﺤﺴــﺎس ﺒــﺎﻝظﻠم واﻝﻐــﺒن ﻝــدى اﻝﻤوظــف
اﻝﻤﺨﻠــص ،ﻓﺈﺤﻘــﺎق اﻝﺤــق ﺠﺎﻨــب ﻤﻬــم ﻓــﻲ ﺘﻜــوﻴن اﻝﻤوظــف اﻝﺼــﺎﻝﺢ اﻝﻤﻌطــﺎء واﻝﻌداﻝــﺔ ﻓــﻲ ﺘوزﻴــﻊ
اﻝﺤﻘ ــوق واﻝواﺠﺒ ــﺎت ﺘﺸـــﻊ روح اﻝﻤﺤﺒ ــﺔ واﻷﻝﻔـــﺔ وﺘﺴﺘﺄﺼ ــل اﻝﻨـ ـوازع اﻝﺨطﻴـ ـرة واﻝﺴـــﻴﺌﺔ اﻝﺘ ــﻲ ﺘﻘـــود
اﻹﻨﺴــﺎن إﻝــﻰ اﻝﺘﻔﻜﻴــر ﻓــﻲ اﻻﻨﺘﻘــﺎم واﻝﻐــدر ،أو اﻝﺘﺤــول إﻝــﻰ إﻨﺴــﺎن ﺴــﻠﺒﻲ ﻏﻴــر ﻤﺒــﺎل ﺒﺎﻝﻤﺼــﻠﺤﺔ
اﻝﻌﺎﻤــﺔ ،ﻹﺤﺴﺎﺴــﻪ ﺒﺄﻨﻬــﺎ ﻓرطــت ﺒــﻪ وظﻠﻤﺘــﻪ ،وﻝــم ﺘﻌطــﻪ ﺤﻘــﻪ وﻫــذا ﻤﺼــدر ﻤــن ﻤﺼــﺎدر اﻝﺘﺴــﻴب
اﻝذي ﻴﻘود ﺒدورﻩ إﻝﻰ اﻝﻔﺴﺎد .
ﻤن أﺒرز ﻤﺸﺎﻜل اﻹدارة اﻝﻤﻌﺎﺼرة ﻏﻴﺎب اﻝﻨﻤوذج أو اﻝﻘدوة أو ﻓﺴﺎدﻫﻤﺎ ،ﻓﻬﻨﺎك أﻨـﺎس ﻴﻨظـر ﻝﻬـم
ﻤ ــﺜﻼ أﻋﻠ ــﻰ ،ﺒﺤﻜ ــم اﻝﻤؤﻫ ــل أو اﻝﻤﻨﺼ ــب واﻝﻤﻬﻨ ــﺔ واﻝﺴ ــن ،ﻫ ــذﻩ اﻝﻘ ــدوة إذا ﻤ ــﺎ ﻓﺴ ــدت وﺘﺒ ــدﻝت
اﻝﻤﻔــﺎﻫﻴم ﻝــدﻴﻬﺎ ،ﺘــؤﺜر ﻓــﻲ اﻝﻤﺤــﻴط اﻝــذي ﻴﺘﺨــذﻫﺎ ﻗــدوة وﻴﻘﺘــدي ﺒﻬــﺎ وﺘﺤــول اﻝﻘﻴــﺎدﻴﻴن واﻷﻤﻨــﺎء
وأﺼﺤﺎب اﻝﻤﻨﺎﺼب ،اﻝذﻴن ﻨﺎﻝوا اﻝﺜﻘﺔ إﻝﻰ ﻤﺜﺎل ﺴﻲء ﻓﻲ اﻝدوﻝﺔ ،طﺎﻤـﺔ ﻜﺒـرى ،ﻓﻴﻨﺤرﻓـون ﻋـن
اﻝﻤﺴــﺎر اﻝﺼــﺤﻴﺢ وﻴﻨﺠــرون وراء رﻏﺒــﺎﺘﻬم ،ﺤﻴــث ﻴﺘﺤوﻝـوا إﻝــﻰ ﺜــروﻴﻴن رﻏﺒــﺔ ﻓــﻲ اﻝﺴــﻠطﺔ واﻝﺜـراء
ﻓﻴﺴــﺘﺤﻠوا ﻤــﺎل اﻝﻌﺎﻤــﺔ ،وﻴﻨﺘﻬﻜـوا ﻤــﺎ ﺤــرم اﷲ ،وﻴﺴــﺘﻐﻠوا اﻝﺜﻘــﺔ اﻝﻐﺎﻝﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ أوﻝﻴــت ﻝﻬــم ،وﻴﻤﻨﺤـوا
أﻨﻔﺴ ــﻬم ﺤ ــق اﻷﺨ ــذ ﺒ ــﺎﻝﻴﻤﻴن واﻝﺸ ــﻤﺎل ،وﺤ ــق اﻝﻌط ــﺎء ﻝﻠﻘرﻴ ــب واﻝﻐرﻴ ــب ،ﻋ ــدﻝوا ﻓ ــﻲ اﻝﻨﺼ ــوص
واﻝﺘﺸـرﻴﻌﺎت ،وﻝﻐــو ﻗـواﻨﻴن وﻗ ـ اررات ،ووظﻔـوا ﻤــن ﻻ ﺜﻘــﺔ ﻓﻴــﻪ ،وﻤــن ﻻ دﻴــن ﻝــﻪ وﺘﻨــﺎﻗﻠوا اﻝﺒﻨــود
واﻷﺒواب ،وﺘﻼﻋﺒوا ﺒﺎﻝﻤﻴزاﻨﻴﺎت واﻝﻠﺠﺎن واﻝﺘﺴﻤﻴﺎت ﻓﺄﺼﺒﺤوا ﻓﻲ ﺤﻀن اﻝﺸﻴطﺎن أﺨوة ﻝﻪ واﻝﻌﻴـﺎذ
ﺒﺎﷲ ،ﺘﻨﺎﻫﺒوا اﻝﻤﺎل اﻝﻌﺎم ﻏﻴر ﻋـﺎﺒﺌﻴن ﺒﻘﻴـﺎدة وﻻ وطـن وﻻ ﻤـواطن ﻓﻘـدﻤوا ﻝﻬـم ﺠﻤﻠـﺔ ﻤـن اﻝﻤﻔﺎﺴـد
وﻫذا أﺴوأ اﻷﻤﺜﻠﺔ .
وﻻ ﻨرﻴــد أن ﻨظﻠ ــم اﻝﺠﻤﻴــﻊ ،ﻓﻬﻨﺎﻝ ــك ﻜﺜﻴــر ﻤــن اﻝﺼــﺎﻝﺤﻴن اﻝ ــذﻴن ﻴﺼــﻠﺤوا ﻝﻴﻜوﻨــوا ﻤﺜــﺎل وﻗــدوة
ﺤﺴﻨﺔ وﺴﻴرة ﻋطرة ﻴﺤﺘذى ﺒﻬم .
إن ﺒﻌض اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻨزرﻋت ﻓﻴﻪ ﻤﻐﺎﻝطﺎت وﻤﻔﺎﻫﻴم ﺨﺎطﺌﺔ أو ﻨﻘﻠت إﻝﻴﻬﺎ ﻤن ﻤﺠﺘﻤﻌﺎت دﻋﺎﺌﻴـﺔ
واﻫﻤــﺔ ﺘــﺄﺜرت ﺒﻬــﺎ ﺘــﺄﺜﻴ اًر ﺴــﻴﺌﺎ ﻓﻘﻠﺒ ـت ﻤوازﻴﻨﻬــﺎ وﻏﻴــرت ﻤﺒﺎدﺌﻬ ـﺎ اﻝﺜﺎﺒﺘــﺔ وأﻫــداﻓﻬﺎ اﻝطﻤوﺤــﺔ ﻓﺄﺼــﺒﺢ
اﻤﺘﻼك اﻝﻤﺎل ﺸﻐﻠﻬﺎ اﻝﺸﺎﻏل وﺠﻤﻊ أﻜﺒـر ﺜـروة ﻤﻨـﻪ ﻫـدف أﺼـﻴل ﺤﺘـﻰ أﺜـﺎروﻩ ﻋﻠـﻰ واﺠﺒـﺎﺘﻬم ﺘﺠـﺎﻩ
ﻤﺠ ــﺘﻤﻌﻬم ووط ــﻨﻬم ،..ﻤﺘﻨﺎﺴ ــﻴن أن ﺘﻘ ــدم اﻝ ــدول واﻝﺸ ــﻌوب ﻴ ــﺄﺘﻲ ﻤ ــن اﻝﺜﻘﺎﻓ ــﺔ اﻝﺠﻴ ــدة واﻝﺘﺤﺼ ــﻴل
اﻝﻌﻠﻤﻲ واﻝوﻋﻲ اﻝﺘﺎم ﺒﺄن ﺼﻼﺤﻬم ﻤن ﺼﻼح اﻝوطن وﺒﺄﻨﻬم ﺠﺴم واﺤد وﻜل ﻤـﻨﻬم ﻝﺒﻨـﺔ ﻓـﻲ ﺒﻨﺎﺌـﻪ
ﻴرﺘﻜز ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﺎﻗﻲ اﻝﺒﻨﺎء.
ﻓﻼ ﻴﺠب أن ﻴﻌﺘﺒر اﻝﻤﺎل ﻏﺎﻴﺔ ﻷﻨﻪ وﺴﻴﻠﺔ ﻓﻜم ﻤن ﻓﻘﻴر ﻋﺎش ﻤرﺘـﺎح اﻝﺒـﺎل وﻋـد ﺒﺠﻨـﺔ اﻝﺨﻠـد وﻜـم
ﻤـن ﻏﻨــﻲ ﻋــﺎش ﻤﻬﻤـوم أوﺼــﻠﻪ ﻏﻨــﺎﻩ إﻝـﻰ ﻨــﺎر ﺠﻬــﻨم وﺒـﺌس اﻝﻤﺼــﻴر ،ﻝــن ﻴرﺘـﺎح أﺤــد ﺒﻤــﺎل اﻝﻌﺎﻤــﺔ
وﻝو ﺴﻌد ﻴوﻤﺎ ﻓﺴﻴﺸﻘﻰ أﻴﺎﻤﺎ ،ﻤن ﻤﻨﺎ ﻻ ﻴﻌـرف ﺤرﻤـﺔ اﻝﻤـﺎل اﻝﻌـﺎم؟ وﻝﻜـن ﻝﻸﺴـف أﺼـﺒﺤت ﻫـذﻩ
اﻝﺤرﻤــﺔ ﺒــدون ﻤﻔﻬــوم ﻝــذا وﺠــب اﻹرﺸــﺎد واﻝﻬداﻴــﺔ ﻓﻜﻠﻨــﺎ راع وﻜــل راع ﻤﺴــؤول ﻋــن رﻋﻴﺘــﻪ ﻓﻴﺠــب
إﻋطﺎء ﻜل ذي ﺤق ﺤﻘﻪ ﻓﺎﻷرض وﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻝـم ﻴورﺜﻬـﺎ اﷲ -ﺴـﺒﺤﺎﻨﻪ وﺘﻌـﺎﻝﻰ -ﻷﺤـد ﺒـل ﺠﻌﻠﻬـﺎ
أﻤﺎﻨﺔ ﺤﻤﻠﻬﺎ اﻹﻨﺴﺎن وطﻠب ﻤﻨﺎ اﻝﻌداﻝﺔ واﻹﻨﺼﺎف ﻓـﺎﻝوطن ﻝﻤواطﻨﻴـﻪ ﺠﻤﻴﻌـﺎ ﺴواﺴـﻴﺔ ﺒـدون ﻓـوارق
إﻻ ﻓﻲ اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺎت واﻝﺘﺴﻤﻴﺎت واﻝﻤﻬﺎم وﻝﻜل أﺠر وﻤﻘﺎﺒل وﻝﻜل ﻤﺠﺘﻬد ﻨﺼﻴب.
ﻴﻘول اﻝﻘﺎﺌم ﻋﻠﻰ ﺒﻴت اﻝﻤـﺎل ﻓـﻲ ﻋﻬـد )ﻋﻤـر ﺒـن اﻝﺨطـﺎب( -رﻀـﻲ اﷲ ﻋﻨـﻪ" -ﻜﻨـت أﻜـﻨس ﺒﻴـت
ﻤﺎل اﻝﻤﺴﻠﻤﻴن ﻓوﺠدت درﻫﻤـﺎ وﻗـﺎﺒﻠﻨﻲ اﺒـن أﻤﻴـر اﻝﻤـؤﻤﻨﻴن وﻫـو طﻔـل ﺼـﻐﻴر ﻓﺄﻋطﻴﺘـﻪ ﻫـذا اﻝـدرﻫم
وﻋﻨــدﻤﺎ رآﻩ أﻤﻴــر اﻝﻤــؤﻤﻨﻴن ﺴــﺄﻝﻪ ﻋﻨــﻪ ﻓــﺄﺨﺒرﻩ ﺒــﺄن ﺨــﺎزن ﺒﻴــت اﻝﻤ ــﺎل أﻋطــﺎﻩ إﻴــﺎﻩ ﻓــﺄﻨزﻋﺞ ﻋﻤ ــر
وﻏﻀب وﺨطب ﻓﻲ اﻝﻤﺴﻠﻤﻴن ﺨطﺒﺔ وأرﺠﻊ ذﻝك اﻝدرﻫم إﻝﻰ ﺒﻴـت ﻤـﺎل اﻝﻤﺴـﻠﻤﻴن ،أﻻ اﺠـل درﻫـم
ﻓﻌل ذﻝك وﻫو أﻤﻴر اﻝﻤؤﻤﻨﻴن...؟ إن ﻤﻨﺎ ﻤـن ﻝـﻴس أﻤﻴـ ار وﻻ ﻤﺴـؤوﻻ ﻤوظـف ﻋـﺎدي وﻝﻜﻨـﻪ ﻴﻜـﻨس
وﻴﻐـرف ﺒــﺎﻝﻤﻼﻴﻴن وﻻ ﻴﺸـﺒﻊ ﻓــﺄﻴن ﻨﺤـن ﻤــن ﻋﻤــر وﻤـن ﺼــﺤﺎﺒﺔ ﻋﻤـر ورﻓﺎﻗــﻪ وﻗوﻤـﻪ..؟ أﻜــﺎد أﺠــزم
ﻨﻤت ﻝﻬم ﺒﺼﻠﺔ اﻝﻴوم وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝﺤﺎل وﻝﻌل اﻝﻐد ﻴﻜون أﺤﺴن.
ﺒﺄﻨﻨﺎ ﻻ ّ
اﻝﺘﺸ ـرﻴﻌﺎت واﻝﻘــواﻨﻴن واﻝﻠـ ـواﺌﺢ ،ﺠﻤﻠـ ـﺔً ﻤــن اﻝﺘﻔﺎﺼ ــﻴل واﻝﻨﺼ ــوص واﻝﺸــراﺌﻊ ،اﻨﺒﺜﻘــت ﻤ ــن ﺨــﻼل
دراﺴﺎت وﻤﺸﺎورات ،وﻓرﻀﺘﻬﺎ ﻤﺘطﻠﺒﺎت ،ﻷﺠل اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﺘﻨظﻴﻤـﺎً وﺘرﺘﻴﺒـﺎً ٕواﻴﺠـﺎ اًز وﻤراﻗﺒـﺔً
وﻤﺤﺎﺴﺒﺔ ،واﺴﺘﻠﻬﻤت ﻤن اﻝوﺤﻲ اﻹﻝﻬﻲ واﻝﻜﺘب اﻝﺴﻤﺎوﻴﺔ وﺴـﻨن اﻷﻨﺒﻴـﺎء وﺘﺠـﺎرب اﻝﺸـﻌوب وﻤـن
ﻀــﻤﻨﻬﺎ ﻤــﺎ ﻴــﻨص ﻋﻠــﻰ ﻤﻌﺎﻗﺒــﺔ ﻜــل ﻤرﺘﻜــب ﺠرﻴﻤ ـﺔً ﻤﻬﻤــﺎ ﻜــﺎن ﻨوﻋﻬــﺎ إذا ﺜﺒــت ذﻝــك ،واﻝﺘﻘﺼــﻴر
واﻝﺘﻬﺎون ﻓﻲ ﺘطﺒﻴق اﻝﻌﻘوﺒﺔ ،ﻴؤدي ﺤﺘﻤﺎً إﻝﻰ زﻴﺎدة ﻤﻌدل وﻗوع اﻝﺠرﻴﻤﺔ ،ﻓﺎﻝﻤذﻨب إذا ﻝـم ﻴﻌﺎﻗـب
ﻴــزداد ﺴــوءاً ،ﻝﻌــدم وﺠــود اﻝـرادع ،واﻝ ارﻏــب ﻓــﻲ اﻝﺠرﻴﻤــﺔ ﻴﺴﺘﺴــﻬل اﻷﻤــر ،واﻵﺨــرون ﻤــن ﻀــﻌﺎف
اﻝﻨﻔوس وﻋدﻴﻤﻲ اﻝﻀﻤﺎﺌر اﻝﺨﺎﻝﻴن ﻤن اﻝﻘﻴم ﻴﺘﺨذون ذﻝك ﻤﺴﺎ اًر ﻝﻬم ﻓﻴﻨﺘﻬﺠوﻨـﻪ ،وﺒﺎﻝﺘـﺎﻝﻲ ﻴﻨﺘﺸـر
وﻴﻌم ﻤﺒدأ ﻋدم اﻝﻌﻘﺎب أﻻ ﻋﻘﺎب ﻓﻴﺴﺘﺒﺎح اﻝﻤﺎل اﻝﻌﺎم ،وﺘﺘﻀرر اﻝدوﻝﺔ وﻤؤﺴﺴﺎﺘﻬﺎ .
أﺤﻴﺎﻨﺎ وﻷﺴـﺒﺎب ﻤﺠﻬوﻝـﺔ ﻻ ﻴـﺘم ﺘطﺒﻴـق اﻝﻌﻘـﺎب ﻋﻠـﻰ اﻝﻤﺴـﻲء ،ﺒـل ﻤـﺎ ﻫـو أﺴـوأ ﻤـن ذﻝـك ﺤﻴـث
ﻴﻜﺎﻓــﺄ اﻝﻤﻔﺴــد ﺒﻤﻨﺼــب أﺨــر ﻓــﻲ ﻤﻜــﺎن أﺨــر ﻴﻨﻘــل إﻝﻴــﻪ وﺒــﺎءﻩ اﻝﻤﺼــﺎب ﺒــﻪ ،اﻷﻤــر اﻝــذي أﻀــﻌف
ﻨﻔــوس ﺒﻌــض اﻝﻨــﺎس ،ﻓﺎﺴــﺘﻐﻠوا اﻝﻤوﻗــف ﻷﻏـراض ﺴــﻴﺌﺔ ،ﻷن اﻝﻘــﺎﻨون أﺼــﺒﺢ أداة أﻤﻜــن ﺘطوﻴﻌﻬــﺎ
ﺤﺴب ﺘﻔﺴﻴرﻫم ،ﻓﻌﺜوا ﻓﻲ اﻷرض ﻓﺴﺎداً .
إن ﻓﻘدان اﻝرﻫﺒﺔ واﻝﺨوف ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﻌﻘوﺒﺎت ﻴﺠﻴز وﻴﺴﻤﺢ ﻝﻤﺎ ﺤرم ،وﻴﺤـرم اﻝﻨـﺎس ﺤﻘﻬـم ،ﻝـذا
ﻓــﺎن ﻫــذا اﻝﻘــﺎﻨون إذا ﻤــﺎ ﻓــرض وطﺒــق ﻓﻬــو رادع ﻗــوي ﺘﺠــﺎﻩ اﻝﻤﺴــﻴﺌﻴن ،وﻋﺒ ـرة ﻝﻤــن ﻴﻔﻜــرون ﻓــﻲ
اﻹﺴﺎءة ،ﻓﻼ ﻴﺠب اﻝﺘﺴﺎﻫل وﻝو ﻓﻲ اﺒﺴط اﻷﻤور واﻝﻘﻀﺎﻴﺎ ،ﻷن أﺒﺴط اﻷﺨطـﺎء ﻴـﻨﺠم ﻋﻨﻬـﺎ ﻤـﺎ
ﻫو أﻜﺒر ﻤﻨﻬﺎ ،وﻫل ﺘﻌﻠﻤون أن اﻝﻤﻠـك )ﺤﻤـو ارﺒـﻲ( ﺼـﺎﺤب أﻗـدم اﻝﺸـراﺌﻊ اﻷرﻀـﻴﺔ اﻝﻤﻜﺘوﺒـﺔ ﻗـد
ﺴــن ﺤﻜﻤــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻝطﺒﻴــب اﻝــذي ﻴﺨطــﺊ أﺜﻨــﺎء ﻋﻤﻠﻴــﺔ ﻓﻴﻘﺘــل إﻨﺴــﺎﻨﺎ ﺒــﺄن ﻴﻌﺎﻗــب ﺒﻘــص ﻴــدﻩ وﻗــد ﺘــم
ﺘطﺒﻴق ذﻝك .
ﻓﺒﺎﷲ ﻋﻠﻴﻜم ﻜﻴف ﺘﻜون أﻴﺎدي اﻷطﺒﺎء إذا ﻤﺎ ﻜﺎﻨت ﻫذﻩ اﻝﺸرﻴﻌﺔ ﻤﺘﺒﻌﺔ اﻝﻴوم .؟
ﻓﻌﻨــد اﺨﺘﻴ ــﺎر اﻝﻘﻴ ــﺎدات ﻴﺠ ــب ﻤ ارﻋ ــﺎة ﺸ ــروط اﻻﺴ ــﺘﺤﻘﺎق ﻝﻬ ــﺎ ﻤ ــن ﻤؤﻫ ــل وﺨﺒــرة وﺘ ــﺎرﻴﺦ وظﻴﻔ ــﻲ
وﻤﻬﻨﻲ ﻤﺸرف ،واﻝﺒﺤث ﻋن اﻝﻤﻘدرة ،واﻹﺒداع ،واﻝذﻜﺎء ،واﻷﻤﺎﻨﺔ واﻻﻨﺘﻤﺎء ،واﻝوطﻨﻴـﺔ ٕواﺠـراء
اﻻﺨﺘﺒﺎرات اﻝدﻗﻴﻘﺔ ﻝﺘوﻝﻲ اﻝﻤﻨﺼب ،وﻤن ﺜم اﻝﺼـﻘل واﻝﺘطـوﻴر ،واﻝﺘﺄﻫﻴـل ﻝزﻴـﺎدة اﻝﻤﻬـﺎرات واﻝرﻓـﻊ
ﻤن ﻤﺴﺘوى اﻷداء ،وﺘﻠﺒﻴﺔ اﻻﺤﺘﻴﺎﺠﺎت اﻝﺨﺎﺼﺔ ٕواﺸﺒﺎﻋﻬﺎ ،واﻝﺘﺸﺠﻴﻊ ﺜم اﻝرﻗﺎﺒﺔ واﻝﻤﺤﺎﺴﺒﺔ .
-4اﻝﻘواﻨﻴن واﻝﻠواﺌﺢ واﻝﻘ اررات اﻝﺨﺎطﺌﺔ ﻋدﻴﻤﺔ اﻝﻤوﻀوﻋﻴﺔ وﻤﻨﻌدﻤﺔ اﻝﺸﻔﺎﻓﻴﺔ .
إن ﻋــدم اﻻﻝﺘـزام ﺒﻤﺒــدأ اﻝﻔﺼــل اﻝﻤﺘـوازن ﺒــﻴن اﻝﺴــﻠطﺎت اﻝــﺜﻼث ،اﻝﺘﻨﻔﻴذﻴــﺔ ،واﻝﺘﺸـرﻴﻌﻴﺔ واﻝﻘﻀــﺎﺌﻴﺔ
ﻓــﻲ اﻝﻨظــﺎم وطﻐﻴــﺎن اﻝﺴــﻠطﺔ اﻝﺘﻨﻔﻴذﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻝﺴــﻠطﺔ اﻝﺘﺸ ـرﻴﻌﻴﺔ ﻴــؤدي إﻝــﻰ اﻹﺨــﻼل ﺒﻤﺒــدأ اﻝرﻗﺎﺒــﺔ
اﻝﻤﺘﺒﺎدﻝﺔ ،ﻜﻤﺎ أن ﻀﻌف اﻝﺠﻬﺎز اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ وﻏﻴﺎب اﺴﺘﻘﻼﻝﻴﺘﻪ وﻨزاﻫﺘﻪ ﺴﺒﺒﺎً ﻤﺸﺠﻌﺎً ﻋﻠﻰ اﻝﻔﺴﺎد .
واﻝﻀــﻌف واﻝﻘﺼــور ﻓــﻲ ﺒﻌــض اﻝﻘ ـواﻨﻴن ،أدى إﻝــﻰ ﺘﻘوﻴﻀــﻬﺎ واﺴــﺘﻐﻼﻝﻬﺎ اﻷﻤــر اﻝــذي ﻴﺴــﺘوﺠب
إﻋــﺎدة د ارﺴــﺘﻬﺎ ود ارﺴــﺔ ﺠــدواﻫﺎ ،ﻷﻨﻬــﺎ أﺼــﺒﺤت ﺘﺤﺼــﻴل ﺤﺎﺼــل ،وﺴــﻬل ﻏﻴــر ﻤﻤﺘﻨــﻊ ﻝﻠﻤﻔﺴــدﻴن
ﻓــﻲ ﺘﺤﻘﻴــق ﻏﺎﻴــﺎﺘﻬم ،وﻗــد اﺴــﺘﻐﻠوﻫﺎ أﺴــوء اﺴــﺘﻐﻼل ،ﻤﻨﻬــﺎ ﻗ ـواﻨﻴن ﻓــﻲ اﻝﻤﺎﻝﻴــﺔ واﻝﻤﻴزاﻨﻴــﺎت ،وﻤﻬــﺎم
اﻝﻌﻤــل واﻝﻠﺠــﺎن ،واﻝﻌﻬــد وأﺴــﻠوب ﺼــرﻓﻬﺎ واﻹﻨﻔــﺎق ﻤﻨﻬــﺎ واﻝوﻀــﻊ اﻝﻤﺄﺴــوي اﻝﻤﻌﻤــول ﺒــﻪ ﻝﺘﺴــوﻴﺔ
اﻝﻤﻴزاﻨﻴﺎت ﻨﻬﺎﻴﺔ ﻜل ﻋﺎم ﻤﺎﻝﻲ ﻝﻠدوﻝﺔ.
ﻜذﻝك اﻷﻤر ﻓﻲ اﻝﻘ اررات اﻝﺘﻲ ﻻ ﺘوﺠد ﻝﻬـﺎ داﺌـرة ﺼـﻨﺎﻋﺔ ﻤﻨظﻤـﺔ ،ﺘﺼـدر ﻏﻴـر ﻤﻜﺘﻤﻠـﺔ اﻝﻌﻨﺎﺼـر
واﻝﺸــروط ،وﻏﻴــر دﻗﻴﻘــﺔ ﻓــﻲ اﻝﻤﻌﻠوﻤــﺎت ﺒــدون ﺒــداﺌل ،ﺘﻌﺘﺒــر أﺤﻴﺎﻨــﺎ وﻝــﻴس داﺌﻤ ـﺎ ﻗ ـ اررات ﻓردﻴــﺔ
اﻝﻬــدف ﻤﻨﻬــﺎ ﻤﺼــﻠﺤﺔ ﺸﺨﺼــﻴﺔ أو ﻷﺸــﺨﺎص أو ﺠﻬــﺔ ﻤــﺎ ،ﻓﻤــن اﻝطﺒﻴﻌــﻲ ﺠــدا أن ﺘﻜــون ﻗ ـ اررات
ﺨﺎطﺌــﺔ ،ﻏﻴــر ﻤوﻀــوﻋﻴﺔ وﻻ ذات ﺸــﻔﺎﻓﻴﺔ ،وﻏﻴــر ﻋﺎدﻝــﺔ ﺘﻌــود ﺒﺎﻹﻴﺠــﺎب ﻋﻠــﻰ ﺼــﺎﺤﺒﻬﺎ ،وﺴــﻠﺒﺎ
ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ،وﻋﻠﻰ اﻝﻤؤﺴﺴﺔ.
ﻓ ــﺎﻝﻘرار ﻴﺠ ــب أن ﺘﻜ ــون ﻝ ــﻪ داﺌـ ـرة وﻓرﻴ ــق ﻋﻤ ــل ،ﻴﺘﻜ ــون ﻤ ــن أﻨ ــﺎس ذوي ﻜﻔ ــﺎءة وﻤﺘﺨﺼﺼ ــﻴن
ﻴﺘوﻝــون د ارﺴــﺘﻪ ود ارﺴــﺔ ﻤﺘطﻠﺒﺎﺘــﻪ ،واﻝﺒﺤــث ﻋﻨﻬــﺎ وﺘوﻓﻴرﻫــﺎ ﻝﺘﻔــﺎدي اﻝﻤــؤﺜرات اﻝﺴــﻠﺒﻴﺔ ،وﻴﺒﺤﺜــون
ﻋــن اﻝﺒــداﺌل اﻝﻨﺎﺠﺤــﺔ ﺤﺘــﻰ ﻴــﺘم ﺼــدور ﻗـرار ﻤﻨﺎﺴــب ﻓــﻲ اﻝوﻗــت اﻝﻤﻨﺎﺴــب ﻤﺘـوازن ﻤــدﻋم روﻋﻴــت
ﻓﻴﻪ ﻜل اﻝظروف ،ﻴﺄﺘﻲ ﻓﻴﻠﺒﻲ اﻻﺤﺘﻴﺎﺠﺎت واﻝﻤطﺎﻝب ﺒﻜل دﻗﺔ وﻤوﻀوﻋﻴﺔ وﺸﻔﺎﻓﻴﺔ.
اﻝرﻗﺎﺒــﺔ أداة ﻓﻌﺎﻝــﺔ ﻓــﻲ ﻤﻜﺎﻓﺤــﺔ اﻝﻔﺴــﺎد واﻝﻘﻀــﺎء ﻋﻠﻴــﻪ ،إذا ﻤــﺎ أﺤﺴــن ﺘوظﻴﻔﻬــﺎ واﺴــﺘﻐﻼﻝﻬﺎ وﻫــﻲ
ﻋﺎﻤــل ﻤﻬــم ﻤــن اﻝﻌواﻤــل اﻝرﺌﻴﺴــﻴﺔ ﻝﻺﺼــﻼح وﻤﻜﺎﻓﺤــﺔ اﻝﻔﺴــﺎد ،ﻓﻤــن ﺨﻼﻝﻬــﺎ ﻴــﺘم اﺴــﺘﺒﺎق ﺤــدوث
اﻝظﺎﻫرة ،ﻓﺘﺼﺤﺢ اﻝﻤﻔﺎﻫﻴم وﺘﺘم دراﺴﺔ وﻤﻌﺎﻝﺠـﺔ اﻝﻘﺼـور ،وﺘوﻀـﻊ اﻝﺒـداﺌل ﻓﻴـﺘم ﺘﻔﺎدﻴﻬـﺎ ٕ ،واﺤﺎﻝـﺔ
ﻤرﺘﻜﺒﻴﻬﺎ أو ﻤﺤﺎوﻝﻲ ارﺘﻜﺎﺒﻬﺎ إﻝﻰ اﻝﺠﻬﺎت اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ.
وﻝﻜن ﻤﺎ ﻨراﻩ وﻨﻠﻤﺴﻪ أن ﻤﻌظم اﻝﻤراﻗﺒﻴن ﺼﺎروا ﻴراﻗﺒون ﻓﻲ اﻻﺘﺠﺎﻩ اﻝﺨﺎطﺊ وﺒﺎﻝﻤﻨطﻘـﺔ اﻝﺨﺎطﺌـﺔ
وﺴﺨروا ﻤوﻗﻌﻬم اﻝرﻗﺎﺒﻲ ﻝﺘﺤﻘﻴق رﻏﺒﺎﺘﻬم ورﻏﺒـﺎت ﻏﻴـرﻫم واﺴـﺘطﺎع اﻝﻤﻔﺴـدﻴن اﺨﺘـراﻗﻬم وﺘﺠﻨﻴـدﻫم
ﺒﺎﻝﻌﻤل ﻝﺤﺴﺎﺒﻬم ،ﻤﻤﺎ أﻓﻘد ﻫذﻩ اﻝوظﻴﻔﺔ اﻝﻤﻬﻤـﺔ ﺨﺼـﺎﻝﻬﺎ اﻝﺤﻤﻴـدة ،ﻓﺄﺼـﺒﺤت ﻤﺠـرد أداة ﺴـﻠطوﻴﺔ
ﺘﺴﺘﻐل أﺴـوء اﺴـﺘﻐﻼل ،ﻋﻠـﻰ اﻝﻌﻜـس ﻤـن ﻤﻘﺼـد إﻨﺸـﺎﺌﻬﺎ ،وﻓـﻲ ﻫـذا اﻝﺨﺼـوص اﻗﺘـﺒس ﺠـزء ﻤـن
ﻜﺘ ــﺎب )ﻝﻴﺒﻴ ــﺎ واﻝﻘ ــرن اﻝواﺤ ــد واﻝﻌﺸ ــرون ( ﻝﻠﻤﻬﻨ ــدس ﺴ ــﻴف اﻹﺴ ــﻼم اﻝﻘ ــذاﻓﻲ ﻫ ــو ﺘرﺠﻤ ــﺔ ﻝرﺴ ــﺎﻝﺔ
ﻤﺎﺠﺴﺘﻴر ﻗدﻤت إﻝﻰ ﺠﺎﻤﻌﺔ وﻻﻴﺔ ﻜﺎﻝﻴﻔورﻨﻴﺎ ﻫﺎﻴوارد (22).
"" ﻓﻘد ﻜﺘب ﺒﻌﻨوان ﻀﻌف اﻝرﻗﺎﺒﺔ ﻓﻲ اﻝﻘطﺎع اﻝﻌﺎم اﻷﺘﻲ :
ﻻ ﺘﻘ ــل أﻫﻤﻴ ــﺔ اﻝرﻗﺎﺒ ــﺔ ﻜوظﻴﻔ ــﺔ إدارﻴ ــﺔ ﻋ ــن اﻝﺘﺨط ــﻴط أو ﻤراﻗﺒ ــﺔ اﻝوظ ــﺎﺌف أو اﻝوظ ــﺎﺌف اﻹدارﻴ ــﺔ
اﻷﺨــرى ،ﻝــذﻝك ﻓﺈﻨﻬــﺎ ﺘﻌﺘﺒــر وﺴــﻴﻠﺔ ﻝﺘﻔــﺎدي اﻝﻤﺸــﺎﻜل أو اﻷوﻀــﺎع اﻝﺨﺎﻨﻘــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻴﻤﻜــن أن ﺘﺤــدث
ﺨﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹﻨﺘﺎج أو ﺘوﻓﻴر اﻝﺴﻠﻊ أو اﻝﺨدﻤﺎت وﻫﻜذا ﺘﻌﺘﺒر اﻝرﻗﺎﺒﺔ وﺴﻴﻠﺔ ﻤﻬﻤـﺔ ﻝﺘﻔـﺎدي اﻝزﻴـﺎدة
ﻓﻲ ﺘﻜﺎﻝﻴف اﻹﻨﺘﺎج ﻤن ﺨﻼل ﻀﻤﺎن ﺘطﺒﻴق ﺨطط اﻹﻨﺘﺎج ﺒﺎﻝطرﻴﻘﺔ اﻝﻼزﻤﺔ .
واﻨطﻼﻗﺎ ﻤن ﻫذﻩ اﻝﻨﻘطﺔ ﻻ ﻴﻨﺒﻐﻲ اﻋﺘﺒﺎر اﻝرﻗﺎﺒﺔ ﻫدﻓﺎ ﺒﺤـد ذاﺘـﻪ ﺒـل وﺴـﻴﻠﺔ ﻝﻀـﻤﺎن ﺘطﺒﻴـق ﺨطـط
اﻹﻨﺘــﺎج ﻝﻠﺤﺼــول ﻋﻠــﻰ أﻓﻀــل اﻝﻨﺘــﺎﺌﺞ وﻴﻤﻜــن ﻤﻤﺎرﺴــﺔ اﻝرﻗﺎﺒــﺔ ﻹﺠﺒــﺎر اﻝوﺤــدات اﻹدارﻴــﺔ اﻝﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ
ﻋﻠ ــﻰ ﺘطﺒﻴ ــق اﻝﻘـ ـواﻨﻴن واﻝﻘـ ـ اررات اﻝﺘ ــﻲ ﺘ ــﻨظم اﻝﻤﺴ ــﺎﺌل اﻹدارﻴ ــﺔ واﻝﻤﺎﻝﻴ ــﺔ أو ﻝﻠﺘﺄﻜﻴ ــد ﻋﻠ ــﻰ ﺘطﺒﻴ ــق
اﻝﺴﻴﺎﺴﺎت اﻝﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻀﻌﻬﺎ اﻝﻬﻴﺌﺎت اﻝﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺴواء ﻜﺎﻨت ﻤﺎﻝﻴﺔ أو ﻨﻘدﻴﺔ أو ﻏﻴرﻫﺎ .
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺴﺎس ﻓﺈن ﻀﻌف اﻝرﻗﺎﺒﺔ أو اﻨﻌداﻤﻬﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﺘﻌطﻴﻼ ﻹﺤـدى ﻤﻬـﺎم اﻹدارة وﻋـدم ﺘـواﻓر
ﺼﻤﺎﻤﺎت اﻵﻤﺎن اﻝﺘﻲ ﺘﺤول دون اﻝﻔﺴﺎد اﻹداري واﻝﻤﺎﻝﻲ وﺘدﻫور اﻹدارة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﺒﺸﻜل ﻋﺎم.
ﻤــن ﺨــﻼل ﻫــذا اﻝﻤﻘﺘــﺒس ﻨﻼﺤــظ أﻫﻤﻴــﺔ اﻝرﻗﺎﺒــﺔ ﺒﺎﻝﻤﻨظوﻤــﺔ اﻹدارﻴــﺔ واﻝﻤﺎﻝﻴــﺔ ﻝﻠﻤﺤﺎﻓظــﺔ ﻋﻠــﻰ دﻗــﺔ
وﺼﺤﺔ اﻝﻨﻬﺞ واﻝﻤﺴﺎر اﻝذي ﻴﻔﺘـرض أن ﻴﺘﺒـﻊ ﺒﺎﻝﻤﺠـﺎل اﻹداري واﻝﻤـﺎﻝﻲ ﺤرﺼـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺤﺴـن اﻷداء
واﻻرﺘﻘﺎء ﺒﺎﻝﻤﺴﺘوى ﺒﺸﻜل ﻋﺎم .
واﻹﻋﻼم ﺒﻜﺎﻓﺔ أﺸﻜﺎﻝﻪ ﻝﻬو دور ﻤﻬم ﻜﺒﻴر ﻓﻲ ﻨﺸر اﻝﺜﻘﺎﻓﺔ وﺘوﻋﻴﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ،وﺘوﻀﻴﺢ اﻝﻤﻌﻨﻰ
-21ﻝﻴﺒﻴﺎ واﻝﻘرن اﻝواﺤد واﻝﻌﺸرون ) -رﺴﺎﻝﺔ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴر ( ﺴﻴف اﻹﺴﻼم اﻝﻘذاﻓﻲ ﻤﻌﻤر اﻝﻘذاﻓﻲ
اﻝﺴــﺎﻤﻲ ﻝﻠﺤرﻴــﺔ وﻝﻠﺴــﻠطﺔ اﻝﺸــﻌﺒﻴﺔ واﻤــﺘﻼك اﻝﺜــروة ،وﻓﻀــﺢ اﻝﺼــﻔﻘﺎت اﻝﻤﺸــﺒوﻫﺔ ٕواظﻬــﺎر اﻝﻔﺴــﺎد
ﻋﻠــﻰ ﺤﻘﻴﻘﺘــﻪ ،وﻜﺸــف ﺒــؤرﻩ اﻝﻤﺨﻔﻴــﺔ واﻝﻌــﺎﻤﻠﻴن ﺒﻬــﺎ ،واﻹﻋــﻼم رادع ﻗــوي ﻝﺨــوف ﻤرﺘﻜﺒــﻲ اﻝﻔﺴــﺎد
ﻤﻨــﻪ ،ﻤــن ﺨــﻼل اﻝﻜﺸــف اﻝﻌﻠﻨــﻲ ٕ ،واظﻬــﺎر ﻤــﺎ ﺤــﺎوﻝوا إﺨﻔــﺎءﻩ ﻤــن ﻋﻤﻠﻴــﺎت ﻏــش وﺨــداع وﺘــدﻝﻴس
وﺘﻼﻋب ﺒﺎﻝﻘواﻨﻴن واﻷﻨظﻤﺔ.
إن اﻝﺘوﻋﻴــﺔ اﻝﻌﺎﻤــﺔ ﺒﻌﻤــل اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت واﻷﺠﻬــزة ﺒﺎﻝدوﻝ ــﺔ ودورﻫــﺎ ﻓــﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ و اﻝﻨﻤــﺎء وﺘوﻀــﻴﺢ
اﻷﻫداف اﻹﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ اﻝﺘﻲ أﻨﺸﺌت ﻤن اﺠﻠﻬﺎ ،ﺘﺨﻠق ﻝدى اﻝﻤواطن ﺤس ﻝﻠﻤﺴﺌوﻝﻴﺔ وﺘﻔﻬﻤـﺎ ﺘﺠـﺎﻩ
ﻫــذﻩ اﻝﻤﺴــﻤﻴﺎت ،وﻴﻌــﻲ اﻝﺠﻤﻴــﻊ اﻹﻝﻴــﺔ واﻝﻜﻴﻔﻴــﺔ ﻝﺴــﻴر اﻝﻌﻤــل ﺒﻬــذﻩ اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت واﻷﺠﻬ ـزة ،ﻓﻬﻨــﺎك
ﻤﺴﻤﻴﺎت ﻝﻤؤﺴﺴـﺎت ﻓـﻲ اﻝدوﻝـﺔ ﻻ ﻴﻌـرف اﻝﻤـواطن ﻋﻨﻬـﺎ ﺸـﻴﺌﺎ ،ﻓﻘـط ﻤﺠـرد ﻤﺴـﻤﻰ ،ﻤﺜـﺎل ﻋﻠـﻰ
ذﻝ ــك ﺒﻌ ــض اﻝﻤﺼ ــﺎرف واﻝﺒﻨ ــوك ،وﺒﻌ ــض اﻝﺸ ــرﻜﺎت ،ودور اﻝﺘوﻋﻴ ــﺔ ﻝﻠﻌﺎﻤ ــﺔ ﻴﻘ ــﻊ ﻋﻠ ــﻰ ﻋ ــﺎﺘق
اﻝﻤؤﺴﺴﺎت ﻨﻔﺴﻬﺎ ،وﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘق اﻹﻋﻼم واﻝﺼﺤﺎﻓﺔ.
ﻴﺠ ــب ﻋﻠ ــﻰ اﻝﺠﻬ ــﺔ اﻝﻤﻌﻨﻴ ــﺔ أن ﺘﻌ ــد ﺒرﻨﺎﻤﺠـ ـﺎً ﺘوﻋوﻴ ــﺎ دﻋﺎﺌﻴ ــﺎ ﻋ ــن اﻝﻤؤﺴﺴ ــﺔ ،ﻴ ــذاع ﻋﻠ ــﻰ اﻝﻤ ــﻼ
ﻴﺘﻌـرض ﻓﻴـﻪ ﻝﻤﺴـﺘﻬدﻓﺎﺘﻬﺎ ٕواﺴـﺘراﺘﻴﺠﻴﺘﻬﺎ ووﻀـﻌﻬﺎ اﻝﻌــﺎم ،وﺘﻌـد ﻜـذﻝك ﻜﺘﻴﺒـﺎت ﻤـن ﺸـﺄﻨﻬﺎ إﻴﺼــﺎل
اﻝﺼــورة واﻀــﺤﺔ ﺠﻠﻴــﺔ ﻋــن اﻝﻤؤﺴﺴــﺔ واﻝﺠﻬــﺎز أو أﻴــﺔ ﺠﻬــﺔ أﺨــرى وﻋــن اﻝﻤﻌﻨﻴــﻴن ﺒﻬــﺎ واﻝﻤﻜﻠﻔــﻴن
ﺒﺈدارﺘﻬﺎ ،وﻋن دورﻫم وﺤدود ﻋﻤﻠﻬم .
وﻜــﺎن اﻝﺨﻠﻴﻔــﺔ ﻋﻤــر ﺒــن اﻝﺨطــﺎب رﻀــﻲ اﷲ ﻋﻨــﻪ ،ﺤرﻴﺼــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻹﻴﻀــﺎح ﻝﻤــﺎ ﻴﻘــوم ﺒــﻪ ﻤــن
أﻋﻤــﺎل ﻫــو ووﻻﺘــﻪ اﻝــذﻴن وﻻﻫــم ،وﻴطﻠــب ﻤــن ﻋﺎﻤــﺔ اﻝﻤﺴــﻠﻤﻴن إذا ﻤــﺎ اﻨﺤرﻓ ـوا ﻫــوﻻء اﻝــوﻻة أن
ﻴﺸــﺘﻜوا إﻝﻴــﻪ ،وﻴﺒﻠﻐــوﻩ ﺒــذﻝك ﻓﻘــﺎل" :"" :أﻴﻬــﺎ اﻝﻨــﺎس إﻨــﻲ ﻤــﺎ أرﺴــل إﻝــﻴﻜم ﻋﻤــﺎﻻ ﻝﻴﻀ ـرﺒوﻜم ،وﻻ
ﻝﻴﺄﺨــذوا أﻤ ـواﻝﻜمٕ ،واﻨﻤــﺎ أرﺴــﻠﻬم إﻝــﻴﻜم ﻝﻴﻌﻠﻤــوﻜم دﻴــﻨﻜم وﺴــﻨﺘﻜم ،ﻓﻤــن ﻓُﻌــل ﺒــﻪ ﺸــﻲء ﺴــوى ذﻝــك
ﻷﻗﺼﻨﻪ ﻤﻨﻪ."...
ّ ﻓﻠﻴرﻓﻌﻪ إﻝ ﻲ ،ﻓو اﻝذي ﻨﻔس ﻋﻤر ﺒﻴدﻩ
ﺜ ــم ﺨﺎط ــب اﻝ ــوﻻة ﻗ ــﺎﺌﻼ " :ﻻ ﺘﻀـ ـرﺒوا اﻝﻤﺴ ــﻠﻤﻴن ﻓﺘ ــذﻝوﻫم ،وﻻ ﺘﺤﻤ ــدوﻫم ﻓﺘﻔﺘﻨ ــوﻫم ،وﻻ ﺘﻤﻨﻌ ــوﻫم
ﺤﻘوﻗﻬم ﻓﺘﻜﻔروﻫم ،وﻻ ﺘﻨزﻝوﻫم اﻝﻐﻴﺎض ﻓﺘﻀﻴﻌوﻫم".
ﻜﻤﺎ ﻗﺎل أﻴﻀﺎ" :أﻴﻤﺎ ﻋﺎﻤل ﻝﻲ ظﻠم أﺤدا ﻓﺒﻠﻐﻨﻲ ﻤظﻠﻤﺘﻪ ﻓﻠم أﻏﻴرﻫﺎ ﻓﺄﻨﺎ ظﻠﻤﺘﻪ"(23).
ﻋﻨــد اﻝﻨظــر إﻝــﻰ اﻝﻌدﻴــد ﻤــن ﻤؤﺴﺴــﺎﺘﻨﺎ وﻤــﺎ ﻴــدور ﻓﻴﻬــﺎ وﻤــن ﺨﻼﻝﻬــﺎ ،أﺘﺄﻜــد وأﻜــﺎد أﺠــزم ﺒــﺄن اﻹدارة
وﻋﻠﻤﻬﺎ ﻝم ﺘدﺨﻠﻬﺎ ﻗـط ﻓﺎﻝﻌﻤـل ﺒﻬـذﻩ اﻝﻤؤﺴﺴـﺎت ﻴـﺘم ﺒﻌﺸـواﺌﻴﺔ وﺘﻠﻘﺎﺌﻴـﺔ ﻝﻴﺴـت ﺒرﻴﺌـﺔ ﻓﻨﺸـﺎﻫد ﻤﻜﺎﺘـب
وﻤﻌــدات وأﻨــﺎس ﻴــدﺨﻠون وﻴﺨرﺠــون ﻴﺤﻤﻠــون أوراق أو ﺤﻘﺎﺌــب دوﻨﻤــﺎ ﻫــدف ﺘﺠﺘﻤــﻊ ﻓــﻲ اﻷوﻗــﺎت
اﻝﺤرﺠﺔ واﻝﻤﻠﺤﺔ ﻓﻘط ﻝﺘﺨرج ﺒﻘـرار أو ﺘﺼـور ﻴﻨﻘﺼـﻪ اﻝﻜﺜﻴـر وﻤـﺎ ﻫـو إﻻ ﻤﺠـرد ﻨﻘـﺎط ﻤـن ﻤﺨﺘﻠـف
أراء ﺠﻤﻌ ــت ﻤ ــن ﻫﻨ ــﺎ وﻫﻨ ــﺎك ﺨط ــت ﻋﻠ ــﻰ أوراق ﺒﻴﻀ ــﺎء دون أدﻨ ــﻰ اﻋﺘﺒ ــﺎر أو ﺘطﺒﻴ ــق ﻝﻤﻌ ــﺎﻴﻴر
اﻹدارة ﻜﻤﺎ وﻀﻌﻬﺎ اﻝﻌﻠم وﻋﻠﻤﺎﺌﻬﺎ.
وﺘﺠد اﻝﻐﺎﻝﺒﻴﺔ اﻝﻌظﻤﻰ ﻤن اﻝﻤوظﻔﻴن ﺘﺴﻌﻰ إﻝﻰ اﻝﺘﻤﻠص واﻝﺨروج ٕواﺤﺎﻝﺔ اﻝﻌﻤل إﻝﻰ ﻏﻴـرﻫم ﻝﻠﻘﻴـﺎم
ﺒﺘﺤﻘﻴق ﻏﺎﻴﺔ أﺨري أو ﻤطﻠب ﺸﺨﺼﻲ ﻓﺎﻝﻜل ﻤﺜﻘل ﺒﻬﻤوم ﻗﻠﺔ اﻝﻤرﺘـب وﻜﺜـرة اﻝﻤﺘطﻠﺒـﺎت اﻝﺤﻴﺎﺘﻴـﺔ
ﻓﺘﺠــد اﻝﻘ ــوى ﻤﻨﻬــﺎرة واﻝﻌــزم ﻤﻔﻘــود ﻷﺴ ــﺒﺎب ﻋــدة ﺠ ــﺎءت ﻤ ــن ﺴــوء اﻝﺘﺨطــﻴط واﻹدارة واﻻﺤﺘﺴ ــﺎب
ﻝﺤﺎﺠﺎت اﻝﻤوظف وطرﻴﻘﺔ ﺘوظﻴﻔﻪ واﺴﺘﻐﻼل ﻤواردﻩ وأﺴﻠوب ﺘﻘدﻴم اﻝﺨدﻤﺎت ﻝﻪ .
وﺘﺠــد اﻝﻤدراء ﺠﺎﻝﺴﻴن ﺨﻠف أﺒواب ﻤﻐﻠﻘـ ــﺔ ﻓـﻲ ﻤﻜـ ــﺎﺘب وﺘﻴـرة ﻻ ﻴﻨﻘﺼـﻬﺎ ﺸـﻲء إﻻ )ﺤﻠﻴـب اﻝﻐـول(
واﻝﻌﻘل اﻝﻤدﺒر وأﻤﺎم ﺘﻠك اﻷﺒواب ﻓﺘﻴﺎت ﺘﻨﺎزﻝن ﻋن ﺤﻘوﻗﻬن اﻝوظﻴﻔﻴﺔ وﺘﺨﺼﺼﺎﺘﻬن ﻓﻤـﻨﻬن ﺤﻤﻠـﺔ
ﻤــؤﻫﻼت ﻋﻠﻴــﺎ ورﻀــﻴن ﺒــﺎﻝواﻗﻊ اﻝﻤــر ﻓــﻲ ﺴــوء اﻝﺘوظﻴــف ﺘﻔــﻨن ﺒﻌــروض اﻷزﻴــﺎء وﺘﺠﻤﻠــن ﻝﻴــوﻤﻬن
وﻜﺄﻨﻪ ﻴوم ﻋرﺴﻬن ﻴﺤﺎوﻝن ﻤﺤﺎدﺜﺘـك ﺒﻠﺒﺎﻗـﺔ ﻤﻔﻘـودة وﻴﺘﺼـﻨﻌن اﻻﻫﺘﻤـﺎم ﺒـك وﺒطﻠﺒـك واﻝﺒﻘﻴـﺔ اﻝﺒﺎﻗﻴـﺔ
ﺘﺠﺘﻤﻊ ﻝﺘﺘﺒﺎدل اﻝﻨﻜت أﺤﻴﺎﻨﺎ وﻝﺸرب اﻝﺸﺎي واﻝﻘﻬوة أﺤﻴﺎﻨﺎ أﺨرى ...ﻫذا ﺤﺎل .
أم اﻝﺤﺎل اﻷﺨر ...ﻓﺘدﺨل ﻤؤﺴﺴﺔ ﻓﺘﺘذﻜر أﺤـد أﻓـﻼم اﻝرﻋـب ﻝﻬﺘﺸـﻜوك ،اﻷوراق ﻤﺒﻌﺜـرة ﻓـﻲ ﻜـل
ﻤﻜــﺎن ﺘﺘﻼﻋــب ﺒﻬــﺎ ﻨﺴــﻤﺔ آﺘﻴــﺔ ﻤــن ﺨــﻼل ﺸــﺒﺎك ﻻ ﻴﻘﻔــل ﺘﺘطــﺎﻴر ﺤوﻝــك أوراق ﻤوﻗﻌــﺔ وﻤﻌﺘﻤــدة
وأﺨرى ﻏﻴر ذﻝك ،ﻤﻜﺎﺘب ﺨﺎﻝﻴﺔ ﻤن أﺼﺤﺎﺒﻬﺎ ٕ ،واﻀﺎءة ﻤﺘﻘطﻌﺔ وأزﻴز ﺒﺎب ﻋﻼﻩ اﻝﺼدأ ﺘﻨﺒﻌث
إن ﺘطﺒﻴق ﻤﺒدأ اﻹدارة اﻝﻌﻠﻤﻲ اﻝﺴﻠﻴم ﻴﻔرض ﺤﻘﺎﺌق ووﻗـﺎﺌﻊ ﻴﻨﻔـر ﻤﻨﻬـﺎ اﻝﺴـﻠﺒﻴون ﻓﻴﺤـل ﻤﺤﻠﻬـم ﻤـن
ﻫو ﺠدﻴر ﺒﺎﻝﻤﻜﺎن ﻓﺘوﻀﻊ اﻷﻤور ﻓﻲ ﻨﺼﺎﺒﻬﺎ وﺘﺘﻀﺢ اﻝﺤﻘﺎﺌق ﻓﺘﺨﺘﻔﻲ أﻤراض اﻹدارة ﺘدرﻴﺠﻴﺎ.
وﺘطﺒﻴق اﻹدارة اﻝﻌﻠﻤﻴـﺔ ﻴﻔـرض ﻋﻠـﻰ اﻝﻤؤﺴﺴـﺎت واﻝﻤﻨظﻤـﺎت ﺜواﺒـت ﺘﻌﻤـل ﺒﻬـﺎ ﻓﺘﺼـﺒﺢ آﻝﻴـﺔ اﻝﻌﻤـل
ﻤﻤﻨﻬﺠﺔ وﻤﻨظﻤﺔ وﻤﻨﻬﺎ :
-1ﻨظﺎم إداري ﻤﺤدد وﺜﺎﺒت .
-2اﻝﺘدرج ﻓﻲ اﻝواﺠﺒﺎت واﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺎت ) اﻝﺘدرج اﻝوظﻴﻔﻲ (.
-3ﺴﺠﻼت وﻤﻠﻔﺎت ﻤﻨظﻤﺔ.
-4ﻨظﺎم ﻤﺤدد ﻝﻤﻨﺢ اﻝﺤواﻓز أو ﻓرض اﻝﻌﻘوﺒﺎت.
-5اﻝﺘﻘﻴد ﺒﺎﻝﻠواﺌﺢ واﻝﻘواﻨﻴن اﻝﻤﻨظﻤﺔ ﻝﻠﻌﻤل.
-6أﺴﺎﻝﻴب ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻻﺨﺘﺒﺎرات اﻝﺘﻌﻴﻴن واﻝﺘرﻗﻴﺔ.
-7وﺠود ﻤﻔﻬوم ﻷﻫﻤﻴﺔ ﺘطﺒﻴﻘﺎت اﻝﻌﻨﺼر اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻲ ﻵﻝﻴﺎت اﻝﻌﻤل.
-8وﺠود أﺴﻠوب ﻋﻤﻠﻲ ﻹدارة اﻝوﻗت وﺘﻨظﻴم اﻝﺨدﻤﺎت واﻻﺘﺼﺎل واﻝﺘواﺼل.
ــــــــــــــــــــــــــــ
أﺸﻜﺎل اﻝﻔﺴﺎد اﻹداري :
ﻝﻠﻔﺴ ــﺎد اﻹداري اﻝﻌدﻴ ــد ﻤ ــن اﻷﺸ ــﻜﺎل اﻝﺘ ــﻲ ﺘﺘﻌ ــدد وﺘﺘﻨ ــوع ﺤﺴ ــب ﺒﻴﺌﺘ ــﻪ ،وﻗ ــد ﺘﻔ ــﻨن اﻝ ــﺒﻌض ﻓ ــﻲ
ﺼﻨﺎﻋﺘﻪ وﻨﺸرﻩ ﺤﺘﻰ وﺼﻠوا إﻝﻰ ﻤرﺤﻠﺔ اﻹﺒداع اﻝﺴﻠﺒﻲ واﻝذﻜﺎء اﻹﺠراﻤﻲ ﻓﺎﻝﻔﺴﺎد ﻗد ﻴﻤﺎرﺴـﻪ ﻓـرد
أو ﺠﻤﺎﻋــﺔ ﻓــﻲ ﻤؤﺴﺴــﺔ ﺨﺎﺼــﺔ أو ﻋﺎﻤــﺔ ،وذﻝــك ﻝﺘﺤﻘﻴــق ﻤﻜﺎﺴــب وﻤﻨــﺎﻓﻊ ﻤﺎدﻴــﺔ أو ﺴﻴﺎﺴــﻴﺔ أو
اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
ٕواذا ﺘﺘﻌــدد وﺘﺘﻨــوع أﺴــﺒﺎب وأﺸــﻜﺎل اﻝﻔﺴــﺎد اﻹداري ،وﺘﺘﻔــﺎﻗم ﻫــذﻩ اﻷزﻤــﺔ وﻫــذﻩ اﻝﻤﻌﻀــﻠﺔ ﻴوﻤــﺎ ﻋــن
ﻴوﻤﺎ ﻝﺘﺨﻠف أﺜﺎرﻫﺎ اﻝﻌﻤﻴﻘـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻹﻨﺴـﺎن وﻋﻠـﻰ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ ﻗﺎطﺒـﺔ ﻜـﺎن ﻝ ازﻤـﺎ إﺠـراء اﺴـﺘﺒﻴﺎن ﻨﺠﻤـﻊ
ﻤــن ﺨﻼﻝــﻪ ﻤﻜــﺎﻤن اﻝــداء وﻨﺤــﺎول ﻤــن ﺨﻼﻝــﻪ إﻴﺠــﺎد اﻝــدواء ﻝﻬــذﻩ اﻝظــﺎﻫرة وﺘﺤدﻴــد ﻨﻘــﺎط ﻤﻬﻤــﺔ ﻴــﺘم
ﻋﻠﻰ ﻀوﺌﻬﺎ اﻝﺘﺸﺨﻴص اﻝﺼﺤﻴﺢ واﻝﺴﻠﻴم .
ﻨﻤوذج اﺴﺘﺒﻴﺎن ﺤول اﻝﻔﺴﺎد اﻹداري
أوﻻ :ﻤﺎ ﻫﻲ اﻷﺴﺒﺎب اﻝﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻝﻠﺘﺴﻴب اﻹداري ؟ ﻀﻊ ﻋﻼﻤﺔﻋﻠﻰ اﻝﻔﻘرة أو اﻝﻔﻘرات اﻝﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻝﻺﺠﺎﺒﺔ .
-1اﻝوﻀﻊ اﻝﻤﻌﻴﺸﻲ وﻗﻠﺔ اﻝﻤرﺘب .
-2اﻨﻌدام اﻝوطﻨﻴﺔ واﻝوازع اﻝدﻴﻨﻲ .
-3اﻹﻏراء ﻤن ﻗﺒل اﻝﻐﻴر.
-4ﻜﺒر ﺤﺠم اﻝﻌﻤل ﺒﺎﻝﻤؤﺴﺴﺔ .
-5ﻀﻌف اﻝرﻗﺎﺒﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ.
-6ﻀﻌف اﻝرﻗﺎﺒﺔ اﻝداﺨﻠﻴﺔ.
-7ﻀﻌف ﻋﻤل اﻹدارات واﻝﻤدراء.
-8ﻀﻌف اﻷﻤﻴن أو اﻝﻤدﻴر ﻝﻠﺠﻬﺔ.
-9ﻋدم وﺠود اﻝرﺠل اﻝﻤﻨﺎﺴب ﻓﻲ اﻝﻤﻜﺎن اﻝﻤﻨﺎﺴب.
ﻗرارات ﺨﺎطﺌﺔ . -10
-11أﺴﺒﺎب أﺨري.
ﺜﺎﻨﻴﺎ :أﺸﻜﺎل وأوﺠﻪ اﻝﻔﺴﺎد اﻹداري .
-1ﺴرﻗﺔ ﻤﺒﺎﺸرة
-2رﺸوة
-3ﻏش
-4ﺘﺴﻴب ٕواﻫﻤﺎل
-5اﻝﻤﺒﺎﻝﻐﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺸﺘرﻴﺎت
-6ﺘدﻝﻴس اﻷﺴﻌﺎر
-7ﻋﻤﺎﻝﺔ وﻋﻘود وﻫﻤﻴﺔ
-8اﻝﻤﺤﺎﺒﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻌطﺎءات واﻝﺘرﺴﻴﻪ
-9أﺨري
ﺜﺎﻝﺜﺎً :ﻜﻴف ﻴﺘم اﻝﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻝﻔﺴﺎد اﻹداري .
-1ﺘﻔﻌﻴل دور اﻝرﻗﺎﺒﺔ وﺘﻐﻴﻴر وﻀﻌﻬﺎ اﻝﺤﺎﻝﻲ.
-2ﺘطﺒﻴق ﺤد اﻝﻘﺎﻨون.
-3وﻀﻊ اﻝرﺠل اﻝﻤﻨﺎﺴب ﻓﻲ اﻝﻤﻜﺎن اﻝﻤﻨﺎﺴب.
-4ﺘﻐﻴر اﻝﻬﻴﻜﻠﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ.
-5إﻝﻐﺎء ﺒﻌض اﻝﻤﻨﺎﺼب واﻝﺼﻼﺤﻴﺎت.
. -6اﻝﺘوﻋﻴﺔ واﻝﺘﻌﺒﺌﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ
-7أﺨري
وﻜﺎﻨت ﻨﺘﺎﺌﺞ اﻻﺴﺘﺒﻴﺎن ﻜﺎﻷﺘﻲ :
أوﻻً :اﻷﺴﺒﺎب اﻝﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻝﻠﺘﺴﻴب اﻹداري .
100
الوضع المعيشي وقلة المرتب 90
انعدام الوطنية والواعز الديني
80
اإلغراء من قبل الغير
70
كبر حجم العمل بالمؤسسة
ضعف الرقابة العامة 60
ضعف الرقابة الداخلية 50
ضعف عمل اإلدارات والمدراء
40
ضعف األمين أو المدير للجھة
30
عدم وجود الرجل المناسب في المكان المناسب
قرارات خاطئة 20
أسباب أخري 10
0
6 5 4 3 2 1
رشوة 60
غش
50
تسيب واھمال
اخرى 10
0
100
80
تطبيق حد القانون
70
وضع الرجل المناسب في المكان المناسب 60
40
إلغاء بعض المناصب والصالحيات
30
التوعية والتعبئة العامة
20
أخري 10
0
5 4 3 2 1
اﻝﻨﺴﺒﺔ اﻝﻤﺌوﻴﺔ % ﻜﻴف ﻴﺘم اﻝﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻝﻔﺴﺎد اﻹداري ر.م
%50 -1ﺘﻔﻌﻴل دور اﻝرﻗﺎﺒﺔ وﺘﻐﻴﻴر وﻀﻌﻬﺎ اﻝﺤﺎﻝﻲ.
%75 -2ﺘطﺒﻴق ﺤد اﻝﻘﺎﻨون.
%90 -3وﻀﻊ اﻝرﺠل اﻝﻤﻨﺎﺴب ﻓﻲ اﻝﻤﻜﺎن اﻝﻤﻨﺎﺴب.
%45 -4ﺘﻐﻴر اﻝﻬﻴﻜﻠﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ.
%35 -5إﻝﻐﺎء ﺒﻌض اﻝﻤﻨﺎﺼب واﻝﺼﻼﺤﻴﺎت.
%65 . -6اﻝﺘوﻋﻴﺔ واﻝﺘﻌﺒﺌﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ
%25 -7أﺨري
ﻤــن ﺨــﻼل ﻫــذا اﻻﺴــﺘﺒﻴﺎن ﻨﻼﺤــظ أن ﻏﺎﻝﺒﻴــﺔ اﻝﻤؤﺸ ـرات ﺤﺼــﻠت ﻋﻠــﻰ ﻨﺴــﺒﺔ ﻋﺎﻝﻴــﺔ وﺒﻬــذا ﺘﻜــون
رﺌﻴﺴﻴﺔ وﻓﻌﺎﻝـﻪ ﻓـﻲ ﻋﻤﻠﻴـﺔ اﻹﺼـﻼح ﻴﺠـب د ارﺴـﺘﻬﺎ ﺒدﻗـﺔ اﺴـﺘطراد أﻜﺜـر ﺤﺘـﻰ ﺘﻌـﺎﻝﺞ ﻤواﻀـﻊ اﻝـداء
وﻤﻜﺎﻤﻨﻪ .
وﻝﻨﺘﻌﻤــق أﻜﺜــر ﻓــﻲ إظﻬــﺎر اﻝﻨﺘــﺎﺌﺞ واﻵﺜــﺎر واﻻﻨﻌﻜﺎﺴــﺎت اﻝﺴــﻠﺒﻴﺔ ﻝﻬــذا اﻝــداء ﻓﻨﺴــﺘﻌرض أﻫــم ﺜــﻼث
ﻗطﺎﻋ ــﺎت ﺨدﻤﻴ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻝدوﻝ ــﺔ ) اﻝﺘﻌﻠــﻴم واﻝﺼ ــﺤﺔ واﻷﻤ ــن ( واﻝﺘ ــﻲ ﻫ ــﻲ ﻋﺼ ــﺒﻬﺎ وﻋﻤودﻫــﺎ اﻝﻔﻘ ــري
وﻜﻴﻔﻴــﺔ اﻨﺘﺸــﺎر داء اﻝﻔﺴــﺎد ﻓﻴﻬــﺎ وﺘﻌــدد أﺸــﻜﺎﻝﻪ و آﺜ ـرﻩ ﻋﻠــﻰ اﻝﻤ ـواطن واﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ وﻨﻜﺸــف وﻨﻌــرض
اﻝﺴﻠﺒﻴﺎت وﻤﺎ ﻴﻨﺠم ﻋﻨﻬﺎ إذا وﺠدت ،وﻫو ﻤﺜﺎل أردت ﺒﻪ اﻻﺴﺘدﻻل ﻓﻼ ﻴﻨﺒﻐﻲ أن ﻴﻜـون ﺼـﺤﻴﺤﺎ
وﺤﻘﻴﻘﺔً وﻝﻜﻨﻪ ﺘوﻗﻊ ﻝﻤﺎ ﻗد ﻴﻨﺠم ﻋن ﻫذﻩ اﻝظﺎﻫرة .
ﻓﻔﻲ ﻗطﺎع ﻤﺜل ﻗطﺎع اﻝﺘﻌﻠﻴم ﺘﻜون أﺸﻜﺎل اﻝﻔﺴﺎد ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ -:
-ﻋــدم ﺘوزﻴ ــﻊ اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت اﻝﺘﻌﻠﻴﻤﻴ ــﺔ ﺘوزﻴﻌــﺎ ﻋ ــﺎدﻻ ﻤﻨطﻘﻴــﺎ ﻋﻠ ــﻰ اﻝﻤﻨــﺎطق واﻷﺤﻴــﺎء وﻓ ــﻲ اﻝﻤــدن
واﻝﻘــرى واﻷرﻴــﺎف وﺤﺴــب اﻝﺘوزﻴــﻊ اﻝﺴــﻜﺎﻨﻲ– ﻋــدم وﺠــود ﻤﻌﻠﻤــﻴن ﻝــﺒﻌض اﻝﺘﺨﺼﺼــﺎت – ﻤﻌﻠــم
ﻏﻴــر ﻗــدﻴر ﻻ ﻴﺤﻤــل ﻤؤﻫــل ﻝﻠﺘﻌﻠــﻴم واﻝﺘــدرﻴس – ﺘﻬﺎﻝــك اﻝﻤﺒــﺎﻨﻲ – ﻀــﻌف ﻓــﻲ إدارات اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت
اﻝﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ – ﺼﻴﺎﻨﺔ ٕواﻨﺸﺎء ﻝﻠﻤراﻓق اﻝﺘﻌﻠﻴﻤﻴـﺔ وﻗـت ﺒـدء اﻝﻌـﺎم اﻝد ارﺴـﻲ – ﻀـﻌف وﻋـدم اﻝﺜﺒـﺎت ﻓـﻲ
اﻝﻤﻨﺎﻫﺞ )ﻤﻨﺎﻫﺞ ﻏﻴر ﻤﺴﺘﻘرﻩ وﻤوﺤدﻩ وﻏﻴـر ﻋﺼـرﻴﺔ ( – وﺴـﺎطﺔ وﻤﺤﺴـوﺒﻴﺔ ﻓـﻲ اﻝﺘﻨﺴـﻴب واﻝﻤـﻨﺢ
واﻹﺠـﺎزات – ﻨﻘـص اﻝﺘﺠﻬﻴـزات واﻝﻤﻌﺎﻤـل اﻝﺤدﻴﺜــﺔ – ﻏﻴـﺎب اﻝﺘﻨﺴـﻴق ﺒـﻴن اﻷﺴـرة واﻹدارة اﻝﻤدرﺴــﻴﺔ
– اﻝﺘوﺠــﻪ اﻝﻤــﺎدي ﺒﺎﻝﻤـدارس اﻝﺨﺎﺼــﺔ – اﻝوﺴــﺎطﺔ واﻝﻤﺤﺴــوﺒﻴﺔ ﻓــﻲ اﻹﻴﻔــﺎد ﻝﻠﺘﻌﻠــﻴم ﺒﺎﻝﺨــﺎرج –ﻋــدم
وﺠود إﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﺴﻴق ﻤﻊ اﻝﻘطﺎﻋﺎت اﻷﺨرى ﺒﺸﺎن ﺘوزﻴـﻊ اﻝﺘﺨﺼﺼـﺎت واﻝﻨظـر ﻓـﻲ ﺤﺎﺠـﺔ
اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻨﻬﺎ.
ﻤ ــن ﺠﻤﻠ ــﺔ ﻫ ــذا اﻝﻨﻘ ــﺎط ﻨرﺒ ــﻲ وﻨﻌﻠ ــم ﺠﻴ ــل ﻴﻨﻘﺼ ــﻪ اﻝﺘﺤﺼ ــﻴل وﺘﻨﻘﺼ ــﻪ اﻝﻤﻬ ــﺎرة ﻓ ــﻲ ﺘﺨﺼﺼ ــﻪ
ﻓﻨﺤﺼل ﻋﻠﻰ طﺒﻴب ﺒﻼ ﻋﻠم اﻝطب وﻤﻬﻨدس ﺒﻼ ﻋﻠم اﻝﻬﻨدﺴﺔ وﻤﻌﻠم ﺒﻼ ﺘﻌﻠﻴم … اﻝﺦ
وﻓﻲ ﻗطﺎع اﻝﺼﺤﺔ ﺘﻜون أﺸﻜﺎل اﻝﻔﺴﺎد ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل اﻝﻤﺜﺎل ﻜﺎﻷﺘﻲ -:
-ﺴ ــوء إدارة -ﻤﺴﺘﺸ ــﻔﻴﺎت ﻤﺘﻬﺎﻝﻜ ــﺔ – أطﺒ ــﺎء ﻋ ــدﻴﻤﻲ اﻝﻜﻔ ــﺎءة – أﺨط ــﺎء طﺒﻴ ــﺔ ﻗﺎﺘﻠ ــﺔ – ﻨﻘ ــص
اﻝﻤﻌــدات واﻷدوﻴــﺔ – إﻫﻤــﺎل وﺘﺴ ــﻴب واﻨﻌ ــدام اﻝﺘﻨظــﻴم داﺨــل اﻝﻤﺴﺘﺸــﻔﻴﺎت – اﺴ ــﺘﻘﺒﺎل وﺘﺸ ــﺨﻴص
ورﻋﺎﻴﺔ ﻏﻴر ﻻﺌﻘﺔ وﻻ ﺘﻤت ﻝﻺﻨﺴﺎﻨﻴﺔ واﻝطب ﺒﺼﻠﺔ – اﻝﻤﺤﺴوﺒﻴﺔ واﻝوﺴﺎطﺔ داﺨـل اﻝﻤﺴﺘﺸـﻔﻴﺎت –
ﻋدم اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺒﻌﺎﻤل اﻝوﻗت وﻤﺎ ﻴﻤﺜﻠﻪ ﻝﺸـﻔﺎء اﻝﻤـرﻴض – اﻝﻔروﻗـﺎت اﻝﻤﺎﻝﻴـﺔ ﺒـﻴن اﻝﻌﻨﺎﺼـر اﻷﺠﻨﺒﻴـﺔ
واﻝﻌﻨﺎﺼـر اﻝوطﻨﻴـﺔ – اﻝﺸـﺨص اﻝﻤﻨﺎﺴـب ﻝـﻴس ﻓــﻲ اﻝﻤﻜـﺎن اﻝﻤﻨﺎﺴـب – أدوﻴـﺔ ﻏﻴـر ذات ﺼــﻼﺤﻴﺔ
وﻋــدﻴﻤﺘﻬﺎ – ﺸــﻬﺎﺌد وﺨﺒ ـرات ﻤــزورة – اﻨﻌــدام ﺨطــﺔ اﻝﻌﻤــل داﺨــل اﻝﻤﺴﺘﺸــﻔﻴﺎت – ﻤﻴ ـول اﻝطﺒﻴــب
ﻝﻠﻘطــﺎع اﻝﺨــﺎص واﻝﻌــزوف ﻋــن اﻝﻘطــﺎع اﻝﻌــﺎم – وﺴــﺎطﺔ وﻤﺤﺴــوﺒﻴﺔ ﻓــﻲ اﻝﻌــﻼج ﺒﺎﻝﺨــﺎرج –إﻫﻤــﺎل
وﺘﻘﻠﻴل ﻓﻲ ﺸﺎن اﻝطﺒﻴب اﻝوطﻨﻲ .
وﻓﻲ ﻗطﺎع اﻝﻌدل واﻷﻤن ﺘﺘﻌدد أﻴﻀﺎ أﺸﻜﺎل اﻝﻔﺴﺎد وﻤﻨﻬﺎ :
اﻻﺴ ــﺘﻌﻼء واﺴ ــﺘﻐﻼل اﻝﻤﻨﺼ ــب واﻝرﺘ ــب – ﻜـ ـوادر ﻏﻴ ــر ﻤؤﻫﻠ ــﺔ – ﺘﻔﺸ ــﻲ ظ ــﺎﻫرة اﻝرﺸ ــوة– اﻝﻜﻴ ــل
ﺒﻤﻜﻴــﺎﻝﻴن ﻓــﻲ إﺤﻘــﺎق اﻝﺤــق – إﻫﻤــﺎل ﻗﻀــﺎﻴﺎ ﺘﻤــس أﻤــن واﺴــﺘﻘرار اﻝﻤـواطن واﻝدوﻝــﺔ – اﻝﺘﺴــﻴب ﻓــﻲ
ﻤﻜﺎﻓﺤـ ــﺔ اﻝﺠرﻴﻤـ ــﺔ ﻝﺤـ ــﻴن وﻗوﻋﻬـ ــﺎ – ﺜﻐ ـ ـرات ﻗﺎﻨوﻨﻴـ ــﺔ ﻜﺜﻴ ـ ـرة ﻝـ ــم ﺘﻌـ ــﺎﻝﺞ ﻨﺼـ ــﻴﺎ ﺒﺎﻝﻘـ ــﺎﻨون – ﻏﻴـ ــﺎب
اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت ﻓﻲ ﺒﻌض اﻝﻘﻀﺎﻴﺎ – ﻋدم اﻝﺘﻨﺴﻴق واﺴﺘﺨدام اﻷﺴﺎﻝﻴب اﻝﻌﻠﻤﻴﺔ ﻤﻊ اﻝﺠﻬـﺎت اﻻﺨـري –
ﺴوء اﻝرﻗﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻤداﺨل اﻝﺤدودﻴﺔ وﻓﻲ ﻨﻘﺎط اﻝﻌﺒور -ﻤزاوﻝﺔ ﻨﺸﺎط اﻝﺘﻬرﻴب -
واﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ ﻴﻌــﺎﻨﻲ أﻻن ﺠﻤﻠــﺔ ﻤــن اﻝﻤﻌوﻗــﺎت ﻨﺘﻴﺠــﺔ اﻹﻫﻤــﺎل واﻝﺘﺴــﻴب واﻝﻔﺴــﺎد ﻓــﻲ اﻝــدواﺌر اﻹدارﻴــﺔ
وﺴو اﻝﺘﺨطﻴط ﻓﻬﻨﺎك أزﻤﺎت وﻝﻴس أزﻤﺔ أزﻤـﺎت ﺘراﻜﻤـت ﺘﺤﺘـﺎج إﻝـﻰ ﺠﻬـد ﻜﺒﻴـر وﻤﺜـﺎﺒرة أﻜﺒـر ﻜـﻲ
ﻴﺘم ﻋﻼﺠﻬﺎ أزﻤﺎت ﺠﻌﻠت اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ ﻴﺘﺨـﺒط وﻴـدور ﻓـﻲ داﺌـرة ﻤﻔرﻏـﺔ ﻴﺤﺘـﺎج إﻝـﻰ ﻤـن ﻴﻘـودﻩ ﻝﻠﺨـروج
ﻤﻨﻬــﺎ وﻝــن ﻴﻘــودﻩ أﺤــد ﻷﻨــﻪ ﻴﺘوﺠــب ﻋﻠﻴــﻪ اﻝﺨــروج ﻤــن ﻫــذﻩ اﻝﻤﻌﻀــﻠﺔ ﻝوﺤــدة ﺒﺘﻜــﺎﺘف ﺠﻤﻴــﻊ ﺸـراﺌﺤﻪ
ﻨﻌرف أن اﻷزﻤﺔ ﻜﺒﻴرة ﻓﻬﻲ واﻀﺤﺔ ﺠﻠﻴﺔ ﻻ ﺘﺤﺘﺎج إﻝﻰ ﺘﻌرﻴﺔ وﻜﺸف أزﻤﺔ ﻓـﻲ اﻝﺘﻌﻠـﻴم وأزﻤـﺔ ﻓـﻲ
اﻝﺼﺤﺔ وأزﻤﺔ ﻓﻲ اﻹﺴﻜﺎن وأزﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﺒطﺎﻝﺔ ﻫذﻩ اﻷزﻤﺎت ﻨﺠم ﻋﻨﻬﺎ اﻝﻜﺜﻴر ﻤن أﻤراض اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ
واﻝﺘﻲ ﻝن ﺘزول ﺒﺴﻬوﻝﺔ وﻴﺴـر ،وﻝﻜـن ﻻ ﻴﺠـب ﻋﻠﻴﻨـﺎ اﻝﻴـﺄس ﺒـل ﻴﺠـب اﺘﺨـﺎذ اﻝﺨطـوة اﻷوﻝـﻰ واﻝﺘـﻲ
ﺴﺘﺘﺒﻌﻬﺎ ﺨطوات ﻨﺤو اﻝطرﻴق اﻝﺼﺤﻴﺢ .
اﻹﺼﻼح ﺤﺴـب ﺘﻌرﻴﻔـﻲ ﻝـﻪ ﻫـو إ ازﻝـﺔ اﻷﺨطـﺎء واﻝﻤﻌوﻗـﺎت ٕواﻋـﺎدة اﻝﺘﻘﻴـﻴم واﻝﺘﻘـوﻴم وﻓـرض اﻝﺘﻐﻴﻴـر
اﻝذي ﻴﻘود ﻨﺤو اﻷﻓﻀل وﻴﺤﻘق اﻷﻫداف اﻝﺘﻲ وﻀﻌت وﻝم ﺘﺘﺤﻘق.
وﺤﺴب ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ ﻗﺎﻤوس ) أﻜﺴﻔورد (ﻫو "ﺘﻌدﻴل أو ﺘﺒدﻴل ﻨﺤو اﻷﻓﻀل ﻓـﻲ ﺤﺎﻝـﺔ اﻷﺸـﻴﺎء ذات
اﻝﻨﻘﺎﺌص ".
ﻓﺎﻹﺼ ــﻼح ﻤﻌرﻜ ــﺔ ﺸـ ـرﻴﻔﺔ ﻻ ﻴﺠ ــب أن ﻨﺨﺠـــل ﻤﻨﻬ ــﺎ أو ﻨﺨﺎﻓﻬ ــﺎ ﺒ ــل ﺴـــﺘﻌﺘﺒر ﻤﻌرﻜ ــﺔ ﻤ ــن أﻨﺒـــل
اﻝﻤﻌـﺎرك اﻝﺘـﻲ ﺴﻨﺨوﻀـﻬﺎ ﺒـدون ﺴـﻼح ﺴـﻠﻤﻴﺎ ﻨ ارﺠـﻊ ﻤـن ﺨﻼﻝﻬـﺎ أﻨﻔﺴـﻨﺎ وﻨﻠﺘﻔـت إﻝـﻰ ﻏﻴرﻨـﺎ وﻨﻨظـر
ﻓﻲ ﻤؤﺴﺴﺎﺘﻨﺎ ذات اﻝﻴﻤﻴن وذات اﻝﺸﻤﺎل ﺒﺤﺜﺎ ﻋن اﻝﺨطﺄ وﺒﺤﺜﺎ ﻋن اﻝﻤﺨطﺌـﻴن وﻨﺒـﺎدر ﺒﺎﻝﺘﺼـﺤﻴﺢ
ﻓــﻲ اﻝﺴــﻠوك واﻹﺠــراءات واﻝﻤﺤﺼــﻠﺔ ﻋﺎﻤ ـﺔً ﻓﻨﻘ ــول ﻝﻠﻤﻔﺴــد ﻗــف وﻝﻠﻤﺼــﻠﺢ ﺘﻘــدم ﻓﻨﻜﺒــل اﻝﻤﻔﺴــدﻴن
وﻨﻔﺴﺢ اﻝﻤﺠﺎل ﻝﻠﻤﺼﻠﺤﻴن .
ﺘﺨوف ﻤﻨـﻪ أن ﻴﻜـون ﻜـذﻝك )اﻨـدرﻩ ﺘـﺎردﻴو( رﺌـﻴس وزراء ﻓرﻨﺴـﺎ ﻓـﻲ ﻜﻤﺎ اﻨﻪ ﻝﻴس ﺒدون ﻤﻌﻨﻰ ،ﻜﻤﺎ
أواﺌــل اﻝﺜﻼﺜﻴﻨــﺎت ﻋﻨــدﻤﺎ ﻗــﺎل " :ﺤــﻴن ﻴــود رﺌــﻴس و ازرة أن ﻴﺼ ـﻔق ﻝــﻪ ﻓﻠــﻴس ﻝــﻪ إﻻ أن ﻴﻌﻠــن ﻋــن
إﺼﻼح إداري ،ﻓﺈن أﺤدا ﻻ ﻴدري ﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ ﻫذا اﻝﻜﻼم ".
ﻫــذا ﺴــﺎﺒﻘﺎً وﻝﻜﻨﻨــﺎ اﻝﻴــوم وﻓــﻲ ﻫــذا اﻝﻌﺼــر ﻨﻌــﻲ اﻹﺼــﻼح وﻓواﺌــدﻩ ﺠﻴــداً وﻨﻌــﻲ ﻤﻌﻨــﻰ اﻝﻔﺴــﺎد وآﺜــﺎرﻩ
أﻜﺜــرٕ ،واﻨﻤــﺎ ﻴﻘﺘﻀــﻲ ﻓﻬﻤــﻪ ﻤــن ﻀــﻤن اﻝﺘﺼــور اﻝــذي ﺘﺼــورﻩ اﺤــد ﻋﻠﻤــﺎء اﻹدارة اﻝﻔرﻨﺴــﻴﻴن ﺸــﺎرل
دﺒﺎك ) (24ﻋﻨدﻤﺎ ﻗﺎل ﻋﻨﻪ اﻨﻪ :
-أﻤﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻤﺠرد إﻋﺎدة ﻨظر ﺒﺎﻷوﻀﺎع اﻝﻘﺎﺌﻤﺔ ﺤﺎﻝﻴﺎً.
-أو ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺨﻠق ٕواﺒداع ﺠدﻴدﻴن ﺒﻜل ﻤﺎ ﺘﻌﻨﻲ ﻫذﻩ اﻝﻜﻠﻤﺔ ﻤن ﻤﻌﻨﻰ.
ﻓ ــﺎﻝﻤﻔﻬوم اﻷول ﻴﻌﻨ ــﻲ اﻝﺘﻌ ــدﻴل واﻝﺘﺼ ــﺤﻴﺢ ﻝﻠﻤﺴ ــﺎر ٕواﻋ ــﺎدة ﺘﺄﻫﻴ ــل ﻝﻸوﻀ ــﺎع اﻝﻘﺎﺌﻤ ــﺔ ﻤ ــن ﻀ ــﻤن
اﻝﺘوﻓﻴــق ﺒــﻴن اﻷﺼــﺎﻝﺔ واﻝﺤداﺜــﺔ ﻝﻠﺘﻘــدم واﻝﺘﻐﻴــر ﻨﺤــو اﻷﻓﻀــل ﻓﺎﻝﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت ﻋــﺎدة ﻻ ﺘﻘﺒــل اﻝﺜﺒــﺎت
وﺘﺘﺸﺒث ﺒﻤن ﻴﻘودﻫﺎ ﻝﻠﺘﻐﻴر ﻓﻼ ﻴﺠب أن ﺘﻀﻊ اﻷﺼﺎﻝﺔ اﻝﺤداﺜـﺔ ﻓـﻲ ﺒوﺘﻘـﺔ اﻝﻘداﻤـﺔ وﻻ اﻝﻌﻜـس ﺒـل
ﻴﺠــب اﻝﻤوازﻨــﺔ واﻻﻋﺘــدال ﺒﻴﻨﻬﻤــﺎ وﺨﻴــر ﻤﺜــﺎل ﻝــذﻝك ﻤــﺎ ﺤــدث ﻓــﻲ ﻤﺎﻝﻴزﻴــﺎ ﺘﻠــك اﻝدوﻝــﺔ اﻝﻨﻤــوذج
اﻝﺤﺴن اﻝﺘـﻲ اﺴـﺘطﺎﻋت أن ﺘﺠﻌـل ﻤـن ﻨﻔﺴـﻬﺎ دوﻝـﺔ ﻋﺼـرﻴﺔ ﺒﻜـل اﻝﻤﻌـﺎﻨﻲ ﻓﻘـد ﺴـﺌل ﻤﻬـﺎﺘﻴر ﻤﺤﻤـد
ﻴوﻤــﺎ ﻤــن ﻗﺒــل أﺤــد اﻝﺼــﺤﻔﻴﻴن ﻜﻴــف اﺴــﺘطﻌﺘم أن ﺘﺒﻨ ـوا ﻤﺎﻝﻴزﻴــﺎ وﺘﺠﻌﻠ ـوا ﻤﻨﻬــﺎ دوﻝــﺔ ﻤﺘﻘدﻤــﺔ ..؟
ﻓﺄﺠـﺎب ﻝﻘـد ﻓﺼـﻠﻨﺎ ﺒـﻴن ﻗطﺒـﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ اﻝﺠﻴــل اﻝﺠدﻴـد واﻝﺠﻴـل اﻝﻘـدﻴم وﺠﻌﻠﻨﻬﻤـﺎ ﻴﺴـﻴران ﻓـﻲ ﺨطــﻴن
ﻤﺘ ـوازﻴن وﺘﺒﻨﻴﻨــﺎ اﻝﺠﻴــل اﻝﺠدﻴــد ﻤــن وﻻدﺘــﻪ وﺠﻌﻠﻨــﺎﻩ ﻴﻌــﻴش واﻗﻌــﻪ وﻝــم ﻨﺤرﻤــﻪ ﺤﻘــﻪ ﻓــﻲ اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴ ـﺎ
واﻝﻌﻠـــم واﻝـــﺘﻌﻠم ووﻓرﻨـــﺎ ﻝـــﻪ ﻤطﺎﻝﺒـــﻪ اﻝﻌﺼ ـ ـرﻴﺔ ودون ﺤرﻤ ــﺎن اﻝﺠﻴـــل اﻝﻘ ــدﻴم ﻤـــن ﺤﻘـ ــﻪ ﻓـــﻲ اﻝﺘ ـ ـراث
واﻷﺼﺎﻝﺔ ﻓﺄﺜﻤر ذﻝك وﻜﺎن اﻝﻨﺎﺘﺞ ﻤﺎﻝﻴزﻴﺎ اﻝﻴوم واﻝﺘﻲ ﺴﻨﺘﺨذﻫﺎ ﻨﻤوذج ﻝﻺﺼﻼح ﻴﺄﺘﻲ ﻻﺤﻘﺎ.
ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴﻌﻨـﻲ اﻝﻤﻔﻬـوم اﻝﺜـﺎﻨﻲ اﻝﺜـورة وﻫـﻲ ﻋﻤﻠﻴـﺔ ﺘﻐﻴﻴـر ﺠذرﻴـﺔ ﺘـؤدي إﻝـﻰ ﺨﻠـق ﻨظـم ﺠدﻴـدة ﺒﻜـل ﻤـﺎ
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﻜﻠﻤﺔ ﻤن ﻤﻌﻨـﻰ ،وﻫـذﻩ ﺒـدورﻫﺎ ﺘﻌﻨـﻲ إﻋـﺎدة ﺘﻘـوﻴم ﺸـﺎﻤﻠﺔ ﻝﻜـل اﻝـﻨظم اﻝﻤﻌﻤـول ﺒﻬـﺎ ﺤﺎﻝﻴـﺎ
ﻤن ﻨظم إدارﻴﺔ وﻨظم ﻤﺤﺎﺴﺒﻴﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ وﻨظم رﻗﺎﺒﻴﺔ واﻝﻰ ﻜل اﻝﻘواﻨﻴن واﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت اﻝﺘـﻲ ﻻ ﺘﺨـدم
اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ وﻻ ﺘﻤت ﻝﻬﺎ ﺒﺼﻠﺔ .
وﻜﻤـ ــﺎ ﻨﻬـ ــﻰ اﷲ ﺴـ ــﺒﺤﺎﻨﻪ وﺘﻌـ ــﺎﻝﻰ ﻋـ ــن اﻝﻔﺴـ ــﺎد وﺘوﻋـ ــد اﻝﻤﻔﺴـ ــدﻴن ،ﻓﻘـ ــد أﻤـ ــر ﺒﺎﻹﺼـ ــﻼح ووﻋـ ــد
اﻝﻤﺼﻠﺤﻴن ﺒﺎﻝﺨﻴر وﺒﺎﻝﺠزاء اﻝﺤﺴن ﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ اﻝﻜرﻴم :
إﻻ اﻝذﻴــن ﺘ ــﺎﺒ ـوا وأﺼﻠﺤـ ـ ـ ـوا وﺒﻴﻨـوا ﻓﺄوﻝﺌـك أﺘــوب ﻋﻠﻴﻬ ــم وأﻨـﺎ اﻝﺘ ـ ـواب اﻝـرﺤﻴم
اﻝﺒﻘرة 160
إﻻ اﻝذﻴن ﺘﺎﺒوا وأﺼﻠﺤوا واﻋﺘﺼـﻤوا ﺒـﺎﷲ وأﺨﻠﺼـوا دﻴـﻨﻬم ﻓﺄوﻝﺌـك ﻤـﻊ اﻝﻤـؤﻤﻨﻴن
اﻝﻨﺴﺎء 146
ﻓﻤ ــن ﺘـ ــﺎب ﻤ ــن ﺒﻌ ــد ظﻠﻤـﻪ وأﺼـﻠﺢ ﻓـﺈن اﷲ ﻴﺘـوب ﻋﻠﻴـﻪ إن اﷲ ﻏﻔـور رﺤـﻴم
اﻝﻤﺎﺌدة 139
وﻤــﺎ ﻨرﺴــل اﻝﻤرﺴــﻠﻴن إﻻ ﻤﺒﺸـرﻴن وﻤﻨــذرﻴن ﻓﻤــن اﻤــن وأﺼــﻠﺢ ﻓــﻼ ﺨــوف ﻋﻠــﻴﻬم وﻻﻫــم
اﻷﻨﻌﺎم 48 ﻴﺤزﻨون
ٕواذا ﺠـ ــﺎءك اﻝذﻴ ــن ﻴؤﻤﻨ ــون ﺒﺂﻴﺎﺘﻨﺎ ﻓﻘل ﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜم ﻜﺘب رﺒﻜم ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴـﻪ اﻝرﺤﻤـﺔ أﻨـﻪ
اﻷﻨﻌﺎم 54 ﻤن ﻋﻤل ﻤﻨﻜم ﺴوءا ﺒﺠﻬﺎﻝﺔ ﺜم ﺘﺎب ﻤن ﺒﻌدﻩ وأﺼﻠﺢ ﻓﺄﻨﻪ ﻏﻔور رﺤﻴم
وواﻋ ـ ــدﻨﺎ ﻤ ـ ــوﺴﻰ ﺜﻼﺜـ ـ ــﻴن ﻝـﻴـ ــﻠﺔ وأﺘﻤﻤﻨﺎﻫــﺎ ﺒﻌﺸ ــر ﻓــﺘم ﻤﻴﻘــﺎت رﺒــﻪ أرﺒﻌــﻴن ﻝﻴﻠــﺔ وﻗــﺎل
اﻷﻋراف 142 ﻤوﺴﻰ ﻷﺨﻴﻪ ﻫﺎرون اﺨﻠﻔﻨﻲ ﻓﻲ ﻗوﻤﻲ وأﺼﻠﺢ وﻻ ﺘﺘﺒﻊ ﺴﺒﻴل اﻝﻤﻔﺴدﻴن
ﻴﺎ ﺒﻨﻲ أدم إﻤﺎ ﻴﺄﺘﻴﻨﻜم رﺴل ﻤﻨﻜم ﻴﻘﺼـون ﻋﻠـﻴﻜم آﻴـﺎﺘﻲ ﻓﻤـن اﺘﻘـﻰ وأﺼـﻠﺢ ﻓـﻼ ﺨـوف
اﻷﻋراف 35 ﻋﻠﻴﻬم وﻻﻫم ﻴﺤزﻨون
ﻴﺴﺄﻝوﻨك ﻋـن اﻷﻨﻔـﺎل ﻗـل اﻷﻨﻔـﺎل ﷲ واﻝرﺴـول ﻓـﺎﺘﻘوا اﷲ وأﺼـﻠﺤوا ذات ﺒﻴـﻨﻜم وأطﻴﻌـوا
اﻷﻨﻔﺎل 1 اﷲ ورﺴوﻝﻪ إن ﻜﻨﺘم ﻤؤﻤﻨﻴن
وﺠزاء ﺴـﻴﺌﺔ ﺴـﻴﺌﺔ ﻤﺜﻠﻬـﺎ ﻓﻤـن ﻋﻔـﺎ وأﺼـﻠﺢ ﻓـﺄﺠرﻩ ﻋﻠـﻰ اﷲ أﻨـﻪ ﻻ ﻴﺤـب اﻝظـﺎﻝﻤﻴن
اﻝﺸورى 40
واﻝذﻴ ـــن ﻴﻤﺴﻜ ـــون ﺒﺎﻝﻜﺘــﺎب وأﻗــﺎﻤوا اﻝﺼــﻼة إﻨــﺎ ﻻ ﻨﻀــﻴﻊ أﺠــر اﻝﻤﺼــﻠﺤﻴن
اﻷﻋراف 170
ﻫود 117 وﻤﺎ ﻜـ ـ ــﺎن رﺒك ﻝﻴﻬﻠك اﻝﻘرى ﺒظﻠــم وأﻫﻠﻬﺎ ﻤﺼﻠﺤون
ﺠﻨــﺎت ﻋــدن ﻴــدﺨﻠوﻨﻬﺎ وﻤــن ﺼــﻠﺢ ﻤــن آﺒــﺎﺌﻬم وأزواﺠﻬــم وذرﻴــﺘﻬم واﻝﻤﻼﺌﻜــﺔ ﻴــدﺨﻠون
اﻝرﻋد 23 ﻋﻠﻴﻬم ﻤن ﻜل ﺒﺎب
وﻻ ﺘطﻴﻌ ـ ـوا أﻤ ــر اﻝﻤﺴ ــرﻓﻴن اﻝ ــذﻴن ﻴﻔﺴ ــدون ﻓ ــﻲ اﻷرض وﻻ ﻴﺼ ــﻠﺤون
اﻝﺸﻌراء 152 ، 151
ﻴؤﻤﻨــون ﺒــﺎﷲ واﻝﻴــوم اﻷﺨــر وﻴــﺄﻤرون ﺒــﺎﻝﻤﻌروف وﻴﻨﻬــون ﻋــن اﻝﻤﻨﻜــر وﻴﺴــﺎرﻋون ﻓــﻲ
آل ﻋﻤران 114 اﻝﺨﻴرات وأوﻝﺌك ﻤن اﻝﺼﺎﻝﺤﻴن
رب ﻗ ـ ــد أﺘﻴﺘﻨﻲ ﻤن اﻝﻤ ـ ــﻠك وﻋﻠﻤـﺘﻨﻲ ﻤــن ﺘــﺄوﻴ ــل اﻷﺤـ ــﺎدﻴث ﻓــﺎطر اﻝﺴـﻤوات واﻷرض
ﻴوﺴف 101 أﻨت وﻝﻲ ﻓﻲ اﻝدﻨﻴﺎ واﻵﺨرة ﺘوﻓﻨﻲ ﻤﺴﻠﻤﺎً واﻝﺤﻘﻨﻲ ﺒﺎﻝﺼﺎﻝﺤﻴن
اﻷﻨﺒﻴﺎء 86 وأدﺨﻠﻨﺎﻫ ـ ــم ﻓﻲ رﺤﻤﺘﻨﺎ أﻨﻬ ـ ــم ﻤن اﻝﺼﺎﻝﺤـ ـ ـ ـ ــﻴن
واﻝرﺴــول اﻝﻜـرﻴم ﻤﺤﻤــد -ﺼــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺴــﻠم -اﻝــذي ﻝﻨــﺎ ﻓﻴــﻪ اﻷﺴــوة اﻝﺤﺴــﻨﺔ واﻝﻘــدوة اﻝﺼــﺎﻝﺤﺔ
دﻋـﺎ ﻝﻺﺼــﻼح واﻝﺼــﻼح ،وأداء اﻷﻤﺎﻨـﺔ واﻻﺒﺘﻌــﺎد ﻋــن اﻝﻤﺤرﻤــﺎت ،وﺤﺜﻨـﺎ ﻋﻠــﻰ اﻝﺘــﺂﺨﻲ واﻝﻌﻤــل
اﻝﺼــﺎﻝﺢ ،وﻨﻬﺎﻨــﺎ ﻋــن اﻝﻔﺴــﺎد واﻝﺴــﻴر ﻓﻴــﻪ ،وﻗــد ﻋﻤــل ﺒﻬــذا اﻝــﻨﻬﺞ ﺼــﺤﺎﺒﺘﻪ رﻀ ـوان اﷲ ﻋﻠــﻴﻬم
أﺠﻤﻌﻴن ،ﻓﻜﺎﻨت دوﻝﺔ اﻹﺴﻼم ذﻝك اﻝوﻗت ﻤن أﻋظم اﻝدول.
وﻗ ــد أﺨﺒرﻨ ــﺎ -ﺼ ــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ــﻪ وﺴ ــﻠم -ﻋ ــن اﻝﻤﺴ ــﻠم ﺒﺼ ــورﺘﻪ اﻝﺤﻘﻴﻘﻴ ــﺔ وورد ذﻝ ــك ﻓ ــﻲ ﺼ ــﺤﻴﺢ
اﻝﺒﺨﺎري :ﻋـن ﻋﺒـد اﷲ ﺒـن ﻋﻤـرو رﻀـﻲ اﷲ ﻋﻨـﻪ ﻋـن اﻝﻨﺒـﻲ ﺼـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺴـﻠم ﻗـﺎل " اﻝﻤﺴـﻠم
ﻤن ﺴﻠم اﻝﻤﺴﻠﻤﻴن ﻤن ﻝﺴﺎﻨﻪ وﻴدﻩ واﻝﻤﻬﺎﺠر ﻤن ﻫﺠر ﻤﺎ ﻨﻬﻰ اﷲ ﻋﻨﻪ ".
وﻋــن ﻋﺒـد اﷲ ﺒــن ﻋﻤــر رﻀــﻲ اﷲ ﻋﻨــﻪ ﻗــﺎل ﻗــﺎل رﺴــول اﷲ ﺼــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺴــﻠم " اﻝﻤﺴــﻠم أﺨــو
اﻝﻤﺴــﻠم ﻻ ﻴظﻠﻤــﻪ وﻻ ﻴﺴـﻠّﻤﻪ وﻤــن ﻜــﺎن ﻓــﻲ ﺤﺎﺠــﺔ أﺨﻴــﻪ ﻜــﺎن اﷲ ﻓــﻲ ﺤﺎﺠﺘــﻪ وﻤــن ﻓــرج ﻋــن ﻤﺴــﻠم
ﻜرﺒﺔ ﻓرج اﷲ ﻋﻨﻪ ﻜرﺒﺔ ﻤن ﻜرﺒﺎت ﻴوم اﻝﻘﻴﺎﻤﺔ وﻤن ﺴﺘر ﻤﺴﻠﻤﺎ ﺴﺘرﻩ اﷲ ﻴوم اﻝﻘﻴﺎﻤﺔ ".
ﺼــدق رﺴــول اﷲ ﻓﻴﻤــﺎ ﻗــﺎل ،وﻫﻜــذا ﻴﺘ ـراء ﻝﻨــﺎ أن ﻜﺎﻓــﺔ اﻝﺘﺸ ـرﻴﻌﺎت اﻝﺴــﻤﺎوﻴﺔ واﻝﺒﺸ ـرﻴﺔ ﺘﻨﻬــﻰ ﻋــن
اﻝﻔﺴﺎد وﺘدﻋوا ﻝﻺﺼﻼح واﻝﺼﻼح.
ــــــــــــــــــــ
ﻏﺎﻴﺎت وأﻫداف اﻹﺼﻼح :
اﻹﺼﻼح اﻻﺴﺘراﺘﻴﺠﻲ :وﻫو اﻹﺼﻼح اﻝﺸﺎﻤل ﺒﻤﻌﻨﻰ أﺨر إﺤداث ﺜورة .
اﻹﺼـﻼح اﻝﺘﻜﺘﻴﻜــﻲ اﻝﻤﺤــدود :وﻫـو ﻋﻤﻠﻴــﺔ اﻝﺘطــوﻴر واﻝﺘﺤﺴــﻴن ﻓـﻲ اﻝﺒﻨﻴــﺔ واﻷداء ﺒﻤؤﺴﺴــﺎت اﻝدوﻝــﺔ
وأﺠﻬزﺘﻬﺎ واﻻرﺘﻘﺎء ﺒﻤﺴﺘوى اﻝﻌﺎﻤﻠﻴن ﺒﻬﺎ .
اﻹﺼــﻼح اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ :وﻴﻬــدف إﻝــﻰ إﺼــﻼح اﻝﻘــﻴم اﻷﺨﻼﻗﻴــﺔ واﻝﻨﻔﺴــﻴﺔ واﻝﻤﻌرﻓﻴــﺔ واﻝﺴــﻠوﻜﻴﺔ ﻝﻠﻔــرد
واﻷﺴرة واﻝﻤﺠﺘﻤﻊ .
وأﻫــداف اﻹﺼــﻼح ﺘﺘـواﻝﻰ ﺤﺴــب اﻝﻤطﺎﻝــب و اﺒﻠــﻎ ﺘﻌﺒﻴــر ﻋــن أﻫــداف اﻹﺼــﻼح اﻹداري ﻫــو ﻤــﺎ
اﺨﺘﺼرﻩ ﻓﻴﻠﻴب ﻤﺎﻻ ﻨد اﺤد وزراء اﻝدوﻝﺔ ﻝﺸؤون رﺌﺎﺴـﺔ ﻤﺠﻠـس اﻝـوزراء اﻝﻤﻜﻠـف ﺒﺸـؤون اﻹﺼـﻼح
ﻓﻲ ﻓرﻨﺴﺎ ﻓـﻲ ﻤـؤﺘﻤر اﻝدرﻤﺴـﺘون ﺒﺒرﻴطﺎﻨﻴـﺎ ﻋـﺎم 1996ﻋـن " إدارة ﺒ ارﻤــﺞ اﻹﺼــﻼح ﻓـﻲ اﻝﻘط ــﺎع
اﻝﻌـ ــﺎم "ﺤﻴن اﺨﺘﺼر أﻫداﻓﻪ ﻓﻲ ﻋﺒﺎرﺘﻴن ﻓﻘـط ) اﻝﻔﻌﺎﻝﻴﺔ واﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ( وﺤﺴـب د ارﺴـﺔ وﺘﺤﻠﻴـل ﻫـذا
اﻝﻤﻔﻬــوم أو اﻝﺘﻌﺒﻴــر أن اﻝﻔﻌﺎﻝﻴــﺔ ﻫــﻲ ﺤﺴــن اﻷداء وزﻴ ــﺎدة اﻹﻨﺘــﺎج وﺠﻌــل ﻤﻌﻨــﻰ ﻝﻠﻌﻤــل ﺤﻴــث أن
ﺠودة وﺼﻼح اﻝﻌﻤل ﺘﻘﺎس ﺒﺠودة وﺼﻼح اﻹﻨﺘﺎج .
واﻹﻨﺴــﺎﻨﻴﺔ اﻝﻤﻘﺼــد ﻤﻨﻬــﺎ ﺘﻠــك اﻝﻤﻌــﺎﻨﻲ اﻝﺴــﺎﻤﻴﺔ ﻤﺜــل اﻷﺨــﻼق اﻝﺤﻤﻴــدة واﻷﻤﺎﻨــﺔ واﻝﺼــدق وﺤﺴــن
اﻝﻤﻌﺸر واﻻﺒﺘﻜﺎر واﻹﺒداع واﻻﻝﺘزام وﻏﻴر ذﻝك ﻤن اﻝﻤﻌﺎﻨﻲ ﻝﻺﻨﺴﺎﻨﻴﺔ اﻝﺨﻴرة.
وﻴــﻨﺠم ﻋــن ﺘﺤﻘﻴــق ﻫــﺎﺘﻴن اﻝﻌﺒــﺎرﺘﻴن ﻋواﺌــد ﺠﻤــﺔ ﺘﺼــب ﺒﺸــﻜل ﻋــﺎم ﻓــﻲ ﻗﺎﻝــب اﻝرﻗــﻲ واﻻزدﻫــﺎر
ﻓﻴﺘﻤﺘﻊ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒﺜﻤﺎرﻫﺎ ﻓﻤﻨﻪ اﻝﺼﻨﺎﻋﺔ وﻝﻪ اﻹﻨﺘﺎج ﺼﻠﺢ أم ﻓﺴد ﻓﻜﻤﺎ ﻴـزرع اﻝﻤـرء ﻴﺤﺼـد ﺨﻴـ ار أم
ﺸر ﺼﻼﺤﺎ أم ﻓﺴﺎد .
وﺒﺎﺨﺘﺼــﺎر ﻴﻤﻜــن اﻝﻘــول أن اﻹﺼــﻼح اﻹداري ﻴﻬــدف ﻝﻠوﺼــول إﻝــﻰ ﻏﺎﻴــﺎت وﺒﺎﻹﺼــﻼح اﻹداري
ﺘﻨﺼﻠﺢ ﺠواﻨب اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻜﺎﻓﺔ وﺘﺨﺘﻔﻲ اﻝﺴـﻠﺒﻴﺎت واﻝﻌواﺌـق وﺘﺤـل ﻤﺤﻠﻬـﺎ اﻴﺠﺎﺒﻴـﺎت ﻜﺜﻴـرة ﻤـن ﺸـﺎﻨﻬﺎ
اﻻرﺘﻘ ــﺎء ﺒﺎﻝﻤﺴ ــﺘوى اﻝﻌ ــﺎم ﻝ ــﻸداء وﺘﺤﺴ ــﻴن اﻝظ ــروف اﻝﻤﻌﻴﺸ ــﻴﺔ وﺘﺴ ــﻴد اﻝﻌداﻝ ــﺔ واﻝﺸ ــﻔﺎﻓﻴﺔ واﻝﻠﺘ ــﺎن
ﺒدورﻫﻤﺎ ﻴﺨﻠﻘﺎن اﻝﻤﺴﺌوﻝﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺠد ﻤن ﻴﺘﺤﻤﻠﻬﺎ .
وﻫــذﻩ ﻋﻨــﺎوﻴن ﺘﺤﺘــﺎج ﻻن ﺘﻜــون ﻜــﻼ ﻤﻨﻬــﺎ ﻜﺘــﺎب ﺒﺤــد ذاﺘــﻪ ﻓــﻼ ﻨﺴــﺘطﻴﻊ اﺨﺘﺼــﺎر ﻤوﻀــوع ﻤﻨﻬــﺎ
وﻨﺘﻜﻠم ﻋﻨﻪ ﻤن ﺨﻼل ﻤوﺠز ﺒﺴﻴط إذ اﻨﻪ ﻴﺠب د ارﺴـﺘﻪ د ارﺴـﺔ ﻤﺴﺘﻔﻴﻀـﺔ ﻤﺒﻨﻴـﺔ وﻓـق أﺴـس ﻋﻠﻤﻴـﺔ
ﻤﻨطﻘﻴــﺔ ﻴﺘﻨﺎوﻝﻬــﺎ ﻤﺘﺨﺼﺼــون ﻓــﻲ اﻝﺘرﺒﻴــﺔ واﻹدارة واﻝﻘــﺎﻨون وﻏﻴرﻫــﺎ ﻤــن اﻝﻌﻠــوم اﻝﺘــﻲ ﺘﻘــدﻤت ﻤــن
ﺨﻼﻝﻬﺎ اﻝﺸﻌوب واﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت .
اﻹﺼﻼح ﻴﺤﺘﺎج إﻝﻰ ﻤﺘطﻠﺒﺎت ودﻋﺎﺌم ﺤﺘﻰ ﻨﻜﻔل ﻝﻪ اﻝﻨﺠﺎح ﻴﺠب أن ﺘﻘﺘرن ﺒﻪ ﻨ ارﻫـﺎ أﺴﺎﺴـﻴﺔ
ﻀرورﻴﺔ وﻜﻔﻴﻠﺔ ﺒﺘﻔﻌﻴﻠﺔ وﻓرﻀﻪ ﻤﺜل :
ﻜﻤــﺎ أﻨــﻪ ﻴﺠــب أن ﺘﺠﺘﻤــﻊ ﻫــذﻩ اﻝــدﻋﺎﺌم ﺠﻤﻴﻌﻬــﺎ إذ ﺒــدوﻨﻬﺎ ﻓــﺎن أﻴـﺔ ﻋﻤﻠﻴــﺔ ﻝﻺﺼــﻼح ﺘﺼــﺒﺢ ﻏﻴــر
واﻗﻌﻴﺔ وﻻ ﻴﻤﻜن أن ُﻴﻜﺘب ﻝﻬﺎ اﻝﻨﺠﺎح ﻜﻤﺎ أﺜﺒﺘت اﻝﺘﺠﺎرب ﻓﻲ ﻤﻌظم اﻝدول اﻝﻤﺘطورة ﻤﻨﻬﺎ أو اﻝﺘـﻲ
ﻫﻲ ﻋﻠﻰ طرﻴق اﻝﺘطور.
ﻓﺎﻝـــدﻋم اﻝﺴﻴﺎﺴـــﻲ ﻴــﺘم ﻤــن ﺨــﻼل ﺘﺒﻨــﻲ اﻝﻘــﺎدة واﻝرؤﺴــﺎء وﺴــﻠطﺔ اﻝدوﻝــﺔ اﻝﻌﻠﻴــﺎ ﻝﻺﺼــﻼح ﺒﺤﻴــث
ﺘﺼدر ﻤﻨﻬم اﻷواﻤر إﻝﻰ ﻤـن ﻫـم أدﻨـﻰ ﺴـﻠطﺔ ﺒﺎﻝﻌﻤـل ﻋﻠـﻰ إﻴﺠـﺎد آﻝﻴـﺔ ﻝـﻪ ﺜـم ﻤـﻨﺤﻬم اﻝﺼـﻼﺤﻴﺎت
دون اﻹﻜراﻩ ﻓـﻲ اﺘﺨـﺎذ اﻝﻘـ اررات اﻝﻤﻨﺎﺴـﺒﺔ ﺤﻴـﺎل ذﻝـك ﻤـﻊ اﻝﺘﻨﺒﻴـﻪ ﻋﻠـﻰ اﻝﺒـدء ﻤـن ﺘﺤـت اﻝﻘـدﻤﻴن أي
ﻤن اﻝﺸﺨص اﻝﻤﻜﻠف ﻨﻔﺴﻪ .
واﻝدﻋم اﻝﺸﻌﺒﻲ ﻴﺘم ﻤن ﺨﻼل ﻜل ﺸراﺌﺢ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒﺤﻴث ﺘﻤـﻨﺢ اﻝﻔـرص وﺘﺴـﺘﺜﻤر اﻹﻤﻜﺎﻨﻴـﺎت ﻜﺎﻓـﺔ
ﻝﻤﺤﺎرﺒــﺔ اﻝــداء وﻋﻼﺠــﻪ ﻓﺘﻌــرض اﻝﻘ ـ اررات واﻝﻘـواﻨﻴن اﻝﺘــﻲ اﺴــﺘﺠدت ﻓــﻲ ﻫــذا اﻝﺸــﺄن ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ
ﻝﻠﻌﻤ ــل ﺒﻬ ــﺎ وﻤ ــن ﺨﻼﻝﻬ ــﺎ ٕواﻴﻀ ــﺎح ﻜ ــل اﻷﻤ ــور ﺒﻜ ــل ﺸ ــﻔﺎﻓﻴﺔ ﺤﺘ ــﻰ ﻴﻌ ــﻲ اﻝﺠﻤﻴ ــﻊ ﻤﺤﺎﺴ ــن وﻓواﺌ ــد
اﻹﺼﻼح وﻴﻜوﻨوا ﺒذﻝك دﻋﻤﺎ ﺸﻌﺒﻴﺎ ﻗوﻴﺎ ﻝﻠﺘﻨﻔﻴذ .
واﻝدﻋم اﻝذاﺘﻲ ﻴﺄﺘﻲ ﻤن اﻝﻤوظﻔﻴن واﻝﻌـﺎﻤﻠﻴن ﺒﻤﺨﺘﻠـف اﻹدارات ﻓـﻲ ﻜـل اﻝﻤؤﺴﺴـﺎت ﺒﺎﻝدوﻝـﺔ ﺒﺤﻴـث
ﻴﺘﻘﺒﻠون اﻝﺘﻐﻴر واﻝﺘطـور وﻴﺘوﻝـون ﻋﻤﻠﻴـﺔ اﻹﺼـﻼح اﻝـداﺨﻠﻲ ﻝﻜـل ﺠﻬـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺤـدا ﻤـن ﺨﻼﻝﻬـم وﻤـن
ﺨــﻼل ﻤرؤوﺴــﻴﻬم ﺒﺘﻐﻴﻴــر اﻝﻤﺴــﻤﻴﺎت ﻓــﻲ اﻝﻤﻨﺎﺼــب واﻝﻤﻬــﺎم ٕواﻋــﺎدة رﺴــم اﻝﺨطــط ووﻀــﻊ اﻝﻘ ـ اررات
وﺘطﺒﻴ ــق اﻹدارة اﻝﺴ ــﻠﻴﻤﺔ ﺒﺄﺴﺴ ــﻬﺎ اﻝﻌﻠﻤﻴ ــﺔ اﻝﺘ ــﻲ ﻤ ــن ﺸ ــﺄﻨﻬﺎ اﻝ ــدﻓﻊ ﻗ ــدﻤﺎ ﺒﻌﻤﻠﻴ ــﺔ اﻹﺼ ــﻼح ودرء
اﻝﻤﻔﺎﺴد ﻋن اﻝداﺌرة اﻝﻤﺘواﺠدون ﺒﻬﺎ.
ﻫــذﻩ اﻝﻤﺘطﻠﺒــﺎت واﻝــدﻋﺎﺌم اﻝﺜﻼﺜــﺔ إذا ﻤــﺎ ﺘــوﻓرت ﻓﺴــﻴﺘم ﻋــن طرﻴﻘﻬــﺎ اﻹﺼــﻼح ﻻ ﻤﺤﺎﻝــﺔ وﺘﻔــرض
اﻹدارة ﺒﺄﺴﻠوﺒﻬﺎ اﻝﻌﻠﻤﻲ واﻝﺘﻲ ﻨراﻫﺎ ﺨﻴر ﻤﺼﻠﺢ وﺨﻴـر ﻤﻨﻘـذ ﻝـذا ﺴـﻨﺘطرق إﻝﻴﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻝﻔﺼـل اﻝﺘـﺎﻝﻲ
ﻝﻤﺎ ﻝﻬﺎ ﻤن أﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺠﺎﻨب اﻹﺼﻼح .
ﻜﻤــﺎ أﻨــﻪ ﻫﻨﺎﻝــك ﻋــدة أﺨطــﺎء ﺘرﺘﻜــب ﺤــﻴن ﻓــرض ﻋﻤﻠﻴــﺔ اﻹﺼــﻼح ﻴﺠــب اﻻﻨﺘﺒــﺎﻩ إﻝﻴﻬــﺎ إذ أﻨﻬــﺎ ﻗــد
ﺘؤدي ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹﺼﻼح إﻝﻰ ﻤﺴﺎر ﺨﺎطﺊ ﻓﺘﺼﺒﺢ اﻝﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹﺼﻼﺤﻴﺔ ﺠد ﻤﻌﻘدة وﻤﻨﻬﺎ :
ﻫــذﻩ اﻷﺨطــﺎء ﺘﻌﺘﺒــر ﻋﺎﺌﻘــﺎ ﻓــﻲ ﺴــﺒﻴل اﻹﺼــﻼح ﻴﺠــب أن ﺘوﻀــﻊ ﻤﺤــل اﻋﺘﺒــﺎر ﻝﻴــﺘم ﺘﻔﺎدﻴﻬــﺎ ﻤــن
ﺨﻼل وﻀﻊ ﺒرﻨﺎﻤﺞ وطﻨﻲ ﺸﻤوﻝﻲ ﻴﻘود إﻝﻰ إﺠراءات ﻤن ﺸﺎﻨﻬﺎ إﺼﻼح ﻤﺎ ﺘم إﻓﺴﺎدﻩ ﺒﺎﻹدارة .
ھي دولة تقع في جنوب شرق آسيا مكوﻧة من 13والية وثالثة أقاليم اتحادية ،بمساحة كلية تبلغ
329,845كم 127,354) 2ميل مربع(.
العاصمة ھي كوااللمبور ،في حين أن بوتراجايا ھي مقر الحكومة االتحادية .يصل تعداد السكان
أكثر من 28مليون ﻧسمة.
ينقسم البلد إلى قسمين يفصل بينھما بحر الصين الجنوبي ،ھما شبه الجزيرة الماليزية وبورﻧيو
الماليزية )المعروفة أيضا ً باسم ماليزيا الشرقية(.
رأس الھرم الماليزي ھو ياﻧغ دي بيرتوان اغوﻧغ ،وھو ملك منتخب ،بينما يترأس الحكومة
رئيس الوزراء .تبنى الحكومة بشكل قريب جداً من ﻧظام وستمنستر البرلماﻧي.
لم يكن لماليزيا كدولة موحدة وجود حتى عام .1963في السابق ،بسطت المملكة المتحدة ﻧفوذھا
في مستعمرات في تلك المناطق أواخر القرن الثامن عشر.
تكون النصف الغربي من ماليزيا الحديثة من عدة ممالك مستقلة .عرفت ھذه المجموعة من
المستعمرات باسم مااليا البريطاﻧية حتى حلھا عام ،1946عندما تم إعادة تنظيمھا ضمن اتحاد
الماليو.
ﻧظراً للمعارضة الواسعة ،أعيد تنظيمھا مرة أخرى ضمن اتحاد مااليا الفدرالي في عام ،1948
ثم حصلت على االستقالل في وقت الحق في 31آب .1957
دمجت كل من سنغافورة ،ساراواك ،وبورﻧيو الشمالية البريطاﻧية واتحاد مااليا جميعھا لتشكل
ماليزيا (25).
في ھذا العنوان اقتبست جـزء من مقال للدكتور محمد سعد بصحيفة الخليج ) (26األتي :
تقوم فلسفة التنمية في ماليزيا على فكرة أن ”النمو االقتصادي يقود إلى المساواة في الدخل“
وعليه فإن مكاسب التطور االقتصادي يجب أن تنعكس إيجابيا ً على المواطنين في تحسين ﻧوعية
حياتھم بما يشمل توفير الضروريات من الغذاء والعالج والتعليم واألمن ،وأن يكون أول
المستفيدين من ھذا النمو االقتصادي الفقراء والعاطلين عن العمل والمرضى والمجموعات
العرقية األكثر فقراً في المجتمع واألقاليم األقل ﻧمواً ،وﻧتج عن ذلك تمتع 98%من السكان
بخدمات الصرف الصحي والمياه النقية والتعليم.
تضمنت السياسة الضريبية في ماليزيا بعداً اجتماعيا ً يستفيد منه الفقراء؛ وذلك بتأكيد مبدأ
التصاعدية في ضريبة الدخل ،حيث يبلغ الحد األدﻧى من الدخل الخاضع للضريبة حوالي 658
دوالراً أمريكيا ً في الشھر ،وتؤخذ الضريبة بعد خصم أقساط التأمين الصحي ،وﻧسبة عدد
األطفال ،وﻧفقات تعليم المعوقين من األطفال ومن يعول من الوالدين ،ومساھمة صندوق التأمين
اإلجباري.
شجعت الحكومة المواطنين المسلمين )أفرادا وشركات( على دفع الزكاة لمصلحة صندوق جمع
الزكاة القومي الذي يدار بواسطة إدارة الشؤون اإلسالمية في مقابل تخفيض ﻧسبة ما يؤخذ في
ضريبة الدخل.
وضعت الحكومة عدة برامج تنموية مثل برﻧامج أماﻧة اختيار ماليزيا وھو برﻧامج غير حكومي
تنفذه مجموعة من المنظمات األھلية الوطنية ،ويھدف إلى تقليل الفقر المدقع عن طريق تقديم
قروض من دون فوائد للفقراء ،وتقدم الحكومة من جاﻧبھا قروضا ً للبرﻧامج من دون فوائد من
أجل تمويل مشروعاته للفقراء.
الرؤية االقتصادية :
ال يمكن إغفال الحس الوطني الذي يحرك االقتصاد الماليزي وال يجعله تابعا ألي سياسة
خارجية إذ خاضت البالد تجربة متميزة في مواجھة أزمة جنوب شرق آسيا الشھيرة التي شھدھا
العام ،1997حيث لم تعبأ بتحذيرات الصندوق والبنك الدوليين وأخذت تعالج أزمتھا من خالل
أجندة وطنية فرضت من خاللھا قيوداً صارمة على سياستھا النقدية ،معطية البنك المركزي
صالحيات واسعة لتنفيذ ما يراه لمصلحة مواجھة ھروب النقد األجنبي إلى الخارج ،وأصبحت
عصا التھميش التي يرفعھا الصندوق والبنك الدوليين في وجه من يريد أن يخرج عن الدوائر
المرسومة بال فاعلية في مواجھة ماليزيا التي خرجت من كبوتھا المالية أكثر قوة خالل عامين
فقط.
تميزت ماليزيا أيضا ببعض التطبيقات اإلسالمية في المجال االقتصادي مثل وجود شركات
للتأمين وبنوك تعمل وفق المنھج اإلسالمي وأيضا ً وجود جامعة إسالمية متطورة في ماليزيا
تتفاعل مع متطلبات العصر وتخدم قضايا التنمية .كما أن ماليزيا تفردت أيضا ً بوجود صندوق
الحج القائم على توفير مدخرات األفراد المشاركين فيه في أعمار مبكرة لكي يؤدي ھؤالء
األفراد الحج عند بلوغھم سنا ً معينة.
إرادة تقھر المستحيل
يمكن تلخيص ھذه اإلرادة في جملة قالھا مھاتير لعالمنا احمد زويل من أن الشيء الوحيد الذي
قدمته لبالدي ھو ”أيھا الماليزي ارفع رأسك ﻧاظرا للمستقبل“.
ھل األمر مستحيل؟ ..ال اعتقد وأبرھن على ذلك بمقتطفات من كالم مھاتير عندما سئل عن
توقعاته للنجاح فقال ”لم أعلم كم سيستغرق من الوقت أﻧا فوجئت شخصيا ً بأن األمر استغرق
وقتا قصيرا كھذا ولكن الحقيقة تبقى سواء استغرقت وقتا ً طويالً أم قصيراً عليك أن تبدأ وكما
يقال خطوة األلف ميل ..رحلة األلف ميل تبدأ بخطوة واحدة“.
ھذه بعض مالمح ومشاھدات التجربة في ماليزيا ﻧضعھا بين يدي الجميع ألن بھا الكثير مما
يمكن االستفادة منه.
ﻜذﻝك اﻗﺘﺒﺴت ﺠزء ﻤن ﻜﺘﺎب ﺒﻌﻨوان ) اﻹﺼﻼح ﻝﻴس ﻤﻌﺠزة () (27ﻝﻴﺎﺴر اﻝزﻴﺎت ﺘﺤدث ﻓﻴﻪ
ﻋن اﻝﺘﺠرﺒﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴزﻴﺔ ﻓﻘﺎل :
تستحق التجربة الماليزية في النھضة االقتصادية الوقوف أمامھا طويالً بالتأمل والتحليل،
ومحاولة االستفادة منھا بشكل ﻧستطيع معه تحقيق ولو جزء بسيط من اإلﻧجاز الذي أحرزته تلك
البالد في وقت ال يوصف بالطويل ....
مھاتير محمد ،صاحب التجربة الوطنية الماليزية الخالصة ،والذي استطاع خالل فترة رئاسته
للوزراء -التي استمرت 22عام و تخلى عنھا بإرادته -أن يثبت أن اإلصالح ليس بمعجزة،
خاصة إذا توافرت له ﻧوايا حقيقية وأفكار قابلة للتطبيق على أرض الواقع .
تميز مھاتير محمد -رئيس الوزراء السابق لماليزيا -بالعناد ضد االﻧتقادات الموجھة إلى
سياساته في قيادة بالده ،فعندما سئل قبل شھر واحد من تقاعده حول كيفية تجنب ماليزيا األزمة
االقتصادية )في عام (1997والتي أدت إلى اﻧھيار اقتصاديات دول آسيوية أخرى ،فأجاب
بسخرية" :الدرس األول :ال تأخذ بنصيحة صندوق النقد الدولي".
كان ذلك العناد ھو خالصة تجربته ،وخالصة سلسلة من اإلصالحات السياسية واالقتصادية
التي أجراھا في ماليزيا -بشكل يراعي خصوصية بالده -والتي تمكن من خاللھا من رفع دخل
الفرد من 300دوالر إلى 5000دوالر سنويا ،ورفع معدل النمو إلى ،%4.5ووضع ماليزيا
في طليعة النمور اآلسيوية .
اﻧتھج مھاتير محمد في قيادته لماليزيا سياسة اقتصادية تتميز بالخصوصية وطول األمد ،فقد
قرر فرض قيود صارمة على السياسات النقدية ،ومنح البنك المركزي الماليزي صالحيات
مطلقة التخاذ ما يراه مناسبا ً من قرارات تھدف إلى منع تھريب النقد األجنبي ،وزيادة عوائد
الصادرات من العملة الصعبة ،وبذلك كاﻧت ماليزيا ھي الدولة الوحيدة التي ﻧجت من طوفان
األزمة اآلسيوية .
ولكن ذلك لم يحل دون تعرضه الﻧتقادات حادة ألسلوب إدارته لألزمة االقتصادية التي حاقت
ببالده والعديد من دول جنوب شرق آسيا في عام ،1997وكاﻧت تلك االﻧتقادات من جاﻧب
المبشرين بالعولمة ،الذين يؤمنون بحتميتھا ،وبأن شيئا ً أو أحداً ال يستطيع أن يقف أمام طوفاﻧھا.
وقد كان مھاتير شجاعا ً كذلك عندما ألقى بمسئولية األزمة االقتصادية اآلسيوية على المضاربات
التي يقودھا الخبير المالي اليھودي جورج سوروس ،وكان إعالن ذلك كافيا ً إلغضاب اليھود في
العالم ،فسارعوا إلى اتھام مھاتير بمعاداة السامية .
اعتبر تقرير التنمية البشرية لعام 2004ماليزيا ﻧموذجا ً للبلد متعدد األعراق الذي حقق ﻧجاحات
مثيرة لإلعجاب ،وقادته صيغة التعدد داخل الوحدة إلى أن يصبح "عاشر دولة في العالم من
حيث النمو االقتصادي بين عامي 1970و ،1990وھى السنوات التي طبقت خاللھا ماليزيا
سياسات العمل اإليجابي ".
ولكن كيف كان ذلك ،لنعد إلى الوراء قليالً ...
بوتراجايا ..العاصمة اإلدارية الحديثة لماليزيا عندما اﻧتخب مھاتير محمد رئيسا للوزراء ،بدأ
فورا في تطبيق أفكاره التي ﻧاضل من أجلھا ،فبادر في خطاباته إلى التمسك بالقيم اآلسيوية،
وتوجيه اﻧتقادات حادة إلى ما سماه "المعايير الغربية المزدوجة" ،وﻧفذ مشاريع ضخمة حقيقية
وكان من بين ھذه المشاريع بناء مبنى "بترو ﻧاس" الذي يعتبر أطول مبنى في العالم ،وإﻧشاء
الطريق السريع متعدد الوسائط )ملتيميديا( ،وبناء العاصمة الذكية "بوتراجايا "بتكلفة 5.3مليار
دوالر ،على أحدث ﻧظم التخطيط العمراﻧي ،لتكون عاصمة إدارية جديدة لماليزيا ،تخفف
الضغط على عاصمتھا التاريخية :كوااللمبور .
ھذا على المستوى االقتصادي ،أما على المستوى السياسي ،فقد بدأ مھاتير محمد اإلصالح –
كأي إصالحي حقيقي – من بيته ،أي من حزب منظمة الماليو الوطنية المتحدة الذي يتزعمه،
وطالب أعضاء حزبه بالنأي بأﻧفسھم عن الفساد ،وقال إن استغالل األموال في العمل السياسي
وشراء األصوات االﻧتخابية سيدمر الحزب ،واعترف بأن الفساد أصبح جزءاً من الثقافة
السياسية في ماليزيا ،وﻧاشد أعضاء الحزب مساعدته في القضاء عليه.
وأمام كل ذلك القى مھاتير محمد العديد من االﻧتقادات من جاﻧب مؤيدي النظام العالمي الجديد،
ففي عام ، 1999كان الكاتب الصحفي األمريكي توماس فيردمان يتحدث عن حتمية العولمة،
ويسخر من رئيس وزراء ماليزيا مھاتير محمد ،ألﻧه يقف أمام طوفان العولمة ،ويعتبره ﻧموذجا
للشخص الذي يجب أال ﻧفكر مثله إذا كنا ﻧريد أن ﻧتوافق مع المستقبل.
وفي عام ،2001وبعد عامين على كتاب فيردمان ،وأربعة أعوام على األزمة االقتصادية
اآلسيوية ،كان لدى مھاتير محمد ما يقوله في السخرية من العولمة ،فقد كان مھاتير يتحدث في
ﻧدوة عن "تأثير العولمة على العالم اإلسالمي" ،عندما اﻧتقد بحدة ما وصفه بــــــ" الدمار
األخالقي" في العالم الغربي ،وجدد تحذيراته من مخاطر العولمة غير المنظمة ،وقال إن ھذه
المخاطر تھدد الثقافات المحلية ،وضرب أمثلة على ذلك بتشجيع الشذوذ الجنسي في بعض
المجتمعات الغربية ،وسن القواﻧين المنظمة له ،وقال "إن الغرب بدأ يبيح كل شيء تحت مظلة
حقوق اإلﻧسان ،ولم يعد يحترم العالقات الزوجية والروابط األسرية ،وفي ﻧفس الوقت يسعى
لتوحيد كل الثقافات وفقا ًلمفھومه ،في حين أن ﷲ سبحاﻧه وتعالى خلق الناس شعوبا ً وقبائل،
وجعل لكل ثقافته ومفاھيمه" ،وتساءل" :ما معنى الديمقراطية إذا كاﻧت تعطي خياراً واحداً؟ "!!
كان على العالم أن ينتظر ﻧحو ثالثة أعوام كي يقدم إجابة على سؤال مھاتير الذي فتح أفقا ً جديداً
للتفكير فيما كان يعتبر أموراً مسلما ً بھا ،بشأن التعدد الثقافي كعائق يواجه الدول في طريقھا إلى
التنمية.
وجاءت اإلجابة في" تقرير التنمية البشرية" الصادر في أغسطس ،2004عن البرﻧامج
اإلﻧمائي لألمم المتحدة ،وقد كاﻧت التجربة الماليزية المھاتيرية حاضرة في التقرير ،إن لم يكن
بشكل مباشر كنموذج لالستدالل ،فبشكل غير مباشر كخلفية للتفكير ،فالتقرير يطمح إلى
المساھمة في وضع أسس يمشي عليھا العالم في طريقه إلى تحقيق أھداف التنمية ،ويستوجب
ھذا أوالً – كما يقول مارك مالوك براون المدير العام لبرﻧامج األمم المتحدة اإلﻧمائي في
تصديره للتقرير ":التصدي بنجاح للتحدي المتمثل في كيفية بناء مجتمعات اﻧدماجية ومتنوعة
ثقافيا ً ".
ركز ھذا التقرير على الحرية الثقافية كأساس للتنمية البشرية -وليس معوقا ً لھا -كما كان
االعتقاد سائداً ،فالتنمية البشرية تقوم في المقام األول ،وقبل كل شيء على السماح للناس بأن
يعيشوا ﻧوع الحياة التي يختاروﻧھا ،وعلى تزويدھم باألدوات المناسبة والفرص المواتية لتقرير
تلك الخيارات "
ولكن األمر ليس بھذه السھولة وھذا ما يجعل براون يقول ":ليست ھناك قواعد مالئمة لكل
األوضاع يمكن تطبيقھا لبناء مجتمعات متعددة الثقافات ،تفي بإحداث النتائج المرجوة ،ومع ذلك
فإن إحدى النتائج الھامة ھي أن النجاح ليس مجرد تغييرات تشريعية وسياسية ،فالدساتير
والتشريعات ،التي توفر الحماية والضماﻧات لألقليات والسكان األصليين ھي أساس لحريات
أوسع ،ولكن ما لم تتغير الثقافة السياسية أيضاً ،وما لم يصل المواطنون إلى التفكير والشعور
والتصرف بأساليب تتسع الحتياجات اآلخرين وطموحاتھم ،فإن التغيير لن يحدث .وعندما ال
تتغير الثقافة السياسية ،تكون المضاعفات واضحة إلى حد مزعج .فالتقصير في معالجة مشاكل
المجموعات المھمشة ال يؤدي إلى الظلم فحسب ،وإﻧما كذلك إلى توليد مشاكل حقيقية في
المستقبل :شبان متعطلين ،ساخطين ،غاضبين على الوضع الراھن ،مطالبين بالتغيير – وغالبا ً
بعنف .
وقد أيد تقرير التنمية البشرية لعام ،2004سياسة مھاتير حيث أورد":لقد جادل منظرون
سياسيون من جميع التوجھات ضد االعتراف الصريح بالھويات الثقافية -العريقة والدينية-
وكاﻧت النتيجة في الغالب ھي قمع الھويات الثقافية ،كجزء من سياسات الدولة – عبر االضطھاد
الديني والتطھير العرقي ،وكذلك من خالل التمييز االقتصادي واالجتماعي والسياسي" .ويؤكد
التقرير أن "الحرية الثقافية جزء حيوي من التنمية البشرية ،ألن تمكن اإلﻧسان من اختيار ھويته
دون خسارة احترام اآلخرين أو التعرض لالستبعاد من خيارات أخرى ،شرط ھام للعيش حياة
كاملة" وھذا ما أدركه مھاتير محمد مبكراً ،وھو ما فعله.
ولد مھاتير محمد – الرجل الذي صنع مستقبل ماليزيا – في 20ديسمبر ،1925وقد درس
الطب في سنغافورة ،حيث التقى الدكتورة "سيتي ھسما محمد علي" المتخصصة في علم
الفيزياء ،التي أصبحت زوجته فيما بعد ،وأﻧجب منھا سبعة أبناء .
بعد تخرجه ،عمل مھاتير طبيبا ً في مستشفى حكومي ،قبل أن يستقيل ليعمل في عيادته خاص
في مدينة "ألورسيتار" التي ولد فيھا ،وھى عاصمة والية كيداه في شمال ماليزيا .في شبابه
المبكر ،التحق مھاتير بحزب منظمة الماليو المتحدة عند تأسيسھا في عام ،1946وفي عام
1964أصبح ﻧائبا ً عن الحزب في البرلمان ،لكنه بعد خمس سنوات خسر مقعده في البرلمان،
وطرده الحزب لتجرئه على توجيه رسالة اﻧتقاد شديدة اللھجة إلى تنكو عبد الرحمن – أول
رئيس وزراء لماليزيا – اتھمه فيھا بإھمال شئون األغلبية المالوية التي ينتمي إليھا كالھما .
وقد أثمرت فترة ابتعاده عن الحياة السياسية تلك ،أحد أھم كتبه وھو كتاب "المعضلة المالوية"،
وعقب ذلك وبسبب الشعبية الكبيرة التي لقيھا مھاتير محمد داخل صفوف الحزب من قبل
الشباب الذين أطلعوا على أفكاره ،قام الحزب مرة أخرى بإعادته إلى صفوفه عام ،1974
فأغلق عيادته وعاد إلى البرلمان ،ثم أصبح وزيراً للتعليم ،فنائبا ً لرئيس الوزراء ،قبل أن يصبح
رئيسا للوزراء عام ،1981وھو المنصب الذي استمر فيه منتخبا ً إلى أن تقاعد باختياره في 31
أكتوبر . 2003
ما ھي المھاتيرية
وردت أھم أفكار "المقاربة المھاتيرية" في الكتاب الذي وضعه مھاتير محمد بعنوان "المعضلة
المالوية" ،الذي تحدث فيه عن تھميش الماليو في عھد االستعمار البريطاﻧي ،واﻧتقد بشدة
استسالمھم لھذا التھميش ،وبلور مھاتير في ھذا الكتاب ما أصبح ﻧظريته فيما بعد ،واتجاھا
سياسيا ينتسب إليه ،اسمه )المھاتيرية( ،وتقوم أفكاره على تشكيك مھاتير في ﻧوايا الغرب من
العولمة ،والدعوة إلى التحرر من النفوذ االقتصادي والثقافي والسياسي الذي تمارسه الدول
الغربية على ما تطلق عليه دول العالم الثالث .
وال ترى المھاتيرية في اإلسالم مجموعة من الشعائر الدينية فقط ،وھي تعارض األصولية
اإلسالمية بشدة ،وترى فيھا أحد العوامل المسئولة عن تخلف العالم اإلسالمي ،فقد شن مھاتير
محمد ھجوما ً حاداً على المتطرفين اإلسالميين في بالده ،ودعا المسلمين في كل أﻧحاء العالم إلى
العودة إلى تعاليم اإلسالم الحقيقية ،والتحلي بقيم السالم والصداقة واألخوة والتسامح ،وقال إن
"ماليزيا لم تواجه مشاكل مع اإلسالميين المتشددين ،ألﻧھا اتخذت اإلجراءات الالزمة لوقف
تدريس سياسة الكراھية في المدارس الدينية ".
وترى المھاتيرية أن اإلسالم ال يشكل في ذاته معوقا ً للتنمية ،حيث أﻧه يدعو إلى العلم والتعلم،
وأن مفھوم العلم ھنا ال ينصرف إلى مجموعة العلوم الشرعية ،بل العلوم الدﻧيوية أيضاً ،وتولي
المھاتيرية اھتماما ً خاصا ً بالعلوم الطبيعية والتطبيقية ذات الصلة بالتكنولوجيا والتنمية .
النھضة العلمية والتكنولوجية الماليزية إن أھمية تجربة مھاتير محمد تكمن في أﻧه لم يكتف
بوضع أفكار ﻧظرية مجردة ،بل ترجمھا فعليا ً في شكل سياسات قابلة للتنفيذ ،قامت بتحويل
ماليزيا من بلد زراعي يعيش على زراعة المطاط وتصديره ،إلى ﻧمر اقتصادي يعيش على
تصدير التكنولوجيا ،ويجني منھا عائد صادرات قيمته 59مليار دوالر سنويا ،ويحقق فائضا ً في
ميزاﻧه التجاري قيمته 25مليار دوالر سنويا ،ويصل دخله القومي إلي 215مليار دوالر .
كذلك فالمھاتيرية لھا رؤية خاصة للديمقراطية الليبرالية ،تؤكد على ضرورة التمييز بين الغاية
والوسيلة ،وأن الديمقراطية رغم أﻧھا واحدة من أفضل النظم السياسية التي عرفتھا اإلﻧساﻧية ،إال
أﻧھا ال تعدو كوﻧھا وسيلة للحكم غير مأموﻧة العواقب بالضرورة ،فقد تؤدي إلى الفساد وإساءة
استخدام السلطة كغيرھا من األﻧظمة السياسية ،كما أﻧھا ال تمثل ضماﻧا حقيقيا لتحقيق االستقرار
السياسي أو التقدم ،وفى أحيان كثيرة أدت إلى الفوضى وإعاقة التطور ،كما كاﻧت في أحيان
أخرى سببا في تراجع معدالت التنمية ".
ويقوم التصور المھاتيري ھنا على أولوية قضية التنمية على التطور الديمقراطي في المراحل
األولى من التطور االقتصادي ،وقد قام مھاتير محمد بصياغة تجربة التنمية الماليزية وفق ھذا
التصور ،األمر الذي أدى إلى تأجيل عملية التطور الديمقراطي إلى اآلن ،رغم النجاح الذي
حققه المشروع التنموي .
نظام إدارة الجودة والتجربة الماليزية (28) :
تعتب{{{ر إدارة الج{{{ودة الش{{{املة TQMأح{{{د أھ{{{م ﻧتاج{{{ات تط{{{ور الفك{{{ر اإلداري وإف{{{رازاً طبيعي{{{ا ً
للتغيرات المصاحبة لھذا العصر ،مثل التنامي المتزايد لظاھرة العولمة وأھمية المنافس{ة وﻧش{أت
التكتالت االقتصادية وسيطرة تكنولوجي{ا المعلوم{ات عل{ى الحي{اة المعاص{رة ،وذل{ك باعتبارھ{ا –
أي إدارة الج{{ودة الش{{املة – فلس{{فة وثقاف{{ة تنظيمي{{ة تس{{عى لتحقي{{ق التمي{{ز – ف{{ي القط{{اعين الع{{ام
والخاص – واالستجابة لتوقعات وحاجات ورغبات العميل أو المس{تخدم كوﻧ{ه المح{ور األساس{ي
في فك{ر المنظم{ة ،وترك{ز عل{ى إيج{اد آلي{ة أو ﻧظ{ام عم{ل متكام{ل لتحقي{ق أعل{ى مس{تويات األداء
لتلبية توقعات العمالء.
ﻧشأة إدارة الجودة الشاملة:
يعود الفضل في تطور مفھوم إدارة الجودة الشاملة إلى عدد من المفك{رين األم{ريكيين والياب{اﻧيين
والذين من أھمھم :
-1إدوارد ديمنغ )W. Edwards Deming (1900-1994
-2جوزيف جوران ) Joseph Juran (1904- 00
-3فيليب كروسبي )Philip Crosby (1926-2001
-4كاورو اشيكوا )Kaoru Ishikawa (1915-1989
-5فيجين بيام ) Feigenbaum (1919- 00
وعدد آخر من العلماء الذين أثروا فلسفة الجودة الشاملة مثل اإلحصائي المشھور ولتر س{تيوارت
Walter Stewartفخالل الحرب العالمي{ة الثاﻧي{ة تط{ورت مع{ايير الج{ودة لمع{دات الح{رب ف{ي
الواليات المتحدة األمريكي{ة ،وھ{ي تعتب{ر بل{د المھ{د لنظ{ام إدارة الج{ودة الش{املة ،وق{د ارتك{زت
تل{{ك التط{{ورات عل{{ى عم{{ل ولت{{ر س{{تيوارت Walter Stewartال{{ذي ط{{ور م{{ا س{{مي ب{{ـخرائط
ال{{تحكم Control Chartsوذل{{ك لل{{تحكم ولتحلي{{ل التغي{{ر أو االﻧح{{راف ط{{وال الوق{{ت وأثن{{اء
العملي{{ة اإلﻧتاجي{{ة ،وھ{{ذه المع{{ايير ﻧجح{{ت ف{{ي تحس{{ين ج{{ودة المنتج{{ات عب{{ر رقاب{{ة دائم{{ة عل{{ى
جودتھا بطريقة إحصائية متميزة.
-اﻧتشال المجتمع من الفقر والجھل ومحدودية الدخل وقلة فرص العمل واإلﻧتاج إلى مجمع
صناعي تقدمي ينعم أفراد مجتمعه بموارد مالية جيدة واستثمارات ومشاريع ضخمة وفرص
عمل كبيرة.
وكنتيجة لتمكن ماليزيا من التغلب على ھذه التحديات تحقق لھا ﻧتائج باھرة وقفزات كبيرة على
ارض الواقع في أقل من خمسة وعشرين سنة يتمثل أھمھا في البناء والتشييد في كافة المجاالت
ومن أھمھا الصناعة )سيارات ،تكنولوجيا ،مصاﻧع متنوعة ومشاريع حكومية واستثمارية
أخرى( وكذلك االستثمار الزراعي والتجاري وبناء المراكز التجارية الضخمة ووسائل النقل
والطرق أيضا ً صناعة السياحة وبشكل جيد ..الخ مع توفر األيدي العاملة المدربة والتي تمتلك
المھارات وأخالقيات العمل وبشكل كبير وكذلك توفر قياديين في كافة المستويات اإلدارية وفي
شركات القطاع الخاص واالستثمار.
-االستفادة المھنية والتقنية من خالل االﻧفتاح الخارجي والشراكة مع مستثمرين أجاﻧب واإلفادة
من خبراتھم ومعارفھم لصالح الشعب الماليزي.
-تم إﻧشاء مجمع حكومي كبير اسمه )بيتروجايا (Putrajayaوھو ﻧموذج رائع في التصميم
والبناء يضم كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية باإلضافة إلى مكتب رئيس الوزراء وقاعات
ضخمة للمؤتمرات الدولية ومرافق وخدمات أخرى ،وقد ﻧفذ ھذا المشروع الضخم بجودة ودقة
متناھيتين ،حتى أن أرصفة وأعمدة إﻧارة الشوارع ﻧفذت بشكل ھندسي رائع جداً ،وقد أصبح ھذا
المجمع الحكومي ذا التصميم الرائع مقصداً للسائحين للتجول واالطالع.
-تمت مراجعة األﻧظمة واللوائح وخصوصا ً كل ما له عالقة باالستثمار والخدمات مع إعداد
أدلة إجراءات للعمل في كل مجال أو مرفق لتحديد المھام ودور كل فرد في إﻧجاز األعمال
والمھام والمحاسبة والتقييم وفقا ً لذلك.
-االستغالل األمثل لطبيعة الماليزية ،فمنھا ما ھو صالح للزراعة أو السياحة أو الصناعة وفق
خطط تنموية واضحة ومدروسة.
-ﻧجاح النموذج الماليزي أدى إلى ارتفاع في متوسط دخل الفرد ألكثر من ستة عشر ضعفا ً
خالل العشرين سنة األخيرة ،حيث قفز متوسط دخل الفرد من 600رﻧجت عام 1980م إلى
13.000رﻧجت عام 2002م ،كما ارتفعت قيمة الصادرات من أقل من 5مليار دوالر عام
1980م إلى 92.2مليار دوالر بحلول عام 2002م ،واﻧخفضت ﻧسبة البطالة إلى %3.5عام
2000م واﻧخفضت كذلك في ﻧفس السنة ﻧسبة الواقعين تحت خط الفقر إلى أقل من .%6
-يتصف متخذو القرار الماليزيون بالموضوعية في معالجة وتحقيق األھداف االقتصادية
والسياسية واالجتماعية يقابل ذلك اعتراف صريح بالخطأ وبكل شفافية والبحث عن بدائل
للحلول دون أي تحسس.
-ارتفاع مستوى الوعي العام والثقافة المھنية لدى الشعب الماليزي.
وبناء على ما تحقق لھذه التجربة اإلدارية الثرية ﻧستطيع أن ﻧستخلص بعض الدروس المھمة
والتي أجملھا في التالي:
-اﻧطالقة النموذج الماليزي للتنمية الشاملة بدأ في عام 1981م ،حيث تم وضع الخطط الرؤى
اإلستراتيجية للنھوض بماليزيا في كافة المجاالت ومنھا رؤية ) (2020وھي خطة مستقبلية
طموحة لوضع ماليزيا في مصاف الدول الصناعية المتقدمة ،وقد عملت اإلدارة الماليزية وعلى
رأسھا الرئيس مھاتير محمد على تحقيق ذلك من خالل العمل بكل إخالص وجد لترسيخ مفھوم
التنمية والنمو وﻧشر ثقافة التغيير المؤسسي لألفضل وفق الخطط والرؤى اإلستراتيجية
الواضحة القابلة للتطبيق والتقييم.
-التركيز على التنمية البشرية وزيادة معارف وقدرات ومھارات وأخالقيات العمل وجعلھم
شعبا ً متسلحا ً بأھم أدوات وعناصر التسليح من خالل التعليم والتدريب واإلبداع في كافة مجاالت
العلوم والمعارف والمھن لالﻧتفاع من ھذه القدرات لصالح الشعب الماليزي ورفاھيته واستقراره
اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا.
-االھتمام الكبير بالتعليم العام والجامعي والتقني والمھني لضمان مخرجات تلبي احتياجات
ومتطلبات مرحلة التغيير وقادرة على تحمل المسؤوليات والمھام للمرحلة االﻧتقالية ويتفق مع
متطلبات خطة ورؤية ).(2020
-التركيز على تھيئة أفراد المجتمع لمرحلة التغيير والعمل على تحرير أفراد المجتمع من
التخلف والفقر والمرض وتدﻧي مستوى دخول األفراد ومن االﻧقسام والتناحر وزيادة فرص
االستثمار واالستغالل األمثل للموارد المالية والطبيعية والعمل بنظام ترشيد النفقات الحكومية
وزيادة الدخل القومي حتى على مستوى األفراد حتى يمكن قھر الفقر وبناء اإلﻧسان الماليزي
المنتج في بناء وطنه.
-إيجاد ثقافة الحوار والتعايش بين كافة أديان وأعراق وأطياف المجتمع الماليزي )الماالويون،
الصينيون ،الھنود( من أجل بناء وتنمية ماليزيا المشتركة مما أوجد بيئة مستقرة أساسھا التسامح
والتعايش والمشاركة في البناء والتنمية الشاملة.
-فتح المجال للشراكات والمستثمرين األجاﻧب مما ساعد على خلق فرق العمل وتحسين مستوى
الدخول وإيجاد فرص أكبر للتعلم والتدريب ،وكنتيجة لتبني ھذه اإلستراتيجية فقد ارتفع دخل
الفرد الماليزي إلضعاف كثيرة خالل العشرين سنة األخيرة مع تسجيل ارتفاع كبير في حجم
االستثمارات األجنبية.
-التركيز على االعتماد على الذات وعدم التبعية لصندوق البنك الدولي والبنوك الدولية األخرى
وغيره من المؤسسات المالية الدولية واألجنبية.
-محاربة كافة أﻧواع الفساد اإلداري وتفعيل دور المؤسسات الرقابية لضمان عدم إساءة
استخدام الوظيفة العامة والسلطة وھذا أحد أدوات ﻧجاح التجربة اإلدارية لماليزيا.
-فعالية القيادة التي كان ينتھجھا الرئيس مھاتير محمد -والتي تتسم بالحزم ،حتى أن البعض
أطلق على أسلوب قيادته وصف )الدكتاتورية اإليجابية( الحتفاظھا بصفات العدل واتخاذ
القرارات دون تردد مع محاسبة المقصر مع اھتمامه واعترافه بمن ھم معه وخلف ﻧجاح القيادة
وعدم تھميش دورھم.
-السعي الدائم الكتشاف المواھب وتطويرھا وإيجاد البيئة المناسبة للعمل واإلبداع وتحفيز
وتشجيع المخلصين ألعمالھم وبالدھم ومكافأة المتميزين المخلصين ألعمالھم وبالدھم واإلشارة
إليھم في كل المناسبات الوطنية مما أوجد بيئة محفزة للتنافس والتميز بين كافة أعراق الشعب
الماليزي دون تفرقة.
-زرع الوالء واإلخالص في العمل لماليزيا المشتركة )لكل األجناس واألعراق( مع االعتماد
على األيدي العاملة الماليزية وتضييق مجاالت االستقدام إلى أقل حد ممكن.
-تطبيق إدارة بفاعلية متناھية إلﻧجاز األعمال والمشاريع الحكومية والخاصة وبجودة عالية
ودون أي تأخير ،وتسليم المشاريع في وقتھا وھذا من أھم األمور التي تحرص عليھا الحكومية
الماليزية وھو أحد أسباب ﻧجاح التجربة الماليزية.
-االﻧفتاح على تجارب اآلخرين برؤية مدروسة ،وقد حرصت ماليزيا على إرسال بعثات
دراسية وتدريبية لليابان وكوريا وبعض الدول األخرى لالطالع واستنبات التقنية والتجارب
الناجحة.
-التخطيط االستراتيجي الدقيق أحد أھم أدوات النجاح في التجربة الماليزية من خالل وضوح
الرؤى والرسالة واألھداف ومن ثم وضع الخطط واآلليات المناسبة للتنفيذ والمتابعة والتقييم،
وعلى أن تأخذ ھذه الخطط في االعتبار المصالح االقتصادية والسياسية واالجتماعية لماليزيا
ويلمس ﻧتائجھا على أرض الواقع.
-تحديث األﻧظمة والسياسات اإلدارية وتطويرھا لتتناسب ومتطلبات مرحلة الرؤية والتغيير
الذي تشھده ماليزيا مع إيجاد اإلدارة الفاعلة القادرة على التنفيذ.
-تحديد اإلجراءات اإلدارية والمالية من خالل التوصيف الدقيق للمھام واألعمال وبحيث تحدد
تلك اإلجراءات الوقت المطلوب لإلﻧجاز أو الحصول على موافقة ألمر ما )مثالً :استخراج
رخصة مشروع استثماري أو تجاري أو غير ذلك محدد سلفا ً متطلباتھا ووقت إﻧجازھا( ،كما أن
صالحيات الموظفين معروفة ومكتوبة وھذا من شأﻧه أيضا ً عدم ترك أي فرصة للتالعب أو
الفساد اإلداري.
-اختصار اإلجراءات اإلدارية وعدم جعل المعاملة تمر بإجراءات وموظفين كثيرين وھذا من
شأﻧه سرعة اإلﻧجاز وعدم التأخير وعدم ترك الفرصة للتالعب والتحايل واالستنفاع المادي
والمعنوي من قبل بعض ضعاف النفوس الستغالل حاجة المواطن أو المستثمر مما ينعكس
سلبا ً على حياة ومعنويات الناس.
-تقديم تسھيالت إدارية وإجرائية للمستثمرين األجاﻧب لتشجيعھم على االستثمار في ماليزيا،
وقد بذلت القيادة الماليزية جھوداً كبيرة لخلق ثقافة التسامح والتعايش واالتحاد بين مختلف
األعراق الماليزية واألقليات األخرى الصينية والھندية مما أوجد بيئة ومجتمع مستقر وآمن بعيد
عن االختالفات والقالقل مما جعل من ماليزيا بيئة محفزة على االستثمار المحلي واألجنبي.
-العلم بمفاھيم ومبادئ إدارة الجودة الشاملة التي تھتم بتحسين العمل واإلﻧتاج )سلع -خدمات(
بجودة ودقة عالية وبدون أي تأخير في التسليم مع االھتمام بنشر ثقافة الوقاية من األخطاء قبل
حدوثھا والعمل بروح الفريق الواحد.
-منحت الحكومة الماليزية إعفاء ضريبي لمدة عشر سنوات للمشروعات الصناعية وبذلك ال
تتحمل الشركات الصناعية أي ضرائب وال تفرض رسوم على منتجاتھا التي يتم تصديرھا إلى
الخارج.
وفي الختام ..ال يفوتني أن أشير بأن التجربة الماليزية لم يكن يكتب لھا النجاح لوال التمسك
بتعاليم وقيم الدين اإلسالمي الحنيف في إدارة شؤون البالد والعمل به مع إيجاد مساحة للحريات
الخاصة.حسب تنوع ثقافة وعادات مجتمعھم .ثم التركيز بالدرجة األولى على تنمية عقل
اإلﻧسان وتطوير قدراته وتنوع مصادر ثقافته من خالل التعليم والتدريب واالحتكاك بالتجارب
الناجحة ومن ثم توفير البيئة المحفزة لتفجير طاقاته الكامنة وجعله ضمن فريق التغيير وإشعاره
بأﻧه جزء من ھذه التنمية الشاملة وأن مستقبله مرتبط بنھضة ورقي بلده ...كما أن النجاح أيضا
لم يكتمل لوال استشعار القيادة الماليزية بأھمية تطوير مناھج وأدوات وبيئة التعليم والمعلمين
وبكافة مراحله ومجاالته واكتشاف المواھب والمبدعين ومن ثم تھيئة فرص العمل واالستثمار
من أمامھم والعمل الجاد على بناء مجتمع يسوده األمن والتسامح والتعايش بين كافة أطيافه
وأعراقه وجمعھم على طاولة واحدة وتقدير واحترام جھودھم ودورھم في التنمية وأﻧه ال فرق
بين ماالوي وصيني وھندي إال من خالل التميز في العمل والوالء المطلق لماليزيا المشتركة.
تعد ماليزية من الدول األسيوية التي لھا تجربة رائدة في عملية التصنيع فقد مثلت اليابان القدوة
الصناعية التي اخذ عنھا الماليزيون القيم و كيفية إعداد الخطط .كما أن ماليزيا طورت
صناعاتھا من تلك التي تعتمد على كثافة العمل إلى صناعات ترتكز على كثافة رأس المال و
تحديد الصناعات التكنولوجية .
مراحل الصناعة) : 1 - :(1مرحلة صناعات إحالل الواردات :في مطلع الستينات تم تطبيق
سياسة إحالل الواردات ،وعلى رأسھا قامت صناعات صغيرة الحجم و أخرى متوسطة اإلﻧتاج
السلع التي تحل محل السلع المستوردة كصناعة األغذية و مواد البناء و التبغ و الطباعة و
البالستيك و الكيمائيات ،و تم إصدار قاﻧون تشجيع االستثمار في 1998الجذب االستثمارات
األجنبية في تلك المجاالت .
: 2-مرحلة الصناعات التصديرية :بدأت في مطلع السبعينيات حيث شجعت الحكومة دخول
االستثمارات األجنبية في مجال االلكتروﻧيات و صناعة النسيج من خالل توفير العمالة
الرخيصة و حوافز ضريبية مغرية و إصدار تراخيص منتجات أجنبية وإﻧشاء مناطق تجارة
حرة ،و عملت الحكومة على استضافة الشركات المتعددة الجنسيات لتشغيل خطوط إﻧتاجية في
ماليزيا و سمحت الشركات المتعددة الجنسية التي تنتج سلعا للتقدير بالملكية التامة دون اشتراط
المساھمة المحلية .في ھذه المرحلة حدث تحول جذري من سياسة إحالل الواردات إلى سياسة
التصنيع الموجه إلى التقدير و الصناعات كثيفة العمالة كالصناعات االلكتروﻧية و النسيج ،كما
كان ھناك تركيز على الصناعات المعتمدة على الموارد الطبيعية الماليزية كزيت النخيل ،و
األخشاب و المطاط ،و في 1971صدر قاﻧون منطقة التجارة الحرة بھدف إتاحة المزيد من
الحوافز الخاصة بالصناعات الموجة ﻧحو التقدير.
:3مرحلة التصنيع الثقيل والصناعات المعتمدة على الموارد الماليزية :بدأت ھذه الفترة في
مطلع الثماﻧينات حيث شجعت الحكومة على قيام الصناعات المعتمدة على الموارد الطبيعية ،ثم
الصنيع الثقيل وتصنيع السيارة الماليزية الوطنية )بريتون ( ،ثم التوسع في الصناعات االسمنت
و الحديد و الصلب و التركيز على الصناعة االلكتروﻧيات و النسيج التي صارت تساھم بثلثي
القيمة المضافة للقطاع الصناعي و تستوجب ./.40من العمالة و يالحظ في ھذه الفترة تمتع
الصناعات الوطنية بالحماية الحكومية و دخول الدولة في مشروعات كثيرة تغطي كافة
النشاطات االقتصادية الحيوية.
:4 -فترة تشجيع الصناعات عالية التقنية و ذات القيمة المضافة بدأت ھذه الفترة في التسعينات
و شجعت الدولة فيھا الصناعات ذات التقنية العالية و كثيفة ،استخدام رأس المال و المتضمنة
للمھارة القيمة المضافة العالية ،و ذلك من اجل زيادة تنافسية المنتجات الماليزية و توسع دائرة
أسواقھا المحلية.
و الخالصة أن الفترة 2000 – 1980شھدت توسعا في استثمارات القطاع الصناعي حيث قام
أكثر من 15ألف مشروع صناعي بإجمالي رأس المال يصل 800مليار رﻧجت ماليزية )= 1
3،8رﻧجت( وشكلت فيھا المشروعات األجنبية حوالي ./.54بينما المشروعات المحلية ./.46
و أدت ھذه المشروعات إلى اتجاه مليوﻧي وظيفة حيث واكبت ھذه الفترة وصول مھاتير محمد
إلى السلطة و الذي أكد على أن اإلسالم ال يشكل في ذاته معوق للتنمية كوﻧه يدعو إلى العلم و
التعلم و مفھوم ال ينصرف إلى مجموعة العلوم الشرعية بل العلوم الدﻧيوية و منذ توليه منصب
رئيس الوزراء و ھو يطمح إلى مشروع ماليزيا 2020و ما أدى به إلى استخدام شتى وسائل
التنمية.
) * (1أسباب ﻧجاح االقتصاد :بدت عوامل النجاح التجربة الماليزية في مايلي :االتجاه شرقا:
أعلنت ماليزيا سياسة " النظر شرق "في 1981و امتد العمل بھا إلى 1991و يتضمن عنوان
السياسة إشارة ذات داللة في االﻧتماء إلى أسراب اإلوز الطائرة ،وھدفت سياسة "النظر
شرف" التي تشجع الماليزيين على االقتداء والتعلم من ھذه التجربة الياباﻧية ،المواقف االيجابية،
مثل : -أخالقيات العمل والمنھجية الصناعية والتطور التقني واألداء االقتصادي المميز.
ولسياسة النظر شرقا جاﻧبان مھمان) :(1األول ھو -:األخذ بالقيم الشرق اآلسيوية مثل
االﻧضباط في العمل والتطبيقات اإلدارية المنضبطة مع التركيز عند العمل الجاد واإلخالص
والعمل الجماعي وتشجيع اإلﻧتاجية واالعتماد على الذات والصبر والمثابرة وإعالء روح
األسرة الواحدة وھذا ما جعلھا تتغلب على األزمة .1997والثاﻧي :التحديث والتصنيع بحلول
2020حيث وضع ذاك في تصور رؤية استشراف المستقبل .2020ولم تكن عملية األخذ
بالتجربة الياباﻧية تقليدا محضا بل اختيار واﻧتقائھا لما يناسب ماليزيا ووضع ذلك في إطاره
الصحيح ،خاصة إن ماليزيا بلد متعدد األعراق واألديان .
وشملت عملية االستفادة من التجربة الياباﻧية جواﻧب ﻧظرية وعملية وكان من ﻧتائجھا إقامة
مؤسسات بين الدولتين من اجل فھم ودراسة التجربة الياباﻧية مثل تأسيس وحدة الدراسات
الياباﻧية ضمن معھد الدراسات اإلستراتيجية والدولية الماليزية .1991
-3دور المؤسسات في التنمية الصناعية :ھنالك الكثير من المؤسسات والھيئات ساھمت في
إﻧجاح عملية التنمية الصناعية ﻧذكر منھا ما يلي) :(2ا -الھيئة الماليزية للتنمية
الصناعية :Malaysian industrial development authority midaوتعد المحطة
األولى للمستثمرين الذين ينوون إﻧشاء استثمارات صناعية وذات صلة بالقطاع الصناعي في
ماليزيا ,وتقوم الھيئة بتوفير كل المعلومات المھمة للقيام باألعمال االستثمارية ھذا إلى جاﻧب
مسؤوليتھا األخرى أھمھا - :استضافة ش .م .ج لفتح مراكز تشغيل وتوزيع في ماليزيا . -توفير
الخدمات األساسية وتيسير الوصول إلى العمالة المدربة والمؤھلة - .تقديم الحوافز و المنح
واالمتيازات االستثمارية- .الھيئة اإلﻧتاجية القومية : national productivity corporation
وھي ھيئة اتحادية تھتم بزيادة اإلﻧتاجية الكلية في االقتصاد الماليزي ،أﻧشئت عام 1962كمركز
إﻧتاجية بالتعاون بين الحكومة الماليزية ومنظمة العمل الدولية و الصندوق الخاص لألمم المتحدة
وتحول عام 1960إلى مركز حكومي يھتم باإلﻧتاجية الكلية ويعمل على جودة اإلﻧتاجية
الماليزية .ج-ھيئة تنمية التجارة الخارجية الماليزية :أسست عام 1993وتعرف ب :ماتراد
Matradومھمتھا ترويج وتشجيع التجارة الخارجية الماليزية والقيام بتقديم معلومات
للمصدرين والموردين الماليزيين وتطوير وتشجيع الصادرات الماليزية كما تقوم ببرامج تدريب
مھارات المصدرين الماليزيين في مجال التسويق الدولي .د -ھيئة التصنيع الثقيل الماليزية:
بدأت الھيئة االستثمار في مجال الحديد والصلب ومشروع السيارة الوطنية إضافة إلى إقامة
مجمع الحديد والصلب العمالق .ومما ﻧستخلصه إن ﻧجاح التجربة الصناعية الماليزية مثل
أساس لتطوير االقتصاد الماليزي وﻧھضته جماعيا وإﻧعاشه على مستوى دخل الفرد .المبحث
الثاﻧي :العوامل االجتماعية ،الثقافية التنمية الشاملة وعدالة التوزيع مع اتساع مفھوم التنمية
وتعدد إبعاده إذ أصبح منذ مطلع التسعينات مرادفا لمفھوم التحرر اإلﻧساﻧي الذي بات يعني
بصفة أساسية :تحرير الفرد والمجتمع من الجھل والخوف والمرض والفقر ومن شتى صنوف
التبعية أو كما يطلق عليه كين بوث االﻧعتاق من القيود التي تعيق الشعوب في تحقيق مسعاھا
للمضي قدما في اتجاه تجسيد خياراتھا .ومحاولة منا للوقوف على بعض من أسرار النموذج
الماليزي لتنمية (بمفھومھا الواسع( ﻧتطرق لبعض الجواﻧب غير االقتصادية والمھمة جدا في
عملية التنمية لعل في مقدمتھا الجاﻧب االجتماعي والمرتبط بعدالة التوزيع )الن الحرمان
االقتصادي الناشئ عن عدم عدالة التوزيع يعد احد مصادر الصراع السياسي في أي مجتمع
فكيف الحال في مجتمع ذو تركيبة خاصة( إذ تبين األدلة أن االختالفات الثقافية والدينية إذا
اجتمعت مع عدم المساواة االقتصادية بين الجماعات تجعل من الصعب الشروع في عملية
التنمية بشقيھا االقتصادي والسياسي وحتى االجتماعي -الثقافي .الجدير بالذكر ھنا أن الدولة
الماليزية عندما عملت على إعادة توزيع الثروة بين الماالي وغيرھم من األجناس لم تتخذ
إجراءات عدواﻧية ضد الصينيين وإﻧما استغلت عوائد النمو االقتصادي ذاته في تحسين الوضع
االقتصادي واالجتماعي للماالي .
وھو األمر الذي ترجمه حرص القيادة الماليزية على عدم تھديد المصالح االقتصادية لألقلية
الھندية والصينية من خالل وضع سياسات عامة غير متطرفة ومثيرة للخالف ،وبالتالي قضائھا
على فرص اشتعال الصراع العرقي *.وھنا ﻧستحضر مقولة لرئيس الوزراء السابق محاضر
محمد اﻧه " ليس ضد الھنود أو الصينيين في ماليزيا وإﻧما ھو مع المااليا حتى يصلوا إلى
مشاركة عادلة في ثروات البالد ".
ثقافة سياسية ُم َو ِحدة :التنشئة /التعليم بالعودة إلى ﻧصوص الدستور الماليزي ﻧجده قد راعى في
جواﻧب عديد منه التوليفة االجتماعية المتمايزة وكفل حق كل عنصر من عناصر المجتمع
الماليزي في ممارسة شعائره وطقوسه بل واعتبر جميع األعياد الدينية والتقليدية أعيادا وطنية
رسمية يتم االحتفال بھا رسميا .
إال أن دولة ماليزيا قيادة وﻧخبة أدركت أن الصيغ القاﻧوﻧية وحدھا ال تحقق التالحم الوطني ،قد
عمت تلك الصيغ القاﻧوﻧية بأساس متين من المصالح المشتركة عن طريق التنمية االقتصادية
وكذا عن طريق جملة من السياسات التي تستھدف ) توزيعا معينا للقيم والمواقف والمشاعر
والمعلومات والمھارات السياسية( -بتعبير غابريال ألموﻧد – أو ما يسميه ابستن ( التوزيع
التحكمى للقيم ( بشقيھا المادي والمعنوي .من بين ھذه السياسات :سياسة التعليم :يقع على
المدرسة مھمة كبيرة وأساسية في غرس أفكار ومواقف وقيم للطالب بشان الحياة السياسية
واألداء الذي تقوم به عناصر النظام السياسي وتعميق الوعي بالمعاﻧي االيجابية للمواطنة وتقوية
روابط االﻧتماء السياسي ،إلى المجتمع واألمة ،وتغذي االعتزاز بالتاريخ واالقتداء بالمثل التي
ﻧھج عليھا قادة األمة في تاريخھا .واألكثر من ھذا ،إن المدرسة توضح المستقبل وتنبه إلى
المسؤولية الملقاة على الجيل الجديد .
الخاتمة :ماليزيا دولة عمرھا ﻧصف قرن استطاعت أن تحقق ما حققته على أساس المواطنة
واالﻧتماء الوطني والمشاركة في مردود التنمية التي صنعوھا بأيديھم وﻧظام قائم على جبھة
وطنية عالية التقدير للمصالح الوطنية ،فنحن أمام دولة مدﻧية مرجعيتھا المصلحة الوطنية ،دولة
يعبد فيھا المواطن ربه كما يشاء حيث تتجاور المساجد والمعابد الصينية والھندية في سالم أين
يحدد" العمل" مكاﻧة المواطن ،أما معتقداته فله رب يحاسبه عليھا .
المصدرhttp://www.islamtoday.net/hotline/hotline2.cfm:
-1اﻧه ال توجد سياسة ﻧموذجية واحدة لتحقيق التنمية في جميع الدول ،بل توجد سياسات متعددة
ومتنوعة ،ولكي تنجح جھود التنمية فان ھذه السياسات يجب أن تتخذ ضمن بيئة مناسبة من
القواعد والقواﻧين والنظم )البيئة القاﻧوﻧية والمؤسسية( .
-2التنمية ولكي تكون ﻧاجحة،فاﻧه يجب أن تنھض على عدة أھداف متزامنة وليس على مجرد
ھدف واحد .
-3إن االﻧكفاء على الذات والعزلة عن اآلخرين لم يعد ممكنا في وقت سقطت فيه الحدود
وتالشت فيه القيود أمام حركة البشر ورأس المال،واﻧه لكي تتوفر ألية دولة شروط النجاح
ينبغي على حكومتھا أن تتفاعل-في أن واحد-على الصعيدين العالمي والمحلي .
-4أن التدخل الحكومي الواعي قد يكون بديال جيدا عن كل من االﻧفتاح المطلق ،وتجارب
التخطيط المركزي.
-5إن إرساء دعائم مؤسساتية مالئمة للظروف االجتماعية السائدة من شاﻧه أن يھذب القوميات
المتمايزة.
-6إن خلق إطار عام للوحدة الوطنية وﻧقل الوالءات بطريقة سلمية للوطن وليس لشخص أو
طائفة من شاﻧه أن يحول دون تفجر النعرات الطائفية الن ذلك ال يمس الجماعة في )ضمير
النحن( بتعبير بوزان.
-7أن التجربة الماليزية كتجربة ذات خصوصية ومكاﻧية أثبتت أن التنوع أو التعدد أالثني ليس
في كل الحاالت مرادف لالقتتال والعنف يتوقف ذلك -فقط-على مدى قدرة النظام في صنع قيم
موحدة بحيث يكون المرجع والملطف لھذه التمايزات ال المتعسف في صھرھا قسرا.
-8ضرورة تدريس مقياس خاص بدراسات اقتصاديات النم{ور اآلس{يوية وإج{راء المقارﻧ{ة ب{ين
ھذه االقتصاديات المتميزة.
-9تبني سياسات يكون من شاﻧھا الحد من الفقر .
-10تبني المؤسسات الكبرى خاصة ،ما يعرف بالمسؤولية االجتماعية والبيئية .
-11تأسيس ﻧمو اقتصادي قابل الستمرار وإتباع سياسة توزيعية تقلل من درجة ع{دم المس{اواة
في توزيع الدخل .
-12السعي إلى االستغالل المكثف للقدرات الذاتية واالعتماد على العمال{ة المحلي{ة واالس{تفادة
من الموارد المحدودة والطاقات المتاحة إلى أقصى حد ممكن .
-13إعطاء أھمية قصوى لتنمية البشرية .
-14ضرورة القيام بجھد عربي منسق م{ن اج{ل معالج{ة المش{كالت المنھجي{ة والفني{ة المتص{لة
بتعري{{{ف الفق{{{ر وط{{{رق قياس{{{ه وت{{{وفير البياﻧ{{{ات واإلحص{{{ائيات ب{{{الجودة المطلوب{{{ة وأن الجھ{{{د
المطلوب ال بد أن يستند أفضل الخبرات العالمية .
-15العزم على مكافحة كل أشكال البيروقراطية ومنح وتسھيل الوصول إلى قروض مص{غرة
وتدعيم خلق المشاريع المنتجة .
-16االھتمام بشكل اكبر بالتنمية الريفية وتعليم وتأھيل المرأة .
-17دعم العمل الجمعوى وتأھيله حيث أصبح يشكل الركن الثالث في االقتصاد بعد القطاع
العام والقطاع الخاص وأصبح عمل الجمعيات مكمل لعمل القطاع الحكومي وان ال
يقتصر ھذا العمل في المناطق الحضرية بل البد من أن يتركز بشكل اكبر في الريف .
ﻋﻼج اﻝﻔﺴﺎد اﻹداري
***
إن اﻝﻤﻘﺼد واﻝﻬدف اﻝرﺌﻴس ﻤن ﻫذا اﻝﺒﺤث ﻫو إﻴﺠﺎد ﺴﺒل ﻝﻠﻘﻀـﺎء واﻝﺴـﻴطرة ﻋﻠـﻰ ﺘـداﻋﻲ وﺘـدﻨﻲ
ﻤﺴــﺘوى اﻷداء ﻓــﻲ اﻹدارة وﻤﻌﺎﻝﺠــﺔ أوﺠــﻪ اﻝﻘﺼــور ﻓﻴﻬــﺎ ..ﻓﺎﻝﻔﺴــﺎد ظــﺎﻫرة ﻴﻌرﻓﻬــﺎ اﻝﺠﻤﻴــﻊ وﻴﻌﻴﺸــﻬﺎ
اﻝﺠﻤﻴــﻊ وﻫ ــﻲ ظــﺎﻫرة ﻋﺎﻝﻤﻴ ــﺔ ﻻ ﻨﺘﻔ ــرد ﺒﻬ ــﺎ وﻝﻜــن ﻫﻨــﺎك ﻤــن اﺴــﺘطﺎع ﻤﻌﺎﻝﺠﺘﻬــﺎ واﻻﺴــﺘﻔﺎدة ﻤﻨﻬ ــﺎ
وﻫﻨﺎﻝك ﻤن ﻴﺤﺎول وﻫﻨﺎﻝك ﻤن ﺠرﻓﺘﻪ إﻝﻰ اﻝﻬﺎوﻴﺔ ﻓﺄﺼـﺒﺢ ﻻ ﻴﻌـﺎﻝﺞ ظـﺎﻫرة واﺤـدة ﺒـل ﻋـدة ظـواﻫر
ﺘﻌﻤﻘت وأﺘت ﻤﺘراﺘﺒﺔ ﺒﻌد ﻓﺴﺎد اﻹدارة ﺤﻴث ﻴﺤﺘﺎج ﻤﻌﺎﻝﺠﻬﺎ إﻝﻰ إﻋدام ﺠﻴل ﻜﺎﻤـل وذﻝـك ﻹﺼـﺎﺒﺘﻪ
ﺒﻬذا اﻝداء ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﻨﻘﻠﻪ ﻝﻸﺠﻴﺎل اﻝﻘﺎدﻤﺔ وﻫذا ﻤن اﻝﻤﺴﺘﺤﻴﻼت.
وﻫذا ﻻ ﻴﻌﻨﻲ أن ﻨﺴﻤﺢ ﻝﻠﻤﻔﺴـدﻴن ﺒﺎﻻﺴـﺘﻤرار ﺒـل ﻨﻀـﻊ أﻤـﺎﻤﻬم ﻋﻼﻤـﺔ ﻗـف وﻝﻨﺒـدأ ﻤـن اﻝﻘـف ﻫـذﻩ
ﻝﻌ ــﻼج ﻫ ــذا اﻝ ــداء واﺴﺘﺌﺼ ــﺎﻝﻪ ﻓ ــﻼ ﻨﻘ ــف ﻤﻜﺘ ــوﻓﻲ اﻷﻴ ــدي ﺒ ــل ﻴﺠ ــب اﻝﺘﻜ ــﺎﺘف واﻝﺘﻌﺎﻀ ــد ٕوارﺸ ــﺎد
اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ ﺒﻜﺎﻓــﺔ أطﻴﺎﻓــﻪ وﺤﺜﻬ ــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻹﺼــﻼح وﺘوﻋﻴﺘﻬـ ـﺎ ﻝﻬــذا اﻝــداء وﻤــﺎ ﻴﺘرﺘــب ﻋﻠﻴــﻪ ﻤــن ﻋ ــدم
اﺴﺘﻘرار وﺘﻘوﻴض ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ وﻝﻠدﻴﻤﻘراطﻴﺔ.
إن اﻝ ــوﻋﻲ ﺒﺎﻝﻤﺴ ــؤوﻝﻴﺔ واﻹﺤﺴ ــﺎس ﺒﺎﻝوطﻨﻴ ــﺔ واﻝﺘﻤﺴ ــك ﺒﺎﻝ ــدﻴن واﻷﺨ ــﻼق اﻝﻨﺒﻴﻠ ــﺔ اﻝﺴ ــﺎﻤﻴﺔ واﻝﺘرﺒﻴ ــﺔ
اﻝﺤﺴﻨﺔ واﻝﻌﻠم واﻝﺜﻘﺎﻓﺔ طوق ﻜﻔﻴل ﻴﺤد ﻤن ﻫذﻩ اﻝظﺎﻫرة واﻨﺘﺸـﺎرﻫﺎ ،أﻤـﺎ اﻵﺨـرون اﻝـذﻴن ﻴﻔﺘﻘـدون
ﻝﻤﺜل ﻫذﻩ اﻝﻤﺒﺎدئ ﻓﺈن اﻝﻘﺎﻨون واﻝﻌﻘوﺒﺎت واﻝﺘﺸﻬﻴر وﺘﺴﻠﻴط اﻝﻀـوء واﻝﻤﺤﺎﺼـرة وﻨـزع اﻝﺼـﻼﺤﻴﺎت
ﻜﻔﻴﻠﺔ ﺒﺠﻌﻠﻬم ﻻ ﻴﻘدﻤون ﻋﻠﻰ اﻗﺘراف ﻫذﻩ اﻝﺨطﻴﺌﺔ وﻴﺤﺠﻤون ﻋﻠﻰ اﻻﺴﺘﻤرار.
ﻴﺠـ ــب اﻹﺴ ـ ـراع ﻓـ ــﻲ اﻝﻌﻤـ ــل ﺤﺜﻴﺜ ـ ـﺎً ﻝﺘـ ــدارك اﻝﻤوﻗـ ــف واﻝﺤـ ــد ﻤـ ــن ﻫـ ــذﻩ اﻝظـ ــﺎﻫرة اﻝﺴـ ــﻠﺒﻴﺔ وﺘﻜﻠﻴـ ــف
ﻤﺘﺨﺼﺼﻴن ﺒدراﺴﺘﻬﺎ ووﻀﺢ اﻝﺤﻠول ﻝﻬﺎ وﻤن ﺘـم ﺘطﺒﻴﻘﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻝﺠﻤﻴـﻊ ..ﻓـﺎﻝﻌﻼج ﻫﻨـﺎ ﻻ ﻴـﺄﺘﻲ
ﺒﺘردﻴــد اﻝﻜ ــﻼم و اﻝﺨطــب و رﻓ ــﻊ اﻝﺸــﻌﺎرات دوﻨﻤــﺎ وﻓــﺎء وﻝ ــﻴس ﺴــﻠﻌﺔً إن ﻝــم ﺘﺘــوﻓر ﻤﺤﻠﻴـ ـﺎً ﻴﻤﻜــن
اﺴﺘﻴرادﻫﺎ ،ﻝذا ﻓﻘطﻌـﺎً ﻋـﻼج ﻫـذا اﻝـداء ﻴـﺄﺘﻲ ﻋﺒـر ﻋﻤـل ﻤﻤـﻨﻬﺞ دؤوب ﻴﺴـﻌﻰ إﻝـﻰ إﻴﺠـﺎد ﺴـﺒل
و ﺘﻌزﻴــز دور اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت وﺘﻔﻌﻴﻠــﻪ ﻓــﻲ اﻝﻤﺴــﺎءﻝﺔ واﻝرﻗﺎﺒــﺔ و اﻝﻤﺤﺎﺴــﺒﺔ و ﻋﺒــر ﺸــﻔﺎﻓﻴﺔ ﻓــﻲ ﺘوزﻴــﻊ
اﻝﻤﻬــﺎم واﻝﺘﻜﻠﻴــف ﺒﻬــﺎ و ﻋﺒــر ﺒﻨــﺎء ﻨظــﺎم إداري ﻨزﻴــﻪ واﻀــﺢ اﻝﻤﻌــﺎﻝم ﻴﻜﺎﻓــﺄ ﻓﻴــﻪ اﻝﻤﺠﺘﻬــد وﻴﻌﺎﻗــب
اﻝﻤﺴﻲء.
ﻫـذﻩ اﻝﺨطــط اﻝﺜﻼﺜــﺔ ﺘﻌﺘﺒـر ﺨططــﺎ اﺴــﺘراﺘﻴﺠﻴﻪ وﻝﻴﺴـت ﺘﻜﺘﻴﻜﻴــﺔ وأﻗﺼــد ﻫﻨـﺎ أﻨﻬــﺎ وﻀــﻌت ﻹﺼــﻼح
ﻋﺎم ﻤﺴﺘﻤر ﻗد ﻴﺴﺘﻐرق ﺘﻨﻔﻴذﻩ ﺴﻨﻴن وﻝﻜﻨﻪ ﻤﺴﺘﻤر .
ﻓﺎﻝﺨطﺔ اﻷوﻝﻰ اﻝﺘﻲ ﻫﻲ اﻝﺘوﻋﻴﺔ واﻝﺘﻌﺒﺌﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﺨطﺔ إﻋﻼﻤﻴﺔ ﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ ﺘﻌﻠﻴﻤﻴـﺔ اﻝﻬـدف ﻤﻨﻬـﺎ ﺘوﻋﻴـﺔ
اﻝﻌﺎﻤﺔ ﺒﻤﻀﺎر اﻝﻔﺴﺎد وﺘدﻨﻲ ﻤﺴـﺘوى اﻹدارة وﺘﻌﺒﺌـﺘﻬم ﻝﻠﺴـﻌﻲ ﺒﺎﻹﺼـﻼح ﺒﺸـﺘﻰ اﻝوﺴـﺎﺌل إﻋﻼﻤﻴـﺔ
ﻜﺎﻨــت أو ﺘﻌﻠﻴﻤﻴــﺔ ﻓﺎﻷﺴــﺎس ﻝﻺﺼــﻼح ﻫــو اﻹﻨﺴــﺎن إذا ﻝــم ﻴﺼــﻠﺢ ﻓﻠــن ﻴﺼــﻠﺢ ﺸــﻴﺌﺎ ﻓﻴﺠــب اﻝﺴــﻌﻲ
ﺤﺜﻴﺜﺎ ﻷﺠل ﺒﻨﺎء اﻹﻨﺴﺎن اﻝواﻋﻲ واﻝﻤﻠﺘزم واﻝوطﻨﻲ ،ﻫذا اﻹﻨﺴﺎن اﻝﻜﺎﻤل واﻝﻜﻤـﺎل ﷲ اﻝـذي ﻨﺴـﻌﻰ
إﻝﻴﻪ ﻴﺠب أن ﻴﻨﺎل اﻝﺘرﺒﻴﺔ واﻝﺘﻌﻠﻴم اﻝﺼﺤﻴﺤﺎن ﻤﻨـذ ﺴـﻨﻲ ﻋﻤـرﻩ اﻷوﻝـﻰ ﻓﺎﻝﺘرﺒﻴـﺔ ﻫـﻲ اﻝﻌﺼـب اﻝـذي
ﻴﺒﻨﻰ ﻤن ﺨﻼﻝﻪ اﻹﻨﺴﺎن اﻝﻘوﻴم ...ﻓﺎﻝﺘرﺒﻴﺔ ﻋﺎﻤل ﻤﺸﺘرك ﻴﺒـدأ ﻤـن اﻝﺒﻴـت واﻝـذي ﻫـو اﻷﺴـرة وﻴﻤـر
ﺒﺎﻝﻤدرﺴﺔ إﻝـﻰ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ واﻝـذي ﻫـو اﻻﻨطﻼﻗـﺔ ﻝﻠﺤﻴـﺎة ﻓـوﻋﻲ اﻷﺴـرة واﻫﺘﻤﺎﻤﻬـﺎ ﺒﺘرﺒﻴـﺔ أﺒﻨﺎﺌﻬـﺎ اﻝﺘرﺒﻴـﺔ
اﻝﺴــﻠﻴﻤﺔ ﻫــو اﻷﺴــﺎس اﻝــذي ﺘﻜﻤﻠــﻪ وﺴــﺎﺌل اﻝﺘرﺒﻴــﺔ واﻝﺘﻌﻠــﻴم اﻝﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ ﻤــن ﺨــﻼل اﻝﻤـرﺒﻴن واﻝﻤﻌﻠﻤــﻴن
وﻤن ﺨﻼل اﻝﻤﻨﺎﻫﺞ اﻝﺘرﺒوﻴﺔ واﻝﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺴﺎﻫم ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻌﺎﻝﺔ ﻓﻲ ﺘﻜوﻴن اﻹﻨﺴﺎن وﻨﺸﺄﺘﻪ .
أﻤــﺎ اﻝﻤﺤــور اﻝﺜــﺎﻨﻲ ﻤــن اﻝﺨطــﺔ اﻝﻌﺎﻤــﺔ ﻓﻬــو إﻋــﺎدة د ارﺴــﺔ وﺘﻘﻴــﻴم اﻝﻘ ـواﻨﻴن واﻝﻘ ـ اررات واﻝﺘﺸ ـرﻴﻌﺎت
واﻝﻠ ـ ـواﺌﺢ اﻹدارﻴـ ــﺔ ،ﻓﻤـ ــن ﺨـ ــﻼل واﻗـ ــﻊ اﻝﺘﺠرﺒـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻹدارة ﻻﺤظـ ــت ﺘﻀـ ــﺎرﺒﺎ ﻜﺒﻴ ـ ـ اًر ﻓـ ــﻲ اﻝﻘ ـ ـ اررات
وازدواﺠﻴﺔ ذات ﻤﻌﺎﻴﻴر ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻘرار ﻴﻤﻨﻊ وﻗرار ﻴﺒﻴﺢ ﻓﻲ ﻨﻔس اﻝوﻗت ﻗرار ﻴﻤﻠك وﻗرار ﻴﻤﻨـﻊ ﻗـرار
ﻴﺤظر وﻗرار ﻴﺄﺘﻲ ﺒﺎﻝﺸـﻲء اﻝﻤﺤظـور ..ﺠـل ﻫـذﻩ اﻻزدواﺠﻴـﺔ اﻝﻤﺘﻀـﺎدة واﻝﻤﻨﻌﻜﺴـﺔ اﻻﺘﺠﺎﻫـﺎت ﻓـﻲ
اﻝﻘـ اررات ﻜــﺎن ﻝﻬــﺎ أﺜــر ﺴــﻲء وﺴــﻠﺒﻲ ﻓــﻲ اﻹدارة أدى إﻝــﻰ ﺨﻠــل ﻜﺒﻴــر ﻓــﻲ ﻓــرض اﻝﺴــﻠطﺔ اﻹدارﻴــﺔ
،وﻜذﻝك اﻝﺸﺄن ﻓـﻲ اﻝﻘـواﻨﻴن واﻝﺘﺸـرﻴﻌﺎت واﻝﻠـواﺌﺢ اﻹدارﻴـﺔ اﻝﺘـﻲ ﻴﺠـب إﺼـﻼﺤﻬﺎ وﺘطﺒﻴﻘﻬـﺎ اﻝﺘطﺒﻴـق
اﻷﻤﺜل .
ﻓﻔــﻲ اﻝﻼﺌﺤــﺔ اﻹدارﻴــﺔ ﺘﺠــد أن ﻋــﻼج اﻝﻤوظــف وأﺴـرﺘﻪ ﻤــن ﻀــﻤن ﻤﻬــﺎم اﻝﺠﻬــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻴﺘﺒﻌﻬــﺎ وﻫــذا
اﻝﺸﺄن ﺘطﺒﻘﻪ ﺒﻌض اﻝﺠﻬﺎت وﺒﻌﻀﻬﺎ اﻵﺨر وﻫو اﻷﻜﺜرﻴـﺔ ﻻ ﻴطﺒﻘـﻪ وﻻ ﻨـدري ﻝﻤـﺎذا؟ ﻜـذﻝك اﻷﻤـر
ﻓــﻲ ﺘﻘــدﻴم اﻝﺨــدﻤﺎت ﻤــن ﻤﻬــﺎم إدارﻴــﺔ وﻤواﺼــﻼت وﻏﻴــر ذﻝــك ﻤــن اﻝﺨــدﻤﺎت اﻝﺘــﻲ أﺠﺎزﺘﻬــﺎ اﻝﻠ ـواﺌﺢ
اﻹدارﻴﺔ ﻝﻤﻨﺘﺴﺒﻲ اﻝﺠﻬﺎت اﻝﻌﺎﻤﺔ واﻝﺨﺎﺼﺔ ،إن ﺠل ﻫذا اﻝﺘﻨـﺎﻗض ﻴﺤﺘـﺎج إﻝـﻰ إﻋـﺎدة د ارﺴـﺔ وﺘﻘﻴـﻴم
وﺘﺼﺤﻴﺢ ﺤﺘﻰ ﻨﺴﺘطﻴﻊ ﻤن ﺨﻼﻝﻪ إﺼﻼح اﻝﻤﻔﺎﻫﻴم اﻝﻤﻐﻠوطﺔ .
اﻝﻤﺤ ــور اﻝﺜﺎﻝ ــث ﻤ ــن اﻝﺨط ــﺔ اﻝﻌﺎﻤ ــﺔ ﻫ ــو ﻤ ــﺎ أﺴ ــﻤﻴﺘﻪ اﻝﺘﺸـ ـرﻴف واﻝﺘﻜﻠﻴ ــف وﻤ ــﺎ رﻤ ــزت ﻝ ــﻪ ﺒﺎﻝﺨط ــﺔ
اﻝﺠراﺤﻴ ــﺔ وﻫـــو أﻤ ــر ﺘـــوﻝﻲ اﻝوظـــﺎﺌف واﻝﻤﻬـــﺎم واﻝﻘﻴـــﺎدة وﻫ ــو ﺠﺎﻨ ــب ﻤﻬـــم ﻓـــﺈذا ﺼـــﻠﺢ ﺴﺘﻨﺼـــﻠﺢ
ﻹﺼﻼﺤﻪ اﻝﻤؤﺴﺴﺔ أو اﻝﺠﻬﺔ اﻝﻤﻜﻠف ﺒﻬﺎ أو اﻝﺘﻲ ﻴﻘودﻫﺎ إدارﻴﺎ .
وﻓﻲ ﻫذا اﻝﺸﺄن ﻴﺠب أن ﺘﺠرى أﺤﻴﺎﻨﺎ ﺠراﺤﺎت ﻗد ﺘﻜـون ﻤؤﻝﻤـﺔ ﻝـﺒﻌض اﻝﻨـﺎس وﺘﺠﻤﻴﻠﻴـﺔ ﺘﺤﺴـﻴﻨﻴﺔ
ﻝﻠﺒﻌض اﻵﺨر وﻝﻜن ﻴﺠب أن ﺘـﺘم ﻷﺠـل وﻀـﻊ اﻝﺸـﺨص اﻝﻤﻨﺎﺴـب ﻓـﻲ اﻝﻤﻜـﺎن اﻝﻤﻨﺎﺴـب أﻤـﺎ ﻏﻴـر
ذﻝك ﺴﻴﻌﺘﺒر وﻫﻤﺎ وﻤن ﻴزرع اﻝوﻫم ﻴﺤﺼد اﻝﻤﺴﺘﺤﻴل .
وﻓﻲ ﻫذا اﻝﺠﺎﻨب ُﻴرﺘﻜب أﺤﻴﺎﻨﺎ ﺨطـﺄ ﻜﺒﻴـر ﻓـﻲ ﺤـق اﻷﻏﻠﺒﻴـﺔ ،ﻫـذا اﻝﺨطـﺄ ﻴﺘﻤﺜـل ﻓـﻲ اﻝﺘرﻜﻴـز ﻓـﻲ
اﻝﺘﻜﻠﻴــف وﺘــوﻝﻲ اﻝﻤﻬــﺎم ﻋﻠــﻰ ﺤﻤﻠــﺔ اﻝﺸــﻬﺎﺌد اﻝﻌﻠﻴــﺎ وﺨﺼوﺼــﺎ ﻤــن اﻝﻤﻬــﺎﺠرﻴن اﻝــذﻴن ﻋﺎﺸ ـوا أﻜﺜــر
ﺴـﻨﻲ أﻋﻤــﺎرﻫم ﺨــﺎرج اﻝﺒﻠـد ﻴﻨﺘﻤــون ﻝــﻪ ﺘﺴــﻤﻴﺔ ﻓﻘـط وﻓــﻲ اﻝﻐﺎﻝــب ﻴﻜوﻨـون ﻤﻨﻌــدﻤﻲ اﻝﻬوﻴــﺔ ﻤﻔﺘﻘــدي
اﻻﻨﺘﻤـﺎء إذ أﻨﻬـم ﺘــﺄﺜروا ﺒﺜﻘﺎﻓـﺔ اﻝﺒﻠــد اﻝـذي ﻋﺎﺸـوا ﻓﻴـﻪ ﻝﻴﺴـوا ﺠﻤﻴﻌـﺎ وﻝﻜــن اﻷﻏﻠﺒﻴـﺔ ﻤــﻨﻬم ﻫـﻲ ﻜــذﻝك
وﻝﻌﻘدة اﻝﺨواﺠﺔ اﻝﺘﻲ ﻨﻌﺎﻨﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﺘﻬﻤل اﻝﻘـدرات واﻝﺨﺒـرات ﻤـن ﺤﻤﻠـﺔ اﻝﺸـﻬﺎﺌد ﺒﺎﻝـداﺨل وﻏﻴـر ﺤﻤﻠـﺔ
اﻝﺸــﻬﺎﺌد ﻤــن أﺼــﺤﺎب اﻝﺨﺒ ـرة واﻝد ارﻴــﺔ أﺼــﺤﺎب اﻝﻤﺜــل اﻝﻌﻠﻴــﺎ اﻝﺘــﻲ ﻗــد ﺘﻬﻤــل وﺘوﻀــﻊ ﻋﻠــﻰ رف
اﻹﻫﻤﺎل اﻷﻤر اﻝذي ﻗد ﻴﺨﻠق ﻓوﻫﺔ أو ﻓﺠوة ﺘﻌزل اﻝطرﻓﻴن ﻋن ﺒﻌﻀﻬﻤﺎ ﺒﻌﻀﺎ وﺘﺨﻠق ﻓروﻗﺎت .
ﻤــن ﻫﻨــﺎ ﻴﺠــب اﻝﻤوازﻨــﺔ ﻓــﻲ اﻻﺴــﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒﺨﺒ ـرات اﻝﻐﻴ ـر وﻤﻼزﻤﺘــﻪ ﻝﻠﻌﻨﺼــر اﻝﻤﺤﻠــﻲ ﻝﻌﻤــوم اﻝﻔﺎﺌــدة
واﻻﺴﺘﻔﺎدة ﻷﺠل اﻹﺼﻼح واﻝﺘﻘدم واﻝرﻗﻲ .
الفصل العملي التطبيقي للبحث
عن البحث -1
دراسة تطبيقية عملية عن ﻧموذج ﻧاجح باإلدارة والتخطيط تمثل في -2
شركة النسيم للصناعات الغذائية في ليبيا وعن ﻧموذج تم تصفيته
وحله وإلغائه لعدم كفاءته وسوء إدارته تمثل في الشركة العامة
لأللبان ومنتجاتھا في ليبيا.
ﻧماذج بياﻧات وإحصاءات تم توزيعھا على مستھدفين. -3
الخالصة واالستنتاج . -4
-1مشكلة البحث .
تأتي مشكلة البحث الميداﻧي أو الدراسة الميداﻧية في البحث عن أسباب ﻧجاح اإلدارة وعن اثر
الفساد اإلداري في اتخاذ القرارات الخاطئة التي توثر بمسيرة عمل المؤسسات
ولدراسة ﻧجاح مؤسسة وفشل أخرى كان البد لي بھذا الخصوص من أن أقوم بزيارات
وإجراء مقابالت وتصميم ﻧماذج بياﻧية إحصائية اجمع من خاللھا العديد من النقاط ألصل
من خاللھا إلى األسباب المنطقية العلمية للنجاح والفشل والى ﻧقاط تصلح الن تكون
مرتكزات وأساسات تتخذ لتفادي ظواھر سوء اإلدارة والفساد وفي االتجاه األخر تصلح
أن تكون قدوة يحتذى بھا لحسن تطبيق اإلدارة والتي ھي سر ﻧجاح العمل والتفوق .
ھذا وقد قمت بتصميم بطاقة معلومات إضافة إلى ثالثة أﻧواع من النماذج اإلحصائية
والبياﻧية اعتزم من خاللھا الحصول على أرقام وإجابات عن تساؤالت تخدم موضوع
البحث استھدفت من خاللھا عدد 100شخص من العاملين بالشركتين ومن مختلف
شرائح المجتمع كان توزيعھم كالتالي :
جدول رقم ) ( 1المستھدفين باالستبياﻧات
عدد النماذج عدد النماذج عدد البيان ر.م
المجمعة الموزعة المستھدفين
20 20 20 مسئولين وعاملين بشركة النسيم -1
7 7 7 عاملين بالشركة العامة لأللبان سابقا -2
10 10 10 أساتذة جامعيين -3
10 10 10 طلبة جامعيين )دراسات عليا( -4
19 20 20 طلبة جامعيين تخصصات مختلفة -5
10 10 10 موطنين -6
18 20 20 موظفين بجھات مختلفة -7
3 3 3 مسئولين بجھاز الرقابة اإلدارية -8
والمالية
97 100 100 العدد اإلجمالي
مالحظة :لألسف لم أجد من العاملين بالشركة العامة لأللبان سوى عدد 7أشخاص ذلك الن
ھذه الجھة لم تعد قائمة ويصعب إيجاد من كانوا يعملون بھا .
نأمل ملء البيانات بكل شفافية وموضوعية ألجل عموم الفائدة ولكم خالص الشكر والتقدير
نموذج استبيان رقم )(1
عن األسباب التي أدت إلى تفشي ظاھرة الفساد اإلداري في الوحدات اإلدارية
المجموعة األولى )أجب بنعم أو ال (
-1ھل تعتقد أن تطبيق ﻧظرية اإلدارة وفق أسسھا العلمية الصحيحة تحد من ظاھرة الفساد
( ) اإلداري .
( ) -2ھل تعتقد أن التربية والتعليم لھا عالقة بسلوك الموظف.
( -3ھل تعتقد أن التدريب والتأھيل للموظف يحد من ظاھرة الفساد اإلداري) .
( ) -4ھل تعتقد أن النھج السياسي للحكومات له عالقة بسلوك الموظف.
( ) -5ھل تعتقد أن المدير العام ألي مؤسسة له عالقة بسلوك الموظف.
( ) -6ھل تعتقد أن فريق العمل له تأثير على سلوك الموظف.
المجموعة الثاﻧية ) ضع عالمة على اإلجابات التي تراھا مناسبة (
( ) -1الفساد اإلداري يحدث ﻧتيجة فساد النظام اإلداري كامال.
( ) -2الفساد اإلداري يحدث ﻧتيجة التأسيس الخاطئ في الھيكل اإلداري .
( ) -3الفساد اإلداري يحدث ﻧتيجة التكليف الخاطئ لألشخاص المسؤولين .
( ) -4الفساد اإلداري يحدث ﻧتيجة اﻧتھاج الموظف للسلوك الخاطئ .
( ) -5الفساد اإلداري يحدث ﻧتيجة عدم وجود رادع أو عقاب .
( ) -6الفساد اإلداري يحدث ﻧتيجة عدم كفاية المرتب أو المنحة .
المجموعة الثالثة ) علل لماذا ..؟ (
-1الفساد اإلداري عائق لنظم الحياة .
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
-2الفساد اإلداري يخلق بيئة صالحة لتفشي أمراض المجتمعات من وساطة ومحسوبية
وسرقة واختالس وأمراض أخرى مثل اﻧتشار المخدرات واإلدمان بأﻧواعه المختلفة
والدعارة وغيرھا .
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
-3الفساد اإلداري بيئة صالحة لتفكك المجتمع وﻧزع الوطنية .
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
-4الفساد اإلداري عائق لالستثمارات بأﻧواعھا المختلفة صناعية سياحية تجارية وغيرھا.
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نموذج استبيان رقم )(2
أسباب فشل وخسارة في بعض المؤسسات
-1اذكر األسباب والظروف التي تعتقد أﻧھا أدت إلى سوء األداء واإلﻧتاج واإلدارة
بالمؤسسة.؟
............................................................................................................
............................................................................................................
...........................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
120
100
80
-1الغالبية العظمى من الناس تعتبر أن تطبيق اإلدارة وفق األسس العلمية التي تأسست
عليھا تمنع وتحد بشكل كبير جدا من الفساد اإلداري .
-2التربية والتنشئة السليمة لألبناء من خالل األسرة والتعليم الجيد بالمؤسسات التعليمية
وفق مناھج علمية تربوية مدروسة تزرع في اإلﻧسان السلوك القويم واألخالق الفاضلة
والتي بدورھا تمنعه من االﻧحراف واالﻧجراف وراء أھوائه الشيطاﻧية والتي تدفعه
لسلوك المسلك اإلجرامي السيئ .
-3يعتبر الغالبية أن وضع الخطط التدريبية والتأھيل للعاملين بالقطاعات والمؤسسات
والوحدات اإلﻧتاجية المختلفة عامال مھما يحد من ظاھرة التسيب والفساد في اإلدارة .
-4الغالبية من الناس تعتبر أن سياسة الدولة بشكل عام تساھم بشكل كبير في أخالقيات
الموظف .
%60 -5من المستھدفين باالستبيان اعتبروا أن المدير العام ألي مؤسسة يؤثر بشكل ما في
أخالقيات الموظف وسلوكه والنسبة الباقية تعتبر أن كل إﻧسان مسؤول عن ﻧفسه .
-6ما ﻧسبته %70من المستھدفين باالستبيان اعتبروا أن فريق العمل يؤثر في سلوك
الموظف إلى األفضل أو العكس وذلك جراء المخالطة والبقية الباقية تعتبر أن كل
مسؤول عن ﻧفسه وحسب تربيته وتنشئته .
االستبيان رقم) (1المجموعة الثانية:
100%
90%
80%
70%
60%
50% اإلجابة نعم
30%
20%
10%
0%
1س س
2س 3س 4س 5س 6س
االستنتاج:
من خالل التحليل يتبين لنا النقاط اآلتية :
-1أن فساد النظام اإلداري بدولة ما ليس ال يجب أن يكون سبب رئيس بفساد كافة
المؤسسات بھذه الدولة .
-2الغالبية العظمى من الناس تعتبر أن التأسيس الخاطئ ووضع الھياكل اإلدارية والفنية
عبثيا دوﻧما أساس علمي عملي يكون له عواقب وخيمة في أحياﻧا كثيرة حيث اعتقد ما
ﻧسبته %70من الذين استھدفھم االستبيان أن الھيكل اإلداري السليم ھو سر ﻧجاح بعض
المؤسسات.
-3يتدخل في كثير من األحوال السياسيون من رؤساء ووزراء وغيرھم ألسباب عدة في
التكليف للمناصب العليا بالمؤسسات والھيئات وغيرھا مركزين على الميول السياسية
دون النظر للمؤھل واالختصاص وھذا سبب رئيس لفشل العديد من الجھات .
-4إن الفھم الخاطئ للقواﻧين واللوائح سبب من أسباب الفشل باإلدارة .
-5إن لم تستحي فافعل ما شئت " ھذا قول مأثور من األقوال فاإلﻧسان عادة تحكمه قواﻧين
وتشريعات فاإلﻧسان إن لم يجد رادع له سيفعل ما يشاء من أعمال قد تضر به وبغيره لذا
وجب وضع القواﻧين التي تكافئ وتعاقب وتحد من السلبيات بالمجتمعات .
-6إن الحاجة والعوز المادي المترتب عن قلة المرتب الممنوح للموظف مقابل عمله سبب
رئيس من األسباب التي تدفع به اتجاه االﻧحراف واتخاذ الفساد مسلك إذ أن اإلﻧسان يعمل
ليلبي احتياجاته واحتياجات أسرته فإذ لم يكن مقابل العمل كافيا له فسيصبح ھناك عجز
بميزاﻧيته قد يرغمه إلى الغش والخداع والرشوة وغير ذلك من االﻧحرافات السلبية
ويعتبر %70من الذين استھدفھم االستبيان ھذا العامل سبب من األسباب التي تؤدي إلى
الفساد اإلداري .
في المجموعة الثالثة كاﻧت ھناك أسئلة متعددة كان الھدف منھا معرفة اثر الفساد على حياة
اإلﻧسان بصفة عامة وقد تم من خالل التحليل تجميع النقاط التالية :
-1سوء اإلدارة يمس حياة اإلﻧسان بشكل يومي في عمله وبيته وحله وترحاله ويسبب
اإلرباك ويعيق النظم التي من شاﻧھا تنظيم سبل الحياة لإلﻧسان فوق األرض وتحت
الشمس ومن شأﻧھا توزيع الواجبات والحقوق بشكل عادل على كافة أطياف المجتمع .
-2سوء اإلدارة عامل من العوامل التي تجعل اإلﻧسان يتنازل وبشكل كبير عن كرامته
وحريته وحقه في الحياة الكريمة ويتنازل عن أشياء كثيرة وبذلك تنتشر إمراض
المجتمعات والتي بدورھا تقود إلى الجريمة المنظمة وغير المنظمة مما يقود المجتمع
إلى التفكك وشيئا فشيئا تنفقد الوطنية واالﻧتماء للبالد وتصبح السلبية ھي الطابع الغالب
على الناس إلحساسھم بالظلم والغبن.
-3إن الدول التي يوجد بھا الفساد تعتبر دوال غير مرغوبة للمستثمرين وأصحاب األعمال
لعدم ثقتھم في النظام وعدم ثقتھم في جني مكاسب وذلك ألسباب عادة تكون واضحة
حيث يعرقل الفساد في اإلدارة أي مستثمر أو صاحب عمل .
من خالل ھذه المجموعة تبين لنا أن الفساد اإلداري ينتشر في القطاع العام أكثر منه
بكثير عن القطاع الخاص وذلك ألسباب عدة ذكر المستھدفون من االستبيان منھا :
-1عدم وجود رادع.
-2الالمباالة والسلبية .
-3أشخاص غير أكفاء .
-4خطط غير واضحة المعالم .
-5قرارات فاسدة .
-6ھياكل إدارية غير صحيحة وال تلبي حاجة المؤسسة .
-7ميزاﻧية غير متوافقة وحجم العمل .
-8غياب التنسيق والتدريب والتأھيل واالجتماعات .
-9ضياع المستندات واألصول وعدم احترام الوقت .
-10اﻧتشار السرقة والغش والرشوة .
ھذا وأكد المستھدفون من االستبيان أن عالج الفساد يتم من خالل وضع خطة شاملة تتم على
مراحل وعلى مدى حيث سبق وان ذكرت ذلك من خالل البحث .
ھذا االستبيان تم توزيعه على كافة المستھدفين ولكن آثرت في التحليل التركيز على العاملين
بالشركة العامة لأللبان ومشتقاتھا باعتبارھا شركة ملغاة ﻧظرا لسوء اإلدارة ولدراية العاملين بھا
عن األسباب وكاﻧت ﻧتائج التحليل على النحو التالي :
قيادة غير مؤھلة وغير متخصصة . -
إدارة غير منظمة عبثية وعشوائية . -
غياب األساليب العلمية في االحتساب والتسويق ووضع الخطط واتخاذ القرارات . -
عدم االھتمام بالمنتج وبجودته وﻧوعيته . -
التسيب واإلھمال في كافة المرافق . -
غياب الرقابة اإلدارية والفنية والمالية . -
جملة ھذه األسباب أدت إلى سوء اإلدارة ومن تم سوء األداء في اإلﻧتاج مما قوض
المؤسسة وأدى بھا ﻧھاية إلى االﻧھيار والفشل الذريع .
وقد أكد المستھدفون من االستبيان اﻧه كان يمكن تفادي االﻧھيار لو اتخذات خطوات
لمعالجة ھذه النقاط ولكن الالمباالة وعدم االكتراث واالھتمام من مؤسسات الدولة زاد
الطين بله وتفاقم معه الوضع الذي أوقع المؤسسة في الھاوية .
كما أكد وان السبب الرئيس لكل ذلك يكمن في اإلدارة وال غير اإلدارة بنسبة مائة في
المائة .
كذلك الحال في االستبيان رقم 3فقد استھدفت به كافة المعنيين مع التركيز على إجابات اإلخوة
واألخوات العاملين بشركة النسيم باعتبارھا قطاع ﻧاجح إداريا وإﻧتاجيا ،وكاﻧت النتائج على
النحو التالي :
يعتبر السبب الرئيس في ﻧجاح أي مؤسسة أو جھة ما عائد إلى األتي :
-المدير العام والمدراء التنفيذيون وغيرھم من المدراء.
-اإلدارة المنظمة وفق مسار معين.
-الخطة الواضحة والجدول الزمني لھا .
-التشجيع والمكافأة ورفع المعنويات المادية والمعنوية .
-التدريب والتأھيل الدائم.
-الھيكل اإلداري الصحيح .
-مالئمة المكان لطبيعة العمل .
-االھتمام بفريق العمل وزرع روح المحبة والعطاء واإلبداع به .
-البحث عن الخبراء والمتخصصين وأصحاب النزاھة والخبرة في العمل وتطعيم اإلدارة
ومرافق اإلﻧتاج بھم .
-المرتب والمنحة الالئقة والتي تلبي احتياجات الموظف .
-تقديم الخدمات لكافة الموظفين من تأمين صحي وتعليم وتقاعد ومكافآت ﻧھاية خدمة
وإجازات وتكريم .
وأكد المستھدفون أن كل شخص يعتبر جزء ال يتجزأ من ﻧجاح العمل وذلك من خالل األداء
الجيد واإلبداع والمساھمة بالجھد والفكر وتطوير الذات .
كما أكدوا على أن اإلدارة وحسن اإلدارة ھي السبب وراء كل تفوق ووراء كل إبداع ووراء كل
ﻧجاح وان تطبيق أسس اإلدارة السليمة يعود باإليجاب على الجھة التي تعتمد ذلك .
ومن ھنا ﻧالحظ أن مجمل اآلراء لكافة الشرائح التي استھدفناھا من خالل االستبياﻧات
توافقت مع موضوع البحث الذي أجريناه من حيث مدلوليته ومن حيث موضوعه وأكدت
على ما طرح به من أفكار من شأﻧھا معالجة ملف الموضوع وإيجاد الحلول لھذا المشكل
الذي يؤرق أعين كافة الناس باعتباره يمس حياتھم اليومية ويسبب التدھور باألوضاع عامة
ويجر المجتمع إلى الخلف ويمنعه من قيادة مسيرة النماء واالﻧجاز وممارسة حريته بشكل
صحيح لكي يتسنى له الحياة وفق سعادة وكرامة والسر يكمن في ذاك الشيء المنظم لشؤون
الحياة والذي ھو -اإلدارة . -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻨﺘﺎﺌﺞ وﺘوﺼﻴﺎت اﻝﺒﺤث
***
-اﻝﻨ ـﺘ ـ ـﺎﺌـ ـ ـﺞ
-اﻝﺘـ ـوﺼـ ـ ـﻴﺎت
ﻨﺘﺎﺌﺞ اﻝﺒﺤث :
ﺘﺒﻴن ﻤن ﺨﻼل ﻫذا اﻝﺒﺤث أن ﺘطﺒﻴق اﻹدارة ﺒﺄﺴﺎﻝﻴﺒﻬﺎ اﻝﺼﺤﻴﺤﺔ ﻜﻔﻴل ﺒﺤﻔظ اﻝﺤﻘوق
واﺘﺨﺎذ اﻝﻘ اررات اﻝﺼﺤﻴﺤﺔ واﻝﺨطط اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻬدف ﻤن ﺨﻼﻝﻬﺎ إﻝﻰ اﻻزدﻫﺎر
واﻝرﻓﺎﻫﻴﺔ واﻝﺘﻘدم وﻜﻔﻴل ﺒﺘﺴﻴد اﻝﻌدل واﻝﻤﺴﺎوة ﺒﻴن ﻜﺎﻓﺔ ﺸراﺌﺢ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺘﻘدﻴم
اﻝﺨدﻤﺎت ﻜﻤﺎ ﺘﺒﻴن أن اﻨﺘﺸﺎر اﻝﻔﺴﺎد اﻹداري ﻴؤدي ﺒدورﻩ إﻝﻰ ﺸل اﻹدارة ٕواﻓراﻏﻬﺎ ﻤن
ﻤﻀﻤوﻨﻬﺎ اﻝﻌﻠﻤﻲ واﻹﻨﺴﺎﻨﻲ واﻝﺘﻲ ﺒدورﻫﺎ ﺘؤﺜر ﻓﻲ ﺴﻴر ﻋﻤل اﻝدوﻝﺔ ﺒﻜﺎﻓﺔ ﻗطﺎﻋﺎﺘﻬﺎ
اﻷﻤر اﻝذي ﻴوﺼل اﻝدوﻝﺔ واﻝﻤواطن إﻝﻰ ﻋدة ﻨﻘﺎط ﺴﻠﺒﻴﺔ ﻝﺨﺼﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﺘﻲ :
وﺘﺒﻴن ﻤن ﺨﻼل اﻝﺒﺤث أن اﻹﺼﻼح ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ وﺠود ﻓﺴﺎد إداري ﻤطﻠب ﻤﻠﺢ ﻴﺠب
أن ﻴﺘﺨذ ﻓﻴﻪ اﻝﻘرار ﻓو ار وان ﻴﻠﻘﻰ اﻝدﻋم ﻤن ﻜﺎﻓﺔ ﻤﻜوﻨﺎت اﻝدوﻝﺔ وﺨﺼوﺼﺎ اﻝﻌﻠﻴﺎ
ﻤﻨﻬﺎ واﻨﻪ ﻝﻴس ﻤﻌﺠزة ﺒل ﻓﻲ اﻻﺴﺘطﺎﻋﺔ إﺠراﺌﻬﺎ ﺒل واﻻﺴﺘﻔﺎدة ﻤﻨﻬﺎ وﻝو ﻜﺎن اﻷﻤر
ﻴﺤﺘﺎج إﻝﻰ ﺴﻨﻴن ﻋدة وﻝﻜن ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ اﻝﻤطﺎف ﺘﺠﻨﻰ ﺜﻤﺎرﻩ وﻜﻤﺎ ﺤدث ﻓﻲ اﻝﺘﺠرﺒﺔ
اﻝﻤﺎﻝﻴزﻴﺔ .
وان اﻹﺼﻼح ﻗرار ﻴﺠب أن ﻴﺘﺨذ ﻤن أﻋﻠﻰ ﺴﻠطﺔ ﺘﺸرﻴﻌﻴﺔ وﺘﻨﻔﻴذﻴﺔ ﺒﺎﻝدوﻝﺔ .
ﻜﻤﺎ ﺘﺒﻴن أﻨﻪ ﻫﻨﺎك أﺴﺒﺎب أﺨرى وﺠب دراﺴﺘﻬﺎ وﻤﻌﺎﻝﺠﺘﻬﺎ ﻗﺒل اﻝﺒدء ﻓﻲ أي ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﻝﻺﺼﻼح وﻤﻨﻬﺎ :
. 1ﺘدﻨﻲ اﻝﻤرﺘﺒﺎت وﺘﻔﺸﻲ اﻝوﺴﺎطﺔ واﻝﻤﺤﺴوﺒﻴﺔ ...اﻝﺦ.
. 2اﻋﺘﻼء ﺸﺨص ﻏﻴر ﻤؤﻫل وﻏﻴر ﻤﻨﺎﺴب ﻝﻬرم اﻹدارة ﻴﺴـﺎﻋد ﻓـﻲ ﻨﺸـر وﺘﻌﻤـﻴم ظـﺎﻫرة اﻝﻔﺴـﺎد
ﺒﻨﺴﺒﺔ ﻜﺒﻴرة ﺠدا .
. 3اﻝﺘرﺒﻴﺔ واﻝﺘﻌﻠﻴم ووﻀﻊ اﻝﻤﻨﺎﻫﺞ اﻝﻤﻨﺎﺴﺒﺔ واﻝﺴﻠﻴﻤﺔ ﻝﻜﻠﻴﻬﻤـﺎ ودﻋﻤﻬﻤـﺎ ﻋـﺎﻤﻼ ﻤـن اﻝﻌواﻤـل اﻝﺘـﻲ
ﺘﺤد ﻤن ﻫذﻩ اﻝظﺎﻫرة وﻴﺸﻜل ﻜﺒﻴر ﺠدا .
. 4اﻝدﻋم اﻝﺴﻴﺎﺴﻲ واﻝﺸﻌﺒﻲ ﻤن أﻫم اﻝﻀرورﻴﺎت ﻝﻤﺤﺎرﺒﺔ اﻝﻔﺴﺎد وﻓرض اﻹﺼﻼح .
. 5اﻹﻋﻼم اﻝﺤر ﻝﻪ دور ﻜﺒﻴر وأﺤد اﻷﺴﻠﺤﺔ اﻝﻔﻌﺎﻝﺔ ﻝﻤﺤﺎرﺒﺔ ﻫذا اﻝداء .
. 6ﻀﻌف وﻗﺼور ﺒﻌض اﻝﻘواﻨﻴن واﻝﻠواﺌﺢ واﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت .
. 7اﻝﻔﺴﺎد ﻜﺎﻝﻤرض اﻝﻤزﻤن ﺴرﻴﻊ اﻻﻨﺘﺸﺎر وﻴﺤﺘﺎج إﻝﻰ وﻗت طوﻴل ﻓﻲ اﻝﻌﻼج .
اﻝﺘوﺼﻴﺎت :
وﻫﻨﺎﻝك ﺒﻌض اﻝﻨﻘﺎط اﻝﺘﻲ ﺠﻤﻌﺘﻬﺎ واﻝﺘﻲ ﻤن ﺸـﺄﻨﻬﺎ ﻋـﻼج واﺴﺘﺌﺼـﺎل ﻫـذﻩ اﻝظـﺎﻫرة وﻫـﻲ ﺨﻼﺼـﺔ
ﻝﻬذﻩ اﻝدراﺴﺔ وﻤن واﻗﻊ اﻝﺘﺠرﺒﺔ اﻝﻌﻤﻠﻴﺔ ﺘﺼـﻠﺢ ﻝﺘﻜـون أﺴﺎﺴـﺎت وﻤﻌـﺎﻴﻴر ﻓـﻲ اﻝﺨطـط اﻝﺴـﺎﺒﻘﺔ وﻫـﻲ
ﺘوﺼﻴﺎت ﻨوﺼﻲ ﺒدراﺴﺘﻬﺎ واﻝﻌﻤل ﺒﻬﺎ ﻷﺠل ﻓرض إدارة ﺨﺎﻝﻴﺔ ﻤن اﻝﺴﻠﺒﻴﺎت واﻝﻌﻴوب :
-1اﻝﺘرﺒﻴــﺔ واﻝﺘﻌﻠــﻴم ﻝﻠﺠﻴــل اﻝﺠدﻴــد ﻤــن ﺨــﻼل ﻤﻨــﺎﻫﺞ ﺘرﺒوﻴــﺔ ﺼــﺎﻝﺤﺔ ﺘــزرع اﻝﺴــﻠوك اﻹﻨﺴــﺎﻨﻲ
اﻝﺴوي وﺘرﺒﻲ وﺘﻌـد إﻨﺴـﺎن أو ﺠﻴـل ﻗـﺎدر ﻋﻠـﻰ اﻝﻌطـﺎء واﻝـدﻓﻊ ﺒﻌﺠﻠـﺔ اﻝﻨﻤـﺎء وﻋﻠـﻰ ﻤﺤﺎرﺒـﺔ
اﻝﻤﻔ ــﺎﻫﻴم اﻝﻬداﻤ ــﺔ واﻵﻓ ــﺎت واﻝﺴ ــﻠﺒﻴﺎت ﺒﻤﺠﺘﻤﻌ ــﻪ وﻤ ــن ﺨ ــﻼل ﺘ ــوﻓﻴر ﺴ ــﺒل اﻝ ــﺘﻌﻠم واﻝ ــﺘﻌﻠم
واﻝﺘﺜﻘﻴــف واﻹﻴﻀــﺎح وﻤــﻨﺤﻬم ﺤﻘﻬــم ﻤ ـن ﺨــﻼل ﺘــوﻓﻴر اﺤﺘﻴﺎﺠــﺎﺘﻬم ﻋﻠﻤﻴــﺎ وﺘﻘﻨﻴــﺎ ﻤــﻊ ﻋــدم
إﻫﻤﺎل اﻝﺠﻴل اﻝﻘدﻴم واﺤﺘرام ﻤﻔﺎﻫﻴﻤﻪ وﻋﺎدﺘﻪ وﺘﻘﺎﻝﻴدﻩ .
-2د ارﺴــﺔ وﺘﻘﻴــﻴم اﺤﺘﻴﺎﺠــﺎت اﻝﻤ ـواطن اﻝﻤﺎدﻴــﺔ واﻝﻤﻌﻨوﻴــﺔ د ارﺴــﺔ ﺸــﺎﻤﻠﺔ ﻴــﺘم ﻤــن ﺨﻼﻝﻬــﺎ ﻤﻨﺤــﻪ
اﻝﻤرﺘب اﻝﻼﺌق ﻝﺤﻴﺎة ﻜرﻴﻤﺔ وﺤـواﻓز ﺘﺸـﺠﻴﻌﻴﺔ وﻋـﻼوات وﺘرﻗﻴـﺎت ﺒﻜـل ﻨ ازﻫـﺔ وﺤﺴـب ﻗدرﺘـﻪ
ﻋﻠـﻰ اﻹﻨﺘــﺎج واﻹﺒــداع وﺘــوﻓﻴر ﻤﺘطﻠﺒﺎﺘــﻪ ﻤــن ﻤﺴــﻜن وﻤرﻜــوب وﻏﻴرﻫــﺎ ﺤﺘــﻰ ﻝــو ﻜــﺎن ذﻝــك
ﺒﻤﻘﺎﺒل ﻴﺴﺘﻘطﻊ ﻤﻨﻪ.
-3اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺒﺎﻝﻤواطن وﺒﺜﻘﺎﻓﺘﻪ اﻝﻌﺎﻤـﺔ وﺘﺤﺴﻴﺴـﻪ ﺒﺎﻫﺘﻤـﺎم اﻝدوﻝـﺔ ﺒـﻪ وﺒﺤﺎﺠـﺔ ﺒـﻼدﻩ ﻝـﻪ وﺘطـوﻴر
ﺠﺎﻨب اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﻤﻘدم ﻝﻪ أﺴوة ﺒﺎﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺘﻘدﻤﺔ .
-4اﻝﺘﻜﻠﻴــف اﻝﺼــﺤﻴﺢ ﻤــن ﺨــﻼل وﻀــﻊ اﻝﺸــﺨص اﻝﻤﻨﺎﺴــب ﻓــﻲ اﻝﻤﻜــﺎن اﻝﻤﻨﺎﺴــب ﻤــن ﺤﻴــث
اﻻﺨﺘﺼﺎص واﻝﺨﺒـرة واﻝﻨ ازﻫـﺔ واﻝﻤﻘـدرة ﻋﻠـﻰ ﺘﺄدﻴـﺔ اﻝﻤﻬـﺎم اﻝﻤﻜﻠـف ﺒﻬـﺎ ودﻋﻤـﻪ ورﻓـﻊ ﻗد ارﺘـﻪ
ﺒﺎﻝﺘدرﻴب واﻝﺘﺄﻫﻴل واﻝﺼﻘل وﻤن ﺜم ﺘﺸﺠﻴﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻝﻌطﺎء وﻤﺤﺎﺴﺒﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻝﻘﺼور.
-5ﺴن اﻝﺘﺸـرﻴﻌﺎت واﻝﻘـواﻨﻴن واﻝﻠـواﺌﺢ ٕواﺼـدار اﻝﻘـ اررات واﻝﺘﻌﻤﻴﻤـﺎت اﻝﺘـﻲ ﻤـن ﺸـﺄﻨﻬﺎ اﻝﺤـد ﻤـن
ﻫذﻩ اﻝظﺎﻫرة واﻝﻘﻀﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ .
-6اﻝﻌﻤــل ﺒﺎﻝﺘﺴﻠﺴ ــل اﻝ ــوظﻴﻔﻲ ﻤ ــن ﺤﻴ ــث إﺼ ــدار اﻝﻘـ ـ اررات واﻷواﻤ ــر وﺘوزﻴ ــﻊ اﻻﺨﺘﺼﺎﺼ ــﺎت
وﻤﻨﺢ اﻝﺼﻼﺤﻴﺎت واﻝرﻗﺎﺒﺔ واﻝﻤﺤﺎﺴﺒﺔ.
-7ﺘﺄﻫﻴــل اﻝﺨــرﺠﻴن ٕواﻋــدادﻫم وﺘﻬﻴﺌــﺘﻬم ﻨﻔﺴــﻴﺎ ﻝﻠﻌﻤــل واﻝﻘﻴــﺎم ﺒﺎﻝواﺠــب ٕوا ازﻝــﺔ اﻝﻨزﻋــﺔ اﻝﻌﻠوﻴــﺔ
اﻝﻔوﻗﻴﺔ ﻤن ﻋﻘوﻝﻬم ٕواﺒداﻝﻬﺎ ﺒﺤب اﻝﻨﺎس وﺤب اﻝوطن وﺤب اﻝﻌطﺎء ﻷﺠل اﻝﺼﺎﻝﺢ اﻝﻌﺎم .
-8إﻋطﺎء اﻝﻤرأة ﺤﻘﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻤﻤﺎرﺴـﺔ اﻷﻋﻤـﺎل واﻻﺨﺘﺼﺎﺼـﺎت وﺘـوﻝﻲ اﻝوظـﺎﺌف اﻝﻤﻨﺎﺴـﺒﺔ وﻨـزع
اﻝﻨظرة اﻝﻔوﻗﻴﺔ ﻝﻠرﺠل .
-9إدﺨـﺎل اﻝﻤﻴﻜﻨـﺔ واﻝــﻨظم واﻝﺘطﺒﻴﻘـﺎت اﻝﺤدﻴﺜــﺔ واﻝﺤﺎﺴـوب ﻓــﻲ اﻹدارة وﻓـﻲ دواﺌــر ﺼـﻨﻊ اﻝﻘـرار
ووﻀﻊ اﻝﺨطط وﻫو ﻤﺎ ﻴﻌرف ﺒﺎﻹدارة اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ وﻤﻴﻜﻨﺔ اﻹدارة.
-10اﻝﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺤﺴوﺒﻴﺔ واﻝﺘﻌﺼب واﻝﺠﻬوﻴﺔ واﻝﻘﺒﻠﻴﺔ واﺴـﺘﺒدال ﻫـذﻩ اﻝﻤﺼـطﻠﺤﺎت وﻫـذﻩ
اﻝﻘﻨﺎﻋﺎت ﺒﺎﻝوطﻨﻴﺔ وﺤب اﻝوطن واﻝﻤﺴﺎواة ﻤن ﻤﺒدأ اﻻﻨﺘﻤﺎء ﻝﻠوطن اﻝواﺤد .
-11اﻝﺘﺨطــﻴط اﻝﺴــﻠﻴم ٕواﻋــﺎدة اﻝﻨظــر ﻓــﻲ ﺒﻌــض اﻝﻬﻴﺎﻜــل اﻹدارﻴــﺔ وﺒﻌــض اﻝوظــﺎﺌف اﻝرﻗﺎﺒﻴ ـﺔ
ﻝﻌــدم ﺼــﻼﺤﻴﺘﻬﺎ وﻋــدم ﺜﺒــوت ﺠــدارﺘﻬﺎ ﻓــﻲ اﻝﻤﺤﺎﺴــﺒﺔ واﻝرﻗﺎﺒــﺔ ٕواﺼــﻼح ﻤؤﺴﺴــﺎت اﻝرﻗﺎﺒــﺔ
اﻝﻌﺎﻤ ــﺔ وﻤﻨﺤﻬ ــﺎ ﻜﺎﻓ ــﺔ اﻝﺼــﻼﺤﻴﺎت واﺴ ــﺘﻘﻼﻝﻴﺘﻬﺎ ﻤــن اﻝﺘﺒﻌﻴــﺔ وﺘطﻌﻴﻤﻬ ــﺎ ﺒﻌﻨﺎﺼــر ﺼ ــﺎﻝﺤﺔ
ﻝﺘﺄدﻴﺔ اﻝﻤﻬﺎم .
-12اﻻﺴﺘﻘرار وﻤﻨﺢ اﻝوﻗت اﻝﻜﺎﻓﻲ ﻝﻠﻤؤﺴﺴﺔ واﻝوظﻴﻔﺔ .
-13إﻋﺎدة اﻝﻨظر ودراﺴﺔ وﻀﻊ ﻤؤﺴﺴﺎت اﻝدوﻝﺔ اﻝﻜﺒرى ﻤن ﺤﻴث اﻝﻤﺒﻨﻰ واﻝﻤﻜـﺎن وﻤﺤﺎوﻝـﺔ
ﺘﺠﻨﻴﺒﻪ ﻝﻸﻤﺎﻜن اﻝﻤزدﺤﻤﺔ وﺨﻠق ﺠو ﻤﻼﺌم ﻝﻠﻌﻤل ﻤن ﺤﻴث اﻝظروف اﻝﺒﻴﺌﻴﺔ واﻝﻤﻜﺎﻨﻴﺔ .
-14ﺘطﺒﻴق وﻓرض ﻗﺎﻨون اﻝﻌﻘوﺒﺎت اﻝرادع واﻝﻤﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ اﻻﺨﺘﻼﺴﺎت واﻝﺴرﻗﺔ وﺴـوء اﻹدارة
ٕواﻝزام ﻤﺒدأ اﻝﻌداﻝﺔ ﻓﻲ ﺘوزﻴﻊ اﻝﺤﻘوق وطﻠب اﻝواﺠﺒﺎت .
-15اﻝﻌﻤــل ﺒﺒرﻨـﺎﻤﺞ ﻤــﻨظم وﺨطــﺔ ﻋﻤــل واﻀــﺤﺔ اﺒﺘــداء ﻤــن اﻝﻘﺴــم إﻝــﻰ اﻹدارة إﻝــﻰ اﻝﻤؤﺴﺴــﺔ
ﻜﻜل .
-16ﺒﻨــﺎء اﻝﻔرﻴــق اﻝﻨــﺎﺠﺢ وﻋﻘــد اﻻﺠﺘﻤﺎﻋــﺎت اﻷﺴــﺒوﻋﻴﺔ واﻝﺸــﻬرﻴﺔ ﻝﺘوزﻴــﻊ اﻝﻌﻤــل واﻝﺘﺤﺼــﻴل
واﻝﻤﺤﺎﺴﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺴﻴر اﻷداء واﻝﺘﻨﻔﻴذ وﻤﻨﺎﻗﺸﺔ اﻝﻤﻌوﻗﺎت ٕواﺒداء اﻝﻨﺼـﺎﺌﺢ واﻹرﺸـﺎدات داﺨـل
اﻝﻤؤﺴﺴﺎت .
-17ﻋــدم اﻝﺘرﻜﻴــز ﻋﻠــﻰ ﺤﻤﻠــﺔ اﻝﺸــﻬﺎدات اﻝﻌﻠﻴــﺎ ٕواﻫﻤــﺎل اﻝﺨﺒ ـرات ﻓــﺎﻝﺨﺒرة ﻗــد ﺘﻌــﺎدل اﻝﺸــﻬﺎدة
اﻝﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺒﻌض اﻝوظﺎﺌف اﻝﻘﻴﺎدﻴﺔ واﻝﻌﺎدﻴﺔ .
-18ﻋ ــدم اﻹﻓـ ـراط ﻓ ــﻲ اﺨﺘﻴ ــﺎر اﻝﻌ ــﺎﻝم اﻝﻤﺘﻘ ــدم ﻗ ــدوة وﻝﻜ ــن اﻝﻤوازﻨ ــﺔ ﺒﺄﺨ ــذ اﻹﻴﺠﺎﺒﻴ ــﺎت وﺘ ــرك
اﻝﺴﻠﺒﻴﺎت ﻓﻠﻠﻌﺎﻝم اﻝﻤﺘﻘدم ﻤن اﻝﺴﻠﺒﻴﺎت ﻤﺎ ﻴﻌﻴق أي ﻓﻜر وراﻏب ﻓﻲ اﻝﺘﻘدم . ..
-19ﺘــدرﻴس ﻗــﺎﻨون اﻝﻌﻤــل واﻝﻘ ـواﻨﻴن اﻹدارﻴــﺔ واﻝﻠ ـواﺌﺢ ﻝﻠﻤــوظﻔﻴن ٕواطﻼﻋﻬــم ﻋﻠــﻰ اﻝﻘ ـ اررات و
اﻝﺘﻌﻤﻴﻤﺎت اﻹدارﻴﺔ أوﻻً ﺒﺄول.
-20اﻝﺘﻨﺴــﻴق ﺒــﻴن ﻗطﺎﻋــﺎت اﻝدوﻝــﺔ ﻜﺎﻓــﺔ إدارﻴــﺎ ﻤــن ﺤﻴــث ﺘﺒــﺎدل اﻝﻤﻌﻠوﻤــﺎت وﺘﻔﻌﻴــل اﻻﺘﺼــﺎل
وﺘوﺤﻴد اﻹﺠراءات وﺘﺒﺴﻴطﻬﺎ.
-21ﺘﻔﻌﻴل دور اﻝﺼﺤﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم اﻝﺤر ﻝﻤﺎ ﻝﻪ ﻤن دور إﻴﺠﺎﺒﻲ ﻜﺒﻴر ﻓﻲ زرع ﻤﻔﻬـوم اﻝﺜﻘﺎﻓـﺔ
اﻝﻌﺎﻤ ــﺔ ٕواﻴﻀ ــﺎح اﻝﻤﻔ ــﺎﻫﻴم اﻝﺨﺎطﺌــﺔ واﻝﺘﺤ ــذﻴر ﻤ ــن اﻝﺴ ــﻠﺒﻴﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ وﺘﺄﺼــﻴل اﻝﺘـ ـراث
واﻝﻤﺒﺎدئ واﻝﻘﻴم اﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻬدف إﻝﻰ اﻹﺼﻼح واﻻﺴﺘﻘﺎﻤﺔ .
ــــــــــــــــــــــ
ﻗﺒل اﻝﺨﺎﺘﻤﺔ
اﻋﺘﺒر أن ﻫذا اﻝﺒﺤث ﺤﻘق أﻫداﻓﻪ اﻝﻤطﻠوﺒﺔ واﻝﺘﻲ ﻫﻲ :
ﻤن ﺨﻼل ﻫذﻩ اﻝﻌﻨﺎﺼر اﻋﺘﺒر أن ﻫذا اﻝﺒﺤث ﻝﺒﻰ ﻤطﻠﺒﻪ وﺤﻘق أﻫدﻓﻪ ﻤﺘﻤﻨﻴﺎ أن ﻴﻜون ﻨﻘطﺔ
ﻓﻲ ﺒﺤر اﻝﻤﻌرﻓﺔ وﻋﺎﻤﻼ ﻤﺴﺎﻋدا ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴق اﻝﺤرﻴﺔ ﻝﻜﺎﻓﺔ اﻝﺒﺸرﻴﺔ .
اﻝﻤﺼﺎدر واﻝﻤراﺠﻊ
" -1اﻝﻨظرﻴﺔ اﻝﻜﻼﺴﻴﻜﻴﺔ ﻝﻺدارة " ﻫﻨري ﻓﺎﻴول.
-2ﻤﺎ اﻝذي ﻴﺠب أن ﻴﻌرﻓﻪ ﻜل ﻤﺸرف" ﻝﻠﻜﺎﺘﺒﻴن ﻝﻴﺴﺘﺎر ﺒﻴﺘل وﺠون ﻨﻴﺴﺘروم.
-3اﻹدارة اﻝﻌﺎﻤﺔ اﻝﻤﻔﺎﻫﻴم -اﻝوظﺎﺌف -اﻷﻨﺸطﺔ ﺘﺄﻝﻴف :د :طﻠق اﻝﺴواط د :طﻠﻌت ﺴﻨدى
د :طﻼل اﻝﺸرﻴف.
-4إﻋداد وﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝﻘﻴﺎدة ﻝﻠدﻜﺘور ﻤﺤﻤد اﻝﻤﺤﻤدي اﻝﻤﺎﻀﻲ أﺴﺘﺎذ اﻹدارة اﻹﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺠﺎﻤﻌﺔ
اﻝﻘﺎﻫرة .
-5وﺜﻴﻘﺔ ﻤرﻜز اﻝﺘﻤﻴز ﻝﻠﻤﻨظﻤﺎت ﻏﻴر اﻝﺤﻜوﻤﻴﺔ ﺒﻌﻨوان ﻤﻬﺎرات اﻝﺘدرﻴب ﻋن اﻝﻘﻴﺎدة واﻝﻨظرﻴﺔ
اﻝﻘﻴﺎدﻴﺔ
-6ﻜﺘﺎب )ﺴﺒﻴل اﻝﻘﻴﺎدة ( ﻝﻠﻔﻴﻠد ﻤﺎرﺸﺎل ﻤوﻨﻴﺠﻤري .
-7اﻹدارة واﻝﻤﺴﺎءﻝﺔ اﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻝﻠﻜﺎﺘب ﻋﺒد اﷲ اﻝﻘﻔﺎري.
-8اﻝذﻜﺎء اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻝﻠدﻜﺘور ﻋﻤﺎر ﺒﻜر رﺌﻴس ﺘﺤرﻴر ﻤوﻗﻊ اﻝﻌرﺒﻴﺔ ﻨت .
-9ﻻ ﺘﻨﻤﻴﺔ وﻻ دﻴﻤﻘراطﻴﺔ ﺒدون إدارة ﻨزﻴﻬﺔ اﻝﺤوار اﻝﻤﺘﻤدن اﻝﻌدد 1318ﻝﻠﻜﺎﺘب إدرﻴس وﻝد
اﻝﻘﺎﺒﻠﺔ .
-10ﻤﺤﺎﻀرة ﻓﻲ ﺘﺒﺴﻴط اﻹﺠراءات ﻝﻸﺴﺘﺎذ ﻤﺼطﻔﻰ دﻋﺒﺎج ﻤدﻴر ﻤﻌﻬد اﻹدارة ﻓﻲ ﻝﻴﺒﻴﺎ .
-11اﻝﺴﻴوطﻲ ،ﺘﺎرﻴﺦ اﻝﺨﻠﻔﺎء ،ص.204
-12د.وﻫﺒﺔ اﻝزﺤﻴﻠﻲ )اﻝﺨﻠﻴﻔﺔ اﻝراﺸد اﻝﻌﺎدل )ﻋﻤر ﺒن ﻋﺒد اﻝﻌزﻴز ( ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ.
-13ﺴﻴرة ﻋﻤر ﻻﺒن اﻝﺠوزي .
-14ﺒﻴﺘر در وﻜر )ﻜﻴف ﺘﻜون ﻤدﻴ ار ﻓﻌﺎﻻ (
-15ﺴوزان ﻫﻴﺜﻔﻴﻠد )اﻷﺨطﺎء اﻝﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺘوظﻴف (
-16ﻤﺤﺎﻀرة ﺒﻴﺘر ﺴﻴﻨﺞ ﻋن اﻹدارة ﻤﻨﻘوﻝﺔ ﻤن ﻤطﺒوﻋﺔ ﻨﺸرة اﻝﺨﻼﺼﺎت اﻹدارﻴﺔ.
-17ﻓﺎروق ﺤﺴﻴن )اﻝﺘوظﻴف اﻝﺘﺎم (
-18ﻤﺤﺎﻀرة ﻓﻲ ﺘﺒﺴﻴط اﻹﺠراءات ﻝﻸﺴﺘﺎذ ﻤﺤﻤد اﻝﻤﺒروك أﻤﻴن اﻝﻠﺠﻨﺔ اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ
ﻝﻠﺨدﻤﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﺒﻠﻴﺒﻴﺎ )ﺴﺎﺒﻘﺎ( .
-19ﺒﺤث ﺒﻌﻨوان /إدارة وﺘﻨظﻴم اﻝﻤﻜﺎﺘب ﻝﻸﺴﺘﺎذ ﺤﺴن ﺨﻠﻴل .
-20ﻤﺤﺎﻀرة ﺒﺸﺄن اﻝﻨﻤﺎذج واﻝﺴﺠﻼت واﻝﻤﻠﻔﺎت ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺘﺒﺴﻴط اﻹﺠراءات ﻝﻸﺴﺘﺎذ ﻋﻴﺎد
ﻤوﺴﻰ أﺒوﻗﺼﻴﻌﺔ رﺌﻴس ﻗﺴم اﻝﻌﻼﻗﺎت اﻝﺨﺎرﺠﻴﺔ واﻝﺘﻌﺎون اﻝﻔﻨﻲ اﻝﻤﻨﺘدب ﺒﺄﻤﺎﻨﺔ اﻝﺨدﻤﺔ
اﻝﻌﺎﻤﺔ )ﺴﺎﺒﻘﺎ (.
-21طﺎرق ﺤﺴن اﻝﺴﻘﺎ – اﻝﺘرﺒﻴﺔ وﺒﻨﺎء اﻹﻨﺴﺎن – ﻤوﻗﻊ ﺼﻴد اﻝﻔواﺌد
-22ﻜﺘﺎب )ﻝﻴﺒﻴﺎ واﻝﻘرن اﻝواﺤد واﻝﻌﺸرون ( ﻝﻠﻤﻬﻨدس ﺴﻴف اﻹﺴﻼم اﻝﻘذاﻓﻲ وﻫو ﺘرﺠﻤﺔ
ﻝرﺴﺎﻝﺔ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴر ﻗدﻤت إﻝﻰ ﺠﺎﻤﻌﺔ وﻻﻴﺔ ﻜﺎﻝﻴﻔورﻨﻴﺎ ﻫﺎﻴوارد.
-23إدارة اﻝﻔﺎروق ﻝﻤﺤﻤد إﺒراﻫﻴم اﻝﻤدﻫون – إﺴﻼم اون ﻻﻴن
-24اﻹﺼﻼح ﻝﺸﺎرل دﺒﺎك.
-25ﻤﺎﻝﻴزﻴﺎ -وﻴﻜﻴﺒﻴدﻴﺎ ،اﻝﻤوﺴوﻋﺔ اﻝﺤرة www. ar.wikipedia.org/wiki.
-26ﺼﺤﻴﻔﺔ اﻝﺨﻠﻴﺞ – ﻤﻘﺎل – د.ﻤﺤﻤد ﺴﻌد
-27ﻜﺘﺎب اﻹﺼﻼح ﻝﻴس ﻤﻌﺠزة – ﻴﺎﺴر اﻝزﻴﺎت
www.ycsr.org -28أ /ﻤﺤﻤد أﺤﻤد اﻝﺸرﻓﻲ ﻤﻘﺎل ﻋﻠﻲ ﺸﺒﻜﺔ اﻻﻨﺘرﻨت
-29اﻝﺘﺠرﺒﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴزﻴﺔ ﻓﻲ اﻹدارة واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ – د.ﺤﺎﻤد ﺒن ﻤﺎﻝﺢ اﻝﺸﻤري
اﻝﺨﺎﺘﻤﺔ
إن أي ﻤﺠﺘﻤ ــﻊ ﻴﺒﺤ ــث ﻋ ــن اﺴ ــﺘﻘ اررﻩ وﻋ ــن رﻗﻴ ــﻪ وﻋ ــن ﺘﻘدﻤ ــﻪ ﻴﺠ ــب ﻋﻠﻴ ــﻪ اﻝﻌﻤ ــل ﺒﻤﻔﻬ ــوم اﻹدارة
اﻝﺼــﺤﻴﺢ وﻓــق اﻝﻨظرﻴــﺎت واﻷﺴــس واﻝﻤﻨــﺎﻫﺞ اﻝﺘــﻲ وﻀــﻌﻬﺎ ﻤؤﺴﺴــوﻫﺎ وروادﻫــﺎ ،وﺤﻴــث أن اﻹدارة
ﻫﻲ اﻝﻌﺎﻤل اﻝﻤﻨظم ﻝﺤﻴﺎة اﻹﻨﺴﺎن ﺒداﻴﺔ ﺒﺘﺴﺠﻴل وﻻدﺘﻪ ﺤﺘﻰ ﺘﺴـﺠﻴل وﻓﺎﺘـﻪ ﻤـرو ار ﺒﺘﻘـدﻴم اﻝﺨـدﻤﺎت
ﻝﻪ إذا ﻓﺈن ﻫذا اﻝﻌﻠم ﻴﻌﺘﺒر ﻤن اﻝﻌﻠوم اﻝﻠﺼﻴﻘﺔ ﺒﻪ واﻝﺘﻲ ﺘﻤس ﻜل ﻤﺎ ﺤوﻝﻪ وﻤﺎ ﻓوﻗﻪ وﻤﺎ ﺘﺤﺘﻪ.
وﺤﻴــث أﻨﻬــﺎ اﻝﻤﺤــرك ﻝﻜﺎﻓــﺔ ﻤﻨــﺎﺤﻲ اﻝﺤﻴــﺎة اﻝﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻴــدور ﻤــن ﺨﻼﻝﻬــﺎ ﻤﺤــور ﻋﺠﻠــﺔ اﻝﻨﻤــﺎء
واﻝﺘﻘــدم ﻓــﻼ ﻴﺠــب أن ﺘﺘــرك اﻷﻤــور ﺴــدى ﺒــﻼ رﻗﻴــب وﻻ ﺤﺴــﻴب وﻻ ﻴﺠــب أن ﻴــﺘﺤﻜم ﺒﻬــﺎ ﻓــرد أو
ﺠﻤﺎﻋــﺔ ﺘــدﻴر اﻷﻤــور ﺤﺴــب أﻫواﺌﻬــﺎ وﻤﺼــﺎﻝﺤﻬﺎ وﻝﻴــذﻫب اﻝﺒــﺎﻗون إﻝــﻰ اﻝﻌــدم ﻤــن ﻫﻨــﺎ ﻴﺠــب أن
ﺘوﻀﻊ ﻗواﻨﻴن وﻝواﺌﺢ وﻗ اررات ﻴﻌﻤل ﺒﻬﺎ وﻴﺠب أن ﺘؤﺴس ﺠﻬﺎت رﻗﺎﺒﻴـﺔ وﺠﻬـﺎت ﻤﺤﺎﺴـﺒﺔ وﺠﻬـﺎت
ﻋﻘــﺎب وﺠﻬــﺎت ﺘﻜ ـرﻴم ﺤﺘــﻰ ﻻ ﺘﺨــرج اﻷﻤــور ﻋــن ﻨﺼــﺎﺒﻬﺎ وﻻ ﺘﺨﺘــل اﻝﻤ ـوازﻴﻴن وﻴﻨﺤــرف اﻹﻨﺴــﺎن
وﻴﻨﺠرف وراء أﻫواﺌﻪ ﻝﻴﺠر اﻝﺒﺎﻗون ﻓﻴدﺨل اﻝﺠﻤﻴﻊ ﻋﺎﺼﻔﺔ ﻫوﺠـﺎء ﻻ ﻨﺠـﺎة ﻤﻨﻬـﺎ إﻻ ﻝﻤـن ﻜﺘﺒـت ﻝـﻪ
اﻝﻨﺠــﺎة ،اﻹﻨﺴــﺎن ﻫــو اﻝﻤﺤــور وﻫــو اﻝﻤﺤــرك وﻫــو اﻝﻘــﺎدر ﻋﻠــﻰ اﻝﻔﺴــﺎد وﻋﻠــﻰ اﻹﺼــﻼح ﺤﺘــﻰ وﻝــو
ﻜﺎن اﻝﻤﺼطﻠﺤﺎن ﻤﺘﻌﺎﻜﺴﺎن ﻓﻲ ﻤﻌﻨﺎﻫﻤﺎ .
ﻴﺤزﻨﻨﺎ وﻴدﻤﻲ ﻗﻠوﺒﻨﺎ ﺤﺎل ﺒﻌض اﻝﻤؤﺴﺴﺎت واﻝﻘطﺎﻋﺎت واﻝدول وﻤﺎ وﺼﻠت إﻝﻴﻪ وﻤـﺎ ﺘرﺘـب ﻋﻨﻬـﺎ
ﻤن ﺨطﺎﻴﺎ ...ﻴﺤزﻨﻨﺎ وﻴدﻤﻲ ﻗﻠوﺒﻨﺎ ﺤﺎل اﻹﻨﺴﺎن وﻝوﻋﺘﻪ ﻤن ﺜﻘل اﻹﺠـراءات وﻤـن اﻝﻌﺒـث ﺒﺸـﻌورﻩ
واﻝﻤس ﺒﻜراﻤﺘﻪ واﻝدوس ﻋﻠﻰ وطﻨﻴﺘﻪ وﺤرﻴﺘـﻪ ...ﻝﻘـد أرادﻨـﺎ دوﻝـﺔ ﻓﺎﻀـﻠﺔ ﻨﻌـﻴش ﻓـﻲ ﻤـدﻨﻬﺎ اﻝﻔﺎﻀـﻠﺔ
أردﻨــﺎ اﻝﺤرﻴ ــﺔ واﻝﺤــق ﻓــﻲ ﺘﻘرﻴ ــر اﻝﻤﺼ ــﻴر وﻝﻜــن اﻝ ــﺒﻌض ﻋﻤ ــل ﻋﻠــﻰ ﻋﻜ ــس ذﻝ ــك ﻓــﺎﻨﺠرف وراء
ﺸــﻬواﺘﻪ وﺘﻜﺎﻝــب ﻋﻠــﻰ اﻝﺴــﻠب وأﺼــﺒﺢ ﻴﻔــﺎﺨر ﺒــﺄن ﻴﻨﻬــب أﻜﺜــر ﺒــﺄن ﻴﺼــل إﻝــﻰ أﻋﻠــﻰ ﻤﺴــﺘوﻴﺎت
اﻝــدﻨﺎءة ﻓﺄﺼــﺒﺢ ﻤﺴــﺘﻌﻤر ﻴﺴــﺘﻌﻤر أﺨﻴــﻪ وﻫــﻲ أﺤﺠﻴــﺔ ﺘﺘطﻠــب اﻝﺤــل !...ﻴﺠــب أن ﻴﺴــﺘﻔﻴق اﻝﺠﻤﻴــﻊ
ﻨﻘوم أﻨﻔﺴﻨﺎ وﻨﺘﺠﻪ إﻝﻰ ﺘﻘوى اﻝﻨﻔوس ﺒدل اﻝﻔﺠور.
اﻵن وﻝﻴس ﻏدا وأن ﻴﺘم ﺘﺼﺤﻴﺢ اﻷﺨطﺎء وأن ّ
ﻓﺘﺤﻴﺔ ﻝﻜل ﺸرﻴف ﻤﻌطﺎء ..ﻝﻜـل وطﻨـﻲ أﺒـﻲ ﻝﻜـل ﻤـن أﻓﻨـﻰ ﻋﻤـرﻩ ﻤـن أﺠـل وطﻨـﻪ وﻤواطﻨـﻪ أﻴﻨﻤـﺎ
ﻜﺎن ﻓوق اﻷرض وﺘﺤت اﻝﺸﻤس ﻤن أﺠل اﻝرﻗﻲ واﻻزدﻫﺎر ﻝﻠﺒﺸرﻴﺔ ﺠﻤﻌﺎء
واﻝﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜم ورﺤﻤﺔ اﷲ وﺒرﻜﺎﺘﻪ …