Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫ُنسفْت فيه شامخاُت الهضاِب‬ ‫أُّي يوٍم دهى الهدى بمصاِب‬

‫خيِر َس ْف ٍر من رهطِه والّص حاِب‬ ‫يوَم ساَر الحسيُن من طيبَة في‬

‫َن من الليِل يرتدِي بإهاِب‬ ‫هجَر الداَر قد سرى كابِن ِعمرا‬

‫ُر عسراُه من خالِل الَّس حاِب‬ ‫يقطُع الوعَر مثل ما يقطُع البْد‬

‫مثل رملى وزينٍب ورباِب‬ ‫بنساء كأن صبرها الشّم‬

‫طلعْت في هوادٍج كالقباِب‬ ‫ونجوم من صبَي ٍة وصغاٍر‬

‫ِم قصور ملثمة األعتاِب‬ ‫تتهادى بها هواٍد كآطا‬

‫ـِه إلى دار ُنزحٍة واغتراِب‬ ‫هو أَّم يوم فَّر من حرم اللـ‬

‫َن يجوُب الُدجى بأرِض خراِب‬ ‫تترامى به القفاُر كحيرا‬

‫أبصنعاء أم بروِس الشعاِب؟‬ ‫ليس يدري يأوي إلى أي أرٍض‬


‫َلَّم ذكرى لُس نٍة وكتاب‬ ‫ترك الجواَر جواَر جِّد هاٍد‬

‫(فائزي)‪:‬‬
‫وّي اه صفوه من هله شّي الة أحمال‬ ‫حّم ْل اضعونه من المدينة بوعلي وشال‬

‫وّي اه صفوة من هله شّدت على الخيل‬ ‫حّم ْل اضعونه من المدينه وشال بالليل‬

‫تنادي ابجمعنه انعود لو يتبّد ل الحال‬ ‫وزينب تعاين للوطن وادموعها تسيل‬

‫قبل المصيبه بالهضم والذل تحّس ين‬ ‫ليٍش يا زينب عندك رجال وتخافين‬

‫تالي العشيره حسين ظّل متوسّد رمال‬ ‫اشلون حاِلك لو مشوا كلهم عن حسين‬

‫وأما الحسين عليه السالم فإنه خرج من دار اإلمارة إلى مسجد جّد ه رسول هللا صلى هللا عليه وآله وسلم فأتى قبره‬
‫وقال‪" :‬السالم عليك يا رسول هللا‪ ،‬أنا الحسين بن فاطمة‪ ،‬فرخك وابن فرختك‪ ،‬وسبطك الذي خلفتني في أّم تك‪ ،‬فاشهد عليهم‬
‫يا نبي هللا أنهم خذلوني ولم يحفظوني‪ ،‬وهذه شكواي إليك حتى ألقاك" ولم يزل راكعًا وساجدًا حتى الصباح‪.‬‬

‫لقد كان الحسين عليه السالم يعلم أن ساعة فراقه جّده ومدينة جده قد أزفت‪ ،‬وهذه الساعات تمّر سريعًا‪ ،‬فهو عليه السالم يريد‬
‫أن يتزّو د من الصالة والدعاء وزيارة قبر جّده صلى هللا عليه وآله وسلم‪.‬‬

‫وفي الليلة الثانية‪ ،‬وهي الليلة األخيرة للحسين عليه السالم بالمدينة‪ ،‬حيث قضاها أيضًا بجوار قبر جّده صلى هللا عليه وآله‬
‫وسلم‪ ،‬حيث وقف أمام القبر الشريف حزينًا كئيبًا يناجي ربه عند قبر المصطفى صلى هللا عليه وآله وسلم‪ :‬اللهم أن هذا قبر‬
‫نبّي ك محمد‪ ،‬وأنا ابن بنت محمد‪ ،‬وقد حضرني من األمر ما قد علمت‪ ،‬اللهم إني أحُب المعروف وأنكر المنكر‪ ،‬وأنا أسألك يا‬
‫ذا الجالل واإلكرام بحق هذا القبر ومن فيه‪ ،‬إّال ما اخترت لي ما هو لك رضا ولرسولك رضا"‪.‬‬

‫ثم جعل يبكي عند القبر‪ ،‬حتى إذا كان قريبًا من الصبح‪ ،‬وضع رأسه على القبر فأغفى‪ ،‬فإذا هو برسول هللا قد أقبل في كتيبة من‬
‫المالئكة عن يمينه وشماله وبين يديه ومن خلفه‪ ،‬فجاء وضّم الحسين إلى صدره‪ ،‬وقّبل بين عينيه وقال‪" :‬حبيبي يا حسين‪،‬‬
‫كأني أراك عن قريب مرمًال بدمائك‪ ،‬مذبوحًا بأرض كربالء‪ ،‬بين عصابة من أمتي‪ ،‬وأنت في ذلك عطشان ال ُتسقى‪ ،‬وظمآن‬
‫ال ُتروى‪ ،‬وهم في ذلك يرجون شفاعتي‪ ،‬ما لهم ال أنالهم هللا شفاعتي‪...‬‬

‫فجعل الحسين عليه السالم في رؤياه ينظر إلى جّده ويقول‪:‬‬

‫"يا جّده‪ ،‬ال حاجة لي في الرجوع إلى الدُنيا فخذني إليك وأدخلني معك في قبرك‪.4"...‬‬

‫علّن ي يا جُّد من بلوى زماني استريح‬ ‫ضّم ني عندك يا جداه في هذا الضريح‬

‫فعسى طود األسى يندك بين الدكتين‬ ‫ضاق بي يا جُّد من ُرْح ِب الفضا كل فسيح‬

‫إنما الدنيا أعدت لبالء النبالء‬ ‫أنت يا ريحانة القلب حقيق بالبالء‬

‫فاتخذ درعين من حزم وعزم سابغين‬ ‫لكن الماضي قليل بالذي قد أقبال‬

‫يودعه والدمع يهمل من العين‬ ‫(نصاري) وصل ويلى قبر جّده وبكى حسين‬

‫يجدي مفارقك غصبًا عليه‬ ‫هوى فوق الضريح وصاح صوتين‬

‫تراني الضيم شفته عقب عيناك‬ ‫يجدي بوسط لحدك ضمني وياك‬

‫تروح وتنذبح بالغاضريه‬ ‫يقّله يا حبيبي وعدك إهناك‬

‫عفت العيش عالذله وأبيته‬ ‫(أبو ذّي ة)‪ :‬اقّض ي بالحزن يومي وابيته‬

‫بليل وظِّلت دياره خلّي ه‬ ‫شال حسين عن داره وبيته‬

You might also like