Professional Documents
Culture Documents
ليلة 3 محرم بيت جدي 1446
ليلة 3 محرم بيت جدي 1446
ُر عسراُه من خالِل الَّس حاِب يقطُع الوعَر مثل ما يقطُع البْد
ـِه إلى دار ُنزحٍة واغتراِب هو أَّم يوم فَّر من حرم اللـ
(فائزي):
وّي اه صفوه من هله شّي الة أحمال حّم ْل اضعونه من المدينة بوعلي وشال
وّي اه صفوة من هله شّدت على الخيل حّم ْل اضعونه من المدينه وشال بالليل
تنادي ابجمعنه انعود لو يتبّد ل الحال وزينب تعاين للوطن وادموعها تسيل
قبل المصيبه بالهضم والذل تحّس ين ليٍش يا زينب عندك رجال وتخافين
تالي العشيره حسين ظّل متوسّد رمال اشلون حاِلك لو مشوا كلهم عن حسين
كلهم نشامه واخوِتك حلوين االطباع وانتي تِّن خين األهل والكل على القاع
يحمي الخيَم في كربال ويرِّد االنذال لكن يا زينب ما نهض للحرم فّز اع
َو َم ا َأْر َس ْلَن ا ِمن َقْب ِلَك ِإَّال ِر َج اال ُّن وِحى ِإَلْي ِهْم َفْس َئُلوا َأْه َل الِّذ ْك ِر ِإْن َكْنُتْم َال َت ْع َلُموَن 43
المعنى اإلجمالي لالية: -
انه كانت جماعة من المشركين يقولون لماذا لم تكن لدى النبي (ص) قوة خارقة بحيث يستطيع ان يستصلح سلوكهم وايمانهم
يدخلهم الجنة مباشرة من دون حاجة الى ان نتكّلف نحن العناء واالختيار.
فأنزل هللا تعالى االيات الكريمة حول هذا األمر مخاطبا النبي (ص):
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى هللا عليه وسلم :وما أرسلنا من قبلك يا محمد إلى أمة من األمم ،للدعاء إلى توحيدنا ،
واالنتهاء إلى أمرنا ونهينا ،إال رجاال من بني آدم نوحي إليهم وحينا ال مالئكة ،يقول :فلم نرسل إلى قومك إال مثل الذي كنا
نرسل إلى من َق بلهم من األمم من جنسهم وعلى منهاجهم
ثم انتقل مخاطب ( َف اْس َأُلوا َأْه َل الِّذ ْك ِر ) يقول لمشركي قريش :وإن كنتم ال تعلمون أن الذين كنا نرسل إلى من قبلكم من األمم
رجال من بني آدم مثل محمد صلى هللا عليه وسلم وقلتم :هم مالئكة :أي ظننتم أن هللا كلمهم قبال فاسألوا أهل الذكر ،وهم الذين
قد قرءوا الكتب من قبلهم :التوراة واإلنجيل ،وغير ذلك من كتب هللا التي أنـزلها على عباده.
ومعنى الذكر" :الذكر" :بمعنى العلم واِإل طالع ،و"أهل الذكر" له من شمولية المفهوم بحيث يستوعب جميع العالمين والعارفين
في كافة المجاالت.
وِإذا فّس ر البعض كلمة "أهل الذكر" في هذا المورد بمعنى (أهل الكتاب) ،فهو ال يعني حصر هذا المصطلح بمفهوم معين ،وما
تفسيرهم في واقعة ِإّال تطبيق لعنوان كلي على أحد مصاديقه.
المصداق األبرز واألسمى: -
وقد ُيتساءل فيما ورد عن اِإلمام علي بن موسى الرضا(عليه السالم) في كتاب (عيون أخبار الرضا(عليــه الســالم)) :أّن علمــاًء
في مجلس المأمون قالوا في تفسير اآليةِ :إنما ُعني بذلك اليهود والنصارى ،فقال الرضا(عليه السالم)" :سبحان هّللا وهــل يجــوز
ذلك ،إَذ ًا يدعونا إلى دينهم ويقولون :إّن ه أفضل من اِإلسالم "...ثّم قال" :الذكر رسول هّللا ونحن أهله"(.)6
وتتلخص اِإلجابة بقولناِ :إّن اِإلمام قال ذلك لمن كان يعتقد أن تفسير اآلية منحصر بمعــنى الرجــوع ِإلى علمــاء أهــل الكتــاب في
كل عصر وزمان ،وبدون شك أّن ه خالف الواقع ،فليس المقصود بالرجوع ِإليهم على مر العصور واألّيام ،بل لكــل مقــام مقــال،
ففي عصر اِإلمام علي بن موسى الرضا(عليه السالم) البّد من الرجوع ِإليه على أساس إّنه مرجع علماء اِإلسالم ورأسهم.
وبعبارة ُأخرى :إذا كانت وظيفة المشركين في صدر اِإلسالم لدى سؤالهم عن األنبيـاء السـابقين وهـل أّن هم من جنس البشـر هي
الرجوع ِإلى علماء أهل الكتـاب ال ِإلى الّن بي(صــلى هللا عليـه وآلـه وســلم) ،فهــذا ال يعــني أن على جميـع النـاس في أي عصــر
ومصر أن يرجعوا ِإليهم ،بل يجب الرجوع ِإلى علماء كل زمان.
ذكرت الّر وايات الكثيرة المروية عن أهل البيت(عليهم السالم) أّن "أهل الذكر" هم األئّمة المعصومون(عليهم السالم) ،ومن هذه
الّر وايات:
وقال آخرون في ذلك ما حدثنا به ابن وكيع ،قال :ثنا ابن يمان ،عن [ ص ] 209 :إسرائيل ،عن جابر ،عن أبي
جعفر ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون ) قال :نحن أهل الذكر .
روي عن اِإلمام علي بن موسى الرضا(عليه السالم) في جوابه عن معنى اآلية أّن ه قال" :نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون"(
.)2
وعن اِإلمام الباقر(عليه السالم) في تفسير اآلية أّن ه قال" :الذكر القرآن وآل الّر سول أهل الذكر وهم المسؤولون"(.)3
وفي روايات ُأخرى :أَّن "الذكر" هو الّن بي(صلى هللا عليه وآله وسلم) ،و"أهل الذكر" هم أهل البيت(عليهم السالم)(.)4
وفي تفاسير وكتب أهل السّن ة روايات تحمل نفس المعنى أيضًا ،منها:
ما في الّت فسير األثنى عشري :روي عن ابن عباس في تفسير هذه اآلية ،قال :هو محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين
(عليهم السالم) هم أهل الذكر والعقل والبيان(.)5
فهذه ليست هي المّرة اُألولى في تفسير الّر وايات لآليات القرآنية ببيان أحد مصاديقها دون أن تقيد مفهوم اآلية المطلق.
وكما قلنا ف" -الذكر" يعني كل أنواع العلم والمعرفة واِإلطالع ،و"أهل الذكر" هم العلماء والعارفون في مختلف المجاالت،
وباعتبار أن القرآن نموذج كامل وبارز للعلم والمعرفة أطلق عليه اسم "الذكر" ،وكذلك شخص الّن بي(صلى هللا عليه وآله وسلم)
فهو مصداق واضح لل" -ذكر" واألئّمة المعصومون باعتبارهم أهل بيت الّن بوة ووارثو علمه(صلى هللا عليه وآله وسلم)
فهم(عليهم السالم) أفضل مصداق ل" -أهل الذكر".
هل المراد من قوله تعالىَ﴿ :فاْس َأُلوا َأْه َل الِّذ ْك ِر ِإْن ُكْنُتْم اَل َت ْع َلُمون﴾ هو سؤال أهل العلم الشرعي
فقط ،أو يشمل أهل كّل علم يحتاج إليه اإلنسان في حياته؟
ج /أرشدنا الشرع الشريف إلى اللجوء إلى ذوي الخبرة وأهل االختصاص كٍّل في
تخّصصه ،وسؤال أهل الِّذ ْك ر إذا َخ ِفي علينا شيء؛ فقال تعالىَ﴿ :فاْس َأُلوا َأْه َل الِّذ ْك ِر ِإْن ُكْنُتْم اَل
َت ْع َلُمون﴾ [النحل.]43 :
والمراد بأهل الِّذ ْك ر :هم أهل التخصص والعلم والخبرة في كل فٍّن وعلٍم ؛ وفي ذلك يقول الَّز َّج اج
في "معاني القرآن وإعرابه" ( ،201 /3ط .عالم الكتب) عند كالمه على هذه اآلية وَأَّن ه ليس
المراد منها سؤال طائفٍة معينة
وعلى هذا فإّن "مسألة التخصص" لم يقررها القرآن الكريم ويحصرها في المسائل الدينية بل هي شاملة لكل المواضيع والعلوم
المختلفة ،ويجب أن يكون من بين المسلمين علماء في كافة التخصصات للرجوع ِإليهم.
وينبغي التنويه هنا ِإلى ضرورة الرجوع ِإلى المتخصص الثابت علمه وتمكنه في اختصاصه ،باِإلضافة ِإلى توفر عنصر
اِإلخالص في عمله فهل يصح أن نراجع طبيبًا متخصصًا -على سبيل المثال -غير مخلص في عمله؟!!
ولهذا وضع شرط العدالة في مسائل التقليد ِإلى جانب اِإلجتهاد واألعلمية ،أي البّد لمرجع التقليد من أن يكون تقيًا ورعًا
باِإلضافة ِإلى علميته في المسائل اِإلسالمية.
كيف امكننا تطبيق هذا المورد على أهل البيت (ع)؟ بوساطة قاعدة الجري واالنطباق: -
المراد من الجري واالنطباق هو إسقاط وتطبيق مفاد آيٍة من آياِت القرآن نزلْت في شأٍن من الشؤون على شأٍن آخر لم يكن قد
وقع في عصر النِّص أو لم يكن منشًأ للنزول ولكَّن ه واجٌد لذات الخصوصَّيات التي اقتضت نزول اآلية في ذلك الشأن.
وكذلك يكون الجرُي واالنطباق في إسراء اآليات النازلة في ُأَّمٍة من األمم أو فرٍد أو فئٍة الى ُأمٍة أو فرٍد أو فئٍة ُأخرى تحمل
ذات الخصوصَّيات التي كان يَّت صف بها َم ن نزلت فيهم تلك اآليات وكانت منشًأ لمدحها أو ذِّمها إَّياهم.
فحينما يوِّصف القرآُن الكريم في بعض آياته لسلوٍك اجتماعي كانت تسلُك ه ُأمٌة من األمم ثم ُيخبر عن المصير الذي آل إليه
أمُرها نتيجَة ذلك السلوك فإَّن غرَض ه تطبيق مفاد هذه اآليات على واقع أِّي ُأَّمٍة تقُف على هذه اآليات ،فإْن وجدت نفسها منَط َب قًا
لذلك التوصيف فهي معنَّية من تلك اآليات ،وعليه سيكون مآلها ذات المصير الذي وقع لتلك األمة إال أْن تثوب إلى رشِدها
وتسعى من أجل التغيير لواقِعها.
ومن هنا كان التوصيُف لسلوِك تلك اُألَّمة -والتوثيق لما كان قد وقع عليها -منشًأ للتبصير والهداية ،ولو كان الغرُض من نزول
تلك اآليات هو مجَّر د التوصيف والتوثيق لما صَّح إسقاطها على واقع تلك اُألَّمة ،وبهذا ال يكون القرآن من هذه الحيثَّية منشًأ
للهداية.
وهكذا حينما ُيحِّذ ر القرآن مثًال من المنافقين المعاصرين لزمن النِّص بعد التوصيف لخصوصَّياتهم النفسية والسلوكَّية فإِّن
غرَض ه هو التحذير من كِّل فئٍة واجدٍة لذات الخصوصَّيات ،وعليه فإَّن كَّل فئٍة مَّت صفٍة بتلك الِس مات والخصال فهي مقصودة من
ذلك الخطاب ونستطيُع اْن ُنسقط عليها عنواَن المنافقين.
نماذج من الجري والتطبيق أجراها األئمة (ع): -
قوله تعالىَ﴿ :و ُنِر يُد َأن َّن ُمَّن َع َلى اَّلِذيَن اْس ُتْض ِع ُفوا ِفي اَأْلْر ِض َو َن ْج َع َلُهْم َأِئَّم ًة َو َن ْج َع َلُهُم اْلَو اِر ِثيَن َ /و ُنَم ِّك َن َلُهْم ِفي اَأْلْر ِض َو ُنِر ي
ِفْر َع ْو َن َو َه اَم اَن َو ُج ُنوَد ُه َم ا ِم ْن ُهم َّما َك اُنوا َي ْح َذ ُروَن ﴾(.)7
سياق اآليتين كان حديثًا عن موسى وفرعون وهامان والمستضعفين من بني إسرائيل ،واشتملت كٌّل منهما على وعٍد إلهي
بهالك فرعون وهامان وجنودهما والتمكين للمستضعفين من بني إسرائيل في األرض وجعلهم الوارثين لها واصطفاء أئمٍة لهم
يكونون منهم ،وظاهُر اآلية األولى أَّن الوعد اإللهَّي ال يختُّص بُأَّمٍة دون أخرى ،وأَّن إرادة هللا قد تعَّلقت بالتمكين للمستضعفين
في األرض واصطفاء أئمٍة منهم.
وإذا رجعنا إلى الروايات الواردة عن أهل البيت (ﻉ) والتي تصَّد ت لبيان معنى اآليتين نجد عددًا منها قد طَّبق مثل قوله تعالى:
﴿َو َن ْج َع َلُهْم َأِئَّم ًة ﴾ على اإلمام المهدِّي (ع) وبعضها أفاد اَّن المعنَّي من قولهَ﴿ :و ُنِر يُد َأن َّن ُمَّن َع َلى اَّلِذيَن اْس ُتْض ِع ُفوا ِفي اَأْلْر ِض
َو َن ْج َع َلُهْم َأِئَّم ًة َو َن ْج َع َلُهُم اْل َو اِر ِثيَن ﴾ هم أئمُة أهل البيت (ﻉ) فهم المستضعفون الذين مَّن هللا تعالى عليهم وجعلهم أئمًة ومنَح هم
الوراثة لألرض.
فمن هذه الروايات :ما رواه الصدوق في معاني األخبار بسنده عن مفَّض ل بن عمر قال :سمعُت أبا عبد هللا (ع) يقول" :إَّن
رسوَل هللا (ص) نظر إلى علٍّي والحسن والحسين (ﻉ) وبكى وقال :أنتم المستضعفون بعدي" ،قال المفَّضل :فقلُت :ما معنى
ذلك يا ابن رسول هللا؟ قال (ع)" :معناه إَّن كم األئمة بعدي إَّن هللا عَّز وجل يقولَ﴿ :و ُنِر يُد َأن َّنُمَّن َع َلى اَّلِذيَن اْس ُتْض ِع ُفوا ِفي
اَأْلْر ِض َو َن ْج َع َلُهْم َأِئَّم ًة َو َن ْج َع َلُهُم اْل َو اِر ِثيَن ﴾ فهذه اآلية جارية فينا إلى يوم القيامة"(.)8
6ـ قوله تعالى﴿ :اْلَم اُل َو اْلَب ُنوَن ِز يَن ُة اْلَح َياِة الُّد ْن َي ا َو اْلَب اِقَي اُت الَّصاِلَح اُت َخ ْيٌر ِع ْن َد َر ِّب َك َث َو ابًا َو َخ ْيٌر َأَم ًال﴾ (الكهف.)46 :
قال العّالمة« :وقد ورد من طرق الشيعة ،وأهل السّنة ،عن النبّي (صّلى هللا عليه وآله وسّلم) ،ومن طرق الشيعة عن أئّمة أهل
البيت (عليهم السالم) ،عّد ٌة من الروايات ،أّن الباقيات الصالحات التسبيحات األربع :سبحان هللا ،والحمد هلل ،وال إله إّال هللا ،وهللا
أكبر.
وفي أخرى أّنها الصالة.
وفي أخرى موّدة أهل البيت.
وهي جميعًا من قبيل الجري ،واالنطباق على المصداق»[.]11
هل هذا االمر نظري فقط ام عملي أيضا نستفيد منه في قراءتنا للقرآن الكريم؟ -
إذا مر االنسان على آية فيها مدح للمؤمنين فإنه يتساءل :هل هو مشمول فيها؟
عذاب فإنه البد أن يتأمل سبب جريان العذاب عليه ويسأل :هل السبب االجتماعي يرد عليه أم ال؟ فإن المكلف يستغفر هللا
تعالى من ذنوبه ويكف عنها لئال يقع فيما وقع فيه اآلخرون.
وكذلك عن المؤمنين أشخاصا
وكذا المنافقين أشخاصا
وأما الحسين عليه السالم فإنه خرج من دار اإلمارة إلى مسجد جّد ه رسول هللا صلى هللا عليه وآله وسلم فأتى قبره
وقال" :السالم عليك يا رسول هللا ،أنا الحسين بن فاطمة ،فرخك وابن فرختك ،وسبطك الذي خلفتني في أّم تك ،فاشهد عليهم
يا نبي هللا أنهم خذلوني ولم يحفظوني ،وهذه شكواي إليك حتى ألقاك" ولم يزل راكعًا وساجدًا حتى الصباح.
لقد كان الحسين عليه السالم يعلم أن ساعة فراقه جّده ومدينة جده قد أزفت ،وهذه الساعات تمّر سريعًا ،فهو عليه السالم يريد
أن يتزّو د من الصالة والدعاء وزيارة قبر جّده صلى هللا عليه وآله وسلم.
وفي الليلة الثانية ،وهي الليلة األخيرة للحسين عليه السالم بالمدينة ،حيث قضاها أيضًا بجوار قبر جّده صلى هللا عليه وآله
وسلم ،حيث وقف أمام القبر الشريف حزينًا كئيبًا يناجي ربه عند قبر المصطفى صلى هللا عليه وآله وسلم :اللهم أن هذا قبر
نبّي ك محمد ،وأنا ابن بنت محمد ،وقد حضرني من األمر ما قد علمت ،اللهم إني أحُب المعروف وأنكر المنكر ،وأنا أسألك يا
ذا الجالل واإلكرام بحق هذا القبر ومن فيه ،إّال ما اخترت لي ما هو لك رضا ولرسولك رضا".
ثم جعل يبكي عند القبر ،حتى إذا كان قريبًا من الصبح ،وضع رأسه على القبر فأغفى ،فإذا هو برسول هللا قد أقبل في كتيبة من
المالئكة عن يمينه وشماله وبين يديه ومن خلفه ،فجاء وضّم الحسين إلى صدره ،وقّبل بين عينيه وقال" :حبيبي يا حسين،
كأني أراك عن قريب مرمًال بدمائك ،مذبوحًا بأرض كربالء ،بين عصابة من أمتي ،وأنت في ذلك عطشان ال ُتسقى ،وظمآن
ال ُتروى ،وهم في ذلك يرجون شفاعتي ،ما لهم ال أنالهم هللا شفاعتي...
"يا جّده ،ال حاجة لي في الرجوع إلى الدُنيا فخذني إليك وأدخلني معك في قبرك.4"...
علّن ي يا جُّد من بلوى زماني استريح ضّم ني عندك يا جداه في هذا الضريح
فعسى طود األسى يندك بين الدكتين ضاق بي يا جُّد من ُرْح ِب الفضا كل فسيح
إنما الدنيا أعدت لبالء النبالء أنت يا ريحانة القلب حقيق بالبالء
فاتخذ درعين من حزم وعزم سابغين لكن الماضي قليل بالذي قد أقبال
يودعه والدمع يهمل من العين (نصاري) وصل ويلى قبر جّده وبكى حسين
تراني الضيم شفته عقب عيناك يجدي بوسط لحدك ضمني وياك
عفت العيش عالذله وأبيته (أبو ذّي ة) :اقّض ي بالحزن يومي وابيته