Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 4

‫ليلة ‪ 7‬محرم ‪ 1445‬طاعة هللا ورسوله‬

‫وقع العذاب على جيوش أمية * من باسل هو في الوقايع معلم‬


‫ما راعهم إال تقّح َم ضيغٍم * غيران يعُج ُم لفُظ ُه ويدمدم‬
‫عـبـاس فـيهم ضـاحٌك يـتبسم‬ ‫عبست وجوه القوم خوف الموت وال‬
‫األوسـاط يـختطف النفوس ويحطم‬ ‫قـلب اليمين عن الشمال وغاص في‬
‫فـرأوا أشـَّد ثـباتهم أن يـهزموا‬ ‫وثـنى أبـو الفضل الفوارس ُنَّك صا‬
‫إال وفـــَّر ورأســه الـمـتقدم‬ ‫مــا كـَّر ذو بـأس لـه مـتقدما‬
‫صبغ الخيول برمحه حتى غدا * سّيان أشقُر لوُنها واألدهم‬
‫فـهيا أنـوف بـني الضاللة ترغم‬ ‫بـطٌل ثـوَّر ث مـن أبـيه شجاعًة‬

‫وبـصدر صـعدته الـفرات المفعم‬ ‫أو تـشتكي الـعطَش الفواطم عنده‬


‫وبـكفه الـيمنى الـُحسام الـُمخذم‬ ‫فـي كـفه الـيسرى الـسقاء يـقُّله‬
‫فـي غـير صـاعقة السما ال أقسم‬ ‫قـسما بـصارمه الـصقيل وإنـني‬
‫وهللا يـقـضي مـا يـشاء ويـحكم‬ ‫لـوال الـقضا لـمحا الوجود بسيفه‬
‫وحـسـامه مـن حـِّد هَّن ألحـسم‬ ‫حـسمت يـديه الـمرهفات وإنـه‬
‫[ماذا جرى بأبي الفضل العّباس؟]‬
‫لـلـشاربين بــه يـداف الـعلقم‬ ‫وهــوى بـجنب الـعلقمِّي فـليته‬
‫بـيـن الـخـيام وبـيـنه مـتقِّسم‬ ‫فـمشى لـمصرعه الحسين وطرفه‬
‫بــدٌر بـمـنحطم الـوشيج مـلثم‬ ‫الـفـاه مـحجوب الـجمال كـأنه‬
‫[مثكل]‬
‫صـبغ الـبسيط كـأنما هـو عندم‬ ‫فـأكـَّب مـنـحنيا عـليه ودمـُعه‬
‫لـم يدمه عُّض السالح فيلثم‬ ‫قد رام يلثمه فلم ير موضعا‬
‫نادى وقد مأل البوادي صيحة * صم الصخور لهولها تتألم‬
‫أأخي من يحمي بنات محمد * إن صرن يسترحمن من ال يرحم‬

‫يا عّب اس ليش العدا ما بيهم محنا‬ ‫يخوي ابِدما نحرك (يا عّب اس) محنا‬

‫تشابكـ آه وهّل دمعه اعلى خّي ه‬ ‫عليك حسين ظّل ظهره محنا‬
‫‪ /4‬طاعة اإلمام (ع)‬
‫اْد ُخ ْل َو اْن َك َّب َع َلى اْلَقْب ِر َو ُقِل الَّس اَل ُم َع َلْي َك َأُّيَه ا اْلَع ْبُد الَّصاِلُح‪ -‬اْلُمِط يُع ِهَّلِل َو ِلَر ُسوِلِه َو َأِلِميِر اْلُمْؤ ِمِنيَن َو اْلَح َس ِن َو اْلُح َس ْي ِن ع‬
‫الَّس اَل ُم َع َلْي َك َو َر ْح َم ُة ِهَّللا َو َبَر َك اُتُه َو ِر ْض َو اُنُه َو َع َلى ُروِحَك َو َب َد ِنِك‬

‫ومن هنا حّق للصادق ع ان يفرد زيارة خاصة بعمه ابي الفضل (ع) وأن ينعته بهذه النعوت‪.‬‬

‫مصرع أبي الفضل العباس (ع)‬


‫قال الراوي‪ :‬لما لم يبق مع الحسين إال أخوه العباس‪ ،‬جاء إلى الحسين يطلب منه اإلذن بالقتال قائال‪ :‬هل من رخصة؟ فبكى‬
‫الحسين (ع) بكاء شديدا ثم قال‪ :‬يا أخي أنت صاحب لوائي‪ ،‬فإذا مضيت تفرق عسكري فقال العباس‪ :‬قد ضاق صدري وسئمت‬
‫الحياة وأريد أن أطلب بثأري من هؤالء المنافقين‪.‬‬

‫فقال الحسين (ع)‪ :‬إذن أطلب لهؤالء األطفال قليال من الماء‪.‬‬

‫قال الراوي‪ :‬فذهب العباس إلى القوم وعظهم وحذرهم غضب الجبار‪ ،‬فلم ينفع‪ ،‬فنادى بصوت عال‪ :‬يا عمر بن سعد هذا‬
‫الحسين بن فاطمة بنت رسول هللا قد قتلتم أصحابه وأهل بيته‪ ،‬وهؤالء عياله وأوالده عطاشى فاسقوهم من الماء قد أحرق الظمأ‬
‫قلوبهم‪ .‬فأثر كالمه في العسكر حتى بكى بعضهم‪ .‬ولكَّن شمرًا صاح بأعلى صوته‪ :‬يا ابن أبي تراب لو كان وجه األرض كله‬
‫ماءًا وهو تحت أيدينا لما أسقيناكم منه قطرة!‬

‫فرجع العباس إلى أخيه يخبره بجواب القوم‪ ،‬فسمع األطفال يتصارخون وينادون‪ :‬العطش العطش‪.‬‬
‫وبصدر صعدته الفرات المفعم‬ ‫أو تشتكي العطش الفواطم عنده‬

‫فركب جواده ومعه اللواء‪ ،‬وأخذ القربة وقصد الفرات‪ ،‬فأحاط به أربعة آالف ممن كانوا موكلين بالفرات لمنع الحسين‬
‫وأصحابه منه ورموه بالنبال فكشفهم وقتل منهم جماعة‪.‬‬

‫فـرأوا أشـد ثباتهم أن يهزموا‬ ‫وثنى أبو الفضل الفوارس نكصا‬


‫إال وفَّر ورأسه المتقدم‬ ‫ماكر ذو بأس له متقدما‬

‫حتى إذا وصل إلى المشرعة‪ ،‬ركز لواءه ونزل إلى الماء فلما أحس ببرد الماء وقد كظه العطش‪ ،‬اغترف غرفة ليشرب‪ ،‬لكنه‬
‫تذكر عطش الحسين (ع) فرمى الماء من يده وقال‪ :‬ال وهللا ال أشرب الماء وأخي الحسين (ع) عطشان ثم جعل يقول‪:‬‬
‫وبـعده ال كـنت أو تـكوني‬ ‫يا نفس من بعد الحسين هوني‬
‫وتـشـربين بـارد الـمعين‬ ‫هـذا حـسيٌن وارد الـمنون‬

‫(نصاري)‬
‫وگلـبه امـن الـعطش نيران يلهب‬ ‫غـرف غرفة ابيمينه او راد يشرب‬
‫ذبـه او عـلّي گال الـماي يـحرم‬ ‫ذكـر چبـدة عـضيده والدمع صب‬
‫وخـوي احـسين ورده انـمنع منك‬ ‫اشـلون اشـرب ورد ريـان عنك‬
‫وردك ال هـنـه ويـصير عـلگم‬ ‫يـنـهر الـعلگمي عگبـه عـسنك‬
‫او سـكنه والـحرم واطفال رضعان‬ ‫اشلون اشرب وخوي احسين عطشان‬
‫يـريت الـماي بـعده ال حله او مر‬ ‫وظـن گلـب الـعليل التهب نيران‬

‫وعند ذلك وقع السيف من يده‪ ،‬وأخذ القربة بأسنانه‪ .‬ولم يكن للعباس هم إال إيصالها إلى المخيم‪ ،‬فقطعوا عليه طريقه وازدحموا‬
‫عليه وأتته السهام كالمطر من كل جانب‪ ،‬فأصاب القربة سهم فأريق ماؤها‪ ،‬فوقف العباس متحيرا إذ أتاه سهم فأصاب صدره‪،‬‬
‫وسهم آخر أصاب عينه اليمنى فأطفأها‪ ،‬وجمدت الدماء على عينه األخرى‪ ،‬وجاء إليه رجل من بني تميم فضربه بعمود من‬
‫حديد على رأسه فخر إلى األرض صريعا‪ ،‬ونادى بأعلى صوته‪ :‬عليك مني السالم أبا عبد هللا أدركني يا أخي‪.‬‬
‫فجاء إليه الحسين فرآه مقطوع اليدين‪ ،‬مرضوض الجبين‪ ،‬والسهم نابت في العين‪ ،‬والعلم ممزق إلى جنبه‪ ،‬والقربة مخَّر قة‪.‬‬
‫نادى‪ :‬اآلن انكسر ظهري‪ ،‬اآلن قلت حيلتي‪ ،‬اآلن شمت بي عدوي‪.‬‬

‫(نصاري)‬
‫صـرت مركز يخويه الكل الهموم‬ ‫يخويه انكسر ظهري او لگدر اگوم‬
‫او ال واحـد عـليه بـعد يـنغر‬ ‫يـخويه استوحدوني عگبك الگوم‬

‫آجركم هللا‪ ،‬وبينما الحسين (ع) عند أخيه أبي الفضل إذ شهق شهقة وفارقت روحه الدنيا وصاح الحسين (ع)‪ :‬وا أخاه‪ ،‬وا‬
‫عباساه(‪.)1‬‬

‫(نصاري)‬
‫وكـل طبره ابگلب احسين طبرات‬ ‫يـون ونـه او يـون احسين ونات‬
‫وگام احـسين گلبه امشطر اشطور‬ ‫اهو ايحاچيه او فاضت روحه ومات‬
‫فقام الحسين محني الظهر يكفكف دموعه بكمه‪ ،‬وهو ينادي‪ ،‬وا أخاه‪ ،‬وا عباساه‪.‬‬

‫كأني بالحسين ع رجع الى المخيم ولكن ترد عليه زينب‪ :‬أراك جئتني وحدك‪ ،‬أين ابن والدي؟‬
‫فاختنق االمام ع بعبرته ولسان الحال‪:‬‬
‫يقللها يا زينب راح عباس * راح الضيغم اللي يرفع الراس‬
‫وظل يبجي عليه الدر والطاس‬

‫فعندما سمعت ذلك كأني بها أراد أن تاتي الى مصرعه وتلقي عليه نظرة الوداع‬
‫فمنعها االمام وهو يقول‪ :‬إلى أين؟‬
‫فقالت بلسان الحال‪:‬‬
‫أنا رايحة العباس اشوفه * واركب اعله زنوده جفوفه‬
‫كفيل الحرم وشلون اعوفه‬
‫(‬

‫(تخميس)‬
‫باٍن عليه وليس يمكن نزعه‬ ‫ألفاُه مشقوق الجبين ودرُعه‬
‫فـأكَّب منحنيا عليه ودمعه‬ ‫ومـصابه بحشاه أثر وقعه‬
‫صبغ البسيط كأنما هو عندم‬

You might also like