قانون تجاري معتمد

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 143

‫كتاب المقرر بما يخص المادة النصفية‪1‬و‪2‬و‪3‬و‪ 4‬والنهائية ‪ 5‬و‪6‬‬

‫الوحدة األولى ص‪ 7:‬النظام القانوني التجاري‬


‫التعريف بالقانون التجاري‬
‫‪ 1.2‬مفهوم القانون التجاري ص‪7‬‬
‫إن تحديد ماهية القانون التجاري تختلف من فقي ه آلخ ر‪ ،‬تبع ا للزاوي ة ال تي ينظ ر منه ا ك ل فقي ه‪ ،‬فمنهم من عرف ه وفق ا للم ذهب‬
‫الشخصي‪ ،‬ومنهم من عرفه وفقا للمذهب الموضوعي‪ ،‬ومنهم من أخذ بالمذهبين معا‪.‬‬
‫يعرف العميد جورج ربير القانون التجاري بأنه «قانون العمليات القانونية التي‬
‫يقوم بها التجار سواء فيما بينهم أم مع عمالتهم»‪ .‬ويفهم من هذا التعريف بأن القانون التجاري يعد قانون مهني ة ينظم طائف ة معين ة‬
‫من األشخاص هم التجار‪ ،‬لذلك نادى ربير بقانون تجاري مهني‬
‫بينما عرفه األستاذ اسکارا بأنه قانون المؤسسات‪ ،‬وبالتالي يفترض وصف التاجر على كل من يقوم بهذا المشروع‪ .‬والمشروع في‬
‫نظره هود المباشرة المهنية لألعمال التجارية المرتكزة على تنظيم مسبق‬
‫بينما يعرفه األستاذ تالير بقوله‪ :‬هو ذلك الفرع من القانون الخاص الذي يحدد طبيعة وآثار االتفاقات المعق ودة إم ا بواس طة التج ار‬
‫وإما بصدد وقائع وأعمال تجارية (‪ .)3‬إال أن أغلبية الفقهاء تأخذ في تعريفها للقانون التج اري بالم ذهب الشخص ي والموض وعي‬
‫معا‪ ،‬ويعرفونه بأنه «ذلك الفرع من فروع القانون الخاص الذي ينطبق على طائفة معينة األعمال القانونية هي األعمال التجاري ة‪،‬‬
‫وعلى فئة معينة من األشخاص هم التجار»‪.‬‬
‫المعامالت‬
‫‪ 2.2‬مبررات وجود القانون التجاري ص‪8‬‬
‫ذهب فريق من الفقهاء إلى المناداة بوجود قانون تجاري مس تقل عن الق انون الم دني على اعتب ار أن ه ولي د البيئ ة التجاري ة‪ ،‬نش أ‬
‫وتطور تحت ضغط الحاجات االقتصادية والضرورات العملية ال تي اس تلزمت إخض اع فئ ة معين ة من المع امالت هي التجاري ة‪،‬‬
‫وطائفة معينة من األشخاص هم التجار لتنظيم قانوني خاص‪ ،‬يتفق مع مقتضيات التجارة ومطالبها‪ ،‬ل ذلك فالق انون التج اري يق وم‬
‫على دعامتين أساسيتين‪ :‬األولى السرعة في إبرام المعامالت التجارية وتنفيذها‪ ،‬والثانية االئتمان التجاري‪.‬‬
‫أوال‪ :‬حاجة التاجر إلى السرعة في إبرام المعامالت التجارية وتنفيذها‬
‫تهيمن فكرتان على أنظمة القانون التجاري وهي التي تعطيها الخطوط المميزة في مواجهة الق انون الم دني‪ ،‬إح داهما الس رعة في‬
‫المعامالت التجارية التي تتطلب أشكاال سهلة من اإلجراءات خالفا لما هو موجود في القانون المدني‪.‬‬
‫إن من أهم مميزات التجارة تحقيق أكبر قدر ممكن من الربح في أقل وقت ممكن‪ ،‬لهذا تجد التجار يرمون صفقات تجارية ع دة في‬
‫وقت واحد‪ .‬لهذا فإن للوقت قيمته في الحياة التجارية‪ ،‬لذلك وص فه التج ار بأن ه من ذهب‪ .‬وه ذا على عكس األعم ال المدني ة حيث‬
‫تتصف بالبطء والتعقيد في اإلجراءات‪ ،‬حيث يخضع المتعاقدان إلى إجراءات معقدة طويلة‪.‬‬
‫ونتيجة للسرعة التي تتسم بها المعامالت التجارية‪ ،‬فإن ذلك يستلزم وضع أحكام وقواعد خاصة تختلف عن قواعد القانون الم دني‪،‬‬
‫بحيث تكون هذه األحكام بعيدة عن الشكلية‪ ،‬ويتمث ل ذل ك في ك ون الرض ائية في الق انون التج اري أوس ع نطاق ا منه ا في الق انون‬
‫المدني‪ ،‬ومن هذه األحكام أيضا قاعدة اإلثبات حيث تنص المادة (‪ )28‬من قانون البيانات األردني على استلزام الكتابة إلثب ات ك ل‬
‫تصرف قانوني مدني تتجاوز قيمته عشرة دنانير أردنية‪ .‬وهذا على عكس قاعدة اإلثب ات في الق انون التج اري حيث يج وز إثب ات‬
‫التصرفات القانونية التجاري ة بجمي ع ط رق اإلثب ات؛ كالكتاب ة والش هادة‪ ،‬وه ذا م ا نص ت علي ه الم ادة (‪ )51‬من ق انون التج ارة‬
‫األردني‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االئتمان التجارية‬
‫إن االئتمان التجاري هو الدعامة الثانية للعمل التجار وللقانون التجاري‪ ،‬والتجارة ال تقوى وال تزدهر دونه‪ ،‬والمقصود باالئتمان‪:‬‬
‫هو منح المدين أجة للوفاء بالتزامه فالتاجر يشتري البضاعة دون أن يتمكن من بيعها في الحال‪ ،‬لذلك فهو في حاج ة إلى االئتم ان‪.‬‬
‫أما إذا رفض المتعامل مع التاجر أن تمنحه أجال للوفاء فيلجأ إلى أحد البنوك لالق تراض من ه م ا يلزم ه من نق ود‪ ،‬وهك ذا ال يمكن‬
‫للتجارة أن تستغني عن االئتمان‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 1‬من ‪143‬‬
‫تتسم عملية االئتمان بوسائل قانونية يلجأ إليها األفراد والشركات العامة والخاصة على حد سواء‪ ،‬كما تلج أ إليه ا الدول ة‪ ،‬وله ؤالء‬
‫األفراد حرية االختيار بين تلك الوسائل حسب الظروف االقتصادية واالعتبارات العملية‪ .‬وقد نش أت عملي ة االئتم ان التج اري في‬
‫محيط التجار من أجل تيس ير حرك ة النش اط التج اري‪ ،‬وي أتي في مقدم ة الوس ائل القانوني ة ال تتم ان التج اري األوراق التجاري ة‬
‫وخاصة السفتجة‪.‬‬
‫وقد ازدادت أهمية االئتمان في العصر الحديث بسبب طول دورة اإلنتاج الصناعي‪ ،‬فاالئتمان يمكن المشروع الصناعي والتجاري‬
‫أو الزراعي من مواجهة نفقات اإلنتاج وشراء المواد األولية ودفع األجور للع املين إلى غ ير ذل ك من االلتزام ات ال تي تتس م به ا‬
‫مرحلة اإلنتاج‪ .‬وهكذا يلجا التاجر إلى االئتمان فيما بين مرحلة اإلنتاج ومرحلة التداول‪ ،‬بل يستطيع أن يلجأ إلي ه في أثن اء مرحل ة‬
‫التداول من أجل تصريف منتجاته (‪)1‬‬
‫إن التسهيالت الممنوحة للتاجر للحصول على االتمان ترجع إلى الثقة التي يضعها التاجر في مدينة‪ ،‬لذلك أوجد المشروع والعرف‬
‫التجاري بعض الضمانات لدعم االتمان التجاري أهمها‪ :‬افتراض التضامن بين الم دينين بالتزام ات تجاري ة عن د تع ددهم وبعب ارة‬
‫أخرى إن جميع المدينين بدين تجاري مسؤولون على وجه التضامن فيما بينهم السداد هذا الدين‪ .‬وه ذا يخ الف المع امالت المدني ة‬
‫فالتضامن ال يكون إال باتفاق صريح أو ينص في القانون (‪)2‬‬
‫ومن الضمانات التي تدعم االئتمان التجاري نظام اإلفالس‪ .‬فإذا توقف التاجر عن دفع دین من ديونه التجارية‪ ،‬يعد مفلس ا‪ .‬ويج وز‬
‫طلب إشهار إفالسه‪ .‬ويترتب على ذلك غل يده عن إدارة أمواله والتصرف فيها‪ ،‬كما تعد جميع التصرفات التي قام به ا أثن اء ف ترة‬
‫الريبة باطلة‪ ،‬وقد يحرم من حقوقه المدنية والسياسية‪ ،‬وقد توقع عليه عقوبات جزائية خاصة إذا كان مفلسا بالتقصير أو التدليس‪.‬‬
‫‪3.2‬عالقة القانون التجاري باألنظمة القانونية األخرى ص‪10‬‬
‫أوال‪ :‬عالقة القانون التجاري بالقانون المدني‪:‬‬
‫يعد القانون التجاري فرع ا من ف روع الق انون الخ اص ش أنه في ذل ك ش أن الق انون الم دني‪ .‬فبم ا أن الق انون الم دني ينظم جمي ع‬
‫العالقات بين مختلف األفراد دون تمييز بين نوع التصرف أو صفة الق ائم ب ه‪ ،‬فالق انون التج اري ينظم عالق ات معين ة بين طائف ة‬
‫معينة األشخاص هم التجار وفئة معينة من االعمال هي األعمال التجارية‪ ،‬لذلك فإن كال من القانونين يؤثر ويتأثر باآلخر‪.‬‬
‫ومن تأثيرات القانون المدني في القانون التجاري‪ ،‬أن القانون المدني يعد الشريعة العام ة الواجب ة التط بيق على جمي ع المع امالت‬
‫المدنية والتجارية إذا لم تكن هناك قواعد تجارية خاصة بالمعامالت التجارية‪..‬‬
‫فإذا سكت القانون التجاري عن حكم مسألة معينة‪ ،‬وجب أن نطبق عليها القانون المدني شريطة أال يتعارض مع ما تقتضيه طبيع ة‬
‫المعامالت التجارية من جهة‪ ،‬وأن يحيل إليه النص التجاري من جهة أخرى‪..‬‬
‫ولعل أهم أثر للقانون المدني في القانون التجاري هو محاولة فقهاء الق انونين الم دني والتج اري تأص يل أنظم ة الق انون التج اري‬
‫كنظام السفتجة‪ ،‬ومختلف عمليات البنوك إلى غير ذلك عن طريق النظرية العامة لاللتزامات‪ .‬أم ا عن ت أثير الق انون التج اري في‬
‫القانون المدني فيظهر ذلك جليا عن طريق انتقال فكرة الشخصية المعنوية من الشركات التجارية إلى الشركات المدنية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عالقة القانون التجاري بالتاريخ‪:‬‬
‫إن العالق ة وطي دة بين الق انون التج اري وت اريخ الق انون‪ ،‬فال يمكن فهم محت وى الق انون التج اري ونظم ه القانوني ة بمع زل عن‬
‫الظروف االجتماعية واالقتصادية؛ فالقانون هو وليد الظروف التاريخي ة وثم رة تط ور المجتم ع ونتيج ة لعوام ل مختلف ة سياس ية‬
‫واقتصادية ودينية وفكرية متصلة الحلقات (‪.)1‬‬
‫لذلك ال يتصور فهم النظم القانونية دون بحث جذورها التاريخية‪ ،‬وال يمكن فهم الفكر الذي هو أيضا نتاج تط ور ت اریخی‪ ،‬وال ذي‬
‫يختلف باختالف األزمنة‪ ،‬ألن أي ة فك رة إذا أري د معالجته ا‪ ،‬يجب معرف ة كي ف نش أت وتط ورت‪ ،‬وعلى م اذا أص بحت؛ ألن أي‬
‫موضوع ال يمكن وضع نظريته دون فحص تاريخه‪ ،‬وبغير النظرية ال يمكن فهم الفكرة وإبراز أهميتها وتحديد نطاقها (‪.)1‬‬
‫ثالثا‪ :‬عالقة القانون التجاري بعلم االقتصاد؛‬
‫إن للقانون صلة وثيقة بعلم االقتصاد‪ ،‬فبينما يبحث علم االقتصاد في كيفية إشباع الحاجات اإلنسانية عن طريق موارد الثروة وبيان‬
‫وسائل إشباع تلك الحاجات كاألشياء أو األموال التي يهتم بها رجال االقتصاد وبعوامل إنتاجها وتوزيعها واس تهالكها‪ ،‬ف إن رج ال‬
‫القانون يهتمون بنظامها من الناحية القانونية والقضائية (‪)2‬‬
‫إن الصلة الوثيقة تعلم االقتصاد بالقانون أساسها أثر كل منهما في اآلخر؟ فالق انون ي ؤثر في االقتص اد‪ .‬ومن مظ اهر ذل ك الت أثير‬
‫تدخل القانون في تنظيم اإلنتاج لتوفير السلع الضرورية‪ ،‬وكذلك تنظيم االستهالك خاصة لمواجهة األزمات االقتصادية‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 2‬من ‪143‬‬


‫فكما أن القانون يؤثر في االقتصاد فهو بدوره يتأثر به‪ ،‬ومن مظاهر ذل ك اتس اع النش اط االقتص ادي أدى ب دوره إلى خل ق قواع د‬
‫قانونية جديدة خاصة في المجال التجاري والصناعي وفي مجال الق انون الج وي‪ .‬وخاص ة القواع د المتعلق ة بعق د النق ل والت أمين‬
‫والتشريعات الصناعية وعمليات البنوك (‪.)3‬‬
‫رابعا‪ :‬عالقة القانون التجاري بالقانون اإلداري‪:‬‬
‫إن للقانون اإلداري صلة وثيقة بالتجارة خاصة فيما يفرضه من قيود مثل األنظمة الخاصة بالتموين التي تح دد أس عار المنتوج ات‬
‫المحلية أو المستوردة‪ ،‬وكيفية تنظيم ترخيص االستيراد والتصدير‪ ،‬وقانون رخص المهن الذي يحدد الش روط ال تي يجب توافره ا‬
‫في األماكن التي تباشر فيها التجارة‪ ،‬وكذلك قانون البنك المركزي الذي ينظم الشركات المصرفية من حيث تحديد أس عار العمالت‬
‫األجنبية وكيفية فتح الحسابات وتحديد سعر الفائدة إلى غير ذلك‪ .‬انظر‬
‫خامسا‪ :‬عالقة القانون التجاري بالقانون الجنائية‬
‫إن صلة القانون التجاري بالقانون الجنائي وثيقة جدا‪ ،‬وتتمثل بالجزاءات الجنائي ة ال تي يقرره ا أو يفرض ها الق انون الجن ائي على‬
‫بعض التصرفات القانونية التي ترتكب خطأ‬
‫في المعامالت التجارية‪ ،‬واألمثلة على ذلك كثيرة منها‪ :‬تحريم إعط اء ش يك ب دون رص يد‪ ،‬توقي ع عقوب ة معين ة على ك ل من قل د‬
‫عالمة تجارية أو براءة اختراع‪ ،‬كما ألزم المشرع الجنائي توقيع عقوبات جزائي ة على الت اجر المفلس ال ذي أش هر إفالس ه نتيج ة‬
‫إهمال أو تقصير أو تدلیس‪.‬‬
‫‪ 4.2‬نطاق القانون التجاري ص‪12‬‬
‫إن وجود قانون تجاري مستقل بجوار القانون المدني األردني‪ ،‬يتطلب منا أن نحدد نطاق هذا القانون‪ ،‬وأساس تطبيقه‪.‬‬
‫اختلف الفقهاء في هذا الشأن‪ ،‬فمنهم من رسم نطاقه وحدده تحديدا ذاتيا‪ ،‬ومنهم نطاقه وحدده تحديد موضوعية‪ .‬لذلك س وف نتن اول‬
‫موقف كل من النظريتين الشخصية والمادية‪ ،‬ثم تبين موقف المشرع األردني من ذلك‪.‬‬
‫أوال‪ :‬النظرية الشخصية أو الذاتية ‪1‬‬
‫إن نقطة البدء في هذا المذهب الرسم دائرة أو نطاق القانون التجاري القائم بالعمل‪ ،‬بغض النظر عن طبيعة العم ل ذات ه‪ ،‬ف إذا ك ان‬
‫الشخص القائم تاجرة خضع في ممارسة نشاطه المهني للقانون التجاري‪ ،‬أما غ ير الت اجر فال األحك ام الق انون التج اري ول و ق ام‬
‫بأعمال تجارية‪.‬‬
‫فشراء سلعة بقصد بيعها وتحقيق الربح الناتج من فروق األسعار بعد ذات ه عم ا تجاري ة‪ ،‬ولكن ه ال يخض ع للق انون التج اري وفق ا‬
‫للمذهب الشخصي أو الذاتي إال إذا قام به شخص يحترف شراء السلع وإعادة بيعها بقصد الربح‪ .‬أما إذا ق ام بالعم ل ش خص م دني‬
‫لمرة واحدة أو لمرات عد ال تصل إلى درجة االحتراف ظل العمل خاضعة للقانون المدني على الرغم من طبيعته التجارية (‪)1‬‬
‫فهذه النظرية تريد أن تجعل من القانون التجاري قانون الحرف التجارية وليس األعم ال التجاري ة‪ ،‬إال أن ه ذا الم ذهب يتطلب من‬
‫أصحابه تحديد معنى الحرفة التجارية‪ ،‬وهو أمر ال يخلو من الصعوبة‪ ،‬وال يق ل ص عوبة عن تحدي د مع نى العم ل التج اري وذل ك‬
‫راجع إلى عدم وجود ضوابط تحدد معنى الحرفة التجارية من جهة‪ ،‬كما أن التجارة في تطور مستمر من جهة أخ رى‪ ،‬إال أن ه ذه‬
‫الصعوبة يمكن التغلب عليها إذا توافر شرط االحتراف‪ ،‬وهو أمر يسهل التحقق منه ألن الحرفة غالبا م ا تق ترن بمظ اهر خارجي ة‬
‫تدل عليها‪ ،‬فإذا اعتمدنا هذا المذهب يسهل تطبيق القانون التجاري‪ ،‬ويتأتى ذلك عن طريق معرفة التجار الذين تم قيدهم في السجل‬
‫التجاري‪ ،‬وإن كان يصعب ذلك بالنسبة لألشخاص الذين أغفلوا قيدهم في السجل التجاري (‪)1‬‬
‫وحديثا يتجلى األخذ بالنظرية الشخصية في القانون األلماني الصادر عام ‪ ،1897‬إذ تنص المادة األولى منه على أنه بعد تاجر ك ل‬
‫من يمارس حرفة تجارية‪ ،‬ثم أوردت تعدادا لتسع حرف تجاري ة هي‪“ :‬ش راء المنق والت بقص د بيعه ا‪ ،‬وتحوي ل األش ياء لحس اب‬
‫الغ ير‪ ،‬والت أمين ذو األقس اط‪ ،‬والبن وك والص رف والنق ل ال بري أو النه ري أو البحري ة والوكال ة بالعمول ة والسمس رة‪ ،‬والنش ر‬
‫والطباعة”‪..‬‬
‫ويظهر الطابع الشخصي للقانون األلماني من أعمال بعض التجار طالم ا يمارس ونها بط رق تجاري ة‪ ،‬وطالم ا قي دوا أس ماءهم في‬
‫السجل التجاري وذلك تحسبا لعدم توافر شرط االحتراف‪ ،‬فهم يخضعون في ذلك للقانون التجاري‪ ،‬وكذلك أخذ التشريع السويسري‬
‫بهذه النظرية في عام ‪ .1881‬وكذلك التقنين اإليطالي الصادر سنة ‪)2( 1942‬‬
‫ثانيا‪ :‬النظرية الموضوعية أو المادية أو العينية؛‬
‫إن نقطة البدء وفقا للنظرية الموضوعية‪ ،‬هي تحديد العمل التجاري بالنسبة لطبيعة العمل‪ ،‬بص رف النظ ر عن الش خص الق ائم ب ه‬
‫تاجرا كان أم غير تاجر‪ ،‬فإن العمل التجاري هو محور القانون التجاري ونقطة ارتكازه‪ ،‬ل ذلك تح دد ه ذه النظري ة دائ رة الق انون‬
‫التجاري تحديد موضوعيا أو مادية لتجعل منه قانون األعمال التجارية ال قانون التجار ‪-‬‬
‫الصفحة ‪ 3‬من ‪143‬‬
‫لقد وصف هذا المذهب بأنه موضوعي؛ ألنه يرجع إلى موضوع العمل في تحديد نطاق القانون التجاري‪ ،‬كما وصف بأن ه م ادي؛‬
‫ألنه يعتمد على مادية العمل وطبيعته بغض النظر عن أي اعتبار آخر(‪)3‬‬
‫ال شك في أن الرجوع إلى هذا المعيار لتحديد سريان كل من القانونين المدني والتجاري أقرب إلى طابع األشياء‪.‬‬
‫تقييم النظريتين‪،‬‬
‫ال شك في أن النظرية الموضوعية أقرب إلى المنطق في رسم دائرة القانون التجاري العتماده ا على طبيع ة العم ل بغض النظ ر‬
‫عن الشخص القائم به‪ .‬وألنها أكثر تمشيا مع فكرة المساواة بين المواطنين ومبدأ حرية التجارة‪ .‬ولكن يؤخ ذ على ه ذه النظري ة في‬
‫المجال العملي أو التطبيقي ما يأتي‪:‬‬
‫‪ 1‬استحالة حصر األعمال التجارية‪ ،‬لذلك لجأ أصحاب هذه النظرية إلى تع داد األعم ال التجاري ة‪ ،‬وق الوا إنه ا ذك رت على س بيل‬
‫المثال ال الحصر‪ ،‬لتمكنهم من استيعاب ما يستجد من أعمال تجارية لم يرد ذكرها‪.‬‬
‫‪- 2‬صعوبة تحديد معنى العمل التجاري ووضع معيار له‪ ،‬وهو ما لم يتوصل إليه الفقه منذ ما يزيد على قرن ونصف القرن‪.‬‬
‫ويكفي توافر هذين النقدين ليقض يا على الم ذهب الموض وعي‪ .‬أم ا النظري ة الشخص ية ف إن األخ ذ به ا س وف يعي دنا إلى الق رون‬
‫الوسطى حيث كان القانون التجاري قانونا طائفيا ينطبق على التجار دون سواهم‪ .‬ولعل أهم ما يوجه إليها من انتقادات ما يأتي‬
‫‪ -1‬يقتضي األخذ بهذه النظرية حصر الحرف التجارية‪ ،‬وهو ما فعله القانون األلم اني ال ذي أخ ذ به ذه النظري ة‪ ،‬حيث ق ام بتع داد‬
‫الحرف التجارية‪ ،‬وهو أمر ال يستقيم ألن الحياة التجارية في تطور مستمر مما ينتج من ذلك ظهور حرف جديدة‪.‬‬
‫‪ -2‬صعوبة تحديد معنى الحرفة التجارية‪ ،‬فصحيح أن للحرفة التجارية عالمات ومظاهر خارجية تدل عليها إال أنه ال يمكن وض ع‬
‫معيار لها‪ ،‬وهو ما فشل فيه الفقه‪.‬‬
‫‪- 3‬يؤدي األخذ بهذه النظرية إلى استغراق الحرفة التجارية لحياة التاجر الشخصية‪ ،‬مع أن اللتاجر حياته المدنية؛ كالزواج والطالق‬
‫والوصية إلى غير ذلك‪ ،‬وهو يخضع عند قيامه بهذه األعمال للقانون المدني‪ ،‬إال أن هذا النقد يمكن رده؛ ألن الق وانين ال تي أخ ذت‬
‫به ال تخضع التاجر في حياته المدنية للقانون التجاري‪.‬‬
‫‪ -4‬يتنافى تأسيس القانون التجاري على أساس شخصي طائفي وفكرة المساواة بين المواطنين و مبدأ حرية التجارة‪.‬‬
‫‪-5‬يحرم األخذ بهذه النظرية األشخاص ال ذين يمارس ون التج ارة دون أن يص لوا إلى مرتب ة االح تراف من مزاي ا أحك ام الق انون‬
‫التج اري‪ .‬ويمكن رد ه ذا النق د‪ ،‬ألن حرم ان من يم ارس التج ارة دون احترافه ا من أحك ام الق انون التج اري‪ ،‬ه و الثمن المقاب ل‬
‫للوضوح واالستقرار اللذين يحققهما المذهب الشخصي‪ ،‬كما أن محترفي التج ارة هم ال ذين يقوم ون بالنص يب األك بر من النش اط‬
‫التجاري‪ ،‬ويستحقون دون غيرهم اهتمام القانون التجاري‬
‫خالصة القول إن كال المعيارين ال يصلح لرسم نطاق القانون التجاري‪ ،‬لذلك لجأت معظم التشريعات إلى األخذ بالمذهبين معا‪.‬‬
‫لقد نشأ القانون التجاري نشأة طائفية‪ ،‬فعندما تم وضع المجموعة التجارية الفرنسية وتحت تأثير مبدأ المساواة ال ذي أعلنت ه الث ورة‬
‫الفرنسية‪ ،‬وضع هذا القانون على أس اس األعم ال التجاري ة ال ص فة الق ائمين به ا‪ ،‬له ذا طغت الص فة المادي ة على معظم ن واحي‬
‫المجموعة الفرنسية‪ ،‬حيث عرفت التاجر بأنه من يحترف القيام باألعمال التجارية‪ ،‬وخلصت العمل التجاري من قيود اإلثب ات إلى‬
‫غير ذلك‪ .‬غير أن المشرع الفرنسي لم يستطع التخلص تماما من الصفة الشخصية فضمت المجموعة التجارية أحكاما ال تطب ق إال‬
‫على التجار؛ كقواعد األفالم ومس ك ال دفاتر التجاري ة وش هر النظ ام الم الي لل زواج‪ ،‬وقواع د الش ركات التجاري ة وهي أش خاص‬
‫معنوية لها صفة التاجر‬
‫خالصة القول إن القانون الفرنسي قد جمع بين النظريتين‪ :‬الموضوعية والشخص ية‪ ،‬وانتق ل ه ذا الموض وع إلى التش ريعات ال تي‬
‫تأثرت بالقانون الفرنسي ومنها التشريع األردني‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬موقف المشرع األردني‬
‫ما األساس الذي استند إليه التشريع األردني في تحديد نطاق القانون التجاري؟ هل طبق المعيار الموضوعي أم المعيار الشخصي؟‬
‫سوف نتبين ذل ك من أحك ام الق انون التج اري األردني الم أخوذ عن ك ل من التش ريعين الس وري واللبن اني بش كل يص ل إلى ح د‬
‫التطابق‪ .‬وهما مأخوذان بدورهما عن القانون الفرنسي الصادر سنة ‪ 1807‬المنقول ب دوره عن األم ر الملكي الص ادر ع ام ‪1673‬‬
‫في عهد لويس الرابع عشر ملك فرنسا الذي قنن العادات والتقاليد ال تي س ادت في الق رون الوس طى‪ ،‬والم أخوذ ب دوره عن ل وائح‬
‫کالي ما ال الشهيرة التي وضعت سنة ‪ ،1322‬والتي تعد أصال تاريخيا مهما للقانون التجاري‪.‬‬
‫اتبع المشرع األردني المنهج نفسه الذي اتبعه المشرع السوري واللبناني والفرنسي‪ ،‬فنصت الم ادة السادس ة من الق انون التج اري‬
‫األردني على األعمال التي تعد تجارية بنص القانون‪ ،‬كذلك استند المشرع األردني على العمل التجاري في تحديد وصف الت اجر‪،‬‬

‫الصفحة ‪ 4‬من ‪143‬‬


‫األشخاص الذين تكون مهنتهم القيام فنصت المادة التاسعة منه على أن «التجار هم بأعمال تجارية»‪ .‬وبذلك جعل المش رع األردني‬
‫من العمل التجاري األساس الذي يقوم عليه القانون التجاري األردني دون أن يحدد المقصود بالعمل التجاري‪.‬‬
‫غير أن المشرع األردني شأنه ذلك شأن المشرع الفرنسي والسوري واللبن اني لم يس تطع االس تغناء عن الم ذهب الشخص ي ل ذلك‬
‫نص على بعض القواعد الخاصة بالتجار كتنظيم الحرفة التجارية‪ ،‬ونظام اإلفالس‪ ،‬والقي د في الس جل التج اري‪ ،‬وإمس اك ال دفاتر‬
‫التجارية وهي أحكام ال شأن لها بالعمل التجاري ولكنها خاصة بالتجار‪ ،‬وكذلك تكوين الغرف التجارية‪ ،‬وقصر الترشيح لها وح ق‬
‫االنتخاب على التجار فقط‪.‬‬
‫خالصة القول إن المش رع األردني أخ ذ بالم ذهبين مع ا‪ :‬الم ذهب الموض وعي والم ذهب الشخص ي‪ ،‬وإن ك ان ق د غلب الم ذهب‬
‫الموضوعي كما سنرى فيما بعد‪.‬‬
‫‪5.2‬التطور التاريخي للقانون التجاري ص‪16‬‬
‫جرت عادة القانون‪ ،‬ال سيما فقهاء تاريخ القانون‪ ،‬على فروع القانون إلى عصر ق ديم ووس يط وح ديث‪ ،‬وعلي ه فإنن ا س وف نتتب ع‬
‫تاریخ التجاري في هذه العصور الثالث باختصار شديد تقتضيه طبيعة موضوع البحث‬
‫أوال‪ :‬العصور القديمة‪:‬‬
‫يقصد بالعصور القديمة عصور ما قبل التاريخ‪ ،‬فهي لم تعرف فكرة التبادل التجاري‪ ،‬حيث ساد مبدأ االكتفاء الذاتي‪ ،‬فك ل جماع ة‬
‫تنتج األشياء الضرورية لحاجاتها لذلك كانت العالقات التجارية ضئيلة أو معدومة (‪.)1‬‬
‫وفي مرحلة متقدمة انتظم الناس في جماعات وت وافرت الم واد الطبيعي ة في بعض المن اطق مم ا دف ع أص حابها إلى تق ديم ف ائض‬
‫إنتاجهم إلى جيرانهم مقابل ما ينتجه هؤالء فكان ه ذا بداي ة التب ادل في ص ورته األولى‪ ،‬ثم أخ ذ ه ذا النظ ام يتأك د في المجتمع ات‬
‫القديمة‪ ،‬وأقيمت المراكز التجارية واألسواق الموس مية مم ا س اهم في خل ق ع ادات وأع راف تجاري ة ال زالت قائم ة ح تى وقتن ا‬
‫الحاضر‪.‬‬
‫لقد ساهم قدماء المصريين الفراعنة» في إيجاد بعض النظم القانونية؛ كاألوراق التجارية الكمبيالة والسند ألمره وكيفية التداول‪...‬‬
‫ومن أهم الحضارات القديمة مساهمة في نشأة قواعد القانون التجاري هي الحضارة البابلية‪ .‬فيعد قانون حم ورابي (‪2081 2129‬‬
‫ق‪.‬م) أهم وثيقة تاريخية اهتمت بتنظيم التج ارة‪ ،‬فق د أحت وت ش ريعة حم ورابي على (‪ )282‬م ادة ع نيت (‪ )44‬م ادة منه ا بتنظيم‬
‫التجارة‪ ،‬وبينت هذه المواد أهم أحكام العقود التجارية كالقرض بالفائدة‪ .‬الم ادة من ‪ )97‬أو عق د الش ركة الم واد من (‪،)107-100‬‬
‫وشركة المضاربة والوديعة من (‪ )126-120‬والوكالة بالعمولة إلى غير ذلك من األحكام (‪)1‬‬
‫أما الفينيقيون فاهتموا بالتجارة العوامل عدة أهمها‪ :‬حبهم الشديد لها‪ ،‬ورغبتهم في التعامل بها‪ ،‬وموقعهم الجغ رافي على ش واطىء‬
‫البحر األبيض المتوسط حيث أقاموا مراك ز تجاري ة مهم ة مث ل‪ :‬ق برص‪ ،‬رودس‪ ،‬ك ريت‪ ،‬ب يروت‪ ،‬كم ا ك انوا يملك ون أس طوال‬
‫تجارية بحرية ضخمة فساهموا في خلق قواعد قانونية مهمة منها‪ :‬عقد القرض البحري‪ ،‬ولعل أهم م ا أض افوه إلى قواع د الق انون‬
‫التجاري‪ ،‬قاعدة العوار‪ ،‬وتعني نظام الرمي في أصل نظرية الخسارة المشتركة والخس ارة العمومي ة في الق انون البح ري ال تي ال‬
‫زالت معروفة حتى وقتنا الحاضر (‪.)2‬‬
‫ومن اهم اآلثار القانونية التي تركها اإلغريق في مجال التجارة هي معرفتهم بكثير من األنظمة القانونية وأهمها م ا يتعل ق بأعم ال‬
‫البنوك‪ ،‬وبيع المحال التجارية وإجارتها‪ ،‬والق روض البحري ة وخاص ة عق د الق رض البح ري ال ذي أص بح يع رف بنظ ام ق رض‬
‫المخاطر الجسيمة والذي يعد األصل التاريخي لعقد شركة التوصية البسيطة وعقد التأمين البحري‬
‫أما الرومان فقد ساير القانون الروماني عندهم األوضاع االجتماعية واالقتصادية والسياسية في تطورها‪ .‬ولم تع رف روم ا ق انون‬
‫تجارية مستقال للتجارة والتجار‪ ،‬كما لم تعرف التفرقة بين القانون التجاري والق انون الم دني وذل ك راج ع ألس باب عدي دة أهمه ا‪:‬‬
‫تخلص القانون المدني من الشكلية‪ ،‬وعالمية القانون المدني والروماني‪ ،‬وقوة الدولة المركزية‪ ،‬واتس اع س لطة القاض ي التقديري ة‪.‬‬
‫كل ذلك ساهم في خلق قواعد قانونية تجارية أهمها‪ :‬عقد البيع وعقد اإلجارة وعقد الوكالة وعقد الشركة (‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬العصور الوسطى؟‬
‫لم يكتمل القانون التجاري بشكله الحالي‪ ،‬ولم يستقل عن القانون المدني إال في القرون الوسطى‪ ،‬إال أنه مر في مراحل مختلف ة قب ل‬
‫أن يكتمل بنيانه يمكن إيجازها فيما يأتي‪:‬‬
‫لقد سقطت اإلمبراطورية الرومانية الغربية في القرن الخامس الميالدي على أيدي القبائل الجرماني ة‪ ،‬فانكمش ت الحرك ة التجاري ة‬
‫الخارجية والداخلية‪ ،‬ثم جاء الفتح اإلسالمي في القرنين السابع والثامن الميالدي‪ ،‬واستولى الع رب على البح ر األبيض المتوس ط‪،‬‬
‫وسيطروا على التجارة في المدن األوروبية‪ .‬ولقد أدى سقوط اإلمبراطورية الغربية إلى ظهور النظام اإلقطاعي ال ذي اعتم د على‬

‫الصفحة ‪ 5‬من ‪143‬‬


‫اإلقطاعيات التي تعيش في عزلة تامة عن بعضها مم ا أدى إلى رك ود التج ارة في ه ذه الف ترة ألنه ا تق وم أص ال على المنق والت‬
‫المعدة للتداول (‪ .)2‬كما أن السيد اإلقطاعي كان يمارس سلطات الدولة كافة داخل إقطاعتيه‪.‬‬
‫بعد سقوط اإلمبراطورية الرومانية الغربية ظهرت فئات من المغ امرين ش نت هجوم ات متتالي ة على الس فن والم وانىء العربي ة‪،‬‬
‫مكنتهم من جمع األموال التي تسمح لهم بتجارة مستمرة ومنتظم ة‪ ،‬وأخ ذوا يعق دون األس واق الدوري ة والمنتظم ة‪ ،‬وه ذا أدى إلى‬
‫ظهور فئة التجار الذين أحسوا بأنهم فئة اجتماعي ة متم يزة له ا مص الحها الخاص ة ال تي تختل ف عن بقي ة فئ ات المجتم ع‪ .‬فأخ ذوا‬
‫ينظمون صفوفهم‪ .‬بعد أن كانوا طوائف مختلفة‪ ،‬حيث تختص كل طائفة بن وع معين من التج ارة‪ .‬فك انت فلورنس ا مرك زا تجاري ا‬
‫ضخما ومدينة صناعية تضم ‪ 21‬طائفة‪ ،‬وكذلك البندقية وجنوة وغيرها من المدن األوروبية‪.‬‬
‫ونشأت داخل كل طائفة محكمة تعرف بمحكمة الزميل أو القنصل‪ .‬ثم تطورت‬
‫حتى أصبحت تعرف بالمحاكم التجارية‪ ،‬التي تعرف في فرنسا بالمحاكم القنصلية حتى يومنا هذا‪.‬‬
‫لقد اندمج مشايخ الطوائف في اتحاد كبير يس مى الميركانتس يا (‪ )MERCANZIA‬أو البض ايعية في بداي ة الق رن الراب ع عش ر‪،‬‬
‫وكونوا محكمة خاصة عرفت بمحكمة البضايعية التي امتد اختصاصها ليشمل جميع التجار من كل الطوائف‪.‬‬
‫وساهمت الكنيسة والحروب الصليبية في نشأة القانون التجاري‪ ،‬حيث نقل األنظمة الغربية المتعلقة بالعملي ات المالي ة والمص رفية‬
‫إلى الشرق‪ .‬كما كان للكنيسة دور بارز في تطوير نظم القانون التجاري ومن أهم النظم شركة التوصية البسيطة‪.‬‬
‫الصليبيون معهم‬
‫ثالثا‪ :‬العصور الحديثة؛‬
‫سنقصر حديثنا عن تاريخ القانون التجاري في العص ر الح ديث على الق انون الفرنس ي ال ذي أخ ذت عن ه معظم ال دول ومن بينه ا‬
‫التشريع التجاري األردني‪ .‬إن انتشار المحاكم التجارية في فرنسا بأمر من شارل التاسع س نة ‪ 1563‬إلى ج انب الهيئ ات القض ائية‬
‫المدينة كان له دور بارز في تأكيد ذاتية القانون التجاري وفصله عن القانون المدني‪.‬‬
‫وظهرت أول الئحة أو تقنين شامل للقواعد التجارية البرية في مارس عام ‪ .1673‬ووضعت هذه الالئحة على يد لجنة من الخ براء‬
‫من بين أعضائها شيخ التجار اجاك سفاري» لذلك سميت باسمه (‪ ،)CODE SAVARY‬وعلى الرغم من الطابع الشخصي لهذه‬
‫الالئحة إال أنها تعد أهم مصدر للتقنين الفرنسي الحالي والقوانين الحديثة التي أخذت عنه‪.‬‬
‫وفي القرن الثامن عشر فكرت الحكومة الفرنسية في إلغاء نظام الطوائف إذ كانت كل طائفة تعد دولة داخل الدولة‪ ،‬فأصدر الوزير‬
‫تورجو (‪ )Tourgut‬أمرأ في فبراير ع ام ‪ 1776‬ألغي في ه نظ ام الطوائ ف‪ ،‬واص فا ل وائح التج ار ب الغموض ومخالفته ا للق انون‬
‫الطبيعي والمصلحة العامة‪ ،‬إال أن األمر لم يكتب له النجاح ألنه ال يتفق ومصلحة التجار‪ ،‬فأعيد نظام الطوائف من جدي د في ش هر‬
‫آب ‪.1776‬‬
‫وفي ‪ 1789/7/14‬قامت الثورة الفرنسية وأعلنت مبادىء الحرية واإلخاء والمساواة وقضت على امتيازات النبالء فبادرت بإلغ اء‬
‫نظام الطوائف بقانون شابلية ‪ CHAPLI) (ER-‬سنة ‪ .1791‬وشكلت لجنة لوضع قانون تجاري على أسس موض وعية‪ .‬وص در‬
‫القانون التجاري الفرنسي سنة ‪ 1807‬والذي لم يب دأ العم ل ب ه إال من أول ج انفي ع ام ‪ ،1808‬وانتش ر ه ذا الق انون في كث ير من‬
‫الدول ومن بينها بلجيكا وهولندا وإيطاليا و البرتغال وإسبانيا وتركيا ومصر والجزائر ولبنان وسوريا واألردن‪.‬‬
‫ولقد أخذ القانون الفرنسي بالمذهبين الموضوعي و الشخصي في تحديد ما هي ة العم ل التج اري وبالت الي في رس م نط اق الق انون‬
‫التجاري وهو ما أخذ به المشرع األردني أيضا‪.‬‬
‫‪ 6.2‬مصادر القانون التجاري الرسمية واالسترشادية ص‪20‬‬
‫تنقسم مصادر القانون التجاري إلى مصادر حقيقي ة ومص ادر ش كلية‪ ،‬والمص ادر الحقيقي ة هي العوام ل االجتماعي ة واالقتص ادية‬
‫والسياسية‪ ،‬ودراسة هذه المصادر تدخل ضمن علم االجتماع القانوني أو فلسفة القانون‪ .‬لذلك سنقصر دراستنا على مصادر القانون‬
‫الرسمية واالسترشادية‪،‬‬
‫أوال‪ :‬المصادر الرسمية‬
‫التشريع‬
‫يحتل التشريع المرتبة األولى في الدول المتمدن ة‪ ،‬ونقص د بالتش ريع هن ا الق انون التج اري والق انون الم دني كمص در للمع امالت‬
‫التجارية‬
‫التشريع التجاري‬
‫يقصد بالتشريع التجاري تلك النصوص المكتوبة التي تعالج مختلف موضوعات القانون التجاري األردني‪ ،‬ومنه ا‪ :‬ق انون التج ارة‬
‫األردني الصادر سنة ‪ ،1966‬وق انون الش ركات رقم (‪ )1‬لس نة ‪ ،1989‬ونظ ام س جل التج ارة رقم (‪ )130‬لس نة ‪ ،1966‬وق انون‬
‫الصفحة ‪ 6‬من ‪143‬‬
‫العالم ات التجاري ة رقم (‪ )33‬لس نة ‪ ،1952‬وق انون امتیازات االختراع ات والرس وم رقم (‪ )22‬لع ام ‪ 1953‬إلى غ ير ذل ك من‬
‫التشريعات في مختلف الموضوعات‪ ،‬ويتضمن التشريع التجاري أيضا التشريعات المكملة والمعدلة له‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن التشريع التجاري األردني جاء متأثرة بالقانون السوري المأخوذ بدوره عن القانونين اللبناني والفرنس ي‪ ،‬إال أن‬
‫المشرع األردني عالج الكثير من موضوعات القانون التجاري األردني متأثرة بما وصل إلي ه الفق ه والقض اء الفرنس ي من أحك ام‬
‫وآراء جديدة‬
‫التشريع المدني‬
‫يعد القانون المدني الشريعة العامة لكل فروع القانون الخاص‪ ،‬وما القانون التجاري إال ف رع من ه ذه الف روع‪ ،‬ل ذلك يع د الق انون‬
‫المدني مصدرة أساسية من مصادره‪.‬‬

‫ففي حالة حصول نزاع بين شخصين‪ ،‬وعرض األمر على القضاء‪ ،‬ولم يجد حكما لهذا النزاع بين نصوص القانون التجاري فعلي ه‬
‫أن يطبق أحكام القانون المدني باعتبارها الشريعة العامة الموجهة لكل أفراد المجتمع‪ ،‬والجدير بالذكر أن أحكام الق انون الم دني ال‬
‫تنطبق کلما خال القانون التجاري من نصوص خاصة‪ .‬بل يشترط لتطبيقها أن تكون متسقة مع متطلبات الحياة التجارية‪ ،‬وأن يكون‬
‫القانون التجاري قد أحال إليها‪ ،‬وذلك عمال بأحكام المادة الثانية من قانون التجارة األردني‪.‬‬
‫وفي حالة تعارض نص مدني مع نص تجاري بشأن مسألة معينة ثار النزاع حوله ا يجب تط بيق النص التج اري واس تبعاد النص‬
‫المدني‪ ،‬وذلك تمشيا القاعدة الفقهية أن الخاص يقيد العام‪ ،‬والقانون التجاري خاص‪ ،‬بينما القانون المدني هو الشريعة العامة‪.‬‬
‫• العرف والعادات التجارية‬
‫‪ -‬العرف‪:‬‬
‫إن العرف يؤدي دورا مهما كمصدر من مصادر القانون التجاري‪ ،‬وتف وق أهمي ة م ا ل ه من دور في أي ف رع من ف روع الق انون‬
‫األخرى‪ ،‬لدرجة أن بعض الفقه اعتبره كالنص التجاري المكتوب وقدمه على التشريع المدني في ترتيب مصادر الق انون التج اري‬
‫والجدير بالذكر أن معظم قواعد القانون التجاري الحالي هي أعراف تجارية تعارف عليها التجار في القرون الوسطى‬
‫والعرف ‪ :‬هو اطراد أو تكرار سلوك الناس في مسألة معينة بطريقة معينة االعتقاد بأن هذا السلوك ملزم لهم قانون (‪.)2‬‬
‫إال أن المشرع ال يستطيع مالحقة العرف التجاري وتطوره‪ ،‬فظلت التشريعات قاصرة عن اإللمام بجميع القواع د العرقي ة‪ ،‬فض ال‬
‫عن تعمد المشرع التجاري إلى ترك بعض المسائل لينظمها‪ .‬ومن أمثلة العرف التجاري قاعدة افتراض التضامن بين الم دينين في‬
‫المعامالت التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬قاعدة عدم تجزئة الحساب الجاري‪.‬‬
‫‪ -‬قاعدة عدم االحتجاج بالدفوع على حامل الورقة التجارية حسن النية‪.‬‬
‫‪ -‬قاعدة تقاضي فوائد على متجمد الفوائد في الحسابات المصرفية‪.‬‬
‫‪ -‬قاعدة إعذار المدين التاجر بخطاب مسجل أو عادي بدال من ورقة رسمية‪.‬‬
‫والعرف قانون يطبقه القاضي من تلقاء نفسه‪ ،‬ألنه يفترض علمه به دون التمسك به من جانب أطراف ال نزاع‪ ،‬وال يكل ف الخص م‬
‫بإثباته‪ ،‬ولما كان من الصعب المام القاضي باألعراف التجارية كاف ة فيجب على من ي دعي وج ود ع رف تج اري أن يثبت ه ط رق‬
‫اإلثبات‪ ،‬وغالبا ما يتم ذلك بتقديم شهادة من الغرف التجارية أو نقابة مهنية أو من القناصل في الخارج بالنس بة لألع راف األجنبي ة‬
‫غير أن هذه الشهادة غير ملزمة للقاضي‪ ،‬ولكن له الحق في أن يستأنس بها‪.‬‬
‫وبما أن العرف قانون فهل يحق لمحكمة النقض الفرنسية أو التمييز األردني ة أن ت راقب تطبيق ه لق د اختل ف الفق ه في ه ذا الش أن‪،‬‬
‫فذهب رأي إلى أن العرف من قبيل القواعد القانونية‪ ،‬ل ذلك ف إن القاض ي يخض ع في تق ديره لوج ود الع رف وفي تفس يره الرقاب ة‬
‫محكمة النقض ومحكمة التمييز‪.‬‬
‫وذهب رأي آخ ر إلى أن الع رف ال يع د من قبي ل القواع د القانوني ة‪ ،‬وبالت الي ال رقاب ة المحكم ة النقض أو التمي يز على قاض ي‬
‫الموضوع فيما يتعلق بوجود العرف وتفسيره‪ ،‬ألن تدخل محكمة النقض يؤدي إلى تثبيت العرف وتوحيده‪ ،‬إال أن ه من األفض ل أن‬
‫يترك العرف ليتغير تبعا لتغير مقتضيات التجارة من حيث الزمان والمك ان‪ .‬ومن المتف ق علي ه أن ه ال يج وز للع رف التج اري أن‬
‫يخالف نصا تجارية آمرة‪ ،‬غير أن األمر يثور بصدد تعارض العرف التجاري النص المدني األمر‪.‬‬
‫ذهب بعض الفقه إلى أن النص المدني األمر أقوى من العرف التجاري على اعتبار أن القانون المدني هو الشريعة العامة الموجهة‬
‫إلى جميع األفراد والتي يجب تطبيقها في حالة عدم وجود نص تجاري‪ ،‬بينما ذهب رأي آخر إلى أنه يجب تطبيق العرف التجاري‬

‫الصفحة ‪ 7‬من ‪143‬‬


‫وتقديمه على النص المدني األمر‪ ،‬ألن العرف التجاري يدخل ضمن المفهوم الكامل للقانون التجاري‪ ،‬ويبقى ضمن مفه وم القاع دة‬
‫الخاصة التي تنطبق قبل القاعدة العامة؛ ألن هذا يتفق ومقتضيات التجارة‪ ،‬وهذا الرأي يعد تعليال عمليا ال قانونيا‪.‬‬
‫والعرف قد يكون خاصا أو محلية‪ ،‬وقد يكون دولية وقد يكون عرفا عاما‪.‬‬
‫والعرف الخاص‪ :‬ما يتبع في مهنة معينة أو في تعامل تجاري معين‪.‬‬
‫والعرف المحلي‪ :‬ما يتبع في مدينة أو منطقة معينة‪.‬‬
‫والعرف العام‪ :‬ما يسود في بلد معين أو على نطاق دولي‪.‬‬

‫وعند التعارض يرجح العرف الخاص على العرف المحلي والعرف العام‪ ،‬كما يرجح العرف المحلي على العرف العام (‪)1‬‬
‫العادات التجارية‬
‫هي أحكام درج الناس على اتباعها في معامالتهم دون أن يتوافر لديهم االعتقاد بأنها ملزمة لهم‪ ،‬فهي تختلف عن العرف التج اري‬
‫الذي يتطلب توافر الركن المادي والركن المعنوي حتى يكتس ب الص فة اإللزامي ة‪ .‬أم ا الع ادة التجاري ة فال يت وافر له ا إال ال ركن‬
‫المادي دون المعنوي وبالتالي ال يتوافر لها القوة االلزامية‪.‬‬
‫فالعادة ليست قانونا وبالتالي ال تطبق إال إذا اتجهت إرادة المعتقدين ضمنا إلى األخذ بها‪ ،‬لذلك سميت بالعادة االتفاقية‪.‬‬
‫وللعادات التجارية أهمية خاصة المعامالت التجارية التي قوامها الس رعة‪ ،‬حيث اليت وافر ال وقت الك افي إلدراج ه ذه الع ادات في‬
‫عقودهم‪ ،‬لذلك تتجه إرادتهم ضمنا إلى األخذ بها من ناحية‪ ،‬ومن ناحية ثانية فإن معظم العمليات التجارية تتم بين التج ار وهم على‬
‫علم بهذه العادات وبالتالي ال ضرورة إلدراجها في عقودهم‪ ،‬ومن أمثلة العادات االتفاقية ما يأتي‬
‫‪ -‬جريان العمل على مدة معينة للرجوع بضمان العيوب الخفية‪.‬‬
‫‪ -‬اتباع طريقة معينة لحزم البضائع وتقديرها وزنا وعددا أو قياسية‪.‬‬
‫‪ -‬إنقاص الثمن بدال من فسخ العقد إذا كانت البضاعة المسلمة من صنف أقل جودة من الصنف المتفق علي ه أو ك انت كميته ا أق ل‪،‬‬
‫لما يترتب على الفسخ من إعادة نقل البضاعة إلى البائع واضطراب في العالقات القانونية‪.‬‬
‫ولما كانت العادة االتفاقية تستمد قوتها من إرادة المتعاقدين وتطبق بصفتها شرطا في العقد‪ ،‬فيترتب على ذلك نتائج عدة أهمها‪:‬‬
‫ال يفترض علم القاضي بها‪ ،‬وال تطبق إال إذا تمسك بها الخصم‪ ،‬وعلى من يتمسك بعادة اتفاقية أن يقيم الدليل على وجودها بجمي ع‬
‫طرق اإلثبات‪ ،‬وللقاضي السلطة المطلقة في تقدير وجود العادة من عدمه‪ ،‬وهذه مس ألة تتعل ق ب الواقع الم ادي وال تخض ع لرقاب ة‬
‫محكمة النقض الفرنسية أو محكمة التمييز األردنية‪.‬‬
‫ثانيا المصادر االسترشادية‪:‬‬
‫تنحصر المصادر التفسيرية للقانون التجاري في مصدرين هما‪ :‬القضاء والفقه‪ ،‬اللذان يقومان بتوضيح مض مون القاع دة القانوني ة‬
‫وتحديد نطاقها‪.‬‬
‫القضاء‬
‫يقصد بالقضاء مجموعة المبادئ القانونية التي تستخلص من استقرار أحكام لمحاكم على اتباعها والحكم بها‪.‬‬
‫والسؤال المطروح إلى أي حد يساهم القضاء في خلق القاعدة القانونية؟ ولإلجابة عن هذا التساؤل يتعين التفرقة بين قض اء النظ ام‬
‫القانوني األنجلو سکوني وقضاء النظام القانوني الالتيني‬
‫القضاء األنجلوسكوني‪:‬‬
‫يعد القضاء في الدول األنجلوسكونية مصدرة رسمية للقانون كالتشريع؛ ألنه يعترف له في خل ق القواع د القانوني ة عن طري ق م ا‬
‫يسمى بالسابقة القضائية الملزمة‪ ،‬فمتی صدر حكم من إحدى المحاكم يعد سابقة قض ائية ملزم ة‪ ،‬تل تزم بتط بيق ه ذه القاع دة ال تي‬
‫تضمنها هذا الحكم المحكمة نفسها التي أصدرته في الحاالت المماثلة‪ .‬هذا فض ال عن ال تزام المح اكم األخ رى األدنى منه ا درج ة‬
‫بتطبيق القاعدة نفسها‪ ،‬فقضاء االستئناف (‪ )CVrtof apeal‬يل زم المحكم ة نفس ها‪ ،‬ويل زم المح اكم األدنى درج ة منه ا‪ .‬وأحك ام‬
‫مجلس اللوردات (‪ )House of Lords‬يلزم المجلس نفسه وتقيد جميع محاكم المملكة المتحدة‪.‬‬
‫من كل ما سبق تثبت القوة الملزمة للمسابقة القضائية عن طريق العمل بها‪ ،‬مما ي ؤدي إلى نش وء القاع دة القانوني ة‪ ،‬فال يح ق بع د‬
‫ذلك مخالفة هذه القاعدة القانونية أو االمتناع عن تطبيقها في نزاع مماثل‪.‬‬
‫القضاء الالتيني‪:‬‬
‫ال يعد القضاء في الدول ذات النظام الالتيني كفرنسا ومصر والجزائر واألردن مصدرا ملزما بل هو مصدر تفس يري‪ ،‬ألن ال دور‬
‫األساسي للقضاء في هذه الدول هو تطبيق القانون‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك نجد في الواقع أن للقضاء سلطة واس عة في التغ ير نظ رة‬
‫الصفحة ‪ 8‬من ‪143‬‬
‫العمومية القواعد القانونية وتجريدها‪ .‬وكثيرا ما ساهم القضاء في خلق القواعد القانونية تحت ستار تفسير القانون لسد الثغ رات في‬
‫النصوص التشريعية‪ ،‬وحتى تتحقق مالئمة هذه النصوص للظروف االجتماعية الالحقة على وضعها‪.‬‬

‫ومن أمثلة جهود القضاء في خلق القواعد القانونية التجارية‪ ،‬ابتداع نظرية الشركة الفعلي ة‪ ،‬واألفالس الفعلي‪ ،‬والحس اب الج اري‪،‬‬
‫ونظرية المنافسة غير المشروعة‪ ،‬والتنظيم القانوني لعمليات البورصة‪ ،‬واعتبار العمل تجارية بالتبعية ولو كان في األص ل مدني ة‬
‫طالما قام به تاجر وتعلق بشؤون تجارته‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة الثامنة من القانون األردني‬
‫وهناك كثير من الدوريات التي تهتم بنشر أحكام القضاء التجاري أهمها النشرة المختصة بنشر األحكام القضائية الفرنسية المتعلق ة‬
‫بالمنازعات التجارية مجموعة دالوز (‪ ،)DALIOZ‬والنشرة القضائية اللبنانية ال تي تص درها وزارة الع دل اللبناني ة‪ ،‬ومجموع ة‬
‫حاتم التي يصدرها المحامي شاهين حاتم‪ ،‬ومجموعة المحاماة وتصدرها نقابة المحامين المصريين‪ ،‬ومجلة المحاماة التي تصدرها‬
‫نقابة المحامين األردنيين‪ ،‬إلى غير ذلك من المجالت والدوريات المهتمة بنشر أحكام القضاء في كثير من الدول‪.‬‬
‫الفقه‬
‫هو آراء رج ال الق انون من أس اتذة وقض اة ومح امين وغ يرهم‪ ،‬وجميعهم يقوم ون ب دور مهم في نص وص الق انون وتفس يره في‬
‫مؤلفاتهم القانونية العملية‪ ،‬عارضين وجهة نظرهم فيما يعرض عليهم من مسائل قانونية سواء بإبداء الرأي فيها بما يتوصلون إلي ه‬
‫من نظريات قانونية علمية غير معروفة من قبل‪ ،‬ويؤدون هذا الدور أيضا عن طريق تحليل أحكام القضاء ونق دها وتبي ان االتج اه‬
‫العام للقضاء في مسألة معينة لكي يهتدى بها‪.‬‬
‫وغالبا ما يتبنى المشرع آراءهم ونظرياتهم التي يقترحونها عند وضع تشريع جديد أو عند اجراء تعديل ما على هذا التشريع‪.‬‬
‫وعلى الرغم من الدور العام والخطير الذي يؤديه الفقه في مجتمعاتنا المعاصرة إال أنه يبقى مصدر تفس یرية وال ي رقى إلى مرتب ة‬
‫المصادر الرسمية‪ ،‬وهذا خالفا لما كان عليه الفق ه في العص ور القديم ة حيث ك ان مص در رس مية للق انون‪ ،‬ولعب دورة تاريخي ة‬
‫بالنسبة للشرائع القديمة وخاصة في القانون الروماني والشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫وهناك مئات المؤلفات العلمية القيمة لرجال الفقه المتعلقة بالقانون التجاري تحديدا سواء في ذلك الفق ه الفرنس ي أم الع ربي والفق ه‬
‫المصري أم السوري أم اللبناني أم األردني‬

‫‪ .3‬القواعد التي تدعم االئتمان ص‪26‬‬


‫‪ 1.3‬التضامن ص‪26‬‬
‫إن التضامن في المعامالت التجارية يختلف عنه في المعامالت المدنية؛ فبينما يكون التضامن في المعامالت المدنية بناء على نص‬
‫صريح في القانون أو بناء على اتفاق صریح بين الط رفين ألن ه ال يف ترض‪ .‬وعلى العكس من ذل ك ف إن التض امن في المع امالت‬
‫التجارية مفترض بين المدينين في الديون التجارية دون حاجة إلى اتفاق صریح في القانون‪ ،‬وكذلك الحال بالنسبة للكفالة التجاري ة‬
‫في حالة تعدد الكفالء‪..‬‬
‫والحكمة في ذلك دعم االئتمان التجاري وتجنب الدائن خطر إعسار أحد المدينين أو إفالسه لكي يتمكن من أخذ حقه كامال‪.‬‬
‫وإن نص القانون األردني على التضامن بين الشركاء في شركة التضامن‪ ،‬والتضامن بين جمي ع المل تزمين في الورق ة التجاري ة‪،‬‬
‫دليل قاطع على افتراض التضامن في المع امالت التجاري ة بش كل ع ام وعلى األخ ذ بالتض امن وأهميت ه في ه ذه المس ائل بش كل‬
‫خاص‪.‬‬
‫‪ 2.3‬سعر الفائدة ص‪26‬‬
‫إن الفائدة في القانون التجاري تختلف عنها في القانون المدني‪ ،‬ف أغلب ق وانين ال دول المختلف ة تح دد س عرا للفائ دة في المع امالت‬
‫التجارية أكثر منه في المعامالت المدنية‪ ،‬فتحدده قوانين بعض الدول العربية بخمسة في المئة في المسائل التجارية وأربعة بالمائ ة‬
‫في المسائل المدنية‪.‬‬
‫أما في القانون األردني فال توجد نصوص في القانون المدني تشير إلى الفائدة في المسائل المدنية وهذا ش يء منطقي النع دام روح‬
‫المضاربة في هذه المعامالت‪ .‬غير أن نظام المرابحة العثماني ما زال معموال به في األردن خاصة في مجال المعامالت التجارية‪،‬‬
‫وقد جعل الحد األقصى للفائدة (‪ ،)%9‬ويجب أال تتجاوز الفائدة مقدار رأس المال وفقا لهذا القانون‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 9‬من ‪143‬‬


‫أما من حيث سريان الفائدة فيبدأ من تاريخ حلول أج ل ال دين في المع امالت التجاري ة‪ ،‬أم ا في الق انون الم دني فال تس ري إال بع د‬
‫اإلعذار والمطالبة بها أمام القضاء وفقا القوانين الدول التي تجيز ذلك‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بالفوائد المركبة فلقد نص نظام المرابحة في المادة الخامسة منه على عدم جواز أخذ فوائد مركبة إال إذا كانت ناتج ة‬
‫من حساب جار بين التجار‪.‬‬
‫ويرى بعض الفقهاء أن أخذ فوائد على متجمد الفوائ د ليس قاص رة على الحس اب الج اري وح ده‪ ،‬وإنم ا يش مل جمي ع المع امالت‬
‫التجارية الشتراكها جميعا في العلة‪ ،‬وهي أهمية األجل االستثمار النقود في المع امالت التجاري ة‪ .‬كم ا أن نظ ام المرابح ة لم ينص‬
‫على الحساب الجاري إال ألهميته به (‪ .)1‬وهذا ما أخذت به محكمة التمييز األردنية في بعض أحكامها(‪)2‬‬
‫‪ 3.3‬انتفاء صفة التبرع ص‪27‬‬
‫يفترض في العمل التجاري أنه يتم لقاء أج ر معين‪ ،‬وإذا لم يتم االتف اق على ه ذا األج ر فيتم تعيين ه من قب ل القض اء وفق ا لقواع د‬
‫المهنة التي يدخل في نطاقها هذا العمل‪ .‬وينطبق ذلك على جميع األعمال التجارية بم ا فيه ا الوكال ة بالعمول ة والسمس رة والوكال ة‬
‫التجارية‪ .‬وهذا ما نصت عليه المادة (‪ )55‬من قانون التجارة األردني (إن كل التزام تجاري يقصد به القيام بعمل أو بخدم ة ال يع د‬
‫معقودة على وجه مجاني وإذا لم يعين الفريقان أجرة وعمولة أو سمسرة فيستحق األجر المعروف في المهنة)‪.‬‬
‫أما العمل المدني فاألمر يختلف حيث يك ون في األص ل دون مقاب ل‪ ،‬م الم يتم االتف اق على خالف ذل ك أو يوج د نص في الق انون‬
‫المدني يتطلب ذلك‪.‬‬
‫‪ 43‬اإلفالس ص‪27‬‬
‫هو توقف التاجر عن دفع دين من ديونه التجارية في مواعيد اس تحقاقاتها‪ ،‬إن الم دين ب دين تج اري يؤخ ذ بالش دة والقس وة‪ ،‬قص د‬
‫توفير الضمان وبث الطمأنينة في نفوس الدائنين وتحقيق المساواة الحقيقية فيما بينهم‪ ،‬وهذه القسوة ضرورية لتحقيق تس وية ش املة‬
‫األموال التاجر المفلس‪ ،‬لذلك تطبق هذه األحك ام على الت اجر وح ده‪ ،‬ألنه ا ت ؤدي إلى غ ل ي ده عن إدارة أموال ه والتص رف فيه ا‬
‫وكذلك تصفيتها وبيعها وتوزيع ثمنها على الدائنين قسمة غرماء‪.‬‬
‫أما الشخص المدني الذي يعجز عن سداد ديونه فيخضع إلى نظام يختلف عن نظام اإلفالس‪ ،‬يعرف بنظام اإلعسار‪ ،‬وهو أقل ش دة‬
‫وقسوة من نظام اإلفالس‪ ،‬ولكن في المحصلة النهائية ال بد من إصدار حكم على المدين بناء على طلب المدين نفسه أو أحد دائني ه‪،‬‬
‫من أجل الحجز على أموال مدينهم ثم بيعها وتقسيمها بين الدائنين قسمة غرم اء‪ .‬وه ذا م ا نص ت علي ه الم ادة (‪ )376‬في الق انون‬
‫المدني األردني‪.‬‬
‫‪ 5.3‬صفة التاجر ص‪28‬‬
‫إن احتراف العمل التجاري من قبل شخص ما يكسبه صفة التاجر‪ ،‬وهذا ما نصت عليه الم ادة (‪ )1/9‬من ق انون التج ارة األردني‪:‬‬
‫«التجار هم األشخاص الذين تكون مهنتهم القيام بأعم ال تجاري ة»‪ .‬وي ترتب على اكتس اب ه ذه الص فة خض وع لاللتزام ات ال تي‬
‫يخضع إليها التجار وأهمها القيد في السجل التجاري‪ ،‬ومسك الدفاتر التجارية‪ ،‬واالنضمام إلى عضوية الغرف التجارية‪ .‬كما يطبق‬
‫عليه نظام اإلفالس‪ ،‬وهذا خالفا للشخص الذي يمارس العمل المدني كالمزارع مثال فهو يخضع ألحكام القانون الشخص المدني‪،‬‬

‫‪ .4‬القواعد التي تدعم السرعة ص‪28‬‬


‫‪ 1.4‬االختصاص القضائي ص‪28‬‬
‫هر السلطة الممنوحة لجهة معينة للفصل في الخصومات وحسم المنازع ات وفق ا األحك ام الق انون باتب اع إج راءات خاص ة تتخ ذ‬
‫أشكاال معينة يقوم بها الخصوم والقضاء وأعوانه (‪ )1‬ويقسم االختص اص القض ائي إلى ن وعين‪ :‬اختص اص ن وعي‪ ،‬واختص اص‬
‫محلي‬
‫أوال‪ :‬االختصاص النوعي‬
‫يقوم النظام القضائي في بعض الدول كفرنسا مثال على أساس وج ود ن وعين من المح اكم‪ :‬المح اكم المدني ة ص احبة االختص اص‬
‫العام‪ ،‬وتقوم بالفصل في جميع الدعاوى التي لم يجعله ا المش رع من اختص اص مح اكم أخ رى‪ ،‬والمح اكم التجاري ة ال تي تختص‬
‫بالمنازعات التجارية‪،‬‬

‫الصفحة ‪ 10‬من ‪143‬‬


‫أما في األردن فيقوم التنظيم القضائي أساسا على مبدأ وح دة االختص اص؛ وح دة المح اكم المدني ة والتجاري ة‪ ،‬حيث يختص ن وع‬
‫واحد من المحاكم بالنظر في المنازعات المدنية والتجارية على حد سواء‪ ،‬كما جرى العم ل على تش كيل دائ رة أو أك ثر للنظ ر في‬
‫المنازعات التجارية ضمن المحاكم االبتدائية أو الصلح أو البداية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االختصاص المحلي؛‬
‫يقصد بالقضاء المحلي‪ :‬هي المحاكم التي يقع ها في مكان ويكون لها دائرة اختصاص مكاني‪.‬‬
‫وفي القانون المدني تكون المحكمة المختصة هي محكمة موطن المدعي عليه‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة (‪ )36‬من ق انون أص ول‬
‫المحاكمات المدنية‪ ،‬بينما يجوز للمدعي في المعامالت التجارية أن يرفع دعواه أمام محكمة من محاكم ثالث‬
‫‪ -1‬محكمة موطن المدعى عليه‪ :‬يعد المكان الذي يباشر فيه الشخص تجارت ه موطن ا بالنس بة لألعم ال المتعلق ة به ذه التج ارة إلى‬
‫جانب موطنه األصلي (المادة ‪ 40‬من القانون المدني األردني) إال أن هناك استثناءات أوردها المشرع على هذه القاع دة في ق انون‬
‫أصول المحاكمات المدنية أهمها‪:‬‬
‫أ‪ -‬ترفع الدعاوى العقارية أو دعاوى األشغال المتعلقة بالعقار أو دعاوی اإليج ارات المتعلق ة بالعق ارات‪ ،‬وأن تك ون تجاري ة أم ام‬
‫المحكمة التي يقع العقار في دائرة اختصاصها «مادة ‪ 37‬من أصول قانون المحاكمات المدنية»‪..‬‬
‫ب‪ -‬ترفع الدعاوى المتعلقة بالشركات‪ ،‬بالنسبة لمنازعات الش ركات‪ ،‬أم ام المحكم ة ال تي يق ع المرك ز ال رئيس للش ركة في دائ رة‬
‫اختصاصها مادة (‪.)38‬‬
‫ج‪ -‬ترفع الدعاوى في مواد اإلفالس أو التسوية القضائية أمام المحكمة التي قضت به مادة (‪.)41‬‬
‫‪ -2‬محكمة محل إبرام العقد والتسليم‪ :‬يشترط لالختصاص هنا أن يكون االتفاق أو التسليم قد حص ال في دائ رة المحكم ة‪ ،‬ويش ترط‬
‫أن يكون التنفيذ قد تم فعال‪ ،‬جميعه أو جزء منه‪ ،‬فال يكفي أن يكون متفقا على حصول التنفي ذ في دائرته ا‪ .‬م ادة (‪ ،)44‬من أص ول‬
‫للمحاكمات المدنية‪.‬‬
‫‪ -3‬محكمة محل الدفع‪ :‬وهو المكان الذي تم االتف اق بين الط رفين على الوف اء في ه‪ ،‬وه و م ا نص ت علي ه الم ادة (‪ )44‬من ق انون‬
‫أصول المحاكمات المدنية‪.‬‬
‫‪ 2.4‬اإلثبات ص‪30‬‬
‫أوال‪ :‬مبدأ حرية اإلثبات‬
‫إن اإلثبات في المعامالت التجارية حر مطلق من كل قيد؛ أي أن المبدأ العام هو حري ة اإلثب ات وبالت الي يج وز إثب ات التص رفات‬
‫القانونية التجارية مهما كانت قیمتها بجميع طرق األثبات؛ كالبينة والقرائن والدفاتر التجارية والمراسالت والفواتير إلى غ ير ذل ك‬
‫من طرق اإلثبات‪.‬‬
‫وتستند قاعدة حرية اإلثبات في المواد التجارية على الضرورة االقتصادية التأمين سرعة إيرام العقود التجارية وتبس يط إجراءاته ا‬
‫من جهة‪ ،‬وعلى الثقة واالئتمان من جهة أخرى ‪-‬‬
‫ثانيا‪ :‬تطبيقات الميدة‬
‫‪ -1‬يجوز إثبات ما يخالف أو ما يجوز المكتوب ب دليل غ ير كت ابي في المع امالت التجاري ة خالف ا للقاع دة العام ة في اإلثب ات في‬
‫المعامالت المدنية‪ ،‬إذ ال يجوز إثبات ما يخالف الكتابة أو ما يجاوزها إال بدليل كتابي‪.‬‬
‫‪ -2‬تخضع األعمال المدنية لقاعدة عدم جواز االحتجاج بتاريخ المحررات العرفية على غ ير المتعاق دين‪ .‬وذل ك بعكس المع امالت‬
‫التجارية التي يجوز االحتجاج فيها بتاريخ المحررات العرفية على غير المتعاقدين دون اشتراط ثبوت الكتابة‪.‬‬
‫‪ - 3‬يجوز في المواد التجارية إثبات السندات العادية بالنسبة إلى الغير بجميع طرق اإلثبات‪ ،‬كذلك يعد تاريخ اإلسناد القابلة للت داول‬
‫وتاريخ تطهيرها صحيحين إلى أن يثبت العكس‪ ،‬وذلك خالفا لما هو مقرر في المواد المدنية م ع أن الس ند الع ادي ال يع د ص حيح‬
‫التاريخ بالنسبة إلى الغير إال من يوم تسجيله أو من يوم إدراج خالصته في سند رسمي‬
‫‪ - 4‬يحق خصم التاجر االستناد إلى دفاتر التاجر ليستخلص منها دليال لمصلحته وذلك خروجا على القواعد العامة التي تقضي بعدم‬
‫إجبار الشخص على تقديم دليل لنفسه‪ ،‬كذلك يحق للتاجر أن يصطنع دليال لنفسه على دفاتره كوسيلة إثبات‪.‬‬
‫ثالثا واالستثناءات الواردة على مبدأ حرية اإلثبات‬
‫‪ -1‬اشترط المشرع الكتابة إلثبات بعض التصرفات القانوني ة التجاري ة مث ل عق د الش ركة التجاري ة‪ ،‬وعق د ش راء الس فن وبيعه ا‪،‬‬
‫وبعض التصرفات البحرية‪ ،‬وعقد بيع ورهن المحل التجاري‪.‬‬
‫‪ -2‬إن طبيعة بعض المع امالت ال يمكن أن تك ون إال كتاب ة كم ا ه و الح ال في الس فتجة أي س ند الس حب والش يك والس ند ألم ر‪،‬‬
‫وحسابات البنوك‪ ،‬فال يتصور مباشرة العمل التجاري في هذه المسائل دون الكتابة ألنها تصرف شكلي (‪)1‬‬
‫الصفحة ‪ 11‬من ‪143‬‬
‫رابعا‪ :‬قواعد اإلثبات ال تتعلق بالنظام العام؛‬
‫يجوز االتفاق على أن يكون اإلثبات في المعامالت التجارية بالكتابة وذلك خالفا للقاعدة العامة‪ ،‬وهي حرية اإلثبات في المع امالت‬
‫التجارية لعدم تعلقه بالنظام العام‪ .‬وفي هذه الحالة ال يجوز للطرفين اإلثبات بغير الكتابة‪ ،‬كما يجوز االتفاق على أن يك ون اإلثب ات‬
‫في المواد المدنية بجميع طرق اإلثبات‪.‬‬
‫‪ 3.4‬المهلة القضائية ص‪31‬‬
‫نصت المادة (‪ )364‬من القانون المدني األردني على ما يأتي‪:‬‬
‫‪ - 1‬يجوز للمتعاقدين أن يحددا مقدمة قيمة الضمان بالنص عليها في العقد أو في اتفاق الحق مع مراعاة أحكام القانون‪.‬‬
‫‪ - 2‬يجوز للمحكمة في جميع األحوال بناء على طلب أحد الطرفين أن تعدل في هذا االتفاق بما يجعل التقدير مساويا للض رر ويق ع‬
‫باطال كل اتفاق يخالف‬
‫ذلك‪.‬‬
‫كما نصت المادة (‪ ) 1/56‬من قانون التجارة األردني على ما يأتي‪« :‬ال يحق للمحكمة ا المواد التجارية أن تمنح مهال للوفاء إال في‬
‫ظروف استثنائية»‪.‬‬
‫يستفاد من هذه‪ .‬أنه يجوز منح مهلة قضائية للوفاء بالديون المدينة متى كان المدين حسن النية وحالته تستدعي ذلك عدم وجود نص‬
‫يمنع ذلك‪ ،‬شريطة أال يؤدي هذا التأجيل إلى إلحاق الضرر بالدائن‪.‬‬
‫بينما ال يجوز في المواد التجارية منح مهلة قضائية للوفاء بالديون التجارية إال عند الضرورة‪ .‬وال يجوز منح مهلة قضائية للم دين‬
‫في الورقة التجارية إطالقا‪ ،‬وتعليل ذلك أن الحياة التجارية تستدعي وفاء المدين بالتزامه بأسرع وقت ممكن ألن عدم وف اء الم دين‬
‫في ميعاد االستحقاق يلحق ضررة جسيمة بال دائن ألن ه س يعجز ب دوره عن الوف اء بديون ه‪ ،‬وه ذا س وف ي ؤدي إلى إفالس الت اجر‬
‫وإلحاق الضرر باالئتمان التجاري‪.‬‬
‫‪ 4.4‬التقادم ص‪32‬‬
‫إن التقادم المسقط هو الذي يتقادم الحق فيه نتيجة لسكوت ص احبه عن المطالب ة ب ه م دة من ال زمن حيث يس قط بع د م رور الم دة‬
‫المحددة قانونيا‪.‬‬
‫ويرتكز التقادم المسقط على اعتبارات مهمة بالنسبة للمصلحة العامة تدور حول استقرار التعام ل‪ .‬وه ذا يحتم علين ا أن نتس أل إلى‬
‫متى يستطيع الدائن أن يطالب بالدين دون أن يواجه بتقادمه‪.‬‬
‫ال بد من تحديد وقت‪ ،‬وقد اختلفت التشريعات في ذلك فبينما يحدده القانون الفرنسي بثالثين سنة نجد القانون األردني يحدده بخمس‬
‫عشرة سنة‪ .‬المادة (‪ )449‬من القانون المدني األردني‪.‬‬
‫غير أن المشرع التجاري األردني قد حدد مدة التقادم بعشر سنوات‪ .‬المادة (‪ )1758‬افي المواد التجارية يسقط بالتقادم حق االدعاء‬
‫بمرور عشر سنوات إن لم يعين أجل أقصرا‪.‬‬
‫إال أن القانون التجاري يشير إلى مدة تقادم أقص ر بكث ير من ذل ك وخاص ة في األوراق التجاري ة‪ ،‬ولع ل ه دف المش رع من ذل ك‬
‫استقرار المعامالت‪ ،‬كما أنه ليس من المألوف أن يسكت التجار عن المطالبة بحقوقهم مدة طويلة‪ ،‬ألن الحياة التجارية تستلزم ذلك‪.‬‬

‫‪ .5‬الخالصة ص‪33‬‬
‫الحظت عزيزي المدارس من دراستك لهذه الوحدة النظام القانوني التجاري» أن الفكرة األساسية فيها‪ .‬هي معرف ة القواع د العام ة‬
‫للقانون التجاري‪.‬‬
‫في البداي ة عرفن ا الق انون التج اري‪ ،‬وم بررات وج وده والمتمثل ة أساس ا الت اجر إلى الس رعة واالئتم ان التج اري في معامالت ه‬
‫التجارية‪ ،‬ثم موقع القانون التجاري‪ ،‬وعالقته باألنظمة القانونية األخرى؛ كعالقته بالقانون المدني وبالتاريخ واالقتص اد‪ ،‬والق انون‬
‫اإلداري‪ ،‬والقانون الجنائي‪ ،‬ثم تعرضنا بالتفصيل للنظرية الشخصية والموضوعية لرس م نط اق الق انون التج اري‪ ،‬ثم بين ا موق ف‬
‫المش رع األردني من النظري تين‪ ،‬ثم تتبعن ا نش أة الق انون التج اري وتط وره الت اريخي في العص ور القديم ة والعص ور الوس طى‬
‫والعصور الحديثة‪.‬‬
‫ثم ألقينا الضوء على مصادر القانون التجاري الرسمية واالسترشادية؛ كالتشريع والعرف والعادات التجارية والقضاء والفقه‪ ،‬وبينا‬
‫القواعد التي تدعم االئتمان التجاري؛ التضامن وسعر الفائدة‪ ،‬وإنشاء صفة الت برع‪ ،‬وص فة الت اجر‪ ،‬ثم تعرض نا إلى القواع د ال تي‬
‫تدعم السرعة االقتصاص القضائي النوعي والمحلي‪ ،‬وكذلك اإلثبات والمهلة القضائية والتقادم‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 12‬من ‪143‬‬
‫تدريب (‪)1‬‬
‫ما مبررات وجود (قانون تجاري مستقل)؟‬
‫السرعة‬
‫االئتمان التجاري‬

‫تدريب (‪)2‬‬
‫ما تأثيرات القانون المدني في القانون التجاري؟‬
‫يعد القانون التجاري فرعا من فروع القانون الخ اص‪ .‬فبينم ا ينظم الق انون الم دني جمي ع العالق ات بين مختل ف األف راد‪ ،‬نج د أن‬
‫القانون التجاري ينظم عالقات معينة هي العالقات التجارية وبين فئة معينة من األشخاص هم التجار‬
‫لذلك نجد أن القانون المدني يؤثر في القانون التجاري‪ ،‬فالقانون المدني يعد الشريعة العامة الواجبة للتطبيق على جمي ع المع امالت‬
‫المدنية والتجارية إذا لم تكن هناك قواعد تجارية خاصة بالمعامالت التجارية‪ .‬فإذا س كت الق انون التج اري عن حكم مس ألة معين ة‬
‫فيجب أحكام القانون المدني شريطة أال تتعارض مع ما تقتضيه طبيع ة المع امالت التجاري ة ه ذا من جه ة‪ ،‬وأن يحي ل إلي ه النص‬
‫التجاري من جهة ثانية كما أن القانون المدني يعد األصل في تكييف وتأصيل مختلف أنظمة القانون التجاري؛ كالس فتجة وعملي ات‬
‫البنوك‪.‬‬

‫تدريب (‪)3‬‬
‫ما القواعد التي تدعم االئتمان؟‬
‫‪ -1‬التضامن‬
‫‪ -2‬الفائدة‪.‬‬
‫‪ -3‬انتفاء صفة التبرع‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلفالس‪،‬‬
‫‪-5‬صفة التاجر‬
‫تدريب (‪)4‬‬
‫ما القواعد التي تدعم السرعة؟‬
‫‪ -1‬االختصاص القضائي‪.‬‬
‫أ‪ .‬االختصاص النوعي‪.‬‬
‫ب‪ .‬االختصاص المحلي‪.‬‬
‫‪-2‬اإلثبات‪.‬‬
‫‪ -3‬المهلة القضائية‪.‬‬
‫‪ -4‬التقادم‪.‬‬

‫‪ .8‬مسرد المصطلحات ص‪35‬‬


‫القانون التجاري ‪Droit Commercial‬‬
‫هو ذلك الفرع من فروع القانون الخاص الذي ينطبق على فئة معينة من األعمال األعمال التجارية وعلى فئة معينة من األشخاص‬
‫هم التجار‪.‬‬
‫االئتمان التجاري ‪Credit Commercial‬‬
‫هو منح المدين أجال للوفاء بالتزامه‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 13‬من ‪143‬‬


‫النظرية الشخصية أو الذاتية ‪Theorie Subjective‬‬
‫هي التي تهدف إلى تحديد نطاق القانون التجاري بالنظر إلى شخص بالعمل بغض النظر عن طبيعة العمل ذاته‪ ،‬فإذا كان الشخص‬
‫القائم بالعمل خضع في ممارسة نشاطه المهني للقانون التجاري‪ ،‬أما إذا كان الشخص مدنيا األحكام القانون المدني‪.‬‬
‫النظرية الموضوعية والمادية ‪Theorie Objective‬‬
‫هي التي تهدف إلى تحديد نطاق القانون التجاري بالنسبة لطبيعة العمل وبغض النظر عن الشخص الق ائم ب ه‪ ،‬ف إذا ك ان العم ل من‬
‫طبيعة تجارية خضع ألحكام القانون التجاري‪ ،‬وإذا كان العمل مدنيا خضع ألحكام القانون المدني‪.‬‬
‫التشريع التجاري ‪Legislation Commerciale‬‬
‫هو تلك النصوص المكتوبة التي تعالج مختلف موضوعات القانون التجاري األردني‬
‫العرف ‪Le Coutume‬‬
‫هو اطراد سلوك الناس في مسألة معينة بطريقة معينة مع االعتقاد أن هذا السلوك ملزم لهم قانونا‪.‬‬
‫العادات التجارية‪Le usage commerciaux :‬‬
‫هي أحكام درج الناس على اتباعها في معامالتهم دون أن يتوافر لديهم االعتقاد بأنها ملزمة لهم‪.‬‬
‫القضاء ‪Junispeudence‬‬
‫هو مجموعة المبادئ القانونية التي تستخلص من استقرار أحكام المحاكم على اتباعها والحكم بها‪.‬‬
‫الفقه ‪Le doctrine‬‬
‫هو آراء رجال القانون من أساتذة وقضاة ومحامين وغيرهم‪.‬‬
‫التضامن ‪La solidanite‬‬
‫هو أن جميع المدنيين بدين تجاري هم متقاضون فيما بينهم لسداد هذا الدين‪.‬‬
‫اإلفالس ‪La faillite‬‬
‫هو رفض التاجر دفع دین من ديونه التجارية المستحقة الدفع والحالة األداء وغير المنازع فيها‪.‬‬
‫المهلة القضائية ‪Le delai Judiciaire‬‬
‫هي منح المدين أجال للوفاء بالديون المدنية دون التجارية‪.‬‬

‫الوحدة الثانية‪ :‬ص‪ ٤٧‬انواع االعمال التجارية‬

‫‪ 2‬معيار تميز األعمال التجارية ص‪47‬‬


‫نتيجة عجز المشرع والقضاء عن وضع تعريف للعمل التجاري بوساطة معیار واحد محدد‪ ،‬تصدى الفقه لح ل ه ذه المش كلة ال تي‬
‫تعد من أهم المشاكل التي ثار الخالف الفقهي حوله ا في الق انون التج اري‪ ،‬حيث اختلفت آراء الفقه اء وتب اينت في تحدي د المعي ار‬
‫الذي اعتمد عليه المشرع عند تعداد األعمال التجارية تبعا لمفهوم القانون التجاري لديهم ونظرتهم إلى قواعده‪ .‬فبينما استند أنص ار‬
‫المذهب الشخصي إلى االعتبارات القانونية الصياغة نظرياتهم‪ .‬قامت نظريات المذهب الموضوعي على االعتبارات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ 1.2‬المعايير الموضوعية ص‪47‬‬
‫إن المعايير الموضوعية تنظر إلى القانون التجاري على أنه قانون النشاط التج اري بغض النظ ر عن ص فة الق ائم ب ه س واء أك ان‬
‫تاجرا أم غير تأجر‪ ،‬وبالتالي فهي تحدد هذا القانون تحديد ماديا أو موضوعية معتبرة إياه قانون العمل التجاري ال قانون التجار‬
‫ويرى بعض الفقهاء أن العمل التجاري هو الذي يقوم على فكرة المضاربة‪ ،‬أي اعتب ار ال ربح ه و المح رك للنش اط االقتص ادي‪،‬‬
‫بينما يرى آخرون أن فكرة التداول أساس العمل التجاري‪ .‬لذلك سوف ندرس كل معیار على حده‪.‬‬
‫أوال‪ :‬معيار الضاربة‬
‫تعريف المضاربة ومضمونها‪ :‬المضاربة هي وراء الربح والكسب المالي‪ ،‬أوهي توظيف رأسمال في عمل معين بقصد الحص ول‬
‫على الربح من ورائه‬
‫الصفحة ‪ 14‬من ‪143‬‬
‫لج أ الفق ه والقض اء إلى األخ ذ بفك رة المض اربة للتمي يز بين العم ل الم دني والعم ل التج اري لدرج ة أن اعت برت هي العنص ر‬
‫الجوهري في العمل التجاري أحيانا‪ ،‬على أساس أن كل عمل هدفه تحقيق الربح والسعي إليه عمال تجارية‪ .‬وبناء على ذلك فالعمل‬
‫التجاري هو عمل المضاربة بمعناه الواسع قصد تحقيق الربح‪،‬‬
‫أما إذا ميزنا بين المضاربة بمعناها الدقيق وبين التوظيف فقيمة النظرية تزيد‪ ،‬ألن المضاربة تتم يز عن التوظي ف بأنه ا ال ت رمي‬
‫إلى االحتفاظ باألموال موضوع التعامل‪ ،‬بل تتخذ منها وسيلة لتحقيق الربح مع إمكانية التعرض للمخاطر الكبيرة‪ ،‬غير أن إمكاني ة‬
‫التفرقة بين التوظيف والمضاربة يصعب اإلحاطة بها من الناحية القانونية (‪.)3‬‬
‫وهناك فريق من الفقهاء يرى أن المضاربة هي القصد الذي يبحث عنه القائم بالعمل‪ .‬لذلك فالمضاربة عندهم بمعناها الواس ع‪ ،‬هي‬
‫كل سعي وراء الربح‪ ،‬أما األعمال التي تنطوي على الصدفة أو المخاطر وال تقصد الربح فال تعد عمال تجاريا (‪.)4‬‬
‫إال أن هذا الكالم ال يؤخذ به على إطالقه‪ ،‬خاصة ونحن نعرف أن التجارة تقوم على المخاطرة واحتمال ال ربح أو الخس ارة‪ ،‬وم ع‬
‫ذلك بعد العمل تجاريا ول و لم ال ربح‪ ،‬وعلى العكس من ذل ك ي رى األس اتذة "لي ون ك ان ورين و" أن ال ذي يم يز الص فة التجاري ة‬
‫لألعمال هو عنصر المضاربة؛ أي أن الغرض أو الهدف هو تحقيق فائدة مالية‪ ،‬وقد نسبت هذه النظرية إليهما (‪)5‬‬
‫أساس النظرية‪:‬‬
‫حاول كثير من الفقهاء أن يجدوا سندا لهذه النظرية سواء في الق انون أم في القض اء‪ .‬إن األس اس الق انوني ال ذي تعتم د علي ه ه ذه‬
‫النظرية يكمن في فكرة الشراء ألجل البيع التي نص عليها القانون والتي يجب أن تتوافر فيها شروط ثالث هي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أن يكون هناك شراء أو استئجار قصد إعادة البيع أو التأجير‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن يرد على منقول‪ .‬ثالثا‪ :‬أن يكون قصد إعادة البيع تحقيق الربح‪ .‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ /6‬أ‪ .‬ب‪ .‬ج" من قانون التج ارة‬
‫األردني‪.‬‬
‫أما األساس القضائي فقد أخذ القضاء بهذا المعيار في كثير من األحي ان فع د العم ل تجاري ة م تى ك ان القص د من ه تحقي ق ال ربح‪،‬‬
‫ويكون كذلك إذا تضمنت المضاربة على إنتاج المحررين وعمل العمال‪ ،‬واآلالت‪ ،‬بينما يعد إصدار الص حف عمال مدني ة إذا ك ان‬
‫القصد منه تحقيق أغراض علمية أو أدبية أو غيرها(‪ .)1‬وهناك أحكام قض ائية أخ رى‪ ،‬فص ناعة الطباع ة تتض من عمال ص ناعيا‬
‫وتجاريا يعطى لمن يقوم به صفة التاجر ويخلع على األمور التي يأتي بها طبيعة األعمال التجارية (‪.)2‬‬
‫كما عد القضاء مضاربة الشخص على األسعار في البورصة‪ ،‬عمال تجاريا ألن عمليات البورص ة وأن لم تكن في ذاته ا تجاري ة‪،‬‬
‫إال أنها تعد تجارية إذا توافر فيها قصد المضاربة واإلفادة من فروق األسعار (‪)3‬‬
‫تقويم النظرية‪:‬‬
‫يجمع فقهاء القانون التجاري على عدم كفاية هذه النظرية لرسم نط اق الق انون التج اري على أس اس موض وعي‪ ،‬وإن ك ان قص د‬
‫الربح يشكل عنصرا جوهريا في نظرية العمل التجاري إال أن هناك انتقادات وجهت لهذه النظرية أهمها‪:‬‬
‫‪ - 1‬إن األخذ بهذه النظرية يخرج األعمال ذات الطابع االقتصادي والتي ال يستهدف منها الربح من نطاق القانون التجاري‪ ،‬كما هو‬
‫الشأن بالنسبة للجمعيات التعاونية‪ ،‬التي تبيع ألعضائها بسعر التكلفة (‪)4‬‬
‫‪ -2‬إن قصد الربح هو غرض معظم النشاطات البشرية‪ ،‬فه و عنص ر مش ترك بين األعم ال التجاري ة واألعم ال المدني ة‪ ،‬ال س يما‬
‫أصحاب المهن الحرة كالطبيب والمهندس والمحامي‪.‬‬
‫‪ -3‬إن قصد الربح أمر نفسي داخلي ال يمكن الوقوف عليه ال في األعمال التجارية أو المدنية‪.‬‬
‫‪ -4‬هناك أعمال تهدف إلى المضاربة ومع ذلك فهي تعد أعماال مدنية بحتة كشراء العقارات ألج ل بيعه ا أو االس تغالل ال زراعي‪.‬‬
‫وهناك أعمال ال يتوافر فيها قصد المضاربة ومع ذلك تعد أعماال تجارية كالسفتجة‪.‬‬
‫‪ - 5‬إن نظرية المضاربة تضع معيارا اقتصادية ال يمكن الوقوف عنده من الناحية القانونية‪ .‬إال أن هذا انتقد غير صحيح‪ ،‬فلماذا يعد‬
‫قصد الربح عنصرة قانونيا إذا أخذنا به كأساس لتجارية الشراء ألجل البيع‪ ،‬بينما يكون عنصرة قانونيا إذا اتخذ كمعيار عام للعم ل‬
‫التجاري (‪)1‬‬
‫‪ -6‬إن األخذ بهذا المعيار ينفي الصفة التجارية عن البيع بخسارة رغبة في القض اء على من افس‪ ،‬بينم ا ت رى في الواق ع أن معي ار‬
‫المضاربة يقوم على قصد تحقيق الربح سواء تحقق فعال أم لم يتحقق‪ ،‬وبالتالي فإن قص د ال ربح ال يبقى في ص ورة ال بيع بخس ارة‬
‫رغبة في القضاء على منافس‪ .‬حيث ينظر في كل حالة إلى قصد التاجر عند شراء البضاعة إن كان متجها إلى إعادة بيعه ا يتحق ق‬
‫الربح سواء تحقق أم لم يتحقق ألن الظروف االقتصادية قد تدفعه إلى بيعها بخسارة (‪ )2‬وهو ما يعبر عنه بالربح البعيد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬معيار التداول‬

‫الصفحة ‪ 15‬من ‪143‬‬


‫تعريفه ومضمونه‪ :‬هي األعمال التي تتعلق بالوساطة في تداول االلتزامات بين المنتج والمستهلك‪ .‬وقد أخ ذ به ذه النظري ة األس تاذ‬
‫الفرنسي "تالير" بعد أن استخلصها من أحكام القضاء ومؤداها أن العمل ال بعد تجاريا إذا لم يتوسط في تداول الثروات والسلع بين‬
‫المنتج والمستهلك‪ .‬ثم تساءل األستاذ "تالير" عن التعداد الق انوني لألعم ال التجاري ة‪ ،‬ه ل ج اء على س بيل الحص ر أم على س بيل‬
‫المثال؟ وانتهى به التساؤل بأنه جاء على سبيل الحص ر‪ ،‬ثم تس اءل عن معي ار العم ل التج اري ه ل ه و موض وعي أم شخص ي؟‬
‫وانتهى إلى القول إن القانون التجاري هو قانون موضوعي‪ ،‬وهو يرى في القانون كما في االقتصاد السياسي‪ ،‬بأن التج ارة ترتك ز‬
‫على تداول المنتجات والبضائع والنقود‪ ،‬والقانون التجاري هو ذلك الفرع الذي يحكم السلعة في حالة تداولها من وقت خروجها من‬
‫يد المنتج إلى وقت وصولها إلى يد المستهلك (‪)1‬‬
‫وبعبارة أخرى إن التداول معناه الحركة والنقل وهو ينصب على النقود والص كوك وغيره ا من الس لع وع روض التج ارة؛ أي أن‬
‫العمل القانوني له الوصف التجاري حتى لو كان الغرض منه تحريك السلعة واألشياء أو انتقالها من ذمة إلى أخ رى؛ ألن الحرك ة‬
‫هي التي تتجاوب مع معنى التجارة وحاجياتها‪ .‬أما السلعة في حالة السكون والركود‪ ،‬أي قبل خروجها من يد المنتج وبعد وص ولها‬
‫إلى يد المستهلك فهي تعد عمال مدنيا‪.‬‬
‫ومن أهم تطبيقات نظرية التداول الشراء ألج ل ال بيع‪ ،‬وعملي ات المن اجم‪ ،‬وعملي ات النق ل‪ ،‬وأخ يرة عملي ات التوس ط كالسمس رة‬
‫والوكالة بالعمولة‪.‬‬
‫تقويم النظرية‬
‫ال شك في أن نظرية التداول تلقي كثيرا من الضوء على نظرية العمل التجاري‪ ،‬فهي تفسر تجارية كث ير من األعم ال‪ ،‬وال يش كك‬
‫أحد في أن الحركة والتداول من مستلزمات التجارة‪ ،‬ومن أس باب تنش يطها‪ ،‬غ ير أن ه ذه النظري ة لم تس لم من النق د ف وجهت له ا‬
‫االنتقادات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬ال يقتص ر الت داول على الس لع ولكن ه يش مل النش اط والخ دمات ال تي يؤديه ا أرب اب المهن الح رة كالمح امين‪ ،‬واألطب اء‪،‬‬
‫والمهندسين‪ ،‬ومع ذلك فمن المقرر أن العمل القانوني الذي يأتيه هؤالء األشخاص ال يعد من قبيل األعمال التجارية (‪.)2‬‬
‫‪ - 2‬تضع هذه النظرية معيارة اقتصاديا‪ .‬إال أن لهذا النقد قيمة محدودة؛ فالتداول وإن كان في ذاته فكرة اقتصادية إال أنه ال يوجد ما‬
‫يمنع من نقلها إلى المحيط ألن هذه العقود ما هي إال أدوات إلشباع الحاجات االقتصادية (‪.)3‬‬
‫‪ -3‬يخرج األخذ بهذا المعيار عمل المنتج من نطاق القانون التجاري هو أول من يدفع السلعة للحركة والتداول (‪)4‬‬
‫‪ -4‬تؤدي إلى نتائج مخالفة للحلول الوضعية‪ ،‬وتطبيقه ا ي ؤدي إلى مفارق ات عجيب ة‪ ،‬مث ال ذل ك أن الم زارع ال ذي ي زرع أرض ه‬
‫زهورة يعد عمله هذا عمال مدنية أما إذا قام ببيع هذه الزهور في بطاقات وسالل تعد عمال تجاريا‪ .‬وكذلك األمر بالنس بة لش ركات‬
‫التنقيب عن البترول واستخراج المعادن من المناجم فعملها بعد عمال مدنية فيما بعد بائع الغار بوساطة ص هريج يج ره على حم ار‬
‫عمال تجاريا (‪)1‬‬
‫‪ -5‬يمكن أن تكون العقارات موضوعا للتداول القانوني ال يختلف في ج وهره عن ت داول المنق والت‪ ،‬كم ا أن المنق والت المعنوي ة‬
‫تتداول هي األخرى تداوال معنوي ا ال مادي ا‪ ،‬وم ع ذل ك فهي ال ت دخل في نط اق الق انون التج اري وفق ا ألحك ام الق انون التج اري‬
‫األردني‪.‬‬

‫‪ 2.2‬المعايير الشخصية ص‪52‬‬


‫يعتمد أنصار المذهب الشخصي في تحليل نطاق القانون التجاري ورسم حدوده على التاجر‪ ،‬فالقانون التج اري عن دهم ه و ق انون‬
‫التجار‪ ،‬وهو ينظم مهنة التجار‪ ،‬فهو قانون مهني يحكم نشاط محترفي التجارة في ممارسة حرفتهم‪ ،‬وبذلك تكون نقطة البدأ في هذا‬
‫المذهب هي تحديد الحرف التجارية‪ ،‬ألنه ال يهتم بطبيعة العمل‪ ،‬ولكن بشخص القائم ب ه‪ .‬ف إذا ك ان ه ذا الش خص غ ير ت اجر ف إن‬
‫عمله يخضع للقانون المدني‪ ،‬وإذا كان تاجرة فإن عمله يخضع للقانون التجاري‪ .‬إن األخذ به ذا الم ذهب في حقيقت ه يمث ل انعكاس ا‬
‫فقهية للتطور العام للقانون التجاري نحو الشخصية‪ ،‬ولعل أهم المعايير الشخصية معيار المقاولة أو المشروع ومعيار الحرفة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬معيار المقاولة أو المشروع‬
‫تعريف النظرية ونشأتها‪:‬‬
‫لم يتضمن التشريع التجاري األردني والفرنسي تعريف ة قانوني ة للمقاول ة أو المش روع‪ ،‬وإنم ا تن اولت ه ذه التش ريعات المش روع‬
‫عرضا عندما حددت األعمال التي تعد تجارية بنص القانون‪ .‬ويمكننا القول إن هذه الص فة التجاري ة كامن ة في ه ذه المش روعات‪،‬‬
‫وإنها تبعث من المشروع إلى الشخص الذي يملكه فيعد تاجر (‪)2‬‬

‫الصفحة ‪ 16‬من ‪143‬‬


‫لقد نشأت هذه النظرية أساسا في الفقه اإليطالي وتبناها في الفقه الفرنسي األستاذ اسكارا" الذي انتقد المعايير الموض وعية الس ابقة‬
‫ألنها ذات طابع اقتصادي ال قانوني‪ ،‬واتخذ من فكرة المقاولة معيارة للعمل التجاري فعرفها بأنها "تك رار األعم ال التجاري ة على‬
‫وجه االحتراف بناء على تنظيم مهني سابق ويعرف بعض الفقهاء المش روع بأن ه ك ل تنظيم يك ون غرض ه أن ي زاول اإلنت اج أو‬
‫التبادل أو التداول للسلع والخدمات‪ ،‬فالمشروع هو الوحدة االقتصادية والقانونية التي تجتمع فيها العناصر البشرية والمادية للنش اط‬
‫االقتصادي (‪)2‬‬
‫احتلت فكرة المشروع في التشريع اإليطالي الصادر سنة ‪ 1942‬المقام األول ذلك لم يضع لها ه ذه التش ريع نظام أ مس تقال إال أن ه‬
‫عرفها في المادة ‪ 2082‬عندما عرف صاحب المشروع بأنه كل شخص يباشر على وجه االحتراف نشاطة اقتصادية منظمة بقصد‬
‫إنتاج أو تبادل السلع أو الخدمات"‬
‫والجدير بالذكر أن القانون األلماني أخذ بفكرة المشروع كمعيار للعمل التجاري واعترف بصفة الت اجر لمن يمل ك مش روعا مهم ا‬
‫كان نشاطه أو حجمه؛ ألن ذلك يتطلب تنظيم المنشأة التجارية‪ ،‬ويشترط قيد اسم المشروع وعنوان ه في الس جل التج اري‪ ،‬ويك ون‬
‫المشر والقيد السجل التجاري قد حل محل المعايير الموضوعية (‪.)3‬‬
‫موضوع النظرية‬
‫يرى األستاذ اسكارا" أن كيفية ممارسة العمل القانوني هي التي تميز العمل التجاري عن العمل المدني‪ ،‬فالعمل ال يدخل في نط اق‬
‫القانون التجاري إال إذا بوشر على وجه المقاولة أو االحتراف‪ ،‬وه و م ا يقتض ي تك رار القي ام بالعم ل بص فة مس تمرة ومنتظم ة‪.‬‬
‫وتأخذ المقاولة في الع ادة ش كل مش روع حيث يباش ر الش خص العم ل في مح ل أو مکتب‪ ،‬ويس تعين ب اآلخرين فيوظ ف نش اطهم‬
‫ويضارب على عملهم‪.‬‬
‫إن اعتبار المشروع معيار ثبوت الصفة التجارية‪ ،‬ومن ثم فال يكون ت اجرة إال من يس تغل مش روعة‪ ،‬ويك ون تنظيم المش روع في‬
‫شكل تجاري‪ ،‬هو الذي يحدد تبعيته وخضوعه للقانون التجاري‪ ،‬وعلى أساس هذه النظرية الجديدة استبدلت الفكرة التقليدية للقانون‬
‫التجاري من قانون خاص باألعمال التجارية إلى قانون خاص بالمشروعات (‪.)4‬‬
‫إن التصوير السابق لنظرية المشروع هو تصوير اقتصادي‪ ،‬غير أن األسنان اسكارا" قد طورها وأدخل عليها عنصر المض اربة‪،‬‬
‫فال يكفي التصوير السابق لكى نك ون بص دد مش روع تج اري‪ ،‬ال ب د من ت وافر مجموع ة من العوام ل المادي ة والق انون الالزم ة‬
‫لممارسة هذا النشاط کاستخدام األخرين و تحضير مواد اإلنتاج‪ ،‬ووضع هذه العناصر جميعا في مكان خاص مع تكرار العمل‪.‬‬
‫استقر القضاء الفرنسي على هذا الحل منذ حكم محكمة النقض الفرنسية الصادر "‪ 20‬أكتوبر ‪ 1908‬وه ذا الحكم أق وى دلي ل عم ا‬
‫قدمناه من أن المضاربة على عمل األخرين هي المقاوالت التي تتضمن أعماال مادية‪ ،‬إذ جاء فيه أن كل عملية تتض من المض اربة‬
‫المعتادة على عمل اآلخرين ولو كانت تنحصر في العمل دون تقديم الموارد أو توريد اليد العاملة وال تتضمن شراء ألج ل ال بيع أو‬
‫التأجير تعد مشروع صناعية‪ ،‬والحكم خاص بمقاول ال يقدم إال اليد العاملة‪.‬‬
‫في‬
‫أساس النظرية‬
‫يدعم أنصار هذه النظرية وجهة نظرهم باألسانيد اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬إن القانون التجاري هو قانون المقاوالت حيث يدخل كل عم ل يم ارس بش كل مقاول ة في نط اق الق انون التج اري وه ذا أيس ر‬
‫وأسهل من االعتم اد على العم ل الق انوني المنف رد‪ ،‬ألن المق اوالت تح اط ع ادة بمظ اهر خارجي ة‪ ،‬فض ال عن أن دع ائم الق انون‬
‫التجاري األساسية واالئتمان تظهر أهميتها بشكل واضح في المقاوالت دون األعمال القانونية المنفردة(‪.)1‬‬
‫وبناء على ما تقدم فإن الجمعيات التعاونية الكبيرة يجب أن تخضع للق انون التج اري وإن ك انت تقتص ر على خدم ة أعض ائها وال‬
‫تهدف إلى تحقيق الربح‪ ،‬وكذلك بالنسبة لدور النشر والصحف الكبيرة مهما كان الغرض من إصدارها (‪)2‬‬
‫‪ -2‬إن المشروع قد نص على كثير من المقاوالت التجارية التي تف وق بع ددها األعم ال التجاري ة المنف ردة س واء في ذل ك الق انون‬
‫الفرنسي أم األردني‪ ،‬وهذا يدل كما يقول أصحاب هذه النظرية على اتجاه المشروع إلى تغليب األخذ بفكرة المقاول ة لتحدي د نط اق‬
‫القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ -3‬إن القضاء أخذ في كثير من أحكامه بهذا المعيار إلثبات الصفة التجارية للعمل وهذا ما حكمت به محكمة اس تئناف الق اهرة من‬
‫أنه ال جدال في أن عقد المقاولة الذي يتعلق بصنع شيء أو أداء عمل ما بعد القيام به عمال تجاريا (‪.)1‬‬
‫تقويم النظرية‪:‬‬

‫الصفحة ‪ 17‬من ‪143‬‬


‫يرى أنصار هذه النظرية أنها ذات قيمة أكبر من الناحية ريعية إذ هي صورت التطور الحالي للتشريع والقضاء‪ .‬هذا باإلضافة إلى‬
‫أنها تتفق أكثر من غيرها مع روح التجارة ومقتضياتها‪ .‬فضال عن ذلك فهي تتضمن كثيرة من المعايير التي نادى بها الفق ه التم يز‬
‫فكرة العمل التجاري كالمضاربة والتداول‪ ،‬إال أن هناك انتقادات وجهت لهذه النظرية أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬إن تعريف المقاولة بأنها التكرار المهني استنادا إلى التنظيم المادي المهيئ سابقا يعد تصور اقتص اديا ال قانوني ا وذل ك بإجم اع‬
‫الفقهاء‪ ،‬لذلك واصلوا البحث لكي يدخلوا على المقاولة التحديد القانوني الذي ينقص ها أال وه و عنص ر المض اربة‪ ،‬وه و م ا انتهى‬
‫إليه الفقه اإليطالي الحديث كما أوضحنا سابقا‪.‬‬
‫‪ - 2‬ال تصلح هذه النظرية في القائم أن تكون أساسا للقانون التجاري فهناك أعمال تعد تجارية القانون ولو وقعت مرة واح دة‪ ،‬ل ذلك‬
‫ال يمكن االعتماد على هذه النظرية في تحديد مجال س ريان الق انون التج اري إال إذا ت دخل المش رع وع دل الوض ع الق ائم‪ ،‬وه ذا‬
‫يتطلب منه إغفال ذكر األعمال التجارية المنفردة‪ ،‬واالقتصار على بيان المقاوالت التجارية‪ ،‬وه ذا م ا الحظ ه وانتب ه إلي ه أنص ار‬
‫النظرية فقرروا أنها ال تستقيم مع الوضع التشريعي‪ ،‬وبالتالي ال تصلح كمعيار لجميع الحلول الوضعية (‪)2‬‬
‫‪ -3‬يقودنا األخذ بهذه النظرية إلى البحث عن معيار للتفرق ة بين المش روع التج اري والمش روع الم دني‪ ،‬فهن اك أعم ال يمارس ها‬
‫أصحابها في شكل مقاولة تعد من قبيل النشاط المدني‪ ،‬ال عالقة لها بالحياة التجارية‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لألعمال التي يق وم به ا‬
‫المحامي والطبيب والمهندس والمزارع وغيرهم ممن يشتغلون بالحرف المدنية‪ ،‬والجدير بالذكر أن البحث عن معي ار للتفرق ة بين‬
‫المقاولة المدنية والتجارية ال يقل صعوبة عن البحث عن معيار للعمل التجاري‪.‬‬
‫‪ -4‬إن القول بأن دعامتي القانون التجاري السرعة واالئتمان ال تقوم إال بالنس بة للمق اوالت التجاري ة‪ ،‬ق ول يفتق ر إلى الص حة وال‬
‫يمكن األخذ به على إطالقه‪ ،‬فالشخص الذي يضارب في البورصة منفردة دون تنظيم مهني يذكر‪ ،‬قد يحتاج إلى االئتمان أكثر مم ا‬
‫تحتاج إليه بعض المقاوالت كمحالت ومكاتب األعمال أو مقاولة التوريد أو مقاولة السمسرة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬معيار الحرفة‬
‫تعريف النظرية ومضمونها‬
‫نادي بنظرية الحرفة العميد "جورج رببر" بعد أن تناول نظرية العمل التجاري بالنقد والتحليل واصفا إياها بالقصور وعدم الق درة‬
‫على رسم نطاق القانون التجاري من الناحية الوضعية والمنطقية‪ ،‬كما ينقصها الوحدة المنطقية في التقنين الذي يجمع بين األعم ال‬
‫التجارية والمقاوالت التجارية التي تعد حرفا تجارية (‪)1‬‬
‫ويضيف أن ضعف نظرية العمل التجاري يظهر من ناحيتين‪:‬‬
‫األولى‪ :‬عدم وضع المشرع معيارا واحدة ترد إليه جميع األعمال التجارية‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬يستمد العمل صفته التجارية في بعض األحيان من صفة الشخص القائم به كما هو الحال في األعمال التجارية بالتبعية (‪)2‬‬
‫ويعرف األستاذ جورج وبير الحرفة بأنها ممارسة النشاط‪ ،‬أي المواصلة المستمرة وبص ورة أساس ية ومعت ادة لتأدي ة ه ذا النش اط‬
‫المتمثل في بعض المهام من أجل الحصول على الربح "(‪.)3‬‬
‫أساس نظرية الحرفة‬
‫يحاول األستاذ ربير أن يجد لنظريته تحديدا وتصنيفا في مؤلفه فيقول‪ :‬مادامت الحرف التجارية هي المعتبرة كأساس لتحديد نط اق‬
‫القانون التجاري فيجب علينا أن نحدد الحرف التجارية‪ ،‬وتحديدها يتطلب الرجوع إلى المقاوالت ال تي نص عليه ا المش رع وال تي‬
‫هي في األصل حرف تجارية‪ ،‬كما يجب االستعانة باألعراف التجاري ة الدال ة على الح رف التجاري ة ال تي لم ي رد في ش أنها نص‬
‫قانوني‪.‬‬
‫إال حرف‬
‫‪ -1‬األساس القانوني للنظرية‪ :‬إذا رجعنا إلى نص المادة األولى في القانون التج اري الفرنس ي نج دها تع رف التج ار ب أنهم أولئ ك‬
‫األشخاص ال ذين يمارس ون األعم ال التجاري ة ويتخ ذونها حرف ة معت ادة‪ ،‬وه ذا م ا نص ت علي ه الم ادة ‪ 179‬أمن ق انون التج ارة‬
‫األردني‪ .‬التجار هم األشخاص الذين تكون مهنتهم القيام بأعمال تجارية‪.‬‬
‫يظهر لنا بوضوح من الجمل ة األولى في التق نين التج اري الفرنس ي فك رة الحرف ة التجاري ة‪ ،‬إذ أن واض عي المجموع ة الفرنس ية‬
‫للتجارة يتكلمون عن الحرف بصورة مجردة لكي ال تتهمهم الثورة الفرنسية بالتمسك بالنظام الطائفي الذي ألغت ه‪ ،‬وبن اء على ذل ك‬
‫ال توجد حرفة تجارية واحدة بل توجد حرف تجارية‪ ،‬ومما يدل على وجودها في وقتنا الحاضر كثرة اس تحداث الح رف التجاري ة‬
‫في إطار االقتصاد الموجه‪ ،‬حيث ع ني بتنظيم الح رف التجاري ة ب النظر للش روط الالزم ة لك ل حرف ة‪ ،‬ويع د األس تاذ رب ير نص‬
‫القانون التج اري على المق اوالت دلي ل على نظري ة الحرف ة ألن المق اوالت في نظ ره م ا تجاري ة‪ .‬ك ذلك النص على السمس رة و‬
‫السفتجة‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 18‬من ‪143‬‬
‫‪ -2‬األساس القضائي للنظرية‪ :‬ساير القضاء القانون والفقه‪ ،‬وع د كث يرا من األعم ال التجاري ة ب النظر إلى ش خص الق ائم به ا‪ ،‬أو‬
‫لكونها مقاولة‪ ،‬إذا اعتبرنا المقاولة حرفة تجارية وفقا لرأي األستاذ جورج ربير‪ .‬ويدل على اتج اه القض اء في ه ذا الص دد أحك ام‬
‫كثيرة نذكر منها حكم محكمة االستئناف في القاهرة الذي جاء فيه متى كان المستأنف هو ال ذي يم ارس األعم ال التجاري ة ص يانة‬
‫وحفظ السيارات التي يقصد بها الربح والمضاربة‪ ،‬وأنه يتخذ هذه األعمال حرفة ل ه‪ ،‬ويتخ ذ من اس م زوجت ه س تارة يختفي وراءه‬
‫ليدفع عن نفسه اآلثار القانونية التي تلحق بالتجار في حالة التوقف عن دفع الديون‪ .‬ومازالت صفة التاجر ق د الزمت ه‪ ،‬ف إن توقيع ه‬
‫على السندات يعتبر عمال تجاريا (‪)1‬‬
‫تقويم النظرية‬
‫ال شك في سالمة نظرية األستاذ جورج ربير وتحليله لنظرية العمل التجاري وكشف عيوبه ا‪ ،‬وه و م ا يع ترف ب ه جمي ع الفقه اء‬
‫اليوم حتى أنصار المذهب الموضوعي من الكتاب الحديثين‪ ،‬إال أن هذه النظرية لم تسلم من النقد‪ ،‬فوجهت لها االنتقادات‬
‫‪ - 1‬صعوبة تحديد معنى الحرفة التجارية‪ :‬إن تحديد معنی الحرفة التجارية ال يقل صعوبة عن تحديد معنى العمل التج اري‪ ،‬ب ل إن‬
‫ربير يعين الحرف التجارية في الواقع إال بفكرة العم ل التج اري‪ ،‬وب الرجوع إلى نص وص التق نين والع رف‪ .‬إال أن الرج وع إلى‬
‫النصوص ال يغير من جوهر النظرية مادامت النصوص ذاتها الجانب األكبر منها ح رف تجاري ة المق اوالت" ال أعم اال تجاري ة‪.‬‬
‫كما أن ربير يكمل النصوص بالعرف‪ ،‬ونحن نعرف أن للعرف أهمية خاصة في رسم دائرة القانون التجاري (‪.)1‬‬
‫‪ - 2‬إن نظرية الحرفة التجارية كالمقاولة تنزع بالقانون التجاري نزعة شخصية تعود به إلى حالته األولى كقانون مهني طائفي كم ا‬
‫كان في العصور الوسطى‪.‬‬
‫‪ - 3‬إن نظرية الحرفة التجارية ال تصلح لتحديد نطاق القانون التجاري في ظل الوضع التشريعي القائم‪ ،‬ولكنها تصلح لتحديد نطاق‬
‫القانون التجاري عند تعديل الوضع القائم‪.‬‬
‫‪ - 4‬إن األخذ بنظرية الحرفة يجعلنا ندور في حلقة مفرغة‪ ،‬فإن التاجر هو يقوم بالعمل التجاري‪ .‬والعمل التجاري هو الذي يقوم ب ه‬
‫التاجر‪ .‬فتارة تعرف التاجر بالعمل التجاري‪ ،‬وتارة نعرف العمل التجاري بأنه النشاط الذي يقوم به التاجر‪.‬‬
‫‪ -5‬إن االعتماد على معيار الحرفة لرسم دائرة القانون التجاري يؤدي إلى نتائج غير سليمة منها‪:‬‬
‫الذي‬
‫أ‪ .‬إن وجود حرف مدنية إلى جانب الحرف التجارية‪ ،‬يؤدي إلى ممارسة الحرفة المدنية والتجارية بطريق ة متش ابهة‪ ،‬ويك ون لك ل‬
‫منها ذات المظاهر واإلمارات التي لألخرى‪ ،‬فالمحامي يتخذ مكتبا ويستخدم بعض الم وظفين ويتص ل ب الجمهور‪ ،‬كم ا ه و الح ال‬
‫بالنسبة للتاجر‪ ،‬ومع ذلك ال يباشر المحامي حرفة تجارية‪ ،‬بل يقوم بنشاط مدني‪ ،‬ولو أخذنا بمعيار الحرف ة التجاري ة ألدي بن ا إلى‬
‫القول بأن حرفة المحامي حرفة تجارية وبالتالي تدخل في نطاق القانون التجاري‪ ،‬وهذا قول غير سليم‪.‬‬
‫ب‪ -‬إن األخذ بنظرية الحرفة التجارية لتحديد نطاق القانون التجاري يجعل بعض األعمال تدخل في نطاق القانون التجاري مع أنها‬
‫تجارية بحسب شكلها أو محلها أو سببها‪ ،‬إال أن هذا القول غير سليم‪ ،‬وبالتالي البد من البحث في‬
‫شكل العمل أو محله أو سببه لمعرفة ما إذا كان هذا العمل تجاريا أم ال‪ .‬وهذا يكفي لكشف ما نظرية الحرفة من ضعف‪.‬‬
‫تدريب (‪)1‬‬
‫اذكر االنتقادات التي وجهت الى نظرية التداول كمعيار للعمل التجاري‬
‫االنتقادات التي وجهت إلى نظرية التداول كمعيار للعمل التجاري‪:‬‬
‫‪ -1‬إن التداول ال يقتصر على الس لع ولكن ه يش مل النش اط والخ دمات ال تي يؤديه ا ‪ 1‬أرب اب المهن الح رة؛ كالمح امين واألطب اء‬
‫والمهندسين ومع ذلك ال يعد عملهم تجارية‪.‬‬
‫‪ -2‬أنها تضع معيارا اقتصادية ال قانونية‪.‬‬
‫‪ -3‬إن األخذ بهذه النظرية يخرج عمل المنتج من نطاق القانون التجاري مع المنتج هو من يدفع السلعة إلى الحركة والتداول‪.‬‬
‫‪ -4‬تؤدي إلى نتائج مخالفة للحلول الوضعية فبينما يعد بائع الورد وبائع الغ از عمال تجاري ا ف إن زارع ال ورد ومنتج الب ترول يع د‬
‫عمال تجاريا‬
‫‪ - 5‬إن العقارات يمكن أن تكون موضوعا للتداول القانوني ال يختلف عن تداول المنقوالت ومع ذلك فهي ال تدخل في نطاق القانون‬
‫التجاري وفقا ألحكام القانون التجاري األردني‪.‬‬
‫تدريب (‪)2‬‬

‫الصفحة ‪ 19‬من ‪143‬‬


‫ما أساس نظرية المقاولة؟‬
‫يدعم أنصار هذه النظرية وجهة نظرهم باألسانيد اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬إن القانون التجاري هو ق انون المق اوالت حيث ي دخل ك ل عم ل يم ارس بش كل مقاوم ة في نط اق الق انون التج اري‪ ،‬كم ا أن‬
‫المقاوالت التجارية تحتاج إلى السرعة واالئتمان التجاري‪ ،‬أكثر من األعمال التجارية األخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬إن المشرع األردني قد نص على ثالث عشرة مقاول ة تجاري ة وهي تف وق بع ددها األعم ال التجاري ة المنف ردة س واء في ذل ك‬
‫القانون الفرنسي أم الجزائري‪.‬‬
‫‪ - 3‬أخذ القضاء في كل من فرنسا ومصر واألردن في كثير من أحكامه بهذا المعيار إلثبات الصفة التجارية‪.‬‬

‫‪ .3‬األعمال التجارية بطبيعتها ص‪59‬‬


‫لجأ المشرع األردني في تحديد مفهوم العمل التجاري شأنه في ذلك شأن بقية التش ريعات التش ريع الفرنس ي والمص ري إلى تع داد‬
‫هذه األعمال على الرغم من أن التعداد ال يعد أسلم طريقة لإلحاطة بموضوع ما‪ .‬لذلك سرعان ما ثار خالف في الفقه حول طبيع ة‬
‫تعداد األعمال التجارية هل جاء على سبيل الحصر أم على سبيل المثال؟‬
‫ذهب بعض الفقهاء إلى أن هذا التعداد قد ورد على سبيل الحصر على أساس أن القانون التجاري هو قانون اس تثنائي من الش ريعة‬
‫العامة‪ ،‬ويجب أن يفسر تفسيرا ضيقا ال يقاس عليه (‪)1‬‬
‫وهناك رأي يرى أن التعداد القانوني لألعمال التجارية قد ورد على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬وهذا هو الرأي الراجح في الفقه؛ ألن‬
‫القانون التجاري ال يستطيع اإللمام بجميع أنواع األعمال التجارية‪ ،‬وأن األعمال التجارية في تطور مستمر‪ ،‬ففي كل قد تج د نوع ا‬
‫جديدا األعمال التجارية (‪ .)1‬لذلك سوف نتعرف بالشرح والتحليل جميع أنواع األعمال التجارية‪.‬‬
‫‪ 1.3‬األعمال التجارية بحكم ماهيتها الذاتية ص‪60‬‬
‫‪ 1.1.3‬الشراء واالستئجار ألجل البيع أو التأجير ص‪60‬‬
‫نصت المادة ‪ 6‬من قانون التجارة األردني على ما يأتي‪:‬‬
‫تعد األعمال التالية بحكم ماهيتها الذاتية أعماال تجارية برية‪:‬‬
‫أ‪ -‬شراء البضائع وغيرها من المنقولة المادية ألجل بيعها بربح ما‪ ،‬سواء بيعت على حالتها أم بعد شغلها أو تحويلها‪.‬‬
‫ب‪ -‬شراء تلك األشياء المنقولة نفسها ألجل تأجيرها أو استئجارها ألجل تأجيرها ثانية‪.‬‬
‫ج‪ -‬البيع أو االستئجار أو التأجير ثانية لألشياء المشتراة أو المستأجرة على الوجه المبين فيما تقدم‪.‬‬
‫يستفاد من هذا النص أن المشرع األردني قد وضع الشراء األعمال التجارية بشكل عام‪ ،‬واألعم ال التجاري ة بحس ب موض وعها‪،‬‬
‫ويتضح من هذا النص أن هناك أربعة شروط يجب توافرها العتبار عملية الشراء ألجل تجارية‪.‬‬
‫الشرط األول‪ :‬أن يكون هناك شراء أو استئجار‬
‫يقصد بالشراء بمعناه الواسع كل كسب الملكية شيء أو االنتفاع به مقابل‪ ،‬سواء أكان هذا المقابل تقدة أم عينا كما هو األمر في عقد‬
‫المقايضة‪ .‬كما يدخل في معناه المقايضة واالستئجار ألجل التأجير‪ .‬لذلك تستبعد التبرعات وكل تصرف ي ؤدي إلى الحص ول على‬
‫المال دون مقابل کالهبة والوصية واإلرث‪.‬‬
‫وهناك كثير من النشاطات اإلنسانية تتسم بمقابل؛ كبيع المزارع لمنتجاته الزراعية التي لم يسبقها شراء‪ ،‬واإلنتاج الفك ري والف ني‪.‬‬
‫وقد اختلف الفقه والقضاء في عدها عمال تجاريا أم مدنيا‪ ،‬واألمثلة على ذلك كثيرة نذكر منها ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬االستغالل الزراعي‬
‫قياسا على ما سبق فإن بيع المحصوالت الزراعية ال يعد عمال تجاريا ألنه لم يسبقه شراء‪ ،‬وينطبق الحكم نفس ه على ك ل م ا يل زم‬
‫إلنتاج المحصوالت الزراعية سواء ما يتعلق بش راء الب ذور واألس مدة وش راء األغن ام لتربيته ا على األرض الزراعي ة‪ ،‬وش راء‬
‫اآلالت الزراعية واستئجارها وإبرام العقود مع العمال الزراعيين‪.‬‬
‫إن السبب الجوهري في استبعاد النشاط الزراعي من نطاق القانون التجاري يعود إلى أسباب تاريخية حيث إن الزراع ة س ابقة في‬
‫ظهوره ا على التج ارة‪ ،‬وك انت خاض عة للق انون الم دني ومن الص عب انتزاعه ا من نطاق ه‪ ،‬ق د بقيت بمع زل عن فن ون النظ ام‬
‫الرأسمالي على األقل حتى السنوات األخيرة‪ ،‬وخاصة في فرنس ا‪ ،‬وس بب ذل ك قيامه ا على الجه د الشخص ي للفالح م ع اس تعمال‬
‫اآلالت الصغيرة والبسيطة‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 20‬من ‪143‬‬


‫ويرى بعض الفقهاء أنه ال مبرر الستبعاد النشاط الزراعي من نطاق القانون التج اري في ال وقت الحاض ر‪ ،‬خاص ة وأن الزراع ة‬
‫أصبحت تعتمد على المشروعات الزراعية الكبيرة التي تعتمد على األساليب والطرق التجارية‪،‬‬
‫ثار خالف في الفقه والقضاء حول تصنيع المنتجات الزراعية وإعادة بيعها‪ .‬فإذا كان التص نيع مكمال للنش اط ال زراعي ع د العم ل‬
‫مدنية‪ ،‬أما إذا تغلب التصنيع على اإلنت اج ال زراعي اكتس ب العم ل الص فة التجاري ة‪ ،‬أي أن الفق ه والقض اء أخ ذا بمعي ار النش اط‬
‫الرئيس وهو معیار تحكمي في رأينا‪ ،‬خاصة وأن األمر ي زداد ص عوبة عن دما نك ون بص دد نش اط زراعي تمام ا يس اوي النش اط‬
‫الصناعي‪ ،‬فنأخذ من جديد معیار تحكمي وتقول العبرة بطبيعة النشاط األصلي‪،‬‬
‫وثار خالف في الفقه حول قيام المزارع بتربية المواشي کاألغنام واألبقار إلى غير ذلك على أرضه التي يستغلها‪ ،‬ثم قام ببيعه ا أو‬
‫بيع إنتاجها‪ ،‬فيعد عمله هذا عمال تجاريا إذا كان عمال مستقال تماما وقائما بذاته‪ ،‬أما إذا كان تابعا لنش اطه ال زراعي فال يع د عمال‬
‫تجارية بل عمال مدنية‪.‬‬
‫واختلف الفقه في قيام المزارع بشراء محصوالت اآلخرين وبيعها مع محصوالته الزراعية‪ .‬فهل يعد عمل ه ه ذا م دنيا أم تجاري ة؟‬
‫إن الرأي الراجح في هذا الصدد هو تغليب النشاط الرئيس‪.‬‬
‫يتضح مما سبق عدم المنطق الذي يقوم عليه هذا الحل إذ هو يربط التكييف المدني أو التجاري للشراء أو البيع بالكمي ات المش تراة‬
‫مقارنة بالكميات التي ينتجها المزارع من‬
‫االنتاج‬
‫جهة‪ .‬وما هو الحل لو أن الكمية المشتراة مساوية تماما للكمية المنتجة لذلك من جهه‬
‫أخرى‪ ،‬فهذا في رأينا معیار تحكمي ال يصلح األخذ به‪.‬‬

‫‪ .2‬اإلنتاج الذهني والفني‬


‫ال يعد بيع اإلنتاج الفكري عمال تجاريا إذا حصل من المؤلف نفسه ألنه لم يسبقه شراء‪ ،‬ويبقى العمل مدني ة بالنس بة ل ه س واء أق ام‬
‫هو بطبع الكتاب ونشره على نفقته‪ ،‬أم تولی نشره دار للنشر يبقى العمل مدنيا بالنسبة للمؤلف حتى ل و اس تلزم ذل ك ش راء ال ورق‬
‫واألدوات ولوازم الطبع إلى غير ذلك‪ ،‬ألن ذلك تابع للعم ل األص لي للمؤل ف وه و من طبيع ة مدني ة‪ ،‬أم ا بالنس بة ل دار النش ر أو‬
‫الناشر فالعمل بعد تجارية ألنه يشتري حق التأليف بقصد ال بيع وتحقي ق ال ربح وه ذا ه و الش أن بالنس بة لك ل من يش تري اإلنت اج‬
‫الذهبي بقصد اعادة بيعه‪ .‬وينطبق نفس الحكم على االنتاج الفني الذي يقوم به النحات أو الرسام أو المصور أو المغ ني أو المخ رج‬
‫السينمائي أو الراقص‪ ،‬أما من يقوم بنشر هذه األعمال الفنية فيعد عمال تجاريا بحكم الوساطة التي يق وم به ا بين المنتج والجمه ور‬
‫بقصد تحقيق الربح‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بالمجالت والصحف‪ ،‬فتنظر إلى طبيعة هذه الصحف والغرض الذي انشأت من أجله‪ ،‬فإذا ك ان القص د منه ا تحقي ق‬
‫الربح فتعد تجارية كأن تقوم بنشر اإلعالنات للجمهور‪ ،‬وبغض النظر عن تضمنها بعض المقاالت األخ رى ك أن تتض من مق االت‬
‫أدبية أو دينية أو فنية أو سياسية‪ ،‬ولعل السبب في عدها تجارية تضمنها عنصري المضاربة والوساطة بين الجمه ور والمح ررين‬
‫أما إذا كان إصدار الصحيفة أو المجلة بغرض نشر األفكار والمبادىء الدينية والسياس ية واألدبي ة اليه دف إلى تحقي ق ال ربح ع د‬
‫العمل مدنية‪ .‬ومثال ذلك المجالت العلمية التي تصدرها الجامعات أو النش رات الدوري ة ال تي تص درها األح زاب السياس ية بغض‬
‫النظر عن استعانة أصحابها بمحررين مأجورين‪.‬‬

‫‪ .3‬المهن الحرة‬
‫تتمثل األعمال الحرة أساسا بعمل الط بيب والمح امي والمهن دس والمحاس ب والمعلم إلى غ ير ذل ك من المهن الح رة‪ .‬وتق وم ه ذه‬
‫األعمال على االستغالل المباشر للملكات الفنية والفكرية‪ ،‬وعندما يباشر أصحاب هذه المهن أعمالهم إنما يقدمون خ دمات لعمالئهم‬
‫مقابل تقاضيهم أجر عن ذلك‪ ،‬وهو ما يعد من قبيل االلتزام المدني‪ ،‬لذلك تعد أعمالهم من قبيل األعمال المدنية‪.‬‬
‫وتتحدد المهن الحرة بالرجوع إلى العادات والتقاليد ولها طابعان‪ ،‬أولهما أنها ال تتطلب إال عمال ذهنيا‪ ،‬بينم ا تتطلب التج ارة عمال‬
‫مادية‪ .‬وثانيهما أنها ال تهدف إلى تحقيق الربح كما هو الشأن في التج ارة ف الطبيب ال ذي يش رف على مص حة أو مستش فى ويق وم‬
‫بتقديم العناية الطبية والغذائية‪ ،‬ذهب القضاء إلى عدها أعم اال تجاري ة‪ ،‬م ا لم يكن غ رض المؤسس ة إنس انية ص رفا وال تس تهدف‬
‫تحقيق الربح‪ .‬أما بالنسبة للمعلم الذي يشرف على مدرسة خاصة ينام بها التالميذ ويقدم لهم وجبات الطعام‪ ،‬فال يعد عمل ه تجاري ا‪،‬‬
‫ألن الهدف األساسي من عمله هو نشر التعليم والثقافة وليس تحقيق الربح‬

‫الصفحة ‪ 21‬من ‪143‬‬


‫ثار خالف في القضاء حول عمل الصيدالني واستقر الرأي على عد الصيدالني تاجرة‪ ،‬إذ إن إهتمامه بمعرفة الدواء أقل بكثير من‬
‫اهتمامه بالشراء األجل البيع وتحقيق الربح‪ ،‬كما أن الصيدليات أصبحت تتخذ شكل المحل التجاري (‪ .)2‬ولم تقتص ر على األدوي ة‬
‫فقط‪ ،‬بل أصبحت تقوم بشراء أدوات التجمي ل وبيعه ا‪ ،‬وال تي ال تع د من قبي ل األدوات الطبي ة‪ .‬وأخ يرا يح ق لن ا أن نتس اءل ه ل‬
‫الطبيب والمحامي والمهندس والمعلم والصيدالني وغيرهم يقومون بعمل إنساني فقط وال يه دفون إلى تحقي ق ال ربح؟ ن رى أن م ا‬
‫يقومون به ال يختلف عن عمل التاجر خاصة في ظل المجتمعات الرأسمالية‪ ،‬فهم يه دفون إلى تحقي ق ال ربح ش أنهم في ذل ك ش أن‬
‫التاجر بل يحققون أرباحا أكثر من التاجر من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فهم يقومون باتباع األساليب ال تي يق وم به ا التج ار في تنظيم‬
‫مهنهم‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أن يرد الشراء أو االستئجار على منقول‬
‫لكي يعد الشراء أو االستئجار من أجل البيع عمال تجاريا‪ ،‬يجب أن يرد على منقول وهذا ما نص عليه المش رع األردني في الم ادة‬
‫‪( 6/6‬شراء البضائع وغيرها من المنقوالت المادية ألجل بيعها بربح ما سواء بیعت على حالتها أم بعد شغلها أو تحويلها)‪.‬‬
‫يستفاد من هذا النص أنه أن برد الشراء على منقول‪ ،‬سواء أكان منقوال مادية كالبض ائع والمع ادن والس لع واألث اث والس يارات أم‬
‫منقوال معنوية كاألسهم والسندات وحقوق الملكية األدبية والفنية والعالمات التجارية‪ ،‬وبراءات االختراع‪ ،‬أم منق وال بحس ب الم ال‬
‫كشراء منزل بقصد هدمه أو بيع أنقاضه أم شراء األشجار بقصد قطعها وبيعها أخشابا‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن المشرع األردني قد استعمل في النص كلمة (المادية) وهي زيادة في النص ال مبرر لها وغ ير مقص ودة‪ ،‬ألنه ا‬
‫لو كانت مقصودة لما استعمل المشرع كلمة بضائع ألن عب ارة المنق والت المادي ة تس تغرق البض ائع‪ .‬كم ا أن الص فة التجاري ة ال‬
‫يقصرها الفقه والقضاء على المنقول المادي فقط بل يشمل المنقوالت المعنوية وبحسب المال كما رأينا (‪)1‬‬
‫ويستوي أن يتم بيع المنقوالت بحالتها أو بعد شغلها وتحويلها‪ ،‬كمن يشتري أخشابا فيبيعه ا بحالته ا أو بع د تص نيعها وبيعه ا أث اث‬
‫منزلية‪ .‬ففي كلتا الحالتين بعد العمل تجاري ة‪ .‬وك ذلك األم ر بالنس بة لش راء المنق والت من أج ل تأجيره ا أو اس تئجارها من أج ل‬
‫تأجيرها‪ ،‬مثل تأجير السيارات وتأجير اآلالت الموسيقية‪ ،‬وتأجير األثاث إلى غير ذلك‪.‬‬
‫وقد استبعد المشرع األردني العمليات القانونية التي ترد على العقارات الشراء أو االستئجار من أجل البيع أو التأجير بنص صريح‬
‫حيث لم ينص عليها‪ ،‬وهذا يخالف بعض القوانين التي جاءت متطورة كالق انون الفرنس ي والق انون الجزائ ري‪ .‬ونأم ل عن د إع ادة‬
‫النظر في التشريع األردني أن ينص على العقارات ألن المضاربة عليها في األردن أكثر من المضاربة على المنقوالت‪.‬‬
‫ويعتمد الفقه والقضاء على مجموعة من العوامل االستبعاد العقارات من نطاق القانون التجاري منها االعتبارات التاريخية القديم ة‬
‫التي تفرق بين المنقول والعقار تلك االعتبارات التي ترجع إلى اإلقطاع في القرون الوسطى‪ ،‬ومن األسباب أيضا البطء في ت داول‬
‫العقارات لصعوبة إجراء نقل ملكيتها مما يتعارض مع ما تتطلبه التجارة من سرعة‪ ،‬كما أن امتداد القانون التج اري إلى العق ارات‬
‫يؤدي إلى اتساع نطاق القانون التجاري على حساب القانون المدني‪.‬‬
‫إن هذه الحجج كانت محل انتقادات من قبل الفقه‪ ،‬فالتفرقة بين المنقول والعقار قد سقطت مع سقوط الق رون الوس طى حيث أص بح‬
‫العقار محل مضاربات تجارية كالمنقول تماما‪ .‬أما حجة صعوبة تداول العقارات فلم يعد ما يوجد ما يبرره ا في ال وقت الحاض ر‪،‬‬
‫حيث إن سمة عصرنا الحاضر هي السرعة في جميع العمليات المدنية والتجارية على حد سواء‪ .‬أما اتساع نطاق القانون التج اري‬
‫على حساب القانون المدني فلها ما يبررها أيضا في الوقت الحاضر ألن التجارة في تطور مستمر‬
‫الشرط الثالث‪ ،‬أن يكون الشراء أو االستئجار قصد اعادة البيع أو التأجير‬
‫لكي يعد شراء المنقول عمال تجاريا يجب أن يتم بقصد إعادة البيع أو التأجير‪ .‬فالعنصر الجوهري في العملية ه و عنص ر القص د‪،‬‬
‫فهو الذي يميز بين البيع التجاري والبيع المدني‪ ،‬أم ا إذا تم الش راء بقص د االس تهالك الشخص ي أو االس تعمال الشخص ي فال يع د‬
‫العمل تجارية‪ ،‬ويستوي أن يكون قصد إعادة بيع المنقول أو تأجيره بطبيعته التي كان عليها عند الشراء‪ ،‬أم بعد تهيئت ه أو تص نيعه‬
‫فيعد العمل تجارية‪ .‬ومثال ذلك شراء القمح بقصد إعادة بيعه يعد تجارية سواء أكان البيع بهيئته أو بعد تص نيعه وطحن ه‪ ،‬والع برة‬
‫بتوافر قصد البيع وقت الشراء ال وقت البيع‪ ،‬لكي تضفي على العمل الصفة التجارية‪.‬‬
‫فلو قام شخص بشراء منقول بقصد إعادة بيعه أو تأجيره ثم عدل عن ذلك وخصص هذا المنق ول الس تعماله الشخص ي بع د العم ل‬
‫تجارية لتوافر عنصر القصد وقت الشراء‪ ،‬أم ا إذا تم ش راء المنق ول لالس تعمال الشخص ي وع دل المش تري عن ذل ك وأراد بي ع‬
‫المنقول عد العمل مدنية لعدم توافر القصد وقت الشراء‪.‬‬
‫أما هالك المنقوالت بعد شرائها من أجل بيعها ال ينفي عنها الصفة التجارية‪ .‬والجدير بالذكر أن عنص ر القص د أم ر خفي ال يمكن‬
‫الوقوف عليه‪ ،‬فمن ي دعي الص فة التجاري ة لعملي ة الش راء أو ال بيع علي ه أن يثبت ذل ك بط رق اإلثب ات كاف ة بم ا في ذل ك البين ة‬
‫والقرائن‪ ،‬ومن هذه القرائن كمية البضائع المشتراة ونوعها وصفة المتعاقدين‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 22‬من ‪143‬‬
‫الشرط الرابع‪ ،‬قصد تحقيق الربح‬
‫لكي يعد عمل الشراء تجارية ال يكفي أن يرد على منقول بقصد إعادة بيعه بل يجب أن يكون بقصد تحقيق الربح‪ ،‬وإذا انتفی قص د‬
‫تحقيق الربح انتفت عن الشراء الصفة التجارية‪ ،‬كما هو الشأن الجمعيات التعاونية التي تشتري البضائع وتبيعها اإلعضائها بس عر‬
‫التكلفة‪ ،‬حتى لو باعت هذه الجمعيات بربح يتجاوز سعر التكلفة بقليل ال يغير هذا في األمر شيئا‪ ،‬وال يعد هذا العمل تجاري ا طالم ا‬
‫يوزعا الربح على األعضاء بنسبة مشترياتهم‪ ،‬أما إذا باعت الجمعيات لغير أعضائها العمل تجارية لتوافر عنصر المضاربة‬
‫استقر الفقه والقضاء في مصر وفرنسا‪ ،‬وكذلك نص القانون األردني صراحة على تحقيق الربح‪ ،‬غير أنه ال يش ترط ت وافر ال ربح‬
‫وتحققه فعال‪ ،‬فقد تهلك البضائع أو قد تباع بخسارة رغبة في القضاء على منافس‪ ،‬ومع ذلك يعد قصد الربح متوافر‪.‬‬
‫‪ 2.1.3‬األوراق التجارية ص‪66‬‬
‫األوراق التجارية‪ :‬هي محررات مكتوبة وفق أوضاع ش كلية يح ددها الق انون‪ ،‬ويمث ل موض وعها مبلغ ا معين ا من النق ود‪ ،‬وقابل ة‬
‫للتداول بط رق تجاري ة‪ ،‬وتس تحق ال دفع في وقت معين أو قاب ل للتع يين أو عن د االطالع‪ ،‬ويقبله ا الع رف ك أداة وف اء‪ .‬واألوراق‬
‫التجارية هي السفتجة أو سند السحب‪ .‬والسند االذني أو السند األمر والشيك‪ .‬وسوف نقتصر دراستنا هنا على طبيعتها التجارية‪.‬‬
‫‪ .1‬السفتجة أو سند السحب (‪)LETTER DE Change‬‬
‫هي صك مكتوب وفق شرائط مذكورة في القانون يتضمن أمرا صادرة من شخص هو الس احب إلى ش خص آخ ر ه و المس حوب‬
‫عليه بأن يدفع األمر شخص ثالث المستفيد أو حامل السند مبلغا معينا بمجرد االطالع أو في ميعاد معين أو قابل للتعين‪.‬‬
‫تعد السفتجة عمة تجارية مطلقا أصليا بغض النظر عما إذا كان توقيع السفتجة يستند إلى عمل مدني أو تجاري‪ ،‬وبغض النظر عما‬
‫إذا كان موقع السفتجة تاجرا أم غير لذلك فإن جميع التصرفات القانوني ة ال واردة على الس فتجة تع د أعم اال تجاري ة‪ ،‬مث ل س حبها‬
‫وقبولها وتظهيرها‪ ،‬والضمان االحتياطي وقبولها بالوساطة إلى غير ذلك من التصرفات القانونية التي ترد على السفتجة‪.‬‬
‫وتستمد السفتجة صفتها التجارية من الشكل الذي فرضه القانون‪ ،‬فمتى استوفت الورقة الشكل القانوني‪ ،‬أي تضمنت جميع البيانات‬
‫االلزامية التي يتطلبها القانون‪ ،‬علت سفتجة وثبت لها الصفة التجارية‪.‬‬
‫وعلى الرغم من إجماع التشريعات على منح الصفة التجارية للسفتجة‪ ،‬إال أن الفقه ق د اختل ف في األس اس ال ذي منحت من أجل ه‬
‫الصفة التجارية‪ .‬فبينما ذهب بعض الفقهاء إلى أنها تستند إلى القرينة القانونية القاطعة التي أقامها القانون في كث ير من ال دول على‬
‫اعتبار السفتجة وكل تصرف متعلق بها عمال تجاريا (‪ .)1‬بينما ذهب آخرون إلى أن السفتجة الصفة التجارية بشكل مطلق يتناسب‬
‫ودورها التاريخي واالقتصادي ك أداة مقص ورة على التج ار دون غ يرهم (‪ .)2‬غ ير أن ه ذا ال رأي م ردود عليهم بع د أن أص بح‬
‫التعامل بالس فتجة غ ير مقص ور على التج ار‪ .‬وذهب رأي ث الث إلى أن الص فة التجاري ة للس فتجة بش كل مطل ق يع ود إلى رغب ة‬
‫المشرع في توحيد النظام القانوني الذي يحكم الدين الثابت في هذا السند إذا أصبح يستعمل من قبل التاجر وغير التاجر‬
‫أما موقف المشرع األردني فلم ينص صراحة على تجارية هذه األوراق‪ ،‬غير أن القضاء األردني أخذ بالقاعدة المس تقر عليه ا في‬
‫الفقه والقضاء المقارن‪ ،‬أي عدها تجارية بصفة مطلقة (‪)1‬‬
‫‪ .2‬السند لألمر او السند االذني أو الكمبيالة‬
‫" هو محرر مكتوب وفق شرائط مذكورة في القانون‪ ،‬ويتضمن تعهد محرره ب دفع مبل غ معين بمج رد االطالع أو في ميع اد معين‬
‫أو قابل للتعين ألمر شخص آخر هو المستفيد أو حامل السند"‪.‬‬
‫أما من حيث صفته التجارية فال يعد عمال تجاريا إال إذا حرر بمناسبة أعمال تجارية‪ ،‬وإذا كان مح رره ت اجرة‪ .‬ألن ص فة الت اجر‬
‫تعد قريبة بسيطة على أنه حرر بمناسبة أعمال تجارية يمكن إثبات عكسها من قبل من له مصلحة في إثب ات الص فة المدني ة للس ند‬
‫لألمر‪.‬‬
‫أما إذا كان محرر السند غیر تاجر‪ ،‬فهناك قرينة بسيطة على أنه حرر بمناسبة أعمال مدنية يمكن إثب ات عكس ها ممن ل ه مص لحة‬
‫في إثبات أن العمل الذي حرر السند من أجله عمال تجاريا (‪)2‬‬
‫‪ .3‬الشيك‬
‫هو محرر مكتوب وفق شرائط مذكورة في القانون ويتضمن أمرا صادرا من شخص هو الساحب إلى شخص آخ ر يك ون معروف ا‬
‫وهو المسحوب عليه بنك" بأن يدفع لشخص ثالث أو ألمره أو لحامل الشيك وهو المستفيد مبلغا معينا بمجرد االطالع على الشيك‪.‬‬
‫أما من حيث صفته التجارية فقد ثار خالف في الفقه‪ ،‬فهناك من يرى إعطاء الشيك حكم الس فتجة‪ ،‬أي أن يع د عمال تجاري ا مطلق ا‬
‫بغض النظر عن صفة محرره أو طبيعة العمل ال ذي ح رر من أجل ه‪ ،‬معتم دين على وج ه الش به بينهم ا‪ .‬وهن اك رأي آخ ر ي رى‬

‫الصفحة ‪ 23‬من ‪143‬‬


‫إعطاء الشيك حكم السند لألمر‪ ،‬أي أن يعد عمال تجاريا إذا حرر بمناسبة أعمال تجارية أو إذا حرره تاجر ويتعلق بشؤون تجارية‪.‬‬
‫وهناك رأي آخر يعده عمال تجاريا بنص القانون على أساس أنه من عمليات البنوك التي عدها المشرع عمال تجاريا منفردا (‪)3‬‬
‫والجدير بالذكر أن العبرة بالصفة التجارية للسند لألمر والشيك هي بوقت إنشائها‪ ،‬فمتى نشأ السند أو الشيك تجاريا بقي كذلك على‬
‫الرغم من صفة من تداولهما بعد ذلك إذ تسحب الصفة التجارية على جميع العمليات القانونية التي ترد عليهما من تظه ير أو قب ول‬
‫أو ضمان احتياطي إلى غير ذلك والعكس صحيح‪ ،‬فإذا نشأ نشأة مدنية بقي كذلك‪.‬‬
‫اقترح بعض الفقهاء في ه ذا الص دد إطالق الص فة التجاري ة على الس ندات التجاري ة دون تفرق ة‪ ،‬وحجتهم في ذل ك الش كلية ال تي‬
‫يتطلبها المشرع فهي موجودة في كل سند من هذه السندات وكذلك الوظائف المتماثلة (‪)1‬‬

‫‪ 3.1.3‬أعمال البنوك ص‪68‬‬


‫تعد البنوك من أقدم مقومات الحياة التجارية‪ ،‬وال زالت تع د عص ب الحي ا االقتص ادية في وقتن ا الحاض ر‪ ،‬نظ را لم ا تق وم ب ه من‬
‫أعمال قانونية مهمة لخدمة االقتصاد الوطني واالقتصاد العالمي (‪)2‬‬
‫وعمليات البنوك كثيرة ومتنوعة منها ما يتعلق باإليداع‪ ،‬مثل إيداع النقود واألوراق المالية أو إيجار الخ زائن الحديدي ة‪ ،‬ومنه ا م ا‬
‫يتعلق باالئتمان‪ ،‬كالحساب الجاري أو االعتماد المستندي أو االعتماد العادي‪ ،‬ويدخل أيض ا في عملي ات البن وك تحص يل األوراق‬
‫التجارية وخصمها وتقديم القروض إلى غير ذلك من العمليات القانونية‪ .‬وتقوم الصفة التجارية لعملي ات البن وك أساس ا على فك رة‬
‫المضاربة والتداول‪ ،‬فالمضاربة ألن البنوك تقوم باألعمال المصرفية للحصول على الربح‪ ،‬وهذه هي األساس ية ال تي تم يز العم ل‬
‫المدني عن العمل التجاري‪.‬‬
‫أما التداول فألن البنوك توسط في تداول النقود بين شخص المودع وشخص المقترض (‪)3‬‬
‫والجدير بالذكر أن القضاء الحديث ق د توس ع في منح الص فة التجاري ة لعملي ات قانوني ة تق وم به ا البن وك لم تكن تع د تجاري ة في‬
‫الماضي‪ ،‬وهو ما قض ت ب ه محكم ة النقض الفرنس ية ب أن جمي ع الق روض ال تي تباش رها البن وك تع د تجاري ة بغض النظ ر عن‬
‫المقترض سواء أكان تاجرا أم مدنيا‪ ،‬وأيا كان الغرض الذي خصص له القرض‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن جميع عمليات البنوك تعد تجارية بالنس بة للبن ك أم ا بالنس بة للعمي ل ف إذا ك ان ت اجرا تع د العملي ة تجاري ة‬
‫للطرفين‪ ،‬أما إذا كان مدنيا كان العمل بالنسبة له مدنيا ويبقى تجارية بالنسبة للبنك‪.‬‬

‫‪ 2.3‬المشروعات التجارية ص‪69‬‬


‫إلى جانب األعمال التجارية المنفردة هناك طائفة أخرى من األعمال ال تكتسب الصفة التجارية إال إذا وقعت في صورة مقاول ة أو‬
‫مشروع‪ ،‬علما بأن المشروع األردني قد نص عليها ضمن األعمال التجارية المنف ردة وه ذا ال يتص ور قانون ا وال فقه ا أو قض اء‪،‬‬
‫فالقانونان السوري واللبناني‪ ،‬وهم ا مص ادر تاريخي ة للق انون األردني‪ ،‬والم أخوذان عن الق انون الفرنس ي بع د أن ه ذه األعم ال‬
‫تجارية طالما تمت بشكل مقاولة‪.‬‬
‫أما الفقه والقضاء في كل من مصر وفرنسا فقد عالجه ا ه ذه النش اطات بوص فها عمال تجاري ا طالم ا تمت بش كل مقاول ة وليس ت‬
‫أعماال تجارية منفردة‪ .‬أما موقف القانون األردني فال يخرج عن ذلك إنما هناك خطأ في الصياغة نرجوا أن ينتبه إليه المشرع عند‬
‫إعادة النظر في قانون التجارة األردني‪ ،‬ولكن ما المقاولة؟‬
‫لم يتضمن التشريع التجاري األردني ش أنه في ذل ك ش أن التش ريع الس وري واللبن اني والفرنس ي تعريف ة قانوني ة للمقاول ة‪ .‬وإنم ا‬
‫تناولت هذه التشريعات المقاولة عرضا عند تحديد األعمال التي تعد تجارية بحسب موضوعها‪ ،‬وهو ما نصت علي ه الم ادة ‪6‬ه‪ -‬ع‬
‫من قانون التجارة األردني‪.‬‬
‫أمام عدم تعريف المشرع لفكرة المقاولة تصدي الفقه والقضاء لتعريفها فعرفها األس تاذ اس كارا" "بأنه ا تك رار األعم ال التجاري ة‬
‫على وجه االحتراف بناء على تنظيم مهني سابق‬
‫يستفاد من هذا التعريف أنه ال بد من توافر عنصرين في المقاولة لكي تكتسب الصفة التجارية‪:‬‬
‫العنصر األول‪ :‬تكرار العمل‪ ،‬أي القيام بالنشاط بصورة متصلة ومعتادة‪.‬‬
‫العنصر الثاني ‪ :‬وجود تنظيم مهني‪ ،‬ال يكفي الكتساب العمل الصفة التجارية تكراره‪ ،‬بل يجب أن يكون هن اك تنظيم م ادي يش تمل‬
‫على مجموعة من الوسائل المادية والقانونية الالزمة لممارسة هذا النشاط؛ كاستخدام العمال‪ ،‬وتحضير مواد اإلنت اج ووض عها في‬
‫مكان خاص‪ ،‬والمضاربة عليها قصد تحقيق الربح‪ ،‬وبالتالي يمكننا القول إن‬
‫الصفحة ‪ 24‬من ‪143‬‬
‫الصفة التجارية كامنة في هذه المشروعات ثم تنبعث من المشروع إلى الشخص يملكه فيعد تاجرة‪.‬‬
‫والمقاوالت التجارية التي تضمنتها المادة السادسة من القانون التجاري األردني هي‪:‬‬
‫‪ -‬توريد المواد‪.‬‬
‫‪ -‬أعمال الصناعة وأن تكن مقترنة باستثمار زراعي إال إذا كان تحويل المواد يتسم‬
‫‪-‬بعمل يدوي بسيط‪.‬‬
‫‪ -‬النقل برة أو جوة أو بحرا‪.‬‬
‫‪ -‬العمالة والسمسرة‪.‬‬
‫‪ -‬التأمين بأنواعه‪.‬‬
‫‪ -‬المشاهد والمعارض العامة‪.‬‬
‫‪ -‬التزام الطبع‪.‬‬
‫‪ -‬التخزين العام ‪-‬‬
‫‪ -‬المناجم والبترول‪.‬‬
‫األعمال العقارية‪.‬‬
‫‪ -‬شراء العقارات لبيعها بربح‪.‬‬
‫‪ -‬وكالة األشغال‪.‬‬
‫وسنتناول جميع هذه المقاوالت بالدراسة وفقا لترتيبها في نص المادة السادسة من قانون التجارة األردني‪:‬‬
‫أوال‪ ،‬مقاولة التوريد (‪)L'entreprise de Fourniture‬‬
‫التوريد‪ :‬هو عقد يلتزم المورد بمقتضاه بتسليم الطرف الثاني كميات من األشياء موضوع التعاقد بصفة دورية ومنتظمة في ف ترة‬
‫زمنية معينة‪ .‬ومن أمثلة ذلك توريد المالبس واألغذية إلى الم دارس والفن ادق والمستش فيات والجيش‪ ،‬وتوري د الم واد األولي ة إلى‬
‫المصانع‪ ،‬وتوريد أدوات الطباعة كالورق والحبر إلى الصحف والمجالت‪.‬‬
‫ثار خالف في الفقه حول الطبيعة التجارية لعملية التوريد وهل يشترط أن تكون مس بوقة بش راء أم ال؟ ذهب بعض الفقه اء إلى أن‬
‫التوريد ال يعد عمال تجاريا إذا لم يسبقه شراء ومثال ذلك قيام الشخص بتوريد ما ينتجه من أرض ه الزراعي ة‪ ،‬وذهب آخ رون إلى‬
‫أن التوريد يعد عمال تجاريا ولو لم يس بقه ش راء؛ ألن المش رع األردني أص بغ الص فة التجاري ة على عملي ة التوري د طالم ا يق وم‬
‫المورد بتقديم المواد األولية بصورة دورية ومنتظمة ومستمرة‪ ،‬وأن يتم هذا التوريد بصورة مقاولة‪.‬‬
‫أما إذا وقع التوريد على أشياء سبق شراؤها فتكتس ب الص فة التجاري ة لس ببين‪ :‬األول وج ود ش راء بقص د ال بيع‪ ،‬والث اني وج ود‬
‫مشروع توريد‪ .‬ويعد التوريد عمال تجاريا إذا اقتصر على تقديم خدمات فقط وهو ما نص عليه المش رع ص راحة في بعض ال دول‬
‫كفرنسا والجزائر‪ .‬ومثال ذلك اس تثمار حمام ات م اعين‪ ،‬واس تغالل الن وادي والمق اهي حيث تق وم بتق ديم التس لية والخ دمات إلى‬
‫الزبائن مقابل مبلغ معين ‪-‬‬
‫خالصة القول إن عملية التوريد تعد عمال تجاري ا س واء انص بت على أش ياء يص نعها الم ورد أم ال‪ ،‬أم ا إذا لم يس بق التوري د أي‬
‫تحويل للمواد األولية فيعد العمل تجارية طالما تم بصورة مقاولة دون حاجة إلى ربطها بمشروع صناعة أخرى‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مشروع أعمال الصناعة (‪)Entreprise Les Activites industrielles‬‬
‫والمقصود بمقاولة الصناعة تحويل المواد األولية إلى سلع قابلة إلشباع حاجات اإلنسان‪ ،‬ولقد جاء النص صريحا ليشمل التحوي ل‪،‬‬
‫ومثال ذلك تحويل القطن والصوف إلى ما يعرف بصناعة النسيج‪ ،‬ثم تحويلها إلى مالبس‪ ،‬كما ي دخل في مفه وم الص ناعة تحوي ل‬
‫الصناعة إلى آالت وأثاث‪ ،‬ويشمل أيضا صناعة الزجاج والسيارات‪ ،‬ويدخل في الصناعة أيضا إصالح األشياء‪.‬‬
‫وتعد مقاولة االنتاج والتحويل أو الصناعة عمال تجاريا الش تمالها على عنص ر المض اربة على عم ل اآلخ رين من جه ة‪ ،‬وقص د‬
‫تحقيق الربح من جهة أخرى‪.‬‬
‫فالصانع يضارب في هذا العمل على عمل العمال مستفيدة من الف روق بين أج رة مض افا إلي ه نفق ات االس تثمار وثمن بي ع الم واد‬
‫المصنعة‪ .‬وبالتالي فهو يعد في حكم التاجر‪ ،‬وإن كان بينهما اختالف على اعتبار أن التاجر يضارب على ف روق األس عار بين ثمن‬
‫شراء البضاعة وثمن بيعها‪.‬‬
‫ويعد مشروع الصناعة عمال تجاريا سواء انصب على مواد اوليه س بق ش راؤها أم هي مملوك ة للص انع من ذ البداي ة‪ ،‬أو مملوك ة‬
‫لآلخرين الذين فوضوا الصانع أمر تصنيعها‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 25‬من ‪143‬‬
‫كل ما في األمر إذا انصبت الصناعة على مواد أولية سبق شراؤها فتكتسب الصفة التجارية من ن احيتين؛ األولى ألن هن اك ش راء‬
‫من أج ل ال بيع‪ ،‬والثاني ة ألنه ا تمت بش كل مقاول ة‪ ،‬وذل ك اس تنادا إلى الم ادة السادس ة من الق انون التج اري األردني‪ .‬وإذا انتفت‬
‫المضاربة على عمل اآلخرين في المقاوالت التي تكون عنصرا أو ركنا أساسيا فيها‪ ،‬لم تعد بصدد مقاول ة ولم يع د العم ل تجاري ة‬
‫ويكون القائم به حرفية‪.‬‬
‫التمييز بين التاجر والحرفي‬
‫الحرفي هو من يمارس صناعة يدوية بمفرده أو يساعده عدد قليل من العمال أو االستعانة ببعض اآلالت التي يديرها بنفسه (‪)1‬‬
‫واألمثلة على ذلك كثيرة منها الحداد والكهربائي والميكانيكي وصانع األحذية‪ .‬و في حكم المحكمة تولوز في فرنسا ج اء في ه (يع د‬
‫الحداد حرفيا ولو أنه يش تري الم واد األولي ة الالزم ة لعمل ه بكمي ات ض ئيلة كلم ا احت اج إليه ا ويس تخدم ع ام ويس تعمل الفوات ير‬
‫واألوراق التي تحمل اسمه مطبوعة مادام يحصل على الربح من عمله الشخصي أساسا األجل المضاربة على ما يشتريه (‪)2‬‬
‫ولكن ما هو المعيار إذا كان الحرفي يمارس عمله في ورشة صغيرة يستعمل به ا ع ددا من العم ال‪ ،‬كم ا أن ه يق وم بش راء الم واد‬
‫األولية ألجل بيعها بربح؟ لم يستقر القضاء الفرنسي على رأي بهذا الصدد‪ ،‬فبينم ا حكم بتج ارة عم ل الخي اط ال ذي يض ارب على‬
‫القماش الالزم لصنع المالبس وإعادة بيعها بثمن يزيد على ثمن شرائها‪ .‬ذهب القضاء الفرنسي في حكم آخر إال أن النقاش ال ذي ال‬
‫يشتري من المواد األولية إال ما يلزم لصناعته كلما دعت الحاجة إلى ذلك‪ ،‬وال يحصل إال على أرباح خاصة من ه ذه الم واد ال تي‬
‫يدخل ثمنها ضمن أجرة عمله بعد حرفيا‪.‬‬
‫إن هذه التفرقة في نظرنا قائمة على معيار تحكم هو النظر إلى النشاط الرئيس والنشاط الثانوي الذي يلحق به ويؤخ ذ حكم ه‪ ،‬كم ا‬
‫أن الفقه انتقد هذه التفرقة ألنها تقوم على اعتبارات اجتماعية واقتصادية وسياسية تتمثل أساسا اتساع الهوة بين طبقة التجار وطبقة‬
‫الحرفيين التي تعد طبقة اجتماعية متميزة عن طبقة التجار من حيث وض عها االجتم اعي واالقتص ادي‪ ،‬غ ير أن ه ذه االعتب ارات‬
‫السياسية فرضت على أعضاء هذه الطبقة خضوعها لقانون التجار والتخفيف من أعباء الضريبة بغية الحصول على أص واتهم في‬
‫انتخابات الغرف التجارية والجدير بالذكر أن المشرع األردني لم يخضعهم للقانون التجاري فهناك قانون حرفي خاص بهم‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مشروع النقل‬
‫النقل‪ :‬هو عقد يلتزم بمقتضاه الناقل بأن ينقل شيئا أو شخصا من مكان إلى اخر بوسائطه الخاص ة مقاب ل أج رة معين ه ي دفعها ل ه‬
‫عادة المرسل أو المسافر (‪ )1‬ويشتمل عقد النقل في تقديم خدمات سواء في ذلك نقل بضاعه أو نقل أش خاص س واء أك انت وس يلة‬
‫النقل برة أم بحرة أم جوة‪.‬‬
‫والنقل بجميع صوره يعد عمال تجاريا متى قامت به مقاولة‪ ،‬سواء أشرف عليها شخص طبيعي أم شخص معن وي‪ .‬وس واء أك انت‬
‫شركة خاصة أم مؤسسة عامة‪ .‬كما تعد تجارية بالنسبة للناق ل وح ده أم ا بالنس بة للمس افر أو ص احب البض اعة المش حونة فتح دد‬
‫طبيعة العمل وفقا لصفة هذا األخير مدنيا كان أم تاجرة‪ .‬أما عمليات النقل المتفرد فال تعد تجاريه‪.‬‬
‫وبناء على ما تقدم يعد عمل مؤسسة النقل العام في العاصمة عم ان عمال تجاري ا ويخض ع لق انون التج ارة األردني الص ادر س نة‬
‫‪ 1966‬وكذلك األمر بالنسبة للخط التجاري الحجازي أما النقل الجوي فإذا كان داخليا فيخضع للقانون الداخلي على الرغم من ع ده‬
‫عمال تجاريا‪ ،‬أما النقل الجوي الدولي إذا توافرت ش روطه فيع د عمال تجاري ا ويخض ع للق انون الج وي األردني وك ذلك االتفاقي ة‬
‫وارسو الدولية وغيرها من االتفاقيات الدولية‪.‬‬
‫أما النقل البح ري فيخض ع للق انون البح ري األردني على ال رغم من ع ده عمال تجاري ة بنص الم ادة الس ابعة من ق انون التج ارة‬
‫األردني‪.‬‬
‫لقد ثار خالف في الفقه حول طبيعة عمل سيارة األجرة‪ ،‬فذهب رأي إلى عده عمال مدنية وسائق السيارة م ا ه و إال مج رد ح رفي‬
‫يحصل على ربحه من عمله اليدوي‪ .‬بينما ذهب رأي آخر إلى عده عمال تجاري ا على اعتب اره أن ه يق وم بمش روع نق ل وفق ا لنص‬
‫القانون (‪ .) 2‬علينا أن نميز بين حالتين األولى إذا كان صاحب السيارة يقودها بنفسه فيعد عمله مدنيا ألنه حرفي أما الحال ة الثاني ة‪،‬‬
‫إذا كان يقود سيارة األجره سائق غير صاحبها مقابل أجر فعمله هذا يعد تجاريا ألنه يضارب على عمل السائق والسيارة معا‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مشروع الوكالة بالعمولة (‪)La Commision‬‬
‫هي عقد يتعهد بمقتضاه الوكيل بأن يجري باسمه تصرفا قانونيا لحساب الموكل‬
‫وهذا ما نصت عليه المادة (‪ )80‬من قانون التجارة األردني (يسمى هذا العقد وكالة بالعمولة ويكون خاض عا ألحك ام الفص ل اآلتي‬
‫عندما يجب على الوكيل أن يعمل باسمه الخاص أو تحت عنوان تجاري لحساب من وكله)‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 26‬من ‪143‬‬


‫وهناك فرق بين الوكيل بالعمولة والوكيل العادي‪ .‬في حين أن الوكيل بالعمولة العقد باسمه الخاص ولكن لحساب موكله ل ذلك فه و‬
‫طرف في العقد ومسؤول عن تنفيذه‪ .‬بينما الوكيل العادي يبرم العقد باسم موكله ولحساب موكله فهو ليس طرفا في العقد وال يس أل‬
‫عن تنفيذه‪.‬‬
‫كما يختلف الوكيل بالعمولة عن السمسار أيضا ألن هذا األخ ير تقتص ر مهنت ه على التق ريب بين وجه ات نظ ر الط رفين دون أن‬
‫يكون طرفا في العقد وال يترتب على ذمته أية التزامات‪.‬‬
‫كما تختلف الوكالة بالعمولة عن الوكالة العادية في أن األول يكون دائم ا مقاب ل اج ر يع رف بالعمول ة في حين أن الوكال ة العادي ة‬
‫يفترض فيها أنها تبرعية‪ ،‬كما أن للوكيل بالعمولة حق امتیاز على البضاعة التي أوكل إليه إبرام التصرف الق انوني بش أنها‪ ،‬وه ذا‬
‫ما نصت عليه المادة (‪ ) 196‬من قانون التجارة األردني‪ ،‬في حين أن الوكيل العادي يعد دائنا عادية يخضع لقسمة الغرماء (‪.)2‬‬
‫ولقد اشترط المشرع األردني العتبار الوكالة بالعمولة عمال تجاريا أن ترد بشكل مشروع ال بد من تكرار القيام باألعمال التجارية‬
‫ومزاولتها على وجه االحتراف‪ ،‬جريا على ما صار عليه القانون الفرنسي‪ .‬غير أن بعض القوانين كالق انون الجزائ ري يكتفي لع د‬
‫تجارية ولو وقعت مرة واحدة دون تكرارها‪.‬‬
‫والوكالة بالعمولة تعد عمال تجاريا بالنسبة للوكيل بالعمولة بغض النظر عن التص رف ال ذي أبرم ه الوكي ل بالعمول ة س واء أك ان‬
‫تجاريا أم مدنيا أما بالنسبة للموكل فهي تعد تجارية إذا كان تاجرا أو كان التصرف يتعلق بشوؤن تجارية وإال عدت عمال مدنيا‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬مشروع السمسرة (‪)Le Courtage‬‬
‫عقد يتعهد السمسار بمقتضاه لشخص بالبحث طرف ثالث إلبرام عقد معين أو التوسط إلبرامه مقابل أجر‬
‫إن عمل السمسار يقتصر على التقريب بين وجهات نظر الطرفين مقابل عمولة يتقاضاها كنسبة مئوية من الص فقة أو أج ر مح دد‪.‬‬
‫کالتقريب بين البائع والمشتري فهو اليس طرفا في العقد وبمجرد إبرامه ال يسأل عن تنفيذه‪.‬‬
‫أما من حيث الصفة التجارية للسمس رة اختلفت آراء الفقه اء في ذل ك‪ ،‬فمنهم من ي رى أن السمس رة ال تك ون تجاري ة إال إذا تعلقت‬
‫بعمل تجاري بی (‪ .)2‬وذهب رأي آخر إلى أن السمسرة تعد تجارية بالنظر إلى طبيعة الصفقة‪ ،‬فإذا ك انت الص فقة تجاري ة ع دت‬
‫السمسرة تجارية‪ ،‬وإذا كانت الصفقة مدنية عذت السمس رة مدني ة‪ .‬بينم ا ذهب رأي آخ ر في الفق ه إلى ع د السمس رة تجاري ة ول و‬
‫وقعت مرة واحدة وبغض النظر عن طبيعة الصفقة بينما يرى بعض الفقهاء أنه يجب النظر إلى السمسار وحده‪ ،‬فما دام نشاطه يتم‬
‫في إطار مشروع عدت السمسرة عمال تجاريا بغض النظر عن طبيعة الصفقة مدنية كانت أم تجارية‪ ،‬وسواء توس ط في منق ول أم‬
‫في عقار (‪.)4‬‬
‫أما بالنسبة لعميل السمسار فإذا كان تاجرة والصفقة تتعلق بشوؤن تجارية عد العمل تجاريا‪ .‬أما إذا كان عميل السمسار م دنيا على‬
‫العمل مدنيا‬
‫سادسة‪ :‬مشروع التأمين‬
‫التأمين‪ :‬هو تعهد يقوم به شخص يسمي المستأمن بأن يؤدي إلى شخص آخر هو المؤمن مبلغا من النق ود أو أي ع وض آخ ر في‬
‫حال تحقيق الحادث أو الخطر موضوع التأمين‪ ،‬مقابل قسط يؤديه المؤمن للمستأمن‬
‫والتأمين نوعان‪:‬‬
‫األول ‪ :‬التأمين التبادلي أو التعاوني‪ :‬هو الذي تتفق فيه جماعة من الناس معرضين ألخطار متشابهة من أجل تعويض الضرر ال ذي‬
‫يصيب أحدهم عند تحقيق الخطر من مجموع المبالغ المدفوعة منهم بصورة اش تراكات ي دفعونها س نويا‪ ،‬فيك ون جمي ع األعض اء‬
‫ضامنين ومضمونين في الوقت نفسه‪ .‬وفي هذا النوع من التأمين تنتفي فكرة الربح وبالتالي ال يعد عمال تجاريا‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬التأمين ذي األقساط المحدودة‪ :‬وهو الذي يتعهد فيه المؤمن (شركة التأمين تجاه المستأمنين بدفع قيمة التعويض إلى أح دهم‬
‫عند تحقیق ضرر داخل في نطاق هذا التأمين مقابل دفع أقساط محددة سلفا‪ ،‬فهذا النوع من التأمين يع د عمال تجاري ا لت وافر فك رة‬
‫الوساطة بين المستأمنين الذين يؤدون األقساط ضامنين بعضهم البعض وتحت إدارة الم ؤمن‪ .‬كم ا أن فك رة ال ربح تتحق ق في ه ذا‬
‫النوع من التأمين‪.‬‬
‫ولقد عد المشرع األردني مقاولة التأمين عمال تجاريا طالما تمت بصورة مقاولة وجاء النص مطلقا شامال لكل أنواع التأمين خالفا‬
‫لبعض التشريعات األخرى التي تفرق بين التأمين التبادلي وتعده عمال مدنية‪ ،‬والت أمين ذي األقس اط المح ددة وتع ده تجاري ة‪ .‬ه ذا‬
‫النوع من التأمين التأمين على الحياة‪ ،‬والتأمين ضد الحريق والتأمين ضد السرقة‪ ،‬الصور األخرى‪ .‬ويعتقد بعض هم أن ه ذه الم ادة‬
‫من القانون األردني تشمل التأمين البحري ايضا غير أن الفقه الحديث يطالب باضفاء الصفة التجارية على نوعي الت أمين وه و م ا‬
‫أخذ به المشرع األردني‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 27‬من ‪143‬‬
‫وتعد مقاولة التأمين عمال تجاريا بالنسبة للم ؤمن (ش ركة الت أمين)‪ ،‬أم ا بالنس بة للم ؤمن ل ه أو المس تأمن فيع د م دنيا‪ ،‬إال إذا ك ان‬
‫المستأمن تاجرة وأجرى التأمين لحاجات تجاريه فيصبح العمل عندئذ تجارية بالتبعية‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬مشروع المشاهد والمعارض العامة‬
‫يقصد بمقاولة المشاهد والمعارض العامة هي تلك األماكن التي تهدف إلى تقديم التسلية والترفي ه للجمه ور مقاب ل أج ر ومن أمثل ة‬
‫المشاهد العامة دور السينما والمسارح ودور عزف الموسيقى والمراقص ومدن المالهي واأللع اب الرياض ية والس يرك و میادین‬
‫سباق الخيل والمعارض العامة إلى غير ذلك‪ .‬وال تكتسب هذه المشاهد العامة الصفة التجارية إال إذا توافرت فيها الشروط األتية‪:‬‬
‫الشرط األول‪ :‬يجب أن يباشر العمل على وجه المقاولة‪ ،‬أما العمل المتفرد فال يعد تجاري ة‪ ،‬كم ا أن إقام ة الحفالت العارض ة ال تي‬
‫تقام بمناسبة وطنية أو بمناسبة أعياد دينية فال تعد عمال تجاريا حتى لو حققت ربحا‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬يجب أن تهدف هذه المقاوالت إلى تحقيق الربح‪ ،‬ألن عنصر ال ربح ه و العنص ر الج وهري في األعم ال التجاري ة‬
‫كافة بشكل عام وفي المقاوالت التجارية بشكل خاص‪ ،‬فإذا انتفى قصد الربح لم تع د بص دد عم ل تج اري‪ ،‬ومث ال ذل ك الع روض‬
‫المجانية التي تقدمها البلديات أو المحافظات للترفيه عن الجمهور فال تعد عمال تجاريا‪ ،‬وكذلك المباريات الرياضية المجانية ال تعد‬
‫عمال تجاريا‪.‬‬
‫ولكن ثار خالف في الفقه حول المشاهد العامة التي يتقاضى القائمون بها أجرة يخصصونه ألعمال خيرية‪ ،‬ف إن القض اء يع د مث ل‬
‫هذه المقاوالت أعماال تجارية أما بالنسبة للفقه فاألمر محل خالف فذهب بعض الفقهاء إلى عد المقاولة عمال مدني ة إذا ك ان ال ربح‬
‫يخصص لغرض خيري وكان القائمون عليه ال يتقاضون أجرة‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬يجب أن يتضمن مقاول ة المش اهد العام ة المض اربة على عم ل اآلخ رين فالفن ان أو المؤل ف أو العب الس يرك أو‬
‫الراقص أو الممثل يعد عملهم جميعا مدنية‪ ،‬ألنهم يستغلون مواهبهم الشخصية‪ ،‬أما التاجر فه و مق اول المالهي أو المش اهد العام ة‬
‫التي يتوسط بين الفنانين والجمهور فيحقق ربحا‪ ،‬فهو يضارب على عملهم قصد تحقيق الربح من وراء ذلك‪.‬‬
‫إن مقاولة المالهي تعد بالنسبة للقائم بها بالنسبة لجميع العقود التي يجريها المقاول الغير لحاجة مقاولت ه مث ل عق د ص الة الع رض‬
‫مثال عمال تجارية‪ .‬أما بالنسبة للطرف اآلخر المتعاقد مثل الممثل والمطرب فيعتبر العمل مدنية‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬مشروع التزامات الطبع‬
‫يقصد بذلك مقاولة االستغالل الفكري أو مقاولة النشر‪ ،‬فالناشر يشتري حق التأليف من المؤل ف بقص د ال بيع وتحقي ق ال ربح‪ ،‬فه و‬
‫يتوسط بذلك بين المؤلف والجمهور في تداول األفكار العلمية‪ .‬ومن ثم يكتسب الصفة التجاري ة ألن ه تم بش كل مقاول ة وعلى س بيل‬
‫التكرار واالحتراف‪ ،‬أما إذا تم العمل منفردة فهو بالنسبة للناشر عمال تجارية منفردة تطبيقا لفكرة الشراء ألج ل ال بيع‪ ،‬أم ا إذا ق ام‬
‫المؤلف بنفسه باستغالل ملكاته العلمية والفنية كأن يقوم شخص أديب بنش ر مؤلف ه العلمي أو يق وم ع الم بنش ر اختراع ه بمص نف‬
‫علمي‪ ،‬فهذا العمل ال يعد عمال تجاريا النتقاء فكرة المضاربة التي هي ليست من طبيعة عمل األديب أو العالم‪.‬‬
‫يعد استغالل االنتاج الفكري عمال تجاريا طالما تم بص ورة مقاول ة‪ ،‬ومن أمثل ة ذل ك إذا تم نش رها في ص ورة أس طوانات أو أفالم‬
‫تلفزيونية أو سينمائية‪ ،‬أما إصدار المجالت‬
‫والجرائد فيعد عمال تجاريا إذا قام صاحب المجلة أو الجريدة بشراء المقاالت من المحررين‪ ،‬أو قام بنشر اإلعالن ات التجاري ة من‬
‫أجل تحقيق الربح‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬مشروع التخزين العام‬
‫المخازن‪ :‬هي محالت واس عة ي ودع فيه ا التج ار بض ائعهم مقاب ل أج ر بانتظ ار بيعه ا أو س حبها عن د الحاج ة‪ .‬ويعطي ص احب‬
‫البضاعة إيصاال بها محررة لألمر يعرف بص ك اإلي داع (‪ )La recepisse‬يمكن ه من بيعه ا إلى اآلخ رين بوس اطة تظه ير ه ذا‬
‫الصك‪ .‬كما تصدر ادارة المخازن صكا آخر يعرف بص ك ال رهن (‪ )Le warrant‬ومح ررة لألم ر أيض ا‪ ،‬ويخ ول المال ك رهن‬
‫البضاعة بتظهيره للدائن المرتهن‪.‬‬
‫وللمخازن العمومية فوائد كثيرة منها أن يستورد التاجر بضاعة كثيرة ال يستطيع التخليص عليها جمركيا في الموانيء وإذا تركه ا‬
‫فيها قد تكون عرضة للتلف أو الضياع أو السرقة‪ ،‬كما أنها تعيق الحركة في هذه الموانيء‪ .‬ومن فوائ دها أيض ا أن محالت الت اجر‬
‫غير قادرة على استيعاب هذه البضائع دفعة واحدة فيضعها في المخازن العامة فيأخذ منها مايريد على دفعات (‪)1‬‬
‫تكتسب مقاولة المخازن العمومية الصفة التجارية طالما تمت بشكل مقاولة؛ وال يش ترط اس تثمار مخ ازن ع دة ب ل يكفي اس تغالل‬
‫مخزن واحد على الرغم من ورود عبارة النص بصيغة الجمع‪ ،‬كل ما في األمر أن يكون هذا المخزن واسعا كافية لتلبي ة حاجي ات‬
‫العمل‪ ،‬سواء أكان المخزن العام ملكا للمستثمر أم مؤجرة له‪ .‬وغالبا ما تلحق بالمخازن العامة صالة ل بيع البض ائع ب المزاد العل ني‬
‫الصفحة ‪ 28‬من ‪143‬‬
‫في حالة عدم وفاء صاحبها بالدين الذي تضمنه في موعد االستحقاق‪ ،‬ولقد أضاف القضاء في كل من مصر وفرنس ا إلى مق اوالت‬
‫المخازن العامة مقاوالت أخرى مثل مقاولة مخازن األثاث ومخازن اإليداع في الموانيء والمحالت المعدة إليواء السيارات‪.‬‬
‫عاشرا‪ :‬مشروع المناجم والبترول‬
‫حسم المشرع األردني الخالف الفقهي الذي كان يدور في كل من مصر وفرنس ا ح ول الص فة التجاري ة للص ناعات االس تخراجية‬
‫التي كانت تعد عمال مدنية إلى أن حسم المشروع الفرنسي األمر في قانون ‪ 1919/09/19‬وعدها تجارية‪.‬‬
‫ولعل السبب في استبعاد هذه األعمال من نطاق القانون التجاري فيم ا مض ى وع دها مدني ة‪ ،‬أنه ا لم يس بقها ش راء وال تحت اج إلى‬
‫ائتمان‪ ،‬كما أنها ك انت باس تخدام األدوات البس يطة‪ .‬أم ا في وقتن ا الحاض ر ف إن العملي ات االس تخراجية تحت اج إلى خ برات فني ة‬
‫كالمهندسين وإلى رؤوس أموال كبيرة وآالت ضخمة وعدد كبير من األيدي العاملة والماهرة في الوقت نفسه مما جعلها تحتاج إلى‬
‫االئتمان‪ .‬لهذه األسباب كلها أصبغ عليها المشرع الصفة التجارية وأخضعها للقانون التجاري‪.‬‬
‫ولقد جاء نص المشرع األردني عامة حيث نص على مشروع المن اجم والب ترول فج اء النص ش امال لك ل أن واع المن اجم وع دها‬
‫تجاريا‪ ،‬حيث عد كل مقاولة الستغالل المناجم كمق الع الحج ارة ومن اجم الحدي د والفحم واس تخراج الملح والب ترول إلى غ ير ذل ك‬
‫عمال تجارية‪ .‬وهذا يخالف النص الفرنسي الوارد في ق انون ع ام ‪ 1919‬فق د ع د القض اء أن النص ج اء على س بيل الحص ر ألن‬
‫األصل هو مدنية الص ناعات االس تخراجية فقص رها على المن اجم وح دها كمن اجم الحدي د والفحم والمع ادن األخ رى واس تخراج‬
‫البترول‪ .‬ولم يشمل النص استثمار مقالع الحجارة واألراضي الرملية إلى غير ذلك‪.‬‬
‫كما أن المشرع األردني لم يخصص أنواعا معينة من العمليات التي تعد تجارية فجاء النص مطلقا سواء تعلق األمر بشراء اآلالت‬
‫الالزمة للحفر أم بالمواد الكيماوية الالزمة الستخراج بعض المواد‪ ،‬أم بعمليات تحويل المنتجات‪.‬‬
‫وخالصة القول إن كل استغالل لهذه العمليات االستخراجية يعد عمال تجاريا سواء ق ام ب ه ش خص ط بيعي أم شخص ص معن وي‪،‬‬
‫وسواء قامت به شركة قطاع خاص أم مؤسسة عام ة‪ ،‬ألن الص فة التجاري ة تنص ب على العم ل بذات ه بغض النظ ر عن الش خص‬
‫القائم به‪.‬‬
‫أحد عشر‪ :‬مشروع األعمال العقارية‬
‫قنن المشرع األردني ما استقر عليه القضاء الفرنسي‪ ،‬وعد أعمال البناء والحفر وتمهيد األرض أعم اال تجاري ة‪ ،‬حيث ج اء النص‬
‫مطلقا شامال لجميع األعمال الخاصة بالعقارات كإنشاء المباني والجس ور والط رق واألنف اق والمط ارات وحف ر القن وات وإنش اء‬
‫السدود ومد خطوط السكك الحديدية وأنابيب المياه وأسالك الكهرباء‪ ،‬وكذلك أعمال الهدم والترميم إلى غير ذلك من أعمال البناء‪.‬‬
‫وهذه األعمال تعد تجارية سواء اقتصر عمل المقاول في أعم ال البن اء على تق ديم العم ال دون األدوات والمهم ات ألن ه يض ارب‬
‫على عمل العمال(‪ .)1‬أو قدم المواد األولية الالزمة للبناء‪،‬‬
‫أما إذا اقتصر نشاطه على تقديم الرسوم الهندسية ووضع الرسوم المعمارية فإن عمله بعد مدنية وهو ما أخذ ب ه القض اء في بعض‬
‫أحكامه‪.‬‬
‫وال تعد هذه األعمال تجارية إال إذا تمت في صورة مقاولة أو مشروع‪ ،‬وهذا يخالف بعض نصوص الفقه التي تعدها تجارية ح تى‬
‫لو تمت مزاولتها على وجه االنفراد(‪.)1‬‬
‫ثاني عشر‪ :‬مشروع المضاربات العقارية أو شراء العقارات لبيعها بربح‬
‫اختلفت آراء الفقهاء في هذا الصدد‪ ،‬فبعضهم يرى أن شراء العقارات قصد إع ادة بيعه ا وتحقي ق ال ربح يع د عمال تجاري ا ول و تم‬
‫منفردة‪ ،‬وهذا ما أخذ به المشرع الفرنسي والجزائري مسايرة للتطور االقتص ادي حيث أن المض اربة على العق ارات أك ثر أهمي ة‬
‫وتحقيقا للربح من المضاربة على المنقوالت وهذا ما جعل بعض الفقهاء يرى أن المشرع األردني أخذ بذلك‬
‫(‪)3‬‬
‫بينما يرى آخرون أن المضاربة على العقارات ال يمكن عدها عمال تجاريا إال إذا تمت بوساطة مش روع‪ .‬حيث نش اهد مش روعات‬
‫ضخمة تقوم على المضاربة على العقارات حيث تشتري األرض وتقوم بتقسيمها إلى وحدات صغيرة وبيعها أو بناء مساكن عليه ا‬
‫وبيعها قصد تحقيق الربح فمثل هذه المشروعات الكبيرة تحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة وإلى أيدي عاملة لذلك ال يمكن أن نعدها‬
‫تجارية إال إذا تمت في شكل مشروع ونحن نرى أن المشرع األردني قد أخذ بالرأي الث اني أي ال يمكن ع دها تجاري ة إال إذا تمت‬
‫بشكل مقاولة‪ ،‬ولو قصد األخذ بالرأي األول لنص على ذلك عندما نص على تجارية األعمال المنفردة‪.‬‬
‫ثالث عشر‪ :‬مشروع وكالة األشغال‬

‫الصفحة ‪ 29‬من ‪143‬‬


‫يقصد بمشروع وكالة األشغال‪ :‬تلك المكاتب التي تؤدي خدمة للجمهور لقاء أجر معين أو مقابل نسبة معينة من قيمة الص فقة ال تي‬
‫تتوسط بها‪ ،‬وتقوم هذه الوكاالت والمكاتب بتقديم خدمات متنوعة للجمه ور‪ .‬مث ال ذل ك مك اتب تحص يل ال ديون أو التخليص على‬
‫البضائع من الجمارك‪ ،‬واستخراج الرخص وتسجيل براءات االختراع‪ .‬األردني‬
‫لقد توسع القضاء الفرنسي في تفسير المقصود بهذه المقاوالت‪ ،‬وع دها من القبي ل مك اتب الس ياحة‪ ،‬واإلعالن‪ ،‬ووك االت األنب اء‪،‬‬
‫ومكاتب الزواج والتوظيف إلى ذلك من تقديم الخدمات‪.‬‬
‫وتعد أعمال هذه المكاتب من قبيل األعمال التجارية بغض النظر عن طبيعة العمليات التي تقوم به ا س واء أك انت أعم اال مدني ة أم‬
‫أعماال تجارية‪ ،‬ألنها تتعلق بتداول الثروات وال تخرج عن كونها بيعة أو تأجيرة للخبرة‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن اصطالح الوكاالت ال يشمل مكاتب أصحاب المهن الح رة کالمح امين واألطب اء والمهندس ين والمحاس بين ألن‬
‫العرف جرى على عد هذه األعمال غیر تجارية‪.‬‬
‫‪ 3.3‬األعمال التجارية البحرية ص‪81‬‬
‫نصت المادة السابعة من قانون التجارة األردني على األعمال التجارية البحرية وعدتها كذلك طالما تمت بش كل مش روع‪ .‬وس وف‬
‫نتناولها بشيء من التفصيل فيما يأتي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مشروع إنشاء السفن‬
‫إن مشروع بناء السفن يعد عمال تجارية مهما كانت طريقة البن اء‪ ،‬س واء أك ان ص احب المش روع ه و ال ذي يق دم الم واد األولي ة‬
‫الالزمة للبناء أم اقتصر عمله على تقديم الخبرة واليد العاملة‪ .‬وال يهم بعد ذلك إذا ما خصصت السفن للمالحة البحري ة أم للمالح ة‬
‫الداخلية‪.‬‬
‫أما بالنسبة المشتري السفينة فإن العمل يعتبر تجاريا إذا كانت معدة لالستغالل التجاري كنقل البضائع أو الركاب‪ .‬بينما تعتبر مدنية‬
‫إذا استعملت للصيد أو النزهة أو لألبحاث العلمية (‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬شراء السفن ألجل بيعها أو استثمارها‬
‫إن شراء السفن ألجل بيعها أو استثمارها يعد عمال تجاريا طالما تم بشكل مشروع حتى لو اقتصرت عملية الشراء األج ل ال بيع أو‬
‫االستثمار على سفينة واحدة‪ .‬وال يمكن أن تعد شراء السفينة األجل بيعها عمال تجارية منفردة باعتبار أنه ا واردة على منق ول كم ا‬
‫يرى بعض الفقهاء (‪)2‬‬
‫أما إذا تم الشراء ألجل االستعمال الشخصي او الصيد فإن العمل يعد مدنيا ويبقى كذلك حتى لو تم بيع السفينة بعد ذلك‪ ،‬ألن الع برة‬
‫بالقصد وقت الشراء (‪)1‬‬
‫ثالثا‪ :‬استئجار السفن أو تأجيرها‬
‫إن عملية تأجير السفينة كلها أو بعضها لمدة معينة أو السفرة واحدة أو السفرات عدة وهو م ا يع رف بعق د النق ل البح ري بم وجب‬
‫سند إيجار‪ ،‬كم ا أن عملي ة النق ل البح ري للرك اب أو البض ائع تع د عمال تجاري ة بالنس بة للناق ل أو الم ؤجر ول و لم يتم في ش كل‬
‫مشروع‪ .‬فلو تعاقد مالك السفينة للنزهة على نقل بضائع على سفينته فيعد عمله هذا تجاريا وكذلك األمر في حالة اس تئجار الس فينة‬
‫لنقل الركاب أو البضائع بالنسبة للمستأجر‪.‬‬
‫أما بالنسبة للركاب فيعد العمل مدنيا إال إذا كان الراكب تاجرة سافر من أجل تجارته فيعد العمل بالنسبة له تجارية بالتبعية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تجهيز السفن‬
‫تحتاج عملية تجهيز السفن إلى إجراءات كثيرة و عمليات قانونية مختلف ة فهي تحت اج إلى ش راء الحب ال واألش رعة والم ؤن‪ ،‬وق د‬
‫يحتاج مالك السفينة أو مجهزها إلى إبرام عقد قرض لصالح الرحلة البحرية‪ ،‬أو إبرام عقد تأمين على الس فينة أو إب رام عق د عم ل‬
‫مع عمال عديدين لخدمة السفينة كالبحارة على ظه ر الس فينة أو م ع عم ال الم وانئ ك أمين الس فينة وأمين الحمول ة أو م ع مق اول‬
‫الشحن والتفريغ ومرشد البحر إلى غير ذلك من التصرفات القانونية‪.‬‬
‫فتعد جميع هذه األعمال تجارية حتى لو وقعت مرة واحدة وتخضع بالتالي األحكام القانون التجاري‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬عقود العمل البحرية‬
‫باإلضافة إلى سائر عقود االستخدام البحرية فإن جميع العقود المختصة بالتجارة البحرية تعد أعماال تجارية‪ .‬ومثال ذلك‪:‬‬
‫أ‪ -‬البيع بشرط التسليم في ميناء الشحن على ظهر الس فينة (‪ )FO.B‬أي ‪ Free) (on board‬حيث يل تزم الب ائع بتس ليم البض اعة‬
‫على ظهر السفينة التي يعينها المشتري في ميناء الشحن‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 30‬من ‪143‬‬


‫ب‪ -‬البيع بشرط نقل البضاعة والتأمين عليها (‪ )C.I.F‬أي ‪ Coast insurance) (and freight‬حيث يلتزم البائع بإبرام عقد نقل‬
‫البضائع من ميناء الشحن إلى ميناء الوصول والتأمين عليها ونقل البضاعة على سفينة يختارها هو‪،‬‬
‫ج‪ -‬البيع شرط التسليم بجانب السفينة (‪ )F.A.S‬أي (‪ )Free along sicle‬هذا البيع الذي يلتزم فيه البائع بتسليم البضاعة بجانب‬
‫السفينة التي يعينها المشتري‬
‫تدريب (‪)3‬‬
‫اذكر الشروط التي يجب توافرها في الشراء األجل البيع‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون هناك شراء أي الحصول على الشيء بمقابل أو استئجار‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يرد الشراء أو االستئجار على منقول‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون الشراء أو االستئجار قصد إعادة البيع أو التأجير‬
‫‪ -4‬أن يكون الشراء أو االستئجار قصد تحقيق الربح‪.‬‬

‫‪ .4‬األعمال التجارية بالتبعية ص‪83‬‬


‫أمام عجز المشرع والفقه والقضاء عن وضع معيار جامع مانع للعمل التج اري وبالت الي تحدي د نط اق الق انون التج اري‪ ،‬تص دى‬
‫الفقه والقضاء لسد هذا العجز استنادا إلى اعتبارات منطقية وبعض النصوص التشريعية‪ ،‬وأصبغوا الصفة التجاري ة على األعم ال‬
‫التي يقوم بها الت اجر لحاج ات تجاري ة‪ ،‬فع دت ه ذه األعم ال تجاري ة بغض النظ ر عن طبيعته ا الذاتي ة‪ ،‬ولكن اس تنادا إلى ص فة‬
‫الشخص الذي قام بها‪ .‬فمتى قام بها تاجر وتعلقت بشؤون تجارية عدت أعماال تجارية بالتبعي ة على ال رغم من أنه ا أعم ال مدني ة‬
‫بطبيعتها‪ ،‬فإن هذه النظرية وضعت على يد الفقه والقضاء‪ .‬غير أن المشرع األردني ق د قنن ه ذه النظري ة ونص عليه ا في الم ادة‬
‫الثامنة منه‪.‬‬
‫المادة‪8/1‬‬
‫‪ -1‬جميع األعمال التي يقوم بها التاجر لغايات تجارية تعد تجارية أيضا في نظر القانون‪،‬‬
‫‪ -2‬وعند قيام الشك تعد أعمال التاجر صادرة منه لهذه الغاية إال إذا ثبت العكس‪.‬‬
‫لذلك سوف نتعرف في هذا الموضوع تعريف النظرية وأساسها وشروطها واثباتها وتطبيقاتها واألعمال المدنية بالتبعية‪..‬‬
‫‪ 1.4‬تعريف األعمال التجارية بالتبعية وأساسها ص‪84‬‬
‫تعريفها‪ :‬هذه أعمال مدنية في األص ل ولكنه ا تكتس ب الص فة التجاري ة كونه ا ص ادرة من ت اجر وتتعل ق بش ؤون تجاري ة‪ .‬فهي‬
‫تكتسب الصفة التجارية استنادا إلى النظرية الشخصية؛ أي أن شخص التاجر الذي يضفي عليها الصفة التجارية‪ ،‬ومثال ذلك شراء‬
‫التاجر المعدات في محله التجاري مثل شراء األثاث والمكاتب واآلالت الحاسبة‪ .‬فهي معدة بطبيعتها لمساعدة التاجر على استغالل‬
‫محله التجاري‪ ،‬وكذلك عقود التأمين على محله التجاري ضد السرقة أو الحريق وشراء سيارة لتوزيع البضائع على عمالء المح ل‬
‫التجاري‪ .‬فهذه أعمال مدنية بطبيعتها ويجب أن تخضع ألحكام القانون الم دني‪ .‬إذا م ا ص درت من ت اجر وتعلقت بش ؤون تجاري ة‬
‫عدت أعماال تجارية بالتبعية وخضعت ألحكام القانون التجاري‪.‬‬
‫أساسها‪ :‬لنظرية األعمال التجارية بالتبعية أساس قانوني وآخر منطقي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬األساس القانوني‬
‫استند الفقه والقضاء في كل من فرنسا ومصر إلى بعض النص وص القانوني ة س واء في الق انون التج اري الفرنس ي أم في الق انون‬
‫التجاري المصري للقول بوجود سند تشريعي النظرية األعمال التجارية بالتبعية‪.‬‬
‫إن أساس النظرية في الق انون الفرنس ي ه و نص الم ادة ‪ 9/632‬ال ذي ينص على تجاري ة (جمي ع االلتزام ات الناش ئة بين التج ار‬
‫والصيارفة)‬
‫وعلى الرغم من إطالق النص جميع االلتزامات غير أنه ال يعد تجارية إال االلتزامات التي تتعلق بحياة التاجر التجارية دون حياته‬
‫الخاصة‪ .‬غير أن التشريع المصري‬
‫جاء أكثر وضوحا حيث نص في المادة ‪ 9/2‬من القانون التجاري المصري على ما ي أتي (جمي ع العق ود والتعه دات الحاص لة بين‬
‫التجار المتسببين والسماسرة والصرافين مالم تكن العقود والتعهدات المذكورة مدنية بحسب نوعها أو بناء على نص العقد)‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 31‬من ‪143‬‬
‫غير أن بعض نصوص الفقه المصري انتقدت هذا النص ألنه ال يعد أساسا حقيقيا للنظرية كما صاغها القض اء ألن ه نص غ امض‬
‫وال يوجد دليل على أنه يتضمن نظرية التبعية‪ ،‬ودليل غموضه استعماله تعبير مالم تكن مدنية بنوعها‪ .‬مع أن األعم ال التبعي ة هي‬
‫في األصل مدنية‪ .‬كما أن هذا النص ال يمكن أن يعد أس النظرية األعم ال التجاري ة بالتبعي ة ألن القض اء يس تلزم أن يك ون العم ل‬
‫التجاري بالتبعية مرتبطة بممارسة التجارة وال وجود له ذا الش رط في النص وك ذلك ف إن النص يحتم أن يك ون طرف ا العملي ة من‬
‫التجار أن القضاء قد انتهى منذ وقت طويل إلى التحرر من هذا الشرط مكتفيا أن يكون أحد طرفي العملية تاجرة والشخص اآلخ ر‬
‫مدنيا‪.‬‬
‫غير أن نص القانون األردني في المادة الثامنة منه جاء أكثر وضوحا وشموال‪ ،‬إال أن ه يفض ل أن يك ون نص الم ادة األولى جمي ع‬
‫األعمال التي يقوم بها التاجر لغايات تجارية بدال من تجارته‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األساس المنطقي‬
‫إن العدالة والمنطق يقتضيان وصف الصفة التجارية على كل األعمال التي يقوم بها التاجر والمتعلقة بحر فت ه التجاري ة‪ ،‬من أج ل‬
‫المحافظة على الحياة التجارية وعدم تجزئتها ولكي تخضع جميع األعم ال ال تي يق وم به ا التج ار النظ ام ق انوني واح د‪ ،‬من حيث‬
‫االختصاص القضائي والقانون الواجب التطبيق‪ ،‬كما أن األخذ بهذه النظرية يحقق مصلحة للمتع املين م ع التج ار ألنهم يس تفيدون‬
‫من الحماية التي يقررها القانون التجاري لدائني التاجر‬
‫‪ 2.4‬شروط األعمال التجارية بالتبعية وإثباتها ص‪85‬‬
‫إن األعمال التجارية بالتبعية هي أعمال مدنية في األصل إال أنه ا تكتس ب الص فة التجاري ة لص دورها من ت اجر وتعلقه ا بش ؤون‬
‫تجارية لذلك يتضح من نص المادة الثامنة من القانون التجاري األردني أنه يجب توافر شرطين‪:‬‬
‫الشرط األول‪ ،‬صفة التاجر‬
‫لكي يعد العمل المدني بطبيعته عمال تجاريا يجب أن يصدر عن تاجر لحاجات تجارته‪ .‬والس ؤال المط روح م تى يك ون الش خص‬
‫تاجرة؟ إن العبرة ليست بالصفة التي يطلقها الشخص على نفسه ولكن بتوافر شروط معين ة في ه‪ ،‬وهي احتراف ه األعم ال التجاري ة‬
‫وقيامه بها لحسابه الخاص‪ ،‬وتمتعه باألهلية التجارية‪ ،‬وتشترط بعض القوانين القيد في الس جل التج اري الق انون األلم اني‪ ،‬وم تى‬
‫توافرت في الشخص هذه الشروط فإن األعمال المدنية التي يقوم بها وتتعلق بشؤون تجارية‪ ،‬تعد أعم اال تجاري ة بالتبعي ة‪ ،‬وال يهم‬
‫بعد ذلك أن يكون التاجر شخصا طبيعيا أو معنويا كشركة مثال‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أن يتعلق العمل بتجارة التاجر‬
‫ال يتخذ العمل المدني الصفة التجارية إال إذا قام به التاجر لحاجات تجارية‪ ،‬وإال بقي العم ل محتفظ ا بص فته المدني ة‪ ،‬س واء قص د‬
‫التاجر منه المضاربة وتحقيق الربح أم لم يقصد‪ ،‬بل يكفي أن يكون هذا العمل متعلقا بتج ارة الت اجر أو حاص ال في نط اق نش اطه‬
‫التجاري أو بمناسبة هذا النشاط‪.‬‬
‫لقد جرى التوسع في تقدير ارتباط العمل بتجارة التاجر‪ ،‬مثال ذلك إن مبلغ التعويض الذي حصلته الشركة عن حادث عمل لحساب‬
‫أحد عمالها ثم استعملته الحاجات تجارتها عد عمال تجاري ا بالتبعي ة‪ ،‬كم ا ع د ع دة تجاري ة بالتبعي ة الق رض حص ل علي ه الت اجر‬
‫لحاجاته الشخصية واستعمل جزءا مهما منه لحاجات تجارته‪ .‬يعد العمل تجارية بالتبعية إذا حصل بقصد مزاول ة المهن ة التجاري ة‬
‫كشراء متجر االستثمار من قبل المشتري‪ ،‬كم ا يكفي أن يك ون العم ل تابع ا لتج ارة أح د الط رفين لكي يع د عمال تجاري ا بالتبعي ة‬
‫بالنسبة لهذا الطرف ومدنية بالنسبة للطرف اآلخر‪.‬‬
‫فجاء نص المشرع األردني شامال ليضفي الصفة التجارية على كل األعمال المتعلقة بممارسة النشاط التج اري س واء أك ان طرف ا‬
‫العالقة تجارة أم كان أحدهم تاجرة والطرف الثاني مدنية‪.‬‬
‫إثبات النظرية‬
‫األصل على من يدعي الصفة التجارية بالتبعية أن يثبت ذلك بجميع الطرق‪ ،‬أي أن يثبت أنه ت اجر وأن ه ذا العم ل ت ابع لتجارت ه‪،‬‬
‫والسبب في ذلك صعوبة معرفة ما إذا عن العمل الذي يقوم به التاجر متعلقا بتجارته أم غير متعلق بها‪ ،‬ومثال ذلك إذا اشترى‬
‫التاجر سيارة دون أن يكون الشراء مصحوبا بقصد البيع‪ ،‬فيثور السؤال هنا هل هي من أجل االستعمال الخاص للتاجر أم من أج ل‬
‫استعمالها لنقل البضائع؟ أو إذا حصل على قرض هل هو لالستعمال الخاص بناء منزل أم لتوسيع تجارته؟‬
‫ولدرء هذه الصعوبات وتيسيرا لإلثبات جرى القضاء في الدول التي لم تقتن تشريعاتها نظرية األعمال التجارية بالتبعي ة كالق انون‬
‫األردني على ان جميع األعمال التي يقوم بها التاجر خارج نطاق األعمال التجارية بطبيعتها‪ ،‬يفترض أنه قام بها لحاج ات تجارت ه‬

‫الصفحة ‪ 32‬من ‪143‬‬


‫فتعد عمال تجارية بالتبعية‪ ،‬وتعرف هذه بقرينة التجارية‪ ،‬وهي قرينة بسيطة يمكن إثبات عكسها بطرق اإلثبات كافة‪ ،‬وهذا ما نص‬
‫عليه المشرع األردني في المادة ‪ 2/8‬وعند قيام الشك تعد أعمال التاجر صادرة منه لهذه الغاية إال إذا ثبت العكس)‪.‬‬
‫غير أن القضاء يتشدد في إثبات العكس‪ ،‬أي في إثبات أن هذا العمل ال يتعلق بتجارة التاجر وبالتالي فه و عم ل م دني‪ ،‬ومن أمثل ة‬
‫ذلك ما حکمت به بعض المحاكم الفرنسية من أن ال دليل المق دم من ح ال حص ول ح ادث لس يارته‪ ،‬إلثب ات أن ه ق د أع ار الس يارة‬
‫المستخدمة للقيام بنزهة في يوم عطلة هو دليل غير كاف لدحض قرينة التجارية (‪)1‬‬
‫‪ 3.4‬تطبيقات األعمال التجارية بالتبعية ص‪87‬‬
‫تشمل هذه النظرية العقود التي يجربها التاجر والمتعلقة بتجارته مهما كان مصدرها‪ ،‬كما تمتد إلى االلتزامات غ ير التعاقدي ة ال تي‬
‫تنشأ على عاتق التاجر بمناسبة مباشرته لتجارته‪ ،‬وسوف نتناول دراسة هذه التطبيقات على التوالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬االلتزامات التعاقدية‬
‫وفقا لنص المادة الثامنة من قانون التجارة األردني تعد جميع العقود التي يبرمه ا الت اجر والمتعلق ة بحاج ات تجارت ه عمال تجاري ا‬
‫بالتبعية واألمثلة على ذلك كثيرة منها‪:‬‬
‫‪ -‬شراء التاجر لألثاث والوقود والورق لمحالته التجارية أو مصانعه‪.‬‬
‫‪ -‬التأمين على المحل التجاري ضد الحريق أو السرقة‪.‬‬
‫‪ -‬االقتراض لشؤون تجارته‪.‬‬
‫‪ -‬جميع العمليات التي يجريها مع البنوك والمتعلقة بتجارته‪.‬‬
‫‪ -‬التعاقد على توريد الكهرباء والماء للمحل التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعالن في الصحف والمحالت أو غيرها عن بضاعته‪.‬‬
‫هذه بعض األمثلة على العقود التي يجريها التاجر وتعد أعماال تجاريه لتعلقها بتجارته‪ ،‬غ ير أن هن اك بعض العق ود ال تي بجريه ا‬
‫التاجر وتتعلق بتجارته إال أنها محل خالف فقهي تذكر منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬عقل الكفالة‬
‫نصت المادة ‪ 950‬من القانون المدني األردني على الكفالة بقولها الكفالة ضم ذمة إلى ذمة في المطالبة بتنفيذ التزام"‪.‬‬
‫إن الكفالة عقد مدني‪ ،‬وهي تمتاز بالخصائص التالية‪ :‬إنها عقد رضائي ينعقد بمجرد التراضي ما بين الكفيل وال دائن فال حاج ة في‬
‫انعقاده إلى شكل معين‪ ،‬كما أن الكتابة في عقد الكفالة هي وسيلة إثبات وليس ت ركن ا في العق د‪ ،‬كم ا أن عق د الكفال ة مل زم لج انب‬
‫واحد هو الكفيل‪ ،‬وأن الكفالة عقد تابع اللتزام المدين األصلي‪ ،‬وأخيرة عقد تبرعي بالنسبة للكفي ل يقص د به ا إس داء خدم ة للم دين‬
‫المكفول(‪ .)1‬وبالتالي فإن الكفالة تعد عمال مدنيا إال أنها تكتسب الصفة التجارية في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫الحالة األولى ‪ :‬إذا كانت الكفالة في صورة الضمان االحتياطي في ورقة تجارية‪ ،‬تنشأ الصفة التجاري ة في ه ذه الحال ة من ش كل‬
‫الورقة التجارية‪ ،‬ألنه سبق وأن أوضحنا أن السفتجة تعد عمال تجاريا مطلقا‪ ،‬وبالتالي تمتد الصفة التجاري ة إلى جمي ع التص رفات‬
‫القانونية التي ترد على السفتجة من حيث إنشاؤها أو قبولها أو ضمانها‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬تعد الكفالة تجارية إذا ص درت من أح د المص ارف أو البن وك العمي ل من عمالئ ه‪ ،‬والس بب في عملي ات ب النوك‬
‫تجارية بنص القانون (‪.)2‬‬
‫الحالة الثالثة ‪ :‬تعد الكفالة عمال تجاريا بالتبعية إذا قام بها الكفيل التاجر لمصلحة تجارية كأن يكفل تاجر أحد عمالئه التجار ليدرأ‬
‫عنه خطر اإلفالس ويحتفظ به كعميل‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بالدائن المكفول فيمكن أن تكتسب الكفالة الصفة التجارية بالتبعية إذا كان الدائن قد اشترطها لمصلحة تجارت ه‪ ،‬كم ا‬
‫هو الحال بالنسبة للبنك الذي يتطلب ذلك تقديم كفيل كشرط لفتح االعتماد‪.‬‬
‫ب‪ -‬عقد االستخدام‬
‫إن العقود التي يبرمها التاجر مع عماله تعد عقودة مدنية بطبيعتها‪ ،‬وتظل ك ذلك بالنس بة للعم ال‪ ،‬أم ا بالنس بة للت اجر فتص بح ه ذه‬
‫العقود أعماال تجارية بالتبعية لصدورها من تاجر وتعلقها بشؤون تجارية وهذا ما استقر عليه الفقه والقضاء‪ ،‬ويمكن إثبات رابط ة‬
‫االستخدام بجميع طرق اإلثبات تجاه التاجر (‪)1‬‬
‫ج‪ -‬شراء المحل التجاري وبيعه‬
‫إن شراء المحالت التجارية بقصد بيعها أو تأجيرها يعد عمال تجاريا بطبيعته غير أن شراء التاجر لمح ل تج اري قص د اس تثماره‬
‫يعد عمال تجاريا بالتبعية‪ .‬إال أنه ثار خالف في الفقه حول شراء المحل التجاري من قبل غير التاجر‪ ،‬فذهب رأي إلى أن الشراء ال‬
‫الصفحة ‪ 33‬من ‪143‬‬
‫يعد عمة تجارية بالتبعية ألن المشتري غ ير ت اجر إال أن ال رأي ال راجح في ذل ك يق ول إن الش راء وه و أول عم ل يق وم ب ه ه ذا‬
‫الشخص قصد االحتراف بكسبه صفة التاجر وبالتالي يعد شراء المحال التجاري عمة تجارية بالتبعية‪.‬‬
‫أما بيع المحل التجاري فكان يعد سابقا عم غير تجاري‪ ،‬ألن البائع بهذا التصرف يفقد صفة التاجر غير أن الرأي اس تقر على ع ده‬
‫عمال تجارية بالتبعية على اعتبار أن هذا العمل هو آخر عمل يقوم به التاجر في حياته التجارية‪ .‬إال أن هن اك رأي ا في الفق ه يمثل ه‬
‫العميد جورج ريبر يعد جميع العمليات القانونية الواردة على المحل التجاري أعماال تجارية‪.‬‬
‫د‪ -‬العقود الواردة على العقار‬
‫إن العقود التي ترد على العقارات هي أعمال مدنية بطبيعتها‪ ،‬أما إذا وردت هذه العقود على عقارات في نطاق مقاولة فتعد أعم اال‬
‫تجارية طالما تمت في شكل مقاولة‪ ،‬أما بالنسبة للعمليات المنفردة التي ترد على عقار فتعد عمال مدنيا بطبيعتها أيضا‪.‬‬
‫وهنا نتساءل ما الحكم إذا تم شراء هذه العقارات من قبل تاجر لحاجات تجارته؟ هل تصبح هذه العقود أعماال تجاري ة بالتبعي ة؟ إن‬
‫القضاء الحديث يميز بين العقود الوادرة على ملكية العقار فهي مدنية أما العقود التي ترد على إنشاء التزام ات يك ون العق ار محال‬
‫لها فتعد أعماال تجارية بالتبعية ومثال ذلك عقود استئجار التاجر للعقار الذي يمارس في ه تجارت ه‪ ،‬ك ذلك عق د ت أجير ت اجر لعق ار‬
‫مملوك له إلى اآلخرين الستغالل إيجاره في توسيع تجارته‪.‬‬
‫وعقد التأمين على العقار الذي يمارس فيه التاجر تجارته‪ ،‬وكذلك تعاقا‪ .‬التاجر مع مقاول لترميم أو توسيع العقار الذي يمارس في ه‬
‫نشالة التجاري(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ ،‬االلتزامات الناشئة من المسؤولية التقصيرية‬
‫جاء نص المادة الثامنة من قانون التجارة األردني شامال ومطلقا لجميع األعمال التي يقوم بها الت اجر‪ ،‬فلم يح دد النص م ا إذا ك ان‬
‫يشمل االلتزامات التعاقدية‪ ،‬فقد أم يشمل أيضا االلتزامات الناشئة من المسؤولية التقصيرية‪ .‬بم ا أن النص ج اء مطلق ا فإن ه يش مل‬
‫باإلضافة لاللتزامات التعاقدية االلتزامات الناشئة من المسؤولية التقصيرية وااللتزامات األخرى بين التجار مهم ا ك ان مص درها‪.‬‬
‫لذلك تعد األعمال اآلتية أعماال تجارية بالتبعية‪ :‬التزام التاجر بالتعويض عن المنافسة غير المش روعة مث ل تزوي ر أو تقلي د ب راءة‬
‫اختراع‪ ،‬وتقليد العالمة التجارية الخاصة باآلخرين واغتصاب األسماء التجارية‪ ،‬والتزام الت اجر ب التعويض الناش ئ من الح وادث‬
‫التي تقع منه ومن عماله في أثناء تأديتهم ألعمالهم أو يسببها‪ ،‬والتزام التاجر ب التعويض عن األض رار ال تي تح دثها األش ياء ال تي‬
‫يستخدمها في تجارته وتكون تحت حراسته‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬االلتزامات الناشئة من اإلثراء بال سبب‬
‫يعد عمال تجاريا بالتبعية االلتزام الذي يكون مصدره اإلثراء ب اال س بب‪ ،‬ش رط أن يك ون هن اك عالق ة بين ه ذا اإلث راء والنش اط‬
‫التجاري للتاجر‪ ،‬كما يعد عمال تجاريا بالتبعية التزامات التاجر المبينة على قواعد الفضالة أو دفع غير المستحق متى كانت متعلق ة‬
‫بتجارته‪ .‬ومن أمثلة ذلك التزام التاجر برد المبالغ دفعت له خط تسوية ثمن سلعة قام ببيعه ا‪ .‬وك ذلك ال ترم الت اجر ب رد م ا ص رفه‬
‫الفضولي بمناسبة أعمال تتعلق بتجارته‪ ،‬ومثال ذلك أيضا التزام شركة النقل برد مب الغ تلقته ا خط أ ألنه ا تزي د على تعرف ة النق ل‬
‫المعمول بها‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬التزام التاجر بدفع الديون الضريبية واشتراكات التأمينات االجتماعية‬
‫نتيجة لممارسة التاجر النش اط التج اري يلزم ه الق انون ب دفع ض رائب لخزين ة الدول ة‪ ،‬وب دفع اش تراكات التأمين ات االجتماعي ة‪،‬‬
‫والسؤال هل لهذه االلتزامات الصفة التجارية؟‬
‫األصل أن لهذه االلتزامات الصفة المدنية‪ ،‬فإن التكليف بدفع الضرائب لمصلحة خزينة الدولة مفروض على جمي ع المواط نين وال‬
‫عالقة ذلك بمهنهم‪ ،‬وإن كان لذلك اعتبار عند تقدير قيمة الضريبة‪ ،‬ففي جميع األحوال يعد عمال مدنيا سواء أكان المكلف تاجرا أم‬
‫غير تاجر‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بدفع التاجر اشتراكات التأمينات االجتماعية فالرأي الراجح يعد عمال تجاري ا بالتبعي ة‪ ،‬ألنه ا ترتب ط بنش اط الت اجر‬
‫كرب عمل‪ ،‬فضال عن أن هذه االشتراكات تتحدد طبيعتها مع طبيعة أجور العمال‬

‫‪ 4.4‬األعمال المدنية بالتبعية ص‪91‬‬


‫أن نظرية التبعية موجودة في القانون المدني كما هي موجودة في القانون التجاري‪ ،‬وسبق أن أصبغنا الصفة التجارية على أعم ال‬
‫هي مدنية بطبيعتها‪ ،‬ولكن وصفناها بأنها تجارية بالتبعية لصدورها من تاجر ومتعلقة بشؤون تجاري ة‪ ،‬ومقاب ل ذل ك هن اك أعم ال‬

‫الصفحة ‪ 34‬من ‪143‬‬


‫تجارية بطبيعتها حسب نصوص القانون التجاري‪ ،‬ومثال ذلك قيام شخص م دني بعم ل تج اري متص ل بمهنت ه المدني ة‪ ،‬ف إن ه ذا‬
‫العمل يكتسب الصفة المدنية بالتبعية واألمثلة على ذلك كثيرة منها‪:‬‬
‫‪ -‬شراء المزارع لألكياس التي يضع فيها محصوفه الزراعي‪.‬‬
‫‪ -‬شراء الرسام لألوراق واأللوان الالزمة لرسم لوحاته‪.‬‬
‫‪ -‬شراء النحات األحجار التي يصنع منها التماثيل‪.‬‬
‫‪ -‬شراء المزارع الماشية لتسمينها في أرضه الزراعية قبل إعادة بيعها‬
‫‪ -‬شراء صاحب المدرسة الخاصة األغذية واألدوات لبيعها لتالميذه‪.‬‬
‫هذه األمثلة وغيرها تعد أعماال تجارية باألصل‪ ،‬ولكنها تصبح أعماال مدني ة بالتبعي ة لص دورها عن ش خص غ ير ت اجر ولتعلقه ا‬
‫بمهنته المدنية‪.‬‬

‫‪ 5‬األعمال التجارية المختلطة ص‪92‬‬


‫األعمال التجارية المختلطة‪ :‬هي أعمال تجارية بالنسبة لطرف ومدنية بالنسبة للطرف الثاني‪ ،‬لذلك فهي تثير بعض المش اكل منه ا‬
‫مفهوم هذه األعمال ونظامها القانوني‪ ،‬لذلك سوف نتناول بالتفصيل تعريفها ونطاقها ثم نظامها القانوني‪.‬‬
‫‪ 1.5‬تعريف األعمال التجارية المختلطة ونطاقها‪ :‬ص‪92‬‬
‫ينظم القانون المدني العالقات التي تقوم بين األفراد سواء أكانت هذه العالقات مالية أم أحوال شخصية‪ ،‬وذل ك بص رف النظ ر عن‬
‫طبيعة المهن أو الحرف التي يمارسها ه ؤالء األف راد‪ ،‬لكن المش رع ق در أن بعض ه ذه العالق ات تحت اج في تنظيمه ا إلى قواع د‬
‫متميزة ومختلفة عن القواعد التي ينظمها القانون المدني‪ ،‬من هنا نشأت فكرة القانون التجاري‪ ،‬أي فكرة إيجاد قواعد مس تقلة تحكم‬
‫نوعا خاصا من عالقات األفراد هي العالقات ذات الصبغة التجارية‪ ،‬أما العالقات األخرى فتظل محكومة بقواعد الق انون الم دني‪،‬‬
‫لذلك يوجد نوعان من العالقات‪ :‬عالقات مدنية تخضع للقانون المدني‪ ،‬وعالقات تجارية تخضع للقانون التجاري‪،‬‬
‫إزاء وجود نوعين من العالقات كان البد من وضع معیار فاص ل نف رق ب ه بين العم ل الم دني و العم ل التج اري‪ ،‬ولكن المش رع‬
‫الفرنسي أو المصري واألردني لم يضع معيارا لذلك واكتفى بتعداد ما يعد تجاريا من األعمال‪.‬‬
‫غير أن الفقهاء والقضاة تصدوا لحل هذه المشكلة ووضع معايير عدة لتحدي د مفه وم العم ل التج اري وفص له عن العم ل الم دني‪.‬‬
‫وبالتالي تحديد مفهوم العمل التجاري وتحديد نطاق القانون التجاري‬
‫ال جدال في تطبيق الق انون الم دني عن دما نك ون بص دد عالق ات قانوني ة أطرافه ا م دنيون‪ ،‬وال ت زاع في تط بيق قواع د الق انون‬
‫التجاري عندما نكون بصدد عالقة مدنيين‪ ،‬وال نزاع في تطبيق قواعد القانون التجاري عندما نكون بصدد عالق ة قانوني ة تجاري ة‬
‫طرفاها تجار‪ .‬غير أن األمر يصعب عندما نكون بصدد عمل مختلط أي تج اري بالنس بة ألح د الط رفين وم دني بالنس بة للط رف‬
‫اآلخر‪ ،‬وهذا ما يعرف باألعمال المختلطة واألمثلة على ذلك كثيرة منها‬
‫‪ -‬شراء التاجر محصوالت زراعية من المزارع فهي مدنية بالنسبة للمزارع وتجارية بالنسبة للتاجر‪.‬‬
‫‪ -‬شراء المستهلكين معظم حاجاتهم من تجار التجزئة‪ ،‬فهي أعمال مدنية بالنسبة للمستهلكين‪ ،‬وعمليات تجارية بالنس‪šš‬بة لت‪šš‬اجر‬
‫التجزئة‬
‫‪ -‬عقد نقل األمتعة أو األشخاص وهو عمل مدني بالنسبة للمسافر وتجاري بالنسبة للشركة الناقلة‪.‬‬
‫‪ -‬عقد االستخدام وهو عمل تجاري بالنسبة للتاجر ومدني بالنسبة للعمال‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن العبرة ليست بصفة أطراف العمل وإنم ا بص فة العم ل ذات ه‪ ،‬ل ذلك ف إن العم ل المختل ط ليس طائف ة جدي دة من‬
‫األعمال التجارية فهي ال تخرج عن كونها أعماال تجارية بطبيعتها‪ ،‬أو أعماال تجارية بالتبعية‪ ،‬عندما يتم العمل بين طرفين ويكون‬
‫تجاريا لطرف ومدنيا لآلخر‪.‬‬
‫‪ 2.5‬النظام القانوني لألعمال التجارية المختلطة ص‪93‬‬
‫سبق أن أوضحنا أن العمل المختلط هو مدني بالنسبة لطرف وتجاري بالنسبة لطرف آخر‪ ،‬فالمنطق والعدالة يقتضيان تطبيق نظام‬
‫قانوني واحد على العمل المختلط دون استبعاد قواعد القانون المدني أو القانون التجاري‪ .‬وبما أنه ال يوجد نظام قانوني موحد ل ذلك‬
‫يجب تطبيق قواعد القانون المدني على من بعد العمل بالنسبة له مدنيا‪ ،‬وتطبيق قواعد القانون التجاري على من يعد العمل بالنس بة‬
‫له تجاريا بغض النظر عن نوع المحكمة مدنية كانت أم تجارية‪ .‬وهذا يؤدي إلى خلق وإث ارة مش اكل ال حص ر له ا الحي اة العملي ة‬

‫الصفحة ‪ 35‬من ‪143‬‬


‫مما يضطرنا إلى اللجوء إلى معايير تحكمية لألخذ بقواعد القانون المدني أو قواعد القانون التجاري ومن األمثلة على هذه المشاكل‬
‫ما يأتي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قواعد اإلثبات‪:‬‬
‫القاعدة العامة في القانون التجاري هو مبدأ حري ة اإلثب ات‪ .‬أم ا في الق انون الم دني ف إن وس ائل اإلثب ات مقي دة أي إذا زادت قيم ة‬
‫التصرف القانوني على عشرة دنانير اردنية يجب إثباته بالكتابة‪.‬‬
‫وعندما نكون بصدد عمل مختلط وعرض النزاع أمام القض اء وبغض النظ ر عن طبيع ة المحكم ة مدني ة ك انت أم تجاري ة‪ ،‬يح ق‬
‫للطرف المدني أن يثبت في مواجهة الطرف التجاري بجميع طرق اإلثب ات بم ا في ذل ك البيئ ة والق رائن‪ .‬أم ا الت اجر فال يس تطيع‬
‫اإلثبات في مواجهة الطرف المدني إال بالطرق المدنية‪ ،‬فمثال إذا كانت قيمة موضوع النزاع بينهم ا تتج اوز عش رة دن انير اردني ة‬
‫فالبد من إثباته بالكتابة وفقا لقواعد القانون المدني‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االختصاص القضائي‬
‫سبق أن أوضحنا أن االختصاص القضائي نوعان‪ :‬اختصاص نوعي واختصاص ي محلي‪ ،‬أم ا فيم ا يتعل ق باالختص اص الن وعي‬
‫فاألمر ال يثار في األردن لعدم وجود قضاء تجاري مستقل‪ ،‬أما الدول ال تي يوج د فيه ا قض اء تج اري إلى ج انب القض اء الم دني‬
‫فأستقر رأي الفقه على ما يأتي‪ :‬إذا كان العمل مدنية بالنسبة للمدعى عليه يجب على المدعي أن يرفع دعواه أمام المح اكم المدني ة‪.‬‬
‫أما إذا كان العمل تجارية بالنسبة للمدعى عليه‪ ،‬فيجب على المدعي أن يرفع دعواه أمام المحاكم المدنية أو التجاري ة‪ .‬غ ير أن ه ذا‬
‫الخيار غیر متعلق بالنظام العام حيث يجوز االتفاق على االلتجاء إلى إحدى المحكمتين دون األخرى‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق باالختصاص المحلي‪ ،‬فال يج وز مقاض اة الط رف الم دني إال أم ام محكم ة موطن ه أي مح ل إقامت ه‪ ،‬وفق ا للقواع د‬
‫العامة‪ ،‬أما بالنسبة للطرف التجاري فيجوز رفع الدعوى علي ه أم ام واح دة من المح اكم اآلتي ة‪ :‬محكم ة موطن ه أي مح ل إقامت ه‪،‬‬
‫محكمة محل إبرام العقد‪ ،‬محكمة تنفيذ العقد‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الرهن‬
‫يخضع إنشاء الرهن وتنفيذه لقواعد تختلف حسبما يكون رهنا م دنيا أو رهن ا تجاري ة‪ ،‬أم ا إذا تم إنش اء ال رهن بين ط رفين بش كل‬
‫مختلط أي تجاري بالنسبة لطرف ومدني بالنسبة لآلخر‪ ،‬حيث يستحيل تجزئته إلى جزأين إلخضاع أحدهما للقانون المدني واآلخر‬
‫للقانون التجاري‪ .‬بل ال بد من تطبيق نظام قانوني واحد‪ ،‬إما قواعد القانون المدني وإما قواعد الق انون التج اري‪ .‬إن المعي ار ال ذي‬
‫أخذ به في هذا الصدد هو العبرة بصفة الدين المضمون بالرهن بالنسبة للمدين‪ ،‬فإذا كان ال دين المض مون ب الرهن بالنس بة للم دين‬
‫تجاريا عد الرهن تجارية وأخضع ألحكام القانون التجاري التي تمتاز بسهولة وبساطة إجراءاتها المتبعة خاصة عندما يريد ال دائن‬
‫التنفيذ على الشيء المرهون‪ ،‬أما إذا كان الدين المضمون بالرهن بالنسبة للمدين مدنيا عد الرهن مدنيا وطبقت عليه قواعد الق انون‬
‫المدني التي تمتاز أحكامه وقواعده بطول إجراءاتها وصعوبتها خاصة عند التنفيذ على الشيء المرهون‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الفوائد‬
‫إذا كنا بصدد عمل مختلط مدني بالنسبة لطرف وتجاري بالنسبة لطرف آخ ر فم ا الفائ دة ال تي تطب ق على ه ذا ال دين؟ ه ل تطب ق‬
‫الفائدة الموجودة في القانون المدني أم تلك الموجودة في القانون التجاري؟ فال بد من تغليب قواعد أح د النظ امين على اآلخ ر‪ ،‬ألن‬
‫المسألة ال يمكن تجزئتها خاصة وأن القانون األردني يفرق بين العملين المدني والتجاري فيمنعها بالنس بة لألول ويجيزه ا بالنس بة‬
‫للثاني شريطة أال تتجاوز ‪.%9‬‬
‫إن المعيار الذي أخذ به في هذا الصدد هو العبرة بصفة الدين بالنسبة للمدين‪ ،‬فإذا كان الدين مدنيا بالنسبة للمدين طبقت عليه قواعد‬
‫القانون المدني‪ ،‬وبالتالي ال تفرض عليه فائدة وال يطلب منه غير دفع قيمة القرض دون زي ادة‪ ،‬أم ا إذا ك ان ال دين بالنس بة للم دين‬
‫تجارية طبقت عليه قواعد القانون التجاري فعليه دفع قيمة القرض رائد الفائدة‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن بعض نصوص الفقه تستثني من الحكم السابق البنوك؛ ألن هذا المعيار تحكمي من جه ة ولع دم عدالت ه بالنس بة‬
‫للبنوك من جهة أخرى؛ ألنه لو طبق على البنوك ألدى إلى إلحاق خسائر جسيمة بها‬

‫تدريب (‪)4‬‬
‫اذكر شروط نظرية األعمال التجارية بالتبعية‬
‫شروط نظرية األعمال التجارية بالتبعية‪:‬‬

‫الصفحة ‪ 36‬من ‪143‬‬


‫أوال‪ :‬أن يكون صادرة عن تاجر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن يتعلق العمل بتجارة التاجر‪.‬‬

‫تدريب (‪)5‬‬
‫يعد عقد الكفالة عمال مدنيا في األصل إال أنه يعد تجاريا في مجاالت‪ ،‬فما هي؟‬
‫األصل أن الكفالة تعد عمال مدنيا؛ ألنها تعد تبرعا؛ أي دون مقابل‪ ،‬ولكنها في حاالت ثالث تعد عمال تجاريا‪.‬‬
‫‪ -1‬إذا كانت الكفالة في صورة ضمان احتياطي في ورقة تجارية خاص ة إذا وردت على س ند الس حب أو الس فتجة ألن ه ذا الس ند‬
‫يعتبر عمال تجاريا مطلقا وكذلك التصرفات القانونية الواردة عليه مثل الكفالة الضمان االحتياطي"‪.‬‬
‫‪ -2‬الكفالة صادرة عن بنك إلى عميله؛ ألن جميع عمليات البنوك تجارية بنص القانون‪.‬‬
‫‪ -3‬الكفالة الصادرة عن تاجر إلى تاجر من أجل المحافظة عليه كعميل‬

‫‪.6‬الخالصة ص‪96‬‬
‫تخلص من دراستنا لهذه الوحدة إلى أن المشرع األردني شأنه في ذلك شأن بقية التشريعات لم يضع تعريفا للعمل التجاري وبالتالي‬
‫لم يستطع تحديد نطاق القانون التجاري لعدم وجود معیار جامع مانع التمييز العمل التج اري عن العم ل الم دني‪ .‬مم ا جعلن ا نعيش‬
‫في قلق قانوني حيث ال يعرف الشخص المتعاقد النظام القانوني الذي سيطبق عليه مسبقة‪ ،‬لذلك نق ترح إيج اد نظ ام ق انوني موح د‬
‫يسري على جميع األفراد دون تفرقة بين عمل مدني وعمل تجاري وال بين تاجر وغير تاجر‪.‬‬

‫‪ .9‬مسرد المصطلحات ص‪98‬‬


‫‪ -‬المضاربة (‪:)Speculation‬‬
‫هي السعي وراء الربح والك المالي‪ ،‬أو هي توظيف رأسمال في عمل معين بقصد الحصول على الربح منه‪.‬‬
‫‪ -‬التداول (‪)Circulation‬‬
‫هي األعمال التي تتعلق بالوساطة في تداول االلتزامات بين المنتج والمستهلك‪.‬‬
‫‪ -‬المشروع أو المقاولة (‪)entreprise‬‬
‫هي تكرار ممارسة األعمال التجارية على وجه االحتراف بناء على تنظيم مهني سابق قصد المضاربة وتحقيق الربح‪.‬‬
‫‪ -‬نظرية الحرفة (‪)Profession‬‬
‫ممارسة النشاط أي المواصلة المستمرة وبصورة أساسية ومعتادة لتأدية هذا النشاط والمتمث ل في بعض المه ام من أج ل الحص ول‬
‫على الربح‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 37‬من ‪143‬‬
‫‪ -‬السفتجة أو سند السحب (‪)Lettre de change‬‬
‫هي صك مكتوب وفق شرائط مذكورة في القانون يتضمن أمرا صادرة عن شخص هو السه إلى شخص آخر هو المس حوب علي ه‬
‫بأن يدفع ألمر شخص ثالث هو المستفيد أو حامل السند مبلغا معينا بمجرد االطالع أو في ميعاد معين أو قابل للتعيين‪.‬‬
‫‪ -‬السند ألمر أو السند األدنى أو الكمبيالة (‪)Billet aordre‬‬
‫هو محرر مكتوب وفق شرائط مذكورة في القانون ويتضمن تعهد محرره ب دفع مبل غ معين بمج رد االطالع أو في ميع اد معين أو‬
‫قابل للتعين ألمر شخص آخر هو المستفيد أو حامل السند‪.‬‬
‫‪ -‬الشيك (‪)le cheque‬‬
‫هو محرر مكتوب وفق شرائط مذكورة في القانون ويتضمن أمرا صادرة عن شخص هو الساحب إلى شخص آخر يكون معروف ة‬
‫وهو المسحوب عليه بنك" بأن يدفع لشخص ثالث أو ألمره أو لحامل الشيك وهو المستفيد مبلغا معينا بمجرد االطالع‬
‫‪ -‬مشروع التوريد (‪entreprise de fourniture‬‬
‫هو عقد يلتزم بمقتضاه المورد بتسليم الطرف الثاني كميات من األشياء موض وع التعاق د بص فة دوري ة ومنتظم ة في ف ترة زمني ة‬
‫معينة‪.‬‬
‫‪ -‬الوكيل بالعمولة (‪)commissionnaire‬‬
‫هو الذي يتعاقد باسمه الخاص ولكن لحساب موكله بيع وشراء مقابل عمولة‪.‬‬
‫‪ -‬السمسرة (‪)Le Courtage‬‬
‫عقد يتعهد السمسار بمقتضاه لشخص بالبحث عن طرف ثالث إلبرام عقد معين أو التوسط إلبرامه مقابل أجر‪.‬‬
‫‪ -‬التأمين التبادلي أو التعاوني (‪)assurance Mutuelle‬‬
‫هو أن يتفق جماعة من األشخاص المعرضين ألخطار متشابهة على تعويض الضرر الذي يلح ق بأح دهم عن د تحقي ق الخط ر من‬
‫مجموع ما يدفعونه من اشتراكات‪.‬‬
‫‪ -‬التأمين ذو األقساط المحدودة (‪)assurance aprimees fixes‬؛‬
‫هو الذي يتعهد فيه المؤمن شركة التأمين تجاه المستأمنين بدفع قيمة التعويض الى أحدهم عن د تحقي ق ض رر داخ ل في نط اق ه ذا‬
‫التأمين مقابل أقساط محددة سلفا‪.‬‬
‫‪ -‬مشروع المشاهد العامة (‪)Spectacles publics‬‬
‫هي تلك األماكن التي تهدف إلى تقديم التسلية والترفيه للجمهور مقابل أجر‪.‬‬
‫‪ -‬المخازن العمومية (‪:)Magasins generaux‬‬
‫هي محالت واسعة يودع فيها التجار بضائعهم مقابل أجر بانتظار بيعها أو سحبها عند الحاجة‪.‬‬
‫‪ -‬مشروع األعمال العقارية (‪)travaux immobilicis‬‬
‫وهي األعمال المتعلقة باألشغال العقارية كإنشاء الجسور وإنشاء الطرق ومد خط السكك الحديدية‪.‬‬
‫‪ -‬األعمال التجارية بالتبعية (‪)Actes de commeree par accessoire‬‬
‫هي أعمال مدنية بطبيعتها ولكنها تكتسب الصفة التجارية كونها صادرة عن تاجر او متعلقة بشؤون تجارية‪.‬‬
‫‪ -‬مشروع النشر (‪:)entreprise d'edition‬‬
‫ويقصد بها مشروع االستغالل الفكري فالناشر يتوسط بين المؤلف والجمهور قصد البيع وتحقيق الربح‪.‬‬
‫‪ -‬مشروع أعمال الصناعة (‪)entreprise les Activites industrielles‬‬
‫ويقصد بها تحويل المواد األولية إلى سلع قابلة إلشباع حاجات اإلنسان‪.‬‬

‫الوحدة الثالثة‪ :‬ص‪ 109‬شروط اكتساب صفة التاجر‬

‫الصفحة ‪ 38‬من ‪143‬‬


‫‪ .2‬شروط اكتساب الفرد الطبيعي لصفة التاجر ص‪109‬‬
‫استند المشرع األردني في تحديد صفة التاجر إلى نظرية األعمال التجارية‪ ،‬فعرف التاجر بأنه الشخص ال ذي يش تغل بالمع امالت‬
‫التجارية‪ ،‬يتخذها حرفة معتادة له‪ ،،‬لذلك كان يجب على المشرع أن يحدد مفهوم العمل التجاري الذي يترتب على احتراقه اكتساب‬
‫الصفة التجارية‪ ،‬إال أنه لم يستطع وضع معیار جامع ومانع‪ ،‬شامل لألعمال التجارية‪ ،‬فلجأ إلى تعداد هذه األعمال‪ .‬وتص دى الفق ه‬
‫لحل هذه المعضلة‪ ،‬فبينما أخذ بالمذهب المادي أو الموضوعي بعضهم الذي يرتكز أساسا على طبيعة العمل بحد ذاته‪ ،‬أخذ آخرون‬
‫بالمذهب الذاتي الذي يرتكز على شخص القائم بالعمل‪.‬‬
‫أمام عجز المشرع والفقه عن وضع معيار للعمل التجاري لتمييزه عن العمل المدني لما في ذلك من أث ر في منح الص فة التجاري ة‬
‫للشخص القائم باألعمال التجارية وتميزه عن الشخص المدني‪ .‬عرفت المادة ‪ 9‬من قانون التجارة األردني التجار بأنهم‪:‬‬
‫أ) األشخاص الذين تكون مهمتهم القيام باألعمال التجارية‪.‬‬
‫ب) الشركات التي يكون موضوعها تجاريا‪.‬‬
‫إن لفظ التاجر في النص جاء مطلقا ليشمل الشخص الطبيعي والشخص المعنوي على حد س واء طالم ا يباش ران عمال تجاري ا‪ .‬إن‬
‫خلع الصفة التجارية على الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يباش ر عمال تجاري ا لتمي يزه عن الش خص الم دني ل ه أهمي ة ب ارزة‬
‫تظهر بوضوح من حيث المشاركة في انتخابات الغرف التجارية‪ ،‬أو من حيث الواجبات التي يلتزمون بها كمسك الدفاتر التجاري ة‬
‫والقيد في السجل التجاري‪ .‬وكذك خضوعهم النظام اإلفالس أو الصلح الواقي منه‪ ،‬كما أن المباشرة التج ارة قواع د خاص ة تتعل ق‬
‫باألهلية‪ .‬كما أنهم يخضعون لضرائب خاصة (‪)1‬‬
‫ويستفاد من نص المادة التاسعة أنه يشترط الكتساب صفة الت اجر اح تراف األعم ال التجاري ة وممارس تها لحس ابه الخ اص‪ ،‬على‬
‫وجه االستقالل‪ .‬وينطبق ذلك على التاجر الفرد وعلى الشخص المعنوي كالشركة التجارية‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 15‬من قانون التجارة األردني على شرط األهلية بقولها‪ .‬تخضع األهلية التجاري ة ألحك ام الق انون الم دني"‪ .‬وق د‬
‫نصت مواد القانون المدني على أهلية التعاقد في المواد "‪ 116‬إلى ‪ .134‬يفهم ما تقدم أن شروط اكتساب الشخص الط بيعي لص فة‬
‫التاجر هي‬
‫أوال‪ :‬أن يقوم الشخص الطبيعي باألعمال التجارية‪.‬‬
‫ثانيا احتراف هذه األعمال التجارية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أن يكون هذا االحتراف لحسابه الخاص‪.‬‬
‫رابعا أن يكون متمتعة باألهلية‪.‬‬
‫‪ 1.2‬قيام الشخص الطبيعي باألعمال التجارية ص‪110‬‬
‫يستفاد من نص المادة التاسعة من قانون التجارة األردني بأن كل من يشتغل باألعم ال التجاري ة‪ ،‬يتخ ذها حرف ة ل ه يكتس ب ص فة‬
‫التاجر‪ .‬أما احتراف الشخص الطبيعي لألعمال المدنية فال يكسبه صفة التاجر‪ ،‬کالمحامي أو الطبيب أو المهن دس‪ ،‬على ال رغم م ا‬
‫بين الحرفتين من مظاهر خارجية مشتركة‪ .‬كما أن المادة السادسة من القانون التجاري قد حددت األعمال التجارية بحسب ماهيته ا‬
‫الذاتية كاألعمال التجارية المنفردة والمقاوالت التجارية وهي مذكورة على سبيل المثال ال الحصر‪ .‬فكل من باشر عمال تجاريا من‬
‫هذه األعمال‪ ،‬واتخذها حرفة له بكتسب صفة التاجر ألن مباشرة المقاوالت التجارية يكسب الشخص الط بيعي ص فة الت اجر ألنه ا‬
‫تتطلب تكرار وقوع العمل‪ ،‬أما مباشرة العمل التجاري المنفرد فال يترتب باب الشخص صفة التاجر إال إذا توافر شرط االحتراف‪.‬‬
‫أما األعمال التجارية بالتبعية فهي غير مقصودة ألنها التعد عمال تجاريا إال إذا كانت صادرة عن تاجر ومتعلق ة بش ؤون تجارت ه‪،‬‬
‫بعبارة أخرى ألنها أعمال مدنية من حيث أصلها‪.‬‬
‫أما األعمال المختلطة كما سبق أن أوضحنا فليست نوعا ثالثة من األعم ال التجاري ة فإم ا أن تك ون عمال تجاري ا بحس ب طبيعته ا‬
‫الذاتية أو عمال تجاريا بالتبعية‬
‫‪2.2‬احتراف الشخص الطبيعي لألعمال التجارية ص‪111‬‬
‫تعريف االحتراف‬
‫يستفاد من نص المادة التاسعة التجار هم األشخاص الذين تكون مهمتهم القيام بأعم ال تجاري ة والم ادة ‪" 12‬ال يع د ت أجرا من ق ام‬
‫بمعاملة تجارية عرضا إال أن المعاملة المذكورة تكون خاضعة ألحكام قانون التجارة"‪.‬‬
‫إن المشرع لم يضع تعريفا دقيقا للحرفة ألنها فكرة اجتماعية أكثر منها قانونية‪ ،‬لذلك يعرف االحتراف أحيان ا بأن ه توجي ه النش اط‬
‫بشكل رئيس معتاد إلى القيام بعمل معين بقصد الربح‬
‫الصفحة ‪ 39‬من ‪143‬‬
‫ويعرفه آخرون بأنه مباشرة نشاط تجاري يتخذه صاحبه وسيلة للتعيش وإشباع حاجاته (‪)1‬‬
‫إن قصد الربح عنصر جوهري ورئيس في جمي ع األعم ال التجاري ة ل ذلك يمكنن ا أن تع رف االح تراف بأن ه "ممارس ة األعم ال‬
‫التجارية بصورة منتظمة ومستمرة بوصفها مورد للرزق وذلك على وجه االستقالل وليس لحس اب األخ رين‪ .‬ولكي نك ون بص دد‬
‫احتراف يجب أن يتوافر فيه العناصر األتية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ممارسة العمل التجاري بصورة متكررة ومنتظمة‬
‫" إن ممارسة العمل التجاري بصورة متكررة ومستمرة ومنتظمة تكسب الشخص الطبيعي ص فة الت اجر‪ ،‬س واء أك ان ه ذا العم ل‬
‫التجاري منفردة أم مقاولة‪ ،‬ألن ممارسة العم ل التج اري بص ورة مقاول ة يمنحه ا الص فة التجاري ة كم ا يكس ب من يمارس ها ه ذه‬
‫الصفة‪ .‬إن احتراف األعمال التجارية أعم وأشمل من معنى االعتياد‪ ،‬ألن االعتياد أل يعني االح تراف‪ ،‬فاالعتي اد يقص د ب ه تك رار‬
‫وقوع العمل من وقت آلخر دون أن يصل إلى درجة االستمرار واالنتظام‪ ،‬أما االحتراف فهو تكرار وق وع العم ل بص فة مس تمرة‬
‫ومنتظمة (‪ ) 3‬فال يدخل في معنى االحتراف قيام شخص غير تاجر كالطبيب أو المحامي أو الموظف من وقت ألخر بعمل تج اري‬
‫ال يرقى إلى مرتبة االحتراف‪ ،،‬مثال ذلك أيضا قيام المزارع بسحب سفتجات عديدة على مستأجر أرضه الزراعية فال بعد تاجرة‪.‬‬
‫وإن كان سحب السفتجة عمة تجارية مطلقة‪ .‬كذلك إذا اشترى محامي أوراقا مالية وأعاد بيعها مستفيدة من فروق األس عار فال يع د‬
‫تاجرة‪ ،‬أما إذا اعتاد الطبيب و المحامي والمزارع القيام بمثل ه ذه األعم ال بص ورة متك ررة ومنتظم ة ف إن ذل ك يكس بهم الص فة‬
‫التجارية‪ ،‬ألنه ال يشترط أن يمارس الشخص حرفة واحدة بل يمكن أن يمارس عدة أنشطة من بينها التجارة‪ ،‬ف إن مث ل ه ذا العم ل‬
‫يكسبهم الصفة التجارية ومن ثم يمكن شهر إفالسهم‪ ،‬وتك ون ذمتهم المالي ة بكامله ا ض امنة دون تجزئته ا وفق ا لمب دأ وح دة الذم ة‬
‫المالية التي يأخذ بها القانون األردني‪ ،‬أما إذا جعل شخص من المضاربة في البورصة حرفته بش كل مس تمر و منتظم واتخ ذها و‪،‬‬
‫سيلة للعيش واالرتزاق فإنه يعد تاجرا‬
‫والجدير بالذكر أن ممارسة الطبيب والمحامي والمهندس لألعمال التجارية على سبيل االحتراف إلى جانب مهنهم األصلية يكسبهم‬
‫صفة التاجر كما يعرضهم للجزاءات المنصوص عليها في قوانين مهنهم الخاصة‪.‬‬
‫يتضح مما تقدم أن ممارسة العمل التجاري بشكل مستمر ومنتظم يعد احترافا فعليا للعمل التجاري‪ ،‬غير أن الش خص الط بيعي ق د‬
‫يكتسب صفة التاجر وإن لم يمارس التج ارة بش كل فعلي بع د‪ ،‬أي يكفي ت وافر إرادة االح تراف ومث ال ذل ك الح رف ال تي تس تمد‬
‫صفتها التجاري ة من كونه ا تتم في إط ار مش روع تج اري مث ل مش روع وكال ة األش غال ومش روع األعم ال العقاري ة ومش روع‬
‫الصناعة‪ .‬فممارسة هذا العمل بشكل مشروعا يكسب العمل الص فة التجاري ة وبالت الي يكس ب الق ائم ب ه ه ذه الص فة‪ .‬ك ذلك ش راء‬
‫شخص لمحل تجاري من أجل ممارسة التجارة بعد تاجرآ لتوافر إرادة االحتراف لديه‪ .‬وكذلك مستأجر المحل التج اري بعق د ادارة‬
‫حرة‪ .‬والشريك في شركة التضامن فهو يكتسب صفة التاجر بمجرد دخوله إلى ه ذه الش ركة وقي دها في الس جل التج اري‪ .‬وك ذلك‬
‫الشريك المتضامن في شركة التوصيات البسيطة‪ ،‬كما القانون األردني ذهب إلى أبعد من ذلك حيث تص في الم ادة ‪ 11‬من ق انون‬
‫التجارة األردني على أن‪" :‬كل من أعلن في الصحف أو النشرات أو أية واسطة أخرى عن المحل الذي أسس ه أو فتح ه لالس تقالل‬
‫باألعمال التجارية يعد تاجرأ وان لم يتخذ التجارة مهنة مألوفة له (‪)2‬‬
‫إن تبرير صفة التاجر الناتجة من االحتراف الحكمي تعود إلى نظري ة الظ اهر وحماي ة األخ رين واس تقرار المع امالت التجاري ة‪.‬‬
‫وهذا أمر منطقي ولكن ال بد من أن يتبع االحتراف الحكمي احتراف فعلي يتمثل في ممارسة العمل التجاري بشكل مستمر ومنتظم‬
‫ثانيا‪ :‬أن تكون ممارسة العمل التجاري للعيش واالرتزاق‬
‫إن العبرة بتوافر هذا العنصر هو بقصد الشخص الذي يمارس هذه األعمال‪ ،‬فهل يتخ ذ منه ا وس يلة للتعيش واالرت زاق أم ال؟ ألن‬
‫هناك أعماال تجارية أو مارسها الشخص مئات المرات ال يكتسب صفة الت اجر‪ ،‬كقي ام الش خص س حب س فتجات مثال‪ ،‬كم ا أن ه ال‬
‫يكتسب صفة التاجر لمجرد القيام ببعض عمليات الشراء بقصد البيع كقيام الشخص بصفقات تجارية متقطع ة ثم انقط ع بع دها عن‬
‫التجارة أو لمجرد قيامه ببعض عمليات المضاربة في البورصة‪.‬‬
‫ال يمكن خلع الصفة التجارية على الشخص الذي يمارس األعم ال التجاري ة ويتخ ذها وس يلة للعيش بمق دار م ا يحقق ه من ربح أو‬
‫دخل‪ ،‬فأحيانا قد يضطر الشخص إلى البيع بخسارة رغب ة في القض اء على من افس ألن الع برة هي بقص د الش خص وليس بمق دار‬
‫الربح‪ ،‬كما ال يوجد فرق بين التاجر الصغير والتاجر الكبير طالما توافر شرط االحتراف‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 40‬من ‪143‬‬


‫‪ 3.2‬قيام الشخص باألعمال التجارية لحسابه الخاص؛ ص‪113‬‬
‫ال يكفي الكتساب الشخص التاجر احتراف األعمال التجارية بصورة منتظمة وأن يتخذها وسيلة للعيش واالرتزاق‪ ،‬بل أن يم ارس‬
‫هذه األعمال على وجه االستقالل‪ ،‬أي أن يقوم بها لحسابه الخاص‪ ،‬والحكمة من ذلك هو تحم ل الت اجر مخ اطر تجارت ه وم ا ينتج‬
‫من ذلك من التزامات‪.‬‬
‫ويترتب على ذلك أنه ال يعد تاجرة العامل والمواطن الذي پذير التجارة لحساب رب العمل ألن رب العمل ه و ال ذي يتحم ل نت ائج‬
‫هذا المشروع من ربح أو خسارة‪ ،‬وكذلك ال يعد تاجرة م دير ش ركة المس اهمة‪ ،‬ذات المس ؤولية المح دودة‪ ،‬و ك ذلك الم دير غ یر‬
‫الشريك في شركة التضامن ألنهم جميعا يقومون بالعمل باسم الشركة ولحسابها فهم بمثابة التابع للشخص المعنوي‪.‬‬
‫أما الشركاء في شركة التضامن سواء أكانوا مديرين أم غير ذلك يكتسبون صفة التاجر ألن العمل الذي تمارسه الش ركة يع د كأن ه‬
‫صادر عن كل واحد منهم و على وجه االستقالل فكل واحد منهم يسأل عن التزام ات الش ركة مس ؤولية شخص ية وتض امنيه‪ ،‬أم ا‬
‫الممثل التجاري وهو الشخص الذي يبحث عن العمل لحساب مؤسسة أو أكثر من المؤسسات التجارية ويتعاقد معهم‪ ،‬فإذا كان يبرم‬
‫العقد باسم رب العمل فيعد تابعة له‬
‫وبالتالي ال يكتسب صفة التاجر‪ ،‬أما إذا أبرم العقد باسمه الشخصي ولحساب نفسه دون توجيه أو رقابة من رب العمل فإن ه يباش ر‬
‫حرفته التجارية وبالتالي يكتسب صفة التاجر‪ .‬وكذلك األمر بالنس بة للسمس ار و الوكي ل بالعمول ة فيع د ك ل منهم ت اجرا م ع أنهم ا‬
‫يقومان بالعمل لحساب اآلخرين وذلك ألنهما يتمتعان باستقالل تام في مباشرتهم ألعمالهم التجارية دون رقاب ة أو توجي ه من أح د‪،‬‬
‫ودون إقامة أي اعتبار لألوامر والتعليمات التي يتلقونها في شأن الص فقة ال تي يعق دونها‪ .‬وك ذلك األم ر بالنس بة لمس تأجر المح ل‬
‫التجاري بمقتضى عقد اإلدارة الحرة ألنه يقوم باستثمار المشروع التجاري محل اإليجار بائتمان يخصه وعلى مس ؤوليته الخاص ة‬
‫(‪.)1‬‬
‫مباشرة االحتراف بشكل ظاهر أو مستتر‬
‫إن احتراف التجارة يتم بصورة علنية وقد يتم بشكل خفي أي مستتر‪ ،‬ومثال ذلك أن يمارس الشخص التجارة لمصلحته تحت ستار‬
‫شركة وهمية أو أن يمارسها عن طريق شخص آخر باسم مستعار يعمل في الظاهر باسمه ولحس ابه الخ اص‪ ،‬والج دير بال ذكر أن‬
‫التستر أو عدم العالنية يؤثران في األصل في اكتساب الشخص صفة التاجر الذي ينشأ عن االحتراف‪.‬‬
‫ولقد اختلف الفقه في من هو التاجر‪ :‬هل هو الشخص الظاهر أم المستتر؟ فذهب بعض الفقهاء إلى أن الش خص المس تتر ه و ال ذي‬
‫يعد تاجرة ألن النشاط التجاري يتم لحس ابه فه و يس أل عن العق ود ال تي أبرمه ا الش خص الظ اهر ذهب آخ رون إلى أن الش خص‬
‫الظاهر هو الذي يعد تأجرة و ذلك حماية للثقة المشروعة التي تتولد ل دى اآلخ رين من ظه وره بمظه ر الت اجر‪ ،‬كم ا أن الش خص‬
‫المستتر ال تربطه باآلخرين الذين ال يعرفهم أية عالقة لذلك ال يكتس ب ص فة الت اجر بينم ا ذهب رأي آخ ر إلى أن كال الشخص ين‬
‫الظاهر والمستر بعد تاجرأ ويجوز شهر إفالسه‪ .‬ألنه إذا كان الشخه المستتر يكتسب ص فة الت اجر فألن ه يض ارب في أموال ه ويتم‬
‫االتجار لحسابه‪ ،‬فان بسبب ظهوره بمظهر التاجر وتعامله مع اآلخ رين على ه ذا األس اس‪ ،‬تطبيق ا لنظري ة الظ اهر وحماي ة لثق ة‬
‫الجمهور الذي تعامل معه في بمظهر التاجر‬
‫يجب أن يكون العمل التجاري محل االحتراف مشروعا‬
‫سبق أن تكلمنا عن ممارسة الشخص الطبيعي لألعمال التجارية وهي التي تشكل موض وع االح تراف فيجب أن تك ون مش روعة‪.‬‬
‫فإذا ما قام شخص بنشاط غير مشروع‪ ،‬كأن يقوم بتجارة المخدرات أو يدير بيتا أو صالة للعب القمار أو ي دير بيت ا لل دعارة‪ ،‬فه ل‬
‫يكتسب هذا الشخص صفة التاجر؟ الرأي الراجح في الفقه والقضاء أن هذا الشخص ال يمارس حرف ة تجاري ة وبالت الي ال يكتس ب‬
‫صفة التاجر‪ ،‬ألن هذا النشاط مناف للنظام العام اآلداب العام ة (‪ .)1‬بينم ا ي رى بعض الفقه اء أن ع دم االع تراف للش خص ال ذي‬
‫يمارس نشاطا غير مشروعة بصفة التاجر يترتب عليه حرمان اآلخرين حسن النية من الض مانات ال تي يقرره ا الق انون لحمايت ه‬
‫ومثال ذلك المطالبة بشهر إفالسه إذا توقف عن الدفع‪ ،‬ومثال ذلك كأن يقوم شخص حس ن الني ة بتوري د بض اعة إلى أح د المالهي‬
‫العمومية جاهال أنه بدار اللعب القمار‪ .‬غير أن ذلك ال يكفي لتبرير اكتساب صفة التاجر ألن حماية اآلخرين ال تك ون على حس اب‬
‫القانون والنظام العام‪ ،‬فضال عما في قانون العقوبات من جزاءات ما يكفي لردع األشخاص الذين يمارسون أعماال غير مشروعة‬
‫إثبات االحتراف ونهايته‬
‫أوال"‪ :‬إثبات االحتراف‬
‫ال تثبت للشخص صفة التاجر إال إذا اشتغل في األعمال التجارية واتخذها حرفة معتادة له‪ .‬كما ج اء في نص الم ادتين ‪ 9‬و‪ 12‬من‬
‫قانون التجارة األردني‪ ،‬وبناء على ذلك من يدعي لنفسه أو لألخرين صفة التاجر أن يثبت ذلك كافة بطرق اإلثبات كافة‪ .‬إن ثب وت‬
‫الصفحة ‪ 41‬من ‪143‬‬
‫صفة التاجر للشخص الطبيعي له أهمية من نواح عدة‪ ،‬فإذا ما ثبت له هذه الصفة يجوز المطالبة بشهر إفالسه إذا توقف عن الدفع‪.‬‬
‫كما ترفع الدعوى أمام المحاكم التجارية إلى غير ذلك من القواعد ال تي يختل ف فيه ا النظ ام الق انوني للتج ار عن النظ ام الق انوني‬
‫لغيرهم‪.‬‬
‫إن ثب وت االح تراف مس الة موض وعية يفص ل فيه ا قاض ي الموض وع‪ ،‬ال س لطان المحكم ة التم يز علي ه‪ ،‬غ ير أن على قاض ي‬
‫الموضوع التحقق من المواضيع اآلتية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الوقائع واألعمال التي‪ :‬تنسب إلى الش خص القي ام به ا‪ ،‬وهي مس ألة تقديري ة ي ترك لقاض ي الموض وع الفص ل فيه ا‪ ،‬وعلى‬
‫قاضي الموضوع أن يتحقق من طبيعة العمل الذي يثبت للمحكم ة قي ام الش خص ب ه وه ل ه و عم ل م دني أم عم ل تج اري‪ ،‬وإن‬
‫إصباغ الصفة التجارية على العمل يفصل فيها قاضي الموضوع مستندة إلى المعايير الموضوعية أو الشخص ية ال تي س بق بحثه ا‬
‫وقاضي الموضوع وهو يبحث هذا الموضوع وهو مسألة قانونية يخضع لرقابة محكمة التمي يز‪ .‬وعلى قاض ي الموض وع ثالث ا أن‬
‫يتحقق من توافر االحتراف أو عدمه وعليه أخيرة أن يستنتج النتيجة القانونية وهي اكتس اب أو ع دم اكتس اب ص فة الت اجر‪ ،‬وه و‬
‫يخضع في هذا الشأن الرقابة محكمة التمييز فإذا أقرت المحكمة أن االحتراف غ ير مت وافر وم ع ذل ك منحت الق ائم بالعم ل ص فة‬
‫التاجر‪ ،‬كان حكمها في الفرضين خاضعة لرقابة محكمة التمييز‪ .‬والجدير بالذكر أن محكمة الموه وهي تفصل في مسألة تجارية أو‬
‫مدنية معروضة عليها تخضع لرقابة محكمة التمييز‬
‫إن احتراف األعمال التجارية ال يفترض‪ ،‬فيقع على من يدعيه إثبات ه بط رق اإلثب ات كاف ة ومن بينه ا الق رائن‪ ،‬ومن ه ذه الق رائن‬
‫الشهرة‪ .‬كأن يش تهر الش خص بين الن اس بأن ه ت اجر ويثبت ذل ك من أوراق ه وخطابات ه الص ادرة عن ه‪ ،‬وهي قرين ة بس يطة على‬
‫احتراف األعمال التجارية يمكن اثبات عكس ها أو يمكن تعزيزه ا بأوج ه اإلثب ات المختلف ة‪ ،‬وك ذلك األم ر بالنس بة لمس ك ال دفاتر‬
‫التجارية‪ ،‬أما قيد الشخص في السجل التجاري فهي قرينة بسيطة على أن الشخص تاجر يمكن إثبات عكسها بطرق اإلثب ات كاف ة‪،‬‬
‫أما إذا وصف الشخص نفسه بأنه تاجر وأبرم عقودا بهذه الصفة فال يكفي لعده تاجرة‪ ،‬ألن هذه الصفة ال تكتسب بإرادة األفراد ب ل‬
‫توافر شروطها القانونية‬
‫ثانيا‪ :‬نهاية االحتراف‬
‫يبقى الشخص محتفظا بصفة التاجر مادام يمارس العمل التجاري ويتخذه حرفة معت ادة ل ه‪ ،‬ف إذا م ا اع تزل التج ارة ينتق د وص ف‬
‫التاجر‪ ،‬غير أنه يبقى محتفظة بهذا الوصف إلى حين أن يفرغ من تصفية أعماله التجارية وهو ما يترتب عليه جواز ش هر إفالس ه‬
‫في فترة التصفية‪ ،‬وتنقضي صفة التاجر بالوفاة وال تنتقل إلى الورثة‪ ،‬ولكن إذا اس تمر الورث ة في مباش رة التج ارة ال تي آلت إليهم‬
‫فإنهم يكتسبون صفة التاجر ال على اساس أنهم ورثة ولكن بناء على احترافهم األعمال التجارية‪.‬‬
‫‪ 4.2‬شرط األهلية ص‪116‬‬
‫ال يكفي الكتساب الشخص الطبيعي احتراف األعمال التجارية وممارستها على وجه االستقالل بل يجب أن يكون متمتع ة باألهلي ة‬
‫القانونية الالزمة الحتراف التجارة‪ .‬واألهلية هي صالحية الشخص المباشرة التصرفات القانونية‪ ،‬أي األعمال الص ادرة عن إرادة‬
‫صحيحة والتي تنتج اآلثار المقررة في القانون‪.‬‬
‫لم ينص القانون التجاري األردني على األهلية الالزمة لممارسة التجارة وإنما احالة المادة ‪ 15‬من ه إلى أحك ام األهلي ة في الق انون‬
‫المدني‪ ،‬ولقد عالجت قواعد األهلية في القانون المدني المادة ‪( .2/1/43‬كل شخص يبلغ سن الرشد متمتعة بقواه العقلي ة ولم يحج ر‬
‫عليه يكون كامل األهلية بمباشرة حقوقه المدنية‪ .‬وسن الرشد هي ثماني عش رة س نة شمس ية كامل ة)‪ .‬كم ا أن المش رع األردني ق د‬
‫نص على أهلية التعاقد في المواد ‪ .134-116‬وبناء على أحكام ه ذه النص وص س وف نع الج األهلي ة الالزم ة لممارس ة األعم ال‬
‫التجارية‪..‬‬
‫أهلية الراشدين‪:‬‬
‫أوال األهلية بالنسبة للمواطنين‬
‫لم يتضمن القانون التجاري األردني حكمة خاصا يبين سن الرشد بل أحال في المادة ‪ 15‬منه إلى أحكام القانون المدني حيث نصت‬
‫المادة ‪ 21/43‬منه على ما يأتي (كل شخص يبلغ سن الرشد متمتعا بقواه العقلية ولم يحجر عليه يكون كامل األهلية لمباشرة حقوقه‬
‫المدنية)‪( .‬وسن الرشد هي ثماني عشرة سنة شمسية كاملة)‪.‬‬
‫يستفاد من هذا النص أن الشخص متى بلغ سن الرشد عد ذا أهلي ة كامل ة لمباش رة التج ارة وجمي ع التص رفات القانوني ة‪ .‬وبالت الي‬
‫اكتساب صفة التاجر ال فرق في ذلك رجل وامراه سواء أكانت بنت ا أو زوج ة أم أرمل ة مطلق ة ؛ ألن للم رأة م ا للرج ل من حري ة‬
‫التصرف في أموالها واالشتغال في التجارة‪ ،‬وهذا الحكم يتماشى أحكام الشريعة اإلسالمية حيث أن للم رأة ذمته ا المالي ة المس تقلة‬
‫الصفحة ‪ 42‬من ‪143‬‬
‫تماما عن ذمة الرجل‪ .‬وال يشترط حصولها على إذن من زوجها‪ ،‬وهذا يخالف بعض القوانين كالقانون اللبناني إال أنه تراجع حالية‬
‫عن هذا الشرط‪.‬‬
‫ومع ذلك يمنع من بلغ سن الرشد من مزاولة التجارة إذا أصابه عارض من عوارض األهلية وهي‪ :‬الجنون والسفه والغفل ة‪ ،‬فم تى‬
‫صدر حكم من المحكمة بالحجر على من أصابه عارض من العوارض وعين له قيما إلدارة أمواله وهو يشبه ال ولي على القاص ر‬
‫يمنع عليه مباشرة التصرفات القانوني ة ومن بينه ا األعم ال التجاري ة إنم ا يتواله ا القيم علي ه‪ ،‬ف المجنون مثال يمن ع منع ا بات ا من‬
‫مباشرة جميع التصرفات القانونية سواء أكانت مدنية أم تجاري ة‪ ،‬ف إذا م ا باش رها ب الرغم من ذل ك فتك ون ه ذه التص رفات باطل ة‬
‫بطالنا مطلقا‪.‬‬
‫أما السفيه أو ذر الغفلة وهو من يبذر المال على غير مقتضى العقل والشرع‪ ،‬فيحجر عليه ويمنع من مباشرة التصرفات القانوني ة‪،‬‬
‫فإذا ما باشرها على الرغم من المنع علت تصرفاته باطلة نس بيا لمص لحته ألن الس فه والغفل ة عيب يلح ق ب اإلرادة‪ ،‬أم ا إذا باش ر‬
‫أحدهم التجارة فال يكتسب صفة التاجر‪ ،‬غير أنه يجوز له طلب إذن من المحكمة اإلدارة أموال ه كله ا أو بعض ها‪ ،‬ف إذا م ا تحص ل‬
‫أحدهم على اإلذن يكون بمثابة كامل األهلية في حدود اإلذن الممنوح له‪ .‬وبالت الي ف إذا م ا باش ر التج ارة ع دت أعمال ه ص حيحة‪،‬‬
‫ويكتسب صفة التاجر ويجوز شهر إفالسه (‪)1‬‬

‫ثانيا أهلية األجانب‬


‫األجنبي هو كل شخص ال يحمل الجنسية األردنية‪ ،‬والقاعدة بشأن أهليته خضوعه لقانون الدولة التي ينتمي إليها بجنسيته‪ .‬وتطبيق ا‬
‫لهذه القاعدة العامة فإن أهلية األجنبي لممارسة األعمال التجارية تحددها نصوص قانون الدولة التي ينتمي إليها بجنسيته‪ .‬وقد يحدد‬
‫قانون جنسيته سنة للرشد أكثر أو أقل من سن الرشد في األردن‪.‬‬
‫فما قواعد التجارة التي تسري على األجانب من أجل االشتغال في التجارة في األردن؟‪ .‬مما ال شك فيه أن األجنبي ال ذي يبل غ س ن‬
‫الرشد وفقا للقانون األردني يعد كامل األهلية حتى ولو كان وفقا لقانون دولته لم يبلغ سن الرشد‪.‬‬
‫إن هذه القاعدة التي حددت سن الرشد ق د وردت عام ة تس ري على األردن يين واألج انب إذا س مح لهم االش تغال في التج ارة في‬
‫األردن وهي ثمانية عشر عاما‪ ،‬ولقد أحسن المشرع األردني صنعا كي ال يوض ع الش خص األردني ال ذي يتعام ل م ع في موق ف‬
‫حرج إذا ما اقتضاء الحال في البحث عن القانون الذي يحكم األهلية التجارية لألجن بي إذ يك ون من الس هل علي ه ع دم الوق وع في‬
‫الخطأ إذا ما أخضع األجنبي للقاعدة نفسها التي لها الشخص األردني‪ ،‬والجدير بالذكر أن القانون األردني ه و المرج ع في تك ييف‬
‫العالقة القانونية عند تنازع القوانين توفيرا للحماية والطمأنينة والثقة للمواطنين األردنيين في تعاملهم مع األج انب ب أن تص رفاتهم‬
‫لن تكون باطل ة ومعرض ة للبطالن وه ذا م ا نص ت علي ه الم ادة ‪ 1/12‬من الق انون الم دني األردني (يس ري على الحال ة المدني ة‬
‫لألشخاص وأهليتهم قانون الدولة التي ينتم ون إليه ا بجنس ياتهم وم ع ذل ك في التص رفات المالي ة ال تي تعق د في المملك ة األردني ة‬
‫وتترتب آثارها فيما إذا كان أحد الطرفين أجنبيا ناقص األهلية وكان نقص األهلية يرجع إلى سبب فيه خفاء ال يس هل على الط رف‬
‫اآلخر تبينه فإن هذا السبب ال يؤثر في أهليته)‪.‬‬
‫يستفاد هذا النص أن تطبيق هذا االستناد يستلزم توافر الشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون التصرف الذي يعقده األجنبي من التصرفات المالية كالبيع والشراء‬
‫‪ . 2‬أن يكون هذا األجنبي ناقص األهلية بالنسبة لقانون الدولة التي ينتمي إليها بجنسيته‬
‫‪ .3‬أن ينعقد التصرف في المملكة األردنية ويرتب آثاره فيها‪.‬‬
‫‪ . 4‬أن يكون نقص األهلية راجعا إلى سبب أجنبي خفي ال يسهل على الطرف األردني تبينه‪.‬‬
‫ومثال السبب األجنبي الخفي أن يكون األجنبي محجورا عليه لسبب من عوارض األهلي ة ك الجنون والعت ه والس فه والغفل ة‪ .‬أو أن‬
‫يكون القانون االجنبي يضع سنا للرشد أعلى من سن الرشد في األردن حيث يصعب على المواطن معرفة في العالم ح تى ل و ك ان‬
‫من ذوي االختصاص‬

‫ثالثا‪ ،‬الممنوعون من مباشرة التجارة‬


‫قد ينص القانون على منع فئة معينة من األشخاص من مزاولة التجارة تحقيقا ألغراض معينة‪ ،‬فنجد في الق انون األردني نصوص ا‬
‫متفرقة تحظر على طوائف معينة من األشخاص ممارسة التجارة‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 43‬من ‪143‬‬


‫‪ .1‬المادة ‪ 3/36‬من قانون األمن الع ام رقم ‪ 38‬لع ام ‪ ،1965‬تق رر أن ه يحظ ر على ك ل ف رد أن يتع اطى التج ارة أو الص ناعة أو‬
‫االشتراك بصفقات تجارية باسمه أو بأسماء أخرى‬
‫‪ .2‬المادة ‪ 11‬من قانون نقابة المحامين النظاميين رقم ‪ 11‬لعام ‪ ،1972‬تقرر في الفقرة (د) منع المحامين من احتراف التجارة‬
‫‪ .3‬المادة ‪30/‬ج من قانون خدمة الضباط في القوات المسلحة األردنية رقم ‪ 35‬لسنة ‪ ،1966‬تقرر منع تعاطي التجارة أو الص ناعة‬
‫أو االشتراك بصفقات تجارية باسمه أو بأسماء أخرى أو القيام بالمضاربات على مختلف أنواعها‪.‬‬
‫‪ .4‬المادة ‪82‬ج‪ ،‬ط من نظام الخدمة المدنية رقم ‪ 23‬لسنة ‪ 1966‬التي تحظر على الموظف أن يمارس بنفسه أو باسماء أخ رى أي ة‬
‫أعمال تجارية أو صناعية‬
‫‪.5‬المادة ‪ 16‬من قانون استقالل القضاء رقم ‪ 49‬لعام ‪ 1972‬تحرم أعضاء السلطة القضائية من الجمع بين وظيفة القضاء ومزاول ة‬
‫التجارة‪ .‬لعل الحكمة في منعهم من مزاولة التجارة ترجع لضمان حسن القي ام باألعم ال الوظيفي ة المعه ودة إليهم ولطبيع ة المهن ة‬
‫التي يمارسونها‪ ،‬وصيانة لسمعتهم وكرامتهم الشخصية درءا الستغالل النفوذ وتأثيره في حري ة التعاق د الض رورية لس المة إب رام‬
‫األعمال التجارية‪.‬‬
‫قد يكون الحظر مطلقا أي شامال لكل أنواع التجارة‪ .‬وقد يكون الحظر مقيدة أي إال على نوع واحد من التجارة‬
‫ولكن ما الحكم لو مارس أح د ه ؤالء األش خاص التج ارة واحترفه ا على ال رغم من حظ ر الق انون‪ ،‬ال ش ك أن في ه ذا الش خص‬
‫يكتسب صفة التاجر من احتراف التجارة‪ ،‬و تعد أعماله التجارية صحيحة ويلتزم بجميع التزام ات التج ار‪ ،‬غ ير أن اكتس ابه له ذه‬
‫الصفة ال يمنع من توقيع العقوبات األدبية التي ينص عليها قانون المهنة التي يخضع لها‪ ،‬ولع ل الس بب في اعط اء وص ف الت اجر‬
‫لهذه الفئة متى احترفت األعمال التجارية على الرغم من حظر القانون يرجع لحماية مصلحة اآلخرين الذين يتعامل معهم‪ ،‬كم ا أن‬
‫الحظر مقرر خدمة للمص لحة العام ة‪ ..‬وليس لمص لحة الموظ ف ذات ه‪ .‬وبالت الي ال م انع القواع د الق انون التج اري‪ ،‬وه ذا خالف‬
‫للقاصر غير المرشد فمنعه من ممارسة التجارة مقرر لمصلحته وليس للمصلحة العامة‪ .‬وبالتالي إذا م ارس األعم ال التجاري ة فال‬
‫يكتسب صفة التاجر‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أهلية القاصر‬


‫يستفاد من نص المادة ‪ "122 ،121،120 ،119‬من القانون المدني األردني أن المشرع قد سمح للقاصر الذي أكمل سن الخامسة‬
‫عشر عاما من ممارسة التجارة بعد حصوله على إذن بذلك سواء أكان هذا اإلذن مطلق ا أم مقي دة‪ .‬كم ا يس تفاد من ه ذه النص وص‬
‫والنصوص التي بعدها أن هناك شروط يجب توافرها للسماح للقاصر بممارسة التجارة وهذه الشروط هي‬
‫‪ .1‬أن يكون القاصر قد أكمل سن الخامسة عشر لكي يؤذن له بممارسة التجارة على أن ال يكون مجنونا أو معتوها الم واد ‪ 119‬و‬
‫‪ 44‬من القانون المدني‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يصدر األذن للقاصر بممارسة التجارة من وليه أو من المحكم ة إذا امتن ع ال ولي‪ ،‬وال ولي ه و األب ثم وص ي األب ثم ج ده‬
‫الصحيح ثم وصي الجد ثم المحكمة أو الوصي الذي نصبته المحكمة‪ ،‬المادة ‪ 123‬مدني أردني‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يقترن إذن الولي بترخيص من المحكمة المختصة‪ ،‬و الحكمة من تأكيد المحكمة أن الصبي لديه درج ة من اإلدراك وال وعي‬
‫تمكنه من ممارسة التجارة‪.‬‬
‫‪ .4‬السماح للقاصر بممارسة التجارة بقدر محدد من أمواله فقط وليس جميع أمواله‪ .‬حرصا على مصلحته‪ .‬الم ادة ‪ 119‬م دني‪ .‬أم ا‬
‫قول المشرع أن اإلذن قد يكون مطلقا أو مقيدة فهو يقصد بذلك ممارسة جميع أنواع التجارة أو نوع واح د منه ا أي أن االطالق أو‬
‫التقييد يتعلق بنوع التجارة فقط‪ .‬فمثال ال يحق للقاصر أن يكون شريكا في شركة تضامن ألنه سوف يترتب على ذلك اکتسابه ص فة‬
‫التاجر بمجرد دخوله الشركة كما أنه مسؤوال مسؤولية شخصية تضامنية في جميع أمواله وهذا م ا لم ينص علي ه المش رع‪ ،‬وعلى‬
‫العكس من ذلك يحق للقاصر أن يكون شريكا في شركة التوصية أو شریکا في الشركة ذات المسؤولية المحدودة‪.‬‬
‫‪ . 5‬أال يكون من أصدر األذن الولي أو المحكمة قد تراجع عنه‪ .‬يجوز لولي األمر و بالتالي للمحكمة أن تقيد األذن الممنوح للقاصر‬
‫إذا استوجب األمر أن ينحصر نشاطه في تجارة معينة‪ ،‬وكذلك تستطيع المحكمة أن تقيد األذن الممنوح تحديد المبلغ الذي يتجر منه‬
‫بحيث ال يشمل إال جزء من ثروته‪ .‬ويعد القاصر المأذون له في االتجار في حكم األهلية فيما أذن له فيه‪.‬‬
‫ويمكننا أن نتصور حالتين يؤذن فيهما للصغير في ممارسة التجارة‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬إذا توفي والد الصغير وت رك ل ه محال تجاري ا ففي ه ذه الحال ة ق د ي رى ولي الص غير والمحكم ة أن ه من مص لحة‬
‫الصغير المميز االستمرار في تجارة أبيه وإعطاء إذن بذلك‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 44‬من ‪143‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬سبق ذكرها وهي السماح له بممارسة نشاطه التجاري بجزء من أمواله فق ط س واء أك ان ه ذا النش اط يش مل جمي ع‬
‫أنواع التجارة أم جزء منها فقط بقصد تدريبه وتمرنه على ممارسة النشاط التجاري‬
‫وعليه يكون للقاصر المأذون له باالتجار القيام باألعمال التجارية المأذون فيها‪ ،‬وإذا قام به ذه األعم ال على وج ه االح تراف فإن ه‬
‫يكتسب صفة التاجر‪ ،‬ويلتزم بجميع االلتزامات المفروضة على التجار كالقيد في السجل التج اري‪ ،‬ومس ك ال دفاتر التجاري ة‪ ،‬كم ا‬
‫يجوز شهر إفالسه إذا توقف عن دفع ديونه التجارية‪ .‬غير أن بعض الفقهاء يرى مراع اة القاص ر الص غير المم يز بالرأف ة وع دم‬
‫تطبيق آثار اإلفالس عليه لشدتها وقسوتها‪ ،‬وإنما يجب أن تشمل فقط األموال الداخلة في تجارته (‪)1‬‬
‫فإذا قيدت المحكمة اإلذن الصادر للقاصر بقيد معين وجب عليه احترام هذا القيد فال يجوز له االتجار خارج ح دود اإلذن الممن وح‬
‫هللا‪ ،‬فإذا خالف القاصر هنا اإلذن وقام ببعض التصرفات القانونية التي لم يؤذن له القيام بها فإن هذه التصرفات تق ع باطل ة بطالن ا‬
‫نسبيا لمصلحته‪.‬‬
‫وإذا رفض ولي األمر أو المحكمة السماح للقاصر باالتجار ومع ذلك مارس األعمال التجارية على س بيل االح تراف‪ ،‬فال يكتس ب‬
‫صفة التاجر وال يجوز شهر إفالسه‪ ،،‬وال يلتزم بمسك الدفاتر التجارية‪ ،‬وتقع تصرفاته باطلة بطالن ا نس بية لمص لحته‪ .‬فيك ون ل ه‬
‫وحده التمسك ببطالن هذه التصرفات في حين أن ذلك ال يكون جائزة بالنسبة لمن تعام ل مع ه ول و ك ان حس ن الني ة ألن المش رع‬
‫فضل حماية القاصر على حماية صاحب‬
‫إذا تمسك القاصر ببطالن تصرفاته التي وجب أن يرد للطرف اآلخر الفائدة التي ع ادت علي ه من ج راء تنفي ذ العق د كي ال ي ثري‬
‫على حساب اآلخرين‪ ،‬أما إذا لجأ القاصر إلى استعمال طرق احتيالي ه إلخف اء نقص أهليت ه فال يمنع ه ذل ك من طلب البطالن‪ ،‬لكن‬
‫يحق للمتعاقد معه مطالبته بالتعويض عن الضرر الذي لحقه من جراء ذلك‪.‬‬
‫أما بالنسبة لألموال العقارية فقد حظر المشروع على القاصر المأذون بالتجارة التصرف فيه ا إال باتب اع اإلج راءات المتعلق ة بي ع‬
‫أموال القاصر وعديمي األهلية‪ ،‬وذلك ضمانا من المشرع لحماية أموال القاصر‪ ،‬غير أن القانون سمح له أن يرتب التزاما أو رهنا‬
‫على العقارات التي يملكها‪.‬‬

‫‪ 3‬الشركة وصفة التاجر ص‪123‬‬


‫‪ 1.3‬الشركات التجارية بوجه عام ص‪123‬‬
‫سبق أن أوضحنا أن الشخص الطبيعي يكتسب صفة التاجر إذا أحترف األعمال التجارية لحسابه الخ اص‪ .‬أم ا الش ركات التجاري ة‬
‫فيجب الكتسابها صفة الت اجر أن يك ون موض وعها تجاري ا‪ ،‬وه ذا م ا نص ت علي ه الم ادة وب (التج ار هم الش ركات ال تي يك ون‬
‫موضوعها تجاريا)‪ .‬ولقد اختلف الفقه في معيار التفرقة بين الشركات المدنية والشركات التجارية غير أن المعيار الواضح للتفرق ة‬
‫بينهما هو معیار موضوعي‪ ،‬أي العبرة بطبيعة العمل الذي تزاوله الشركة‪ .‬فإذا كان العمل من طبيع ة مدني ة ع دت الش ركة مدني ة‬
‫وإذا كان العمل من طبيعة تجارية عدت الشركة تجارية‪ ،‬غير أن األمر يكون أكثر صعوبة إذا كانت الشركة تق وم بأعم ال مختلف ة‬
‫مدنية وتجارية‪ .‬فالمعيار هنا هو معيار النشاط الرئيس‪ ،‬فإذا كان النشاط الرئيس للشركة من طبيعة تجاري ة ع دت الش ركة تجاري ة‬
‫والعكس صحيح‪ .‬ولكن ما المعيار إذا كانت أغراض الشركة متساوية؟ يذهب الرأي الراجح في الفقه إلى عدها تجارية طالما يوجد‬
‫غرض تجاري لها‪.‬‬
‫غير أن طبيعة العمل كمعيار للتفرقة بين الشركات المدنية والشركات التجارية كان محل انتقاد من قبل غالبية الفقه اء ألنه ا ت ؤدي‬
‫إلى مفارقات غريبة عند التطبيق العملي‪ ،‬فالشركات التي تحترف عمليات االستغالل الزراعي على مساحات واس عة هي ش ركات‬
‫الطبيعي الذي يحترف شراء بعض الفاكهة التي تنتجها هذه الشركات ويحملها على كاهله لبيعها وي ربح قليال من الم ال يع د عمل ه‬
‫تجارية كما يعد هو تأجرة‪ ،‬كما أن الشركات التي تقوم باستخراج البترول من باطن األرض وتحقق ربحا وفيرة فهي ش ركة مدني ة‬
‫أما بائع الكاز صهريج يجره على حمار فيعد عمله تجاريا كما يعد هو تاجر‪.‬‬
‫إن المشرع األردني لم يأخذ إال بالمعيار الموض وعي‪ ،‬أي طبيع ة العم ل للتفرق ة بين الش ركات المدني ة والتجاري ة‪ .‬ولم يأخ ذ بم ا‬
‫توصل إليه الفقه والقوانين الحديثة كالقانون الفرنسي والجزائري بالمعيار الشكلي‪ .‬حيث عدت ه ذه الق وانين الش ركات ال تي تتخ ذ‬
‫شكل إحدى الشركات التجارية المنصوص عليها في القانون التجاري شركات تجارية تخضع ألحكام القانون التجارية حتى لو كان‬
‫موضوعها مدنية‪.‬‬
‫والشركات التي تمارس األعمال التجارية تسري عليها أحكام قانون الش‪šš‬ركات األردني رقم الس‪šš‬نة ‪ 1989‬وق‪šš‬د ح‪šš‬ددتها الم‪šš‬ادة ‪6‬‬
‫القانون المذكور باآلتي‪:‬‬
‫الصفحة ‪ 45‬من ‪143‬‬
‫‪ .1‬شركة التضامن‪.‬‬
‫‪ .2‬شركة التوصية البسيطة‪.‬‬
‫‪ .3‬الشركة ذات المسؤولية المحدودة‪.‬‬
‫‪ .4‬شركة التوصية باألسهم‪.‬‬
‫‪ .5‬الشركة المساهمة العامة‪.‬‬

‫‪ 2.3‬أثر شكل الشركة في صفتها ص‪124‬‬


‫إن السؤال المطروح هل الشكل الذي تتخذه الشركة يؤثر في طبيعتها؟ فمثال شركة مدنية اتخ ذت ش كل إح دى الش ركات التجاري ة‬
‫المنصوص عليها بالقانون التجاري األردني والتي سبق ذكرها‪ ،‬فهل تصبح هذه الشركة تجارية وبالتالي األحكام القانون التجاري؟‬
‫وفقا للقانون األردني الذي أخذ بمعيار موضوعي أي العبرة بطبيعة العمل الذي تمارسه الشركة ف إن ه ذه الش ركة تبقى مدني ة ألن‬
‫موضوعها مدني‪.‬‬
‫أما بعض التشريعات األخرى كالتشريع الفرنسي الصادر في ‪ 1966/7/24‬وكذلك التش ريع الجزائ ري‪ ،‬فق د أخ ذ بمعي ارين األول‬
‫موضوعي والثاني شكلي‪ .‬أي إذا اتخذت الشركة المدنية شكل إح دى الش ركات التجاري ة المنص وص عليه ا في الق انون التج اري‬
‫فإنها تعد تجارية وتخضع ألحكام القانون التجاري ومن حيث القيد في السجل التجاري ومسك الدفاتر التجارية وش هر اإلفالس إلى‬
‫غير ذلك من أحكام القانون التجاري‪.‬‬
‫غير أن القانون األردني استدرك األمر ونص في الم ادة ‪ 2/9‬على م ا ي أتي (أم ا الش ركات ال تي يك ون موض وعها م دنيا ولكنه ا‬
‫اتخذت صفة الشركات المساهمة المحدودة والعادية فتخضع لجميع التزامات التج ار المعين ة في الفص لين الث اني والث الث من ه ذا‬
‫الباب)‪.‬‬
‫يستفاد من هذا النص الشركات التي يكون موضوعها مدنية ولكنها اتخذت شكل اح دى الش ركات التجاري ة المنص وص عليه ا في‬
‫القانون األردني ال تعد شركات تجارية‪ ،‬وإنما تبقى شركات مدني ة‪ .‬إال أن المش رع أخض عها لبعض التزام ات التج ار وهي مس ك‬
‫الدفاتر التجارية والقيد في السجل التجاري األردني‪.‬‬

‫‪ 3.3‬أثر صفة الشركة في الشركاء ص‪125‬‬


‫إن طبيعة الشركة ال تؤثر عادة في صفة الشركاء‪ .‬ألن شخصية الشركة االعتبارية تختلف عن شخصية الش ركاء وتباش ر أعماله ا‬
‫كشخص معنوي مستقل عن أشخاص الشركاء‬
‫فقد يكون موضوع الشركة وشكلها تجاريين ومع ذلك ال يؤثر في صفة الشريك فيها فتعد الشركة تجارية وتخضع ألحك ام الق انون‬
‫التجاري بينما يعد الشركاء غير تجار‪ .‬هذه هي القاعدة العامة غير أن هناك بعض االستثناءات‪.‬‬
‫فشركات األشخاص كشركة التضامن فإن صفتها التجارية تؤثر في صفة الشركاء حيث يكتسبون صفة التاجر بمج رد دخ ولهم في‬
‫هذه الشركة ألنهم مسؤولون مسؤولية شخصية تضامنية مطلقة سواء في حصصهم في الشركة وفي جمي ع أم والهم‪ .‬وبالت الي ف إذا‬
‫أفلست الشركة فإن هذا يؤدي إلى إفالسهم بوصفهم تجارة‪.‬‬
‫وكذلك الشركاء المتضامنون في شركة التوصية البسيطة أم في شركة التوصية بأسهم‪ ،‬ف إن ش كل الش ركة ي وثر فيهم‪ ،‬ف إذا ك انت‬
‫الشركة تجارية فإنهم يعدون تجارة ويجوز شهر إفالسهم ألنهم مسؤولون مسؤولية شخصية تضامنية مطلقة‪.‬‬
‫أم ا الش ركاء الموص ون س واء في ش ركة التوص ية البس يطة أو في ش ركة التوص ية باألس هم وك ذلك الش ركاء في الش ركة ذات‬
‫المسؤولية المحدودة وفي شركة المساهمة العامة ال يعدون تجارة حتى لو كانت الشركة تاجرة‪ .‬ألن ذمتهم المالية مستقلة عن الذمة‬
‫المائية في الشركة‪ ،‬وألنهم مسؤولون مسؤولية محدودة في حدود حصصهم وأسهمهم التي قدموها للشركة‪ .‬غير أن الشريك يص بح‬
‫مسؤوال كالشريك المتض امن إذا ت دخل في أعم ال اإلدارة‪ .‬وتك ون ل ه ص فة الت اجر إذا حص ل تدخل ه بش كل مس تمر وعلى وج ه‬
‫االحتراف (‪)1‬‬
‫في‬
‫‪ .4‬الدولة وصفة التاجر ص‪126‬‬
‫لقد تطورت وظيفة الدولة‪ ،‬فبعدما كانت تعرف بالدولة الحارسة التي تهدف إلى المحافظ ة على األمن فق ط أص بحت تع رف الي وم‬
‫بدولة التنمية فلقد دخلت الميدان االقتصادي من أوسع أبوابه‪ ،‬فأصبحت تمارس النشاط التجاري هي وأشخاص الق انون الع ام‪ ،‬إم ا‬
‫الصفحة ‪ 46‬من ‪143‬‬
‫من أجل تحقيق الربح الذي يعود بفائدة على جميع فئات المجتمع‪ .‬وإما ألن األفراد الطبيعيين وكذلك القطاع الخ اص يحجم ون عن‬
‫استثمار أموالهم في مثل هذه المشاريع ألنهم يبحثون عن الربح السريع‪ .‬وكذلك من أجل منع سيطرة القطاع الخاص على االقتصاد‬
‫الوطني‪.‬‬
‫فاألردن كغيرها من دول العالم تدخلت في الميدان االقتصادي وخاصة الصناعي والتجاري وأص بحت تس يطر على ج زء مهم من‬
‫اقتصاد الدولة‪ ،‬وذلك عن طريق إنشاء المشاريع االقتصادية الفخمة ومثال ذلك صناعة التب غ وس يطرتها على جمي ع وس ائل النق ل‬
‫العام تقريبا سواء ذلك النقل الجوي أم البحري أم البري‪ .‬وهنا يثور السؤال فهل تعد األعمال التي تقوم بها الدولة وأشخاص القانون‬
‫العام أعماال تجارية؟ وإن كان األمر كذلك فهل تكتسب الدولة وأشخاص القانون العام صفة التاجر؟‬
‫اختلفت آراء الفقهاء في هذا الصدد فبينما ذهب بعضهم إلى أن الدول ة وأش خاص الق انون الع ام ال يمكن أن نع دها ت اجرة ألنه ا لم‬
‫تهدف إلى تحقيق الربح بل تهدف إلى تحقيق منفعة عامة‪ .‬إال أن هذا الرأي لم يعد قائما في الوقت الحاض ر بع دما أص بحت الدول ة‬
‫تقوم بنشاطها التجاري بوساطة مؤسسات عامة تتمتع بالشخصية المعنوية المستقلة والتي ته دف إلى تحقي ق ال ربح ش أنها في ذل ك‬
‫شأن المؤسسات الخاصة (‪ .)1‬ومثال هذه المؤسسات في األردن المؤسسة االستهالكية العسكرية‪ ،‬والمؤسسة االستهالكية المدني ة‪،‬‬
‫ومؤسسة الطيران‪ ،‬ومؤسسة النقل العام البري إلى غير ذلك من المؤسسات التي تتمتع بالشخصية المعنوية المس تقلة عن شخص ية‬
‫الدولة‪.‬‬
‫فإذا ما سلمنا جدال أن األعمال التي تقوم بها الدولة وأشخاص القانون العام هي أعمال تجارية‪ ،‬فه ل تخض ع ه ذه األعم ال ألحك ام‬
‫القانون التجاري؟ وهل ينتج من ممارستها على وجه االحتراف اكتساب صفة التاجر؟‬
‫إن اإلجابة عن السؤال األول باإليجاب أي أن األعمال التجارية التي تقوم بها الدولة مباشرة أو بوس اطة مؤسس ات له ا الشخص ية‬
‫المعنوية تخضع ألحكام الق انون التج اري‪ .‬وه ذا م ا نص ت علي ه ص راحة الم ادة ‪ 13‬من ق انون التج ارة األردني (ال تع د الدول ة‬
‫ودوائرها وال البلديات واللجان والنوادي والجمعيات ذات الشخص ية االعتباري ة من التج ار‪ ،‬وإن ق امت بمع امالت تجاري ة إال أن‬
‫معامالتها المذكورة تكون خاضعة ألحكام قانون التجارة)‪.‬‬
‫ووفقا لهذه المادة ال ينتج من ممارسة هذه األعمال اكتساب الدولة وال مؤسساتها العامة لصفة التاجر‪.‬‬
‫أما إذا قامت الدولة بمنح امتياز لشركة أو فرد من أجل استثمار مشروع تجاري معين لم دة من ال زمن ف إن ه ذه الش ركة أو الف رد‬
‫يمارس عمله التجاري على وجه االستقالل دون خضوع للدول‪ .‬فطالما أن العمل التي تقوم به ه ذه الش ركة يع د عمال تجاري ا ف إن‬
‫الشركة صاحبة االمتياز تكتسب صفة التاجر أيضا‪ ،‬وكذلك األمر بالنسبة لشركات االقتصاد المختلطة (‪, Societedeconomie‬‬
‫‪ ) Mixte‬وهي أن تقوم الدولة أو إحدى مؤسساتها العامة في المشاركة بإدارة و إرباح هذا المشروع التجاري‪ .‬فطالم ا أن األعم ال‬
‫التي يقوم بهذا المشروع المشترك تجارية فإنها تكتسب صفة التاجر أيضا‪.‬‬
‫أما إذا قامت الدولة بتأميم مشروعات ص ناعية أو تجاري ة أي نق ل ملكيته ا من القط اع الخ اص إلى القط اع الع ام فه ل تبقى له ذه‬
‫المشروعات الصفة التجارية؟‬
‫علينا أن نميز في هذا الصدد بين أمرين األول إذا مارست الدول ة بنفس ها ه ذا المش روع الم ؤمم بأش رافها علي ه مباش رة‪ ،‬فإنه ا ال‬
‫تكتسب صفة التاجر على الرغم من األعمال أن التي تقوم بها تجارية‪ .‬أما األمر الثاني وهو إذا احتفظت الدولة‪ ،‬بالمشروع الم ؤمم‬
‫كما هو أي أبقت على شخصيته المعنوية المستقلة عن الدولة فإن ه ذا المش روع يبقى محتفظ ا بص فته التجاري ة ك أن تق وم الدول ة‬
‫بتأميم شركة مساهمة عامة لصناعة الحديد مثال‬
‫تدريب (‪)1‬‬
‫من الذي يكتسب صفة التاجر الشخص الظاهر أم المستتر؟ هناك آراء عدة وضحها؟‬
‫الذي يكتسب صفة التاجر الشخص الظاهر أم المستتر؟ هناك آراء فقهية عدة‪:‬‬
‫‪ -1‬الرأي األول يرى أن الشخص المستتر هو الذي يكتسب صفة التاجر النشاط التجاري يتم لحسابه ويسأل عن العقود التي يبرمها‬
‫الشخص مع اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -2‬الرأي الثاني‪ :‬يرى أن الشخص الظاهر هو الذي يعد تاجرة وذلك حماية للثقة المشروعة التي تتولد لدى اآلخ رين من ظه وره‬
‫بمظهر التاجر‪.‬‬
‫‪ -3‬الرأي الثالث يرى أن كال الشخصين الظاهر والمستتر يعد‪ ،‬تاجرة ويجوز شهر إفالسهما‪ ،‬ويس أالن على وج ه التض امن فيم ا‬
‫بينهما تجاه اآلخرين‪ .‬الظاهر‬
‫تدريب (‪)2‬‬
‫الصفحة ‪ 47‬من ‪143‬‬
‫ما الشروط التي يجب توافرها للسماح للقاصر بممارسة التجارة؟‬
‫يستفاد من نصوص القانون أن هناك عدة شروط‪.‬‬
‫‪ -1‬أن يكون القاصر قد أكمل سن الخامسة عشر لكي يؤذن له بممارسة التجارة على أال يكون مجنونا أو معتوها‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يصدر اإلذن للقاصر بممارسة التجارة من وليه أو من المحكمة إذا امتنع الولي‬
‫‪ -3‬أن يقترن إذن الولي بترخيص من المحكمة من أجل تأكيد‪ ،‬المحكمة أن الصبي على درجة من اإلدراك ‪,‬‬
‫‪ -4‬السماح للقاصر بممارسة التجارة بقدر ما‪.‬د من أمواله فقط وليس جميع أمواله حرصا على مصلحته‪..‬‬
‫‪ -5‬اال يكون من أصدر اإلذن (الولي أو المحكمة) قد تراجع علمه‪.‬‬

‫‪ .5‬الخالصة ص‪128‬‬
‫الحظت عزيزي الطالب من دراس تك له ذه الوح دة ش روط اكتس اب ص فة الت اجر أن الفك رة األساس ية له ذه الوح دة هي معرف ة‬
‫الشروط التي يجب توافرها الكتساب الشخص الطبيعي ص فة الت اجر‪ ،‬وأول ه ذه الش روط وأهمه ا ه و ش رط قي ام الت ا بممارس ة‬
‫األعمال التجارية‪ .‬وبينا ما هي المقصود باألعمال التجارية‪ ،‬وقلنا إنها األعمال التجارية ماهيتها الذاتية وفقا لما نص علي ه الق انون‬
‫التجاري األردني‪ ،‬أما األعمال التجارية بالتبعية أو المختلطة فهي ليست أنواع جديدة من األعمال التجارية‪ ،‬كما يجب ممارسة هذه‬
‫األعمال التجارية على وجه االحتراف أي بشكل مستمر ومنتظم‪ ،‬ويتخذها صاحبها حرفة أساسية له‪ ،‬أي وسيلة للعيش‪ ،‬و يمارسها‬
‫على وجه االستقالل أي لحسابه الخاص‪ ،‬كما يجب أن تكون هذه األعمال مش روعة أي غ ير مخالف ة للنظ ام الع ام اآلداب العام ة‪.‬‬
‫وهناك شرط آخر يجب توافره في الشخص الطبيعي وهو شرط األهلية‪ .‬وبينا أن الشخص الطبيعي الذي يحترف ممارسة األعم ال‬
‫التجارية يجب أن يكون كامل األهلية وفقا ألحكام القانون المدني األردني وهي بل وغ س ن الرش د‪ ،‬وهي ثماني ة عش ر عام ا ک امال‬
‫دون أن يعترضه عارض من عوارض األهلية‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق باكتساب الشركات التجارية لصفة التاجر‪ ،‬فبينا أن هناك معیارا موضوعيا وه و ممارس ة األعم ال التجاري ة وآخ ر‬
‫شكليا وهو اتخاذ الشركات شكل إحدى الشركات التجارية التي نص عليها القانون‪ .‬علما بأن المشرع األردني لم يأخ ذ إال بالمعي ار‬
‫الموضوعي فقط‪ .‬أما الدولة فلو مارست التجارة فإنها ال تكتسب صفة التاجر بالرغم من خضوع أعمالها التجارية ألحك ام الق انون‬
‫التجاري‪ .‬أما المؤسسات العامة التابعة للدولة اولها شخصيتها المعنوية المستقلة فهي تكتسب صفة التاجر وتخضع ألحك ام الق انون‬
‫التجاري‪.‬‬
‫‪ .8‬مسرد المصطلحات ص‪130‬‬
‫‪ -‬التجار (‪.)Les Commercants‬‬
‫هم األشخاص الذين يشتغلون في التجارة ويتخذونها حرفة معتادة لهم‪.‬‬
‫‪ -‬االحتراف | (‪)La Rvofession Connierciale‬‬
‫توجيه النشاط بشكل رئيس و معتاد إلى القيام بعمل معين بقصد الربح‬
‫‪ -‬األهلية التجارية (‪)La Capillte Corninierciale‬‬
‫صالحية الشخص المباشرة التصرفات القانونية‪ ،‬أي األعمال الصادرة عن إرادة صحيحه والتي تنتج األثار المقررة في القانون‪.‬‬
‫‪ -‬الشركات التجارية (‪)Societes Commerciale‬‬
‫هي الشركات التي يكون موضوعها تجاريا في عقد يتفق بمقتضاه شخصان أو أكثر على أن يقدم كل منهما حص ة نقدي ة أو عيني ة‬
‫أو بالعمل قصد استثمار مشروع اقتصادي واقتسام ما ينتج من ذلك من ربح أو خسارة‪.‬‬
‫‪ -‬الشركات المدنية‪)Societes Civiles( ،‬‬
‫هي الشركات التي يكون موضوعها مدنيا كاألعمال الزراعية‬
‫‪ -‬شركات االقتصاد المختلطة (‪)Societors Deconomie Mixte‬‬
‫الشركات التي تكون مملوكة للدولة (القطاع العام) و مملوكة لألفراد (القطاع الخاص) ويكون موض وعها من طبيع ة تجاري ة فهي‬
‫تكتسب صفة التاجر‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 48‬من ‪143‬‬


‫الوحدة الرابعة‪ :‬ص‪ 139‬اثار اكتساب صفة التاجر‬

‫‪ .2‬االلتزام بمسلك الدفاتر التجارية ص‪139‬‬


‫‪ 1.2‬تعريف الدفاتر التجارية وأهميتها ص‪139‬‬
‫هي مسجالت يفيد فيها التاجر عملياته التجارية‪ ،‬صادراته و وارداته‪ ،‬وحقوقه والتزاماته‪ ،‬وتقوم هذه الدفاتر ب دور مهم س واء على‬
‫الصعيد االقتصادي أم القانوني سواء بالنسبة للتاجر أو األخرين ويمكن إيجاز أهمية الدفاتر التجارية بما يأتي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تمثل الدفاتر التجارية المرأة الصادقة التي تعكس بوضوح سير أعمال الت اجر وم دى نج اح مش روعاته التجاري ة‪ ،‬فت بين لن ا‬
‫مركزه المائي‪ ،‬حقوقه والتزاماته المترتبة عليه أوله‪ ،‬ومدى م ا حقق ه من ربح أو م ا لحق ه من خس ارة من أج ل معالج ة أوض اعه‬
‫بالطرق المناسبة أو السليمة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ان الدفاتر متى كانت منتظمة ودقيقة ومرتبة ترتيبة سليمة فهي تصلح كوسيلة إثبات س واء في المنازع ات ال تي تحص ل بين‬
‫التجار أنفسهم أو بينهم وبين المتعاملين معهم من غير التجار‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬يترتب على الدفاتر التجارية المنتظمة أهمية بالغة بالنسبة لتحصيل الضريبة المفروضة على األرباح التجاري ة والص ناعية‪،‬‬
‫فهي تحدد وفقا لبيانات هذه الدفاتر المنتظمة‪ ،‬إال تحدد تحديد جزافية يكون مبالغا فيه وضد مصلحته أي مصلحة التاجر‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬إن للدفاتر التجارية أيضا أهمية بالغة بالنسبة إلفالس التاجر‪ ،‬فإذا أفلس التاجر وكان حسن الني ة ودف اتره التجاري ة منتظم ة‬
‫أعد مفلسا إفالس بسيطة أي عادية ويمكنه االستفادة من الصلح الواقي من اإلفالس الذي قرره القانون‪ ،‬أم ا إذا ك انت دف اتره غ ير‬
‫منتظمة فيعد مفلسا بالتقصير أو التدليس وقد فرض عليه المشرع عقوبات جزائية‪.‬‬
‫‪ 2.2‬األشخاص الملتزمون بمسك الدفاتر التجارية ص‪139‬‬
‫يستفاد من نص المادة ‪ 16‬من قانون التجارة األردني أن االلتزام بمسك الدفاتر التجارية واجب على ك ل من اكتس ب ص فة الت اجر‬
‫سواء أكان شخصا طبيعيا أم معنويا كالشركات التجاري ة‪ ،‬أم ا الش خص الم دني فال يل زم بمس ك ال دفاتر التجاري ة‪ .‬أم ا الش ركات‬
‫المدنية التي اتخذت شكل إحدى الشركات التجارية المنصوص عليها في القانون التجاري فال تكتسب صفة التاجر غير أن المشرع‬
‫ألزمها بمسك الدفاتر التجارية المادة ‪ 29‬من قانون التجارة األردني‪ ،‬وهذا االلتزام يقع على عاتق الت اجر ح تى ل و ك ان أمي ا‪ ،‬ألن‬
‫القانون ال يفرض عليه مسك الدفاتر التجارية وتنظيمها بنفسه بل يستطيع االستهانة في ذلك بشخص آخر كأحد الكتاب أو المحامين‬
‫أو ذوي االختصاص كالمحاسبين‪.‬‬
‫لقد ثار خالف في الفقه حول الش ريك المتض امن في ش ركة التض امن‪ ،‬فه ل يل زم يمس ك ال دفاتر التجاري ة؟ ألن دف اتره التجاري ة‬
‫ستكون تكرار الدفاتر الشركة‪ .‬وألن الشريان المتضامن يقوم بالتجارة عن طريق شخص الشركة المعنوي‪ ،‬خاصة وأن ما يحص ل‬
‫عليه الشريك من ربح يقيد في دفاتر الشركة‪ ،‬أما إذا كان الشريك المتضامن يمارس تجارة مستقلة إلى جانب كون ه ش ريكا‪ ،‬فيل تزم‬
‫بمسك الدفاتر التجارية‪ .‬بينما ذهب رأي آخر إلى إلزام الشريك المتضامن بمسك الدفاتر التجارية المستقلة عن دفاتر الشركة ليدون‬
‫فيها أرباحه ومصاريفه الشخصية ولذلك أهمية خاصة سواء أفلست الشركة أم أفلس هو شخصيا‪.‬‬
‫أما صغار التجار الذين يتعاطون تجارة صغيرة أو حرف ة بس يطة‪ ،‬كالباع ة المتج ولين أو ال ذين يقوم ون بنقلي ات ص غيرة ب رة أو‬
‫بحرة‪ .‬ال يلزمون بمسك الدفاتر التجارية وال يشهر إفالسهم ألنهم يعتمدون في عملهم هذا على جهادهم البدني من أجل كسب الربح‬
‫القليل لتأمين حياتهم المعيشية وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 10‬من قانون التجارة األردني‬
‫‪ 3.2‬أنواع الدفاتر التجارية ص‪140‬‬
‫ألزم المشرع التجاري األردني التاجر يمسك دفاتر تجاري ة يطل ق عليه ا ال دفاتر اإلجباري ة‪ ،‬وت رك ل ه الحري ة بمس ك غيره ا من‬
‫الدفاتر وفقا لما تقتضيه حاجات تجارته وتسمى الدفاتر االختيارية‪.‬‬
‫الدفاتر اإلجبارية‬
‫يستفاد من نص المادة (‪ /16‬أ‪ .‬ب‪ .‬ج) من قانون التجارة األردني أنها ألزمت التاجر بمسك ثالثة دف اتر إجباري ة هي دف تر اليومي ة‬
‫ودفتر صور الرسائل ودفتر الجرد‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 49‬من ‪143‬‬
‫أوال دفتر اليومية‬
‫هو الذي يسجل فيه التاجر عمليات مشروعه التجاري يوميا ساعة وقوعها‪ ،‬وتتعلق بتجارته‪ ،‬من بيع أو شراء أو اق تراض أو دف ع‬
‫أو قبض األوراق تجارية أو نقدية أو استالم بضائع إلى غير ذلك من العمليات المتعلقة بتجارته‪.‬‬

‫كما أن المشرع األردني ال يلزم التاجر بقيد مصاريفه ومصاريف أسرته الشخصية يوميا ألن في ذلك مساس بحياته الشخصية عند‬
‫اطالع اآلخرين عليها‪ ،‬بل مكنه المشرع بأن يسجل جميع هذه النفقات شهريا‪.‬‬
‫من الناحي ة العملي ة ال يكفي دف تر واح د لقي د العملي ات التجاري ة على اختالف أنواعه ا من مش تريات أو مبيع ات أو مص روفات‬
‫استهالكية إلى غير ذلك‪ .‬وبالتالي ال مانع من أن يمسك الت اجر أك ثر من دف تر يومي ة مس اعد‪ .‬فيخص ص دف تر يومي ة للمش تريات‬
‫وآخر للمبيعات وثالث للمصروفات‪ ،‬وال ضرورة إلعادة قيد تفاصيل العمليات ال واردة به ا في دف تر اليومي ة األص لي أو ال رئيس‬
‫وإنما يكفي أن ترحل إلى هذا الدفتر األخير شهرية االحتفاظ بالدفاتر المساعدة للرجوع إليها كلما لزم األمر كما يجب أن تكون هذه‬
‫الدفاتر منتظمة‪.‬‬
‫ثانيا دفتر صور الرسائل‬
‫ألزم المشرع األردني أن يشتمل هذا الدفتر على ص ور الرس ائل وأن تنس خ في ه الرس ائل والبرقي ات ال تي يرس لها كم ا يحف ظ ب ه‬
‫ويرتب الرسائل أو البرقيات التي يتلقاها‪ ،‬وليس هناك ضرورة إلعادة إستنساخ ص ور الرس ائل أو المس تندات كم ا ورد في النص‬
‫وإنم ا يكفي االحتف اظ بنس خ منه ا على أن يخص ص مل ف له ذه النس خ والمس تندات وتكمن أهمي ة ه ذه ال دفاتر في اثب ات العق ود‬
‫والمعامالت التجارية عن طريق مقارنتها ب دفاتر الت اجر األخ رى‪ .‬كم ا أنه ا تمكنن ا من كش ف الفوات ير المزدوج ة ال تي تس تعمل‬
‫للتهرب من الرسوم الجمركية (‪.)2‬‬
‫ثالثا دفتر الجرد والميزانية‬
‫يستفاد من نص المادة ‪ 16‬من قانون التجارة األردني أن المشرع ألزم التاجر يمسك دفتر للجرد والميزانية يقيد فيه عناصر أص ول‬
‫مشروعه التجاري وهي ما للتاجر من أصول ثابتة ومنقولة وحقوق لدى اآلخرين‪.‬‬
‫فالتاجر في نهاية كل سنة مالية يحددها كما يريد أن يقوم بحصر البضائع الموج ودة لدي ه وإثب ات تفاص يلها في دف تر الج رد‪ ،‬ف إذا‬
‫ك انت ه ذه التفاص يل مدون ة في دف اتر أو ق وائم مس تقلة فالت اجر يكتفي بإثب ات بیان إجم الي عن ه ذه البض ائع في دف تر الج رد‬
‫والميزانية‪ ،‬كما يجب أن يدون في دفتر الميزاني ة الس نوية لمش روعه التج اري‪ .‬وهي تع د ال دليل الق اطع والواض ح على المرك ز‬
‫المالي اإليجابي أو السلبي للتاجر‪ ،‬والميزاني ة تتك ون من ج انبين األص ول والخص وم‪ .‬ففي الج انب األول يوج د األص ول الثابت ة‬
‫والمنقولة والديون التي على اآلخرين للتاجر‪ ،‬أما الخص وم فهي تمث ل المش روع التج اري أي ال ديون ال تي على الت اجر لآلخ رين‬
‫وكذلك رأس مال المشروع بوصفه دينا على المشروع‪ ،‬وكذلك بيان حساب األرباح والخسائر‪ ،‬وإذا خال دفتر الج رد من العناص ر‬
‫التفصيلية السابقة يجب أن تنظم الوثائق المتعلقة به وتحفظ لمدة عشر سنوات ويساعد دفتر الجرد في الوق وف على مرك ز الت اجر‬
‫المالي كما يتيح للدائنين في حالة اإلفالس معرفة ما لمدينهم من حقوق وما عليه من التزامات‪.‬‬
‫الدفاتر االختيارية‬
‫نظرا ألهمية األعمال التجارية التي يقوم بها الت اجر ونظ را لكثرته ا وتنوعه ا‪ ،‬فق د الت اجر إلى مس ك دف اتر تجاري ة أخ رى غ ير‬
‫اإلجبارية ألنها تساعده على حسن سير أعماله التجارية وتنظيمها وهي كثيرة أهمها‪:‬‬
‫أوال دفتر األستاذ‬
‫وهو الذي تنقل إليه القيود التي سبق تدوينها في دفتر اليومية وترتب منه حسب نوعها أو حسب أس ماء العمالء‪ ،‬بحيث يك ون لك ل‬
‫عميل أو لكل نوع منها حساب‪ ،‬حساب للبضائع‪ ،‬وآخر لألوراق التجارية‪ ،‬وآخر للقروض‪..‬‬
‫ثانيا‪ ،‬دفتر الصندوق‬
‫هو الذي تدون فيه جميع المبالغ النقدية التي تدخل في الصندوق أو تخرج منه وبين رصيده في آخ ر ك ل ي وم مم ا يس هل الوق وف‬
‫على موجودات الصندوق النقدية‪.‬‬
‫ثالثا دفتر المسودة‬
‫تقيد فيه العمليات التجارية فور وقوعها فهو بمثابة مذكرات‪ ،‬ثم تنقل بانتظام في نهاية اليوم إلى دفتر اليومية‪.‬‬
‫رابعا دفتر المخزن‪ ،‬تدون فيه البضائع التي تدخل الى المخزن آو تخرج منه‬
‫خامسا دفتر األوراق التجارية‬

‫الصفحة ‪ 50‬من ‪143‬‬


‫تعد فيه جميع األوراق التجارية التي يسحبها التاجر أو التي تم سحبها لصالحه وتقيد فيه تواريخ إنشائها وت واريخ اس تحقاقها س واء‬
‫في ذلك األوراق التجارية التي على التاجر دفع قيمتها إلى اآلخرين أو تلك التي يجب تحصيلها مهم‬
‫‪ 4.2‬تنظيم الدفاتر التجارية ص‪143‬‬
‫إن تنظيم الدفاتر التجارية يكتسب أهمية خاصة في مجال اإلثبات‪ ،‬لذلك أوجب المشرع خضوعها لتنظيم خاص الم ‪ »18 ،17‬من‬
‫قانون التجارة األردني وذلك لضمان صحة ما يرد فيها من معلومات أو بيانات‪ ،‬لذلك أل زم الق انون قي د العملي ات التجاري ة حس ب‬
‫تواريخ وقوعها وأن تكون الدفاتر اإلجبارية خالية من أي فراغ أو كتابة في اله امش أو تحش ير بين الس طور‪ ،‬والغ رض من ذل ك‬
‫سالمة البيانات الواردة بها وعدم تغير البيان ات األص لية أو كتاب ة أي إض افة في الف راغ الم تروك وإذا وق ع خط أ في أح د القي ود‬
‫فيصحح عن طريق إجراء القيد العكسي‪.‬‬
‫كما أوجب القانون أن ترقم صفحات هذه الدفاتر ويوقع عليها من قبل مراقب السجل في األردن ومن قبل المحكم ة المختص ة ال تي‬
‫يقع في دائرتها نشاط التاجر في دول أخرى‪ ،‬والغرض من ذلك حفظ الدفاتر التجارية وبقاؤه ا على حاله ا دون ن زع ص فحاتها أو‬
‫إضافة أو استبدال بعضها أو إعدامه بكامله أو استبداله بغيره‪ ،‬إن هذه اإلجراءات الشكلية إلزامية في الدفاتر اإلجباري ة‪ .‬أم ا األخ ذ‬
‫بها في الدفاتر االختيارية فيجعل لها حجة في اإلثبات أكثر‪.‬‬
‫مدة االحتفاظ بالدفاتر التجارية‬
‫يتضح من نص المادة ‪ 19‬من قانون التجارة األردني أنه يجب على التاجر االحتفاظ بدفاتره التجارية لمدة عشر سنوات من ت اريخ‬
‫إقفالها‪ ،‬وله الحق في إعدامها بعد انقضاء هذه المدة حيث ال يلتزم بتقديمها أمام القضاء بعد انقضاء ه ذه الف ترة لوج ود قرين ة على‬
‫إعدامها‪ ،‬غير أنه يمكن إثبات عكسها وبالتالي يلزم بتقديمها وال تعد مدة االحتفاظ بالدفاتر التجارية مدة تقادم وال ينتج من انقضائها‬
‫تقادم الحقوق أو الديون الثابتة بها‪.‬‬
‫لم ينص المشرع على المدة التي يلتزم بها التاجر االحتفاظ بالدفاتر التجارية االختيارية والرأي الرجح أن يلتزم باالحتفاظ به ا م دة‬
‫طويلة هي المدة الالزمة لتقادم الحقوق الثابتة بها أي لمدة خمس عشرة سنة‪.‬‬
‫الجزاء المترتب على عدم مسك الدفاتر التجارية أو عدم انتظامها‬
‫لم ينص المشرع األردني على جزاءات ترتب على التاجر نتيجة عدم مسكه لل دفاتر التجاري ة اإلجباري ة أو ع دم انتظامه ا‪ ،‬إال أن‬
‫بعض القوانين رتبت جزاءات مدنية وأخرى جزائية‪.‬‬
‫الجزاءات المدنية‪:‬‬
‫‪ - 1‬إذا لم يلتزم التاجر يمسك دفاتر تجارية منتظمة فال يستطيع االستناد إلى قيودها كدليل إثب ات لمص لحته ض د ت اجر آخ ر بش أن‬
‫أعمال تجارية بينهما‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أنه ليس لهذا الجزاء إال قيمة ضئيلة‪ ،‬ألن اإلثبات في المسائل التجارية حر من كل قيد‪ ،‬بحيث تستطيع المحكم ة أن‬
‫تأخذ بالدفاتر التجارية غير المنتظمة‪ ،‬ال لتستخلص منها أدلة كاملة وإنم ا مج رد ق رائن‪ ،‬كم ا تس تطيع المحكم ة أن ت رفض األخ ذ‬
‫بالدفاتر التجارية ولو كانت موجودة(‪.)1‬‬
‫الجزاءات الجنائية‬
‫لم ينص القانون التجاري األردني على جزاءات جنائية تفرض على التاجر في حال ة ع دم مس كه دف اتر تجاري ة أو في حال ة ع دم‬
‫انتظامها‪ .‬وكذلك لم ينص على اإلفالس بالتقصير أو بالتدليس غير أنه أحال الموض وع إلى ق انون العقوب ات‪ .‬فنص ت الم ادة ‪456‬‬
‫من قانون التجارة األردني على ما يأتي تنظر المحاكم الجزائية في جرائم اإلفالس التقص يري أو االحتي الي بن اء على طلب وكالء‬
‫التفليسة أو أي شخص من الدائنين أو النيابة العامة وتطبق في هذا الشأن أحكام قانون العقوبات»‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى المادة ‪ »438‬من قانون العقوبات األردني نجدها قد نصت على عقوبة اإلفالس بالتقصير والتدليس إال أنه ا لم ت بين‬
‫الحاالت التي يعد فيها التاجر مفلسة مقصرة أو مفلسا محتا‪.‬‬
‫غير أن قانون التجارة األردني نص في المادة ‪ 1/291‬على أن يقدم التاجر طلبا إلى المحكمة يطلب فيه دع وة دائني ه لكي يع رض‬
‫عليهم صلحا واقيا من اإلفالس على أن يقدم تأييدا لطلبه هذا دفاتره التجارية المنتظمة وفقا لألصول من ذ ثالث س نوات على األق ل‬
‫أو من بدء مدة احترافه التجارة إذا ك انت تق ل عن ثالث س نوات‪ .‬ومفه وم المخالف ة أن الت اجر ال ذي لم يق دم إلى المحكم ة دف اتره‬
‫التجارية اإلجبارية والمنتظمة‪ ،‬ف إن المحكم ة ال تنظ ر في طلب ه العق د الص لح ال واقي من اإلفالس وعلى ش رط أن تك ون ال دفاتر‬
‫منتظمة‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 51‬من ‪143‬‬


‫‪ 5.2‬حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات ص‪145‬‬
‫جعل القانون الدفاتر التجارية حجية في اإلثبات ضد التاجر في جميع األح وال أو لمص لحته عن د ت وافر ش روط معين ة‪ ،‬وفي ذل ك‬
‫خروج على القواعد العامة التي ال تلزم الشخص بتقديم دليل ضد نفسه‪ ،‬كما ال تجيز للشخص أن يصطنع دليال لنفسه ضد اآلخرين‬
‫لذلك سوف نعالج حجية الدفاتر التجارية في القروض األتية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬حجية الدفاتر التجارية ضد التاجر نصت المادة ‪ 16‬من قانون البينات األردني على ما يأتي الدفاتر التجارية اإلجباري ة‬
‫تكون حجة على صاحبها سواء أكانت منظمة تنظيما قانونيا أم لم تكن‪ ،‬ولكن ال يجوز لمن يريد أن يس تخلص منه ا دليال لنفس ه أن‬
‫يجزء ما ورد فيها ويستبعد ما كان مناقضا لدعواها‪.‬‬
‫يستفاد من هذا النص أن الدفاتر التجارية هي حجة على التاجر الصادرة عنه أيا كان الخصم الذي يتمسك بها سواء أك ان ت اجرا أم‬
‫غير تاجر‪ ،‬وسواء أكان الدين المراد إثباته بوساطتها دينا تجاريا أم م دنيا‪ ،‬وال يش ترط أن تك ون ال دفاتر منتظم ة‪ ،‬إذ ال يج وز أن‬
‫يستند التاجر إلى خطته أو إهماله لكي يعفي نفسه من نتائج أعماله‪.‬‬
‫وتستند حجية الدفاتر التجارية إلى كون البيانات الواردة فيها تعد بمثابة إق رار ص ادر عن ه شخص يا وه ذا اإلق رار ال يتج زء‪ ،‬ألن‬
‫خصم التاجر الذي يدلي ببيانات مأخوذة من دفاتر التاجر‪ ،‬إما أن يأخذ بجميع ما ورد فيها من بيانات أو يرفضها كلية‪ ،‬فال يس تطيع‬
‫تجزئتها ليأخذ منها ما يفيده ويطرح ما يرفضه شرط أن تكون تلك البيانات متالزمة ومتعلقة بذات الموضوع‪ .‬ومثال ذل ك إذا ك ان‬
‫التاجر قد سجل في دفتره التجاري المنتظم أنه باع بضاعة إلى شخص معين وأن الثمن لم يدفع‪ .‬فال يستطيع المشتري أن يستند إلى‬
‫هذا الدفتر إلثبات وقوع عقد البيع ويرفض الدفتر ذاته فيما يتعلق بإثبات واقعة أن الثمن لم يدفع‪ .‬فإذا أراد خص م الت اجر أن يس تند‬
‫إلى دفاتر التاجر كدليل إثبات ضده إما أن يأخذ بكل ما جاء فيها من بيانات أو يرفض األخذ بها كلية (‪)1‬‬
‫غير أن قاعدة عدم تجزئة اإلقرار ال يعمل بها إال إذا كانت الدفاتر التجارية منتظم ة أم ا اذا ك انت غ ير منتظم ة ج از للقاض ي أن‬
‫يقدر مضمونها دون أن يتقيد بالقاعدة السابقة (‪.)2‬‬
‫وما يسري على الدفاتر التجارية اإلجبارية من قواعد وأحكام يس ري على ال دفاتر التجاري ة ألنه ا بمثاب ة إق رار خطي من الت اجر‬
‫أيضا‪.‬‬
‫ثانيا حجية الدفاتر التجارية لمصلحة التاجر‬
‫‪ .1‬حجية الدفاتر التجارية بين تاجرين‬
‫نصت المادة ‪ 2/16‬من قانون البيانات األردني على ما يأتي دفاتر التجار اإلجبارية تصلح ألن تكون حجة لصاحبها في المعامالت‬
‫المختصة بتجارته إذا كانت منظمة وكان الخالف بينه وبين تاجر)‪.‬‬
‫يستفاد من هذا النص أن المشرع أجاز للتاجر التمسك بدفاتره التجارية كدليل إثبات كامل لمصلحته في نزاعه مع تاجر آخ ر بش أن‬
‫أعمال تجارية بينهما إذا توافرت الشروط اآلتية وفقا لنص المادة ‪ 2/16‬من قانون البينات األردني‪:‬‬
‫الشرط األول‪ :‬أن يكون النزاع قائما بين ت اجرين حيث يس هل على القاض ي في ه ذه الحال ة اس تخالص الحقيق ة من مقارن ة دف اتر‬
‫الطرفين‪ ،‬وال صعوبة إذا تطابقت بيناتهما‪ ،‬إما إذا اختلفت فللقاضي السلطة التقديرية حسب مقتضى الحال‪.‬‬
‫الشرط الثاني ‪ :‬يجب أن يكون النزاع متعلقة بعمل تجاري بالنسبة لكال الطرفين كما لو تعلق األم ر بش راء ت اجر التجزئ ة بض اعة‬
‫من تاجر الجملة مثال‪ ،‬فإذا حصل نزاع بينهما بصدد ه ذا الموض وع فيح ق لك ل منهم ا أن يحتج تج اه اآلخ ر بم ا ج اء في دف اتره‬
‫التجارية‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬يجب أن تكون الدفاتر التجاري ة ال تي يحتج به ا الت اجر منتظم ة ألن انتظ ام ال دفاتر التجاري ة يض في على قيوده ا‬
‫الجدية‪ ،‬ويكفلها من خطر التالعب والغش أما الدفاتر التجارية غير المنتظمة فال تكون في األصل حجة في اإلثبات غ ير أن ه يمكن‬
‫للقاضي االستعانة بتلك الدفاتر لمجرد اعتبارها قرائن تكمل بعناص ر إثب ات أخ رى واردة ال دعوى كالمس تندات الخطي ة وتق ارير‬
‫الخبراء والقرائن‪ .‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 17‬من قانون البينات «إذا تباينت القيود بين دفاتر منظمة التاجرين ته اترت البيان ات‬
‫المتعارضتان‪.‬‬
‫خالصة القول إذا كانت البيانات المتعلقة بالدعوي موضوع ال نزاع بين ت اجرين يمس كان دف اتر تجاري ة منتظم ة وك انت بيناتهم ا‬
‫متطابقة فعلى القاضي أن يحكم طبقا لما جاء تلك البيانات‪.‬‬

‫أما إذا كانت البيانات غير متطابقة أو متناقضة‪ ،‬فيحق للقاضي أن يأخذ بإح دى البيان ات الموج ودة في دف اتر أح د الخص مين دون‬
‫األخر وأال يقضي بتهاتر البيانات المتعارضة‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 52‬من ‪143‬‬
‫‪ -2‬حجية الدفاتر التجارية بين تاجر وغير تاجر‬
‫ال تصلح دفاتر التاجر في األصل حجة على خص مه الت اجر‪ ،‬إذ ليس ألح د أن يص طنع دليال لنفس ه‪ ،‬خاص ة وأن ه يص عب مقابل ة‬
‫القيود في هذه الحالة تعدم مسك دفاتر تجارية من قبل الخصم غير التاجر‪ ،‬غير أنه يعود للقاضي أن يستمد من دفاتر التاجر ق رائن‬
‫يستند إليها في حكم الدعوى‪ ،‬وذلك في الحدود التي يجوز فيها اإلثبات بالبيئة والقرائن وعدها المشرع بداي ة ثب وت بالكتاب ة يج وز‬
‫للقاضي أن يكمله بتوجيه اليمين المتممة إلى أي من الطرفين‪ .‬وهذا م ا نص ت علي ه الم ادة ‪ 15‬من ق انون البين ات األردني بقوله ا‬
‫«دفاتر التجار ال تكون حجة على غير التجار إال أن البيانات الواردة فيها عما أورده التجار تصلح أساس يجيز للمحكم ة أن توج ه‬
‫اليمين المتممة ألي من الطرفين‪.‬‬
‫وكذلك ما نصت عليه المادة ‪ 28‬من قانون البينات األردني التي تستلزم الكتابة إلثبات كل تصرف تجاوز قيمته العشرة دنانير ف إذا‬
‫لم تتجاوز قيمة التصرف العشرة دنانير جاز للقاضي االستناد إلى دفاتر التاجر الس تخراج الق رائن الالزم ة أم ا إذا ج اوزت قيم ة‬
‫التصرف العشرة دنانير فتعد الدفاتر التجارية دليال ناقصا جاز للقاضي توجيه اليمين‬
‫يستفاد من كل ما تقدم وخاصة من نص المادة ‪ 28 ،150‬من قانون البينات األردني أنه يجب توافر الشروط اآلتي ة كي تع د دف اتر‬
‫التاجر حجة ضد خصمه غير التاجر وهذه الشروط هي‪:‬‬
‫الشرط األول يجب أن يكون محل االلتزام عبارة عن بضائع قام بتوريدها التاجر الم دعي إلى غ ير الت اجر الم دعى علي ه ك المواد‬
‫الغذائية‪.‬‬
‫الشرط الثاني ‪ :‬يجب أال تزيد قيمة هذا التصرف أو هذه البضاعة على النصاب البينة أي يجب أال تتجاوز قيمة التوري دات العش رة‬
‫دنانير أردنيا‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 28‬من قانون البينات األردني‪.‬‬
‫ويقدر االلتزام باعتبار قامته وقت صدور التصرف أو وقت تمام العقد ال وقت الوفاء فإذا كان أصل االلتزام في ذلك الوقت ال يزيد‬
‫على عشرة دنانير فالشهادة ال تمنع حتى لو زاد مجموع االلتزام على هذا القدر بعد ضم الملحقات والفوائد‪ .‬م ‪.28‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬االعتداد بالدفاتر التجارية وتكملته بتوجيه اليمين المتممة أمر ج وازي للقاض ي ال للخص وم‪ ،‬فال يج وز للخص م أن‬
‫يوجه اليمين أو يطلب من القاضي‬
‫الشرط الرابع ال يجوز للقاضي أن يكم ل ال دليل المس تخلص من دف اتر الت اجر إال بطريق ة واح دة هي توجي ه اليمين المتمم ة‪ ،‬فال‬
‫يجوز له تكملة هذا الدليل عن طريق شهادة الشهود أو القرائن‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن قانون البينات األردني عند تعرضه ألحكام اليمين في الم واد (‪ 53‬إلى ‪ )61‬من ه لم يتط رق إلى اليمين المتمم ة‬
‫وإنما تعرض لليمين الحاسمة وهي التي يوجهها أحد المتداعين خصمه يحسم بها النزاع‪.‬‬
‫وهناك فرق واضح بين اليمين الحاسمة واليمين المتمم ة‪ .‬ف اليمين الحاس مة هي ال تي يطلب أح د الخص مين توجيهه ا إلى الخص م‬
‫اآلخر‪ ،‬أما اليمن المتممة فتوجهها المحكمة إلى أحد المتخاصمين لتعزيز دليل من األدلة التي ترى المحكمة اتخاذه أساسا للحكم‬
‫‪ 6.2‬االطالع على الدفاتر التجارية ص‪148‬‬
‫القاعدة العامة ال يجبر الشخص على تقديم دليل ضد نفسه‪ ،‬ومع ذلك أجاز المشرع ذلك‪ ،‬والعلة من وراء هذا االس تثناء الثق ة ال تي‬
‫يتمتع بها التاجر وفي كثير من األحيان يتفق التاجر مع خص مه على م ا يدون ه في دف اتره التجاري ة فال يهتم بإثب ات التعام ل مع ه‬
‫كتابة‪.‬‬
‫فإذا طلب أحد الخصوم من خصمه التاجر تقديم دف اتره التجاري ة‪ ،‬ف إن القاض ي ح ر في قب ول طلب ه أو رفض ه على ض وء تق دير‬
‫ظروف الدعوى‪ ،‬كما يحق للقاضي أن بأمر من تلقاء نفسه بتقديم الدفاتر التجاري ة‪ ،‬وال يج وز األم ر بتق ديم ال دفاتر إال إذا اطم أن‬
‫القاضي إلى ضر ورته أو فائدته وكانت عناصر الدعوى تدل على جدية الحق المدعى به وإذا كلف الخص م بتق ديم دف اتره وامتن ع‬
‫كان للقاضي أن يحمله على التنفيذ‪ ،‬وإذا امتنع التاجر عن تقديم دفاتره‪ ،‬للقاضي طبقا لظروف الدعوى والقرائن األخ رى المحيط ة‬
‫بها أن يستخلص من هذا الرفض دليال على صحة ما يدعيه خصم التاجر‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة «‪ »21-20‬من قانون التجارة‬
‫األردني‪ .‬ويستفاد من هذه النصوص أن تقديم الدفاتر التجارية إلى القضاء لالطالع عليه ا يتم بطريق تين‪ ،‬إم ا عن طري ق االطالع‬
‫الكلي أو الجزئي‪ ،‬ومعيار التمييز بينهما هو ح ق الخص م في االطالع على جمي ع البيان ات ال واردة في ال دفاتر التجاري ة في حال ة‬
‫االطالع الكلي أو حق االطالع على البيانات المتعلقة موضوع النزاع وح ده دون ب اقي البيان ات في حال ة االطالع الج زئي‪ ،‬ل ذلك‬
‫سوف نتعرض الدراسة االطالع الكلي واالطالع الجزئي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬االطالع الكلي‬

‫الصفحة ‪ 53‬من ‪143‬‬


‫لقد نصت المادة ‪ 20‬من قانون التج ارة األردني على م ا ي أتي تس لم ال دفاتر بكامله ا أو نس خ عنه ا إلى القض اء في أح وال األرث‬
‫وقس مة األم وال المش تركة والش ركة والص لح ال واقي واإلفالس وفي األح وال المنص وص عليه ا في ق انون أص ول المحاكم ات‬
‫الحقوقية” كما نصت المادة ‪« 1/21‬فيما عدا األحوال الم ذكورة في الم ادة الس ابقة يمكن على ال دوام ع رض ال دفاتر التجاري ة أو‬
‫المطالبة بإبرازها الستخالص ما يتعلق منها بالنزاع»‪.‬م‪ 2/21‬وللقاض ي أن ي أمر من تلق اء نفس ه ب إبراز ال دفاتر الم ذكورة للغاي ة‬
‫ذاتها» يستفاد من هذه النصوص أن االطالع الش امل يك ون بتس ليم ال دفاتر التجاري ة إلى القض اء أو إلى الخص م لكي يتم االطالع‬
‫على جميع محتوياتها‪ ،‬وهذا إجراء بالغ الخطورة ألن ه ي ؤدي إلى كش ف أس رار الت اجر وتفش يها بين منافس يه التج ار ل ذلك تش دد‬
‫القانون بالنسبة لالطالع الكلي ولم يجزه إال في أحوال استثنائية نصت عليها المادة ‪ 20‬وسوف نشرحها بإيجاز‪.‬‬
‫‪ -1‬حالة اإلرث‬
‫إذا توفي تاجر وترك ورثة أو موصى إليهم ونشب بينهم نزاع يجوز لهم في هذه الحالة االطالع الكلي على دفاتر م ورثهم لمعرف ة‬
‫نصيبهم في التركة‪ .‬ويجب التذكير أن هذا الحق مقصور على من يؤول إليه حق بسبب الوفاء كالوارث الموصي له في حالة وجود‬
‫وصية أما دائن المورث أو أحد أفراد عائلته فال يحق لهم االطالع‪.‬‬
‫‪ -2‬قسمة األموال المشتركة‬
‫إن األمثلة على ذلك كثيرة منها إذا تملك أشخاص محال تجاريا على سبيل الشيوع فيما بينهم‪ ،‬وثار نزاع بينهم حول مق دار نص يب‬
‫كل منهم في رأس المال فيجوز لكل منهم أن يطلب من المحكمة االطالع الكلي على دفاتر المحل التجاري الستخراج دليل لإلثبات‬
‫وكذلك األمر إذا تم الزواج بين الزوجين وفقا للنظم ال تي ت ؤدي إلى اختالط األم وال وبالت الي إلى وج ود ذم ة مالي ة مش تركة بين‬
‫الزوجين كما هو الوضع في فرنسا‪.‬‬
‫فلو افترضنا أن الزوجين يملكان محال تجاريا فإذا ما انقضت العالقة الزوجية بينهم ا ب الطالق أو الوف اة يح ق لهم ول ورثتهم طلب‬
‫االطالع على الدفاتر التجارية للمحل التجاري لتحديد نصيب كل منهم‪،‬‬
‫والجدير بالذكر أن هذا النظام ال وجود له بالنسبة لل زوجين األردنين ألن الق انون األردني يأخ ذ بأحك ام الش ريعة اإلس المية حيث‬
‫يكون لكل من الزوجين ذمة مالية مستقلة عن اآلخر‬
‫‪ -3‬الشركة‬
‫تصت المادة «‪ 296‬من القانون المدني األردني على ما يأتي ليس للشركاء من غير المديرين حق اإلدارة ولهم أن يطلعوا بأنفس هم‬
‫على دفاتر الشركة و مستنداتها) يستفاد من هذا النص أن حق الشريك في االطالع على دفاتر الشركة حق أصيل‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 24‬من ق انون الش ركات األردني أن للش ريك في ش ركة التض امن االطالع على دف اتر الش رکة س واء بنفس ه أو‬
‫بوساطة من يفوضه بذلك من أهل الخبرة أو االختصاص‪ ،‬بل ذهبت المادة إلى أبعد من ذلك حيث أجازت أخذ نسخ أو ص ور منه ا‬
‫وكل اتفاق على خالف ذلك يعد باطال والحق نفسه يعود للشريك الموصي من شركة التوصية البسيطة‪ ،‬وهذا ما نصت عليه الم ادة‬
‫‪ 44‬من قانون الشركات األردني‪..‬‬
‫أما بالنسبة لشركات األموال الشركة المساهمة العامة والشركة ذات المسؤولية المحدودة اختلف الفقه في حق الش ريك في االطالع‬
‫على دفاتر الشركة‪.‬‬
‫فذهب بعض الفقهاء إال أنه ليس من حق الشركاء االطالع على دفاتر الشركة‪ ،‬وحجتهم في ذلك أن مسؤوليتهم مح دودة (‪ .)2‬بينم ا‬
‫ذهب آخرون إلى أن ه من ح ق الش ركاء في ه ذه الش ركات االطالع على دف اتر الش ركة التجاري ة ألن نص الم ادة ‪ 20‬من ق انون‬
‫التجارة األردني جاء مطلقا ولم يحدد نوع الشركات (‪ .)1‬والرأي الثاني هو الرأي الصواب في نظرنا وخاصة عند ق درة الش ركة‪،‬‬
‫فإذا انقضت الشركة ألي أسباب االنقضاء جاز لكل شريك أن يطلع على دفاترها لمعرفة موجوداتها ولتحديد نصيبه الذي يع ود ل ه‬
‫من تصفية هذه الموجودات‪ ،‬وجدير بالذكر أنه يحق للشركاء االطالع على دفاتر الشركة في أثناء حياتها إما لمراقبة إدارة أعماله ا‬
‫وإما لتحديد تصيبه في األرباح‪.‬‬
‫‪ -4‬الصلح الواقي من اإلفالس‪:‬‬
‫تقوم التجارة أساسا على فكرة المغامرة‪ .‬ويسعى التاجر جاهدة إلى تحقيق الربح من وراء عمله التجاري أو مشروعه التجاري‪ ،‬إال‬
‫أنه قد يمني بخسارة فيتوقف عن دفع دین من ديونه التجارية بسبب سوء الطالع وليس لسبب راجع إلى أهماله أو تقصيره فبدال من‬
‫شهر إفالسه يسعى التاجر جاهدا إلى التوصل إلى صلح بقيه من اإلفالس مع دائنيه إذا ما أقنع المحكمة بحسن نيته وس المة موقف ه‬
‫التجاري‪ ،‬ولن يتأثر ذلك إال عن طریق دفاتره التجارية اإلجبارية المنتظمة ليدعم به ا الطلب المق دم إلى المحكم ة‪ ,‬ل ذلك فمن ح ق‬
‫المحكمة البدائية صاحبة االختصاص والقاضي المتاب االطالع على دفاتر التاجر اطالع ا كلي ا وفق ا لنص م ادة ‪2/200 ،1/201‬‬
‫من قانون التجارة األردني‪ ،‬والجدير بالذكر أنه ال يحق لدائني التاجر االطالع على دفاتره التجارية‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 54‬من ‪143‬‬
‫‪ -5‬اإلفالس‬
‫هو توقف التاجر عن دفع دين من ديونه التجارية في مواعيد استحقاقها‪ ،‬فيتم التقدم إلى المحكمة المختص ة بطلب من أح د ال دائنين‬
‫أو منهم حبها لطلب شهر إفالس هذا التاجر‪ ،‬فمتى صدر حكم بشهر إفالسيه من المحكمة المختص ة‪ ،‬ينتج من ذل ك غ ل ي د الت اجر‬
‫عن إدارة أمواله والتصرف فيها‪ .‬وكذلك رفع يده عن دفاتره التجارية‪،‬‬
‫ولقد ثار السؤال بهذا الصدد حول من له الحق في االطالع على دفاتر الت اجر المفلس‪ .‬لق د اختل ف الفقه اء في ه ذا الص دد‪ .‬فبينم ا‬
‫يرى بعضهم أن هذا الحق قاصر على وكي ل أو وكالء التفليس ة بوص فهم وكيال عن مجم وع ال دائنين وه ذا ال رأي يتف ق م ع نص‬
‫المادة ‪ 338‬من قانون التجارة األردني‪ ،‬بينما ذهب رأي آخر إلى أن هذا الحق يع ود الل دائنين أيض ا على اعتب ار أن االطالع على‬
‫الدفاتر التجارية ممكن لوكيل التفليسة دون حاجة إلى النص عليه في المادة ‪ 20‬من قانون التجارة األردني ج ادت ح االت االطالع‬
‫الكلي على ال دفاتر التجاري ة‪ ،‬ألن ه ذا م ا نص ت علي ه الم واد (‪ )367-359-356‬من ق انون التج ارة األردني‪ ،‬وه ذا ال رأي ه و‬
‫الصحيح ألنه يتماشى مع نص المادة العاشرة من قانون التجارة األردني‪ ،‬فطالما يسمح لوكيل التفليسة باالطالع على دفاتر الت اجر‬
‫المفلس فمن باب أولى أن يسمح لل دائنين خاص ة بع د ش هر إفالس الت اجر حيث لم يع د هن اك ج دوى من منعهم من االطالع على‬
‫دفاتر التاجر المفلس‬
‫يالحظ أن تعداد المادة ‪ 20‬من قانون التجارة األردني لحاالت االطالع الكلي قد جاء على سبيل الحصر‪ ،‬ولكن هذا النص ال يتعل ق‬
‫بالنظام العام فيجوز االتفاق على تسليم ال دفاتر في غ ير الح االت ال واردة في النص لالطالع عليه ا‪ .‬ومن ص ور ه ذا االتف اق م ا‬
‫ترجت عليه البنوك من اشتراط االطالع على دفاتر التاجر في حالة فتح االعتماد‪.‬‬
‫وهناك قوانين أخرى تقرر حق االطالع على الدفاتر التجاري ة لجه ات مح ددة ومث ال تل ك الم ادة ‪ 143‬من ق انون الجم ارك ال تي‬
‫تعطي الحق لموظف الجمارك ولضباط األمن العام أن يفتشوا أوراق أو دفاتر التاجر وكذلك الم ادة ‪ 13‬من ق انون ض ريبة ال دخل‬
‫تعطي أحق لمأمور الضريبة االطالع على دفاتر التاجر‪.‬‬
‫والجدير بال ذكر أن بعض الفق ه ي رى أن ح االت االطالع الكلي أغلبه ا يتعل ق تنازع ات تجاري ة فال ض رورة للنص عليه ا م ادام‬
‫االطالع جائز في كل المنازعات التجارية بينما يرى البعض اآلخر أن هذه الحاالت ليست استثناءات ب المعنى ال دقيق ألنه ا تتعل ق‬
‫في حاالت يكون فيها لكل من طرفي النزاع حق الدفاتر كما في قسمة الشركات‬
‫قسمة‬
‫ثانيا‪ :‬التقديم أو االطالع الجزئي نصت المادة ‪ 21‬من قانون التجارة األردني على ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬فيما عدا األحوال المذكورة في المادة السابقة يمكن على الدوام عرض ال دفاتر التجاري ة أو المطالب ة بابرازه ا الس تخالص م ا‬
‫يتعلق منها بالنزاع"‪.‬‬
‫‪ - 2‬للقاضي أن يأمر من تلقاء نفسه بإبراز الدفاتر المذكورة للغاية ذاتها‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن التقديم غ ير االطالع الكلي‪ ،‬فتق ديم‬
‫الدفاتر هو عرضها على المحكمة لتستخرج منها ما يتعلق بالخص ومة أم ا االطالع فه و إل زام الت اجر ب التخلي عن حي ازة دف اتره‬
‫التجارية وتسليمها لخصمه أو للمحكمة لتطلع عليها بكل محتوياتها حتى يتم الوصول إلى األدلة التي تؤيد الدعوى موضوع النزاع‬
‫يستفاد من هذا النص بأنه يتم تقديم الدفاتر التجارية أو االطالع الجزئي عليها بإبرازها إلى المحكمة أو الجهة المختصة الس تخراج‬
‫البيانات الخاصة بالنزاع إن حق االطالع على دفاتر التاجر جزئيا يعود لآلخرين ولكن بوس اطة القض اء من أج ل االطالع جزئي ا‬
‫على بعض القيود‪ ،‬وقد يتم االطالع الجزئي بقرار تصدره المحكم ة من تلق اء نفس ها‪ ،‬أو بن اء على طلب أح د الخص وم إذا بين في‬
‫طلبة المستندات والقيود التي يريد االطالع عليها متى كانت تفيد الدعوى موضوع النزاع‪.‬‬
‫وللمحكمة أن تكتفي ب أن يق دم الت اجر نس خة عن أي قي د من القي ود المثبت ة في دف اتره التجاري ة ب دال من تق ديم ال دفاتر األص لية‪،‬‬
‫وللمحكمة أن تأمر بتقديم الدفاتر األصلية إذا تشككت المحكمة في صدق أقوال التاجر‪.‬‬
‫وإذا امتنع التاجر عن تقديم دفاتره التجارية لالطالع الج زئي دون ع ذر أو س بب ک اف لالمتن اع ف إن ه ذا ي ؤدي إلى حرمان ه من‬
‫ابراز دفاتره التجارية كبينة في تلك الدعوى‪ ،‬كما يؤدي امتناعه إلى إسقاط دعواه إذا كان م دعيا أو ش طب دع واه إذا ك ان م دعي‬
‫عليه بناء على طلب الخصم طالب االطالع‪ ،‬وأخيرا فان االطالع الجزئي يتم بوساطة خبير تنتدبه المحكمة له ذه الغاي ة(‪ .)1‬وه ذا‬
‫ما نصت عليه المواد من «‪ 100‬إلى ‪ »108‬من قانون أصول المحاكمات المدنية‪.‬‬
‫تخلص من كل ما سبق إلى أن للدفاتر التجارية دور مهما في اإلثبات لمصلحة التاجر‪ ،‬وفي هذا خروج على القاعدة العامة ال تي ال‬
‫تجيز للشخص أن يصطنع دليال لنفسه‪ ،‬كذلك استعمالها كدليل إثبات ضد مصلحة التاجر‪ ،‬سواء أكان الخصم تاجرا أم غ یر ت اجر‪،‬‬
‫وسواء عن طريق االصطالح الجزئي أم الكلي وفي ذلك أيضا خروج على عن القاعدة العامة التي ال تجيز للشخص أن يق دم دلي ة‬
‫ضد نفسه‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 55‬من ‪143‬‬
‫تدريب (‪)1‬‬
‫اذكر أنواع الدفاتر التجارية اإلجبارية‪.‬‬
‫أنواع الدفاتر التجارية اإلجبارية‪:‬‬
‫‪ -1‬دفتر اليومية‪.‬‬
‫‪ -2‬دفتر صور الرسائل‪.‬‬
‫‪ -3‬دفتر الجرد والميزانية‪.‬‬

‫تدريب (‪)2‬‬
‫ما الشروط التي يجب توافرها في الدفاتر التجارية لكي تكون حجة في االثبات بين تاجر وغير تاجر؟‬
‫الشروط التي يجب توافرها في الدفاتر التجارية لكي تكون حجة في اإلثبات بين تاجر وغير تاجر‪.‬‬
‫‪ - 1‬أن يكون محل االلتزام عبارة عن بضائع قام بتوريدها التاجر المدعي إلى غير التاجر المدعى عليه كالمواد الغذائية‪.‬‬
‫‪ -2‬يجب أال تزيد قيمة هذا التصرف أو هذه البضائع على نصاب البينة‪.‬‬
‫‪ -3‬االعتداء بالدفاتر التجارية وتكملته بتوجيه اليمين المتممة أمر جوازي للقاضي ال للخصوم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يجوز للقاضي أن يكمل الدليل المستخلص من دفاتر التاجر إال بطريقة واحدة هي توجيه اليمين المتممة‪.‬‬
‫تدريب (‪)3‬‬
‫اذكر الحاالت التي يجب فيها االطالع الكلي على الدفاتر التجارية‬
‫الحاالت التي يجب فيها االطالع الكلي على الدفاتر التجارية‪:‬‬
‫‪ -1‬قضايا اإلرث‪.‬‬
‫‪ -2‬قسمة األموال المشتركة‪.‬‬
‫‪ -3‬الشركة‪.‬‬
‫‪ -4‬الصلح الواقي من اإلفالس‪.‬‬
‫‪ -5‬اإلفالس‪.‬‬

‫‪ .3‬القيد في السجل التجاري ص‪154‬‬


‫‪ 1.3‬تعريف السجل التجاري ص‪154‬‬
‫من الصعب تعريف السجل التجاري نظرا الختالف أهدافه في كل زم ان ومك ان‪ ،‬كم ا أن مختل ف التش ريعات ال تي قننت الس جل‬
‫التجاري لم تضع تعريفا له‪ ،‬لذلك يعرف أحيانا بأنه «دفتر أو موسوعة رسمية لألشخاص الطبيعي ة والمعنوي ة ال تي تكتس ب ص فة‬
‫التاجر والتي تمارس نشاطا يرتبط بالتجارة»(‪ .)1‬وعرفه آخرون بأنه «سجل عام تمسكه جهة رسمية قضائية أو إدارية لتدوين م ا‬
‫أوجب القانون على التجار أو أجاز لهم تسجيله فيه من بيانات تتعلق بهويتهم ونوع النشاط الذي يزاولون ه‪ ،‬والتنظيم ال ذي يج رون‬
‫أعمالهم التجارية بموجبه‪ ،‬وكل ما يطرأ على ذلك من تغير في أثناء ممارستهم التجارية تثبيتا لحقوقهم وضمانا لمصالح المتعاملين‬
‫معهم”(‪.)2‬‬
‫ولقد عرفه بعض الفقهاء بأنه النظام الغرض منه جمع المعلوم ات من التج ار والمح ال التجاري ة ح تى يمكن ش هر بعض المس ائل‬
‫التي تتعلق بالمعامالت التجارية‪ ،‬وهذا النظام يقضي بإمساك سجل خاص تقيد فيه أسماء التج ار أف رادا ك انوا أم ش ركات‪ ،‬وت دون‬
‫فيه البيانات الواجب شهرها عن كل منهم بحيث يخصص لكل تاجر ص حيفة يظه ر فيه ا ك ل م ا يهم الجمه ور الوق وف علي ه من‬
‫المعلومات المتعلقة بحياته‬
‫وتكمن أهمية السجل التجاري أساسا في دعم االئتمان التجاري‪ ،‬وهذا لن يأتي إال من عن طريق تعري ف الت اجر إلى األخ رين عن‬
‫طريق شهر مركزه القانوني وشهر العناصر األساسية التي يتألف منها نشاطه التجاري والتي من شأنها بعث الثقة واالطمئن ان في‬
‫نفوس المتعاملين معه وتسهيل عمله التجاري‪ ،‬كما يسهل عملية رقابة الدولة على تلك األعمال وتحص يل الض رائب‪ ،‬ل ذلك س وف‬
‫ندرس أحكام السجل التجاري‬
‫الصفحة ‪ 56‬من ‪143‬‬
‫‪ 2.3‬نشأة السجل التجاري وتطوره ص‪155‬‬
‫تعود نشأة السجل التجاري في الماضي إلى القانون اإليطالي واإلسباني والسويسري‪ .‬أما بالنسبة للقانون اإليطالي فتعود نش أته إلى‬
‫نظام الطوائف في القرون الوسطى‪ ،‬إذ جرت عادات طوائف التجار إلى قيد أسماء أفراده ا في س جل خ اص‪ ،‬ولم يه دف القي د في‬
‫السجل التجاري بتلك الفترة أن يؤدي وظيفة الشهر التجاري‪ ،‬وإنما كان يهدف إلى مجرد التنظيم الداخلي لشؤون الطائفة (‪)1‬‬
‫كما ظهر السجل التجاري في مدينة برشلونة باسبانيا منذ القرن الرابع عش ر‪ ،‬وفي سويس را من ذ أواخ ر الق رن الس ابع عش ر‪ .‬ولم‬
‫يظهر في المانيا إال في القرن الثامن عشر‪ ،‬أما في فرنسا فظهر بع د الح رب العالمي ة األولى‪ ،‬أي في مطل ع الق رن التاس ع عش ر‪،‬‬
‫وتستطيع القول إن معظم التشريعات الالتينية والجرمانية قد عرفت نظام السجل التجاري أم ا ال دول األنجلوسكس ونية فهي تجه ل‬
‫نظام السجل التجاري وذلك راجع لعدم معرفتها قانونا تجاريا مس تقال عن الق انون الم دني‪ ،‬ل ذلك س وف تقص ر دراس تنا في بحث‬
‫تطور السجل التجاري على القانون األلماني ثم الفرنسي واألردني‪.‬‬
‫أوال نشأة السجل التجاري األلماني‬
‫تعد ألمانيا من أوائل الدول التي أخذت بنظام السجل‪ ،‬حيث نص عليها قانون التجارة األلماني الصادر سنة ‪ 1861‬وخصص المواد‬
‫في ‪ 14-12‬للسجل التجاري‪ ،‬ثم جاء القانون التجاري الحالي الصادر سنة ‪ 1897‬حيث نص على السجل التجاري في الم واد من (‬
‫‪ .)16-8‬ويمتاز هذا القانون عن غيره من القوانين بأنه يعهد بالسجل التجاري إلى قاض خاص يت ولى اإلش راف علي ه والتأك د من‬
‫صحة البيانات التي يراد منه تدوينها فيه‪ ،‬فنص على إنشاء سجل في كل محكمة تجارية يش رف علي ه أح د القض اة كم ا نص على‬
‫اعالنية البيانات الواردة فيه‪ ،‬وتتطلب نشرها في الجريدة الرسمية أو جريدة محلية أخرى تعينها المحاكم‪ ،‬كما يترتب على القيد فيه‬
‫أثار قانونية مهمة‪ ،‬أهمها أن القيد في السجل التجاري شرط الكتساب صفة التاجر كم ا أن البيان ات المدون ة في ه يف ترض ص حتها‬
‫ومطابقتها وعلى من يدعي عكس ذلك إقامة الدليل عليه وإثباته (‪)2‬‬
‫كما أن البيانات الواجبة القيد في السجل التجاري ال تكون حجة على اآلخرين إال إذا قيدت في السجل حيث يج وز للت اجر أن يحتج‬
‫على اآلخرين بالبيانات المقيدة في السجل ولو كان اآلخرون ال يعلمون بها‪ ،‬كما ال يستطيع االحتجاج على اآلخرين بيان ات لم تقي د‬
‫في السجل ولو كان اآلخرون يعلمون بها عن طريق آخر‪ ،‬هذا باإلضافة إلى أن السجل التجاري مفتوح للجمي ع يس تطيع من يش اء‬
‫االطالع على البيانات المدونة فيه ويتحصل على صور منها‬
‫وقد طرأت تعديالت عدة على قانون ‪ 1897‬في ‪ 1937/8/10‬وفي ‪ 1969/8/15‬وأخيرا على الق انون الص ادر في ‪،1970/6/27‬‬
‫وتهدف هذه القوانين جميعها إلى توسيع اختصاص القاضي الذي يتولى عملية القيد في السجل التجاري‬
‫ثانيا‪ :‬السجل التجاري الفرنسي‬
‫ظهر نظام السجل التجاري في فرنسا منذ القرون الوسطى‪ ،‬وكان يرتبط أساسا بنظام الطوائف‪ ،‬وبإلغاء نظام الطوائف فرنسا على‬
‫أثر قيام الثورة الفرنسية سنة ‪ 1789‬اختفى نظام السجل التجاري في أواخر الق رن الث امن عش ر (‪ .)3‬بع د ذل ك يمكنن ا الق ول ب أن‬
‫التشريع الفرنسي بخصوص السجل التجاري قد مر بمرحلتين‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬ابتداء من قانون ‪ 18‬مارس ‪ 1914‬واستمر إلى حين صدور مرسوم ‪ 1959/8/9‬حيث صدر أول قانون ينظم‬
‫السجل التجاري الفرنسي سنة ‪ 1919‬وقد طرأت تعديالت عدة على هذا القانون نظرة االنتقادات التي وجهه ا الفق ه الفرنس ي له ذا‬
‫الق انون‪ ،‬ل ذلك ص درت ق وانين ع دة متالحق ة في ‪ 1920/6/26‬وفي‪ 1929/6/1،‬وفي ‪ 1935/10/30‬وفي ‪ 1937/8/25‬وفي‬
‫نوفمبر ‪ .1938‬وتمتاز هذه المرحلة بعدم اعتبار السجل التجاري فيها أكثر من سجل إداري ال يك اد ي ترتب على القي د في ه أي أث ر‬
‫قانوني كما أن البيانات التي تدون فيه عدت هذه المرحلة خالية من كل حجية على األخرين‪.‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬تبدأ منذ صدور قانون ‪ ،1953/8/9‬ويعد هذا التعديل إصالحا شامال للسجل التج اري الفرنس ي الق ديم باس تثناء‬
‫الجزاء الجنائي فقد بقي كما هو دون كما جرت تعديالت عدة على قانون السجل التجاري الفرنسي أهمها ق انون ‪ 1958/12/27‬إال‬
‫أنه ظل نظام إدارية بحتة وبالتالي لم يقدم جديدة في إدارة السجل ووظائفه‪ ،‬من أجل ذلك جرى تع ديل ق انون الس جل التج اري في‬
‫‪ 1967/3/23‬وذل ك بع د ص دور ق انون الش ركات التجاري ة الجدي د في ‪ ،1966/7/24‬ثم الق انون المع دل بمرس ول ‪،1968/1/2‬‬
‫وأخيرا قانون ‪.1975‬‬
‫تمتاز هذه المرحلة بأن السجل التجاري الفرنس ي أص بح أق رب م ا يك ون إلى نظ ام الس جل التج اري األلم اني‪ ،‬لم ا اس تحدثه من‬
‫تعديالت أهمها‪ ،‬أن القيد في السجل التجاري شرط الزم لمباشرة التجارة بالنسبة لألشخاص الملزمين بالقيد‪ ،‬كما عهد إلى قلم كتابة‬
‫المحكمة الذي يقوم بالتحقيقات الالزمة بالنسبة للبيانات المقدمة له والمطلوب قيدها مع إش راف القاض ي على ه ذه المهم ة ولكن ال‬
‫يصل دور القاضي إلى مرتبة دور القاضي المشرف على السجل التجاري األلماني كما جعل هذا القانون القيد في السجل التج اري‬
‫الصفحة ‪ 57‬من ‪143‬‬
‫قرينة على اكتساب صفة التاجر‪ ،‬وحدد القانون بعض البيانات على سبيل الحصر‪ ،‬وقرر ع دم االحتج اج به ا على اآلخ رين إذا لم‬
‫تكن مقيدة في السجل‪ ،‬كما جعل قيد الشركات في السجل التجاري شرطة الكتسابها الشخصية المعنوية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬السجل التجاري األردني‬
‫نص قانون التجارة األردني الصادر سنة ‪ 1966‬على السجل التجاري في المواد من ‪ .»37 22‬والتي يجب تنفيذها طبق ا لم ا ورد‬
‫في نظام السجل التجاري رقم ‪ 130‬لعام ‪ ،1960‬ويحكم أيضا السجل التجاري األردني مواد متفرق ة في ق انون الش ركات األردني‬
‫المؤقت لسنة ‪ . 1989‬إلى غير ذلك من األحكام القانونية المتفرقة في مختلف القوانين‪ ،‬ويستفاد من هذه النصوص القانونية أن نظام‬
‫السجل التجاري األردني تشرف عليه جه ة إداري ة ولم يص ل بع د إلى مس توى الق انون الفرنس ي واأللم اني‪ .‬كم ا يع د أداة للش هر‬
‫القانوني‪ ،‬كما أن الشركات التجارية تكتسب صفة التاجر وشخصيتها المعنوية منذ قيدها في السجل التجاري‪ ،‬كما أن البيانات ال تي‬
‫يحتويها تعد نافذة في حق اآلخرين‪.‬‬

‫‪ 3.3‬أحكام السجل التجاري ص‪157‬‬


‫أوال‪ :‬الجهة المختصة بالتسجيل وسلطاتها‬
‫نصت المادة ‪ 23‬من قانون التجارة على أن يجري تنظيم السجل التجاري وطريقة التسجيل فيه وفق الشروط التي تحددها األنظم ة‬
‫الصادرة بمقتضى هذا القانون» والجدير بالذكر أنه ق د ص در نظ ام س جل التج ارة رقم ‪ 130‬لس نة ‪ 1966‬حيث ق رر أن ينظم في‬
‫مركز كل محافظة في المملك ة األردني ة الهاش مية س جل تحت إش راف وزارة االقتص اد الوط ني‪ .‬ثم أص بح تحت إش راف وزي ر‬
‫الصناعة والتجارة لسنة ‪ . 1975‬ولقد اطلق على المشرف على السجل التجاري مراقب السجل‪ ،‬ويتم تعينيه من قبل وزیر الصناعة‬
‫والتجارة حاليا وزير االقتصاد الوطني سابقا‪ ،‬وعليه أن يحلف اليمين أمام رئيس محكم ة البداي ة‪ ،‬والخالص ة أن الجه ة المختص ة‬
‫بمس ك الس جل التج اري في األردن إداري ة تابع ة لل وزارة الوص ية وهي وزارة الص ناعة والتج ارة‪ .‬وه ذا خالف لبعض ال دول‬
‫األخرى ففي مصر تنعدم الرقابة القضائية تماما ألن الجهة المختصة بالتسجيل هي جهة إدارية أما في فرنس ا فيت ولى الرقاب ة على‬
‫السجل جهة قضائية خاصة بعد إصالح قانون السجل التج اري الص ادر س نة ‪ 1953‬حيث أص بحت رقاب ة حقيقي ة ومباش رة على‬
‫اتمام إجراءات القيد ورقابة غير مباشرة على صحة البيانات المقيدة في الس جل‪ ،‬فبه ذا التع ديل ق د اتس عت مهم ة ك اتب المحكم ة‬
‫بحيث أصبحت تشمل الرقابة على التحقق من شخصية مقدم الطلب ومن صحة المستندات المقدمة ورقابة الشروط الالزمة للدخول‬
‫في المهنة (‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬األشخاص الخاضعون للقيد في السجل التجاري‬
‫نصت المادة ‪ 24‬من قانون التجارة األردني على ما يأتي «كل تاجر أو مؤسسة تجارية له أولها مركز رئیس خارج المملكة وف رع‬
‫أو وكالة في المملكة يجب تسجيل اسمه أو أسمها خالل الشهر الذي يلي فتح الوكالة أو الفرع في س جل التج ارة ش ريطة أن يك ون‬
‫الوكيل أو المدير المس ؤول في المملك ة عن الف رع أو الوكال ة أردني الجنس ية م ع مراع اة أحك ام ق انون الش ركات بش أن تس جيل‬
‫الشركات األجنبية‪.‬‬
‫يستفاد من هذا النص وغيره من النصوص القانونية الواردة في قانون التجارة األردني أو القوانين األخرى أنه يسمح لكل تاجر‬
‫سواء أكان شخصا طبيعية أم معنويا القيد في السجل التجاري إذا توافر شرطان‪.‬‬
‫األول‪ :‬صفة التاجر ‪ :‬ال يخضع للقيد في السجل التجاري إال التاجر سواء أكان شخصية طبيعية أم معنوي ا‪ ،‬وس بق لن ا أن عرفن ا‬
‫التاجر بأنه كل من يحترف األعمال التجارية ويتخذها حرفة معتادة له حتى ولو كان يزاول بجانبها مهنة أخرى غير تجارية‪ ،‬فه و‬
‫ملزم بالقيد في السجل التجاري‪ .‬كما ينطبق هذا االل تزام على الش ركات التجاري ة س واء أك ان موض وعها تجاري ا أم مدني ة طالم ا‬
‫اتخذت شكل إحدى الشركات التجارية المنصوص عليها في القانون‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬مزاولة النشاط التجاري في األردن أو في الخارج‪ :‬يشترط القانون األردني في التاجر الطبيعي أو المعن وي ال ذي‬
‫يلتزم بالقيد في السجل التجاري األردني أن يكون له في األردن مركزة دائمة أو فرعا أو وكالة أو أي مؤسسة أخرى‪.‬‬
‫ويقصد بالمحل الرئيس للتاجر المكان الذي يمارس فيه أعماله التجارية إذا كان شخصا طبيعي ة أو المك ان ال ذي يوج د في ه مرك ز‬
‫إدارة الشركة الرئيس إذا كان شخصا معنوية‪ .‬أما إذا كان المركز الرئيس للتاجر خ ارج األردن فيل زم بالقي د في الس جل التج اري‬
‫بشرط أن يكون الوكيل أو المدير المسؤول في المملكة عن الف رع أو الوكال ة أردني الجنس ية م ع مراع اة أحك ام ق انون الش ركات‬
‫بشأن تسجيل الشركات األجنبية‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 58‬من ‪143‬‬


‫فإذا كانت شركة أجنبية ومركزها الرئيس في الخارج فال تلزم بالقيد في السجل التجاري األردني إال إذا كان لها فرع أو وكال ة في‬
‫األردن‪ ،‬ومدير هذا الفرع أو الوكالة أردني الجنسية‪ .‬والحكم نفسه أخذ به المشرع الفرنسي حيث يلتزم بالقي د في الس جل التج اري‬
‫الفرنسي كل شخص طبيعي أو اعتباري فرنسي أو أجنبي له صفة التاجر ويباشر نشاط تجارية على اإلقليم الفرنس ي ويس تثني من‬
‫شرط القيد في السجل التجاري التاجر الصغير وفقا لنص المادة ‪ 10‬من قانون التجارة األردني‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬بيانات القيد في السجل التجارية‬
‫ألزم المشرع التاجر شخصا طبيعيا كان أو معنوية بتسجيل مجموعة من البيانات تتعلق بحالته المدنية ونشاطه التجاري مع ش طب‬
‫وتعديل كل ما من شأنه أن يؤثر في مركزه‪ .‬وتختلف هذه البيانات حسبما يكون التاجر فردا أم شركة‪.‬‬
‫البيانات الخاصة بالتاجر الفرد‬
‫على التاجر الطبيعي أن يقدم طلب القيد في السجل التجاري إلى أمين السجل‪ ،‬وهو يتكون من نسختين‪ ،‬وقد نصت المادة‪ ،‬من نظام‬
‫سجل التجارة البيانات تصريحا على نسختين يوقعهما امام أمين السجل ويتضمن الطلب البيانات اآلتية‪:‬‬
‫‪1‬۔ اسم التاجر ولقبه‪.‬‬
‫‪ -2‬االسم التجاري الذي يمارس به تجارته وعند االقتضاء كنيته أو اسمه المستعار‪.‬‬
‫‪ -3‬تاريخ والدته ومكانه‪.‬‬
‫‪ -4‬جنسية أو شهادة التجنس إن كان قد غير جنسيته األولى‪.‬‬
‫‪ -5‬نوع التجارة التي يتعاطاها‪.‬‬
‫‪ -6‬األماكن التي فيها فروع ووكاالت لمحله التجاري داخل المملكة‬
‫‪ - 7‬أسماء المفوضين بالتوقيع وإدارة المحل التجاري والقابهم وتاريخ والدة كل منهم ومكانها وجنسيتهم‪.‬‬
‫‪ -8‬المحالت التجارية التي يملكها عند تقديم التصريح أو قبل ذلك‪.‬‬
‫‪ - 9‬شهادة امتياز االختراعات التي يستثمرها التاجر والعالمات التجارية التي يملكها أو يستعملها‪.‬‬
‫‪ -10‬عقد الزواج إن كان التاجر أجنبية ليتم االعالن عن النظام الم‪šš‬الي لل‪šš‬زوجين على أس‪šš‬اس أن اآلث‪šš‬ار المالي‪šš‬ة لل‪šš‬زواج تخض‪šš‬ع‬
‫لقانون جنسية الزوج وقت انعقاد الزواج طبقا للمادة ‪ 1/14‬من القانون المدني األردني‪.‬‬

‫البيانات الخاصة بالشركات‬


‫إذا كان التاجر المراد قيده في السجل التجاري األردني شركة فيجب أن يتضمن الطلب المقدم لقيدها في السجل جميع البيانات التي‬
‫استلزم قانون الشركات ذكرها في عقد الشركة‪ ،‬وهي تختلف حسب نوع الشركة ومن أهم هذه البيانات‪:‬‬
‫‪ -1‬عنوان الشركة واسمها التجاري إذا وجد‪.‬‬
‫‪ -2‬أسماء الشركاء وجنسية كل منهم وعمره وعنوانه‪.‬‬
‫‪ - 3‬مقدار رأس مال الشركة‪ ،‬وحصة كل شريك فيه أو عدد األسهم بها المؤسس إذا كانت شركة مساهمة‪.‬‬
‫‪ -4‬المركز الرئيس للشركة‪.‬‬
‫‪ -5‬غايات الشركة‪.‬‬
‫‪ -6‬مدة الشركة إذا كانت محددة المدة‪.‬‬
‫‪ - 7‬اسم الشريك المفوض أو أسماء الشركاء المفوضين بإدارة الشركة والتوقيع عليها‪.‬‬
‫يحق ألمين السجل بعد تقديم الطلب إليه والمتضمن هذه البيانات الطلب من التاجر بتزويده بجميع المعلومات والوث ائق لكي يتحق ق‬
‫من صحة البيانات كما يجب على التاجر اعالم أمين الس جل خالل ش هر عن ك ل تغ ير يح دث في البيان‪šš‬ات المقدم‪šš‬ة وخاص‪šš‬ة في‬
‫الموضوعات اآلتية‪:‬‬
‫أ األحكام والقرارات القاضية بتعيين وصي أو قيم على التاجر المسجل أو بالحجر على أمواله أو برفع هذا التدبير‪.‬‬
‫ب‪ -‬األحكام والقرارات المعلنة لإلفالس‪ ،‬أو المتضمنة تصديق الص‪š‬لح ال‪š‬واقي من‪š‬ا أو فس‪š‬خه أو إبطال‪š‬ه أو إغالق التفليس‪š‬ة لع‪š‬دم‬
‫كفاية الموجودات أو العدول عن إغالقها أو رد االعتبار‪.‬‬
‫ج‪ -‬تقل ملكية المحل التجاري أو جزء منه للغير‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مهلة القيد ورفضه‬


‫الصفحة ‪ 59‬من ‪143‬‬
‫بالنسبة للمهلة الممنوحة للتاجر لقيد اسمه في السجل التجاري علينا أن نميز في هذا الصدد بين التاجر الفرد والشركات التجارية‪.‬‬
‫بالنسبة للتاجر الفرد أو المؤسسة التجارية فإن قانون التجارة األردني في المدة ‪ 24‬منه يلزم بتسجيل اس مه أو اس مهما خالل ش هر‬
‫من تاريخ فتح الوكالة أو الفرع كما يقرر قانون التجارة أنه يجب على التاجر أن يقيد في الس جل التج اري جمي ع التص رفات ال تي‬
‫يحدثونها على متاجرهم‪ :‬إنشائها أو رهنها أو تعديلها غير ذلك من التصرفات القانونية‪.‬‬
‫أما بالنسبة للشركات التجارية فلم يحدد قانون الش ركات األردني مهل ة معين ة القي دها في الس جل‪ .‬ألن ه ال يع ترف له ا بالشخص ية‬
‫المعنوي ة إال من ذ قي دها في الس جل‪ .‬أم ا من حيث رفض طلب القي د في الس جل التج اري‪ ،‬فيس تفاد من نص الم ادة ‪ 29‬من ق انون‬
‫التجارة األردني ال يجوز لمراقب سجل التجارة أن يرفض إجراء القيود المطلوبة إال إذا كانت التصريحات المقدمة ال تش تمل على‬
‫كل البيانات المنصوص عليها”‪.‬‬
‫يستفاد من ه ذا النص أن ه ال يج وز ألمين الس جل أن يمتن ع عن تس جيل البيان ات المقدم ة في طلب التس جيل طالم ا هي ص حيحة‬
‫وكاملة‪ ،‬أما إذا كانت ناقصة فله الحق في رفض الطلب عدم ذكر نوع التج ارة أو مك ان وجوده ا وألمين الس جل الح ق في رفض‬
‫الطلب إذا لم يقدم التاجر البيانات والوثائق التي تدعم هذه البيانات‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬شطب القيد‬
‫يجب شطب القيد في السجل التج اري عن د انقط اع الت اجر عن احتراف ه لتجارت ه الي س بب من األس باب‪ ،‬ويس تفاد من نص وص‬
‫القانون أن حاالت الشطب هي‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتزال التاجر لتجارته وإغالقه محله التجاري‪ :‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 1/26‬من ق انون التج ارة األردني ص راحة بقوله ا‬
‫«إذا توفي تاجر أو انقطع عن تعاطي تجارته ولم يكن قد تفرغ ألحد عن محله التجاري وجب شطب التسج المختص ب ه في س جل‬
‫التجارة» فقد يكون اعتزال التجارة ناتجا من مرض أو شيخوخة أو عدم توفيق في األعمال التجارية التي باشرها(‪.)1‬‬
‫‪ -2‬وفاة التاجر ‪ :‬ففي حالة وفاة التاجر يجب تقديم طلب لشطب اسمه من السجل التجاري وهذا أيضا ما نصت عليه صراحة الم ادة‬
‫‪ 26‬من قانون التجارة األردني‪ .‬ويستفاد من هذا النص أنه في الحالتين السابقتين إذا ما اعتزل التاجر تجارته نهائيا أي ت رك محل ه‬
‫التجاري أو أغلقه نهائيا يجب أن يبادر إلى محو القيد خالل شهر من تاريخ اعتزاله التج ارة أو إغالق ه محل ه التج اري أو التن ازل‬
‫عنه‪.‬‬
‫أما بالنسبة للحالة الثانية وهي وفاة التاجر فيجب على ورثت ه تق ديم طلب مح و القي د خالل ش هر من ت اريخ وف اة م ورثهم‪ ،‬وإذا لم‬
‫يتقدموا بهذا الطلب في أثناء تلك الفترة ألن المشرع لم يلزمهم بهذا اإلخبار‪ ،‬ل ذلك يجب على أمين الس جل ش طب اس م الت اجر من‬
‫السجل بعد تأكده من واقعة الوفاة بأية طريقة كانت‪.‬‬
‫‪ -3‬حال‪šš‬ة انقض‪šš‬اء الش‪šš‬ركات‪ :‬عن د انقض اء الش ركة ألي س بب من أس باب االنقض اء العام ة أو الخاص ة ي ترتب على ذل ك زوال‬
‫الشخصية المعنوية للشركة بعد قفل التص فية نهائي ا‪ ،‬ويحتم الق انون ش طب قي د الش ركة في الس جل التج اري وه ذا م ا نص علي ه‬
‫القانون التجاري ألن الشخصية المعنوية تبقى مستمرة للشركة حتى في أثناء فترة التصفية وبالقدر الالزم لها‪ ،‬وبالتالي ال تنتهي إال‬
‫بغلق التصفية نهائيا بعد ذلك‪ ،‬ويجب على المعني باألمر أن يطلب شطب القيد خالل شهر من تاريخ انتهاء التصفية وقفلها‪ ،‬ف إذا لم‬
‫يتم شطب القيد في أثناء هذه المدة يقوم أمين السجل بشطب القيد تلقائيا عند انقضاء سنة تحسب من تاريخ قفل التصفية‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن التاجر الذي قيد اسمه في السجل التجاري عن طريق الخطأ له الحق في طلب شطب أو محو هذا القيد (‪.)2‬‬
‫‪ 4.3‬الجزاءات المترتبة على مخالفة األحكام الخاصة بالسجل التجاري ص‪162‬‬
‫إن معظم القوانين التي أخذت بالسجل التجاري قد اختلفت فيما بينها من حيث الجزاءات التي فرضتها على الت اجر نتيج ة لمخالفت ه‬
‫أحكام السجل التجاري‪ ،‬فبعض القوانين فرضت عقوبات جنائية وبعضها نص على عقوبات مدنية سوف نبحثها بالتفصيل ‪-‬‬
‫أوال‪ ،‬الجزاءات المدنية‬
‫رتب القانون األردني للتجارة الصادر سنة ‪ 1966‬وقانون الشركات األردني المؤقت الصادر سنة ‪ 1989‬و قانون السجل التجاري‬
‫رقم ‪ 130‬لعام ‪ 1666‬أثارة قانونية مدنية على عدم التقيد بأحكام الس جل التج اري‪ .‬وه و م ا أخ ذ ب ه المش رع الفرنس ي في ق انون‬
‫‪ 1953‬والقوانين الالحقة المتممة والمعدلة له‪.‬‬
‫يفهم من النص وص المتعلق ة بالس جل التج اري وخاص ة الم ادة ‪ 2/22‬من ق انون التج ارة األردني أن للس جل دورا ش هريا ك امال‬
‫وبالتالي يترتب على القيد أو عدمه آثار قانونية مهمة حيث أصبح يشرف عليه ش خص يس مى م أمور الس جل‪ ،‬للتحق ق من ص حة‬
‫البيانات المقدمة إليه‪ ،‬وينشأ عن القيد سجل قرينة بسيطة على ثبوت صفة التاجر‪ ،‬وهذا يخالف الق انون األلم اني حيث إن القي د في‬
‫السجل التجاري يعد شرطا الكتساب صفة التاجر كما أصبح المبدأ العام هو االحتجاج بالبيانات المدونة في الس جل قب ل اآلخ رين‪،‬‬
‫الصفحة ‪ 60‬من ‪143‬‬
‫أما عدم تدوينها فينفي إمكان االحتجاج بها‪ .‬كما أن البيانات المسجلة سواء أكانت إجبارية أم اختيارية فتعد نافذة في ح ق الغ ير من‬
‫تاريخ تسجيلها ويترتب على ذلك ما يأتي (‪)1‬‬
‫‪ - 1‬أن التصرفات القانونية التي ال يتم تسجيلها ال يحتج بها من قبل الغير‪ ،‬وبناء على ذلك إذا قام شخص بش راء مح ل تج اري م ع‬
‫اسمه التجاري فإنه يعد ملتزمة بديون البائع الناجمة عن استثماره على الرغم من كل اتفاق مخالف إذا لم يكن هذا االتفاق مقي دا في‬
‫السجل م ‪ 44/2‬من القانون التجاري األردني‪.‬‬
‫‪ -2‬ال تطبق المادة ‪ 1/14‬من القانون المدني األردني والتي تنص على تطبيق قانون جنسية الزوج على اآلث ار المالي ة لل زواج‪ ،‬إذا‬
‫لم يتم شهر عقد الزواج في السجل التجاري األردني إذا كان أحد الزوجين تاجرة‪.‬‬
‫‪ -3‬يستفاد من نص المادة ‪ 14‬من قانون الشركات األردني أن الشركة تعد باطلة إذا لم يتم قيدها في السجل التج اري س واء أك انت‬
‫شركة تجارية أم مدنية اتخذت شكل إحدى الشركات التجارية المنصوص عليها في القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ - 4‬إن جميع التصرفات القانونية الواردة على المحل التجاري من بيع أو رهن أو تقديمه حصة في شركة أو تأجيره بناء على عق د‬
‫إدارة حرة‪ .‬ال تعد حجة على الغير بدون قيدها في السجل‪.‬‬
‫‪ - 5‬إن من شروط انتساب الشخص المعنوي إلى الغرفة التجارية أن يكون تاجرا مقيدة في السجل التجاري األردني‪ ،‬أما إذا لم يقي د‬
‫اسمه في جل التجاري فيحرم من عضوية الغرفة التجارية‪.‬‬
‫ثانيا الجزاءات الجنائية‬
‫‪ - 1‬إهمال القيد في السجل التجاري‪ .‬إذا أهمل التاجر شخصا طبيعية أو معنويا كالشركات التجارية أو مديرها تق ديم طلب إلى أمين‬
‫السجل من أجل إجراء القيود اإلجبارية المنصوص عليها في السجل التجاري أو قانون التجارة األردني في أثناء المواعيد المح ددة‬
‫قانونا توقع غرامة ضئيلة وهي عقوبة غير رادعة‪ ،‬ولكن إذا أشهر التاجر شخصا طبيعيا كان أم شخصا معنويا دون قي د اس مه في‬
‫السجل التجاري فسوف يؤدي ذلك إلى توقيع غرامة عليه مقدارها دينار واحد عن كل يوم تأخير‪ .‬وهذا م ا أكدت ه الم ادة ‪ 2/12‬من‬
‫قانون الشركات األردني أيضا حيث منعت الشركة من مباشرة نشاطها إال بع د قي دها الس جل التج اري‪ ،‬وإذا خ الفت الش ركة ذل ك‬
‫يعاقب كل شريك متضامن بدفع غرامة مقدارها خمسون دينار‪.‬‬
‫‪ -2‬قيد بيانات غير صحيحة أو غير كاملة يسأل جنائية كل شخص ق دم بيان ات غ ير ص حيحة أو أعطى بيان ات غ ير كامل ة قص د‬
‫التسجيل في السجل التجاري‪ ،‬وقد يحكم عليه بغرامة تتراوح بين عشرة دن انير إلى مائ ة دين ار‪ ،‬وب الحبس م دة ت تراوح بين ش هر‬
‫واحد إلى ستة أشهر‪ ،‬أو بإحدى هاتين العقوبتين م‪ .34 1‬ويس تفاد من نص الم ادة ‪ 2/34‬أن العقوب ة الس ابقة ال تح ول دون توقي ع‬
‫يمكن الحكم بها وفقا للقوانين الخاصة ووفقا لقانون العقوبات األردني بشأن الجرائم الناشئة عن البيان غير الصحيح‪.‬‬
‫كما أن المادة ‪ 3/34‬ألزمت المحكمة الجزائية التي تصدر الحكم أن تأمر بتصحيح البيان المشار إليه على الوجه الصحيح‪.‬‬
‫كما يستفاد من نص المادة ‪ 1/35‬فرض العقوبات السابقة من المحكمة المختصة وثب وت ع دم ص حة البي ان ال يح ول دون اعتب ار‬
‫قيده نافذا في مواجهة اآلخرين‪.‬‬
‫ويستفاد من النصوص السابقة وخاصة نص المادة ‪ 34‬أن هذه الجريمة ال تقوم إال إذا توافرت أركانها اآلتية‪:‬‬
‫الركن األول‪ :‬الركن الشرعي‪ ،‬ويتمثل في القانون على هذه الجريمة‪.‬‬
‫الركن الثاني ‪ :‬القصد الجنائي أي سوء النية لدى التاجر أي أنه كان على علم بأن هذه البيانات التي يطلب قيدها غير صحيحة‪.‬‬
‫الركن الثالث ‪ :‬الركن المادي‪ ،‬أي الحاق الضرر بالغير ثم توافر عالقة السببية بين الضرر والقصد الجنائي‪.‬‬
‫‪ -3‬نصت المادة ‪ 6/38‬من قانون الشركات‪ ،‬على أن الشركات األجنبية العادية إذا خالفت أحكام السجل التجاري تعد مرتكبة لج رم‬
‫عقوبته الغرامة التي ال تزيد على مائتين وخمسين دينارا‪.‬‬

‫‪ 5.3‬األثار القانونية للقيد في السجل التجاري ص‪165‬‬


‫يستفاد من نصوص القانون التجاري بشكل عام ونصوص القوانين الخاصة بالسجل التج اري األردني بش كل ع ام أن المش رع ق د‬
‫رتب آثارا قانونية مهمة على القيد السجل التجاري تجمعها فيما يأتي‪:‬‬
‫أوال اكتساب صفة التاجر‬
‫يستفاد من نصوص القانون التجاري والنصوص الخاصة بالسجل التجاري أن قيد الشخص الطبيعي في السجل التجاري هي قرينة‬
‫بسيطة على اكتساب الشخص الطبيعي صفة الت اجر‪ ،‬ويمكن إثب ات عكس ها بجمي ع ط رق اإلثب ات‪ .‬إن ش روط اكتس اب الش خص‬
‫الطبيعي لصفة التاجر ح ددها الق انون التج اري األردني في الم ادة التاس عة من ه حيث نص ت على ش رط االح تراف أي ممارس ة‬
‫الصفحة ‪ 61‬من ‪143‬‬
‫الشخص الطبيعي للعمل التجاري بشكل مستمر ومنتظم وعلى وجه االس تقالل‪ ،‬بم ا نص ت الم ادة ‪ 15‬من ق انون التج ارة األردني‬
‫التي ب دورها على الق انون الم دني األردني ش رط األهلي ة وهي بل وغ الش خص الطب الثامن ة عش ر دون أن يعتري ه ع ارض من‬
‫عوارض األهلية ولم يذكر من بين هذه الشروط شرط القيد في السجل التجاري‪.‬‬
‫هذا على خالف القانون األلماني الذي يعد القيد في السجل التجاري شرط الكتساب صفة التاجر إذا كان الشخص ال يحترف اح دى‬
‫الحرف التجارية المنصوص‬
‫عليها في المادة األولى من التقنين التجاري األلماني‪ .‬أما التجار الذين يمارسون أو يحترفون إحدى الحرف التي تنص عليها الم ادة‬
‫األولى فيكتسبون صفة التاجر بمجرد االحتراف وذلك بغض النظر عن القيد في السجل من عدمه (‪)1‬‬
‫ثانيا‪ ،‬اكتساب الشخصية المعنوية‬
‫ي ؤدي القي د في الس جل التج اري بالنس بة للش ركات التجاري ة وفق ا لنص وص الق انون التج اري األردني إلى اكتس ابها للشخص ية‬
‫المعنوية‪ ،‬وهذا ما نصت عليه مواد من قانون الشركات األردني المؤقت لعام ‪ 1989‬بأن الشركة ال تتمتع بالشخص ية المعنوي ة إال‬
‫منذ قيدها في السجل التجاري فيؤدي هذا القيد وظيفة إشهارية للشركات إذ يعد بمثابة شهادة ميالد للش ركة وش رطة الزم ة لنش وء‬
‫شخصيتها المعنوية وتمتعها باألهلية القانونية‪ ،‬كما يعد التسجيل شرطة لالحتجاج على اآلخرين بم ا يط رأ من تع ديالت على عق د‬
‫الشركة‪ .‬المادة ‪ 4‬من قانون الشركات األردني‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬االحتجاج على الغير في البيانات التي تقيد في السجلة‬
‫يعد السجل التجاري وسيلة إشهارية أي وسيلة للشهر القانوني بحيث يترتب على ذلك نتيجة مهمة مقتض اها أن البيان ات ال تي تقي د‬
‫في السجل تعد نافذة في حق الغير من تاريخ تس جيلها‪ ،‬ويس تطيع الت اجر أن يحتج به ذه البيان ات في مواجه ة الغ ير س واء أك انت‬
‫بيانات إلزامية أم بيانات اختيارية ألن المشرع أعطي الحق لكل شخص في االطالع على السجل التج اري والحص ول على نس خة‬
‫مصدقة من هذه البيانات‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مسؤولية التاجر عن ديون المحل التجاري حتى محو القيد أو تعديله‬
‫إن تنازل التاجر المقيد في السجل التجاري عن محله التج اري لآلخ رين س واء عن طري ق ال بيع أو اإليج ار أو تقديم ه حص ة في‬
‫شركة‪ ،‬يظل مسؤوال عن التزاماته التجارية إلى أن يتم شطب اسمه من السجل التجاري أو تعديله‪ ،‬وأساس ه ذه المس ؤولية وج ود‬
‫قرينة قاطعة على أن التاجر ما زال يمارس نشاطه التجاري وبالتالي تستمر مسؤوليته عن الديون الناشئة عن هذا النشاط إلى حين‬
‫شطب هذا القيد أو تعديله‪.‬‬
‫كما يترتب على القيد في السجل مسؤولية التاجر عن الضرائب مالم يقدم شهادة بأنه قام بمحو القيد بسبب اغالق ه المح ل التج اري‬
‫أو شهادة تعديل العقد في حالة التنازل عنه إلى اآلخرين وينطبق الحكم نفسه على ورثة التاجر‬
‫خامسا عالنية القيد في السجل‬
‫ألزم القانون التجاري األردني وقانون الس جل التج اري ك ل ت اجر قي د في الس جل التج اري أن يكتب على واجه ة محل ه و جمي ع‬
‫المراسالت والمطبوعات والفواتير واألوراق المتعلقة بتجارته اسمه التجاري مع ذكر مكتب السجل ورقم القيد‪ ،‬کما س مح الق انون‬
‫ألي شخص صاحب مصلحة أن يحصل على مستخرج من السجل ويجب أال ي ذكر في النس خة المعط اة األحك ام القض ائية بش هر‬
‫اإلفالس إذا كان المفلس قد استرد اعتباره‪ .‬وال يذكر األحكام القضائية بالحجر أو بإقامة مساعد قض ائي إذا ك ان ق د ص در الق رار‬
‫برفع الحجر أو المساعدة‪ .‬المادة ‪ 31‬من قانون التجارة األردني ويس تفاد مم ا تق دم أن للس جل التج اري األردني‪ .‬وظيف ة إش هارية‬
‫كاملة‪ ،‬ووظيفة استعالمية أيضا‪.‬‬
‫سادسا الوظيفة اإلحصائية للسجل التجاريه‬
‫يعد السجل التجاري أداة فعالة لجمع المعلومات اإلحصائية عن المشروعات التجارية‪ ،‬فبوس اطته يمكن معرف ة ع دد المش روعات‬
‫التجارية‪ ،‬فردية كانت أم جماعية‪ ،‬تجارا كانوا أم شركات تجارية‪ ،‬مؤسسات خاصة أم عامة مملوكة للدولة‪.‬‬
‫وسواء أكانوا تجارا طبيعيين أم معنويين مواطنين أم أجانب‪.‬‬
‫إن السجل بوصفه إداة إحصائية يمكننا من جمع البيانات الالزمة لتخطيط السياسة االقتصادية العامة ألية دولة من ال دول‪ ،‬غ ير أن‬
‫رسم مثل تلك السياسة االقتصادية يتطلب صحة البيانات الواجب قيدها في السجل التجاري‪،‬‬
‫كما يفيدنا القيد في السجل التجاري في معرفة مشروعات القطاع العام والقطاع الخاص‪ ،‬ومقدار رأس المال المستثمر من جانبهم ا‬
‫وبالتالي رقابة تنفيذ الخطة االقتصادية العامة‪ .‬كذلك يفيدنا في معرفة حجم رأس المال األجنبي المس تثمر في البالد وأن واع النش اط‬
‫االقتصادي التي تقوم به‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 62‬من ‪143‬‬
‫كما يستطيع السجل التجاري أن يقدم معلومات عن كل تاجر أو مشروع بقص د اطمئن ان اآلخ رين على س المة العق ود ال تي يري د‬
‫إبرامها مع التاجر أو المشروع التجاري ويتم ذلك بالحصول على نسخة من السجل التجاري‬
‫تدريب (‪)4‬‬
‫‪ -1‬اذكر حاالت شطب القيد في السجل التجاري‬
‫حاالت شطب القيد في السجل التجاري‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتزال التاجر لتجارته وغلقه لمحله التجاري‪.‬‬
‫‪ -2‬وفاة التاجر‬
‫‪ -3‬حال انقضاء الشركات‪.‬‬

‫تدريب (‪)5‬‬
‫اذكر الجزاءات المدنية الناتجة من عدم القيد في السجل التجاري‪.‬‬
‫الجزاءات المدنية الناتجة من عدم القيد في السجل التجاري‬
‫‪ -1‬إن التصرفات القانونية التي ال يتم قيدها في السجل ال يحتج بها من قبل اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم تطبيق نص المادة ‪ 1/14‬من الق انون الم دني األردني وال تي تنص على تط بيق ق انون جنس ية ال زوج على اآلث ار المالي ة‬
‫للزواج واذا لم يتم شهر عقد الزواج في السجل التجاري األردني‪ ،‬إذا كان أحد الزوجين تاجرا‬
‫‪ -3‬إن الشركة تعد باطلة‪ .‬إذا لم يتم قيدها في السجل التجاري‪ ،‬سواء أكانت شركة تجارية أم مدني ة اتخ ذت ش كل إح دى الش ركات‬
‫التجارية‪.‬‬
‫‪ - 4‬إن جميع التصرفات القانونية الواردة على المحل التجاري ال تعد حجة على اآلخرين دون قيدها في السجل‪.‬‬
‫‪ - 5‬من شروط انتساب الشخص المعنوي إلى الغرفة التجارية يجب أن يكون تاجرا مقيدا في السجل التجاري‪.‬‬

‫‪ .4‬شهر اإلفالس ص‪168‬‬


‫‪ 1.4‬تعريف اإلفالس وتطوره وخصائصه ص‪168‬‬
‫إذا عجز المدين عن الوفاء بديونه‪ ،‬يحق لدائنيه أن يستوفوا حقوقهم عن طريق التنفيذ على أمواله‪ .‬وهناك نظام ان مختلف ان للتنفي ذ‬
‫على أموال المدين‪:‬‬
‫أوال‪ :‬النظام الروماني‪ :‬وهو نظام جماعي يحق للدائنين عند تخل ف الم دين (ت اجر) ك ان أم غ ير ت اجر) عن الوف اء بديون ه أن‬
‫يطلبوا من القاضي وضع يدهم على أموال المدين جميعها مع بقائها على ملكيته‪ .‬ويترتب على ذلك غل يد المدين عن إدارة أمواله‪،‬‬
‫و انتقال هذه اإلدارة إلى وكيل جماعة الدائنين ثم بيع أموال المدين بالمزاد العلني‪ ،‬ويق وم المش تري ب دفع الثمن لل دائنين ك ل بق در‬
‫ماله من دين‪ .‬ويمتاز النظام الروماني بخصيصتين‪:‬‬
‫األولى تحقيق المساواة بين الدائنين في استيفاء حقوقهم من المدين‪،‬‬
‫الثانية تصفية أموال المدين جميعها‪.‬‬
‫ثانيا‪ -:‬النظام الجرماني‪ :‬إن التنفيذ على أموال المدين وفقا للقانون الجرماني القديم كان نظاما خاصا فردي ا يحتف ظ في ه الم دين‬
‫بحيازة أمواله والتصرف فيها‪ ،‬ويجوز فيه للدائن أن يحجز على أم وال من أم وال الم دين بحيث يك ون ل ه امتیاز على ه ذا الم ال‬
‫المحجوز ويخوله أن يستوفي حقه من ثمنه باألولوية على باقي الدائنين‪ .‬غير أن النظام الجرماني يعد قاصرة من النواحي اآلتية‪.‬‬
‫‪ -1‬بقاء المدين على رأس أمواله يتصرف فيها كما يشار مما ينقص من حقوق الدائنين‪.‬‬
‫‪ -2‬إن هذا النظام ال يحقق المساواة بين الدائنين ألنه يتم الوفاء لمن سبق‪.‬‬
‫‪ - 3‬إن هذا النظام يلحق ضررا باالئتمان‪ ،‬ألن عدم تكافؤ فرص الدائنين في استيفاء حق‪šš‬وقهم يحم‪šš‬ل ال‪šš‬دائن على التش‪šš‬دد في منح‬
‫االئتمان‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن نظام الحجز الفردي الجرماني ونظ ام الحج ز الجم اعي الجرم اني يق ابالن نظ ام اإلعس ار ونظ ام اإلفالس في‬
‫القانون األردني‬

‫الصفحة ‪ 63‬من ‪143‬‬


‫اإلعسار ‪ :‬هو نظام خاص بالمدينين غير التجار ويفترض عدم كفاية أموال المدين للوفاء بديونه‪.‬‬
‫اإلفالس‪ :‬هو نظام قاصر على التجار وحدهم وينظمه القانون التجاري ويفترض توقف الت اجر عن دف ع دين من ديون ه التجاري ة‬
‫في مواعيد استحقاقها‪ .‬ويقوم نظام اإلفالس على تصفية أموال المدين تصفية جماعية وتوزيع الثمن الن اتج منه ا على ال دائنين ك ل‬
‫بنسبة دينه‪ ،‬تحقيقا للمساواة بينهم كما هو الشأن في القانون الروماني‪ ،‬ك ذلك ي وفر حماي ة خاص ة بتقري ر بطالن التص رفات ال تي‬
‫يبرمها المدين في فترة الريبة (‪)1‬‬
‫التطور التاريخي لنظام اإلفالس؟‬
‫إن المصدر المباش ر لنظ ام اإلفالس في مفهوم ه الح ديث يع ود إلى العص ور الوس طى حيث ك انت تأخ ذ الم دن اإليطالي ة بنظ ام‬
‫التصفية الجماعية المعروفة عند الرومان مع تطويره اليسایر حاج ات العص ر‪ ،‬ثم انتش ر ه ذا النظ ام في إيطالي ا إلى فرنس ا حيث‬
‫ص در أول ق انون فرنس ي ينظم نظ ام اإلفالس س نة ‪ 1673‬ثم ق انون ن ابليون س نة ‪ .1807‬وتم يز ه ذا الق انون بص رامة أحكام ه‬
‫والحرص على أخذ المدين بالشدة‪ ،‬حيث كان ينص على حبس المفلس مهما كان السبب وحرمانه من حقوقه المدنية والسياس ية‪ ،‬ثم‬
‫عدل هذا القانون سنة ‪.1932‬‬
‫غير أن هذه القوانين لم تفرق بين التاجر الذي اضطربت أعماله بسبب إهماله في تجارته وإساءته التصرف‪ ،‬والت اجر حس ن الني ة‬
‫وسيء الحظ الذي أفلس نتيجة لظروف غير متوقعة وال يمكن تجنبها‪ ،‬كنشوب حريق أو غرق س فينة أو أو أزم ة اقتص ادية‪ ،‬ل ذلك‬
‫أشأ المشرع الفرنسي نظاما خاصا بالتجار حسني النية يعرف بنظام التصفية القضائية بقانون ‪ 1889/3/4‬وهو يع د إفالس ا مخفف ة‬
‫تغل فيه يد المدين عن إدارة أمواله والتصرف فيها وال يستتبع سقوط الحقوق المدينة عنه‪.‬‬
‫لذلك فإن القانون الفرنسي أصبح يعرف نظامين للتاجر المتوقف عن الدفع نظ ام اإلفالس ونظ ام التص فية القض ائية‪ .‬وظ ل الح ال‬
‫على هذا الوضع إلى حين صدور قانون ‪ 1955/5/20‬بشأن اإلفالس والتسوية القضائية وإعادة االعتبار‪ .‬ويلغي هذا الق انون نظ ام‬
‫التصفية القضائية ليحل محله نظام التسوية القضائية‪.‬‬
‫والتسوية القضائية هي نظام مقرر لجميع التجار الذين توقفوا عن الدفع إال أن مشروعاتهم قابلة لالستمرار عن طريق الصلح م ع‬
‫الدائنين‪ ،‬واخذت معظم التشريعات بنظام الصلح الواقي من اإلفالس‪ ،‬وهو نظام يرمي إلى تفادي ش هر اإلفالس وإنق اذ الم دين من‬
‫آثاره‪.‬‬
‫إن التشريعات مختلفة في مدى تط بيق نظ ام اإلفالس‪ ،‬ففي فرنس ا واألردن وال دول العربي ة األخ رى ودول أخ رى يقتص ر نظ ام‬
‫اإلفالس على التجار وحدهم‪ ،‬أم ا في إنجل ترا ف إن نظ ام اإلفالس يطب ق على الجمي ع دون تفرق ة بين ت اجر أو غ ير ت اجر ماع دا‬
‫شركات المساهمة التي تخضع لنظام خ اص ه و نظ ام التص فية القض ائية ونص علي ه ق انون الش ركات البريطاني ة الص ادر س نة‬
‫‪.1948‬‬
‫أما ألمانيا وسويسرا والواليات المتحدة األمريكية وهولندا فيطبق اإلفالس على الجميع دون تفرقة بين تاجر أو غير تأجر‪.‬‬
‫ولقد نظم القانون األردني الصادر سنة ‪ 1966‬في الكتاب الرابع م‪ ،‬الصلح الواقي واإلفالس‬

‫الخصائص العامة لإلفالس‬


‫‪ -‬اإلفالس نظام جماعي التصفية أموال المدين التاجر الذي يتوقف عن دفع ديونه التجارية‪ .‬ويشهر بحكم من المحكمة المختصة‪.‬‬
‫‪ -‬يترتب على شهر اإلفالس آث ار تتعل ق بش خص الم دين من جه ة وبأموال ه من جه ة أخ رى‪ ،‬فتس قط عن المفلس بعض الحق وق‬
‫المهنية والسياسية‪ ،‬وليس أمامه من سبیل الستعادة هذه الحقوق إال باتباع إجراءات رد االعتبار‪.‬‬
‫‪ -‬قد يتعرض التاجر المفلس للعقوبات الجزائية في حالة اإلفالس بالتقصير أو بالت دليس‪ ،‬كم ا أن ي د الت اجر المفلس تغ ل عن إدارة‬
‫أمواله والتصرف فيها‪.‬‬
‫‪ -‬إن التصرفات التي يبرمها المدين التاجر في الفترة الواقعة ما بين تاريخ توقفه عن الدفع وتاريخ حكم ش هر اإلفالس أي في ف ترة‬
‫الريبة تكون باطلة وجوبا أو جواز) حسب األحوال‪.‬‬
‫‪ -‬يترتب على حكم شهر اإلفالس انتظام الدائنين في هيئة تسمى جماعة الدائنين يمثلها السنديك أو وكي ل التفليس ة‪ ،‬وتت ألف جماع ة‬
‫الدائنين من الدائنين العادين ‪-‬‬
‫‪ -‬تفتتح بعد صدور حکم اإلفالس وإج راءات تمهيدي ة ته دف إلى تحدي د أص ول ذم ة المفلس وخص ومها لكي يتمكن ال دائنون من‬
‫اتخاذ الحل المناسب الذي ينتهي باإلفالس ويتولى السنديك هذه اإلجراءات تحت إشراف القاض ي المنت دب ال ذي تخت اره المحكم ة‬
‫الصفحة ‪ 64‬من ‪143‬‬
‫التي شهرت اإلفالس من بين قضاتها لهذا الغرض بعد انتهاء هذه االجراءات التمهيدية يتخذ الدائنون أحد حلول أربع‪šš‬ة تنتهي به‪šš‬ا‬
‫التفليسة‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يمنح المفلس صلحا بسيطة يضعه على رأس تجارته مع منحه مزایا معينة للوفاء بديونه‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن يمنح المفلس صلحا بالتنازل عن موجوداته‪ ،‬وبمقتضاه يبرأ المفلس من ديونه نظير التنازل عن أمواله للدائنين‪.‬‬
‫‪ - 3‬أن يعلن اتحاد الدائنين فتصفى أموال المفلس ويوزع الناتج منها على الدائنين قسمة غرماء‪.‬‬
‫‪ - 4‬أن يتبين الدائنون أن موجودات المفلس ضعيفة ال تكفي لمواجهة نفقات التفليسة فتنقل لعدم كفاية الموجودات‪.‬‬
‫وقد يحصل المدين إذا كان حسن النية على صلح واقي من اإلفالس يهدف إلى تالفي شهر اإلفالس وإنقاذ المدين من آثاره (‪)1‬‬
‫‪ 2.4‬الشروط الموضوعية لشهر اإلفالس‬
‫نصت المادة ‪ 316‬من القانون التجاري األردني على ما يأتي‪ :‬مع االحتفاظ بتطبيق أحك ام الب اب الس ابق يع د في حال ة إفالس ك ل‬
‫تاجر يتوقف عن دفع ديونه التجارية‪ ،‬وكل تاجر ال يدعم الثقة المالية به إال بوسائل يظهر بجالء أنها غير مشروعة‪.‬‬
‫يستفاد من هذا النص أنه يلزم لشهر اإلفالس أن يكون الم دين ت اجرة من جه ة وأن يتوق ف عن ال دفع من جه ة اخ رى‪ .‬ويجب أن‬
‫يجتمع هذان الشرطان في المدين في الوقت نفسه‪.‬‬

‫الشرط األول‪ :‬صفة التاجر‬


‫االفالس نظام خاص بالتجار وحدهم فال ينطبق على غيرهم‪ ،‬لذلك يشترط فيمن يشهر إفالسه أن يكون تاجرة‪ ،‬ولقد نصت المادة ‪9‬‬
‫من القانون التجاري األردني على ما يأتي‬
‫‪ -1‬التجار هم‪:‬‬
‫أ‪ -‬األشخاص الذين تكون مهنتهم القيام بأعمال تجارية‪.‬‬
‫ب‪ -‬الشركات التي يكون موضوعها تجاريا‪.‬‬
‫‪ -2‬أما الش‪š‬ركات ال‪š‬تي يك‪š‬ون موض‪š‬وعها م‪š‬دنيا ولكنه‪š‬ا اتخ‪š‬ذت ص‪š‬فة الش‪š‬ركات المس‪š‬اهمة المح‪š‬دودة والعادي‪š‬ة فتخض‪š‬ع لجمي‪š‬ع‬
‫التزامات التجار المعينة في الفصلين الثاني والثالث من هذا الكتاب‪..‬‬
‫يستفاد من هذا النص أن نظام اإلفالس ينطبق على التجار األفراد والشركات التجارية”‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التجار األفراد‬
‫التاجر الفرد هو من يحترف القيام باألعمال التجارية‪ ،‬ويجب على الحكم الصادر بشهر اإلفالس أن يبين أن للم دين ص فة الت اجر‪،‬‬
‫غير أن إغفال القيد في السجل التجاري ال يمنع من شهر إفالس المدين إذا ك ان يح ترف التج ارة في الواق ع‪ .‬ويج وز ش هر إفالس‬
‫القاصر المأذون له في ممارسة التجارة‪ ،‬إذ إنه يعامل كمن بلغ سن الرشد في حدود تجارته‪ ،‬إال أنه يمنع شهر إفالس القاصر غ ير‬
‫المأذون له في االتجار حتى ولو كان يقوم بأعمال تجارية‪.‬‬
‫والمرأة سواء أكانت متزوجة ام غير متزوجة وبلغت سن الرشد ‪ 18‬سنة كاملة و اح ترفت القي ام باألعم ال التجاري ة فهي تكتس ب‬
‫صفة التاجر‪ ،‬وال يشترط حصول المرأة المتزوجة على إذن من زوجها وفقا ألحكام القانون المدني األردني وبالت الي يج وز ش هر‬
‫إفالسها عند توقفها عن دفع دين من ديونها التجارية‪.‬‬
‫أما األشخاص الممنوعون من ممارسة التج ارة بمقتض ى الق وانين الم وظفين والمح امين واألطب اء والقض اة إلى غ ير ذل ك ف إنهم‬
‫يكتسبون صفة التاجر إذا اح ترفوا القي ام باألعم ال التجاري ة‪ ،‬ويتعرض ون للج زاءات التأديبي ة بس بب مخالف ة الحظ ر المف روض‬
‫عليهم‪ ،‬ومن ثم يجوز شهر إفالسهم‪.‬‬
‫وقد يحترف الشخص الطبيعي التجارة متسترة وراء شخص آخر كأن يكون الش خص محامي ا أو موظف ة محظ ورة علي ه ممارس ة‬
‫التجارة‪ .‬فيستعين بآخر يمارس األعمال التجارية باسمه الخاص‪ ،‬يظهر أمام الغير أن ه الت اجر الحقيقي‪ .‬وق د اختل ف الفق ه في ه ذا‬
‫الصاد‬
‫بعض الفقهاء الشخص المستتر هو التاجر؛ ألن العمل يتم لحسابه وبالتالي يجوز شهر إفالسه‪ ،‬وآخرون عدوا الشخص الظاهر ه و‬
‫التاجر ويجوز شهر إفالسه‪ ،‬تطبيقا النظرية الظ اهر وحماي ة الثق ة اآلخ رين المش روعة وحفاظ ا على اس تقرار التعام ل‪ ،‬وال رأي‬
‫الراجح يعد االثنين معا تجارا ويجوز شهر إفالسهما‪.‬‬
‫ويالحظ أن الق انون األردني يعفي ص غار التج ار من مس ك ال دفاتر التجاري ة ومن القي د في الس جل التج اري‪ ،‬ومن أحك ام ش هر‬
‫اإلفالس والصلح الواقي المادة ‪ 10‬من قانون التجارة األردني‪ ،‬وهذا يخالف بعض القوانين القانون اللبناني ال ذي أخض عهم النظ ام‬
‫الصفحة ‪ 65‬من ‪143‬‬
‫اإلفالس والقانون اإلنجليزي واإليطالي‪ ،‬فأوجدت هذه الشريعات األخيرة نظام التفليسات الصغيرة‪ ،‬وه و نظ ام يق وم على محاول ة‬
‫الوصول إلى صلح واق بين المدين ودائنيه فإذا لم يتم الصلح اتبعت إجراءات مبسطة لتصفية ذمة المدين‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشركات التجارية‬
‫يجوز شهر إفالس الشركات التجارية وهي التي يكون موض وعها تجاري ة‪ .‬كم ا أن إفالس ش ركة التض امن يس تتبع إفالس جمي ع‬
‫الشركاء فيها‪ ،‬وعلى المحكمة أن تشهر في الحكم نفسه إفالس الشركة وإفالس جميع الش ركاء ألنهم ش ركاء متض امنون يكتس بون‬
‫صفة التاجر ويسألون بصفة شخصية وعلى وج ه التض امن فيم ا بينهم عن دي ون الش ركة وحينئ ذ تع دد التفليس ات فتوج د تفليس ة‬
‫للشركة وتفليسة لكل شريك تكون مستقلة وقائمة بذاتها (‪)1‬‬
‫والجدير بالذكر أن إفالس الشركاء المتضامنين ال يؤدي إلى إفالس الشركة وإنما يؤدي إلى حل الش ركة وانقض ائها‪ .‬ك ذلك األم ر‬
‫بالنسبة إلى الشريك المتضامن في ش ركة التوص ية بنوعيه ا البس يطة أو المس اهمة‪ ،‬فإن ه يع د ت اجرة ويس أل شخص ية عن دي ون‬
‫الشركة‪ ،‬فإن افالس الشركة يستتبع إفالس الشريك المتضامن‪ ،‬أما الشريك الموصي فال يشهر إفالس ه تبع ا لش هر إفالس الش ركة‪،‬‬
‫ألنه ال يكتسب صفة التاجر‪.‬‬
‫ويجوز شهر إفالس شركة المساهمة والشركة ذات المس ؤولية المح دودة‪ .‬غ ير أن ه ذا اإلفالس يقتص ر على الش ركة وال يتن اول‬
‫الشركاء؛ ألنهم ال يكتسبون صفة التاجر وال يلتزمون بديون الشركة في أموالهم الخاصة‪.‬‬
‫أما شركة المحاصة فال تتمتع بالشخص ية المعنوي ة‪ ،‬ومن ثم ال يج وز ش هر إفالس ها وإنم ا يش هر إفالس الش ريك المح اص ال ذي‬
‫يزاول التجارة باسمه الخاص‪ ،‬أما الشريك الذي لم يتعاقد مع اآلخرين فال يمكن شهر إفالسه‪.‬‬
‫ويجوز شهر إفالس الشركة الباطلة كالشركة الباطلة لعدم الش هر‪ ،‬وهي م ا تع رف بالش ركة الفعلي ة ألن ه يع ترف له ا بالشخص ية‬
‫المعنوية وبالتالي يجوز شهر إفالس ها‪ ،‬وك ذلك األم ر بالنس بة للش ركة المنحل ة ال تي هي قي د التص فية فتبقى محتفظ ة بشخص يتها‬
‫المعنوية وبالقدر الالزم للتصفية وبالتالي يجوز شهر إفالسها‪.‬‬
‫أما الشركات المدنية التي اتخذت شكل إحدى الشركات التجارية المنصوص عليها في القانون التجاري فال تعد شركات تجارية وال‬
‫تخضع ألحكام القانون التجاري إال فيما يتعلق بمسك الدفاتر التجارية والقيد في السجل التجاري‪ .‬أي ال يج وز ش هر إفالس ها وه ذا‬
‫يخالف القانن الفرنسي الصادر سنة ‪ 1966‬وبعض القوانين األخرى فهي تعذها شركة تجاري ة وتخض ع ألحك ام الق انون التج اري‬
‫ويجوز شهر إفالسها‪.‬‬
‫إثبات صفة التاجر‬
‫بما أن صفة التاجر ال تفترض‪ ،‬فإنه يقع على من يدعي أن المدين تاجر عبء اثبات هذه الصفة‪ ،‬ويجوز إثبات ه ذه الص فة بط رق‬
‫اإلثبات كافة‪ .‬فال يكفي إلثبات هذه الصفة اتصاف الشخص بأنه تاجر في األوراق الص ادرة من ه أو أن يك ون مش هورة بين الن اس‬
‫كتاجر‪ ،‬أو كونه مقيد في سجل التجارة‪ ،‬فتعد هذه جميعها مجرد قرائن بسيطة على صفة التاجر يجوز إثبات عکسها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التوقف عن الدفع‬
‫نصت المادة ‪ 316‬من قانون التجارة األردني على أنه لكي يشهر إفالس التاجر أن يكون ق د توق ف عن دف ع ديون ه التجاري ة‪ ،‬ولم‬
‫يحدد المشرع ماهية التوقف عن الدفع ولم يبين حاالت ه ل ذلك تص دي الفق ه والقض اء لتحدي د ماهي ة التوق ف عن ال دفع لكي يش هر‬
‫إفالس التاجر وكذلك لتحديد فترة الريبة (‪)1‬‬
‫التوقف عن الدفع واإلعسار‬
‫األولى هو واقعة عدم دفع الديون في مواعيد استحقاقها‪ ،‬أما اإلعسار فهو عدم كفاية أموال المدين للوفاء بديونه‪ .‬لقد تطلب المشرع‬
‫التوقف عن الدفع لشهر إفالس التاجر‪ ،‬ولم يشترط اإلعسار‪ ،‬ألن إثبات اإلعسار أمر صعب ويحتاج إلى إجراءات طويل ة ومعق دة‬
‫لجرد أموال المدين‪ ،‬فضال عن الضرر الذي يلحق بالدائنين من جراء عدم وفاء المدين التاجر بديونه في مواعيد اس تحقاقها ال يق ل‬
‫عن الضرر الذي يعود عليهم من عدم الوفاء أصال‬
‫فالتجار تجمعهم شبكة من العالقات القانونية‪ ،‬فيكون بعضهم مدينا في بعض العالقات ودائنا في بعضها اآلخر‪ ،‬وتخل ف ت اجر عن‬
‫الوفاء بديونه قد يستتبع عجز اآلخرين بدورهم عن ديونهم ولق د عل ق المش رع اإلفالس على توق ف الت اجر عن دف ع ديون ه بغض‬
‫النظر عما إذا كان موسرة أم معسرة ويترتب على هذا األمر نتيجتان‪:‬‬
‫األولى ‪ :‬ال يجوز شهر إفالس التاجر مادام يقوم بأداء ديونه في مواعيد استحقاقها ولو ثبت عسر ذمته‪ .‬كم ا إذا اق ترض أو ب اع أو‬
‫رهن بعض أمواله ليدفع ديونه‪ .‬أما إذا لجأ إلى وسائل غير مشروعة أو تدابير تنط وي على الغش إلخف اء حقيق ة مرك زه وإلطال ة‬

‫الصفحة ‪ 66‬من ‪143‬‬


‫حياته التجارية‪ ،‬كسحب سفتجات مجاملة أو شراء سلع وبيعها بخسارة فيعد في حالة توقف عن الدفع وه ذا م ا نص ت علي ه الم ادة‬
‫‪ 316‬من قانون التجارة األردني‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬يجب شهر اإلفالس متى عجز التاجر عن أداء ديونه في مواعيد استحقاقها ولو كانت ذمته موسرة‪ ،‬وينشأ ه ذا العج ز عن‬
‫أسباب كثيرة‪ .‬كما إذا ك ان الج زء األك بر من أص وله عب ارة عن حق وق ل ه غ ير مس تحقة في الح ال‪ ،‬أو عق ارات يص عب بيعه ا‬
‫للحصول على نقود لدفع ديونه‪.‬‬
‫حقيقة التوقف عن الدفع‬
‫التوقف عن الدفع هو عجز التاجر عجزة حقيقية عن الوفاء بديونه في مواعيد استحقاقها الضطراب أعماله وفقدانه الئتمانه‪.‬‬
‫فالتوقف المادي عن الدفع ال يكفي تعد التاجر متوقفا عن الدفع بالمعنى القانوني للكلمة‪ ،‬بل العبرة بالتوقف الحقيقي ال ذي ي دل على‬
‫سوء حالته المالية وزعزعة ائتمانه وعجزه عجزة مس تمرة عن متابع ة تجارت ه‪ ،‬أم ا إذا ك ان االمتن اع راجع ا إلى عس ر ع ارض‬
‫وصعوبات وقتية وأزمة عارضة ستزول ويستطيع التاجر التغلب عليها فال يعد في حالة توقف عن الدفع‪.‬‬
‫وال يشترط أن يكون التوقف عن الدفع شامال لكل الديون‪ ،‬ألن العبرة ليست بعدد الديون التي يتوقف عن دفعها‪ ،‬بل بتقدير أثر ه ذا‬
‫التوقف في ائتمان التاجر‪ ،‬فاالمتناع عن دفع دين واحد قد يبرر شهر اإلفالس‪ ،‬إذا كان يشكل خطورة بالنس بة آث ار اكتس اب ص فة‬
‫التاجر‬
‫لصفة المدين نفسه فمثال عجز أحد البنوك عن وفاء دین واحد‪ ،‬فهذا دليل على اضطراب أعماله ويعد م بررة لش هر إفالس ه‪ .‬وه ذا‬
‫بعكس امتناع دائن صغير عن الوفاء بأحد ديونه‪.‬‬
‫شروط الدين الذي يشهر اإلفالس بسببها‬
‫‪ -1‬يشترط كي يعد التاجر متوقف عن الدفع أن يكون الدين الذي عجز عن دفعه تجارية وهو ما نصت عليه المادة ‪ 316‬من ق انون‬
‫التجارة األردني‪ .‬وسواء أكان الدين تجارية بطبيعته أم بالتبعية‪ ،‬فاألصل أن جمي ع دي ون الت اجر تع د تجاري ة إلى أن يثبت العكس‬
‫وذلك وفقا للقرينة المنصوص عليها في أحكام قانون التجارة األردني وال أهمية لمصدر هذا الدين فقد يكون ناش ئا عن عق د أو عن‬
‫فعل ضار أو فعل نافع وال أهمية أيضا إذا كان الدين التجاري عاديا أو مضمونة بامتياز أو تأمين أو رهن‪ .‬وي ترتب على م ا س بق‬
‫إذا توقف التاجر عن دفع دين مدني فال يعد في حالة توقف عن الدفع وال يش هر إفالس ه‪ ،‬وم ع ذل ك يح ق لل دائن الم دني أن يطلب‬
‫شهر إفالس المدين بشرط أن يكون قد توقف عن دفع دین من ديونه التجارية‪ .‬ويحق للدائنين جميعا سواء أكانت دیونهم تجاري ة أم‬
‫مدينة حق التقدم في التفليسة واالشتراك في قسمة الغرماء‪.‬‬
‫وإذا كان الدين مختلطة تجارية بالنسبة لطرف ومدنية بالنسبة لطرف آخر ف العبرة بطبيع ة ال دين بالنس بة إلى ش خص الم دين ألن‬
‫حياة المدين التجارية هي مناط البحث‪ ،‬وكذلك العبرة بصفة الدين وقت التوقف عن الدفع‪ ،‬فإذا كان الدين تجاريا عند نشأته وأصبح‬
‫مدينة عند استحقاقه فال يجوز شهر اإلفالس بمقتضاه‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يكفي أن يكون التاجر متوقفا عن دف ع دین تج اري‪ ،‬ب ل يجب أن يك ون ه ذا ال دين محقق ا خالي ة من ال نزاع‪ ،‬معين المق دار‪،‬‬
‫ومستحق األداء‪.‬‬
‫فإذا امتنع التاجر عن دفع دین متنازع فيه نزاعا جدية‪ ،‬وكان غير معين المقدار أو غير مستحق األداء‪ ،‬فال يعد متوقفة عن الدفع‪.‬‬
‫ويترتب على ذلك أنه ال يجوز للشريك عند قي ام الش ركة أن يطلب ش هر إفالس ش ریکه‪ ،‬ألن األرب اح والخس ائر ال تتح دد بص فة‬
‫نهائي ة وال يص بح م ا في ذم ة الش ريك دين ا معني ا واجب األداء‪ ،‬ويج وز ش هر اإلفالس بمقتض اه إال بع د انته اء الش ركة بينهم ا‬
‫وتصفيتها‪.‬‬
‫إثبات التوقف عن الدفع‬
‫يقع عبء إثبات التوقف عن الدفع على من يطلب شهر اإلفالس ويجوز إثبات التوقف عن الدفع بجميع الطرق‪ ،‬ألنه إثب ات لوق ائع‬
‫مادية‪.‬‬
‫والوقائع التي تنشأ عنها حالة التوقف عن الدفع كثيرة ومتنوعة‪ .‬وغالبا ما تس تخلص المح اكم حال ة التوق ف عن ال دفع من تحري ر‬
‫احتجاج عدم الدفع ضد المدين المتناعه عن دفع قيمة ورقة تجارية في ميعاد استحقاقها‪ ،‬أو من عدم تنفيذ المدين لحكم يلزمه الدفع‪،‬‬
‫ومن توقيع حجز عليه‪ .‬أو من اعتراف المدين بأنه متوقف عن الدفع ومن إبرام تسوية ودية‪ ،‬والقاضي الموضوع السلطة التقديرية‬
‫في استخالص حالة التوقف عن الدفع من الوقائع التي تحيط بالمدين‪ ،‬على أن المحكمة التمييز ح ق الرقاب ة على الوص ف المعطى‬
‫لهذه الوقائع وهل هي مكونة لحالة التوقف عن الدفع أم ال‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اجتماع صفة التاجر وحالة التوقف عن الدفع‪:‬‬
‫الصفحة ‪ 67‬من ‪143‬‬
‫يلزم لشهر اإلفالس أن تجتمع المدين صفة التاجر وحالة التوقف عن الدفع‪ ،‬وبعبارة أخرى يجب أن يكون المدين تاجرة في ال وقت‬
‫الذي يتوقف فيه عن دفع ديونه‪ ،‬وأهم تطبيقات ذلك المبدأ‪ ،‬التاجر الذي يتوفى أو يعتزل التجارة‪.‬‬
‫‪ -1‬اإلفالس بعد الوفاة‬
‫نصت المادة ‪ 321‬من قانون التجارة األردني على ما يأتي "‪ -1‬يجوز شهر إفالس التاجر الذي اعتزل التج ارة أو ت وفي في ميع اد‬
‫سنة تبدأ من تاريخ اعتزاله التجارة أو من تاریخ وفاته‪ ،‬إذا كان توقفه عن الدفع سابقة «االع تزال أو الوف اة ‪ -2‬غ ير أن ه ال يج وز‬
‫الورثة التاجر المتوفي أن يطلبوا شهر إفالسه»‪.‬‬
‫يستفاد من هذا النص أنه يجوز شهر إفالس التاجر بعد وفاته لكي ال يحرم الدائنون من إجراءات التصفية الجماعي ة ال تي وض عها‬
‫القانون لتحقيق مالهم من الضمان على أمواله (‪)1‬‬
‫ويشترط لشهر إفالس التاجر بعد وفاته توافر شرطين‪:‬‬
‫األول ‪ :‬أن يتوفى التاجر وهو في حالة توقف عن الدفع فال يكفي لشهر إفالس التاجر المتوفي أن يقيم دائنوه الدليل على أن خصومه‬
‫تفوق أصوله ما دام قد أوفي ديونه التجارية إلى حين وفاته‪ ،‬اللهم إال إذا أثبت أن المتوفي لم يدعم الثقة المالي ة ب ه إال بوس ائل غ ير‬
‫مشروعة‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن يقدم طلب شهر اإلفالس خالل السنة التالية للوفاة‪ ،‬وذلك رغبة من المشرع في احترام ذك رى المت وفي‪ .‬وح تى ال يظ ل‬
‫مركز الورثة معلقا لمدة طويلة ومحاطة بالشك فيما يتعلق بمصير الشركة‪ .‬وتع د ه ذه الم دة م دة س قوط‪ ،‬فال تتعل ق بوق ف التق ادم‬
‫وانقطاعه ويكفي لتحقيق هذا الشرط أن يقدم طلب شهر اإلفالس في أثناء المدة‪ ،‬ولكن ليس من الضروري أن يص در الحكم بش هر‬
‫اإلفالس قبل انتهائها‪.‬‬
‫وأجاز القانون شهر اإلفالس بوجه عام‪ ،‬إما بناء على طلب المدين نفسه أو بناء على طلب دائنيه أو من تلقاء المحكمة نفسها‪ .‬غ ير‬
‫أن هذا الطلب ال ينتقل إلى ورثة التاجر المتوفي وهو ما نصت عليه صراحة الم ادة ‪ 2/321‬من ق انون التج ارة ولع ل الحكم ة من‬
‫وراء ذلك أنه ليس من الالئ ق أن يطلب الورث ة ش هر إفالس م ورثهم ذل ك من جح ود وتل ويث ال ذكرى الم ورث‪ ،‬غ ير أن بعض‬
‫الفقهاء ينتقدون ذلك ويرى أن القواعد العامة توجب انتقال جميع حقوق المورث إلى ورثته فقد تكون لهم مصلحة ظاهرة في ش هر‬
‫اإلفالس للتوصل إلى إبطال التصرفات المشوبة بالغش أو الوصول إلى صلح يتضمن إبراء من جزء من الدين‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلفالس بعد اعتزال التجارة‬
‫يستفاد من نص المادة ‪ 321‬من قانون التجارة األردني أنه يج وز ش هر إفالس الت اجر ال ذي اع تزل التج ارة لكي ال يتمكن الت اجر‬
‫المتوقف عن الدفع من درء خطر االفالس باعتزال التجارة‪ ،‬كما يش ترط الش هر اإلفالس في ه ذه الحال ة الش روط نفس ها المق ررة‬
‫لشهر اإلفالس بعد الوفاة‪.‬‬
‫أ‪ -‬يجب أن يكون المدين قد توقف عن الدفع في أثناء مزاولته التجارة وقبل أن ينسحب منها‪ ،‬أما إذا اعتزل الم دين التج ارة وزالت‬
‫عنه صفة التاجر ثم توقف عن الدفع بعد ذلك فال يجوز شهر إفالسه إال إذا كان هناك غش‪.‬‬
‫ب‪ -‬يجب أن يق دم طلب ش هر اإلفالس في خالل س نة من ت اريخ االع تزال الفعلي للتج ارة ويش ترط الق انون الفرنس ي أن يطلب‬
‫اإلفالس في خالل سنة من تاريخ شطب القيد الخاص بالتاجر في السجل التجاري‪.‬‬
‫وينطبق الحكم السابق على الشريك المتضامن الذي ينسحب من الشركة‪ ،‬إذ يج وز طلب ش هر إفالس ه إذا ك انت الش ركة في حال ة‬
‫توقف عن الدفع قبل انسحابه‪ ،‬ويطلب في خالل سنة ابتداء من تاريخ تسجيل االنسحاب من السجل التجاري‪.‬‬
‫‪3.4‬صدور حكم اإلفالس من المحكمة المختصة ص‪179‬‬
‫طبيعة حكم شهر اإلفالس‬
‫أوال‪ :‬الحجية المطلقة لحكم شهر اإلفالس‬
‫القاعدة العامة أنه ليست لألحكام إال حجية نسبية‪ ،‬فال تحدث آثارها إال بالنسبة إلى من كان طرفا في الخصومة‪ ،‬كما أنه ا ال تتعل ق‬
‫إال بالشيء موضوع النزاع‪ ،‬غير أن حكم اإلفالس يشذ عن هذا الوضع‪ ،‬فحجيت ه مطلق ة من حيث األش خاص ال ذين يس ري عليهم‬
‫واألموال التي يتناولها‪.‬‬
‫‪ .1‬بالنسبة لألشخاص؛‬
‫متى صدر الحكم بشهر اإلفالس فإن المدين ال يع د مفلس ب النظر إلى ال دائن ال ذي طلب ش هر اإلفالس فحس ب‪ ،‬وانم ا يع د ك ذلك‬
‫بالنظر إلى الناس جميعا وخاصة بالنسبة السائر الدائنين‪ ،‬ولو لم يكونوا طرفا في دع وى اإلفالس‪ ،‬وه ذا وض ع منطقي‪ ،‬ألن حال ة‬
‫اإلفالس بطبيعتها ال تتجزء‪ .‬وهذا ما يتفق مع الغاية من حكم شهر األفالم ذاته‪ ،‬وهي تصفية جماعية ألموال التاجر المفلس‪ ،‬وه ذه‬
‫الصفحة ‪ 68‬من ‪143‬‬
‫الغاية ال تتحقق إال اذا كان لألحكام حجية مطلقة إزاء جميع ذوي المصلحة‪ .‬ل ذلك وض ح المش رع أحكام ا خاص ية ه دف به ا إلى‬
‫حماية ذوي المصلحة فيه‪ ،‬فأوجب نشر حكم شهر اإلفالس ليتسني علم اآلخرين به كما أج از لهم الطعن في ه ول و لم يكون وا طرف ا‬
‫في الدعوى‪.‬‬
‫‪ -2‬بالنسبة لألموال‬
‫إن الحكم بشهر اإلفالس يتناول ذمة التاجر بأجمعها‪ ،‬إذ يعد ش هر اإلفالس بمثاب ة حج ز على أم وال الت اجر س واء أك انت متص لة‬
‫بتجارته أم غير متصلة بها‪ ،‬كما يشمل األموال الحاضرة والمستقبلة‪ ،‬ألن الهدف من إجراء تصفية جماعية ألم وال المفلس ه و أن‬
‫ينال فيها كل دائن نصيبا من دينه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األثر المنشئ لحكم شهر اإلفالس‬
‫سبق أن أوضحنا أن حكم شهر اإلفالس له حجية مطلقة خالفا لألحكام العادية كما أنه ليس مقررة لحال ة س ابقة على ص دوره‪ ،‬ب ل‬
‫إنه ينتج آثارة قانونية جديدة‪ .‬ال تبدأ إال من تاريخ صدوره‪ .‬فيترتب عليه غل يد الت اجر عن إدارة أموال ه والتص رف فيه ا‪ ،‬وك ذلك‬
‫تعيين وکيل للتفليسة «السنديك» وتنشأ جماعة الدائنين‪ ،‬وقف اإلجراءات آثار اكتس اب ص فة الت اجر الفردي ة‪ ،‬س قوط أج ل ال دين‪،‬‬
‫سريان الفوائد‪ .‬إلى غير ذلك‪ .‬كما أن التاجر المفلس يحرم من كثير من حقوق ه المدني ة والسياس ية فه ذه األوض اع جميعه ا لم تكن‬
‫موجودة قبل الحكم بشهر اإلفالس‪ ،‬لكي نقول إن حكم شهر اإلفالس له أثر كاشف‪ .‬وقد يص در حكم ش هر اإلفالس بن اء على طلب‬
‫المدين دون خصومه أو بناء على طلب الدائنين أو تحكم به المحكمة من تلق اء نفس ها‪ ،‬ف إن المحكم ة تنش ئ حال ة جدي دة هي حال ة‬
‫اإلفالس بعناصرها السابقة‪ ،‬وهي حالة جديدة وليس لها وجود من قبل‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أنه بالرغم من أن حكم شهر اإلفالس يعد منشأ لحالة اإلفالس وال ينتج أثره إال من ت اريخ ص دوره‪ .‬إال أن الق انون‬
‫يقضي ببطالن التصرفات التي يبرمها المفلس في فترة الريبة الواقعة ما بين تاريخ التوقف عن الدفع وتاريخ ص دور الحكم‪ .‬وه ذا‬
‫األثر الرجعي ال يفقد حكم شهر اإلفالس طبيعته اإلنشائية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مبدأ وحدة االفالس‬
‫إن اإلفالس يشمل جميع أموال المدين أو ذمته المالية بكاملها‪ ،‬وبالتالي ال يجوز شهر إفالس التاجر أكثر من مرة‪ .‬أو قيام تفليس ات‬
‫متعددة بالنسبة للمدين الواحد في الوقت نفسه‪ .‬أي ال يوجد إفالس على إفالس أي عدم تعدد اإلفالس‪ ،‬وهذا المب دأ أخ ذ ب ه المش رع‬
‫األردني في المادة ‪« 3/317‬وإذا قضت عدة محاكم في آن واحد بشهر افالس التاجر نفسه يصار إلى تعيين المرجع‪.‬‬
‫ويتفرع من هذا المبدأ أنه إذا تع ددت محالت الت اجر‪ ،‬ف إن المحكم ة المختص ة بنظ ر دع وى اإلفالس هي المحكم ة ال تي يق ع في‬
‫دائرتها المحل التجاري الرئيس‪ ،‬وهذا ما نصت عليه الم ادة ‪ 1/317‬من ق انون التج ارة األردني يش هر اإلفالس بحكم من محكم ة‬
‫البداية التي يوجد في منطقتها المركز الرئيس للمؤسسة التجارية”‪.‬‬
‫وكذلك إذا زاول المفلس تج ارة جدي دة في أثن اء قي ام التفليس ة األولى ثم توق ف المفلس عن دف ع دي ون تجاري ة جدي دة‪ .‬فال يج وز‬
‫للدائنين الجدد طلب شهر إفالس المدين مرة ثانية ولكن يجوز لهم االشتراك في التفليسة األولى القائمة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مبدأ إقليمية اإلفالس‬
‫اختلف الفقه في حكم شهر اإلفالس الصادر في دولة معينة فهل ينتج آثاره في الدول التي للمفلس فيه ا أم وال ودائن ون‪ ،‬أم أن أث ره‬
‫يقتصر على األموال والدائنين الذين يوجدون في إقليم الدولة التي صدر فيها؟ والخالف نفسه ثار حول الصلح‬
‫القضائي‪ ،‬ولم يأخذ القض اء األردني والمص ري واللبن اني في ح ل ه ذه المس ألة مب دأ وح دة اإلفالس‪ ،‬وانم ا أخ ذوا بمب دأ إقليمي ة‬
‫اإلفالس‪ ،‬وهذا يعني أن الحكم الصادر بشهر اإلفالس ال آثاره إال في إقليم الدولة التي صدر فيها‪.‬‬
‫ويترتب على مبدأ إقليمية اإلفالس أنه يجوز أن يشهر إفالس التاجر االجنبي ف ردا ك ان أو ش ركة إذا ك ان ل ه ف رع أو مؤسس ة أو‬
‫نش اط في األردن غ ير أن ه ذا افالس يقتص ر أث ره على األم وال الموج ودة في األردن وال يس ري على األم وال الموج ودة في‬
‫الخارج‪ ،‬وكذلك إذا اشهر إفالس التاجر في الخارج فال يمتد أثر هذا اإلفالس إلى األردن‪.‬‬
‫ومما يخفف من أثر مبدأ إقليمية اإلفالس أن الحكم الصادر في بلد أجنبي بشهر اإلفالس يجوز ش موله بالص يغة التنفيذي ة بحكم من‬
‫محكمة أردنية للتوصل إلى تصفية أموال المفلس الموجودة في األردن‪ ،‬كما أن ه إذا ش هر اإلفالس في األردن ج از لل دائنين ال ذين‬
‫نشأت حقوقهم في الخارج التقدم في التفليسة‪ ،‬والجدير بالذكر أنه من األفضل األخ ذ بمب دأ وح دة اإلفالس وذل ك بتقري ر أث ر دولي‬
‫لحكم شهر اإلفالس الصادر من المحكمة التي يقع بدائرتها المحل الرئيس للتاجر وأخذت بهذا الح ل بعض ال دول عن طري ق عق د‬
‫اتفاقيات دولية‪.‬‬
‫المحكمة المختصة بشهر اإلفالس‪:‬‬
‫الصفحة ‪ 69‬من ‪143‬‬
‫االختصاص النوعية‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 1/317‬من قانون الشركات األردني اشهر اإلفالس بحكم من محكمة البداية ال تي يوج د في منطقته ا المرك ز ال رئيس‬
‫للمؤسسة التجارية»‪ .‬ويستفاد من هذا النص أن االختصاص بشهر اإلفالس إنما هو لمحكمة البداية وحدها بغض النظ ر عن المبل غ‬
‫الذي من أجله رفعت الدعوى؛ ألن اإلفالس حالة غير قابلة للتقدير‬
‫االختصاص المحلي‪:‬‬
‫يستفاد من النص السابق أيضا أن المحكمة المختصة محلية محكمة البداية الك ائن ب دائرتها م وطن الم دين التج اري‪ ،‬وه و المك ان‬
‫الذي يباشر فيه تجارته‪ ،‬وليس محل إقامته العادي‪ .‬وإذا كان للتاجر محالت تجارية عدة فإن االختصاص يثبت للمحكمة التي يوجد‬
‫بدائرتها المحل الرئيس‪ ،‬أي المركز الرئيس المؤسسة التجارية‪.‬‬
‫وفي حالة الشركة فيقدم طلب شهر اإلفالس إلى المحكمة التي دائرتها مركز اإلدارة الرئيس وهو المك ان ال ذي يجتم ع في ه مجلس‬
‫اإلدارة والجمعية العامة‪ ،‬فال يجوز االتفاق على تعديله‪ ،‬وعلى المحكمة مراعاة ذلك من تلقاء نفسها‪ ،‬وذل ك ألنه ا أق در من غيره ا‬
‫على معرفة مركز التاجر المراد شهر إفالسه وكذلك من أجل جرد أموال المدين التاجر‪.‬‬
‫وكذلك فإن للمحكمة التي قضت بشهر اإلفالس النظر في كل المنازع ات المرتبط ة ب اإلفالس والناش ئة عن ه س واء أك انت متعلق ة‬
‫بمنقول أم بعقار وسواء أكانت مدنية أم تجارية ولو كانت هذه المنازعات من اختصاص محكمة أخ رى طبق ا لقواع د االختص اص‬
‫الع ام‪ .‬وه ذا م ا نص ت علي ه ص راحة الم ادة ‪ 4/317‬من ق انون الش ركات األردني المحكم ة ال تي ش هرت اإلفالس تك ون ذات‬
‫اختصاص للنظر بجميع الدعاوي التي يكون منشأها القواعد المختصة باإلفالس‪،‬‬
‫والحكمة من ذلك ألن هذه المحكمة أقدر من غيرها على الفص ل في ه ذه المنازع ات بحكم إحالته ا بظ روف اإلفالس و تص رفات‬
‫المفلس‪ ،‬أما اذا كانت ال دعوى مس تقلة عن اإلفالس وال تنطب ق عليه ا النص وص القانوني ة المتعلق ة ب اإلفالس فال تختص محكم ة‬
‫اإلفالس ينظر فيها‪.‬‬
‫واستنادا إلى ما تقدم تعد منازعة ناشئة عن اإلفالس وتختص بها محكم ة ش هر اإلفالس‪ ،‬دع اوي بطالن التص رفات لوقوعه ا في‬
‫أثناء فترة الريبة ولو كانت متعلقة بعقار‪ ،‬وكذلك دعاوي األسترداد المنصوص عليها في الق انون التج اري س واء أك انت مرفوع ة‬
‫من وكيل التفليسة على اآلخرين أم مرفوعة من اآلخرين على التفليس ة‪ ،‬وال دعوى ال تي يرفعه ا س نديك على س نديك س ابق بطلب‬
‫محاسبته والحصول على ما حوزته من أموال التفليسة‪.‬‬
‫كيفية طلب اإلفالس‬
‫يستفاد من نص المواد «‪ » 320 ،319 ،318‬من قانون التجارة األردني أن الحكم بشهر اإلفالس يجوز أن يصدر بناء على طلب‬
‫المدين نفسه أو طلب دائنيه أو تصدره المحكمة من تلقاء نفسها(‪.)1‬‬
‫‪ -1‬شهر اإلفالس بناء على طلب المدين‬
‫نصت المادة ‪ 318‬من قانون التجارة األردني على ما يأتي ‪ -1‬يجوز أن ترفع القضية إلى المحكمة من التاجر نفسه ‪ -2‬ويجب عليه‬
‫أن يقدمها خالل عشرين يوما من ت اريخ توقف ه عن ال دفع تحت طائل ة إدانت ه بجنح ة اإلفالس التقص يري ‪ -3‬وعلي ه أن ي ودع في‬
‫الوقت نفسه ميزانية مفصلة يصدق على مطابقتها لحالة موجوداته والديون المطلوبة منه‪.‬‬
‫يستفاد من هذا النص أن الحكم بشهر اإلفالس يجوز بناء على طلب المدين وبتصريح يقدمه إلى المحكم ة الك ائن ب دائرتها موطن ه‬
‫التجاري بأن ه توق ف عن دف ع ديون ه‪ ،‬وعلي ه أن يق دم ه ذا التص ريح خالل عش رين يوم ا من توقف ه عن ال دفع‪ ،‬وعلي ه أن يرف ق‬
‫بتصريحه موازنة مصدقة ومطابقة لحالة موجوداته والديون المطلوبة منه‪.‬‬
‫وعلى المحكمة أن تتحقق من توفر شروط اإلفالس قبل الحكم به فإذا ثبت لها أن المدين غ ير ت اجر أو أن ه أخط أ في تق دير مرك ز‬
‫المالي أو قصد من وراء هذا الطلب دفع الدائنين للحصول على صلح معهم‪ .‬وجب على المحكمة رفض طلب شهر اإلفالس وإذا لم‬
‫يقدم المدين التصريح في الميعاد المحدد‪ ،‬جاز عده مفلسا بالتقصير‪.‬‬
‫ويجوز للشركة أن تطلب شهر إفالس ها‪ ،‬ويجب أن يش تمل التص ريح في الت وق عن ال دفع على توقي ع الش ريك أو الش ركاء ال ذين‬
‫يملكون حق التوقيع عن الشركة إذا كانت شركة تضامن أو شركة توصية بسيطة أو شركة توصية باألسهم‪ :‬وعلى توقيع المدير أو‬
‫عضو مجلس اإلدارة الذي يقوم بوظيفته بناء على قرار مجلس اإلدارة إذا كانت الشركة مساهمة عامة أو ذات مس ؤولية مح دودة‪،‬‬
‫وعلى توقيع المصفي في أثناء ف ترة التص فية‪ ،‬وعلى جمي ع الش ركاء في ش ركة التض امن أو ش ركة التوص ية البس يطة أو ش ركة‬
‫التوصية باألسهم أن يصرح كل منهم في خالل عشرين يوما‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 70‬من ‪143‬‬


‫‪ -2‬شهر اإلفالس بناء على طلب الدانتين إن ح ق طب ش هر اإلفالس للت اجر الم دين مق رر لك ل دائن‪ ،‬وه ذا ه و الطري ق‬
‫الطبيعي لشهر اإلفالس‪ ،‬وال يشترط الشهر اإلفالس أن يطلبه الدائنين بل يكفي أن يطلبه دائن واحد وهذا ما نص ت علي ه ص راحة‬
‫المادة ‪ 1/319‬من قانون التجارة األردني‪.‬‬
‫فإذا رفعت دعوى اإلفالس من أحد الدائنين جاز لباقي الدائنين أن يتدخلوا فيها وعلى المحكمة أن تقبل هذا التدخل من أج ل معرف ة‬
‫حقيقة المركز المالي للمدين‪.‬‬
‫ويجوز للدائن أن يطلب شهر افالس مدينه ولو كانت قيمة دينه ضئيلة كما يجوز لكل دائن أن يطلب شهر إفالس مدينه‪ ،‬سواء أكان‬
‫دائنا عادية أم مرتهنا أم ممتازة‪ ،‬وسواء أكان دينه تجاريا أم مدينة‪ ،‬فللدائن بدين مدني أن يطلب شهر إفالس مدین ه بش رط أن يثبت‬
‫أن المدين تاجر متوقف عن دفع ديونه التجارية‪ .‬وال يشترط في دين الدائن أن يكون حاال بل يجوز أن يكون م ؤجال أو معلق ا على‬
‫شرط‪ ،‬ولكن بشرط أن يثبت الدائن في هذه الحالة توقف المدين عن دفع ديون محققة الوجود مستحقة األداء‪.‬‬
‫أما اذا كنا بصدد شركة فإن طلب شهر إفالسها يثبت لدائني الشركة وحدهم دون الشركاء أو الدائنين الشخصين للشركاء‪.‬‬
‫ويجوز للدائن الذي طلب شهر إفالس مدينه أن يعدل عن طلب اإلفالس ويقتصر على مجرد إلزام المدين بالوفاء كما يج وز ل ه أن‬
‫يتنازل عن طلبه‪ ،‬وإذا رفع األمر إلى المحكمة وتحققت من ت وافر ش روط اإلفالس وجب عليه ا ش هر األفالس دون أن يك ون له ا‬
‫حق التقدير‪ ،‬فليس لها أن تمنح المدين مهلة للوفاء‪.‬‬
‫ومتى رفضت المحكمة شهر اإلفالس لعدم توافر شروطه‪ ،‬كأن يكون الم دين غ ير ت اجر أو ألن ه لم يتوق ف عن ال دفع‪ ،‬فال يج وز‬
‫للمدين طلب التعويض عما لحقه من ضرر ألن الدائن لم يفعل أكثر من استعمال حق مقرر له قانونا‪ .‬وإذا رفض طلب الدائن ج از‬
‫له أن يطلب شهر اإلفالس من جديد بشرط أن يستند إلى وقائع جديدة‪.‬‬
‫‪ -3‬شهر اإلفالس من تلقاء المحكمة نفسها‬
‫يجوز للمحكمة أن تحكم بشهر اإلفالس من تلقاء نفسها ولو لها طلب للحكم به‪ ،‬والغالب أن تحكم ب ه المحكم ة من تلق اء نفس ها‪ ،‬إذا‬
‫كان التاجر قد طلب صلحا واقية من اإلفالس وتبين أن شروط الصلح غير متوافرة فترفض المحكم ة الص لح وتش هر اإلفالس من‬
‫تلقاء نفسها‪ ،‬وقد يقدم أحد الدائنين طلبة بشهر اإلفالس ثم يتنازل عنه‪ ،‬فتحكم المحكمة بش هر اإلفالس من تلق اء نفس ها على ال رغم‬
‫من تنازله‪ ،‬متى للمحكمة توافر شروط اإلفالس‪.‬‬
‫وقد يكون طلب شهر اإلفالس غیر مقبول لرفعه من غير ذي صفة فال يمن ع ذل ك المحكم ة من ش هر اإلفالس من تلق اء نفس ها إذا‬
‫تبين لها توقف المدين التاجر دفع ديونه ويالحظ أن هذا الحق إنما يثبت لمحكمة البداية وح دها‪ .‬وق د انتق د ح ق المحكم ة في ش هر‬
‫اإلفالس من تلقاء نفسها خروج ه على قاع دة أن القاض ي ال يحكم بعلم ه وال فيم ا ال يطلب من ه‪ ،‬ل ذلك لم تأخ ذ بعض التش ريعات‬
‫كالتشريع األلماني واإلنجليزي‪.‬‬
‫مضمون حكم اإلفالس‬
‫يتضمن حكم شهر اإلفالس فضال عن إثبات شروط اإلفالس وهي توافر ص‪šš‬فة الت‪šš‬اجر وحال‪šš‬ة التوق‪šš‬ف عن ال‪šš‬دفع والنط‪šš‬ق بش‪šš‬هر‬
‫اإلفالس ما يأتي‬
‫‪ -1‬تعيين تاريخ التوقف عن الدفع المادة ‪ 322‬من قانون التجارة األردني‪.‬‬
‫‪ - 2‬تعيين قاض منتدب للتفليسة ليعجل ويراقب أعمال التفليسة وإدارتها‪.‬‬
‫‪ -3‬تعيين وكيل أو وكالء عدة للتفليسة‪.‬‬
‫‪ -4‬األمر باتخاذ التدابير االحتياطية الالزمة لصيانة حقوق الدائنين‪.‬‬
‫سوف نتناول دراسية تعيين تاريخ التوقف عن الدفع أما بقية الموضوعات ستعالج في حينها‪.‬‬
‫تعيين تاريخ التوقف عن الدفع‬
‫غالبا ما يصدر حكم شهر األفالس بعد مضي فترة طويل ة أو قص يرة على توق ف الم دين عن ال دفع‪ ،‬وق د يعم د الم دين في الف ترة‬
‫الواقعة بين توقف‪ ،‬عن الدفع وصدور الحكم إلى التصرف في أمواله تصرفة ض ارة بال دائنين‪ .‬ل ذلك اخض ع المش رع التص رفات‬
‫التي تبرم في هذه الفترة النظام خاص فقضي ببطالن ه ذه التص رفات وجوب ا في بعض الح االت‪ ،‬وأج از إبطاله ا ح االت أخ رى‬
‫ضمن األهمية تعين تاريخ التوقف عن الدفع الذي تبدأ منه هذه الفترة أي فترة الريبة وهي الفترة الواقعة ما بين الوق وف عن ال دفع‬
‫وصدور حكم اإلفالس‪ ،‬وللمحكمة حرية تعيين تاريخ التوف عن الدفع حيث يجوز لها أن ترجع وقت التوقف عن ال دفع إلى ت اريخ‬
‫اسبق غير أن هذه الحرية ليست مطلقة‪ ،‬فال يجوز إرجاعها إلى أك ثر من ثماني ة عش ر ش هر قب ل الحكم بش هر االفالس‪ ،‬وه و م ا‬
‫نصت عليه صراحة المادة ‪ 4/322‬من قانون التجارة األردني ولعل الحكمة من إلزام المشرع المحكم ة بت اريخ معين ه و أنه ا ل و‬
‫الصفحة ‪ 71‬من ‪143‬‬
‫منحت لها الحرية في إرجاع تاريخ التوقف عن الدفع إلى أي وقت تشاء ألدى ذلك إلى قلق ق انوني وع دم اطمئن ان في المع امالت‬
‫التجارية‪.‬‬
‫ويستفاد أيضا من نص الم ادة ‪ 322‬وال تي تنص في فقرته ا األولى على أن ه يجب أن يتض من الحكم بش هر االفالس تع يين ت اريخ‬
‫التوقف عن الدفع‪ .‬إال أنه يستفاد من فقرتها الثانية أن هذا التعيين بعد تعيينا مؤقتا وال يحوز قوة األمر المقضي‪ ،‬ويجوز تعديله فيما‬
‫بعد مرة أو مرات عدة بمقتضى حكم أو أحكام عدة بتعديل التاريخ تصدرها المحكمة بناء على تقرير المنتدب أو من تلقاء نفسها أو‬
‫بناء على طلب كل ذي مصلحة‪ .‬وذلك حق تنتهي المواعيد لتثبيت الديون‪.‬‬
‫تدريب (‪)6‬‬
‫ما الشروط التي يجب توافرها في الدين الذي يشهر اإلفالس بسببه؟‬
‫الشروط التي يجب توافرها في الدين الذي يشهر اإلفالس بسببه‪:‬‬
‫‪ -1‬يشترط العتبار التاجر متوقفا عن الدفع أن يكون الدين الذي توقف التاجر عن دفعه تجارية‪.‬‬
‫‪ -2‬يجب أن يكون هذا الدين محققا خاليا من النزاع‪ ،‬معين المقدار‪ ،‬ومستحق األداء‪.‬‬

‫تدريب (‪)7‬‬
‫ما الشروط التي يجب توافرها في الشخص المتوفي لكي يشهر إفالسه ؟‬
‫الشروط التي يجب توافرها في الشخص المتوفي لكي يشهر إفالسه‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يتوفى التاجر وهو في حالة توقف عن الدفع‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن يقدم طلب شهر اإلفالس خالل السنة التالية للوفاة‪ .‬وذلك رغبة من المشرع في احترام ذكرى المتوفى‪.‬‬

‫‪ .5‬الخاصة ص‪186‬‬
‫عزيزي الدارس‪ ،‬إن الفكرة األساسية دراسة ه ذه الوح دة «آث ار اكتس اب ص فة الت اجر» هي معرف ة اآلث ار الناتج ة من اكتس اب‬
‫الشخص الطبيعي أو المعنوي الصفة التاجر‪ ،‬وأهم هذه اآلثار‪ ،‬التزام التاجر بمسك الدفاتر التجارية‪ .‬حيث تناولنا دراسة ه ذا األث ر‬
‫اوبينا ما هو المقصود بالدفاتر التجارية وأهميتها‪ ،‬وأنواعها سواء أكانت دفاتر إجبارية أم دفاتر اختياري ة‪ ،‬وكيفي ة تنظيمه ا‪ ،‬وبين ا‬
‫مدى أهميتها كدليل إثبات سواء لمصلحة التاجر أم اضد مصلحته‪ .‬وبينا کيفية تق ديمها إلى القض اء أو كيفي ة االطالع عليه ا س واء‬
‫أكان هذا االطالع كليا أم جزئيا‪.‬‬
‫كما تعرضنا إلى األثر الثاني الناتج اكتس اب الش خص الص فة الت اجر وه و القي د الس جل التج اري‪ .‬فعرفن ا م ا المقص ود بالس جل‬
‫التجاري وما أهميته وكيف نشأ وتطور إلى أن يشرف عليه قاض في بعض الدول مثل ألمانيا ثم بينا موقف المشرع األردني ذل ك‪.‬‬
‫ثم تعرضنا إلى أحكام السجل التجاري من حيث الجهة المختصة في التسجيل أو بالقيد وم ا هي س لطاتها‪ ،‬واألش خاص المل تزمون‬
‫بالقيد في السجل التجاري والبيانات ‪ 1‬ال تي يجب تق ديمها‪ ،‬ثم ش طب القي ام ثم بين ا الج زاءات المترتب ة على ع دم القي د أو مخالف ة‬
‫األحكام الخاصة بالسجل التجاري سواء في ذلك الجزاءات المدنية أو الجنائية‪.‬‬
‫وأخيرا تعرضنا إلى اآلثار القانونية الناتجة من القيد في السجل التجاري سواء من ‪ 1‬الناحية اإلحصائية أم اإلقتص ادية أم القانوني ة‬
‫إلى غير ذلك من أما األثر الثالث الذي يترتب على اكتساب الشخص لصفة التاجر هو اإلفالسه فنظ ام اإلفالس يطب ق على التج ار‬
‫دون سواهم؛ ألن األشخاص المدنين يطبق عليهم نظام اإلعسار فعرفنا اإلفالس بأنه توقف التاجر عن دفع دین من ديونه التجارية‪،‬‬
‫وتعرضنا إلى الشروط الموضوعية التي يجب توافره ا لش هر اإلفالس بالنس بة للت اجر‪ .‬وك ذلك تعرض نا إلى الش روط ال تي يجب‬
‫توافرها بالدين الذي يشهر إفالس التاجر ألجل ه ثم عرفن ا خص ائص اإلفالس و کيفي ة ص دور حكم اإلفالس والمحكم ة المختص ة‬
‫بشهر اإلفالس ومن له الحق بطلب شهر اإلفالس‪.‬‬

‫‪ .8‬مسرد المصطلحات ص‪189‬‬


‫‪ -‬الدفاتر التجارية (‪Livres de commence‬‬
‫الصفحة ‪ 72‬من ‪143‬‬
‫هي سجالت يقيد فيها التاجر عملياته التجارية‪ ،‬صادراته ووارداته‪ ،‬حقوقه والتزاماته‪.‬‬
‫‪ -‬دفتر اليومية (‪)Liver Journal‬‬
‫هو الذي يسجل فيه التاجر عمليات مشروعه التجاري يوميا ساعة وقوعها وتتعلق آثار اكتس اب ص فة الت اجر بتجارت ه من بي ع أو‬
‫شراء أو اقتراض أو دفع أو قبض ألوراق تجارية أو نقدية أو استالم بضائع إلى غير ذلك من العمليات المتعلقة بتجارته‪.‬‬
‫‪ -‬دفتر الجرد (‪- )Liver d'inventaire‬‬
‫هو الدفتر الذي يقيد فيه التاجر عناصر أصول مشروعه التجاري وهي ما للتاجر من أموال ثابتة ومنقولة وحقوق لدى اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬دفتر األستاذ‪)Grand Livre( :‬‬
‫هو الذي تنقل إليه القيود التي سبق تدوينها في دفتر اليومية وترتب حسب نوعها أو حسب أسماء العمالء‬
‫‪ -‬دفتر الصندوق (‪)Livre de caisse‬‬
‫هو الذي تسجل فيه جميع المبالغ النقدية التي تدخل بالصندوق أو تخرج منه‪.‬‬
‫‪ -‬دفتر المسودة (‪)Liver brouillard‬‬
‫وهو الذي تقيد فيه العمليات التجارية فور وقوعها‪.‬‬
‫‪ -‬دفتر المخزن (‪)Liver de magasin‬‬
‫هو الذي تقيد فيه البضاعة التي تدخل في المخزن أو تخرج منه‪.‬‬
‫‪ -‬دفتر األوراق التجارية (‪)Liver Des Traites‬‬
‫تعد فيه جميع األوراق التجارية التي يسحبها التاجر أو التي سحبت لصالحه‪.‬‬
‫‪ -‬االطالع الكلي (‪)Communication‬‬
‫وهو تسليم الدفاتر التجارية إلى القضاء أو إلى الخصم لكي يتم االطالع على محتوياتها ولكن في أمور محددة نص عليها المشرع‪.‬‬
‫‪ -‬االطالع الجزئي (‪:)representation‬‬
‫يتم فيها تقديم الدفاتر التجارية وتسليمها لخصمه أو للمحكمة لتطلع‬
‫عليها فيما يخص القضية موضوع النزاع‪.‬‬
‫‪ -‬السجل التجاري (‪)Registre du commerce‬‬
‫هو نظام الغرض منه المعلومات عن التجار والمحالت التجارية حتى يمكن شهر بعض المسائل التي تتعلق بالمع امالت التجاري ة‪،‬‬
‫حيث تقيد فيه أسماء التجار أفراد طبيعية أم شركات تجارية وتدون فيه جميع البيانات الواجب شهر عن كل واحد منهم‪.‬‬
‫‪ -‬اإلفالس (‪)Lafaillite‬‬
‫هو توقف التاجر عن دفع دين من ديونه التجارية المستحقة الدفع والحالة األداء وغير المنازع فيها‪.‬‬

‫الوحدة الخامسة‪ :‬ص‪ 199‬المحل التجاري‬

‫‪ .2‬تعريف المحل التجاري وخصائصه وطبيعته القانونية ص ‪199‬‬


‫‪ 1.2‬تعريف المحل التجاري ص ‪199‬‬
‫يقصد العامة من تداول لفظ المحل التجاري‪ ،‬أداة العمل التي يستخدمها التاجر في االستغالل التجاري‬
‫وللمحل التجاري في قواميس اللغة الفرنسية تعاريف متشابهة بصفة عام ة فتعرف ه بعض ها بأن ه مجم وع متك ون من جمل ة أم وال‬
‫وعناصر مخصصة الستغالل صناعي أو تجاري وله تنظيم يختلف من عدة وجوه عدة تنظيم المحل الحرفي أو المدني‬
‫وورد في بعض القواميس أن المحل التجاري يعد بص فة عام ة كمجم وع متك ون من جمل ة عناص ر يكرس ها الص انع أو الت اجر‬
‫لممارسة مهنته‬
‫كما أن الفقه قد عرف ه تع اريف ع دة متش ابهة‪ ،‬فيعرف ه البعض بأن ه مجموع ة عناص ر منقول ة مادي ة أو معنوي ة يجمعه ا الت اجر‬
‫ويستعملها بغرض تلبية حاجيات عمالته‬
‫الصفحة ‪ 73‬من ‪143‬‬
‫ويعرفه آخرون بأنه كتلة من األموال المنقولة تخصص لممارسة مهنة تجارية وتتض من بص فة أص لية بعض العناص ر المعنوي ة‬
‫وقد تشتمل على عناصر أخرى مادية‪.‬‬
‫ولعل أفضل تعريف في نظرنا للمحل التجاري هو ما عرفه به الدكتور على حسن يونس في كتابه الذي خصص ه للمح ل التج اري‬
‫“بأنه مجموعة من األموال المنقولة مادية ومعنوي ة ت الفت مع ًا ورتبت بقص د اس تغالل مش روع تج اري والحص ول على العمالء‬
‫والعناصر التي تتركب منها هذه المجموعة ال تذوب فيها وال تتالشى في محيطها وال تتفاعل فيما بينها تف اعًال ي ترتب علي ه فق دان‬
‫معالمها أو خصائصها إنما يظل كل عنصر منها محتفظًا بذاتيته وطبيعته وخاضعًا للقواعد القانونية الخاصة به”‬

‫‪ 2.2‬خصائص المحل التجاري‪ :‬ص‪200‬‬


‫مهما كانت طبيعة المحل التجاري فإن الفقه يجمع على أنه يتميز بجملة خصائص هي إنه مال منقول‪ ،‬وم ال معن وي‪ ،‬وم ال معين‬
‫بالذات ومن طبيعة تجارية‪.‬‬
‫أوًال المحل التجاري مال منقول ص‪200‬‬
‫يتكون المحل التجاري من جملة عناصر جميعها من المنقوالت‪ ،‬والعقار يستبعد إطالقًا من مكونات ه‪ ،‬والفق ه والقض اء مجم ع على‬
‫ذلك‬
‫طبقًا للمادة “‪ ”528‬من القانون المدني الفرنسي والمقابلة للمادة “‪ ”58‬من القانون المدني األردني تعد منق والت بطبيعته ا األش ياء‬
‫التي يمكن نقلها من مكان إلى آخر دون تلف وهو ما ينطبق على المحل التجاري ألنه يتكون من أموال جميعها من المنق والت بم ا‬
‫في ذلك المنقوالت المعنوية وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 38‬من قانون التجارة األردني‬
‫وال يعتبر المحل التجاري عقارًا حتى ولو كان التاجر مالكا للعقار الذي ي زاول في ه تجارت ه ألن العق ار ليس من عناص ره ول و أن‬
‫المحل التجاري من المنقوالت الجانحة إلى االستقرار الرتباطه بالعقار الذي يجري فيه االستغالل وهذا م ا جع ل المش رع يخض ع‬
‫امتياز البائع ورهنه اإلجراءات إشهار تشبه تلك التي قررها بالنسبة للعقارات‪.‬‬
‫ويترتب على عّد المحل التجاري ماًال منقوال نتائج عدة أهمها‬
‫‪ 1‬إن المحل التجاري ال يمكن أن يرد عليه رهن رسمي سواء أك ان قانوني ا أم اتفاقي ا أم قض ائيا بينم ا يمكن أن يك ون موض وعا‬
‫لرهن حيازي‪.‬‬
‫‪ 2‬ال تسري على المحل التجاري دعاوي الحيازة ألنها خاصة بحماية الحيازة الواقعة على العقارات فقط‪.‬‬
‫‪ 3‬إذا أوصى شخص بأمواله المنقولة فإن المحل التجاري المملوك للموصي يدخل في األموال التي تنصب عليها الوصية‪.‬‬
‫‪ 4‬أن المحل التجاري عقد إيجاره يخضع للتمديد القانوني المنصوص عليه في قانون المالكين والمستأجرين األردني لعام ‪.1982‬‬
‫ثانيًا المحل التجاري مال معنوي ص ‪201‬‬
‫يتكون المحل التجاري من عناصر مادية وأخرى معنوية‪ ،‬وبالتالي ال يمكن إال أن يكون له طبيعة واحدة إما مادية أو معنوية وفق ًا‬
‫للعناصر الجوهرية التي يتكون منها هذا في الفقه القديم‪ ،‬ام ا في الفق ه الح ديث فيع د م اًال منق وًال معنوي ًا يتك ون من مجموع ة من‬
‫األموال يترتب عليها حتما عدة من طبيعة معنوية‪.‬‬
‫فإذا نظرنا إلى المحل التجاري كمجموع متميز من العناصر المكونة له‪ ،‬فهذا يعني أن المجم وع غ ير محس وس وال يمكن إدراك ه‬
‫فهو مال معنوي‪ ،‬ولفظ محل “‪ ”Fonds‬ينم عن أن ثمة بعض العناصر المادية التي تدخل في تركيبه إال أن قيم ة المح ل التج اري‬
‫تكمن في الدرجة األولى بعناصره المعنوية دون التقليل من أهمية العناصر المادي ة كم ا أن الت آلف بين مختل ف العناص ر المكون ة‬
‫للمحل التجاري تهدف إلى اجتذاب العمالء واالحتفاظ بهم فلذلك يشكل عنصر االتصال بالعمالء‪ ،‬وه و عنص ر معن وي‪ ،‬مض مون‬
‫ملكية المحل التجاري‪.‬‬
‫ويترتب على كون المحل التجاري ماًال معنويا نتائج أهمها‪:‬‬
‫‪ 1‬ال تسري على المحل التجاري قاعدة الحيازة في المنقول سند الملكية المنصوص عليه ا في الم ادة (‪ )1189‬من الق انون الم دني‬
‫األردني المقابلة للمادة ‪ 2279‬من القانون المدني الفرنسي ألن هذه القاعدة ال تخص سوى المنقوالت المادية دون غيره ا ف إذا بي ع‬
‫المحل التجاري لشخصين على التعاقب فإن األولوية في اقتناء المحل تك ون بحس ب ت اريخ االتف اق على ال بيع ال بالحي ازة الفعلي ة‬
‫وبعبارة أخرى تعود ملكية المحل التجاري لمن قام بتسجيله باسمه في السجل التجاري غير‬
‫أن الح ائز للمح ل التج اري يس تطيع أن يتمس ك بقاع دة الحي ازة في المنق ول س ند الملكي ة بالنس بة إلى العناص ر المادي ة كالس لع‬
‫واألدوات واألثاث‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 74‬من ‪143‬‬
‫‪ 2‬ال يقرر المؤجر العقار الذي يستغل فيه المحل التجاري االمتي از ال ذي يتمت ع ب ه الم ؤجر على المنق والت الموج ودة في العق ار‬
‫المؤجر ؛ ألن هذا االمتياز ينصب على المنقوالت المادية فحسب‬
‫‪ 3‬يجب لنقل ملكية المحل التجاري الذي يملكه قاص ر موض وع تحت الوص اية‪ ،‬الحص ول على تص ريح من مجلس العائل ة‪ ،‬ومن‬
‫المحكمة إذا تجاوزت قيمة المحل حدًا معينا‪.‬‬
‫‪ 4‬ال يصح أن ينقل المحل التجاري بالمناولة اليدوية ألنه مال منقول معنويا وبالتالي ال تنطب ق علي ه قواع د الهب ة أو الودي ة اذا م ا‬
‫تمت هبته أم وديعته كما ال يمكن ممارسة حق الحبس عليه ألن الحبس يقوم على فكرة الحيازة‪.‬‬

‫ثالثًا المحل التجاري مال معين بالذات ص‪202‬‬


‫إن المحل التجاري يعد مجموعة متميزًا من األم وال كوح دة ش املة خاص ة قائم ة ب ذاتها بغض النظ ر عن العناص ر الداخل ة في‬
‫تكوينه سواء أكانت عناصر مادية أم معنوية‪.‬‬
‫فهو ال يتأثر وال يتالشى بفقدان بعض عناصره أو زيادتها أو نقصانها بل يبقى محتفظا بوجوده ككيان مستقل‪.‬‬
‫ويترتب على قد المحل التجاري ماًال معنيًا بالذات نتائج مهمة نذكر منها على وجه الخصوص‪:‬‬
‫‪ 1‬إن حق االنتفاع “‪ ”Usufruit‬المترتب على المحل التجاري هو حق انتفاع بالمعنى الكامل وليس مجرد شبه حق انتف اع‪ ،‬أي أن‬
‫التسليم هنا يتم بنقل ملكية المحل وليس بمعنى المناولة اليدوية‪.‬‬
‫‪ 2‬إن التزام شخص بنقل ملكية محل تجاري فإنه يتحرر من التزامه هذا بتسليم المحل في الحالة التي يكون عليه ا وقت التس ليم م ا‬
‫لم ينص على خالف ذلك‪.‬‬
‫ًا‬
‫‪ 3‬ينقضي اإللتزام بتسليم محل تجاري معين بزوال هذا المحل أو تلفه قبل التسليم ما لم يكن سبب ذلك راجع إلى خطأ من الملتزم‪.‬‬
‫‪ 4‬إذا التزم شخص بتسليم محله التجاري وتوفي قبل أن يتم التسليم فيمكن مطالب ة ال وارث بتس ليم ه ذا المح ل دون أن يك ون له ذا‬
‫األخير حق التمسك بمبدأ تجزئة الديون الموروثة ولو أن له أن يتمسك بهذا المبدأ في مواجهة المشتركين معه في اإلرث‪.‬‬
‫رابعًا الخاصية التجارية للمحل التجاري ص‪203‬‬
‫لكي نكون بصدد محل تجاري ال يكفى توافر بعض العناص ر الض رورية ب ه‪ ،‬ب ل يجب باالض افة إلى ذل ك أن يك ون االس تغالل‬
‫تجاريا وأن يتم هذا االستغالل من طرف تاجر ولحسابه وتحت مسؤوليته فإذا وقع االستغالل للمحل من طرف قاصر غير مسموح‬
‫له قانونا بممارسة التجارة فال نكون بصدد محل تجاري النتفاء صفة التاجر في الشخص القائم باالستغالل‪ ،‬بما أنه إذا استغل تاجر‬
‫محًال مدنيًا ال يكون ثمة محل تجاري لكون االستغالل من طبيعة مدنية ال تجارية‪ ،‬ويذهب بعض الفقهاء إلى أنه لكي نك ون بص دد‬
‫محل تجاري يجب أن يكون الموضوع الرئيس لالستغالل من شأنه أن يضفي صفة الت اجر على الش خص ال ذي يق وم باالس تغالل‬
‫لحسابه وتحت مسؤوليته‪.‬‬
‫| يكتسب المحل التجاري الصفة التجارية إذا كان الغرض الذي قام من أجله هو مباشرة بعض األعم ال التجاري ة‪ ،‬كالش راء ألج ل‬
‫البيع‪ ،‬فتعد المحال التي يكون غرضها شراء السلع من أجل إعادة بيعها بعينها أو يعد شغلها تحويلها تع د محالت تجاري ة كم ا تع د‬
‫المؤسسات اإلنتاجية طبقا لنص المادة السادسة من الق انون التج اري األردني وال تي نص ت على كث ير من المش روعات التجاري ة‬
‫محالت تجارية حتى ولو كان موضوعها ينصب على مج رد تق ديم خ دمات للجمه ور‪ ،‬والج دير بال ذكر أن ه يش ترط لقي ام المح ل‬
‫التجاري أن يكون الغرض الذي انشىء من أجله مش روعا أي غ ير مخ الف للنظ ام الع ام أو اآلداب العام ة مث ل منح بي وت للعب‬
‫القمار او للدعارة فال تعد مثل هذه المحالت من قبيل المحالت التجارية‪.‬‬
‫ًا‬ ‫ًال‬
‫ويترتب عد اعتبار ان المحل تجاريا نتيجة مهمة مؤداها أن بيع المحل التجاري أو تأجير تسييره يعد عم تجاري وه و م ا أقرت ه‬
‫المحاكم الفرنسية في جل احكامها‪ ،‬ولكن هل يعد بيع أو تأجير المحل التجاري من طرف ورثة التاجر ايضا عمال تجاريا حتى ولو‬
‫لم يكن هؤالء الورثة تجارًا‪.‬‬
‫لقد اختلف الفقه في هذا الصدد فبعض الفقهاء اعتبره عمًال مدنيًا وبعضهم يعده عمًال تجاريًا ألن جميع العمليات القانوني ة ال واردة‬
‫على المحل التجاري من بيع أو شراء أ رهن أو تقديمه حصة في شركة بعد عمًال تجاريًا يحب الشكل‬

‫‪ 3.2‬الفرق بين المحل التجاري والنظم المشابهة ص‪204‬‬


‫تبين لنا مما سبق أن قيام المحل التجاري مرهون بتوافر بعض العناصر الالرية الالستقالل التجاري‪ ،‬واكتساب هذا المح ل للص فة‬
‫التجارية والمالحظ أن هناك بعض النظم التي يتطلب وجودها هي األخ رى ت وافر ش روط ش بيهة بش روط قي ام المح ل التج اري‪،‬‬
‫الصفحة ‪ 75‬من ‪143‬‬
‫كضرورة احتوائها على عناصر معينة أو اكتسابها للصفة التجارية أو غير ذل ك مم ا يحتم علين ا مقارن ة ه ذه النظم بفك رة المح ل‬
‫التجاري لتبيان أوجه الشبه والخالف وبالتالي زيادة تحديد مفهوم فكرة المحل التجاري ومكانتها بين النظم القانونية المشابهة‪.‬‬
‫أوال المحل التجاري والمقاوالت أو المشروعات االقتصادية ص‪204‬‬
‫كالهم ا يخ دم االس تغالل التج اري‪ ،‬غ ير أن المح ل التج اري فك رة قانوني ة في حين أن المقاول ة أو المش روع االقتص ادي فك رة‬
‫اقتصادية ويمكن تعريف المقاولة بانها وحدة اقتصادية وقانونية تحتوي على عناصر بش رية ومادي ة ومعنوي ة ض رورية لمباش رة‬
‫نشاط اقتصادي معين في حين أن المحل التجاري هو كتلة من األموال المادية والمعنوية التي تس تخدم في النش اط التج اري فبينم ا‬
‫تشمل المقاولة العنصر البشري نجد أن المحل التجاري ال يشتمل على هذا العنصر‪.‬‬
‫وعادة ما يكون المحل التجاري عنصرًا في المقاولة‪ ،‬ولو أن ذلك غير إلزامي فق د توج د المقاول ة دون أن تتض من مح تجاري ‪،‬‬
‫ًا‬ ‫ًال‬
‫ذلك أن قوام المحل التجاري هو االتصال بالعمالء فإذا وجدت مقاولة دون أن ينشا للتاجر صاحب االس تغالل ح ق نح و العمالء لم‬
‫ينشأ المحل التجاري كما هو الحال بالنسبة للشركات التي تحصل على التزام أو امتياز باستغالل مرفق عام‪.‬‬
‫| ويترتب على اختالف المحل التجاري عن المقاولة‪ ،‬في أن دراسة المحل التجاري تدور حول العناصر المعنوية والمادية المكونة‬
‫له‪ ،‬فإن دراسة المقاولة تدور حول العناصر المادية والمعنوية والبشرية وهذا العنص ر األخ ير على درج ة كب يرة من األهمي ة من‬
‫الناحية االقصادية والقانونية في االستغالل وحول عالقة هذه العناصر البشرية برب العمل‪ ،‬كما تدور حول دراسة أس اليب اإلدارة‬
‫والتنظيم وهي مسائل تدخل في إطار علم االقتصاد‪.‬‬
‫ثانيًا المحل التجاري واالستغالل المدنية ص‪205‬‬
‫ق د تت وافر لالس تغالل الم دني العناص ر نفس ها الداخل ة في ت ركيب المح ل التج اري‪ ،‬فأص حاب المهن الح رة مثًال لهم عمالؤهم‪،‬‬
‫وشهرتهم‪ ،‬وحقهم في اإليجار‪ ،‬وكذلك المزارع قد يتخذ له محًال لبيع المحاصيل الزراعية الناتجة من زراعت ه الخاص ة‪ ،‬وتحت وي‬
‫هذه المحالت على معدات وأثاث وبضائع إلى غير ذلك‪ ،‬فهل تعد هذه المحالت تجارية وبالتالي تخضع لنظام القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ -1‬محالت أصحاب المهن الحرة ومكاتبهم ص‪205‬‬
‫على الرغم من أن هذه المكاتب تنشا في أغلب األحيان للغرض نفس ه ال ذي تق وم من أجل ه المحالت التجاري ة أال وه و االتص ال‬
‫بالعمالء‪ ،‬إال أنها ال تعد من قبيل المحالت التجارية الفتقارها إلى الصفة التجارية‪.‬‬
‫سبق أن أوضحنا أن من أهم خصائص المحل التجاري اكتسابه للصفة التجارية وبالتالي ال تك ون بص دد مح ل تجاري ا إال إن ك ان‬
‫االستغالل تجاريا‪ ،‬وكان من يباشر هذا االستغالل تاجرًا‪ ،‬أي أن يك ون ص احب المح ل التج اري ت اجرًا أم ا ممارس ة مهن ة ح رة‬
‫كالطب والمحاماة والهندسية فهي أعمال مدنية وال يكتسب القائم بها صفة التاجر مهما اح ترف مباش رتها إذ إن الح رف ق د تك ون‬
‫مدنية كما يمكن أن تكون تجارية‪.‬‬
‫ولعل من أهم أوجه الشبه بين المحل التجاري ومكاتب أصحاب المهن الحرة هو عنصر األتصال في العمالء‪ ،‬ففي النش اط الم دني‬
‫ال يجوز التنازل عنه للغير الرتباطه بالشخص القائم بالعمل وليس بالعناصر األخرى التي تستخدم في االستغالل‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمحالت التجارية فهي عكس ذلك تماما‪ ،‬حيث يجوز التنازل عن عنصر االتصال بالعمالء‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن القضاء الفرنسي قد أج از في بعض الح االت التن ازل عن العمالء الم دنين (‪ ،)Clienteles civiles‬كم ا إذ‬
‫اتفق طبيب على أن يتنازل أحدهما عن عمالئه لرغبته في اعتزال المهنة الطبيب آخر فيعرف المتنازل خلفه بالعمالء ويق ربهم ل ه‬
‫غير أنه في هذا الوضع فان هذا التنازل ال يخضع للقواعد العامة التي تنظم انتقال ملكية المحل التجاري وهذا ما ينطبق على جميع‬
‫محالت أصحاب المهن الحرة كاألطباء العامين وأطباء األسنان ومؤسسات التعليم الح ر والمهندس ين م ع ش يء من التفص يل ليس‬
‫هنا مجال الحديث عنه بإسهاب‪.‬‬
‫‪ 2‬محالت االستغالل الفالحي ص‪206‬‬
‫يعد االستغالل الفالحي من قبيل النشاط المدني حتى لو توافرت فيه عناص ر ش بيهة بالعناص ر الموج ودة في المحالت التجاري ة‪،‬‬
‫كالعالمة التجارية ومع ذلك ال يعد هذا االستغالل من قبيل المحالت التجارية‪.‬‬
‫فإذا باع المزارع منتجات ه دون أن ي دخل عليه ا أي تع ديل‪ ،‬فال خالف في الص فة المدني ة له ذه العملي ة ح تى ول و اس تعان ببعض‬
‫المعدات الخاصة‪ ،‬ومن ذلك أن القضاء الفرنسي ال يعد مربي النحل صاحب محل تجاري‪.‬‬
‫أما إذا عمد المزارع إلى صناعة المحصول الزراعي قبل نقله إلى المشتري كصناعة الخمور أو النبيذ أو صناعة ال دقيق فاألص ل‬
‫أن يعد المستغل مزارعا‪ ،‬إال أن هناك اتجاه ي رى ض رورة تق ييم أهمي ة المع دات الص ناعية لالس تغالل‪ ،‬ف إذا ك ان من ش أن ه ذه‬
‫المعدات أن تجعل من هذا االستغالل مقاولة فإنه يجب إضفاء الصفة التجارية عليها‬
‫الصفحة ‪ 76‬من ‪143‬‬
‫وقد يحصل أحيانا أن يتع دى نش اط الم زارع دائ رة الزراع ة‪ ،‬فال يقتص ر على بي ع المحص ول الن اتج من أرض ه ولكن ه يش تري‬
‫محصوالت اآلخرين لحسابه ثم يبيعها مع محصوالته من أجل الربح ففي ه ذه الحال ة إذا ك ان المحص ول الن اتج من أرض ه أك ثر‬
‫أهمية من المحصول الذي اشتراه من اآلخرين فان العملية تعد مدنية والعكس صحيح حيث تعد العملية تجاري ة والوض ع نفس ه ل و‬
‫أن المزارع لم يقتصر على صناعة المحصوالت الناتجة من أرض ه ب ل تع دى ذل ك إلى ص ناعة المحص والت الناتج ة من أرض‬
‫غيره كما إذا كان ملك طاحونة لطحن غالله وغالل األخرين أيضا يعتد بالنشاط األكثر أهمية فاذا كانت صناعة محصوالت الغ ير‬
‫ثانوية بالنسبة لصناعة محصوالت المزارع فإن عمل هذا األخير يكون مدنيًا والعكس صحيح حين يعد ه ذا المص نع محًال تجاري ًا‬
‫وهذا ما قضت به محكمة النقض الفرنسية‪.‬‬

‫ثالثًا المحل التجاري والمؤسسات أو المشروعات العامة‪:‬ص ‪207‬‬


‫تقوم المؤسسات العامة بأعمال من طبيعة تجارية فهل يعد عملها هذا من طبيعة تجارية ؟ وهل تعد بمثابة محالت تجارية‪.‬‬
‫يرى بعضهم أن العمل التجاري الذي تقوم به المؤسسات العامة‪ ،‬يفقد صفته التجارية ويصبح عمًال مدنيًا متى ق امت ب ه الدول ة أو‬
‫أحد األشخاص المعنوية العامة التابعة لها‪ ،‬ألن هذا العمل ال يهدف إلى تحقي ق ال ربح وإن حقق ه ألن ه ال يقص د لذات ه وإنم ا تقص د‬
‫الدولة إشباع الحاجات العامة‬
‫بينما يرى آخرون أن هذه األعمال تعتبر تجارية بغض النظر عن األشخاص القائمين بها‪ ،‬فمتى قامت الدولة أو اح دى األش خاص‬
‫المعنوية العامة بعمل تجاري يحتفظ هذا العمل بصفته التجارية دون أن يؤدي إلى اكتساب الدولة أو أحد ه ذه األش خاص المعنوي ة‬
‫العامة صفة التاجر وك ذلك األم ر بالنس بة للمش روعات العام ة التجاري ة ال تي تنش ئها الدول ة بمفرده ا أو باالش تراك م ع األف راد‬
‫العاديين‪.‬‬
‫إن الدولة والمؤسسات العامة أو المشروعات العامة متي مارست التجارة فعملها يعد تجارية إال أنه ا ال تكتس ب ص فة الت اجر وال‬
‫تخضع ألحكام القانون التجاري إال في بعض األحكام ال تي ال خ ير فيه ا مث ل مس ك ال دفاتر التجاري ة والقي د في الس جل التج اري‬
‫وحيث إن األصل في وجود المحل التجاري أن يكون القائم باالستغالل ت اجرًا ف إن الدول ة واألش خاص المعنوي ة العام ة المتفرع ة‬
‫عنها فإن العمل الذي تقوم به يحتفظ بالصفة التجارية إال أن هذه األشخاص ال تكتس ب ص فة الت اجر االعتب ارات معين ة وم ع ذل ك‬
‫يجب القول بوجود المحل التجاري بالرغم من عدم ثبوت صفة التاجر للمستغل‪.‬‬

‫رابعًا المحل التجاري واالستغالل الحرفي ص ‪207‬‬


‫يمكن تعريف الحرفي بأنه العامل المستقل الذي يمارس حرفة يدوية وال يبيع سوى منتوجات عمله وال يستخدم إال بعض أشخاص‬
‫محدودين‪.‬‬
‫ًا‬
‫فهو شخص يقتصر على استغالل مواهبه الشخصية وقدراته البدنية‪ ،‬لذلك ال يعد هذا العمل تجاري وال يؤدي إلى اكتساب ص احبه‬
‫صفة التاجر وبالتالي ال يكون بصدد محل تجاري‪ ،‬على الرغم من أن الح رفي يم ارس نش اطه ع ادة في مك ان ب ه بعض األدوات‬
‫والمهمات والبضائع ويكون له عمالء فال تسري عليه أحكام المحل التجاري وال يحق له التنازل عن عمالئه‪.‬‬
‫غير أن المشرع الفرنسي أخضع المحالت الحرفية لبعض أحكام المحالت التجارية مثل اخضاع تأجير المنش آت الحرفي ة للقاع دة‬
‫المقررة بالنسبة لتأجير المحل التجاري‪.‬‬
‫على الرغم من صعوبة التمييز بين الحرفين وصغار التجار‪ ،‬فإنه ال يمكن القول بأن محل الحرفي يكتس ب ص فة المح ل التج اري‬
‫ألن الحرفيين لم يحصلوا بعد على االعتراف الهم بحق ملكية على محالتهم كم ا ال يح ق لهم التن ازل عن عمالئهم ل ذلك أوج د لهم‬
‫نظام قانوني خاص بهم في كثير من الدول وخاصة فرنسا واألردن‪.‬‬
‫‪ 4.2‬الطبيعة القانونية للمحل التجاري ص‪208‬‬
‫ينشأ المحل التجاري نتيجة ائتالف مجموعة عناصر معنوية ومادية واجتماعهما في إطار رابطة اقتصادية وقانونية واحدة ويتعين‬
‫علينا لمعرفة طبيعة هذا المحل أن نحدد مدى قوة هذه الرابطة االقتصادية والقانونية التي تجمع عناص ر المح ل التج اري‪ ،‬وم ا إذا‬
‫كان الهذه الكتلة من األموال التي نسميها بالمحل التجاري كيان خاص متميز عن العناصر التي تتركب منها وهل تتمتع هذه الكتل ة‬
‫بالشخصية المعنوية أم أن المحل التجاري هو مجرد تسمية مالئمة تطلق على تجم ع فعلي لمجموع ة عناص ر مختلف ة يحتف ظ ك ل‬
‫منها بكيانه المستقل ؟ كما يتعين علينا أن نحدد مكان المحل التج اري من األم وال األخ رى‪ ،‬فه ل ه و عق ار أم منق ول ؟ وإن ك ان‬
‫منقوال فهل هو منقول مادي أم معنوي ؟‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 77‬من ‪143‬‬
‫إذا كان الرأي الراجح في الفقه والقضاء أن المحل التجاري وحدة واحدة ومجموع مستقل وم ال متم يز عن العناص ر الداخل ة في‬
‫تركيبه‪ ،‬فإن اآلراء قد اختلفت حول التكيف القانوني لهذا المجموع‪ ،‬فيرى بعضهم بان المحل التجاري ه و مجم وع ق انوني وي ري‬
‫آخرون بانه مجموع واقعي في حين ينظر إليه فريق ثالث على أنه حق من حقوق الملكية المعنوية‬

‫أوال نظرية المجموع القانوني ص ‪209‬‬


‫نق ل بعض الفقه اء الفرنس ين ه ذه النظري ة عن الفق ه األلم اني‪ ،‬ومفاده ا أن المح ل التج اري ه و مجم وع ق انوني أو ذم ة مالي ة‬
‫مخصصة ومؤدى هذا الرأي أن هناك فصل بين المحل التجاري والذمة المدنية للتاجر وأن المحل التج اري يع ّد ذم ة مالي ة قائم ة‬
‫بذاتها لها أصولها وخصومها‪ ،‬ولذا يتضمن بيعها التنازل عن الحقوق والديون التابعة لها‪.‬‬
‫تعد هذه النظرية تطبيقًا للمبدأ السائد في التشريع األلم اني ال ذي يج يز تع دد ال ذمم بالنس بة للش خص الواح د‪ ،‬فتخص ص ك ل ذم ة‬
‫العمليات معينة كأن تكون له ذمة زراعية وأخرى مخصصة لمباشرة التجارة إلى غير ذلك‪ ،‬فيكون لكل ذم ة كي ان خ اص ووج ود‬
‫مستقل عن غيرها‪ ،‬فال تسأل الذمة إال عن ديونها وقد‪ ،‬تعسر هذه الذمة وتظل الذمة األخ رى موس رة دون أن يك ون ل دائني الذم ة‬
‫المعسرة الحق في التنفيذ على الذمم األخرى‪.‬‬
‫ولم يستقر أنصار نظرية المجموع القانوني على رأي في هذا الصدد‪ ،‬فمنهم من عد المح ل التج اري ذم ة مالي ة مخصص ة داخ ل‬
‫الذمة العامة للمستغل فتكون عناصر هذه الذمة في األصل عناصر في ذمة المس تغل ولكنه ا تخص ص الس تغالل نش اط معين ه و‬
‫المحل التجاري‪ ،‬وتكون بذلك نواة لذمة مالية لها عناصرها اإليجابية والسلبية تقوم إلى جانب الذمة المالية للفرد‪.‬‬
‫ومن الفقهاء من ذهب إلى حد اعتبار المحل التجاري شخصًا معنويًا في حين ذهب فريق آخر إلى القول بوجوب التميز بين ال دكان‬
‫“‪ Maisondecommer‬كصاحب حق ‪ ”Sujet de droit‬والمحل التجاري كموضوع للحق ‪ ،”objet de droito‬فيتمتع الدكان‬
‫بالشخصية القانونية في حين يضم المحل التجاري مجموع األموال المستمدة في التجارة ويكون ذمة مخصصة تابعة للدكان‪.‬‬
‫وللقضاء الفرنسي أحكام تؤيد هذه النظرية‪ ،‬من ذل ك حكم محكم ة النقض ال ذي استش ي المحالت التجاري ة من قاع دة الحي ازة في‬
‫المنقول سند الملكية الوارد في المادة ‪2279‬‬
‫مدني فرنسي‪ ،‬والصادر بتاريخ ‪ 26‬جانفي ‪ ،1914‬وذهبت بعض المحاكم إلى إقرار وجود ديون خاصة للمحل التجاري‪.‬‬
‫يترتب على األخذ بالرأي الذي يعد المحل التجاري مجموعًا قانونيًا ما يأتي‪.‬‬
‫‪ 1‬تنتقل الديون وااللتزامات الناشئة عن استغالل المحل التجاري بانتقال المحل‪.‬‬
‫‪ 2‬إن الدائنون بدين تجاري باألفضلية على الدائنين بدين مدني في استيفاء ديونهم من األموال الداخلة في تكوين المحل التجاري‪.‬‬
‫‪ 3‬في حالة استغالل التاجر لمحالت تجارية عدة يكون لدائني محل معين األولوية في استفاء ديونهم من أموال هذا المحل بالنس بة‬
‫لدائني المحال األخرى‪.‬‬
‫‪ 4‬ال يمكن إجراء المقاصة بين الحقوق غير التجارية والديون التجارية التي تكون للتاجر أو عليه قبل اآلخرين‪.‬‬
‫‪ 5‬في حالة التسير الحر “‪ ”gevance libre‬يلزم المحل بالديون التي يرتبها المسيرة إذا ثبت أنها كانت لغرض التسير‪.‬‬
‫استبعدت نظرية المجموع القانوني وفقًا للتشريع الفرنسي واألردني ووجهت لها االنتقادات اآلتية‪:‬‬
‫أ ال يمكن التسليم بأن المحل التجاري يكون شخصًا معنويًا أو ذمة مالية مس تقلة س واء في ظ ل التش ريع الفرنس ي أم األردني ألن‬
‫هذين التشريعين يأخذان بمبدأ وحدة الذمة المالية‪ ،‬أي أن لكل شخص ذمة مالية واحدة تشمل جميع حقوق ه والتزامات ه‪ ،‬فال يتص ور‬
‫شخص بدون ذمة مالية‪ ،‬وال بأكثر من ذمة واحدة وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 365‬مدني أردني أن أم وال الم دين جميعه ا ض امنة‬
‫للوفاء بديونه‪ ،‬وجميع الدائنين متساوون في ه ذا الض مان وليس لل دائنين ب دين تج اري أفض لية بالنس بة لل دائنين ب دين م دني على‬
‫األموال المكونة للمحل التجاري كما أن نظام اإلفالس في التشريعين يرتكز على مبدأ وحدة اله فتع د جمي ع أم وال الم دين ض امنة‬
‫لديونه وشملها الجرد الذي يقوم به وكيل التفليسة دون تمييز بين المحل التجاري وبقية أمواله‪.‬‬
‫كما يؤكد مبدأ وحدة الذمة المالية أن المشرع الفرنسي سمح في حالة بيع المحل التجاري لجميع دائ ني الب ائع بالمعارض ة في دف ع‬
‫الثمن بغض النظر عن أصل الدين وطبيعته‪.‬‬
‫ب أن الرأي القائل بأن المحل التجاري يكون شخصية معنوية قبول غير سليم ألن المح ل التج اري يفتق ر إلى مقوم ات الش خص‬
‫المعنوي فاالعتراف بالشخصية المعنوية وسيلة يقصد منها تسهيل قيام الرواب ط القانوني ة بين المجم وع الم راد إض فاء الشخص ية‬
‫المعنوية عليه واآلخرين وال نجد هذه الفائ دة في منح الشخص ية المعنوي ة للمح ل التج اري وإس ناد ه ذه الرواب ط إلى المح ل دون‬
‫الشخص القائم باستغالله وأخيرًا فإن المشرع الفرنسي واألردن حدد على سبيل الحص ر االش خاص االعتباري ة دون أن ي ذكر من‬
‫بينهم المحل التجاري‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 78‬من ‪143‬‬
‫كما رفض القضاء الفرنسي من جهته إمكانية أن يعد المحل التجاري شخصا معنويًا حكم محكمة باريس في ‪ 29‬ديسمبر ‪1934‬‬

‫ثانيًا نظرية المجموع الواقعي ص ‪211‬‬


‫نادي بهذه النظرية أغلب الفقهاء الفرنسين وأقرتها ج ل التش ريعات ال تي تأخ ذ بمب دأ وح دة الذم ة المالي ة‪ ،‬وعلى رأس ها التش ريع‬
‫الفرنسي إلى أن توصل الفقه الحديث إلى تعويضها بنظرية الملكية المعنوية كما سنرى‪.‬‬
‫أما مضمون هذه النظرية فإن المحل التجاري مجموع واقعي من األم وال ينش أ من مج رد ض م العناص ر ال تي تخ دم االس تغالل‬
‫التجاري بعضها إلى بعض‪ ،‬والنظر إليها على أنها تكون في مجموعها وح دة ش املة وم اال متم يزًا‪ ،‬إذا يبقى ك ل عنص ر محتفظ ا‬
‫بكيانه الخاص‪ ،‬اال أنه ينتج من تألف هذه العناصر واجتماعها ماال مستقًال ومتميزًا وله ذاتية الخاصة التي تختلف عن ك ل عنص ر‬
‫من عناصره ويخضع ألحكام قانونية خاصة تختلف عن األحكام التي يخضع لها كل عنصر من عناص ره الداخل ة في تكوين ه دون‬
‫ان يعد هذا المال الجديد ذمة مالية مستقلة لها عناصرها اإليجابية والسلبية بل هو عنصر من عناصر ذمة مالك المح ل ف إذا تن ازل‬
‫المالك عن المحل التجاري لألخرين فان الحقوق والديون ال تعد مشمولة بهذا التنازل ما لم ينص على خالف ذلك‪.‬‬
‫وقد أقر القضاء الفرنسي هذا الرأي وهو ما قضت به محكم ة ايكس في فرنس ا لالس تئناف ب أن المح ل التج اري يش كل مجموع ا‬
‫واقعيًا ويشمل بالضرورة كل األشياء المستعملة في األستغالل التجاري إال ما استثني منها بنص صريح أو باتفاق‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن لهذا المجموع الواقعي دعواه التي تحميه مستقًال عن الدعوى الخاصة بكل عنصر من عناص ره كم ا أن انتق ال‬
‫ملكيته ال يستتبع بالضرورة نقل ملكية عناصره وإنما لها طرقها الخاصة لنقل ملكيتها‪.‬‬
‫إال أن نظرية المجموع الواقعي وجهت لها انتقادات عدة أهمها ‪-‬‬
‫أراد أصحاب هذه النظرية التخلص من النقد الموجه النظرية المجموع القانوني التي تعد المحل التجاري يشمل العناص ر الس لبية‪،‬‬
‫أي الديون المتعلقة باالستغالل التجاري‬
‫ًا‬
‫والجدير بالذكر أنه ال يمكن الق ول ب أن المح ل التج اري مجم وع واقعي أو فعلي‪ ،‬األن ه ذا المجم وع ال يك ون فعلي إال إذا وج د‬
‫قانونية كما أن القول بأنه ينتج من مجموع هذه العناصر كيان مستقل و متميز يجب أن تفقد هذه العناص ر ذاتيته ا ب دخولها في ه ذا‬
‫المجموع‪ ،‬وهذا ما لم يسري بأنه للمحل التجاري ألنه يمكن في أية لحظة فصل بعض عناصره كالمع دات أو البض ائع عن المح ل‬
‫التجاري بحيث يصبح لها نظامها الخاص بها‪.‬‬
‫غير أن هذه االنتقادات يرد عليها ويترتب على عّد المحل التجاري مجموع واقعية نت ائج ع دة أهمه ا س واء بوص فه مجموع ة من‬
‫األموال أو مجموعًا واقعيا‬
‫‪ 1‬التصرفات القانونية التي ترد على المحل التجاري تشمل جميع عناصره بغض النظر عما يكون لبعض هذه العناصر من قواع د‬
‫خاصة تطبق عليها‬
‫‪ 2‬مالك المحل التجاري يستطيع الدفاع عن محله التجاري كوحدة واحدة وهذا ال يمنع من أن تنظم حماي ة خاص ة لك ل عنص ر من‬
‫عناصره‪.‬‬
‫‪ 3‬المحل التجاري ال يتأثر بالتغيرات التي ترد على عناصره إذ قد تزول بعض العناصر أو تعوض بغيرها أو تتغير قيمتها زي ادة‬
‫أو نقصانًا‬
‫‪ 4‬يعد المحل التجاري ماال منقوال معنويًا وهو مال معين بالذات‪.‬‬
‫‪ 5‬ليس للدائنين الذين نشأت ديونهم بمناسبة االستغالل التجاري أي أفضلية على األموال التي يترتب منها المحل‪ ،‬بل يكون لدائني‬
‫المستغل األخرين التنفيذ بديونهم على كل أموال المدين ال فرق بين المحل التجاري وغيره‪.‬‬
‫‪ 6‬إذا كان للتاجر أكثر من محل تجاري فيكون لدائني أحد هذه المحالت الحق في استيفاء ديونهم على بقية المحالت‪.‬‬
‫‪ 7‬إذا كان التاجر دائنا ومدينة في الوقت نفسه لشخص واحد فإنه يمكن إج راء المقاص ة بين ال دينين ح تى ول و ك ان أح د ال دينين‬
‫تجاريًا واآلخر مدنيًا‪.‬‬
‫‪ 8‬يحق لجميع دائني البائع مهما كان أصل أو طبيعة الدين أن يعارضوا في دفع الثمن في حالة بيع المحل التجاري‪.‬‬
‫‪ - 9‬ينتقل المحل التجاري في حالة وفاة التاجر ضمن تركته طبقا للقواعد التي تنظم انتقال بقية امواله‪.‬‬
‫‪ 10‬الحقوق والديون حتى ولو كانت متعلقة باالستغالل التجاري ال تعد عنصرًا من عناصر المحل التجاري وبالتالي ال تنتقل بنقل‬
‫ملكية إال إذا اتفق على خالف ذلك‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 79‬من ‪143‬‬


‫الخالصة إن نظرية المجموع الواقعي وإن كانت قد تفادت األخطاء التي تضمنتها نظري ة المجم وع الق انوني إال أنه ا لم تكش ف‬
‫عن الطبيعة القانونية لفكرة المحل التجاري لذلك فهي لم تكن أكثر من مجرد تقرير أو إثبات لحالة اجتماع عناصر المحل التجاري‬
‫يقصد االستغالل التجاري وهذه واقعة ال خالف في حصولها مما يجعل لفظ المجموع كمص طلح ق انوني يفق د معن اه ح تى اقتص ر‬
‫على تقرير الواقع من غير أن يكون له مفهوم قانوني محدد فتزول عندئذ قيمته القانونية‪.‬‬

‫ثالثا‪ ،‬المحل التجاري حق ملكية معنوية‪ :‬ص ‪2013‬‬


‫| ينظر جل الفقهاء المحدثين إلى المحل التجاري على أنه حق في االتصال بالعمالء‬
‫واحتكار لالستغالل “‪ exploitation‬ال ‪ Monople‬وملكية معنوية مماثلة الملكية براءات االخ تراع أو الملكي ة األدبي ة أو الفني ة‬
‫ومحمية من المنافسة غير المشروعة وبالتالي يندرج المحل التجاري في إطار قانوني معروف‪.‬‬
‫وإذا كان مالك المحال التجاري ال ينفرد بحق االتصال بالعمالء طبقا لمبدأ حرية المنافسة‪ ،‬وأنه عرضة ألن يح رم منهم بالمنافس ة‬
‫المشروعة‪ ،‬فإنه ينفرد باالستحواذ على العناصر ال تي رص دها الجت ذاب العمالء وعلى الطريق ة ال تي رص د به ا ه ذه العناص ر‪،‬‬
‫فاحتكار التاجر لالستغالل ال يكون إال في هذا اإلطار وكيفية االحتفاظ باتصاله بالعمالء أن يحتفظ بتلك العناصر‪.‬‬
‫وعليه فإن تأسيس المحل التجاري يتمث ل في الش كل األساس ي أو في الكيفي ة األلي ة “‪ ”Manieve originale‬ال تي يحض ر به ا‬
‫التاجر مؤسسته لإلنتاج واالستقبال العمالء‪ ،‬فهذا التنظيم يشكل إبداعًا ذهنيًا “‪ ”Creation intectuelle‬مماثًال لإلب داع األدبي أو‬
‫الفني‬
‫ومن الطبيعي أن يتمتع هذا اإلبداع كغيره بالحماية القانوني ة‪ ،‬إال أن حماي ة المح ل التج اري تختل ف عن الحماي ة المق ررة للملكي ة‬
‫األدبية أو الفنية أو البراءة االختراع‪ ،‬ذلك أنها تكتسي صبغة أوسع إذ تشمل ك ل العناص ر المادي ة والمعنوي ة ال تي تك ون الدعام ة‬
‫األساسية للمحل التجاري‪.‬‬
‫ثم إن وحدة المحل التجاري تنساب من تخصيص عناصره إلشباع حاجات العمالء فيبدو االتصال بالعمالء كهدف يق وم من أجل ه‬
‫المحل ال كعنصر فيه فيرتبط االتصال بالعمالء ببقية العناصر المرصودة من أجله ليكون أساسا للمحل التجاري‪.‬‬
‫وهذا ما جعل وجود المحل التجاري يتوق ف على وج ود العمالء‪ ،‬وه و أيض ًا م ا يفس ر أن يع د المح ل ش يئا آخ ر غ ير مجم وع‬
‫العناصر المكونة له‪ ،‬مثلما تعد السيارة في حالة الحركة شيئا آخر غير القطع المكونة منها ويؤيد القضاء الفرنسي هذا االتجاه على‬
‫أساس أن عنصر االتصال بالعمالء هو العنصر الرئيس في المحل التجاري‪.‬‬
‫ونرى أن التكيف الصحيح لطبيعة المحل التجاري هو ما استقر عليه الفقه الحديث من أن المحل التجاري ه و ح ق ملكي ة معنوي ة‪،‬‬
‫ألن وجود العناصر المعنوية هو الذي يعطي للمح ل التج اري أص الته‪ ،‬وإن اس تمرار وج ود المح ل التج اري مره ون باس تمرار‬
‫االتصال بالعمالء وهو عنصر معن وى ويؤي د ذل ك أن الملكي ة المعنوي ة تختل ف عن الملكي ة العادي ة ال واردة على ش يء م ادي ؛‬
‫فاألولى مؤقتة في حين أن الملكية العادية دائمة كقاعدة عامة كما يؤي د ه ذا االتج اه م ا أخ ذ ب ه المش رع األردني حين يع ترف في‬
‫المادة “‪ ”71‬من القانون المدني األردني بالحقوق المعنوية الواردة على أشياء غير مادية تنظمها قواعد خاصة‬
‫خالصة‪ :‬القول إن المحل التجاري مال منق ول معن وي يخض ع لقواع د خاص ة متم يزة عن القواع د ال تي تنظم المنق والت بص فة‬
‫عامة‪ ،‬وعليه فملكية المحل التجاري هي ملكية معنوية وتتجلى هذه الملكية في حق االتصال بالعمالء‬

‫‪ .3‬عناصر المحل التجاري ص ‪215‬‬


‫نصت المادة ‪ 38 2‬من قانون التجارة األردني على أن المحل التجاري يشتمل على مجموعة من العناصر المادية والمعنوية‪ ،‬وهي‬
‫تختلف حسب األحوال مثل الزبائن واالسم والشعار وحق اإليج ار والعالم ات وال براءات واإلج ازات والرس وم والنم اذج والع دد‬
‫الصناعية واألثاث التجاري والبضائع وتختلف هذه العناصر من محل إلى آخر تبعا ألهمية المحل وطبيعته لذلك سوف ندرس أوال‬
‫العناصر المادية وثانيًا العناصر المعنوية‪.‬‬

‫‪ 1.3‬العناصر المادية‪ :‬ص ‪215‬‬


‫يستفاد من نص المادة ‪ 38 2‬من القانون التجاري األردني أن المحل التجاري يشتمل على مجموعة من العناصر المادية كالمعدات‬
‫واآلالت والبضائع‪ ،‬غير أن القضاء الفرنسي أكد الدور الثانوي للعناصر المادية في المحل التجاري‪ ،‬من ذلك أن محكم ة اس تئناف‬
‫الصفحة ‪ 80‬من ‪143‬‬
‫باريس في حكم لها بتاريخ ‪ 13‬ديسمبر ‪ 1967‬بأنه ليس من شأن بيع المعدات الداخلة في تكوين المحل جع ل المح ل ذات ه مش موال‬
‫بالبيع كما قضت محكمة النقض الفرنسية من جهتها بأن البائع يكون حرًا عن د التن ازل عن المح ل التج اري في اس تبعاد العناص ر‬
‫المادية كلها أو بعضها كم ا إذا احتف ظ لنفس ه بالبض اعة أو باعه ا آلخ ر ومم ا يؤك د الط ابع الث انوي للعناص ر المادي ة في المح ل‬
‫التجاري‪ ،‬أن من ال يملك في المحل غير المعدات والسلع ال يعد مالكا لمحل تجاري‪.‬‬
‫وأهم هذه العناصر المادية هي‪:‬ص ‪216‬‬
‫أوال‪ :‬المعدات واألثاث التجاري ‪Materiel et Mobilier‬‬
‫هي بصفة عامة منقوالت مادية تستعمل في االستغالل التجاري دون أن تكون مخصصة للبيع‪ ،‬لكن ه ل المع دات واألث اث لفظ ان‬
‫مترادفان مترادفين أم أن لكل منهما معناه الخاص‪ ،‬وهل تعد عناصر في المحل التجاري في جميع األحوال‪.‬‬
‫الشك في أن هناك فرقا بينهما فالمعدات التجارية ويسميها بعضهم المهم ات التجاري ة هي مجم وع اآلالت واألدوات ذات الطبيع ة‬
‫المنقولة والمستعملة في االستغالل التجاري وغير مخصصة للبيع ومثال ذلك المكن ات والس يارات والش احنات وأدوات ال وزن أو‬
‫القياس‪.‬‬
‫أما األثاث التجاري فهو مجموع التجهيزات التي يؤثث بها التاجر محله التجاري خدمة لالستغالل التجاري‪ ،‬ومثال ذل ك المك اتب‬
‫والكراسي والخزائن ومكيفات الهواء‪.‬‬
‫والواقع أن التفرقة بين المعدات واألثاث التجاري ليست ذات قيمة معتبرة من الناحية القانوني ة فكالهم ا عب ارة عن أش ياء منقول ة‬
‫مادية تخضع للنظام القانوني لملكية المنقوالت توض ع داخ ل العق ار ال ذي يم ارس في ه االس تغالل التج اري أو ملحق ة ب ه ومع دة‬
‫التسهيل التجارة ولو أن أهمية هذه المعدات تظهر في الص ناعة أك ثر منه ا في التج ارة وق د نص المش رع األردني في الم ادة ‪38‬‬
‫صراحة على عدها عناصر في المحل التجاري‪ ،‬وهو ما فعله المشرع الفرنسي‪ ،‬فهذه العناص ر يش ملها امتي از الب ائع كم ا يش ملها‬
‫الرهن الحيازي للمحل بشرط أال يكون صاحب المحل مالكا للعقار الذي يمارس فيه تجارته‪.‬‬
‫أما إذا كان صاحب المحل هو المالك في الوقت نفسه للعقار المعد للتجارة فإن‬
‫المعدات واألثاث تكون تابعة لهذا العقار وليس للمحل التجاري‪ ،‬وتصبح بالتالي عقارًا بالتخصيص فتأخذ صفة العقار وحكمه‬
‫وبما أن العقار ال يعد من قبيل عناصر المحل التجاري كما سنبين فيم ا بع د‪ ،‬ل ذلك يجب اس تبعاد المع دات واألث اث ال تي رص دت‬
‫لخدمة هذا العقار خاصة وأن المحل التجاري يعد كتلة من األموال المنقولة‬
‫ًا‬
‫وقد استقر الفقه والقضاء الفرنسي على أن العقار بالتخصيص ال يعد عنصر في المحل التجاري حتى ولو اتفق على خالف ذلك‬
‫لذلك فإن المعدات واألثاث المخصصة لخدمة العقار تكون مشمولة بالرهن والحجز ال ذي ي رد على العق ار وال يش ملها ال رهن أو‬
‫الحجز الذي يرد على المحل التجاري‬
‫كما تعد المعدات واألثاث المخصص لخدمة العقار من ملحقات هذا العقار في حالة بيعه فيشملها البيع مالم يتم االتف اق على خالف‬
‫ذلك‪ ،‬في حين ال يشملها بيع المحل التجاري الجاري استغالله في هذا العقار‬
‫ًا‬
‫وهناك بعض التشريعات تعد المعدات واألثاث عناصر في المحل التجاري حتى ولو أصبحت عقار بالتخصيص وإذا اجتم ع رهن‬
‫المحل التجاري ورهن العقار في آن واحد تكون األولوية في المرتبة بين ال دائن الم رتهن ب رهن حي ازي وال دائن الم رتهن ب رهن‬
‫عقاري حسب تاريخ القيد‪ ،‬ومع ذلك تكون مرتبة الرهن العقاري مقدمة على الرهن الحيازي إذا قيدا في يوم واحد‪.‬‬
‫ثانيًا البضائع والسلع ص ‪217‬‬
‫تحتل السلع مكانة خاصة بالنسبة للعناصر المكونة للمحل التجاري‪ ،‬فهي كل األشياء المعدة للبيع‪ ،‬وتعد العنصر األقل استقرارًا في‬
‫المحل التجاري ؛ ألن وجودها مسألة مؤقتة فهي معدة أصًال لغرض بيعها‪ ،‬فهي ليست عنصرًا دائما‪.‬‬
‫للبضائع أو السلع أهمية كبيرة سواء في تجارة الجملة أم في تجارة التجزئة‪ ،‬فبدونها ال يمكن القيام بعمليات تجارية فهي موض وع‬
‫أغلب التج ارات‪ ،‬وتع د بالنس بة لبعض المحالت القيم ة األساس ية‪ ،‬وتفق د أهميته ا في المحالت األخ رى ال تي تقتص ر على تق ديم‬
‫الخدمات الفنادق و مؤسسات النقل ومكاتب السمسرة‪.‬‬
‫ويترتب على ذلك أنها تكون مشمولة في البيع الوارد على المحل التجاري‪ ،‬وينصب عليها امتياز البائع حتى ولو كان العقار ال ذي‬
‫يجري فيه استغالل المحل التجاري مملوكًا للبائع‪ ،‬ذلك أن السلع بعكس المع دات ال يمكن ع دها عق ارًا بالتخص يص إال أن ال رهن‬
‫الوارد على المحل التجاري ال يشملها‪ ،‬إال أنه يمكن رهنها بصفة مستقلة عن المحل التجاري ويتم ذلك برهنها حيازي ًا أي ب التخلي‬
‫عن حيازتها للدائن المرتهن طبقًا للقواع د العام ة‪ ،‬ف المخطور رهن الس لع بوص فها عنص رًا في المح ل التج اري تفق د الس لع من ذ‬

‫الصفحة ‪ 81‬من ‪143‬‬


‫دخولها إلى المحل التجاري ذاتيتها لكي تصبح جزءًا من المحل التجاري فيجب أن تبقى في حركة دائمة تبعًا لشرائها أو بيعها لذلك‬
‫ال ينظر إليها كأشياء معينة بالذات بل ينظر إليها كأشياء مثلية قابلة لالستهالك‪.‬‬
‫لذلك ال يكون امتياز البائع شامًال للسلع المجرودة “التي دخلت في الجرده ( ‪ )Inventories‬يوم البيع وإنما ينصب فقط على السلع‬
‫التي كانت موجودة يوم المتابعة‪.‬‬
‫أما من حيث التفرقة بين السلع والمعدات فتبدو أهمية هذه التفرقة بصفة خاصة في الحياة العملية فيما يأتي‪.‬‬
‫أ في حالة رهن المحل التجاري ال تكون السلع مشمولة بهذا الرهن خالفًا للمعدات‪.‬‬
‫ب يمكن رهن السلع بصورة مستقلة عن المحل التجاري‪.‬‬
‫ج أجاز المشرع الفرنسي وقوع امتياز بائع المحل التجاري على البضائع والمعدات إال أن ه أوجب تحدي د ثمن البض ائع على ح دة‬
‫وثمن المعدات على حدة‪.‬‬
‫والعناصر المعنوية وتطرح الدفعات الجزئية أوًال من ثمن البضائع ثم المعدات ثم العناصر المعنوي ة ح تى ول و اتف ق على خالف‬
‫ذلك‬
‫د إذا كان المحل التجاري مستغًال في عقار مل وك لص احب المح ل تص بح المع دات عق ارًا بالتخص يص في حين تبقى الس لع على‬
‫طبيعتها‬
‫هـ من الناحية الضريبية تكون الرسوم الخاصة بتسجيل السلع بصفة عامة أقل من رسوم تسجيل بقية العناصر بما في ذلك المعدات‬
‫و عند بيع المحل التجاري يحدد الطرفان قيمة العناصر المعنوية‪ ،‬أما السلع فغالبا ما يستثنيانها‪ ،‬وعند حلول موعد نقلها إلى الحائز‬
‫الجديد للمحل التجاري تحسب قيمتها على أساس القيمة المسجلة بها في الفاتورة‬
‫صعوبة التفرقة بين السلع والمعدات ص ‪219‬‬
‫األصل أن التمييز بين السلع والمعدات ال يثير أي إشكال إال أن هناك حاالت تدق فيها التفرقة بين هذين العنص رين ؛ ففي المج ال‬
‫الصناعية نجد المنتوجات المصنعة والمواد األولية المخصصة لصناعة هذه المنتوجات‪ ،‬وإلى جانبهما تجد األش ياء األخ رى ال تي‬
‫يزود بها المصنع كالفحم والزيت إلى غير ذلك مما يستخدم في تسيير المصنع وخير مثال على ذلك أن األبقار التي يستخدمها محل‬
‫بيع األلبان التي يبيعها تعد من قبيل المعدات التجارية لهذا المحل‪ ،‬أما الماشية التي يش تريها ص احب المح ل بغ رض ذبحه ا وبي ع‬
‫لحومها فهي من قبيل السلع‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق باألشياء المخصصة لضمان سير العمل المادي لإلنتاج‪ ،‬فهناك من يرى أنها ال تعد من قبيل المعدات إال من ال وقت‬
‫الذي يبدأ فيه استعمالها أما قبل ذلك فتكون من قبيل السلع‬
‫كما قد تختص بعض المحالت التجارية بتأجير بعض األشياء كالسيارات والكتب ومعدات األفراح وغيرها فهل تعد هذه المنقوالت‬
‫المؤجرة من قبيل السلع أم من قبيل المعدات ؟‬
‫يرى بعض الفقهاء أن هذه األشياء تعد سلعًا بالنسبة للمحالت التي تؤجرها ألن تأجير المنقوالت يعد عمًال تجاري ‪ ،‬أما بالنس بة لمن‬
‫ًا‬
‫يستأجر هذه األشياء فتعد من قبيل المعدات‬
‫وفي نظرنا أنه يجب االنطالق أساسًا من الغرض الذي خصص له الشيء لكي يتسنى لنا معرفة ما إذا كان هذا الشيء من المعدات‬
‫أم من السلع‪ ،‬فالمواد األولية المخصصة إلدخالها في المنتوجات تعد منذ البداية سلعا أما اآلالت والمواد المعدة اإلدارتها وص يانتها‬
‫أو أصالحها فهي من قبيل المعدات‬
‫العناصر المادية المستبعدة من عناصر المحل التجاري ص‪220‬‬
‫‪ 1‬العقار بالطبيعة‬
‫اختلفت آراء الفقه في عد العقار بطبيعته عنص رًا من عناص ر المح ل التج اري‪ ،‬بينم ا ي رى بعض الفقه اء أن العق ار عنص ر من‬
‫عناصر المحل التجاري من الناحية المنطقية خاصة إذا انشىء العقار خصيصًا الستغالل هذا المح ل وال يمكن اس تعماله في مح ل‬
‫آخر وأخن بهذا الرأي بعض أحكام القضاء الفرنسي حيث قضت بوصف العقار منقوًال إذا اتفق طرف ا العق د على ادماج ه في كتل ة‬
‫من األموال المنقولة أو بعبارة أخرى عد منقوال بالتخصيص قياسًا على حالة المنقول الذي يص بح عق ارًا بالتخص ص م تي رص د‬
‫لخدمة عقار‬
‫ًا‬
‫بينما يرى االتجاه الثاني أن العقار ال يمكن أن يعد عنصر من عناصر الحل التجاري أوال ألن المحل التج اري منق ول وال يش تمل‬
‫على عقار‪ ،‬اما عن تحويل العقار إلى منقول بتخصيصه لخدمة ه ذا المنق ول فهي فك رة مخالف ة ألحك ام الق انون ألن التفرق ة ال تي‬
‫وضعها القانون المدني بين المنقوالت والعقارات تكتسب صبغة النظام العام‬
‫الصفحة ‪ 82‬من ‪143‬‬
‫غير أنه يترتب على استبعاد العقار بطبيعته من عناصر المحل التجاري قيام بعض المش كالت ال تي س عى القض اء وال ي زال إلى‬
‫تذليلها‪ ،‬من ذلك أنه في حالة بيع المحل التج اري إذا ك ان الب ائع مالك ا للمح ل والعق ار ال ذي يج ري في ه االس تغالل وب اع المح ل‬
‫التجاري والعقار معًا لشخص واحد فإن ذلك يستوجب إفراغ هذا البيع في عقدين مختلفين يخضع كل منهما لنظام خاص به واألمر‬
‫نفسه بالنسبة لرهن المحل التجاري والعقار‪.‬‬
‫‪ 2‬العقار بالتخصص ؛ ص ‪220‬‬
‫‪ -‬إذا فرضنا أن مالك المحل التجاري الذي هو نفسه مالك العقار الذي يباشر فيه االستغالل التجاري قد رص د بعض مع دات محل ه‬
‫لخدمة العقار وبالتالي أصبحت هذه المعدات من قبيل العقارات بالتخصيص فهل تستبعد هذه المعدات من عناصر المح ل التج اري‬
‫قياسًا على استبعاد العقار بالطبيعة ؟‬
‫يجمع الفقه والقضاء على أن هذه المعدات تنقطع صلتها بالمحل التجاري بمج رد اكتس ابها طبيع ة العق ار ذل ك أنه ا لم تع د ملحق ة‬
‫بالمحل بل أصبحت ملحقة بالعقار وتبقى مستبعدة إلى أن تستعيد طبيعتها كمنقول‪.‬‬
‫وهذا ما أقرت ه محكم ة النقض الفرنس ية في حال ة وج ود رهن رس مي على عق ار ورهن حي ازي على المح ل التج اري‪ ،‬فال دائن‬
‫المرتهن برهن رسمي يطالب بحقه على المع دات على أس اس أنه ا عق ارات بالتخص ص في حين يط الب ال دائن الم رتهن ب رهن‬
‫حيازي بحقه عليها بصفتها عناصر في المحل التجاري‪ ،‬وإن رهن المحل يشمل المعدات‪.‬‬
‫‪ 3‬الدفاتر التجارية ص‪221‬‬
‫اختلفت آراء الفقه والقضاء في ه ذا الص دد‪ ،‬ف يرى بعض الفقه اء ال دفاتر التجاري ة عنص رًا من عناص ر المح ل التج اري‪ ،‬تنتق ل‬
‫بانتقاله‪ ،‬ويستدل أنصار هذا الفريق على رأيهم ب أن ال دفاتر التجاري ة تع د وس ائل ض رورية لالس تغالل التج اري فهي تض م ك ل‬
‫المعلومات التي من شأنها التعريف بطبيعة األعمال المبرمة وبأسماء العمالء‪ ،‬ويؤدي فصلها عن المحل التج اري إلى فق دانها ك ل‬
‫صالحيتها ذلك أن مبرر وجودها هو ممارسة التجارة‬
‫وقد ساندت بعض المحاكم الفرنسية هذا الرأي فقضت بوجوب انتقال الدفاتر التجارية مع المحل التجاري في حالة بيعه‬
‫بينما ينكر فريق آخر عد الدفاتر التجارية من عناصر المحل التجاري‪ ،‬ويستندون إلى المادة ‪ 11‬من القانون التجاري الفرنسي التي‬
‫تفرض على التاجر ضرورة االحتفاظ بدفاتره التجارية لمدة ‪ 10‬سنوات مما يجعل هذه الدفاتر ملكية شخصية للتاجر أكثر مم ا هي‬
‫عناصر في المحل التجاري كما نصت المادة ‪ 2/15‬من الق انون الفرنس ي في ‪ 29 7 1935‬على ب ائع المح ل التج اري أن يض ع‬
‫دفاتره تحت تصرف المشتري لمدة ثالث سنوات من التاريخ ال ذي يب دأ من ه اس تغالل المح ل التج اري بمعرفت ه ويس تفاد من ه ذا‬
‫النص أن مالك المحل يحتفظ بدفاتره التجارية وال تنتقل مع المحل التجاري في حالة بيعه ألنها ليست عنص رًا من عناص ره وإنم ا‬
‫يقتصر حقه في االطالع عليها وعلى البائع أن يمكنه من ذلك للوقوف على نشاط المحل التجاري‪.‬‬
‫‪ 4‬الخطابات والمراسالت التجارية ص ‪221‬‬
‫بالنس بة للمراس الت التجاري ة أو بمع نى أدق الح ق في الممارس ات التجاري ة ‪Le " droita La corvesponoance‬‬
‫‪ commercial‬والخطابات واالتصاالت عن طريق الهاتف والبرق وث ار خالف في ه ذا الش أن فق دت أحيان ا عناص ر في المح ل‬
‫التجاري وحجة أصحاب هذا الرأي أن هذه المراسالت قد وجهت إلى المحل التجاري وليس للت اجر ال ذي يس تغله‪ ،‬واحتج آخ رون‬
‫اآلخر على هذا الرأي بقولهم إن المراسالت التي يكون ارتباطها بالمحل التجاري أكثر من ارتباطها بالتاجر هي فقط تل ك ال تي تتم‬
‫بعد إبرام عقد البيع‪ ،‬أما المراسالت التي تلقاها التاجر في أثناء قيامه بعمله التجاري فهي ملك له وهذا الرأي هو الراجح‪.‬‬
‫‪ 2.3‬العناصر المعنوية ص ‪222‬‬
‫إن التعداد الذي أورده المشرع األردني في المادة ‪ 38 2‬من قانون التجارة األردني العناص ر المح ل التج اري لم ي أت على س بيل‬
‫الحصر‪ ،‬بل على سبيل المثال‪ ،‬كما أنه ليس بالضرورة أن تتوافر جميعها في المحل التجاري فقد تختلف عناصر محل تجاري عن‬
‫محل آخر لذلك سوف نتناول هذه العناصر بإيجاز تقتضيه طبيعة البحث‪.‬‬
‫أوًال االتصال بالعمالء والسمعة التجارية ص ‪222‬‬
‫لم يفرق المشرع الفرنسي بين لفظي االتصال بالعمالء والسمعة التجارية وعدها مترادفين‬
‫أما المشرع األردني فلم ينص إال على عنصر العمالء ولكن إذا اعتبرنا أن لفظي االتصال بالعمالء والسمعة التجاري ة من الناحي ة‬
‫الشكلية مستقالن‪ ،‬فإنهما من الناحية الموضوعية يمكن أن نعدهما عنصرًا واحدًا وهو ما استقر عليه الفق ه والقض اء وأن االتص ال‬
‫بالعمالء والسمعة التجارية من الناحية العملية لهما معنى واحد أي انهما يعنيان شيئًا واحدًا وهو القيمة الناتجة من العالقات القائم ة‬
‫بين المحل التجاري وبين األشخاص أصحاب الطلب‬
‫الصفحة ‪ 83‬من ‪143‬‬
‫إال أن هناك اتجاه في الفقه يرى ضرورة التمييز بين فكرتي االتصال بالعمالء والسمعة التجارية‪ ،‬ذلك أن لف ظ االتص ال ب العمالء‬
‫في نظر دعاة هذا الرأي يعني مجموعة العمالء الدائنين الذين يعتادون شراء حاجياتهم من التاجر أو االستعانة بخدماته‪ ،‬وت ربطهم‬
‫بالتاجر صفاته الشخصية كلياقته ومهارته وأمانته وإخالصه‪ ،‬أما السمعة التجارية فتعني‪ ،‬القدرة التي يتمتع بها المحل التجاري في‬
‫اجتذاب العمالء العابرين بسبب ميزة خاصة فيه كحسن الموقع‪ ،‬أو فخامة المظهر أو جمال العرض أو دفة التنظيم‪.‬‬
‫وتكمن التفرقة بين األتصال بالعمالء والسمعة التجارية‪ ،‬حسب هذا الرأي في أن االتصال بالعمالء هو صفة في الش خص الت اجر‬
‫يتجمع حولها بعض العمالء ويلتصقون بسببها بالتاجر فيعتادون على التعامل مع ه ويص يرون من عمالئ ه ال دائمين بينم ا الس معة‬
‫التجارية هي صفة تتحقق في المحل التجاري ذاته فتجعله قادرا على اجتذاب العمالء العابرين‪.‬‬
‫والواقع أن التفرقة بين المصطلحين تفقد قيمتها إذا كانت شهرة المحل التج اري ترج ع في ال وقت نفس ه إلى ص فات في ش خص‬
‫صاحبه وفي المحل ذاته وبالتالي ليس للتمييز بينهما فائ دة من الناحي ة العملي ة كم ا ال أهمي ة ل ذلك من الناحي ة القانوني ة‪ ،‬والج دير‬
‫بالذكر أنه ال يعني اعتبار الحق في االتصال بالعمالء والسمعة التجارية عنصرًا في المحل التجاري أن يكون لصاحب المحل ح ق‬
‫ملكية على العمالء‪ ،‬فللعمالء حرية التعامل مع هذا المحل أو عدم التعامل معه وقد يتعاملوا مع أكثر من محل تج اري‪ ،‬كم ا أن ه ال‬
‫يجوز استعمال كلمة حق ملكية على العمالء ألن حق الملكية يرد على شيء مادي بينم ا االتص ال ب العمالء ح ق معن وي ل ه فائ دة‬
‫اقتصادية تخول صاحب المحل حماية هذه الفائدة عن طريق دعوى المنافسة غير المش روعة ض د منافس يه التج ار ال ذين يتبع ون‬
‫وسائل غير مشروعة لتمويل عمالئه ومن ثم االنتقاص من قيمة عالقاتهم معه‪.‬‬
‫ثانيًا الحق في اإليجار ص ‪223‬‬
‫يرى بعض الفقهاء أن الحق في اإليجار هو أساس الحق في شغل عقار أو جزء من ه بص فة مس تأجر أو بص فة مماثل ة” ‪ ،‬ويعرف ه‬
‫آخرون اآلخر بأنه “حق المستأجر في االنتفاع بالمكان المؤجر”‬
‫وتبدو أهمية الحق في اإليجار بالنسبة للمحل التجاري كبيرة‪ ،‬فمن غير ش ك ف إن ح ق االنتف اع بعق ار يقتض ي عق د إيج ار يض من‬
‫استقرار المحل التجاري ويشكل عنصرًا مهم من عناص ر‪ .‬ذل ك أن تحدي د موق ع المح ل غالب ًا م ا يك ون ل ه دور مهم في اجت ذاب‬
‫العمالء وتبدو أهمية هذا العنصر بجالء كلما كان موقع العقار الم ؤجر حس نًا‪ ،‬ألن أحيان ًا يتوق ف ارتف اع أو انخف اض رقم أعم ال‬
‫المحل التجاري بحسب موقعه‪.‬‬
‫وقد ذهب بعض الفقهاء إلى االعتقاد بأن الحق في اإليجار يكون في بعض األحوال العنصر ال رئيس في المح ل التج اري فيتوق ف‬
‫وجود هذا المحل على وجود الحق في اإليجار وأيدت بعض المح اكم الفرنس ية ه ذا المب دأ ومن ذل ك أن محكم ة اس تئناف ب اريس‬
‫قضت في حالة كون عمالء محل تجاري يتكونون من سكان حي معين فإن التنازل عن اإليجار يعد تنازال عن المحل ذاته والواق ع‬
‫أن الرأي الراجح يرى عكس ذل ك ف أغلب الفقه اء ال يش اطرون مب دأ إمكاني ة ع ّد الح ق في اإليج ار كعنص ر أساس ي في المح ل‬
‫التجاري يتوقف وجود هذا األخير على وجوده‪ ،‬وينتقل المحل بانتقال هذا العنصر بل يرون العنصر الرئيس الوحي د في ك ل مح ل‬
‫مهما اختلف نوع التجارة أو ظروف االستغالل وهو االتصال بالعمالء وإذا م ا نتج عن انقض اء الح ق في اإليج ار تش تت العمالء‬
‫ومن ثم زوال المحل التجاري فإن هذا الزوال ال يقع بسبب فقدان حق اإليجار بل سبب فقدان عنصر االتصال بالعمالء‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أهمية عنصر اإليجار‪ ،‬وكونه عنصرًا مهمًا من عناصر المحل التجاري‪ ،‬إال أنه ال يتوقف وجود المحل التجاري‬
‫على وجوده فقد يوجد محل تجاري دون وجود عنصر اإليجار كالباعة المتج ولين ال ذين ال يمارس ون تج ارتهم في أم اكن مح ددة‬
‫وكذلك األمر بالنسبة لمن يمارس تجارته في عقار مملوك له وكذلك األمر لمن يشغل جانبًا من الطريق العام بموجب ت رخيص من‬
‫اإلدارة (البلدية) يعد بمثابة محل تجاري والواقع أنه من الصعب أن نقبل هذا الرأي كمبدأ أساس ي فاألص ل أن التن ازل عن المح ل‬
‫التجاري يستوجب التنازل عن الحق في اإليجار‪ ،‬فإذا وقع التنازل عن المحل فيجب أن تعد حق اإليجار مشموًال بهذا التنازل م ا لم‬
‫يتفق على خالف ذلك‪ ،‬إذ أنه يمكن أن ينص الطرفان في عقد اإليجار على عدم جواز التنازل عن اإليجار مع المحل أو عدم جواز‬
‫التأجير من الباطن وتجدر اإلشارة إال أن التنازل عن المحل التج اري ال ذي يش تمل على ح ق اإليج ار يحت اج إلى إج راء إض افي‬
‫يشتمل على موافقة المالك للعقار نظرًا ألهمية الحق في اإليجار كعنصر من عناصر المحل التجاري وللعالقة المهمة ال تي تربط ه‬
‫بالشهرة التجارية‪ ،‬فقد حظى باهتمام أغلب التشريعات ألن حماية الحق في اإليجار يعني حماية الشهرة التجارية‪ ،‬وه ذا م ا نص ت‬
‫عليه المادة ‪ 14‬من قانون ‪ 17‬مارس ‪ 1909‬الفرنسي والذي تلته ق وانين عدي دة منحت للت اجر المس تأجر الح ق في تمدي د اإليج ار‬
‫والحق في مهلة الدفع والحق في تأجيل الطرد والجدير بالذكر أنه ال يوج د ق انون خ اص بالمح ل التج اري في األردن ل ذلك يجب‬
‫الرجوع في هذا الصدد إلى أحكام القانون المدني وإلى قانون المالكين والمستهلكين رقم ‪ 29‬لسنة ‪.1982‬‬
‫ثالثًا االسم التجاري ص ‪225‬‬

‫الصفحة ‪ 84‬من ‪143‬‬


‫يمكن تعريف االسم التجاري بأنه التسمية التي يمارس تحتها التاجر تجارته ويستخدمها عالم ة تم يز مش روعه التج اري ويعرف ه‬
‫آخرون بأنه “اسم يستخدم للداللة على مؤسسة تجارية أو صناعية أو أية مؤسسة أخرى فيكسبها ذاتية خاصة ويميزه ا عن غيره ا‬
‫من المؤسسات المماثلة أو المشابهة لها”‪.‬‬
‫واالسم التجاري قد يكون اسمًا مبتكرًا‪ ،‬وقد يكون هو ذاته اسم صاحب المحل التجاري أو لقبه أو اسمه المستعار‪ ،‬وه و في جمي ع‬
‫الحاالت يشكل عنصرًا من عناصر المحل التجاري فائدته جمع العمالء‪ ،‬وهو قابل لالنتقال إلى اآلخ رين‪ ،‬وه و ب ذلك يختل ف عن‬
‫االسم المدني الذي يعد جزءًا من شخصية ص احبه وال يج وز التص رف في ه‪ ،‬على ال رغم من أن الت اجر غالب ًا م ا يس تعمل اس مه‬
‫العائلي في ممارسة تجارته‪ ،‬فيكتبه فوق باب البناء‪ ،‬ويستعمله في إش هاراته وتوقيعات ه‪ ،‬إال أن االس م التج اري يختل ف أساس ًا عن‬
‫فكرة االسم المدني‪ ،‬فاالسم التجاري عنصر مهم في المحل ألنه يش كل م ع العن وان التج اري “‪ Enseigne‬العالم ة المم يزة له ذا‬
‫المحل‪ ،‬وقد تكون له أحيانًا أهمية معتبرة في المحل خاصة في تجارة الكماليات بينما العكس في القانون الم دني‪ ،‬ف الحق في االس م‬
‫هو حق شخصي ‪Droit de La Personnalite‬‬
‫ويعد االسم التجاري منقوال معنويا مثل بقية حقوق الملكية الصناعية‪ ،‬وهو بالتالي عنصر من عناص ر المح ل التج اري المعنوي ة‪،‬‬
‫وتقاس قيمة االسم التجاري تبعًا لرقم أعمال المحل التجاري أو بمقدار ما يحققه التاجر من أرباح نتيج ة اس تغالل المح ل التج اري‬
‫وإذا كان للتاجر الفرد حرية اختيار االسم التجاري لمؤسسته أو محله التجاري فإن األمر يختل ف بالنس بة للش ركات وخاص ة منه ا‬
‫شركات األشخاص فيشترط القانون أن يكون اس م الش ركة متكون ة من أس ماء جمي ع الش ركاء المتض امنين أو من أس م أح دهم أو‬
‫بعضهم متبوعًا عابرة اوشركاؤه‪ ،‬وهو ما يعرف بعنوان الشركة “‪ ”Raison sociale‬وهو ال ذي اتوق ع ب ه الش ركة على جمي ع‬
‫تعهداتها حتى ولو اتخذت الشركة إلى جانب هذا العنوان تسمية أخرى مبتكرة‬
‫ولالسم التجاري وظائف كثيرة أهمها‪:‬‬
‫ا يستخدم االسم التجاري في توقيع التعهدات التجاري‪ ،‬وهو بهذه الصفة غ ير قاب ل لالنتق ال إلى اآلخ رين‪ ،‬فمن تنق ل إلي ه حي ازة‬
‫المحل التجاري ال يستطيع التوقيع بتوقيع سلفه (المتنارل) كل ما يستطعيه هو التوقيع باسمه واضافة عبارة اخلف أو متنارل إليه “‬
‫‪ ”Successeuv‬لتفادي الخطأ الذي قد يقع فيه اآلخرون‪.‬‬
‫‪ 2‬يستعمل االسم التجاري كعنوان تجاري للمحل وهو بهذه الصفة قابل لالنتقال إلى اآلخرين بشرط إضافة عبارة متنازل إليه‪.‬‬
‫‪ 3‬ممكن أن يلصق االسم التجاري على نفسه فيميزه عن غيره‪ ،‬ويربطه بالمحل ا ال ذي أنتج ه‪ ،‬وه و به ذه الص فة يتمت ع بحماي ة‬
‫القانون الجنائي‪،‬‬
‫تكتسب ملكية االسم التجاري بأسبقية االستعمال على أن يكون هذا االستعمال ظاهرًا وعلنيًا وفعليا وتستمر ملكيته باالس تمرار في‬
‫استعماله‬
‫ويقتصر حق المالك على استعمال االسم ومنع اآلخ رين من اس تعماله بش كل ي ؤدي إلى إح داث التب اس بين مؤسس تين تج اريتين‬
‫وتقليل العمالء وإلحاق الضرر بالمالك‪.‬‬
‫وما أن أغلب حاالت االلتباس التي تقع في هذا الصدد تكون عندما يستعمل االسم الشخص ي لص احب المح ل كاس م تج اري‪ ،‬فإن ه‬
‫يجب مراعاة الغرض التجاري للمحل إذ ال يمكن لمن تنق ل إلي ه حي ارة المح ل أن يس تعمل اس م الب ائع إال في الغ رض التج اري‪،‬‬
‫ولتفادي كل التباس يلجأ المشتري عادة إلى إضافة اسمه الخاص مقرونا بكلمة خلف هذا وال يمكن التصرف في االسم التجاري إال‬
‫بوصفه كعنصر في المحل التجاري‪ ،‬وهذا ما أخذت به المحاكم الفرنسية‪.‬‬
‫ويترتب على اغتصاب االسم التجاري أو استعماله من قبيل اآلخرين أنه يحق لصاحبه حمايته عن طري ق رف ع دع وى المنافس ة‬
‫غير المشروعة على من اغتصب امم التجاري مع المطالبة بالتعويض‪ ،‬وإزالة الض رر ال ذي يص ل إلى ح د أن المح اكم ق د ت أتي‬
‫بشطب االسم المغتصب من واجهة المحل أو النشر في الصحف عن حصول االعتداء من أجل إزالة اللبس‬
‫رابعا العنوان التجاري ص ‪227‬‬
‫ًا‬
‫من العالمات المميزة للمحل التجاري وسمي العالمة المميزة في حين يطل ق علي ه أحيان اس م الش عار أو التس مية التجاري ة إال أن‬
‫التسمية التجارية المتداولة عادة هي العنوان التجاري وهو شعار أو تس مية تس تهدف تمي يز مح ل تج اري معين واجت ذاب العمالء‬
‫وغالبًا ما يكون العنوان التجاري مندمجا مع االسم التجاري‪ ،‬فكالهما يستهدف تمي يز المح ل التج اري عن غ يره من المحالت في‬
‫عالقته مع الجمهور وعند استعمال العنوان التجاري بشكل مس تقل عن االس م‪ ،‬يك ون في ص ورة تس مية أو إش ارة ش عارية أو في‬
‫صورة تسمية مقتبسة من خاصية تتمتع بها المؤسسة أو من محض الخيال‪.‬‬
‫( ‪Une designnation nemirale empruntee a une particularite de Leta blissVnent ou de pure‬‬
‫‪.)lentaisie‬‬
‫الصفحة ‪ 85‬من ‪143‬‬
‫على أن يشترط أال تكون التسمية دالة على نوع النشاط بصفة عامة‪ ،‬كأن يكتب بائع األحذية عبارة أحذية على متجره أو أن يكتب‬
‫بائع الكتب عبارة مكتبة على باب المبني الذي يستغل فيه تجارته‪ ،‬وللقاضي تحديد ما إذا كانت التسمية خاصة أو عامة‪.‬‬
‫والعنوان التجاري ليس معناه تلك األشياء المادية التي يمكن وضعها على باب مركز المحل التجاري وهو شيء معن وي يتمث ل في‬
‫العبارات أو في الشعار المخت ار من ط رف الت اجر واألص ل أن وج ود العن وان اختي اري للت اجر أن يض عه أو ال يض عه ول و أن‬
‫المشرع قد يجعل وجوده إجباري في بعض الحاالت‬
‫ويعد العنوان التجاري عنصرًا من عناصر المحل التجاري ينتقل إلى المشتري في حالة بيع المحل‪ ،‬وال يك ون ل ه مع ني منفص ل‬
‫عنه‬
‫والخالصة أن العنوان التج اري كتس مية أو ش عار فائدت ه تكمن في تمي يز مؤسس ة تجاري ة معين ة عن غيره ا‪ ،‬فه و ينط وي على‬
‫عناصر خاصة تميز محًال تجاريًا معينًا عن بقية المحالت وبالتالي ال يمكن تصوره مستغًال عن هذا المحل‪ ،‬فهو عنصر في المحل‬
‫وليس في صفة التاجر ينتقل بانتقال المحل ال بانتقال الت اجر ل ذلك يجب أن يك ون العن وان على درج ة من االبتك ار ح تى يس تحق‬
‫الحماية لذلك فقد قررت له الحماية‪ ،‬نفسها المقررة لالسم التجاري‪.‬‬
‫خامسا حقوق الملكية الصناعية ص ‪228‬‬
‫تشمل حقوق الملكية الصناعية‪ ،‬الحقوق الواردة على براءات االخ تراع والرس وم والنم اذج الص ناعية والعالم ات التجاري ة ف إذا‬
‫تضمن المحل التجاري هذه الحقوق فإنها تعد عناصر معنوية في المحل التجاري‪ ،‬وقد تك ون في بعض المحالت من أهم العناص ر‬
‫التي تتكون منها وتخضع هذه الحقوق لنظام قانوني خاص كما يجوز التنازل عنها مستقلة أو مع المحل التج اري غ ير أن التن ازل‬
‫عنها مع المحل التجاري كعناصر معنوية يستدعي إجراءات خاص ة به ا ليس هن ا مج ال بحثه ا وإذا م ا تم االعت داء عليه ا كتقلي د‬
‫عالمة تجارية أو االعتداء على براءة اختراع يحق لصاحب المحل التجاري حمايتها عن طريق دعوى المنافسة غير المشروعة‪.‬‬
‫سادسًا‪ ،‬حقوق الملكية األدبية والفنية ص ‪228‬‬
‫ويقصد بها حقوق المؤلفين على إنتاجهم األدبي أو العلمي أو الفني‪ ،‬وتعد هذه الحقوق عند وجوده ا من العناص ر المعنوي ة للمح ل‬
‫التجاري وقد تكون من أهم العناصر‪ ،‬خاصة إذا كان المحل التجاري دارا للنش ر تق وم بش راء حق وق الم ؤلفين على مص نفاتهم ثم‬
‫تقوم بنشرها بالطرق المعتادة كما يجوز التنازل عنها مع المحل التجاري أو مستقلة عنه تمامًا مث ل حق وق الملكي ة الص ناعية وتتم‬
‫حمايتها بطريقة حماية حقوق الملكية الصناعية نفسها‬
‫سابعا الرخص واإلجازات ص ‪228‬‬
‫ويقصد بها الرخص واإلج ارات ال تي تمنحه ا اإلدارة لالتج ار بس لعة معين ة ك الخمور أو فتح محالت من ن وع معين ؛ كالمق اهي‬
‫والمالهي والفنادق إلى غير ذلك وقد تردد الفقه في اعتبار عد الرخص واإلجازات عناصر في المح ل التج اري‪ ،‬ف ذهب رأي إلى‬
‫عدها من قبيل الحقوق الشخصية كالديون والحقوق فهي ترتبط بش خص ص احب المح ل اال بالمح ل ذات ه‪ ،‬ألنه ا تمنح ب النظر إلى‬
‫صفات معينة في الشخص المرخص له وبالتالي فهي التعد عناصر في المحل التجاري وال تنتقل بانتقاله إال في بعض االستثناءات‬
‫رخص المشروبات الكحولية‪.‬‬
‫وهناك رأي آخر وهو الراجح يرى أن القاعدة العامة هي أن الرخص واإلجازات تعد عناص ر في المح ل التج اري ترتب ط أص ال‬
‫بالمحل وتنتقل بانتقاله‪ ،‬واستثناء يجوز اس تبعادها ك أن يتف ق الطرف ان على ذل ك أو أن تك ون للرخص ة أو اإلج ازة أو ال ترخيص‬
‫صبغة شخصية‬

‫العناصر المعنوية المستبعدة ص ‪229‬‬


‫قد يرتبط صاحب المحل بسبب االستغالل التجاري بعقود يصبح بمقتضاها دائنا أو مدينة سواء بمبلغ من النقود أم بتس ليم ش يء أو‬
‫بعمل شيء أو باالمتن اع عن عم ل ش يء‪ ،‬واألص ل طبق ا للتش ريع الفرنس ي واألردني أن ه ذه الحق وق وال ديون ال تع د من قبي ل‬
‫عناصر المحل التجاري وال تنتقل إلى المشتري في حالة بيعه إال إذا اتفق الطرفان على خالف ذلك‪،‬‬
‫وأهم هذه العناصر هي ص ‪229‬‬
‫‪ 1‬الحقوق الشخصية والديون ؛ ص‪229‬‬
‫ينتج من ممارسة التاجر واستغالله لمحله التجاري أن ينشأ له حقوق في ذمة اآلخرين وقد تقع عليه التزامات تجاههم فهذه الحقوق‬
‫وااللتزام ات تنش أ عن العالق ة بين شخص ين أو بين ذمي تين م اليتين‪ ،‬ل ذلك ال تع د من عناص ر المح ل التج اري‪ ،‬وال تنتق ل إلى‬
‫المشتري في ح ال بيع ه اال إذا اتف ق على خالف ذل ك‪ ،‬والس بب في اس تبعاد الحق وق وال ديون كقاع دة عام ة من عناص ر المح ل‬
‫التجاري هو أن المحل التجاري ال يشكل ذمة مالية مستقلة عن ذمة صاحبه‪ ،‬كما أن المشتري ال يع د خلف ًا عام ًا للب ائع ل ذلك فه ذه‬
‫الصفحة ‪ 86‬من ‪143‬‬
‫الحقوق وااللتزامات تنصب جميعه ا في ذم ة الت اجر وال تنتق ل الى المش تري في حال ة بي ع المح ل التج اري وه ذا يخ الف بعض‬
‫القوانين كالقانون األلماني حيث يعد هذه الحقوق والديون عناصر في المحل التجاري وتنتقل بانتقاله إال إذا أنف ق على خالف ذل ك‪،‬‬
‫ولعل السبب في ذلك أن المشرع األلماني يأخذ بمبدء تجزئة الذمة المالية وبالتالي فإن المحل التجاري بشكل ذمة مالية مس تقلة عن‬
‫ذمة صاحبه ولكن المبدأ المتق دم يقض ي بع دم دخ ول الحق وق الشخص ية وال ديون في عناص ر المح ل التج اري ي رد علي ه بعض‬
‫االستثناءات‬
‫أهمها‪:‬ص ‪230‬‬
‫أ عقود العمل‬
‫أي عقود االستخدام للعمال التي أبرمها البائع قبل التنازل عن محله التجاري‪ ،‬وهذه العقود تبقى قائمة‬
‫ب عقود التأمين‪:‬‬
‫تستمر هذه العقود قائمة بعد انتقال ملكية المحل التجاري وال يقتصر ذلك على العقود ال تي تنص ب على العناص ر المادي ة للمح ل‬
‫التجاري بل إن القضاء الفرنسي توسع في تطبيق هذه القاعدة وجعلها تشمل حتى العقود التي تنصب على مسؤولية المستغل وذل ك‬
‫مع بقاء حق كل من الحائر الجديد والمأمن في فسخ هذه العقود‬
‫ج الحقوق وااللتزامات الناتجة من عقد إيجار األماكن المخصصة الستثمار المؤسسة التجارية تنتق ل م ع انتق ال المح ل التج اري‬
‫بشرط أال يغير من طبيعة االستثمار السابقة‪.‬‬
‫د عد القضاء الفرنسي االستفادة من االتفاقات التي أبرمها البائع مع األخ رين به دف حماي ة االتص ال ب العمالء من قبي ل عناص ر‬
‫المحل التجاري وبالتالي يستفيد المشتري من شروط عدم الرجوع وعدم المنافسة التي تربط البائع باألخرين او يستغل المحل‪.‬‬
‫‪ 4‬إدارة المحل التجاري ص‪230‬‬
‫عادة ما يقوم مالك المحل التجاري باستثماره وادارته بنفس ه ولكن ق د تح ول أس باب كث يرة دون ذل ك منه ا مرض ه أو عج زه عن‬
‫العمل أو سفره‪ ،‬او انتقال المحل التجاري إلى شخص قاصر عن طريق الميراث أو الوصية أو الهبة دون أن يمتلك الخ برة الكافي ة‬
‫الس تثمار ه ذا المح ل ومن األس باب أيض ا أن يك ون للمال ك أك ثر من ف رع المحل ه التج اري وال يمل ك ال وقت الك افي إلدارته ا‬
‫واستثمارها جميعا بنفسه إلى غير ذلك من األسباب‬
‫فإن الشخص الذي يقوم بإدارة المحل التجاري قد يكون مجرد وكيل عن المالك أو عامل لديه يقوم بإدارة واستثمار المحل التجاري‬
‫باسم المالك ولحسابه لقاء أجر وهذا يعرف بعقد اإلدارة البسيط‪ ،‬وقد يقوم شخص باستثمار المحل التجاري باسمه ولحسابه الخاص‬
‫لقاء أجر معلوم يدفعه إلى المالك فيعد هذا العقد عقد إيجار أو عقد إدارة حرة وسوف نتناول هذين العقدين بشيء من التفصيل‬
‫‪ 1.4‬عقد اإلدارة البسيطة ‪ Gerance Simple‬ص ‪231‬‬
‫تعريفه هو عقد بمقتضاه يعهد مالك المحل التج اري باس تثماره أو اس تثمار ف رع ل ه لش خص آخ ر يق وم به ذا العم ل باس م المال ك‬
‫ولحسابه لقاء أجر”‬
‫يستفاد من هذا التعريف أن مالك المحل ال يتخلى عن محله التجاري وال عن أي عنصر من عناصره إنما يقوم هذا الشخص بإدارة‬
‫هذا المحل واستثماره تحت ادارة وإشرافه مالكه حيث إن هذا المالك يتحمل خسارة محله إذا ما منى بخساره وتعود ل ه األرب اح إذا‬
‫حقق ربحًا كما أن جميع التصرفات القانونية التي يبرمها هذا الشخص يسأل عنها المالك بوصفه صاحب أو مالك المحل التجاري‪.‬‬
‫تكيف عقد اإلدارة البسيطة ص ‪231‬‬
‫اختلف الفقه في تحديد طبيعة العقد الذي يربط بين مالك المحل والشخص ال ذي يق وم بادارت ه‪ ،‬ألن الم دير ق د يق وم بأعم ال مادي ة‬
‫وأخرى قانونية أو يقوم بهما معًا كما أنه قد يخضع لرقابة المالك وإشرافه‪.‬‬
‫‪ 1‬إذا كان المدير يتمتع بسلطة واسعة في القيام بأعمال اإلدارة والتصرف فإنه يعد وكيًال عن المالك بحكم ان بينهما عقد الوكالة‬
‫‪ 2‬أما إذا كان المدير خاضعة إلشراف المالك ورقابته ويتلقى األوامر منه فإنه يعد بمثابة عامل لديه يحكمه عقد العمل‪.‬‬
‫‪ 3‬قد تكون العالقة التي تربط المدير بمالك المحل التجاري مختلفة حيث يكون المدير خاضعًا في بعض تصرفاته إلشراف المالك‬
‫ورقابته وقد يكون متمتعا بقدر من الحرية في تصرفات أخ رى ف إن وص ف العق د بين المال ك والم دير يرتك ز أساس ا على طبيع ة‬
‫التصرفات الغالبة فيعد عقد وكالة في الحالة األولى وعقد عمل في الحالة الثانية‪.‬‬
‫آثار عقد االدارة البسيطة ص ‪232‬‬
‫يقوم مدير المح ل التج اري بالتعام ل م ع اآلخ رين‪ ،‬ولكي تك ون تص رفاته القانوني ة حج ة في مواجه ة اآلخ رين‪ ،‬وألج ل حماي ة‬
‫المتعاملين معه يجب إشهار هذه العالقة عن طريق قيدها في السجل التجاري المادة ‪ 38‬من قانون التجارة األردني وبما أن الم دير‬
‫الصفحة ‪ 87‬من ‪143‬‬
‫يقوم بإدارة واستثمار المحل التجاري باسم مالك المحل ولحسابه فإن الذي يكتسب ص فة الت اجر ه و المال ك دون الم دير‪ ،‬ألن ه ذا‬
‫األخير ال يمارس العمل لحسابه الخاص وعلى وجه االستقالل وتنطبق على العالقة بين مالك المح ل والم دير أحك ام العق د الم برم‬
‫بينهما وأحكام القواعد العامة في القانون المدني‪.‬‬
‫‪ 2.4‬عقد اإلدارة الحرة ص‪232‬‬
‫تعريفه “هو عقد إيجار ‪ La Location Gerance‬محله منقول معنوي يس تأجر بموجب ه ش خص المح ل التج اري لم دة معين ة‬
‫بهدف استثماره على وجه االستقالل لقاء مبلغ معلوم”‪.‬‬
‫لقد أطلق عليه عقد اإلدارة نظرًا للحرية التامة التي يتمتع بها المستأجر في استثمار المحل التجاري دون رقابة أو إشراف عليه من‬
‫المالك‬
‫ًا‬
‫ويعد عقد إيجار المحل التجاري عقد إيجار عادي‪ ،‬وإن كان وارد على منقول معنوي النه يجوز أن يرد على منقوالت معنوي ة أو‬
‫مادية وتنطبق على هذا العقد األحكام الواردة في الباب الثاني من القانون المدني المتعلقة بعقد اإليجار وذلك في الحاالت ال تي تع د‬
‫هذه القواعد صالحة لتطبيق وغير متعارضة مع طبيعة المتجر كمنقول معنوي‪.‬‬
‫ًا‬
‫" ويعد ايجار المحل التجاري عمال تجاريا بالنسبة للمستأجر‪ ،‬ألنه وارد على محل تجاري وفق للمعنى السابق ذكره‪ ،‬أي أن يك ون‬
‫النشاط محل العقد من طبيعة تجارية‪ ،‬وبعبارة أخرى أن يكون المحل مخصصا لمزاولة نشاط تجاري أو صناعي وبالتالي يكتس ب‬
‫المستأجر صفة التاجر‬
‫ًال‬
‫ويعد إيجار المحل التجاري عم تجاريا بالنسبة للمؤجر (المالك) ألن جميع التصرفات القانونية التي ترد على المحل التجاري من‬
‫بيع أو شراء أو رهن هي عمل تجاري بحسب الشكل وفقًا ألحكام القانون الفرنسي والجزائري‪.‬‬
‫ويجب إنشاء العقد خطيًا‪ ،‬أي يجب أن يكون العقد مكتوبًا والكتابة هنا وسيلة إثبات وفقًا لبعض القوانين كما تع د في ق وانين أخ رى‬
‫وسيلة إثبات وركنا في العقد‪ ،‬كما يجب أن يكون المستأجر متمتعًا باألهلية التجارية ؛ ألن ه سيكتس ب ص فة الت اجر عن دما يم ارس‬
‫التجارة لحسابه الخاص في هذا المحل التجاري وال يش ترط ت وافر األهلي ة في المال ك الم ؤجر إال ان ني أرى عكس ذل ك أي يجب‬
‫توافر األهلية في المالك المؤجر ألنه يقوم بتصرف قانون تجاري وهذا التصرف يجب أن يك ون ص ادرًا عن ذي أهلي ة كم ا يجب‬
‫اشهار عقد اإلدارة الحرة عن طريق قي ده في الس جل التج اري‪ ،‬ألن ه ال يك ون حج ة في مواجه ة اآلخ رين إذا لم يقي د في الس جل‬
‫التجارية‪.‬‬
‫آثار عقد اإلدارة الحرة ص‪233‬‬
‫‪ 1‬آثار العقد بين المؤجر والمستأجر‪:‬ص‪233‬‬
‫يحدد العقد الحقوق وااللتزامات المترتبة في ذمة الطرفين‪.‬‬
‫يلتزم المؤجر “المالك” بتسليم المحل التجاري للمستأجر ويمكنه من االنتفاع به‪ ،‬وأن يمتنع من التعرض له‪ ،‬أي ال يحق ل ه إنش اء‬
‫تجارة مماثلة ألن من شأن هذا التصرف أن يحرم المستأجر من عنصر االتصال ب العمالء وه و من أهم عناص ر المح ل التج اري‬
‫وغالبا ما يتضمن العقد نصا صريحا يمنع المؤجر ممارسة تجارة مماثلة وقد يكون ه ذا الش رط مطلق ًا وق د يك ون مقي دًا من حيث‬
‫الزمان والمكان‪.‬‬
‫ويلتزم المستأجر من جانبه بالمحافظة على المحل التجاري فإذا ما أخل بذلك يحق اللمالك المطالبة بفسخ العقد م ع التع ويض كم ا‬
‫يلتزم المستأجر بدفع األجرة المتفق عليها وبما أن عقد اإلدارة الحرة يقوم على االعتب ار الشخص ي فيمن ع على المس تأجر التن ازل‬
‫عن اإليجار أو التأجير من الباطن إال إذا اتفق ص راحة على ذل ك‪ ،‬وينتهي العق د بوف اة المس تأجر‪ ،‬كم ا يل تزم بع دم القي ام بتج ارة‬
‫أخرى منافسة‪ ،‬أي يجب أن يقوم بنوع التجارة المخصص لها المحل التجاري‪.‬‬
‫‪ 2‬آثار العقد بالنسبة لآلخرين ص‪234‬‬
‫ينتج من هذ العقد اكتساب المستأجر صفة التاجر ومن ثم القيد في السجل التجاري ومسك الدفاتر التجاره كما يج وز ش هر إفالس ه‬
‫إذا توقف عن دفع دين من ديونه التجارية كذلك يفقد الموجر صفته التجارية ما لم يكن يمارس تجارة أخرى على وجه االستقالل‪.‬‬
‫يسأل المؤجر عن الديون الناجمة عن استثمار المحل التجاري قبل تأجيره‪ ،‬كما يسأل المستأجر عن ديود السجل التجاري الناجم ة‬
‫عن استثماره بعد تسليمه للمستأجر وقيد ذلك في السجل التج اري‪ ،‬ولكن من ال ذي يس أل عن ال ديون الناجم ة عن اس تثمار المح ل‬
‫التجاري في الفترة الواقعة ما بين إبرام العقد وقيده في السجل والرأي الراجح يسأل المؤجر و المستأجر على وج ه التض امن فيم ا‬
‫بينهما‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 88‬من ‪143‬‬


‫قد يؤدي تأجير المحل التجاري إلى اإلضرار بدائني المؤجر ؛ ألن المحل التجاري يش كل الض مان الع ام لل دائنين فمنحهم الق انون‬
‫الحق في المطالبة بإسقاط آجال ديونهم وعدها مستحقة الدفع فورًا ما لم يقدم لهم ض مانة أخ رى‪ ،‬وه ذا م ا نص ت علي ه الم ادة (‪3‬‬
‫‪ )304‬من القانون المدني األردني‬
‫‪ 3‬آثار العقد بالنسبة لمالك العقار‪:‬ص‪234‬‬
‫هل ينشأ عن عقد إدارة المحل التجاري الحرة أية عالقة جديدة بين المس تاجر ومال ك العق ار ال ذي يم ارس في ه النش اط التج اري‬
‫خاصة وأن العقار ليس عنصرًا من عناصر المحل التجاري كما سبق أن أوضحنا‪ ،‬وقد اختلفت آراء الفقهاء في هذا الصدد‬
‫‪ .‬فذهب رأي إلى أن تاجير المحل التجاري هو تأجير المنقول معنوي وال عالقة له بإجارة العقار الذي يمارس فيه المحل التج اري‬
‫بينما ذهب رأي آخر إلى أن عقد اإلدارة الحرة يتضمن إيجارًا للعقار من الباطن‪ ،‬وأن مستأجر المحل التجاري يحل مح ل ص احبه‬
‫في االنتفاع بالعقار المؤجر وعلين ا أن نم يز في ه ذا الص دد بين ح ق اإليج ار‪ ،‬وه و ح ق معن وي و عنص ر من عناص ر المح ل‬
‫التجاري‪ ،‬والعقار الذي ال يعد‪ ،‬عنصرا من عناص ر المح ل التج اري بإجم اع الفق ه والقض اء ول ذلك ينتج من عق د‪ ،‬إدارة المح ل‬
‫التجاري الحرة الفترة ما بين المالك (المؤجر) والمستاجر وهو اتباع إجراء إضافي اال وهو موافقة مالك العق ار ال ذي يم ارس في ه‬
‫التشارة التجارية‬
‫‪ .5‬حماية المحل التجاري دعوى المنافسة غير المشروعة ص ‪235‬‬
‫يتكون المحل التجاري من مجموعة من العناص ر المادي ة والمعنوي ة ال تي ت ألقت مع ا قص د االس تثمار التج اري وتحقي ق ال ربح‪،‬‬
‫وتشكل هذه العناصر مجتمعة وحدة واحدة مس تقلة قائم ة ب ذاتها منفص لة عن ك ل عنص ر من العناص ر الداخل ة في تكوينه ا وله ا‬
‫نظامها القانوني الخاص‪ ،‬والمحال التجاري بوصفه ماًال منقوال معنويًا وكوح دة قائم ة ب ذاتها يحت اج إلى حماي ة خاص ة‪ ،‬وتختل ف‬
‫حماية كل عنصر من عنصاره‪ ،‬وهذه الحماية تعرف بدعوى المنافسة غير المشروعة تعريفها ؟ وما أساسها وشروطها واثاره ا ؟‬
‫سندرس ذلك بالتفصيل –‬
‫‪ 1.5‬تعريفها وأساسها‬
‫اوال تعريفها‬
‫يقصد بالتنافس تزاحم التج ار والص ناع في ت رويج منتج اتهم وبض ائعهم وخ دماتهم من أج ل ج ذب أك بر ع دد ممكن من العمالء‬
‫وبالتالي تحقيق الربح وهذا التنافس القائم على األخالق واألمان ة والش رف يتم وفق ًا للع ادات التجاري ة واالتفاق ات الخاص ة ووفق ا‬
‫األحكام القانون ويع ود بفائ دة على جمه ور المس تهلكين وعلى المجتم ع‪ ،‬في ؤدي إلى تحس ين اإلنت اج وجودت ه وتخفيض األس عار‬
‫وبالتالي يؤدي إلى ازدهار التجارة‪ ،‬حتى ولو أدى ذلك إلى إلحاق الضرر بالتجار اآلخرين فهذا أمر طبيعي ألن زي ادة عمالء أح د‬
‫التجار سوف يقابلها نقص في عمالء تاجر آخر فال ضير في ذل ك طالم ا أن التن افس مش روع وتم وفق ا ألحك ام الق انون وبص دق‬
‫وأمانة‪ ،‬لذلك يجب تنظيم ه ذا التن افس بحيث ال يس مح اللت اجر تج اوز ح دود حري ة المنافس ة بأفع ال مخالف ة للق انون عن طري ق‬
‫استخدامه لوسائل غير مشروعة تؤثر في حرية اختيار الجمهور‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن دعوى المنافسة غير المشروعة ال تقتصر على حماي ة عنص ر االتص ال ب العمالء‪ ،‬ب ل يح ق للت اجر االعتم اد‬
‫عليها في حماية العناصر األخرى ألن وجود هذه العناصر واجتماعها في المحل التجاري من أجل إيج اد عنص ر العمالء ؛ أي أن‬
‫االعتداء على أي عنصر في هذه العناصر هو اعتداء على عنصر العمالء‪ ،‬كم ا أن الحماي ة المق ررة العنص ر االتص ال ب العمالء‬
‫تختلف عن الحماية المقررة للعناصر األخرى‪ ،‬وذلك أن وجود المحل التجاري مرتبط بوجود العمالء ل ذلك ف إن الحماي ة المق ررة‬
‫لعنصر االتصال بالعمالء‪ ،‬هي الحماية نفسها المقررة للمح ل التج اري كوح دة ش املة مس تقلة‪ ،‬وهي تختل ف باوره ا عن الحماي ة‬
‫المقررة للعناصر األخرى‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن المنافسة التجارية في ظل االقتصاد الرأسمالي الحر تختلف عنها في ظل االقتصاد االش تراكي أو االقتص اد‬
‫المخطط‪.‬‬

‫ثانيا أساس دعوى المنافسة غير المشروعة األساس القانوني ص‪236‬‬


‫لم ينص المشرع على قواعد خاصة لتنظيم المسؤولية عن أعمال المنافس ة غ ير المش روعة فتص دى القض اء لبحث ه ذه المش كلة‬
‫وحلها‬

‫الصفحة ‪ 89‬من ‪143‬‬


‫‪ .‬فبينما اتجهت أحكام القضاء إلى األخذ بفكرة األخالق كأساس ل دعوى المنافس ة غ ير المش روعة في بداي ة األم ر‪ ،‬فق در الق انون‬
‫األلماني الصادر في ‪ 7 6 1919‬مبدأ المسؤولية العام “إن كل من أتي في تجارت ه بقص د المنافس ة أفع اًال مخالف ة لألمان ة توق ف‬
‫أعماله ويتعرض للتعويض”‬
‫إن الفقه أقام فكرة المنافسة غير المشروعة قبل عام ‪ 1943‬على المواد اآلتي ة ‪ 14 11 48‬من ق انون االلتزام ات‪ ،‬واكتفى بتاكي د‬
‫منافاتها لقواعد األخالق‬
‫غير أن أحكام القضاء الفرنسي في بدايته اتخذت أساسا أخالقيا لدعوى المنافسة غير المشروعة‪.‬‬
‫غير أن القض اء الفرنس ي الح ديث ي رى أن األس اس ال ذي يس تند إلي ه في تحدي د ه ذا النط اق ومن ثم رف ع ال دعوى على الت اجر‬
‫بالمنافسة غير المشروعة يرد إلى القواعد العامة في المس ؤولية التقص يرية الم ادة ‪ 1383 ،1382‬من الق انون الم دني الفرنس ي‪،‬‬
‫والمقابلة اللمادة ‪ 163‬مدني فرنسي والمادة ‪ 138‬من القانون المدني الجزائري والتي تقرر أن كل خطا س بب ض ررا للغ ير يتل زم‬
‫من ارتكبه بالتعويض”‪.‬‬
‫وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 256‬من القانون المدني األردني على أن كل إصرار باآلخرين يلزم فاعله‪ ..‬بضمان الض ررة والج دير‬
‫بالذكر أن المشرع األردني قد أقام المسؤولية لمجرد حدوث الضرر سواء أكان الفعل الذي سببه مش روع أم غ ير مش روع وي رى‬
‫بعض الفقهاء أن المشرع األردني ال يهدف إلى إقامة المسؤولية عن الضرر دون تمييز بين ضرر سيبه فعل مشروع وآخ ر س بيه‬
‫فعل خاطئ فال مسؤولية في الحالة األولى بينما يسأل إذا كان سببه فعل خاطئ ونرى عكس ذلك‪ ،‬وه ذا م ا يأخ ذه الفق ه اإلس المي‬
‫واالتجاه الحديث في فرنسا من أن الخطأ ليس ركنا من أركان المس ؤولية التقص يرية‪ ،‬ويع د بنص الم ادة ‪ 163‬أن ك ل خط أ س بب‬
‫ضرر لألخرين يلزم من ارتكبه بالتعويض‪ ،‬يراد به التعدي الذي يق ع من الش خص في تص رفه مج اوزة الح دود ال تي يجب علي ه‬
‫التزامها في سلوكه شرعا وقانونا لذلك نرى أن نص القانون األردني ص حيح وينس جم م ع الُم ت ه اإلس المي‪ ،‬ل ذلك يق ترح األس تاذ‬
‫مصطفى الزرقا أن تكون صيغة النص كل ضرر يلحنه أحد باخر دون مسوغ مشروع يجعل فاعله مسؤوال تجاه المضرور‪.‬‬
‫وذهب رأي آخر إلى أن دعوى المنافسة غير المشروعة تستند إلى أساس آخر يكمن في فكرة التعس ف في اس تعمال الح ق‪ ،‬أي أن‬
‫التاجر له الحق في القيام بأعمال المنافسة طالما لم يخ رج به ا عن الح دود المش روعة أم ا إذا انح رفت المنافس ة عن ذل ك فيك ون‬
‫التاجر قد أساء استعمال حقه غير أن هذا الرأي لم يسلم من النقد توجهت إليه االنتق ادات اآلتي ة أوًال أن الت اجر ال ذي يق وم بأعم ال‬
‫المنافسة غير المشروعة غالبا ما يقصد اإلضرار بمنافسه وهذا القصد يوجد ايضا في أحوال المنافسة المش روعة في حين أن ذل ك‬
‫ال محل له في حالة إستءة استعمال الحق‪.‬‬
‫وي رى رأي آخ ر أن التعس ف في اس تعمال الح ق في بعض التش ريعات يع د عمًال غ ير مش روع ويخض ع ألحك ام المس ئوؤلية‬
‫التقصيرية نفسها‬
‫ذهب بعض الفقهاء إلى أن أحكام المسئولية التقص يرية ال تكفي كأس اس ال دعوى المنافس ة غ ير المش روعة‪ ،‬ألن ه ذه المس ؤولية‬
‫تقتصر على تعويض الضرر الحاصل ودون حماية المحل التجاري من الضرر الذي قد يقع في المستقبل‪ ،‬وهو ما تهدف إليه أيضا‬
‫دعوى المنافسة غير المشروعة‪ ،‬ولذلك يكون الهدف من دع وى المنافس ية غ ير المش روعة حماي ة ح ق الت اجر في ملكي ة المح ل‬
‫التجاري من االعتداء الواقع أو الذي يقع عليه في المستقبل‪ ،‬فهي أقرب إلى دعاوي الملكية منها إلى دعاوي السؤولية المدني ة فهي‬
‫شبيهة في دعاوي وضع اليد أو االسترداد‬
‫والخالص‪šš‬ة‪ :‬على ال رغم من ه ذا الخالف في القض اء إال أن ه يؤس س دع وى المنافس ة غ ير المش روعة على احك ام المس ؤولية‬
‫التقصيرية وفقا ألحكام القواعد العامة‪.‬‬

‫‪ 2.5‬الطبيعة القانونية لدعوى المنافسة غير المشروعة‬


‫على ال رغم من اجم اع الفق ه والقض اء على أن دع وى المنافس ة غ ير المش روعة تق وم على أس اس فك رة المس ؤولية التقص يرية‬
‫المنصوص عليه في القانون المدني‪ ،‬إال أن الفقه قد اختل ف في الطبيع ة القانوني ة ل دعوى المنافس ة غ ير المش روعة فهن اك ثالث ة‬
‫اتجاهات‪:‬‬
‫االتجاه األول ويتزعمه بعض الفقهاء الذين يرون أن المنافسة غير المشروعة تمثل اعتداء على حق الشخص المتضرر من عم ل‬
‫المنافسة ألن للشخصية حقا عاما ويتمثل في أمانة التنافس التي تعد مظهرا للمسائل المدني ة غ ير أن وج ود ه ذا الح ق الع ام مح ل‬
‫جدل وال يمكن استخالصه من قبل الدعوى التي تحمي بعض أشكال الشخصية‪.‬‬
‫وإذا افترضنا أن هذا الحق مجرد خيال فكيف يظهر في مجال المنافسة ألنه يعتد بالمنافسة على الشخصيات العامة إال إذا تعرضت‬
‫مصالحهم المالية للخطر‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 90‬من ‪143‬‬
‫االتجاه الثاني يرى األستاذ ربير أن دعوى المنافسة تشبه دعوى الحيازة أو دعوى االستحقاق لذلك فهي دعوى عيني ة فهي ته دف‬
‫إلى حماية حق الملكية على األشياء المادية غير أن هذا الرأي منتقد‪ ،‬ألنه قد يصدق على دعوى المنافسة غ ير المش روعة الرامي ة‬
‫إلى حماية عنصر من عناصر المؤسسة ؛ كالحق في براءة االختراع أو عالمة تجارية أو اسم تجاري إذ إن استعمال هذه العناصر‬
‫من اآلخرين يشكل اعتداء على ملكيتها أما دعوى المنافسة فهي تحمي المحل التجاري كوحدة شاملة فال تع ّد دع وى عيني ة ته دف‬
‫إلى حماية حق ملكية المحل التجاري‬
‫كما أن القضاء ال يكتفي لفول دعوى المنافسة بوقوع انعتاداء علي عمر العمالء بل يشترط وقوعه خيأ‬
‫االتجاه الثالث يرى األستاذ جوسران آن دعوى المنافسة غير المشروعة تعد من تطبيقات نظرية التعسف في اس تعمال الح ق على‬
‫أساس أنه من الممكن االعلى الى حرية المنافسة على انها حق بيشما تعد المنافسة غير المشروعة سوء اس تخدام له ا الح ق‪ ،‬إال أن‬
‫الفقه يرفض هذا التكيف ألنه ال يمكن أن نعد المنافسة غير المشروعة احدى حاالت التعس ف في اس تعمال الح ق وال تي تق وم على‬
‫نية تحقيق األعمال المرتكبة ألن األمر ال يتعلق بنية اإلضرار باآلخرين المالزمة دائما لتحقيق أعمال المنافس ة فهي مس توحاة من‬
‫الرغبة العميقة باإلضرار بشخص ما بوصفه كذلك ال بوصفه منافسا‬
‫ويتجه الرأي الحديث إلى تأسيس دعوى المنافسة غير المشروعة على مبادئ المسؤولية مع عدها دعوى مسؤولية من نوع خاص‬
‫ألن إثبات الضرر ال يعد شرطا ضروريا لقيام مسؤولية المنافس‪ ،‬وهناك خالف بينهما من حيث األساس فالمسؤولية المدني ة تق وم‬
‫على منع إلحاق ضرر باآلخرين قصدا‪ ،‬بينما المنافسة تتضمن في طبيعتها الحاق الضرر قصدًا باألخرين‪ ،‬وبما أن أعمال المنافسة‬
‫في األصل مشروعة على الرغم من طابعها الضار باآلخرين‪ ،‬اال ان التج اور في اس تعمال ه ذه الحري ة ه و وح ده ال ذي يحرم ه‬
‫القانون وتنشأ عنه مسؤولية المنافسة‬
‫والخالصة فإن القضاء يعد دعوى المنافسة غير المشروعة دعوى مسؤولية مدنية يقصد منها منع وقوع الضرر‪ ،‬والتع ويض عن‬
‫الضرر المحقق والحيلولة دون استمراره‪.‬‬
‫‪ 3.5‬شروط دعوى المنافسة غير المشروعة‬
‫سبق أن أوضحنا أن دعوى المنافسة غير المشروعة تستند إلى ذات األساس الذي تستند إيه دعوى المس ؤولية التقص يرية فش روط‬
‫رفعها هي شروط دعوى المسؤولية التقصيرية نفسها لذلك يجب توافر العناصر اآلتية عنص ر الحمل ة الن اتج من عم ل من اعم ال‬
‫المنافسة غير المشروعة وعنصر الضرر‪ ،‬وعالقة السببية بين الخطأ والضرر‪.‬‬
‫العنصر األول الخطأ الناتج من عمل من أعمال المنافسة غير المشروعة ايجب لتوافر هذا العنصر قيام حالة المنافسة وأن تحص ل‬
‫هذه المنافسة باعمال غير مشروعة‬
‫‪ 1‬قيام حالة المنافسة ويجب القيام حالة منافسة توافر شروط معينة هي ص‪240‬‬
‫أ وجود النشاطين التجاريين وقت القيام بعمل المنافسة‪ ،‬ألنه يكون حاصًال الحساب إحدى التجارتين على حساب األخرى ف إذا ق ام‬
‫شخص بعمل ما من شأنه صرف بعض عمالء المحل التجاري ومنعهم من التعام ل مع ه دون أن يك ون ل ه تج ارة بقص د اجت ذاب‬
‫العمالء لها فال توجد حالة منافسية‪ ،‬ولكنه يسأل وفقا ألحكام المسؤولية التقصيرية أم ا إذا ق ام به ذا العم ل من أج ل كس ب العمالء‬
‫التجارة سوف ينشئها في المستقبل فيعد هذا العمل من أعمال المنافسة غير المشروعة‪ ،‬وك ذلك ال وج ود لعم ل المنافس ة إذا ك انت‬
‫التجارتان مختلفتين‬
‫ب ان تكون التجارتان متماثلتين ألن العمالء يمكنهم االستغناء بسلعة أحد المحليين التجاريين عن سلعة المحل اآلخر وبالتالي ف إن‬
‫تحويل العمالء في هذه الحالة يعد من قبيل المنافسة غ ير المش روعة ولكن ال يش ترط التط ابق الت ام في التج ارتين ب ل يكتفي ب أن‬
‫يكون النشاطان التجاريان متقاربين ؛ كما ال يشترط أن يكون التماثل شامًال لمجم وع النش اط التج اري ب ل يكفي ت وافره في بعض‬
‫السلع دون السلع األخرى‪.‬‬
‫‪ 2‬أعمال غير مشروعة ص ‪240‬‬
‫يشترط أن يؤلف العم ل المن افس ال ذي تس تند إلي ه ال دعوى منافس ة غ ير مش روعة إذا انط وى على مخالف ة الق وانين أو الع ادات‬
‫التجارية أو اللوائح أو اإلخالل بالنزاهة والشرف واألمانة‪ ،‬وأعمال المنافسة غ ير المش روعة ال يمكن حص رها أو التنب ؤ به ا ب ل‬
‫يجب تركها اللظروف ولكن يمكننا دراسة بعض األعمال غير المشروعة التي تؤدي إلى قيام دعوى المنافسية غير المشروعة‪.‬‬
‫أ أعمال تؤدي إلى الخلط بين المحالت التجارية أو منتجاتها ومثال ذلك أن يطل ق المن افس على محل ه التج اري اس ما تجاري ا أو‬
‫عنوانًا تجاريا سبق لمحل آخر استعماله أو أن يقلد المنافس المظهر الخارجي لمحل منافس‪ ،‬أو أن يقلد المنافس عالم ة تجاري ة إلى‬
‫غير ذلك من األساليب التي قد توقع العمالء في الخلط بين المحالت التجارية ومنتجاتها‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 91‬من ‪143‬‬


‫ب أعمال تستوجب الحط من قدر اآلخرين أو قدر البض‪šš‬اعة ال‪šš‬تي يتج‪šš‬ر به‪šš‬ا ومث ال ذل ك االس اءة إلى س معة الت اجر المن افس أو‬
‫الطعن في شخصه من أجل إضعاف انتمائه‪ ،‬وكذلك األعمال التي تؤدي إلى الح ط من قيم ة البض اعة توص فها بأنه ا مغشوش ة أو‬
‫ض ارة و غ ير ص الحة لالس تعمال ويتم ذل ك بوس ائل مختلف ة كتوزي ع المنش ورات أو النش ر في الص حف أو المجالت او تق ديم‬
‫المذكرات إلى الجهات اإلدارية‬
‫ج االعتداء على التنظيم الداخلي لمحل تجاري منافس ومثال ذلك أن يسعى التاجر المنافس لمعرفة أسرار منافس ه أو أن يح رض‬
‫عمال منافسة على اإلضراب أو ترك العمل وإغرائهم للعمل في محله إذا كان لوجودهم تأثير في جلب العمالء‪.‬‬
‫د إحداث اضطراب عام في السوق ومثال ذلك قيام التاجر بتوزيع إعالنات أو نشرات يذكر فيها مزايا مبالغا فيها للسلعة أو ينش ر‬
‫أن ه ذه الس لعة تحت وي على عناص ر ال وج ود له ا في الحقيق ة ألن ه ب ذلك يج ذب العمالء الت اجر آخ ر وه ذا من ش أنه أن يخل ق‬
‫اضطراب في السوق‬
‫وقد يدعي التاجر صفات ليست فيه كان يدعي أنه حاصل على جوائز أو درجات فخرية‪ ،‬وقد يض طر إلى ال بيع بخس ارة من أج ل‬
‫اجتذاب العمالء الذين يتعاملون مع تاجر آخر كل هذه األعمال من شأنها خلق اضطراب عام في السوق‬
‫الخطأ وسوء النية ص ‪241‬‬
‫هل يشترط لرفع دعوى المنافسة غير المشروعة أن يكون المدعى عليه قد أتى فعال من شأنه التأثير في عمالء اآلخرين واجتذابهم‬
‫بسوء نية أم ال يشترط أن تتوافر لديه نيه االضرار بمنافسة ؟‬
‫بداية لقد اشترط القضاء الفرنسي توافر سوء النية لدى المتنافس ألنه كان يقيم دعوى المنافسة غير المشروعة على أس اس أخالقي‬
‫وعندما أصبحت دعوى المنافسة غير المش روعة تق وم على أس اس المس ؤولية المدني ة عقدي ة أم تقص يرة ف إن المس ؤولية ت ترتب‬
‫بمجرد وقوع الخطأ‪ ،‬سواء أكان المنافس متعمدًا أي سيء النية يقصد االضرار بمنافسه أم مجرد اهمال ومالزم ًا والج دير بال ذكر‬
‫أنه ال داعي الشتراط سوء النية ألنه في الغالب ما يكون االضرار باآلخرين أم رًا حتمي ا و مالزم ا ألفع ال التن افس س واء أك انت‬
‫مشروعة أم غير مشروعة وسواء أكان الخطأ متعمدًا أم غير متعمد‪.‬‬
‫العنصر الثاني الضرر ص‪242‬‬
‫بينا سابقا أن دعوى المنافسة غير المشروعة تعتمد أساسا على القواعد العامة في المسؤولية التقصيرية لذلك يجب على المدعى أن‬
‫يثبت الضرر الالحق به كما يجب تحديد التعويض بقيمة ه ذا الض رر وق د يك ون ه ذا الض رر مادي ة أو أدبي ا وق د يك ون ح اال أو‬
‫مستقبًال وقد يكون كبيرا أو صغيرا‪ ،‬كما أن دعوى المنافسة غير المشروعة ال تشترط أن يك ون الض رر ح اال ب ل يمكن أن يك ون‬
‫مستقبال ألن طبيعة الضرر في دعوى المنافسة غير المش روعة تختل ف عنه ا في المس ؤولية المدني ة‪ ،‬وذل ك ألن عنص ر الض رر‬
‫ينصب في دعوى المنافسة غير المشروعة على العمالء وصرفهم عن التاجر أو عن المحل التج اري ال ذي يتع املون مع ه كم ا ال‬
‫يشترط أن ينتج عن وقوع الضرر خسارة فعليه وإنما يكفي مجرد تفويت الريح على المحل التجاري‬
‫‪ .‬والجدير بالذكر أن دعوى المنافسة غير المشروعة تختلف عن دع وى المس ؤولية المدني ة‪ ،‬فبينم ا ته دف المس ؤولية المدني ة إلى‬
‫تعويض الضرر فقط نجد أن دعوى المنافسة غير المشروعة تهدف إلى تعويض الضرر كما تهدف إلى حماية المحل التج اري من‬
‫أعمال المنافسة غير المشروعة في المستقبل‪.‬‬
‫العنصر الثالث رابطة السبية ص‪242‬‬
‫ما أن دعوى المنافسة غير المشروعة تقوم على أساس دعوى المسؤولية التقصيرية لذلك ال بد من إثبات عالقة السببية بين الخطأ‬
‫المتمثل في أعمال المنافسة غير المشروعة والضرر الذي أصاب المدعي‪،‬‬
‫غير أنه في كثير من الحاالت ال ينتج من أعمال المنافسة غير المشروعة أي ضرر اللمدعي‪ ،‬لذلك يقصد من دعوى المنافسة غ ير‬
‫المشروعة هنا إزالة الوضع غير المشروع بالنسبة للمستقبل فال يكون ثمة محل للقول بوج ود ض رورة إثب ات الس ببية في دع وى‬
‫المنافسة غير المشروعة وهذا على عكس دعوى المسؤولية التقصيرية التي تهدف إلى تع ويض الض رر فال ب د من إثب ات رابط ة‬
‫السببية‪.‬‬
‫أحكام دعوى المنافسة غير المشروعة ص ‪242‬‬
‫يحق للتاجر المتضرر من أعمال المنافسة غير المشروعة رفع الدعوى أم ام القض اء وإذا تع دد التج ار ال ذين أص ابهم ض رر من‬
‫أعمال المنافسة غير المشروعة فلهم الحق جميعا برفع الدعوى والمطالبة بالتعويض‬
‫ال تكون الدعوى مقبولة إال إذا كانت تهدف إلى حماية مصالح مشروعة فإذا كان النش اط ال ذي يق وم ب ه الش خص المتض رر غ ير‬
‫مشروع كما إذا كان يتاجر في المخدرات فال يستفيد من حماية دعوى المنافسة غير المشروعة‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 92‬من ‪143‬‬


‫ترفع دعوى المنافسة غير المشروعة على من صدر منه الفعل الضار وعلى شركائه في هذا الفعل ويكونون مسؤولين على وج ه‬
‫التضامن فيما بينهم كما تعد أعمال المنافسة غير المشروعة من قبيل األعمال الضارة فإذا مارسها التاجر األعم ال تتعل ق بتجارت ه‬
‫فتكون أعماال تجارية بالتبعية وبالتالي نخضع ألحكام القانون التجاري‪.‬‬
‫ويجوز للمتضرر من أعمال المنافسة غير المشروعة أن يثبتها بطرق اإلثبات كافة كالشهادة والقرائن والفواتير وال دفاتر التجاري ة‬
‫وغيرها‬
‫فإذا ما ثبت للمحكمة أن أعمال المنافسة غير المشروعة قد سبت ضررا لآلخرين قلها الحق أن تقضي بالتعويض عن ه ذا الض رر‬
‫ونظرا لصعوبة تقدير قيمة التعويض تستعين المحكمة بأهل الخبرة وال يشمل التعويض إال الضرر المحقق‪ ،‬وإذا ما استمر المدعى‬
‫عليه بالقيام بأعمال المنافسية غير المشروعة بعد صدور الحكم ضده فيكون بذلك ق د ارتكب خط ًا جدي دًا نش أ عن ه ض رر مس تقل‬
‫يستوجب التعويض عنه‬
‫ويجوز للمحكمة أن تقضي بفرض اإلجراءات الكفيلة بوقف أعمال المنافس ة غ ير المش روعة و من وق وع الض رر في المس تقبل‪،‬‬
‫ومثال ذلك أن تقضي بمنع استعمال االسم التجاري‪ ،‬فإذا ما اطلق تاجر على محله التجاري اسما تجاريا خاصا بمحل تج اري آخ ر‬
‫بعد ذلك عمال غير مشروع‪ ،‬فقد ترى المحكمة إزالة هذا االسم كلية‪ ،‬أو إلغاء العالمة التجاري ة وإبط ال تس جيلها إذا ثبت للمحكم ة‬
‫أن تاجرًا آخر كان يستعملها لتميز منتجاته التجارية‪،‬‬
‫ويحق للمحكمة أن تأمر نشر الحكم الصادر في دعوى المنافس ية غ ير المش روعة في الص حف على نفق ة الش خص ال ذي ارتكب‬
‫أفعال المنافسة غير المش روعة‪ ،‬ك ذلك ال يح ق اللت اجر المتض رر من أعم ال المنافس ة غ ير المش روعة أن ياخ ذ حق ه بي ده دون‬
‫الرجوع إلى القضاء‪ ،‬كما ال يحق له أن يقوم بأعمال منافسة غير مشروعة ضد التاجر الذي قام ضده بأعمال غير مشروعة‪،‬‬
‫باالضافة إلى المسؤولية المدنية التي ترتبت على المنافس ة غ ير المش روعة فق د أق ر الق انون مس ؤولية جزائي ة على مرتب ك ه ذه‬
‫المنافسة خاصة في حالة قيام المنافس بأعمال المنافسة عن سوء قصد وبالوسائل االحتيالية من أجل تحويل عمالء اآلخرين‪.‬‬
‫‪ 6‬بيع المحل التجاري ص ‪244‬‬
‫لم ينص المشرع التجاري األردني على قواع د خاص ة ل بيع المج ل التج اري وذل ك بخالف بعض الق وانين ؛ كالق انون الفرنس ي‬
‫والجزائري والمصري‪ ،‬لذلك ال بد من الرجوع إلى القواعد العام ة المتعلق ة بي ع المنق ول وب دون ش ك س وف تج د خالف ا في بي ع‬
‫المنقول بصفة عامة‪ ،‬وببيع المحل التجاري كمنقول معنوي بصفة عامة ل ذلك س وف نتع رض إلى األحك ام العام ة في بي ع المح ل‬
‫التجاري وآثار البيع خاصة نقل ملكية المحل التجاري ثم التزامات المشتري والتزامات البائع‪.‬‬
‫‪ 1.6‬األحكام العامة لعقد بيع المحل التجاري يخضع بيع المحل التجاري‪ :‬ص‪244‬‬
‫لألحكام العامة المتعلقة بالبيع واألحكام الخاصة الواردة في قانون المحل التجاري بالنس بة لل دول ال تي يوج د ل ديها ق انون خ اص‬
‫بالمحل التجاري‪ ،‬أما األردن فسوف نطبق األحكام العامة في عقد البيع‪.‬‬
‫اوال انعقاد البيع ص‪244‬‬
‫يشترط النعقاد عقد بيع المحل التجاري توافر األركان العامة للعقد وهي األهلية والرخاء والمحل والسبب‪ ،‬وتطبق في ه ذا الص دد‬
‫القواعد القانونية العامة بالرغم من وجود تطبيقات وقواعد خاصة يجب بيانها‪.‬‬
‫‪ 1‬األهلية‪ :‬ص‪244‬‬
‫يجب توافر األهلية التجارية في مشتري المحل التجاري‪ ،‬ألنه يقدم على هذا التصرف بهدف االستثمار الشخصي وبالتالي ممارسة‬
‫العمل التجاري‪ ،‬وهذا بدوره يكسبه صفة التاجر كما يجب أن يكون البائع أهال للتعاقد‬
‫‪ 2‬عيوب الرضا‪ :‬ص‪245‬‬
‫ال يكفي أن يكون الرضا موجودا‪ ،‬بل يجب أن يكون صحيحا وخاليا من عي وب االرادة‪ ،‬وهي الغل ط واالك راه الن اتج من التغري ر‬
‫نطبق أحكام القواعد العامة إال أن القضاء الفرنسي توسع في إبطال عقد بيع المحل التجاري بسبب عيوب الرضا‪.‬‬
‫فالغلط الذي يعد سببا إلبطال عقد بيع المحل التجاري هو الغلط الجوهري الذي يبلغ حدا من الجسامة في نظر المتعاقد بحيث ك ان‬
‫سيمتنع عن إبرام العقد لو لم يقع في الغلط ومثال ذلك يعد بيع المحل التجاري قابال للبطالن إذا غلط المتعاقد في صفة جوهري ة في‬
‫الشيء محل التعاقد وهو هنا المحل التج اري كم ا إذا وق ع الغل ط في ن وع التج ارة‪ ،‬أو في اهمي ة العمالء‪ ،‬أو في وج ود الح ق في‬
‫اإليجار‬
‫كذلك يعد التدليس من عيوب الرضا‪ ،‬فيبطل عقد بيع المحل التجاري لمصلحة المشتري إذا استعمل الب ائع طرق ا احتيالي ة أدت إلى‬
‫إبهام المشتري بأهمية عنصر االتصال بالعمالء في المحل مما أدى إلى ارتفاع قيمة المحل‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 93‬من ‪143‬‬
‫كذلك إذا نتج من عقد البيع غبن بالنسبة ألحد المتعاقدين فيكون سببا من شأنه أن يؤدي إلى بطالن العقد بالنسبة للمتعاقد المغبون أو‬
‫المطالبة بإنقاص الثمن أما اإلكراه فهو نادر الوقوع في عقد بيع المحل التجاري‬
‫‪ 3‬المحل‪ :‬ص‪245‬‬
‫أما محل البيع في عقد بيع المحل التجاري فهو المحل التجاري بذاته‪ ،‬فإذا لم يحدد الطرفان العناصر ال تي يس لمها ال بيع‪ ،‬يجب أن‬
‫يشمل مجموعة من العناصر الالزمة التكوين المحل التجاري وخاصة عنصر االتصال بالعمالء‪ ،‬فإذا لم يشمل ال بيع ه ذا العنص ر‬
‫فال تكون بصدد بيع محل تجاري‬
‫وهناك عناصر على درجة كبيرة من األهمية في المحل التجاري ألن عنصر االتصال بالعمالء يرتبط وجوده أو عدمه بوجوده ا ؛‬
‫كعنصر براءة االختراع في بعض المحال التجارية أو عنصر الحق في اإليجار‪.‬‬
‫الشكل ليس ركنا في عقد بيع المحل التجاري‬
‫هل عقد بيع المحل التجاري عقد رضائي يتم بمجرد توافق اإليجاب والقبول أم هو عقد شكلي ؟‬
‫وفقا لبعض القوانين القانون األردني والمصري يعد عقد بيع المحل التجاري عقدا رضائيا يتم بمجرد اإليجاب والقبول وم ا تطلب‬
‫المشرع الكتابة واإلشهار إال ألغراض أهمها أن الكتابة وسيلة إثبات لجميع الصرفات القانونية الواردة على المحل التج اري وه ذا‬
‫استثناء من القاعدة العامة في المعامالت التجارية‪ ،‬وهي مبدأ حرية اإلثبات بجميع الط رق‪ ،‬كم ا تع د الكتاب ة واإلش هار وس يلة من‬
‫أجل المحافظة على امتياز بائع المحل التجاري وحقه في الفسخ‬
‫أما بعض القوانين األخرى ؛ كالقانون الجزائري فهو يتطلب الكتابة الرسمية ل ذلك فالكتاب ة هن ا وس يلة إثب ات وركن في العق د ألن‬
‫المشرع الجزائري نص في القانون التجاري الجزائري على أنه يجب أن يكون عقد بيع المحل التجاري مكتوبا وإال كان باطًال‪.‬‬
‫تجارية العقد ص‪246‬‬
‫اختلفت آراء الفقهاء وتباينت حول تجارية شراء أو بيع المحل التجاري‪ ،‬فذهب رأي إلى أن بيع المحل التج اري يع د عمال تجاري ا‬
‫ألنه آخر عمل يقوم به التاجر أما شراء المحل التجاري فيرى آخرون أنه عمل مدني على أس اس أن المش تري مدين ة أم ا إذا ك ان‬
‫المشتري تاجرا فيعد شراء المحل التجاري تجاريا غير أن األستاذ جورج رير يرى أن جميع التص رفات القانوني ة ال تي ت رد على‬
‫المحل التجاري تعد تجارية بحسب الشكل وهذا ما نص ت علي ه وقض ت ب ه بعض الق وانين‪ ،‬كالق انون الجزائ ري‪ ،‬ويفي دنا تحدي د‬
‫تجارية بيع المحل التجاري في معرفة المحكمة المختصة المدنية أم التجارية وفي كيفية اإلثبات‪.‬‬

‫اثبات العقد ص‪246‬‬


‫نصت بعض القوانين على وجوب إثبات عقد ال بيع ال وارد على المح ل التج اري بالكتاب ة الرس مية أو العرفي ة بينم ا ي رى بعض‬
‫الفقهاء أن الكتابة ليست شرطا إلثبات العقد بل يخضع إلثبات بيع المح ل التج اري إلى القاع دة ج واز اإلثب ات ب الطرق كاف ة على‬
‫أساس أن بيع أو شراء المحل التجاري يعد عمال تجاريا‬
‫بينما يرى آخرون أن الكتابة في عقد بيع المحل التجاري وشرائه هي شرط إلثب ات العق د‪ ،‬وه ذا اس تثناء على القاع دة العام ة في‬
‫التصرفات التجارية نظرًا لكثرة األحكام التي يشتمل عليها عقد بيع أو شراء المحل التجاري‪.‬‬
‫‪ 2.6‬آثارالبيع ص‪247‬‬
‫يرتب عقد بيع المحل التجاري نقل ملكيته إلى المشتري كما يرتب التزامات على عاتق كل من البائع والمشتري‪.‬‬
‫أوال التزامات البائع ص‪247‬‬
‫‪ 1‬نقل الملكية ص‪247‬‬
‫تنتقل ملكية المحل التجاري من البائع إلى المشتري بمجرد انعقاد العقد أي تالقي إرادتي الطرفين‪ ،‬إال أن هذا البيع ال يك ون حج ة‬
‫على اآلخرين إال منذ قيده في السجل التجاري‪ ،‬هذا هو الوضع بالنسبة لنقل ملكية المحل التجاري كوح دة ش املة أم ا انتق ال ملكي ة‬
‫العناصر التي يتكون منها المحل التجاري فتحتاج إلى إجراءات خاصة‪.‬‬
‫إن عنصر االتصال بالعمالء والسمعة التجارية ينتقالن الى مشتري المحل التجاري بمجرد االتف اق على ذل ك في عق د ال بيع دون‬
‫حاجة إلى إجراء خاص النه ال بتصور وجود محل تجاري دون عنصر االتصال بالعمالء‬
‫أما االسم التجاري فيشمله البيع إال إذا اتفق على خالف ذلك‪ ،‬وتنتقل ملكيته مع انتقال المحل التج اري‪ ،‬وعلى المش تري االحتف اظ‬
‫به واستعماله في ممارسة االستغالل التجاري لفترة مؤقتة وفقا للرأي الراجح من أجل االحتفاظ بالعمالء‪ ،،‬وهناك رأي يرى عكس‬

‫الصفحة ‪ 94‬من ‪143‬‬


‫ذلك فيحق للمشتري االحتفاظ باالسم التجاري بصفة دائمة من أجل كس ب عمالء ج دد وعلى المش تري أن يمتن ع عن اإلس اءة إلى‬
‫االسم التجاري‪ ،‬وال يحق له إستعماله إال في نوع التجارة التي كان يمارسها البائع‬
‫أما بالنسبة العنوان المحل التجاري فتنتقل ملكيته إلى المشتري بمجرد بيع المحل التجاري إال إذا اتفق الطرفان على استبعاده‬
‫أما عنصر حق اإليج ار‪ ،‬فينتق ل المك ان المخص ص الس تثمار المح ل التج اري إلى المش تري بش رط اال يغ ير طبيع ة االس تثمار‬
‫السابقة‪ ،‬وأن يقوم بااللتزامات كافة الناشئة عن اعقد اإليجار‪ ،‬كما يبقى المستأجر في حالة التنازل عن اإليجار ضامنا المتن ازل ل ه‬
‫في تنفيذ التزامه وبالتالي يكون المؤجر والمستأجر مسؤولين على وجه التضامن الدفع األجرة الى المالك‬
‫والجدير بالذكر أن تنازل البائع عن المحل التجاري الى مشتري جديد‪ ،‬ويشمل هذا المحل عنصر حق االيجار فهو يحتاج إلى آخ ر‬
‫اضافي يتمثل في موافقة مالك العقار‪.‬‬
‫أما العناصر المعنوية األخرى مثل العالمات التجارية وبراءات االختراع والرسوم والنم اذج الص ناعية فهي ال تنتق ل م ع المح ل‬
‫التجاري بمجرد االتفاق بل تحتاج إلى إجراء آخر لكي تنتقل ملكيتها من الب ائع إلى المش تري‪ ،‬ويتمث ل ه ذا اإلج راء في قي دها في‬
‫سجل العالمات التجارية وبراءة االختراع‬
‫أما العناصر المادية كعنصر المهمات واألثاث والبضائع فيشملها البيع ولو لم ينص على ذلك في عقد البيع‪ ،‬وتنتقل بمجرد تس ليمها‬
‫من البائع إلى المشتري‪ ،‬ومع ذلك يجوز للطرفين استبعادها من البيع‪.‬‬
‫أما الحقوق وااللتزامات فهي ليست من عناص ر المح ل التج اري كم ا س بق أن بين ا‪ ،‬فهي ال يش ملها ال بيع وال تنتق ل م ع المح ل‬
‫التجاري إال إذا تم االتفاق على خالف ذلك‬
‫يترتب على بيع المحل التجاري االلتزامات المقررة وفقا إلحكام القواعد العام ة‪ ،‬وهي االل تزام بالتس ليم‪ ،‬وض مان ع دم التع رض‬
‫الشخصي‪ ،‬ويشمل االلتزام بعدم المنافسة وضمان االستحقاق وضمان العيوب الخفية‪ ،‬وسوف نوجزها‪.‬‬
‫‪ 2‬االلتزام بالتسليم‪:‬ص‪248‬‬
‫يعد أهم التزام يقع على عاتق البائع ويخضع للقواعد العامة في تسليم الم بيع م ع تط بيق م ا ينط وي علي ه تس ليم عناص ر المح ل‬
‫التجاري من قواعد خاصة‪.‬‬
‫فتنتقل ملكية المحل التجاي كوحدة شاملة من البائع إلى المشتري بمجرد االتفاق ولكن ال تكون حج ة على اآلخ رين إال من ذ قي دها‬
‫في السجل التجاري‪ ،‬غير أن تسليم العناصر الداخلة في تكوين المحل التجاري تحتاج إلى إجراءات خاصة‪.‬‬
‫فالبضائع والمعدات واالثاث يتم تسليمها بوضعها تحت تصرف المشتري إذا كانت في المحل التج اري وبتس يلم مف اتيح المخ ازن‬
‫إذا كانت مودعة في مخزن أو تسليم سندات الشخص اذا كانت بضاعة مشحونة من الخارج‪.‬‬
‫أما الحق في اإليجار فيتم تسليمه بتسليم السند الذي يثبت هذا الحق للب ائع في ه والقي ام بم ا يل زم في العالق ة م ع الم ؤجر األص لي‬
‫المالك للعقار‪ ،‬وأخذ موافقته على نقل اإليجارة إلى المشتري بتأشيره على سند اإليجار‪.‬‬
‫و أما تسليم عنصر العمالء فيتم بوساطة تعريف المشتري على عمالء المحل التجاري أم ا العالم ات التجاري ة وب راءة االخ تراع‬
‫والرسوم والنماذج الصناعية فتنتقل ملكيتها إلى المشتري عن طريق قيدها في سجل خاص لهذه الحقوق‬

‫ضمان التعرض الشخصي االلتزام بعدم المنافسة ص‪249‬‬


‫يجب على البائع أن يمتنع عن القيام بأي فعل يترتب عليه التعرض للمشتري في استغالله للمحل التجاري الذي ي بيع ل ه على وج ه‬
‫مفيد‪ ،‬وهذا االلتزام تقرره القواعد العامة التي تفرض على البائع ضمان فعله الشخصي‪ ،‬وأبرز مثال على ذل ك قي ام الب ائع بتج ارة‬
‫مماثلة للتجارة التي يقوم بها المحل التجاري المبيع والذي يشكل في ذاته منافسة للمشتري تؤدي إلى حرمانه من العمالء وق د يتف ق‬
‫الطرفان في العقد على حرمان البائع من منافسة المشتري‪ ،‬وقد ال يتم االتفاق على ذلك‪ ،‬فما الحكم ؟‬
‫أ حالة عدم االتفاق في العقد على شرط يمنع المنافسة يجب على البائع االلتزام بعدم القيام بأي عمل من أعم ال المنافس ة يك ون من‬
‫شأنه تحويل العمالء عن المحل التجاري الذي تم بيعه وإلحاق الضرر بالمشتري وه ذا ال تزام بالض مان يحتم ه الق انون والقاض ي‬
‫الموضوع السلطة التقديرية في ذلك‪.‬‬
‫ب حالة االتفاق في العقد على شرط عدم المنافسة‪ ،‬أو عدم جواز انشاء تجارة مماثلة مثل ه ذا الش رط إذا ورد مطلق ا فيع د ب اطال‬
‫لمخالفته حرية التجارة‪ ،‬ولكن هذا ال يؤثر في صحة العقد‪ ،‬غير أن البائع يبقى ملتزما بالضمان بعدم إنشاء تجارة مماثلة من ش أنها‬
‫جذب العمالء وإذا ما أخل البائع بهذا الضمان جاز للمشتري المطالبة ب التعويض عن الض رر ال ذي لحق ه ول ه أن يط الب بالتنفي ذ‬
‫العيني عن طريق إغالق المحل الذي أقامه البائع وللمشتري أن يطلب فسخ العقد‬
‫الصفحة ‪ 95‬من ‪143‬‬
‫ضمان االستحقاق ص‪249‬‬
‫يلتزم بائع المحل التجاري بضمان االستحقاق‪ ،‬وهو التع رض الق انوني من قب ل اآلخ رين ال ذي يك ون من ش أنه حرم ان مش تري‬
‫المحل التجاري من ملكية المحل أو ملكية بعض عناصره‪ ،‬فقد يكون المحل التجاري موضوعا للبيع سابق‪ ،‬وق د يك ون للغ ير ح ق‬
‫في بعض عناصر المحل التجاري ؛ كحق االيجار أو حق براءة االختراع بحيث يترتب على اس تحقاق ه ذا العنص ر روال المح ل‬
‫التجاري‪ ،‬وإذا ما ت بين أن المح ل التج اري ال ذي تم بيع ه ممل وك لآلخ رين فيح ق للمش تري فس خ ال بيع ورد الثمن م ع المطالب ة‬
‫بالتعويض اعما لحقه من ضرر أما إذا كان االستحقاق جزئيا فيكتفي بانقاص الثمن مع التعويض عن الضرر الحاصل‬
‫‪ 5‬ضمان العيوب الخفية‪ :‬ص‪250‬‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫يضمن البائع للمشتري خلو المحل التجاري من العيوب الخفية التي تنقص من قيمت ه أو من نفع ه نقص واض ح بش رط ع دم علم‬
‫المشتري بذلك وقت البيع أو عدم قدرته على تبينه بمعاينة الم بيع ومث ال العي وب الخفي ة في حال ة بي ع المح ل التج اري أن تك ون‬
‫الرخصة الالزمة الستثمار المحل التجاري قد سحبت او ان المحل التجاري يقوم على براءة اختراع قد انقضت مدتها‪ ،‬أو أن تكون‬
‫العالمة التجارية ماال شائعا غير أن بعض الفقهاء يرون أن ه ذه العي وب ال تع د عيوب ا خفي ة‪ ،‬فبالنس بة لرخص ة اس تغالل المح ل‬
‫التجاري تستطيع الرجوع إلى جهة اإلدارة المختصة باص دارها ومعرف ة ذل ك ك ذلك األم ر بالنس بة ل براءة االخ تراع والعالم ات‬
‫التجارية حيث نستطيع الرجوع إلى السجل الخاص بهذه الحقوق ومعرفة ذلك ونحن نؤيد هذا الرأي لصوابه‪.‬‬
‫أما المثل الواضح على العيب الخفي فهو اذا قدم البائع رقمًا مبالغا فيه عن أعماله وأرباحه ثم تبين بعد ذلك عدم صحة ذل ك فبح ق‬
‫هنا للمشتري المطالبة إما بانقاص الثمن أو بالتعويض مع فسخ العقد‪ ،‬والبائع ضامن ل ذلك‪ ،‬أم ا إذا ك ان العيب الخفي منص با على‬
‫البضائع والمعدات فقط‪ ،‬فللمشتري ان يطالب بالتعويض دون الفخ‪ ،‬والبائع ضامن لذلك وفقا للقواعد العامة‪.‬‬

‫ثانيًا التزامات المشتري ص‪250‬‬


‫‪ 1‬استالم المبيع ص‪250‬‬
‫يقع على عاتق المشتري التزام بتسلم المبيع المحل التجاري من البائع بمجرد البيع إال إذا اتفق على خالف ذل ك أو ج رى الع رف‬
‫على إعطاء مهلة‬
‫أما مكان التسليم فيجب على البائع تسليم المبيع في المكان الذي يوجد فيه المبيع المحل التجاري وقت البيع‪.‬‬
‫وتقع نفقات تسليم المحل التجاري على عاتق المشتري ما لم يتفق على خالف ذلك‪ ،‬وإذا امتنع المشتري عن تسلم المح ل التج اري‬
‫كان للبائع الخيار بين فسخ العقد أو طلب التنفيذ العينى مع المطالبة بالتعويض إن كان لذلك ضرورة‪ ،‬كم ا يح ق للب ائع طلب فس خ‬
‫العقد إذا امتنع المشتري عن تسلم المحل التجاري‪.‬‬
‫‪ -2‬دفع الثمن ص‪251‬‬
‫يلتزم المشتري بدفع الثمن المتفق عليه في العقد‪ ،‬وفق ا للزم ان والمك ان المتف ق عليهم ا‪ ،‬وق د يك ون الثمن معجال أو م ؤجال على‬
‫أقساط‪.‬‬
‫فإذا كان الثمن معجال يجب على المشتري التريث قبل دفعه‪ ،‬ألن ه يجب إنقض اء عش رة أي ام أو ثالثين يوم ا حس ب الق وانين على‬
‫اتمام إجراءات النشر الخاصة ببيع المحل التجاري‪ ،‬وهي المدة التي يجوز فيها لدائني البائع تقديم اعتراض على الوفاء‪ ،‬وإال امتنع‬
‫عليه االحتجاج بالوفاء على هؤالء الدائنين‪ ،‬وقد يكون الثمن م ؤجال على أقس اط‪ ،‬وغالب ا م ا يح رر ب الثمن س ندات لألم ر تس مى‬
‫بسندات المؤسسة ‪ Billets Defonds‬يمثل كل منها قس طا من الثمن تس تحق الوف اء بت واريخ متعاقب ة‪ ،‬حيث يس تطيع المش تري‬
‫خصمها لدى أحد البنوك‬
‫قد يتفق الطرفان على أن التخلف عن الوفاء بأحد األقساط يستوجب حلول الوفاء بسائر األقساط وقد يسقط األجل في ح االت ثالث‬
‫وفقا ألحكام القانون المدني‬
‫أ في حالة إشهار إفالس المشتري أو إعساره‪.‬‬
‫ب إذا لم يقدم المشتري للبائع ما وعد بالعقد بتقديمه من تأمينات‬
‫ج إذا أضعف المشتري بفعله إلى حد كبير ما أعطى للدائن من تأمينات خاصة‪.‬‬
‫د وهناك حالة رابعة نص عليها في القانون التجاري الفرنسي والمصري والجزائ ري وهي حال ة نق ل المح ل التج اري إلى جه ة‬
‫أخرى دون إخطار البائع أو على الرغم من اعتراضه اعتراضه إذا كان من شأن ه ذا النق ل إض عاف قيم ة المح ل التج اري‪ ،‬فمن‬
‫شأن هذا التصرف أن يصبح الثمن واجب االداء فورًا‬

‫الصفحة ‪ 96‬من ‪143‬‬


‫والجدير بالذكر أن المشرع التجاري في هذه الدول قد نص على أن يحدد في عقد بيع المحل التجاري ثمن المحل مجزءًا إلى ثالث ة‬
‫أجزاء‪ ،‬بحيث يحدد ثمن العناصر المعنوية ثم المهمات أو المعدات وأخيرا البضائع ويفيدنا هذ التحديد من ناحيتين‪.‬‬
‫األولى إن تجزئة الثمن على عناصر المحل التجاري الرم لحف ظ امني ار الب ائع بحيث يجب أن يتم الحص م أوال من ثمن البض ائع‬
‫ألنها معدة بطبيعتها للتداول‪ ،‬فإذا لم تكف للوفاء بالثمن نخصم من المعدات ثم العناصر المعنوية‪.‬‬
‫الثانية أن تجزئة الثمن مفيد في حالة إنق اص ثمن المح ل التج اري‪ ،‬س واء باتف اق الط رفين أم بمعرف ة المحكم ة بن اء على طلب‬
‫المشتري فيجب أن يتم انقاص الثمن من العناصر المعنوية ألن التفاوت في تدقير الثمن أكثر ما يقع في العناصر المعنوية‪.‬‬
‫‪ 3‬دفع نفقات العقد ص‪252‬‬
‫يستفاد من نصوص القانون المدني أن نفقات العقد كالمصاريف الالزمة لتحرير العقد وتصديقه وإش هار قي ده في الس جل التج اري‬
‫من أجل المحافظة على امتياز البائع وغير ذلك من المصاريف والنفقات التي يستوجبها العقد وكذلك اجرة السمسار تقع على عاتق‬
‫المشتري ما لم يتفق على خالف ذلك‪.‬‬
‫ًا‬
‫وإذا ما قام البائع بدفع هذه النفقات أو جزء منها جاز له الرجوع بها على المش تري ألنه ا تع د ج زء من الثمن ويش ملها االمتي از‬
‫المقرر للثمن‪ ،‬ويجوز للبائع أن يطلب التنفيذ العيني أو فسخ العقد إذا امتنع المشتري عن دفع الثمن أو المصاريف أو النفقات‬
‫‪ 3.6‬ضمانات دائني البائع ص‪252‬‬
‫يشكل المحل التجاري كوحدة شاملة ضمانة مهمة من ضمانات دائني صاحب المحل التجاري وإذا قام مالك المحل التج اري ببيع ه‬
‫فهذا يؤدي إلى إضعاف ضمانات دائني البائع وخاصة الدائنين العاديين وبالتالي تتعرض حقوقهم للضياع خاصة وأن ديون المح ل‬
‫التجاري ليست من عناصره‪ ،‬وال تنتقل بانتقال ملكيته إلى المشتري‪ ،‬لذلك أوجد المشرع ض مانات لحماي ة حق وقهم واس تيفائها من‬
‫ثمن المحل التجاري قبل تلقي هذا األخير الثمن والتصرف فيه‪ ،‬واهم هذه الضمانات‬
‫أوال شهر عقد بيع المحل التجاري ص‪252‬‬
‫أوجب القانون شهر عقد بيع المحل التجاري عن طريق قيده في السجل التجاري خالل شهر من ت اريخ بيع ه وحكم ة المش رع من‬
‫ذلك معرفة دائني الب ائع لكي يتمكن وا من االع تراض على دف ع الثمن ويس تفاد من نص وص الق وانين المختلف ة أن ه ذا الش هر يتم‬
‫بإجراءات ثالثة هي‬
‫‪ 1‬القيد في السجل التجاري باسم البائع والمشتري‪.‬‬
‫‪ 2‬يجب أن يتم النشر العقد بيع المحل التجاري في الجريدة الرسمية وجريدة محلية‪ ،‬ويشمل هذا النشر خالصة لعقد البيع تتض من‬
‫تاريخ العقد ونوع المحل التجاري الذي تم بيعه‪ ،‬ومقدار الثمن اإلجمالي‪ ،‬ثم تجزئة الثمن إلى العناصر الثالثة المعنوي ة‪ ،‬والمع دات‬
‫والبضائع‪ ،‬واسم كال المتعاقدين ولقبهما ومحل إقامتهما‪ ،‬إلى غير ذلك من البيانات‬
‫‪ 3‬أن يتم النشر بوساطة رئيس القلم المكلف بمسك السجل التجاري على نفقة المشتري خالل خمسة عشر يوما من تاريخ البيع‪ ،‬أما‬
‫في األردن فيتم النشر بوساطة أمين السجل التجاري مرتين يفصل بينهما مدة اسبوع‬
‫ثانيا حق االعتراض على دفع الثمن ؛ ص‪253‬‬
‫سبق أن أوضحنا أنه يجب على المشتري التريث قب ل الوف اء ب الثمن‪ ،‬فعلي ه االنتظ ار إلى حين انقض اء عش رة أي ام أو ش هر وفق ا‬
‫لبعض القوانين على إتمام آخر إجراء من اجراءات النشر‪ ،‬وإال يسري الوفاء بحق دائني البائع وهدف المش رع من ذل ك أن يتمكن‬
‫دائنو البائع سواء أكان دينهم مستحق األداء أم غير مستحق من تقديم اعتراض في أثناء المهلة السابقة إلى المحكم ة المش رفة على‬
‫السجل التج اري‪ ،‬ال ذي س جل في ه ب بيع المح ل التج اري ويجب أن ي ذكر في ه ذا االع تراض تحت طائل ة البطالن‪ ،‬س بب ال دين‬
‫ومقداره‪ ،‬وأن يعين الدائن في اعتراضه محل إقامة مختارا في نطاق اختصاص المحكمة‪ ،‬وإال يعد محل إقامة له في قلم المحكمة‪.‬‬
‫وإذا انقضت المهلة المحددة لالعتراض ثم تقدم أحد الدائنين لالعتراض بعد ذلك فال أثر وال قيمة قانونية لذلك‪ ،‬ولالعتراض قيم ة‬
‫مهمة وهو تجميد الثمن في يد المشتري‪.‬‬
‫ثالثا إيداع المشتري للثمن ص‪253‬‬
‫يحق للمشتري على ال رغم من اع تراض بعض ال دائنين أو أح دهم‪ ،‬أن يس عى للحص ول على إذن إلب داع الثمن في مك ان يج يزه‬
‫القانون‪ ،‬كأن يودعه لدى بنك مقبول من الحكومة أو في صندوق المحكمة وذلك إبراء الذمته تجاه أصحاب الشأن‪ ،‬كما يحق الدائني‬
‫البائع المطالبة بذلك خشية إعسار المشتري ويجري التوزيع بين الدائنين بقرار من القاضي الذي تولى البيع‬
‫رابعا الترخيص للبائع باستيفاء الثمن ص‪253‬‬
‫‪ - 1‬يجوز للبائع أن يطلب إلى القضاء الترخيص بقبض الثمن بعد انتهاء المدة المحددة لالعتراض وبالرغم من االعتراض‪ ،‬ولكن‬
‫بشرط أن يودع في مصرف أو بنك مقبول لدى الحكومة أوفي صندوق المحكمة مبلغًا كافيا لضمان ديون المعترضين كما يح ددها‬
‫الصفحة ‪ 97‬من ‪143‬‬
‫القضاء وال يوافق القضاء على هذا الترخيص اال بعد أن يقدم البائع تصريحا من المشتري مصادقا عليه من أمين السجل التج اري‬
‫بعدم وجود معترض آخر وبعد أن يقوم البائع بالحصول على الثمن من المشتري‪ ،‬وينتقل حق الدائن المعترض إلى المبلغ الم ودع‪،‬‬
‫ويكتسب حق امتياز عليه لضمان دينه‪ ،‬إال أنه ال يجوز له قبضه إال بعد الحصول على قرار قضائي‬
‫‪ 2‬للبائع أيضا في حال بطالن االعتراض شكال أو عدم ثبوته أساسا أن يطلب من القضاء الترخيص له بقبض الثمن‬
‫خامسا المزايدة بالسدس ص‪254‬‬
‫أعطى القانون الحق لكل دائن مرتهن للمحل التجاري‪ ،‬ولكل دائن تقدم باعتراض على الوفاء بالثمن في الفترة المحددة قانون ا ح ق‬
‫المزايدة بالسدس ‪ ،Surenchere du Six eme‬وهدف المشرع من ذلك حماية الدائنين من خطر التواطؤ بين البائع والمش تري‬
‫على إخفاء جزء من الثمن الحقيقي إضرارا بهم أو خروج المحل التجاري من ذمة مدينهم القاء ثمن بخس‬
‫ومضمون هذا الحق أي حق المزايدة بالسدس أي إعطاء الدائن المرتهن أو المعترض في الفترة المح ددة قانون ا أن يع رض ش راء‬
‫المحل التجاري لحسابه أوحساب غيره بثمن يفوق الثمن المتفق عليه بنسبة الس دس على األق ل وفي خالل عش رين يوم ا من آخ ر‬
‫إجراء للنشر يجوز لك ل مع ترض أن يتق دم بش راء المح ل التج اري لحس ابه أو حس اب غ يره على أن يزي د بمق دار الس دس على‬
‫العرض الذي سبقه وهكذا وعندما تنتهي الفترة المحددة قانونا يحيل القاضي المحل التجاري إلى من عرض ثمنًا أعلى‪.‬‬

‫تدريب (‪)1‬‬
‫‪ -1‬اذكر خصائص المحل التجاري‬
‫‪ -1‬مال منقول‬
‫‪ -2‬مال معنوي‬
‫‪ -3‬مال معين بالذات‪.‬‬
‫‪ -4‬الخاصية التجارية‪.‬‬

‫تدريب (‪)2‬‬
‫‪ -1‬اذكر خمس نتائج تترتب على عد المحل التجاري مجموعا واقعيا‪.‬‬
‫‪ - 1‬يستطيع مالك المحل التجاري الدفاع عن محله كوحدة شاملة بدعوى المنافسة غير المشروعة‪.‬‬
‫‪ -2‬المحل التجاري ال يتأثر بالتغيرات التي تطرأ على عناصره‪.‬‬
‫‪ -3‬يعد المحل التجاري ماال منقوال معنويا ومعينا بالذات‪.‬‬
‫‪ .4‬المحل التجاري يشمل كل عناصره إال ما استثني بنص‬
‫‪ - 5‬إذا كان مالك المحل التجاري دائنا ومدينا في الوقت نفسه لنفس للشخص نفسه فيجوز إجراء المقاصة‪،‬‬
‫تدريب (‪)3‬‬
‫‪ -1‬عدد العناصر المعنوية للمحل التجاري‬
‫‪ -1‬االتصال بالعمالء والسمعة التجارية‪.‬‬
‫‪ -2‬الحق في اإليجار‪.‬‬
‫‪ -3‬االسم التجاري‪.‬‬
‫‪ -4‬العنوان التجاري‪.‬‬
‫‪ - 5‬حقوق الملكية الصناعية‪ ،‬براءة االختراع‪ ،‬العالمات التجارية‪ ،‬الرسوم والنماذج الصناعية‪.‬‬
‫‪ -6‬حقوق الملكية األدبية‪.‬‬
‫تدريب (‪)4‬‬
‫‪- 1‬ما الشروط التي يجب توافرها في الخطا الناتج من عمل من اعمال المنافسة غير المشروعة ؟‬
‫‪ -1‬قيام حالة المنافسة‪.‬‬
‫أ وجود النشاطين التجاريين وقت القيام بعمل المنافسة‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 98‬من ‪143‬‬
‫ب أن تكون تجارتان متماثلتين‪.‬‬
‫‪ -2‬اعمال غير مشروعة‪.‬‬
‫أ اعمال تؤدي إلى الخلط بين المحالت التجارية أو منتجاتها‪.‬‬
‫ب أعمال تستوجب الحط من قدر الغير او قدر البضاعة التي يتاجر بها‪.‬‬
‫ج‪ -‬االعتداء على التنظيم الداخلي لمحل تجاري منافس‪.‬‬
‫د‪ -‬إحداث اضطراب عام في السوق‪.‬‬

‫‪ .7‬الخالصة ص‪255‬‬
‫تخلص من دراستنا حدة أن المحل التجاري كوحدة شاملة قائمة بذاتها لها نظامه ا الق انوني الخ اص ال ذي يميزه ا عن غ يره‪ ،‬كم ا‬
‫يختلف عن األنظمة القانونية التي يخضع لها كل عنصر من عناصره‪.‬‬
‫يتكون المحل التجاري من مجموعة من العناصر المادية ؛ كالبضائع والمعدات واألثاث‪ ،‬والعناص ر المعنوي ة؛ كعنص ر االتص ال‬
‫بالعمالء والسمعة التجارية وحق اإليجار وبراءة االختراع إلى غير ذلك من العناصر‪ .‬إال أن ه يع د وح دة ش املة كامل ة ب ذاتها له ا‬
‫اخصائصها فهو مال منقول معنوي‪ ،‬كما يختل ف المح ل التج اري عن األنظم ة القانوني ة المش ابهة فه و يختل ف عن المش روعات‬
‫االقتصادية وعن االستغالل المدني والحرفي‪.‬‬
‫لقد اختلفت اآلراء وتباينت حول طبيعته القانونية‪ ،‬فبعضها يرى انه مال منقول ا معنوي‪ ،‬أي حق من حقوق الملكية المعنوية‪ ،‬وهذا‬
‫هو الرأي الراجح‪ ،‬علما بأن بعض الفقهاء يعده مجموعا واقعيا وبعضهم يعده مجموعا قانونيا‪.‬‬
‫وتعرضنا في دراستنا للمحل التجاري إلى تأجير المحل التجاري سواء بعقد إدارة بسيطة أم بعقد إدارة حرة‪ ،‬وبين اآلث ار القانوني ة‬
‫الناجمة عن ذلك‪.‬‬
‫ثم تناولنا بالتفصيل كيفية حماية المحل التجاري كوحدة ش املة‪ .‬بوس اطة دع وی المنافس ة غ ير المش روعة‪ .‬فبع د أن بين ا تعري ف‬
‫الدعوى وأساسها وطبيعتها القانونية بينا شروطها وهي‪ :‬الخطأ أو القيام بفعل من أفعال المنافسة غير المشروعة‪ ،‬والضرر وعالقة‬
‫السببية بينهما‪.‬‬
‫واخيرا فالمحل التجاري كوحدة شاملة ترد عليه مجموعة من التصرفات القانونية کبیعه ورهنه وتقديمه حصة في ش ركة‪ .‬فدرس نا‬
‫بشيء من التفصيل عقد بيع المحل التجاري‪ ،‬وبينا األحكام العامة التي تنطبق على هذا العقد وبینا آث اره‪ ،‬خاص ة فيم ا يتعل ق بنق ل‬
‫ملكية المحل التجاري كوحدة شاملة من البائع إلى المشتري‪ .‬وكذلك بينا اإلجراءات الخاصة بنقل ملكية كل عنص ر من عناص ره‪،‬‬
‫ثم درسنا التزامات البائع والتزامات ا المشتري‪ ،‬وعرضنا ضمانات دائني البائع‪.‬‬
‫‪ .8‬مسرد المصطلحات ص‪258‬‬
‫‪ -‬المحل التجاري ‪Le Fonds De Commerce‬‬
‫هو مجموعة من األموال المنقولة مادي ة ومعنوي ة‪ ،‬ت ألفت مع ا ورتبت بقص د اس تغالل مش روع تج اري والحص ول على العمالء‬
‫والعناصر التي تتركب منها هذه المجموعة تذوب فيها وال تتالشى في محيطها‪ ،‬وال تتفاعل فيم ا بينه ا تف اعًال يفق دها معالمه ا‪ ،‬أو‬
‫خصائصها‪ ،‬إنما يظل كل عنصر منها محتفظا بذاتيه‪ ،‬وطبيعته وخاضعا لقواعده القانونية الخاصة به‪.‬‬

‫المعدات واألثاث التجاري ‪:Materiel At Mobilier‬‬


‫هي منقوالت مادية تستعمل في االستغالل التجاري دون أن تكون مخصصة للبيع‬

‫‪ -‬حق اإليجار ‪:Droit De Location‬‬


‫هو حق المستأجر في االنتفاع بالمكان المؤجر‪.‬‬
‫‪ -‬االسم التجاري ‪Nom Commercial‬‬
‫هو االسم الذي يطلقه التاجر على محله التجاري ويستخدمه في مزاولة التجارة‪ 1 ،‬وقد يكون االسم الحقيقي للتاجر أو شيئا آخر‪.‬‬
‫الشعار ‪ Enseigne‬أو العنوان التجاري‬
‫الصفحة ‪ 99‬من ‪143‬‬
‫هو تسمية مبتكرة يستعملها التاجر لتمييز محله التجاري عن غيره من المحالت قصد اجتذاب العمالء ا ي مورد‬
‫الرخص واإلجازات ‪:Autorisation At Licences‬‬
‫هي التي تمنحها اإلدارة إذا توافرت شروط خاصة ألجل ممارسة أنواع معينة من | التجارة كاستثمار المقاهي والمالهي والفنادق‬
‫‪ -‬العالمات أو اإلشارات المميزة للمنت‪šš‬وج أوهي العالم‪šš‬ات الص‪šš‬ناعية والتجاري‪šš‬ة والتس‪šš‬مية األص‪šš‬لية ‪Marques‬‬
‫‪De Fabrique Et De Commence At Appeletion Dorigines‬‬
‫تعد من أهم األساليب التي يلجأ إليها التاجر والصانع للتعريف بسلعهم واعطاء ضمان للمنتج وللمستهلك معا‬
‫‪ -‬عقد اإلدارة البسيطة ‪Gerance Simple‬‬
‫هو عقد يعهد مالك المحل التجاري بمقتضاه باستثماره لشخص آخر يقوم بهذا العمل باسم المالك ولحسابه لقاء أجر‪.‬‬
‫عقد اإلدارة الحرة ‪La Location Gerance‬‬
‫هو عقد إيجار‪ ،‬محله منقول معنوي‪ ،‬يستأجر بموجبه شخص المحل التجاري لمدة معينة بهدف استثماره على وجه االس تقالل لق اء‬
‫أجر معلوم‪.‬‬
‫مجموع قانوني ‪ Univeratie De Donit‬أوذمة تخصيص ‪Patrimoine Daftectation‬‬
‫ويقصد به أن المحل التجاري يعّد ذمة مالية قائمة بذاتها لها أصولها وخصوصها ا ولذا يتضمن بيعه التنازل عن الحقوق وال ديون‬
‫التابعة له‪.‬‬
‫مجموع واقعي ‪Universalite De Fait‬‬
‫إن المحل التجاري مجموع واقعي من األموال ينشأ من مج رد ض م العناص ر ال تي تخ دم االس تغالل التج اري بعض ها إلى بعض‬
‫والنظر إليها كوحدة شاملة ومال متميز‬
‫‪ -‬ملكية مستوية ‪:Propriete Incorporelle‬‬
‫قيل حق الملكية الصناعية أو حق الملكية األدبية أو الفنية‪ ،‬ويضمن القانون حماية ‪ 1‬هذا الحق بدعوى المنافسة غير المشروعة‪.‬‬
‫دعوى المنافسة غير المشروع ‪Action En Concurrence De Loyale Ouillicite‬‬
‫وهي الحماية الخاصة التي أقرها المشرع لحماية المحل التجاري كوحدة شاملة لوقايتها من أعمال المنافس ة غ ير المش روعة ال تي‬
‫تنقص من قيمتها عن طريق انتقاص قيمة العنصر األساسي وهو عنصر االتصال بالعمالء‬
‫‪ -‬ضمان االستحقاق ‪:Garante Deviction‬‬
‫هو ضمان ما قد يترتب لآلخرين من حق على المؤسسة التجارية من شأنها حرمان المش تري منه ا كلي ا أو جزئي ا‪ ،‬طبق ا للقواع د‬
‫العامة‪.‬‬
‫البضائع ‪:Stock‬‬
‫هي المنقوالت المعدة للبيع سواء أكانت مصنوعة ام مواد أولية معدة للتصنيع وهي اتعد عنصرًا من عناصر المحل التجاري‬
‫االتصال بالعمالء أو الزبائن ‪:Clientele‬‬
‫‪ -‬يقصد بهذا العنصر مجموع األشخاص الذين يعتادون التعامل مع المحل التجاري‪.‬‬
‫السمعة التجارية أو المركز التجاري ‪Achalandage‬‬
‫هي قدرة المحل التجاري على اجتذاب العمالء العابرين أو العارضين بسبب موقعه‪ ،‬كأن يك ون المح ل فن دقًا أو قريب ة من محط ة‬
‫قطار أو في المطار‪.‬‬
‫حق المزايدة بالسدس ‪Surenchere Du Sixieme‬‬
‫يحق لكل دائن مرتهن للمحل التجاري ولكل دائن عادي أن يتق دم ب اعتراض على | الوف اء ب الثمن بوس اطة المزاي دة بالس دس عن‬
‫طريق عرض شراء المحل لنفسه أو لحساب ا غيره بثمن يفوق الثمن المتفق عليه بمقدار السدس على األقل‪.‬‬

‫الوحدة السادسة‪ :‬ص‪ 268‬العقود التجارية‬

‫الصفحة ‪ 100‬من ‪143‬‬


‫‪ 2‬األحكام العامة في العقود التجارية ص ‪269‬‬
‫‪ 1.2‬التعريف بالعقود التجارية‪:‬ص‪269‬‬
‫أوال تعريف العقد‬
‫ًا‬
‫يبدو ألول وهلة أن هناك عقود تجارية تختلف عن العقود المدنية وبالتالي فإن هناك نظرية مستقلة تحكم ه ذه العق ود وتختل ف عن‬
‫النظرية العامة التي تحكم العقود المدنية‪ ،‬مع أن الحقيقة غير ذلك تمام ا‪ ،‬فال يوج د ف رق بين العق ود التجاري ة والمدني ة س واء من‬
‫حيث االسم او أركان العقد أو شروط صحته فال يوجد فرق بينهما إال من حيث طبيعتهما فإذا كان موض وع العق د م دنيا ع ّد عق دا‬
‫مدنيا‪ ،‬وإذا كان موضوع العقد تجاريا عد العقد تجاريا‪ ،‬سواء أكان موض وع ه ذا العق د تجاري ا بطبيعت ه ام ق ام ب ه ت اجر ومتعل ق‬
‫بشؤون تجارته فيعد عمال تجاريا بالتبعية‪.‬‬
‫وعلى الرغم من صعوبة تعريف العقود التجارية إال أن بعض الفقهاء قد عرفه ا بأنه ا العق د ال ذي يجري ه الت اجر إذا ك ان متص ال‬
‫بحرفته التجارية‪ .‬وهو تعريف ضيق ال يتناول العقود التي يجريها التاجر بقصد المضاربة وعرفها آخرون بأنها العقد ال ذي ينش ئ‬
‫في ذمة طرفيه التزاما تجاريا فهو تعريف يحيل إلى التزام تجاري‪.‬‬
‫يتضح لنا مما سبق أن العقود التجارية هي العقود التي يكون محله ا او موض وعها عمال تجاري ا أو ال تي تك ون ص ادرة من ت اجر‬
‫ومتعلقة بشؤون تجارته‪ ،‬لذلك انتشرت في ميدان التجارة عقودا أطلق عليها العقود التجارية وعالجتها التشريعات التجارية بأحك ام‬
‫خاصة وهذا ما فعله المشرع األردني حيث تناول العقود التجارية في الكتاب الثاني من قانون التجارة األردني وقس مه إلى قس مين‬
‫فخصص القسم األول إلى القواعد التي تسري على العقود التجارية عموما أما القس م الث اني فخصص ه لبعض أن واع العق ود‪ ،‬عق د‬
‫الرهن التجاري وعقد النقل وعقد الوكالة التجارية وعقد السمسرة‪.‬‬
‫ثانيا الصفة التجارية للعقد‪:‬ص‪270‬‬
‫األصل أن العقود مدنية وإنما تكتسب الصفة التجارية بعد أن تنشأ وفقا ألحكام القواعد العامة في القانون الم دني‪ ،‬فال توج د أعم ال‬
‫تجارية بطبيعتها ألننا لو سلمنا بذلك ألدي بنا القول بوجود عقود تجارية بطبيعتها‪ ،‬فليس هناك عمل تجاري بطبيعته وبالت الي ليس‬
‫هناك عقد تجاري بطبيعته‬
‫وخير مثال على ذلك فكرة الشراء ألجل البيع‪ ،‬فهي ليست تجارية بطبيعتها فيعد العقد تجاري ا بالنس بة للمش تري وبالنس بة للط رف‬
‫األخير فهو مدني‪ ،‬واألمر نفسه بالنسبة العقد الصرف ومن هذه األمثلة يتضح لن ا أن ه ذه العق ود ليس ت تجاري ة بطبيعته ا‪ ،‬وإنم ا‬
‫تكتسب الصفة التجارية عن طريق البواعث التجارية كقصد المضاربة وتحقيق الربح وتضاف هذه الصفة للعقد بعد اكتم ال نش أته‬
‫وفقا ألحكام القواعد العامة في القانون المدني‪ ،‬فيظل خاضعا لهذه القواعد من حيث الشروط التي يجب توافرها في العق د وش روط‬
‫صحته وأسباب انقضائه كما أن الجانب األكبر من هذه العقود التجارية تكتسب الصفة التجارية لكونه ا ص ادرة من ت اجر ومتعلق ة‬
‫بشؤون تجارته‪ ،‬غير أن المشرع التجاري قد صنف بعض العقود التجارية ونظمها لذلك فهي تخضع ألحكام القانون التجاري ومن‬
‫ثم نطبق أحكام القانون المدني عليها إذا أحالنا إلى ذلك القانون التجاري ولم يرد بشأنها نص في القانون التجاري‬
‫‪ 2.2‬تكوين العقود التجارية‪ :‬ص‪271‬‬
‫سبق أن أوضحنا أنه ال توجد عقود تجارية تختلف عن العقود المدنية‪ ،‬وبالت الي ال توج د نظري ة مس تقلة للعق ود التجاري ة غ ير أن‬
‫المشرع التجاري قد نص على بعض العقود التجارية ونظمها مثل عقد النقل وعقد الوكالة وعق د ال رهن التج اري وعق د السمس رة‬
‫لذلك يجب تطبيق األحكام الخاصة بهذه العقود فإذا لم نجد نصا نرجع إلى احكام القانون المدني بوصفها الشريعة العام ة‪ ،‬والج دير‬
‫بالذكر أن هناك أحكاما عامة لم يعالجها المشرع التجاري بينما عالجها المشرع المدني أهم هذه األحكام التي يجب توافرها لتك وين‬
‫العقود التجارية ما يأتي‬
‫من حيث انعقاد العقد التجاري ؛ ص‪271‬‬
‫األصل في العقود مدنية كانت أم تجارية أنها رضائية‪ ،‬وأنها تتم بمج رد تواف ق إرادتين‪ ،‬فال ب د من اإليج اب والقب ول‪ ،‬وأن يك ون‬
‫رضاء الطرفين سليما خاليا من عيوب اإلرادة وهي الغلط واإلكراه الناتج من التعزي ز ويجب أن ينص ب ه ذا الرض اء على مح ل‬
‫العقد الذي يجب أن يكون مشروعا كما يجب أن يكون الرضا صادرا عن ذي أهلية‪.‬‬
‫غير أن فكرة الرضائية أكثر مجاال في العق ود التجاري ة منه ا في العق ود المدني ة فبينم ا يتطلب المش رع الم دني في اغلب العق ود‬
‫المدنية شكال خاصا النعقاد العقد حماية للمتعاقدين كعقد الهبة والعقود التي ترد على العقارات‪.‬‬
‫أما العقود التجارية فهي تتحرر من الشكلية نظرا ألن الحياة التجاري ة تق وم على الس رعة في إب رام العق ود التجاري ة وتنفي ذها من‬
‫جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى كثرة العقود التجارية التي غالبا ما تتم بطريق المراسلة أو الهاتف أو التلكس‬
‫الصفحة ‪ 101‬من ‪143‬‬
‫غير أن المشرع التجاري قد اشترط شكلية خاصة في بعض العقود‪ ،‬كعقد الشركة فاشترط المشرع أن يكون مكتوب ا نظ را ألهمي ة‬
‫هذا العقد بالنسبة للشركة ولما يحتويه من بنود ال يمكن حفظها‪ ،‬فاشترط المش رع أن يك ون مكتوب ا نظ را لآلث ار الناجم ة عن ه ذا‬
‫العقد وأهمها اكتساب الشركة للشخصية المعنوية منذ قيدها في السجل التجاري وال يمكن قيدها أو شهرها إال إذا كان العق د مكتوب ا‬
‫وكذلك عقد بيع أو رهن المحل التجاري‪ ،‬وعقد شراء أو بيع السفينة فهذه الشكلية اقتضتها الحياة التجارية‪ ،‬وهي حالة استثنائية أم ا‬
‫األصل فهي الرضائية‪.‬‬
‫‪ 3.2‬إثبات العقود التجارية‪:‬ص‪272‬‬
‫القاعدة العامة في المعامالت التجارية هي مبدأ حرية اإلثبات‪ ،‬أي يجوز اإلثبات بالطرق كافة بم ا فيه ا الكتاب ة والش هادة وال دفاتر‬
‫التجارية مهما كانت قيمة التصرف القانوني‪ ،‬كما يجوز إثبات ما يخالف أو ما يج اوز م ا ه و مكت وب ب دليل غ ير كت ابي‪ ،‬أم ا في‬
‫المعامالت المدنية إذا تجاوزت قيمة التصرف القانوني عش رة دن انير أردني ة فيجب اإلثب ات بالكتاب ة كم ا ال يج وز إثب ات م ا ه و‬
‫مكتوب أو ما يجاوز ما هو مكتوب إال بدليل كتابي وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 51‬من قانون التجارة األردني‪ ،‬ولعل حكمة المشرع‬
‫من وراء ذلك هي كثرة العقود التجارية التي يبرمها التاجر في الي وم الواح د وك ذلك الس رعة ال تي هي ق وام وأهم دع ائم الق انون‬
‫التجاري‪ ،‬لذلك فمن غير المتصور أن يقوم التاجر بتحرير العقود التجارية لجميع العمليات القانونية التي يقوم بها في اليوم الواحد‬
‫غير أن قواعد اإلثبات ال تتعلق بالنظ ام الع ام وبالت الي ال م انع من أن يتف ق المتعاق دان على إثب ات بعض عق ودهم بالكتاب ة نظ رًا‬
‫لخطورتها وأهميتها بالنسبة لطرفي العقد أو بالنسبة لآلخرين ل ذلك نص ت الم ادة ‪ 51‬من ق انون التج ارة األردني على بعض ه ذه‬
‫االستثناءات مثل عقد الشركة وعقد شراء السفينة وبيعها‪ ،‬وعقد شراء المحل التجاري وبيعه‪ ،‬والعنوان التجاري‪ ،‬وهناك تص رفات‬
‫قانونية ال يمكن أن تتم إال بالكتابة كاألوراق التجارية‬
‫كما أن القانون األردني للتجارة قد ضمن قاعدة حرية التجارة قواعد خاصة بالنسبة لتاريخ السندات وحجيتها قبل اآلخرين‬
‫فنص قانون البينات األردني على اال يكون السند العادي حجة على اآلخرين في تاريخه إال منذ أن يكون له تاريخ ثابت‬
‫كما أن قانون التجارة األردني قد نص في المادة ‪ 52‬على ما يأتي‪:‬‬
‫‪ 1‬يجوز إثبات تاريخ السند العادي في المواد التجارية بالنسبة إلى اآلخرين بجميع طرق اإلثبات‪.‬‬
‫‪ 2‬إن تاريخ االسناد القابلة للتداول وتاريخ تظهيرها يعدان صحيحين إلى أن يثبت العكس‬
‫والجدير بالذكر أن التجاء التجار إلى الكتابة إلثبات عقودهم التجارية راجع إلى سهولتها وإلى ما تمنحه من ثقة في التعامل‬
‫فالكتابة ال تتعارض مع ما تقتضيه التجارة من سرعة في إبرام العقود التجارية خاصة وأن ه ذه العق ود تك ون مطبوع ة وج اهزة‪،‬‬
‫وتحريرها وفقا للشروط المتفق عليها ال يأخذ إال لحظات‪ ،‬كما يقول ال دكتور الب ارودي‪ ،‬وهي أفض ل من االعتم اد على البيئ ة في‬
‫اإلثبات‪ ،‬خاصة وأن شهادة الشهود أصبح مش كوك فيه ا في وقتن ا الحاض ر‪ ،‬باإلض افة إلى أن ك ال تس تطيع االعتم اد على ش هادة‬
‫الشهود في إثبات عقود مهمة ال يستطيع عقل اإلنسان تذكر بنودها كما أن الدفاتر التجارية تؤدي دورا مهما في اإلثبات‪.‬‬
‫‪ 4.2‬القسوة في تنفيذ العقود التجارية ص‪273‬‬
‫سبق أن أوضحنا أن القانون التجاري يقوم على دعامتين هما الس رعة في إب رام المع امالت التجاري ة وتنفي ذها‪ ،‬والثاني ة االئتم ان‬
‫التجاري‪ ،‬أي الثقة في التعامل التجاري ومنح المدين أجال للوفاء‪.‬‬
‫و ال تخرج العقود التجارية عن ذلك‪ ،‬إذ غالبا ما يبرم التجار عقودهم التجارية ألجل قصير‪ ،‬فعلى المدين التاجر أن يل تزم بالوف اء‬
‫بديونه في هذه الفترة المحددة ألن من شأن تأخر المدين إلح اق األض رار باالئتم ان التج اري خاص ة أن التج ار ت ربطهم بعض هم‬
‫سلسلة من العالقات القانونية التجارية‪ ،‬فإخالل أحدهم بالتزامه سوف يؤثر في اآلخرين وبالتالي يلح ق ض ررا باالقتص اد الوط ني‬
‫بشكل عام بالحياة التجارية بشكل خاص لذلك عامل المشرع التجاري المدين بالقسوة والشدة‪ ،‬ومن أهم مظ اهر ه ذه القس وة إفالس‬
‫المدين التاجر‪ ،‬وعدم منحه مهلة قضائية‪ ،‬ومن حيث الفوائد التأخيرية وبدء سريانها والنفاذ المعجل وتضامن المدينين بدين تجاري‬
‫إلى غير ذلك من مظاهر القسوة التي سوف نتعرض لها بإيجاز ألننا سبق أن تعرضنا لها‪.‬‬
‫‪ 1‬المهلة القضائية‪:‬ص‪274‬‬
‫ال يجوز منح المدين بدين تجاري مهلة قضائية إال في ظروف استثنائية أما إذا كان الدين التجاري ناتجا من ورقة تجارية فال يمنح‬
‫أية مهلة قضائية بهذا الصدد نظرا للطبيعة الخاصة للورقة التجاري ة واألحك ام المطبق ة عليه ا وه ذا يخ الف الق انون الم دني حيث‬
‫يجوز منح مهلة قضائية المادة ‪ 56‬من قانون التجارة األردني‬
‫‪ 2‬الفوائد ص‪274‬‬

‫الصفحة ‪ 102‬من ‪143‬‬


‫إن قيمة الفوائد في الديون التجارية مرتفعة وأكثر منه ا في ال ديون المدين ة كم ا أن الفوائ د في ال ديون التجاري ة تس ري من ت اريخ‬
‫استحقاق الدين أما في المعامالت المدنية فتسري من تاريخ المطالبة القضائية‪.‬‬
‫‪ 3‬التضامن‪:‬ص‪274‬‬
‫جرى العرف على أن جميع المدينين ب دين تج اري هم متض امنون لس داد ه ذا ال دين كم ا أكدت ه الم ادة ‪ 53 1‬من ق انون التج ارة‬
‫األردني “إن المدينين معا في التزام تجاري يعدون متضامنين في هذا االلتزام‪ ،‬وتطبق هذه القرينة على كفالء الدين التجاري‪ ،‬وما‬
‫نص المشرع على التضامن بقوة القانون بين الشركاء في شركة التضامن‪ ،‬وبين جميع الموقعين على الورق ة التجاري ة إال ألهمي ة‬
‫هذه المعامالت التجارية أما بالنسبة للمعامالت المدني ة فال يف ترض التض امن بين الم دينين وال بين كفالئهم وه و م ا نص ت علي ه‬
‫المادة ‪ 246‬من القانون المدني األردني بأنه “ال يكون التضامن بين المدينين إال باتفاق أو بنص في القانون‪.‬‬
‫‪ 4‬النفاذ المعجل‪:‬ص‪274‬‬
‫إن األحكام الصادرة في المواد التجارية واجبة النفاذ المعجل بقوة القانون بشرط تقديم كفالة أما في المعامالت المدنية ف إن األحك ام‬
‫غير واجبة النفاذ المعجل إال في حاالت استثنائية‪.‬‬
‫‪ 5‬سهولة التنفيذ على الشيء المرهون ص‪274‬‬
‫تمتاز المعامالت التجارية بسهولة التنفيذ‪ ،‬فإن إجراءات التنفيذ على الشيء محل الرهن التجاري تمتاز بالسرعة والبساطة‪ ،‬ف إذا لم‬
‫يسدد المدين التزامه المضمون بالرهن في ميعاد استحقاقه فيجوز لل دائن بع د انقض اء ف ترة مح ددة من ت اريخ التنبي ه على الم دين‬
‫بالوفاء أن يقدم عريضة إلى قاضي األمور الوقتية في المحكمة التي يقع بدائرتها للحصول على إذن ببيع الش يء المره ون كل ه أو‬
‫بعضه‪ ،‬أي ال يشترط الحصول على حكم‪ ،‬بينما في المعامالت المدنية يجب الحصول على حكم واجب النفاذ‪.‬‬
‫‪ 6‬التقادم ص ‪275‬‬
‫إن مدة التقادم في المعامالت التجارية أقصر منها في المعامالت المدنية‪ ،‬فبينما نجد أن مدة التقادم في المعامالت المدنية هي خمس‬
‫عشرة سنة بينما نصت المادة ‪ 58‬من قانون التجارة األردني على أن المدة التي تسقط بموجبها الدعوى الناتجة من العقود التجارية‬
‫هي عشر سنوات‬
‫وهناك مدة تقادم أقصر خاصة بالنسبة للديون الناشئة عن االلتزامات الصرفية فال تتجاوز خمس سنوات وحكمة المشرع من وراء‬
‫ذلك هو التخفيف على الموقعين على الورقة التجارية كي ال تظل ذممهم مشغولة بمدة التقادم الطوي ل‪ ،‬ومن أج ل حث ال دائن على‬
‫المطالبة بحقه‬
‫‪ 7‬االفالس‪:‬ص‪275‬‬
‫و هو نظام يطبق على التجار‪ ،‬ويأخذ المدين التاجر ال ذي يتوق ف عن دف ع دين من ديون ه التجاري ة المس تحقة ال دفع الحال ة األداء‬
‫بالشدة والقسوة‪ ،‬فيضع حدا لنشاطه التجاري ويستأصله من الحياة التجارية‪ ،‬لذلك نجد التاجر أكثر حرصا والتزام ا بالوف اء بديون ه‬
‫التجارية في مواعيدها‬
‫الخالصة على الرغم من عدم وجود نظرية عامة للعقود التجارية إال أن هناك بعض القواعد الخاصة التي تطب ق على ه ذه العق ود‬
‫دون سواها نظرا لخصوصية هذه القواعد للجو التجاري الخاص ونظ را النتش ار العالق ات التجاري ة الدولي ة في وقتن ا الحاض ر‪،‬‬
‫فنشأت الحاجة إلى توحيد أحكام التجارة على الصعيد الدولي خاصة وأن مصلحة التجار تقتضي ذل ك فتم ه ذا التوحي د عن طري ق‬
‫االتفاقات الدولية كعقد النقل البحري والجوي والعقود التجارية البحرية إلى غير ذلك‪.‬‬

‫‪ .3‬الرهن التجاري ‪:Le Gage Commercial‬ص‪275‬‬


‫‪ 1.3‬تعريف الرهن التجاري وانعقاده‬
‫تعريف الرهن التجاري‬
‫عرفه بعض الفقهاء بأنه حق عيني تبعي تقرر لمصلحة الدائن الذي يعرف بالمرتهن‪ ،‬ويقرره شخص على مال له ضمانا لدين في‬
‫ذمته‪ ،‬ويسمى حينئذ راهنا أو في ذمة غيره‪ ،‬ويعرف في هذه الحال ة كفيال عيني ا‪ ،‬ويتم ت رتيب ال رهن كض مان إض افي إلى ج انب‬
‫الضمان العام المقرر على ذمة مدينه التقاء مخاطر إعسار األخير أو إفالسه أن مزاحمة دائنيه‪.‬‬
‫ال شك في أن الحياة التجارية تقوم على االئتمان‪ ،‬كما أن االئتمان التجاري كان شخصيا ال عينيا‪ ،‬فإذا م ا احت اج الت اجر إلى الم ال‬
‫وأراد أن يقترض فكان دائنه بمنحه االئتمان دون تقديم ضمان خاص معتمدا على قدرة مدينه بالوفاء بالتزاماته‪ ،‬وعلى شدة القواعد‬
‫التجارية في تنفيذ هذه االلتزامات‬
‫الصفحة ‪ 103‬من ‪143‬‬
‫إال أن فكرة الرهن التجاري قد تطورت بتطور فكرة االئتمان‪ ،‬نظرا لزيادة أهمية الرهن واللج وء إلي ه في الحي اة التجاري ة فبع دما‬
‫كان ينظر إلى الرهن على أنه دليل على وشك وقوع التاجر باإلفالس‪ ،‬أصبح اليوم أمرًا عاديًا ومألوفا في الحياة التجاري ة‪ ،‬خاص ة‬
‫بعد تطور الصناعة وازدهار التجارة‪ ،‬فإذا ما لجأ التاجر إلى االقتراض اليوم فال ينظر إلي ه بعين الش ك والريب ة‪ ،‬وأن ه على وش ك‬
‫الوقوع في اإلفالس‪ ،‬وانه يتخبط في حياته التجارية‪ ،‬بل أصبح ينظر إليه نظ رة عادي ة وربم ا ك دليل على توس يع الت اجر لنش اطه‬
‫التجاري‪ ،‬لذلك اصبح الرهن وسيلة لالئتمان التجاري‪.‬‬
‫كما أن الرهن إذا انصب أو ورد على منقول كبضائع أو معدات ك ان يقتض ي نق ل حي ارة ه ذه المنق والت من الم دين ال راهن إلى‬
‫الدائن المرتهن‪ ،‬وفقا ألحكام القواعد العامة أما في الحياة التجارية وفي القانون التجاري اصبح رهن المنقوالت ج ائزا أيض ا ولكن‬
‫دون نقل حيازتها‪ ،‬وهذا ما يتفق مع ما تقوم عليه التجارة من سرعة وائتمان لذلك سايرت التشريعات التجارية هذا التط ور‪ ،‬فبينم ا‬
‫نجد أن التشريع التجاري الفرنسي الصادر سنة ‪ 1807‬لم يتكلم عن الرهن التجاري مكتفيا باإلحالة إلى القواع د العام ة في الق انون‬
‫المدني‪ ،‬نجد أن التشريع الفرنسي الصادر في ‪ 23 5 1863‬تضمن أحكاما خاصة بالرهن التج اري تتعل ق بكيفي ة إنش ائه وإثبات ه‬
‫وكيفية التنفي ذ على الش يء المره ون‪ ،‬وتض من التش ريع األردني الص ادر س نة ‪ 1966‬أحكام ا خاص ة ب الرهن التج اري‪ ،‬س وف‬
‫تتعرض لها في أثناء دراسة أحكام الرهن التجاري‬
‫متى يكون الرهن تجاريًا ص‪277‬‬
‫نصت المادة (‪ )60‬من قانون التجارة األردني على أن “الرهن التجاري الخاضع للقواع د المح ددة فيم ا يلي ي ؤمن بموجب ه ال دين‬
‫التجاري”‪.‬‬
‫ويستفاد من هذا النص أن العبرة في تحديد طبيعة الرهن هل هي تجارية أم مدنية هي طبيعة الدين الذي عقد من أجله الرهن‪.‬‬
‫فإذا كان الدين المراد ضمانه مدنيًا كان الرهن التابع له مدنيًا ويخضع للقواعد العامة الواردة في القانون المدني‪.‬‬
‫أما إذا كان الدين المراد ضمانه تجاريا كان الرهن التابع له تجاريًا ويخضع ألحكام الرهن الواردة في القانون التجاري‪.‬‬
‫إذن إن صفة الدين هي التي تحدد طبيعة الرهن وال أهمية لصفة أطراف عقد الرهن سواء أكانوا تجارًا أم غير تج ار ومث ال ذل ك‪،‬‬
‫يعّد الرهن تجاريا إذا أجراه شخص مدني طالما أن الغرض من عقد القرض هو تقديمه حصة في شركة تضامن‪ ،‬بينما يع د ال رهن‬
‫مدنيا إذا كان الغرض من القرض هو استعماله في بناء منزل خاص‬
‫أما إذا قام تاجر بإبرام عقد قرض فيفترض أن ال رهن ال ذي يعق ده الت اجر لض مان ه ذا الق رض ه و رهن تج اري‪ ،‬وفق ا لنظري ة‬
‫األعمال التجارية بالتبعية‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة الثامنة من القانون التجاري األردني‪ ،‬وهي قرينة قانونية بسيطة يمكن إثب ات‬
‫عكسها بجميع الطرق‪.‬‬
‫أما إذا كان الدين مختلطا أي تجاريا بالنسبة لطرف وم دنيا بالنس بة لط رف آخ ر ف العبرة بالص فة المدني ة أو التجاري ة لل رهن هي‬
‫بطبيعة الدين بالنسبة للشخص المدين‪ ،‬فإذا كان الدين بالنسبة للشخص المدين تجاري ا ع د ال رهن تجاري ا وخض ع ألحك ام الق انون‬
‫التجاري أما إذا كان الدين بالنسبة للشخص المدين مدنيا عّد الرهن مدنيا وخضع األحكام القانون المدني‬
‫ولعل وصف الرهن بصفة الدين أمر منطقي ألن الرهن تابع للدين‪ ،‬فالرهن فرع والدين أصل‪ ،‬ومن المعلوم أن الفرع يتبع األصل‬
‫انعقاد عقد الرهن التجاري ص‪277‬‬
‫يعد عقد الرهن التجاري عقدًا رضائيا‪ ،‬ينعقد بالتعبير عن اإلرادتين‪ ،‬أي عند تطابق اإليجاب والقب ول‪ ،‬وال يش ترط النعق اده ش كال‬
‫معينا‪ ،‬فتتطلب المشرع الكتابة في حاالت معينة ليس ركنا في العقد‪ ،‬بل هي وسيلة إثبات فقط كما أن تطلب المشرع تس ليم الش يء‬
‫محل الرهن ال يجعله عقدا عينيا ألن التسليم ليس شرطا النعقاد العقد بل إثرا له وهذا يخالف القانون األردني فهو يعد عقدا عينيا‬
‫وهذا ما نص عليه المشرع المدني االردني في المادة ‪“ 1375‬يشترط لتمام الرهن الحي ازي ولزوم ه أن يقبض ه ال دائن أو الع دل‪،‬‬
‫وللراهن أن يرجع عن الرهن قبل التسليم‪.‬‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫كما نصت على ذلك المادة ‪ 62‬من قانون التج ارة األردني بقوله ا “ال ينتج عق د ال رهن أث ر بص فته رهن ‪ ،‬اذا بقي المره ون في‬
‫حيازة المدين بحيث يظهر في اعتبار اآلخرين كأنه ال يزال جزءا من ثروته الحرة ينال بوساطته ثقة جديدة لالس تدانة ب ل يجب أن‬
‫يسلم المرهون إلى الدائن وأن يبقى في حيازته أو في حيازة اآلخرين يبقيه لحسابه”‪.‬‬
‫وبما أن الرهن من أعمال التصرف إذن يجب توافر األهلية في رهن المنقول‪ ،‬فإذا ما عجز المدين عن الوفاء بالتزامه يحق للدائن‬
‫المرتهن ببيع المرهون بالمزاد العلني لذلك ال يحق للقاصر رهن المنقول إال إذا كان مأذونا له بالتجارة كما يجب أن يك ون ال راهن‬
‫مالكا للشيء المرهون‪ ،‬وأن يكون هذا الشيء المره ون مم ا يج وز التعام ل في ه وال خالف بين ال رهن الم دني وال رهن التج اري‬
‫بالنسبة لهذه القواعد‬

‫الصفحة ‪ 104‬من ‪143‬‬


‫‪ 2.3‬إثبات عقد الرهن التجاري وسريانه في مواجهة اآلخرين ص‪278‬‬
‫يختلف إثبات الرهن التجاري عن إثبات الرهن المدني‪ ،‬ولمعرفة كيفية إثبات الرهن التج اري يجب أن نم يز بينهم ا اذا ك ان مح ل‬
‫الرهن منقوال ماديا أم معنويا‬
‫اوال رهن المنقول المادي‪:‬‬
‫فيما يتعلق برهن المنقول المادي‪ ،‬فان قواعد االثبات تختلف بينما إذا كنا بصدد رهن تجاري أو رهن مدني‪.‬‬
‫فإذا كان الرهن مدنيا يخضع للقواعد العامة في اإلثبات‪ ،‬فإذا زادت قيمة الشيء المرهون على عشرة دنانير وجب اإلثبات بالكتابة‬
‫أما فيما يتعلق بنفاذ رهن المنقول المادي في مواجهة اآلخرين فيشترط انتقال الحيازة من يد المدين الراهن إلى يد ال دائن الم رتهن‪،‬‬
‫وأن يدون العقد في ورقة ثابتة التاريخ حتى لو كانت قيمة الدين المضمون أقل من عش رة دن انير‪ ،‬ويجب أن تتض من ه ذه الورق ة‬
‫مبلغ الدين المضمون بالرهن وكذلك المال المرهون‬
‫أما إذا كان الرهن تجاريا‪ ،‬فإن المادة ‪ 51‬من قانون التجارة األردني أخ ذت بمب دأ حري ة اإلثب ات في العق ود التجاري ة‪ ،‬أي يج وز‬
‫اإلثبات بالطرق كافة‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بنفاذ الرهن في مواجهة اآلخرين فيجب نقل حي ارة الش يء المره ون من الم دين ال راهن إلى ال دائن الم رتهن ويتم‬
‫انتقال حيازة المنقول المادي إما باالنتقال الفعلي أي تسليم الشيء المنق ول من الم دين ال راهن إلى ال دائن الم رتهن لكي يتمكن ه ذا‬
‫األخير من قبض الشيء المرهون وحبسه لديه لحين سداد الدين المضمون وأما نق ل الحي ازة بالتس ليم الرم زي ومث ال ذل ك تس ليم‬
‫مفاتيح المخزن الموجودة فيه البضاعة المرهون ة‪ ،‬أو بتس ليم س ند الش حن ال ذي يمث ل البض اعة المرهون ة إلى ال دائن الم رتهن أو‬
‫بالتسليم المعنوي كأن تكون البضاعة المرهونة موجودة فعال في حيازة الدائن المرتهن من قب ل على س بيل الوديع ة أو اإلع ارة أو‬
‫اإليجار‬
‫وهدف المشرع من وراد نقل الحيازة إلى الدائن المرتهن ه و ش هر حق ه واظه اره ام ام الغ ير وال يتم ذل ك اال اذا احتف ظ بالش يء‬
‫المرهون وفي ذلك فائدة مزدوجة األولى اللدائن المرتهن حيث يك ون الش يء مح ل ال رهن بعي دا عن ي ده فال يس تطيع إخف اءه وال‬
‫التصرف فيه والفائدة الثانية لآلخرين ألنهم يعلمون بتعلق حق المرتهن بالشيء محل الرهن‪.‬‬
‫ثانيا رهن المنقول المعنوية ص‪279‬‬
‫ًا‬
‫قد يلجا التاجر إلى االقتراض بضمان منقول معنوي‪ ،‬والمنقول المعنوي الذي ال يدرك بالحس وقد يكون حقا عاديا‪ ،‬أو حقا ثابت في‬
‫اسمي كاالسهم االسمية التي تصدرها شركات المساهمة العامة‪ ،‬أو السندات التجارية مثل سند الس حب أو الس ند ألم ر او الس ندات‬
‫لحاملها وهذا ما نص عليه المشرع األردني في المادة ‪ 61‬من قانون التجارة األردني وسوف ندرسها بالترتيب‪.‬‬
‫‪ 1‬رهن السندات االسمية ص‪280‬‬
‫السندات االسمية هي تلك الصكوك التي تصدرها شركات المساهمة العامة كاألسهم والسندات والتي يمثل موضوعها مبلغ ا معين ا‬
‫من النقود وقابلة للتداول بالطرق التجارية ويمكن رهنها وهو ما نص ت علي ه الم ادة ‪ 61‬من ق انون التج ارة األردني أم ا من حيث‬
‫اإلجراءات التي يجب اتباعها في رهن هذه الصكوك فقد نصت عليها المادة ‪ 126‬من قانون الشركات األردني والتي تتمث ل أساس ا‬
‫في تثبيت الرهن في سجالت الشركة وفي شهادة السهم إلى غير ذلك من اإلجراءات‪.‬‬
‫‪ 2‬السندات ألمره‪:‬ص‪280‬‬
‫وهي األوراق التجارية كالسفتجة أو سند السحب والسند األردني أو السند ألمر أو الكمبيالة في التشريع األردني‪ ،‬فيتم رهن الح ق‬
‫الثابت بها عن طريق التظهير التأميني‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 149‬من ق انون التج ارة األردني على أن يش تمل التظه ير على‬
‫الصيغة “وهي القيمة للضمان أو القيمة للرهن باإلضافة إلى توقيع المظهر وهو يشبه التظهير الناقل للملكية من حيث قاعدة تظهير‬
‫الدفوع‪ ،‬كما يستطيع الحامل الدائن المرتهن قبض قيمة السند في تاريخ االستحقاق‪ ،‬إذا لم يكن قد استوفي دينه‬
‫‪ 3‬رهن الصكوك لحاملها‪:‬ص‪280‬‬
‫فإنها تعد من قبيل المنقوالت المادية‪ ،‬حيث يندمج الحق الثابت به في الصك ذاته وبالتالي تنتقل ملكيت ه بوس اطة التس ليم ك المنقول‬
‫المادي‪ ،‬وكذلك يتم رهنه الطريقة نفسها المادة (‪ )1409‬من القانون المدني االردني‪.‬‬
‫‪ 4‬رهن الديون العادية‪:‬ص‪280‬‬
‫تتبع في هذا الرهن إجراءات الحوالة المدنية العادية والمتمثلة في قبول المدين للرهن أو إعالنه به‪ ،‬وال يكون الرهن ناف ذا في ح ق‬
‫اآلخرين إال بحيازة الدائن لسند الدين المرهون‪ ،‬كما يجب أن يكون قبول المدين أو إعالن ه ب ه ث ابت الت اريخ‪ ،‬لكي تحس ب لل رهن‬
‫مرتبته من هذا التاريخ‬

‫الصفحة ‪ 105‬من ‪143‬‬


‫أما رهن الديون التي ال يجوز نقل الح ق فيه ا بالمناول ة أو التن ازل عنه ا بطري ق القي د أو التظه ير فيخض ع لألحك ام المق ررة في‬
‫القانون المدني‬
‫والجدير بالذكر أنه من حق المدين التمسك تجاه ال دائن الم رتهن بال دفوع ال تي يمكن ل ه التمس ك به ا قب ل ال دائن األص لي الم دين‬
‫الراهن‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 1415‬من قانون التجارة األردني‬
‫استبدال الشيء المرهون ص‪281‬‬
‫ًا‬ ‫ًا‬ ‫ًا‬
‫سواء أكان عقد الرهن التجاري عقد رضائيا أم عقد عيني فال بد من تسليم الشيء محل الرهن إلى الدائن المرتهن أو إلى ش خص‬
‫ثالث (يد عدل) يرتضيه الطرفان المادة ‪ 63‬من قانون التجارة األردني واألصل أن يبقى الشيء المرهون في حيازة الدائن المرتهن‬
‫إلى أن يستوفي كامل دينه‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 1395‬من القانون األردني‪ ،‬غير أن ق انون التج ارة األردني أج از اس تبدال‬
‫األشياء المرهوئة واالستعاضة عنها بتسليم أشياء أو سندات أخرى تحل محل األشياء التي تم استبدالها‪ ،‬وهذا ما نصت عليه الم ادة‬
‫‪ 64‬من قانون التجارة األردني‪ ،‬ويستفاد من هذا النص أنه فرق بين حالتين‬
‫الحالة األولى إذا كان الشيء المرهون المراد استبداله من األش ياء أو الس ندات المثلي ة يج وز للم دين ال راهن أن يس تبدلها بأش ياء‬
‫أخرى من النوع نفسه ويبقى عقد الرهن مستمرًا وكثيرًا ما يقع ه ذا االس تبدال عن دما تك ون الس لع المرهون ة قابل ة للتل ف أو مم ا‬
‫يتعرض لنقص القيمة أو المقدار فيستردها المدين لتعريضها ثم يقدم سلعا جديدة من ذات النوع وبذات المقدار فينتقل إليها الرهن‬
‫الحالة الثانية أما إذا كانت األشياء المراد استبدالها غير مثلية فيحق للمدين الراهن استرجاعها واستبدالها بغيرها إذا توافر شرطان‬
‫األول‪ ،‬أن يرضى الدائن المرتهن بالشيء أو السند الذي سيحل محل المرهون الذي يراد اس تبداله‪ ،‬والش رط الث اني أن يك ون عق د‬
‫الرهن األصلي قد نص على حق المدين الراهن باالستبدال‬

‫‪ 3.3‬التنفيذ على الشيء المرهون ص‪281‬‬


‫أوال تبسيط إجراءات التنفيذ على الشيء المرهون‬
‫إن إجراءات التنفيذ على الشيء المرهون تختلف في الرهن المدني عنه ا في ال رهن التج اري ففي ال رهن الم دني تتطلب القواع د‬
‫العامة أن يرفع الدائن المرتهن دعوى على المدين للحصول على حكم نهائي بالدين والتنفيذ بمقتضاه على الشيء المرهون‪ ،‬وما ال‬
‫اشك فيه فإن رفع الدعوى والفصل فيها وإجراء البيع يستغرق وقتا طويال ونفقات باهظة‬
‫ًا‬
‫أما في الرهن التجاري فإن معظم التشريعات التجارية قد بسطت هذه اإلجراءات دون أن تلحق ضرر بالمدين من أج ل االقتص اد‬
‫في النفقات ومن أجل تمكين الدائن المرتهن من الحصول على حقه بالسرعة التي تقتضيها الحي اة التجاري ة ففي الق انون المص ري‬
‫التجاري يستفاد من نص المادة ‪ 78‬أنه يحق للدائن المرتهن اتباع اإلجراءات االتية‪:‬‬
‫‪ -1‬التبنية على المدين بالوفاء على يد محضر أو بخطاب مسجل‪.‬‬
‫ًا‬
‫‪ 2‬إذا لم يف المدين جاز للدائن بعد ثالثة أيام من التبينة على مدينه بالوفاء مضاف إليها ميعاد المس افة‪ ،‬أن يق دم عريض ة لقاض ي‬
‫األمور الوقتية في المحكمة الكائن محله في دائرتها للحصول منه على اإلذن ببيع جميع األشياء المرهونة أو بعضها‬
‫‪ 3‬يجب أن يقع البيع بالمزاد العلني وعلى يد سمسار يعينه القاضي في اإلذن الصادر بالبيع ويقع ال بيع في المح ل والس اعة الل ذين‬
‫يعينهما القاضي‪.‬‬
‫أما المشرع اللبناني فقد أسرف في التبس يط في اإلج راءات‪ ،‬حيث لم يش ترط حص ول ال دائن الم رتهن على أذن من المحكم ة في‬
‫التنفيذ على المال المرهون إذا امتنع المدين عن سداد الدين المضمون بالرهن في ميع اد اس تحقاقه‪ ،‬وإنم ا يح ق لل دائن بع د م رور‬
‫ثمانية أيام على بالغ بسيط يرسله إلى المدين أو مقدم الرهن ثم يرجع إلى رئيس دائ رة اإلج راء بي ع األش ياء المرهون ة بالمزاي دة‬
‫العلنية واستيفاء حقه كصاحب دين ممتاز‬
‫أما موقف المشرع التجاري األردني فيختلف عن ه ذه التش ريعات ألن ه لم يف رق بين إج راءات التنفي ذ على الم ال المره ون بين‬
‫الرهن المدني والرهن التجاري‪ ،‬حيث نصت المادة (‪ )67‬من قانون التجارة األردني على ما ي أتي عن د ع دم ال دفع في االس تحقاق‬
‫يحق اللدائن مراجعة المحكمة المختصة وبعد صدور الحكم وتنفيذه يستوفي الدائن دينه من ثمن المرهون بطريق االمتي از‪ .‬يس تفاد‬
‫من هذا النص ما يأتي‪:‬‬
‫‪ 1‬يجب على الدائن المرتهن الرجوع إلى المحكمة المختصة‪ ،‬عن طريق رفع الدعوى والمطالبة بالوفاء بدينه‬
‫‪ 2‬بعد حصوله على حكم بذلك عليه أن يقدم الحكم إلى دائرة اإلجراء التنفيذه طبقا ألحكام ق انون اإلج راء األردني رقم (‪ )31‬لس نة‬
‫‪1953‬‬

‫الصفحة ‪ 106‬من ‪143‬‬


‫‪ 3‬يحق لدائرة اإلجراء اتباع اإلجراءات االعتيادية للتنفيذ وفقا لما جاء في نص المادة (‪ )34‬من قانون اإلجراء واألحكام األخرى‬
‫التي وردت بشأن تحصيل الدين من المدين‪.‬‬
‫‪ 4‬يحق للمدين خالل أسبوع من إبالغه بتنفيذ الحكم أن يعترض على التنفيذ الدي رئيس دائرة اإلجراء‪ ،‬كما أن قرار رئيس دائرة‬
‫اإلجراء قابل للطعن فيه بطريق االستئناف‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن المشرع التجاري لم يلتفت إلى ما جاء في قانون ذيل قانون اإلجراء رقم (‪ )25‬لسنة ‪ 1965‬ال ذي أج از لل دائن‬
‫إذا كان دينه نقدًا ثابتا في سند عادي أو س ند رس مي مص دق ل دى ك اتب الع دل أو ورق ة تجاري ة قابل ة للتظه ير أن يراج ع دائ رة‬
‫اإلجراء للحصول على دينه دون أن يرفع دعوى إلى المحكمة‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة (‪2‬أ) من القانون المذكور‪.‬‬
‫ثانيًا تملك الشيء المرهون عند عدم الوفاء ص‪283‬‬
‫نصت المادة (‪ )1343‬من القانون المدني األردني على ما ي أتي “إذا اش ترط في عق د ال رهن تملي ك العين المرهون ة للم رتهن في‬
‫مقابل دينه إن لم يؤده الراهن في األج ل المعين ف الرهن ص حيح والش رط باط ل” كم ا نص ت الم ادة (‪ )67 2‬من ق انون التج ارة‬
‫األردني على ما يأتي “ويعد باطًال كل نص في عقد الرهن يجيز للدائن أن يتمل ك المره ون أو أن يتص رف ب ه ب دون اإلج راءات‬
‫المبينة آنفا”‪.‬‬
‫و يستفاد من هذه النصوص أنه ال يجوز للدائن المرتهن سواء أكان الرهن تجاريًا أم مدنيًا أن يتملك الش يء المره ون عن د تخل ف‬
‫المدين الراهن عن الوفاء بالدين المضمون بالرهن في ميعاد االستحقاق فإذا وجد شرط في عقد ال رهن يفي د تمل ك ال دائن الم رتهن‬
‫بعد باطًال والرهن يعّد صحيحا‬
‫وحكمة المشرع من هذا النص أن المدين غالبًا ما يقبل هذا الشرط لكونه مضطرًا للحصول على االئتمان فه و في موق ف ض عيف‬
‫كما أن تلك الدائن للمال المرهون يترك أثرًا مؤلم ا في نفس الم دين لع دم قدرت ه على س داد ال دين ل ذلك ق ررت معظم التش ريعات‬
‫بطالن هذا الشرط‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن المادة (‪ )1121‬من القانون المدني المصري الجديد تجيز للدائن الم رتهن أن يطلب من القاض ي اإلذن بتمليك ه‬
‫الشيء المرهون وفاء للدين على أن يحسب عليه بقيمته حسب تقدير الخبراء‪ ،‬فالتمليك ال يقع باالتفاق وإنم ا ب أمر القض اء‪ ،‬وي رى‬
‫الدكتور محسن شفيق وجوب سريان هذا الحكم على الرهن التجاري ألن المادة (‪ )79‬من القانون التج اري المص ري ال تح رم إال‬
‫التمليك الذي يقع بمقتضى االتفاق بين المدين والدائن فال شأن لها بالتمليك الذي يحصل ب أمر القاض ي‪ ،‬ألن ت دخل القاض ي يحق ق‬
‫ضمان عدم تعسف الدائن بالمدين‬
‫ثالثا انقضاء الرهن التجاري ص‪284‬‬
‫لم ينص المشرع التجاري على أسباب انقضاء الرهن التجاري‪ ،‬ل ذلك ال ب د من الرج وع إلى القواع د العام ة في الق انون الم دني‪،‬‬
‫حيث عالجت هذا الموضوع المواد من (‪ )1422 1419‬والتي سنوجزها فيما يأتي‬
‫‪ 1‬انقضاء الدين المضمون بالرهن‪ ،‬بما أن الرهن حق عيني وتبعي‪ ،‬فالرهن ال يقوم مستقال بنفسه‪ ،‬إنما يتبع ال دين األص لي‪ ،‬وه و‬
‫حق شخصي لضمان الوفاء به‪ ،‬فهو يتبع ه وج ودًا وع دمًا‪ ،‬ف إذا انقض ى ال دين األص لي ألي س بب من أس باب االنقض اء كالوف اء‬
‫واإلبراء أو المقاصة ينقضي الرهن تبعا لذلك‪.‬‬
‫‪ 2‬تنازل الدائن المرتهن عن حقه في الرهن فإذا تنازل الدائن المرتهن عن حقه في ال رهن ص راحة أو ض منا ومث ال ذل ك إع ادة‬
‫المال المرهون إلى الراهن‪ ،‬و تنازل الدائن المرتهن عن حيازة الشيء المذكور وعدم طلب تقديم ضمان لدين ه والج دير بال ذكر أن‬
‫تنازل الدائن المرتهن عن حقه في الرهن ال يعني تنازله عن ال دين المض مون ب الرهن‪ ،‬وإنم ا ح رم نفس ه من م يزة اس تيفاء حق ه‬
‫باألولوية على سائر الدائنين‪.‬‬
‫‪ 3‬تملك الدائن المرتهن الشيء المرهون ينقضي الرهن إذا تملك الدائن المرتهن الشيء المرهون‪ ،‬كما لو اتفق الدائن المرتهن م ع‬
‫المدين الراهن على شراء الشيء المرهون بثمن معين وذلك قب ل حل ول أج ل ال دين المض مون وك ذلك إذا تمل ك الم رتهن الش يء‬
‫المرهون باإلرث كأن يكون الدائن المرتهن وارثا للمدين الراهن‪.‬‬
‫‪ 4‬هالك الشيء المرهون إذا هلك الشيء المرهون‪ ،‬أو انقضى الحق المرهون‪ ،‬كما إذا هلك الشيء المرهون هالك ا كلي ا‪ ،‬ي ترتب‬
‫على ذلك انقضاء الرهن أما إذا كان الهالك جزئيا فال ينقضي الرهن‪ ،‬وإنما يبقى موجودًا على ما تبقى من الشيء المرهون وال ذي‬
‫يكون ضامنًا لكل الدين بشرط أال يكون هذا الهالك راجعًا إلى خطأ الدائن المرتهن أو تقصيره‪.‬‬
‫لقد نصت المادة ‪ 1396‬من القانون المدني األردني على أحكام هالك الشيء المرهون كما يأتي‪:‬‬
‫أ إذا هلك المرهون في يد المرتهن ضمن قيمته يوم استالمه له‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 107‬من ‪143‬‬


‫ب إذا كانت قيمته مساوية لقيمة الدين المضمون به سقط الدين عن المدين الراهن وانقض ى ح ق ال دائن قب ل الم دين‪ ،‬س واء أك ان‬
‫الهالك يتعدي المرتهن أم ال‪.‬‬
‫ج إذا كانت قيمته أكثر من قيمة ال دين‪ ،‬س قط ال دين عن ال راهن و ض من الم رتهن الب اقي إذا ك ان الهالك بتعدي ه أو تقص يره في‬
‫حفظه‪.‬‬
‫د إذا كانت قيمة الشيء المرهون أقل من قيمة الدين‪ ،‬سقط من الدين يقدره ويحق للدائن أن يرجع بما بقي له على الرهن‪.‬‬
‫أما إذا كان المرهون حقا عندئذ ينقضي ال رهن بانقض اء الح ق المره ون كم ا يس تفاد من نص الم ادة ‪ 1423‬من الق انون الم دني‬
‫األردني عدم انقضاء الرهن موت الدائن المرتهن أو المدين الراهن‪ ،‬بل يبقى الرهن عند الورثة إلى حين الوفاء بالدين الفنون‬

‫‪ .4‬عقد النقل ‪ :Le Contrat de Transport‬ص‪286‬‬


‫‪ 1.4‬األحكام العامة‬
‫اوال تعريف عقد النقل وأهميته‬
‫هو العقد الذي يلتزم شخص بمقتضاه في مقابل أجر‪ ،‬بأن ينقل بنفسه شخصا أو شيئًا من مكان آلخر”‬
‫بينما عرفته (المادة ‪ )68‬من قانون التجارة األردني بقولها “يقصد بالنق ل العق د ال ذي يك ون الغ رض األساس ي من ه ت أمين انتق ال‬
‫شخص أو شيء من موضع إلى آخره‬
‫ويؤخذ على هذا التعريف الذي أورده المشرع األردني إهماله لعنصر مهم من عناصر عق د النق ل‪ ،‬وه و عنص ر األج رة‪ ،‬خاص ة‬
‫وأن عقد النقل من عقود المعاوضة‪ ،‬وعنصر األجرة من العناصر األساسية في عقد النقل‬
‫لعقد النقل أهمية خاصة في حياة االنسان تختلف عن أهمية سائر العقود‪ ،‬نظرًا األن أهميته تظهر في مختلف أوجه النشاط اإلنساني‬
‫وعلى وجه الخصوص في مجال المعامالت التجارية الداخلي ة أو الدولي ة فه و وس يلة للت داول‪ ،‬حيث يس اعد على نق ل األش ياء أو‬
‫البضائع أو التجار من مكان آلخر مقابل أجر‪ ،‬كما أنه يعد من الركائز األساسية التي يرتكز عليها النش اط االقتص ادي في العص ر‬
‫الحديث حيث أصبحت فيه الحركة ضرورة والسكون مرادفًا للموت‪.‬‬
‫قد يتعلق النقل باألشخاص أو البضائع أو األشياء‪ ،‬وقد يقع بطريق البر أو النهر أو البحر أو الجو‪ ،‬وقد يق وم بعملي ة النق ل ف رد أو‬
‫شركة‪ ،‬مؤسسية خاصة أو مؤسسة عامة مملوكة للدولة وقد يكون النقل داخليا‪ ،‬وهو ال ذي يتم داخ ل إقليم الدول ة‪ ،‬أو يك ون التنق ل‬
‫دوليا‪ ،‬وهو الذي يتم بين دولتين مختلفتين‪.‬‬
‫ثانيًا خصائص عقد النقل ص ‪287‬‬
‫يمتاز عقد النقل بالخصائص اآلتية‪:‬‬
‫‪ 1‬عقد رضائي يتم باتفاق الطرفين وال يشترط المشرع شكال معين ا النعق اده‪ ،‬كم ا أن ه ليس من العق ود العيني ة ؛ ألن المش رع لم‬
‫يشترط تسليم الشيء المراد نقله النعقاده وما التسليم إال أثر يرتبه العقد على عاتق المرسل وهذا خالف لما ذهب إليه بعض الفقهاء‬
‫والقضاء الفرنسي حيث يعد عقدًا عينيا‪.‬‬
‫‪ -2‬عقد معاوضة وهو الذي يتلقى فيه كل من المتعاقدين عوضا عما أعطاه فالناقل يتقاض ى عوض ا هي أج رة النق ل مقاب ل نقل ه‬
‫للشيء أو البضاعة أو األشخاص من مكان آلخر‪ ،‬وقد يكون العوض نقديا او أداء خدمة وبدون هذا العرض ال نكون أمام عقد نق ل‬
‫يخضع ألحكام القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ 3‬عقد ملزم للجانبين فهو عقد تبادلي يرتب حقوقا والتزامات في ذمة الطرفين‪ ،‬فيلتزم الناقل بنقل الش يء أو الش خص من مك ان‬
‫إلى آخر مقابل التزام المرسل أو المسافر بدفع األجرة ف إذا أخ ل أح د المتعاق دين في تنفي ذ التزام ه يح ق للط رف اآلخ ر المطالب ة‬
‫بالتنفيذ أو المطالبة بالفسخ‪ ،‬مع أنه يندر المطالبة بالفسخ عمًال في عقد النقل‪ ،‬مع حقه في المطالبة بالتعويض بعد أن ينفذ التزامه‪.‬‬
‫‪ 4‬عقد تجاري يعد عقد النقل عمال تجاريا بطبيعته بالنسبة للناقل طالما تم في إطار مشروع تج اري أو مقاول ة تجاري ة‪ ،‬وه و م ا‬
‫نصت عليه المادة ‪ 16‬ز) من قانون التجارة األردني‪ ،‬سواء أكان الناقل شخصا طبيعيا أم معنويا‪ ،‬شركة خاص ية أم مؤسس ة عام ة‬
‫ألن كيفية ممارسة العمل التجاري في مناط تطبيق القانون التجاري وليس الت اجر‪ ،‬ومنه ا تنبعث الص فة التجاري ة للش خص الق ائم‬
‫بالعمل سواء أكان النقل برًا أم بحرًا أم جوًا وهذا خالف لبعض آراء الفقهاء الذين يعدونه عمًال تجاريًا منفردًا‪.‬‬
‫أما بالنسبة للطرف اآلخر في عقد النقل المرسل او المسافر فيعد العقد بالنسبة له مدنيا إال اذا كان تاجرا وتم النقل لحاجات تجارته‬
‫حينئذ يعد عمًال تجاريا بالتبعية أما المسافر السائح فال يعد عقد النقل بالنسبة له تجاريا حتى لو كان المسافر تاجر‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 108‬من ‪143‬‬
‫‪ 5‬عقد إذعان وهو العقد الذي يملى فيه أحد المتعاقدين شروطا على الطرف اآلخر‪ ،‬والذي يعد الطرف الض عيف في العق د‪ ،‬دون‬
‫أن يملك مناقشتها وبناء عليه يعد عقد النقل عقد إذعان حيث يعد الناق ل بم ا يمثل ه من ق وة اقتص ادية الط رف الق وي والمرس ل أو‬
‫المسافر هو الطرف الضعيف في العقد‪ ،‬فالناقل بعد صيغة نموذجية لعقد نقل البضائع أو األمتعة أو األشخاص ويض منها م ا يش اء‬
‫من الشروط دون أن يملك الطرف الثاني وهو المرسل أو المسافر من مناقش تها فه و ال يمل ك إال القب ول به ا أو رفض ها وه ذا م ا‬
‫نصت عليه المادة ‪ )104‬من القانون المدني األردني‪ ،‬بينما ي رى بعض الفقه اء أن المرس ل يس تطيع أن يتعاق د م ع ش ركة أخ رى‬
‫بشروط أفضل وكذلك المسافر أما إذا قبال بشروط هذا العقد فإن العقد يك ون رض ائيًا في النهاي ة دون أن ينك را ص فة اإلذع ان في‬
‫العقد‪.‬‬
‫ثالثا تميز عقد النقل عما يشتبه به من عقود ص‪288‬‬
‫قد يشتبه عند النقل ببعض العقود األخرى‪ ،‬ألن عملية النقل قد تندمج بعمليات أخرى سابقة أو الحقه عليها‪ ،‬ولكن عقد النق ل يتم يز‬
‫بثالثة عناصر تميزه عما قد يشتبه به من عق ود العنص ر األول تغ ير المك ان باس تخدام وس يلة من وس ائل النق ل في م دة معقول ة‪،‬‬
‫والعنصر الثاني سيطرة الناقل على النقل ومباشرته على وجه االستقالل والعنصر الثالث هو األج رة‪ ،‬علم ا ب أن المش رع األردني‬
‫قد أغفل هذا العنصر‬
‫العنصر األول إن عقد النقل ينصب على تغير المكان‪ ،‬فهذا العنصر يميز عقد النقل عن عقد الوديعة التي تهدف الى حراسة الش يء‬
‫والمحافظة عليه بينما يهدف عقد النقل إلى نقل الشيء من مكان إلى آخر‪ ،‬ويعّد التزام ه بحراس ة الش يء والمحافظ ة علي ه التزام ا‬
‫ثانويا‪ ،‬كما أن الوديعة مجانية أي بدون مقابل‪ ،‬بينما عقد النقل فيعد عقدًا تبادلية يلتزم فيه المرسل أو المسافر بدفع أجرة‬
‫العنصر الثاني سيطرة الناقل على النقل ومباشرته على وجه االستقالل‪ ،‬فهذا العنصر يميز بين عقد النقل وعقد العمل وك ذلك عق د‬
‫إيجاره الخدمات‪ ،‬أما من حيث التمييز بينه وبين عقد العمل‪ ،‬فالعامل بعد تابعا لرب العم ل‪ ،‬في حين أن الناق ل اليس تابع ا للمس افر‬
‫أو المرسل‬
‫كذلك هناك فرق بين عقد العمل وايجار الخدمات فسائق السيارة األجرة ال يعد ناقًال‪ ،‬ألنه يتلقى أوامره وتعليماته من الراكب‪.‬‬
‫كذلك يختلف عقد النقل من عقد إيجار األشياء فالشاحن عن دما يس أاجر وس يلة النق ل أو ج زءًا منه ا فه ذه العملي ة ليس ت مقص ودة‬
‫بذاتها‪ ،‬وإنما يقتضيها تغير المكان الذي هو جوهر عقد التقل‪.‬‬
‫‪ -‬العنصر الثالث هو عنصر األجر‪ ،‬وهو ما يميز عقد العمل من غيره من العقود كعقد الوديع ة وعق د النق ل المج اني‪ ،‬حيث يس أل‬
‫الناقل ال على أساس المسؤولية العقدية وإنما على أساس المسؤولية التقصيرية‪.‬‬
‫وغالبا ما تقترن عملية النقل بعمليات أخرى تختلف عنها ولكنها تطغي عليها حيث تكون عملي ة النق ل تابع ة‪ ،‬ومث ال ذل ك الفن دق‬
‫الذي يقوم بنقل عمالئه وأمتعتهم بين الفندق والمحطة مقابل أجر إضافي حيث يندمج الفرع في األص ل ويفق د خصائص ه وذاتيت ه‪،‬‬
‫بحيث ال يكون هناك عقد نقل مستقل‪ ،‬بينما يرى بعض الفقهاء عكس ذلك تماما‪ ،‬إذ ال بد من تحليل العمليتين المن دمجتين‪ ،‬وتط بيق‬
‫قواعد النقل على عملية النقل حتى لو كانت تابعة لعقد آخر‬
‫‪ 2.4‬عقد نقل البضائع ‪ Le Contrat De Transport Demarchandises‬ص‪289‬‬
‫تكوين عقد نقل البضائع أو األشياء وإثباته‪:‬‬
‫أوال أطراف العقد‪:‬‬
‫يتكون عقد نقل البضائع من ثالثة أطراف هم الناقل والمرسل والمرسل إليه‪ ،‬وغالبا ما يكون المرسل هو نفسه المرسل إليه‪.‬‬
‫‪ 1‬الناقل هو الشخص الذي يتعهد بنقل البضاعة أو الشيء من مكان إلى آخر ولقد ميزت المادة (‪ )69‬من ق انون التج ارة األردني‬
‫بين شخصين األول الذي يحترف النقل ويتخذه مهنة معتادة ل ه ف أطلقت علي ه اس م “مل تزم النق ل”‪ ،‬أم ا الش خص الث اني فال ذي ال‬
‫يحترف النقل فيسمى ناقًال غير أن التسمية الشائعة في هذا المجال هي الناقل سواء أكان محترفا ك ان او غ ير مح ترف وق د يك ون‬
‫الناقل شخصا طبيعيًا أو معنويا شركة خاصة أو مؤسسة عامة‬
‫‪ 2‬المرسل أو الشاحن هو الطرف الثاني في عقد النقل‪ ،‬وهو الذي يتفاوض مع الناقل على نقل البض ائع من مك ان إلى مك ان آخ ر‬
‫يحدده له‪ ،‬كما يعين للناقل مكان تسليم البضاعة وكميتها ونوعها وجميع أوصافها‪.‬‬
‫‪ 3‬المرسل إليه غالبا ما يكون المرسل هو نفسه المرسل إليه ؛ كالشركة التي ترس ل ج زءًا من بض ائعها إلى ف رع له ا في مك ان‬
‫آخر‪ ،‬أو إذا اشترى شخص بضاعة من مكان إلى مكان آخر يقيم فيه ولكن غالبا ما يكون المرسل إليه شخص ا آخ ر غ ير المرس ل‬
‫كأن يرتبط المرسل بالمرسل إليه بعقد بيع يلتزم بموجبه المرسل بشحن البض اعة إلى المرس ل إلي ه كم ا ه و الح ال في عق د ال بيع‬
‫‪ Cand F‬والبيع سيف‪ ،‬حيث يلتزم الشاحن (المرسل) بتوصيل البضاعة إلى ميناء الوصول‬

‫الصفحة ‪ 109‬من ‪143‬‬


‫وتطبيقا لقاعدة نسبية أثر العقد‪ ،‬فإن المرسل إليه يعتبر أجنبيا عن العقد‪ ،‬ولكن القانون يرتب له حقوقا تجاه الناق ل وه ذا م ا أخ ذت‬
‫به محكمة النقض المصرية في أحكامها الصادرة بتاريخ ‪ 17 6 1961‬وحكمها الثاني بتاريخ ‪ 7 2 1967‬حيث عّد ت المرسل اليه‬
‫طرفا ذا شأن في سند الشحن يتكافأ مركزه مع مركز الشاحن‪.‬‬
‫ثانيًا إنشاء عقد النقل‪:‬ص‪290‬‬
‫سبق أن أوضحنا أن عقد النقل عقد رضائي يتم بمجرد توافق ارادتين ولم يتطلب المشرع شكلية معينة إلتمامه كالكتابة مثال‪.‬‬
‫يجب أن يك ون رض ا الط رفين س ليما خالي ا من عي وب اإلرادة ويجب أن يك ون الرض ا ص ادرا عن ذي أهلي ة لكي يك ون العق د‬
‫صحيحا أي يجب أن تتوافر األهلية الالزمة لمباشرة أو ممارسة العمل التجاري لدى الطرفين‪ ،‬فال إشكال في األمر بالنس بة للناق ل‬
‫سواء أكان فردًا طبيعيا أم معنويا كشركة‪ ،‬ومن الطبيعي أن تتوافر فيه األهلية الالزمة لممارس ة التج ارة‪ ،‬فه و ت اجر وال يمكن أن‬
‫يكون قد اكتسب هذه الصفة دون توافر شرط األهلية أما بالنسبة ألهلية المرسل فلو طبقنا القواعد العامة فال ب د من ت وافر األهلي ة‪،‬‬
‫أما بالنسبة لعقد النقل فيرى أغلبية الفقهاء أن أهلية المرسل إليه ليست محل اعتب ار أو موض وع ت دقيق العتب ارات ع دة أهمه ا إن‬
‫الناقل ال يستطيع أن يتحقق من أهلية جميع من يتعاقد معهم لنقل بضائعهم هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى أن ه ال ي ترتب على نقص‬
‫أهلية المرسل أي ضرر‪ ،‬ومن ناحية ثالثة فإن عقد النقل ينصب على نقل البضاعة من مكان إلى آخر دون التصرف فيها أما أهلي ة‬
‫المرسل إليه فال تثار ألنه ال بعد طرفا في عقد النقل‬
‫‪ .‬أما محل العقد فهو كل شيء عادي يمكن أن يكون موضوعًا للنقل وبما أننا بصدد عقد نقل البضائع فإن مح ل العق د هي البض ائع‬
‫التي يمكن نقلها من مكان آلخر شريطة أن تكون داخلة في التعامل‪ ،‬أما إذا انصب عقد النق ل على مخ درات فيك ون ب اطًال بطالن ا‬
‫مطلقا وأن يكون هذا الشيء موجودًا أو ممكنًا‪ ،‬وأن يكون معينًا تعينًا منافيا اللجهالة الفاحشة‬
‫ثالثا إثبات عقد النقل‪:‬ص‪291‬‬
‫إن عقد النقل هو عقد رضائي وليس شكليا‪ ،‬وهو عقد تجاري بالنسبة للناقل سواء أكان فردًا طبيعيا أم شخصا معنويا‪ ،‬وفقا ألحكام‬
‫المادة السادسة من قانون التجارة األردني‪ ،‬لذلك يجوز إثباته في مواجهة الناقل بجميع طرق اإلثبات بما فيها البين ة والق رائن ؛ ألن‬
‫القاعدة العامة في التصرفات التجارية هي مبدأ حرية اإلثبات‪.‬‬
‫أما في مواجهة المرسل والمرسل إليه‪ ،‬فإن مسألة اإلثبات تتوقف على طبيعة العملية بالنسبة لكل منهما‪ ،‬فإذا كانت العملية تجارية‬
‫يجوز اإلثبات بجميع الطرق‪ ،‬أما إذا كانت العملية مدنية فيجب اإلثب ات ب الطرق المدني ة ؛ أي يجب اإلثب ات بالكتاب ة إذا تج اوزت‬
‫قيمة التصرف عشرة دنانير أردنية (المادة ‪ )28‬من قانون البيئات األردني‪.‬‬
‫ونظرًا ألهمية عقد النقل بالنسبة لطرفيه فإن الضرورات العلمية والعملية سواء بالنسبة للبضاعة موضوع النق ل أم بالنس بة للناق ل‬
‫أم بالنسبة للمرسل إليه تبرز بوضوح أهمية الكتابة نظرًا للبيانات الكثيرة التي يتضمنها عقد النقل سواء بالنسبة للبضاعة موض وع‬
‫النقل أم بالنسبة ألطرافه‪ ،‬لذلك نجد كثيرًا من التش ريعات‪ ،‬وخاص ة التش ريع الفرنس ي والتش ريع المص ري‪ ،‬تنص على ت ذكرة أو‬
‫وثيقة النقل التي تتضمن مجموعة من البيانات المتعلقة بتسليم البض اعة إلى الناق ل وهي ن وع البض اعة وجنس ها ومق دارها واس م‬
‫المرسل ومحل إقامته‪ ،‬واسم المرسل إليه ومحل إقامته‪ ،‬وأجرة النقل‪ ،‬وميعاد وصول البضاعة والتعويض المستحق عن د الت أخير‪،‬‬
‫وتاريخ تذكرة النقل إلى غير ذلك من الشروط ؛ كتوقيع المرسل والناقل‪ ،‬وتقوم تذكر النقل بدور مهم س واء على الص عيد الق انوني‬
‫أم على الصعيد االقتصادي‪.‬‬
‫أما دورها القانوني فيكمن بالدرجة األولى بوصفها وسيلة إثبات مهمة لواقعة عق د النق ل والش روط الكث يرة ال تي يتض منها س واء‬
‫تعلقت هذه الشروط بالبضاعة ذاتها أم بالمرسل أم بالمرسل إليه أم بالناقل‪ ،‬وه ذا كل ه يتوق ف على مق دار البيان ات ال تي تتض منها‬
‫وثيقة النقل‪.‬‬
‫أما دورها االقتصادي فيكمن في أنها تمثل البضاعة وبالتالي يستطيع المرسل إليه التصرف بالبض اعة كبيعه ا وهي في الطري ق‪،‬‬
‫وله الحق في رهنها إذا ما احتاج إلى مبلغ من المال وله الحق في نقل ملكية البضاعة التي تمثلها هذه التذكرة أو وثيق ة النق ل‪ ،‬ف إذا‬
‫كانت التذكرة اسمية يجب اتباع إجراءات حوالة لحق في القانون المدني وإذا كانت التذكرة إذنية أي تحم ل ش رط اإلذن أو األم ر‪،‬‬
‫فيتم نقل ملكية البضاعة عن طريق التظهير الناقل للملكية المتبع في األوراق التجارية وإذا كانت التذكرة لحاملها‪ ،‬فتتداول بوساطة‬
‫التسليم يدا بيد‬
‫‪ 3.4‬آثار عقد نقل البضائع ص ‪292‬‬
‫إن عقد النقل ملزم للجانبين‪ ،‬أي يرتب التزامات في ذمة طرفيه الناقل والمرس ل كم ا أن المرس ل إلي ه على خالف في ال رأي يع د‬
‫طرفا ذا شأن في عقد النقل فرتب له قانون التجارة األردني حقوقا مباشرة في ذمة الناقل وعليه س وف ن درس بالتفص يل التزام ات‬
‫المرسل‪ ،‬ثم التزامات الناقل وأخيرا التزامات المرسل إليه‬
‫الصفحة ‪ 110‬من ‪143‬‬
‫أوًال وآثار عقد النقل بالنسبة للمرسل ص‪292‬‬
‫‪ 1‬تسليم البضاعة للناقل‬
‫يقع على عاتق المرسل التزام أساسي يتمثل في تسليم البضاعة للناقل لكي يتمكن ه ذا األخ ير ب دوره من نقله ا إلى المك ان المتف ق‬
‫عليه في العقد علمًا بأن التسليم ليس شرطًا النعقاد العقد فعقد النقل عقد رضائي وليس عقدًا عينيًا‪ ،‬فالتسليم أثر من آثار العق د وه ذا‬
‫ما نصت عليه المادة ‪ 90‬من قانون التجارة األردني‪.‬‬
‫أما مكان التسليم فيحدد في عقد النقل وفقا إلرادة طرفي العقد فقد يتم االتفاق على أن تسليم البضاعة في محطة النقل‪ ،‬وقد يتس لمها‬
‫الناقل في محل المرسل إذا اتفق على ذلك كما هو معروف في عملي ات النق ل من الب اب إلى الب اب وق د تس لم البض اعة للناق ل في‬
‫مخازنه المعدة لذلك وفي جميع األحوال يجب تسليم البضاعة إلى الناقل في الوقت المناسب لكي يتخذ االستعدادات الالزمة لنقلها‪.‬‬
‫ويجب أن تكون البضاعة المس لمة إلى الناق ل مطابق ة للمواص فات والش روط المنص وص عليه ا في عق د النق ل من حيث نوعه ا‬
‫وطبيعتها ووزنها وكميتها أو عددها‪ ،‬وطريقة حزمها‪ ،‬وحالتها الداخلية ؛ ففي ضوء ذلك تتح دد أج رة الناق ل‪ ،‬ومن ح ق الناق ل أن‬
‫يتحقق من مطابقة البضاعة للشروط والمواصفات الواردة في عقد النقل‪ ،‬ومن حق ه أن يطلب فتح البض اعة قب ل اس تالمها للتحق ق‬
‫من صحة المعلومات التي قدمها المرسل غ ير أن ه ذا الح ق ليس مطلق ا فال يج وز للناق ل التعس ف في ذل ك كي ال يلح ق ض ررًا‬
‫بالمرسل فإذا تبين أن المرسل قد أخل بتنفيذ التزامه يحق للناقل أن يطلب فسخ العقد مع التعويض عما لحق ه من ض رر أو م ا فات ه‬
‫من كسب‪.‬ومثال ذلك أن يقوم بتسليم بضاعة غير البضاعة المتفق عليها‪ ،‬كأن يسلم الناقل م واد قابل ة لالش تعال حيث يحت اج نقله ا‬
‫إلى اتباع إجراءات خاصة‬
‫‪ 2‬دفع أجرة النقل ص‪293‬‬
‫أجرة النقل هي المبلغ النقدي الذي يلتزم المرسل (أو المرسل إليه) بدفعه للناق ل مقاب ل ال تزام ه ذا األخ ير بنق ل البض اعة المتف ق‬
‫عليها‬
‫وتحدد األجرة باتفاق الطرفين‪ ،‬فإذا لم يتم االتفاق تحدد وفقًا للعرف التجاري‪ ،‬أو بأجرة المثل وفق ا لتق دير القاض ي ولكن غالب ا م ا‬
‫تحدد األجرة من قبل الناقل بصورة تعريفه معروفة للجميع يضاف إلى األجرة جميع المصاريف التي أنفقها الناق ل للمحافظ ة على‬
‫البضاعة كمصاريف الوزن أو التخزين أو الصيانة إلى غير ذلك من المصاريف‪.‬‬
‫أما ميعاد دفع األجرة ومكانه‪ ،‬فقد يتم االتفاق على دفع األجرة في مكان القيام أي عند شحن البضاعة فإذا امتن ع المرس ل عن دف ع‬
‫األجرة جاز للناقل االمتناع عن عقد النقل‬
‫وقد يتم االتفاق على تسليم األجرة في مكان الوصول من قبل المرسل الين امتنع هذا األخ ير عن الوف اء ب األجرة‪ ،‬فمن ح ق الناق ل‬
‫الرجوع إلى المرسل ومالل بالوفاء بأجرة النقل علمًا بأن المرسل والمرسل إليه يسالون على وجه التضامن فيما ع الوفاء ب األجرة‬
‫كما أن هناك ضمانات خاصة تؤكد حق الناقل في الحصول عل األجرة في هذا الفرض سنتعرض لها‬
‫ضمانات الناقل في استيفاء األجرة‪:‬ص‪294‬‬
‫للناقل ضمانات خاصة في استيفاء األجرة‪ ،‬ال تثور المشكلة إذا كانت األجرة مستحقة الدفع في مكان القيام ف إذا امتن ع المرس ل عن‬
‫دفع األجرة فمن حق الناقل أن يمتنع عن استالم البضاعة وعدم نقلها وفي جميع األحوال له حق الفسخ مع المطالية ب التعويض أم ا‬
‫إذا كانت األجرة مستحقة الدفع في مكان الوصول من قبل المرسال إلى فاذا امتنع المرسل إليه عن دفع األج رة‪ ،‬فللناق ل ح ق حبس‬
‫البض اعة لكي يحص ل على الوق اء س واء تعل ق األم ر ب األجرة أم بالمص روفات ال تي أنفقه ا على البض اعة فل ه الح ق في بعض‬
‫البضاعة بإذن من المحكمة إذا كان يخشى عليها من الهالك أو التلف‪ ،‬وله حق امتياز على ثمن هذه البضاعة وهذا ما نص ت علي ه‬
‫المادة ‪ 75‬من قانون التجارة األردني‪ ،‬وكذلك المواد (‪ )391 388‬من القانون المدني األردني‪.‬‬
‫ًا‬
‫ويقوم هذا االمتياز على فكرة الرهن الضمني‪ ،‬إذ المفروض أن الناقل يرتهن البضاعة التي ينقلها ضمان ألجرة النق ل وملحقاته ا‪،‬‬
‫ولذا يسقط حقه في االمتياز إذا سلم البضاعة اختيارًا للمرسل إليه‪.‬‬
‫أثر هالك البضاعة بقوة قاهرة على االلتزام بدفع األجرة ص‪294‬‬
‫إن عقد النقل التزام تبادلي‪ ،‬أي رتب التزامات في ذمة الطرفين فالتزام الناقل بنقل البضاعة من مكان إلى آخر يقابله التزام الشاحن‬
‫أو المرسل إليه بدفع أجرة النقل فإذا حالت قوة قاهرة دون قيام الناقل بتنفيذ التزامه كأن تؤدي هذه القوة القاهرة إلى هالك البضاعة‬
‫كليا أو ضياعها‪ ،‬فأصبح التزام الناقل مستحيًال‪ ،‬فيسقط بذلك التزام الشاحن أو المرسل إليه بدفع األجرة ومثال القوة القاهرة حدوث‬
‫زلزال أو فيضان وهذا ما يتفق مع القواعد العامة في القانون المدني‪ ،‬وهو ما نصت عليه الم ادة ‪ 247‬من الق انون الم دني األردني‬
‫وهو ما يعد توزيعًا عادًال للقوة القاهرة‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 111‬من ‪143‬‬


‫أما إذا كان هالك البضاعة جزئيا فيلتزم المرسل بدفع أجرة النقل التي تتناسب مع القدر المتبقي من البضاعة‪ ،‬وهو ما نصت عليه‬
‫المادة ‪ 247‬بقولها “فإذا كانت االستحالة جزئية انقضى ما يقابل الجزء المستحيل‪..‬‬
‫أما إذا ترتب على القوة القاهرة تلف البضاعة استحقت األجرة بكامله ا وال يج وز للمرس ل إلي ه االمتن اع عن دف ع األج رة مقاب ل‬
‫التخلي عن البضاعة للناقل‪ ،‬طالما أن الناقل قد أوفي بالتزامه وقام بنقل البضاعة إلى المكان المتفق عليه وإن ما لحقها من تلف أثر‬
‫في خصائصها أو صفاتها فال دخل للناقل به وإنما راجع إلى قوة قاهرة‪.‬‬
‫وقد تتسبب القوة القاهرة في تأخير وصول البضاعة‪ ،‬كما إذا ح دث ح ادث قه ري أدى إلى ت أخير وص ول البض اعة‪ ،‬مث ال ذل ك‬
‫حصول فيضان أدى إلى تعطل الطريق فاضطر الناقل إلى االستعانة بوسائل أخرى لضمان وصول البضاعة أو اضطر إلى سلوك‬
‫طريق أطول مما أدى إلى تأخر وصول البضاعة إال أنه تحم ل في س بيل ذل ك نفق ات ومص اريف إض افية ففي ه ذه الحال ة يل تزم‬
‫المرسل أو المرسل إليه بدفع األجرة كاملة باإلضافة إلى النفقات التي أنفقها من أجل وصول البض اعة إلى المرس ل إلي ه طالم ا أن‬
‫هذا التأخير راجع لقوة قاهرة ال دخل لخطأ الناقل فيها (‪ )1‬وهذا ما نصت عليه المادة (‪ )205‬من القانون المدني األردني‪.‬‬
‫أما إذا كان السبب راجعا إلى خطأ الناقل‪ ،‬أي كان الهالك أو التل ف أو الت أخير راجع ا إلى خط أ الناق ل‪ ،‬فإن ه يك ون مس ؤوال عن‬
‫التعويض كما سنوضحه فيما بعد وال يستحق أجرة في حالة هالك البضاعة‪.‬‬

‫ثانيا آثار عقد النقل بالنسبة للمرسل إليه ؛ ص‪295‬‬


‫طبقا لنسبية آثار العقد‪ ،‬فإن عقد النقل ال يرتب آثارًا إال في ذمة طرفي العقد وهما المرسل والناقل‪ ،‬أما المرس ل إلي ه فه و ش خص‬
‫أجنبي عن العقد‪.‬‬
‫غير أن عقد النقل يرتب آثارًا بالنسبة للمرسل إليه بوصفه طرفًا ذا شأن في عقد النق ل فل ه حق وق وعلي ه التزام ات فل ه الح ق في‬
‫مطالبة الناقل أن يسلمه البضاعة‪ ،‬كما له الحق في دع وى المس ؤولية على الناق ل إذا ت أخر عن تنفي ذ التزام ه في تس ليم البض اعة‬
‫بسبب الهالك أو التلف أو التأخير وهذا ما نصت عليه المادة ‪ )73‬من قانون التجارة األردني المرسل إلي ه ح ق في إقام ة ال دعوى‬
‫مباشرة على الناقل من أجل العقد الذي عقده الناقل مع المرسل‪ ،‬وبهذه الدعوى يتسنى له أن يطالبه بالتسليم أو بأداء بدل التع د عن د‬
‫االقتضاء لعدم إتمام العمل كله أو بعضه‪.‬‬
‫أما من حيث االلتزامات فيلتزم المرسل إليه بدفع أجرة النقل إلى الناقل إذا تم االتفاق بين الناقل و المرسل على أن تدفع األجرة في‬
‫مكان وصول البضاعة‪ ،‬كما يستل الناقل مطالبته بها أمام القضاء وأن يستعمل حق الحبس في مواجهته‬
‫والجدير بالذكر أن العالقة بين الناقل والمرسل إليه هي عالقة مباشرة بنص الق انون حيث أوجبت الم ادة (‪ )74‬من ق انون التج ارة‬
‫األردني على الناقل أن يعلم المرسل حاال عند وصول البضاعة قص د تس ليم البض اعة للمرس ل إلي ه إال أن الفقه اء ق د اختلف وا في‬
‫األساس القانوني لتبرير هذه العالقة التي تعد اس تثناء من قاع دة نس بية آث ار العق د فمنهم من أقامه ا على أس اس نظري ة االش تراط‬
‫المصلحة اآلخرين وأقامها آخرون على أساس نظرية النيابة الناقصة‪.‬‬
‫ومنهم من قال إن عقد النقل عقد ذو طبيعة خاصة‪ ،‬وال مجال هنا النقد هذه النظريات جميعا إال أن الدكتور على البارودي يرى أن‬
‫المصلحة التجارية هي التي كونت العرف وهي التي أنشأت العالقة المباشرة وح ددت نطاقه ا‪ ،‬ذل ك أن ه بوص ول البض اعة ت برز‬
‫مصلحة المرسل إليه في مواجهة الناقل بينما تبتعد وتبهت مصلحة المرسل‪ ،‬فمن األنسب أن يكون للمرسل إليه حق مس اءلة الناق ل‬
‫مستندا إلى تذكرة النقل‪ ،‬وبها من شروط العقد وبيانات البضاعة ما يكفي أن يكون أساسًا لهذه المس اءلة‪ ..‬ومص لحة الناق ل تقتص ر‬
‫على قبض أجرته وله الحق في استعمال الضمانات المتمثلة في الحبس واالمتياز للحص ول على األج رة‪ .‬ه ذه المص الح التجاري ة‬
‫المتقابلة بين المرسل إليه والناقل كانت بمثابة المادة األولية التي صنع منها العرف عالقة قانونية مباشرة من حقوق والتزامات‪.‬‬
‫ثالثا آثار عقد النقل بالنسبة للناقل ص ‪296‬‬
‫بعدما يتسلم الناقل البضاعة من المرسل‪ ،‬يجب عليه نقله ا‪ ،‬وعملي ة النق ل تتض من مجموع ة من اإلج راءات‪ ،‬فعلى الناق ل اس تالم‬
‫البضاعة من المرسل وشحنها‪ ،‬ثم إرسالها ونقلها وفقا للشروط المتفق عليه ا‪ ،‬ثم المحافظ ة عليه ا في أثن اء وجوده ا في الطري ق‪،‬‬
‫وأخيرًا يقوم الناقل بتسليمها للمرسل إليه عند وصولها‬

‫‪ 1‬استالم البضاعة وشحنها ص‪297‬‬


‫يقع على عاتق الناقل استالم البض اعة من المرس ل طبق ا للمواص فات المنص وص عليه ا في عق د النق ل الم برم م ا بين الناق ل و‬
‫المرسل على أن يتم التسليم في مكاتب الناقل أو مخازنه أو في محطة القيام أو عند المرسل نفسه‪ ،‬وهو ما يعرف بالنق ل من الب اب‬
‫اللباب‪ ،‬كل ذلك وفقا لما تم االتفاق عليه‪ ،‬فإذا امتنع الناقل عن اس تالم البض اعة بع د مس ؤوال عن تع ريض الض رر ال ذي أص اب‬
‫الصفحة ‪ 112‬من ‪143‬‬
‫المرسل‪ ،‬وللناقل الحق في رفض استالم البضاعة إذا كانت غير مطابقة للمواصفات المنص وص عليه ا في عق د النق ل‪ ،‬كم ا يح ق‬
‫للناقل فحص البضاعة للتأكد من حالتها ومطابقتها للمعلومات التي قدمها المرسل‪ ،‬وله الح ق في رفض اس تالمها إذا ت بين ل ه بع د‬
‫الفحص أن حالة البضاعة ال تسمح بشحنها بدون ضرر‪ ،‬وله الحق في حالة وجود عيب في تغليف البضاعة إبداء تحفظه في وثيقة‬
‫النقل لكي يتنصل من المسؤولية إذا ما لحق البضاعة تلف في أثناء نقلها‬
‫أما شحن (‪ )Chargement‬البضاعة فهو وضعها في األماكن الخاص ة به ا في العرب ات أو الس يارات أو وس ائل النق ل األخ رى‬
‫وهذه العملية تعد مكملة لعملية النقل‪ ،‬ويلتزم الناقل القيام بها ويسأل الناقل عن التلف الذي يلحق البضاعة في أثناء عملية رفعها‪.‬‬
‫إن عملية رفع البضاعة ترتبط بعملي ة أخ رى هي رص البض اعة (‪ )Arrimage‬ال تي تتطلب عناي ة خاص ة عن طري ق ت رتيب‬
‫البضاعة ووضعها بطريقة معينة بحيث يصعب معها تساقطها أو تصادمها مع بعضها‪ ،‬وتحصل عملية الرص تحت إشراف الناقل‬
‫ورقابته وعلى مسؤوليته‪ ،‬وكذلك من أجل حمايتها من التلف في أثناء النقل كي ال تتعرض إلى األمطار أو أشعة الشمس‪.‬‬
‫إال أنه يجوز االتفاق على أن يتولى المرسل عملية الشحن بنفسه أو بوساطة عمالة عندئذ ال يسأل الناقل عنه ا إال أن ل ه الح ق في‬
‫رفض نقل البضاعة أو على األقل إخطار المرسل إليه إذا كان الشحن معيبا‪ ،‬مما يحتمل معه تلف البضاعة أما إذا قبل الناق ل تنفي ذ‬
‫عملية النقل على الرغم من هذه العيوب فيعد مسؤوال عن التلف الذي يلحق البضاع‬
‫إال أنه في أغلب األحيان يتضمن عقد النقل شروطا تتعلق بكيفية شحن البضاعة كتغطيتها أو عدم وضع بضاعة أخرى معها‪ ،‬فإذا‬
‫وجدت مثل هذه الشروط على الناقل احترامها وإال فإنه يعد مسؤوال عن مخالفتها‪.‬‬
‫‪ 2‬نقل البضاعة ص‪298‬‬
‫إن المقصود بنقل البضاعة (‪ )Mise En Route‬أو إرسالها (‪ )Expedition‬ه و تص ديرها من مك ان القي ام إلى الجه ة المتف ق‬
‫عليها‪.‬‬
‫قد يتفق الطرفان على موعد محدد للنقل فعلى الناقل احترام هذا الموعد أما إذا كانت رحالت الناقل محددة بمواعي د منظم ة فيجب‬
‫مراعاة دور نقل البضاعة في هذا الصدد منعًا للمحاباة اللهم إال إذا اتفق الطرفان على ما يعرف بالنقل السريع مقابل زيادة األجرة‪،‬‬
‫فعلى الناقل احترام هذا االتفاق وإال يسأل بالتعويض عند مخالفتها‬
‫‪ ,‬وقد يتفق الطرفان على اتباع طريق معين عند نقل البضاعة‪ ،‬فيجب التزام الناقل بهذا االتفاق‪ ،‬أما إذا لم يحصل اتفاق بهذا الش أن‬
‫فيجب سلوك أقصر الطرق فاذا ما خالف الناقل ما تم االتفاق عليه أو س لك طريق ة طويل ة ب دون م برر من الق وة الق اهرة أو س لك‬
‫طريقًا مغايرًا لطرق سيره المنتظمة‪ ،‬ونتج من ذلك ضرر للمرسل أو المرسل إليه فهو ملزم بالتعويض‬
‫أما ميعاد وصول البضاعة فقد يتفق عليه الطرفان فعندئذ يجب احترام هذا الميعاد‪ ،‬وإال يل زم ب التعويض م ا لم يكن الت أخير ناتج ا‬
‫من قوة قاهرة أما إذا لم يتم االتفاق على ميعاد معين وتأخر الناقل بنقل البضاعة بغ ير م برر معق ول فيل زم ب التعويض وفي تق دير‬
‫المبرر المعقول يرجع إلى أحكام العرف‬
‫‪ 3‬المحافظة على سالمة البضاعة ص ‪298‬‬
‫نظرًا لعدم وجود نص في قانون التجارة األردني يتعلق بكيفي ة العناي ة ال تي يب ذلها الناق ل من أج ل المحافظ ة على البض اعة‪ ،‬يتم‬
‫الرجوع إلى القواعد العامة في القانون المدني وإلى العرف‪ ،‬لذلك على الناقل أن يبذل عناية الرجل العادي للمحافظة على البضاعة‬
‫في أثناء عملية النقل من أجل إيصالها سالمة دون أن يلحقها س رقة أو تل ف وض ياع وه ذه العناي ة المعت ادة مرتبط ة بعملي ة النق ل‬
‫والزمة لتنفيذها فمثًال إذا تم زقت أغلف ة البض اعة في أثن اء عملي ة النق ل يل زم الناق ل بإع ادة تغليفه ا وحزمه ا من جدي د من أج ل‬
‫المحافظة عليها وكذلك إذا تعطلت وسيلة النقل فعليه إصالحها أو استبدالها من أجل المحافظة على البضاعة واتمام عملية النقل في‬
‫الوقت المحدد وله الحق في الرجوع بالمصاريف التي أنفقها في سبيل ذلك على المرسل أو المرسل إليه‪.‬‬
‫‪ -4‬تفريغ البضاعة عند وصولها وتسليمها للمرسل إلية‪.‬‬
‫أما عن كيفية تسليم البضاعة إلى المرسل إليه فتتم على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ إذا كان المرسل إليه يحمل وثيقة نقل تذكرة النقل اسمية‪ ،‬فعلى الناقل أن يتحقق من شخصية المرسل إليه ك االطالع على بطاقت ه‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫ب إذا كانت وثيقة النقل او تذكرة النقل للحامل‪ ،‬فعلى الناقل أن يسلم البضاعة الحامل هذه الوثيقة دون أن يتحمل أية مسؤولية‪.‬‬
‫ج إذا ك انت وثيق ة النق ل أذني ة فعلى الناق ل التحق ق من أن ه ذه الوثيق ة ق د انتقلت إلى ه ذا الش خص بسلس لة غ ير منقطع ة من‬
‫التظهيرات‪.‬‬
‫ًال‬
‫د إذا كان المتقدم الستالم البضاعة وكي عن المرسل إليه فعليه التحقق أوال من ص حة الوكال ة المعط اة ل ه‪ ،‬والتحق ق من ص حة‬
‫توقيع المرسل إليه ثانيا‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 113‬من ‪143‬‬
‫والجدير بالذكر أنه من حق المرسل إليه القيام بفحص البضاعة عند وص ولها وقب ل منه ا للتأك د من س المتها ومطابقته ا للبيان ات‬
‫الواردة بوثيقة النقل قبل دفع أجرة وقد يقبل البضاعة مع إبداء التحفظ‪ ،‬أو يقبله ا ب دون تحف ظ أو ي رفض اس تالمها وهن اك ح االت‬
‫يجوز للناقل أن يمتنع عن تسليم البضاعة عند وصولها إلى المرسل ما أنه يحق للمرسل إليه االمتناع عن تسلم البضاعة‬
‫حاالت امتناع الناقل عن تسليم البضاعة إلى المرسل اليه ص‪300‬‬
‫يحق للناقل أن يمتنع عن تسليم البضاعة إلى المرسل إليه عند وصولها في حاالت ثالث هي‬
‫أ إذا كانت أجرة البضاعة أي أجرة نقل البضاعة مستحقة ال دفع عن د وص ولها‪ ،‬ف إذا ك انت أج رة النق ل مس تحقة ال دفع في مك ان‬
‫الوصول فيحق للناقل أن يقوم بحبس البضاعة إلجبار المرسل إليه بدفع األجرة ول ه ح ق امتي از على ثمن البض اعة كم ا س بق أن‬
‫بينا‪.‬‬
‫ب إذا كان ثمن البضاعة مستحق الدفع عند التسليم‪ ،‬فقد يتفق المرسل مع الناقل على عدم تسليم البضاعة إلى المرسل إليه إذا دف ع‬
‫له ثمنها‪ ،‬وهذا يدل على اتفاق سابق بين المرسل والمرسل إليه وفي هذه الحالة يعد الناقل مجرد وكيل في قبض الثمن عن المرسل‬
‫ويسأل إذا لم يقم بتحصيله عند وص ول البض اعة إلى مك ان الوص ول ول ه الح ق في حبس البض اعة وتحص يل الثمن كوكي ل عن‬
‫المرسل أما إذا تحصل الناقل على ثمن البضاعة بشيك قدمه له المرس ل إلي ه فال ت برأ ذمت ه تج اه المرس ل إال إذا ق ام ه ذا األخ ير‬
‫بتحصيل قيمة الشيك فعال‪ ،‬لذلك يحق للناقل االستمرار في حبس البضاعة إلى حين تحصيل قيمة الشيك وإال عد الناقل مس ؤوال إذا‬
‫كان الشيك بدون رصيد‬
‫ج الحجز على البضاعة تحت يد الناقل‪ ،‬يحق لدائني المالك أن يوقعوا حجزًا على البضاعة تحت يد الناقل وهو ما يعرف بحجز ما‬
‫للمدين لدى اآلخرين‪ ،‬ويتساوى دائنو الساحب أو المسحوب عليه‪ ،‬فهذا الحق مرتب ط بالملكي ة أوًال باالتف اق الحاص ل بين المرس ل‬
‫والمرسل إليه فإذا اتفق الطرفان على أن الملكية تنتقل إلى المرسل إليه بمجرد العقد ففي هذه الحالة يحق فقط ل دائني المرس ل إلي ه‬
‫بوصفه المالك الحجز على البضاعة تحت يد الناق ل أم ا إذا اتفق ا على أن الملكي ة ال تنتق ل إال عن د التس ليم فيح ق ل دائني المرس ل‬
‫بوصفه مالكا أن يحجز على البضاعة تحت يد الناقل وهذا الحل يأخذ به الفقه والقضاء‪ ،‬غير أن ه منتق د ألن الناق ل يع رف وال يعلم‬
‫باالتفاق الحاصل بين المرسل والمرسل إليه لذلك اتجهت أغلبية الفقاء إلى األخذ بالرأي القائل بأن العبرة هي بحيازة س ندات النق ل‬
‫فإذا كانت سندات النقل بحيازة المرسل يحق لدائني ه وح دهم الحج ز على البض اعة تحدي د الناق ل‪ ،‬أم ا إذا ك انت الس ندات بحي ازة‬
‫المرسل إليه فيحق لدائينه وحدهم الحجز على البضاعة تحت يد الناقل‬
‫امتناع المرسل إليه عن استالم البضاعة ص‪301‬‬
‫هناك حاالت يمتنع فيها المرسل إليه عن استالم البضاعة بسبب تأخير وصولها أو تلفها أو عدم مطابقتها للمواص فات المنص وص‬
‫عليها في وثيقة النقل‪ ،‬وقد يبدي الناق ل تحفظ ات على البض ائع في وثيق ة النق ل‪ ،‬فال يع ترف الناق ل به ذه التحفظ ات مم ا يض طر‬
‫المرسل إليه رفض استالم البضائع لم يعالج المشرع األردني هذه الحالة وإنما عالجته المادة ( ‪ )100‬من القانون التجاري المصري‬
‫التي تتمثل أساسا في تعيين خبير من قبل المحكمة للتحقق من حالة البضاعة وإثباتها وكذلك الحصول على أمر من المحكمة بإيداع‬
‫البضاعة المنقولة أو حجرها ثم نقلها إلى محل مؤتمن كمخزن في الجمرك وأخيرا الحصول على إذن من المحكم ة ب بيع ج زء من‬
‫البضاعة بالقدر الكافي ألجرة النقل‪ ،‬ويحصل البيع عن طريق المزاد العلني‪.‬‬

‫‪ 4.4‬مسؤولية الناقل‬
‫إن دراسة مسؤولية الناقل في عقد نقل البضائع تقتضي دراسة طبيعة هذه المسيلت وحالتها وأسباب إعفاء الناق ل من المس ؤولية ثم‬
‫إحكام دعوى المسؤولية وسوف نتعرف لهذه الموضوعات بالترتيب وبإيجاز يقتضيه طبيعة البحث‪.‬‬
‫أوًال طبيعة مسؤولية الناقل ص‪302‬‬
‫إن مسؤولية الناقل عقدية‪ ،‬مصدرها عقد النقل‪ ،‬فالناقل مل تزم بتنفي ذ االلترام ات ال تي يرتبه ا علي ه عق د النق ل‪ ،‬فه و مل تزم بنق ل‬
‫البضاعة من مكان القيام إلى مكان الوصول‪ ،‬والمحافظة على البضاعة طالما هي في حوزته من التلف أو السرقة أو الض ياع كم ا‬
‫هو ملتزم في تسليم هذه البضاعة إلى المرسل إليه‪.‬‬
‫إذن التزام الناقل هو التزام بنتيجة‪ ،‬وتبدأ مسؤوليته من ذ وقت اس تالم البض اعة إلى حين تس ليمها إلى المرس ل إلي ه‪ ،‬أي إن الناق ل‬
‫مسؤول طالما أن البضاعة في حوزته‪ ،‬فإذا تخلف الناقل عن تحقيق هذه النتيجة عد مخطئًا وهو ملتزم بدفع التع ويض عم ا أحدث ه‬
‫من ضرر للمرسل أو المرسل إليه‪.‬‬
‫وبما أن التزام الناقل هو التزام بتحقيق نتيجة هي توصيل البضاعة سالمة في ال وقت المح دد‪ ،‬ف إذا تخل ف الناق ل عن تحقي ق ه ذه‬
‫النتيجة تعّد قرينة على خطئه ويلزم بالتعويض وبعبارة أخرى يكفي أن يثبت المتضرر “المرسل أو المرسل إليه” عدم تحقيق ه ذه‬
‫الصفحة ‪ 114‬من ‪143‬‬
‫النتيجة‪ ،‬وله أن يثبت ذلك بجميع طرق اإلثبات ؛ أي يثبت الضرر الذي لحقه من عدم تنفيذ التزام النقل اللتزام ه أي واقع ة الهالك‬
‫أو التلف أو التأخير‪.‬‬
‫وللناقل االعتراض على ذلك حيث يستطيع إقامة الدليل على انتفاء رابطة السببية بين الخط أ والض رر‪ ،‬ك أن يت بين أن ع دم تس ليم‬
‫البضاعة أو التأخير يرجع لسبب أجنبي ال يد له فيه‪.‬‬
‫وال تقتصر مسؤولية الناقل على أفعاله الشخصية فقط‪ ،‬وإنما يسأل أيضا عن أخطاء تابعيه (عماله ومستخدميه) متي ص درت منهم‬
‫هذه األخطاء في اثناء تاديه وظائفهم أو بسبها وذلك طبقا للمادة (‪ )288‬من القانون المدني األردني‬
‫ثانيًا حاالت المسؤولية‬
‫يستفاد من المادة (‪ )172‬من قانون التجارة األردني أن الناق ل يك ون مس ؤوال عن هالك األش ياء وعن تعيبه ا أو نقص ها فيم ا خال‬
‫األحوال الناشئة عن القوة القاهرة أو عيب قديم في المنقول أعن خطأ المرسل‪.‬‬
‫لقد أغفل المشرع التجاري األردني المسؤولية عن التأخير في تس ليم البض اعة‪ ،‬حيث إن الفق ه والقض اء مجمع ان على مس ؤولية‬
‫الناقل إذا تأخر في تسليم البضاعة في سعد المتفق عليه وهذا م ا نص ت علي ه الم ادة ‪ 98‬من الق انون التج اري المص ري فح االت‬
‫المسؤولية ثالث هي‪:‬‬

‫‪ 1‬هالك البضاعة (‪)Perte‬‬


‫هو زوالها أو تدميرها أو ضياعها وعدم العثور عليها أو سرقتها وقد يك ون الهالك كلي ا كم ا إذا اح ترقت البض اعة أو دم رت أو‬
‫سرقت أو غرقت وقد يكون الهالك جزئيًا‪ ،‬كما إذا وصلت وبها عجز أو نقص‬
‫وإثبات الهالك الكلي أو الجزئي أمر سهل ال صعوبة فيه‪ ،‬ألنه يقع على عاتق الناقل عن دما يس لم البض اعة إلى المرس ل إلي ه وفق ا‬
‫للمواصفات المنصوص عليها في عقد النقل فإذا لم يقم الناقل بتسليم البضاعة أو سلم جزءًا منها فإن هذا يعد من قبي ل الهالك الكلي‬
‫أو الجزئي حسب األحوال‪ ،‬لذلك يطلب الناقل من المرسل إليه التأشير على سند الشحن (أو تذكرة النقل)‪ ،‬بأنه استلم البضاعة‪ ،‬وقد‬
‫يطلب منه أن يسلمه إيصاًال باستالم البضاعة ليستند إليه كدليل إثبات في حال نشوب نزاع بينهما أما إذا ك ان النقص في البض اعة‬
‫راجعا إلى طبيعتها فال يسأل الناقل عن هذا وهو ما يعرف بعجز الطريق ومثال ذلك تبخر كميات من العطور التي ي راد نقله ا‪ ،‬أو‬
‫جفاف الفاكهة ونقص وزنها نتيجة لذلك‬
‫‪ 2‬التلف (‪)Avarie‬‬
‫وهو ما عبرت عنه المادة (‪ )72‬من ق انون التج ارة األردني بتعيب البض اعة‪ ،‬وه ذا يع ني وص ول البض اعة كامل ة دون نقص ان‬
‫ولكنها معيبة أو بها تلف‪ ،‬كما اذا كانت البضاعة فاكهة وأصابها العطب أو قمح أصابه البلل أو بضاعة كاوات منزلية أو كهربائي ة‬
‫اوكسرت‪ ،‬ويمكن إثبات التلف أو التعيب بجميع الطرق ألن األمر يتعلق بواقع ة مادي ة ويمكن االس تعانة بخب ير لمعاين ة البض اعة‬
‫وإثبات حالتها‬
‫‪ 3‬التأخير (‪:)Retard‬‬
‫عدم وصول البضاعة في الوقت المحدد بعق د النق ل أو ع دم وص ولها في الميع اد المعق ول إذا لم يتف ق الطرف ان على وقت مح دد‬
‫للوصول ويحق للمرسل إليه انا الضرر الذي لحقه من جراء التاخير بجميع طرق اإلثبات‪.‬‬
‫ثالثا أسباب إعفاء الناقل من المسؤولية ص‪304‬‬
‫ايستفاد من نص المادة (‪ )1/72‬من قانون التجارة األردني أن أسباب إعفاء الناقل من المس ؤولية هي الق وة الق اهرة والعيب الق ديم‬
‫في المنقول وخطأ المرسل‪ ،‬وهذه األسباب تعد من قبيل السبب األجنبي الذي يعفي الناقل من المسؤولية‬
‫‪ 1‬القوة القاهرة (‪)La Force Majeure‬‬
‫هي حادث غير متوقع وال يمكن دفعه‪ ،‬وليس للناقل أو تابعيه دخل في حدوثه ويجعل تنفيذ االلتزام مستحيال‪ ،‬ومث ال الق وة الق اهرة‬
‫حوادث الطبيعية ؛ كالعواصف الثلجية‪ ،‬والزالزل والبراكين والفياضانات‪ ،‬وأوامر السلطة العامة‪ ،‬كما يعد من قبي ل الق وة الق اهرة‬
‫فعل اآلخرين إذا توافرت شروطه‪ ،‬كأن يكون غير متوقع وال يمكن دفعه وليس للناقل دخل فيه ؛ كالسرقة بقوة السالح على ال رغم‬
‫من اتخاذ االحتياطات الالزم ة وتع يين ح ارس ف إذا أص اب البض اعة ض رر بس بب الق وة الق اهرة فال يق ع على ع اتق الناق ل أي‬
‫مسؤولية‪.‬‬
‫لم تنص المادة ‪ 72‬من قانون التجارة األردني إال على القوة القاهرة دون الحادث المفاجيء‪ ،‬إال أنه بالرجوع إلى نصوص القانون‬
‫المدني األردني فإنه لم يفرق بين القوة القاهرة والحادث المف اجيء من حيث المع نى واألث ر‪ ،‬ب ل ع دها الم ادة (‪ )261‬من الق انون‬

‫الصفحة ‪ 115‬من ‪143‬‬


‫المدني األردني وجهين لعملة واحدة‪ ،‬وهذا ما أخذت به محكمة اس تئناف عم ان ب أن الق وة الق اهرة والح ادث الفج ائي يؤدي ان إلى‬
‫معنى واحد وإن اختلفا لفظا”‬
‫كما إن االتجاه الحديث في الفقه والقضاء ال يأخذ به ذه التفرق ة فهم ا يقيم ان مس ؤولية الناق ل على أس اس فك رة المخ اطر وتحم ل‬
‫التبعة‪ ،‬أي على أساس فكرة الخطر وليس خطأ الناقل التي يستند إليها القانون‬
‫‪ 2‬خطأ المرسل ص‪304‬‬
‫ال يسأل الناقل اذا كان هالك البضاعة الكلى أو الجزئي أو التلف راجعا إلى خطأ المرسل‪ ،‬ألنه خطأ ويعد س ببا من أس باب إعف اء‬
‫الناقل من المسؤولية واألمثلة على خطأ المرسل كثيرة منها تعمده إعطاء بيانات غير صحيحة عن البضاعة في ت ذكرة النق ل‪ ،‬مم ا‬
‫جعل الناقل ال يتخذ االحتياطات الالزمة للمحافظة على البضاعة‪ ،‬خطأ الناقل وإهماله في حزم البضائع وتعبئتها‪ ،‬مثل وضع خاليا‬
‫النحل في أكياس وشحنها في طائرة غير مكيفة مما أدى إلى هالك النحل من شدة الحرارة‬
‫إهمال المرسل في شحن البضاعة ورصها خاصة إذا أخذ على عاتقه هذه العملية مع العلم أن عملية الرص تق ع على الناق ل إال إذا‬
‫اتفق على خالف ذلك‪ ،‬وقد تكون المنقوالت المراد نقلها مواشي تحتاج إلى عناية خاصة ويجب أن يرافقها طبيب لالشراف عليه ا‪،‬‬
‫فإذا لم يراقبها طبيب وهلكت فيتحمل مسؤولية ذلك المرسل ال الناقل‪.‬‬
‫ولكي يستطيع الناقل التخلص من المس ؤولية بس بب خط أ المرس ل‪ ،‬علي ه إثب ات ذل ك الخط ًا‪ ،‬وه و أم ر ص عب إذا تس لم الناق ل‬
‫البضاعة دون تحفظ‬
‫أما إذا تحف ظ الناق ل عن د اس تالمه البض اعة على العيب الموج ود فيه ا أو على طريق ة حّرمه ا وتغليفه ا أو ع دم مرافق ة الط بيب‬
‫البيطري للمواشي‪ ،‬فإن عبء اإلثبات ينتقل من الناقل إلى المرسل حيث يستطيع إثب ات عكس ها‪ ،‬وه ذا م ا نص ت علي ه الم ادة (‪2‬‬
‫‪ )172‬من قانون التجارة األردني‪.‬‬
‫‪ 3‬العيب القديم في المنقول‬
‫و يستفاد من نص المادة ‪ 72‬من قانون التجارة األردني أن الناقل يستطيع أن يتنصل من المسؤولية إذا اس تطاع أن يثبت أن هالك‬
‫البضاعة أو تلفها راجع إلى عيب قديم فيها كان تكون حيوانات مريضة فنفقت في أثناء النقل وقد يكون العيب في ذات البضاعة أي‬
‫في طبيعتها ومثال ذلك إذا كانت البضائع المراد نقلها س وائل العط ور مثال وتبخرت ا أو فاكه ة وعطبت بس بب ع دم تحمله ا الم دة‬
‫الالزمة للنقل إال إذا كان العطب راجوا إلى تأخير النقل الشحن البضاعة فيتحمل في هذه الحالة مس ؤولية التل ف إلى غ ير ذل ك من‬
‫األمثلة‪.‬‬
‫علينا أن نميز في هذا الصدد بين العيب الظاهر في البضاعة والعيب الخفي‪ ،‬ف إذا ك ان العيب ظ اهرا في البض اعة فعلى الناق ل أن‬
‫يلفت نظر المرسل إلى ذلك فإذا أصر المرسل على النقل وأبدى الناقل تحفظه فال مسؤولية علي ه من الهالك أو التل ف ال ذي يلح ق‬
‫البضاعة‪.‬‬
‫أما إذا كان العيب خفيا فال يجبر الناقل على فحص البضاعة‪ ،‬وليس لديه الوقت الكافي لذلك فإذا ما لحقها تلف فال يتحمل مسؤولية‬
‫ولكن على الناقل ليتنصل من المسؤولية أن يثبت العيب فيما بعد‪.‬‬
‫رابعًا شروط تحديد المسؤولية واإلعفاء منها ص‪306‬‬
‫إن مسؤولية الناقل التعاقدية كبيرة ضخمة‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بعبء االثبات الن يق ع في أغلب األحي ان على ع اتق الناق ل‪ ،‬فيثق ل‬
‫كاهله‪ ،‬ويلزمه بالتعويض‪ ،‬مما اقلين وتوقفهم عن ممارس ة العم ل‪ ،‬ل ذلك ك انوا يح اولون إم ا التخلص من المس ؤولية أو تحدي دها‬
‫بوساطة شروط يضمنوها عقد النقل‪ ،‬فيا صحة هذه الشروط ؟‬
‫‪ 1‬شروط تحديد المسؤولية ‪Causes Limitatives De La Responsabilite‬‬
‫نظرًا للخسائر الكثيرة والفخمة التي يتعرض لها الناقل‪ ،‬فكثيرا ما يلجأ إلى وضع نص في عقد النقل يقضي بتحدي د مس ؤوليته عن‬
‫أفعاله وأفعال عماله وتابعيه بمبلغ معين من المال أو وضع شرط يقضي بوضع حد أقصى من التعويض ات عن هالك البض اعة أو‬
‫تلفها أو تأخرها ال يمكن تجاوزها مهما كانت الخسائر‪.‬‬
‫وهذا ما نص عليه القانون المدني األردني في المادة ‪ 364 1‬وأجازه والجدير بالذكر إذا ك ان الض رر ال ذي لح ق الناق ل أق ل من‬
‫مبلغ التعويض المتفق عليه فال يدفع له إال مبل غ التع ويض الحقيقي وع ّد ه المش رع األردني من قبي ل الش روط الجزائي ة (‪Cause‬‬
‫‪ )Penale‬غير أن تطبيق أحكام القانون المدني األردني مقيد بثالثة شروط‪.‬‬
‫أ يجوز للمحكمة بناء على طلب أحد الطرفين تعديل االتفاق مما يجعل ضرر الضمان مساويا للضرر‪.‬‬
‫ب إذا كان الضرر الذي لحق البضاعة قد نشأ عن غش الناقل أو خطئه الجسيم ففي هذه الحالة يلزم الناقل بدفع التعويض كامال‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 116‬من ‪143‬‬


‫ج إذا كان الضرر الذي أصاب البضاعة قد نشأ عن س بب أجنب‪ ،‬ك القوة الق اهرة أو الح ادث الفج ائي أو خط أ المرس ل‪ ،‬أو عيب‬
‫ذاتي في البضاعة فقي هذه الحالة تنتفي مسؤولية الناقل‪.‬‬
‫‪ -2‬شروط اإلعفاء من المسؤولية ‪:Causes d exoneration De La Regponsabilite‬‬
‫هل يجوز للناقل أن يضمن عقد النقل شروطا تؤدي إلى إعفائه من المسؤولية عن هالل البضاعة أو تلفها ؟‬
‫ك ان القض اء في فرنس ا أول األم ر يحكم ببطالن اإلعف اء من المس ؤولية لمخالفت ه النظ ام الع ام إال أن محكم ة النقض الفرنس ية‬
‫تراجعت عن ذلك وحكمت في حكم لها مشهور بتاريخ ‪ 4 2 1874‬بصحة هذا الشرط وذلك تحت تأثير الفقه ولكنها جعلت أثر هذا‬
‫الشرط يقتصر على نقل عبء اإلثبات من عاتق الناقل إلى ع اتق المرس ل إلي ه‪ ،‬فه ذا القض اء على ال تزام الناق ل بالمحافظ ة على‬
‫البضاعة هو التزام ببذل عناية ال بتحقيق نتيجة األنه يجب على المرسل أو المرسل إليه إثبات أن الض رر ال ذي حص ل راج ع إلى‬
‫خطأ أو إهمال الناقل وبما أنه من الصعب إثبات خطأ الناقل وإهماله في المحافظة على البضاعة فتدخل المش رع الفرنس ي بق انون‬
‫يعرف باسم رابييه (‪ )Rabier‬بتاريخ ‪ 17 3 1905‬والذي نص على بطالن كل ش رط يعفي النق ال من المس ؤولية عن الهالك أو‬
‫التلف ولم يتعرض النص إلى تأخير البضاعة‬
‫أما في األردن فلم يتعرض قانون التجارة األردني لهذا الموضوع‪ ،‬غير أن القانون المدني ق د تع رض له ذا الش رط في المس ؤولية‬
‫الناشئة عن الفعل الضار وقرر بطالئه‪ ،‬وه و م ا نص ت علي ه الم ادة (‪ )270‬بقوله ا “يق ع ب اطال ك ل ش رط يقض ي باإلعف اء من‬
‫المسؤولية المترتبة على الفعل الضار” كما يستفاد من نص المادة (‪ )364 2‬من القانون الم دني األردني أن االتف اق على اإلعف اء‬
‫من المسؤولية العقدية يقع باطال‬
‫خامسًا ‪ -‬أحكام دعوى المسؤولية ص‪307‬‬
‫سنتعرض في دراسة هذا الموضوع إلى أطراف دعوى المسؤولية‪ ،‬والتعويض ال ذي يل زم الناق ل بدفع ه ومق داره‪ ،‬ثم ال دفع بع دم‬
‫قبول الدعوى وأخيرًا تقادم الدعوى‪.‬‬
‫أطراف دعوى المسؤولية‪:‬‬
‫قدمنا أن مسؤولية الناقل هي مسؤولية عقدية وهي التزام بنتيجة‪ ،‬فإذا أخل الناق ل بالتزام ه ولم يقم بتحقي ق ه ذه النتيج ة وهي نق ل‬
‫البضاعة من مكان القيام إلى مكان الوص ول دون هالك أو تل ف أو ت أخير‪ ،‬ج از للط رف الث اني مقاض اته ومطالبت ه ب التعويض‪،‬‬
‫والطرف الثاني هو المرسل والمرسل إليه‪ ،‬المرسل ألنه طرف في عقد النقل‪ ،‬والمرسل إليه األن المرسل يتعاقد لمصلحته فنشأ ل ه‬
‫عن هذا التعاقد حق مباشر في رفع الدعوى على الناقل وهذا ما أقرته المادة ‪ 73‬من ق انون التج ارة األردني ال تي أعطت المرس ل‬
‫إليه الحق في رفع الدعوى مباشرة على الناقل وذلك بسبب العقد الذي عقد الناق ل م ع المرس ل ويل زم الناق ل ب دفع التع ويض م رة‬
‫واحدة عن الضرر الذي سببه للمرسل أو المرسل إليه‪ ،‬فال يلزم بدفعه مرتين وال يجوز مقاضاته مرتين عن الضرر الواحد‪.‬‬
‫تقدير التعويض‪:‬‬
‫وفقًا للقواعد العامة يلزم الناقل بدفع التعويض للمرسل أو المرسل إليه‪ ،‬ويقدر بمقدار الكسب الذي فاته والخسارة التي لحقت ه وبم ا‬
‫أن المسؤلية تعاقدية فيلتزم الناقل بدفع التعويض عن الضرر المتوقع عند التعاقد مالم يكن قد صدر منه غش أو خطأ جس يم فيس أل‬
‫(حينئذ عن تعويض جميع االضرار سواء أكانت متوقعة أم غير متوقعة عند التعاقد‪.‬‬
‫ويقدر التعويض عن األضرار التي لحقت البضاعة بسبب هالكها أو ضياعها أو تلفها أو تأخير وصولها‬
‫ويقدر التعويض في حال ضياع البضاعة أو هالكها كليا بقيمتها كاملة‪ ،‬أم ا في حال ة التل ف فيق در التع ويض بمق دار النقص ال ذي‬
‫أصابها هذا على أساس أن قيمة البضاعة مذكورة في تذكرة النقل‬
‫أما إذا لم تكن مذكورة في تذكرة النقل فتعود للسلطة التقديرية في ذلك إلى المحكمة مع حقها في االسترشاد بالبيان ات الم ذكورة في‬
‫تذكرة النقل‪.‬‬
‫أما في حالة تأخير وصول البضاعة فيقدر التعويض على أساس الضرر الفعلي الذي أص اب المرس ل أو المرس ل إلي ه ف تزاد إلى‬
‫قيمة التعويض إذا كانت البضاعة التي تأخرت معدة لالستعمال في وقت معين أو معدة لل بيع في وقت معين‪ ،‬ك أن تك ون البض اعة‬
‫المنقولة معدة للبيع بمناسبة أعياد الميالد فوصلت بعد الميعاد‪.‬‬
‫ولكن ما الحل إذا حكم بالتعويض المصلحة المرسل أو المرسل إليه على أساس أن البضاعة قد ضاعت أو س رقت ثم وج دت بع د‬
‫ذلك ؟ لقد اختلفت آراء الفقهاء في هذا الصدد‪ ،‬فذهب بعضهم إلى أن البضاعة تصبح من ح ق الناق ل على أس اس أن ه دف ع مقابله ا‬
‫تعويضا واذا ما تبين أن التعويض كان أكثر من قيمة البضاعة الحقيقي ة‪ ،‬فيجب على الم دعي أن ي رد للناق ل ض عف المبل غ الزائ د‬
‫مضافًا إليه المصاريف وهذا ما نصت عليه المادة (‪ )103‬من القانون التجاري المصري علمًا ب أن المش رع األردني لم يع الج ه ذا‬
‫الوضع‪ ،‬بينما ذهب رأي آخر إلى أن البضاعة التي وجدت بعد ضياعها تبقى على ان المرسل أو المرسل إلي ه ويل زم ه ذا األخ ير‬
‫الصفحة ‪ 117‬من ‪143‬‬
‫برد مبلغ التعويض الذي تحصل عليه حجة هذا الرأي أن المرسل إليه لم يتنازل عن ملكية ه ذه البض ائع‪ ،‬وأن التع ويض ال ذي م ا‬
‫عليه ال يعد ثمنًا لها لذلك يجب عليه أخذ البضاعة مع رد التعويض الذي قبضه‪.‬‬
‫وفي حالة النقل المتتابع أي إذا تولى نقل البضاعة أكثر من ناقل فمن هو المسؤول في ه ذه الحال ة ؟ ال ش ك في أن المس ؤولية تق ع‬
‫على الناقل األول ألن المرسل قد أبرم عقد النقل معه كما يعد الناقل األول مثابة وكي ل بالعمول ة للمرس ل م ع من يلي ه من الن اقلين‬
‫على أنه يحق للناقل األول الرجوع على الناقلين اآلخرين التابعين له بمقدار ما لحق البضاعة من تلف في أثن اء عملي ة النق ل ال تي‬
‫أجراها كل واحد منهم‪.‬‬
‫الدفع بعدم قبول دعوى المسؤولية‪:‬‬
‫لم ينص المشرع األردني على الدفع بعدم قبول ال دعوى من قب ل الناق ل‪ ،‬وإنم ا اكتفى ب النص على ح االت إعف اء من المس ؤولية‬
‫والمتمثلة في القوة القاهرة والعيب القديم في البضاعة وخط أ المرس ل بينم ا نج د المش رع المص ري ق د نص في الم ادة (‪ )99‬من‬
‫قانون التجارة على هذا الدفع ويستفاد من نص المادة ‪ 99‬مصري أن الناقل يستطيع ممارسة الدفع بعدم قبول دعوى المس ؤولية في‬
‫حالتين‬
‫الحالة األولى إذا كان العيب الذي لحق البضاعة ظاهرًا دون حاجة إلى فحص البضاعة من الداخل الذي يتطلب فض أغلفته ا وفتح‬
‫أحزمتها ومع ذلك استلم المرسل إليه البضاعة ودفع أجرتها دون إبداء أي تحفظ يسقط حقه في رفع دعوى المسؤولية ألن اس تالمه‬
‫البضاعة ودفع أجرتها بعد نزوال عن حقه في المطالبة بالتعويض‬
‫الحالة الثانية إذا كان العيب الذي أصاب البضاعة غير ظاهر‪ ،‬بحيث ال يمكن معرفته أو كش فه إلى بفتح أغلف ة البض اعة وكش فها‬
‫من الداخل ومع ذلك استلم المرسل ايه البضاعة ودفع أجرة النقل ففي هذه الحالة ترفع دعوى المسؤولية إال إذا تحفظ المرس ل إلي ه‬
‫على البضاعة واخطر بذلك الناقل خالل (‪ )48‬ساعة من وقت استالمها‪ ،‬وان ترف ع ال دعوى خالل ثالثين يوم ًا مض افًا إلى ه ذين‬
‫الميعادين ميعاد المسافة غير أن المشرع المصري اشترط في كلتا الحالتين سواء أكان العيب ظاهرا أم غير ظاهر توافر شرطين‪.‬‬
‫‪ 1‬أن يكون المرسل إليه قد استلم البضاعة استالمًا فعليًا بحيث يستطيع كشف العيب ورؤيته ان كان ظاهرًا وفحصه بفتح األغلف ة‬
‫إن كان غير ظاهر‪.‬‬
‫‪ 2‬أن يكون المرسل إليه قد دفع أجرة النقل عند استالم البضاعة أما إذا لم يدفع األج رة بس بب وج ود العيب فال مح ل لل دفع‪ ،‬وال‬
‫تسقط دعوى المسؤولية إال بالتقادم‪.‬‬
‫فاجتماع الشرطين يفترض أن المرسل إليه قد قبل البضاعة على عالتها وتنازل عن رفع دعوى المسؤولية على الناقل‬
‫ولكن ما الحكم إذا تم دفع أجرة النقل من قبل المرسل عند تسليمه البضاعة للناقل من أجل نقله ا ؟ لق د اختلفت آراء الفقه اء في ه ذا‬
‫الصدد‪.‬‬
‫يرى بعض الفقهاء أن المادة ‪ 99‬من قانون التجارة المصري ال يمكن تطبيقها في هذه الحالة ومن ثم عدم ج واز ال دفع بع دم قب ول‬
‫دعوى المسؤولية من قبل الناقل ألن دفع األجرة من المرسل قد تم قبل وقوع العيب‪ ،‬وال يمكن استخالص التنازل عن رفع دع وى‬
‫المسؤولية قبل وقوع العيب‪ .‬بينما يفرق بعض الفقهاء بين العيب الظاهر حيث يشترط لجواز ال دفع بع دم قب ول ال دعوى أن يك ون‬
‫المرسل إليه هو الذي دفع أجرة النقل عند استالم البضاعة‪ ،‬وبين العيب غير الظاهر‪ ،‬وهنا يكفي لجواز الدفع أن تك ون األج رة ق د‬
‫دفعت فعًال من قبل المرسل أو المرسل إليه عند القيام أو الوصول حسب األموال وهذه التفرقة ال تنسجم م ع نص الم ادة ‪ 99‬ال ذي‬
‫جاء عامًا دون تفرقة‪ .‬بينما يرى الدكتور البارودي بجواز الدفع بعدم قبول الدعوى م ادامت األج رة ق د دفعت من قب ل المرس ل أو‬
‫المرسل إليه‪ ،‬وفي جميع األحوال سواء أكان العيب ظاهرا أم غير ظاهر وحجته في ذلك أن نص المادة قد جاء عامًا دون تحديد أو‬
‫تفرقة هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن افتراض تنازل المرس ل إلي ه عن دع وى المس ؤولية يمكن استخالص ه بوض وح إذا م ا‬
‫استلم البضاعة دون إيراد أي تحفظات‪ .‬ولكن هذا الرأي م ردود علي ه ألن التحف ظ يجب أن يك ون ص ريحا وأن ي رد على إيص ال‬
‫االستالم وال يجوز للمحاكم التساهل في استخالصه‪.‬‬

‫تقادم دعوى المسؤولية ص ‪311‬‬


‫نصت المادة (‪ )76‬من قانون التجارة األردني على ما يأتي “أن الحق في إقامة الدعوى على الناقل يسقط بالتق ادم بع د س نة تبت دئ‬
‫من يوم التسليم في حالة وجود التعيب‪ ،‬ومن اليوم الذي كان يجب فيه التسليم في حالة هالك الشيء أو التأخر عن تسليمه‬
‫بداية لم يفرق المشرع األردني بين التقادم الناتج من النقل الداخلي والتقادم الناتج من النق ل الخ ارجي كم ا فع ل الق انون المص ري‬
‫وهي تفرقة ال مبرر لها في ظل التقدم التكنلوجي في العصر الحالي وسرعة المواصالت أيضا‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 118‬من ‪143‬‬
‫ويستفاد من النص السابق أن م دة التق ادم هي س نة تب دأ من ي وم التس ليم في ح ال تمام ه أو من الي وم ال ذي ك ان يجب أن يتم في ه‬
‫التسليم‪ ،‬ومع ذلك امتنع المرسل إليه عن استالم البضاعة‪ ،‬أو لم يتم استالمها أما بسبب هالكها أو تأخر الناقل في تس ليمها وحكم ة‬
‫المشرع من تقصير مدة التقادم هو الرغبة في فض المنازع ات ال تي تنش أ عن عملي ة النق ل كي ال تض يع مع الم اإلثب ات وبالت الي‬
‫تضيع الحقيقة بسبب كثرة العمليات التي يقوم بها الناقل‪.‬‬
‫ربما أن مسؤولية الناقل هي مسؤولية عقدية‪ ،‬يلتزم بها بتحقيق نتيج ة أي نق ل البض اعة من مك ان القي ام إلى مك ان الوص ول م ع‬
‫المحافظة عليها فإذا ما أخل الناقل بالتزام تسري مدة التقادم على هذه الدعوى دون غيرها من الدعاوى‪.‬‬
‫فمثًال إذا أتم الناقل التزامه وعند وصول البضاعة إلى مكان الوصول تم االحتقاظ بها تحت يد الناقل بوص فه مودع ا له ا‪ ،‬ولحقه ا‬
‫تلف بسبب إهمال الناقل أو تقصيره ال ترفع عليه دع وى المس ؤولية الناتج ة من عق د النق ل‪ ،‬وإنم ا ترف ع علي ه دع وى المس ؤولية‬
‫بوصفه المودع ومدة تقادمها عشر سنوات وكذلك األمر إذا تم رفع ال دعوى على أس اس المس ؤولية التنص يرية‪ ،‬فم دة التق ادم هن ا‬
‫تخضع للتقادم التجاري العادي ومدته عشر سنوات وكذلك األمر إذا كانت مسؤولية الناق ل مبني ة على الغش أو الخيان ة م الم يح دد‬
‫القانون مدة تقادم أقصر وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 158‬تجارة أردني‪ ،‬على أساس أن التزامات الناقل تجارية بطبيعتها وال تخضع‬
‫للتقادم العادي في القانون المدني‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن التقادم القصير المنصوص عليه في المادة ‪ 76‬من قانون التجارة األردني ينقطع بأسباب االنقط اع المق ررة‬
‫في القواعد العامة فينقطع هذا التقادم بالمطالبة القض ائية إلى الناق ل أو ب إقراره بمس ؤوليته عن الض رر ال ذي لح ق بالمرس ل س ر‬
‫بسبب هالك البضاعة أو تلفها أو تأخرها‪ ،‬فإذا انقطع التقادم يسري تقادم جديد مدت سنة هي مدة التقادم األصلي‪.‬‬
‫‪ 5.4‬عقد نقل األشخاص “‪ LE contrat de transport de personnes‬ص‪312‬‬
‫ه و عق د يل تزم الناق ل بمقتض اه بنق ل األش خاص من مك ان إلى آخ ر مقاب ل أن الق د نص ق انون التج ارة األردني على عق د نق ل‬
‫األشخاص في المادتين (‪ )78 77‬ولكن غير كافيتين لمعالجة جميع جوانب هذا العق د‪ ،‬مم ا يس تدعي الرج وع إلى أحك ام القواع د‬
‫العامة‪ ،‬لذلك سوف نتناول دراسة هذا العقد مما يستدعي تناول الموضوعات اآلتية تكوين العقد وإثباته‪ ،‬آثار العقد مسؤولية الناقل‪.‬‬
‫أوال تكوين عقد نقل األشخاص وإثباته ص‪312‬‬
‫يتكون عقد نقل األشخاص بين طرفين‪ ،‬هما الناقل “‪ ”Le transportur‬والمسافر والراكب “‪ ”Voyageuv‬فهو عقد رضائي يتم‬
‫بمجرد اإليجاب والقبول وال يحتاج إلى شكل آخر التمامه غير أنه كبقية العق ود يجب أن تت وافر في ه األرك ان الموض وعية العام ة‬
‫االنعقاد العقد وصحته وغالبًا ما يتم مناقشة شروط العقد بين الناقل والمسافر‪ ،‬سواء أكان الناقل شخصًا طبيعيًا أم شخص ا معنوي ًا ؛‬
‫كالشركات أو المؤسسات عامة كانت أو خاصة ولكنه جرى العمل على أن تكون شروط العقد موضوعة ومكتوبة من قب ل وهي ال‬
‫تقبل المناقشة خاصة إذا كان الناقل مؤسسة عامة فال يملك المسافر مناقشتها فإم ا أن يقبله ا أو يرفض ها‪ ،‬فهي تع د من قبي ل عق ود‬
‫االذعان‪.‬‬
‫كما يعد عقد النقل عقاد تبادلية أي يعد ملزما للجانبين‪ ،‬حيث يرتب التزامات في ذمة كال الطرفين‪ ،‬فيلتزم الراكب أو المسافر ب دفع‬
‫األجرة مقابل التزام الناقل بنقل المسافر من مكان إلى آخر‪ ،‬والجدير بالذكر أن النقل المج اني “‪ ”Transport benevole‬ال يع د‬
‫عقدًا وبالتالي ال يسأل الناقل على أساس المسؤولية التعاقدية وإنما يس أل الناق ل إذا اس تطاع المس افر إثب ات خط أ الناق ل والض رر‬
‫وعالقة السببية‪.‬‬
‫كما يعّد العقد تجاريا بالنسبة للناقل في جميع األحوال وفقا لنص المادة السادسة قانون التجارة األردني طالم ا تم بش كل مقاول ة أم ا‬
‫بالنسبة للمسافر فقد يكون العقد تجاريًا إذا كان المسافر تاجرًا وتعلق العقد بشؤون تجارته‪ ،‬وقد يعد مدنيًا إذا ك ان المس افر شخص ًا‬
‫مدنيا‪.‬‬
‫أما من حيث إثبات العقد فعلينا أن نميز في هذا العقد بين حالتين فإذا كان العقد تجاريا بالنسبة للناق ل والمس افر يج وز إثب ات العق د‬
‫بجميع طرق اإلثبات بما فيها البينة والقرائن‪ ،‬أما إذا كان العقد مدنيا بالنسبة للمسافر وإذا تجاوزت قيمة العق د عش رة دن انير فيجب‬
‫اإلثبات بالكتابة‬
‫غير أن إثبات عقد النقل المتعلق بنقل األشخاص‪ ،‬يتم إثباته في العادة بموجب الت ذكرة ‪ ”Billet‬ال تي تق دمها المؤسس ة أو الش ركة‬
‫الناقلة للمسافر عند قبض األجرة‪ ،‬وهذه التذكرة تخول صاحبها حق الصعود إلى األماكن المخصص ة لنق ل المس افرين في مختل ف‬
‫وسائط النقل‪ ،‬وتتضمن التذكرة موجودًا عن شروط العقد كمقدار األجرة ومكان وزم ان تح رك القط ار أو الس يارة‪ ،‬والدرج ة إلى‬
‫غير ذلك‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 119‬من ‪143‬‬


‫واألصل أن تذكرة السفر غير شخصية فيجوز لحاملها التنازل عنها لغيره قبل بدء السفر ليحل محله في العق د م ع الناق ل اللهم إال‬
‫إذا منحت هذه التذكرة مخففة وفقًا المواصفات محددة في شخص المسافر‪ ،‬كالطلب ة أو أف راد الق وات المس لحة‪ ،‬فال يج وز التن ازل‬
‫عنها‪.‬‬
‫‪ -‬ثانيًا آثار عقد النقل‪:‬ص‪313‬‬
‫التزامات الناقل‬
‫‪ 1‬القيام بعملية النقل في الميعاد المحددة‬
‫ًا‬
‫إذا اتفق الطرفان على وقت معين في عقد النقل فيجب االلتزام به‪ ،‬وإذا كانت مواعيد النقل محددة مسبق كما هو النقل في القطارات‬
‫والسيارات وجب مراعاة هذه المواعيد والتقيد بها وإذا وصل المسافر متأخرًا يلزم الناق ل ب التعويض إذا لح ق المس افر ض رر من‬
‫جراء هذا التأخير‪ ،‬مالم يثبت الناقل أن هذا التأخير راجع إلى سبب أجنبي ال دخل إلرادته فيه‪ ،‬كالقوة القاهرة‬
‫المسجلة التي تسلم للناقل واألمتعة اليدوية التي يحملها المسافر معه في أثناء السفر وال وفقا للشروط التي يحددها الناقل خاصة من‬
‫حيث الورن‬
‫‪ 2‬مراعاة راحة المسافرين ص‪314‬‬
‫يقضي هذا االلتزام بأن يوفر الناقل لكل مسافر مكانا في الدرجة المتفق عليها في تذكرة النق ل‪ ،‬أم ا إذا أخ ل الناق ل في التزام ه ولم‬
‫يوفر للمسافر مكانًا للجلد التعويض‪ ،‬أما إذا وفر للمسافر درجة أدني من الدرجة المتفق عليها فيلزم برد الفرق دفع التع ويض‪ ،‬وإذا‬
‫تعطلت وسيلة النقل في أثناء السفر ولم يتمكن الناقل من إصالح يلزم بتوفير وسيلة نقل أخ رى لكي يكم ل الس فر وح تى ال يت أخر‬
‫المسافر في الوصول وفق اللميعاد المتفق عليه‪.‬‬
‫‪ 3‬االلتزام بضمان سالمة المسافر ‪ Obigation de Securite‬ص‪314‬‬
‫يلتزم الناقل بتوصيل المسافر سليمًا إلى المكان المتفق عليه في العقد‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة (‪ )77‬من قانون التج ارة األردني‬
‫بقولها “يجب على الناقل إيصال المسافر سالمًا إلى المحل المعين وفي المدة المتفق عليها‪ ،‬وإذا وقع طاريء ما ف إن التبع ة الناش ئة‬
‫عن العقد تشفى عن الناقل بإقامته البينة على وجود قوة قاهرة أو خطأ من قبل المتضرر‬
‫يستفاد من هذا النص أن التزام الناقل بالمحافظة على سالمة المسافر أو الراكب هو التزام تعاقدي مصدره عق د النق ل بين المس افر‬
‫والناقل‪ ،‬وهو التزام بتحقيق نتيجة وليس بذل عناية أي التزام بإبعاد المسافر إلى المكان المتف ق علي ه وفي أثن اء الم دة المح ددة في‬
‫العقد اسالمًا مهما كانت الوسيلة المستخدمة في النقل سواء أكانت قطارًا أم سيارة وعليه إذا أخل الناقل بالتزامه ك أن يلح ق ض ررًا‬
‫بالمسافر في أثناء عملية النقل كوفاته أو جرحه أو إصابته بأي ضرر آخر يلزم الناقل بالتعويض لعدم تحقق النتيجة المتف ق عليه ا‪،‬‬
‫وهي إيصال المسافر سالما إلى محط ة الوص ول ويس تطيع الناق ل التنص ل من المس ؤولية إذا اس تطاع إن يثبت إن الض رر ال ذي‬
‫أصاب المسافر يرجع إلى سبب أجنبي‪ ،‬كقوة قاهرة او خطأ المتضرر‪.‬‬
‫التزامات المسافره ص‪315‬‬
‫‪ 1‬دفع أجرة النقل‬
‫إن االلتزام األساسي الذي يقع على عاتق المسافر هو دفع أجرة النقل وفقا لما هو متفق عليه في العقد إما عند الص عود في وس يلة‬
‫النقل أو في أثناء ركوب القطار‪ ،‬وإذا جرى العرف على غير ذلك كأن تدفع في أثناء ركوب سيارات النقل العام ويجب التقيد ب ذلك‬
‫أما من حيث مقدار األجرة فقد يتفق عليها قبل ركوب وسيلة النقل ولكن غالبًا ما تك ون األج رة مح ددة س لفا وم ا على المس افر إال‬
‫شراء تذكرة السفر أو عدم شرائها‪.‬‬
‫‪ 2‬مراعاة تعليمات الناقلة‬
‫باإلضافة إلى االلتزام األساسي الذي يقع على عاتق المسافر أال وهو دفع أجرة النقل هناك التزامات قد تبدو ثانوية ولكنه ا أساس ية‬
‫ألن فيها مصلحة المسافر نفسه ومصلحة بقية المسافرين فيجب التقيد بها‪ ،‬وغالبًا م ا يعلن عن ه ذه التعليم ات عن طري ق نش رات‬
‫تلصق في صاالت المسافرين وفي عربات القطارات‪ ،‬ومثال ذلك تحديد كيفية الصعود والنزول من وإلى القطارات أو الس يارات‪،‬‬
‫وعدم التدخين‪ ،‬وعدم رمي األوساخ من الشبابيك بل يجب وضعها في أماكن مخصص ة ل ذلك واالحتف اظ بت ذكرة الس فر التق ديمها‬
‫للناقل أو التابعيه ؛ كالمراقب إلى غير ذلك من التعليمات وإذا خالف المسافر هذه التعليمات يعّد مقص رًا ويح رر ل ه محض ر ويع د‬
‫مرتكبا لمخالفة‪ ،‬ويطرد من القطار عند وقوفه في أول محطة‪ ،‬وقد يرسل المخالفون إلى النيابة العامة لمحاكمتهم‪.‬‬
‫وأخيرًا يلتزم المسافر الذي يحمل أمتعة معه بأن تكون في حدود الوزن المسموح ب ه‪ ،‬وأال تس بب أي إزع اج للمس افرين‪ ،‬وال ينتج‬
‫منها اتالف األمتعتهم وإال يلزم بدفع التعويض‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مسؤولية الناقل ؛ ص‪315‬‬
‫الصفحة ‪ 120‬من ‪143‬‬
‫إن دراسة مسؤولية الناقل في عقد نقل األشخاص تقتضي دراسة طبيعة هذه المسؤولية وحاالته ا‪ ،‬وأس باب األعف اء منه ا‪ ،‬وأخ يرًا‬
‫تقادم دعوى المسؤولية‪:‬‬
‫‪ 1‬طبيعة مسؤولية الناقل في عقد نقل األشخاص‪:‬‬
‫إن مسؤولية الناقل عقدية‪ ،‬مصدرها عقد النقل المبرم بين الناقل والمسافر‪ ،‬فالناقل ملزم بتنفيذ االلتزام ات ال تي يرتبه ا علي ه عق د‬
‫النقل‪ ،‬فهو ملزم بنقل المسافر من مكان القيام إلى مكان الوصول والمحافظ ة على س المته‪ ،‬ف إذن ال تزام الناق ل ه و ال تزام بنتيج ة‬
‫ويسأل الناقل إذا أهمل في مراعاة وصول المسافر في الوقت المحدد في العقد‪ ،‬أو إذا لى يحافظ على راحته‪ ،‬فإذا تخلف الناق ل عن‬
‫تحقيق هذه النتيجة يعد مخطئا ويلزم بدف التعويض عما أحدثه من ضرر للمسافر‪ ،‬كما أن عدم تحق ق ه ذه النتيج ة يع د قرين ة ع ا‬
‫اخطأ الناقل‪ ،‬فيكفي المسافر أن يثبت أن الناقل لم يقم بتحقيق هذه النتيجة‪.‬‬
‫‪ 2‬حاالت المسؤولية ص‪316‬‬
‫يسأل الناقل عن األضرار التي تصيب المسافر في جميع األحوال التي يعّد فيها الناقل قد أخل بااللتزام ات ال تي يرتبه ا علي ه عق د‬
‫النقل‪ ،‬فيسأل الناقل إذا أهمل في مراعاة المواعيد المحددة في عقد النقل لوصول المسافر‪ ،‬كما يس أل الناق ل إذا قص ر أو أهم ل في‬
‫توفير الراحة للمسافرين‪ ،‬ويسأل أيضًا عن جميع األضرار التي تلحق المسافر ؛ كالوفاة أو الجرح أو أي أذى بدني آخر‪ ،‬وأهم هذه‬
‫األضرار جميعا هي حالة وفاة المسافر‪ ،‬وعلينا في هذا الص دد أن نم يز بين فرض ين األول إذا ت وفي المس افر في الح ادث ف ورًا‪،‬‬
‫فتذهب بعض اآلراء إلى أنه ال يح ق ألهل ه المطالب ة ب التعويض عن الض رر ال ذي الح ق م ورثهم بس بب الوف اة‪ ،‬وإنم ا يح ق لهم‬
‫المطالبة بالتعويض عن األضرار التي لحقتهم بسبب وفاة مورثهم غير أن الرأي الحديث اتجه إلى إعط اء الح ق للورث ة بالمطالب ة‬
‫بالتعويض عن األضرار التي لحقت مورثهم بسبب الوف اة على أس اس المس ؤولية العقدي ة كم ا يح ق لهم المطالب ة ب التعويض عن‬
‫األضرار التي لحقت بهم شخصية كورثة بسبب وفاة مورثهم على أساس المسؤولية العقدية‪.‬‬
‫والفرض الثاني إذا انقضت فترة من الزمن بين الحادث والوفاة فللورثثة الحق بالمطالبة بالتعويض عما لحق المسافر من ضرر‬
‫نخلص مما سبق أن مسؤولية الناقل هي مسؤولية عقدية أساسها االلتزام بتحقيق نتيجة فإذا ما أخل الناقل بتنفي ذ التزام ه يل زم ب دفع‬
‫تعويض للناقل عن الضرر الذي لحقه على أساس المسؤولية العقدية ؛ أي على أساس عقد النق ل الم برم م ا بين الناق ل أو المس افر‬
‫ولكن ما هو أساس المسؤولية إذا ما لحق المسافر ضرر دون أن يكون هناك عقد بينه وبين الناقل واألمثلة على ذلك كثيرة منها إذا‬
‫تسلل المسافر خلسة إلى عربة القطار أو سيارة النقل دون علم الناقل ومثال آخ ر إذا واص ل المس افر س فره إلى مس افة أط ول من‬
‫المسافة المقررة في عقد النقل‪ ،‬فلنفترض أن ه أب رم عق د النق ل للس فر من الق دس إلى رام هللا‪ ،‬إال أن ه اس تمر في الس فر إلى مدين ة‬
‫نابلس‪.‬‬
‫وكذلك النقل المجاني‪ ،‬كأن يقوم سائق سيارة بنقل شخص قريب أو صديق له أو من باب المساعدة‪ ،‬ففي جميع الحاالت الس ابقة ال‬
‫يوجد عقد نقل بين المسافر أو الراكب والناقل‪ ،‬فإذا لحق ال راكب ض رر يح ق ل ه الرج وع على الناق ل ومطالبت ه ب التعويض على‬
‫أساس المسؤولية التقصيرية إذا استطاع إثبات خطأ الناقل والضرر والعالقة السببية بينهما‪.‬‬
‫الشك في أن مسؤولية الناقل في عقد نقل األشخاص هي مسؤولية عقدي ة ولكن م تى تب دا مس ؤولية الناق ل وم تى تنتهى ؟ وبعب ارة‬
‫أخرى منى بيدأ عقد نقل األشخاص ومتى ينتهي ؟ لقد اختلف الفقه والقضاء في هذا الصدد‪ ،‬فبينم ا ذهبت محكم ة النقض الفرنس ية‬
‫إلى أن المسؤولية العقدية تبدأ بالنسبة للنق ل بالس كك الحديدي ة من اللحظ ة ال تي ي دخل فيه ا المس افر إلى الرص يف المع د لوق وف‬
‫القطار‪ ،‬وتنتهى منذ اللحظة التي يغادر فيها المسافر محط ة الوص ول أم ا بالنس بة للنق ل بالس يارات فتي دًا المس ؤولية العقدي ة من ذ‬
‫اللحظة التي يتهيأ فيها الراكب الصعود السيارة وتنتهي المسؤولية العقدية في هذه الحالة منذ لحظة نزوله من السيارة ووقوف ه على‬
‫األرض وهذا ما أخذ به بعض الفقهاء‪.‬‬
‫بينما يرى استاذنا الدكتور محسن شفيق أن المسؤولية التعاقدية تبدأ في جمي ع األح وال ومهم ا ك انت وس يلة النق ل المس تخدمة في‬
‫النقل منذ اللحظة التي يوجد فيها االتصال بين المسافر ووسيلة النقل المستخدمة ما لم تنقطع المسؤولية التعاقدية في أثناء تنفيذ عق د‬
‫النقل كما إذا انقطع اتصال المس افر بأل ة النق ل مؤقت ًا ومث ال ذل ك ن زول المس افر في بعض محط ات القط ار لتغ يره وتع ود ه ذه‬
‫المسؤولية بعودة االتصال باآللة ثانية والجدير بالذكر أنه إذا لحق أحد المسافرين ضرر قبل بدأ تنفيذ عق د النق ل أو بع د انتهائ ه فال‬
‫يسأل الناقل على أساس المسؤولية التعاقدية وإنما يسال على أساس المسؤولية التقصيرية‪.‬‬
‫‪ 3‬أسباب اإلعفاء من المسؤولية ص ‪317‬‬
‫سبق أن أوضحنا أن أساس مسؤولية الناقل في عقد نقل األشخاص هي مسؤولية اعقدية‪ ،‬ويلتزم الناقل بتحقي ق نتيج ة معين ة وهي‬
‫نقل المسافر من مكان القيام إلى مكان الوصول مع المحافظة على سالمته‪ ،‬فإذا أخل الناقل بتنفيذ التزامه بعد مس ؤوال ويل زم ب دفع‬
‫التعويض للمسافر أو الراكب فإذا أراد الناقل التنص ل من المس ؤولية فعلي ه إثب ات وج ود الس بب األجن بي ك القوة الق اهرة أو فع ل‬
‫الصفحة ‪ 121‬من ‪143‬‬
‫اآلخرين أو خطأ المتضرر‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 77 2‬من قانون التج ارة األردني‪ ،‬أم ا الق وة الق اهرة فه و فع ل ع ام غ ير‬
‫متوقع وال يمكن دفعه وال دخل إلدارة الناقل فيه وقد سبق توضيح ذلك‪.‬‬
‫أما خطأ المتضرر أو فعل المسافر فال يستطيع الناقل التنصل من المس ؤولية إال إذا أثبت أن الض رر ال ذي لح ق بالمس افر راج ع‬
‫لفعل أو خطأ المسافر وحده واألمثلة على ذلك كثيرة كأن يلغي المسافر بنفسه من القطار أو من ناف ذة الس يارة في أثن اء تحركهم ا‪،‬‬
‫أو أنه ركب القطار من الجهة الممنوعة‪.‬‬
‫أما إذا اشترك المسافر والناقل في التسبب في الضرر فال يسأل الناقل إال في ح دود الخط أ ال ذي اش ترك في ه‪ ،‬وعلى ه ذا األس اس‬
‫يقدر التعويض‪ ،‬واألمثلة على ذلك كثيرة منها إخراج المسافر رأسه أو يده من شباك القطار أو السيارة أو نزوله قبل توقف القط ار‬
‫أو السيارة أو محاولته ركوب القطار أو السيارة في أثناء سيرهما‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بفعل اآلخرين فال يعد سببًا أجنبيًا لنفي مسؤولية الناق ل إال إذا ت وافرت في ه ش روط الق وة الق اهرة‪ ،‬وهي أم ر غ ير‬
‫متوقع وال يمكن دفعه وال دخل إلرادة الناقل فيه‪ ،‬وقد سبق شرح ذلك بالتفصيل‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن القضاء يتشدد في تقرير مسؤولية الناقل وإلزامه بالتعويض‬
‫‪ 4‬تقادم دعوى المسؤولية ص‪318‬‬
‫نص قانون التجارة األردني على مدة تقادم هي سنة واحدة بالنسبة لدعوى مسؤولية الناقل في نقل البضائع‪ ،‬والجدير بالذكر أن هذه‬
‫المدة ال تسري على نقل األشخاص‪ ،‬لذلك ال تسقط دعوى المسؤولية المتعلقة بنقل األشخاص إال بالتقادم العادي ال ذي نص ت علي ه‬
‫المادة “‪ ”58‬من قانون التجارة األردني ومدته عشر سنوات‬

‫‪ .5‬الوكالة التجارية ص ‪319‬‬


‫‪ 1.5‬تعريفها وتكوينها‪:‬‬
‫أوال‪ ،‬تعريف الوكالة التجارية‪:‬‬
‫عرف القانون المدني األردني الوكالة بأنها “عقد يقيم الموكل بمقتضاه شخصًا آخر مقام نفسه في تصرف جائر معلوم إلى المادة (‬
‫‪ )833‬من القانون المدني األردني”‪.‬‬
‫ًا‬
‫كما يستفاد من نص المادة (‪ )80‬من قانون التجارة األردني أن الوكالة تعد تجارية إذا كان موضوعها تجاري ‪ ،‬أي أن المعي ار هن ا‬
‫موضوعي فالعبرة بطبيعة األعمال التي يقوم بها الوكيل‪ ،‬فإذا قام بأعم ال تجاري ة ع ّد ت الوكال ة تجاري ة‪ ،‬وإذا ق ام بأعم ال مدني ة‬
‫عدت الوكالة مدنية كما أضافت المادة (‪ ) 80 3‬من قانون التجارة األردني أن حقوق الوكيل والتزاماته في الوكالة التجارية تخضع‬
‫لألحكام الواردة في القواعد العامة وتحديدًا للمادة ‪ 833‬مدني أردني‬
‫والجدير بالذكر أن الوكالة التجارية تختلف عن الوكالة بالعمولة فبينما يعمل الوكيل بالعمولة باسمه الخاص ولكن لحس اب موكل ه‪،‬‬
‫فهو يعد طرفا في الصفقة التي يبرمها ويسأل عن تنفيذها‪ ،‬في حين أن الوكيل في الوكالة التجارية يعمل باسم موكله ولحسابه فتنشأ‬
‫العالقة هنا مباشرة بين الموكل واآلخرين‪.‬‬
‫كما أن هناك فرقا بين الوكالة التجارية والوكالة العادية صحيح أن كال من الوكيل يعمل باسم موكله ولحسابه وبالتالي ال يعد طرفا‬
‫في الصفقة التي يبرمها إال أن هناك فروقا جوهرية بينهما تتمثل أساسا في أن الوكالة التجاري ة دائم ا تك ون ب أجر م الم ينص على‬
‫خالف ذلك‪ ،‬ويحدد هذا األجر في االتفاق أو حسب عرف المهنة أما الوكالة المدنية فقد تكون بأجر أو تبرعية‬
‫وهناك فرق آخر بينهما يتمثل في أن الوكالة التجارية عادة ما تنحصر بالقيام باألعمال التجارية التي تم التوكيل لتنفيذها وقد يك ون‬
‫التوكيل مطلقا إال أنه ال يشمل القيام باألعمال غير التجارية إال إذا فوض الموكل الوكي ل ب ذلك بش كل ص ريح في حين أن التوكي ل‬
‫في القانون المدني قد يكون مطلقًا أو مقيدًا أو معلقا على شرط أو مضافًا إلى وقت مستقبل‪ ،‬وهذا ما نصت علي ه الم ادة (‪ )835‬من‬
‫القانون المدني األردني‬
‫ثانيا تكوين عقد الوكالة التجارية ص‪320‬‬
‫الوكالة التجارية عقد يتم أو ينعقد باتفاق الطرفين‪ ،‬أي بمجرد تالقي اإليجاب والقبول لذلك فه و عق د رض ائي‪ ،‬لم يتطلب المش رع‬
‫أي شكل النعقاده لذلك يجب اتفاق الطرفين على ماهية العقد والتصرف القانوني وإجراء الوكالة التي قد تكون صريحة أو ض منية‬
‫فإن الوكالة ال تتسم إال بقبول الوكيل وبما أن عقد الوكالة هو عقد تج اري طالم ا أن طبيع ة التص رف ال تي تق وم ب ه ه و تص رف‬
‫تجاري يجوز إثباته بطرق اإلثبات كافة‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 122‬من ‪143‬‬


‫‪ 2.5‬آثار الوكالة التجارية ص‪320‬‬
‫يرتب عقد الوكالة التجارية التزامات في ذمة الطرفين الوكيل والموكل‪ ،‬كما يرتب حقوق ا لك ل منهم ا ويجب الرج وع إلى قواع د‬
‫القانون المدني لمعرفة حقوق والتزامات كل من الطرفين حسبما نصت عليه المادة (‪ )80 3‬من قانون التجارة األردني‪.‬‬
‫أوال التزامات الوكيل وحقوقه‪:‬‬
‫ًا‬
‫‪ -1‬يرتب العقد على الوكيل التجاري التزام أساسيا يتمثل في بذل عناية الرجل المعتاد للقيام باألعمال التي وكل به ا فعلي ه إب رام‬
‫أكبر عدد ممكن من العقود البيع منتجات المنشأة التي يمثلها‪ ،‬وعليه أن يعمل اإلعالنات والدعاية الالزمة لذلك‪ ،‬كما يجب علي ه أن‬
‫يخطر الموكل أول بأول بالعمليات التي يجريها الحسابه‪ ،‬وعليه أيضًا أن يخطر الموكل بحالة السوق إلج راء التحس ينات الالزم ة‬
‫على السلطة لكي تتالءم مع أذواق الجمهور‪.‬‬
‫‪ 2‬يجب على الوكيل التجاري أن يقوم باألعمال التي وكل بها بنفسه ؛ ألن الوكالة التجارية تقوم على االعتبار الشخصي وال يحق‬
‫له أن ينيب عنه غيره إال إذا سمح له الموكل بذلك فإذا ما وكل عنه غ يره دون أذن ب ذلك يع د مس ؤوال عن تص رفات ه ذا الوكي ل‬
‫وكأنها صادرة عنه شخصيا المادة (‪ )843‬مدني أردني‪.‬‬
‫‪ 3‬إن األموال التي يقبضها الوكيل الحساب موكله تعّد في حكم الوديعة‪ ،‬فإذا هلكت دون تعد أو تقصير فإنما تهلك على الموكل وال‬
‫ضمان عليه المادة ‪ 846‬مدني أردني‪.‬‬
‫ًا‬
‫‪ 4‬ال يجوز للوكيل التجاري أن يكون طرف ثانيا في العقود التي يبرمها باسم الموكل ؛ ألنه سوف يفضل مصلحته الشخص ية على‬
‫حساب مصلحة الموكل فمثًال إذا وكل بشراء بضاعة للموكل وشراها لنفس ه ف إن الش راء يك ون لحس اب الموك ل ول و ص رح أن ه‬
‫يشتريها لحسابه الشخصي وهذا ما نصت عليه المادة (‪ )849 1‬من القانون المدني األردني غير أن المادة ‪ 850‬من القانون المدني‬
‫األردني أجازت أن يكون الشراء للوكيل في حاالت معينة هي‬
‫أ إذا عين الموكل الثمن واشترى الوكيل بما يزيد عليه‪.‬‬
‫ب إذا اشترى الوكيل بغبن فاحش‬
‫ج إذا صرح بشراء المال لنفسه في حضور الموكل‬
‫‪ 5‬أن الوكيل ملزم بتنفيذ التعليمات الصادرة إليه من موكله وال يحق له تجاوزها فإذا تجاوزها تحمل نتيجة هذا التجاوز ف إذا ك انت‬
‫الوكالة المعطاة للوكيل هي وكالة مطلقة فال يحق له أن يبيع الشيء الذي وكل به بأقل من ثمنه المناسب أو من الثمن الذي عينه ل ه‬
‫الموكل فإذا تصرف دون إذن بذلك من الموكل‪ ،‬يحق للموكل استرداد الشيء المبيع أو إج ازة عق د ال بيع أو تض مين الوكي ل قيم ة‬
‫الضمان المادة (‪ )852‬من القانون المدني األردني‪.‬‬
‫‪ 6‬ال يحق للوكيل أن يشتري لنفسه ما وكل ببيعه‪ ،‬وال يحق له أن يبيع ه إلى أص وله أو فروع ه أو زوج ة ال بثمن يزي د على ثمن‬
‫المثل‪ ،‬غير أنه يجوز البيع لهؤالء بثمن المثل إذا كان الموكل قد فرضه بالبيع لمن يشاء وحكمة المشرع من هذا المنع أن ال يفضل‬
‫الوكيل مصلحته الخاصة على حساب مصلحة الموكل‪.‬‬
‫‪ 7‬يلتزم الوكيل بتقديم كشف حساب عن الوكالة للموكل كما يجب على يقدم إليه المعلومات الضرورية عما وصل إليه تنفيذ الوكالة‬
‫المادة ‪ 856‬مدني أردني‪ ،‬أما حقوق الوكيل التجاري فهي تتمثل أساسًا في دفع األجو المتفق عليها‪ ،‬وفي حالة عدم االتف اق يس تحق‬
‫الوكيل التجاري أجرة المثل وه األجرة المعروفة في المهمة باإلضافة إلى المصروفات التي أنفقه ا في س بيل تنفي ذ وكالت ه وبالق در‬
‫المتعارف عليه‪.‬‬
‫ثانيا التزامات الموكل وحقوقه ص ‪322‬‬
‫إن االلتزام األساسي الذي يقع على عاتق الموكل هو دفع األجرة للوكيل التجاري‪ ،‬أو العمولة المتفق عليها‪ ،‬وغالب ًا م ا يتم االتف اق‬
‫بين الوكيل والموكل على األجرة‪ ،‬فقد تكون نسبة مئوية معينة (‪ )% 15‬من قيمة الصفقة‪ ،‬وقد تكون األجرة مبلغًا معين ًا وإذا لم يتم‬
‫االتفاق على أجرة محددة فتحدد األجرة حسب عرف المهنة إذ غالبًا ما تكون نسبة معينة من قيم ة الص فقة وإال فتح دد على ض وء‬
‫الظروف المحيطة بالوكالة موضوع النزاع‪ ،‬والجهد الذي بذل فيه ا‪ ،‬والمص اريف ال تي أنفقه ا في س بيل إبرامه ا ولكن ال تس تحق‬
‫األجرة إال بعد إتمام الوكالة‪ ،‬ويجب أال تكون األجرة مرهقة فإذا كان مبالغة فيها يجوز تخفيضها‬
‫والجدير بالذكر أن الوكيل التجاري يعد مجرد دائن عادي بالنسبة الدين األجرة‪ ،‬وه ذا خالف للوكي ل بالعمول ة ال ذي يع د ص احب‬
‫دين ممتاز بالنسبة الدين األجرة‪ ،‬على الرغم من أنه يحق لكل منهم حسب البضاعة واألشياء الموج ودة تحت ي ده لحس اب الموك ل‬
‫من أجل استيفاء المبالغ المستحقة‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 388‬مدني أردني إن الوكيل التجاري ال يستحق األجرة إذا كان ع دم‬
‫تنفيذ الوكالة راجعًا إلى خطأ الوكيل أو القوة القاهرة أو فعل اآلخرين‪.‬‬
‫ثالثا أخر الوكالة التجارية في مواجهة األخرين ص‪322‬‬
‫الصفحة ‪ 123‬من ‪143‬‬
‫إن العقد أو التصرف القانوني الذي يجريه الوكيل مع اآلخرين ضمن حدود اوكالته تتصرف آثاره من حق وق والتزام ات في ذم ة‬
‫الموكل مباشرة دون أن يكون للوكيل ادخل في ذل ك وس واء أك انت آث ار ه ذا التص رف إيجابي ة أم س لبية‪ ،‬وه ذا يع ني أن عالم ة‬
‫اآلخرين تكون مع الموكل مباشرة حق ولو تجاوز الوكيل خدود وكالته وعاد في ه ذا التج اور ب النفع على الموك ل‪ ،‬أو أن الموك ل‬
‫أجار في اتفاق الحق هذا التجاوز ؛ ألن الالحقة كاألذن السابق أما إذا لم يبين صفته كوكيل عن الموك ل عن د التعاق د م ع األخ رين‬
‫فآثار هذا العقد تعود إليه ويسأل شخصيا عن تنفيذه‪ ،‬أو قد يتجاوز الوكي ل اس حاري ح دود وكالت ه دون إج ازة من الموك ل فيس أل‬
‫شخصيا عن هذا التصرف تجاه اآلخرين أيضا ولكن على أساس المسؤولية التقصيرية ويلزم بالتعويض‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن الوكيل تجاري يسأل مع الموكل تجاه اآلخرين على وجه التضامن إذا تدخل بصفته كفيًال للموكل‪.‬‬
‫‪ 3.5‬انقضاء الوكالة التجارية ص‪323‬‬
‫تنقضي الوكالة التجارية لألسباب نفسها التي تنقضي بها الوكالة بصفة عامة خاصة وأنها من الوك االت التجاري ة ال تي تق وم على‬
‫االعتبار الشخصي‪.‬‬
‫وبناء على ما تقدم تنقضي الوكالة التجارية بم وت الموك ل أو الوكي ل أو لفق د أهلي ة أي منهم ا أو نقص ها‪ ،‬أو اإلفالس أو إعس ار‬
‫أحدهما‪.‬‬
‫وإذا كانت الوكالة محددة المدة تنقضي بانتهاء األجل المح دد له ا أو بانته اء العم ل المعه ود إلى الوكي ل‪ ،‬وم ع ذل ك يج وز ألح د‬
‫الطرفين الوكيل أو الموكل إنهاء الوكال ة بش رط أن يك ون ذل ك في وقت مناس ب وبع ذر مقب ول‪ ،‬وإال ك ان مس ؤوال عن تع ويض‬
‫الضرر الذي يلحق الطرف الثاني‪.‬‬
‫أما إذا كانت الوكالة التجارية غير محددة المدة فال يعني ذلك تأبي داها دائم ا يح ق األح د الط رفين إنهائه ا بش رط إخط ار الط رف‬
‫الثاني في وقت مناسب‪ ،‬وإال كان مسؤوال عن التعويض إال إذا صدر من أحد الطرفين الوكيل أو الموكل خطا ي برر إنه اء الوكال ة‬
‫فيتم ذلك دون إخطار مسبق‬
‫أما إذا تم العزل أو التنحي دون إخطار مسبق أو تم العزل أو التنحي بصورة تعسفية في وقت غير مناس ب ودون م برر مش روع‪،‬‬
‫فيلزم من أنهى العقد بالتعويض ويترك أمر تقدير التعويض لقاضي الموضوع‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن إنهاء الوكالة ال يحتج بها على اآلخر حسن النية الذي تعاقد مع الوكيل إال بعد علم هذا اآلخر بانتهائها ‪.6‬‬
‫‪ .6‬الوكالة بالعمولة ص‪323‬‬
‫‪ 1.6‬تعريف الوكالة بالعمولة وأهمتيها‪:‬ص‪323‬‬
‫تعريفها لم ينص المشرع األردني على تعريف للوكالة بالعمولة‪ ،‬وإنما عرفت المادة (‪ )87 1‬من قانون التجارة األردني الوكي ل‬
‫بالعمولة بأنه هو الذي يأخذ على نفسه أن يعقد باسمه الخاص ولكن لحساب موكل ه بيع ا وش راء وغيرهم ا من العملي ات التجاري ة‬
‫مقابل عمولة) كما أن المادة (‪ )80 2‬من قانون التجارة األردني اشارت صراحة إلى أن عقد الوكال ة التجاري ة يس مى عق د وكال ة‬
‫بالعمولة خاصة عندما يجب على الوكيل بالعمولة أن يعمل باسمه الخاص أو تحت عنوان تجاري لحساب موكله‪.‬‬
‫يستنتج مما سبق أن الوكالة بالعمولة هي “عقد بين شخصين أحدهما الموكل واآلخر هو الوكي ل‪ ،‬يل تزم األخ ير بمقتض اه بأعم ال‬
‫قانونية باسمه هو ولكن لحساب موكله‪ ،‬سواء أكانت تلك األعمال بيعًا أم شراء أم غيرهما من العمليات التجارية مقابل عمولة‪.‬‬
‫أهميتها‬
‫تقوم الوكالة بالعمولة بدور مهم وكبير في الحياة التجارية وخاصة في بداية ظهورها نظرًا لبعد المس افات بين المن اطق المختلف ة‪،‬‬
‫بسبب صعوبة المواصالت واالتصال بين المنتجين والمستهلكين‪.‬‬
‫وال زالت تقوم الوكالة بالعمولة بدورها المهم والكبير في الحياة التجارية على الصعيدين الداخلي أم الخارجي على الرغم من تقدم‬
‫وسائل المواصالت والتطور التكنلوجي في العصر الحديث‪.‬‬
‫وتظهر أهمية الوكالة بالعمولة أيضا حيث يستطيع الوكي ل بالعمول ة تس هيل إب رام ص فقات تجاري ة ع دة خ ارج منطق ة الموك ل‪،‬‬
‫وتسهل للموكل أيضا الحصول على حقوقه من العمالء خاصة إذا كانت مصحوبة بش رط الض مان مم ا ي ؤدي إلى توس يع النش اط‬
‫التجاري اللمصنع‪ ،‬كذلك يستفيد صاحب المصنع من الوكيل بالعمول ة احتياج ات الجمه ور في ن وع الض اعة وتوزيعه ا كم ا أنه ا‬
‫تحقق السرعة للموكل‪ ،‬وأخيرًا يوجد فيها فائدة كبيرة للكيل بالعمولة نظرًا لألرباح الطائلة التي يحققها من وراء الصفقات التجارية‬
‫التي يقوم بإبرامها‪.‬‬
‫التمييز بين عقد الوكالة بالعمولة وغيرها من العقود المشابهة‬
‫‪ 1‬التمييز بين الوكالة بالعمولة وعقد العمل ص‪325‬‬
‫الصفحة ‪ 124‬من ‪143‬‬
‫تختلف الوكالة بالعمولة عن عقد العمل خاصة العمال أو الموظفين الذين يعملون الدي رب العمل من نواحي عديدة أهمها‪:‬‬
‫أ إن الوكيل بالعمولة يمارس عمله على وجه االستقالل ولحسابه الخاص ض من مش روع تج اري تت وافر في ه عناص ر ثالث ة هي‬
‫التكرار أو االحتراف في ممارسة العمل التجاري‪ ،‬ثم التنظيم المه ني‪ ،‬وأخ يرًا المض اربة ومن ثم يكتس ب الوكي ل بالعمول ة ص فة‬
‫التاجر‪.‬‬
‫بينما العامل يرتبط برب العمل بموجب عقد عمل‪ ،‬لذلك فإن عالقته برب العمل هي عالقة تبعية ومن ثم ال يكتسب صفة التاجر‪.‬‬
‫ب إن الوكيل بالعمولة قد يكون شخصا طبيعيا وقد يكون شخصا معنوي ا‪ ،‬ويق وم بتص رفات قانوني ة‪ ،‬في حين أن العام ل ش خص‬
‫طبيعي ويقوم بتصرفات مادية ال قانونية‪.‬‬
‫ج تختلف الوكالة بالعمولة عن عقد العمل من حيث طريقة انتهاء العقدين فبينما تنتهي الوكال ة بالعمول ة ب إرادة الط رفين‪ ،‬فيج وز‬
‫للوكيل التنحي عن الوكالة في أي وقت‪ ،‬ويجوز للموكل أن ينهي الوكالة بإرادته المنفردة كما ينتهي عقد الوكالة بموت الموكل ألنه‬
‫في العقود التي تقوم على االعتبار الشخصي بينما ينتهي عقد العمل بانتهاء مدته ألنه من العقود المحددة كذلك ال ينتهي عقد العم ل‬
‫بموت رب العمل مالم تكن شخصية رب العمل قد وضعت في الحسبان عند إبرام عقد العمل‪.‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين الوكالة بالعمولة وعقد السمسرة ص‪325‬‬
‫على الرغم من أوجه الشبه بين الوكال ة بالعمول ة وعق د السمس رة من حيث ممارس تهما ألعمالهم ا القانوني ة على وج ه االس تقالل‬
‫لحسابهما الخاص‪ ،‬ومن ثم اكتساب الصفة التاجر وخضوعهما لألحكام القانونية التي نص عليها قانون الوكالء والوسطا التجاريين‬
‫رقم ‪ 44‬لسنة ‪ ،1985‬إال أن هناك خالفا بينهما‪.‬‬
‫قالوكيل بالعمولة يتعاقد مع اآلخرين باسمه الخاص ولكن لحساب موكله لذلك فهو طرف في العقد الذي يبرمه معهم بينما السمس ار‬
‫تقتصر مهمته على التوسط للتقريب بين وجهتي نظر الطرفين‪ ،‬فال يعد طرفا في العقد كذلك فإن الوكي ل بالعمول ة يع د ملتزم ًا في‬
‫تنفيذ العقد في مواجهة اآلخرين بوصفه أصيًال ثم يقوم فيما بعد بنقا هذه االلتزامات إلى الموكل بناء على عقد الوكالة المبرم بينهم ا‬
‫بينما السمسار ال يعد طرفًا في العقد وال يسأل عن تنفيذه‪.‬‬
‫وهناك فارق آخر جوهري فعلى الرغم من تقاضي كل منهما أجرًا مقابل األعمال القانونية التي يقوم به ا إال أن المش رع ق د ق رر‬
‫حماية خاصة للوكيل بالعمولة من أجل الحصول على أجرة وتشتمل هذه الحماية في الحق بجس البضاعة واالمتياز‪ ،‬بينما لم يق رر‬
‫المشرع للسمسار أي حماية خاصة للحصول على أجره‬
‫‪ 3‬التمييز بين الوكالة بالعمولة والوكالة العادية ص‪326‬‬
‫تختلف الوكالة بالعمولة عن الوكالة العادية فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ 1‬الطبيعة التجارية والمدنية‬
‫تعّد الوكالة بالعمولة عمًال تجاريًا‪ ،‬وتخضع ألحكام القانون التجاري‪ ،‬كما يع ّد الوكي ل بالعمول ة ت اجرًا ويخض ع لاللتزام ات ال تي‬
‫ايفرضها القانون التجاري على التجار أما الوكالة العادية فهي عمل مدني كقاعدة عامة وتخضع ألحكام القانون المدني كم ا ال يع د‬
‫الوكيل العادي تاجرًا حتى ولو تحصل على أجر مقابل وكالته‪.‬‬
‫‪ 2‬مباشرة العمل‪:‬‬
‫فالوكيل بالعمولة يتعاقد باسمه الشخصي ولكن لحساب موكله فهر طرف في التصرفات القانونية التي يبرمها فه و يظه ر بمظه ر‬
‫األصيل أمام اآلخرين ويظهر الوكيل أمام الموكل لذلك فإن آثار العق د ال ذي يبرم ه م ع اآلخ رين تنص رف مباش رة إلي ه‪ ،‬ثم يق وم‬
‫بدوره بنقلها إلى الموكل بموجب عقد الوكالة المبرم بينهما لذلك يمكن تكييف عقد الوكالة بالعمولة بأنه عقد نيابة ناقصة أما الوكي ل‬
‫العادي فهو يتعاقد باسم موكله ولحسابه فآثار العقد ال ذي يتوس ط في ه تنص رف مباش رة إلى ذم ة الموك ل ل ذلك يمكن تك ييف عق د‬
‫الوكالة العادية بأنه عقد نيابة كاملة‬
‫‪ 3‬األجرة‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫تعّد الوكالة بالعمولة من عقود العوض ويتقاضى فيهما الوكيل بالعمولة أجر يسمى العمولة‪ ،‬وغالب ما يكون نس بة مئوي ة من قيم ة‬
‫الصفقة التي يبرمها أما الوكالة العادية فهي في األصل من عقود التبرع ما لم يتفق على خالف ذلك‪.‬‬
‫‪ 4‬ضمانات استيفاء األجرة‪:‬‬
‫يتمتع الوكيل بالعمولة بضمانات في مواجهة الموكل التأمين استيفاء عمولته والمص اريف ال تي أنفقه ا بص دد تنفي ذ عق د الوكال ة‪،‬‬
‫فمنحه القانون حق حبس البضائع التي يسلمها إليه الموكل لبيعها أو التي يتسلمها لحسابه‪ ،‬كما قرر له القانون حق امتي از على ثمن‬
‫هذه البضائع ليأخذ حقه منها باألولوية على غ يره من ال دائنين أم ا الوكي ل الع ادي فلم يق رر ل ه الق انون الم دني ض مانات خاص ة‬
‫الستيفاء أجرته وانما عّد ه دائنا عاديا ويخضع القسمة الغرماء‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 125‬من ‪143‬‬
‫معيار التفرقة بين الوكالة بالعمولة والوكالة العادية ص‪327‬‬
‫اختلفت آراء الفقهاء في معيار التفرقة‪ ،‬فهناك ثالثة معايير سوف نعرضها ثم نتعرف موقف المشرع األردني منها‬
‫المعيار األول طبيعة العمل الذي يعهد به إلى الوكيل‪:‬‬
‫إذا كان العمل الذي يعهد به إلى الوكيل من طبيعة تجارية عدت وكالة بالعمولة وإذا كان العمل الذي يعهد به إلى الوكيل من طبيعة‬
‫مدنية عّد ت الوكالة عادية وال أهمية لهذه التفرقة إذا كان الوكيل يعمل باسمه الخاص أو باسم موكل ه غ ير أن أص حاب ه ذا ال رأي‬
‫يضيفون شرطا آخر هو أن يكون الوكيل بالعمولة محترفًا‪ ،‬أي يمارس عمًال تجاريًا على وجه االحتراف‪.‬‬
‫غير أن هذا الرأي منتقد‪ ،‬ألنه يقصر نشاط الوكيل بالعمولة على ممارسة األعمال التجارية دون المدنية‪ ،‬بينم ا ن رى في الواق ع أن‬
‫كثيرًا من الوكالء بالعمول ة يكلف ون ب بيع المحاص يل الزراعي ة لص الح الم زارعين وبالت الي حرم ان ه ؤالء ال وكالء من المزاي ا‬
‫والضمانات التي يقررها لهم القانون التجاري دون مبرر‪.‬‬
‫المعيار الثاني‪ ،‬طريقة تعاقد الوكيل‪:‬‬
‫فإذا تعاقد الوكيل باسم الموكل ولحسابه عدت الوكالة عادية أما إذا تعاقد باسمه الشخصي ولكن لحساب موكله عدت وكالة بالعمولة‬
‫بغض النظر عن طبيعة الصفقة أو العملية التي يقوم بها الوكيل سواء أكانت مدنية أم تجارية‪.‬‬
‫المعيار الثالث العبرة بطبيعة األشياء التي يجري عليها التعامل‪:‬‬
‫فإذا كانت األشياء التي يجري عليها التعامل هي من عروض التجارة ؛ كالسلع أو المنتجات التجارية أو الص كوك التجاري ة ع دت‬
‫وكالة بالعمولة واال عدت وكالة عادية وال عبرة بما إذا كان الوكيل يعمل باسمه أو باسم موكله وال عبرة بما إذا كان العمل مدنيًا أم‬
‫تجاريًا ألن التجارة ما هي إال تداول السلع والصكوك‪ ،‬ويأخذ على هذا الرأي أنه يضع معيارًا اقتصاديًا ال قانونيا‪.‬‬
‫والرأي الراجح هو الذي يأخذ بالمعيار الثاني ؛ أي طريقة تعاقد الوكيل فإذا تعاقد الوكيل باسمه الشخصي فهذا يض في على عمل ه‬
‫طبيعة االستقالل ومن ثم يكسبه صفة التاجر طالما أنه يحترف القيام بهذه األعمال ويمارسها بشكل مشروع أو مقاولة تجارية لذلك‬
‫يجب أن يتوافر في عقد الوكالة بالعمولة عنصران األول أن يعمل الوكيل باسمه الشخصي‪ ،‬والثاني أن يكون العمل تجاريا‪.‬‬
‫موقف المشرع األردني‬
‫يتضح من نصوص القانون التجاري المادة ‪ 80 2‬والمادة ‪ 87 1‬يأخذ بمعيار كيفية تعاقد الوكيل‪ ،‬فإذا تعاق د الوكي ل م ع اآلخ رين‬
‫باسمه الخاص فهو يمارس العمل على وجه االستقالل ويعد وكيًال بالعمولة ومن ثم يخضع ألحكام القانون التجاري‪ ،‬وبغض النظر‬
‫عن طبيعة الصفقة التي يتوسط بها وهو الرأي الذي أخذ به أغلبية الفقه اء‪ ،‬وه ذا م ا أخ ذ ب ه القض اء األردني أيض ًا حيث قض ت‬
‫محكمة التمييز األردني أن الوكالة التجاري ة تك ون عن دما يك ون الوكي ل بالعمول ة يعم ل باس مه الخ اص أو تحت عن وان تج اري‬
‫لحساب موكله مقابل أجر‪ ،‬وأن يكون عقد الوكيل مع اآلخرين تجاريا‪.‬‬

‫‪ 2.6‬خصائص عقد الوكالة بالعمولة وتكوينه ص‪329‬‬


‫أوال خصائص عقد الوكالة بالعمولة‪:‬‬
‫يمتاز عقد الوكالة بالعمولة بالخصائص اآلتية‬
‫‪ 1‬عقد الوكالة بالعمولة عقد تجاري ؛‬
‫يس تفاد من نص الم ادة السادس ة من الق انون التج اري األردني أن الوكال ة بالعمول ة تع د تجاري ة طالم ا تمت في إط ار مقاول ة أو‬
‫مشروع حيث يجب توافر ثالثة عناصر في هذه المقاول ة العنص ر األول االح تراف‪ ،‬أي ممارس ة العم ل التج اري بش كل مس تمر‬
‫ومنظم‪ ،‬ويتخذه صاحبه وسيلة للعيش واالرتزاف ويمارس ه لحس ابه الخ اص وعلى وج ه االس تقالل والعنص ر الث اني ه و التنظيم‬
‫المهني والعنصر الثالث هو المضاربة‪ ،‬أي تحقيق الربح كما تعد عمًال تجاريًا بالتبعية بالنسبة للموكل إذا كان تاجرًا وأب رم الوكال ة‬
‫لحاجات تجارته‪ ،‬وقد تكون عمًال مختلطًا تجاريًا للوكيل بالعمولة ومدنيًا للموكل‪.‬‬
‫كما يستفاد من نص المادة (‪ )80‬من قانون التجارة األردني لكي تعّد الوكال ة تجاري ة يجب أن تختص بمع امالت تجاري ة ؛ أي أن‬
‫العقد الذي أبرمه الوكيل مع اآلخرين يجب أن يكون تجارية كما تؤكد المادة ‪ 82‬من ذات القانون ذلك‪.‬‬
‫سبق أن أوضحنا أن الوكالة تع تجارية بالنظر إلى كيفية ممارسة العمل الذي يعهد به إلى الوكيل‪ ،‬ف إذا م ارس العم ل باس مه تع ّد‬
‫الوكالة تجارية بغض النظر عن طبيعة الصفقة التي أبرمها الوكيل بالعمولة طالما تمت بشكل مقاولة‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 126‬من ‪143‬‬
‫‪ 2‬عقد الوكالة بالعمولة عقد رضائي‪:‬‬
‫ًا‬ ‫ًال‬
‫يكفي النعقاد عقد الوكالة بالعمولة مجرد توافق اإليجاب والقبول‪ ،‬ولم يتطلب المشرع شك معين النعق اد العق د وبالت الي ال يمكن‬
‫أن نعّد عقد الوكالة بالعمولة عقدًا شكليًا بالرغم من أن العمل جرى على كتابة عقد الوكالة بالعمولة وتصديقها من قبل كاتب العدل‪،‬‬
‫وهو موظف رسمي وفي ذلك فائ دة للوكي ل بالعمول ة نظ رًا لك ثرة التص رفات القانوني ة ال تي يق وم به ا ف إذا لم تعجب بعض ه ذه‬
‫التصرفات الموكل ال يستطيع التنصل من التزامه طالما أنها مكتوبة وموثقة لدى كاتب العدل وكذلك تفيدنا الكتاب ة في معرف ة ن وع‬
‫الوكالة هل هي عامة أم خاصة ؟ ومعرفة شروطها‪ ،‬وذلك حماية لحقوق اآلخرين ولحقوق طرفي العالقة وكذلك تعد وس يلة إثب ات‬
‫اقتضتها الحياة التجارية والضرورات العملية‪ ،‬وفي ذلك خروج عن المبدأ العام في المعامالت التجارية اال وهو‪.‬‬
‫مبدأ حرية اإلثبات‪ ،‬وهذا ما نصت عليه صراحة المادة الخامسة من قانون ال والوسطاء التجاريين‪ ،‬حيث تلزم ك ل من ي رغب في‬
‫مزاولة مهنة الوكالة التجارية أن إلى مسجل الوكاالت التجارية صورة عن عقد الوكالة المبرم بين ه وبين الك ل أو أي ة د تثبت ذل ك‬
‫شريطة أن يبرز الوكيل الوثيقة األصلية مصدقة من أجل مطابقة الصورة األصل‪.‬‬
‫‪ 3‬يعد عقد الوكالة بالعمولة من عقود المعارضة‪ ،‬ألن كال الطرفين يأخذ مقابًال أعطاء وهو كذلك من العقود الملزمة للجانبين ألنه‬
‫يرتب التزامات في ذمة الطرفين‪ ،‬كما أنه من العقود المسماة‪ ،‬ألن المشرع أطلق عليه تسمية معينة ونظم أحكامه‬
‫‪ 4‬إن عقد الوكالة بالعمولة من العقود القائمة على االعتبار الشخصية‬
‫يفهم من ذلك أن عقد الوكالة بالعمولة يقوم على االعتبار الشخصي‪ ،‬أي أن شخصية الوكيل بالعمولة محل اعتبار في العق د ومح ل‬
‫ثقة لدى الموكل‪ ،‬خاصة قدرته في إبرام التصرفات القانونية وتنفيذها لذلك عليه أن ينفذ عقد الوكالة بنفس ه‪ ،‬وال يح ق ل ه أن ي نيب‬
‫شخصا آخر محله فإذا أناب عنه شخص ا آخ ر يع د مس ؤوًال عن تص رفات الن ائب‪ ،‬وكأنه ا ص ادرة عن ه شخص يًا‪ ،‬اللهم إال إذا تم‬
‫االتفاق على ذلك وأناب عنه شخصًا آخر فيعد ذلك صحيحًا‪.‬‬
‫ويرى بعض الفقهاء أنه يجوز للوكيل بالعمولة أن ينيب عنه شخصًا آخر حتى لو وجد نص في العقد يمنع ه من ذل ك كم ا إذا وج د‬
‫نص قانوني يمنعه من إبرام العقد بنفسه أو منعه ظرف طاريء من ذلك وكان باستطاعته أن يف وض غ يره في عق د الص فقة نياب ة‬
‫عنه في الوقت المناسب‪.‬‬
‫ومما يؤكد قيام الوكالة بالعمولة على االعتبار الشخصي أن الوكالة تنتهي بم وت أح د الط رفين‪ ،‬الم ادة ‪ 862‬من الق انون الم دني‪،‬‬
‫كذلك يجوز للوكيل بالعمولة أن ينهي وكالته بإرادته المنف ردة بش رط أن يخط ر الموك ل ف إذا أنهى الوكال ة دون م برر ق وي يل زم‬
‫بتعويض الطرف اآلخر‪ ،‬كما يحق للموكل أن يعزل الوكيل بالعمولة في أي وقت‪ ،‬وإذا كان متعسفا بذلك يلزم بالتعويض‪ ،‬وهذا م ا‬
‫أخذ به القضاء األردني في حكم المحكمة التمييز األردني‪.‬‬
‫ثانيًا تكوين عقد الوكالة بالعمولة‬
‫سبق أن ذكرنا أن عقد الوكالة بالعمولة من العق ود الرض ائية‪ ،‬يكفي النعق اده مج رد تواف ق اإليج اب والقب ول ولم يتطلب المش رع‬
‫األردني شكًال معينا النعقاده فهو ليس عقدا شكليا ألن المشرع لم يتطلب الكتابة النقضاء العقا‪ .‬وإنما هي مجرد وسيلة إثب ات فق ط‪،‬‬
‫غير أن العمل جرى على كتابة وتوثيق وتصديق كاتب العدل على الوك االت التجاري ة‪ ،‬إال أن ع دم التص ديق عليه ا ال يع ني أنه ا‬
‫باطلة‪.‬‬
‫ًا‬ ‫ًال‬
‫وبما أن الوكالة بالعمولة تعد عم تجاري ويكتسب من يحترفها صفة التاجر فيجب أن يتوافر في الوكيل بالعمولة األهلية الالزم ة‬
‫لممارسة األعمال التجارية وهي بلوغه سن الثامن ة عش ر وفق ا للم ادة ‪ 43‬من الق انون الم دني األردني ك ذلك يجب ت وافر األهلي ة‬
‫القانونية في الموكل‪.‬‬
‫لقد نظم قانون الوكالء والوسطاء التج اريين األردني رقم ‪ 44‬لس نة ‪ 1985‬مهن ة الوس اطة‪ ،‬وأوجب ت وافر ش روط معين ة نص ت‬
‫عليها المادة الرابعة منه على ما يأتي‪:‬‬
‫أ إذا كان شخصا طبيعيا‬
‫‪ 1‬أن يكون أردنيا‬
‫‪ 2‬أن ال يقل عمره عن عشرين سنة‬
‫‪ 3‬أن يكون مقيما في المملكة‪.‬‬
‫‪ 4‬أن يكون له محل تجاري أو مكتب في المملكة‪.‬‬
‫ًا‬
‫‪ 5‬أن يكون مسجًال في سجل التجارة في الورارة (وزارة التجارة والصناعة) وعضو في إح دى غ رف التج ارة أو الص ناعة في‬
‫المملكة‪.‬‬
‫ب إذا كانت شركة عادية‬
‫الصفحة ‪ 127‬من ‪143‬‬
‫‪ 1‬أن تكون أردنية‬
‫‪ 2‬أن يكون أكثرية رأسمالها لألردنيين‪.‬‬
‫‪ 3‬أن يكون له مكتب في المملكة ويكون مسجال لدى إحدى الغرف التجارية‪.‬‬
‫ج إذا كانت شركة مساهمة‬
‫‪ 1‬أن تكون أردنية الجنسية‪.‬‬
‫‪ 2‬أن يكون أكثرية أعضاء مجلس اإلدارة أو هيئة مدير بها من األردنين‪.‬‬
‫‪ 3‬أن تكون مسجلة لدى غرف التجارة‪.‬‬

‫ويس تفاد من نص الم ادة الخامس ة من ق انون ال وكالء والوس طاء التج ارين أن ه يجب على من ي رغب في ممارس ة مهن ة الوكال ة‬
‫التجارية أن يتقدم بطلب لتسجيل اسمه في سجل الوسطاء التجاريين ولقد أع دت ال وزارة طلب ا به ذا الش أن يجب أن يكتب من قب ل‬
‫مقدم الطلب ويشتمل على بيان ات كث يرة منه ا اس مه وعم ره وجنس يته واس مه التج اري ومح ل إقامت ه‪ ،‬واس م الش ركة ومركزه ا‬
‫الرئيس‪ ،‬واسمها التجاري على أن يرفق بالطلب صورة من عقد الوكالة‪..‬‬
‫كما نصت المادة التاسعة على أنه بصدد قرار قبول الطلب أو رفضه من الوزير المختص‪ ،‬يقوم المس جل إذا قب ل الطلب باس تيفاء‬
‫الرسوم وإصدار شهادة التسجيل وإذا استوفي الشخص الشروط المطلوبة اكتسب صفة التاجر‪ ،‬كم ا نص ت الم ادة ‪ 15‬من الق انون‬
‫المذكور على الحاالت التي يلغى فيها تسجيل الوكيل وهي‪:‬‬
‫‪ 1‬إذا فقد أو أخل بأي شرط من الشروط الواجب توافرها بموجب أحكام هذا القانون‪.‬‬
‫‪ 2‬إذا ثبت عدم صحة المعلومات المقدمة في طلب التسجيل‪.‬‬
‫‪ 3‬إذا أنهى الموكل عقد الوكالة أو إذا انتهى أجلها‬

‫‪ 3.6‬آثار الوكالة بالعمولة ص‪332‬‬


‫بما أن عقد الوكالة بالعمولة من العقود التبادلية‪ ،‬فهو يرتب التزامات في ذمة طرفيه الوكي ل بالعمول ة والموك ل ل ذلك س تبحث أوال‬
‫التزامات الوكيل بالعمولة ثم التزامات الموكل‪.‬‬
‫أوال التزامات الوكيل بالعمولة‪:‬‬
‫‪ 1‬االلتزام بالقيام باألعمال المكلف بها‬
‫ًا‬
‫يجب على الوكيل بالعمولة القيام بجميع األعمال التي كلفه بها الموكل وفق لالتفاق الموقع بينهما‪ ،‬كقيامه بعمليات شراء لحسابه أو‬
‫قيامه بعمليات بيع بضائع لحساب الموكل وإال يعد مخًال بالتزامه في مواجهة الموكل‪.‬‬
‫والتعليمات التي يصدرها الموكل للوكيل بالعمولة قد تكون تعليمات آمرة أو مجرد تعليمات اختيارية أو إرشادية‪.‬‬
‫فإذا كانت التعليمات آمرة ومحددة فعلى الوكيل بالعمولة التقيد بها واحترامها‪.‬‬
‫وعدم مخالفتها‪ ،‬كان يحدد له شراء بضاعة من صنف معين‪ ،‬أو يحدد له كمية البضاعة التي يجب ش راؤها وأس عارها أو أن يكلف ه‬
‫بيع بضاعة ضمن شروط معينة وبأسعار محددة إال أن هذا الوضع نادر في الحياة العملية‪.‬‬
‫وقد تكون التعليمات اختيارية أو إرشادية ويترك حرية التصرف للوكيل بالعمولة كان يحدد له ثمنا أدني للبيع أو ثمنًا أعلى للشراء‬
‫فعلى الوكيل بالعمولة أن يتصرف بما يحقق رغبة موكله ويحقق مصلحته‪.‬‬
‫ما الحكم إذا كانت التعليمات آمرة وخالفها الوكيل بالعمولة ؟ فإما أن يقبل الموكل بالص فة ال تي أبرمه ا الوكي ل بالعمول ة‪ ،‬ويقره ا‬
‫فهذا اإلقرار يعفي الوكيل بالعمولة من المسؤولية وقد يقبل الموكل الصفقة مع احتفاظه بحق ه في التع ويض إذا ك ان ل ه م برر وق د‬
‫يرفض الموكل الصفقة فتقع المسؤولية على عاتق الوكيل بالعمولة‪.‬‬
‫‪ 2‬ال يجوز للوكيل بالعمولة أن يكون طرفًا في الصفقة المكلف بها ص‪333‬‬
‫نص المشرع التجاري في المادة (‪ )90‬من قانون التج ارة األردني بأن ه ال يج وز اللوكي ل التعاق د م ع نفس ه إال برض ى الموك ل‪،‬‬
‫وكذلك المادة ‪ 849 2‬من القانون المدني األردني فهي ال تجيز أن يتعاقد الشخص مع نفسه باسم من ينوب عنه سواء أك ان التعاق د‬
‫لحسابه أو لحساب شخص آخر دون ترخيص من األص يل ومث ال ذل ك إذا ك ان الوكي ل بالعمول ة مكلف ا ب البيع أم الش راء لحس اب‬
‫الموكل‪ ،‬فيحذر عليه أن يكون مشتريا لحسابه في الحالة األولى أو بائعًا في الحال ة الثاني ة‪ ،‬ويس تثنى من ه ذا التح ريم الحال ة ال تي‬
‫يجيز فيها الموكل للوكيل بالعمولة بإضافة الصفقة لنفسه وهدف المشرع من ه ذا التح ريم هي تع ارض مص لحة الوكي ل بالعمول ة‬
‫الشخصية مع مصلحة موكله فغالبًا ما يفضل الوكيل بالعمولة مصلحته الخاصة على حساب مصلحة موكله لذلك يجوز للموك ل أن‬
‫الصفحة ‪ 128‬من ‪143‬‬
‫يطلب من وكيله بالعمولة إثبات وجود الطرف الثاني في الصفقة‪ ،‬ف إن عج ز عن ذل ك فاللموك ل أن ي رفض الص فقة م ع المطالب ة‬
‫بالتعويض‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أنه ال محل للتحريم إذا انتفت علته فإذا كانت تعليمات الموكل من النوع اآلمر حيث تنع دم معه ا حري ة الوكي ل في‬
‫التصرف كأن يحدد له سعرًا معينًا لل بيع أو س عرًا مح ددًا للش راء فال م انع أن يك ون الط رف الث اني في التعاق د طالم ا ق ام بتنفي ذ‬
‫تعليمات موكله المنصوص عليها في عقد الوكالة بدقة‪.‬‬
‫‪ -3‬التزام الوكيل بالعمولة بالتكتم على اسم الموكل واآلخرين ص‪334‬‬
‫بما أن الوكيل بالعمولة يعمل باسمه الخاص ويباشر عمله على وجه االستقالل فان قام بإبرام صفقه مع اآلخ رين بن اء على توكي ل‬
‫من الموكل‪ ،‬فهو غير ملزم بإخفاء الوكا باسم المتعاقد اآلخر‪ ،‬ال بل إن مصلحته تقتض بان ال يخطره بذلك خشية أن يتعاقد مباشرة‬
‫دون االستعانة به‪.‬‬
‫اومن ناحية ثانية ال يج بر الوكي ل بالعمول ة على إخط ار اآلخ رين باس م موكل ه إذ ق د يفض ل الموك ل العتب ارات كث يرة وأهمه ا‬
‫االعتبارات التجارية أن يظل اسمه سرًا من أجل ضمان نجاح مضاربته التجارية‪ ،‬أو ألسباب متعلقة بالمنافسة مع غيره ممن يق وم‬
‫بانتاج السلعة نفسها‪ ،‬وفي بعض األحيان ال يمانع الموكل من إخبار اآلخرين باسمه فاذن له بذلك خاصة إذا كانت البضاعة المبيعة‬
‫تحمل عالمة تجارية تدل على اسم صاحبها‪.‬‬
‫ومع ذلك إذا علم اآلخرون باسم الموكل فال أثر لذلك في طبيع ة عق د الوكال ة بالعمول ة وال في اآلث ار المترتب ة على عق د الوكال ة‬
‫بالعمولة‪ ،‬حيث يظل الوكيل بالعمولة هو المسؤول في مواجهة اآلخرين طالما يتعاقد باسمه الخاص‪ ،‬ويظل مسؤوال في مواجهتهم‪.‬‬
‫‪ 4‬التزام الوكيل بالعمولة بالعمل المكلف به بنفسه‬
‫األصل أن يقوم الوكيل بالعمولة بالعمل المكلف به من قبل موكله بنفسه‪ ،‬وإذا ما أن اب عن ه غ يره في تنفي ذ الوكال ة دون أن يك ون‬
‫مرخصًا له في ذلك عد مسؤوال عن عمل النائب وكأنه صادر منه شخصيًا‪.‬‬
‫غير أن المادة ‪ 89‬من قانون التجارة األردني تجيز للوكيل بالعمولة أن ينيب عنه شخصا آخر في تنفيذ الوكالة إذا وجد اتف اق بين ه‬
‫وبين الموكل على ذلك‪ ،‬أو إذا كان العرف يجيز له ذلك‪ ،‬وإذا وج دت ظ روف اض طرته له ذه اإلناب ة‪ ،‬ولكن م ا مس ؤولية الوكي ل‬
‫بالعمولة عن أفعال نائبه إذا ما تم االتفاق بينه وبين الموكل على أن ينيب عنه شخصًا آخر ؟ علينا أن نميز في ه ذا الص دد فيم ا إذا‬
‫عين شخص الدائن أو لم يعين‪ ،‬ففي الحالة األولى ال يس أل الوكي ل‪ ،‬أم ا في الحال ة الثاني ة فيس أل الوكي ل بالعمول ة عن خطت ه في‬
‫اختيار النائب أو عن خطئه فيما أصدر إليه من تعليمات‪.‬‬

‫‪ 5‬التزام الوكيل بالعمولة بتقديم المعلومات الالزمة للموكل‬


‫يلتزم الوكيل بالعمولة بتقديم المعلومات الالزمة والضرورية والمفيدة للموكل عن الصفقة المكلف بإبرامها فعليه أن يخط ره بحال ة‬
‫السوق‪ ،‬وحركة األسعار فيحذه مثال‬
‫من ارتفاع األسعار أو انخفاضها في فترة معينة أو بعد أجل معين كما يجب عليه أن علي ه بس ير العملي ات القانوني ة‪ ،‬والص عوبات‬
‫التي تعترض التنفيذ إذا وجدت‪ ،‬وإذا ما أصدر الموكل تعليمات إلى الوكي ل بالعمول ة من الن وع اآلخ ر وال تي من ش أنها أن تلح ق‬
‫الضرر بالموكل لو نفذها الوكيل بالعمولة فعليه في هذه الحالة أن يخطر الموكل ويبين له باطرة واألضرار التي تلحقه لو نف ذ ه ذه‬
‫التعليمات‪ ،‬كما يجب على الوكيل اخطار موكله بالمعلومات الضرورية عن المدى الذي وصل إليه الوكيل في تنفيذ وكالت ه ويس أل‬
‫الوكيل بالعمولة إذا قدم معلومات غير صحيحة وهذا ما نصت عليه المادة (‪ )856‬من القانون المدني األردني‪.‬‬
‫‪ 6‬التزام الوكيل بالعمولة بالضمان ص‪355‬‬
‫إن الوكيل بالعمولة مسؤول عن تنفيذ تعليمات موكله كما وردت في عقد الوكالة المبرم بينهما‪ ،‬وتعد مسؤوليته مشددة من ن احيتين‬
‫األولى ألننا بصدد وكالة بالعمولة مأجورة‪ ،‬والثانية ألن الوكيل بالعمولة تاجر يجب عليه بذلك عناية التاجر الحريص إال أن ه غ ير‬
‫مسؤول عن تنفيذ العقد مع اآلخرين طالما لم يصدر خطأ منه ولكن ما مدى مسؤولية الوكيل بالعمولة إذا تعاقد م ع ش خص إلب رام‬
‫صفقة معينة ثم اتضح بعد ذلك إعساره أو إفالسه أو تقصيره في تنفيذ التزامه ؟ في هذه الحالة ال يسأل الوكيل بالعمولة أيضًا طالما‬
‫لم يصدر خطأ منه ألن التعاقد قد تم لحساب الموكل فإذا كان مكلف ا ب البيع فه و ال يض من وف اء اآلخ رين ب الثمن‪ ،‬وإذا ك ان مكلف ا‬
‫بالشراء فهو ال يضمن التسليم من اآلخرين‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 129‬من ‪143‬‬


‫أما إذا لم يتصرف الوكيل بالعمولة بحسن نية أو أهم ل في تنفي ذ تعليم ات موكل ه ك أن يتعاق د م ع ش خص مماط ل أو على وش ك‬
‫الوق وع في اإلفالس فه و مس ؤول عن ذل ك‪ ،‬كم ا يس أل عن فحص البض اعة لمعرف ة م ا به ا من عي وب خفي ة‪ ،‬ولمطابقته ا م ع‬
‫األوصاف أو التعليمات التي أصدرها إليه الموكل فإذا قصر في ذلك يلزم بالتعويض إال غير ذلك من األمثلة‬
‫ولهذه األسباب جميعا غالبًا ما يشترط الموكل حماية لنفس ه وتفادي ًا له ذه المخ اطر ض مان الوكي ل بالعمول ة للص فقة ال تي يعق دها‬
‫ويعرف هذا الشرط بشرط الضمان ‪ ،” Convention ducroire‬ويسمى الوكيل بالعمولة في هذه الحالة الوكيل بالعمولة الضامن‬
‫‪ ”Commissioonnaire ducroire‬ويتقاضى الوكيل بالعمولة عمولة إضافية‬
‫على ذلك‪ ،‬ألن فيه فائدة للموكل ألنه يطمئن على تنفيذ تعليماته التي أص درها إلى الوكي ل وك ذلك التزام ه بالتنفي ذ كم ا أن الوكي ل‬
‫بالعمولة يبذل العناية الضرورية في اختيار شخص من يتعاقد معه‪.‬‬
‫وغالبًا ما يضاف شرط الضمان إذا ما كلف الوكيل بالعمولة بالبيع لضمان الوفاء بالثمن سواء أدفع ه المش تري أم لم يدفع ه إال أن‬
‫آثار الشرط ال تقتصر على ذلك بل اجرى العرف التجاري على أن شرط الضمان يحمي الموك ل من خط ر ع دم تنفي ذ العق د األي‬
‫سبب من األسباب حتى لو كان راجعا لق وة ق اهرة أو ح ادث ج بري‪ ،‬اللهم إال إذا ك ان ع دم التنفي ذ راجع ا إلى فع ل الموك ل ذات ه‬
‫والضمان ال يفترض فيجب النص عليه صراحة في العقد‪ ،‬أو تؤكده ظروف التعاقد أو جرى العرف على األخ ذ ب ه ولكن يجب أن‬
‫يكون العرف ثابتا وقد يقوم شرط الضمان بنص في القانون كما هو الحال بالعمولة في النقل كما نص على ذلك المشرع المصري‪.‬‬
‫واختلف الفقهاء في الطبيعة القانونية لشرط الضمان‪ ،‬فعّد ه بعض هم كفال ة حيث يض من بوس اطته الوكي ل بالعمول ة تنفي ذ اآلخ رين‬
‫التزاماته قبل الموكل وهذا الرأي منتقد ألن الكفالة تفترض وج ود م دين أص لي‪ ،‬بينم ا يع ده غالبي ة الفقه اء نوع ا من الت أمين ألن‬
‫الوكيل بالعمولة يقوم بدور المؤمن‪ ،‬ويقوم الموكل بدور المستأمن وينصب التأمين على دين الموكل لدى الوكيل بالعمول ة‪ ،‬ومقاب ل‬
‫التأمين هو الزيادة في العمولة التي يتقاضاها الوكيل بالعمولة عادة مقابل ضمانه‪.‬‬
‫‪ 7‬التزام الوكيل بالعمولة بالمحافظة على البضاعة‬
‫يلتزم الوكيل بالعمولة بالمحافظة على البضاعة المملوكة لموكله والتي كلفه بشرائها أو بيعها لحسابه وتعد حيازة الوكي ل بالعمول ة‬
‫لهذه البضائع بمثابة وديعة‪ ،‬ويعد الود بمثابة المودع لديه المأجور‪ ،‬فتطبق بهذا الصدد أحكام عقد الوديعة فيلزم الوكيل بالمحافض ة‬
‫على البضاعة وعليه أن يبذل في ذلك عناية الرجل الرخيص ألن التزامه في هذا الصدد هو التزام بتحقيق نتيج ة ف إذا م ا أنف ق في‬
‫سبيل المحافظة عليها مصاريف التخزينه تغليفها يحق له الرجوع بهذه المصاريف على الموكل وهذا ما نصت علي ه ا من الق انون‬
‫المدني األردني من أن الوديعة أمانة في يد المودع لديه‪ ،‬وعلي ه ض هلكت بتعدي ه أو تقص يره في حفظه ا م ا لم يتف ق على خالف‬
‫ذلك‪.‬‬
‫كما يلتزم الوكيل بالعمولة بالمحافظة على البضاعة من ضياعها أو هالكها أو تلفها كل ضرر يلحق به ا‪ ،‬وال يس تطيع التنص ل من‬
‫المسؤولية ألن البضاعة في حيارته إال إذا حدث هذا التلف أو الهالك أو الضياع بقوة قاهرة فيتحمل تبعة ذل ك الموك ل ألن ه مال ك‪،‬‬
‫والقاعدة العامة أن الشيء يهلك على مالكه‪.‬‬
‫أما إذا تضمنت الوكالة بالعمولة شرط الضمان كما سبق أن أوضحنا فتقع المسؤولية على الوكيل بالعمولة إذا كان ش رط الض مان‬
‫مطلقًا‪ ،‬ويسأل الوكيل عن دفع قيمتها بحسب سعرها وقت الضياع أو الهالك أو التل ف ال على أس اس س عرها ال ذي ح دده الموك ل‬
‫لبيعها كما يسأل عن تعويض الموكل عن األضرار التي لحقته نتيجة عدم اتمام الصفقة التي كلف بها بسبب هذا اإلهمال‪.‬‬
‫هل يلتزم الوكيل بالعمولة بإجراء تأمين على البض اعة المودع ة لدي ه ؟ األص ل أن ال يل تزم إال إذا كلف ه الموك ل ب ذلك أو ج رى‬
‫العرف على إجرائه فإذا قام بإجراء هذا التأمين قله الحق في الرجوع على الموكل لمطالبته بنفقات التأمين‪.‬‬
‫أما إذا تضمن عقد الوكالة تعليمات من الموكل بعدم إجراء التأمين على البض اعة وم ع ذل ك خ الف الوكي ل ه ذه التعليم ات وأمن‬
‫عليها فال يحق له مطالبة الموكل بالنفقات أو بمصاريف التأمين كذلك األمر إذا لم ينص عقد الوكال ة على إب رام عق د الت أمين‪ ،‬ولم‬
‫يجر العرف عليه‪ ،‬وهلكت البضاعة أو تلفت فال مسؤولية على الوكيل بالعمولة أم ا إذا ق ام الوكي ل بالعمول ة على ال رغم من ع دم‬
‫وجود تعليمات بإجراء التأمين وعدم وجود عرف يقضي بذلك فهل يحق له الرجوع على الموكل بمصاريف التأمين األمر م تروك‬
‫التقدير الوكيل بالعمولة فإذا قام بالتأمين عليها خشية سرقتها أو ضياعها أو تلفها فله الحق بالرجوع بهذه المص اريف على الموك ل‬
‫بصفته فضوليا‪.‬‬
‫‪ 8‬التزام الوكيل بالعمولة بتقديم حساب الموكل ص‪337‬‬
‫يلتزم الوكيل بالعمولة بأن يقدم كشف حساب صادق إلى موكله يتضمن جميع العمليات التي ق ام به ا من بي ع أو ش راء‪ ،‬ف إذا ك ان‬
‫مكلفا بالبيع التزم برد الثمن الذي قبضه مضافًا إليه الفوائد وإذا كان مكلفا بالشراء وقام باستالم الش يء الم بيع فيجب علي ه تس ليمه‬

‫الصفحة ‪ 130‬من ‪143‬‬


‫للموكل‪ ،‬ونقل حيازة جميع المشتريات إلى الموكل‪ ،‬وهذا ما نصت علي ه الم ادة (‪ )80‬من ق انون التج ارة األردني والم ادة (‪)856‬‬
‫من القانون المدني األردني‪.‬‬
‫ًا‬
‫يجب أن يكون الحساب صادقا مدعم بالمستندات أما إذا كان هناك غدد فبعد مرتكبا لجريمة خيانة األمانة‬
‫أما إذا اتفق الوكيل بالعمولة م ع اآلخ رين على ثمن ص وري في ف اتورة يق دمها إلى الموك ل مخالف ة للثمن الحقيقي ال ذي دفع ه أو‬
‫قبضه الوكيل من اآلخرين وهو ما بالقوائم المزدوجة أو بنظ ام الف اتورة المزدوج ة وه و عم ل غ ير مش روع يس ال عن ه الوكي ل‬
‫بالعمولة جنائيًا بوصفه إساءة أمانة‬
‫وإذا تعدد الوكالء بالعمولة في عقد الوكالة فإنهم مسؤولون على وجه التض ام فيم ا بينهم قب ل الموك ل م الم يتف ق على خالف ذل ك‬
‫وذلك تطبيقا للقاعدة العامة في المعامالت التجارية أن جميع المدنيين بدين تجاري هم متضامنون لسداد هذا ال دين أ بعب ارة أخ رى‬
‫إن التضامن مفترض في المعامالت التجارية‪.‬‬
‫ثانيًا التزامات الموكل‪:‬‬
‫يلتزم الموكل بدفع األجرة “العمولة” التي يستحقها الوكيل بالعمولة باإلضافة إلى جميع المصاريف والنفق ات ال تي أنفقه ا الوكي ل‬
‫بالعمولة من أجل المحافظة على البضاعة‪.‬‬
‫‪ 1‬االلتزام بدفع العمولة‪:‬‬
‫بما أن عقد الوكالة بالعمولة عقد ملزم للجانبين‪ ،‬يلتزم فيه الوكيل بالعمولة بالقيام بجميع االلتزامات التي رتبها علي ه العق د‪ ،‬مقاب ل‬
‫ذلك يلتزم الموكل بدفع األجرة أو العمولة ‪ ،”La commission‬وهذا عكس الوكالة العادية فهى عمل تبرعي‪ ،‬والعمولة قد تكون‬
‫مبلغا محددًا “‪ ”Fixi‬لكل صفقة وقد تك ون نس بة مئوي ة معين ة ‪ ”Proportionnal‬من قيم ة الص فقة ال تي يعق دها‪ ،‬وإذا تض منت‬
‫الوكالة بالعمولة شرط الضمان ترتفع نسبة العمولة وغالبًا ما يتفق الطرفان على تحديد مق دار العمول ة وإذا لم تح دد في العق د فيتم‬
‫تقديرها وفقًا للعرف التجاري السائد في محل العقد‪.‬‬
‫لم يتعرض قانون التجارة األردني إال للعمولة بالضمان في المادة (‪ )95‬منه‪ ،‬وما أن الوكال ة بالعمول ة من األعم ال التجاري ة فهي‬
‫تتسم حتمًا مقابل المادة (‪ )55‬من قانون التجارة األردني‪.‬‬
‫ويستحق الوكي ل بالعمول ة عمولت ه بمج رد اتم ام الص فقة س واء أتم تنفي ذها من قب ل المتعاق د م ع الوكي ل أم لم تنف ذ بس بب بعض‬
‫الصعوبات إال إذا كان السبب في ذلك را إلى خطأ الوكيل بالعمولة أم ا إذا ك ان الوكي ل ض امنًا فال يس تحق العمول ة إال عن د تنفي ذ‬
‫الصفقة‪.‬‬
‫أما إذا لم تتم الصفقة فال يستحق العمولة‪ ،‬وإنما يستطيع مطالبة الموكا ان عن الجهود التي بذلها التمام الصفقة وفقًا للع رف‪ ،‬وه ذا‬
‫ما نصت عليه المادة (‪ )93‬من قانون التجارة األردني‪.‬‬
‫‪ 2‬االلتزام بدفع النفقات والمصاريف ص ‪339‬‬
‫قد يضطر الوكيل بالعمولة في أثن اء تنفي ذه لوكالت ه ل دفع بعض النفق ات التم ام الص فقات ال تي يق وم به ا مث ل دف ع أج رة الش حن‬
‫للبضاعة‪ ،‬وأجرة نقلها وتفريغها وتخزينها‪ ،‬والتأمين عليها ودفع الرسوم الجمركية إلى غير ذلك من النفقات ال تي تقتض يها طبيع ة‬
‫البضاعة لذلك يلزم الموكل بدفع هذه المصاريف جميعًا إلى الوكيل بالعمولة ح تى ول و لم يتم تنفي ذ الص فقة طالم ا لم يص در خط أ‬
‫منه‪.‬‬
‫كذلك يلتزم الموكل ال بدفع هذه النفقات والمصاريف فقط وإنما بدفع فوائدها محسوبة من يوم صرفها‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة (‬
‫‪ )95‬من قانون التجارة األردني‪ ،‬والمادة (‪ )859 2 ،858‬من القانون المدني األردني‪.‬‬
‫وأخيرًا يلتزم الموكل باإلضافة إلى ما سبق بدفع تعويض للوكيل بالعمولة عن األضرار التي لحقته من جراء تنفيذ وكالته طالما لم‬
‫يصدر خطأ منه‪.‬‬
‫‪ 4.6‬ضمانات الوكيل بالعمولة وضمانات الموكل ص‪339‬‬
‫أوال ضمان الوكيل بالعمولة‬
‫‪ -1‬حق الحبس‬
‫يح ق للوكي ل بالعمول ة حبس البض اعة المملوك ة لموكل ه والموج ودة تحت ب دء أو بحيازت ه الس تيفاء أجرت ه (عمولت ه) وجمي ع‬
‫المصاريف التي أنفقها في سبيل تنفيذ عقد الوكالة وكذلك مبلغ التعويض عن األضرار التي لحقته من جراء تنفيذ عقد الوكال ة دون‬
‫خطأ منه وهذا ما نصت عليه المادة (‪ )387‬من القانون المدني األردني الكل من التزم ب أداء ش يء أن يمتن ع عن الوف اء ب ه م ادام‬
‫الدائن لم يوف بالتزام في ذمته نشا بسبب التزام المدين وكان مرتبطا به” وكذلك نصت المادة (‪ )389‬من الق انون الم دني األردني‬

‫الصفحة ‪ 131‬من ‪143‬‬


‫على ما يأتي المن أنفق على ملك غيره وهو في يده مصروفات ضرورية أو نافعة أن يمتنع عن رده حتى يستوفي ما ه و مس تحق‬
‫له قانونا ما لم يتفق أو يقضي القانون بغير ذلك‪.‬‬
‫ويستفاد من هذه النصوص أنه البد من وجود ارتباط بين حق الوكيل بالعمولة والشيء الذي يحوزت ه ومث ال ذل ك مطالب ة الوكي ل‬
‫بالعمولة بالمبالغ التي دفعها ثمنا اللبضاعة التي كلف بشرائها وجميع المصاريف التي أنفقها عليها لحفظها وصيانتها وك ذلك مب الغ‬
‫التأمين كما يجب أن تكون البضائع التي يحق الحبس عليها في حيازة الوكيل بالعمولة س واء في ذل ك الحي ازة المادي ة أو أن تك ون‬
‫تحت تصرفه ولكن بحوزته الوثائق والسندات التي تثبت ملكية موكله لهذه البضائع كأن يكون بحوزته س ند الش حن مثًال أو ت ذكرة‬
‫نقل البضائع أو سند المخازن العمومية‪.‬‬
‫ًا‬
‫وللوكيل بالعمولة الحق في أن يظل حابس البضاعة األجل ومن ثم له الحق في طلب بيع البض ائع ال تي يحبس ها وبالت الي اس تيفاء‬
‫دينه باألولوية‪.‬‬
‫غير أن الوكيل بالعمول ة يفق د حق ه في حبس البض اعة م تي خ رجت من حيازت ه وأص بحت في حي ازة الموك ل أم ا إذا م ا زالت‬
‫البضاعة في الطريق وأفلس الموكل فيحق اللوكيل بالعمولة إيقافها في الطريق ثم استرداد حيازتها وبيعها واستيفاء حق ه من ثمنه ا‬
‫طالما دفع الوكيل بالعمولة الثمن للبائع‬
‫‪ -2‬حق االمتياز ص‪340‬‬
‫يعّد حق االمتياز من أهم الضمانات المقررة للوكيل بالعمولة‪ ،‬حيث يحق له حسب البضاعة الموجودة في حوزته واستيفاء حقه من‬
‫ثمنها باألولوية وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 96‬من قانون التجارة األردني‪.‬‬
‫‪ 1‬للوكيل بالعمولة امتي از على قيم ة البض ائع المرس لة إلي ه أو المخزون ة أو المودع ة ألج ل اس تيفاء جمي ع الق روض والس لف‬
‫والمدفوعات التي قام بها سواء أكان قبل تسلمه البضاعة أم في مدة وجودها في حيازته‪.‬‬
‫‪ 2‬ينشأ هذا االمتياز بمجرد إرسال البضائع أو خزنها أو إيداعها‬
‫‪ 3‬ال ينشأ هذا االمتياز إال إذا تحقق الشرط المنصوص عليه في المادة (‪ )71‬من هذا القانون‪.‬‬
‫‪ 4‬يدخل في االمتياز مبلغ الدين األصلي مع الفوائد والعموالت والنفقات‪.‬‬
‫‪ 5‬إذا كانت البضائع قد بيعت وسلمت لحساب الموكل فيحق للوكيل بالعمولة أن يستوفي من ثمنها قيمة دينه قبل دائن الموكل”‪.‬‬
‫بداية إن حق االمتياز المقرر للوكيل بالعمولة يقوم على فكرة الرهن الض مني ال ذي يعتم د على الحبس فيف ترض اتف اق الط رفين‬
‫الوكيل والموكل على إنشاء رهن للوكيل سبلة على البضاعة التي في حوزته لتك ون ض مانا لس داد المب الغ ال تي يس تحقها في ذم ة‬
‫الكل ولما كان الرهن الحيازي أساس هذا االمتياز وكان االحتجاج بالرهن على اآلخرين البد في ه أن يثبت الم دين حيازت ه للش يء‬
‫المرهون حتى يتمتع باالمتياز وحق ه في األولوي ة في اس تيفاء دين ه وبن اء على ذل ك ال يتمت ع الوكي ل بالعمول ة إال إذا ك ان يح وز‬
‫البضائع فإذا فقد حيازتها فقد معها حقه في االمتياز‪.‬‬
‫وتعد البضاعة في حيازة الوكيل بالعمولة متى كانت في حيازته فعليًا أو رمزي ًا ك ان تك ون مودع ة في مخازن ه لبيعه ا‪ ،‬أو ك انت‬
‫مرسلة إليه‪ ،‬وموجودة في مخازن عمومية فإذا كانت البضاعة مرسلة إليه يكفي حيازة السندات التي تثبت ملكيتها كسند الش حن أو‬
‫تذكرة النقل أما إذا كانت مودعة في مخازن عمومية يكفي حيازة صك المخازن العمومية‪.‬‬
‫أما إذا باع الوكيل بالعمولة البضاعة وقبض الثمن فله الحق في حبس الثمن اليستوفي حقه منه باالمتياز‪.‬‬
‫أما المبالغ التي يشملها االمتياز فهي األجرة (العمولة)‪ ،‬والمصاريف التي ينفقها الوكيل بالعمولة من أجل المحافظة على البضاعة‬
‫؛ كمصاريف التخزين والشحن والتأمين والجمارك والنقل إلى غير ذلك وكذلك المبالغ التي يفرضها الوكي ل للموك ل وثمن الس لعة‬
‫التي اشتراها إذا كان دفعها منه‪ ،‬وكذلك المبالغ التي يفرضها الوكيل بالعمولة للموكل وفوائد هذه الديون جميعا‪.‬‬
‫ويفضل امتياز الوكيل بالعمولة على جميع حقوق االمتياز األخرى ما عدا المصروفات القضائية وما يس تحق للحكوم ة ل ذلك قي ل‬
‫يحق انه ممتاز الممتازين‪.‬‬
‫أما من حيث إجراءات التنفيذ على البضاعة الستيفاء الوكيل بالعمولة حقه في االمتي از‪ ،‬فتمت از ه ذه اإلج راءات بالس رعة وع دم‬
‫التعقيد‪ ،‬حيث تتبع إجراءات التنفيذ الخاصة بالرهن التجاري‬
‫‪ 3‬تضامن الموكلين ص‪341‬‬
‫إذا تعدد الموكلون في عقد الوكالة بالعمولة فإنهم يسألون على وجه التضامن فيما بينهم في مواجهة الوكيل بالعمولة دون حاجة إلى‬
‫النص على هذا التضامن في العقد متى كانت الوكالة تجارية بالنسبة لهم‪ ،‬وذلك تطبيقا للقاعدة العرفية أن في المع امالت التجاري ة‪،‬‬
‫أما إذا كانت الوكالة مدنية بالنسبة لهم فال تضا وجد نص قانوني أو تم االتفاق على خالف ذلك‪.‬‬
‫ثانيًا ضمانات الموكل‪:‬‬
‫الصفحة ‪ 132‬من ‪143‬‬
‫‪ 1‬التضامن بين الوكالء بالعمولة‪:‬‬
‫إذا تعدد الوكالء بالعمولة‪ ،‬يسألون على وجه التضامن فيم ا بينهم تج اه موك ل فيم ا يس تحقه من مب الغ مالي ة أو تعويض ات‪ ،‬وه ذا‬
‫تطبيقا للقاعدة العرفية‪ ،‬أنا التضامن فمفترض بين المدينين‪.‬‬
‫‪ -2‬حق االسترداد‬
‫إذا ما توقف الوكيل بالعمولة عن دفع دين من ديونه التجارية وأش هر إفالس وك انت البض اعة العائ دة للموك ل في حيازت ه‪ ،‬أو أن‬
‫الوكيل بالعمولة قد باع البضاعة وأشهر إفالسه قبل قبض الثمن فما ضمانات الموكل في الحصول على حقوقه في البض اعة أو في‬
‫ثمنها ؟ لقد نصت على هذه الضمانات المادة (‪ )433‬من قانون التجارة األردني‪ ،‬ويستفاد من هذا النص ما يأتي‪:‬‬
‫أ إذا كان الوكيل بالعمولة مكلفا بالبيع‪ ،‬وسلمه الموكل البضاعة ثم أقلس الوكيل قبل أن تنتقل ملكيتها إلى المشتري وقب ل خروجه ا‬
‫من حيازته‪ ،‬فللموكل الحق في استرداد البضاعة الموجودة في حيازة الوكيل وفي حالة إيداع البضاعة لدى اآلخرين يح ق للموك ل‬
‫استردادها بشرط أن تكون البضاعة موجودة بعينها‪ ،‬أما إذا جرى عليها تغيير كما لو كانت قطنا وتحولت إلى نس يج فليس ل ه ح ق‬
‫استردادها وإنما يدخل في تفليسة الوكيل بالعمولة كدائن عادي‪.‬‬
‫ب إذا كان الوكيل بالعمولة مكلفًا بالشراء وقام بشراء البضاعة فعًال لحساب موكله فأصبح الموك ل مالك ا له ا‪ ،‬ثم دخلت البض اعة‬
‫في حيازة الوكيل ثم أفلس قبل انتقال حيازتها إلى الموكل فمن حق الموكل استردادها‬
‫وللموكل أيضا الحق في طلب استرداد ثمن البضاعة أو جزء منه إذا لم يكن اآلخرون قد دفعوه للوكيل أو لم تجر علي ه مقاص ة في‬
‫حساب جار بينهما‪.‬‬
‫‪ 5.6‬تنظيم العالقات الناشئة عن الوكالة بالعمولة ص‪343‬‬
‫نشا عن عقد الوكالة بالعمولة عالق ات قانوني ة ع دة فهن اك عالق ة الوكي ل بالعمول ة م ع الموك ل‪ ،‬والعالق ة بين الوكي ل بالعمول ة‬
‫واآلخرين أن واآلخرين‪ ،‬وأخيرا العالقه بين الموكل واالخرين وسنبحث هذه العالقات تباعًا‪.‬‬
‫أوال العالقة بين الوكيل بالعمولة والموكل ص‪343‬‬
‫يحكم العالقة بين الوكيل بالعمولة والموكل‪ ،‬عقد الوكالة المبرم بينهما‪ ،‬فسبق أن أوضحنا أن عقد الوكالة ي رتب التزام ات في ذم ة‬
‫الطرفين الوكيل والموكل كما أن الوكيل بالعمولة وأن كان يتعاقد باسمه الخاص‪ ،‬إال أنه يعمل لحساب موكله‪ ،‬وبناء على ذلك فه و‬
‫ملزم بالقيام بجميع التصرفات القانونية والمادية التي كلفه بها موكله فإذا كان الوكيل بالعمولة مكلف ا ب البيع‪ ،‬يجب علي ه تس ليم ثمن‬
‫البضاعة إلى الموكل بعد بيعها‪ ،‬وإذا كان مكلفا بالشراء فعليه أن يسلم ما قام بشرائه وللموكل‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن الوكيل بالعمولة ما هو إال مجرد وكيل عن الموكل فال يحق له التصرف باألشياء التي كلف ببيعها أو بشرائها‪،‬‬
‫وان يده عليها يد أمانة وليس بد مالك وعليه إذا أفلس الوكيل بالعمولة قبل بيع البضاعة التي كلف ببيعه ا يح ق للموك ل اس تردادها‬
‫طالما أنها الزالت بعينها‪ ،‬أي لم يجر عليها تغيير أو تبديل‪ ،‬أما إذا باع الوكيل بالعمول ة البض اعة وقبض الثمن في دخل الموك ل في‬
‫تفليسة الوكيل بالعمولة كدائن عادي ويخضع لقسمة الغرماء مالم تكن هذه المبالغ مفروزة ومحفوظة بمعزل عن بقية أموال الوكيل‬
‫بالعمولة المفلس‪ ،‬ومؤشرا عليها بما يفيد التخصيص‬
‫أما إذا كان الوكيل بالعمولة قد باع البضاعة قبل إفالسه ولم يقبض الثمن جاز للموكل أن يطالب المشتري مباشرة والحصول علي ه‬
‫مالم تجر عليه مقاصة في حساب جار بين المفلس والمشتري المادة ‪ 433 2‬من قانون التجارة األردني‪.‬‬
‫ثانيا العالقة بين الوكيل بالعمولة واألخرين ص‪343‬‬
‫بما أن الوكيل بالعمولة يعمل على وجه االستقالل و لحسابه الخاص‪ ،‬فإذا قام بابرام اعقد مع اآلخرين‪ ،‬فيرتب ه ذا العق د عالق ات‬
‫قانونية مباشرة في ذمة الطرفين الوكيل بالعمولة واآلخرين الذي تعامل معه‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ( ‪ )88 1‬من قانون التجارة‬
‫األردني فإذا كان الوكيل بالعمولة بائعا أصبح مدينا بتسليم الشيء الم بيع ودائن ا ب الثمن‪ ،‬وإذا الوكي ل بالعمول ة مش تريا ك ان م دينا‬
‫بالثمن في مواجهة الغير ودائنا بتسليم المبيع ونتيجة لذلك يعتبر الوكيل بالعمولة مسؤوال في مواجهة الغير عن تنفي ذ التعاق د وه ذا‬
‫ما يميز بين مركز الوكيل بالعمولة ومركز الوكيل العادي حيث أن الوكيل العادي يعمل باس م موكل ه والحس اب موكل ه‪ ،‬فه و ليس‬
‫طرفا في الصفقة التي يبرمها‪ ،‬فإن آثار هذا العقد تنصرف مباشرة في ذمة طرفيه الموكل واآلخرين‬
‫ثالثا العالقة بين الموكل واآلخرين‬
‫بما أن الوكيل بالعمولة يعمل باسمه الخاص‪ ،‬فهو طرف في العالقة الناتجة من العقد المبرم مع اآلخرين‪ ،‬بينما الموكل يعد شخص ًا‬
‫أجنبيًا عن العقد‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 133‬من ‪143‬‬


‫غير أن هذا العقد يرتب آثارة قانونية غير مباشرة بين الموكل واآلخرين‪ ،‬وتستند هذه العالق ة على األس اس الق انوني الع ام ال ذي‬
‫نصت عليه المادة (‪ )366 1‬من القانون المدني األردني والتي جاء فيها لكل دائن ولو لم يكن حق ه مس تحق األداء أن يباش ر باس م‬
‫مدينه جميع حقوق هذا المدين إال ما كان منها متصًال بشخصه خاصة أو غير قابل للحجز‪.‬‬
‫ويستفاد من هذا النص أنه يحق للموكل أن يطالب اآلخرين بحقوق وكيله الذي يعد مدينًا له فاذا كلف الوكي ل بالعمول ة ب البيع مثًال‬
‫أصبح دائنا بالثمن قبل اآلخرين ومدينا به قبل الموكل في الوقت نفسه‪ ،‬لذلك يستطيع الموك ل أن يط الب اآلخ رين ب دفع ه ذا الثمن‬
‫فهو يحل بذلك محل مدينه وهو والوكيل بالعمول ة وبالمقاب ل يس تطيع اآلخ رين أن يتمس كوا في مواجهت ه أي في مواجه ة الموك ل‬
‫بجميع الدفوع التي يستطيع التمسك بها في مواجهة الوكيل‬
‫ًا‬
‫وكذلك يستطيع اآلخرون الرجوع على الموكل بطريق الدعوى غير المباشرة للمطالبة بحقوقه قبل الوكيل ال ذي يع د دائن للموك ل‬
‫فإذا كلف الوكيل بالعمولة بالشراء وأبرم العقد ومن ثم أصبح الوكيل بالعمولة مدينًا بالثمن قبل اآلخرين ودائنًا للموكل ب ه فيس تطيع‬
‫اآلخرون أن يحلوا محل مدينه وهو الوكيل بالعمولة والرجوع بطريق الدعوى غير المباشرة على الموكل ليطالبه بدفع الثمن‬
‫والجدير بالذكر أن استعمال الدعوى غير المباشرة ال يتم إال إذا توافرت شروط كما نصت على ذلك الم ادة (‪ )366 2‬من الق انون‬
‫المدني األردني‪ ،‬وهذه الشروط هي‬
‫‪ 1‬أن يثبت الموكل أن المدين قد أهمل في المطالبة بحقوقه‬
‫‪ 2‬أن يثبت أن هذا اإلهمال من شأنه أن يسبب إعساره أو أن يزيد في هذا اإلعسار‪ ،‬كذلك يجب إدخال المدين خصما في الدعوى‪.‬‬
‫القاعدة العامة أن الوكالة بالعمولة ال ينشا عنها عالقات مباشرة بين الموكل واآلخرين غير أن المشرع ق د خ رج عن ه ذه القاع دة‬
‫العامة وأجاز للموكل الرجوع مباشرة على المتعاقد في حالة إفالس الوكيل بالعمولة المكلف بالبيع‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادت ان (‬
‫‪ )439 ،432‬من قانون التجارة األردني‪ ،‬وكذلك في حال ة إفالس الوكي ل بالعمول ة المكل ف بالش راء وه و م ا نص ت علي ه أيض ا‬
‫المادتان (‪ )435 434‬من قانون التجارة األردني‪.‬‬
‫ويستفاد من هذه النصوص ما يأتي‪:‬‬
‫‪ 1‬إذا كان الوكيل بالعمولة مكلفا ب البيع ثم أفلس قب ل قبض الثمن من اآلخ رين‪ ،‬ج از للموك ل الرج وع على المش تري اآلخ رين)‬
‫مباشرة‪ ،‬ومطالبته بأداء الثمن أو الجزء الباقي منه‪ ،‬كي ال يدخل في تفليسة الوكيل بالعمولة كدائن عادي‪.‬‬
‫‪ 2‬إذا كان الوكيل بالعمولة مكلفا بالشراء‪ ،‬وقام بش راء البض اعة فعًال ثم أفلس قب ل أن يتس لم البض اعة من الب ائع اآلخ رين يح ق‬
‫للموكل الرجوع مباشرة على البائع “اآلخرين ومطالبت ه بتس ليم البض اعة مح ل ال بيع اآلخ رين‪ ،‬لكي ال ي دخل في تفليس ة الوكي ل‬
‫بالعمولة كدائن عادي وال يحق لآلخرين أن يمتنعوا عن تسليمه البضاعة بحجة أنه ليس طرفا في العقد‪.‬‬
‫‪ 6.6‬انقضاء الوكالة بالعمولة ص‪345‬‬
‫تعّد الوكالة بالعمولة نوعًا من أنواع الوكالة ل ذلك فهي تنقض ي لألس باب ال تي تنقض ي به ا الوكال ة العادي ة وه ذا م ا نص ت علي ه‬
‫المادتان (‪ )863 862‬من القانون المدني األردني ويستفاد من هذه النصوص أن أسباب انقضاء الوكالة بالعمولة هي‪:‬‬
‫‪ 1‬اتمام العمل المكلف به الوكيل بالعمولة‪:‬‬
‫تنتهي الوكالة باتمام العمل الذي كلف به الوكيل بالعمولة فإذا كلف الوكي ل بالعمول ة ب البيع وق ام ب بيع البض اعة ال تي كل ف ببيعه ا‬
‫فينتهي هنا عقد الوكالة بالعمولة وإذا كلف الوكيل بالعمولة بالشراء وقام بإبرام الص فقة م ع اآلخ رين لحس اب الموك ل‪ ،‬ينتهي هن ا‬
‫أيضًا عقد الوكالة بمجرد إبرام العقد مع االخرين‬
‫والجدير بالذكر أن الوكالة في هذا الصدد تنتهي إذا لم يتمكن الوكيل بالعمولة ألي سبب من األسباب من اتم ام الص فقة ال تي كل ف‬
‫بها أو استحال عليه تنفيذها‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 448‬من القانون المدني األردني‪.‬‬
‫‪ 2‬موت الوكيل بالعمولة أو الموكل‪:‬‬
‫بما أن الوكالة بالعمولة من العقود التي تقوم على االعتبار الشخصي‪ ،‬أي إن الشخص ية المتعاق د أث را في انعق اد العق د‪ ،‬ل ذلك ف إن‬
‫الوكالة بالعمولة تنقضي بموت الموكل أو الوكيل بالعمولة إال إذا رضي الورثة بذلك ونكون بصدد عقد جديد‪.‬‬
‫وإذا كان الوكيل بالعمولة شركة تنتهي الوكالة إذا حلت الشركة ألي سبب من أسباب االنقضاء وإذا تعدد الموكلون ف إن الوكال ة ال‬
‫تنتهي بموت أحدهم ما لم تكن الوكالة غير قابلة للتجزئة‪.‬‬

‫‪ 3‬الحجز على الوكيل بالعمولة أو الموكل ص ‪346‬‬

‫الصفحة ‪ 134‬من ‪143‬‬


‫تعّد الوكالة بالعمولة عمًال تجاريًا طالما تمت بشكل مقاولة لذلك يجب توافر األهلي ة الالزم ة للقي ام باألعم ال التجاري ة في الوكي ل‬
‫بالعمولة‪ ،‬أي البد من بلوغه سند الرشد‪.‬‬
‫فإذا صدر حكم بالحجز على الوكيل بالعمول ة فإن ه يفق د أهليت ه وبالت الي ي ؤدي إلى انقض اء عق د الوكال ة‪ ،‬والحكم نفس ه إذا أفلس‬
‫الوكيل بالعمولة تنقضي الوكالة‪.‬‬
‫وكذلك األمر يجب أن يكون الموكل أهًال لمباشرة التصرفات القانونية فإذا فقد أهليته أو أشهر إفالسه فإن ذل ك ي ؤدي إلى انقض اء‬
‫عقد الوكالة‬
‫‪ 4‬انتهاء المدة المحددة لعقد الوكالة ص‪346‬‬
‫غالبا ما ينص في عقد الوكالة بالعمولة على مدة محددة‪ ،‬لذلك تنتهي الوكالة بانتهائها مالم يتم االتفاق على تحديدها أم ا إذا لم تح دد‬
‫مدة معينة للوكالة كأن تكون طوال حياة الموكل أو الوكيل بالعمولة‪ ،‬ففي هذه الحالة تنتهي الوكالة عند وفاة الموكل أو الوكيل‬
‫‪ 5‬عزل الوكيل بالعمولة أو اعتزاله‬
‫القاعدة العامة أن للموكل الحق في عزل الوكيل بالعمولة حتى لو كانت الوكال ة بالعمول ة مح ددة بأج ل معين إال إذا تعل ق بالوكال ة‬
‫حق اآلخرين فال يجوز العزل دون رضائهم اآلخرين غير أن المشرع التجاري قد خرج عن هذه القاعدة وأجاز عزل الوكيل ح تى‬
‫لو كانت الوكالة محددة المدة ألن عقد الوكالة التجارية يقوم على االعتبار الشخصي المادة (‪ )97‬من قانون التج ارة األردني‪ ،‬حيث‬
‫نصت على “أن الموكل الذي يلغي الوكالة وكذلك الوكيل بالعمولة الذي ينكل عن وكالته يلزم بالتعويض إذا وقع اإللغاء أو النك ول‬
‫بدون سبب مشروع” لذلك يجب أن يتم عزل الوكيل بالعمولة في وقت مناسب وبعذر مقبول‪ ،‬وال اعت بر الموك ل ملزم ا بتع ويض‬
‫الوكيل بالعمولة عن الضرر الذي لحقه من جراء عزله في وقت غ ير مناس ب أو بع ذر غ ير مقب ول م الم يتم االتف اق على خالف‬
‫ذلك‪.‬‬
‫والتعويض يكون مقابل ما فات الوكيل بالعمولة من عمولة وما لحقه من خسارة كذلك يحق للوكيل بالعمولة أن يعزل نفس ه بنفس ه‬
‫حتى لو كانت الوكالة محددة المدة‪ ،‬ولكن يجب أن يتم ذلك بوقت مناسب وبسبب وعذر مقبولين وأال يلزم الوكيل بالعمولة بتعويض‬
‫الموكل عن الضرر الذي لحقه من جراء اعتزاله‪.‬‬
‫‪ .7‬عقد السمسرة ‪ :Le Courtage‬ص ‪348‬‬
‫‪ 1.7‬أحكام عقد السمسرة‬
‫تعريف عقد السمسرة وأهميته‬
‫تعريفها “هي عقد يلتزم بمقتضاه شخص يسمى السمسار مقابل شخص آخ ر يس مى مف وض السمس ار بإيج اد متعاق د آخ ر إلب رام‬
‫صفقة معينة مقابل أجر‪.‬‬
‫كما عرفتها المادة (‪ )99‬من قانون التجارة األردني بأنها “عقد يلتزم به فريق السمسار ألن يرشد الفري ق اآلخ ر إلى فرص ة لعق د‬
‫اتفاق ما أو أن يكون وسطا لهن مفاوضات التعاقد وذلك مقابل أجره‬
‫كما عرفه قانون الوكالء والوسطاء التجاريين رقم (‪ )44‬لسنة ‪ 1985‬والذي أطلق على السمسار اسم الوس يط التج اري بأن ه “ك ل‬
‫من يتعاطى مهنة القيام بالوساطة لعقد أو تسهيل عقد المعامالت التجارية وما يتفرع عنها لق اء أج ر دون أن يك ون أج يرًا أو نائب ًا‬
‫عن أحد الطرفين فيها‪.‬‬
‫يستفاد من هذا التعريف أن مهمة السمسار تنحصر في الوساطة بين طرفين والتق ريب بين وجه تي نظ ر الط رفين من أج ل إب رام‬
‫العقد‪ ،‬دون أن يكون طرفا فيه‪ ،‬حيث إن آثار العقد تنصرف إلى ذمة الطرفين وال دخل للسمسار في ذلك‬
‫كما أن السمسار يعمل على وجه االستقالل ولحسابه الخاص دون أن يكون تابعًا األح د‪ ،‬ل ذلك فه و يختل ف في مرك زه عن مرك ز‬
‫الوكيل العادي الذي ينوب عن أحد طرفي العقد‪ ،‬كما يعمل لحسابه بينما السمسار يتوسط بين طرفي العقد ويعمل لحس اب ذات ه وال‬
‫ينوب عن أحد الطرفين وكذلك يختلف السمسار عن الوكيل بالعمولة‪ ،‬ألن هذا األخير يعد طرف ًا في العق د كم ا س بق أن أوض حنا‪،‬‬
‫كما أن مهمة السمسار هي القيام باألعمال المادية‪ ،‬بينما الوكيل بالعمولة يقوم بالتصرفات القانونية والمادية‬
‫أهميتها ص‪348‬‬
‫تعّد السمسرة من عقود التوسط‪ ،‬لذلك يقوم السمسار بدور مهم في ميدان التعامل بين األفراد وخاصة في المجال التج اري‪ ،‬وغالب ا‬
‫ما يستعين التاجر في مباشرة التجاري بوس طاء تج اريين كالسماس رة لتص ريف منتجات ه‪ ،‬ويس اهم السمس ار إلى ح د تس هل عق د‬
‫الصفقات بين اشخاص ال يعرفون بعضهم من قبل‪ ،‬كما تظهر م نها بشكل خاص في إبرام الصفقات التجاري ة ال تي ال يمكن أن تتم‬

‫الصفحة ‪ 135‬من ‪143‬‬


‫إال بوساطة السمسار كما هو الحال في شراء وبيع األسهم والسندات وبيعها‪ ،‬وهو ما نص ت علي ه الم ادة الرابع ة من ق انون س وق‬
‫عمان المالي‬
‫ونظرًا ألهمية عقد السمسرة اهتم المشرع األردني بذلك‪ ،‬فبعد أن كان قانون الداللين والسماسرة العثم اني الص ادر س نة ‪ 1306‬هـ‬
‫هو المطبق في األردن‪ ،‬صدر قانون مؤقت رقم (‪ )3‬لسنة ‪ 1965‬الخاص بالوكالء والوسطاء التج اريين‪ ،‬ثم ق انون رقم ‪ 19‬الس نة‬
‫‪ 1967‬ثم قانون رقم ‪ 20‬لسنة ‪ 1974‬وأخيرًا صدر قانون الوكالء والوسطاء التج اريين رقم (‪ )44‬لس نة ‪ 1985‬وال ذي نظم كيفي ة‬
‫ممارسة مهنة الوكالة أو الوساطة التجارية‪ ،‬ونص المشرع األردني على السمسرة في المواد من (‪ )105 99‬من القانون‪.‬‬

‫ثانيًا تكوين عقد السمسرة وخصائصه وإثباته ص‪349‬‬


‫تكوين العقد‪:‬‬
‫يعد عقد السمسرة كبقية العقود التجارية‪ ،‬عقدا رضائيا يتم بمجرد توافق إرادة الطرفين (اإليجاب والقبول) وتطابقهما‪ ،‬وبما أن عقد‬
‫السمسرة تصرف ق انوني فال ب د من ت وافر األرك ان الموض وعية العام ة الالزم ة النعق اد العق د وهي الرض اء واألهلي ة والمح ل‬
‫والسبب‪.‬‬
‫أما من حيث الرضا فال بد من اإليجاب والقبول بين طرفي العقد‪ ،‬وأن تكون إرادتهم سليمة خالية من عيوب اإلرادة‪ ،‬أما من حيث‬
‫األهلية‪ ،‬فبما أن عقد السمسرة هو عقد تجاري فال بد من توافر األهلية الالزمة لمباشرة التصرفات القانوني ة التجاري ة‪ ،‬ل ذلك يجب‬
‫أن يبلغ السمسار سن الرشد أما من ناحية محل العقد‪ ،‬فهو قيام السمسار بالعمل الذي كلف به‪ ،‬أال وه و التق ريب بين وجه تي نظ ر‬
‫الطرفين المختلفتين وإبرام العقد‪ ،‬كما يجب أن يكون محل العقد مشروعا أي غير مخالف للنظام العام أو اآلداب العام ة وأال يك ون‬
‫محل العقد مستحيًال أما سبب عقد السمسرة‪ ،‬فه و الغ رض المباش ر من إب رام الص فقة‪ ،‬ويجب أن يك ون مش روعًا وغ ير مخ الف‬
‫للنظام العام أو اآلداب العامة‪.‬‬
‫لقد نص قانون الوكالء والوسطاء التجاريين األردني لسنة ‪ 1985‬في مادته الراي على ش روط معين ة يجب توافره ا في السمس ار‬
‫سواء أكان شخصًا طبيعيًا أم شخها معنويًا‪:‬‬
‫بالنسبة للشخص الطبيعي‪:‬‬
‫‪ -1‬يجب أن يكون أردنيًا‬
‫‪ 2‬أن ال يقل عمره عن عشرين سنة‬
‫‪ 3‬أن يكون مقيمًا في األردن‪.‬‬
‫‪ 4‬أن يكون له محل تجاري أو مكتب في األردن‬
‫ًا‬
‫‪ 5‬أن يكون مسجًال في سجل التجارة في وزارة الصناعة والتجارة وعضو في إحدى غرف التجارة أو الصناعة في األردن‪.‬‬
‫بالنسبة للشخص المعنوي‪:‬‬
‫أ إذا كان شركة عادية‪:‬‬
‫‪ 1‬أن تكون هذه الشركة أردنية‪.‬‬
‫‪ 2‬أن تكون أكثرية رأسمالها لألردنيين‬
‫‪ 3‬أن يكون لها مكتب في األردن‪.‬‬
‫‪ 4‬أن تكون مسجلة لدى إحدى الغرف التجارية‬
‫ب إذا كانت شركة مساهمة عامة‪:‬‬
‫‪ 1‬يجب أن تكون الشركة أردنية‬
‫‪ 2‬أن يكون أكثرية أعضاء مجلس إدارتها أو هيئة مديرها من األردنيين‪.‬‬
‫‪ 3‬أن تكون مسجلة لدى إحدى غرف التجارة‬
‫خصائص عقد السمسرة ص‪350‬‬
‫‪ 1‬عقد السمسرة عقد رضائي‪ ،‬ينعقد بمجرد توافق إرادة الطرفين‪ ،‬وال يتطلب القانون شكال معينا النعقاده‬
‫‪ 2‬يعد عقد السمسرة من العقود الملزمة للجانبين ألنه يرتب التزامات متقابلة في ذمة طرفين وفي حين يلتزم السمسار بالعمل ال ذي‬
‫كلف به‪ ،‬يلتزم الشخص اآلخر الذي كلف السمسار بدفع األجرة‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 136‬من ‪143‬‬
‫‪ -3‬بعد عقد السمسرة من العقود المسماة ؛ ألن المشرع أطلق عليه تسمية معينة ونظم أحكام ه في ق انون التج ارة األردني وق انون‬
‫الوكالء والوسطاء التجاريين‪.‬‬
‫‪ 4‬عقد السمسرة يعد من العقود التجارية‪.‬‬
‫ًا‬ ‫ًال‬
‫نص القانون التجاري األردني في المادة (‪ 6 1‬ج) على عد السمسرة عم تجاري حكم ماهيتها الذاتي ة طالم ا تمت بش كل مقاول ة‬
‫وهذا يخالف بعض القوانين التي تعّد ها تجارية طالما وقعت منف ردة أو تمت بش كل مقاول ة والق انون األردني ع دها تجاري ة بغض‬
‫النظر عن طبيعة الصفقة التي يتوسط بها السمسار سواء أكانت تجارية أم مدنية‪.‬‬
‫ًا‬
‫غير أن هناك خالفا في الفقه‪ ،‬فبينما يرى بعض الفقهاء أن السمسرة تعد عمًال تجاري بغض النظ ر عن الص فقة ال تي يتوس ط به ا‬
‫السمسار سواء أكانت عمًال تجاريا كالتوسط في عقد النقل والتأمين‪ ،‬أم مدنية كالتوسط في شراء العقارات أو تأجيرها أو السمس رة‬
‫في الزواج في حين آخرون إلى أن السمسرة ال تعّد تجارية إال إذا توسط السمسار في عمليات تجارية دون المدنية‪.‬‬
‫ويترتب على احتراف السمسار لألعمال التجارية اكتسابه لصفة التاجر‪ ،‬ويل زم يقي د اس مه في الس جل التج اري كم ا يل زم بمس ك‬
‫دفاتر تجارية وإذا أفلس يجوز طلب شهر إفالسه‪.‬‬
‫إثبات عقد السمسرة ص‪351‬‬
‫سبق أن أوضحنا أن عق د السمس رة يع ّد عمًال تجاري ًا‪ ،‬وأن السمس ار يع د ت اجرًا وبن اء على ذل ك إذا ك ان العق د تجاري ًا بالنس بة‬
‫للطرفين يتم إثباته وفقا ألحكام القانون التجاري بجميع الطرق أما إذا كان العق د مختلط ا تجاري ًا بالنس بة للسمس ار وم دنيا بالنس بة‬
‫للشخص اآلخر الذي تعامل مع السمسار فيلتزم السمسار بإثبات العقد بالكتابة في مواجهة من تعامل معه أي الشخص المدني‬

‫‪ 2.7‬آثار عقد السمسرة‬


‫‪ -‬إن عقد السمسرة من العقود الملزمة للجانبين‪ ،‬فهو يرتب التزامات في ذمة السمس ار وأخ رى في ذم ة الش خص ال ذي تعاق د م ع‬
‫السمسار‪ ،‬والتي هي في الوقت نفسه حقوق السمسار لذلك سوف ندرس أوال التزامات السمسار وثانيا حقوقه‬
‫أوال التزامات السمسار‬
‫‪ 1‬القيام بالعمل المكلف بها‪:‬‬
‫ًا‬
‫إن مهمة السمسار األساسية هي التقريب بين وجهة نظر الطرفين‪ ،‬فقد يكون مكلف من قبل شخص بالبيع ومن قبل الشخص اآلخر‬
‫بالشراء‪ ،‬ولكل طرف شروطه فيقوم بالتقريب بين الطرفين من أجل إبرام العقد‪ ،‬ومهمته تنتهي كقاعدة عام ة عن د ه ذا الح د ولكن‬
‫عليه أن ينجز عمله بحسن نية طبقا لنص المادة ‪ 99 2‬من قانون التجارة األردني‪.‬‬
‫‪ 2‬يلتزم السمسار بالتأكد من أهلية من يتوسط لهم ومالءتهم‪:‬‬
‫يجب على السمسار أن يبذل العناية والحرص الالزمين في أداء مهمته فعليه أن يخطر كال المتعاق دين عن ظ روف الص فقة ال تي‬
‫يتوسط بها متى كان مفوضًا من كال الطرفين‪ ،‬ومدى صالحيتها ومخاطرها وك ذلك أن يعلم ك ل ط رف بأهلي ة وص الحية ومالءة‬
‫الطرف اآلخر المالية‪ ،‬ويجب أال يفضل مصلحة أحد الطرفين على الطرف اآلخر‪ ،‬فإذا علم مثًال أن أح د الط رفين معس رًا أو على‬
‫وشك الوقوع في اإلفالس ولم يعلم الطرف اآلخر كان مسؤوال عن الضرر وهو ما نصت علي ه الم ادة (‪ )103‬من ق انون التج ارة‬
‫األردني بقولها “ال يحق للسمسار أن يتوسط ألشخاص اشتهروا بعدم مالءتهم أو يعلم بعدم أهليتهم‪.‬‬
‫‪ 3‬يلتزم السمسار بأن ال يكون طرفًا ثانيا في الصفقة التي يعقدها‬
‫يستفاد من نص المادة (‪ )549‬مدني أردني “أنه ال يجوز للوسطاء أو الخبراء أن يشتروا باسمائهم أو باس م مس تعار األم وال ال تي‬
‫عهد إليهم في بيعها” وكذلك نص ت الم ادة ‪ 19‬من نظ ام ال داللين والسماس رة العثم اني على أن ه ال يج وز لمن يش تغل بالدالل ة أن‬
‫يتعاطى لحسابه أو باسمه شيئا من المعامالت التجارية ومن ثم فال يجوز للسمسار بوصفه وسيطا أن يتعاقد مع نفسه ؛ أي أن يكون‬
‫طرفًا ثانيا في العقد الذي توسط في إبرامه بحيث يبطل العقد سواء أكان قد أبرمه باسمه هو أم باسم مستعار”‪.‬‬
‫يستفاد من هذا النص أنه إذا كلف بإيجاد مشتري لصفقة كلف بيعها‪ ،‬فال يجوز أن يشتري لنفسه سواء باسمه أو باسم مستعار‪ ،‬ألن‬
‫السمسار سوف يفضل مصلحته الشخصية على مصلحة عميله وهذا ما قصده المشرع إال أنه إذا أجاز العميل للسمس ار أن يض يف‬
‫الصفقة لنفسه مسبقًا أو أجاز العقد بعد إبرامه‪ ،‬حينئذ يص بح السمس ار بائع ًا أو مش تريا وتنظم العالق ة بين ه وبين عميل ه على ه ذا‬
‫األساس‪ ،‬وال يستحق السمسار أي أجر في هذه الحالة‪.‬‬

‫‪ 4‬السمسار الضامن‬

‫الصفحة ‪ 137‬من ‪143‬‬


‫األصل أن مهمة السمسار تقتصر على التقريب بين وجهتي نظر الطرفين وتنتهي مهمته بمجرد تالقي إرادة الطرفين‪ ،‬وبالتالي ال‬
‫يسأل عن تنفيذ العقد الذي توسط فيه فال يسأل عن دفع الثمن أو األجرة أو تس ليم الش يء الم بيع أو العين الم ؤجرة‪ ،‬كم ا ال يض من‬
‫يسار المتعاقدين‪.‬‬
‫غير أن السمسار قد يتعهد بضمان الصفقة التي توسط في إبرامها‪ ،‬ويسمى السمسار الضامن ويسمى ه ذا الش رط ش رط الض مان‬
‫وهو يشبه في ذلك الوكيل بالعمولة الض امن‪ ،‬ومض مون ه ذا الش رط أن السمس ار يظ ل مس ؤوًال عن تنفي ذ العق د‪ ،‬فيض من يس ار‬
‫المتعاقد ووفاء بالتزاماته كافة وكذلك يضمن الق وة الق اهرة ال تي ق د تمن ع تنفي ذ العق د إال أن السمس ار يس تطيع أن يعفي نفس ه من‬
‫المسؤولية في حالة خطأ اآلخرين غير أن السمسار يتقاضى أجرًا إضافيًا مقابل هذا الشرط‪.‬‬
‫‪ 5‬يلتزم السمساربحفظ المستندات والوثائق والعينات‬
‫ًا‬
‫يقع على عاتق السمسار التزام أساسي يتمثل بمسك دفاتر تجارية بوصفه تاجر لكي يقي د فيه ا جمي ع المع امالت ال تي تم التوص ل‬
‫إليها بمعرفته وعليه أيضا أن يحتفظ بالوثائق المتعلقة بهذه العمليات‪ ،‬ويلتزم أيضًا بأن يسلم صورا من الوث ائق ال تي بحوزت ه المن‬
‫يطلبها من المتعاقدين فإذا ثار نزاع بين المتعاقدين وتم اللجوء إلى القضاء فمن حق القضاء والطرفين طلب تقديم ال دفاتر التجاري ة‬
‫لالطالع عليها واستخالص دليل إثبات منها‪ ،‬وهذا يتفق مع مبدأ حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات‬
‫إن مهمة السمسار أن يحفظ هذه الوثائق المتعلقة بالصفقات ال تي يتوس ط ب ه‪ ،‬وال تي تع د بمثاب ة وديع ة ل دى السمس ار يجب علي ه‬
‫حفظها وردها إلى أصحابها عند انتهاء التعاقد‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة (‪ )105‬من قانون التجارة األردني‬
‫قد يتوسط السمسار في بيع بضائع بمقتضى عينات لقد ألزمه المشرع أيضا أن يحتف ظ به ذه العين ات إلى ي وم التس ليم أو إلى الي وم‬
‫الذي يقبل فيه المشتري الصفقة دون تحفظ وهدف المشرع من ذلك ضمان اتمام الصفقة التي توسط بها طبق ا للتعليم ات واألوام ر‬
‫التي كلف بها‪ ،‬وذلك من أجل مطابقة العينة مع البضاعة محل التعاقد هذا من جهة ومن جه ة أخ رى من أج ل االس تعانة به ا عن د‬
‫نشوب النزاع بين المتعاقدين‪.‬‬
‫ثانيا حقوق السمسار ص‪354‬‬
‫تعد السمسرة من عقود العوض‪ ،‬كما تعس ة من العق ود التجاري ة‪ ،‬ل ذلك تكن المس يرة مقاب ل‪ ،‬يطل ق علي ه اس م أج رة السمس ار أو‬
‫عمولته وقد ينفق الى مصروفات في س بيل إتم ام الص فقة ال تي توس ط به ا وق د يس تحق باإلض افة إلى ذلت الحص ول على بعض‬
‫التعويضات‪ ،‬لذلك سوف ندرس أجرة السمسار ثم المصروفات والنفقات التي يستحقها السمسار‪ ،‬وكذلك التعويضات‪.‬‬
‫‪ -1‬الحق المستشار في األجرة‬
‫يحق للسمسار الحصول على األجرة المتفق عليها‪ ،‬وقد تكون هذه األجرة مبلغ معينًا‪ ،‬غير أن الوضع الغ الب في العم ل أن تك ون‬
‫أجرة السمسار نسبة مئوية من قيمة الصفقة التي توسط به ا‪ ،‬وق د تك ون نس بة مئوي ة من األرب اح ال تي يحص ل عليه ا العمي ل من‬
‫الصفقة التي تم إبرامها‪.‬‬
‫ويستمد السمسار حقه في األجرة من نصوص القانون فالمادة ‪ 1/99‬من قانون التجارة األردني عرفت السمس رة ال تي ذك رت أنه ا‬
‫مقابل أجر‪ ،‬وكذلك المواد (من ‪ 100‬إلى ‪ )102‬من قانون التجارة األردني التي نظمت أحكام األجرة‪.‬‬
‫وإذا لم يتم االتفاق على تحديد األجرة فإنها تحدد طبقًا لما جرى عليه الع رف‪ ،‬وإذا ت بين ع دم وج ود تناس ب بين األج رة والجه د‬
‫الذي بذله السمسار في سبيل اتمام الصفقة يحق للقاضي تعديل األجرة المتفق عليها وهذا ما نصت عليه المادة ( ‪ )100 2‬من قانون‬
‫التجارة األردني‪ ،‬ولكن في المقابل ال يحق للقاضي زيادة األجرة إذا كانت قليلة وال تتناسب مع جهود السمسار التي بذلها في سبيل‬
‫اتمام الصفقة بين المتعاقدين‪ ،‬ألن المشرع هدف إلى توفير الحماية العميل السمسار‪ ،‬بينما السمسار ال يستحق هذه الحماي ة لخبرت ه‬
‫ودرايته في التوسط في إبرام الصفقات‪.‬‬
‫شروط استحقاق األجرة ص ‪354‬‬
‫يستحق السمسار أجره بالشروط اآلتية‬
‫الشرط األول أن يكون هناك تفويض صادر من العميل إلى السمس ار إلب رام العق د ال يح ق للسمس ار المطالب ة ب أجر‪ ،‬إذا ك ان ق د‬
‫توسط دون أن يفوضه أحد في ذلك ربم ا أن السمس رة عق د رض ائي تحت اج إلى رض اء الط رفين‪ ،‬فال ب د من تف ويض من ج ائب‬
‫العميل للسمسار يكلفه البحث عن متعاقد آخر سواء أكان هذا التفويض صريحًا أم ضمنيًا‪.‬‬
‫وبناء على ذلك ال يستحق السمسار أجرة ولو أدت المجهودات التي قدمها إلى إبرام العقد طالم ا لم يكن مفوض ا في ذل ك ص راحة‬
‫أو ضمنا‪.‬‬
‫وإذا كلف أحد طرفي العقد السمسار بالعمل دون الطرف اآلخر فال يستحق األجرة إال من الطرف الذي كلفه أما إذا كان السمس ار‬
‫مكلفا من طرفي العقد فإنه يستحق أجرًا من كال الطرفين وبدون تضامن بينهم‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 138‬من ‪143‬‬
‫وإذا كلف السمسار بإتمام صفقة معينة وحدد له أجل لذلك ولم يتم التوصل إلى إبرام العقد في هذه الفترة‪ ،‬غير أن السمسار واص ل‬
‫مساعيه ومجهوداته بعد انتهاء الفترة المحددة وأبرمت الصفقة بين المتعاقدين فال يستحق أجرًا على ذلك‪.‬‬
‫كذلك األمر إذا وقع التعارف بين المتعاقدين بوساطة السمسار وتم إب رام ص فقات أخ رى بينهم ا فال يس تحق أج رًا عليه ا ألن ه لم‬
‫يفوض بذلك‬
‫الشرط الثاني أن يتم االتفاق بين الطرفين‪.‬‬
‫إن إبرام االتفاق بين الطرفين نتيجة لجهد السمسار فإنه يستحق األجرة‪.‬‬
‫أما إذا لم يتم التعاقد بين الطرفين على الرغم من الجهود التي بذلها السمسار في هذا الصدد فإنه ال يستحق األجرة‪.‬‬
‫أما إذا لم ينفذ العقد بين الطرفين أو إذا قام أحد الطرفين بفسخ العقد فال يؤثر ذلك في حق السمسار في األجرة‬
‫كذلك يستحق السمسار األجرة بمجرد العقد االبتدائي بين الطرفين حتى ولو لم تتم إجراءات الش هر مثًال وك ذلك يس تحق السمس ار‬
‫األجرة بغض النظر عن توافر الشكلية المطلوبة في العقد أو عدم توافرها‪ ،‬ألن السمسار يستحق أجرة بمجرد التوسط بين الطرفين‬
‫والتقريب بين وجهتي نظرهما‪ ،‬وال شأن لذلك في صياغة العقد وإفراغه في شكل معين‪.‬‬
‫وإذا كان العقد معلقًا على شرط واقف فال يستحق السمسار أجرة إال بتحق ق الش رط ف إذا تخل ف الش رط ع د العق د ك أن لم يكن وال‬
‫يستحق السمسار األجرة أما إذا كان العقد معلقًا على شرط فاسخ‪ ،‬فيستحق السمسار أجره بمجرد إبرامه أما إذا تحقق الشرط وفسخ‬
‫العقد التزم السمسار برد األجر الذي حصل عليه الن تحقق الشرط يجعل العقد كان لم يكن‪.‬‬
‫بينما يرى آخرون أنه يجب التفرقة بين ما إذا كان الشرط الفاسخ متعلق ا باس باب شخص ية بط رفي العق د فال يل زم السمس ار ب رد‬
‫األجرة أما إذا كان الشرط الفاسخ متعلقا بأسباب خاصة بموضوع العقد‪ ،‬يلزم السمس ار ب رد األج رة غ ير أن ال دكتور علي حس ن‬
‫يونس يرى أن السمسار ال يلزم برد األجرة ولو تحقق الشرط الفاسخ‪ ،‬ألن األثر الرجعي يقتص ر على العق د ال ذي تض من الش رط‬
‫الفاسخ فال يؤثر ذلك في حق السمسار الذي تأكد باتفاق الطرفين‪.‬‬
‫كذلك إذا كان العقد باطًال أو قابًال للبطالن فال يتأثر حق السمسار في األجرة إذا ثبت أنه لم يعلم بس بب ه ذا البطالن‪ ،‬أم ا إذا ك ان‬
‫يعلم فعليه رد األجرة‪.‬‬
‫الشرط الثالث أن تكون هناك رابطة سببية بين إبرام العق ود والجه ود ال تي ب ذلها السمس ار في ه ذا الص دد‪ ،‬أم ا إذا لم يكن لجه د‬
‫السمسار أثر في ذلك فال يستحق األجر وإذا ث ار خالف بينهم ا في ه ذا الص دد فمحكم ة الموض وع هي ال تي تق در وج ود رابط ة‬
‫السببية من عدمها في إبرام العقد‬
‫‪ 2‬الحصول على مصاريف الوساطة ص‪356‬‬
‫نصت المادة (‪ )101‬من قانون التجارة األردني على ما يأتي “إذا اشترط إرجاع النفقات التي صرفها السمسار ف ترجع ل ه وإن لم‬
‫يتم االتفاق” ومثال ذلك إذا كلف العميل السمسار القيام بعملية معينة تحتاج إلى بعض النفقات‪ ،‬مثل اإلعالن في الصحف‪ ،‬أو السفر‬
‫إلى محل التعاقد‪ ،‬أو االستعانة بخبير لمعاينة الصفقة إلى غير ذلك فمن حق السمسار مطالبة عميله به ذه المص اريف ح تى ول و لم‬
‫تتم الصفقة‪ ،‬أما المصاريف العادية التي ينفقها السمسار والتي تعد من مستلزمات المهنة يتحملها السمسار‪.‬‬

‫‪ 3‬حق السمسار في طلب التعويض‬


‫إال أن السمسار ال يستحق أجرة إال إذا أتم الصفقة التي توسط به ا ولكن إذا أق ام السمس ار بعمل ه على خ ير وج ه دون خط ا من ه‪،‬‬
‫فاوجد شخصا إلبرام الصفقة التي توسط بها وضمن المدة المحددة ومع ذلك رفض العميل إبرام الص فقة‪ ،‬يح ق للسمس ار المطالب ة‬
‫بالتعويض نتيجة إخالل عميله بالتزامه وحرمان السمسار من أجره وكذلك يستحق السمسار التعويض عن الضرر ال ذي لحق ه من‬
‫جراء فسخ عقد السمسرة دون مبرر مشروع‪ ،‬طالما أن السمسار قد قام بالمهام الموكلة إليه بشكل جدي‪.‬‬

‫تدريب (‪)1‬‬
‫اذكر كيف تتم القسوة في تنفيذ العقود التجارية‬
‫‪ -1‬المهلة القضائية‪.‬‬
‫‪ -2‬الفوائد‪.‬‬
‫‪ -3‬التضامن‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 139‬من ‪143‬‬
‫‪4‬۔ النفاذ والمعجل ‪-‬‬
‫‪ -5‬سهولة التنفيذ على الشيء المره‬
‫‪ -6‬التقادم‪.‬‬
‫‪ -7‬اإلفالس‬
‫تدريب (‪)2‬‬
‫اذكر المنقوالت المعنوية التي يمكن رهنها‬
‫‪ -1‬رهن السندات االسمية‬
‫‪ -2‬السندات ألمر‪.‬‬
‫‪ -3‬رهن الصكوك لحاملها‪.‬‬
‫‪ -4‬رهن الديون العادية‪.‬‬
‫تدريب (‪)3‬‬
‫ما أسباب انقضاء الرهن التجاري ؟‬
‫‪ -1‬انقضاء الدين المضمون بالرهن‪.‬‬
‫‪ -2‬تنازل الدائن المرتهن عن حقه في الرهن‪.‬‬
‫‪ -3‬تملك الدائن المرتهن للشيء المرهون‪.‬‬
‫‪ -4‬هالك الشيء المرهون‪.‬‬
‫أ‪ -‬إذا هلك الشيء المرهون في يد المرتهن ضمن قيمته يوم‬
‫ب‪ -‬إذا كانت قيمته مساوية لقيمة الدين المضمون به سقط الدين عن المدين‪.‬‬
‫ج‪ -‬إذا كانت قيمته أكثر من قيمة الدين‪.‬‬
‫د‪ -‬إذا كانت قيمة الشيء المرهون أقل من قيمة الدين سقط من الدين بقدره‪.‬‬
‫تدريب (‪)4‬‬
‫اذكر خصائص عقد النقل التجاري‬
‫‪ -1‬فهو عقد رضائي‬
‫‪ -2‬فهو عقد معاوضة‪.‬‬
‫‪ -3‬من العقود الملزمة للجانبين‪.‬‬
‫‪ -4‬من العقود التجارية‪.‬‬
‫‪ -5‬عقد إذعان‪.‬‬
‫تدريب (‪)5‬‬
‫بين أهم أطراف عقد النقل‬
‫‪ -1‬الناقل‪.‬‬
‫‪ -2‬المرسل أو الشاحن‪.‬‬
‫‪ -3‬المرسل إليه‪.‬‬
‫تدريب (‪)6‬‬
‫ما أسباب إعفاء الناقل من المسؤولية؟‬
‫‪ -1‬القوة القاهرة‪.‬‬
‫‪ -2‬خطأ المرسل أو الشاحن‬
‫‪ -3‬العيب القديم في المنقول‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 140‬من ‪143‬‬
‫تدريب (‪)7‬‬
‫ما خصائص عقد الوكالة بالعمولة؟‬
‫‪ -1‬يعد عقد الوكالة بالعمولة عقدة تجارية‪.‬‬
‫‪ -2‬يعد عقد الوكالة بالعمولة عقدة رضائية‪.‬‬
‫‪ -3‬يعد عقد الوكالة بالعمولة من عقود المعاوضة‪،‬‬
‫‪ -4‬يعد عقد الوكالة بالعمولة من العقود القائمة على االعتبار الشخصي‪.‬‬
‫تدريب (‪)8‬‬
‫ما الشروط التي يجب توافرها في الشخص الطبيعي لكي يكون وكالة بالعمولة؟‬
‫‪ -1‬أن يكون أردنية‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ال يقل عمره عن عشرين سنة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون مقيما في المملكة األردنية‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يكون له محل تجاري أو مكتب في المملكة األردنية‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يكون مسجال في سجل التجارة في وزارة التج ارة والص ناعة‪ ،‬وعض وة في إح دى غ رف التج ارة والص ناعة في المملك ة‬
‫األردنية‪.‬‬
‫تدريب (‪)9‬‬
‫اذكر أسباب انقضاء الوكالة بالعمولة‬
‫‪ -1‬إتمام العمل المكلف به الوكيل بالعمولة‪.‬‬
‫‪ -2‬موت الوكيل بالعمولة أو الموكل‪.‬‬
‫‪ -3‬الحجز على الوكيل بالعمولة أو الموكل‪.‬‬
‫‪ -4‬انتهاء المدة بالعمولة أو الموكل‬
‫‪ -5‬انتهاء المدة المحددة لعقد الوكالة‪.‬‬
‫‪ -6‬عزل الوكيل بالعمولة أو اعتزاله‪.‬‬
‫تدريب (‪)10‬‬
‫ما خصائص السمسرة؟‬
‫‪ -1‬عقد السمسرة عقد رضائي‪.‬‬
‫‪ -2‬يعد عقد السمسرة من العقود الملزمة للجانبين‪.‬‬
‫‪ -3‬يعد عقد السمسرة من العقود المسماة‪.‬‬
‫‪ -4‬يعد عقد السمسرة من العقود التجارية‪.‬‬

‫‪.8‬الخالصة ص‪357‬‬
‫الحظت‪ ،‬عزيزي الدارس‪ ،‬من دراستك لهذه الوحدة والعقود التجارية» أن الفكرة األساسية لهذه الوحدة هي معرفة القواع د العام ة‬
‫للعقود التجارية‪ .‬فبداية عرفنا العقد التجاري وكيفية تكوينه وإثباته‪ ،‬وأن المشرع قد فرض قواعد شديدة لتنفيذ هذه العقود‬
‫وبعد ذلك تعرضنا بالتفصيل إلى مختلف أنواع العقود التجارية فبداية درس نا ال رهن التج اري‪ ،‬فعرفن اه وبین ا م تى يك ون تجاري ة‬
‫ومتى يكون مدنيا‪ ،‬وكيفية انعقاد الرهن‪ ،‬وكذلك إثب ات عق د ال رهن وس ريانه في مواجه ة اآلخ رين‪ ،‬وتعرض نا إلى رهن المنق ول‬
‫المادي ورهن المنقول المعنوي‪ ،‬ثم بينا کيفية التنفيذ على محل انقضاء الرهن‪.‬‬
‫ثم تعرضنا إلى عقد النقل‪ .‬فعرفنا عقد النقل وبينا أهميته وخصائصه‪ ،‬وميزنا بينه وبين غيره من العق ود المش ابهة ثم تعرض نا إلى‬
‫عقد نقل البضائع ومن ثم عقد نقل ‪ 1‬األشخاص‪ ،‬وااللتزامات التي يرتهبا العقدان في ذمة الطرفين‪ ،‬ثم بينا مسؤولية الناقل وأسباب‬
‫إعفاء الناقل من المسؤولية‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 141‬من ‪143‬‬
‫وتعرضنا بعد ذلك إلى الوكالة التجارية فعرفناها‪ ،‬وبينا كيف يتم تكوينها‪ ،‬وآثار الوكالة التجارية‪ ،‬وبينا التزام ات الموك ل وحقوق ه‬
‫وانقضاءها ثم تعرضنا إلى عقد الوكالة بالعمولة‪ ،‬فعرفناها وبينا أهميتها وميزنا بينها وبين غيرها من العقود المشابهة كعق د العم ل‬
‫وعقد السمسرة‪ .‬وتعرضنا إلى خصائصها وتكوينها وآثارها‪ .‬وضمانات الوكيل بالعمولة والموكل ثم انقضائها‪ ،‬وتعرض نا إلى عق د‬
‫السمسرة وبينا األحكام العامة لهذا العقد فعرفناها وبينا أهميتها وخصائصها‪ ،‬وكيفية تكوين العقد وإثباته‪ .‬وتعرض نا إلى آث ار اعق د‬
‫السمسرة فيينا التزامات السمسار وحقوقه‪.‬‬

‫مسرد المصطلحات ص‪361‬‬


‫‪-‬الرهن تجاري ‪:Le Gauge Commercial‬‬
‫هو حق عيني يقرر لمصلحة الدائن المرتهن‪ ،‬ويقرره شخص على مال له ضمانا ‪ 1‬ال دين في ذمت ه ه و ال راهن أو في ذم ة غ يره‬
‫ويسمي كفيًال عينيًا ويتم ترتيب الرهن كضمان إضافي إلى جانب الضمان الع ام المق رر على ذم ة مدين ة االنتق اء مخ اطر إعس ار‬
‫األخير أو إفالسه أو مزاحمة دائنيه‪.‬‬
‫عقد النقل ‪:Le Contrat de Transport‬‬
‫هو العقد الذي يلتزم بمقتضاه شخص بأن ينقل بنفسه شخصا أو شيئًا من مكان اآلخر مقابل أجر‪.‬‬
‫‪ -‬عقد نقل البضائع ‪Le Contrat de Transport de marchandises‬‬
‫هو العقد الذي يلتزم بمقتضاه شخص بنقل بضاعة من مكان آلخر مقابل أجر‪.‬‬
‫‪ -‬شحن البضاعة ‪:Chargement‬‬
‫هو وضعها في األماكن الخاصة بها في العربات أو السيارات أو وسائل النقل األخرى‬
‫نقل البضاعة ‪ Mise en route‬أو إرسالها ‪:expedition‬‬
‫هو تصديرها من مكان القيام إلى الجهة المتفق عليها‪.‬‬
‫القوة القاهرة ‪:Laforce Majeure‬‬
‫هي حادث غير متوقع وال يمكن دفعه وليس للناقل أو تابيعه دخل في حدوثه‪.‬‬
‫شروط تحديد المسؤولية ‪:Causes Limitatives de Laresponsabilite‬‬
‫هي الشروط التي يضمنها الناقل عقد النقل والتي يحدد بموجبها مسؤوليته عن أفعاله وأفعال عماله وتابعيه بمبلغ معين من المال‪.‬‬
‫شروط اإلعفاء من المسؤولية ‪:Causes dexoneration de La Responsabilite‬‬
‫هي الشروط التي يضمنها الناقل عقد النقل والتي تؤدي إلى إعفائه من المسؤولية عن هالك البضاعة أو تلفها‪.‬‬
‫عقد نقل األشخاص ‪:Le contrat de transport de personnes‬‬
‫هو عقد يلتزم الناقل بمقتضاه بنقل األشخاص من مكان إلى آخر مقابل أجر‬
‫‪ -‬االلتزام بضمان سالمة المسافر ‪obligation de securite‬‬
‫هو التزام الناقل بتوصيل المسافر سليمًا إلى المكان المتفق عليه في العقد‪.‬‬
‫الوكالة التجارية ‪mandat commercial‬‬
‫هي عقد يقيم الموكل بمقتضاه شخصا آخر مقام نفسه في تصرف جائز معلوم‪.‬‬
‫‪ -‬الوكالة بالعمولة ‪:La Commission‬‬
‫هي عقد بين شخصين يلتزم أحدهما وهو الموكل في مواجهة الوكيل‪ ،‬ويلتزم اآلخر بمقتضاه بأعمال قانونية باس مه ولكن لحس اب‬
‫موكله مقابل عمولة‪.‬‬
‫‪ -‬الوكيل بالعمولة ‪Commissiannaire‬‬
‫هو الشخص الذي يباشر التصرفات باسمه الشخصي ولكن لحساب موكله‬
‫‪ -‬شرط الضمان ‪convention ducroire‬‬
‫الصفحة ‪ 142‬من ‪143‬‬
‫وبمقتضى هذا الشرط فإن الوكيل بالعمولة يضمن تنفيذ العقد المبرم بينهما‪ ،‬فهو ا يضمن مالءة عميله وتسليم البضائع ودفع الثمن‪.‬‬
‫‪ -‬السمسار ‪Courtiev‬‬
‫هو الشخص الذي يتوسط للتقريب بين طرفي العقد إلبرام صفقة معينة مقابل أجر‪.‬‬
‫‪ -‬مفوض السمسار ‪donneur d ordre outcommettant‬‬
‫وهو الشخص الذي يفوض السمسار بإيجاد متعاقد إلبرام صفقة معينة مقابل أجر‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 143‬من ‪143‬‬

You might also like