Professional Documents
Culture Documents
تحولات نظام صعوبات المقاولة
تحولات نظام صعوبات المقاولة
ر
الماست يف القانون الخاص رسالة لنيل دبلوم
ماستر قانون المقاولة
حول موضوع:
سفيان بلفرجية
لجنة المناقشة:
السويس ،رئيسا و مشفا
ي العال بكلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية
ي مشماش ، .أستاذة التعليم
ي -د .فاتحة
السويس ،عضوا
ي العال بكلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية
ي -د .ر
مني مهدي ،أستاذ التعليم
السويس عضوا
ي العال بكلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية
ي -د .بالل العشي ،أستاذ التعليم
1
كشف الرموز
مدونة التجارة
ت-م
معالجة صعوبات المقاولة
م-ص-م
قانون المساطر الجماعية األمريكي
أ.ج.م.ق
الجزء
ج
الطبعة
ط
الصفحة
ص
المادة
م
Abréviation
Op.cit
Ouvrage précité
AP
Article précité
D.S
Dalloz-sirey
R.M.A.L.D revue marocaine d’administration
locale et de développement,
2
مقدمة
تتمتع القاعدة القانونية بخاصيتي الثبات واالستقرار ،و يشكل مجال المال واألعمال
ميدانا للسرعة و المستجدات ،1بحيث أصبحت هذه القاعدة القانونية ما فتئ تجد لها نصيبا
في التطبيق إال و استهدفتها أقالم الشراح مطالبتا بالتغيير و التعديل أو حتى اإللغاء ،أمام
هذا الواقع العملي أصبح لزاما على المخاطب والباحث و القارئ ،التأقلم مع هذا التغيير
بتتبعه و تقويمه و توجيهه نحو التطبيق األصلح.
و إذا كان هذا هو الحال ،و تماشيا مع الطبيعة الخاصة لمختلف النصوص القانونية
المنظمة لمجال المال و لألعمال و التي تستهدف و بشكل أساس المقاولة ،شهد المجال
التشريعي في هذا الميدان فتورا نتج عنه والدة نصوص قانونية جديدة و تعديل أخرى
قديمة ،في محاولة لمسايرة التوجه العالمي الذي يهدف إلى تشجيع االستثمار و المبادرة
الخاصة من جهة و تقوية الضمانات و الميكانيزمات الكفيلة بحماية المقاولة من جهة أخرى.
إن الصيرورة التاريخية لهذا النظام المركب تكرس طابع حركية القواعد القانونية
المنظمة لمجال المال و األعمال بشكل عام و المساطر الجماعية بشكل خاص ،بدايتا
بالقانون الفرنسي لسنة ، 1867و التعديالت التي لحقته لسنة 1935و ،1958ووقوفا عند
إصالح سنة 1967الذي شكل ميالد قانون عصري و متطور للمساطر الجماعية من حيت
1عالل فالي ،مساطر معالجة صعوبات المقاولة ،دار السالم للطباعة و النشر و التوزيع ،الرباط ،الطبعة الثانية،
2015ص7،
3
اعتماده لفلسفة جديدة تقوم على أساس التمييز بين الشخص و المقاولة ،مما يفهم معه
االبتعاد عن اعتماد المقاربة العقابية التي كانت تحكم نظام اإلفالس الذي يتميز بالطابع
الزجري و العقابي بحيث يتم معاملة التاجر الذي ال يتمكن من أداء الديون المستحقة كأنه
مرتكب لجريمة يستوجب معها معاقبته بشكل شديد ،و فسح المجال أمام إمكانية إنقاذ
المقاوالت التي يتبين من حالها ،قابليتها لالستمرار ،و انتهاءا بقانون فاتح مارس 1985
ا لمتعلق بالتسوية و التصفية القضائية للمقاولة الذي عرف بدوره تعديالت جوهرية على
التوالي سنة ،2005،2008 ،1994تم 2014ا الذي اختار من خالله المشرع الفرنسي
القطع النهائي مع نظام اإلفالس. 1
أما بخصوص المشرع المغربي فكان نصيبه أن يضل مستوردا للقوانين الفرنسية
انطالقا من ظهير 1913المعتبر بمثابة القانون التجاري ،و وصوال إلى مدونة التجارة لسنة
1996و ما تبعها من نقاش فكري يبحث في هويتها ،خصوصا إذا تعلق األمر بالكتاب
الخامس ،نقاش طبعته المطالبة بتعديل بنيوي يتالءم مع واقع مجال المال و األعمال في
المغرب ،لينتظر الجميع حتى سنة 2014ليتدخل المشرع المغربي بتعديل محتشم يطرح
السؤال حول جدواه ،وذلك بتعديل المادة 5462تم تغيير عنوان الكتاب الخامس باستبدال
تسميته " معالجة صعوبات المقاولة" بتسمية جديدة "إجراءات الوقاية و المعالجة من
صعوبات المقاولة".
انسجاما مع هذا الطرح ،يصح القول أن المساطر الجماعية تعتمد مستويات و دالالت
متعددة للصعوبات ،بمعنى أن هذه الصعوبات ليست على مقاس واحد حيت لكل نوع منها
أحكاما قانونيةخاصة بها ،وفي هذا اإلطار ينبغي استحضار مؤسسة التوقف عن الدفع
كضابط قانوني يشكل جدارا فاصال مابين الصعوبات التي تستوجب مساطر قضائية و
مابين الصعوبات التي ال تستوجب ذلك ،فالزمرة الثانية من هذه الصعوبات تتشكل في
1عبد الرحيم شميعة ،إجراءات الوقاية و المعالجة من صعوبات المقاولة طبقا للقانون رقم ،81.14مطبعة وراقة سجلماسة،
الزيتون ،مكناس ،الطبعة األولى ،ص8-9،
2أصبحت تلزم هذه المادة رئيس المقاولة القيام بتصحيح االختالالت بعدما يرصد الصعوبات التي من شأنها أن تخل
باستمرارية المقاولة ،تم يأتي بعد ذلك تدخل مراقب الحسابات وكذا أي شريك
4
صورة وقائع تعرقل السير العادي الستمرارية المقاولة تستوجب بالضرورة تدخل أعضائها
-الوقاية الداخلية -أو رئيس المحكمة –الوقاية الخارجية -من أجل العمل على تجاوزها كي
ال تصل المقاولة لمرحلة التوقف عن الدفع ،هذه المرحلة التي تفسح المجال للقضاء من أجل
التدخل للتأشير عن بداية حياة جديدة للمقاولة ،فإذا كانت هذه الصعوبات تتجسد في اختالل
وضعية المقاولة بشكل ال رجعة فيه ،فال مناص و الحالة هذه من اعتماد ما يسمى بالتصفية
القضائية أي وضع حد لنشاط المقاولة بشكل نهائي ،أما إذا كانت هذه الصعوبات تكون معها
المقاولة غير مختل بشكل ال رجعة فيه ،فيمكن و الحالة هذه من معالجة المقاولة أي
استمراريتها في مزاولة نشاطها وذلك باعتماد إما مخطط االستمرارية أو مخطط التفويت.
تأسيسا لما سبق يمكن اعتبار عنصر التوقف عن الدفع بمثابة واد يفصل بين ضفتين،
ضفة ترمم صعوباتها بمنظور ودي و ضفة أخرى تعالج صعوبتها بوصفة قضائية لها بالغ
األثر على حياة المقاولة ،و معنى هذا الكالم ان الضفة الثانية تفتح الباب أمام التمتع
بمجموعة من الميكانيزمات( ،فترة المالحظة ،إعداد الموازنة ،اعتماد أحدد المخططين،
وقف المتابعات الفردية ،وقف سريان الفوائد )...أي باقة من اآلليات القانونية تهدف لضمان
استمرارية المقاولة ،و لكن مع ذلك و انطالقا من االنزالقات التي طبعت التوقف عن الدفع
و أمام إعالن الفقه عن أزمة نظام المساطر الجماعة أصبح مداد الشراح يسيل للبحت عن
البديل ،حيت إلى حد قريب كان التساؤل مطروحا حول إمكانية اعتماد اآلليات السابق
ذكرها أمام مقاولة تعاني صعوبات و دون أن تكون في مرحلة التوقف عن الدفع.
أي تنزيل المساطر القضائية باآلليات المصاحبة لها دون توافر عنصر التوقف عن
الدفع ،هذا الطرح لم يأتي من فراغ ،بل جاء نتيجة لتطور بنية و طبيعة المساطر الجماعية
التي ابتدأت بروح المعالجة ،تم بعد ذلك كرست مفهوم الوقاية و اليوم أصبحنا أمام "التوقع
" أو ما يسمى بالمعالجة القضائية عن طريق التوقعle traitement judiciaire par - 1
–anticipationمفاد ذلك أن المقاولة و عند استشعارها لصعوبات و دون أن تكون
1Corine
saint alary-houin, droit des entreprises en difficulte, montchrestienlextensoeditions,
6eme editions, 2009,p, 197
5
متوقفة عن الدفع يمكن لها أن تنضوي تحت عالج قضائي يخول لها االستفادة من جميع
اآلليات التي تهدف لضمان استمرارية هذه الوحدة االقتصادية.
هذا العالج القضائي تبناه المشرع األمريكي أوال تم بعد ذلك المشرع الفرنسي و
أخيرا المشرع المغربي1ليعرف نظام المساطر الجماعية ضيفا جديدا يحمل معه أمل إنقاذ
المقاولة المدينة ،هذا النظام أطلق علية المشرع الفرنسي – -la sauvegardeانطالقا من
تعديل 2005و تبعا المشرع المغربي ب "مخطط االنقاذ" و هو الذي سيكون موضوع
دراستنا في هذا العمل ،حيت يهدف هذا النظام حسب المشرع األمريكي إلى اعادة تنظيم
أي مقاولة مدينة دون أن تكون في مرحلة التوقف عن الدفع،و حسب المشرع الفرنسي2إلى
تسهيل إعادة تنظيم المقاولة الغير المتوقفة عن الدفع و التي تعاني صعوبات ال يمكن
تجاوزها من أجل تمكين "استمرارية نشاطها" ،و "المحافظة على مناصب الشغل" تم
ضمان استمرارية المقاولة الغير "تصفية الخصوم" ،تم حسب المشرع المغربي إلى
المتوقفة عن الدفع و التي تعاني من صعوبات ال تستطيع تجاوزها و من شأنها أن تؤدي إلى
التوقف عن الدفع.3
و بتدقيق النظر فيما سبق يتبين أن مخطط االنقاذ يعتبر مسطرة قضائية من مساطر
نظام صعوبات المقاولة تفتح بطلب من المقاولة المدينة الغير المتوقفة عن الدفع من اجل
إعادة تنظيمها و التي تعاني من صعوبات ال يمكن تجاوزها ،حيت للوهلة األولى يتبين
للباحث احتضان هذه التشريعات لمصطلحات جديدة من قبيل "الصعوبات التي ال يمكن
1نشير هنا إلى أن األمر يتعلق بمشروع أولي تم نشره بموقع وزارة العدل و الحريات (منتدى التشريع) تم بعد ذلك تم
سحبه ،و تم إعداد مشروع ثاني و تم التوافق عليه لتتم إحالته على األمانة العامة للحكومة ليتم سحبه بعد بدء الحوار الوطني
إلصالح منظومة العدالة ،تم بعد ذلك إدخال تعديالت عليه بعد صدور ميثاق إصالح منظومة العدالة ،و الزال هذا المشروع
قيد الدراسة بوزارة العدل و لم تتم إحالته بعد على األمانة العامة للحكومة
2 Article L620-1 Il est institué une procédure de sauvegarde ouverte sur demande d'un
débiteur mentionné à l'article L. 620-2 qui, sans être en cessation des paiements, justifie de
difficultés qu'il n'est pas en mesure de surmonter. Cette procédure est destinée à faciliter la
réorganisation de l'entreprise afin de permettre la poursuite de l'activité économique, le
maintien de l'emploi et l'apurement du passif. La procédure de sauvegarde donne lieu à un
plan arrêté par jugement à l'issue d'une période d'observation et, le cas échéant, à la
constitution de deux comités de créanciers, conformément aux dispositions des articles L.
626-29 et L. 626-30
3المادة 559-1من مشروع تعديل الكتاب الخامس من مدونة التجارة.
6
تجاوزها" تم "إعادة تنظيم المقاولة" مما يستوجب معه البحت في مضمون هذه المصطلحات
من الناحية القانونية ،هذا من جهة و من جهة أخرى تباعد ضوابط مخطط اإلنقاذ بين
التشريع االنجلوسكسوني و التشريع الفرنكوفوني وصوال إلى تشريعنا الوطني ،من هذا
الطرح تتمخض إشكالية الموضوع التي تدفعنا للتساؤل حول حدود تأثر المشرع المغربي
بالتشريع الفرنسي على مستوى نظام صعوبات المقاولة و إلى أي مدى يمكن اعتبار استيراد
قانون اإلنقاذ الفرنسي من بوابة مشروع تعديل الكتاب الخامس ظاهرة صحية تتالئم و واقع
مناخ المقاولة في المغرب ؟
بناءا على ما سبق و في محاولة منا لإلحاطة بعناصر البحت ارتأينا معالجة الموضوع
وفق التصميم التالي:
الفصل األول:
7
الوضعية القانونية
للمقاولة المدينة
8
حملت التحوالت الكبرى االقتصادية و االجتماعية معها رياح التغيير على عديد
المستويات ،حيت أصبح معها تعديل النصوص القانونية ضرورة ملحة ،و نظام المساطر
الجماعية كان له النصيب من ذلك ،على أساس أن المقاولة لم تعد ذلك المكان لممارسة نشاط
تجاري ،و إنما وحدة اقتصادية ،وجودها أو اندثارها له بالغ األثر على النظام العام
االقتصادي ،من هذا المنطلق أسهب الفقه و القضاء ،و تعددت الدوائر المستديرة لمعالجة ما
يعرف بأزمة المساطر الجماعية ،ليتم توجيه النقاش أو ليصبح الرهان هو إنقاذ المقاولة،
ولكن ليس من زاوية تحقيق شرط التوقف عن الدفع ،الذي يؤسس لتدخل قضائي لتدبير أزمة
المقاولة ،بل وفق منظور أخر يؤسس فعال لتدخل قضائي لتدبير أزمة المقاولة ،و لكن من
زاوية فقط صعوبات تعترض المقاولة.
الشئ الذي يحيل على البحت عن ميكانيزم قانوني يخول ذلك ،لتجد التشريعات ضالتها
في النظام االنجلوسكسوني و بالخصوص القانون األمريكي الذي تبنى مقاربة استباقية (
المبحث األول) تصاحبها المواكبة و المراقبة من خالل نظام إلعادة هيكلة المقاولة دون
حضور لعنصر التوقف عن الدفع و ذلك ما استقته جل التشريعات و بالخصوص المشرع
الفرنسي الذي جاء كما سبق الذكر بمخطط اإلنقاذ الذي يتطلب اعتماده مجموعة من
الضوابط (المبحث التاني)
9
المبحث األول :مخطط اإلنقاذ كآلية العتماد مقاربة استباقية داخل المقاولة.
أصبح الرهان إذا هو استباق مرحلة التوقف عن الدفع وذلك باعتماد آليات قانونية
تكرس مفهوم الرصد المبكر التي وجدت لها مكان في خانة مساطر الجماعية و نقصد في هذا
اإلطار مخطط اإلنقاذ (المطلب األول) ،و الذي يتطلب أيضا آليات إدارية تساهم في ذلك،
(المطلب الثاني)
ان الغوص في أعماق اي موضوع يتطلب لزاما و بشكل قبلي تحديد و ضبط المفاهيم،
(الفقرة التانية) الشئ الذي ال يمكن أن يقع إال عن طريق تأصيلها( ،الفقرة األولى)
مع أن القانون األمريكي كان سباقا لتطوير ميكانيزمات المساطر الجماعية ،إال أن
بعض من الباحتين و المهتمين بهذا النظام يرى بأن جذوره مستمدة من القانون التجاري
األوروبي على أساس أن كلمة - bankruptcy -التي تعكس بطبيعة الحال نظام المساطر
الجماعية في أمريكا ،مشتقة عن الكلمة الفرنسية - banqueroute -و عن الكلمة االيطالية
- banca rotta-و عن الكلمتين الالتينيتين -banca -و – rupta -حيت تحيل في ذلك
العصر إلى طاولة مكسورة في إشارة إلى كل مقرض في حالة إعسار 1،إال أن التوجه
االنجلوسكسوني كان سباقا لتطوير قانون صعوبات المقاولة ،و معنى هذا الكالم أن المشرع
األمريكي أحدت ما يسمى ب » « le chapitre 11الذي عنونه ب، -reorganization-
الذي يعتبر جزءا من نظام صعوبات المقاولة – BANKRUPTCY-في الواليات المتحدة
األمريكية ، 2و الذي يمكن المقاولة المدينة التي تعاني من صعوبات اقتصادية من االستفادة
1
Ralph H. Folsom, Alain A.Levasseur, pratique du droit des affaires aux etats-unis, dalloz, 1995, p321
2
Ralph H.Folsom, Alain A.Levasseur, pratique du droit des affaires aux etats-unis, op ; cit, p322
10
من مخطط يهدف إلى إعادة تنظيم المقاولة كي تتمكن من مواصلة نشاطها االقتصادي،1
2
شريطة أن ال تكون في حالة توقف عن الدفع.
لتتمخض عن ذلك ثورة تشريعية في مجال األعمال انطالقا من التصور القائم على
أساس تشجيع مسيري المقاولة على التوقع 3،قبل أن تصبح المقاولة في حالة مختلة من
الناحية االقتصادية ،حيت أصبحت التشريعات المتقدمة4،تعتمد هذا الطرح كإطار يوجه روح
و فلسفة نظام صعوبات المقاولة ،حتى أصبح القانون األمريكي مصدر لالستلهام بالنسبة لجل
التشريعات ،5التي تبنت هذا التوجه ،حيت إلى حد قريب لم تكن تعرف التشريعات األجنبية
مسطرة قضائية تفتح بن اءا على قرار قضائي يهدف إلى معالجة المقاولة و دون أن تكون في
حالة توقف عن الدفع.
من خالل ما سبق يتبين أن األمر يتعلق بمواجهة المقاولة بالمساطر القضائية و ذلك
قبل الوصول لمرحلة التوقف عن الدفع 6،أي أن المدين يتوقع مرحلة التوقف عن الدفع -
– anticipe sur la cessation des paiementsو حتى ال يصل لذلك ،تكون الغاية من
مسطرة اإلنقاذ اتخاذ التدابير التي تخول له إعادة هيكلة وحدته االقتصادية 7،وفق
الميكنيزمات و اآلليات التي توفرها المساطر القضائية.8
من هذا المنطلق تسللت هذه المفاهيم إلى جل التشريعات المتقدمة ،و منها المشرع
الفرنسي الذي بدوره تأثر بالتجربة االنجلوسكوني في هذا المجال ،ليعرف النظام القانوني
1
www.investopedia.com/terms/c/chapter11.asp
2
Michael patrick baxter, la faillite a l’americaine, une introductione au chapitre 11 du code des faillites, des
etats-unis, p : 2
3
L’usine nouvelle : chapitre 11, sauvegarde : zoom sur les lois des faillites, publie le 16.01.2009 a 17h00
4
Sanaa laalaoui, quelle reforme du droit des difficultes de l’entreprise, revue marociane d’administration locale
et de devoloppement, edition 129-130, p :229
5
Sanaa laalaoui, ap, cit, p :229
6
Sanaa laalaoui, quelle reforme du droit des difficultes de l’entreprise, remald, ap,cit, p : 230
7
Corine saint alary-houin, droit des entreprises en difficulte, montchrestien lextenso editions, op, cit, p.531
8من قبيل وقف المتابعات الفردية.
11
للمساطر الجماعية في فرنسا 1ضيفا جديدا أسال مداد الشراح ،2ليجد هذا المشرع نفسه
مكرها على الضرب في أهمية خاصية تميز القاعدة القانونية و هي التبات و االستقرار.
ليتدخل على التواليسنة 20053و 2008و سنة 2014و يقوم بتعديل يمس جوهر
مساطر المعالجة و ذلك من بوابةالفصل 620-1Lالذي ينص على:
أي اإلعالن و بشكل رسمي لمؤسسة قانونية جديدة اختار المشرع الفرنسي اإلنقاذ
كتسمية لها،في هذا السياق نشير إلى أن مخطط اإلنقاذ قريب من جهة و بشكل كبير من
مؤسسة الوقاية الخارجية على أساس تقاسمهما مجموعة من النقاط األساسية اال أنه من
االختالفات الجوهرية هي أن الوقاية الخارجية تتسم بالطابع الفردي و ال تتسم بالطابع
الجماعي الذي يميز مخطط اإلنقاذ ،4مسطرة التسوية القضائية من جهة أخرى ،إال أن
عنصر التوقف عن الدفع الذي يغيب عن مخطط اإلنقاذ يشكل نقطة فاصلة بين المؤسستين.
1ويشكل قانون 26يوليو 2005الفرنسي والذي أدرج مسطرة اإلنقاذ ضمن المساطر الجماعية في مجال صعوبات Procédure de
Sauvegardeوسيلة جديدة تم أخذها عن التشريع األمريكي وذلك لحماية وتوفير الوسائل الناجعة إلنقاذ المقاوالت من الصعوبات التي قد
تتعرض لها.
2انطالقا من هذا التصور حظي هذا الموضوع باهتمام كبير من طرف المهتمين بالساحة القانونية في فرنسا حتى أصبح البعض يتخد من « le
» chapitre 11 a la françaiseعنونا بارزا للموضوع
3Ordonnance n°2008-1345 du 18 décembre 2008
4طارق البختي ،الوقاية الخارجية كآلية من آليات المعالجة من صعوبات المقاولة ،المجلة المغربية للألدارة المحلية و
التنمية ،عدد ،2017 ،133ص256 ،
12
و من زاوية أخرى ،و لما كان حظ المغرب ان يظل منتظرا ،مستوردا ،للقوانين
الفرنسية 1انطالقا من ظهير 1913المعتبر بمثابة القانون التجاري إلى حدود تبني مشروع
يروم لتنظيم مخطط اإلنقاذ ،و بالرجوع إلى مذكرة تقديم مشروع تعديل الكتاب الخامس نجد
أن المشرع المغربي ينص على " إحدات مسطرة جديدة :و يتعلق األمر بمسطرة اإلنقاذ و
جعلها قطب الرحى للكتاب الخامس "...و مما ال مراء فيه ،أن الهدف من مشروع التعديل هو
خلق نظام أكتر فعالية ،و في هذا الصدد يرى جانب من الباحتين أنه " 2عندما نخلق نظاما
من هذا النوع ينبغي أن ننظر في ما اذا كان مبنيا على ثوابتجديدة ،بمعنى ما إذا كان التعديل
منبثقا على تصور جديد لمصالح المقاولة كما كان التعديل الذي تبناه المشرع الفرنسي ....و
الذي عبر بالفعل عن تصور جديد و عن روح جديدة نفخت في قانون صعوبات المقاولة
الفرنسي".
و ذلك ما كرسته أيضا المادة L620-1من م.ت.ف التي تنص على :
1عبد الرحيم شميعة ،إجراءات الوقاية و المعالجة من صعوبات المقاولة طبقا للقانون رقم ،81.14ص8 ،
2صليحة حاجي ،التسوية الودية في صعوبات المقاولة واقع و أفاق ،دراسة في ظل مشروع تعديل الكتاب الخامس من
مدومة التجارة ،مطبعة أطالل ،الطبعة األولى ،2015ص 297
3عبد الرحيم شميعة ،إجراءات الوقاية و المعالجة من صعوبات المقاولة طبقا للقانون رقم ،81.14مرجع سابق17 ،
13
"Il est institué une procédure de sauvegarde.... Cette procédure
est destinée à faciliter la réorganisation de l'entreprise afin de
permettre la poursuite de l'activité économique, le maintien de
"l'emploi et l'apurement du passif.
مما يفهم معه أن المشرع الفرنسي اتخذ و بالترتيب كل من " إنقاذ المقاولة ' و"
المحافظة على مناصب الشغل " و " تصفية الخصوم " أهدافا لنظام مخطط اإلنقاذ بشكل
خاص و نظام صعوبات المقاولة بشكل عام ،مع إضافة هدف إعادة تنظيم المقاولة faciliter
la réorganisation de l'entrepriseبالنسبة مسطرة اإلنقاذ.
استنتاجا لما سبق يتبين أن مخطط اإلنقاذ يسعى إلى تحقيق هدف واحد تتفرع عن
مجموعة من األهداف التي تالمس مجموعة من الجوانب.
بمعنى أن المخطط يستهدف مستقبل المقاولة ،إعادة هيكلتها ،إعادة تنظيم نشاطها،
بمعنى أنه اداة تتميز بنوع من المرونة تمكن من استمرارية نشاط المقاولة بشكل مبسط ،1بناء
على الميكانيزمات القانونية التي يوفرها هذا النظام ،من قبيل تفويت أو دمج أو إضافة نشاط
أو عدة أنشطة تقوم بها المقاولة.2
أي أن األجراء و وضعيتهم داخل المقاولة ترتبط بالسلم االجتماعي على هذا األساس،
يسعى مخطط اإلنقاذ إلى الحفاظ ما أمكن على مناصب الشغل داخل المقاولة المدينة.
مما الشك فيه أن معالجة الصعوبات التي ينظمها قانون المساطر الجماعية ،يغلب عليها
الطابع االقتصادي و الفني أكتر من الطابع القانوني ،و تبقى – اي الصعوبات – من المسائل
الموضوعية التي تجتهد في تقديرها محاكم الموضوع ،3و من هذا المنطلق أصبح الترويج
قائما إلى فكرة إحداث هياكل لدعم و مساندة الجهاز القضائي بتشخيص واقع المقاوالت و
اقتراح الحلول و القيام أيضا بمهام اإلشعار و التنسيق بين مختلف روابط المقاولة.
و إذا كان مبدأ الوقاية و التدخل بشكل استباقي ضرورة و ليس اختيار ،فالمالحظ أن
الدول المتقدمة 4تسعىإلى تعزيز المساطر القضائية بآلياتأخرىإدارية ،لدعم المقاولة المدينة،5
من قبيل إحداث خاليا لرصد المقاوالت التي تواجه صعوبات اقتصادية.
و الغاية من ذلك هي إحداث عالقة تتميز بنوع من التنسيق و التكامل و التشاور ،1من
2
اجل الرفع من نجاعة التطبيق العملي للمساطر الجماعية.
1لفروجي امحمد" ،صعوبات المقاولة والمساطر القضائية الكفيلة بمعالجتها" ،مطبعة النجاح الجديدة ،الطبعة األولى،
،2000ص369،
2Corine saint alary-houin, droit des entreprises en difficulte, montchrestien lextenso
5عبد اللطيف الشنتوف ،قراءة أولية في المقتضيات المتعلقة بوقاية المقاولة الواردة في مشروع تعديل الكتاب الخامس من
مدونة التجارة ،مجلة القانون المغربي ،العدد ،2012 ،19ص ،25للتعمق في الموضوع ،راجع ادريس بن شقرون :خلية
رصد المقاوالت في وضعية صعبة –مجلة المحاكم التجارية -العدد األول ماي ،2004منشورات المعلومة القانونية و
القضائية.
15
و بالرجوع لألنظمة المقارنة ،يمكن الوقوف عند بعض التجارب التي قامت على
إشراكاإلدارة مع القضاء 3،و نستحضر تجربة المشرع االمريكي الذي أحدت هيكال إداريا
تابع لوزارة العدل تحت اسم l’office of the united states trusteeالذي يتولى اقتراح
المتصرفين ،و تعيين لجانالدائنين ،و يسهر على تدبير أموال المقاولة المدينة في أحوال
معينة.4
في نفس التوجه نجد المشرع االيطالي و من بوابة قانون 1979المعروف بقانون
pordiقد قام بوضع المقاوالت المدينة و التي تشغل أكتر من 300عامل ،تحت إدارة
متصرف قضائي يتم تعيينه بناءا على أمر من وزير الصناعة.
أما المشرع الفرنسي فتدخله في هذا المجال مند سنة 1994كان أكترهيكلة من الناحية
اإلدارية بالنسبة لهذا النوع من المؤسسات حيت قام بإحداثهيئات إدارية تنشط على المستوى
الوطني و المستوى الجهوي 5و يتعلق األمر بكل من :
1مبارك الخماسي ،مهام لجنة متابعة المؤسسات االقتصادية في عملية اإلنقاذ ،مجلة القضاء و التشريع ،تونس ،عدد ،5سنة
،2009ص 43
2صليحة حاجي ،التسوية الودية في صعوبات المقاولة ،واقع و افاق ،مرجع سابق ،ص 276
3مبارك الخماسي ،مهام لجنة متابعة المؤسسات االقتصادية في عملية اإلنقاذ ،مرجع سابق ،ص 45
4 Michael st. Patrichkbaxter, covington and burling, la faillite a l’americiane, une
introduction au chapitre 11 du code des faillites des etats-unis, p3, /www.cov.com, p 11
5Corine saint alary-houin, droit des entreprises en difficulte, op, cit, p 125
أما بخصوص المشرع المغربي فلم يعرف لحد اآلنأي جهاز من هذا القبيل مما دفع
بعض الممارسين2إلى اقتراح تشكيل خاليا جهوية لرصد المقاوالت التي تكون في وضعية
صعبة.
على أساس انه الجهة المختصة بمراقبة النشاط البنكي 3نظرا للصالحيات التي يخولها
له القانون ،و ما يقوم به من دور في مجال السياسة النقدية و المراقبة ،لذا فمهامه تمكنه من
االطالع على نشاط مؤسسات االئتمان من جهة و والوضعية المالية و االقتصادية للمقاوالت
وحجم مديونيتها ،من جهة أخرى ،إضافة إلى دور هذه المؤسسة في مجال منح القروض و
المعامالت باألوراق التجارية ،ال سيما فيما يخص اصدار الشيكات.
على أساس اعتباره الجهاز الذي يعالج الجانب االجتماعي للمقاوالت ،4كونه يتلقى
اشتراكات دورية من المقاوالت ،حيت أن تأخر أو عجز أو أداء المقاولة لهذه المستحقات
يعتبر معيارا و دليال عن مدى سالمة هذه المؤسسة.
1مبارك الخماسي ،مهام لجنة متابعة المؤسسات االقتصادية في عملية اإلنقاذ ،مرجع سابق ص 48
2عبد اللطيف الشنتوف ،قراءة أولية في المقتضيات المتعلقة بوقاية المقاولة الواردة في مشروع تعديل الكتاب الخامس من
مدونة التجارة ،مرجع سابق ،ص 27
3عبد اللطيف الشنتوف ،مرجع سابق ،ص 27
4صليحة حاجي ،التسوية الودية في صعوبات المقاولة ،واقع و افاق ،مرجع سابق ،ص 277
17
للمقاولة ،و يتعلق األمر بمؤسسة مديرية اي الجهة المختصة بالجانب الجبائي
الضرائب التي تنظم الوعاء الضريبي ،تم مؤسسة الخزينة العامة التي تقوم بتحصيل هذه
الضرائب.
حيت تستمد أهميتها من الصالحيات التي منحها لها القانون ،حيت تعتبر سجل لتراكم
المعطيات حول المقاولة ،اذ تكون على علم بجميع المعطيات من خالل االحتجاجات بعدم
(الوفاء ،األوامر باألداء ،اإلجراءات التحفظية ،الرهون )....الشئ الذي يمكنها يمكنها
الوقوف على صحة الوضع داخل المقاولة.
يجب اعتباره رئيس الخلية حيت يتولى المبادرة 1و عقد الجلسات و التنسيق 2بين
أعضاء الخلية بغية الوقوف على التدابير التي تروم إلى حماية المقاولة ،و الربط بين جسور
مختلف الفاعلين المرتبطين بالمقاولة.
مما ال مراء فيه أن كل نظام قانوني يستهدف أو يعالج وضعا معينا ،بمعنى أن تنزيل
النصوص القانونية يستوجب ما هو شكلي و ما هو موضوعي بل ما هو ترابي في بعد
األحيان(المطلب االول) و مخططاإلنقاذ بدوره له نطاق تنزيله ،و اذا كان هذا التنزيل
يستهدف المقاولة المدينة فالسؤال المطروح يدور حول فلك الجهة المخول لها أساس إعداد
هذا المشروع الذي يحمل مجموعة من األهداف( ،المطلب الثاني).
جدير بالذكر أن فلسفة المشرع األمريكي تروم إلى تكريس نوع من المرونة أمام كل
مدين سواء كان شخصا معنويا أو شخصا ذاتيا 1و ذلك بجعل مركز المدين ينضوي تحت
غالف قانوني يكون الهدف منه إعادة هيكلة مقاواته ،و بالرجوع للمادة 109من نظام
اإلفالس األمريكي التي تنص "
نستشف أن غاية هذا المشرع تستقيم و إحداث شرط مكاني بموجب هذا الفصل ،حيت
يمكن أن يعتبر مدينا بموجب هذا القانون كل شخص يقطن أو له محل إقامة أو مال أو
يمارس نشاط اقتصادي في الواليات المتحدة األمريكية ،حيت يكفي من قيام هذا
الشرط،الخضوع لمسطرة اإلنقاذ ،و معنى هذا الكالم أن مسطرة إنقاذ المقاولة تفتح أمام كل
شخص،ذاتي أو معنوي ،تاجر أو مهني ،يلبس لباس المدين شريطة تواجده بالنفود الترابي
لهذه الدولة أو له محل إقامة أو مال أو يمارس نشاط اقتصادي .
و بالرجوع للمشرع الفرنسي نجده تأثر و بشكل كبير من تجربة النظام األمريكي في
هذا المجال ،حيت أن الصيرورة التاريخية تشهد على أن نظامالمساطر الجماعية في فرنسا
كان حكرا على كل تاجر مقيد في السجل التجاري ،ليتدخل المشرع على التوالي سنة ،1967
،1988 ،1985و يضيف األشخاص المعنوية الغير التجارية ،الحرفيين ،و الفالحيين2،اال
1 Ralph H. Folsom, Alain A.Levasseur, pratique du droit des affaires aux etats-unis, op, cit, p,
321
2Corine saint alary-houin, droit des entreprises en difficulte, op, cit, p, 202
19
ان قانون 26يوليوز لسنة ،2005قام بتوسيع دائرة المخاطبين بأحكام نظام صعوبات
المقاولة و بالرجوع الى المادة 620-2من القانون التجاري الفرنسي 1تنص على أن مسطرة
اإلنقاذ تطبق
و بالرجوع لمشروع تعديل الكتاب الخامس نجد أن المادة 559-1تنص على أنه"...
يمكن فتح مسطرة اإلنقاذ بطلب من كل تاجر ال يكون في حالة توقف عن الدفع غير أنه
يعاني من صعوبات ال يكون قادرا على تجاوزها".
استرساال لما سبق يمكن تسجيل مجموعة من المالحظات ،حيت مقارنة بالفصل -620
L1نجد أن المشرع الفرنسي استعمل عبارة" " une activitécommercialeنشاط
تجاري عوض مفهوم " التاجر" الذي جاء في المادة 559-1من مشروع التعديل ،و بذلك
نجد أن المشرع المغربي الزال متشبثا بالنظرة الضيقة في مجال األعمال وإن صح القول في
مجال الصياغة التشريعية و ذلك باستعمال عبارة التاجر2عوض األنشطة التجارية التي
تعكس مفهوم المقاولة كوحدة اقتصادية.
1Yves Guyon, Droit des affaires, Tome 1 Droit commercial général et société, édition
Economica, Paris 12 édition lexis Litec, 5° édition, Paris 2009, p :44.
2عبد الرحيم شميعة ،إجراءات الوقاية و المعالجة من صعوبات المقاولة طبقا للقانون رقم ،81.14مرجع سابق ،ص6 ،
20
من جهة أخرى و إن كان ال ينبغي الوقوف على ظاهر النص ،فالمشرع استعمل عبارة
"الصعوبات" التي تفيد الجمع ،األمر الذي يدفع البعض إلى االعتقاد بأن مسطرة اإلنقاذ ال
يمكن أن تفتح إال إذا اعترت المقاولة مجموعة من الصعوبات ،على أساس أن الصعوبة
1
الوحيدة ال تعتبر حالة يستقيم معها فتح مسطرة اإلنقاذ ،و العكس غير ذلك.
1و قد سبق لجاتب من الفقه المغربي أن سجل مالحظة عن العبارة التي جاءت في المادة 546من مدونة التجارة مفادها أن
عبارة "...الوقائع التي من شانها أن تخل باستمرارية المقاولة" التي استعملها المشرع المغربي" ،قائال" إن الفقرة األولى
من المادة 546من م ت الجديدة استعملت كلمة وقائع " "des faitsبالجمع و ليس المفرد ,أي واقعة واحد ”.“un fait
األمر الذي قد يدفع بعضهم إلى الظن أو االعتقاد بأن مسطرة الوقاية الداخلية ال تنطلق إال إذا اجتاحت المقاولة عديد من
الوقائع يكون من شانها اإلخالل باستمرارية االستغالل ،أما الواقعة الوحيدة المنعزلة فتعتبر عارضة ال تثير االهتمام و ال
تحريك مسطرة الوقاية الداخلية إلمكانية و سهولة التغلب عليه.
و يرى أيضا أنه قد يكون من بين ا لوقائع التي اجتاحت المقاولة واقعة واحدة قاتلة تعرض مستقبل المقاولة إلى الخطر و
االستغالل أو النشاط إلى االختالل إن لم يتم تصحيحها و تسويتها ،أما باقي الوقائع األخرى فهي تافهة و بسيطة و طبيعية
تنشأ عن التسيير العادي للمقاولة ،و حجة ذلك أن القانون الفرنسي استعمل في الفقرة األولى من المادة 230-1عبارة واقعة
بالمفرد " "tout faitو في الفقرة الثانية بالجمع " ،"sur les faits relevésو كذلك الشأن في الفقرة األولى من المادة -2
230التي جاء فيها " "sur les faits prévusدليل على عدم وجود فروق بين مفرد الوقائع و جمعها .و يكون من
المستحسن بصفة عامة ،أن نستعمل المفرد في كل الحاالت و في كل صياغة،ألن المفرد يجب الجمع -و إن كان العكس
صحيحا-أو األقل يشمل األكثر قطعا لدابر كل شك أو تردد".راجع أحمد شكري السباعي ،الوسيط في مساطر الوقاية ،
الجزء األول ،م س،من ص 160إلى .162
-2عالل فالي ،مساطر معالجة صعوبات المقاولة ،مرجع سابق ،ص.34 :
-3فؤاد معالل ،شرح القانون التجاري المغربي الجديد ،الجزء األول ،نظرية التاجر والنشاط التجاري ،الطبعة الثالثة ،دار
اآلفاق المغربية للنشر والتوزيع ،2009ص.87 :
21
المشرع الفرنسي بدورها gمقتضيات المادة L620-2التي تمكنها من االستفادة من مسطرة
اإلنقاذ ،في حين أن المشرع المغربي لم يخضعها لذلك بل يعتبرها أعماال مدنية.
بغية جعل المساطر الجماعية أكثر فعالية ،باإلضافة إلى محاولة تكريس نوع من
الحيطة و الحذر و استغالل عنصر الزمن الذي يلعب دورا مفصليا في مصير المساطر
الجماعية ، ،كان من الضروري التخفيف من الشروط المتطلبة الفتتاح مسطرة االنقاذ،
ليصبح النقاش يروم حول إمكانية فتح المساطر الجماعية دون الوصول إلى مرحلة التوقف
عن الدفع 1وذلك ما كرسه المشرع األمريكي أوال و المشرع الفرنسي تانيا وكذا المشرع
المغربي من بوابة مشروع تغيير الكتاب الخامس من مدونة التجارة ،الذيمكنمن افتتاح
مساطر المعالجة في وجه جميع الدائنين الذين يرغبون في هيكلة مقاوالتهم متى كانت تعاني
من صعوبات ال يمكن تجاوزها و دون أن تصل لمرحلة التوقف2فهذا الشرط أصبح من
الشروط المستبعدة3،و ذلك ما سنحاوإلبرازه في حينه .
و أمام غياب عنصر التوقف عن الدفع ننتقل للجانب االجرائي و الذي يتجلى في
ضرورة ايداع طلب لدى المحكمة المختصة من طرف رئيس المقاولة و من أجل افتتاح
المسطرة.
وبذلك يتقدم المدين سواء كان شخص طبيعيا أو ممثل الشخص المعنوي 4بطلب
لرئيس المحكمة يوضح فيه طبيعة الصعوبات التي تعترض المقاولة والتي ال يستطيع
-القوائم التركيبية آلخر سنة مالية مؤشر عليها من طرف مراقب الحسابات إن وجد.
-قائمة بالمدنيين مع اإلشارة إلى محل إقامتهم ومبلغ حقوق المقاولة وديونها
والضمانات الممنوحة لها.
-قائمة بالدائنين مع اإل شارة إلى محل إقامتهم ومبلغ حقوقهم والضمانات الممنوحة لهم.
يجب أن تكون الوثائق المقدمة مؤرخة ومؤشر عليها من طرف رئيس المقاولة.
وتجدر اإلشارة أن المشرع الفرنسي حدد شكل تقديم طلب المدين بموجب مرسوم 12
فبراير 2009و ذلك بملء استمارة مخصصة لذلك ،حيت اعتبر الباحثون في هذا المجال
مسطرة مخطط اإلنقاذ مسطرة شكلية 3وفي ذلك وضع حد حول مدى التأثر بفلسفة القانون
األمريكي المتعلقة بإعادة تنظيم المقاولة 4و الذي يعتمد إجراءات مبسطة تقوم على ذلك
الطلب القائم على فتح المسطرة الذي يجعل المدين تحت حماية هذا الباب أي الباب 11من
نظام اإلفالس األمريكي.5
ويجب على المدين أثناء تقديمه لهذا الطلب أن يرفقه بمشروع مخطط اإلنقاذ والذي
يعتبر من الوثائق األساسية ،حيث أنه في حالة عدم تقديمه يكون مصير طلب فتح مسطرة
اإلنقاذ عدم القبول من طرف المحكمة المختصة.
23
وقبل إصدار الحكم بافتتاح مسطرة اإلنقاذ يقوم رئيس المحكمة باالستماع إلى رئيس
المقاولة في غرفة المشورة وإلى مندوب األجراء إن وجد أو ممثلهم ،وهذا ما أوضحته المادة
559.4من المشروع والمادة 621-12من القانون التجاري الفرنسي.
و ذلك ما كرسه المشرع الفرنسي حيت بمجرد إيداع طلب افتتاح مسطرة اإلنقاذ لدى
المحكمة من قبل المدين ،تشرع المحكمة المختصة في التحقق عن وضعية المقاولة وذلك
باالستناد للوثائق التي تم ارفاقها بالطلب .باإلضافة إلى البحث الذي يأمر بإجرائه القاضي
المنتدب حول الوضعية الحقيقية للمقاولة.1
إن البحت في مؤسسة مخطط اإلنقاذ يطرح بالضرورة استفسارا حول طبيعة هذه
المؤسسة (الفقرة األولى) و مكان رئيس المقاولة في هذا المخطط (الفقرة التانية)
إذا كان مخطط اإلنقاذ يشكل قفزة نوعية و تحوال جذريا في منظومة المساطر
الجماعية،فمن المشروع التساؤل عن موقع هذا المخطط وسط الميكانيزمات األخرى التي
تعتمدها التشريعات من جهة و عن طبيعته من جهة أخرى ،وعليه فال يمكن تحديد طبيعة هذا
النظام إال انطالقا من غايته ،حيت إلى حد قريب كان التساؤل يروم حول إيجاد حلول
إلشكالية التوقف عن الدفع على أساس أنها تشكل نقطة االنتقال من نظام غير قضائي –
الوقاية – إلى نظام قضائي – التسوية أو التصفية القضائية ،و هي بذلك منهجية تصاعدية
اعتمدها المشرع المغربي على غرار التشريعات المقارنة ،للتعامل مع المقاولة المدينة.2
1 - Vallansan Jocelyne, « difficulté des entreprise », 5è édition, lexis Nexis IITEC, Paris 2009,
p50.
2عبد الرحيم شميعة ،إجراءات الوقاية و المعالجة من صعوبات المقاولة طبقا للقانون رقم ،81.14مرجع سابق ص 67
24
و فحوى هذه المنهجية ،هي االنتقال في التعامل مع المقاولة من ما هو ودي و سري
من جهة ،إلى ما هو قضائي و علني من جهة أخرى ،أي فسح المجال الى تدخل القضاء
للبحت عن انقاذ ممكن للمقاولة ،و إن كانت حدة و مدى هذا التدخل تختلف من نظام إلى
أخر.
و تدخل القضاء يعني تقليص لحرية رئيس المقاولة و إخضاعه لضوابط قانونية بصفة
الوجوب من أجل تشخيص الوضع الحقيقي للمقاولة بغية البحت في الحل الممكن لضمان
استمرار هذه الوحدة االقتصادية.
هذا التدخل القضائي ،تزيل عنه الستار مرحلة التوقف عن الدفع بناءا على حكم
قضائي يفسح المجال لقضاء المحاكم التجارية بعد فترة المالحظة بإعداد وصفة قضائية ال
تخرج عن اعتماد التسوية القضائية أو التصفية القضائية.
تأسيسا لما سبق ،و إذا كان فتح مسطرة اإلنقاذ يهدف إلى إعادة هيكلة المقاولة الغير
المتوقفة عن الدفع ،و التي تعاني صعوبات ال يمكن تجاوزها ،و حتى أما غياب واقعة
التوقف عن الدفع فان مخطط اإلنقاذ ما هو إال نتيجة لقرار قضائي ،1يحدث اترا2على
المراكز القانونية لألطراف ،بمعنى أن تكييف مخطط اإلنقاذ ال يعدو أن يكون مسطرة
قضائية 3إلعادة هيكلة أو تنظيم المقاولة بمقتضى حكم قضائي 4مما ينجم عنه اتار غاية في
األهمية سواء على مستوى المدين أو الدائنين أو األجراء و بصفة العموم على سائر
المرتبطين بالمقاولة أي أن مسطرة اإلنقاذ تستمد قوتها الملزمة من قرار المحكمة.5
و للتمييز أكتر ،فإذا كان حكم فتح مساطر المعالجة يؤشر على بداية جديدة لحياة
المقاولة المدينة ،يصاحبه تدخل مباشر للقضاء 6،الذي تبقى له كلمة الفصل في تحديد مصير
4و ذلك ما يمكن أن نستشفه من خالل المادة 559-18من م.تالتي جاء في بدايتها " تقرر المحكمة اعتماد مخطط
اإلنقاذ".........
5بطبيعة الحال القرار القاضي بفتح مسطرة اإلنقاذ
6المادة 568منم.ت
يقضىبالتسويةالقضائيةإذا تبين أن وضعية المقاولة ليست مختلة بشكل ال رجعة فيه وإال فيقضىبالتصفيةالقضائية.
25
المقاولة بناءا على وضعيتها االقتصادية و االجتماعية ،أي له أن يختار بين حكم التسوية
القضائية في مواجهة المقاولة التي تبين أن وضعيتها ليست مختلة بشكل ال رجعة فيه أو
حكم التصفية القضائية في مواجهة المقاولة التي تبين أن وضعيتها 1مختلة بشكل ال رجعة فيه
،فان حكم فتح مسطرة اإلنقاذ في مواجهة المقاولة التي تبين أنها تعاني صعوبات ال يمكن
تجاوزها ما هو إال تكريس إلرادة رئي س المقاولة في اعتماد هذا المخطط بمعنى انه إذا
توفرت شروط فتح هذه المسطرة فالقاضي التجاري ملزم بذلك ،أي أن الحل تم اختياره بشكل
قبلي و من طرف رئيس المقاولة.
تأكيدا لما سبق و إذا كان مخطط اإلنقاذ مسطرة قضائية تندرج في خانة مساطر
المعالجة فالمالحظة التي ينبغي تسجليها بخصوص المشرع المغربي ،تخص الهندسة
التشريعية لمشروع مخطط اإلنقاذ الذي ينص في مادته الخامسة " تتمم أحكام الكتاب
الخامس من مدونة التجارة بالقسم األول المكرر".
أي أن المشرع المغربي يتمم أحكام الكتاب الخامس من مدونة التجارة بالقسم االول
المكرر الذي يبتدأ بالمادة .559-1
و معنى هذا الكالم أن هذا القسم المكرر المزمع تبنيه يأتي من حيت هندسة المشرع
تابعا للقسم األول من أحكام الكتاب الخامس من مدونة التجارة الذي يعالج مساطر الوقاية من
الصعوبات ،و الحال أن مخطط اإلنقاذ و بحسب طبيعته ال يعتبر مسطرة وقائية بمفهوم القسم
األول من أحكام الكتاب الخامس و انما مسطرة وقائية قضائية بمفهوم القسم الثاني من أحكام
الكتاب الخامس من مدونة التجارة و لكن بنظرة حديثة تكرس الجانب الوقائي الذي أصبح
يحكم فلسفة المساطر الجماعية ،و ذلك باعتماد مقاربة استباقية ،تستوجب تدخل القضاء الذي
يؤطر عملية اإلنقاذ.
تعينالمحكمة القاضيالمنتدبوالسنديك.
تزاولمهام السنديكمنطرف كاتب الضبط ويمكن للمحكمة ،عند االقتضاء ،أن تسندهاللغير.
27
الفقرة الثانية :الجهة الموكول اليها إعداد مخطط اإلنقاذ
انطالقا من المادة 579منم.ت التي تنص على " يقترح السنديك إما مخططا للتسوية
يضمن استمرارية المقاولة أو تفويتهاإلىأحد األغيار أو التصفية القضائية" و المادة L631-19
من م.ت.ف التي تشير إلى
نستشف أن هذه التشريعات كلفت السنديك أو المتصرف ،بإعداد مشروع مخطط -
يمكن أن يكون استمرارية ،تفويت ،أوتصفية المقاولة -يستشرف مستقبل المقاولة ،بل إذا
تبين لهما و بمناسبة إعداد الموازنة و مشروع المخطط أن وضعية المقاولة ميئوس منها ،أو
لم تتضح الصورة بشأن احتمال إسعافها ،فانه ال يبلور مشروع المخطط و إنما يكتفي طلب
فتح مسطرة التصفية القضائية بعد معاينة وضعية المقاولة.
لكن النظام األمريكي كسر هذه القاعدة و أزاح السنديك من طريق إعداد مشروع اعادة
تنظيم المقاولة ،من خالل المادة 1121من ق.م.ج.أ التي تنص على:
(a) The debtor may file a plan with a petition commencing a
voluntary case, or at any time in a voluntary case or an involuntary case.
و إن وجد تفسير لذلك فإنما يدور هذا التفسير حول إعادة مركزة رئيس المقاولة في
قلب دواليب مخطط اإلنقاذ1،أي أن القاعدة أصبحت " رئيس المقاولة هو الذي يقوم بإعداد
مخطط اإلنقاذ ".
و تأكيدا لهذا الطرح نجد المشرع الفرنسي هو األخر قد صار على نفس التوجه و ذلك
ما تؤكده المادة L626-2من م.ت.فالتي جاء فيها le débiteur, avec le concours de
l'administrateur, propose un plan,
و إذا ما قمنا بالتعريج على مشرعنا الوطني سنجد المادة 559-3من م.ت توجب على
المدين تقديم مشروع مخطط اإلنقاذمرفق بطلبه تحت طائلة عدم القبول و ذلك ما تأكده أيضا
المادة 559-11من المشروع "....و اعتمادا على مشروع مخطط اإلنقاذ المنجز من قبل
رئيس المقاولة"...
و على النقيض من ذلك و بالرجوع للتشريعات المقارنة نجد المشرع األمريكيو في
الحالة التي ال يقوم فيها رئيس المقاولة بتقديم هذا المشروع و من خالل الفقرة التالتة من
المادة 21112من ق.م.ج.أالتي تمنح الحقلمجموعة من المرتبطين بالمقاولة كالسنديك أو
1فاتحة مشماشي ،أزمة صعوبات المقاولة ،أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في الحقوق ،جامعة محمد الخامس ،كلية العلوم
القانونية و االقتصادية ،و االجتماعية ،اكدال ،السنة الجامعية 2007-2006 ،ص 20
2c) Any party in interest, including the debtor, the trustee, a creditors' committee, an equity
security holders' committee, a creditor, an equity security holder, or any indenture trustee,
may file a plan if and only if-
;(1) a trustee has been appointed under this chapter
(2) the debtor has not filed a plan before 120 days after the date of the order for relief under
this chapter; or
(3) the debtor has not filed a plan that has been accepted, before 180 days after the date of
the order for relief under this chapter, by each class of claims or interests that is impaired
under the plan
29
الدائنين من القيام بتقديم مشروع مخطط اإلنقاذفي الحاالت المحددة وفق نفس المادة و هو
L626- و1L626-30-2نفس التوجه الذي تبناه المشرع الفرنسي بناءا على كل من المادتين
.ف.ت. من م230-3
626-30-2 et, le cas échéant, de l'article L. 626-32, n'est pas celui proposé par le débiteur en
application de l'article L. 626-2, il donne lieu aux communications prévues à l'article L. 626-8.
30
الفصل الثاني:
31
مما ال شك فيه أن المقاربة االقتصادية التي أضحت تحكم المجال القانوني كان لها بالغ
األثر على مدى استقرار القاعدة القانونية من جهة ،على أساس أن الفاصل الزمني لتدخل
المشرع أصبح قصيرا ،سواء عن طريق تعديل النصوص أو إصدار أخرى جديدة ،و ذلك
راجع باألساس على طبيعة هذه النصوص من جهة و الصيغ التشريعية من جهة أخرى التي
أدخلت على القانون مفاهيم و مصطلحات تتميز بطابع اقتصادي من لمسة تقنية ،الشى
الذي دفع بطرف من الباحتين الى التسليم بأن العقد أصبح أكتر استقرارا من القانون.
فهذا التدخل التشريعي الدوري فرضته طبيعة عالم المال و األعمال لتصبح
التشريعات رهينة بالسياسات االقتصادية و بالتحوالت االقتصادية و االجتماعية حتى أصبح
قدر القاعدة القانونية عد م االستقرار والتغير المستمرين حيت ما فتئ تبحث لها عن مكان في
مجال التطبيق إال وتعالت األصوات مطالبة بالتغيير أو التعديل أو حتى اإللغاء ،فانطالقا من
هذه الصيرورة القانونية و مع الطبيعة الخاصة للنصوص القانونية المنظمة لصعوبات
المقاولة ،شهد هذا المجال تحوال جذريا قام بإرساء مفاهيم جديدة( المبحث التاني) بغية خلق
نوع من التوازن بين أطراف ميدان الصعوبات التي تعترض المقاولة ( المبحث االول)
32
المبحث االول مرحلة تشخيص المقاولة
كما سبق االفصاح عن ذلك في عديد الفقرات بمناسبة معالجتنا للموضوع نقر بتميز
القواعد المنظمة لصعوبات المقاولة بنوع من التقنية و ذلك ما يمكن أن نستشفه في مرحلة
اعداد موازنة المقاولة (المطلب االول) التي تعتبر كلمة اقتصادية اكتر مما هي قانونية أو
مرحلة التسيير التي تصاحبها بالضرورة اجراءات ترمي الى تعزيز الطابع
الجماعي(المطلب الثاني ).
يصح القول أن تنزيل المساطر الجماعية يجب أن يتسم بالسرعة و الحسم ،ولكن
هناك من المراحل التي تتطلب التأني و التريث و التبصر و العلم اليقيني بوضعية المقاولة
على هذا التوجه نجد المشرع المغربي سيرا منه على نهج نظيره الفرنسي أحدت مسطرة
جديدة واطلق عليها القانون الفرنسي 1مرحلة المالحظة وفقا لقانون 1985المعدل بقانون 10
يونيو ، 1994تتميز أساسا بتشخيص دقيق و مضبوط لوضعية المقاولة يسهل معه وصف
العالج المالئم لها و الذي سيؤدي ال محالة إما إلى الحكم بمخطط االنقاذ أوبتسويتها القضائية
أو بتصفيتها القضائية.2
ما يميز هذه الفترة هو اتخاذ جميع التدابير الالزمة لتجنب الوضعية السلبية والتي من
شأنها إحداث وضعية مالية غير متوازنة .3وهذه التدابير هي التي تعطي خصوصية للمساطر
الجماعية 4و تحاول ضبط خصوم المقاولة وتحسين أصولها.1
1 - L’article 621.3 « ….le jugement ouvre une période d’observation d’une durée maximale
de six mois qui peut être renouvelée une fois par décision motivée à la demande de
l’administrateur, du débiteur ou du ministère public. Elle peut en outre être
exceptionnellement prolongée à la demande du procureur de la République par décision
motivée du tribunal pour une durée fixée par décret en Conseil d’Etat.
Lorsqu’il s’agit d’une exploitation agricole, le tribunal peut proroger la durée de la période
d’observation en fonction de l’année culturale en cours et des usages spécifiques aux
productions de l’exploitation».
2عبد الرحيم شميعة ،إجراءات الوقاية و المعالجة من صعوبات المقاولة طبقا للقانون رقم ،81.14مرجع سابق ص 121
3 - Dominique VIDAL, droit des procédures collectives, op cit, p 127.
4 - Dominique VIDAL, droit des procédures collectives, op cit, p 125
33
و الغاية من هذه التدابير أساسا ضمان استمرارية نشاط المقاولة وذلك باستمرار العقود
الجارية وبمنع األداءات الفردية على سبيل المتال لذلك نجد المشرع األمريكي 2سبق و أن
تدخل من أجل اقرار مجموع من الصالحيات للمدين "اي المقاولة".
وألنها مرحلة يغلب عليها طابع التشخيص ،وحتى تتمكن الجهات الموكولة لها هذه
المهمة من القيام بأدوارها ،نجد المشرع قبل تبنيه لمشروع اإلصالح قد حدد مدة القيام بها
طبقا للمادة 579م ت في أربعة أشهر قابلة للتجديد مرة واحدة بطلب من السنديك.
حيت أناط المشرع مهمة إعداد الموازنة المالية و االقتصادية و االجتماعية الخاصة
بالمقاولة للسنديكو ليس لرئيس أو مسير المقاولة كما خول له المشرع االستعانة بخبير أو
عدة خبراء و كذلك المساعدة التي يمكن أن يقدمها له رئيس المقاولة .3طبقا للمادة 579م.ت.
و المادة 11-559من مشروع تعديل الكتاب الخامس التي تنص على أنه "يجب على
السنديك أن يبين في تقرير يعده ،الموازنة المالية و االقتصادية و االجتماعية للمقاولة ،و ذلك
بمشاركة رئيس المقاولة ".....و حتى اذا كان هذا التقرير يتميز بالطابع التمويلي ، 4على
أساس أن تشخيص أمراض المقاولة يستوجب المعرفة العامة و العالية و الدقيقة لماضيها،
;(A) retention by the debtor of all or any part of the property of the estate
(B) transfer of all or any part of the property of the estate to one or more entities, whether
;organized before or after the confirmation of such plan
;(C) merger or consolidation of the debtor with one or more persons
(D) sale of all or any part of the property of the estate, either subject to or free of any lien, or
the distribution of all or any part of the property of the estate among those having an
;interest in such property of the estate
;(E) satisfaction or modification of any lien
;(F) cancellation or modification of any indenture or similar instrument
;(G) curing or waiving of any default
(H) extension of a maturity date or a change in an interest rate or other term of outstanding
securities".........
3عالل فالي ،مساطر معالجة صعوبات المقاولة ،مرجع سابق284 ،
4فاتحة مشماشي ،أزمة معالجة صعوبات المقاولة ،مرجع سابق ،ص206
34
نجد المشرع الفرنسي قد استثنى المقاوالت الصغرى من إلزامية اعداد الموازنة المالية و
1
االقتصادية و االجتماعية انطالقا من المادة L627-3من م.ت.ف
استرساال لما سبق ال غرابة من تميز هذه العملية بالطابع التقني ،ونظرا لكون السنديك
قد يكون من كتابة الضبط أو من االغيار ،فإن القانون المغربي أحسن صنعا حينما خول
إمكانية االستعانة بخبراء أو بمشاركة أو بمساعدة رئيس المقاولة إلعداد هذه الموازنة .
إذا كان التقرير الذي سيعده السنديك يشكل األرضية و المرجع التقني الذي ستعتمد عليه
المحكمة للبث في مستقبل المقاولة ،فإنه من البديهي أن يكون التقرير شموليا.
فمن الناحية االقتصادية يجب أن يتضمن التقرير الوضعية المحاسبية و المالية للمقاولة
و االشكال سيطرح أمام المقاوالت الصغرى حيت سيكون التقرير صعب اإلنجاز بالنسبة
للمقاولة التي ال تمسك محاسبة منتظمة.2
و من الناحية االجتماعية يهدف التقرير الى توضيح وضعية الشغل و التشغيل للمقاولة
على عدة مستويات تخص باألساس عدد مناصب الشغل ،و مستوى األجور و عالقات
الشغل الجماعية و الضغط الذي تمثله كتلة األجور.
في هذا التوجه سيؤدي تقرير الموازنة االقتصادية و المالية و االجتماعية للمقاولة إلى
رصد و الوقوف ع لى الصعوبات التي اعترضت المقاولة التي اليمكن تجاوزها .و بالتالي
تحديد طبيعة هذه الصعوبات من" حيث كونها عابرة أم بنيوية و كذلك من حيث كونها ذات
ولكي يكون التقرير الذي يعده السنديك متكامال يعكس بصدق الوضعية الحقيقية
للمقاولة ،يجب ان ال يتوقف على رصد هذه الوضعية إلى حدود تاريخ صدور حكم فتح
مسطرة اإلنقاذ ،بل يجب أن يكون متطورا خالل فترة المالحظة و التشخيص.
1شميعة عبد الرحيم شميعة ،إجراءات الوقاية و المعالجة من صعوبات المقاولة طبقا للقانون رقم ،81.14مرجع سابق
ص123-122
36
المطلب الثاني تعزيز موقع الدائنين في مخطط اإلنقاذ
استندا على أنه اليوم أصبح اللجوء لمساطر المعالجة في أمريكا يمكن أن يكون مفتوحا
أمام كل شخص طبيعي أو معنوي ليس بمقدوره سداد ديونه و هذا يشكل الجانب المنطقي،
لكن ال غرابة من أن يتم اللجوء إلى هذه المسطرة ليس من طرف مقاولة ليس بمقدورها سداد
ديونها و لكن من طرف مقاولة ال تعاني صعوبات و لكن فقط ألنها ال تريد أو ترفض تسديد
هذه الديون ،الشيء الذي جعل مجال األعمال يعرف ممارسات غير صحية تتمثل في اعتماد
هذا الميكانزيم القانوني –أي مخطط اإلنقاذ -كوسيلة للضغط على الدائنين أو وسيلة للدفاع
يستعملها رئيس المقاولة 1اتجاه الدائنين الذين يسعون الستفاء ديونهم.2
في ذات المنطق نجد نوعا من المهتمين بهذا الشأن يعتبرون أن هذا النظام هو حمائي
بالدرجة األولى لرئيس المقاولة مما جعل جل الكتابات المقارنة تستعمل عبارات من قبيل- 3
- l’entreprise se place sous la protection du chapitre 11أو -
-l’entreprise se place sous la parapluie du chapitre 11تعكس حقيقة هذا
4
الطرح.
و عليه يمكن أن يتبين للقارئ مند بداية معالجتنا لهذا الموضوع ،و كأن مخطط اإلنقاذ
جاء فقط ليعزز من مكانة المقاولة المدينة ،و الحال أن األمر غير ذلك ،حيت أن التشريعات
المقارنة حاولت ما أمكن خلق نوع من التوازن بين الدائن و المدين.
1فمتال لنفترض مقاولة مدينة بمبلغ 200.000درهم مستحقة األداء الشهر المقبل بمعني الشهر المقبل يجب على رئيس
المقاولة االلتزام برد هذا الدين ،لنفرض أن السيولة متوفرة لرئيس المقاولة و لكن ظهرت أمامه صفقة اذا وضف فيها هذا
المبلغ سيجني مستقبال أرباحا مهمة ،فاذا وافق على هذه الصفقة و وضف هذا المال بمعنى أنه لن يستطيع الوفاء بالتزامه
امام هذا المدين ،و قانونيا هو ليس متوقفا عن الدفع ،و عليه اذا قام باالنضواء تحت مخطط االنقاذ الذي يمنح له صالحية
اعداد مخطط من اجل اعادة هيكلة مقاولته ،حيت يمكن له أن يقترح في هذا المخطط تأجيل سداد مبلغ الدين المقدر ب
200.000أو تأديته وفق دفعات.
2Folsom Ralph H. Folsom, Alain A.Levasseur, pratique du droit des affaires aux etats-
unis,op,cit, p 321
3http://www.lemonde.fr/economie ou bien https://www.edubourse.com/guide-
bourse/chapitre-11.php
4 http://www.france-metallurgie.com/le-chapitre-11-de-loi-americaine-sur-les-faillites/
37
و بالوعي المسبق بهذا الوضع و حتى إن كان المشرع األمريكي يهتم باستمرارية
أ.ج.م. و كآلية لضبط التوازن في هذه العالقة نجد ق،المقاولة فانه كذلك يقدس أداء الديون
the United States trustee shall appoint a 1102 ينص من خالل المادة
committee of creditors
بمعنى أن السنديك يتولى مهمة تعيين لجنة أو لجان الدائنين و يترتب عن ذلك أثر مهم
– هي التي يمكن اعتبارها لجان رسميةtrustee - حيت أن فقط اللجان التي يعينها السنديك
و المصادقة على مخطط،2 و الدفاع عن مصالحهم1تستطيع القيام بمهمة تمثيل الدائنين
.3االنقاذ بعد عرضه وجوبا على هذه اللجان من طرف رئيس المقاولة
38
دائما و في نفس التوجه و من أجل كبح جماح تدخل رئيس المقاولة و تفاديا لكل
تعسف في استعمال الحق و بمناسبة إعداد هذا األخير لمشروع إعادة تنظيم المقاولة و
بغية تعزيز موقع الدائنين من جهة و تأكيد إشراكهم في أطوار هذه المساطر من جهة
: حيت يمكن إجمال هذه الصالحيات في،اخرى
الذي عرف عودة الدائنين في مجال1في هذا النسق و وقوفا عند المشرع الفرنسي
، الذي تعامل مع مقاوالت معينة بصفة إلزامية2005 اتخاذ القرار ابتداء من تعديل
لتكريس الطابع التشاور في إطار جماعي بين المقاولة2توجب إحداث لجان الدائنين
.3المدينة و أبرز دائنيها
(1) consult with the trustee or debtor in possession concerning the administration of the
case;
(2) investigate the acts, conduct, assets, liabilities, and financial condition of the debtor, the
operation of the debtor's business and the desirability of the continuance of such business,
and any other matter relevant to the case or to the formulation of a plan;
(3) participate in the formulation of a plan, advise those represented by such committee of
such committee's determinations as to any plan formulated, and collect and file with the
court acceptances or rejections of a plan;
(4) request the appointment of a trustee or examiner under section 1104 of this title; and
(5) perform such other services as are in the interest of those represented
56-55 ص، مرجع سابق، رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص، مسطرة االنقاذ،لوبنىبوهمتاين1
2 L626-29 Les débiteurs dont les comptes ont été certifiés par un commissaire aux comptes
39
حيت تنقسم هذه اللجان إلى لجنتين اثنين ،لجنة مؤسسات االئتمان ،و لجنة
الموردين ،حيت اسند لهم المشرع الفرنسي مجموعة من األدوار ،يبقى أبرزها اقتراح
مخطط اإلنقاذ ،بمعنى تمتعيهم بكامل الحرية بتحديد مضمون مشروع المخطط ،1أما
في الحالة التي يقوم فيها رئيس المقاولة بإعداد هذا المخطط فالمشرع الفرنسي أحدت
نظاما للتصويت على مخطط اإلنقاذ ،كل لجنة من الزاوية التي ترى فيها مدى مالئمة
هذا المخطط مع اهتماماتها و تطلعاتها.2
1Corine saint alary-houin, droit des entreprises en difficulte, op, cit, p548
2Corine saint alary-houin, op, cit, p547
40
المبحث الثاني :مخطط اإلنقاذ والعصف بالمفاهيم الكالسيكية في نظام صعوبات
المقاولة
يعد مخطط اإلنقاذ نظام قانونيا حديتا على الساحة القانونية ،بهدف مد يد العون
للمقاوالت المتعثرة و المساهمة في حل األزمات االقتصادية التي تتخبط فيها ،و ذلك راجع
باألساسإلى أن الدول األجنبية و بعد إخضاعأنظمتها للتقييم و التقويم تبين لها عقم األنظمة
الجاري بها العمل ،مما دفع جلها للتدخل من اجل مراجعة هذه االنظمة و ذلك باعتماد
مفاهيم جديدة ( المطلب األول) يرجى منها القيام بدور حماية المقاولة (المطلب التاني )
الى حد قريب أسهب الفقه و القضاء في تحليل و تفصيل مؤسسة التوقف عن الدفع
على أساس اعتبارها خطا فاصال بين المساطر القضائية و المساطر الغير القضائية و
باعتبارها أيضا الشرط األساس الفتتاح مساطر المعالجة ،اال ان التطورات و التحوالت و
االنتقادات التي يعرفها نظام المساطر الجماعية بشكل دولي فرض هذا التدخل الذي أسفر
عن تعطيل المفاهيم السابقة (الفقرة االولى )و إعطاء االنطالقة الى أخرى جديدة (الفقرة
التانية)
يصح القول أن المادة 560م ت قامت بتحوير المبدأ التقليدي المؤطر للمساطر
الجماعية الذي كرسته مدونة التجارة الفرنسية لسنة ،1807و نقصد في هذا االطار
"التوقف عد الدفع " 1الذي سبق و أن نص عليه الفصل 197من القانون التجاري المغربي
لسنة 1913حيث جاء فيه ":كل تاجر توقف عن أداء ديونه يعتبر في حالة إفالس ."...
وإذا كان من المسلم أن " التوقف عن الدفع" هو فصل لمرحلة ما قبل التدخل
القضائي للمعالجة "الوقاية" عن مرحلة التدخل القضائي" المعالجة" ،فان هذا الشرط " مبدأ
التوقف عن الدفع" يصاحب فتح المسطرة القضائية للمعالجة ،اال أن دالالته و محدداته
تختلف بين النظامين -أي نظام االقالس و نظام صعوبات المقاولة -تبعا لتباين أهدافهما و
أولوياتها.
فقد كان نظام اإلفالس من خالل المادة 197من القانون التجاري لسنة ،1913يعتمد
شرط التوقف عن الدفع بما يتناغم مع أهداف هذا النظام ،و هو ما كان وراء اعتباره فعال
صادرا من التاجر المدين حينما يتوقف عن أداء ديون دائنيه ،ليتصف بطبيعة عقابية
تصفوية للتاجر الذي أخل بواجب الثقة التي وضعها فيه دائنوه .حتى أصبح الهدف الذي
أحدت من أجله هذا النظام هو معاقبة التاجر الذي لم يوف بما عليه من ديون لدائنيه ،لذلك
لم تأبه القوانين المقارنة إلى تطويع مفهوم شرط التوقف عن الدفع.
فكان يكفي أن يتوقف التاجر المدين عن أداء ديونه ،ليعلن كونه مفلسا ،دونما اهتمام
أو اكتراث لألسباب التي حالت بينه وبين عدم أداء ديونه ،إرادية أم اضطرارية.
و انطالقا من التحول أو االنتقال من نظام اإلفالس إلى نظام معالجة صعوبات المقاولة
إن على مستوى األهداف و إن على مستوى الغايات ،ليعرف المفهوم تحوال إن على
مستوى النظرة و إن على مستوى المضمون.
هكذا تدخل المشرع الفرنسي من بوابة المادة الثالثة التي تنص على أنه " تفتح
مسطرة المعالجة القضائية على كل مقاولة مشار إليها في المادة الثانية ،ليس بمقدورها
مواجهة الخصوم المستحقة عند الحلول باألصول القابلة للتصرف فيها" لنصبح أمام مفهوم
قانوني – –notion juridiqueو مفهوم محاسباتي – – notion comptableللتوقف
عن الدفع.1
و لم يبتعد القانون المغربي 2من خالل المادة 560م .ت كثيرا عن هذا التعريف،
ليواكب المشرع المغربي التحوالت التي أسهمت في تطويع هذه المفاهيم.
حي ت لم " يكتف المشرع باشتراط تأكد واقعة التوقف عن الدفع كشرط لفتح المسطرة
القضائية للمعالجة ،بل حدد طبيعة وسببه أو أسبابه .و هذا ما يدفعنا للقول بأنه تم االنتقال
بمفهوم التوقف عن الدفع من االعتماد على -معيار القانون -المتمثل في مالحظة واقعة
عدم أداء الديون على عهد اإلفالس ،إلى اعتماد -المعيار االقتصادي -القائم على عدم
القدرة على األداء مع نظام المعالجة" ،3و هو ما يجعل هذا المفهوم مركبا و متطورا يخضع
للتحوالت التي يمر منها نظام المساطر الجماعية.
ان المقاربة االقتصادية لمبدأ التوقف عن الدفع فرضت على القضاء عدم الوقوف عند
مجرد الحدود الخارجية لالمتناع عن دفع الديون المستحقة األداء ،و إنما البحث عن أسباب
1Corine
saint alary-houin, droit des entreprises en difficulte, op, cit, p218
2عالل فالي ،مساطر معالجة صعوبات المقاولة ،مرجع سابق ،ص116،
3عبد الرحيم شميعة ،إجراءات الوقاية و المعالجة من صعوبات المقاولة طبقا للقانون رقم ،81.14مرجع سابق ،ص.87
43
و دواعي التوقف ،و عن الوضعية االقتصادية و المالية الحقيقية للتاجر المتوقف عن الدفع
1من حيث معرفة مركزه المالي المضطرب.
من هذا التصور دب الفتور مرة أخرى في المنظومة القانونية للمساطر الجماعية و ال
مناص و الحالة هذه من االعتراف بعصف النظام االنجلوسكسوني للمفاهيم الثابتة في هذه
المنظومة ،على أساس تجاوز القانون األمريكي 2لواقعة التوقف عن الدفع التي ال تجد لها
محددا في ظل هذا النظام ،انطالقا من تمكين المقاولة المدينة بالتصريح –دون توفر حالة
اإلعسار -عن وضعيتها االقتصادية و االجتماعية و البيئية ،بغية الخضوع إلى جانب
مسطري يهدف إلى إعادة هيكلتها ،حيت أن القضاء يتدخل فقط لمراقبة عنصر حسن النية
في طلب فتح المسطرة.
و في هذا االطار ينبغي التمييز بين التصريح اإلرادي- une faillite volontaire -
و التصريح الغير اإلرادي -une faillite involontaire-3و ذلك ما يمكن أن نستشفه من
خالل المادة 301من قانون المساطر الجماعية األمريكي التي تنص على أنه :
بمعنى أنه أي مسطرة جماعية تبتدئ لحظة قيام أي مقاولة مدينة بوضع طلب لدى
الجهة القضائية المختصة دونما النظر إلى عنصر التوقف عن الدفع ،أما بخصوص
filing with the bankruptcy court of a petition under such chapter by an entity that may be a
debtor under such chapter.
(b) The commencement of a voluntary case under a chapter of this title constitutes an order
for relief under such chapter.
3 Michael st. Patrichkbaxter, covington and burling, la faillite a l’americiane, une
introduction au chapitre 11 du code des faillites des etats-unis, op, cit, p,3
44
فله مقام أمام الحالة التي يجبر فيها المدين من طرف دانييه بالتصريح1التصريح الالإرادي
3
. التي ينظمها القانون األمريكي2بحالة من حاالت الصعوبات
الذي ينظر،من خالل ما سبق نستشف المرونة التي يتمتع بها النظام األمريكي
لنتساءل بدورنا هل لهذه،للمقاولة كمحدد أساسي و قطب الرحى للنظام العام االقتصادي
.المرونة متيل في النظام الفرنكفوني
ومن هذا التوجه يجب أن نعترف بتجاوز المشرع الفرنسي لمؤسسة التوقف عن
لينتقل من واقعة، ليستحدث وصفا و تكييفا جديدين للصعوبات التي تعتري المقاولة،الدفع
كمعيار فاصل بين- la cessation des paiements - التوقف عن الدفع أمام المدين
en faillite. Une faillite involontaire en vertu du chapitre 11 peut être entamée lorsque au
moins trois créanciers qui detiennent des creances inconditionnelles et non garantis d’un
montant total d’au moins 11 625 dollars deposent une demande de faillite.
45
المساطر القضائية و الغير القضائية إلى واقعة الصعوبات 1التي ال يكون قادرا على
تجاوزها –difficultés qu'il n'est pas en mesure de surmonter -
و حتى أمام هذا االنتقال فالمهتمين بهذا الشأن عبروا عن عدم دقة هذا المعيار – un
–critère imprécisعلى أساس أن هذا اللفظ يستبعد كل تشابه مع القانون األمريكي الذي
يمكن المدين من التمركز تحت حماية العدالة حتى قبل ظهور الصعوبات و في تعليق جانب
من الباحتين عن هذا المعيار:2
قي ذات المنطق ،نالحظ أن المشرع الفرنسي ربط هذه الصعوبات التي ال يمكن
تجاوزها بواجب تبريرهاjustifiede difficultés qu'il n'est pas en mesure - 3
-de surmonter.بمعنى ان المدين ملزم أمام القضاء بإبراز أسباب هذه الصعوبات،و
لكنما ال يمكن تجاوزه عند مدين ليس هو ما اليمكن تجاوزه عند مدين اخر4.
مما يستشف معه أن المشرع المغربي تأثر بالتشريع الفرنسي لسنة 2005حيت تعتبر
المادة 1-559مقابلة للمادة 620-1Lمن القانون الفرنسي الذي كان يربط الصعوبات
DE بضرورة أن تؤدي إلى التوقف عن الدفع،ليتدخل سنة 2008و يحذف عبارة -
-NATURE A LE CONDUIRE A LA CESSATION DES PAIEMENTSو لهذا
46
التعديل اثر على مستوى االستفادة أو الولوج إلى خدمة مخطط اإلنقاذ ،أي أن المحكمة
المختصة لن تتعامل مع المدين على أساس أنه مجبر بالكشف عن الدالئل 1و المعطيات
2
حول الصعوبات التي ستؤدي إلى التوقف عن الدفع.
بناء على التحول الذي شهده نظام المساطر الجماعية ال من حيت النظرة و ال من
حيت األهداف ،فالتشريعات المتقدمة تركز في تصورها على إنقاذ المقاولة ،و بالتالي ابتكار
قواعد للتسيير بشكل يجسد الطابع اإلنساني3،على أساس أن المساطر الجماعية غايتها الحقة
هي ليست موجه ضد المدين و إنما ،إنقاذ المقاولة.
وبالرجوع للنصوص القانونية التي تعالج صالحيات التدبير و التسيير داخل المقاولة
المريضة ،نجد أن مؤسسة السنديك 4لها من الصالحيات التي تجعلها تلعب دورا حاسما في
حياة المقاولة ،ونظرا للعديد من الصعوبات التي يواجهها السنديك خالل أدائه لمهامه،5
والمرتبطة أساسا بتواضع التكوين القانوني والتدبيري فلقد أشار المشرع المغربي في المادة
559.33من مشروع أنه " ...تحدد شروط تنظيم مهنة السنديك بمقتضى مرسوم" .و
بالرجوع للمادة 576منم.ت نجدها أوجدت آليات عديدة للتسيير ،حيت قد :
-إمكانية تكليف السنديك من طرف المحكمة بتسيير المقاولة بمفرده في حالة معاينة سوء
التسيير من قبل رئيس المقاولة أو عدم قدرته على تحقيق أهداف هذه المرحلة االنتقالية.
مما سبق يتبين لنا هيمنة السنديك على ميدان تدبير الصعوبات و ذلك بغل يد رئيس
المقاولة من صالحيات التسيير ،و في ذلك تكريس لنظرة عقابية اتجاه هذا األخير على
أساس أنه قد قام في الماضي من حياة المقاولة بخطأ في التسيير و الحال يمكن أن يكون
غير ذلك على أساس أن المقاولة تعيش جميع الفصول في حياتها ،1ففقدان صفقة أو تقلب
األسعار ،أو المنافسة الغير المشروعة أو قوة قاهرة قد تضع المقاولة في خانة المقاوالت
التي تعيش صعوبات اقتصادية.
و انطالقا من مقولة "أهل مكة أدرى بشعابها" نجد المشرع األمريكي يتعامل و فق
هذا الطرح ،و سندنا في ذلك هو وضعية المدين عند فتح مسطرة إعادة تنظيم المقاولة و فق
الجزء –le chapitre 11- 11من نظام المساطر الجماعية الذي يصفه ب – debtor in
2- possessionبمعنى أنه بمجرد فتح المسطرة حتى يصبح رئيس المقاولة محتكرا و
متحكما في أصوله.3
1لفروجي محاضرات في مادة صعوبات المقاولة السداسي الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية و االجتماعية
السويسي ،السنة الجامعية 2013-2012
2 Ralph H. Folsom, Alain A.Levasseur, pratique du droit des affaires aux etats-unis, op, cit,
p338
3 Michael st. Patrichkbaxter, covington and burling, la faillite a l’americiane, une
introduction au chapitre 11 du code des faillites des etats-unis,op, cit, p4
48
" ,a debtor in possession shall have all the rights,other than the
right to compensation under section 330 of this title, and powers, and
shall perform all the functions and duties, except the duties specified
in sections 1106(a)(2), (3), and (4) of this title, of a trustee serving in a
"case under this chapter.
استنتاجا لما سبق نستشف أن سياسة تسيير المقاولة من طرف جهازها الداخلي تجد
سندها في ضرورة استمرار إدارة األعمال الجارية 1من أجل تأمين السير العادي للمقاولة.2
و وقوفا عند التشريع الفرنسي و باستقراء النصوص المنظمة للمسطرة اإلنقاذ ،نجد هذا
األخير تأثر بهذا التوجه ،من خالل المادة L 622-1التي تفيد بأن إدارة المقاولة تأمن من
طرف مسيرها IL'administration de l'entreprise est assurée par son
" 3dirigeantلتصبح القاعدة العامة هي التسيير المباشر للمقاولة و االستثناء هو تعيين
المتصرف القضائي ليمارس مهام التسيير ،مع اإلشارة إلى أن تتمة المادة l 622-1من
م.ت.ف تشير الى ان تعيين المتصرف لم يعد إجباريا إال بالنسبة للمقاوالت التي تتخطى
سقف 3ماليين أورو كرقم أعمال و 20عامال.
و عليه يمكن اعتبار هذا المبدأ يتالئم مع الطابع االستباقي لمسطرة اإلنقاذ ،على أساس
أن المتصرف ال يملك أي سلطة للتعرض عن أي قرار لرئيس المقاولة ,4ليستوعب المشرع
الدور المحوري لرئيس المقاولة ،على أساس أنه الوحيد األدرى بواقع مقاولته بشكل جيد.
و سيرا على نهج المشرع الفرنسي ومن خالل مشروع اإلصالح ،فان المشرع
المغربي و بمجرد افتتاح مسطرة اإلنقاذ حسب المادة " 559.7يختص رئيس المقاولة
بعمليات التسيير" ويبقى خاضعا بخصوص أعمال التصرف لمراقبة السنديك الذي يرفع بذلك
تقرير للقاضي المنتدب ،وحسب صياغة هذا النص فالمشرع المغربي لم يستطع بلورة
49
الفلسفة والغاية من مسطرة اإلنقاذ ،حيث أنه باستقراء المادة أعاله يتبين لنا أن رئيس المقاولة
يبقى تحت إمرة السنديك ،رغم كونه يحتفظ بالتسيير إال أنه يتم غل يده لكونه يخضع لمراقبة
السنديك في جميع عقود التصرف.
في حين أن الغاية من مسطرة اإلنقاذ والتي جسدها القانون الفرنسي تتمثل في كون
رئيس المقاولة والممثل القانوني يشكالن ثنائي تبني عالقتها على الثقة لذلك نجد المشرع
الفرنسي أعطى للمدين الحق في اقتراح متصرف قانوني 1على المحكمة في حين أن المشرع
المغربي لم يعطي هذه اإلمكانية لرئيس المقاولة.2
وقد أكد المشرع الفرنسي بمقتضى تعديد 2008على أن رئيس المقاولة والمتصرف
القانوني يمثالن هيئة لصنع القرار المرتبط بتنظيم المقاولة المتواجدة في صعوبات.3
باإلضافة إلى هذا ،فالمدين في ظل القانون الفرنسي يتمتع بالعديد من االمتيازات لكونه
يملك حق التفرد بإنهاء جزء من نشاط المقاولة وتحويل اإلجراءات حالة التوقف 4عن الدفع.
أضف إلى ذلك قدرته على إبرام جميع أعمال اإلدارة بشكل انفرادي.
ويتولى أيضا حصر الدائنين وإعداد مخطط النقاد المقاولة ،باإلضافة إلى هذا يمكن
لرئيس المقاولة أن يقوم بفك رهن أو أداء دين وذلك بعد الحصول على إذن من القاضي
المنتدب ،إذا كان هناك ما يبرره ويدخل ضمن األمور األساسية في نشاط المقاولة.
مما ال مراء فيه أن القواعد العامة تمكن الدائن من حق اتخاذ اإلجراءات الكفيلة بحفظ
حقوقه و اللجوء إلى القضاء لصونها و اقتضائها مع االعتراف للدائن اليقظ األحوط بأسبقية
على غيره من الدائنين بحقه بالتنفيذ على أموال المدين طبقا لقاعدة " جائزة السباق" le prix
1 " course "deفإن نظام المساطر الجماعية يعطل -قاعدة المتابعات الفردية -و يجعل من
العالقة بين المدين و دائنيه تؤطر في إطار جماعي.
و من األكيد أن قاعدة وقف المتابعات الفردية تسري في مواجهة كل دائن له دين سابق
على حكم فتح المسطرة القضائية ،و هي قاعدة ذهبية تميز نظام صعوبات المقاولة ، 2و تؤثر
على العالقة الدائنية طبقا للقواعد العامة.3
وبناءا على المادة 362من نظام المساطر الجماعية االمريكي نجده أقر هذا المبذأ
«a petition filed under section 301, 302, or 303 of this title, .......
or an application filed under section 5(a)(3) of the Securities Investor
Protection Act of 1970, operates as a stay, applicable to all
”.......entities
1عبد الرحيم شميعة ،إجراءات الوقاية و المعالجة من صعوبات المقاولة طبقا للقانون رقم ،81.14مرجع سابق176 ،
2Corine saint alary-houin, droit des entreprises en difficulte, op, cit, p 238
3 Michael st. Patrichkbaxter, covington and burling, la faillite a l’americiane, une
introduction au chapitre 11 du code des faillites des etats-unis,op, cit, p4
51
و عليه فإن الغاية التي،1 الدائنين و تفادي االزدحام فيما بينهم بما قد يفتح باب المحاباة بينهم
أو، 2أحدثت من اجلها هذه اآللية هي إعطاء نفس جديد بهدف البحث عن سبل إنقاذه المقاولة
-على األقل ضمان استمرارية نشاطها بل األكثر من ذلك يعتبر المشرع –أي األمريكي
.انتهاك المدين لهذا المبدأ فعال يستوجب المحاسبة
يتبين لناL622-213 و من خالل المادة،و بالتعريج على مضامين القانون الفرنسي
تكريس هذه القاعدة حيت اعتبرها البعض قاعدة من النظام العام و على القاضي أن يتيرها
.من تلقاء نفسه
créances postérieure و ما يميز المشرع الفرنسي هو تعامله مع الديون الالحقة
التي تعطي االمتياز لهذا النوع من الدائنينL622-17 من خالل المادة
« -Les créances nées régulièrement après le jugement
d'ouverture pour les besoins du déroulement de la procédure ou de
la période d'observation, ou en contrepartie d'une prestation fournie
au débiteur pendant cette période, sont payées à leur échéance… »
و مؤدى ذلك أن هذه القاعدة ال تطبق في حق الدائنين الذين تنشأ ديونهم بعد فتح
بغض النظر عن كون الدائن عاديا أم صاحب امتياز خاص أو عام أو صاحب،المسطرة
.رهن كيفما كان نوعه أو أي ضمان أخر
و لدراسة موقف المشرع المغربي فكان لزاما من الوقوف على مقتضيات الكتاب
.الخامس من مدونة التجارة
م ت قاعدة وقف المتابعات الفردية التي قد يجريها الدائنون في653 هكذا أقرت المادة
فقد.مواجهة المدين الخاضع للمسطرة القضائية للمعالجة ضدا على أحكام القواعد العامة
" يوقف حكم فتح المسطرة و يمنع كل دعوى قضائية يقيمها الدائنون:نصت على انه
1 Ralph H. Folsom, Alain A.Levasseur, pratique du droit des affaires aux etats-unis,op,cit,
p325
2 http://www.justice.gouv.fr/Insolvabilité des entreprises.
3I.-Le jugement d'ouverture interrompt ou interdit toute action en justice de la part de tous
les créanciers dont la créance n'est pas mentionnée au I de l'article L. 622-17 et tendant : 1°
A la condamnation du débiteur au paiement d'une somme d'argent ; 2° A la résolution d'un
contrat pour défaut de paiement d'une somme d'argent. II.-Il arrête ou interdit également
toute procédure d'exécution de la part de ces créanciers tant sur les meubles que sur les
immeubles ainsi que toute procédure de distribution n'ayant pas produit un effet attributif
avant le jugement d'ouverture. III.-Les délais impartis à peine de déchéance ou de résolution
des droits sont en conséquence interrompus.
52
أصحاب ديون نشأت قبل الحكم المذكور "....و في نفس التوجه و بخصوص مسطرة اإلنقاذ
نجد المادة 41-559من م .ت تنص على " يوقف حكم فتح مسطرة اإلنقاذ و يمنع كل دعوى
قضائية يقيمها الدائنون أصحاب ديون نشأت قبل الحكم "....لشمل هذا المنع:
➢ الدعاوي الرامية إلى الحكم على المدين بأداء مبلغ من المال 1أو كذلك
االستمرار فيها
2
➢ الدعاوى الرامية إلى فسخ عقد لعدم أداء مبلغ المال
3
➢ وقف إجراءات التنفيذ
1يمنع على الدائن إقامة دعوى على المدين المفتوحة في وجهة المسطرة القضائية للمعالجة و التوقف السير فيها و العمل
بدل ذلك ،على التصريح بدينه إلى السنديك .
ويشمل المنع كل أنواع الدعاوى التي ترمي إلى الحكم على المدين بأداء مبلغ من المال و لو كانت ناتجة عن دعاوى مدنية
تابعة أو متعلقة بتصفية غرامية تهديدية.
2يمنع على كل متعاقد مع المقاولة –المدين-المفتوحة في وجهها مسطرة المعالجة ،نشأت ديونه قبل صدورها هذا الحكم رفع
دعوى من أجل استصدار حكم يصرح بفسخ عقد بسبب عدم أداء المدين المبالغ المالية التي تمثل التزاما في العقد المطلوب
من القضاء التصريح بفسخه.
إن هاجس ضمان استمرارية كيان المقاولة و البحث عن ترصيد عناصر استمراريتها دفع القانون التجاري إلى المس بمبدأ
سلطان اإلرادة لفائدة إنقاذ المقاولة ،و هذا ما يشكل تحوال جذريا في المنظومة القانونية المغربية.
لذلك فكل طلب بالتصريح بفسخ العقد بسبب عدم أداء مبلغ من المال أصبح ممنوعا.ويشمل جميع الدعاوى بما في ذلك تلك
المتعلقة بإفراغ محل تجاري لعدم أداء واجبات الكراء سبق أن توصل المكتري بإنذار بشأنها قبل فتح مسطرة التسوية
القضائية.
وكل طلب لفسخ العقد لغير سبب عدم أداء مبلغ عن المال يكون جائزا و صحيحا ما دام يستند إلى سبب اخر ،إذ الغاية من
المنع هو تجنيب مالية المقاولة اإلنقاص او االنقضاء.
إن منع المتعاقد مع المقاولة من فسخ عقد لعدم أداء مبلغ من المال يرتب له مجرد حق التصريح إلى السنديك بديونه السابقة
في النشاة لتاريخ فتح المسطرة ،بينما و فيما يخص الديون التي تنشا بعد هذا التاريخ عندما يختار السنديك مواصلة تنفيذ
العقد تطبيقا ألحكام المادة 573م ت ،فإنها تخضع المتياز المادة 575م ت .
3يمنع على كل دائن طبقا للمادة 653م ت نشأ دينه قبل صدور الحكم القاضي بفتح المسطرة أن يقوم ايتداء من تاريخ
صدور هذا الحكم ،بسلوك أو االستمرار في سلوك -3وقف إجراءات التنفيذ:
يمنع على كل دائن طبقا للمادة 653م ت نشأ دينه قبل صدور الحكم القاضي بفتح المسطرة أن يقوم ايتداء من تاريخ صدور
هذا الحكم ،بس لوك أو االستمرار في سلوك إجراءات التنفيذ على األموال المنقولة أو العقارية للمقاولة المدينة الخاضعة
لمسطرة المعالجة أو لمسطرة التصفية القضائية ،و يمنع كذلك من اتباع إجراءات التنفيذ على األموال التي قد يكتسبها بعد
ذلك ما دامت المسطرة لم تقفل بعد.
وتسري نفس القاعدة على األموال التي تعود للمدين و الموجودة لدى شخص ثالث في إطار إتباع مسطرة حجز ما للمدين
لدى الغير ،إذ تعتبر هذه األموال مشمولة بقاعدة وقف و منع اإلجراءات التنفيذية الفردية وفق احكام المادة 653م ت ،
حيث يعتبر إجراء هذا الحجز إجراء تنفيذيا من اإلجراءات المنصوص عليها في هذه المادة .و يعتبر الحجز التحفظي من
اإلجراءات التنفيذية التي تقع تحث طائلة حكم المادة 653م ت ،إذ و بمجرد فتح المسطرة القضائية في مواجهة المقاولة
المدنية ،يصبح تحقيق الرهن مستحيال و عديم الجدوى.
إن هاجس المحافظة على استمرار نشاط المقاولة و البحث عن حل إلنقاذ ممكن لها باإلضافة إلى حماية قاعدة المساواة بين
الدائنين كان وراء قاعدة المنع ووقف إجراءات التنفيذ ،و هو ما يمس في العمق بالضمانات العينية و الشخصية ،و هذا ما
يؤشر على أفول هذه الضمانات أمام هيمنة فكرة مصلحة المقاولة إذ ال تستعيد هذه الضمانات فاعليتها ،إال إذا تعلق األمر
بالتصفية القضائية للمقاولة و التأكد من عدم قدرتها على االستمرار ـ حيث سمحت المادة 628م ت للدائنين أصحاب
االمتياز الخاص أو العام أو رهن حيازي أو رهن رسمي ،وكذا للخزينة العام بالنسبة لديونها الممتازة بممارسة حق إجراء
المتابعات الفردية إذا لم يقم السنديك بتصفية األموال المثقلة داخل ثالثة أشهر من تاريخ صدور الحكم القاضي بفتح التصفية
القضائية وذلك شريطة أن يكونوا قد صرحوا بديونهم حتى و إن لم تقبل بعد.
53
الفقرة الثانية :وقف سريان الفوائد.
إن هاجس البحث عن إنقاذ ممكن للمقاولة الخاضعة للمسطرة القضائية للمعالجة خاصة
و أنها في مرحلة متسمة "بالضعف""و بالهشاشة" و بالحاجة إلى التخفيف من وطأة
الديون ، 1كان وراء إقرار قاعدة وقف سريان الفوائد كحل أخر لوقف نزيف ماليتها.فقد نصت
المادة 659م.تعلى انه ":يوقف حكم فتح المسطرة سريان الفوائد القانونية و االتفاقية و كذا
كل فوائد التأخير و كل زيادة" ،و المادة 46-559من مشروع التعديل التي تنص " يوقف
حكم فتح المسطرة سريان الفوائد القانونية و االتفاقية و كذا كل فوائد التأخير و كل زيادة".
ويبدو أن وقف سريان الفوائد يخدم مصلحة المقاولة بشكل كبير ،فمن جهة يخفف عنها
وطأة عداد الفوائد الذي يزيد من تراكم الخصوم ،و من جهة أخرى فإنها ارتباطا بهذه
الوضعية تكون وضعيتها المالية أحوج غلى التبسيط و المعرفة الدقيقة و تفادي القيام
بحسابات متعددة للفوائد الجارية.
ويترتب على سريان الفوائد تبعا لذلك وقف كل أنواع الفوائد ،أكانت قانونية أو اتفاقية
وكذا فوائد التأخير أو الزيادات تضاف نتيجة للتأخير في أداء الضرائب أو اشتراكات
للضمان االجتماعي.
ويهم هذا الوقف مجرد الديون السابقة على حكم فتح المسطرة القضائية للمعالجة دون
غيرها .و ال يتم استئناف سريان احتساب الفوائد إال بعد صدور الحكم المحدد لمخطط
االستمرارية وذلك طبقا ألحكام المادة 660م.ت ،حيث يبقى مفعول وقف سريانها قائما عند
الحكم بمخطط التفويت أو التصفية القضائية2على أن أحكام وقف سريان الفوائد ال تطبق و ال
تهم إال المدين المفتوحة ضده المسطرة القضائية للمعالجة دون غيره من المدينين الملتزمين
3معه في مواجهة الدائن سواء كانوا كفالء أو مدينين متضامنين ،و ذلك تطبيقا للمادة 662
م.ت التي نصت على أنه ":ال يمكن للكفالء ،متضامين كانوا أم ال ،أن يتمسكوا:
1لوبنىبوهمتاين ،مسطرة االنقاذ ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،مرجع سابق ،ص44
2لوبنىبوهمتاين ،مرجع سابق ،ص44
3لوبنىبوهمتاين ،مرجع سابق ،ص45
54
-بمقتضيات مخطط االستمرارية.
55
خاتمة:
مما ال شك فيه أن نظام صعوبات المقاولة بشكل عام اعتبر حدتا قانونيا بارزا ومخطط
اإلنقاذ بشكل خاص شكل نقطة تحول في مسار هذا النظام الشئ الذي دفع الفقه والقضاء
المقارن يسهبان في دراسة هذا الموضوع على أن تبني هذا النظام من طرف
األنظمةالفرنكوفونية يعد اعتراف بتقدم الفكر القانوني االنجلوسكسوني.
حيت أصبح الهاجس الوحيد للتشريعات الدولية خلق نظام يستطيع بدرجة أولى ضمان
استمرا رية المقاولة على أساس أنها تعتبر جزءا ال يتجزأ من النظام العام االقتصادي ،و ذلك
باالنتقال الى مفهوم جديد ذي طابع استباقي يجعل المقاولة المدينة تتدخل و بشكل مبكر من
اجل إعادة تنظيمها ليبقى شبح التوقف عن الدفع بعيدا عن ضلها.
فمن خالل ما سبق يمكن أن تكون المالحظات االتية من مخرجات هذا البحت
المتواضع:
تعتر المشرع المغربي بمناسبة تعريفه لمخطط اإلنقاذ من بوابة المادة 559-1
من مشروع تعديل الكتاب الخامس و ذلك بربط للصعوبات التي ال يمكن
للمقاولة تجاوزها الموجبة لفتح مسطرة اإلنقاذ بضرورة أن يكون من شأنها أن
تؤدي إلى التوقف عن الدفع ،حيت بمفهوم المخالفة انه اليمكن فتح مسطرة
االنقاذ في وجه المقاولة التي تعاني صعوبات ليس من شأنها أن تؤدي إلى
التوقف عن الدفع و في ذلك ضرب لروح و فلسفة هذا النظام الذي يكرس
الطابع الوقائي عن طريق تدخل استباقي.
تراجع المشرع المغربي عن وضع الباب المنظم لمخطط اإلنقاذ تابعا للقسم
االول من احكام الكتاب الخامس من م.ت الذي يعالج الوقاية الداخلية الوقاية
الخارجية و التسوية الودية و ذلك باحداتهإلى قسم أول مكرر يعالج فيه مخطط
56
اإلنقاذ مما يفهم أن المشرع و من خالل هندسته التشريعية أفرغ مخطط اإلنقاذ
من محتواه عندما جعله من حيت الشكل تابع للمساطر الغير القضائية
المشرع المغربي يجب عليه تدارك الثغرة التي رسمها هذا المشروع حيت لم
ينص عن الجهة المؤهلة إلعداد مخطط اإلنقاذ في حالة عدم احترم رئيس
المقاولة لآلجال القانونية التي تمنح له الحق في إعداد مشروع إعادة هيكلة
المقاولة.
تعزيز مكانة الدائنين من خالل اعتماد نظام لجان الدائنين الذي لم يتطرق له
مشروع مخطط اإلنقاذ.
احتشام المشرع المغربي عن إعالنأهداف نظام صعوبات المقولة بشكل عام و
مخطط اإلنقاذ بشكل خاص
الزال المشرع المغربي يكرس نظرية التبعية الفكرية للمشرع الفرنسي في حين
أصبح لزاما فسح المجال أمام بنك الطاقات القانونية المغربية كي تكون
النصوص القانونية من صنع المغاربة و لجميع المغاربة.
بهذا الخصوص نشير إال أنه و حتى أمام صعوبات البحت التي واجهتنا و التي تتجلى
في قلة الكتابات في هذا الموضوع و ذلك راجع باألساسإال أنه موضع يتسم بالجدة ،نتمنى أن
ال يشكل هذا البحت سوى عمال إضافيا يؤسس ألرضية لهذا الموضوع.
57
الئحة المراجع
المراجع باللغة العربية
المؤلفات
.1شكري السباعي أحمد " ،الوسيط في مساطر الوقاية من الصعوبات التي تعترض
المقاولة ومساطر معالجتها" ،الجزء الثاني في "مساطر المعالجة وحكم فتح مسطرة
المعالجة" الطبعة األولى ،دار النشر.2000 ،
.2صليحة حاجي ،التسوية الودية في صعوبات المقاولة واقع و أفاق ،دراسة في ظل
مشروع تعديل الكتاب الخامس من مدومة التجارة ،مطبعة أطالل ،الطبعة األولى2015
.3عبد الرحيم شميعة ،إجراءات الوقاية و المعالجة من صعوبات المقاولة طبقا للقانون
رقم ،81.14مطبعة وراقة سجلماسة ،الزيتون ،مكناس ،الطبعة األولى،
.4عالل فالي ،مساطر معالجة صعوبات المقاولة ،دار السالم للطباعة و النشر و التوزيع،
الرباط ،الطبعة التانية2015،
.5فؤاد معالل ،شرح القانون التجاري المغربي الجديد ،الجزء األول ،نظرية التاجر
والنشاط التجاري ،الطبعة الثالثة ،دار اآلفاق المغربية للنشر والتوزيع 2009
.6لفروجي امحمد" ،صعوبات المقاولة والمساطر القضائية الكفيلة بمعالجتها" ،مطبعة
النجاح الجديدة ،الطبعة األولى.2000 ،
المقاالت
.1طارق البختي ،الوقاية الخارجية كآلية من آليات المعالجة من صعوبات المقاولة ،
المجلة المغربية للألدارة المحلية و التنمية ،عدد2017 ،133
.2عبد اللطيف الشنتوف ،قراءة أولية في المقتضيات المتعلقة بوقاية المقاولة الواردة
في مشروع تعديل الكتاب الخامس من مدونة التجارة ،مجلة القانون المغربي ،العدد
2012 ،19
58
.3مبارك الخماسي ،مهام لجنة متابعة المؤسسات االقتصادية في عملية اإلنقاذ ،مجلة
القضاء و التشريع ،تونس ،عدد ،5سنة ،2009
.4منصف الكشو الصعوبات االقتصادية في قانون االنقاد ،دراسات في القانون
التجاري ،جمعية الحقوقيين بصفاقس ،مجمع األطرش للكتاب المختص2015 ،
االطروحاتوالرسائل
.1فاتحة مشماشي ،أزمة صعوبات المقاولة ،أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في الحقوق،
جامعة محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية و االقتصادية ،و االجتماعية ،اكدال ،السنة
الجامعية. 2007-2006 ،
.2كريم ايت بال ،استمرارية المقاولة في اطار التسوية القضائية على ضوء العمل
القضائي ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص ،جامعة محمد
الخامس كل ية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية بالرباط ،السنة الجامعية
،2003-2004
.3لوبنىبوهمتاين ،مسطرة االنقاذ ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،جامعة
محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية السويسي ،الرباط،
السنة الجامعية 2015-2014
59
المراجع باللغة الفرنسية
Ouvrages
Articles
60
3. Michael st. Patrichkbaxter, covington and burling, la faillite a
l’americiane, une introduction au chapitre 11 du code des
faillites des etats-unis,
1. http://adala.justice.gov.ma/FR/Home.aspx
2. http://uscode.house.gov/browse/prelim@title11/chapter11/sub
chapter1&edition=prelim
3. https://www.legifrance.gouv.fr/
4. https://www.senat.fr
5. L’usine nouvelle : chapitre 11, sauvegarde : zoom sur les lois des
faillites, publie le 16.01.2009 a 17h00
6. Les travaux publics fédération nationale, flach T.P, A l’attention
des dirigeants www.Fntp.fr.
7. www.investopedia.com/terms/c/chapter11.asp
61
الفهرس
مقدمة 2 ..........................................................................................
المبحث األول :مخطط اإلنقاذ كآلية العتماد مقاربة استباقية داخل المقاولة 9 .....
المطلب االول :مخطط االنقاد بين ضوابط التفعيل و نطاق التطبيق 18 ..............
المطلب الثاني :تعزيز موقع رئيس المقاولة في مخطط اإلنقاذ 24 ...................
الفقرة الثانية الجهة الموكول إليها إعداد مخطط اإلنقاذ 27 ....................
62
المطلب الثاني تعزيز موقع الدائنين 36 ....................................................
المطلب االول اعتماد ضوابط اقتصادية مغلفة بلغة قانونية 40 ........................
الملحق............................................................................................
الفهرس..........................................................................................
63