Professional Documents
Culture Documents
Architectural_Education_in_Mamluk_Period
Architectural_Education_in_Mamluk_Period
Architectural_Education_in_Mamluk_Period
صباح السيد سليمان ،مراد عبد القادر ،خالد راغب دويدار ،أحمد علي الخطيب
Abstract
Through an analytical study for the preparation of Mamluk Architect, and the factors affecting his
architectural cultural, the following work answers the traditional question: did the Mamluk Architect
practice his work according to traditional heredity or transferred experience only? Results proved
that Mamluk Architects had got academic teaching program with definitive aims to know how to
practice his profession.
ملخص
من خالل الدراسة التحليلية لعملية إعداد المعماري في العصر المملوكي والمؤثرات الثقافية والتعليمية التي تشكل تكوينه الهندسي؛
يجيب البحث التالي على السؤال التقليدي :هل شيد معماريو تلك الفترة مبانيهم طبقا لعلوم تم دراستها أم نتجت من خالل التوارث
المهني والخبرات المتبادلة؟ أوضح البحث أن معماريى العصر المملوكي قد تلقوا تعليما ً منهجيا ً ذا أهداف واضحة ومحددة تؤهلهم
في نهاية األمر للعمل في هذا المجال.
.2مقدمة
امتاز العصر المملوكي في مصر والذي امتد إلى ما يقرب من ثالث قرون (299-846هـ0208-0921/م) بتقدم اقتصادي كبير
نتيجة انتعاش جميع مرافق الحياة من زراعة وتجارة وصناعة؛ لتصبح مصر بذلك مقصدا ً للعديد من دول المشرق والمغرب ،هذا
إلى جانب االزدهار الفكري والثقافي الذي جعلها تنفرد في هذا العصر بالزعامة الفكرية نتيجة لسقوط بغداد في أيدى التتار وتعرض
قرطبة لحركة االسترداد الصليبي .ونتج عن هذا الحال ازدهار معماري وعمراني تمثل في األعداد الكبيرة من المباني التي واكبت
احتياجات ومتطلبات األنشطة المختلفة من جهة ،وخلدت القيمة الفنية المعمارية في هذا العصر من جهة أخرى .ولعل مجموعة
قالوون ومدرسة السلطان حسن ومدرسة األشرف برسباي وغيرهم الكثير من أدل األمثلة على ذلك.
وبوجود هذا التراث القائم الهائل كما ً وكيفا ً أصبح هناك يقين تام أن هذا المنتج المعماري تطلب إلقامته وإنشائه مجموعة كبيرة من
العاملين كالمعمارين أمثال المهندس شهاب الدين الطولوني منشئ مدرسة وخانقاة الظاهر برقوق ،والمعلم بن السيوفي منشئ
المدرسة اإلقبغاوية ،وبدر الدين بن الكويز الذي ذكر ابن إياس أنه من معماري عصر السلطان األشرف قايتباي (وقد عينه عام
674هـ معلم المعلمين).
التعليم المعماري في العصر المملوكى -المجلة العلمية لكلية الهندسة جامعة األزهر ،مجلد ( )8عدد ( ،)21أكتوبر 1002
ويتبين لدارس تلك العمارة وجود خط مشترك يصل بين تصميم مبانيها المختلفة ذات الطابع الواحد وهو ما يعزز النظرية القائلة بأن
عملية إعداد المعماري في العصر المملوكي كانت تتم وفقا ً لمنهج تعليمي واضح.
يلقي هذا البحث الضوء على المنهج التعليمي النظرى والعلمى والذى أعد خصيصا ً لمعماريى تلك الحقبة؛ كما يسلط الضوء على
الالئحة التعليمية التي استخدمت آنذاك من خالل توضيح أطر المناهج التعليمية العامة والتي يندرج تحتها منهج التعليم المعماري،
وذلك بهدف معرفة ثقافة وتعليم المعماري في هذا العصر والتي من خاللها يمكن إستقراء أساليب وطرق تفكيره؛ وبالتالي تحليل
أعماله ومعرفة أسسه التصميمية والتى نتجت – بالطبع – عن مناهجه التعليمية وثقافته.
يستقرأ البحث نظام التعليم المعماري في العصر المملوكي من خالل دراسة وتحليل المخطوطات والتراجم والسير وفضالً عن
الوثائق الوقفية وبعض المراجع المعاصرة.
.1المؤسسات التعليمية
تشير الوثائق والمخطوطات التى أمكن االطالع عليها إلى أن عملية التعليم في تلك الفترة انقسمت إلى مرحلتين (شكل :)0
هذا إضافة إلى مسار ثالث يسلكه المتدربون فى مجال التعليم الحرفي أو المهنى.
المؤسسات التعليمية
.2.1الكتاتيب
ظهر في العصر المملوكي نوعان من الكتاتيب – لمرحلة التعليم األولي – يؤديان نفس الهدف التعليمي وهما الكتاتيب األهلية
(الخاصة) والكتاتيب العامة.
تقام الكتاتيب الخاصة بالجهود الفردية حيث تتخذ من التعليم حرفة تتكسب منها .وبهذا النوع يستطيع أن يلتحق كل راغب في التعليم
بعد دفع المصروفات المقررة من خالل القائم على عملية التدريس.
التعليم المعماري في العصر المملوكى -المجلة العلمية لكلية الهندسة جامعة األزهر ،مجلد ( )8عدد ( ،)21أكتوبر 1002
أقيمت الكتاتيب العامة من قبل السالطين واألمراء والعلماء وغيرهم بهدف التقرب إلى هللا تعالى ،وكان التعليم فيها بدون أجر لأليتام
والفقراء .وقد روعي موضع إنشاء الكتاتيب العامة إذ ألحقت بالمؤسسات التعليمية األخرى كالمساجد أو المدارس والخانقاوات .ولم
يحدد سن أدنى لاللتحاق بمثل هذه الكتاتيب إال أن السن المقبولة كانت عادة سن الخامسة؛ فيذكر السخاوي أن شيخه ابن حجر
العسقالني:
أما الحد األعلى للبقاء في الكتاب فقد حدد بسن البلوغ لألطفال وهو ما تشير إليه إحدى وثائق الوقف:
"أما من يظل بالمكتب حتى البلوغ دون أن يحفظ القرآن ،فكان يصرف ليحل محله أحد صغار األيتام."..
ولم تقتصر فترة بقاء الطفل في الكتاب على حفظ القرآن فقط – إذ يستطيع بعض األطفال ختم القرآن في سن التاسعة – بل وجب
استمراره لدراسة علوم الدين والحساب والنحو والشعر وغيرها .فهو بذلك يمثل مدرسة تناظر التعليم المعاصر.
.1.1الجوامع والمساجد
لم تتوقف رسالة المسجد على إقامة الشعائر الدينية بل شرعت فى تدريس المواد العلمية إلى جانب العلوم الدينية .ولقد كثرت
المساجد في العصر المملوكي نتيجة النشاط الديني ،وامتألت بطلبة العلم والعلماء الذين كانت لهم الحرية في اختيار مناهجهم
الدراسية وأسلوبها وأوقاتها وهو ما يناظر نظام الساعات المعتمدة Credit Hour Systemوالمتبع اليوم فى أكبر جامعات العالم.
ومن ثم ،عقدت الحلقات لرواية الحديث وتعليم وتحفيظ القرآن والقراءة والكتابة ودراسة اللغة العربية وسماع الشعر وروايته .ومن
ذلك ما روي أن أعرابيا ً دخل مسجد البصرة فوجد حلقة يتذاكرون فيها األشعار واألخبار فجلس ثم تناولوا دراسة العروض وتناقشوا
في أوزان الشعر .وقد اشتهرت عدة مساجد في العصر المملوكي بتدريس العلوم العقلية كالطب والهندسة وغيرها ومنها جامع ابن
طولون الذي روي السيوطي (ت 200هـ) أنه:
"أقيمت فيه دروس الطب والميقات (علم المواقيت) فضال عن دروس التفسير واللغة".
ومن الدالئل التي تثبت تدريس العلوم الهندسية في الجوامع ما ذكره السخاوي من أسماء لبعض العلماء الذين درسوا في بعض
الجوامع ومنهم على سبيل المثال:
محمد بن محمد البدر المعروف بالمارداني (698هـ) – وهو من العلماء البارعين في علم الحساب – تصدر جامع ابن
طولون وأقام فيه حلقة علمية (أجالساً).
محمد بن يوسف أبو الفضل – وهو من العلماء البارعين في علم الفرائض والحساب – أذن له في التدريس بجامع األزهر
والناصرية.
.2.1المدارس
اتبع سالطين المماليك من سبقهم من األيوبيين في نظامهم التعليمي ،فقاموا بإنشاء العديد من المدارس التي زادت زيادة كبيرة .وقد
تنوعت المدارس في ذاك العصر تبعا ً لتخصصها الذي يحدده منشئها أو واقفها من حيث أنواع العلوم والمذاهب التي تدرس فيها؛
فوجدت – على سبيل المثال – مدارس لتدريس الحديث وأخرى لتدريس الفقه وهكذا .وكان معنى التخصص في تلك المدارس أن
المادة األساسية فيها هي التي أنشئت المدرسة من أجلها ،على أن هذا اليمنع من تدريس علوم أخرى إلى جانبها.
غير أنه لم يرد ذكر مدرسة قد تخصصت فى تدريس العلوم العقلية في مصر بخالف المدرسة المنصورية التي خصصت لدراسة
الطب ،أما الهندسة والحساب وغيرهما من العلوم الهندسية فلم يخصص لها مدرسة ولكن هذا ال يمنع دراستها بتلك المدارس وهو ما
يؤكده توقيع أحد طلبة المدرسة الفخرية بالقاهرة على كراسته في ذاك الوقت كاتبا ً:
التعليم المعماري في العصر المملوكى -المجلة العلمية لكلية الهندسة جامعة األزهر ،مجلد ( )8عدد ( ،)21أكتوبر 1002
" .. ..وفرغ من تعليقه جامعه العبد الفقير .. ..اسماعيل بن ابراهيم بن غازي بن علي بن محمد النميري الحنفي في العشر
األواخر من ذي الحجة لسنة تسع وعشرين وستماية بالمدرسة الفخرية"
إال أنه كانت هناك مدرسة للهندسة في الشام كما يذكر أحمد بدوي أن:
" نجم الدين بن اللبودي وهو يحيى بن محمد والذي ولد بحلب سنة 706هـ ،واشتغل في دمشق بصناعة الطب ودراسة علوم
الحكمة من منطق وفلسفة وعلوم رياضية ،قد أنشأ في الشام مدرسة طبية ودارا ً للهندسة ".
وامتازت المدرسة بالنظام المفتوح في التعليم بمعنى أنها لم تقصر خدماتها على الطالب الملحقين بها؛ بل كانت تقوم بالخدمات
التعليمية إلى العامة ممن يريدون حضور الدروس أو االطالع على ما بالمكتبة من المؤلفات والكتب.
.4.1الخانقاوات
تشبه الخانقاة المدرسة العامة لمن وهبوا أنفسهم لحياة الزهد والتقشف سوا ًء كانوا من أبناء الشعب أو من أصحاب الحرف
والصناعات ،ولذا أضيفت إليها وظيفة التدريس ،فرتبت بها الدروس كما هو متبع في المدارس ،وساعد على هذا وجود توافق كبير
بين تصميم الخانقاة والمدرسة.
ويعد وجود التدريس بجانب التصوف من التطورات الهامة في تلك المرحلة؛ فقد جمعت الخانقاة بين التصوف العلمي والعملي أو
بين التهذيب الروحي والعقلي .وما يؤكد هذا الجمع ما وجد في نصوص الوقفيات التي اشترطت في الصوفية أن يكونوا من
المشتغلين بالعلم بجانب ما يمارسونه من حياة التصوف داخل الخانقاة ،ومن تلك الوقفيات وثيقة وقف األشرف برسباي التي تنص
على:
" أن يرتب بالخانقاة رجالً من أهل العلم حنفي المذهب موصوف بالديانة يكون شيخا ً للصوفية". ....
.2.1منازل العلماء
استقبلت منازل كثير من العلماء طلبة العلم خاصة راغبي التخصص في العلوم النادرة ،وما يؤكد اتخاذ المنازل كمؤسسات تعليمية
ما ذكره الشيخ ابن الجزري أن:
"الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن أبي الحسن (ت667هـ) ،تصدر للتدريس وتفسير العلوم في القاهرة ...وقد أذن لي أن آتي إليه
في الليل ،فكنت آتي إليه نصف الليل وبعده ،فقرأت عليه ختمة جمعا ً بالقراءات السبع .. ..فوهللا ما أعلمني جئت إليه في وقت من
األوقات في الليل إال وخرج إلي فجلس على صفة تجاه داره فقرأت عليه"
.7.1المكتبات
اهتم سالطين المماليك بالكتب والمؤلفات وجمع المخطوطات النادرة فأنشأوا المكتبات للمحافظة عليها ،فضالً عن رغبتهم في تحقيق
االنتفاع للطالب والعلماء بها ،وخاصة الرتفاع أسعار الكتب في ذاك الوقت – ألنها كانت تنسخ يدويا ً – أو لوجود نسخة خطية
واحدة لبعض الكتب.
التعليم المعماري في العصر المملوكى -المجلة العلمية لكلية الهندسة جامعة األزهر ،مجلد ( )8عدد ( ،)21أكتوبر 1002
ومن هنا تعد المكتبات كمؤسسات تساعد على زيادة فرص التعليم التلقائي والبحث في فروع العلوم المختلفة – بصرف النظر عما
إذا كانت تدرس للطالب أو ال – وخاصة الحتفاظها بالعديد من المؤلفات الصادرة عن هذا العصر أو العصور السابقة.
وقد ألحقت المكتبات بالمؤسسات التعليمية األخرى من المدارس والجوامع والخانقاوات ،مثل مكتبة جامع ابن طولون وجامع الحاكم
وجامع المؤيد .ومكتبة القبة المنصورية التي أوقفها المنصور قالوون في أنواع العلوم المختلفة لخدمة فئات مختلفة التخصص من
" الفقهاء والعلماء واألدباء والدارسين للفقه وعلوم القرآن والتفسير والحديث والقراءات والتاريخ واألدب والفرائض واللغة والطب
والمنطق والهندسة والحساب وغيرها من العلوم".
سوق كبيرة تعرض فيها الكتب للبيع ،ويتم بها المناظرات والمناقشات .أما سوق الكتب فكانت مجلس ألهل العلم يترددون عليه ،ولم
يكن بائعوا الكتب تجارا ً فحسب ،بل كانوا في الغالب أدباء يهدفون من تلك الحرفة الثقافة التي تتيح لهم المطالعة وجذب العلماء
واألدباء إليهم.
.8.1مجالس العلم
شارك في مجالس العلم مختلف الطبقات الذين ساهموا في المناظرات والمناقشات الدينية واألدبية المقامة بها؛ وذلك من خالل تشجيع
أحد المتناظرين أو استحسان طريقة عرض موضوع المناظرة أو الجدل والمناقشة حول مسائل هذا الموضوع .وقد أدت تلك
المجالس إلى تأثير ثقافي ومعرفي ومعلوماتي للطبقات المختلفة عامة وطبقة الحرفيين بشكل خاص.
.2نظام التعليم
أمكن بالدراسة تقسيم التعليم في العصر المملوكي إلى مرحلتين األولى والعليا؛ واللتين مثلتا التعليم النظري للمعماري ،أما التعليم
العملي فيتمثل في التعليم الحرفي أو المهنى.
يلتحق األطفال بالكتاب في سن ما بين الخامسة والعاشرة ،وتستمر تلك الفترة حوالي ثالث سنوات ألبناء الفقراء؛ ثم يتوجهون بعدها
لتعلم الحرف والصناعات؛ أما أطفال المتيسرين فتستمر حتى سن الرابعة عشر تقريباً .وتشمل المناهج التعليمية في تلك المرحلة
القرآن الكريم وحفظه ،تعاليم اإلسالم وآدابه؛ إلى جانب بعض العلوم اإلضافية كما ذكر محمد بن سنحون – من علماء القرن الثالث
الهجري – في منهج المرحلة األولى من:
"تعليم القرآن الكريم وإعرابه وفقه الصالة والحساب والهجاء والشكل والخط الحسن والقراءة الجيدة والترتيل والشعر وتعليم
الخطابة".
"فإذا اشتدت مفاصل الصبي واستوى لسانه وتهيأ للتلقين ووعي سمعه أخذ في تعلم القرآن وصور له حروف الهجاء ،ولقن معالم
الدين ..ويبدأ من الشعر بما قيل في فضل األدب ومدح العلم وذم الجهل وعيب السخف وما حث فيه على بر الوالدين ..وغير ذلك
من مكارم األخالق ،وإذا فرغ الصبي من تعلم القرآن وحفظ أصول اللغة نظر عند ذلك إلى ما يراد أن تكون صناعته فوجه
لطريقه"..
وكانت المناهج عامة تحدد تبعا ً للوقفيات القائمة على الكتاتيب ويستدل على ذلك من وثيقة وقف جمال الدين اإلستادار:
" ويعلمهم الفقي ه ما تيسر لكل منهم تعلمه من القرآن العظيم ويعلمهم ما يحتملون تعلمه من الخط العربي واإلستخراج في كل يوم
على العادة في مثل ذلك".
التعليم المعماري في العصر المملوكى -المجلة العلمية لكلية الهندسة جامعة األزهر ،مجلد ( )8عدد ( ،)21أكتوبر 1002
ولذا لم تدرس المواد جميعها في كل الكتاتيب؛ حيث قسمها إبن سنحون إلى قسمين شكل :9
مواد اجبارية :القرآن الكريم مع إعرابه وكتابته وإتقان الهجاء والقراءة الحسنة.
مواد إختيارية :وهي مواد فضل ابن سحنون تعليمها في الكتاب ولكن لم يلتزم المعلم بها ما لم يشترط ولي األمر دراستها
ومنها :الحساب (من العلوم األساسية الضرورية) ،والشعر (وهو ديوان العرب ومعجم لغتهم) ،ثم أخبار العرب وأنسابهم
(التاريخ) ،والنحو واللغة العربية ثم الخط والذي أشار أشار إبن خلدون ألهميته قائالً:
"ونجد أن تعليم الخط في األمصار ،الخارج عمرانها عن الحد أبلغ وأحسن وأسهل طريقاً ،الستحكام الصنعة فيها ،كما يحكى لنا
عن مصر لهذا العهد ،وأن بها معلمين منتصبين لتعليم الخط يلقون على المتعلم قوانينا ً وأحكاما ً في وضع كل حرف ،ويزيدون على
ذلك المباشرة بتعليم وضعه ،فتعتضد له رتبة العلم والحس في التعليم وتأتي ملكته على أتم الوجود".
وتقوم تلك المواد بتثقيف األطفال وتأهيلهم للتدرج في دراسة علوم المرحلة العليا.
بإتمام تلك المرحلة إما أن يتوجه الطالب إلى التعليم العالي (التعليم المدرسي) ،أو يكتفى بما تعلمه فى الكتّاب ويتوجه إلى تعلم حرفة
من الحرف (التعليم الحرفي) ويوضح ابن سينا عملية التوجه في التعليم والتي يساعد فيها المعلم من خالل نصحه وتوجيهه القائم
على مالحظته لشخصية الطفل وقدراته العقلية قائالً:
"وإذا فرغ الصبي من تعلم القرآن وحفظ أصول اللغة نظر عند ذلك إلى ما يراد أن تكون صناعته فوجه لطريقه فإن أراد به الكتابة
أضاف إلى دراسة اللغة دراسة الرسائل والخطب ومناقالت الناس ومحاوراتهم وما أشبه ذلك؛ وطُورح الحساب ودُخل به الديوان
وعُني بخطه .وإن أ ُريد أخرى أخذ به فيها بعد أن يعلم مدبر الصبي أن ليس كل صناعة يرومها الصبي ممكنة له مؤاتية لكن ما
شاكل طبعه وناسبه وأنه لو كانت اآلداب والصناعات تجيب بالطلب والمرام دون المشاكله والمالءمة إذا ما كان أحد غفالً من أدب
وعاريا ً من صناعة ..
فلذلك ينبغي لمدبر الصبي إذا رام إختيار الصناعة أن يزن أوالً طبع الصبي ويسبر قريحته ويخبر ذكاءه فيختار له الصناعات
بحسب ذلك ؛ فإذا إختار له إحدى الصناعات تعرف قدر ميله إليها ورغبته فيها ونظر هل جرت منه على عرفان أم ال وهل أدواته
وآالته مساعدة له عليها أم خاذلة ثم يبت العزم فإن ذلك أحزم في التدبير وأبعد من أن تذهب أيام الصبي فيما ال يؤاتيه ضياعا ً"
المنهج التعليمي
الحساب القرآن
الكريم
التاريخ إعراب
تجويد
ويتضح مما سبق أن التعليم بعد مرحلة الكتاتيب ينقسم إلى قسمين (شكل :)3
تعليم عالي :يؤدي إلى تخريج المختصين بالفروع المختلفة ومن بينهم بطبيعة الحال المعماريين.
تعليم حرفي :يتخرج منه الحرفيون المنتمون لحرفة البناء – كالبنائين والحجارين والنجاريين و ..إلخ – الذين يتناولون
التعليم العالي بعد العمل في مهنتهم لتحسين أوضاعهم المهنية والترقي فيها كما سيذكر الحقاً .ويمثل التعليم الحرفي
التدريب العملي للمهندسين.
عالي
حرفي
التعليم
أولي
المعماري
يلتحق الطلبة فيها بالمدارس والخانقاوات بعد إنتهاء المرحلة األولى .ويتلقى فيها الطالب العديد من العلوم المختلفة؛ وهو ما اتسم به
هذا العصر من موسوعية المعرفة ،وقد فسر طاشكبرى زاده (المولود بقرية في األناضول في القرن السادس عشر) في وظائف
المتعلم هذا الشأن قائالً:
"أن ال يدع المتعلم فنا ً من فنون العلم ونوعا ً من أنواعه ال ينظر فيها نظرا ً يطلع به على غايته ومقصده وطريقته ،ثم إن ساعده
العمر ووافته األسباب طلب التبحر فيه؛ فإن العلوم كلها متعاونة مرتبطة بعضها ببعض".
ومع تعدد العلوم النقلية والعقلية في العصر المملوكي ،سيتم الوقوف عند العلوم التي يتناولها المهندسون بالدراسة ،وهو ما تم
استخالصه من ذكر السخاوي في تعليم بعضهم بالقاهرة في القرن التاسع الهجري – فترة العصر المملوكي – مثل:
المهندس محمود الزين بن الدويك (توفي 620هـ) :أحد رؤساء مباشري حرم القدس أنه أجاد الفرائض والحساب.
مرجان األشرف برسباي (شاد السواقي):
"اشتغل في الحساب والهيئة والهندسة والميقات".
ويستخلص مما سبق من ذكر تعليم بعض المهندسين في ذاك العصر أن التعليم المعماري قد تناول:
المواد العقلية :الفرائض والحساب والجبر والمقابلة والفلك والهندسة والهيئة.
المواد النقلية :القرآن الكريم والعربية والمعاني والبيان.
ومسميات بعض تلك المواد معلومة في عصرنا ،ومن تلك العلوم على سبيل المثال علم الهندسة والذي صنفه الفارابي إلى نوعين:
الهندسة العملية :وهي العلوم الهندسية التي تطبق عمليا ً على المواد المستخدمة تبعا لكل حرفي كالحائط للبنّاء أو الخشب
للنجار وذلك تبعا ً لقوله:
" هي التي تنظر في خطوط وسطوح ..في جسم خشب إن كان الذي يستعملها نجارا ً .. ..أو في جسم حائط إن كان الذي يستعملها
بنا ًء ،وكذلك كل صاحب هندسة عملية فإنه إنما يصور في نفسه خطوطا ً وسطوحا ً وتربيعا ً وتدويرا ً وتثليثا ً في جسم هو المادة التي
هي الموضوعة لتلك الصناعة العملية"
الهندسة النظرية:تطبق–عموما-دون تحديد نوع المادة المستخدمة وذلك كما في قوله:
"تنظر في خطوط وسطوح أجسام على اإلطالق والعموم بالوجه العام الذي ال يبالي في أي جسم كان"
يوجـــــز شكـــل 4المـــواد
المنهج التعليمي الدراسية التى استخدمت في
تعليم بعض المعماريين كما
أمكن استقراؤها من خالل
المخطوطـــات والمـــؤلفات
العلوم النقلية العلوم العقلية المتاحة التي تناولت علوم
هـــذا العصــــر ،ويــوضح
جـــدول 0أهـــداف المــواد
القرآن البديع عقود األبنية
الدراسية ومحتــواها وأهـــم
الكريم مراجعها كما ذكرت فى ذاك
أدوات الخط المناظر العصر.
الهندسة
قوانين الكتابة المساحة
اللغة
تحسين الحروف الموازين
جدول .2الئحة المناهج التعليمية للتعليم المعماري في العصر المملوكي في مصر (211-748هـ2227-2120/م)
المراجع
المحتوى الهدف الفروع العلم
المؤلف إسم المرجع
الطوسي(720هـ) تحرير الهندسيات يحتةةوي المةةنهج علةةى دراسةةة األشةةكال :المربةةع والمسةةتطيل والمثلةةث دراسةةةةةةةةةةةةة المسةةةةةةةةةةةةطحات الهندسة
والدائرة: والمجسةةةةمات مةةةةن الناحيةةةةة النظرية
الطوسي (720هـ) حاشية الجرجاني على تحرير إقليدس دراسةة الخةةط :إقامةة خةةط مةن نقطةةة ،عالقةة الخطةةوط ببعضةةها النظرية والعالقات المختلفةة
(التقاطع ،التوازي) ،تقسيم الخط بنسب معينة لألشكال
محمد السمرقندي(811هـ) أشكال التأسيس دراسةةة الزوايةةا :الزاويةةة المتكاملةةة ،تنصةةيف الزاويةةة ،أنةةواع
الزواية (المنفرجة ،الحادة ،القائمة) ،الزوايا المتبادلة .
قاضي زاده الرومي (602هـ) حاشةةية علةةى شةةرح أشةةكال التأسةةيس فةةي دراسة المثلةث :رسةم مثلةث مةن نقطةة خةارج مسةتقيم ،كيفيةة
قاضى زاده الرومى ( 602هـ) الهندسة رسم المثلث المتساوي األضةالع والمتسةاوي السةاقين ودراسةة
شرح أشكال التأسيس خواص كةل مثلةث ،التنةاظر والتطةابق والتشةابه بةين المثلثةات،
المثلث الفيثاغورثي (إقامة العديد من المسائل عليها).
إبن الهيثم حةةل شةةكوك كتةةاب إقليةةدس فةةي الهندسةةة دراسةةةة الةةةدائرة :رسةةةم الةةةدائرة ،رسةةةم أشةةةكال داخةةةل الةةةدائرة
وشرح معانيه وخارجهةةةا ،خطةةةوط التقةةةاطع مةةةع الةةةدائرة وحالتهةةةا ،الةةةدوائر
المتقاطعة.
أبو الوفا محمد بةن محمةد البوزجةاني كتاب أبي الوفةا فيمةا يحتةاج إليةه الصةانع دراسةةة المربةةع :كيفيةةة رسةةمه ،تقسةةيم المربةةع (عمةةل شةةبكة)،
الهندســـــــــــة
(ولد 396هـ) من أعمال الهندسة عمل مربعات من مربعات( .شكل )2
التناسب بين األشكال :تشابه المثلثات ،تشابه الكرة مةع الكةرة،
والمخروط مع المخروط.
إبن الهيثم كتاب _____ يتنةةةةاول بالدراسةةةةة كيفيةةةةة أحكةةةةام المبةةةةاني ،وبنةةةةاء الحصةةةةون إنشاء المباني عقود
الكرجي كتاب _____ والمنازل والقناطر...الخ األبنية
الطوسي (720هـ) المناظرة من العين يتناول دراسة األشعة البصرية وتعريفها ،ثم يتناول أحوال الرؤيةة أو دراسةةةةةةة عمليةةةةةةةة إبصةةةةةةةار المناظر
اإلبصةةةار (مثةةةل المقةةةادير المتسةةةاوية المختلفةةةة األبعةةةاد تةةةرى مختلفةةةة األشةةةةياء ،ومعرفةةةةة أسةةةةباب
وأقربها للعين يرى أكبرها) (شكل )8 الخداع البصري لإلفةادة فةي
محمد بن الصاحب جمال الدين تجريد كتاب المناظر
أحوال رؤية الكرة والمخروط عملية التصميم (المنظور)
إقليدس /إبن الهيثم كتب ______ مواضع البصر ورؤية األشياء بنسب معينة.
أبو بكر الكرخي المقنع في المساحة يتناول دراسة األشكال المختلفة كما سبق ،ويتناول مساحة كل منها. معرفة قسمة األرض وتقدير المساحة
سبط المارديني مختصر فى عمل المساحة مسطحات المساكن وغيرها
إسماعيل المارديني حل عقد األشكال في مساحات األشكال
- - معرفةةةةةةةة ضةةةةةةةبط األثقةةةةةةةال األوزان
واألحمةال فةي عمليةة البنةاء، والموازين
ومعرفةةةةةةة كيفيةةةةةةة الةةةةةةوزن
واألالت المستخدمة
التعليم المعماري في العصر المملوكى -المجلة العلمية لكلية الهندسة جامعة األزهر ،مجلد ( )8عدد ( ،)21أكتوبر 1002
تابع جدول .2الئحة المناهج التعليمية للتعليم المعماري في العصر المملوكي في مصر (211-748هـ2227-2120/م)
المراجع
المحتوى الهدف الفروع العلم
المؤلف إسم المرجع
الفرغاني المحدث الكامل دراسة كيفية نقل الكرة – باالسقاط – إلى دائرة ذات سةطح إفراد الكرة والدائرة تسطيح
البيرونى اإلستيعاب مستوي باالضافة للخطوط والدوائر المرسومة عليها. الكرة
الهيئة
المراكشى آالت التقويم دراسة كيفية تحويل الدائرة لخط (شكل )7
تقى الدين دستور الترجيح في قواعد التسطيح
ابن المجدي (621-787هـ) حاوي األباب وشرح تلخيص الحساب النسب التأليفية والهندسية ممارسةةة األعمةةال الحسةةابية علم حساب
بأرقام أحادية فقط التحت
والميل
الحساب
ابن المجدي رسالة في حساب الجبر والمقابلة استخراج المجاهيل كيفية اسةتخراج المجهةوالت علم الجبر
العددية بالمعادالت والمقابلة
ابن الهائم الوسيلة في علم الحساب االختصار وضرب الجذور والقسمة وجمعها وطرحها كيفية اسةتخراج المجهةوالت علم حساب
عن طريق األعداد المتناسبة الخطأين
بدر الدين المارديني ارشاد الطالب إلى وسيلة الحساب األسس
القلقشندي صبح األعشى في كتابة اإلنشا كيفية معرفة أنواع األقالم وطرق بريها وأنواع األحبار. معرفةةةةة كتابةةةةة الخةةةةط تبعةةةةا ً الصناعة
طةةرق مسةةك األقةةالم وكيفيةةة رسةةم الحةةروف ومةةن أي نقطةةة للقوانين الشكلية. الخطية
اللغة
تبدأ كتابتها
طةةرق وصةةل الحةةروف مةةع بعضةةها وكتابتهةةا تبعةةا للنسةةب
الفضلى والقوانين التشكيلية
السيوطي في االتقان في علوم القرآن فنون التناسب (الطباق ،المقابلة ،السجع ...الخ) معرفةةةة المحسةةةنات البديعيةةةة البديع
العلوم اللفظية
بدر الدين األندلسي المصةةةةباح فةةةةي علةةةةوم المعةةةةاني والبيةةةةان فنون التخييل واإليهام (التورية والجناس ...الخ) للكةةةالم لزيةةةادة قبولهةةةا لةةةدى
والبديع فنون التفصيل (اللف والجمع و).. العقل
الزركشي البرهان في علوم القرآن القافية معرفةةةةةة األوزان الشةةةةةعرية العروض
األوزان الشعرية المختلفة والخط العروضي والتراكيب اللفظية
ابن األخوة (ت792هـ) معلم القرية في أحكام الحسبة معرفةةةةة اآليةةةةات القرآنيةةةةة واألحاديةةةةث الشةةةةريفة المتعلقةةةةة معرفةةة تشةةريعات المبةةاني ما يتعلق
بالعمران. لمراعاتها عند التصميم بأمور
الفقه
ابن الرامي (ت734هـ) االعالن بأحكام البيان دراسةةة اآلراء الفقهيةةةة السةةةابقة والقيةةةاس عليهةةةا للمشةةةكالت البناء
المعروضة. والطرق
التعليم المعماري في العصر المملوكى -المجلة العلمية لكلية الهندسة جامعة األزهر ،مجلد ( )8عدد ( ،)21أكتوبر 1002
شكل .2صورة توضح كيفية رسم مربع داخل مربع باتجاه معين
شكل .6صورة توضح تقسيم الكرة لعدد عشرين مثلث متساوي شكل .7صورة توضح عملية رؤية عدد من النقاط المختلفة
األضالع البعد عن العين وأسباب الخداع في رؤيتها
.2.2التعليم ِ
الح َرفى (المهني)
يمكن تقسيم مراحل التعلةيم الحرفةى (المهنةي) مةن خةالل التةدرج الهرمةي لطوائةف الحةرفيين؛ والتةي يةتم فيهةا تعلةيم الحرفةي
أصول المهنة من خالل تلك العملية التدريبية والتي هى باألساس عملية تعليمية.
تعد المرحلة األولى في تدرج طوائف الحرفيين حيث يلتحق الصبي بأحد المعلمين فةي الحرفةة التةي يريةد تعلمهةا (أو يريةدها
أهله) ويقيم عنده .كان لكل معلم عدد من الصبيان ال يتعداه ،وله الحق في رفض أي صبي ليس لديه استعداد مقبول لممارسة
هذه المهنة أو غير أهل لها .وقد ذكر البعض أن الصبية لم يكن لهم أجر وليس لهم أية حقوق .وكانت لكل حرفةة مةدة يتةدرب
الصبي خاللها على العمل قدرت بحوالي سبع سنوات يقوم فيها المعلم بتمةرين الصةبي فيهةا وتقةيم درجةة تقدمةه .وال يسةتطيع
الصبي االلتحاق بأي معلم آخر إذا ترك معلمه إال بعد الرجوع إلى شيخ الطائفة .ويقوم شيخ المهنةة بةإجراء امتحةان للصةبي
عند انتهاء مدة تمرينه ليتم نقله إلى درجة أعلى في التدرج الطائفي.
التعليم المعماري في العصر المملوكى -المجلة العلمية لكلية الهندسة جامعة األزهر ،مجلد ( )8عدد ( ،)21أكتوبر 1002
تبدأ مراسم اإلمتحان – الذي يوضح مدى اإلتقان والحفاظ على مستوى المهنة – بعمل احتفال يسمى "العهد مع معلمه" وفيةه
يحضر أعضاء من الطائفة وتبدأ المراسم بقراءة الفاتحة ويلقى المعلم على الصبي بعض األسئلة التي يقوم باإلجابة عنها ،ثةم
يأخذ المعلم عليه العهد ويقوم بعد ذلةك بتوجيةه النصةح إليةه وينتهةي الحفةل بةتالوة القةرآن .والعهةد هةو إذن مةن المعلةم لتلميةذه
بالدخول في المهنة ويتضمن اختبار الصبي وتعليمه وفهمه وأدبه؛ وال يعطى إذا كان الصبي غير الئق.
تعد المرحلة الوسط ما بين الصبيان والرؤساء ،ويقيم العامل فيها عند رئيسه الذي يسكنه ويطعمه تبعا ً لعقد متفق عليه،
ويأخذ العامل أجر مقابل عمله ،وتتراوح فترة عمله ما بين 2-3سنوات ،وتبدأ تلك المرحلة بمراسم احتفالية تسمى حفل
"الشد"؛ وهو أن يلف الفرد حول وسطه أو رأسه حزام من القماش؛ وتتم عملية الشد بواسطة النقيب في وجود شيخ الطائفة.
وال يترك العامل رئيسه قبل نهاية الفترة المحددة ،إذ ال يقبل آخر أن يعلمه إال بإذن من شيخ المهنة ذاتها.
لم يكن الترقي من درجة العامل إلى درجة المعلم بيتم بطريقة عشوائية؛ إنما يتم بعةد اختبةار القةدرة الفنيةة لهةذا العامةل وذلةك
حفاظا ً على الحرفة من التدهور وضعف الجودة .يتطلب االنتقال لتلك المرحلة الحصول على "اإلجةازة" أو "اإلذن" الملحةق
بشهادة الشيخ وإمضاء القاضي وبيان من الشيخ الذي شد على يده الشخص وهو اإلذن له بممارسة الصةنعة ،ويعةد هةذا أخةر
ما يحصل عليه الفرد ليمارس بعد ذلك المهنة .وكانت اإلجازة تمنح بعد إمتحان خاص يجرى تحت إشراف شيخ المهنة.
يتم انتخاب رئيس أو محلف لكل طائفة من خالل مجموعة المعلمين ،باإلضةافة إلةى قيةامهم بوضةع اللةوائح وقبةول أو رفةض
إنضمام أعضاء جدد في هذه المهنة.
وقد أتيح للحرفي في ذاك الوقت أن يتم تعليمه العالي – فةال يقةف عنةد تعلمةه أمةور حرفتةه مةن خةالل معلميةه فقةط – ليةزداد
إتقانا ً وعلما ً بها .ويؤكد ذلك ما ذكره أحمد تيمور باشا عن أبي الفضل المهندس قائالً:
" كان يعرف بالمهندس لجودة معرفته بالهندسة وشهرته بها ،وأمره عجيب ألنه كان في أوليته نجارا" وله معرفة بنحت
الحجارة أيضا ً وكان تكسبه بصناعة النجارة وله اليدي الطولى فيها وكان للناس رغبة كبيرة في أعماله وأكثر أبواب
البيمارستان الكبير الذي أنشأه الملك نور الدين بن زنكي من نجارته وصنعته ،ثم قصد أن يتعلم إقليدس ليزداد في صناعة
النجارة جودة ويطلع على دقائقها ويتصرف في أعمالها ،ففاده ذلك إلى اإلنصراف إلى الهندسة بكليته وأخذها من علمائها
حتى برع فيها وإشتهر بها وإشتغل إلى جانب ذلك باألدب ونظم الشعر".
.4النتائج
يتضح من خالل هذا العمل:
أن القائم على عملية البناء سواء كان المعماري أو الحرفي لم يمارس عمله تلقائيا ً – كما هو يعتقد البعض – أو من .0
خةةالل تناقةةل الخبةةرات العمليةةة فقةةط وإنمةةا كةةان ناتج ةا ً لعمليةةة تعلةةيم منةةتظم ،ويةةوجز شةةكل 6مراحةةل إعةةداد وتعلةةيم
المعمارى فى العصر المملوكى.
انقسم التعليم المعماري فى العصر المملوكى إلى ثالث مراحل تعليمية؛ المرحلةة األولةى والمرحلةة العليةا ويمةثالن .9
التعليم النظري؛ باإلضافة إلى التعليم الحرفي ويمثل التعليم المهني.
موسوعية المعرفة وغزارة العلم لدى طالب العصر المملوكي. .3
وجود الئحة تعليمية متعارف عليها في ذاك الوقت ذات مناهج محددة ،انظر جدول .0 .4
تناظرت بعض العلوم في ذاك العصر مع العلوم الدراسية في العصر الحالي فعلى سبيل المثةال ينةاظر علةم العقةود .2
مادة اإلنشاء المعماري ،وعلم المناظر مادة المنظور ،وعلم تسطيح الكرة مادة الهندسة الوصفية .
التعليم المعماري في العصر المملوكى -المجلة العلمية لكلية الهندسة جامعة األزهر ،مجلد ( )8عدد ( ،)21أكتوبر 1002
المراجع
أبو الوفا محمد بن محمد البوزجاني المهندس 467هـ ،كتاب النجارة في عمل المسطرة والبركار والكونيا /كتاب أبي الوفا فيما يحتاج .0
إليه الصانع من أعمال الهندسة ،دار المخطوطات – الهيئة المصرية العامة للكتب.
أحمد أحمد بدوي ،الحياة العقلية في عصر الحروب الصليبية بمصر والشام ،دار نهضة مصر للطبع والنشر 0273م. .9
أحمد بن رجب شهاب الدين بن المجدي 621-78هـ ،حاوي األلباب وشرح تلخيص الحساب ،دار المخطوطات ،الهيئة المصرية العامة .3
للكتب.
أحمد بن مصطفى الشهير بطاش كبرى زاده ،مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم ،دار الكتب الحديثة 0286م. .4
أحمد تيمور باشا ،المهندسون في العصر اإلسالمي ،دار نهضة مصر 0272م .2
أحمد دراج (دكتور) ،حجة وقف األشرف برسباي ،مطبعة المعهد العلمي الفرنسي لآلثار الشرقية 0283م. .8
اسماعيل بن إبراهيم النمري 892هـ ،حل عقد األشكال في مساحات األشكال ،دار المخطوطات ،الهيئة المصرية العامة للكتب. .7
إسماعيل بن ابراهيم المارديني (ابن الفلوس) ت831هـ ،مختصر في عمل المساحة ،دار المخطوطات ،الهيئة المصرية العامة للكتب. .6
اإلمام بدر الدين محمد بن عبد هللا الزركشي(724-742هـ) ،البرهان في علوم القرآن ،تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ،دار إحياء .2
الكتب العربية ،الطبعة األولى 0227م.
السيد السيد النشار ،تاريخ المكتبات في مصر (العصر المملوكي) ،الدار المصرية اللبنانية ،الطبعة األولى 0223م. .01
الفارابي ،إحصاء العلوم ،حققه د .عثمان أمين ،مكتبة األنجلو المصرية ،الطبعة الثالثة 0286م. .00
تقي الدين أحمد بن علي المقريزي ،المواعظ واالعتبار بذكر الخطط واألثار (الخطط المقريزية) ،مكتبة األداب 0228م. .09
حسين مصطفى حسين ،طوا ئف الحرفيين ودورهم اإلقتصادي واإلجتماعي والثقافي في مصر اإلسالمية ،رسالة دكتوراة -كلية اآلثار .03
– جامعة القاهرة 0267م.
سليمان محمد النخيلي ،تاريخ الحركة العمالية في مصر ،دار النهضة العربية 0283م. .04
شمس الدين أبي الخير محمد بن محمد بن الجزري ،غاية النهاية في طبقات القراء ج ،9مكتبة الخانجي0233 ،م. .02
شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي ،الضوء الالمع ألهل القرن التاسع ،مكتبة القدسي. .08
عاصم محمد رزق (دكتور) ،خانقاوات الصوفية في مصر في العصريين األيوبي والمملوكي ،صفحات من تاريخ مصر العدد -30 .07
مكتبة مدبولي 0227م.
عبد الرحمن بن خلدون ،مقدمة العالمة إبن خلدون ،المكتبة التجارية الكبرى 0224م. .06
عبد الرحمن زكي (دكتور) ،تراث القاهرة العلمي والفني في العصر اإلسالمي ،مكتبة األنجلو المصرية 0282م. .02
عبد السالم عبد الحليم عامر (دكتور) ،طوائف الحرف في مصر 2224-2802م ،الهيئة المصرية العامة للكتاب 0223م. .91
علي سالم النباهين ،نظام التربية اإلسالمية في عصر دولة المماليك في مصر ،دار الفكر الحديث 0229م. .90
لويس معلوف اليسوعي ،أثر مجهول إلبن سينا – 4في تدبير الرجل ولده ،مجلة المشرق -السنة التاسعة 0218م. .99
محاسن محمد الوقاد (دكتورة) ،الطبقات الشعبية في القاهرة المملوكية 212-748هـ2226-2120/م ،تاريخ المصريين العدد -029 .93
الهيئة المصرية العامة للكتاب 0222م.
محمد بن أشرف الحسيني السمرقندي 811هـ ،أشكال التأسيس ،دار المخطوطات ،الهيئة المصرية العامة للكتب. .94
محمد بن سنحون (ت928هـ) ،كتاب آداب المعلمين ،تحقيق حسن حسني عبد الوهاب -الشركة التونسية لفنون الرسم 0279م. .92
محمد بن محمد بن الحسن الطوسي ،الهندسة والحساب /تحرير هندسيات ،دار المخطوطات ،الهيئة المصرية العامة للكتب. .98
محمد عبد الستار عثمان (دكتور) ،نظرية الوظيفية بالعمائر الدينية المملوكية الباقية بمدينة القاهرة ،دار الوفاء للطباعة والنشر .97
9111م.
محمد كرد علي ،آثار الشهباء والفيحاء ،مجلة المجمع العلمي األدبي ،دمشق ،ج ،0المجلد السادس 0289م. .96
مصطفى بن عبد هللا الشهير بحاجي خليفة (ت0187هـ) ،كشف الظنون عن أسام الكتب والفنون ،طبع بعناية وكالة المعارف الجليلة .92
0240م – 0381هـ ،استانبول.
موسى بن محمد بن محمود الرومي (قاضي زادة 602هـ) ،شرح أشكال التأسيس ،دار المخطوطات – الهيئة المصرية العامة للكتب. .31
نصر الدين أبي جعفر محمد الطوسي 720هـ ،المناظرة من العين ،دار المخطوطات – الهيئة المصرية العامة للكتب. .30