Professional Documents
Culture Documents
4المرونة المالية
4المرونة المالية
المبحث االول
المرونة المالية
هي القدرة والسرعة التي تمكن المؤسسات المالية من تهيئة مواردها المالية التخاذ
اإلجراءات الوقائية واستغاللها من اجل تعظيم قيمتها ولتحقيق أهدافها.
أيضًا تعرف المرونة المالية هي مدى القدرة على االستجابة لحالة عدم اليقين في االحتياجات
للتدفق النقدي او من اجل استغالل الفرص االستثمارية المتاحة امامه وهي تصنف احد
االعتبارات الرئيسية في اختيار السياسة المالية .
أوالً :انواع او اشكال المرونة :
للمرونة عدة انواع او اشكال والتي تعمل جنبًا وجه وتصنف انواع المرونة الى
( المرونة الوظيفية والمرونة االستراتيجية والمرونة المالية ) .
المرونة المالية :تعد احد الركائز الداعمة والساندة لبقية المرونات االخرى فهي تؤثر
بشكل مباشر على المرونة الوظيفية الخاصة بالموظفين والعاملين عن طريق تحديد االجور
والرواتب وتحديد اجور التعاقدات الخارجية وغيرها .
المرونة االستراتيجية :فان المرونة المالية مكملة لدورها الحيوي واالستراتيجي في اعادة
تنظيم االعمال بشكل سريع ومالئم للظروف اآلنية.
ومن خالل ما تقدم يمكن القول بان المرونة المالية هي من اهم انواع المرونات كونها
الداعم االساسي والمؤثر في جميع هذه المرونات .
ثانيا :مصادر المرونة المالية :
ينبغي دراسة مختلف مصادر المرونة المالية ألهميتها ودرجة تأثيرها من اجل تحديد
الكيفية التي تحقق بها المؤسسات المرونة المالية وتحافظ عليها في مواجهة الصدمات
السلبية والركود االقتصادي وحاالت النمو المرتفع ولذلك من المهم التمييز بين مصادر
المرونة المالية وما يرتبط بها من تكاليف وفوائد والتحقيق فيها من اجل توفير فهم كامل
للمفهوم
1
المرونة المالية الحيز المالي المبحث االول
1-الموجودات النقدية ( السيولة ) :منذ بداية ظهور المرونة المالية كمفهوم ركزت
البحوث والدراسات على مسألة االحتفاظ برصيد نقدي مقبول الن انخفاض الرصيد النقدي
يودي الى تقليل التوجه نحو استغالل الفرص االستثمارية المستقبلية لذا فان توفير السيولة
(الموجودات النقدية ) تعد كداعم رئيسي لمواجهة الصدمات واالضطرابات غير المتوقعة ,
كما تجنب المصارف من الوقوع في الضيق المالي (العجز المالي) ,ومن هنا تبرز السيولة
(الموجودات النقدية السائلة ) كمصدر للمرونة لمالية والسيولة هنا لها تأثير مزدوج على
هيكل راس المال بالنسبة الى المؤسسات المالية وغير المالية حيث يمكن ان تكون عالقة
السيولة ونسبة االقتراض ( الديون ) عالقة طردية او عكسية ,فالمؤسسات المالية التي تتمتع
بدرجة سيولة عالية تكون لها قدرة كبيرة على سداد التزاماتها القصيرة االجل االمر الذي
يسهل عليها عملية االقتراض (الدين ) وهنا نتوقع ان تكون العالقة طردية بينهما ,اما في
الجانب االخر في ظل عدم تشابه المعلومات لهذه المؤسسات فقد تستعمل هذه المؤسسات
التي تتمتع بسيولة عالية سيولتها في تمويل استثماراتها ومعنى ذلك انخفاض نسبة الديون
لديها وذلك بسبب امتالكها لسيولة عالية وبناً ء على ذلك نتوقع وجود عالقة عكسية بين نسبة
الدين والسيولة .
2-القتراض )الدين ( :المرونة المالية ترتبط بهيكل راس المال بشكل اساسي ومن خالل
سياسات راس المال و اتجاهاتها يمكن تحديد المرونة المالية للمصارف والمؤسسات المالية
االخرى بشكل عام وعند دراسة الحاالت التي تواجه هذه المؤسسات عندما يكون لديها عسر
او عجز نقدي وجدوا ان هذه المؤسسات تمول هذا العجز بشكل رئيسي من خالل التوجه
نحو االقتراض ( الدين ) الخارجي عندما يكون هناك عجز في التمويل يؤثر على نسبة
المرونة المالية و اذا اراد احد المصارف او المؤسسات المالية االخرى زيادة راس المال
لديها من اجل الدخول بقوة في سوق المنافسة فانه يتجه نحو االقتراض من راس المال
والمقرضين بهدف التوسع وزيادة االستثمارات ,وان عالقة المرونة المالية بهيكل راس المال
يمكن نسبة منخفضة من الديون حتى تتمكن من االقتراض مستقباًل تحديدها من خالل
محافظة المصارف والمؤسسات االخرى على ,في حالة رغبت هذه المؤسسات التوسع
واستغالل الفرص االستثمارية المتاحة من اجل الوصول لهدف الحفاظ على المرونة المالية .
الحيز المالي
2
المرونة المالية الحيز المالي المبحث االول
يكتسب الحيز المالي أهمية بالغة في فترات الهبوط االقتصادي حين يكون مطلوبا من
الحكومة تنشيط االقتصاد ،ألن القدرة على خلق أو تكوين الحيز المالي تشكل عامال حاسما
في فهم مدى السرعة المطلوبة من الحكومة إلعادة بناء هوامش األمان المطلوب تحقيقها في
االقتصاد .
لذلك أصبح من الضروري للدول العمل على خلق وتكوين حيز مالي معقول ،حيث
يساعد انشاء الحيز المالي على تنفيذ السياسات المرغوبة لتحقيق النمو االحتوائي ،ويسهم
في تحقيق االستقرار االقتصادي ويعمل على ضمان وصول ثمار النمو إلى الفقراء والطبقة
الوسطى .
ويتم ذلك عن طريق قيام الدول بتبني التصميم الجيد للسياسة المالية في تنويع قاعدة
االيرادات العامة بدًال من الجهود المبذولة من جانب الحكومات والتي تركز في معظمها
على جانب المصروفات فقط ،من خالل توسيع القاعدة الضريبية ،وتحسين إداراتها ،سعًيا
من ذلك للوصول إلى الطاقة القصوى من اإليرادات العامة التي تساعد على خلق حيز مالي
يساهم في تحقيق االهداف المرجوة.
ولبيان أهمية الحيز المالي أكثر نأخذ المثال التالي الذي يوضح كيف أن وجود حيز
مالي كبير يرفع من مستوى الجدارة االئتمانية للدولة ،حيث تعتبر أستراليا وألمانيا وهولندا
والسويد) كمثال من الدول ذات الحيز المالي الكبير ،مما يظهر قدرة هذه الدول في الحصول
على تمويل بأسعار فائدة منخفضة من األسواق المالية ،كما يبين سالمة سياساتها المالية ،
وكفاءة مؤسساتها العامة .
3
المرونة المالية الحيز المالي المبحث االول
بينما تعد (البرازيل وإيطاليا وباكستان كمثال ،من الدول ذات الحيز المالي المحدود،
مما يشير ذلك إلى مستويات الدين العام المرتفعة لديها ومن ثم ارتفاع المخاطر المتعلقة
بحصول تلك الدول على التمويل من أسواقها المالية ،مما يهدد من فاعلية سياساتها المالية
ثانيا :دوافع استخدامات الحيز المالي :
أن امتالك الدولة حيزًا ماليا كبيرًا يعادل امتالكها لكمية كبيرة من األموال في البنك،
يمكن سحبها وقت الحاجة ولكن يتعين أال تستخدم دون تعقل ودون مراعاة للفرص األخرى،
والحكومة هي المسؤولة عن بناء حيز مالي كفوء واستخدامه بحكمة ،دون اإلضرار بسالمة
االقتصاد على المدى الطويل ،وفي كثير من الحاالت يمكن أن تكون هناك أسباب وجيهة
تبرر للبلد أن يحتفظ بحيزه المالي تحسبا لألزمات والصدمات أو لإلنفاق الحكومي المفاجئ
( سواء االستثماري أو مواجهة الكوارث) أو حتى للتوسع في الحيز المالي نفسه .
وتظهر رؤية صندوق النقد الدولي حالة التمييز بين امتالك الحيز المالي وبين استخدامه،
فقد أوصى الصندوق (بالضبط المالي) ليس فقط للبلدان ذات الحيز المالي المحدود إنما
أيضا للبلدان األخرى التي تمتلك الكثير من حيز المالي ،حيث أوصى باالستخدام األمثل
لهذه المساحة المالية إلعادة بناء هوامش الوقاية لالقتصاد بما يتناسب مع المخاطر التي قد
يواجهها هذا البلد أو ذاك في المستقبل .
وفي نفس الوقت فأنه حيثما توافر بعض الحيز المالي يوصي المختصين باستخدامه
االستخدام المنتج واألمثل ،فعلى سبيل المثال ،يوصي المختصين باستخدام الحيز المالي في
تمويل االستثمار الداعم للنمو األطول أجًال ،وذلك لتعويض بعض التكاليف التي قد تنشأ عن
مرحلة اإلصالحات الهيكلية القوية المطلوبة والتي غالبًا ما تكون هذه التكاليف متمثلة
بالديون السيادية.
-1قياس الحيز المالي من خالل مؤشر استمرارية القدرة على تحمل الديون :
4
المرونة المالية الحيز المالي المبحث االول
هناك العديد من المنهجيات والدراسات التجريبية المعتمدة في قياس الحيز المالي وفق
النظريات والطروحات المالية واالقتصادية ،نجد أهمها هي منهجية حساب الفجوة المالية
بين الرصيد المالي الحالي والرصيد الثابت الذي يثبت الدين على المدى المتوسط والطويل
(مؤشر االستدامة المالية) ،بتعبير أدق (هي تلك المنهجية المعتمدة على مفهوم القدرة على
تحمل الديون والمؤشر المستخدم غالًبا هو الفجوة في القدرة على تحمل الديون ،أي الفرق
بين مستوى الدين الحالي للبلد المعني ومستوى الدين المستدام المقدر أي األقصى الذي
يمكن تحمله.
ويمكن أن ندرج هذا المثال اآلتي الذي يوضح اعتماد المؤشر اعاله واعتباره أهم
المؤشرات في قياس الحيز المالي ،حيث يالحظ بأن الصين والفلبين وتايلند وروسيا
والمملكة العربية السعودية والواليات المتحدة كمثال ،يتأتى تكوين الحيز المالي لديها من
كونها ال تواجه مخاطر حادة في الحصول على التمويل ،أو في إبقاء مستويات الدين العام
ضمن حدود يمكن تحملها .
من جانب مقابل نشر صندوق النقد الدولي دراسة حديثة عن آليات قياس الحيز المالي،
مبينًا فيها أن من الممكن أن تتحسن نسبة الدين العام إلى إجمالي الناتج المحلي بالفعل مع
مرور الوقت ،مما يخلق حيزا ماليا إضافيا ،مما يعني أن هذه الطروحات تحدد مؤشر
استمرارية القدرة على تحمل الدين العام كأهم المؤشرات في قياس الحيز المالي.
وحسب المفهوم أعاله نجد أن اإلطار الذي يعتمد استخدامه عند تقييم الحيز المالي ،يعتمد
على ثالثة أجزاء مهمة وهي :
-1تحديد المخاطر المالية .
-2قياس المساحة المالية الكافية
-3تقدير حدود الديون .
وهنا نجد أن قياس المساحة المالية في ضوء المخاطر المالية أنما يكون الهدف من
ورائه هو تقدير الدول لمساحتها المالية بالشكل الذي يكون فيه خطر فقدانها الوصول إلى
األسواق عند مستويات مقبولة .
أما تقدير حدود الديون فتمثل مستويات الدين العام التي يمكن بعدها التشكيك في
االستدامة المالية للدولة المعنية ،أي إنها النقطة الحرجة التي تصبح فيها استجابة الدولة في
خدمة الديون المتزايدة غير كافية التحقيق استقرار نسبة الدين إلى الناتج المحلي اإلجمالي
5
المرونة المالية الحيز المالي المبحث االول
تعتمد حدود الدين على عدة اعتبارات مهمة يمكن أن نقول أنها تمثل الترابط بين تأثير
الهشاشة المالية في الحيز المالي والتي سوف نأتي على تفصيلها في المبحث القادم ،أهمها
معدل نمو أسعار الفائدة على الدين العام مقارنة بمعدل نمو الناتج االجمالي ،ومعدل
الضريبة الحالية مقارنة بمعدل الضريبة المستدام كنسبة من الناتج المحلي االجمالي ،وحجم
الصدمات الخارجية التي تضرب االقتصادات ،ومسار السجل المالي للبلد المعني .
-2قياس الحيز المالي من خالل بعض المؤشرات الكلية :
ال يتحدد الحيز المالي على أساس مستوى الدين العام فقط ،إنما يمكن أن يتم قياسه
بطرق تختلف باختالف الظروف السوقية واالقتصادية للبلد المعني ،وعلى ذلك يتجنب هذا
االتجاه مقياس وحيد للحيز المالي ،ويعتمد بدال من ذلك على مناهج متعددة األوجه باستخدام
مؤشرات وأدوات تم بناؤها على مدار سنوات طويلة ،ومن بين ما تغطيه هذه المناهج هي
المؤشرات اآلتية (تكوين الدين العام ومساره كما تم االعتماد عليه في النقطة السابقة
واعتباره أهم المؤشرات في هذا المجال ،احتياجات التمويل ،سهولة االقراض ،التزامات
اإلنفاق المستقبلية فعالية السياسة المالية العامة (وخاصة في مجال الضرائب) ،وقوة
المؤسسات المالية المصرفية .
كما تم مؤخرًا اقتراح مقاربات إضافية لقياس الحيز المالي من قبل صندوق النقد الدولي
في سنة ( ،)2016وتشمل هذه تقييما أكثر شموًال يتضمن الصدمات االقتصادية المحتملة
في شكل إجهاد مالي) على المالية الحكومية وعلى السيولة واحتياجات التمويل ،وبحسب
مقومات االقتصاد فإن أهم هذه التوجهات التي يتوجب اإلشارة إليها هنا هي آثار) النمو،
التباطؤ االقتصادي على الحيز المالي ،نظرًا ألهمية هذين المؤشرين على االستئناف
االقتصادي ،لذلك تمثل مثل هذه السيناريوهات االساسية المعدة على هذا النحو آثار النمو
التباطؤ االقتصادي في استقرارية الدين العام من المؤشرات المعتمدة في تحديد تكوين الحيز
المالي والتأثير فيه .
رابعا :آليات تكوين أو خلق الحيز المالي :
6
المرونة المالية الحيز المالي المبحث االول
7
المرونة المالية الحيز المالي المبحث االول
وبعد الحيز المالي قضية هامة وعاجلة لبعض الدول ألن احتياجاتها لإلنفاق أكثر الحاحًا في
الحاضر ولكن األمر يتضمن قضايا أطول أجًال ،فمثًال تدفقات المنح والمساعدات الخارجية
الى الداخل من الممكن أن توفر بوضوح حيزًا ماليًا أكثر مما توفره القروض ،إذ يعد الدعم
الدولي (االعانات الدولية عامًال حاسمًا لضمان تزويد البلدان (وخاصة (النامية بما يلزمها
من حيز مالي من أجل تنفيذ السياسات المالية الفعالة ،وفقًا لألولويات االقتصادية ،كما
تحتاج البلدان النامية إلى هذا النوع من الحيز مالي لمتابعة أهدافها وسياساتها المالية بالشكل
8
المرونة المالية الحيز المالي المبحث االول
الذي تمكنها هذه الموارد من تطبيق السياسات المعاكسة للدورات واألزمات والصدمات
االقتصادية .
ولكن المشكلة أو العائق هنا هو ليس من المؤكد أن يكون تدفق المنح واالعانات الدولية
على نحو مستدام ،مما يؤثر ذلك سلبًا بالشكل الذي يعطي صورة عدم اليقين حول التوجه
نحو زيادة االنفاق أو تقليله ،ويرجع سبب ذلك حسب ما اذا كانت المساعدة أو المنحة
ببساطة هي من النوع الذي يتم منحه لمرة واحدة أو هناك مجال لمساعدات ومنح جديدة،
وهو األمر الذي قد يضر بوضع االقتصاد الكلي إذا تم االعتماد على هكذا مصدر من
مصادر الحيز المالي.
لذلك تعمل المعوقات أعاله على جعل مصدر الحيز المالي من القرض العام اقوى ،ولكن
هناك أيضًا شروط تعيق االعتماد على هذا المصدر والتي تتمثل باعتبارات القدرة على
تسديد الديون ،والتي يجب أن تؤخذ في االعتبار سواء في حالة عندما تكون القروض
ميسرة بصورة كبيرة ،أو عندما تكون بشكل أكثر التزامًا ،ألن تحقيق اعتبارات القدرة على
االستمرار في تحمل الديون يعني ذلك تحقيق مقومات االستدامة المالية مما يعطي ذلك
أمكانية وصورة على توفر مساحة وحيز مالي كبير للحكومة يمكنها االستناد أليه ،من جانب
مقابل يعد اللجوء الى الدين العام ال يشكل معضلة لالقتصاد في حد ذاتها ،اال أنه يوحي
بمدى تدهور االيرادات االساسية ألي اقتصاد .
لذلك ترى الدراسة أن حالة تدهور االيرادات االساسية ألي اقتصاد هي ما تعطي
صورة عن أحد أهم العوامل المسببة لنشوء الهشاشة المالية وبالتالي التأثير في حجم الحيز
المالي المتأتي من الدين العام ونستطيع أن نقول أن هذا التحليل هو ما يمثل آلية الربط بين
هاتين الظاهرتين الماليتين (الهشاشة والحيز) والذي سوف نأتي الى تفصيله في المبحث
الثالث
وال تتعلق التحديات والمشاكل التي تواجه تكوين الحيز المالي المتأتي فقط من المنح
الخارجية وغيرها ،فمصدر الحيز المالي المتأتي من زيادة الضرائب يالقي مشاكل
وتحديات ايضًا ،فقد ينجم عن زيادة الضرائب حصول االختناقات االقتصادية والمقاومة
السياسية ومشاكل اإلدارة الضريبية ،عالوة على ذلك ،قد تخلق معدالت الضريبة المرتفعة
حوافز سلبية على االستثمار والنمو االقتصادي.
تحليل مؤشرات قياس الحيز المالي في االقتصاد العراقي خالل المدة ()2018-2003
مؤشرات قياس الحيز المالي في االقتصاد العراقي :
-1مؤشر استمرارية القدرة على تحمل الديون العامة (االستدامة المالية) :
9
المرونة المالية الحيز المالي المبحث االول
يعد الدين العام عند أخذه كنسبة من الناتج المحلي االجمالي من المؤشbرات المهمbbة جbدًا
في قيbbاس الحbbيز المbbالي عن طريbbق حسbbاب مbbا يسbbمى بـ (الفجbbوة الماليbbة) ،أي الفbbرق بين
مستوى الدين الحالي للبلد المعbني ومسbتوى الbدين المسbتدام (أي الحbد االقصbى الbذي يمكن
تحمله والمحدد بأن ال يتجاوز نسbbبة الـ ( )%60من النbbاتج المحلي االجمbbالي وفbbق القواعbbد
المالية المنصوص عليها عالميًا) ،بتعبير آخر فأن هذا المؤشر هو عبbارة عن تلbك المنهجيbة
المعتمدة على القدرة على تحمل الديون (أي االسbbتدامة الماليbbة) ،إذ أن المسbbتويات المرتفعbbة
للديون تنعكس على احتياجات التمويل العام وبالتالي على تقييم الحيز المbالي لهbذه الدولbة أو
تلbbك ،حيث يالحbbظ أن الbbدول الbbتي تتمتbbع بbbالحيز المbbالي الكبbbير والمتمثbbل بالحصbbول على
قروض تمويلية منخفضة الفائدة والشروط ،هي تلك الدول التي يقل مستوى دينهbbا العbbام عن
نسبة الـ ( )%60من ناتجها االجمالي نظرًا إلمكانيتها العالية في خدمة ديونها ،بينما نجد أن
ارتفbbاع الbbدين العbbام فbوق المسbتوى المحbدد يجعbbل الحbيز المbbالي محbدوًد ا ،ألن ذلbbك يعطي
انطباع ًbا بbbأن القbbدرة على تحمbbل الbbديون وبالتbbالي الوصbbول إلى األسbbواق الماليbbة معرض ًbا
للخطر ،إذ أن مخاوف انخفاض خدمbbة الbbدين وبالتbbالي انخفbbاض القbbدرة على تحمbbل الbbديون
تكفي لإلشارة إلى وجود حيز مالي محدود لهbbذه الbbدول نتيجًbة لتجbbاوز مسbbتوى الbbدين العbbام
لديها نسبة الـ ( )%60من ناتجها االجمالي ،أي بمعنى وجود (هشاشة ماليbbة) تعمbbل بالضbbد
من تكّbbو ن (حbbيز مbbالي) والbbذي يمكن قيbbاس انخفاضbbه من خالل المؤشbbر المسbbتنبط من
المعطيات التحليلية في أعاله والمتضمن في الجدول ( )46أدناه .
الجدول ( ) 46
الحيز المالي في العراق وفق مؤشر االستدامة المالية خالل المدة ( / ) 2018 – 2003نسبة مئوية
10
المرونة المالية الحيز المالي المبحث االول
يالحbbظ ومن خالل متابعbbة العمbbود الثbbاني من الجbbدول ( )46في أعاله انخفbbاض نسbbبة
ومقدار الحيز المالي في العراق بناًء على البيانات التحليلية المستخرجة في الجدول المذكور
آنفًا وحسب مؤشر االستدامة المالية وبمستوى انخفاض كبير جدًا جbbدًا في السbbنوات الممتbbدة
من ( )2003الى ( ،)2007حيث يالحظ مقدار االنخفاض الكبير جbbدًا للحbbيز المbbالي الbbذي
بلغ ما نسبته ( )%1205.861في العام ( ،)2003وما نسبته ( )%500.936في العbbام (
،)2004وما نسbbبته ( )%249.845في العbbام ( ،)2005والbbذي أخbbذ بالتحسbbن بعbbد ذلbbك
ليبلغ مقدار االنخفاض في الحيز المالي في العbbام ( )2006مbbا نسbbبته ( )%76.220فقbbط،
وما نسبته ( )%47.968فقط في العام (. )2007
بينما نجد أن الحيز المالي بعد تلك الفترة أخbbذ بالتحسbbن االيجbbابي ليخلbbق مسbbاحة ماليbbة
متوافرة امام العراق بلغت في العام ( )2010ما نسبتها ( )%21.006فقط ،ثم أخbbذت هbbذه
المساحة المتوافرة بالتحسن لتبلغ في العام ( )2011ما نسبتها ( ،)%38.095وما نسبتها (
)%46.400في العام ( ،)2012وما نسبتها ( )%53.353في العام (. )2013
أال أنه يالحظ التراجع في تلك المساحة المالية المتوافرة امام العراق في العام ()2015
لتبلغ ما نسبتها ( )%13.763فقط ،ليعود الحيز المالي مرة أخbbرى الى االنخفbbاض السbbلبي
ليبلغ انخفاضه في العام ( )2016ما نسبته ( ،)%0.518لتعود المسbbاحة الماليbbة المتbbوافرة
11
المرونة المالية الحيز المالي المبحث االول
الى االرتفاع االيجابي لتبلغ في العام ( )2017ما نسbبتها ( )%7.101فقbbط ،ومbbا نسbبتها (
)%19.561فقط في العام (. )2018
أن المتتبع للتحليل أعاله والخاص بالتذبذبات بين االنخفاض السلبي واالرتفاع االيجbbابي
لنسب الحbbيز المbbالي في العbbراق يجbbد مالحظbbة مهمbbة أال وهي أن فbbترة وسbbنوات االرتفbbاع
االيجابي لنسbب الحbيز المbbالي يالحbظ أنهbbا تقbbع في سbنوات التحسbن االمbbني واالرتفbbاع في
النشاط والنمو االقتصادي العالمي الذي ينعكس على أسعار النفط الخام عالميًا نحو االرتفbbاع
وبالتالي تحسن قيمة صادرات ومردودات النفط الخام للعراق وبالتالي تحسن مستوى النbbاتج
المحلي االجمالي والنشbbاط االقتصbbادي لbbه بالشbbكل الbbذي يbbردم الفجbbوة السbbلبية بين مسbbتوى
النشاط االقتصادي ومستوى الدين العام ،مما يعطي ذلك انطباع ًbا على وجbbود مسbbاحة ماليbbة
متوافرة ،لكن هذه السنوات هي سنوات أو فترة ال يحتاج فيهbbا البلbbد الى االقbbتراض للتمويbbل
العام نظرًا لتحسن مردودات الصادرات الريعية من النفط الخام كما قلنا .
بينما نجد في المقابل أن فترة وسنوات االنخفاض السbbلبي لمقbbدار ونسbbب الحbbيز المbbالي
أنهbbا تقbbع في سbbنوات االزمbbات والصbbدمات االقتصbbادية وبالتbbالي االنخفbbاض والbbتراجع
االقتصادي العالمي بالشكل الذي ينعكس على مردودات الصادرات الريعية للعراق من النفط
الخام الbbتي تنعكس سbbلبًا على مسbbتوى النشbbاط االقتصbbادي للبلbbد نحbbو الbbتراجع واالنخفbbاض
وبالتالي اتساع الفجوة السلبية بين مستوى ناتجه المحلي االجمالي ومستوى دينه العbbام (كمbbا
حصbbل في أزمbbة عbbام ( )2014والمتمثلbbة بالصbbدمة المزدوجbbة ،وهي تراجbbع النشbbاط
االقتصادي العbbالمي وبالتbbالي االنخفbbاض الكبbbير ألسbbعار النفbbط الخbbام عالميbbا بbbالتزامن مbbع
احتالل عصابات داعش االرهابية ألراضي الوطن) .
أذن ومن خالل هbbذا التحليbbل يتولbbد االنطبbbاع على أن المسbbاحة الماليbbة الbbتي وجbbد أنهbbا
متوافرة امام العراق في بعض السنوات هي غير حقيقية ،لذلك تحاول هbbذه الدراسbbة هنbbا أن
تنفرد في طريقة قياس أخرى تكون اسbbتثنائية يمكن من خاللهbbا تشbbخيص الحbbيز المbbالي من
خالل قيbbاس مسbbتواه باالعتمbbاد على مؤشbbر (االسbbتدامة الماليbbة) لكن دون القطbbاع الbbريعي
(النفطي) ،لمعرفbbة مسbbتوى ومقbbدار الحbbيز المbbالي الحقيقي للعbbراق باالعتمbbاد على مؤشbbر
االستدامة المالية لالقتصاد العراقي دون القطbbاع الbbريعي (النفطي) وكمbbا في الجbbدول ()47
في أدناه .
حيث نجد ومن خالل متابعة العمود الثاني من الجدول ( )47والشكل ( )17في أدناه أن
نسبة ومقدار الحيز المالي في العراق بنbbاًء على البيانbbات التحليليbbة المسbbتخرجة في الجbbدول
المذكور آنفًا وحسbbب مؤشbbر (االسbbتدامة الماليbbة دون القطbbاع النفطي) ،هي نسbbبة منخفضbbة
وبمسbbتوى انخفbbاض كبbbير جbbدًا جbbدًا في أغلب سbbنوات مbbدة الدراسbbة ،حيث يالحbbظ مقbbدار
االنخفاض الكبير جدًا في الحbيز المbbالي الbbذي بلbbغ مbbا نسbبته ( )%4083.076في العbbام (
،)2003وما نسبته ( )%1326.466في العام ( ،)2004والذي أخbbذ بالتحسbbن بعbbد ذلbbك
12
المرونة المالية الحيز المالي المبحث االول
الجدول ( ) 47
الحيز المالي في العراق وفق مؤشر االستدامة المالية خالل المدة ( / ) 2018 – 2003نسبة مئوية
( - 60الدين العام \ GDPدون النفط ) % ( الدين العام \ GDPدون النفط ) × 100 السنوات
\ 100 × 60
13
المرونة المالية الحيز المالي المبحث االول
الشكل ( ) 17
14
المرونة المالية الحيز المالي المبحث االول
الحAA A Aيز المAA A Aالي في الع A A Aراق وفAA A Aق مؤشAA A Aر االسAA A Aتدامة الماليAA A Aة خالل المAA A Aدة ( 201 – 2003
2018
2017
2016
2015
2014
2013
2012
2011
2010
2009
2008
2007
2006
/ *) 8نسبة مئوية
15
المرونة المالية الحيز المالي المبحث االول
تعد الحصيلة الضريبية عنbد أخbذها كنسbبة من النbاتج المحلي االجمbالي من المؤشbرات
المهمة جدًا في قياس الحيز المالي عن طريق حسbاب مbا يسbمى بـ (الفجbوة الضbريبية) ،أي
الفرق بين مستوى الحصbbيلة الضbbريبية القbbائم للبلbbد المعbbني وبين مسbbتوى الضbbريبة االمثbbل
والمحدد وفق القواعbbد الماليbbة المنصbbوص عليهbbا عالميًbا بنسbbبة ( )%15من النbbاتج المحلي
االجمالي .
من جانب مقابل يوضح مؤشر الفجbbوة الضbbريبية مbbدى تbbأثير انخفbbاض نسbbبة الحصbbيلة
الـ ( )%15من الناتج المحلي االجمbbالي على تقليص المسbbاحة الماليbbة الضريبية دون
(الحيز المالي) للبلد المعني ،حيث تشير آخر الدراسات البحثية إلى أمكانية انتقال البلدان إلى
مسار النمو المرتفع بمجرد أن تصل إيراداتها الضريبية إلى مستوى الـ ( )%15من إجمالي
ناتجها المحلي ،وقد نجحت بعض الدول في زيادة النسبة الضريبية خالل السنوات األخbbيرة،
مما حقق زيادة في اإليرادات الضريبية على نحو قابل لالستمرار والوصbbول بهbbا إلى نسbbبة
تقارب الـ ( )%15من إجمالي الناتج المحلي ،غير أن هناك العديد من الدول ال تصل نسbbب
الحصbbيلة الضbbريبية فيهbbا إلى مسbbتوى الـ ( )%15من ناتجهbbا االجمbbالي ،وبالتbbالي نجbbد أن
النسbbbب الضbbbريبية المنخفضbbbة تنعكس بbbbدورها على مسbbbتويات التمويbbbل اإلنفbbbاقي نحbbbو
االنخفاض .
ويشير هذا التباين الكبير في النسب الضريبية (الفجوة الضbbريبية) في العديbbد من الbbدول
إلى أن الكثير من هذه الدول لديها حيز مالي كبير غير مسbbتغل لزيbbادة الضbbرائب ،وهbbذا مbbا
يدل على وجود (هشاشة مالية) تعمل بالضد من وجود (حيز مالي) يمكن استغالله في زيادة
التمويل اإلنفاقي بشكل عام ،لذلك وبناًء على ما تقbbدم سbbوف يتم هنbbا قيbbاس انخفbbاض الحbbيز
المالي عبر (مؤشر الفجوة الضريبية) المستنبط من المعطيbbات التحليليbbة في أعاله من خالل
طريقتين ،تتمثل الطريقة األولى بالجدول ( )48أدناه من خالل استخراج الحصيلة الضريبية
كنسbbبة من النbbاتج المحلي االجمbbالي ككbbل وبالتbbالي تشbbخيص الحbbيز المbbالي عbbبر الفجbbوة
الضريبية ،بينما ستتمثل الطريقة الثانية بالجbbدول ( )49والشbbكل ( )18في أدنbbاه ،من خالل
اسbbتخراج الحصbbيلة الضbbريبية كنسbbبة من النbbاتج المحلي االجمbbالي دون القطbbاع الbbريعي
(النفطي) وبالتbbالي تشbbخيص الحbbيز المbbالي عbbبر الفجbbوة الضbbريبية ،ومن ثم تحليbbل واقbbع
انخفاض الحيز المالي في العراق عبر الطريقتين وفق مؤشر الفجوة الضريبية.
16
المرونة المالية الحيز المالي المبحث االول
الجدول ( ) 48
الحيز المالي في العراق وفق مؤشر الفجوة الضريبية خالل المدة ( / ) 2018 – 2003نسبة مئوية
17
المرونة المالية الحيز المالي المبحث االول
من خالل الجدولين ( )48في أعاله و ( )49في أدناه ،نجد أن هbbذه الدراسbة تحbاول أن
تنفرد في طريقة قياس تكون استثنائية يمكن من خاللها تشbbخيص الحbbيز المbbالي للعbbراق من
خالل قياس مستواه باالعتماد على مؤشbر (الفجbوة الضbريبية) مbرًة باعتمbاد وجbود القطbاع
النفطي ،وأخرى دون اعتماد القطاع النفطي ،لمعرفة مسbتوى ومقbدار الحbيز المbالي المتbاح
امام العراق غير المستغل وفق مؤشر الفجوة الضريبية كما في الجدولين المذكورين .
حيث يالحظ ومن خالل متابعة الجدول ( )48في أعاله أن نسبة ومقbbدار الحbbيز المbbالي
في العراق بناًء على البيانات التحليلية المستخرجة في الجدول المذكور آنف ًbا وحسbbب مؤشbbر
الفجوة الضريبية باعتماد القطاع النفطي ضمن الناتج المحلي االجمالي ،هbbو مقbbدار منخفض
(غير مستغل) وبمستوى انخفاض كبbbير جbbدًا جbbدًا وعلى طbbول مbbدة الدراسbbة ،حيث يالحbbظ
مقدار االنخفاض الكبير جدًا للحيز المbbالي والbbذي بلbbغ مbbا نسbbبته ( )%99.880في العbbام (
،)2003والbbذي أخbbذ هbbذا االنخفbbاض بالتحسbbن ليبلbbغ في العbbام ( )2008مbbا نسbbبته (
،)%87.620ليعود مقدار االنخفاض الى االرتفاع مرة أخرى في العام ( )2012ليبلغ مbbا
نسبته ( ،)%93.940بينما أخذ مقدار االنخفاض للحيز المالي بالتحسن في العbbام ()2016
ليبلغ ما نسبته ( ،)%86.926وفي العbbام ( )2018كbbذلك ليبلbbغ مbbا نسbبته (،)%84.906
وبالرغم من تحسن نسبة االنخفاض للحيز المالي في السنوات االخيرة أال أنها مbbع ذلbbك تعbbد
نسبة انخفاض كبيرة جدا.
من جانب آخر يالحظ ومن خالل متابعة الجدول ( )49والشكل ( )18في أدناه أن نسبة
ومقدار الحيز المالي في العراق بناًء على البيانات التحليلية المستخرجة في الجدول المذكور
آنف ًbا وحسbbب مؤشbbر الفجbbوة الضbbريبية دون اعتمbbاد القطbbاع النفطي ضbbمن النbbاتج المحلي
االجمالي ،هو مقدار منخفض (غير مستغل) وبمستوى انخفاض كبير جbbدًا وعلى طbbول مbbدة
الدراسة ،حيث يالحظ مقbدار االنخفbاض الكبbير جbدًا للحbيز المbالي والbذي بلbغ مbا نسbبته (
)%99.620في العbbام ( ،)2003والbbذي أخbbذ هbbذا االنخفbbاض بالتحسbbن ليبلbbغ في العbbام (
)2008ما نسبته ( ،)%72.166ليعود مقدار االنخفاض الى االرتفاع مرة أخرى في العام
( )2012ليبلغ ما نسبته ( ،)%87.946بينما أخذ مقدار االنخفاض للحيز المbbالي بالتحسbbن
في العام ( )2016ليبلغ ما نسبته ( ،)%80.126وفي العام ( )2018كذلك ليبلغ ما نسbbبته
( ،)%71.546وبالرغم من تحسن نسبة االنخفاض للحيز المbbالي في السbbنوات االخbbيرة أال
أنها مع ذلك تعد نسبة انخفاض كبيرة جدًا .
18
المرونة المالية الحيز المالي المبحث االول
الجدول ( ) 49
الحيز المالي في العراق وفق مؤشر الفجوة الضريبية خالل المدة ( / ) 2018 – 2003نسبة مئوية
( - 15الضرائب \ GDPدون النفط 15 \ ) % ( الضرائب \ GDPدون النفط ) × 100 السنوات
× 100
الشكل ( ) 18
19
المرونة المالية الحيز المالي المبحث االول
الحيز المالي في العراق وفق مؤشر الفجوة الضريبية خالل المدة ( / ) 2018 – 2003نسبة مئوية
8102
7102
6102
5102
4102
3102
2102
1102
0102
9002
8002
7002
6002
5002
4002
3002
001- 09- 08- 07- 06- 05- 04- 03- 02- 01- 0
20
الجدارة االئتمانية المبحث الثاني
المبحث الثاني
في هذا المبحث سوف نتناول مفهوم الجدارة االئتمانية السيادية واهميتها واهدافها
ومحدداتها وأهم المؤشرات المستخدمة في قياسها
اما مفهوم الجدارة االئتمانية السيادية فيشير الى قدرة الحكومة على سداد القروض مع
الفوائد المترتبة بذمتها في وقتها المحدد ،والمتفق عليها مع الجهة المانحة للقرض وهذا يتم
من خالل تقييم الوضع الحالي والمستقبلي للمقدرة المالية السيادية للحكومة ومدى رغبتها
في الوفاء بالتزاماتها المالية بشكل كامل وفي الوقت المحدد للسداد يمكن القول ان الجدارة
االئتمانية السيادية تتمثل في قدرة الحكومة على الوفاء بجميع التزاماتها المالية من تسديد
اقساط الدين والفوائد المترتبة عليه في الموعد المحدد له ،وهذا يأتي من خالل اهتمام
الحكومات وسعيها في الحصول على تصنيف ائتماني سيادي عال يسهل حصولها على
التمويل ويعزز قدرتها على السداد دون تأخير .
وتكمن اهمية الحصول على تصنيف ائتماني مرتفع في مستوى الجدارة االئتمانية للحكومة
المقترضة الى عدة عوامل لعل من ابرزها ما يأتي:
21
الجدارة االئتمانية المبحث الثاني
1-التأثير على كلفة االقتراض اإلجمالية :يعتبر التصنيف االئتماني السيادي من اهم
العوامل المؤثرة في تحديد كلفة االقتراض (سعر الفائدة) التي بموجبها تقوم الحكومة
باالقتراض من المؤسسات المالية المحلية والدولية ،اذ انه كلما كان التصنيف االئتماني عال
كلما زادت قدرة الحكومة على اصدار اوراق مالية حكومية بفائدة منخفضة ،والعكس
صحيح ،بمعنى ان ارتفاع الجدارة االئتمانية يعطي للحكومة القدرة على اصدار سندات
بفائدة منخفضة من اجل جذب رؤوس األموال ،اذ ان سعر الفائدة يعتبر مؤشرا إلجمالي
تكلفة االقتراض في األسواق المالية المحلية والدولية ،فكلما ارتفع مستوى الجدارة االئتمانية
كلما انخفضت مخاطر عدم السداد وبالتالي يصبح االقتراض من البنوك التجارية الدولية
باسعار فائدة أقل.
-۲ضمان معدالت نمو اقتصادي مستمرة :يعتمد النمو االقتصادي في العديد من الدول
النامية في قدرة تلك الدول على جذب رؤوس األموال االجنبية في شكل قروض او
استثمارات ،وهذا يرتبط بمستوى جدارتها االئتمانية ،ذلك ان التصنيف االئتماني المرتفع
يعطي لآلخرين صورة واضحة عن الوضع االقتصادي للدولة بشكل عام ،مما يزيد من
تدفق األموال نحو الداخل لغرض االستثمار
-3تهيئة االموال المعدة لإلقراض :تقوم المؤسسات المالية والسيما صناديق االستثمار
باالستثمار في االوراق المالية الحكومية ذات الجدارة االئتمانية المرتفعة ،وانه ينبغي على
الدول المدينة المحافظة على مستوى جدارة ائتمانية مرتفعة من اجل حصولها على الحجم
االمثل من االموال المعدة لإلقراض وهذا يرتبط بمستوى الجدارة االئتمانية
ومن خالل ذلك يتبادر للذهن السؤال التالي :ماهو التصنيف االئتماني؟ وما هي عالقته
بالجدارة االئتمانية؟
يعرف التصنيف االئتماني بأنه رأي وكالة التصنيف في تقييم القدرة المستقبلية في مدى
امكانية الجهة المقترضة ومدى التزامها القانوني في تسديد اصل الدين مع الفوائد المستحقة
22
الجدارة االئتمانية المبحث الثاني
في موعدها المحدد ،ويعبر التصنيف االئتماني السيادي عن تقييم قدرة الحكومة على دفع
التزاماتها المالية ،ويشار الى هذه القدرة باسم الجدارة االئتمانية .فالتصنيف االئتماني هو
تقييم الجدارة االئتمانية على اساس التوقعات او تنبؤات تستند على رأي وكالة التصنيف
االئتماني لكيفية تصّر ف الجهة المدينة في المستقبل ،أي انه يعكس الترتيب النسبي لمخاطر
االئتمان بشكل رموز واشارات يمكن من خاللها معرفة التصنيف االئتماني للبلد ،فهو بهذا
يعتبر من اهم العوامل التي تحدد معدل الفائدة الذي بموجبه تقترض الحكومة من المؤسسات
المالية المحلية والدولية .
جدول ()1
23
الجدارة االئتمانية المبحث الثاني
تبني وكاالت التصنيف االئتماني تصنيفاتها االئتمانية على اساس عنصري المخاطرة
واالمان ,وهذه تتحدد من خالل مدى قدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها المالية ,وقد
اعتمدت وكاالت التصنيف االئتماني نوعين من مستوى المخاطر االئتمانية هما
درجة المضاربة :وتعني مستوى مخاطر ائتمانية مرتفع ,او استثمار محفوف
بالمخاطر.
فكلما انخفضت درجة المخاطرة ,ارتفعت درجة االمان وحصل البلد على تصنيف ائتماني
اعلى ,وبالتالي ارتفعت جدارته االئتمانية السيادية ,كون البلد لديه قدرة عالية على الوفاء
بالتزاماته المالية ,وكلما ارتفعت درجة المخاطرة انخفضت درجة االمان وانخفض مستوى
الجدارة االئتمانية للبلد واصبح دون المستوى االستثماري الجيد.
وتستعمل وكاالت التصنيف االئتماني رموزا" محددة لوصف الجدارة االئتمانية ,اذ يعد
التصنيف Aaaلشركة موديز ,والتصنيف AAAلوكالتي ستاندرد اند بورز وفيتش اعلى
تصنيف ائتماني بوصفه االكثر امانا" واالعلى تقييم لجودة الجدارة االئتمانية ,ويعبر عن
قدرة عالية ومتميزة على الوفاء بااللتزامات المالية ,اما التصنيف Cبالنسبة لوكالة موديز
والتصنيف Dبالنسبة لوكالتي ستاندرد اند بورز وفيتش فيعبر عن اقل تصنيف ائتماني
يمكن ان تحصل عليه دولة معينة ,فهو يعبر عن جودة ائتمانية ضعيفة جدا" ومخاطر
مضاربة حادة وعدم القدرة على السداد.
وتتدرج بين هذين التصنيفين رموزا" عّد ة تّعبر عن تصنيفات متدرجة حسب درجة
المخاطرة واالمان وحسب قدرة البلد على الوفاء ألصل الدين وسعر الفائدة ومدى خطورة
المضاربة ,مثال على ذلك الرمز Baaبالنسبة لوكالة موديز والرمز BBBبالنسبة لوكالتي
ستاندرد اند بورز يعبر عن جودة ائتمانية جيدة وقدرة كافية على الوفاء( مخاطر مقبولة
لعدم السداد).
24
الجدارة االئتمانية المبحث الثاني
تستخدم وكاالت التصنيف االئتماني رموز معدلة للداللة على حدود التصنيف ضمن كل
درجة من درجات التصنيف ,فقد استخدمت وكالة موديز االرقام ( )3 ,2 ,1كرموز معدلة
للداللة على حدود التصنيف العليا والوسطى والدنيا ,بينما استخدمت وكالتي ستاندرد اند
بورز وفيتش االشارات ( )- ,+كرموز معدلة للداللة على توقع الصعود بإشارة ( )+او
النزول بإشارة ( )-من مستوى التقييم الحالي.
يبين الجدول ( )2رموز التصنيف للجدارة االئتمانية السيادية للوكاالت الثالث الكبرى
مع وصف كل رمز من حيث درجة المخاطرة ,ونالحظ ان درجة االستثمار تقع بين Aaa
و Baa3حسب تصنيف وكالة موديز وبين AAAو -BBBحسب تصنيف وكالتي ستاندرد
اند بورز وفيتش ,وما دون Baa3و BBBهي درجة المضاربة.
جدول()2
رموز الجدارة االئتمانية السيادية للوكاالت الثالث الكبرى مع الوصف ومستوى المخاطر االئتمانية
مس)))))توى المخ)))))اطر الوصف Moody's Standard Fitch
االئتمانية & Poor's
اعلى ج)))ودة لتص)))نيف األكثر أمانا" Aaa AAA AAA
الج)))))دارة االئتماني)))))ة
السيادية
قدرة عالية على الوفاء, جدارة ائتمانية عالية/مرتبة عليا Aa1 +AA +AA
مع احتمال ع))دم الس))داد جدارة ائتمانية عالية/مرتبة متوسطة Aa2 AA AA
اليتعدى %4 جدارة ائتمانية عالية/مرتبة دنيا Aa3 -AA -AA
ق))درة قوي))ة على الوف))اء جدارة ائتمانية متوسطة الى عالية/مرتبة عليا A1 +A +A
مع احتمال ع))دم الس))داد جدارة ائتمانية متوسطة الى عالية/مرتبة متوسطة A2 A A
اليتعدى %10 جدارة ائتمانية متوسطة الى عالية/مرتبة دنيا A3 -A -A
قدرة كافية على الوفاء جدارة ائتمانية متوسطة /مرتبة عليا Baa1 +BBB +BBB
جدارة ائتمانية متوسطة /مرتبة متوسطة Baa2 BBB BBB
جدارة ائتمانية متوسطة /مرتبة دنيا Baa3 -BBB -BBB
25
الجدارة االئتمانية المبحث الثاني
دون المس)))))))))))))))توى جدارة ائتمانية اقل من متوسطة /مرتبة عليا Ba1 +BB +BB
االستثماري الجيد جدارة ائتمانية اقل من متوسطة /مرتبة متوسطة Ba2 BB BB
جدارة ائتمانية اقل من متوسطة /مرتبة دنيا Ba3 -BB -BB
درج))ة المض))اربة فيه))ا جدارة ائتمانية ضعيفة /مرتبة عليا B1 +B +B
مخاطرة جدارة ائتمانية ضعيفة /مرتبة متوسطة B2 B B
جدارة ائتمانية ضعيفة /مرتبة دنيا B3 -B -B
مخاطر مضاربة عالية جدارة ائتمانية ضعيفة جدا" /مرتبة عليا Caa1 +CCC CCC
جدارة ائتمانية ضعيفة جدا" /مرتبة متوسطة Caa2 CCC
جدارة ائتمانية ضعيفة جدا" /مرتبة دنيا Caa3 -CCC
مخاطر مضاربة حادة ج))دارة ائتماني))ة ض))عيفة ج))دا"(اض))عف تص))نيف C
ئتماني يمكن ان تحصل عليه دولة) DDD
DD
D D
Source: Gautam Setty & Randall Dodd, Credit Rating Agencies: Their Impact onبتص <<رف
Capital Flows to Developing Countries, 2003, p:19.
ويجسد الشكل ( )1مستوى المخاطر االئتمانية لدرجات التصنيف االئتماني لوكالة موديز
حيث نالحظ ان هناك ارتباطا" قويا" وبعالقة عكسية بين درجة التصنيف االئتماني
ومستوى المخاطر االئتمانية ,اذ انه كلما ارتفعت درجة التصنيف االئتماني كلما انخفض
مستوى المخاطر االئتمانية ,والعكس صحيح.
26
الجدارة االئتمانية المبحث الثاني
شكل ( )1
مستوى المخاطر االئتمانية حسب درجات التصنيف االئتماني لوكالة موديز
%021
%001
%08
%06
%04
%02
%0
C
A A A A 1A 2A 3A B B B B 1B 2B 3B C
aa 1a 2a 3a a aB aB 1a 2a 3a a aC aC
1a 2a 3a 1a 2a 3a
على هذا فالتصنيف االئتماني يستخدم على نطاق واسع في نماذج قياس الجدارة االئتمانية
للمؤسسات المالية والحكومات من خالل :
تقليل تكاليف عملية االئتمان وتحديد المخاطر المتوقعة من القروض الرديئة من .2
خالل التمييز بين القروض الجيدة والقروض غير الجيدة (الرديئة) ,كون التصنيف
االئتماني يعد اداة من ادوات مراقبة تقييم المخاطر المصاحبة له.
تعزيز القرارات االئتمانية وتوفير الوقت والجهد خصوصا" مع النمو المتسارع في .3
قطاع االئتمان وإدارة المحافظ االستثمارية للقروض الضخمة.
إمداد متخذي القرارات االستثمارية بإطار فعال للمفاضلة بين الفرص االستثمارية .5
المتاحة .
27
الجدارة االئتمانية المبحث الثاني
تعتمد وكاالت التصنيف االئتماني على العديد من العوامل التي تؤثر على طاقة
الحكومة المقترضة وقدرتها او رغبتها في خدمة ديونها الداخلية والخارجية ،اذ تم تصنيفها
إلى محددات اقتصادية ومالية وسياسية وهي كاآلتي:
يؤثر ارتفاع معدل نمو الناتج المحلي االجمالي بشكل ايجابي ومهم على مستوى
الجدارة االئتمانية للحكومة ،ويعكس هذا العامل مدى قدرة الحكومة على السداد والسيطرة
على تحمل عبء الدين وفوائده وان انخفاض معدل نمو الناتج المحلي االجمالي سوف يؤثر
سلبا على مستوى الجدارة االئتمانية للحكومة ويعرضها الى مخاطر عدم السداد وبالتالي
ينخفض التصنيف االئتماني وتتدهور الجدارة االئتمانية لها ،فالبلد الذي يستطيع أن يحقق
معدالت نمو مرتفعة في يصبح لديه GDPمن الفائض ما يكفي للوفاء بالتزاماته الخارجية.
28
الجدارة االئتمانية المبحث الثاني
يعتبر نصيب الفرد من الدخل القومي احد المؤشرات التي تحدد مستوى التنمية
االقتصادية في البلد ،فكلما ارتفع نصيب الفرد من الدخل القومي كلما ارتفعت درجة
التصنيف االئتماني السيادي وبالتالي ارتفع مستوى الجدارة االئتمانية السيادية له ،اذ يعكس
هذا العامل أو المحدد :
-1قدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها وسداد قيمة القرض مع الفوائد المترتبة -2 .
قدرة النظام الضريبي على توليد االيرادات الالزمة لإلنفاق على مختلف البنود
بما في ذلك القروض وفوائدها .
-3مدى االستقرار السياسي واالمني للدولة ،اذ ان ارتفاع نصيب الفرد من الدخل القومي
يعكس حالة الرفاهية االقتصادية واالجتماعية للسكان ،وبالتالي تنعكس على االستقرار
السياسي واالمني مما يعزز ثقة المستثمرين تجاه السياسة االقتصادية للحكومة ..
يحدث التضخم في الغالب عندما تكون هناك زيادة في المعروض النقدي الموجه لتمويل
عجز الموازنة ،ويعكس ارتفاع معدل التضخم حجم االختالالت الهيكلية في االقتصاد ومدى
عجز الحكومة وعدم قدرتها على تمويل النفقات العامة من خالل الضرائب او اصدار الدين
مما قد يؤدي بدوره الى عدم االستقرار السياسي ويزيد من احتماالت التعثر في خدمة الدين،
فكلما ارتفع معدل التضخم كلما حصل البلد على تصنيف ائتماني سيادي اقل وبالتالي
ينخفض مستوى الجدارة االئتمانية له.
على الرغم من أن وضع التنمية االقتصادية يمكن قياسه من خالل نصيب الفرد من
الدخل القومي ،اال انه يمكن النظر الى مدى اعتماد البلد وبشكل اساسي على درجة التصنيع
في االقتصاد خصوصا في البلدان النامية حسب فكلما انخفض مستوى التصنيع ازدادت
29
الجدارة االئتمانية المبحث الثاني
درجة المخاطرة من امكانية تعرض الهيكل االقتصادي للبلد للصدمات الخارجية وبالتالي
انخفاض مستوى الجدارة االئتمانية ،وهذا معناه ان البلد الذي يتمكن من تحقيق معدالت
نمو مرتفعة في GDPيصبح لديه من الفائض ما يكفي للوفاء بالتزاماته الداخلية والخارجية،
لذا فالتنمية االقتصادية تعتبر عنصرًا مؤثرًا في تحديد مستوى الجدارة االئتمانية للحكومة
النها تعطي مؤشرًا عن قدرة الحكومة على خدمة ديونها في الحاضر والمستقبل.
ان المراجعة التاريخية لعدم السداد تعتبر عامل مهم "جدا لتقييم مدى مصداقية
الحكومات في الوفاء بالتزاماتها تجاه الغير ،ويشير هذا العامل بشكل اساسي على تاريخ
البلد ومدى قدرته على السداد في الماضي وخصوصا الماضي القريب ،فكلما كان تاريخ
البلد يشير الى عدم السداد في الماضي سواء بشكل كلي او جزئي فانه يؤدي الى زيادة
مخاطر عدم السداد وبالتالي انخفاض تصنيفه االئتماني وانخفاض مستوى الجدارة االئتمانية
وهذا معناه ان التاريخ االئتماني الجيد يوفر الثقة بان الدولة لديها التزام مطلق بالوفاء
بالتزاماتها المالية.
30
الجدارة االئتمانية المبحث الثاني
يؤدي العجز الكبير في الموازنة العامة الى امتصاص المدخرات المحلية وعدم قدرة
الحكومة على فرض الضرائب وجمع االموال لتغطية نفقاتها العامة الجارية واالستثمارية
وسد العجز فضال عن ذلك تقوم المصارف بزيادة معدالت الفائدة عند اللجوء الى تمويل
العجز عن طريق اصدار سندات او اذونات الخزينة ،اذ انها تعتبر خالية من المخاطر مما
يؤدي الى طرد القطاع الخاص بسبب ارتفاع سعر الفائدة ،مما يولد اثر المزاحمة مع القطاع
الخاص ،وهذا معناه عدم قدرتها على خدمة ديونها ،مما يؤدي الى انخفاض درجة
التصنيف االئتماني وانخفاض جدارتها االئتمانية .
يشير العجز الكبير في الحساب الجاري الى ان القطاعين العام والخاص يعتمدان
اعتمادا كبيرا على التدفقات المالية من الخارج فاذا كان البلد يعتمد في إيراداته بشكل
رئيسي على الصادرات من سلعة واحدة فقط (النفط) مثال) فهذا يزيد من احتماالت تعرضه
لالزمات والدورات االقتصادية وبالتالي سوف يؤدي الى إضعاف الجدارة االئتمانية له ،
كما أن استمرار العجز في الحساب الجاري يؤدي الى نمو المديونية الخارجية التي قد
تصبح مستدامة مع مرور الزمن ،األمر الذي يتطلب برامج اصالح واسعة.
يشير ارتفاع عبء الدين الخارجي للحكومة بالعملة االجنبية الى اضعاف المالءة المالية
السيادية لها عدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها ،األمر الذي يؤدي الى تراجع معدالت النمو
من خالل تقليص معدالت االستثمار المحلي واالجنبي مما يؤدي انخفاض مساهمة تراكم
رأس المال في النمو االقتصادي ،اذ ان تراكم رأس المال يعتبر المصدر االساسي ،بل
الوحيد للنمو االقتصادي ،وهذا ما يخفض التصنيف االئتماني وبالتالي يضعف الجدارة
االئتمانية السيادية للحكومة.
31
الجدارة االئتمانية المبحث الثاني
فعند ارتفاع حجم العجز االولي في الموازنة العامة (بعد استبعاد مدفوعات الفائدة على
الدين العام) ،مع ارتفاع اسعار الفائدة على مصادر تمويل هذا العجز فسوف يؤدي الى
زيادة حجم الدين الداخلي بسبب زيادة الحاجة الى االقتراض لسد العجز وارتفاع اسعار
الفائدة وبالتالي ينخفض مستوى الجدارة االئتمانية للبلد.
ان ارتفاع هيكل اسعار الفائدة الدولي قد يكون له اثر سلبي على مستوى الجدارة
االئتمانية للبلد النه يؤدي الى احتمال التخلف عن السداد من خالل ارتفاع مدفوعات خدمة
الدين وبالتالي انخفاض مستوى الجدارة االئتمانية ,من جانب آخر يعمل ارتفاع سعر الفائدة
الدولي الى هروب رأس المال المحلي الى الخارج نحو معدل الفائدة االعلى وهذا من شأنه
ان يعمل على تدهور ميزان المدفوعات من جهة ،وانخفاض قيمة العملة المحلية من جهة
اخرى.
32
الجدارة االئتمانية المبحث الثاني
االقتصادية للدولة ،ولها تأثير مباشر على تدفق االستثمارات االجنبية المباشرة الى الدول
المدينة.
ان حالة عدم االستقرار السياسي واالمني لها اثار سلبية كبيرة على الجدارة االئتمانية
للدولة كونها ترتبط بعالقة عكسية مع قدرة الدولة على خدمة ديونها ومواجهة المدفوعات
الخارجية ،وقد تم تقسيم متغيرات االستقرار السياسي ضمن درجات تتراوح بين (( - )۰
)٦وكما يأتي:
-1االنتخابات العامة
-۲استقالة او طرد الموظفين الحكوميين
-3االضطرابات والمظاهرات
4-اعمال الشغب واالنقالبات
-5االعتقاالت والسجون .
-6التوترات واالنقالبات
-7العصابات والحروب األهلية.
إضافة لما سبق فأن هناك عوامل أخرى من شأنها ان تؤثر على النمو االقتصادي
وبالتالي على قدرة الحكومة على خدمة ديونها من اهمها هو الفساد المالي واالداري الذي
يعمل على تبديد الفائض االقتصادي وتعميق التفاوت في توزيع الدخول وعدم العدالة في
توزيع النفقات العامة وباألخص االستثمارية منها وما تسببه من ارتفاع في كلف المشاريع
وانخفاض في جودتها.
وهي عبارة عن نسبة اجمالي الديون الخارجية الى قيمة الناتج المحلي االجمالي ،وهذه
النسبة تقيس عبء الدين الخارجي الذي يتحمله االقتصاد في االجل الطويل وتعبر عن
اليسر المالي للدولة ،فالدولة التي تحقق معدالت نمو مرتفعة في الناتج المحلي االجمالي
تكون قادرة على خدمة ديونها الخارجية وتتمكن من الحصول على تصنيف ائتماني متقدم
يرفع من مستوى الجدارة االئتمانية لها .
34
الجدارة االئتمانية المبحث الثاني
يقيس هذا المؤشر مستوى الجدارة االئتمانية للحكومة المدينة والطاقة االقتصادية لها من
خالل قدرتها على استخدام القروض االجنبية االستخدام االمثل وهو ان يكون الناتج الحدي
الرأس المال المقترض اكبر من الكلفة الحدية لسعر الفائدة .
ثالثا :نسبة الدين قصير األجل الى اجمالي الدين العام :
يشكل ارتفاع حجم الديون قصيرة األجل نسبة الى اجمالي الدين العام عبئا ماليا ضخما"
على اقتصاد الدولة المقترضة مما يجعلها غير قادرة على السداد االمر الذي يجعلها تلجأ
الى اعادة جدولة ديونها الخارجية مما يشكل عبئا اضافيا على اقتصاد الدولة المقترضة،
وهذا ما يخفض التصنيف االئتماني لها ويخفض من جدارتها االئتمانية.
رابعا :نسبة اجمالي االحتياطيات الدولية الى اجمالي الدين الخارجي :
تعتبر االحتياطيات الدولية اهم المحاور المهمة في رسم سياسة وادارة الدين العام
الخارجي للدولة ،وتشير هذه النسبة الى مدى كفاية هذه االحتياطيات لمواجهة الديون
الخارجية والفوائد المترتبة عليها ،وإن ارتفاع هذه النسبة يشير الى قدرة الدولة على ادارة
مدفوعاتها الخارجية بشكل امثل فاالحتياطيات الدولية تكون بمثابة خزين امان لتالقي
الحاالت الطارئة التي يمر بها البلد .فالبلد الذي يمتلك احتياطيات دولية كافية يتمتع بقدرة
كبيرة على مواجهة ديونه الخارجية ،كما انه يتمتع بتصنيف ائتماني مرتفع.
تعد الصادرات المصدر االساسي لعائدات النقد االجنبي في جميع الدول ،وتشير هذه
النسبة الى مدى قدرة الصادرات على مواجهة اعباء الدين والفوائد المترتبة عليه ،وإن
ارتفاع هذه النسبة قد يعرض البلد الى مخاطر التخلف عن السداد ،حيث تكون الصادرات
غير كافية لضمان سداد الديون بسبب التغيرات التي تحصل في معدالت التبادل التجاري
35
الجدارة االئتمانية المبحث الثاني
بين الدول نتيجة للتغيرات الحاصلة في الطلب والعرض مما يؤدي الى تراجع التصنيف
االئتماني وانخفاض مستوى الجدارة االئتمانية ،وإن انخفاض هذه النسبة يشير الى قدرة
الدولة على خدمة ديونها الخارجية وبالتالي ارتفاع مستوى جدارتها االئتمانية .
تعبر هذه النسبة عن فجوة االدخار ،فعندما يكون معدل االدخار الحدي كافيا لتمويل
االستثمار في الموارد المحلية ،فان هذا سوف يؤدي الى توليد زيادة في الناتج القومي من
خالل ارتفاع االنتاجية والتي بدورها تقلل من احتمال االقتراض وتحسن في مستوى
الجدارة االئتمانية وخالف ذلك فأن الدولة المدينة سوف تستمر باالقتراض وتزايد معدالت
المديونية مع الفوائد المترتبة عليها .
تقيس هذه النسبة مدى االنفتاح االقتصادي للبلد والى أي مدى يعتمد على الواردات من
السلع الرأسمالية والسلع الوسيطة التي تعتبر حيوية لإلنتاج ،فكلما ارتفعت هذه النسبة دل
ذلك على ان الدولة تحتاج الى مدفوعات اضافية فتلجأ الى االقتراض لتمويل هذه الواردات
وتقل بذلك الجدارة االئتمانية لها.
ويجب التأكيد هنا على ان الجدارة االئتمانية السيادية ماهي اال مجرد رأي محايد مبني
على اسس محددة لتقييم الجدارة االئتمانية تقوم به الوكالة الناشرة للتصنيف في تقييم المقدرة
المالية الحالية والمستقبلية للحكومة ،وان هذا الرأي ليس مصمم للمقارنة بين الدول بالدرجة
االساس وانما للمقارنة النسبية للمخاطر االئتمانية لكل دولة ،وأن معرفة تلك المخاطر
يتطلب تحديدها ومعرفة اسبابها واحتماالت حدوثها بهدف تجنب آثارها السلبية من خالل
االعتماد على فلسفة التنويع اي تنويع محفظة االستثمار لضمان تحقيق أكبر العوائد من اجل
تجنب مخاطر عدم الدفع ،اذ ان اسواق رأس المال الدولية اصبحت حساسة جدا لدرجات
التصنيف االئتماني التي تصدرها وكاالت التصنيف االئتماني ،فضال عن ذلك فقد يكون
36
الجدارة االئتمانية المبحث الثاني
ضمان دول كبرى لدول اخرى احد العوامل التي تؤدي الى رفع مستوى الجدارة االئتمانية
السيادية لها.
37