Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 37

‫المرونة المالية الحيز المالي‬ ‫المبحث االول‬

‫المبحث االول‬

‫اإلطار العام المرونة المالية "الحيز المالي"‬

‫المرونة المالية‬

‫هي القدرة والسرعة التي تمكن المؤسسات المالية من تهيئة مواردها المالية التخاذ‬
‫اإلجراءات الوقائية واستغاللها من اجل تعظيم قيمتها ولتحقيق أهدافها‪.‬‬
‫أيضًا تعرف المرونة المالية هي مدى القدرة على االستجابة لحالة عدم اليقين في االحتياجات‬
‫للتدفق النقدي او من اجل استغالل الفرص االستثمارية المتاحة امامه وهي تصنف احد‬
‫االعتبارات الرئيسية في اختيار السياسة المالية ‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬انواع او اشكال المرونة ‪:‬‬

‫للمرونة عدة انواع او اشكال والتي تعمل جنبًا وجه وتصنف انواع المرونة الى‬
‫( المرونة الوظيفية والمرونة االستراتيجية والمرونة المالية ) ‪.‬‬
‫المرونة المالية ‪ :‬تعد احد الركائز الداعمة والساندة لبقية المرونات االخرى فهي تؤثر‬
‫بشكل مباشر على المرونة الوظيفية الخاصة بالموظفين والعاملين عن طريق تحديد االجور‬
‫والرواتب وتحديد اجور التعاقدات الخارجية وغيرها ‪.‬‬
‫المرونة االستراتيجية ‪ :‬فان المرونة المالية مكملة لدورها الحيوي واالستراتيجي في اعادة‬
‫تنظيم االعمال بشكل سريع ومالئم للظروف اآلنية‪.‬‬
‫ومن خالل ما تقدم يمكن القول بان المرونة المالية هي من اهم انواع المرونات كونها‬
‫الداعم االساسي والمؤثر في جميع هذه المرونات ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مصادر المرونة المالية ‪:‬‬

‫ينبغي دراسة مختلف مصادر المرونة المالية ألهميتها ودرجة تأثيرها من اجل تحديد‬
‫الكيفية التي تحقق بها المؤسسات المرونة المالية وتحافظ عليها في مواجهة الصدمات‬
‫السلبية والركود االقتصادي وحاالت النمو المرتفع ولذلك من المهم التمييز بين مصادر‬
‫المرونة المالية وما يرتبط بها من تكاليف وفوائد والتحقيق فيها من اجل توفير فهم كامل‬
‫للمفهوم‬

‫‪1‬‬
‫المرونة المالية الحيز المالي‬ ‫المبحث االول‬

‫‪ 1-‬الموجودات النقدية ( السيولة ) ‪ :‬منذ بداية ظهور المرونة المالية كمفهوم ركزت‬
‫البحوث والدراسات على مسألة االحتفاظ برصيد نقدي مقبول الن انخفاض الرصيد النقدي‬
‫يودي الى تقليل التوجه نحو استغالل الفرص االستثمارية المستقبلية لذا فان توفير السيولة‬
‫(الموجودات النقدية ) تعد كداعم رئيسي لمواجهة الصدمات واالضطرابات غير المتوقعة ‪,‬‬
‫كما تجنب المصارف من الوقوع في الضيق المالي (العجز المالي) ‪ ,‬ومن هنا تبرز السيولة‬
‫(الموجودات النقدية السائلة ) كمصدر للمرونة لمالية والسيولة هنا لها تأثير مزدوج على‬
‫هيكل راس المال بالنسبة الى المؤسسات المالية وغير المالية حيث يمكن ان تكون عالقة‬
‫السيولة ونسبة االقتراض ( الديون ) عالقة طردية او عكسية ‪,‬فالمؤسسات المالية التي تتمتع‬
‫بدرجة سيولة عالية تكون لها قدرة كبيرة على سداد التزاماتها القصيرة االجل االمر الذي‬
‫يسهل عليها عملية االقتراض (الدين ) وهنا نتوقع ان تكون العالقة طردية بينهما ‪,‬اما في‬
‫الجانب االخر في ظل عدم تشابه المعلومات لهذه المؤسسات فقد تستعمل هذه المؤسسات‬
‫التي تتمتع بسيولة عالية سيولتها في تمويل استثماراتها ومعنى ذلك انخفاض نسبة الديون‬
‫لديها وذلك بسبب امتالكها لسيولة عالية وبناً ء على ذلك نتوقع وجود عالقة عكسية بين نسبة‬
‫الدين والسيولة ‪.‬‬
‫‪ 2-‬القتراض )الدين ( ‪ :‬المرونة المالية ترتبط بهيكل راس المال بشكل اساسي ومن خالل‬
‫سياسات راس المال و اتجاهاتها يمكن تحديد المرونة المالية للمصارف والمؤسسات المالية‬
‫االخرى بشكل عام وعند دراسة الحاالت التي تواجه هذه المؤسسات عندما يكون لديها عسر‬
‫او عجز نقدي وجدوا ان هذه المؤسسات تمول هذا العجز بشكل رئيسي من خالل التوجه‬
‫نحو االقتراض ( الدين ) الخارجي عندما يكون هناك عجز في التمويل يؤثر على نسبة‬
‫المرونة المالية و اذا اراد احد المصارف او المؤسسات المالية االخرى زيادة راس المال‬
‫لديها من اجل الدخول بقوة في سوق المنافسة فانه يتجه نحو االقتراض من راس المال‬
‫والمقرضين بهدف التوسع وزيادة االستثمارات‪ ,‬وان عالقة المرونة المالية بهيكل راس المال‬
‫يمكن نسبة منخفضة من الديون حتى تتمكن من االقتراض مستقباًل تحديدها من خالل‬
‫محافظة المصارف والمؤسسات االخرى على ‪ ,‬في حالة رغبت هذه المؤسسات التوسع‬
‫واستغالل الفرص االستثمارية المتاحة من اجل الوصول لهدف الحفاظ على المرونة المالية ‪.‬‬

‫الحيز المالي‬

‫‪2‬‬
‫المرونة المالية الحيز المالي‬ ‫المبحث االول‬

‫مفهوم الحيز المالي‬


‫بأنه عبارة عن تلك المساحة من موازنة أية حكومة تسمح لها بتوفير موارد مالية‬
‫لغرض منشود من دون تعريض استدامة مركزها المالي أو استقرار اقتصادها للخطر‪.‬‬
‫أوًال ‪ :‬أهمية الحيز المالي ‪:‬‬

‫يكتسب الحيز المالي أهمية بالغة في فترات الهبوط االقتصادي حين يكون مطلوبا من‬
‫الحكومة تنشيط االقتصاد‪ ،‬ألن القدرة على خلق أو تكوين الحيز المالي تشكل عامال حاسما‬
‫في فهم مدى السرعة المطلوبة من الحكومة إلعادة بناء هوامش األمان المطلوب تحقيقها في‬
‫االقتصاد ‪.‬‬

‫لذلك أصبح من الضروري للدول العمل على خلق وتكوين حيز مالي معقول‪ ،‬حيث‬
‫يساعد انشاء الحيز المالي على تنفيذ السياسات المرغوبة لتحقيق النمو االحتوائي‪ ،‬ويسهم‬
‫في تحقيق االستقرار االقتصادي ويعمل على ضمان وصول ثمار النمو إلى الفقراء والطبقة‬
‫الوسطى ‪.‬‬

‫ويتم ذلك عن طريق قيام الدول بتبني التصميم الجيد للسياسة المالية في تنويع قاعدة‬
‫االيرادات العامة بدًال من الجهود المبذولة من جانب الحكومات والتي تركز في معظمها‬
‫على جانب المصروفات فقط‪ ،‬من خالل توسيع القاعدة الضريبية‪ ،‬وتحسين إداراتها‪ ،‬سعًيا‬
‫من ذلك للوصول إلى الطاقة القصوى من اإليرادات العامة التي تساعد على خلق حيز مالي‬
‫يساهم في تحقيق االهداف المرجوة‪.‬‬

‫ولبيان أهمية الحيز المالي أكثر نأخذ المثال التالي الذي يوضح كيف أن وجود حيز‬
‫مالي كبير يرفع من مستوى الجدارة االئتمانية للدولة‪ ،‬حيث تعتبر أستراليا وألمانيا وهولندا‬
‫والسويد) كمثال من الدول ذات الحيز المالي الكبير‪ ،‬مما يظهر قدرة هذه الدول في الحصول‬
‫على تمويل بأسعار فائدة منخفضة من األسواق المالية‪ ،‬كما يبين سالمة سياساتها المالية ‪،‬‬
‫وكفاءة مؤسساتها العامة ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المرونة المالية الحيز المالي‬ ‫المبحث االول‬

‫بينما تعد (البرازيل وإيطاليا وباكستان كمثال‪ ،‬من الدول ذات الحيز المالي المحدود‪،‬‬
‫مما يشير ذلك إلى مستويات الدين العام المرتفعة لديها ومن ثم ارتفاع المخاطر المتعلقة‬
‫بحصول تلك الدول على التمويل من أسواقها المالية‪ ،‬مما يهدد من فاعلية سياساتها المالية‬
‫ثانيا ‪ :‬دوافع استخدامات الحيز المالي ‪:‬‬

‫أن امتالك الدولة حيزًا ماليا كبيرًا يعادل امتالكها لكمية كبيرة من األموال في البنك‪،‬‬
‫يمكن سحبها وقت الحاجة ولكن يتعين أال تستخدم دون تعقل ودون مراعاة للفرص األخرى‪،‬‬
‫والحكومة هي المسؤولة عن بناء حيز مالي كفوء واستخدامه بحكمة‪ ،‬دون اإلضرار بسالمة‬
‫االقتصاد على المدى الطويل‪ ،‬وفي كثير من الحاالت يمكن أن تكون هناك أسباب وجيهة‬
‫تبرر للبلد أن يحتفظ بحيزه المالي تحسبا لألزمات والصدمات أو لإلنفاق الحكومي المفاجئ‬
‫( سواء االستثماري أو مواجهة الكوارث) أو حتى للتوسع في الحيز المالي نفسه ‪.‬‬
‫وتظهر رؤية صندوق النقد الدولي حالة التمييز بين امتالك الحيز المالي وبين استخدامه‪،‬‬
‫فقد أوصى الصندوق (بالضبط المالي) ليس فقط للبلدان ذات الحيز المالي المحدود إنما‬
‫أيضا للبلدان األخرى التي تمتلك الكثير من حيز المالي‪ ،‬حيث أوصى باالستخدام األمثل‬
‫لهذه المساحة المالية إلعادة بناء هوامش الوقاية لالقتصاد بما يتناسب مع المخاطر التي قد‬
‫يواجهها هذا البلد أو ذاك في المستقبل ‪.‬‬
‫وفي نفس الوقت فأنه حيثما توافر بعض الحيز المالي يوصي المختصين باستخدامه‬
‫االستخدام المنتج واألمثل‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يوصي المختصين باستخدام الحيز المالي في‬
‫تمويل االستثمار الداعم للنمو األطول أجًال‪ ،‬وذلك لتعويض بعض التكاليف التي قد تنشأ عن‬
‫مرحلة اإلصالحات الهيكلية القوية المطلوبة والتي غالبًا ما تكون هذه التكاليف متمثلة‬
‫بالديون السيادية‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬قياس الحيز المالي ‪:‬‬

‫‪ -1‬قياس الحيز المالي من خالل مؤشر استمرارية القدرة على تحمل الديون ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫المرونة المالية الحيز المالي‬ ‫المبحث االول‬

‫هناك العديد من المنهجيات والدراسات التجريبية المعتمدة في قياس الحيز المالي وفق‬
‫النظريات والطروحات المالية واالقتصادية‪ ،‬نجد أهمها هي منهجية حساب الفجوة المالية‬
‫بين الرصيد المالي الحالي والرصيد الثابت الذي يثبت الدين على المدى المتوسط والطويل‬
‫(مؤشر االستدامة المالية)‪ ،‬بتعبير أدق (هي تلك المنهجية المعتمدة على مفهوم القدرة على‬
‫تحمل الديون والمؤشر المستخدم غالًبا هو الفجوة في القدرة على تحمل الديون‪ ،‬أي الفرق‬
‫بين مستوى الدين الحالي للبلد المعني ومستوى الدين المستدام المقدر أي األقصى الذي‬
‫يمكن تحمله‪.‬‬
‫ويمكن أن ندرج هذا المثال اآلتي الذي يوضح اعتماد المؤشر اعاله واعتباره أهم‬
‫المؤشرات في قياس الحيز المالي‪ ،‬حيث يالحظ بأن الصين والفلبين وتايلند وروسيا‬
‫والمملكة العربية السعودية والواليات المتحدة كمثال‪ ،‬يتأتى تكوين الحيز المالي لديها من‬
‫كونها ال تواجه مخاطر حادة في الحصول على التمويل‪ ،‬أو في إبقاء مستويات الدين العام‬
‫ضمن حدود يمكن تحملها ‪.‬‬
‫من جانب مقابل نشر صندوق النقد الدولي دراسة حديثة عن آليات قياس الحيز المالي‪،‬‬
‫مبينًا فيها أن من الممكن أن تتحسن نسبة الدين العام إلى إجمالي الناتج المحلي بالفعل مع‬
‫مرور الوقت‪ ،‬مما يخلق حيزا ماليا إضافيا‪ ،‬مما يعني أن هذه الطروحات تحدد مؤشر‬
‫استمرارية القدرة على تحمل الدين العام كأهم المؤشرات في قياس الحيز المالي‪.‬‬
‫وحسب المفهوم أعاله نجد أن اإلطار الذي يعتمد استخدامه عند تقييم الحيز المالي‪ ،‬يعتمد‬
‫على ثالثة أجزاء مهمة وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬تحديد المخاطر المالية ‪.‬‬
‫‪ -2‬قياس المساحة المالية الكافية‬
‫‪ -3‬تقدير حدود الديون ‪.‬‬
‫وهنا نجد أن قياس المساحة المالية في ضوء المخاطر المالية أنما يكون الهدف من‬
‫ورائه هو تقدير الدول لمساحتها المالية بالشكل الذي يكون فيه خطر فقدانها الوصول إلى‬
‫األسواق عند مستويات مقبولة ‪.‬‬
‫أما تقدير حدود الديون فتمثل مستويات الدين العام التي يمكن بعدها التشكيك في‬
‫االستدامة المالية للدولة المعنية‪ ،‬أي إنها النقطة الحرجة التي تصبح فيها استجابة الدولة في‬
‫خدمة الديون المتزايدة غير كافية التحقيق استقرار نسبة الدين إلى الناتج المحلي اإلجمالي‬

‫‪5‬‬
‫المرونة المالية الحيز المالي‬ ‫المبحث االول‬

‫تعتمد حدود الدين على عدة اعتبارات مهمة يمكن أن نقول أنها تمثل الترابط بين تأثير‬
‫الهشاشة المالية في الحيز المالي والتي سوف نأتي على تفصيلها في المبحث القادم‪ ،‬أهمها‬
‫معدل نمو أسعار الفائدة على الدين العام مقارنة بمعدل نمو الناتج االجمالي‪ ،‬ومعدل‬
‫الضريبة الحالية مقارنة بمعدل الضريبة المستدام كنسبة من الناتج المحلي االجمالي‪ ،‬وحجم‬
‫الصدمات الخارجية التي تضرب االقتصادات ‪ ،‬ومسار السجل المالي للبلد المعني ‪.‬‬
‫‪ -2‬قياس الحيز المالي من خالل بعض المؤشرات الكلية ‪:‬‬
‫ال يتحدد الحيز المالي على أساس مستوى الدين العام فقط‪ ،‬إنما يمكن أن يتم قياسه‬
‫بطرق تختلف باختالف الظروف السوقية واالقتصادية للبلد المعني‪ ،‬وعلى ذلك يتجنب هذا‬
‫االتجاه مقياس وحيد للحيز المالي‪ ،‬ويعتمد بدال من ذلك على مناهج متعددة األوجه باستخدام‬
‫مؤشرات وأدوات تم بناؤها على مدار سنوات طويلة‪ ،‬ومن بين ما تغطيه هذه المناهج هي‬
‫المؤشرات اآلتية (تكوين الدين العام ومساره كما تم االعتماد عليه في النقطة السابقة‬
‫واعتباره أهم المؤشرات في هذا المجال ‪،‬احتياجات التمويل ‪ ،‬سهولة االقراض‪ ،‬التزامات‬
‫اإلنفاق المستقبلية فعالية السياسة المالية العامة (وخاصة في مجال الضرائب)‪ ،‬وقوة‬
‫المؤسسات المالية المصرفية ‪.‬‬
‫كما تم مؤخرًا اقتراح مقاربات إضافية لقياس الحيز المالي من قبل صندوق النقد الدولي‬
‫في سنة (‪ ،)2016‬وتشمل هذه تقييما أكثر شموًال يتضمن الصدمات االقتصادية المحتملة‬
‫في شكل إجهاد مالي) على المالية الحكومية وعلى السيولة واحتياجات التمويل‪ ،‬وبحسب‬
‫مقومات االقتصاد فإن أهم هذه التوجهات التي يتوجب اإلشارة إليها هنا هي آثار) النمو‪،‬‬
‫التباطؤ االقتصادي على الحيز المالي‪ ،‬نظرًا ألهمية هذين المؤشرين على االستئناف‬
‫االقتصادي‪ ،‬لذلك تمثل مثل هذه السيناريوهات االساسية المعدة على هذا النحو آثار النمو‬
‫التباطؤ االقتصادي في استقرارية الدين العام من المؤشرات المعتمدة في تحديد تكوين الحيز‬
‫المالي والتأثير فيه ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬آليات تكوين أو خلق الحيز المالي ‪:‬‬

‫‪ -1‬تقييم العوامل المساعدة في تكوين الحيز المالي ‪:‬‬


‫في ما يتعلق بكيفية تكوين الحيز المالي فاإلطار الجديد الذي استحدثه صندوق النقد‬
‫الدولي نهاية سنة (‪ )2017‬يتعلق بتقييم الواقع االقتصادي الذي يساعد في تحديد ما إذا كان‬
‫بوسع البلد المعني أن ينتهج سياسة مالية استنسابية (توسعية)‪ ،‬دون التعرض لمخاطر‬
‫المديونية وطاقة االستيعاب االقتصادي‪ ،‬حيث يتم تحليل ذلك باالعتماد على المقومات‬
‫االساسية اآلتية والتي هي على هذا النحو ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫المرونة المالية الحيز المالي‬ ‫المبحث االول‬

‫‪ -‬تقييم الحالة األولية والهيكلية لالقتصاد‬


‫‪ -‬تقييم ديناميكية الدين والتمويل من خالل اختبارات اإلجهاد المالي‬
‫‪ -‬استدامة مستوى ودرجة الدين العام والعجز على المدى المتوسط والطويل‬
‫تحمل‬ ‫‪ -‬تقييم تأثير اتجاهات المالية العامة التوسعية على النمو‪ ،‬واستمرارية القدرة على‬
‫الديون في ظل مستويات إجهاد معقولة ‪.‬‬
‫‪ 2-‬آليات انشاء أو تكوين الحيز المالي ‪:‬‬
‫تستطيع أية موازنة عامة أن تنشئ حيزًا ماليًا بعدة طرق‪ ،‬يتمثل أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬إيجاد القروض وتوظيفها بشكل فعلي منتج مع الزام دفع رسوم خدمتها وتسديد أصل‬
‫القرض للحيلولة دون تناميها من خالل تراكم فوائدها وتضخمها ‪.‬‬
‫‪ -2‬تأمين المنح والمساعدات خارجية ‪.‬‬
‫‪ -3‬كذلك من خالل زيادة بعض أنواع الرسوم الضريبية وتوسيع الوعاء الضريبي وتحسين‬
‫جودة اللوائح واالنظمة واالجراءات واالداء الخاص بإدارة الضريبة‬
‫‪ -4‬تحديث نظم الضرائب وزيادة كفاءة تحصيل الضرائب وتوسيع القاعدة الضريبية‬
‫ومكافحة التهرب من دفع الضرائب وهروب رؤوس األموال على نحو فعال‪.‬‬
‫‪ -5‬زيادة اإلنفاق على البنود ذات األولوية القصوى‪.‬‬
‫‪ -6‬االقتراض سواء من المواطنين أو جهات اإلقراض األجنبية‪ ،‬أو االقتراض من الجهاز‬
‫المصرفي‪.‬‬
‫‪ - 7‬إعادة ترتيب أولويات اإلنفاق‪ ،‬بحيث يتم ترشيد اإلنفاق والحد منه في المجاالت غير‬
‫المنتجة مثل الموازنات المرصودة لإلنفاق العسكري‬
‫‪ -8‬تعزيز الكفاءة من خالل تبسيط تنفيذ البرامج االتفاقية واالستثمارية ‪.‬‬
‫‪ -9‬تخفيض تكاليف اإلنفاق في القطاعات ذات األولوية عن طريق زيادة كفاءة اإلنفاق‬
‫‪ -10‬الحد من استشراء الفساد في المؤسسات الحكومية ‪.‬‬
‫‪ -11‬زيادة إيرادات الحكومة غير الربعية خاصة في البلدان التي تكون فيها نسبة هذه‬
‫اإليرادات الحكومية إلى الناتج اإلجمالي منخفضة‪ ،‬ويمكن ذلك عن طريق توسيع وعاء‬
‫الضريبة وتحسين اإلدارة الضريبية ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫المرونة المالية الحيز المالي‬ ‫المبحث االول‬

‫‪ -12‬تخفيض خدمة الدين الخارجي من خالل االتفاقات مع الدائنين ‪.‬‬


‫‪ -13‬زيادة صافي تدفقات االقتراض الداخلي‬
‫‪ -14‬وأخيرا حسن إدارة وتوظيف القروض المحلية واألجنبية التي البد من خدمتها‬
‫وتسديدها للحيلولة دون تناميها من خالل تراكم فوائدها وتضخمها وتعد النقطتين‬
‫االخيرتين من أهم العوامل المؤثرة على تكوين الحيز المالي والتي نستطيع أن نقول‬
‫أنها تمثل مؤشرات حدوث ظاهرة الهشاشة المالي‪.‬‬

‫‪ -3‬أهمية القواعد المالية في تكوين الحيز المالي ‪:‬‬


‫إذا فكرت أي حكومة في زيادة اإلنفاق أو تخفيض الضرائب بصفة مؤقتة‪ ،‬ينبغي أن‬
‫تقيس في ما إذا كان بإمكانها تمويل (فجوة الموازنة) عجز الموازنة‪ ،‬دون التعرض لخطر‬
‫حدوث رد فعل غير موات من األسواق المالية أو إضعاف سالمة المالية العامة على المدى‬
‫الطويل‪ ،‬حيث كلما أمكنها االطمئنان إلى هذه النتيجة فأن ذلك سوف يعني أن الحيز المالي‬
‫المتاح لديها هو أكثر اتساعا وعلى العكس من ذلك تتقلص قدرة الحكومة على استخدام‬
‫سياسة المالية العامة التوسعية بشكل نشط كلما زادت المخاطر التي يتعرض لها البلد المعني‬
‫امام ولوجه الى السوق المالية ‪.‬‬
‫ومن جانب آخر يعد وجود القواعد المالية التي تستخدمها بعض البلدان لكبح سياسة‬
‫المالية العامة االستنسابية (التوسعية) من الوسائل المساهمة بدور مهم أيضا في النفاذ إلى‬
‫األسواق‪ ،‬بل وفي توسيع الحيز المالي‪ ،‬ومن المهم أن يتم تصميم هذه القواعد بشكل جيد‬
‫ومراجعتها بانتظام لضمان تحقيقها األهداف المرجوة‪ ،‬والقواعد الجيدة تساعد على بناء‬
‫الحيز المالي والمحافظة عليه عن طريق تشجيع بناء هوامش األمان في أوقات اليسر مع‬
‫السماح باستخدامها على نحو رشيد إذا اقتضت الضرورة‪.‬‬
‫خامسًا ‪ :‬المشاكل أو التحديات أمام تكوين الحيز المالي ‪:‬‬

‫وبعد الحيز المالي قضية هامة وعاجلة لبعض الدول ألن احتياجاتها لإلنفاق أكثر الحاحًا في‬
‫الحاضر ولكن األمر يتضمن قضايا أطول أجًال‪ ،‬فمثًال تدفقات المنح والمساعدات الخارجية‬
‫الى الداخل من الممكن أن توفر بوضوح حيزًا ماليًا أكثر مما توفره القروض‪ ،‬إذ يعد الدعم‬
‫الدولي (االعانات الدولية عامًال حاسمًا لضمان تزويد البلدان (وخاصة (النامية بما يلزمها‬
‫من حيز مالي من أجل تنفيذ السياسات المالية الفعالة‪ ،‬وفقًا لألولويات االقتصادية‪ ،‬كما‬
‫تحتاج البلدان النامية إلى هذا النوع من الحيز مالي لمتابعة أهدافها وسياساتها المالية بالشكل‬

‫‪8‬‬
‫المرونة المالية الحيز المالي‬ ‫المبحث االول‬

‫الذي تمكنها هذه الموارد من تطبيق السياسات المعاكسة للدورات واألزمات والصدمات‬
‫االقتصادية ‪.‬‬
‫ولكن المشكلة أو العائق هنا هو ليس من المؤكد أن يكون تدفق المنح واالعانات الدولية‬
‫على نحو مستدام‪ ،‬مما يؤثر ذلك سلبًا بالشكل الذي يعطي صورة عدم اليقين حول التوجه‬
‫نحو زيادة االنفاق أو تقليله‪ ،‬ويرجع سبب ذلك حسب ما اذا كانت المساعدة أو المنحة‬
‫ببساطة هي من النوع الذي يتم منحه لمرة واحدة أو هناك مجال لمساعدات ومنح جديدة‪،‬‬
‫وهو األمر الذي قد يضر بوضع االقتصاد الكلي إذا تم االعتماد على هكذا مصدر من‬
‫مصادر الحيز المالي‪.‬‬
‫لذلك تعمل المعوقات أعاله على جعل مصدر الحيز المالي من القرض العام اقوى‪ ،‬ولكن‬
‫هناك أيضًا شروط تعيق االعتماد على هذا المصدر والتي تتمثل باعتبارات القدرة على‬
‫تسديد الديون‪ ،‬والتي يجب أن تؤخذ في االعتبار سواء في حالة عندما تكون القروض‬
‫ميسرة بصورة كبيرة‪ ،‬أو عندما تكون بشكل أكثر التزامًا‪ ،‬ألن تحقيق اعتبارات القدرة على‬
‫االستمرار في تحمل الديون يعني ذلك تحقيق مقومات االستدامة المالية مما يعطي ذلك‬
‫أمكانية وصورة على توفر مساحة وحيز مالي كبير للحكومة يمكنها االستناد أليه‪ ،‬من جانب‬
‫مقابل يعد اللجوء الى الدين العام ال يشكل معضلة لالقتصاد في حد ذاتها‪ ،‬اال أنه يوحي‬
‫بمدى تدهور االيرادات االساسية ألي اقتصاد ‪.‬‬
‫لذلك ترى الدراسة أن حالة تدهور االيرادات االساسية ألي اقتصاد هي ما تعطي‬
‫صورة عن أحد أهم العوامل المسببة لنشوء الهشاشة المالية وبالتالي التأثير في حجم الحيز‬
‫المالي المتأتي من الدين العام ونستطيع أن نقول أن هذا التحليل هو ما يمثل آلية الربط بين‬
‫هاتين الظاهرتين الماليتين (الهشاشة والحيز) والذي سوف نأتي الى تفصيله في المبحث‬
‫الثالث‬
‫وال تتعلق التحديات والمشاكل التي تواجه تكوين الحيز المالي المتأتي فقط من المنح‬
‫الخارجية وغيرها‪ ،‬فمصدر الحيز المالي المتأتي من زيادة الضرائب يالقي مشاكل‬
‫وتحديات ايضًا ‪ ،‬فقد ينجم عن زيادة الضرائب حصول االختناقات االقتصادية والمقاومة‬
‫السياسية ومشاكل اإلدارة الضريبية‪ ،‬عالوة على ذلك‪ ،‬قد تخلق معدالت الضريبة المرتفعة‬
‫حوافز سلبية على االستثمار والنمو االقتصادي‪.‬‬
‫تحليل مؤشرات قياس الحيز المالي في االقتصاد العراقي خالل المدة (‪)2018-2003‬‬
‫مؤشرات قياس الحيز المالي في االقتصاد العراقي ‪:‬‬
‫‪ -1‬مؤشر استمرارية القدرة على تحمل الديون العامة (االستدامة المالية) ‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫المرونة المالية الحيز المالي‬ ‫المبحث االول‬

‫يعد الدين العام عند أخذه كنسبة من الناتج المحلي االجمالي من المؤش‪b‬رات المهم‪bb‬ة ج‪b‬دًا‬
‫في قي‪bb‬اس الح‪bb‬يز الم‪bb‬الي عن طري‪bb‬ق حس‪bb‬اب م‪bb‬ا يس‪bb‬مى بـ (الفج‪bb‬وة المالي‪bb‬ة)‪ ،‬أي الف‪bb‬رق بين‬
‫مستوى الدين الحالي للبلد المع‪b‬ني ومس‪b‬توى ال‪b‬دين المس‪b‬تدام (أي الح‪b‬د االقص‪b‬ى ال‪b‬ذي يمكن‬
‫تحمله والمحدد بأن ال يتجاوز نس‪bb‬بة الـ (‪ )%60‬من الن‪bb‬اتج المحلي االجم‪bb‬الي وف‪bb‬ق القواع‪bb‬د‬
‫المالية المنصوص عليها عالميًا)‪ ،‬بتعبير آخر فأن هذا المؤشر هو عب‪b‬ارة عن تل‪b‬ك المنهجي‪b‬ة‬
‫المعتمدة على القدرة على تحمل الديون (أي االس‪bb‬تدامة المالي‪bb‬ة)‪ ،‬إذ أن المس‪bb‬تويات المرتفع‪bb‬ة‬
‫للديون تنعكس على احتياجات التمويل العام وبالتالي على تقييم الحيز الم‪b‬الي له‪b‬ذه الدول‪b‬ة أو‬
‫تل‪bb‬ك‪ ،‬حيث يالح‪bb‬ظ أن ال‪bb‬دول ال‪bb‬تي تتمت‪bb‬ع ب‪bb‬الحيز الم‪bb‬الي الكب‪bb‬ير والمتمث‪bb‬ل بالحص‪bb‬ول على‬
‫قروض تمويلية منخفضة الفائدة والشروط‪ ،‬هي تلك الدول التي يقل مستوى دينه‪bb‬ا الع‪bb‬ام عن‬
‫نسبة الـ (‪ )%60‬من ناتجها االجمالي نظرًا إلمكانيتها العالية في خدمة ديونها‪ ،‬بينما نجد أن‬
‫ارتف‪bb‬اع ال‪bb‬دين الع‪bb‬ام ف‪b‬وق المس‪b‬توى المح‪b‬دد يجع‪bb‬ل الح‪b‬يز الم‪bb‬الي مح‪b‬دوًد ا‪ ،‬ألن ذل‪bb‬ك يعطي‬
‫انطباع ‪ًb‬ا ب‪bb‬أن الق‪bb‬درة على تحم‪bb‬ل ال‪bb‬ديون وبالت‪bb‬الي الوص‪bb‬ول إلى األس‪bb‬واق المالي‪bb‬ة معرض ‪ًb‬ا‬
‫للخطر‪ ،‬إذ أن مخاوف انخفاض خدم‪bb‬ة ال‪bb‬دين وبالت‪bb‬الي انخف‪bb‬اض الق‪bb‬درة على تحم‪bb‬ل ال‪bb‬ديون‬
‫تكفي لإلشارة إلى وجود حيز مالي محدود له‪bb‬ذه ال‪bb‬دول نتيج‪ًb‬ة لتج‪bb‬اوز مس‪bb‬توى ال‪bb‬دين الع‪bb‬ام‬
‫لديها نسبة الـ (‪ )%60‬من ناتجها االجمالي‪ ،‬أي بمعنى وجود (هشاشة مالي‪bb‬ة) تعم‪bb‬ل بالض‪bb‬د‬
‫من تك‪ّbb‬و ن (ح‪bb‬يز م‪bb‬الي) وال‪bb‬ذي يمكن قي‪bb‬اس انخفاض‪bb‬ه من خالل المؤش‪bb‬ر المس‪bb‬تنبط من‬
‫المعطيات التحليلية في أعاله والمتضمن في الجدول (‪ )46‬أدناه ‪.‬‬

‫الجدول ( ‪) 46‬‬

‫الحيز المالي في العراق وفق مؤشر االستدامة المالية خالل المدة ( ‪ / ) 2018 – 2003‬نسبة مئوية‬

‫( ‪ - 60‬الدين العام \ ‪60 \ ) % GDP‬‬ ‫( الدين العام \ ‪100 × ) GDP‬‬ ‫السنوات‬


‫‪× 100‬‬

‫‪ 1205.861‬‬ ‫‪783.517‬‬ ‫‪2003‬‬

‫‪ 500.936‬‬ ‫‪360.562‬‬ ‫‪2004‬‬

‫‪ 249.845‬‬ ‫‪209.907‬‬ ‫‪2005‬‬

‫‪ 76.220‬‬ ‫‪105.732‬‬ ‫‪2006‬‬

‫‪ 47.968‬‬ ‫‪88.781‬‬ ‫‪2007‬‬

‫‪ 13.600‬‬ ‫‪51.840‬‬ ‫‪2008‬‬

‫‪10‬‬
‫المرونة المالية الحيز المالي‬ ‫المبحث االول‬

‫‪ 7.701‬‬ ‫‪64.621‬‬ ‫‪2009‬‬

‫‪ 21.006‬‬ ‫‪47.396‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪ 38.095‬‬ ‫‪37.143‬‬ ‫‪2011‬‬

‫‪ 46.400‬‬ ‫‪32.160‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪ 53.353‬‬ ‫‪27.988‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪ 51.410‬‬ ‫‪29.154‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪ 13.763‬‬ ‫‪51.742‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪ 0.518‬‬ ‫‪60.311‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪ 7.101‬‬ ‫‪55.739‬‬ ‫‪2017‬‬

‫‪ 19.561‬‬ ‫‪48.263‬‬ ‫‪2018‬‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الباحث باالعتماد على الجداول ( ‪ ) 20‬و ( ‪. ) 21‬‬

‫يالح‪bb‬ظ ومن خالل متابع‪bb‬ة العم‪bb‬ود الث‪bb‬اني من الج‪bb‬دول (‪ )46‬في أعاله انخف‪bb‬اض نس‪bb‬بة‬
‫ومقدار الحيز المالي في العراق بناًء على البيانات التحليلية المستخرجة في الجدول المذكور‬
‫آنفًا وحسب مؤشر االستدامة المالية وبمستوى انخفاض كبير جدًا ج‪bb‬دًا في الس‪bb‬نوات الممت‪bb‬دة‬
‫من (‪ )2003‬الى (‪ ،)2007‬حيث يالحظ مقدار االنخفاض الكبير ج‪bb‬دًا للح‪bb‬يز الم‪bb‬الي ال‪bb‬ذي‬
‫بلغ ما نسبته (‪ )%1205.861‬في العام (‪ ،)2003‬وما نسبته (‪ )%500.936‬في الع‪bb‬ام (‬
‫‪ ،)2004‬وما نس‪bb‬بته (‪ )%249.845‬في الع‪bb‬ام (‪ ،)2005‬وال‪bb‬ذي أخ‪bb‬ذ بالتحس‪bb‬ن بع‪bb‬د ذل‪bb‬ك‬
‫ليبلغ مقدار االنخفاض في الحيز المالي في الع‪bb‬ام (‪ )2006‬م‪bb‬ا نس‪bb‬بته (‪ )%76.220‬فق‪bb‬ط‪،‬‬
‫وما نسبته (‪ )%47.968‬فقط في العام (‪. )2007‬‬
‫بينما نجد أن الحيز المالي بعد تلك الفترة أخ‪bb‬ذ بالتحس‪bb‬ن االيج‪bb‬ابي ليخل‪bb‬ق مس‪bb‬احة مالي‪bb‬ة‬
‫متوافرة امام العراق بلغت في العام (‪ )2010‬ما نسبتها (‪ )%21.006‬فقط‪ ،‬ثم أخ‪bb‬ذت ه‪bb‬ذه‬
‫المساحة المتوافرة بالتحسن لتبلغ في العام (‪ )2011‬ما نسبتها (‪ ،)%38.095‬وما نسبتها (‬
‫‪ )%46.400‬في العام (‪ ،)2012‬وما نسبتها (‪ )%53.353‬في العام (‪. )2013‬‬
‫أال أنه يالحظ التراجع في تلك المساحة المالية المتوافرة امام العراق في العام (‪)2015‬‬
‫لتبلغ ما نسبتها (‪ )%13.763‬فقط‪ ،‬ليعود الحيز المالي مرة أخ‪bb‬رى الى االنخف‪bb‬اض الس‪bb‬لبي‬
‫ليبلغ انخفاضه في العام (‪ )2016‬ما نسبته (‪ ،)%0.518‬لتعود المس‪bb‬احة المالي‪bb‬ة المت‪bb‬وافرة‬

‫‪11‬‬
‫المرونة المالية الحيز المالي‬ ‫المبحث االول‬

‫الى االرتفاع االيجابي لتبلغ في العام (‪ )2017‬ما نس‪b‬بتها (‪ )%7.101‬فق‪bb‬ط‪ ،‬وم‪bb‬ا نس‪b‬بتها (‬
‫‪ )%19.561‬فقط في العام (‪. )2018‬‬
‫أن المتتبع للتحليل أعاله والخاص بالتذبذبات بين االنخفاض السلبي واالرتفاع االيج‪bb‬ابي‬
‫لنسب الح‪bb‬يز الم‪bb‬الي في الع‪bb‬راق يج‪bb‬د مالحظ‪bb‬ة مهم‪bb‬ة أال وهي أن ف‪bb‬ترة وس‪bb‬نوات االرتف‪bb‬اع‬
‫االيجابي لنس‪b‬ب الح‪b‬يز الم‪bb‬الي يالح‪b‬ظ أنه‪bb‬ا تق‪bb‬ع في س‪b‬نوات التحس‪b‬ن االم‪bb‬ني واالرتف‪bb‬اع في‬
‫النشاط والنمو االقتصادي العالمي الذي ينعكس على أسعار النفط الخام عالميًا نحو االرتف‪bb‬اع‬
‫وبالتالي تحسن قيمة صادرات ومردودات النفط الخام للعراق وبالتالي تحسن مستوى الن‪bb‬اتج‬
‫المحلي االجمالي والنش‪bb‬اط االقتص‪bb‬ادي ل‪bb‬ه بالش‪bb‬كل ال‪bb‬ذي ي‪bb‬ردم الفج‪bb‬وة الس‪bb‬لبية بين مس‪bb‬توى‬
‫النشاط االقتصادي ومستوى الدين العام‪ ،‬مما يعطي ذلك انطباع ‪ًb‬ا على وج‪bb‬ود مس‪bb‬احة مالي‪bb‬ة‬
‫متوافرة‪ ،‬لكن هذه السنوات هي سنوات أو فترة ال يحتاج فيه‪bb‬ا البل‪bb‬د الى االق‪bb‬تراض للتموي‪bb‬ل‬
‫العام نظرًا لتحسن مردودات الصادرات الريعية من النفط الخام كما قلنا ‪.‬‬
‫بينما نجد في المقابل أن فترة وسنوات االنخفاض الس‪bb‬لبي لمق‪bb‬دار ونس‪bb‬ب الح‪bb‬يز الم‪bb‬الي‬
‫أنه‪bb‬ا تق‪bb‬ع في س‪bb‬نوات االزم‪bb‬ات والص‪bb‬دمات االقتص‪bb‬ادية وبالت‪bb‬الي االنخف‪bb‬اض وال‪bb‬تراجع‬
‫االقتصادي العالمي بالشكل الذي ينعكس على مردودات الصادرات الريعية للعراق من النفط‬
‫الخام ال‪bb‬تي تنعكس س‪bb‬لبًا على مس‪bb‬توى النش‪bb‬اط االقتص‪bb‬ادي للبل‪bb‬د نح‪bb‬و ال‪bb‬تراجع واالنخف‪bb‬اض‬
‫وبالتالي اتساع الفجوة السلبية بين مستوى ناتجه المحلي االجمالي ومستوى دينه الع‪bb‬ام (كم‪bb‬ا‬
‫حص‪bb‬ل في أزم‪bb‬ة ع‪bb‬ام (‪ )2014‬والمتمثل‪bb‬ة بالص‪bb‬دمة المزدوج‪bb‬ة‪ ،‬وهي تراج‪bb‬ع النش‪bb‬اط‬
‫االقتصادي الع‪bb‬المي وبالت‪bb‬الي االنخف‪bb‬اض الكب‪bb‬ير ألس‪bb‬عار النف‪bb‬ط الخ‪bb‬ام عالمي‪bb‬ا ب‪bb‬التزامن م‪bb‬ع‬
‫احتالل عصابات داعش االرهابية ألراضي الوطن) ‪.‬‬
‫أذن ومن خالل ه‪bb‬ذا التحلي‪bb‬ل يتول‪bb‬د االنطب‪bb‬اع على أن المس‪bb‬احة المالي‪bb‬ة ال‪bb‬تي وج‪bb‬د أنه‪bb‬ا‬
‫متوافرة امام العراق في بعض السنوات هي غير حقيقية‪ ،‬لذلك تحاول ه‪bb‬ذه الدراس‪bb‬ة هن‪bb‬ا أن‬
‫تنفرد في طريقة قياس أخرى تكون اس‪bb‬تثنائية يمكن من خالله‪bb‬ا تش‪bb‬خيص الح‪bb‬يز الم‪bb‬الي من‬
‫خالل قي‪bb‬اس مس‪bb‬تواه باالعتم‪bb‬اد على مؤش‪bb‬ر (االس‪bb‬تدامة المالي‪bb‬ة) لكن دون القط‪bb‬اع ال‪bb‬ريعي‬
‫(النفطي)‪ ،‬لمعرف‪bb‬ة مس‪bb‬توى ومق‪bb‬دار الح‪bb‬يز الم‪bb‬الي الحقيقي للع‪bb‬راق باالعتم‪bb‬اد على مؤش‪bb‬ر‬
‫االستدامة المالية لالقتصاد العراقي دون القط‪bb‬اع ال‪bb‬ريعي (النفطي) وكم‪bb‬ا في الج‪bb‬دول (‪)47‬‬
‫في أدناه ‪.‬‬
‫حيث نجد ومن خالل متابعة العمود الثاني من الجدول ( ‪ )47‬والشكل (‪ )17‬في أدناه أن‬
‫نسبة ومقدار الحيز المالي في العراق بن‪bb‬اًء على البيان‪bb‬ات التحليلي‪bb‬ة المس‪bb‬تخرجة في الج‪bb‬دول‬
‫المذكور آنفًا وحس‪bb‬ب مؤش‪bb‬ر (االس‪bb‬تدامة المالي‪bb‬ة دون القط‪bb‬اع النفطي)‪ ،‬هي نس‪bb‬بة منخفض‪bb‬ة‬
‫وبمس‪bb‬توى انخف‪bb‬اض كب‪bb‬ير ج‪bb‬دًا ج‪bb‬دًا في أغلب س‪bb‬نوات م‪bb‬دة الدراس‪bb‬ة‪ ،‬حيث يالح‪bb‬ظ مق‪bb‬دار‬
‫االنخفاض الكبير جدًا في الح‪b‬يز الم‪bb‬الي ال‪bb‬ذي بل‪bb‬غ م‪bb‬ا نس‪b‬بته (‪ )%4083.076‬في الع‪bb‬ام (‬
‫‪ ،)2003‬وما نسبته (‪ )%1326.466‬في العام (‪ ،)2004‬والذي أخ‪bb‬ذ بالتحس‪bb‬ن بع‪bb‬د ذل‪bb‬ك‬

‫‪12‬‬
‫المرونة المالية الحيز المالي‬ ‫المبحث االول‬

‫ليبلغ مقدار االنخفاض في الحيز الم‪bb‬الي في الع‪bb‬ام (‪ )2008‬م‪bb‬ا نس‪bb‬بته (‪ ،)%94.205‬وم‪bb‬ا‬


‫نسبته (‪ )%6.633‬فقط في العام (‪ ،)2012‬أال أن االنخفاض في مقدار الحيز المالي ع‪bb‬اود‬
‫الى االرتفاع مرة أخ‪b‬رى ليبل‪b‬غ في الع‪b‬ام (‪ )2016‬م‪b‬ا نس‪b‬بته (‪ ،)%52.825‬وم‪b‬ا نس‪b‬بته (‬
‫‪ )%51.608‬في العام (‪ ،)2018‬وبالرغم من تحسن نس‪bb‬بة االنخف‪bb‬اض في بعض الس‪bb‬نوات‬
‫أال أنها مع ذلك تعد نسبة انخفاض كبيرة ‪.‬‬

‫الجدول ( ‪) 47‬‬

‫الحيز المالي في العراق وفق مؤشر االستدامة المالية خالل المدة ( ‪ / ) 2018 – 2003‬نسبة مئوية‬

‫( ‪ - 60‬الدين العام \ ‪ GDP‬دون النفط ‪) %‬‬ ‫( الدين العام \ ‪ GDP‬دون النفط ) × ‪100‬‬ ‫السنوات‬
‫\ ‪100 × 60‬‬

‫‪ 4083.076‬‬ ‫‪2509.846‬‬ ‫‪2003‬‬

‫‪ 1326.466‬‬ ‫‪855.880‬‬ ‫‪2004‬‬

‫‪ 725.755‬‬ ‫‪495.453‬‬ ‫‪2005‬‬

‫‪ 296.001‬‬ ‫‪237.601‬‬ ‫‪2006‬‬

‫‪ 214.505‬‬ ‫‪188.703‬‬ ‫‪2007‬‬

‫‪ 94.205‬‬ ‫‪116.523‬‬ ‫‪2008‬‬

‫‪ 88.498‬‬ ‫‪113.099‬‬ ‫‪2009‬‬

‫‪ 43.588‬‬ ‫‪86.153‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪ 31.806‬‬ ‫‪79.084‬‬ ‫‪2011‬‬

‫‪ 6.633‬‬ ‫‪63.980‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪ 13.776‬‬ ‫‪51.734‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪13‬‬
‫المرونة المالية الحيز المالي‬ ‫المبحث االول‬

‫‪ 13.375‬‬ ‫‪51.975‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪ 29.656‬‬ ‫‪77.794‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪ 52.825‬‬ ‫‪91.695‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪ 52.995‬‬ ‫‪91.797‬‬ ‫‪2017‬‬

‫‪ 51.608‬‬ ‫‪90.965‬‬ ‫‪2018‬‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على الجداول ( ‪ ) 20‬و ( ‪. ) 21‬‬

‫الشكل ( ‪) 17‬‬

‫‪14‬‬
‫المرونة المالية الحيز المالي‬ ‫المبحث االول‬

‫الح‪AA A A‬يز الم‪AA A A‬الي في الع ‪A A A‬راق وف‪AA A A‬ق مؤش‪AA A A‬ر االس‪AA A A‬تدامة المالي‪AA A A‬ة خالل الم‪AA A A‬دة ( ‪201 – 2003‬‬

‫‪2018‬‬

‫‪2017‬‬

‫‪2016‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2013‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪2007‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪-300‬‬ ‫‪-250‬‬ ‫‪-200‬‬ ‫‪-150‬‬ ‫‪-100‬‬ ‫‪-50‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪50‬‬

‫نسبة االنخفاض في الحيز المالي‬

‫‪ / *) 8‬نسبة مئوية‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على الجدول ( ‪. ) 47‬‬

‫* نسبة االنخفاض في السنوات (‪ )2005 ،2004 ،2003‬باآلالف ‪.‬‬

‫‪ -2‬مؤشر الحصيلة الضريبية (الفجوة الضريبية) ‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫المرونة المالية الحيز المالي‬ ‫المبحث االول‬

‫تعد الحصيلة الضريبية عن‪b‬د أخ‪b‬ذها كنس‪b‬بة من الن‪b‬اتج المحلي االجم‪b‬الي من المؤش‪b‬رات‬
‫المهمة جدًا في قياس الحيز المالي عن طريق حس‪b‬اب م‪b‬ا يس‪b‬مى بـ (الفج‪b‬وة الض‪b‬ريبية)‪ ،‬أي‬
‫الفرق بين مستوى الحص‪bb‬يلة الض‪bb‬ريبية الق‪bb‬ائم للبل‪bb‬د المع‪bb‬ني وبين مس‪bb‬توى الض‪bb‬ريبة االمث‪bb‬ل‬
‫والمحدد وفق القواع‪bb‬د المالي‪bb‬ة المنص‪bb‬وص عليه‪bb‬ا عالمي‪ًb‬ا بنس‪bb‬بة (‪ )%15‬من الن‪bb‬اتج المحلي‬
‫االجمالي ‪.‬‬
‫من جانب مقابل يوضح مؤشر الفج‪bb‬وة الض‪bb‬ريبية م‪bb‬دى ت‪bb‬أثير انخف‪bb‬اض نس‪bb‬بة الحص‪bb‬يلة‬
‫الـ (‪ )%15‬من الناتج المحلي االجم‪bb‬الي على تقليص المس‪bb‬احة المالي‪bb‬ة‬ ‫الضريبية دون‬
‫(الحيز المالي) للبلد المعني‪ ،‬حيث تشير آخر الدراسات البحثية إلى أمكانية انتقال البلدان إلى‬
‫مسار النمو المرتفع بمجرد أن تصل إيراداتها الضريبية إلى مستوى الـ (‪ )%15‬من إجمالي‬
‫ناتجها المحلي‪ ،‬وقد نجحت بعض الدول في زيادة النسبة الضريبية خالل السنوات األخ‪bb‬يرة‪،‬‬
‫مما حقق زيادة في اإليرادات الضريبية على نحو قابل لالستمرار والوص‪bb‬ول به‪bb‬ا إلى نس‪bb‬بة‬
‫تقارب الـ (‪ )%15‬من إجمالي الناتج المحلي‪ ،‬غير أن هناك العديد من الدول ال تصل نس‪bb‬ب‬
‫الحص‪bb‬يلة الض‪bb‬ريبية فيه‪bb‬ا إلى مس‪bb‬توى الـ (‪ )%15‬من ناتجه‪bb‬ا االجم‪bb‬الي‪ ،‬وبالت‪bb‬الي نج‪bb‬د أن‬
‫النس‪bbb‬ب الض‪bbb‬ريبية المنخفض‪bbb‬ة تنعكس ب‪bbb‬دورها على مس‪bbb‬تويات التموي‪bbb‬ل اإلنف‪bbb‬اقي نح‪bbb‬و‬
‫االنخفاض ‪.‬‬
‫ويشير هذا التباين الكبير في النسب الضريبية (الفجوة الض‪bb‬ريبية) في العدي‪bb‬د من ال‪bb‬دول‬
‫إلى أن الكثير من هذه الدول لديها حيز مالي كبير غير مس‪bb‬تغل لزي‪bb‬ادة الض‪bb‬رائب‪ ،‬وه‪bb‬ذا م‪bb‬ا‬
‫يدل على وجود (هشاشة مالية) تعمل بالضد من وجود (حيز مالي) يمكن استغالله في زيادة‬
‫التمويل اإلنفاقي بشكل عام‪ ،‬لذلك وبناًء على ما تق‪bb‬دم س‪bb‬وف يتم هن‪bb‬ا قي‪bb‬اس انخف‪bb‬اض الح‪bb‬يز‬
‫المالي عبر (مؤشر الفجوة الضريبية) المستنبط من المعطي‪bb‬ات التحليلي‪bb‬ة في أعاله من خالل‬
‫طريقتين‪ ،‬تتمثل الطريقة األولى بالجدول (‪ )48‬أدناه من خالل استخراج الحصيلة الضريبية‬
‫كنس‪bb‬بة من الن‪bb‬اتج المحلي االجم‪bb‬الي كك‪bb‬ل وبالت‪bb‬الي تش‪bb‬خيص الح‪bb‬يز الم‪bb‬الي ع‪bb‬بر الفج‪bb‬وة‬
‫الضريبية‪ ،‬بينما ستتمثل الطريقة الثانية بالج‪bb‬دول (‪ )49‬والش‪bb‬كل (‪ )18‬في أدن‪bb‬اه‪ ،‬من خالل‬
‫اس‪bb‬تخراج الحص‪bb‬يلة الض‪bb‬ريبية كنس‪bb‬بة من الن‪bb‬اتج المحلي االجم‪bb‬الي دون القط‪bb‬اع ال‪bb‬ريعي‬
‫(النفطي) وبالت‪bb‬الي تش‪bb‬خيص الح‪bb‬يز الم‪bb‬الي ع‪bb‬بر الفج‪bb‬وة الض‪bb‬ريبية‪ ،‬ومن ثم تحلي‪bb‬ل واق‪bb‬ع‬
‫انخفاض الحيز المالي في العراق عبر الطريقتين وفق مؤشر الفجوة الضريبية‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫المرونة المالية الحيز المالي‬ ‫المبحث االول‬

‫الجدول ( ‪) 48‬‬

‫الحيز المالي في العراق وفق مؤشر الفجوة الضريبية خالل المدة ( ‪ / ) 2018 – 2003‬نسبة مئوية‬

‫( ‪ - 15‬الضرائب \ ‪15 × \ ) % GDP‬‬ ‫( الضرائب \ ‪100 × ) GDP‬‬ ‫السنوات‬


‫‪100‬‬

‫‪ 99.880‬‬ ‫‪0.018‬‬ ‫‪2003‬‬

‫‪ 98‬‬ ‫‪0.300‬‬ ‫‪2004‬‬

‫‪ 95.546‬‬ ‫‪0.668‬‬ ‫‪2005‬‬

‫‪ 95.860‬‬ ‫‪0.621‬‬ ‫‪2006‬‬

‫‪ 89.460‬‬ ‫‪1.581‬‬ ‫‪2007‬‬

‫‪ 87.620‬‬ ‫‪1.857‬‬ ‫‪2008‬‬

‫‪ 82.986‬‬ ‫‪2.552‬‬ ‫‪2009‬‬

‫‪ 93.820‬‬ ‫‪0.927‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪ 95.686‬‬ ‫‪0.647‬‬ ‫‪2011‬‬

‫‪ 93.940‬‬ ‫‪0.909‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪ 93.866‬‬ ‫‪0.920‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪ 95.286‬‬ ‫‪0.707‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪ 93.100‬‬ ‫‪1.035‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪ 86.926‬‬ ‫‪1.961‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪ 81.400‬‬ ‫‪2.790‬‬ ‫‪2017‬‬

‫‪ 84.906‬‬ ‫‪2.264‬‬ ‫‪2018‬‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على الجداول ( ‪ ) 17‬و ( ‪. ) 21‬‬

‫‪17‬‬
‫المرونة المالية الحيز المالي‬ ‫المبحث االول‬

‫من خالل الجدولين (‪ )48‬في أعاله و (‪ )49‬في أدناه‪ ،‬نجد أن ه‪bb‬ذه الدراس‪b‬ة تح‪b‬اول أن‬
‫تنفرد في طريقة قياس تكون استثنائية يمكن من خاللها تش‪bb‬خيص الح‪bb‬يز الم‪bb‬الي للع‪bb‬راق من‬
‫خالل قياس مستواه باالعتماد على مؤش‪b‬ر (الفج‪b‬وة الض‪b‬ريبية) م‪b‬رًة باعتم‪b‬اد وج‪b‬ود القط‪b‬اع‬
‫النفطي‪ ،‬وأخرى دون اعتماد القطاع النفطي‪ ،‬لمعرفة مس‪b‬توى ومق‪b‬دار الح‪b‬يز الم‪b‬الي المت‪b‬اح‬
‫امام العراق غير المستغل وفق مؤشر الفجوة الضريبية كما في الجدولين المذكورين ‪.‬‬
‫حيث يالحظ ومن خالل متابعة الجدول (‪ )48‬في أعاله أن نسبة ومق‪bb‬دار الح‪bb‬يز الم‪bb‬الي‬
‫في العراق بناًء على البيانات التحليلية المستخرجة في الجدول المذكور آنف ‪ًb‬ا وحس‪bb‬ب مؤش‪bb‬ر‬
‫الفجوة الضريبية باعتماد القطاع النفطي ضمن الناتج المحلي االجمالي‪ ،‬ه‪bb‬و مق‪bb‬دار منخفض‬
‫(غير مستغل) وبمستوى انخفاض كب‪bb‬ير ج‪bb‬دًا ج‪bb‬دًا وعلى ط‪bb‬ول م‪bb‬دة الدراس‪bb‬ة‪ ،‬حيث يالح‪bb‬ظ‬
‫مقدار االنخفاض الكبير جدًا للحيز الم‪bb‬الي وال‪bb‬ذي بل‪bb‬غ م‪bb‬ا نس‪bb‬بته (‪ )%99.880‬في الع‪bb‬ام (‬
‫‪ ،)2003‬وال‪bb‬ذي أخ‪bb‬ذ ه‪bb‬ذا االنخف‪bb‬اض بالتحس‪bb‬ن ليبل‪bb‬غ في الع‪bb‬ام (‪ )2008‬م‪bb‬ا نس‪bb‬بته (‬
‫‪ ،)%87.620‬ليعود مقدار االنخفاض الى االرتفاع مرة أخرى في العام (‪ )2012‬ليبلغ م‪bb‬ا‬
‫نسبته (‪ ،)%93.940‬بينما أخذ مقدار االنخفاض للحيز المالي بالتحسن في الع‪bb‬ام (‪)2016‬‬
‫ليبلغ ما نسبته (‪ ،)%86.926‬وفي الع‪bb‬ام (‪ )2018‬ك‪bb‬ذلك ليبل‪bb‬غ م‪bb‬ا نس‪b‬بته (‪،)%84.906‬‬
‫وبالرغم من تحسن نسبة االنخفاض للحيز المالي في السنوات االخيرة أال أنها م‪bb‬ع ذل‪bb‬ك تع‪bb‬د‬
‫نسبة انخفاض كبيرة جدا‪.‬‬
‫من جانب آخر يالحظ ومن خالل متابعة الجدول ( ‪ )49‬والشكل (‪ )18‬في أدناه أن نسبة‬
‫ومقدار الحيز المالي في العراق بناًء على البيانات التحليلية المستخرجة في الجدول المذكور‬
‫آنف ‪ًb‬ا وحس‪bb‬ب مؤش‪bb‬ر الفج‪bb‬وة الض‪bb‬ريبية دون اعتم‪bb‬اد القط‪bb‬اع النفطي ض‪bb‬من الن‪bb‬اتج المحلي‬
‫االجمالي‪ ،‬هو مقدار منخفض (غير مستغل) وبمستوى انخفاض كبير ج‪bb‬دًا وعلى ط‪bb‬ول م‪bb‬دة‬
‫الدراسة‪ ،‬حيث يالحظ مق‪b‬دار االنخف‪b‬اض الكب‪b‬ير ج‪b‬دًا للح‪b‬يز الم‪b‬الي وال‪b‬ذي بل‪b‬غ م‪b‬ا نس‪b‬بته (‬
‫‪ )%99.620‬في الع‪bb‬ام (‪ ،)2003‬وال‪bb‬ذي أخ‪bb‬ذ ه‪bb‬ذا االنخف‪bb‬اض بالتحس‪bb‬ن ليبل‪bb‬غ في الع‪bb‬ام (‬
‫‪ )2008‬ما نسبته (‪ ،)%72.166‬ليعود مقدار االنخفاض الى االرتفاع مرة أخرى في العام‬
‫(‪ )2012‬ليبلغ ما نسبته (‪ ،)%87.946‬بينما أخذ مقدار االنخفاض للحيز الم‪bb‬الي بالتحس‪bb‬ن‬
‫في العام (‪ )2016‬ليبلغ ما نسبته (‪ ،)%80.126‬وفي العام (‪ )2018‬كذلك ليبلغ ما نس‪bb‬بته‬
‫(‪ ،)%71.546‬وبالرغم من تحسن نسبة االنخفاض للحيز الم‪bb‬الي في الس‪bb‬نوات االخ‪bb‬يرة أال‬
‫أنها مع ذلك تعد نسبة انخفاض كبيرة جدًا ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫المرونة المالية الحيز المالي‬ ‫المبحث االول‬

‫الجدول ( ‪) 49‬‬

‫الحيز المالي في العراق وفق مؤشر الفجوة الضريبية خالل المدة ( ‪ / ) 2018 – 2003‬نسبة مئوية‬

‫( ‪ - 15‬الضرائب \ ‪ GDP‬دون النفط ‪15 \ ) %‬‬ ‫( الضرائب \ ‪ GDP‬دون النفط ) × ‪100‬‬ ‫السنوات‬
‫× ‪100‬‬

‫‪ 99.620‬‬ ‫‪0.057‬‬ ‫‪2003‬‬

‫‪ 95.253‬‬ ‫‪0.712‬‬ ‫‪2004‬‬

‫‪ 89.486‬‬ ‫‪1.577‬‬ ‫‪2005‬‬

‫‪ 90.693‬‬ ‫‪1.396‬‬ ‫‪2006‬‬

‫‪ 77.593‬‬ ‫‪3.361‬‬ ‫‪2007‬‬

‫‪ 72.166‬‬ ‫‪4.175‬‬ ‫‪2008‬‬

‫‪ 70.220‬‬ ‫‪4.467‬‬ ‫‪2009‬‬

‫‪ 88.760‬‬ ‫‪1.686‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪ 90.806‬‬ ‫‪1.379‬‬ ‫‪2011‬‬

‫‪ 87.946‬‬ ‫‪1.808‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪ 88.660‬‬ ‫‪1.701‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪ 91.593‬‬ ‫‪1.261‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪ 89.626‬‬ ‫‪1.556‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪ 80.126‬‬ ‫‪2.981‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪ 69.366‬‬ ‫‪4.595‬‬ ‫‪2017‬‬

‫‪ 71.546‬‬ ‫‪4.268‬‬ ‫‪2018‬‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على الجداول ( ‪ ) 17‬و ( ‪. ) 21‬‬

‫الشكل ( ‪) 18‬‬

‫‪19‬‬
‫المرونة المالية الحيز المالي‬ ‫المبحث االول‬

‫الحيز المالي في العراق وفق مؤشر الفجوة الضريبية خالل المدة ( ‪ / ) 2018 – 2003‬نسبة مئوية‬

‫‪8102‬‬

‫‪7102‬‬

‫‪6102‬‬

‫‪5102‬‬

‫‪4102‬‬

‫‪3102‬‬

‫‪2102‬‬

‫‪1102‬‬

‫‪0102‬‬

‫‪9002‬‬

‫‪8002‬‬

‫‪7002‬‬

‫‪6002‬‬

‫‪5002‬‬

‫‪4002‬‬

‫‪3002‬‬

‫‪001-‬‬ ‫‪09-‬‬ ‫‪08-‬‬ ‫‪07-‬‬ ‫‪06-‬‬ ‫‪05-‬‬ ‫‪04-‬‬ ‫‪03-‬‬ ‫‪02-‬‬ ‫‪01-‬‬ ‫‪0‬‬

‫نسبة االنخفاض في الحيز المالي‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على الجدول ( ‪. ) 49‬‬

‫‪20‬‬
‫الجدارة االئتمانية‬ ‫المبحث الثاني‬

‫المبحث الثاني‬

‫اإلطار المفاهيمي للجدارة االئتمانية السيادية‬

‫في هذا المبحث سوف نتناول مفهوم الجدارة االئتمانية السيادية واهميتها واهدافها‬
‫ومحدداتها وأهم المؤشرات المستخدمة في قياسها‬

‫المطلب االول ‪ :‬مفهوم الجدارة االئتمانية السيادية واهميتها‬


‫يشير مفهوم الجدارة االئتمانية الى المالءة المالية للجهة المفترضة ومدى قدرتها على‬
‫الوفاء بالتزاماتها المالية لآلخرين ‪ ،‬كما يشير مفهوم الجدارة االئتمانية الى قدرة الجهة‬
‫المقترضة على الوفاء بالتزاماتها في مواجهة المقرضين أو مخاطر عدم السداد للمقرضين‬
‫(مصدري السندات) من الوفاء بالتزاماتها المتمثلة بـ (قيمة القرض وفوائده للمقترضين‬
‫حاملي االوراق المالية الحكومية وبشكل خاص السندات) ‪.‬‬

‫اما مفهوم الجدارة االئتمانية السيادية فيشير الى قدرة الحكومة على سداد القروض مع‬
‫الفوائد المترتبة بذمتها في وقتها المحدد‪ ،‬والمتفق عليها مع الجهة المانحة للقرض وهذا يتم‬
‫من خالل تقييم الوضع الحالي والمستقبلي للمقدرة المالية السيادية للحكومة ومدى رغبتها‬
‫في الوفاء بالتزاماتها المالية بشكل كامل وفي الوقت المحدد للسداد يمكن القول ان الجدارة‬
‫االئتمانية السيادية تتمثل في قدرة الحكومة على الوفاء بجميع التزاماتها المالية من تسديد‬
‫اقساط الدين والفوائد المترتبة عليه في الموعد المحدد له‪ ،‬وهذا يأتي من خالل اهتمام‬
‫الحكومات وسعيها في الحصول على تصنيف ائتماني سيادي عال يسهل حصولها على‬
‫التمويل ويعزز قدرتها على السداد دون تأخير ‪.‬‬

‫وتكمن اهمية الحصول على تصنيف ائتماني مرتفع في مستوى الجدارة االئتمانية للحكومة‬
‫المقترضة الى عدة عوامل لعل من ابرزها ما يأتي‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫الجدارة االئتمانية‬ ‫المبحث الثاني‬

‫‪ 1-‬التأثير على كلفة االقتراض اإلجمالية‪ :‬يعتبر التصنيف االئتماني السيادي من اهم‬
‫العوامل المؤثرة في تحديد كلفة االقتراض (سعر الفائدة) التي بموجبها تقوم الحكومة‬
‫باالقتراض من المؤسسات المالية المحلية والدولية‪ ،‬اذ انه كلما كان التصنيف االئتماني عال‬
‫كلما زادت قدرة الحكومة على اصدار اوراق مالية حكومية بفائدة منخفضة‪ ،‬والعكس‬
‫صحيح ‪ ،‬بمعنى ان ارتفاع الجدارة االئتمانية يعطي للحكومة القدرة على اصدار سندات‬
‫بفائدة منخفضة من اجل جذب رؤوس األموال‪ ،‬اذ ان سعر الفائدة يعتبر مؤشرا إلجمالي‬
‫تكلفة االقتراض في األسواق المالية المحلية والدولية‪ ،‬فكلما ارتفع مستوى الجدارة االئتمانية‬
‫كلما انخفضت مخاطر عدم السداد وبالتالي يصبح االقتراض من البنوك التجارية الدولية‬
‫باسعار فائدة أقل‪.‬‬

‫‪ -۲‬ضمان معدالت نمو اقتصادي مستمرة ‪ :‬يعتمد النمو االقتصادي في العديد من الدول‬
‫النامية في قدرة تلك الدول على جذب رؤوس األموال االجنبية في شكل قروض او‬
‫استثمارات‪ ،‬وهذا يرتبط بمستوى جدارتها االئتمانية‪ ،‬ذلك ان التصنيف االئتماني المرتفع‬
‫يعطي لآلخرين صورة واضحة عن الوضع االقتصادي للدولة بشكل عام‪ ،‬مما يزيد من‬
‫تدفق األموال نحو الداخل لغرض االستثمار‬

‫‪ -3‬تهيئة االموال المعدة لإلقراض‪ :‬تقوم المؤسسات المالية والسيما صناديق االستثمار‬
‫باالستثمار في االوراق المالية الحكومية ذات الجدارة االئتمانية المرتفعة‪ ،‬وانه ينبغي على‬
‫الدول المدينة المحافظة على مستوى جدارة ائتمانية مرتفعة من اجل حصولها على الحجم‬
‫االمثل من االموال المعدة لإلقراض وهذا يرتبط بمستوى الجدارة االئتمانية‬

‫ومن خالل ذلك يتبادر للذهن السؤال التالي‪ :‬ماهو التصنيف االئتماني؟ وما هي عالقته‬
‫بالجدارة االئتمانية؟‬
‫يعرف التصنيف االئتماني بأنه رأي وكالة التصنيف في تقييم القدرة المستقبلية في مدى‬
‫امكانية الجهة المقترضة ومدى التزامها القانوني في تسديد اصل الدين مع الفوائد المستحقة‬

‫‪22‬‬
‫الجدارة االئتمانية‬ ‫المبحث الثاني‬

‫في موعدها المحدد ‪ ،‬ويعبر التصنيف االئتماني السيادي عن تقييم قدرة الحكومة على دفع‬
‫التزاماتها المالية‪ ،‬ويشار الى هذه القدرة باسم الجدارة االئتمانية ‪ .‬فالتصنيف االئتماني هو‬
‫تقييم الجدارة االئتمانية على اساس التوقعات او تنبؤات تستند على رأي وكالة التصنيف‬
‫االئتماني لكيفية تصّر ف الجهة المدينة في المستقبل‪ ،‬أي انه يعكس الترتيب النسبي لمخاطر‬
‫االئتمان بشكل رموز واشارات يمكن من خاللها معرفة التصنيف االئتماني للبلد‪ ،‬فهو بهذا‬
‫يعتبر من اهم العوامل التي تحدد معدل الفائدة الذي بموجبه تقترض الحكومة من المؤسسات‬
‫المالية المحلية والدولية ‪.‬‬

‫جدول (‪)1‬‬

‫وكاالت التصنيف االئتماني الدولية الرئيسية‬

‫البلد‬ ‫سنة التأسيس‬ ‫اسم وكالة التصنيف‬ ‫ت‬


‫الواليات المتحدة‬ ‫‪1909‬‬ ‫موديز ‪Moodys‬‬ ‫‪1‬‬
‫=‬ ‫‪1922‬‬ ‫فيتش ‪Fitch‬‬ ‫‪2‬‬
‫=‬ ‫‪1923‬‬ ‫ستاندرد اند بورز ‪Standard ana Boors‬‬ ‫‪3‬‬
‫=‬ ‫‪1971‬‬ ‫طومسون ‪Thomson‬‬ ‫‪4‬‬
‫كندا‬ ‫‪1972‬‬ ‫بوند الكندية ‪Canadian Bond‬‬ ‫‪5‬‬
‫اليابان‬ ‫معه< <<د تص< <<نيف الس< <<ندات الياباني< <<ة ‪1975 Japanese Bond‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪Rating Institute‬‬
‫كندا‬ ‫‪1977‬‬ ‫دومينيون بوند ‪Dominion Bond‬‬ ‫‪7‬‬
‫الواليات المتحدة‬ ‫‪1980‬‬ ‫داف اند فيلبس ‪Duff & Phelps‬‬ ‫‪8‬‬
‫اليابان‬ ‫وكال < <<ة التص < <<نيف االئتم < <<اني الياباني < <<ة ‪1985 Japan Credit‬‬ ‫‪9‬‬
‫)‪Rating Agency (JCR‬‬
‫=‬ ‫‪1985‬‬ ‫‪ 10‬نيبون ‪Nippon‬‬
‫‪- Kerwer, Dieter (1999), Credit Rating agencies and the governance of financial markets,‬‬
‫‪Max Planck Project Group, 10.‬‬

‫‪23‬‬
‫الجدارة االئتمانية‬ ‫المبحث الثاني‬

‫تبني وكاالت التصنيف االئتماني تصنيفاتها االئتمانية على اساس عنصري المخاطرة‬
‫واالمان‪ ,‬وهذه تتحدد من خالل مدى قدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها المالية‪ ,‬وقد‬
‫اعتمدت وكاالت التصنيف االئتماني نوعين من مستوى المخاطر االئتمانية هما‬

‫درجة االستثمار ‪ :‬وتعني مستوى مخاطر ائتمانية منخفض‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫درجة المضاربة ‪ :‬وتعني مستوى مخاطر ائتمانية مرتفع‪ ,‬او استثمار محفوف‬ ‫‪‬‬
‫بالمخاطر‪.‬‬

‫فكلما انخفضت درجة المخاطرة‪ ,‬ارتفعت درجة االمان وحصل البلد على تصنيف ائتماني‬
‫اعلى‪ ,‬وبالتالي ارتفعت جدارته االئتمانية السيادية‪ ,‬كون البلد لديه قدرة عالية على الوفاء‬
‫بالتزاماته المالية‪ ,‬وكلما ارتفعت درجة المخاطرة انخفضت درجة االمان وانخفض مستوى‬
‫الجدارة االئتمانية للبلد واصبح دون المستوى االستثماري الجيد‪.‬‬

‫وتستعمل وكاالت التصنيف االئتماني رموزا" محددة لوصف الجدارة االئتمانية‪ ,‬اذ يعد‬
‫التصنيف ‪ Aaa‬لشركة موديز‪ ,‬والتصنيف ‪ AAA‬لوكالتي ستاندرد اند بورز وفيتش اعلى‬
‫تصنيف ائتماني بوصفه االكثر امانا" واالعلى تقييم لجودة الجدارة االئتمانية‪ ,‬ويعبر عن‬
‫قدرة عالية ومتميزة على الوفاء بااللتزامات المالية‪ ,‬اما التصنيف ‪ C‬بالنسبة لوكالة موديز‬
‫والتصنيف ‪ D‬بالنسبة لوكالتي ستاندرد اند بورز وفيتش فيعبر عن اقل تصنيف ائتماني‬
‫يمكن ان تحصل عليه دولة معينة‪ ,‬فهو يعبر عن جودة ائتمانية ضعيفة جدا" ومخاطر‬
‫مضاربة حادة وعدم القدرة على السداد‪.‬‬

‫وتتدرج بين هذين التصنيفين رموزا" عّد ة تّعبر عن تصنيفات متدرجة حسب درجة‬
‫المخاطرة واالمان وحسب قدرة البلد على الوفاء ألصل الدين وسعر الفائدة ومدى خطورة‬
‫المضاربة‪ ,‬مثال على ذلك الرمز ‪ Baa‬بالنسبة لوكالة موديز والرمز ‪ BBB‬بالنسبة لوكالتي‬
‫ستاندرد اند بورز يعبر عن جودة ائتمانية جيدة وقدرة كافية على الوفاء( مخاطر مقبولة‬
‫لعدم السداد)‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الجدارة االئتمانية‬ ‫المبحث الثاني‬

‫تستخدم وكاالت التصنيف االئتماني رموز معدلة للداللة على حدود التصنيف ضمن كل‬
‫درجة من درجات التصنيف‪ ,‬فقد استخدمت وكالة موديز االرقام (‪ )3 ,2 ,1‬كرموز معدلة‬
‫للداللة على حدود التصنيف العليا والوسطى والدنيا‪ ,‬بينما استخدمت وكالتي ستاندرد اند‬
‫بورز وفيتش االشارات (‪ )- ,+‬كرموز معدلة للداللة على توقع الصعود بإشارة (‪ )+‬او‬
‫النزول بإشارة (‪ )-‬من مستوى التقييم الحالي‪.‬‬

‫يبين الجدول (‪ )2‬رموز التصنيف للجدارة االئتمانية السيادية للوكاالت الثالث الكبرى‬
‫مع وصف كل رمز من حيث درجة المخاطرة‪ ,‬ونالحظ ان درجة االستثمار تقع بين ‪Aaa‬‬
‫و ‪ Baa3‬حسب تصنيف وكالة موديز وبين ‪ AAA‬و ‪ -BBB‬حسب تصنيف وكالتي ستاندرد‬
‫اند بورز وفيتش‪ ,‬وما دون ‪ Baa3‬و ‪ BBB‬هي درجة المضاربة‪.‬‬

‫جدول(‪)2‬‬
‫رموز الجدارة االئتمانية السيادية للوكاالت الثالث الكبرى مع الوصف ومستوى المخاطر االئتمانية‬
‫مس)))))توى المخ)))))اطر‬ ‫الوصف‬ ‫‪Moody's‬‬ ‫‪Standard‬‬ ‫‪Fitch‬‬
‫االئتمانية‬ ‫‪& Poor's‬‬
‫اعلى ج)))ودة لتص)))نيف‬ ‫األكثر أمانا"‬ ‫‪Aaa‬‬ ‫‪AAA‬‬ ‫‪AAA‬‬
‫الج)))))دارة االئتماني)))))ة‬
‫السيادية‬
‫قدرة عالية على الوفاء‪,‬‬ ‫جدارة ائتمانية عالية‪/‬مرتبة عليا‬ ‫‪Aa1‬‬ ‫‪+AA‬‬ ‫‪+AA‬‬
‫مع احتمال ع))دم الس))داد‬ ‫جدارة ائتمانية عالية‪/‬مرتبة متوسطة‬ ‫‪Aa2‬‬ ‫‪AA‬‬ ‫‪AA‬‬
‫اليتعدى ‪%4‬‬ ‫جدارة ائتمانية عالية‪/‬مرتبة دنيا‬ ‫‪Aa3‬‬ ‫‪-AA‬‬ ‫‪-AA‬‬
‫ق))درة قوي))ة على الوف))اء‬ ‫جدارة ائتمانية متوسطة الى عالية‪/‬مرتبة عليا‬ ‫‪A1‬‬ ‫‪+A‬‬ ‫‪+A‬‬
‫مع احتمال ع))دم الس))داد‬ ‫جدارة ائتمانية متوسطة الى عالية‪/‬مرتبة متوسطة‬ ‫‪A2‬‬ ‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬
‫اليتعدى ‪%10‬‬ ‫جدارة ائتمانية متوسطة الى عالية‪/‬مرتبة دنيا‬ ‫‪A3‬‬ ‫‪-A‬‬ ‫‪-A‬‬
‫قدرة كافية على الوفاء‬ ‫جدارة ائتمانية متوسطة ‪ /‬مرتبة عليا‬ ‫‪Baa1‬‬ ‫‪+BBB‬‬ ‫‪+BBB‬‬
‫جدارة ائتمانية متوسطة ‪ /‬مرتبة متوسطة‬ ‫‪Baa2‬‬ ‫‪BBB‬‬ ‫‪BBB‬‬
‫جدارة ائتمانية متوسطة ‪ /‬مرتبة دنيا‬ ‫‪Baa3‬‬ ‫‪-BBB‬‬ ‫‪-BBB‬‬

‫‪25‬‬
‫الجدارة االئتمانية‬ ‫المبحث الثاني‬

‫دون المس)))))))))))))))توى‬ ‫جدارة ائتمانية اقل من متوسطة‪ /‬مرتبة عليا‬ ‫‪Ba1‬‬ ‫‪+BB‬‬ ‫‪+BB‬‬
‫االستثماري الجيد‬ ‫جدارة ائتمانية اقل من متوسطة‪ /‬مرتبة متوسطة‬ ‫‪Ba2‬‬ ‫‪BB‬‬ ‫‪BB‬‬
‫جدارة ائتمانية اقل من متوسطة‪ /‬مرتبة دنيا‬ ‫‪Ba3‬‬ ‫‪-BB‬‬ ‫‪-BB‬‬
‫درج))ة المض))اربة فيه))ا‬ ‫جدارة ائتمانية ضعيفة‪ /‬مرتبة عليا‬ ‫‪B1‬‬ ‫‪+B‬‬ ‫‪+B‬‬
‫مخاطرة‬ ‫جدارة ائتمانية ضعيفة‪ /‬مرتبة متوسطة‬ ‫‪B2‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪B‬‬
‫جدارة ائتمانية ضعيفة‪ /‬مرتبة دنيا‬ ‫‪B3‬‬ ‫‪-B‬‬ ‫‪-B‬‬
‫مخاطر مضاربة عالية‬ ‫جدارة ائتمانية ضعيفة جدا"‪ /‬مرتبة عليا‬ ‫‪Caa1‬‬ ‫‪+CCC‬‬ ‫‪CCC‬‬
‫جدارة ائتمانية ضعيفة جدا"‪ /‬مرتبة متوسطة‬ ‫‪Caa2‬‬ ‫‪CCC‬‬
‫جدارة ائتمانية ضعيفة جدا"‪ /‬مرتبة دنيا‬ ‫‪Caa3‬‬ ‫‪-CCC‬‬
‫مخاطر مضاربة حادة‬ ‫ج))دارة ائتماني))ة ض))عيفة ج))دا"(اض))عف تص))نيف‬ ‫‪C‬‬
‫ئتماني يمكن ان تحصل عليه دولة)‬ ‫‪DDD‬‬
‫‪DD‬‬
‫‪D‬‬ ‫‪D‬‬
‫‪Source: Gautam Setty & Randall Dodd, Credit Rating Agencies: Their Impact on‬بتص <<رف‬
‫‪Capital Flows to Developing Countries, 2003, p:19.‬‬

‫ويجسد الشكل (‪ )1‬مستوى المخاطر االئتمانية لدرجات التصنيف االئتماني لوكالة موديز‬
‫حيث نالحظ ان هناك ارتباطا" قويا" وبعالقة عكسية بين درجة التصنيف االئتماني‬
‫ومستوى المخاطر االئتمانية‪ ,‬اذ انه كلما ارتفعت درجة التصنيف االئتماني كلما انخفض‬
‫مستوى المخاطر االئتمانية‪ ,‬والعكس صحيح‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الجدارة االئتمانية‬ ‫المبحث الثاني‬

‫شكل ( ‪)1‬‬
‫مستوى المخاطر االئتمانية حسب درجات التصنيف االئتماني لوكالة موديز‬
‫‪%021‬‬

‫‪%001‬‬

‫‪%08‬‬

‫‪%06‬‬

‫‪%04‬‬

‫‪%02‬‬

‫‪%0‬‬
‫‪C‬‬
‫‪A A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫‪1A‬‬ ‫‪2A‬‬ ‫‪3A B‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪1B‬‬ ‫‪2B‬‬ ‫‪3B C‬‬
‫‪aa 1a 2a 3a‬‬ ‫‪a‬‬ ‫‪aB aB‬‬ ‫‪1a 2a 3a‬‬ ‫‪a‬‬ ‫‪aC aC‬‬
‫‪1a 2a 3a‬‬ ‫‪1a 2a 3a‬‬

‫المصدر‪ :‬من عمل الباحث‪ ,‬بتصرف باالعتماد على الجدول (‪)2‬‬

‫على هذا فالتصنيف االئتماني يستخدم على نطاق واسع في نماذج قياس الجدارة االئتمانية‬
‫للمؤسسات المالية والحكومات من خالل ‪:‬‬

‫زيادة كفاءة واستقرار االسواق المالية وتحفيز النمو فيها‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫تقليل تكاليف عملية االئتمان وتحديد المخاطر المتوقعة من القروض الرديئة من‬ ‫‪.2‬‬
‫خالل التمييز بين القروض الجيدة والقروض غير الجيدة (الرديئة)‪ ,‬كون التصنيف‬
‫االئتماني يعد اداة من ادوات مراقبة تقييم المخاطر المصاحبة له‪.‬‬

‫تعزيز القرارات االئتمانية وتوفير الوقت والجهد خصوصا" مع النمو المتسارع في‬ ‫‪.3‬‬
‫قطاع االئتمان وإدارة المحافظ االستثمارية للقروض الضخمة‪.‬‬

‫تسهيل الحصول على القروض والمعلومات عن القروض االستثمارية من خالل‬ ‫‪.4‬‬


‫توفير قاعدة معلوماتية لمتخذي القرار االستثماري ‪.‬‬

‫إمداد متخذي القرارات االستثمارية بإطار فعال للمفاضلة بين الفرص االستثمارية‬ ‫‪.5‬‬
‫المتاحة ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الجدارة االئتمانية‬ ‫المبحث الثاني‬

‫المطلب الثالث‪ :‬محددات الجدارة االئتمانية السيادية ‪:‬‬


‫تتحدد الجدارة االئتمانية للحكومة من خالل مقدرتها على االستمرار في خدمة ديونها‬
‫الخارجية والوفاء بالتزاماتها المالية تجاه الغير في المواعيد المحددة لها دون حاجتها الى‬
‫اعادة جدولة تلك الديون او ان تتعثر في سداد ديونها‪ ،‬وهذا يتم من خالل استخدام تلك‬
‫القروض في مجاالت استثمارية منتجة تعزز من قيمة الصادرات او تعمل على إنشاء‬
‫صناعات إلحالل الواردات من اجل توليد مصادر اضافية للدخل تسهم في خدمة الديون‬
‫وااللتزامات الخارجية ‪.‬‬

‫تعتمد وكاالت التصنيف االئتماني على العديد من العوامل التي تؤثر على طاقة‬
‫الحكومة المقترضة وقدرتها او رغبتها في خدمة ديونها الداخلية والخارجية‪ ،‬اذ تم تصنيفها‬
‫إلى محددات اقتصادية ومالية وسياسية وهي كاآلتي‪:‬‬

‫اوال‪ :‬المحددات االقتصادية‬


‫يكون تأثيرها على الجدارة االئتمانية للحكومة من خالل التغيرات التي تحصل في‬
‫بعض المتغيرات االقتصادية ومدى تأثيرها في قدرة الحكومة على سداد ديونها‪ ،‬ومن هذه‬
‫المتغيرات ما يأتي‪:‬‬

‫‪ .١‬معدل نمو الناتج المحلي االجمالي ‪GDP growth rate :‬‬

‫يؤثر ارتفاع معدل نمو الناتج المحلي االجمالي بشكل ايجابي ومهم على مستوى‬
‫الجدارة االئتمانية للحكومة‪ ،‬ويعكس هذا العامل مدى قدرة الحكومة على السداد والسيطرة‬
‫على تحمل عبء الدين وفوائده وان انخفاض معدل نمو الناتج المحلي االجمالي سوف يؤثر‬
‫سلبا على مستوى الجدارة االئتمانية للحكومة ويعرضها الى مخاطر عدم السداد وبالتالي‬
‫ينخفض التصنيف االئتماني وتتدهور الجدارة االئتمانية لها‪ ،‬فالبلد الذي يستطيع أن يحقق‬
‫معدالت نمو مرتفعة في يصبح لديه ‪GDP‬من الفائض ما يكفي للوفاء بالتزاماته الخارجية‪.‬‬

‫‪ .٢‬نصيب الفرد من الدخل القومي ‪Per capita income‬‬

‫‪28‬‬
‫الجدارة االئتمانية‬ ‫المبحث الثاني‬

‫يعتبر نصيب الفرد من الدخل القومي احد المؤشرات التي تحدد مستوى التنمية‬
‫االقتصادية في البلد‪ ،‬فكلما ارتفع نصيب الفرد من الدخل القومي كلما ارتفعت درجة‬
‫التصنيف االئتماني السيادي وبالتالي ارتفع مستوى الجدارة االئتمانية السيادية له‪ ،‬اذ يعكس‬
‫هذا العامل أو المحدد ‪:‬‬

‫‪ -1‬قدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها وسداد قيمة القرض مع الفوائد المترتبة ‪-2 .‬‬
‫قدرة النظام الضريبي على توليد االيرادات الالزمة لإلنفاق على مختلف البنود‬
‫بما في ذلك القروض وفوائدها ‪.‬‬

‫‪ -3‬مدى االستقرار السياسي واالمني للدولة‪ ،‬اذ ان ارتفاع نصيب الفرد من الدخل القومي‬
‫يعكس حالة الرفاهية االقتصادية واالجتماعية للسكان‪ ،‬وبالتالي تنعكس على االستقرار‬
‫السياسي واالمني مما يعزز ثقة المستثمرين تجاه السياسة االقتصادية للحكومة ‪..‬‬

‫‪ -3‬معدل التضخم ‪Inflation rate :‬‬

‫يحدث التضخم في الغالب عندما تكون هناك زيادة في المعروض النقدي الموجه لتمويل‬
‫عجز الموازنة‪ ،‬ويعكس ارتفاع معدل التضخم حجم االختالالت الهيكلية في االقتصاد ومدى‬
‫عجز الحكومة وعدم قدرتها على تمويل النفقات العامة من خالل الضرائب او اصدار الدين‬
‫مما قد يؤدي بدوره الى عدم االستقرار السياسي ويزيد من احتماالت التعثر في خدمة الدين‪،‬‬
‫فكلما ارتفع معدل التضخم كلما حصل البلد على تصنيف ائتماني سيادي اقل وبالتالي‬
‫ينخفض مستوى الجدارة االئتمانية له‪.‬‬

‫‪ .٤‬التنمية االقتصادية ‪Economic development :‬‬

‫على الرغم من أن وضع التنمية االقتصادية يمكن قياسه من خالل نصيب الفرد من‬
‫الدخل القومي‪ ،‬اال انه يمكن النظر الى مدى اعتماد البلد وبشكل اساسي على درجة التصنيع‬
‫في االقتصاد خصوصا في البلدان النامية حسب فكلما انخفض مستوى التصنيع ازدادت‬

‫‪29‬‬
‫الجدارة االئتمانية‬ ‫المبحث الثاني‬

‫درجة المخاطرة من امكانية تعرض الهيكل االقتصادي للبلد للصدمات الخارجية وبالتالي‬
‫انخفاض مستوى الجدارة االئتمانية ‪ ،‬وهذا معناه ان البلد الذي يتمكن من تحقيق معدالت‬
‫نمو مرتفعة في ‪ GDP‬يصبح لديه من الفائض ما يكفي للوفاء بالتزاماته الداخلية والخارجية‪،‬‬
‫لذا فالتنمية االقتصادية تعتبر عنصرًا مؤثرًا في تحديد مستوى الجدارة االئتمانية للحكومة‬
‫النها تعطي مؤشرًا عن قدرة الحكومة على خدمة ديونها في الحاضر والمستقبل‪.‬‬

‫‪ -5‬المراجعة التاريخية لعدم السداد ‪Default history :‬‬

‫ان المراجعة التاريخية لعدم السداد تعتبر عامل مهم "جدا لتقييم مدى مصداقية‬
‫الحكومات في الوفاء بالتزاماتها تجاه الغير‪ ،‬ويشير هذا العامل بشكل اساسي على تاريخ‬
‫البلد ومدى قدرته على السداد في الماضي وخصوصا الماضي القريب‪ ،‬فكلما كان تاريخ‬
‫البلد يشير الى عدم السداد في الماضي سواء بشكل كلي او جزئي فانه يؤدي الى زيادة‬
‫مخاطر عدم السداد وبالتالي انخفاض تصنيفه االئتماني وانخفاض مستوى الجدارة االئتمانية‬
‫وهذا معناه ان التاريخ االئتماني الجيد يوفر الثقة بان الدولة لديها التزام مطلق بالوفاء‬
‫بالتزاماتها المالية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المحددات المالية‬


‫تتضمن المحددات المالية التغيرات التي تحصل في المتغيرات االقتصادية التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬وضع الموازنة العامة ‪Public Budget :‬‬

‫‪30‬‬
‫الجدارة االئتمانية‬ ‫المبحث الثاني‬

‫يؤدي العجز الكبير في الموازنة العامة الى امتصاص المدخرات المحلية وعدم قدرة‬
‫الحكومة على فرض الضرائب وجمع االموال لتغطية نفقاتها العامة الجارية واالستثمارية‬
‫وسد العجز فضال عن ذلك تقوم المصارف بزيادة معدالت الفائدة عند اللجوء الى تمويل‬
‫العجز عن طريق اصدار سندات او اذونات الخزينة‪ ،‬اذ انها تعتبر خالية من المخاطر مما‬
‫يؤدي الى طرد القطاع الخاص بسبب ارتفاع سعر الفائدة‪ ،‬مما يولد اثر المزاحمة مع القطاع‬
‫الخاص ‪ ،‬وهذا معناه عدم قدرتها على خدمة ديونها‪ ،‬مما يؤدي الى انخفاض درجة‬
‫التصنيف االئتماني وانخفاض جدارتها االئتمانية ‪.‬‬

‫‪ -٢‬الميزان التجاري ‪Trade Balance :‬‬

‫يشير العجز الكبير في الحساب الجاري الى ان القطاعين العام والخاص يعتمدان‬
‫اعتمادا كبيرا على التدفقات المالية من الخارج فاذا كان البلد يعتمد في إيراداته بشكل‬
‫رئيسي على الصادرات من سلعة واحدة فقط (النفط) مثال) فهذا يزيد من احتماالت تعرضه‬
‫لالزمات والدورات االقتصادية وبالتالي سوف يؤدي الى إضعاف الجدارة االئتمانية له ‪،‬‬
‫كما أن استمرار العجز في الحساب الجاري يؤدي الى نمو المديونية الخارجية التي قد‬
‫تصبح مستدامة مع مرور الزمن‪ ،‬األمر الذي يتطلب برامج اصالح واسعة‪.‬‬

‫‪ -3‬المديونية الخارجية ‪External debt :‬‬

‫يشير ارتفاع عبء الدين الخارجي للحكومة بالعملة االجنبية الى اضعاف المالءة المالية‬
‫السيادية لها عدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها‪ ،‬األمر الذي يؤدي الى تراجع معدالت النمو‬
‫من خالل تقليص معدالت االستثمار المحلي واالجنبي مما يؤدي انخفاض مساهمة تراكم‬
‫رأس المال في النمو االقتصادي ‪ ،‬اذ ان تراكم رأس المال يعتبر المصدر االساسي‪ ،‬بل‬
‫الوحيد للنمو االقتصادي‪ ،‬وهذا ما يخفض التصنيف االئتماني وبالتالي يضعف الجدارة‬
‫االئتمانية السيادية للحكومة‪.‬‬

‫‪ -4‬الدين الداخلي ‪Domestic debt :‬‬

‫‪31‬‬
‫الجدارة االئتمانية‬ ‫المبحث الثاني‬

‫يتوقف حجم الدين الداخلي على عاملين أساسيين هما ‪:‬‬

‫‪ 1-‬حجم العجز األولي في الموازنة‪.‬‬

‫‪ -2‬اسعار الفائدة على مصادر تمويل العجز‪.‬‬

‫فعند ارتفاع حجم العجز االولي في الموازنة العامة (بعد استبعاد مدفوعات الفائدة على‬
‫الدين العام)‪ ،‬مع ارتفاع اسعار الفائدة على مصادر تمويل هذا العجز فسوف يؤدي الى‬
‫زيادة حجم الدين الداخلي بسبب زيادة الحاجة الى االقتراض لسد العجز وارتفاع اسعار‬
‫الفائدة وبالتالي ينخفض مستوى الجدارة االئتمانية للبلد‪.‬‬

‫‪ -5‬سعر الفائدة الدولي ‪International interest rate :‬‬

‫ان ارتفاع هيكل اسعار الفائدة الدولي قد يكون له اثر سلبي على مستوى الجدارة‬
‫االئتمانية للبلد النه يؤدي الى احتمال التخلف عن السداد من خالل ارتفاع مدفوعات خدمة‬
‫الدين وبالتالي انخفاض مستوى الجدارة االئتمانية‪ ,‬من جانب آخر يعمل ارتفاع سعر الفائدة‬
‫الدولي الى هروب رأس المال المحلي الى الخارج نحو معدل الفائدة االعلى وهذا من شأنه‬
‫ان يعمل على تدهور ميزان المدفوعات من جهة‪ ،‬وانخفاض قيمة العملة المحلية من جهة‬
‫اخرى‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المحددات السياسية واالمنية‬


‫تتمثل المحددات السياسية واالمنية المرتبطة اساسا بالجدارة االئتمانية في حالة عدم‬
‫االستقرار السياسي واالمني للدولة‪ ،‬فضال عن درجة التألف والتجانس االجتماعي ومدى‬
‫رغبة الدولة في االنضمام الى النظام االقتصادي الدولي‪ ،‬فاألنظمة المستقرة تكون لديها‬
‫قدرة أكبر على خدمة ديونها الخارجية ورفع مستوى جدارتها االئتمانية بشكل يفوق االنظمة‬
‫غير المستقرة التي تفتقر الى عنصر الثقة وعدم اليقين بالنسبة للمستثمرين تجاه السياسة‬

‫‪32‬‬
‫الجدارة االئتمانية‬ ‫المبحث الثاني‬

‫االقتصادية للدولة‪ ،‬ولها تأثير مباشر على تدفق االستثمارات االجنبية المباشرة الى الدول‬
‫المدينة‪.‬‬

‫ان حالة عدم االستقرار السياسي واالمني لها اثار سلبية كبيرة على الجدارة االئتمانية‬
‫للدولة كونها ترتبط بعالقة عكسية مع قدرة الدولة على خدمة ديونها ومواجهة المدفوعات‬
‫الخارجية ‪ ،‬وقد تم تقسيم متغيرات االستقرار السياسي ضمن درجات تتراوح بين (‪( - )۰‬‬
‫‪ )٦‬وكما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬االنتخابات العامة‬
‫‪ -۲‬استقالة او طرد الموظفين الحكوميين‬
‫‪ -3‬االضطرابات والمظاهرات‬
‫‪ 4-‬اعمال الشغب واالنقالبات‬
‫‪ -5‬االعتقاالت والسجون ‪.‬‬
‫‪ -6‬التوترات واالنقالبات‬
‫‪ -7‬العصابات والحروب األهلية‪.‬‬

‫إضافة لما سبق فأن هناك عوامل أخرى من شأنها ان تؤثر على النمو االقتصادي‬
‫وبالتالي على قدرة الحكومة على خدمة ديونها من اهمها هو الفساد المالي واالداري الذي‬
‫يعمل على تبديد الفائض االقتصادي وتعميق التفاوت في توزيع الدخول وعدم العدالة في‬
‫توزيع النفقات العامة وباألخص االستثمارية منها وما تسببه من ارتفاع في كلف المشاريع‬
‫وانخفاض في جودتها‪.‬‬

‫مح ‪AA‬ددات الج ‪AA‬دارة االئتماني ‪AA‬ة الس ‪AA‬يادية‬


‫السياالسيادية‬

‫محددات اقتصادية‬ ‫محددات مالية‬ ‫محددات سياسية وأمنية‬


‫‪33‬‬
‫الجدارة االئتمانية‬ ‫المبحث الثاني‬

‫معدل نمو ‪GDP‬‬ ‫وضع الموازنة العامة للدولة‬


‫االستقرار السياسي‬
‫واألمني‬
‫معدل التضخم‬ ‫الميزان التجاري‬

‫الدين العام الخارجي‬


‫التنمية االقتصادية‬

‫الدين العام الداخلي‬


‫المراجعة التأريخية‬
‫لعدم السداد‬ ‫سعر الفائدة الدولي‬

‫معدل نصيب الفرد‬


‫من الدخل القومي‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬مؤشرات قياس الجدارة االئتمانية السيادية‬


‫هناك عدد من المؤشرات التي تعزز من قدرة الحكومة على خدمة ديونها الداخلية‬
‫والخارجية ومستوى الجدارة االئتمانية السيادية لها‪ ،‬وتكمن أهم تلك المؤشرات او النسب‬
‫باآلتي‪:‬‬

‫اوال‪ :‬نسبة الدين الخارجي الى الناتج المحلي االجمالي ‪:‬‬

‫وهي عبارة عن نسبة اجمالي الديون الخارجية الى قيمة الناتج المحلي االجمالي‪ ،‬وهذه‬
‫النسبة تقيس عبء الدين الخارجي الذي يتحمله االقتصاد في االجل الطويل وتعبر عن‬
‫اليسر المالي للدولة‪ ،‬فالدولة التي تحقق معدالت نمو مرتفعة في الناتج المحلي االجمالي‬
‫تكون قادرة على خدمة ديونها الخارجية وتتمكن من الحصول على تصنيف ائتماني متقدم‬
‫يرفع من مستوى الجدارة االئتمانية لها ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الجدارة االئتمانية‬ ‫المبحث الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬نسبة تغير الدين الخارجي الى النمو االقتصادي ‪:‬‬

‫يقيس هذا المؤشر مستوى الجدارة االئتمانية للحكومة المدينة والطاقة االقتصادية لها من‬
‫خالل قدرتها على استخدام القروض االجنبية االستخدام االمثل وهو ان يكون الناتج الحدي‬
‫الرأس المال المقترض اكبر من الكلفة الحدية لسعر الفائدة ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬نسبة الدين قصير األجل الى اجمالي الدين العام ‪:‬‬

‫يشكل ارتفاع حجم الديون قصيرة األجل نسبة الى اجمالي الدين العام عبئا ماليا ضخما"‬
‫على اقتصاد الدولة المقترضة مما يجعلها غير قادرة على السداد االمر الذي يجعلها تلجأ‬
‫الى اعادة جدولة ديونها الخارجية مما يشكل عبئا اضافيا على اقتصاد الدولة المقترضة‪،‬‬
‫وهذا ما يخفض التصنيف االئتماني لها ويخفض من جدارتها االئتمانية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬نسبة اجمالي االحتياطيات الدولية الى اجمالي الدين الخارجي ‪:‬‬

‫تعتبر االحتياطيات الدولية اهم المحاور المهمة في رسم سياسة وادارة الدين العام‬
‫الخارجي للدولة‪ ،‬وتشير هذه النسبة الى مدى كفاية هذه االحتياطيات لمواجهة الديون‬
‫الخارجية والفوائد المترتبة عليها‪ ،‬وإن ارتفاع هذه النسبة يشير الى قدرة الدولة على ادارة‬
‫مدفوعاتها الخارجية بشكل امثل فاالحتياطيات الدولية تكون بمثابة خزين امان لتالقي‬
‫الحاالت الطارئة التي يمر بها البلد ‪ .‬فالبلد الذي يمتلك احتياطيات دولية كافية يتمتع بقدرة‬
‫كبيرة على مواجهة ديونه الخارجية ‪ ،‬كما انه يتمتع بتصنيف ائتماني مرتفع‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬نسبة الدين الخارجي الى اجمالي الصادرات‪:‬‬

‫تعد الصادرات المصدر االساسي لعائدات النقد االجنبي في جميع الدول‪ ،‬وتشير هذه‬
‫النسبة الى مدى قدرة الصادرات على مواجهة اعباء الدين والفوائد المترتبة عليه‪ ،‬وإن‬
‫ارتفاع هذه النسبة قد يعرض البلد الى مخاطر التخلف عن السداد‪ ،‬حيث تكون الصادرات‬
‫غير كافية لضمان سداد الديون بسبب التغيرات التي تحصل في معدالت التبادل التجاري‬

‫‪35‬‬
‫الجدارة االئتمانية‬ ‫المبحث الثاني‬

‫بين الدول نتيجة للتغيرات الحاصلة في الطلب والعرض مما يؤدي الى تراجع التصنيف‬
‫االئتماني وانخفاض مستوى الجدارة االئتمانية ‪ ،‬وإن انخفاض هذه النسبة يشير الى قدرة‬
‫الدولة على خدمة ديونها الخارجية وبالتالي ارتفاع مستوى جدارتها االئتمانية ‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬نسبة االدخار الى االستثمار ‪:‬‬

‫تعبر هذه النسبة عن فجوة االدخار‪ ،‬فعندما يكون معدل االدخار الحدي كافيا لتمويل‬
‫االستثمار في الموارد المحلية‪ ،‬فان هذا سوف يؤدي الى توليد زيادة في الناتج القومي من‬
‫خالل ارتفاع االنتاجية والتي بدورها تقلل من احتمال االقتراض وتحسن في مستوى‬
‫الجدارة االئتمانية وخالف ذلك فأن الدولة المدينة سوف تستمر باالقتراض وتزايد معدالت‬
‫المديونية مع الفوائد المترتبة عليها ‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬نسبة االستيرادات الى الناتج المحلي االجمالي ‪:‬‬

‫تقيس هذه النسبة مدى االنفتاح االقتصادي للبلد والى أي مدى يعتمد على الواردات من‬
‫السلع الرأسمالية والسلع الوسيطة التي تعتبر حيوية لإلنتاج ‪ ،‬فكلما ارتفعت هذه النسبة دل‬
‫ذلك على ان الدولة تحتاج الى مدفوعات اضافية فتلجأ الى االقتراض لتمويل هذه الواردات‬
‫وتقل بذلك الجدارة االئتمانية لها‪.‬‬

‫ويجب التأكيد هنا على ان الجدارة االئتمانية السيادية ماهي اال مجرد رأي محايد مبني‬
‫على اسس محددة لتقييم الجدارة االئتمانية تقوم به الوكالة الناشرة للتصنيف في تقييم المقدرة‬
‫المالية الحالية والمستقبلية للحكومة‪ ،‬وان هذا الرأي ليس مصمم للمقارنة بين الدول بالدرجة‬
‫االساس وانما للمقارنة النسبية للمخاطر االئتمانية لكل دولة‪ ،‬وأن معرفة تلك المخاطر‬
‫يتطلب تحديدها ومعرفة اسبابها واحتماالت حدوثها بهدف تجنب آثارها السلبية من خالل‬
‫االعتماد على فلسفة التنويع اي تنويع محفظة االستثمار لضمان تحقيق أكبر العوائد من اجل‬
‫تجنب مخاطر عدم الدفع‪ ،‬اذ ان اسواق رأس المال الدولية اصبحت حساسة جدا لدرجات‬
‫التصنيف االئتماني التي تصدرها وكاالت التصنيف االئتماني‪ ،‬فضال عن ذلك فقد يكون‬

‫‪36‬‬
‫الجدارة االئتمانية‬ ‫المبحث الثاني‬

‫ضمان دول كبرى لدول اخرى احد العوامل التي تؤدي الى رفع مستوى الجدارة االئتمانية‬
‫السيادية لها‪.‬‬

‫‪37‬‬

You might also like