Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 29

‫ماستر‪ :‬العقار والتعمري – التوقيت امليسر‬

‫مادة‪ :‬التحفيظ العقاري‬

‫عرض حتت عنوان‪:‬‬

‫‪ ‬حممد حمبويب‬ ‫‪ ‬مصطفى الغزايل‬


‫‪ ‬حلسن منقوش‬
‫‪ ‬نور الدين تعالت‬
‫‪ ‬أيوب داودي‬

‫‪....‬‬

‫‪... ‬‬

‫السنة اجلامعية‪0202/0202 :‬‬


‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫يشكل العقار قاعدة أساسية لضمان الاستثمارات الضرورية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية‬
‫لكل الدول‪ ،‬فهو عامل إنتاج استراتيجي‪ ،‬ورافعة أساسية للتنمية املستدامة بمختلف أبعادها‪ ،‬ومن ثم فالعقار‬
‫هو الوعاء الرئيس ي لتحفيز الاستثمار املنتج‪ ،‬املدر للدخل واملوفر لفرص الشغل‪ ،‬والنطالق املشاريع الاستثمارية‬
‫في مختلف املجاالت الصناعية والفالحية والسياحية والخدماتية وغيرها‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك فهو محرك ضروري‬
‫لالقتصاد الوطني‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى ذلك فهو محرك ضروري لالقتصاد الوطني ألنه يوفر ألارضية ألاساسية إلقامة مختلف‬
‫البنيات التحتية والتجهيزات العمومية‪ .‬كما تنبني عليه سياسة الدولة في مجال التعمير والتخطيط العمراني وهو‬
‫آلالية ألاساسية لضمان حق املواطنين في السكن‪.1‬‬

‫إال أن مساهمة العقار في التنمية غالبا ما تصطدم بمجموعة من إلاكراهات خاصة وأن املغرب يعرف‬
‫نظاما عقاريا مزدوجا في هياكله ومتنوعا في طبيعته‪ 2.‬فإلى جانب العقار املحفظ الذي يطبق عليه مقتضيات ظهير‬
‫َّ‬
‫واملتمم بمقتض ى القانون رقم ‪ 3،20.41‬ومدونة الحقوق‬ ‫التحفيظ العقاري الصادر في ‪ 21‬غشت ‪َّ 2121‬‬
‫املعدل‬
‫العينية‪ 4،‬هناك عقارات غير محفظة تطبق عليها مقتضيات مدونة الحقوق العينية بعد أن كان خاضعا ملبادئ‬
‫الفقه إلاسالمي وبعض مواد ظهير ‪ 1‬رمضان ‪ 21( 2112‬غشت ‪ )2121‬بمثابة قانون الالتزامات والعقود‪.‬‬

‫إضافة الى هذه إلازدواجية فإن النظام العقاري لألراض ي باملغرب يتميز بتعدد أنظمته العقارية‪ ،‬فهناك‬
‫ألامالك العمومية وألامالك الخاصة بالدولة وألافراد وألامالك الحبسية وأراض ي الجموع وأراض ي الكيش‪.‬‬

‫يعزى هذا التعدد في ألانظمة العقارية لألراض ي باملغرب لكون اململكة من الدول ذات الحضارة القديمة‬
‫التي ينظم فيها الناس في مجموعات على أساس أعراف ومعتقدات وقواعد ومعالم تساعدهم على العيش بطريقة‬

‫‪ 1‬الرسالة امللكية السامية املوجه إلى املشاركين في املناظرة الوطنية حول موضوع "السياسة العقارية للدولة ودورها في التنمية الاقتصادية‬
‫والاجتماعية" الصخيرات ‪ 1 – 8‬دجنبر ‪ .1422‬نص الرسالة منشور على البوابة الوطنية ‪ https://www.maroc.ma‬تم الولوج إليها بتاريخ ‪41‬‬
‫نونبر ‪ ،1411‬الساعة ‪21‬س‪13‬د‪.‬‬
‫‪ 2‬ادريس الفاخوري‪ ،‬الوسيط في نظام امللكية العقارية على ضوء مدونة الحقوق العينية والتشريعات العقارية الخاصة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،1421 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ 3‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 2.22.211‬صادر في ‪ 12‬ذي الحجة ‪ 11( 2011‬نونبر ‪ )1422‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2118‬في‬
‫‪ 10‬نونبر ‪ ،1422‬ص ‪.2212‬‬
‫‪ 4‬قانون رقم ‪ 11.48‬صادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 2.22.218‬صادر في ‪ 12‬ذي الحجة ‪ 11( 2011‬نونبر ‪ )1422‬منشور بالجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 2118‬بتاريخ ‪ 10‬نونبر ‪ ،1422‬ص ‪.2281‬‬

‫‪-2-‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫جماعية‪ ،‬وتحولت هذه ألاعراف واملعتقدات إلى قواعد راسخة ومقبولة من طرف الجميع تولدت عنها أنظمة‬
‫‪1‬‬
‫عقارية تقليدية كما وصلتنا‪.‬‬

‫تعتبر هذه ألاعراف والتقاليد النواة ألاولى لألنظمة العقارية التقليدية‪ ،‬حيث انتقلت إن التصرفات‬
‫املتكررة ألمد طويل أصبحت على مر الزمان وهكذا ظهرت أنظمة تقليدية من قبيل نظام أراض ي الكيش ونظام‬
‫أراض ي الجماعات الساللية وأراض ي ألاوقاف‪.‬‬

‫مع تطور دور الدولة ظهرت أنظمة عقارية جديدة ملسايرة ألادوار الجديدة للدولة وهكذا ظهر نظام أراض ي‬
‫الدولة بصنفيه العام والخاص‪ ،‬ومع تخلي الدولة عن بعض أدوارها على املستوى املركزي وظهور الجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬ظهر نظام أراض ي الجماعات الترابية بصنفيه امللك الجماعي العام وامللك الجماعي الخاص‪.‬‬

‫ورغم قدم النصوص القانونية املنظمة لبعض ألانظمة العقارية إال أنها ال زال معموال بها وتؤدي وظيفتها‬
‫في حماية ألامالك العقارية‪ ،‬رغم قصور هذه الحماية وعدم مواكبتها للتطورات التكنولوجية التي يعرفها العالم في‬
‫بعض ألاحيان‪.‬‬

‫بخصوص توزيع العقار الوطني على ألانظمة العقارية املختلفة‪ ،‬فإنه من الصعب الوقوف على هذا التوزيع‬
‫بكيفية دقيقة وذلك نظرا للتطور املستمر للعقار‪ ،‬وقد اعطى تقرير للبنك الدولي نشر سنة ‪ 1448‬فكرة عن‬
‫‪2‬‬
‫توزيع الثروة العقارية الوطنية بين ألانظمة العقارية كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬أراض ي الجماعات الساللية‪ 21.444.444 :‬هكتار؛‬


‫‪ -‬أراض ي امللك الخاص‪ 8.444.444 :‬هكتار؛‬
‫‪ -‬أراض ي امللك الغابوي‪ 1.144.444 :‬هكتار؛‬
‫‪ -‬أراض ي امللك الخاص للدولة‪ 2.402.444 :‬هكتار؛‬
‫‪ -‬أراض ي امللك العام للدولة‪ 114.444 :‬هكتار؛‬
‫‪ -‬أراض ي الكيش‪ 124.444 :‬هكتار؛‬
‫‪ -‬أراض ي ألاحباس‪ 244.444 :‬هكتار‪.‬‬

‫‪ 1‬آمنة مبروك مهالوي‪ ،‬مدخل لدراسة النظام العقاري املغربي – مقاربة قانونية‪ ،‬الطبعة ألاولى‪ ،‬مطبعة املعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫‪ ،1428/2011‬ص ‪.110‬‬
‫‪ 2‬تقرير البنك الدولي رقم ‪ 01114‬حول موضوع‪'' :‬إلارث والبنيات العقارية في املغرب'' صادر بتاريخ ‪ 12‬ماي ‪.1448‬‬

‫‪-3-‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫أهمية املوضوع‪:‬‬

‫تتجلى أهمية موضوع تعدد ألانظمة العقارية لألراض ي باملغرب في كون العقار يلعب وظيفة حيوية في‬
‫التنمية الاقتصادية والاجتماعية‪ ،‬ومن املفيد دراسة وضعيته وألانظمة املطبقة عليه‪ ،‬فبفهم هذه ألانظمة يمكن‬
‫الوقوف على مكامن الخلل بها وإصالحها بما يروم قيام العقار بوظيفته في التنمية‪.‬‬

‫إشكالية البحث‪:‬‬

‫من أجل إلاحاطة بموضوع تعدد ألانظمة العقارية لألراض ي باملغرب سننطلق من إلاشكالية املحورية‬
‫التالية‪:‬‬

‫ما مدى تنوع ألانظمة املطبقة على ألاراض ي باملغرب؟‬

‫وتتفرع عن هذه إلاشكالية أسئلة فرعية من قبيل‪:‬‬

‫ما هي ألانظمة املطبقة على العقار باملغرب؟ وما هي مميزات كل نظام والنصوص القانونية املطبقة عليه؟‬
‫وما هي آليات تدبير وحماية كل نظام؟‬

‫منهجية البحث‪:‬‬

‫إن دراسة موضوع تعدد ألانظمة العقارية لألراض ي باملغرب يقتض ي منا توظيف املنهج الوصفي التحليلي‪،‬‬
‫حيث سيتم العمل على تحليل النصوص القانونية املنظمة ملختلف ألانظمة العقارية وسرد بعض ألاراء الفقهية‬
‫في هذا املجال‪ .‬كما سيتم اعتماد املنهج التاريخي وذلك بإيراد التطور التاريخي للنصوص القانونية املنظمة لكل‬
‫نظام على حدة‪.‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬

‫ملعالجة هذا املوضوع وإلاجابة عن إلاشكاليات املطروحة أعاله‪ ،‬سنقسم املوضوع الى مبحثين كما يلي‪:‬‬

‫املبحث ألاول‪ :‬نظام ألامالك العمومية‬

‫املبحث الثاني‪ :‬نظام امللكية الخاصة‬

‫‪-4-‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫املبحث ألاول‪ :‬نظام ألامالك العمومية‬

‫ُيقصد باألمالك العمومية ألامالك التي يمتلكها ألاشخاص املعنويون العامون وهم الدولة والجماعات‬
‫الترابية‪.‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬أمالك الدولة‬

‫تعتبر الدولة شخصا معنويا من أشخاص القانون العام‪ ،‬وهي كأي شخص معنوي تمتلك عقارات خاصة‬
‫بها بمعزل عن شخص رئيس الدولة حيث تتصرف فيها كما يتصرف الشخص الذاتي في عقاراته‪ .‬كما ان الدولة‬
‫نظرا لكونها السلطة العامة املكلفة بتسيير املرافق العامة تباشر سلطة إلاشراف على العقارات املرصودة لخدمة‬
‫الصالح العام‪ ،‬وهو ما ٌيعرف بامللك العام للدولة‪.‬‬

‫ونظرا لكون املغرب كم الدول التي تمتلك غابات شاسعة‪ ،‬فقد وجد نظام أخر من ألامالك العمومية‬
‫يختلف عن امللك الخاص للدولة وامللك العام وهو نظام امللك الغابوي الذي يختلف عن النظام السابقين في‬
‫مميزاته وتدبيره وشروط تفويته‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬أمالك الدولة العامة والخاصة‬

‫عملت سلطات الحماية الفرنسية باملغرب منذ السنوات ألاولى من الحماية على الفصل بين امللك العام‬
‫وامللك الخاص للدولة‪ ،‬حيث صدرت أولى القوانين في هذا املجال عن طريق دورية للصدر ألاعظم مؤرخة في ‪2‬‬
‫نونبر ‪ 2121‬والتي ميزت بين أمالك املخزن وألامالك العامة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ألامالك العامة للدولة‬

‫إن منشور الصدر ألاعظم املؤرخ في ‪ 2‬نونبر ‪ 2121‬لم يضع تعريفا لألمالك العام للدولة‪ ،‬بل حدد أنواع‬
‫العقارات غير القابلة للتفويت الكتسائها صبغة املنفعة العامة وهي الطرق واملسالك وشواطئ البحر واملوانئ‬
‫وألانهار والبنايات العمومية وأسوار املدن‪.‬‬

‫من أجل وضع ألاسس القانونية ألاولى للملك العام للدولة والجماعات الترابية أصدرت سلطات الحماية‬
‫الفرنسية باملغرب ظهير ‪ 2‬يوليوز ‪ 2120‬واملعنون بظهير ‪ 1‬شعبان ‪ 2111‬في شأن ألامالك العمومية باإليالة‬
‫الشريفة‪ ،1‬والذي يعتبر املرجع القانون للملك العام باململكة الى غاية يومنا هذا‪.‬‬

‫‪ 1‬منشور بالجريدة الرسمية املؤرخة في ‪ 23‬شعبان ‪ 2111‬املوافق ل ‪ 24‬يوليوز ‪.2120‬‬

‫‪-5-‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫وضع هذا الظهير معيارين اثنين لتعريف امللك العام وهما‪ :‬تخصيص العقار وصفة صاحب إدارته حيث‬
‫نص في ديباجته على أنه اعتبارا ''ملا يوجد بإيالتنا الشريفة أمالك ال يسوغ ألحد أن ينفرد بتملكها كما هو جار به‬
‫العمل في باقي املمالك ألنها على الشياع بين الجميع ومن شأن الحكومة أن تتكلف بتدبير أمرها ألنها وكيلة العموم‬
‫في ذلك‪''.‬‬

‫ويمكن تصنيف ألامالك العامة للدولة الى ثالث فئات‪:‬‬

‫أ‪ -‬أمالك مائية‪:‬‬

‫أدمج ظهير ‪ 2‬يوليوز ‪ 2120‬جميع املياه مهما كان شكلها في ألامالك العامة املائية‪ ،‬وتبعا لذلك ال يمكن‬
‫للموارد املائية أن تكون موضوع ملك خاص‪ ،‬باستثناء املياه التي اكتسبت عليها حقوق مائية‪ ،‬كما أن النص‬
‫القانون املنظم للماء وهو القانون رقم ‪ 13.22‬املتعلق باملاء‪ 1‬نص في مادته الخامسة على أن امللك العمومي املائي‬
‫يتكون من جميع املياه القارية سواء كانت سطحية أو جوفية أو عذبة أو أجاجة أو مالحة أو معدنية أو مستعملة‬
‫وكذا مياه البحر املحالة املسالة في امللك العمومي املائي واملنشآت املائية وملحقاتها املخصصة الستعمال عمومي‪.‬‬
‫ويعتبر املاء طبقا للقانون املذكور ملكا عاما ال يمكن أن يكون موضوع تملك خاص وهو غير قابل للتفويت أو‬
‫الحجز أو التقادم‪ ،‬لكن يمكن منح بعض الرخص الاستثنائية الستعمال امللك العمومي املاء وفق الشروط‬
‫املحددة في القانون ونصوصه التطبيقية‪.‬‬

‫ب‪ -‬أمالك برية‪:‬‬

‫تشمل جميع شبكات املواصالت واملنشآت املختلفة ذات النفع العام‪ ،‬كالجسور والطرق وألازقة والسكك‬
‫الحديدية والسدود واملنشآت العسكرية‪ ،‬وكذا التجهيزات املنجزة في ألارض مثل القنوات املائية وخطوط الكهرباء‬
‫وغيرها‪.‬‬

‫ت‪ -‬أمالك جوية‪:‬‬

‫هي تلك املؤلفة للفضاء الجوي‪ ،‬واملنشآت التي تساعد على استعمالها كاملطارات‪ ،‬وتخضع ملجموعة من‬
‫ألانظمة القانونية املنظمة لها‪ ،‬منها ما يتعلق باملالحة الجوية ومنها ما يتعلق بطرق تدبير هذا امللك العمومي‬
‫للدولة‪.‬‬

‫‪ 1‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 2.23.221‬صادر في ‪ 3‬ذي القعدة ‪ 2011‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 3010‬في ‪ 12‬غشت ‪ 1423‬ص‬
‫‪.3142‬‬

‫‪-6-‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫إضافة الى دورية الصدر ألاعظم املؤرخة في ‪ 2‬نونبر ‪ ،2121‬أصدرت عدة نصوص قانونية لتنظيم امللك‬
‫العام للدولة وهي على الخصوص‪:‬‬

‫‪ -‬ظهير ‪ 1‬شعبان ‪ 2( 111‬يوليوز ‪ )2120‬في شأن ألامالك العمومية باإليالة الشريفة كما تم تعديله‬
‫وتتميمه بالظهير الشريف املؤرخ في ‪ 20‬صفر ‪ 8( 2118‬نونبر ‪ )2121‬وبالظهير الشريف رقم ‪-12-220‬‬
‫‪ 2‬املؤرخ في ‪ 28‬ربيع ألاول ‪ 23( 023‬غشت ‪)2112‬؛‬
‫‪ -‬الظهير الشريف املؤرخ في ‪ 10‬صفر ‪ 2111‬املوافق ل ‪ 14‬نونبر ‪ 2128‬املتعلق بإشغال ألامالك العمومية‬
‫مؤقتا؛‬
‫‪ -‬الظهير الشريف املؤرخ في ‪ 12‬ربيع الثاني ‪ 2102‬املوافق ل ‪ 1‬نونبر ‪ 2113‬يتعلق بمراقبة امللك العمومي‬
‫البحري‪.‬‬

‫يتميز امللك العام للدولة بكونه غير قابل للتفويت الا بعد التحويل من امللك العام الى امللك الخاص‬
‫للدولة‪ ،‬ويتم هذا التحويل بواسطة مرسوم لرئيس الحكومة باقتراح من القطاع املسير طبقا ملا ينص عليه‬
‫الفصل الخامس من ظهير ‪ 2‬يوليوز ‪ .2120‬بعد انتهاء هذه املسطرة وتحويل العقار الى امللك الخاص للدولة يمكن‬
‫التصرف فيه بتفويته‪.‬‬

‫كما يتميز امللك العام للدولة بعدم قابليته للحجز وال يسري عليه التقادم املكسب‪ ،‬وال يقبل نزع امللكية‬
‫من أجل املنفعة العامة ولك طبقا للفصل الرابع من القانون رقم ‪ 1.82‬املتعلق بنزع امللكية ألجل املنفعة العامة‬
‫وباإلحتالل املؤقت‪ 1‬الذي ينص على أنه ال يجوز نزع ملكية املباني ذات الصبغة الدينية املعدة إلقامة مختلف‬
‫الشعائر وكذا املقابر والعقارات التابعة للملك العام واملنشآت العسكرية‪.‬‬

‫من أجل حماية ألامالك العامة للدولة فقد نص الفصل السابع من ظهير ‪ 2‬يوليوز ‪ 2120‬على مسطرة‬
‫التحديد إلاداري لألمالك العامة للدولة والتي تهدف إلى التعرف على هذه العقارات وحدودها ومشتمالتها بغية‬
‫تثبيت وضعها املادي والقانوني وبشكل ال يقبل الجدل أي تطهيرها من جميع إلادعاءات واملنازعات التي لم تظهر‬
‫للوجود خالل آلاجال القانونية إبان مراحل التحديد إلاداري‪.‬‬

‫بخصوص تدبير امللك العام للدولة‪ ،‬فقد أسند املشرع مهمة تدبيره الى وزارة التجهيز والنقل اللوجيستيك‬
‫واملاء وتحديدا مديرية الشؤون إلادارية والقانونية التي تتولى تدبير امللك العمومي وذلك طبقا للمادة ‪ 24‬من‬

‫‪ 1‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 2.82.120‬صادر في ‪ 22‬رجب ‪ 3( 2041‬ماي ‪ ،)2181‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 1382‬في ‪22‬‬
‫يونيو ‪ 2181‬ص ‪.184‬‬

‫‪-7-‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫املرسوم رقم ‪ 1.21.2410‬صادر في ‪ 13‬فبراير ‪ 1414‬بتحديد اختصاصات وتنظيم وزارة التجهيز والنقل‬
‫‪1‬‬
‫واللوجيستيك واملاء‪.‬‬

‫كما أن بعض ألامالك العمومية يتم تدبيرها من طرف أشخاص أخرين في إطارا اتفاقيات امتياز تبرمها‬
‫الدولة مع هؤالء ألاشخاص كما هو الشأن بالنسبة للملك العمومي السككي الوطني املنظم بمقتض ى القانون رقم‬
‫‪ 21.41‬املتعلق بتنظيم الشبكة السككية الوطنية وتدبيرها واستغاللها‪ 2‬والذي ينص في مادته السابعة على أنه‬
‫يمكن أن يعهد بتدبير البنيات ألاساسية السككية لجزء معين من الشبكة السككية الوطنية إلى أحد مدبري‬
‫البنيات ألاساسية السككية وذلك في إطار اتفاقية امتياز تبرم مع الدولة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ألامالك الخاصة للدولة‬

‫امللك الخاص للدولة هي مجموع العقارات اململوكة للدولة دون أن تكون مخصصة للعموم‪ ،‬مما يخول‬
‫للدولة حق إجراء أعمال التسيير والتصرف على ملكها كما ألافراد‪ ،‬باملفهوم الضيق هي ألامالك املسيرة من طرف‬
‫مديرية أمالك الدولة وفق الاختصاصات املخولة لها‪.‬‬

‫يبلغ الرصيد العقاري للملك الخاص للدولة ‪ 1‬ماليين و ‪ 112‬ألف و ‪ 224‬هكتار مقسم على ‪ 82‬باملائة في‬
‫الوسط القروي والباقي في الوسط الحضري والشبه حضري‪ 3.‬ويتكون امللك الخاص للدولة من ألاراض ي الفالحية‬
‫املسترجعة في إطار الظهير رقم ‪ 2.31.181‬املؤرخ في ‪ 23‬شتنبر ‪ 2131‬املتعلق بتحديد الشروط التي تسترجع الدولة‬
‫بموجبها أراض ي إلاستعمار‪ 4‬وألاراض ي املستخرجة من امللك العام وضمها الى امللك الخاص للدولة إضافة الى‬
‫ألاراض ي الغابوية التي تم ضمها الى امللك الخاص للدولة‪.‬‬

‫يعهد بتدبير ألامالك الخاصة للدولة لوزارة الاقتصاد واملالية وتحديدا مديرية أمالك الدولة وذلك وفقا‬
‫لنص املادة ‪ 21‬من املرسوم رقم ‪ 1.41.112‬صادر في ‪ 11‬شوال ‪ 11( 2011‬أكتوبر ‪ )1448‬بشأن اختصاصات‬
‫ُ‬ ‫َُ‬
‫وتنظيم وزارة الاقتصاد واملالية‪ 5،‬املغير وامل َتمم باملرسوم رقم ‪ 1.12.2411‬صادر في ‪ 23‬جمادى آلاخرة ‪21( 2001‬‬

‫‪ 1‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 3812‬في ‪ 3‬ابريل ‪ ،1414‬ص ‪.1442‬‬


‫‪ 2‬صادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 2.40.123‬صادر في ‪ 12‬ذي القعدة ‪ 2012‬املوافق ل ‪ 1‬يناير ‪ ،1442‬منشور بالجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 2180‬في ‪ 14‬يناير ‪ ،1442‬ص‪.113‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Rapport d’activité de la Direction des Domaines de l’Etat 2022, page 14.‬‬
‫منشور على املوقع إلالكتروني ملديرية أمالك الدولة على الرابط‪:‬‬
‫‪ https://www.domaines.gov.ma/Publications/RAPPORRT_ACTIVITE_%20DDE_2022.pdf‬تم الولوج إليه يوم ‪ 24‬نونبر ‪1411‬‬
‫(‪22‬س‪42‬د)‪.‬‬
‫‪ 4‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 1321‬بتاريخ ‪ 11‬شتنبر ‪ ،2131‬ص ‪.1101‬‬
‫‪ 5‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2384‬في ‪ 3‬نونبر ‪.1448‬‬

‫‪-8-‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫يناير ‪ 1،)1411‬الذي ينص على أنه تتولى مديرية أمالك الدولة القيام بت ك وين وت دب ي ر م لك ال دول ة الخ اص غ ير‬
‫امللك ال غ اب وي وت ص ف ي ة وضعيته القانونية وتفويته‪.‬‬

‫يخضع امللك الخاص للدولة ملجموعة من املبادئ التي تعنى بتدبيره وتسييره وهي مبدأ املقابل ومبدأ‬
‫املنافسة‪ ،‬حيث أن جميع الجهات داخل الدولة يجب أن تقدر حاجاتها من عقارات الدولة تقديرا صحيحا‬
‫ومعقوال وتؤدي مقابال لهذه العقارات املحدد من طرف مصلحة أمالك الدولة‪ .‬كما القاعدة العامة تنص أن‬
‫مباشرة بيع عقارات امللك الخاص للدولة يتم عن طريق املنافسة بواسطة املزاد العلني وهو املزاد الذي يكون‬
‫مرافقا للمنافسة ومسبوقا باإلشهار بشتى الوسائل وهو ما ينص عليه الفصل ‪ 81‬من املرسوم امللكي رقم ‪114.33‬‬
‫املؤرخ في ‪ 24‬محرم ‪ 12( 2181‬أبريل ‪ )2131‬بسن نظام عام للمحاسبة العمومية‪ 2‬كما تم تعديله وتتميمه‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬امللك الغابوي‬

‫ينتمي امللك الغابوي إلى الدولة لكنه يتميز عن ملكها العام ويختلف عن ملكها الخاص من حيث تدبيره‬
‫وخصوصياته القانونية وطريقة تفويته‪.‬‬

‫ينظم امللك الغابوي بمقتض ى ظهير ‪ 14‬ذي الحجة ‪ 24( 2112‬أكتوبر ‪ )2121‬املتعلق بالحفاظ واستغالل‬
‫الغابات‪ 3‬والذي عدل عدة مرات السيما بمقتض ى ظهير ‪ 21‬أبريل ‪ 2121‬وظهير ‪ 12‬يوليوز ‪.2134‬‬

‫كما صدر في آلاونة ألاخيرة قانون أخر يتعلق يمس جانب الغابات بشكل عرض ي وهو القانون رقم ‪22.41‬‬
‫املتعلق بحماية واستصالح البيئة‪ ،‬الذي صدر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 2.41.21‬املؤرخ في ‪ 24‬ربيع ألاول‬
‫‪ 21( 2010‬ماي ‪ 4.)1441‬والذي كان الهدف منه هو وضع القواعد ألاساسية واملبادئ العامة للسياسة الوطنية في‬
‫مجال البيئة واستصالحها‪.‬‬

‫لم يضع هذا الظهير تعريفا محددا للنظام الغابوي بل نص على أمالك التي تخضع للنظام الغابوي وهي‪:‬‬

‫امللك الغابوي؛‬ ‫‪-‬‬


‫‪ -‬غابات الجماعات القابلة للتهيئة والاستغالل بصفة منتظمة؛‬
‫‪ -‬الغابات املتنازع فيها بين الدولة وجماعة أو بين أحد هذين الصنفين من املالكين وأحد ألافراد؛‬

‫‪ 1‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 1430‬في ‪ 24‬فبراير ‪ 1411‬ص ‪.300‬‬


‫‪ 2‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 1801‬في ‪ 13‬أبريل ‪ ،2131‬ص ‪.824‬‬
‫‪ 3‬منشور بالجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 11‬أكتوبر ‪.2121‬‬
‫‪ 4‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2228‬بتاريخ ‪ 21‬يونيو ‪ ،1441‬ص ‪.2144‬‬

‫‪-9-‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫‪ -‬ألاراض ي الجماعية املعاد غرسها أو التي ستغرس من جديد وأراض ي الرعي الجماعية التي يجب‬
‫تحسينها من طرف الدولة بعد موافقة مجلس الوصاية على الجماعات؛‬
‫‪ -‬ألاراض ي املعاد غرسها أو التي ستغرس من جديد وأراض ي الرعي الجارية على ملك أحد ألافراد والتي‬
‫يريد مالكوها أن يعهدوا بصددها للدولة إما بالحراسة وإما بالحراسة والتسيير‪.‬‬

‫وامللك الغابوي حسب نفس الفصل يتكون من الغابات املخزنية (أي اململوكة للدولة) وألاراض ي املغطاة‬
‫بالحلفاء املسماة "منابت الحلفاء‪ ،‬وكذا التالل ألارضية والتالل البحرية إلى حد امللك العمومي البحري حسبما بين‬
‫هذا الحد في التشريع الخاص بامللك العمومي للمملكة املغربية‪ ،‬إضافة إلى املنازل الغابوية وملحقاتها واملسالك‬
‫الغابوية وألاغراس واملشاتل املحدثة في الغابات املخزنية ومنابت الحلفاء أو التالل وكذا ألاراض ي املنجزة للملك‬
‫الغابوي ألجل منشئات كهذه عن طريق الهبة أو الشراء أو املعاوضة العقارية‪ ،‬وألاراض ي املخزنية املعاد غرسها‬
‫باألشجار أو التي ستغرس من جديد وألاراض ي التي اشتراها امللك الغابوي إلعادة غرسها وكذا ملحقاتها‪ :‬كاملنازل‬
‫الغابوية واملزارع ‪...‬‬

‫كما أن القانون رقم ‪ 22.41‬املتعلق بحماية واستصالح البيئة أقر مبدأ وجود غابات مملوكة للدولة‬
‫وأخرى لألفراد‪ ،‬حيث نصت املادة ‪ 11‬منه على أنه تعتبر الغابات سواء العمومية‪ ،‬أو الخاصة بمثابة ممتلكات‬
‫ذات منفعة مشتركة من واجب إلادارة والخواص املحافظة عليها بشكل يضمن توازنها واحترام ألانظمة البيئية‪.‬‬

‫لكن امللك الغابوي يعد في جزئه ألاكبر مملوكا للدولة‪ ،‬ومع ذلك فهو ال يعد ملكا عاما‪ ،‬حيث أن املشرع‬
‫حدد ما يدخل ضمن ألامالك العامة للدولة‪ ،‬والتي ليس ضمنها امللك الغابوي للدولة وذلك طبقا للفصل ألاول من‬
‫ظهير فاتح يوليوز ‪ ،2120‬كما أن املرسوم رقم ‪ 1.41.112‬املؤرخ في ‪ 11‬أكتوبر ‪ 1448‬بشأن اختصاصات وتنظيم‬
‫وزارة الاقتصاد واملالية عندما أسند مهمة تدبير ألامالك الخاصة للدولة ملديرية أمالك الدولة استثنى منها بشكل‬
‫‪1‬‬
‫صريح امللك الغابوي‪.‬‬

‫يتولى تدبير امللك الغابوي املندوبية السامية للمياه والغابات وذلك وفقا للمرسوم رقم ‪ 1.40.241‬صادر في‬
‫‪ 12‬من ذي الحجة ‪( 2012‬فاتح فبراير ‪ )1442‬بتحديد اختصاصات وتنظيم املندوبية السامية للمياه والغابات‬
‫ومحاربة التصحر‪ ،2‬والذي ينص ف مادته ألاولى على أن املندوبية تتولى إعداد وتنفيذ سياسة الحكومة في ميادين‬
‫املحافظة والتنمية املستديمة للموارد الغابوية‪ ،‬ومروج الحلفاء وألاحراج الرعوية في ألاراض ي الخاضعة للنظام‬
‫الغابوي‪ ،‬وكذا تنمية موارد تربية ألاسماك باملياه القارية والوحيش واملنتزهات واملحميات الطبيعية‪.‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 21‬من املرسوم‪.‬‬


‫‪ 2‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5292‬بتاريخ ‪ 21‬فبراير ‪ ،1442‬ص ‪.321‬‬

‫‪- 01 -‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫وفي إطار الاستراتيجية الوطنية الجديدة للمحافظة على الغابات الوطنية وضمان استدامتها وجعلها‬
‫مصدرا للثروة‪ ،‬فقد تم تعويض املندوبية سنة ‪ 1412‬بالوكالة الوطنية للمياه والغابات بمقتض ى القانون رقم‬
‫‪ 21.14‬املتعلق بإحداث الوكالة الوطنية للمياه والغابات‪ 1.‬نص هذا القانون في املادة الثالثة منه على أن الوكالة‬
‫تكلف بتنفيذ التوجهات الاستراتيجية لسياسة الدولة في مجاالت حماية الثروة الوطنية الغابوية ومواردها‬
‫واملحافظة عليها وتثمينها وتنميتها املستدامة‪.‬‬

‫يلعب امللك الغابوي دورا هاما على املستوى البيئي والاقتصادي والاجتماعي‪ ،‬فهو يوفر املواد ألاولية‬
‫املستعملة في العديد من الصناعات كالخشب والفحم‪ ،‬كما أن الغابة تستغل من طرف الفالحين للرعي أو الحرث‪.‬‬
‫ونظرا لالهتمام العالمي املتزايد بالتغيرات املناخية وتأثيرها على مستقبل ألارض فقد اتجهت السلطات ال‬
‫الحفاظ على الغابات من أجل مواجهة التغيرات املناخية وهو ما دفع باملشرع املغربي إلى سن القانون رقم ‪22.41‬‬
‫سنة ‪ 1441‬من أجل حماية البيئة من كل أشكال التلوث والتدهور أيا كان مصدره‪.‬‬

‫نظرا لهذا الدور البيئي للغابة فقد سن املشرع مسطرة التحديد إلاداري للحفاظ على ألامالك الغابوية‪،‬‬
‫وذلك وفقا لظهير ‪ 1‬يناير ‪ 2123‬املتعلق بالتحديد إلاداري للملك الخاص للدولة‪ 2‬كما تم تغييره وتتميمه‪ .‬تبدأ‬
‫مسطرة التحديد إلاداري بطلب يقدم إلى الحكومة من طرف إلادارة الوصية على القطاع الغابوي وهي الوكالة‬
‫الوطنية للمياه والغابات حيث يتم تحديد العقار املقصود تحديده‪ ،‬وبعد املوافقة من طرف الحكومة يتم إصدار‬
‫مسروم يقض ي بالتحديد إلاداري للملك الغابوي‪.‬‬

‫وينتج عن إصدار هذا املرسوم عدم جواز التصرف في امللك الغابوي موضوع مرسوم التحديد حيث يعتبر‬
‫كل تصرف فيه من تاريخ صدور مرسوم التحديد باطال وذلك وفقا لنص الفصل ‪ 1‬من ظهير ‪ 24‬أكتوبر ‪.2121‬‬

‫كما ينتج عن مرسوم التحديد‪ ،‬وفقا لنفس الفصل‪ ،‬عدم إمكانية تقديم مطلب تحفيظ بخصوص العقار‬
‫موضوع مرسوم التحديد إلاداري باستثناء إذا كان ذلك تعرضا ضد أعمال التحديد إلاداري‪.‬‬

‫ويتميز امللك الغابوي بعدم قابليته للتفويت إال بعد إخراجه من امللك الغابوي وضمه إلى امللك الخاص‬
‫‪3‬‬
‫للدولة‪ .‬كما أنه ال يمكن الحجز عليه لكن يمكن الحجز على الثمار واملنتوجات املتأتية منه‪.‬‬

‫‪ 1‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 2.12.12‬صادر في ‪ 1‬ذي الحجة ‪ 20( 2001‬يوليوز ‪ )1412‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 1443‬بتاريخ‬
‫‪ 11‬يوليوز ‪ ،1412‬ص ‪.2311‬‬
‫‪ 2‬رغم كون الغابات ال تدخل ضمن امللك الخاص للدولة إال أنها يقع تحديدها تحديدا إداريا وفق الظهير املنظم للتحديد إلاداري للملك‬
‫الخاص للدولة وذلك وفقا لإلحالة املنصوص عليها في الفصل ‪ 1‬من ظهير ‪ 24‬أكتوبر ‪ 2121‬الذي ينص على أن ألامالك التابعة للملك الغابوي‬
‫يقع تحديدها طبقا للشروط املنصوص عليها في الظهير الشريف الصادر في ‪ 13‬صفر ‪ 2110‬املوافق ل ‪ 1‬يناير ‪.1423‬‬
‫‪ 3‬آمنة مبروك مهالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪- 00 -‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫أما بخصوص نزع ملكية امللك الغابوي من أجل املنفعة العامة فإن القانون ‪ 1.82‬لم يستثني صراحة امللك‬
‫الغابوي من نزع امللكية ألجل املنفعة العامة كما فعل مع امللك العام للدولة‪ ،‬فهو بذلك يمكن أني كون موضوعا‬
‫لنزع امللكية من أجل إقامة مشاريع ذات صبغة املنفعة العامة‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬أمالك الجماعات الترابية‬

‫الجماعات الترابية هي أشخاص اعتبارية خاضعة للقانون العام‪ ،‬وهي الجهات والعماالت وألاقاليم‬
‫‪1‬‬
‫والجماعات‪.‬‬

‫وتخضع الجماعات الترابية ملجموعة من النصوص القانونية التي تنظم كيفية سيرها والاختصاصات‬
‫املخولة لها‪ ،‬حيث تخضع الجهات للقانون التنظيمي رقم ‪ ،2222.20‬والعماالت وألاقاليم تخضع للقانون‬
‫‪4‬‬
‫التنظيمي رقم ‪ ،3221.20‬أما الجماعات فتخضع للقانون التنظيمي رقم ‪.221.20‬‬

‫وقد نصت القوانين املذكورة‪ 5‬على أن هذه الجماعات الترابية تتوفر على أمالك تابعة مللكها العام وأخرى‬
‫تابعة مللكها الخاص‪ ،‬وأحالت كلها على قانون يحدد ألامالك العقارية لهذه الجماعات وكيفية تدبيرها‪.‬‬

‫بعد املصادقة على هذه القوانين‪ ،‬صدر القانون رقم ‪ 21.21‬املتعلق بنظام ألامالك العقارية للجماعات‬
‫الترابية‪ 6،‬والذي نسخ الظهائر العتيقة التي كانت تنظم أمالك الجماعات الترابية وهي‪:‬‬

‫‪ -‬الظهير الشريف الصادر في ‪ 21‬من صفر ‪ 2104‬املوافق ل ‪ 21‬أكتوبر ‪ 2112‬املتعلق باألمالك‬


‫املختصة بالبلديات كما وقع تغييره وتتميمه؛‬
‫‪ -‬الظهير الشريف الصادر في ‪ 11‬من محرم ‪ 2131‬املوافق ل ‪ 20‬نوفمبر ‪ 2101‬في شأن منح بعض‬
‫الرخص في إشغال امللك العمومي البلدي؛‬

‫‪ 1‬الفصل ‪ 212‬من دستور اململكة الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 2.22.12‬مؤرخ في ‪ 11‬شعبان ‪ 11( 2011‬يوليوز ‪ ،)1422‬منشور‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2130‬مكرر في ‪ 14‬يوليوز ‪ ،1422‬ص ‪.1344‬‬
‫‪ 2‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 2.22.81‬صادر في ‪ 14‬رمضان ‪ 1( 2013‬يوليوز ‪ ،)1422‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 3184‬في ‪11‬‬
‫يوليوز ‪ ،1422‬ص ‪.3312‬‬
‫‪ 3‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 2.22.80‬صادر في ‪ 14‬رمضان ‪ 1( 2013‬يوليوز ‪ ،)1422‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 3184‬في ‪11‬‬
‫يوليوز ‪ ،1422‬ص ‪.3282‬‬
‫‪ 4‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 2.22.82‬صادر في ‪ 14‬رمضان ‪ 1( 2013‬يوليوز ‪ ،)1422‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 3184‬في ‪11‬‬
‫يوليوز ‪ ،1422‬ص ‪.3334‬‬
‫‪ 5‬املادة ‪ 111‬من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات‪ ،‬واملادة ‪ 144‬من القانون التنظيمي املتعلق بالعماالت وألاقاليم‪ ،‬واملادة ‪ 141‬من القانون‬
‫التنظيمي املتعلق بالجماعات‪.‬‬
‫‪ 6‬صادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 2.12.10‬مؤرخ في ‪ 1‬ذي الحجة ‪ 20( 2001‬يوليوز ‪ ،)1412‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 1443‬في ‪11‬‬
‫يوليوز ‪ ،1412‬ص ‪.2321‬‬

‫‪- 02 -‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫‪ -‬الظهير الشريف الصادر في ‪ 13‬من شوال ‪ 2111‬املوافق ل ‪ 18‬يونيو ‪ 2120‬بشأن أمالك‬


‫الجماعات القروية كما وقع تغييره وتتميمه؛‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 2.31.148‬الصادر في ‪ 21‬من ربيع آلاخرة ‪ 2181‬املوافق ل ‪ 1‬سبتمبر ‪2131‬‬
‫باإلذن في التخلي للجماعات القروية بدون عوض عن قطع أرض مخزنية الزمة لبناء ''دور‬
‫جماعية''‪.‬‬

‫تنص املادة الثانية من القانون رقم ‪ 21.21‬على أن أمالك الجماعات الترابية تتكون من أمالك تابعة مللكها‬
‫العام وأمالك تابعة مللكها الخاص‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬امللك العام الجماعي‬

‫لم يضع القانون ‪ 21.21‬تعريفا للملك العام للجماعات الترابية‪ ،‬وإنما حدد وضع معيارا لتحديدها وهو‬
‫تخصيص العقار لالستعمال املباشر من قبل العموم أو لتسيير مرفق عمومي‪ .‬وحدد القانون املذكور في املادة‬
‫الرابعة منه العقارات التي تدخل في امللك العام للجماعة الترابية على سبيل املثال وهي‪:‬‬

‫‪ -‬الطرق وملحقاتها غير املصنفة ضمن امللك العام للدولة؛‬


‫‪ -‬املساحات الخضراء العامة وميادين ألالعاب واملساحات املباحة املختلفة كاملساحات املخصصة‬
‫للتظاهرات الثقافية والترفيهية والرياضية والبيئية؛‬
‫‪ -‬التجهيزات العمومية املخصصة لإلستعمال إلاداري والثقافي وإلاجتماعي والرياض ي والبيئي؛‬
‫‪ -‬منشآت وتجهيزات إلانارة العمومية واملاء الصالح للشرب والتطهير؛‬
‫‪ -‬ألاسواق ألاسبوعية‬
‫‪ -‬املجازر التابعة للجماعات الترابية‪.‬‬

‫كما تدخل ضمن امللك العام أمالك الجماعات الترابية التي تساهم في استعمال ملك تابع مللكها العام‬
‫وتشكل ملحقا ال ينفصل عنه‪.‬‬

‫ويطابق امللك العام للجماعات الترابية امللك العام للدولة وذلك في كونهما يستعمالن من طرف الجميع‬
‫وهما بذلك ال يسري عليهما التقادم وغير قابلين للحجز‪ 1.‬وهو ما تنص عليه املادة الخامس من القانون رقم‬
‫‪ 21.21‬والتي أضافت بأن امللك العام الجماعي ال يمكن أن يكون موضوع حقوق عينية عقارية أو أية حقوق أخرى‬
‫ال سميا الحق في الكراء التجاري وألاصل التجاري‪.‬‬

‫‪ 1‬أمنة مبروك مهالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.143‬‬

‫‪- 03 -‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫غير أنه يمكن استثناء الترخيص باإلحتالل املؤقت للملك لعام الجماعي بدون إقامة بناء وذلك بموجب‬
‫قرار لرئيس مجلس الجماعة الترابية يتخذ بناء على قرار تنظيم ينشر بالجريدة الرسمية للجماعات الترابية وذلك‬
‫بعد مداوالت مجلس الجماعة‪.‬‬

‫أما إذا كان ألامر يتعلق باإلحتالل املؤقت بإقامة بناء الغرض منه تجاري أو صناعي أو منهي فإن قرار رئيس‬
‫مجلس الجماعة يتم اتخاذه بعد إجراء مزايدة عمومية وذلك بناء على دفتر تحمالت وثمن افتتاحي مصادق عليهما‬
‫‪1‬‬
‫من طرف مجلس الجماعة الترابية‪.‬‬

‫من أجل حماية امللك العام للجماعات الترابية خصص املشرع الباب الثاني من القانون رقم ‪21.21‬‬
‫للتحديد إلاداري للملك العام للجماعات الترابية‪ ،‬والذي تبتدأ مسطرته بقرار لرئيس مجلس الجماعة يعين فيه‬
‫حدود امللك الجماعي العام بعد املداولة فيه من طرف مجلس الجماعة وإجراء بحث علني ملدة شهرين تبتدئ من‬
‫تريخ نر مشروع قرار التحديد بالجريدة الرسمية نشرة الاعالنات القانونية والقضائية‪ .‬بعد انتهاء هذا ألاجل يتم‬
‫نشر قرار مجلس الجماعة الترابية بالجريدة الرسمية ويبتدأ بذلك أجل التعرضات الذي يمتد ملدة ستة أشهر‬
‫حيث ال تقبل املالحظات والتعرضات الواردة خارج هذا ألاجل‪.‬‬

‫بانتهاء ألاجل دون ورود أي تعرضات فإن رئيس مجلس الجماعة يطلب من املحافظ العقاري املختص‬
‫تحفيظ العقارات املحددة تحديدا إداريا في اسم الجماعة الترابية‪.‬‬

‫ُيعهد بتدبير ألامالك العمومية الجماعية إلى مجالس الجماعات الترابية حيث تتداول في الهبات والوصايا‬
‫املمنوحة للجماعة وتدبير ألامالك العامة واملحافظة عليها وصيانتها‪ ،‬كما تتداول أيضا بخصوص اقتناء العقارات‬
‫الالزمة الضطالع الجماعة الترابية باملهام املوكولة إليها أو مبادلتها أو تخصيصها أو تغيير تخصيصها وذلك طبقا‬
‫للنصوص التنظيمية املنظمة للجماعات الترابية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬امللك الخاص الجماعي‬

‫امللك الخاص للجماعات الترابية يتكون من جميع العقارات التي تمتلكها الجماعة الترابية والتي ال تدخل‬
‫ضمن أمالكها العامة‪ 2.‬تمتلك الجماعات الترابية هذه ألامالك وتتصرف فيها كما يتصرف ألاشخاص في ممتلكاتهم‬
‫الخاصة حيث يمكنها استعمالها واستغاللها والتصرف فيها بجميع أنواع التصرفات القانونية‪.‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪.21.21‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪.21.21‬‬

‫‪- 04 -‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫ويتميز امللك الخاص للجماعات الترابية بكون إدراجه ضمن هذه الفئة ال يتطلب مبدئيا أي إجراء شكلي‬
‫‪1‬‬
‫خالفا ملا هو الشأن بالنسبة لترتيب ألامالك العامة‪.‬‬

‫خالفا للملك العامة الجماعي‪ ،‬فإن امللك الخاص الجماعي يمكن أن يكون موضوع التصرفات القانونية‬
‫كالتفويت أو املبادلة أو الكراء أو التخصيص‪ 2،‬غير أن هذه التصرفات تخضع لقواعد ومساطر محددة يلعب‬
‫فيها املجلس الجماعي دورا هاما وذلك من أجل حماية هذه املالك وضمان القيام بوظيفتها في خدمة تنمية‬
‫الجماعة الترابية‪.‬‬

‫حيث أن تفويت ألامالك الخاصة للجماعة ال يتم إال بعد مداوالت املجلس الجماعي في شأن ذلك وبناء على‬
‫دفتر تحمالت وثمن افتتاحي مصادق عليهما من قبل املجلس الجماعي‪ .‬كما أنه في حالة مبادلة عقارات خاصة‬
‫‪3‬‬
‫بالجماعة أو كراءها يجب أن يتداول املجلس الجماعي في ذلك‪.‬‬

‫ورغم ألاهمية التي تلعبها ألامالك الخاصة الجماعية‪ ،‬فإنها ما زالت تلعب دورا ثانويا في التنمية الجهوية‬
‫وذلك نظرا لدورها الضئيل جدا إلى حد جعلها غير قادرة على مسايرة متطلبات التنمية املحلية‪ .‬ومهما اختلف‬
‫حجم ممتلكات الجماعات بالنظر إلمكاناتها الجغرافية والاقتصادية فإن نسبة مساهمتها في مجموع املوارد‬
‫‪4‬‬
‫الاجمالية في تمويل نفقات الجماعات الترابية ال يتجاوز ‪.%3‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬نظام امللكية الخاصة‬

‫إن حق امللكية العقارية الخاصة حق عيني يخول لصاحبه سلطات قانونية يمارسها على عقاره‪ ،‬وإذا‬
‫اصطدمت هذه السلطات مع املصالح العامة أو الخاصة فإنها تكبح حقوق املالك مراعاة لهذه املصالح‪.‬‬

‫يعتبر العقار املحور ألاساس ي ألغلب املعامالت الصناعية والفالحية والتجارية‪ ،‬وألارضية التي ال يمكن من‬
‫دونها للمشروعات املنتجة أن تقوم‪ ،‬وهو ال يضطلع بهذا الدور البالغ ألاهمية إال إذا كانت وضعيته القانونية‬
‫واملادية واضحة ومحددة وال نزاع عليها‪.5‬‬

‫‪ 1‬عبد السالم عرود‪ ،‬تدبير أمالك الجماعات الترابية بين القانون واملمارسة‪ ،‬مقال منشور بمجلة القانون واملجتمع‪ ،‬عدد ‪ ،0‬دجنبر ‪،1412‬‬
‫ص ‪.21‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 14‬من القانون رقم ‪.21.21‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 10‬و ‪ 13‬من القانون رقم ‪.21.21‬‬
‫‪ 4‬م حمد إلامام ماء العينين‪ ،‬نظام ألامالك الجماعية ورهانات التنمية املحلية باملغرب‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة‬
‫م حمد ألاول‪ ،‬كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1441 – 1443‬ص ‪.114‬‬
‫‪ 5‬م حمد خيري‪ ،‬العقار وقضايا التحفيظ العقاري في التشريع املغربي من خالل القانون الجديد رقم ‪ 20.41‬املتعلق بالتحفيظ العقاري‪ ،‬دار‬
‫نشر املعرفة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة ألاولى‪ ،1420 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪- 05 -‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫ألجل ذلك وملواجهة حب التملك والانفراد بالش يء باعتبارهما طبيعة فطرية في إلانسان تسعى كل‬
‫التشريعات إلى وضع قوانين وإجراءات مسطرية ملزمة تضمن انتقال العقارات بين الخواص بشكل طبيعي‪ ،‬لتالفي‬
‫كل ما بإمكانه أن يؤثر على السير العادي لألفراد والنظام العام‪.‬‬

‫وعليه سنتحدث في هذا املبحث عن امللكية الخاصة لألفراد كنقطة أولى على أن نخصص النقطة الثانية‬
‫للحديث عن ألامالك الخاصة ألاخرى‪.‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬امللكية الخاصة لألفراد‬

‫تولد مفهوم امللكية من الشعور العفوي الذي كان يدفع لإلنسان عما يحرزه‪ ،‬وهذا الشعور لم يكن يستند‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إلى قاعدة قانونية وإنما اندفاعا غريزيا‪ .‬ومن هنا أخذ إلانسان يستأثر باألشياء التي يحرزها ويستولي عليها‬
‫ويتملكها باإلحراز والاستيالء ومن ثم أضحي يتملك ألاشياء التي يصنعها من جلود الحيوانات وقرونها وعظامها من‬
‫سوق وآلية وأدوات صيد‪ .‬وقد عاش إلانسان ألاول مع أسرته وأوالده في العصر الحجري القديم حياة عفوية‪،‬‬
‫دلت عليها آثاره في الكهوف التي كان يلجأ إليها‪ ،‬ويتقي بها غائلة البرد وبطش الحيوانات املفترسة‪ ،‬وكان شعوره‬
‫بامللكية يقوم على أن ما يحرزه أو يصنعه هو جزء من شخصه وصورة لقوته ونشاطه فهو يتصرف به ويسيطر‬
‫عليه كما يشاء‪ ،‬ويشمل هذا الشعور زوجته وأوالده فلم يكن له شخصية مستقلة عن ذلك‪.‬‬

‫ومن هنا ظهرت أولى بوادر استئثار الانسان باألرض وتملكها تملكا خاصا يعطيه حق استغاللها والتصرف‬
‫فيها‪.‬‬

‫في املغرب خضعت امللكية الخاصة لألفراد للقواعد والتنظيمات العرفية القبلية قبل دخول الاسالم‪ .‬ومع‬
‫دخول الاسالم للمغرب تم تطبيق قواعده على امللكية العقارية الخاصة مع القواعد العرفية التي ال تخالف مبادئ‬
‫الشريعة الاسالمية‪.‬‬

‫ومع دخول املستعمر للمغرب‪ ،‬وبغية استغالل الثروات العقارية للمملكة‪ ،‬سنت سلطات الحماية نظاما‬
‫أخر للعقار وهو نظام التحفيظ العقاري وذلك بمقتض ى ظهير ‪ 21‬غشت ‪.2121‬‬

‫وهكذا أصبح املغرب يعرف ازدواجية في نظامه العقاري بين ملكية خاصة محفظة وأخرى غير محفظة‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬ألامالك الخاصة املحفظة‬

‫كانت رسوم امللكية التي تأتي بدون أصل تملك أو تعتمد على الحيازة فقط غير كافية للبناء الثقة بين‬
‫ألاطراف املتعاملة بها‪ ،‬رغم التنظيمات الكثيرة التي تم تطبيقها لتنظيم وضبط تلك الرسوم‪ً .‬‬
‫غالبا ما تثير الشكوك‬

‫‪- 06 -‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫ً ُ‬
‫وكثيرا ما تصدر هذه الوثائق نتيجة لتواطؤ بين مالك غير شرعي وشهود زور‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يتم‬ ‫حول صحتها‪،‬‬
‫تصنيف بعض هذه الرسوم على أنها ناقصة أو مهملة‪ ،‬حيث قد ال تحتوي على التوضيحات الكافية والضرورية‬
‫لتحديد موقع العقار‪ ،‬أو مساحته‪ ،‬أو حدوده‪ ،‬أو أسماء أصحاب الحقوق العينية املترتبة عن العقار‪ ،‬وقد يعود‬
‫ذلك إلى عدم وجود خرائط مفصلة توضح بدقة هذه املعلومات‪.‬‬
‫ً‬
‫وغالبا ما يكون من الصعب‬ ‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يكون هذا النوع من الرسوم عرضة للفقدان أو السرقة‪،‬‬
‫الحصول على نسخ منها‪ ،‬مما يجعل من الصعب تحديد صحة تلك الرسوم لدى املحكمة‪ .‬في كثير من الحاالت‪،‬‬
‫يكون من الصعب على املالك في هذا الوقت إثبات ملكيته‪ ،‬ما لم يعتمد على الحيازة وتكون شروطها متوفرة‪.‬‬
‫عندما يقوم شخص آخر بالحصول على نسخ من الرسوم املفقودة أو التأكد من عدم وجودها لدى املالك‪ ،‬قد‬
‫يتسنى له املطالبة بامللك بعد التأكد من عدم وجود وثائق تثبت ملكية الشخص ألاصلي‪ ،‬وذلك بواسطة الاستناد‬
‫إلى الحيازة وتأكيد توافر شروطها‪.‬‬
‫وهذه ألاسباب تعرض مالك العقار الغير املحفظ أو ورثته إلى وضع غير مستقر إذ كثيرا ما نجد دعاوي بين‬
‫عدة أفراد كل واحد منهم يدعي حقا على ملكية العقار‪ ،‬وكل منهم يدلي بحجج تتعلق بنفس العقار‪ ،‬الش يء الذي‬
‫يعرض هؤالء جميعا وملدة سنوات إلى ضياع الجهد والوقت واملال من أجل تثبيت حق امللكية‪.‬‬

‫لكل هذه ألاسباب قام املشرع بوضع نظام يكفل للملكية العقارية وضعا قانونيا قارا ومحكما أال وهو نظام‬
‫التحفيظ العقاري الذي صدر بشأنه ظهير ‪ 1‬رمضان ‪ 21 2112‬غشت (‪ )2121‬والذي عرف مؤخرا تعديالت مهمة‬
‫بمقتض ى القانون ‪.20-41‬‬
‫وينقسم هذا الظهير إلى أربعة أقسام خصص القسم ألاول منه للتحفيظ والقسم الثاني إلشهار الحقوق‬
‫العينية والقسم الثالث للعقوبات املقررة في حالة مخالفة مقتضيات الظهير أما القسم الرابع فإنه يشير إلى بعض‬
‫املقتضيات العامة‪.‬‬

‫إن التحفيظ العقاري هو مجموعة من العمليات التي ترمي في جملتها إلى جعل العقار خاضعا ملقتضيات‬
‫ظهير ‪ 1‬رمضان ‪ 2112‬املوافق ل ‪ 21‬غشت ‪ 2121‬والتي ترمي إلى تسجيل ملك عقاري في وثيقة رسمية تسمى‬
‫بالسجل العقاري‪.‬‬
‫ُ‬
‫عملية التحفيظ تعتبر مرحلة استعداد أولية‪ ،‬وهي في ألاصل إدارية‪ ،‬حيث يتم إجراؤها تحت إشراف‬
‫املحافظ العقاري بهدف منح العقار الذي يخضع لعملية التحفيظ طابع الاعتراف الرسمي بامللكية‪.‬‬

‫في البداية‪ ،‬كان يعتقد بعض ألافراد أن التحفيظ العقاري كان يستهدف بشكل رئيس ي تسجيل املمتلكات‬
‫العقارية لتحصيل الضرائب عليها‪ .‬ولكن‪ ،‬يتضح آلان أن هدف التحفيظ لم يكن في ألاساس تعداد امللكيات‬
‫ً‬
‫العقارية لغايات الضرائب‪ ،‬إذ يظل التحفيظ اختياريا بالنسبة ألصحاب املمتلكات العقارية‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬يحتفظ‬

‫‪- 07 -‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫أصحاب ألاموال بحق الاختيار بين نظام التحفيظ العقاري ونظام الرسوم العدلية العقارية الذي يتبع أحكام‬
‫الشريعة إلاسالمية‪.‬‬
‫ً‬
‫لذلك‪ ،‬يمكن القول إن التحفيظ ليس مجرد إحصاء لألمالك العقارية‪ ،‬بل يظل اختياريا في معظم‬
‫ً‬
‫الحاالت‪ ،‬مع وجود بعض الحاالت الاستثنائية التي يصبح فيها إلزاميا‪ .‬ويعد التحفيظ بمثابة إثبات لحق امللكية‪،‬‬
‫ويمنح هذا الحق الصفة القانونية الضرورية لتجنب املشكالت املستقبلية‪ ،‬من خالل مبدأ التطهير املسبق‬
‫للملكية العقارية‪.1‬‬

‫الحقيقة هي أن التحفيظ العقاري يعتمد بشكل أساس ي على هذه الرسوم إلنشاء الرسم العقاري‪ ،‬الذي‬
‫يوفر تفاصيل دقيقة ومحددة حول حدود امللكية ومساحتها وموقعها‪ ،‬باإلضافة إلى توضيح الحقوق املكتسبة‬
‫على املمتلكات املحفوظة وذكر أصحاب تلك الحقوق وغيرها من التفاصيل ذات الصلة‪ .‬ويجب أداء عملية‬
‫التحفيظ ً‬
‫وفقا لإلجراءات املحددة لضمان صحة وقانونية العملية‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬يجب فهم أن عدم طلب التحفيظ ال ُيجعل املالكين غير قانونيين‪ ،‬وأن الرسوم اململوكة تلعب ً‬
‫دورا‬
‫ً‬
‫أساسيا في إقامة عملية التحفيظ وإثبات امللكية العقارية بشكل صحيح‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬ألامالك الخاصة غيراملحفظة‬

‫لقد شهدنا داخل تصنيف ألاراض ي‪ ،‬سواء كانت ضمن امللك العام بسبب طبيعتها أو كجزء من ملكية‬
‫تقسيما بين ألا اض ي التي يمكن التصرف فيها أو تقويتها ً‬
‫وفقا لإلطار القانوني‬ ‫ً‬ ‫الدولة بسبب وظيفتها‪ ،‬أن هناك‬
‫ر‬
‫املحدد‪ ،‬وبين ألاراض ي الخاصة التي يمتلكها ألافراد لالستفادة الشخصية‪ ،‬مع حقوق مطلقة باستثناء القيود التي‬
‫يمكن فرضها ً‬
‫بناء على املصلحة العامة والدور الاجتماعي للعقارات‪.‬‬
‫تكتسب امللكية الخاصة غير املحفظة خصوصا‪ ،‬بواسطة عدة وسائل‪ ،‬سواء من خالل الحيازة بشرط‬
‫توفر الشروط‪ ،‬أو عند نقلها بين ألافراد عبر البيع‪ ،‬املعارضة‪ ،‬الشفعة‪ ،‬أو الهبة‪ .‬كما يمكن نقلها من ألاحياء إلى‬
‫آلاخرين عبر وسائل مثل إلارث أو الوصية‪ ،‬وتخضع هذه الوسائل ألحكام الشريعة إلاسالمية ومودونة الحقوق‬
‫العينية‪.‬‬

‫تلعب الرسوم العدلية دورا مهما إلثبات أو تقوية امللكية العقارية غير املحفظة‪ ،‬والتي لم تكن في البداية‬
‫دون في أي سجل رسمي يمكن من تتبع حالة العقارات أو التعرف على املالك املتعاقبين‪ ،‬مما جعل من الصعب‬ ‫ُت َّ‬
‫ً‬
‫أيضا معرفة الحقوق العينية والتحمالت العقارية املتعلقة بالعقارات‪.‬‬

‫‪ 1‬م حمد خيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪- 08 -‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫وسبب ذلك هو كون امللكية العقارية في السابق تتسم بنوع من الاستقرار وكانت املعامالت العقارية نادرة‪.‬‬
‫وبهذا كان املالكون يعرفون بدقة عقاراتهم ويعرفون حدودها‪ ،‬ويعرفون كل ألامالك املجاورة لها‪ ،‬ويعرفون‬
‫أصحابها‪ .‬ولهذا فاألمالك كم تكن مجهولة في الواقع إال من طرف ألاجانب عن القبيلة‪ ،‬وكل تقويت وقع إال‬
‫ويعلمون به‪ ،‬ولهذا كانت الرسوم العدلية كافية في حد ذاتها ودون حاجة إلى إيجاد سبب رسمي أو غيره من‬
‫السجالت‪.1‬‬
‫كانت الرسوم املتعلقة بامللكية العقارية في املاض ي ُتحرر ً‬
‫وفقا ألحكام الشريعة إلاسالمية والعرف املتبع‪،‬‬
‫حيث كان قاض ي التوثيق يلعب دور املحافظ العام على الرسوم والوثائق ضمن دائرته‪.‬‬

‫فيما يتعلق بالقضايا العقارية‪ ،‬مثل البيعات وألاشرية واملبادالت واملخارجات واملقاسمات‪ ،‬كانت تخضع‬
‫للقواعد الشرعية دون تطبيق فصول القانون املدني‪ ،‬حيث كانت التعامالت تتم بين سكان البوادي على أساس‬
‫الثقة وحضور الجماعة‪ ،‬وعند وقوع نزاع‪ ،‬كانوا يستعينون لالستشهاد بشهود‪.‬‬
‫وعموما فإن ألاساس القانوني لنظام العقار غير املحفظ على الحيازة أي وضع اليد والتصرف في العقار‬
‫‪2‬‬
‫بشكل علني ومستمر وخال من اللبس‪.‬‬
‫ً‬
‫رئيسيا يرتبط بها‪ .‬وبعد‬ ‫ً‬
‫مصدرا‬ ‫وأشارت الديباجة القانونية للقوانين العقارية إلى أن الفقه إلاسالمي كان‬
‫فرض الحماية الفرنسية على املغرب‪ ،‬خضعت رسوم امللكية العقارية لتنظيمات وشكليات جديدة‪ُ .‬يشدد على أن‬
‫هذه الرسوم يجب أن يتم إصدارها بواسطة عدلين معتمدين لإلشهاد‪ ،‬وأنها ال تحصل على الصبغة الرسمية إال‬
‫إذا تم توقيعها من قبل قاض ي التوثيق الذي يختص في املنطقة‪.‬‬

‫وتعيين املوقع أو الحدود للعقارات غير املحفظة فيعتمد على ما هو قار ومعروف لدى سكان املنطقة حيث‬
‫يتم تعيين حدود العقارات بالشعبة‪ ،‬واملمر والينابيع أو ألانهار إن وجدت أو بالد املجاورين‪.‬‬
‫ويلعب القاض ي الشرعي دورا مهما في امللكية الخاصة غير املحفظة فهو يكون ً‬
‫ملزما بفحص جميع الرسوم‬
‫املتعلقة بامللك والتأكد من صحتها وشرعيتها في كل تصرف أو تفويت‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬يتوجب عليه أن يتوجه بكتاب إلى‬
‫الباشا أو القائد الذي يوجد امللك ضمن دائرته‪ .‬يقوم بطرح استفسار حول وضعية العقار‪ ،‬ويتحقق من مدى‬
‫تطابقها مع املعلومات املقدمة من قبل ألاطراف املعنية‪ ،‬خاصة فيما يتعلق باملوقع واملساحة والحدود واسم‬
‫املالك‪.3‬‬

‫‪ 1‬م حمد الكشور‪ ،‬مشكلة التنازع بين الفقه املالكي وقانون إلالتزامات والعقود في مجال العقار غير املحفظ‪ ،‬مقال منشور باملجلة املغربية‬
‫للقانون وإلاقتصاد والتنمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 2180 ،1‬ص ‪.32‬‬
‫‪ 2‬ادريس الفاخوري‪ ،‬الوسيط في نظام امللكية العقارية على ضوء مدونة الحقوق العينية والتشريعات العقارية الخاصة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.08‬‬
‫‪ 3‬م حمد الكشور مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪- 09 -‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬ألامالك الخاصة ألاخرى‬

‫إلى جانب ألامالك الخاصة لألفراد يعرف النظام العقاري املغربي وجود أنظمة خاصة بالعقارات أفرزتها‬
‫التقاليد والحاجة إلى العيش املشترك بين أفراد القبيلة‪ .‬وهكذا يوجد باملغرب أمالك تابعة للجماعات الساللية‬
‫وجماعات الكيش (الفقرة ألاولى)‪ ،‬فيما ارتبطت أنظمة أخرى بالدين الاسالمي وتتجلى أساسا في نظام أراض ي‬
‫ألاوقاف (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬أراض ي الجموع والكيش‬

‫أوال‪ :‬أراض ي الجموع‬

‫يعرف بعض الفقه أراض ي الجموع بأنها أراض ي ترجع في ملكيتها الى جماعات ساللية في شكل قبائل أو‬
‫عشائر تربط بينهم روابط عرقية أو عائلية واجتماعية ودينية وحقوق ألافراد فيها غير متميزة عن حقوق‬
‫‪1‬‬
‫الجماعة‪.‬‬

‫ولقد كان استغالل هذه ألاراض ي قبل الحماية يتميز بطابع التضامن والتكافل الاجتماعي‪ ،‬إال أنه ومع‬
‫دخول الحماية عند سكان القبائل الى إقامة رسوم امللكية لألراض ي الجماعية التي ينتفعون بها في إطار القسمة‬
‫‪2‬‬
‫القبلية‪.‬‬

‫وللحد من تفاقم هذه التجاوزات أقدمت سلطات الحماية على إصدار مجموعة من النصوص القانونية‬
‫من أجل ضبط هذا النظام وحمايته‪ ،‬حيث تم إصدار ظهير ‪ 11‬أبريل ‪ 2121‬بشأن الوصاية إلادارية على‬
‫الجماعات وضبط تدبير شؤون ألامالك الجماعية وتفويتها وهو التشريع الرئيس املنظم ألمالك الجماعات‬
‫الساللية والذي تم تعديله عدة مرات ملواكبة التطورات التي عرفها املجتمع املغربي ال سيما التغيير الذي أدخل‬
‫عليه بمقتض ى الظهير رقم ‪ 2.31.211‬بتاريخ ‪ 3‬فبراير ‪.2131‬‬

‫بغية مسايرة التطورات على الساحة الاجتماعية والحقوقية وإدخال أراض ي الجماعات الساللية في عجلة‬
‫تنمية الاقتصاد الوطني أقدم املشرع املغربي على نسخ ظهير ‪ 2121‬املنظم للجماعات الساللية وذلك سنة ‪1421‬‬
‫بمقتض ى القانون رقم ‪ 31.21‬بشأن الوصاية إلادارية على الجماعات الساللية وتدبير أمالكها الصادر بتنفيذه‬

‫‪ 1‬م حمد خيري‪ ،‬أراض ي الجموع بين البقاء والزوال‪ ،‬منشورات مجلة الحقوق املغربية‪ ،‬إلاصدار ألاول‪ ،‬يناير ‪ ،1424‬الطبعة ألاولى‪ ،1424 ،‬دار‬
‫أبي رقراق للطباعة والنشر‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ 2‬عبد الوهاب رافع‪ ،‬أراض ي الجموع بين التنظيم والوصاية‪ ،‬مطبعة الوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،‬الطبعة ألاولى‪ ،2111 ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪- 21 -‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫الظهير الشريف رقم ‪ 2.21.222‬املؤرخ في ‪ 1‬غشت ‪ ،1421‬وكذا القانون رقم ‪ 31.21‬املتعلق بالتحديد إلاداري‬
‫‪1‬‬
‫ألراض ي الجماعات الساللية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 2.21.223‬مؤرخ في ‪ 1‬غشت ‪.1421‬‬

‫وتتميز أراض ي الجماعات الساللية بكون ملكيتها ترجع إلى الدولة تحت إشراف وزارة الداخلية وتنفرد‬
‫‪2‬‬
‫الجماعة الساللية بحق الانتفاع فقط‪ ،‬وهي بذلك غير قابلة للتقادم وال التفويت كقاعدة عامة‪.‬‬

‫وهو ما نصت عليه املادة ‪ 22‬من القانون قم ‪ 31.21‬بالقول بأنه ''ال تكتسب أمالك الجماعات الساللية‬
‫بالحيازة وال بالتقادم وال يمكن أن تكون موضوع حجز‪.‬‬

‫ال يمكن تفويت أمالك الجماعات الساللية إال في الحاالت ووفق الشروط الواردة في هذا القانون ونصوصه‬
‫التطبيقية وذلك تحت طائلة بطالن التفويت‪''.‬‬

‫غير أن أراض ي الجماعات الساللية يمكن أن تكون موضوع نزع امللكية من أجل املنفعة العامة وفقا‬
‫لقانون نزع امللكية وذلك وفقا للفقرة ألاخيرة من نفس املادة‪.‬‬

‫يتم تدبير ألاراض ي الساللية من طرف الجماعات الساللية بواسطة نواب الجماعة الذين يتم اختيارهم‬
‫من طرف أعضاء الجماعة الساللية من بين أعضائها يسمون جماعة النواب وذلك ملدة ست سنوات قابلة‬
‫للتجديد مرة واحدة‪ ،‬ويمثلون الجماعة الساللية أمام املحاكم وإلادارات وألاغيار ويقومون بالتصرفات القانون‬
‫التي تهم الجماعة الساللية‪ 3.‬وتخضع جماعة النواب ملراقبة سلطة الوصاية والتي يمارسها وزير الداخلية من أجل‬
‫مراقبة الجماعة وضمان قيام أمالك الجماعة الساللية بدورها في تنمية حياة أفراد الجماعة الساللية‪.‬‬

‫من أجل حماية أراض ي الجماعة الساللية تحيين التشريع املتعلق بتحديد أراض ي الجماعة الساللية والذي‬
‫يعود إلى سنة ‪ 2110‬وهو ظهير ‪ 21‬رجب ‪ 28( 2101‬فبراير ‪ )2110‬املتعلق بتأسيس ضابط خصوص ي يتعلق‬
‫بتحديد ألاراض ي املشتركة بين القبائل‪ ،‬وذلك بمقتض ى القانون رقم ‪ 31.21‬الصادر سنة ‪ 1421‬والذي نص على‬
‫التحديد إلاداري لألمالك التي تتوفر فيها قرينة أمالك الجماعات الساللية وذلك بمقتض ى مرسوم يقترحه وزير‬
‫الداخلية يحدد فيه العقارات الساللية املزمع تحديدها تحديدا إداريا‪ ،‬والذي بنشره يمنع التصرف في العقارات‬
‫املعنية بأي تصرف قانوني تحت طائلة البطالن‪ ،‬كما يمنع ابتداء من نفس التاريخ تقديم أي مطلب تحفيظ بشأن‬
‫ألاراض ي موضوع مرسوم التحديد إلاداري إال إذا كان املطلب مقدما لتأكيد التعرض على التحديد إلاداري‪.‬‬

‫‪ 1‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 3841‬في ‪ 13‬غشت ‪ ،1421‬ص ‪.2811‬‬


‫‪ 2‬ادريس الفاخوري‪ ،‬الوسيط في نظام امللكية العقارية على ضوء مدونة الحقوق العينية والتشريعات العقارية الخاصة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،1421 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪.31.21‬‬

‫‪- 20 -‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬أراض ي الكيش‬

‫إن أراض ي الجيش هي أراض ي فالحية أو قابلة للفالحة او مراعي تستغل على وجه الشياع بين أفراد القبائل‬
‫أو العشائر املكلفة بحماية بعض الثغور أو بعض املناطق باملغرب‪ .‬وقد كان امللوك يقتطعون هذه ألاراض ي لفائدة‬
‫أفراد الجيش بقصد الاستغالل والانتفاع مقابل خدماتهم العسكرية‪ ،‬وبعد انقطاع هذه الخدمات صاروا‬
‫يستغلونها مقابل مبلغ مالي‪ ،‬فأصبح يطلق عليها أراض ي النايبة‪ ،‬وكانت هذه ألاراض ي معفاة من أداء الضرائب‪.‬‬

‫تطبق على أراض ي الكيش عدة نصوص قانونية تمكن الدولة من حق مراقبة هذه ألاراض ي وإخضاعها‬
‫‪1‬‬
‫للوصاية إلادارية‪ ،‬ويتعلق ألامر بالنصوص التالية‪:‬‬

‫‪ -‬دورية الصدر ألاعظم بتاريخ ‪ 2‬نونبر ‪ 2121‬املعلنة أنه من بين ألاراض ي غير القابلة للتفويت تلك‬
‫التي وضعها املخزن إلقامة قبائل الكيش؛‬
‫‪ -‬ظهير ‪ 1‬يوليوز ‪ 2120‬املتعلق بتنظيم نقل امللكية غير املحفظة وامللغى بظهير ‪ 1‬فبراير ‪2100‬؛‬
‫‪ -‬دورية الصدر ألاعظم بتاريخ ‪ 21‬فبراير ‪ 2100‬الصادرة مللء الفراغ الذي تركه إلغاء ظهير ‪ 1‬فبراير‬
‫‪2100‬؛‬
‫‪ -‬ظهير ‪ 1‬يناير ‪ 2123‬املتعلق بالتحديد إلاداري مللك الدولة‪ ،‬حيث يطبق على عقارات الدولة ومن‬
‫بينها أراض ي الكيش التي يعود فيها حق الرقبة الى ملك الدولة الخاص؛‬
‫‪ -‬ظهير ‪ 11‬أبريل ‪ 2121‬املتعلق بأراض ي الجماعات الساللية حيث اعتبر جماعات الكيش جماعات‬
‫ساللية وهي بذلك بهذه الصفة أصبحت خاضعة لوصاية الدولة ما هو الشأن بالنسبة للجماعات‬
‫الساللية‪ ،‬وهو الظهير الذي نسخ بمقتض ى القانون رقم ‪ 31.21‬بشأن الوصاية إلادارية على‬
‫الجماعات الساللية وتدبير أمالكها‪ 2‬والذي نص بدوره في مادته الثانية على أن أحكامه تسري على‬
‫أراض ي الكيش التي تم التخلي عن ملكية رقبتها لفائدة الجماعات الساللية املعنية‪.‬‬

‫تتميز أراض ي الكيش بكون حق امللكية فيها مقسم إلى جزئين لكل واحد منهما مالكه‪ ،‬حيث تملك الدولة‬
‫ممثلة في امللك الخاص حق الرقبة ألراض ي الكيش‪ ،‬فيما تملك جماعة الكيش حق الانتفاع باألرض وذلك بصفة‬
‫دائمة‪.‬‬

‫‪ 1‬آمنة مبروك مهالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.102‬‬


‫‪ 2‬صادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 2.21.222‬صادر بتاريخ ‪ 1‬ذي الحجة ‪ 1( 2004‬غشت ‪ ،)1421‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪3841‬‬
‫بتاريخ ‪ 13‬غشت ‪ ،1421‬ص ‪.2881‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫وتعبا لهذه إلازدواجية فإن أراض ي الكيش غير قابلة للتفويت وال الحجز وال يسري عليها التقادم‪ 1.‬حيث أن‬
‫جماعة الكيش ال تملك إال حق الانتفاع وبالتالي فال يحق لها تفويت ألارض‪ ،‬كما أن الدولة ممثلة في امللك الخاص‬
‫ال يمكنها تفويت أراض ي الكيش إال بموافقة سلطة الوصاية ممثلة في وزارة الداخلية واعتماد جماعة الكيش‬
‫للتفويت‪ .‬وفي غياب هذا التوافق الثالثي فإن الدولة تلجأ إلى نزع ملكية أراض ي الكيش حيث ال ش يء يمنع الدولة‬
‫من سلوك هذه املسطرة ضد أراض ي الكيش وفقا لقانون نزع امللكية من أجل املنفعة العامة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أراض ي ألاوقاف‬

‫تش كل ألاوق اف ف ي املغ رب مؤسس ة خيري ة بامتي از ف ي ت اريخ ال بالد وراس خة ف ي وج دان س كانه‪.‬‬
‫وتلع ب دورا ب ارزا ف ي تنظ يم وترش يد الس كان ع ن طري ق إح داث وتموي ل وإدارة وص يانة املب اني ذات‬
‫الص بغة العام ة بم ا فيه ا امل دارس‪ ،‬الجام ع ات‪ ،‬املق ابر‪ ،‬املستش فيات‪ ،‬الحمام ات العمومي ة واملال‬
‫للن اس والحيوان ات عن د الاقتض اء‪ .‬وبس بب رم ز التق وى ال ذي يمثل ه الوق ف وم ا يقدم ه م ن منفع ة‬
‫عام ة‪ ،‬ظ ل التمس ك به ذه املؤس ة ووض عت تح ت رعاي ة ص احب الجالل ة بص فته أمي را للم ؤمنين‪ ،‬وق د‬
‫‪2‬‬
‫أعيدت أهميته السابقة بعد السكون املؤقت الذي عرفته في فترة الحماية الفرنسية‪.‬‬

‫ونظ را لل دور ال ذي يلع ب الوق ف ف ي الحي اة الاقتص ادية والاجتماعي ة ب ادر املغ رب إل ى جم ع‬
‫النص وص القانوني ة املنظم ة للوق ف وذل ك ف ي مدون ة ألاوق اف الت ي ص درت بمقتض ى ظهي ر يحم ل رق م‬
‫‪ 2.41.113‬بت اريخ ‪ 8‬ربي ع ألاول ‪ 1( 2012‬فبراي ر ‪ 3،)1424‬وذل ك نظ را بحك م وص اية املل ك بص فته أمي را‬
‫للمؤمنين على الشأن الديني باململكة كما أسلفنا‪.‬‬

‫عرف ت مدون ة ألاوق اف ألام الك الوقفي ة ف ي مادته ا ألاول ى بقوله ا ‪ " :‬الوق ف ه و ك ل م ال ح بس‬
‫أص له بص فة مؤب دة أو مؤقت ة‪ ،‬وخصص ت منفعت ه لفائ دة جه ة ب ر و إحس ان عام ة ‪ ،‬أو خاص ة‪ .‬وي تم‬
‫إنشاؤه بعقد أو بوصية أو بقوة القانون و يكون الوقف إما عاما أو معقبا أو مشتركا‪''.‬‬

‫أوال‪ :‬الوقف العام‬

‫ب الرجوع للم ادة ‪ 24‬م ن مدون ة ألاوق اف نج دها عرف ت الوق ف الع ام بأن ه ك ل وق ف خصص ت‬
‫منفعت ه ابت ً‬
‫داء أو م اال‪ ،‬لوج وه الب ر و الاحس ان وتحقي ق منفع ة عام ة‪ ،‬ينتف ع به ا عام ة املس لمين‪،‬على‬
‫س بيل املث ال تحب يس املس اجد و ألاض رحة و الزواي ا و املق ابر و امل دارس‪ ،‬ومض افاتها وألام الك املوقوف ة‬
‫عليها‪ ،‬كلها أمالك وقفية بقوة القانون‪.‬‬

‫‪ 1‬آمنة مبروك مهالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.108‬‬


‫‪ 2‬آمنة مبروك مهالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.131‬‬
‫‪ 3‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2801‬في ‪ 20‬يونيو ‪ ،1424‬ص ‪.1220‬‬

‫‪- 23 -‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫وب ه يمك ن الق ول عل ى أن ألام الك الوقفي ة العام ة يطغ ى عليه ا ط ابع املنفع ة العام ة‪ ،‬كم ا يعتب ر‬
‫ه ذا الن وع م ن الوقف‪،‬وق ف خي ري حي ث تك ون الجه ة املوق وف عليه ا من ذ الب دء جه ة م ن جه ات الب ر و‬
‫الاحس ان‪ ،‬بمقاب ل ذل ك أس ندت ل وزارة ألاوق اف والش ؤون إلاس المية مهم ة الوص اية عل ى ه ذه ألام الك‬
‫وما يدخل في حكمها عن طريق نظام ألاوقاف‪ ،‬وتتولى إدارة ألاوقاف تدبير شؤونه وفقا ألحكام املدونة‪.‬‬

‫و عل ى اعتب ار أن ألاوق اف العام ة تش كل نس بة كبي رة م ن العق ارات الوقفي ة املتواج دة ف ي املغ رب‬
‫حي ث بلغ ت نس بة إحص ائيات ألام الك الوقفي ة املنتف ع به ا باإلس تعمال إل ى أزي د م ن ‪ 24444‬مس جد و‬
‫‪ 2418‬زاوي ة و ‪ 3122‬كت اب قرأن ي و‪ 211‬مدرس ة عتيق ة حبس ية وأكث ر م ن ‪ 2013‬ض ريح ‪ ،1‬وله ذه‬
‫ألاوق اف العام ة دور مه م س يان عل ى املس توى الاجتم اعي أو الاقتص ادي‪ ،‬فه ي ب ذلك تخض ع ملجموع ة‬
‫من التصرفات لعل أبرزها املعاوضة والكراء‪.‬‬

‫بالنس بة للمعاوض ات فه ي إم ا أن تك ون نقدي ة ش ريطة أن تخص ص عائ داتها الاقتن اء عق ارات‬


‫وقفي ة عام ة أخ رى و ذل ك حفاظ ا عل ى أص ل الوق ف و تنمي ة مداخيل ه‪ ،‬و ق د تك ون عيني ة ش ريطة أن‬
‫تكون العين املعاوض بها محفظة‪ ،‬وأن تساوي أو تفوق قيمتها التقديرية قيمة العين املوقوفة‪.‬‬

‫أم ا ك راء ألام الك الحبس ية العام ة في تم بن اء عل ى عق د بمقتض اه تم نح إدارة ألاحب اس منفع ة‬
‫عق ار إل ى اخ ر مزاي د خ الل م دة معين ة مقاب ل وجيب ة كرائي ة يؤد ه ا مس بقا كم ا يتمي ز الوق ف الع ام‬
‫‪2‬‬
‫باملغرب بالسعة و الشمول و التنوع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوقف املعقب‬

‫ش كل الوق ف ال ذري أو الوق ف املعق ب وس يلة مهم ة للحف اظ عل ى تماس ك عائل ة الواق ف‬
‫بع د موت ه ‪ ،‬وتحص ينها م ن خط ر الن زاع ب ين أفراده ا عل ى املي راث كم ا أن ه ذا الن وع م ن ألاوق اف‬
‫يمثل أفضل صورة ملا بات يعرف اليوم بالضمان الاجتماعي‪.‬‬

‫والوق ف املعق ب ه و الوق ف ألاهل ي وه و م ا وق ف عل ى ول د أو عق ب أو نس ل أو ذري ة‬


‫املح بس‪ ،‬واملدون ة حص رت الوق ف املعق ب ف ي ح دود ثالث ة طبق ات املوق وف علي ه‪ ،‬ث م أوالده ث م‬
‫أوالد أوالده بالنس بة للطبق ة ألاول ى‪ ،‬وأوالد ال ذكور بالنس ب ة الثاني ة و والثالث ة‪ 3‬وذل ك تح ت طائل ة‬

‫‪ 1‬عبد الرزاق اصبيحي‪ ،‬قراءة في مدونة ألاوقاف‪ ،‬مقال منشور بمجلة القبس املغربية‪،‬عدد خاص مالمح النظام الوقفي املغربي الجديد العدد‬
‫‪ ،1421 ،0‬ص ‪.13‬‬
‫‪ 2‬ادريس الفاخوري‪ ،‬الحقوق العينية وفق قانون رقم ‪ ،48.11‬دار نشر املعرفة‪ ،‬طبعة ‪ ،1421‬ص ‪.212‬‬
‫‪ 3‬تنص املادة ‪ 224‬من مدونة ألاوقاف على أنه ال يجوز إنشاء الوقف املعقب إال في حدود ثالث طبقات‪ ،‬املوقوف عليه ثم أوالده ثم أوالد‬
‫أوالده‪.‬‬
‫إذا شمل عقد الوقف أكثر من ثالث طبقات اعتبر باطال فيما زاد عنها‪ ،‬باستثناء ألاوقاف املعقبة املنشأة قبل دخول هذه املدونة حيز التنفيذ‪.‬‬

‫‪- 24 -‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫ال بطالن ف إذا انق رض املوق وف عل يهم ف إن املوق وف يرج ع إل ى ورث ة الواق ف إن وج دو وإال رج ع‬
‫على ألاوقاف العامة‪ ،‬واستثنت املدونة ألاوقاف املعقبة املنشأة قبل دخولها حيز التطبيق‪.‬‬

‫وق د عرفت ه امل ادة ‪ 248‬م ن مدون ة ألاوق اف بأن ه م ا وق ف ع ل ى ول د أو عق ب أو نس ل أو ذري ة‬


‫املحبس أو غيره‪.‬‬

‫الوق ف ال ذري أو الخ اص عن دما ينقط ع املس تحقون في ه‪ ،‬أو تنته ي م دة تخصيص ه‬
‫ألش خاص محددي ن م ن الذري ة أو م ن غيره م‪ ،‬فإن ه ينتق ل ب ش رط ا لواق ف ليص بح وقف ا عام ا أو‬
‫خيريا‪ .‬ولحظ ة انتقاله تلك هي لحظ ة نشأته كوقف خيري‪ ،‬وه ي لحظ ة خاص ة ب ه‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الوقف املشترك‬

‫عرف ت امل ادة ‪ 248‬م ن مدون ة ألاوق اف الوق ف املش ترك بأن ه م ا وق ف ابت داء عل ى جه ة عام ة وعل ى‬
‫شخص بذاته‪ ،‬أو عليه وعلى عقبه‪.‬‬
‫م ن خ الل امل ادة امل ذكورة أع اله يتب ين لن ا أن الوق ف املش ترك ه و م ا وق ف ابت داء عل ى ج ة عام ة‬
‫وعل ى ش خص بذات ه أو علي ه و عل ى عقب ه‪ .‬كم ا نص ت مقتض يات امل ادة ‪ 211‬م ن مدون ة ألاوق اف عل ى أن‬
‫الوق ف املش ترك يخض ع ل نفس ألاحك ام املطبق ة عل ى ألام وال املوقوف ة وقف ا عام ا‪ ،‬وتق وم إدارة ألاوق اف‬
‫بتدبيره‪.‬‬

‫وتج در إلاش ارة أن ألاحك ام الخاص ة بتص فية ألاوق اف املعقب ة تس ري عل ى الحص ة املخصص ة‬
‫للعقب في الوقف املشترك‪ ،‬وھذا ما نصت عليه املادة ‪ 211‬من مدونة ألاوقاف‪.‬‬

‫عموم ا فاألوق اف املش تركة م ن ألاوق اف الت ي يج ب الحف اظ عليه ا وحمايته ا خصوص ا وأن بع ض‬
‫إلاج راءات القانوني ة الت ي تحكمه ا ق د تقادم ت وأص بحت ال تس اير التغي رات أو الظ روف إلاجتماعي ة‬
‫وإلاقتص ادية‪ ،‬ألام ر ال ذي دف ع بع ض التش ريعات إال إلغائه ا لع دة أس باب واقعي ة برهن ت عل ى فش ل‬
‫ه ذا النظ ام منه ا ع دم احت رام قواع د الح بس وذل ك بانع دام التع اون ب ين املوق وف عل يهم لحف ظ ع ين‬
‫الوقف و خروج بعض الوافين على مقاصد الشرع‪.‬‬

‫يرجع الوقف املعقب بعد انقراض املوقوف عليهم إرثا إلى ورثة الواقف إن وجدوا‪ ،‬وإال إلى ألاوقاف العامة ما لم يعين الواقف مرجعا آخر يؤول‬
‫إليه‪ .‬يتعين على العدول عند تلقي إلاشهاد تنبيه الواقف إلى أحكام هذه املادة‪.‬‬

‫‪- 25 -‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫إن تعدد ألانظمة العقارية باملغرب يعزى باألساس الى التركيبة املتعددة للمجتمع املغربي إضافة إلى‬
‫ألاسباب التاريخية التي وقفنا عليها بمناسبة الحديث عن كل نظام‪ .‬ومنذ عهد قريب تدخلت الدولة في العقار‬
‫الوطني وسنت أنظمة أخرى غير تلك ألانظمة التي وقفنا عليها في هذه الدراسة وذلك استجابة ملتطلبات التنمية‬
‫وتطور املجتمع‪.‬‬

‫وهكذا ظهرت أنظمة عقارية عصرية كنظام إلاصالح الزراعي حيث بادرت الدولة بعد الاستقالل الى توزيع‬
‫بعض ألاراض ي الفالحية التابعة مللك الدولة الخاص على صغار الفالحين وذلك في غياب أي إطار قانوني للعملية‪،‬‬
‫ولم يتم تأطير هذه العملية إال سنة ‪ 2133‬بمقتض ى املرسوم امللكي بمثابة قانون رقم ‪.33.131‬‬

‫كما ظهرت أنظمة أخرى في السنوات التالية الستقالل اململكة وتهم قطاع ضم ألاراض ي القروية ودوائر‬
‫الري ودوائر إلاستثمار الفالحي ألراض ي البور‪ ،‬غير أن هذه ألاراض ي ال تعرف نظاما عقاريا خاصا بها باملعنى‬
‫املباشر‪ ،‬كما هو ألامر بالنسبة لألراض ي التي تناولنها في هذا العرض‪ ،‬كما أن الرصيد العقاري لهذه ألاراض ي يبقى‬
‫ضئيال إذا ما قارناه باألنظمة العقارية الكبرى التي تناولنها في هذا العرض‪ ،‬ولكل ذلك تم استبعادها من هذا‬
‫العرض‪.‬‬

‫وعوما فإن تعدد وتنوع ألانظمة العقارية لألراض ي باملغرب يمكن في بعض الحاالت أن يكون حاجزا أمام‬
‫تداول ألاموال العقارية بشكل سلس في دورة الاقتصاد الوطني‪ ،‬ورغم املجهودات التي بذلت من أجل تحيين‬
‫النصوص القانونية املنظمة لبعض ألانظمة القانونية مثلما حدث بالنسبة لألراض ي الساللية‪ ،‬فإن مساهمة هذه‬
‫العقارات في الاقتصاد ال زال ضعيفا وذلك لكون هذه ألانظمة يتدخل فيما ما هو قانوني وما هو اجتماعي مما‬
‫يستوجب استحضار املقاربات ألاخرى غير القانونية في تدبير هذه ألاراض ي وتسييرها‪.‬‬

‫غير أن تعدد هذه ألانظمة يمكن أن ُينظر إليه من جانب أخر وهو كون هذه ألانظمة إرثا تاريخيا راسخا في‬
‫الذاكرة وقد سايرت إلى تطور املجتمع رغم بعض القصور الذي يعتر ها‪ ،‬مما يستوجب الحفاظ على املبادئ‬
‫السامية التي تقوم عليها هذه ألانظمة وهي تتجلى باألساس في التعاون بين أفراد الجماعة وضمان حق كل فرد من‬
‫الجماعة في الحصول على حقه من ألارض أو ثمارها‪ ،‬مع التأكيد على ضرورة تحيين بعض هذه ألانظمة ملسايرة‬
‫تطور املجتمع والاقتصاد‪.‬‬

‫‪- 26 -‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫الئحة املراجع‪:‬‬

‫الكتب‪:‬‬

‫‪ ‬آمنة مبروك مهالوي‪ ،‬مدخل لدراسة النظام العقاري املغربي – مقاربة قانونية‪ ،‬مطبعة املعارف‬
‫الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة ألاولى‪.1428/2011 ،‬‬
‫‪ ‬ادريس الفاخوري‪ ،‬الحقوق العينية وفق القانون رقم ‪ ،11.48‬طبعة ‪ ،1421‬درا نشر املعرفة‪،‬‬
‫الرباط‪.1421 ،‬‬
‫‪ ‬ادريس الفاخوري‪ ،‬الوسيط في نظام امللكية العقارية على ضوء مدونة الحقوق العينية‬
‫والتشريعات العقارية الخاصة‪ ، ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫‪.1421‬‬

‫‪ ‬محـمد خيري‪ ،‬أراض ي الجموع بين البقاء والزوال‪ ،‬منشورات مجلة الحقوق املغربية‪ ،‬إلاصدار‬
‫ألاول‪ ،‬دار أبي رقراق للطباعة والنشر‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة ألاولى‪.1424 ،‬‬
‫‪ ‬عبد الوهاب ر افع‪ ،‬أراض ي الجموع بين التنظيم والوصاية‪ ،‬مطبعة الوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪،‬‬
‫الطبعة ألاولى‪.2111 ،‬‬
‫‪ ‬مـحمد خيري‪ ،‬العقار وقضايا التحفيظ العقاري في التشريع املغربي من خالل القانون الجديد‬
‫رقم ‪ 20.41‬املتعلق بالتحفيظ العقاري‪ ،‬دار نشر املعرفة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة ألاولى‪.1420 ،‬‬
‫الرسائل وألاطروحات‪:‬‬

‫‪ ‬طارق عزوز‪ ،‬التصرفات الواردة على العقار في ضوء مدونة الحقوق العينية‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة عبد املالك السعدي‪ ،‬كلية العلوم القانونية والاقتصادية‬
‫والاجتماعية بطنجة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1421 – 1423‬‬
‫‪ ‬دمحم اوزيان‪ ،‬ألامالك املخزنية باملغرب‪ ،‬النظام القانوني واملنازعات القضائية‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة دمحم الاول وجدة‪ ،‬كلية العلوم القانونية والاقتصادية‬
‫والاجتماعية‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1421 – 1421‬‬
‫‪ ‬مـحمد إلامام ماء العينين‪ ،‬نظام ألامالك الجماعية ورهانات التنمية املحلية باملغرب‪ ،‬أطروحة‬
‫لنيل الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة م حمد ألاول‪ ،‬كلية العلوم القانونية والاقتصادية‬
‫والاجتماعية‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1441 – 1443‬‬

‫‪- 27 -‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫املقاالت‪:‬‬

‫‪ ‬عبد السالم عرود‪ ،‬تدبير أمالك الجماعات الترابية بين القانون واملمارسة‪ ،‬مقال منشور بمجلة‬
‫القانون واملجتمع‪ ،‬عدد ‪ ،0‬دجنبر ‪ ،1412‬ص ‪.02‬‬

‫‪ ‬مـحمد الكشور‪ ،‬مشكلة التنازع بين الفقه املالكي وقانون إلالتزامات والعقود في مجال العقار غير‬
‫املحفظ‪ ،‬مقال منشور باملجلة املغربية للقانون وإلاقتصاد والتنمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 2180 ،1‬ص ‪.32‬‬
‫‪ ‬عبد الرزاق اصبيحي‪ ،‬قراءة في مدونة ألاوقاف‪ ،‬مقال منشور بمجلة القبس املغربية‪ ،‬عدد خاص‬
‫مالمح النظام الوقفي املغربي الجديد العدد ‪ ،1421 ،0‬ص ‪.13‬‬
‫التقارير‪:‬‬
‫‪ ‬تقرير البنك الدولي رقم ‪ 01114‬حول موضوع‪'' :‬إلارث والبنيات العقارية في املغرب'' صادر بتاريخ‬
‫‪ 12‬ماي ‪.1448‬‬
‫‪ ‬تقرير ألانشطة الصادر عن مديرية أمالك الدولة التابعة لوزارة املالية لسنة ‪.1411‬‬

‫‪- 28 -‬‬
‫تعدد األنظمة العقارية لألراضي باملغرب ‪..................................................................................‬‬

‫الفهرس‪:‬‬

‫مقدمة ‪2................................................................................................................................................‬‬
‫املبحث ألاول‪ :‬نظام ألامالك العمومية ‪5....................................................................................................‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬أمالك الدولة ‪2 ....................................................................................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬أمالك الدولة العامة والخاصة ‪2 ..................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬امللك الغابوي ‪1 .............................................................................................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬أمالك الجماعات الترابية ‪21...........................................................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬امللك العام الجماعي ‪21..................................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬امللك الخاص الجماعي ‪20............................................................................................................‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬نظام امللكية الخاصة ‪55....................................................................................................‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬امللكية الخاصة لألفراد ‪23.................................................................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬ألامالك الخاصة املحفظة ‪23.........................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬ألامالك الخاصة غيراملحفظة ‪28................................................................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬ألامالك الخاصة ألاخرى ‪14...............................................................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬أراض ي الجموع والكيش ‪14............................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أراض ي ألاوقاف‪11.........................................................................................................................‬‬
‫خاتمة ‪22...............................................................................................................................................‬‬
‫الئحة املراجع ‪22.....................................................................................................................................‬‬
‫الفهرس ‪22.............................................................................................................................................‬‬

‫‪- 29 -‬‬

You might also like