Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 93

‫ممدمة ‪:‬‬

‫شهدت السنوات األخٌرة تطورا كبٌرا فً مٌدان الذكاء االصطناعً و الروبوتٌن نتٌجة‬
‫التمدم الهابل فً التكنولوجٌا ومعالجة المعطٌات ‪ ،‬و هذا فً ظل ظهور ثروة البٌانات الضخمة‬
‫كفاعل جدٌدا تتمٌز به الدول المتمدمة عن ؼٌرها من بٌن التطبٌمات الظاهرة للذكاء االصطناعً‬
‫النظام المبرمج لمساعدة الطبٌب فً المجال الطبً السٌارات الذكٌة الوكٌل الذكً ‪ ،‬الروبوتات‬
‫وؼٌرها من التطبٌمات التً أصبح لها دورا فاعبل فً المجتمعات المتطور السٌما منها الوالٌات‬
‫المتحدة األمرٌكٌة ‪ ،‬الٌابان والصٌن‪ ،‬فرنسا وألمانٌا‪ ،‬هذه التكنولوجٌا الجدٌدة مثلت نملة نوعٌة‬
‫فً المجتمعات المتطورة من حٌث توفٌر الراحة و الرفاهٌة و مساعدة األفراد فً إنجاز مهامهم‬
‫االجتماعٌة والمهنٌة لكن فً ذات الولت فتحت الباب على مجموعة من المسابل الفلسفٌة‬
‫واألخبللٌة و كذا المانونٌة ‪.‬‬

‫كان الذكاء االصطناعً والروبوتات ٌمثبلن موضوعا للخٌال العلمً‪ ،‬إال أن ما كان ٌعتبر‬
‫خٌاال أصبح فً السنوات األخٌرة حمٌمة ثابتة‪ ،‬وبمدر ما أثارت من اهتمام أثارت للما فالذكاء‬
‫االصطناعً هو بعبارة بسٌطة أتمته النشاطات التً ال طالما انفرد بها الجنس البشري‪ ،‬كفهم‬
‫اللؽة الطبٌعٌة والتعرؾ اآللً على الكلمات وإنتاج الكبلم‪ ،‬والتعرؾ على الوجوه‪ ،‬وتحرٌر‬
‫الصور الذكٌة‪ ،‬والمٌادة الذاتٌة وحتى التعبٌر الفنً‪ ...‬الخ‪ .‬فنحن الٌوم محاطون بآالت ذكٌة‬
‫تزداد انتشارا فً حٌاتنا الٌومٌة من مركبات مستملة‪ ،‬طابرات بدون طٌار‪ ،‬أو برمجٌات بإمكانها‬
‫مساعدة األطباء أو المضاة أو المحامٌن فً أنشطتهم المهنٌة‪ ،‬دون إؼفال العمبلء األذكٌاء‬
‫للتجارة اإللكترونٌة ‪.‬‬

‫وٌمصد بالذكاء االصطناعً‪ ،‬أنظمة كومبٌوتر التً لها المدرة على المٌام بذات المهام‬
‫المطلوبة من االنسان البشري‪ ،‬ولكن بصورة أسرع من تلن التً ٌموم بها األخٌر‪ ،‬فالذكاء‬
‫االصطناعً ٌموم على محاكاة الذكاء البشري فً اآلالت المبرمجة للتفكٌر مثل البشر‪ ،‬وتملٌد‬
‫أفعالهم‪ ،‬بحٌث تكون لتلن اآلالت المدرة على اتخاذ اإلجراءات المناسبة من تلماء نفسها‪ ،‬ودون‬

‫‪Page 2‬‬
‫تدخل من العنصر البشري‪ ،‬وتشمل أهداؾ الذكاء االصطناعً‪ ،‬التعلم‪ ،‬واالستدالل‪،‬‬
‫واالستدران‪.‬‬

‫ولد عرؾ (جون مكارثً ‪ )mccarthy‬و (مارفن مٌنسكً ‪ )marvin lee minsky‬الذكاء‬
‫االصطناعً بؤنه " هو دراسة وتصمٌم أنظمة ذكٌة بطرٌمة مستملة تستوعب بٌبتها‪ ،‬مع اتخاذ‬
‫كافة التدابٌر البلزمة من أجل تحمٌك أهداؾ محددة" ‪.‬‬

‫والروبوت كؤحد تطبٌمات أنظمة الذكاء االصطناعً له تعارٌؾ متعددة‪ ،‬حٌث ٌمكن تعرٌفه‬
‫حسب لاموس (‪ )Larousse‬اإللكترونً بؤنه " جهاز آلً‪ ،‬لادر على التعامل مع األشٌاء أو‬
‫اجراء العملٌات وفما لبرنامج ثابت أو لابل للتعدٌل " ‪.‬‬

‫كما ٌمكن تعرٌؾ الروبوت وفما لماموس المصطلحات بؤنه آلة أوتوماتٌكٌة مسخرة ومتعددة‬
‫االستخدامات ولابلة للبرمجة‪ ،‬وبالنظر إلى تمتعها بالمرونة المٌكانٌكٌة فلها المدرة على العمل‬
‫بصورة مستملة لتنفٌذ األعمال المختلفة التً تتطلب لدرات خاصة‪ ،‬مثل تحرٌن العضبلت من‬
‫أجل المٌام بالوظابؾ الحركٌة لئلنسان‪.‬‬

‫كما أن المعهد األمرٌكً للروبوت ‪ robot institute of American‬لد عرفه أن "‬


‫الروبوت مناول ٌدوي لابل إلعادة البرمجة ومتعدد الوظابؾ ومصمم لتحرٌن المواد واألجزاء‬
‫واألدوات أو األجهزة الخاصة من خبلل مختلؾ الحركات المبرمجة بهدؾ أداء مهمات متنوعٌه‬
‫‪ ، 01‬كما عرفه االتحاد الٌبانً للروبوتات الصناعٌة على أن " الروبوتات آلة مخصصة لكل‬
‫األؼراض وهً مزودة بؤطراؾ وجهاز للذاكرة وهً لادرة على الدوران والحلول محل العامل‬
‫البشري بواسطة األداء األوتوماتٌكً للحركات ‪".‬‬

‫إن الذكاء االصطناعً أصبح من أهم المفاهٌم الحٌاتٌة‪ ،‬فهو فً تطور مستمر‪ ،‬نتٌجة للتمدم‬
‫السرٌع للتكنولوجٌا‪ ،‬مما جعله هو المحور األساس للرلمنة‪ ،‬وحلمة مهمة فً حٌاة اإلنسان‪ ،‬وال‬
‫ٌمكن االستؽناء عنه بؤي وجه من األوجه‪ ،‬لما له من دور ملحوظ فً المجتمع‪ ،‬لكونه حاول أن‬
‫ٌزٌل الستار عن كثٌر من األشٌاء التً كان اإلنسان ٌجهل المٌام بها بمفرده ‪ ،‬فالذكاء‬

‫‪Page 3‬‬
‫االصطناعً بات جزء ال ٌتجزأ عن حٌاتنا الٌومٌة‪ ،‬وأصبح مفروضا على اإلنسان لما له من‬
‫مزاٌا عدة ال ٌمكن نكرانها‪ ،‬زد على ذلن أن اإلنسان كان وما زال ٌبحث عن التطور والعمل‬
‫البشري ال ٌمكن أن ٌتولؾ عن اإلبداع واالختراع‪ ،‬ولوال استخدامه لملكة العمل والفكر‪ ،‬لما‬
‫استطاع أن ٌنتج لنا ذكاء اصطناعٌا ٌهدؾ للمٌام بدور مهم فً المجتمع‪ ،‬وهذا ما سنحاول أن‬
‫نوضحه من خبلل األدوار المحورٌة للذكاء االصطناعً‪.‬‬

‫ولد عرفت البوادر األولى للشبكة العالمٌة ازدهارا مع بداٌة التسعٌنات‪ ،‬نتج عنها ظهور‬
‫أول ثورة روبوتاتٌة لادرة على التعلم وتبنً التؽٌٌرات التً تحدث فً البٌبة المحٌطة بها‪01 ،‬‬
‫وما أن حلت بداٌة ‪ 0111‬ظهرت معها أنظمة ذكٌة تسٌطر على العالم فً جمٌع بماع العالم‪،‬‬
‫حتى وجدت لبوال من كل الدول من بٌنها الدول العظمى كبرٌطانٌا والوالٌات المتحدة األمرٌكٌة‬
‫والصٌن‪ ...‬الذٌن ٌعدون من الدول الرابدة فً هذا المجال‪ ،‬أما الدول العربٌة‪ ،‬فبالرؼم من أن‬
‫أؼلبها ما زالت لم تعرؾ هذا المجال بشكل كبٌر‪ ،‬إال أننا نجد على رأسهم اإلمارات العربٌة‬
‫المتحدة‪ ،‬والمملكة العربٌة السعودٌة ‪ ،‬اللذان ٌبذالن كل جهدهما فً سبٌل تطوٌر منظومتهما بما‬
‫ٌتماشى مع تمنٌات الذكاء االصطناعً‪.‬‬

‫أهمٌة الموضوع‪:‬‬

‫إن موضوع دراستنا هذا‪ٌ ،‬كتسً أهمٌة بالؽة فً والعنا الحالً‪ ،‬وهذه األهمٌة ٌمكن‬
‫توضٌحها فً ما هو علمً‪ ،‬وفً ما هو عمل‪ .،‬فبالنسبة لؤلهمٌة العلمٌة‪ ،‬بالرؼم من ؼٌاب‬
‫نصوص لانونٌة تنظم لنا الذكاء االصطناعً فإن هذا ال ٌعنً أنه لن ٌكون له تشرٌع خاص‬
‫ٌنظمه على اعتبار أن الدول حالٌا تسعى لتطوٌر منظومتها الداخلٌة بناء على تمنٌات الذكاء‬
‫االصطناعً‪ ،‬ولعل اإلمارات العربٌة المتحدة خٌر دلٌل على هذا‪ ،‬حٌث تعتبر المثال األبرز فً‬
‫مجال الذكاء االصطناعً بتبنٌها التحول اإللكترونً فً العمل الحكومً‪ ،‬واالستثمار فً‬
‫التكنولوجٌا من أجل دعم االلتصاد فً الرأسمال البشري‪ ،‬أما على المستوى الوطنً‪ ،‬فإن‬
‫التشرٌع المؽربً ما زال متؤخرا فً سنه ممتضٌات لانونٌة تتعلك بالذكاء االصطناعً‪ ،‬وهذا ال‬

‫‪Page 4‬‬
‫ٌعنً أن تطبٌماته لم ٌتبناها بعد‪ ،‬بل إنه فً كثٌر من المناسبات ٌإكد على تبنً النظم الذكٌة‬
‫والوسابل التكنولوجٌا الحدٌثة ‪ ،‬بما ٌسد معه حاجٌات الببلد‪.‬‬

‫أما من الناحٌة العملٌة‪ ،‬فإن الوالع العملً أثبت فعبل أن الذكاء االصطناعً أزال الستار عن‬
‫كثٌر من األمور التً ما كان اإلنسان لٌفعلها لوال هذه النظم الذكٌة‪ ،‬بحٌث ٌموم بتشخٌص‬
‫األمراض الصعبة التً استعصى على اإلنسان معالجتها‪ ،‬كما ٌمدم استشارات لانونٌة ومهنٌة فً‬
‫عدة مجاالت كما ٌُسهم فً صنع المرارات التً تتمٌز بالدلة واالستمبللٌة والموضوعٌة‪ ،‬زد على‬
‫ذلن أن تدخل الذكاء االصطناعً أحٌانا فً بعض المسابل الخطرة‪ٌ ،‬سهم بشكل كبٌر فً‬
‫التخفٌؾ على اإلنسان الكثٌر من المخاطر التً لوال الذكاء االصطناعً لكان اإلنسان لمى حتفه‪،‬‬
‫وأخٌرا ٌمكن أن ٌسهم فً تحمٌك التنمٌة المستدامة بشكل ٌجعل االلتصاد الوطنً أو العالمً‬
‫ٌزدهر وٌنمو‪ ،‬هذا من جهة‪.‬‬

‫دوافع اختٌار الموضوع ‪:‬‬

‫إن األسباب الكامنة وراء اختٌار هذا الموضوع نابعة من األهمٌة التً ٌحظى بها وإن كان‬
‫بتحفٌز واختٌار من طرؾ االستاذ المشرؾ ‪،‬فإنه لم ٌنشؤ تلمابٌا او اعتباطٌا وإنما جاء تعبٌرا‬
‫عن اهتمامنا الجاد بمواضٌع الذكاء االصطناعً وما ٌلعبه هذا األخٌر من أداور ربٌسٌة فً‬
‫شتى المجاالت الٌومٌة التً نعٌشها وكذلن للخدمات التً تمدما تمنٌات الذكاء االصطناعً فً‬
‫مختلؾ المجاالت‪ ،‬بحٌث شهد الذكاء االصطناعً فً السنوات األخٌرة تطورا متسارعا وؼٌر‬
‫مسبوق بفعل التمنٌات الرلمٌة والتطور التكنولوجً‪.‬‬

‫صعوبات البحث ‪:‬‬

‫إن من بٌن أبرز الصعوبات التً واجهتنا فً اعداد هذا البحث هو اتساع محاور هدا‬
‫الموضوع‪ ،‬وتشعب اجزابه ‪ ،‬وكذلن ندرة وللة الدراسات الوطنٌة التً تناولت هذا الموضوع‬
‫فً مجمله‪ ،‬او أجزاء منه خاصة ان بعض المحاور التً تم التطرق الٌها فً هذا البحث من‬

‫‪Page 5‬‬
‫المستجدات التً تعرفها الساحة الوطنٌة والدولٌة خاصة بعض تمنٌات الذكاء االصطناعً‬
‫المستجدة التً شهدها العالم‪.‬‬

‫إشكالٌة الموضوع‪:‬‬

‫من خبلل ما سبك تحلٌله ٌمكن معالجة هذا الموضوع من خبلل اإلشكالٌة الربٌسٌة التالٌة ‪:‬‬

‫إلى أي حد ٌساهم تأثٌر الذكاء االصطناعً على الماعدة المانونٌة وفك التشرٌعٌن الوطنً‬
‫والدولً ؟‬

‫وتتفرع عن هذه اإلشكالٌة الربٌسٌة مجموعة من االسبلة الفرعٌة التالٌة ‪:‬‬

‫‪ ‬ما هو الذكاء االصطناعً ؟ وما خصائصه ؟‬


‫‪ ‬هل ٌمكن منح الروبوتات الشخصٌة المانونٌة ؟‬
‫‪ ‬هل ٌمكن مساءلة الروبوتات عن أضرارها فً التشرٌعٌن المغربً والدولً ؟‬

‫المناهج المعتمدة ‪:‬‬

‫كما هو معلوم فجل البحوث العلمٌة تتطلب االستعانة بمناهج البحث العلمً فً صٌاؼتها ‪،‬‬
‫لذلن ارتؤٌنا فً هذا الموضوع االعتماد على المنهج التحلٌلً لكً نستطٌع من خبلله تحلٌل‬
‫مختلؾ الجوانب التً تتعلك بموضوع الذكاء االصطناعً فً عبللته بالمانون‪ ،‬على اعتبار أن‬
‫المانون ٌبمى على رأس أي مستجدات تطرأ على أرض الوالع‪ ،‬لذلن فإنه ال ٌمكن أن نتصور‬
‫الذكاء االصطناعً ٌإدي مهامه بمعزل عن النصوص المانونٌة‪ ،‬محللٌن كذلن األدوار التً ٌموم‬
‫بها الذكاء االصطناعً فً األنظمة المانونٌة‪ ،‬باإلضافة إلى إمكانٌة تؤثٌره علٌها‪ ،‬مع استعانتنا‬
‫ببعض نصوص المواعد العامة لتحلٌلها والبحث فً إمكانٌة اسماطها على الذكاء االصطناعً‪،‬‬
‫لمعرفة مدى مبلءمتها معه‪ ،‬خصوصا فً الجانب المتعلك بالمسإولٌة المانونً‪.‬‬

‫كما تمت االستعانة بالمنهج الممارن الذي حاولنا من خبلله الممارنة بٌن النصوص المانونٌة‬
‫والمواعد العامة لبعض التشرٌعات الوطنٌة والدولٌة لنبٌن مكانة الذكاء االصطناعً فٌها‪ ،‬إذا ما‬

‫‪Page 6‬‬
‫علمنا أنه لٌس هنان إطار لانونً صرٌح ٌنظم الذكاء االصطناعً‪ ،‬زد على ذلن من خبلل هذا‬
‫المنهج حاولنا االطبلع على تجارب الدول العربٌة واألجنبٌة الرابدة فً مجال األنظمة الذكٌة أو‬
‫الذكاء االصطناعً‪ ،‬لنبٌن هل حما المملكة المؽربٌة بدورها ستموم بتبنً هذه التجارب وستعتمد‬
‫على نظم ذكٌة فً األٌام المادمة‪ ،‬بهدؾ االرتماء بااللتصاد الداخلً للبلد‪.‬‬

‫خطة البحث ‪:‬‬

‫التضت منا دراسة هذا الموضوع تمسٌمه إلى فصلٌن ‪:‬‬

‫‪ ‬الفصل األول ‪ :‬اإلطار المفاهٌمً للذكاء االصطناعً‬


‫‪ ‬الفصل الثانً‪ :‬المسؤولٌة المانونٌة للذكاء االصطناعً‬

‫‪Page 7‬‬
Page 8
‫الفصل األول ‪ :‬اإلطار المفاهٌمً للذكاء االصطناعً‬

‫لمد شهدت العمود الثبلثة الماضٌة تطورا رلمٌا متسارعا‪ ،‬مما أدى إلى اتساع رلعة الوالع‬
‫االفتراضً‪ ،‬وتزاٌد الطلب على إشباع رؼبات العالم ؼٌر المحدودة من التكنولوجٌا الحدٌثة‪ ،‬فلم‬
‫ٌعد األفراد ٌستطٌعون ممارسة نشاطاتهم من دون االعتماد على آلٌات الذكاء االصطناعً؛ التً‬
‫أصبحت تموم ممام الذكاء البشري فً مجموعة من المجاالت؛ لما تتسم به من سرعة فً تحلٌل‬
‫البٌانات الموصلة للنتابج المنشودة حسب لدرة المستخدم عبر أنظمة الحاسوب‪.‬‬

‫وهذه النتابج جاءت بسبب المدرة الهابلة للذكاء االصطناعً على التعلم وفهم األشٌاء‪،‬‬
‫وإدراكه طبٌعة التفكٌر البشري‪ ،‬بؽض النظر عن الفوارق اللؽوٌة واإلللٌمٌة ‪.‬‬

‫ولد عرؾ الذكاء االصطناعً بؤنه عملٌة محاكاة للذكاء البشري عبر أنظمة الكومبٌوتر‪،‬‬
‫من خبلل محاولة تملٌد سلون البشر ونمط التفكٌر وآلٌة اتخاذ المرار‪ ،‬وٌتم ذلن عن طرٌك‬
‫دراسة السلون البشري من خبلل عدد من التجارب والتصرفات‪ ،‬ووضع األفراد فً موالؾ‬
‫سلوكٌة معٌنة ومرالبة أفعالهم‪ ،‬وردود األفعال ونمط التفكٌر‪ ،‬ثم محاولة محاكاة طرٌمة التفكٌر‬
‫وآلٌة اتخاذ المرار‪ ،‬من خبلل االستعانة بؤنظمة الكومبٌوتر شدٌدة التعمٌد‪ .‬وعرؾ هذا األخٌر‬
‫تطورا بفضل التطور التكنولوجً‪ ،‬والتحول الرلمً المتزاٌد مما نتج عنه تزاٌد التساإالت‬
‫الدلٌمة التً أنتجها استعمال هذه التنمٌة فً مختلؾ المجاالت التعلٌم والصحة وااللتصاد‪،‬‬
‫وؼٌرها‪ .‬كما كثر الحدٌث فً اآلونة األخٌرة عن الذكاء االصطناعً وعبللته بالعلوم األخرى‪،‬‬
‫لما ٌطرحه من وفرة اإلمداد فً النتابج ؼٌر المنضبطة بسبلمة االستمداد خاصة فً جانب‬
‫العلوم الشرعٌة‪ ،‬وذلن راجع لعوامل متعددة‪ ،‬منها استخدام الذكاء االصطناعً فً إصدار‬
‫الفتاوى واألحكام دون التمٌد بالمواعد والضوابط المعتبرة فً هذا الباب‪.1‬‬

‫‪1‬عبدالعزٌز ببلوي ‪،‬الذكاء االصطناعً فً العلوم الشرعٌة والمانونٌة ‪ ،‬أعمال المإتمر الدولً االول اٌت ملول المملكة المؽربٌة ‪9_1‬‬
‫نونبر ‪ 0102‬ص ‪.4،‬‬

‫‪Page 9‬‬
‫وبناء على ذلن؛ ٌمكن تعرٌؾ الروبوت بؤنه " آلة تعمل بطرٌمة مٌكانٌكٌة تسمح بالمٌام‬
‫بتنفٌذ المهام أو األعمال بصورة مستملة‪ ،‬وذلن عن طرٌك اتخاذ المرار فٌما ٌتعلك ببعض‬
‫اإلجراءات األساسٌة أو األولٌة التً لامت بوضعها أو اتخاذها ‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الذكاء االصطناعً‬

‫إن التطور النوعً و المتسارع الذي أحدثته الثورة التكنولوجٌة خاصة فً المرن العشرٌن‬
‫فً مجال تمنٌات المعلومات أدت الى ظهور تطبٌمات و برامج جدٌدة تتمٌز بالتنوع و االبتكار‬
‫المستمر مما زاد من حدة المنافسة على مستوى السوق العالمً ففً اآلونة االخٌرة اتجهت‬
‫التطبٌمات الحدٌثة لتمنٌات المعلومات الستخدام الذكاء االصطناعً و االنظمة الذكٌة فً عالم‬
‫االدارة المال واالعمال و كذا االستفادة من لدرة تلن النظم الذكٌة على اتخاذ المرارات ‪.‬‬

‫وٌمكن تعرٌؾ الذكاء االصطناعً بوجه عام بؤنه هو فرع من علم الحاسوب ‪ .‬و تعرؾ‬
‫الكثٌر من المإلفات الذكاء االصطناعً‪ ،‬على أنه " دراسة وتصمٌم العمبلء األذكٌاء"‪ ،‬والعمٌل‬
‫الذكً هو نظام ٌستوعب بٌبته وٌتخذ الموالؾ التً تزٌد من فرصته فً النجاح فً تحمٌك مهمته‬
‫أو مهمة فرٌمه وهذا التعرٌؾ‪ ،‬من حٌث األهداؾ واألفعال والتصور والبٌبة ٌرجع إلى‬
‫‪. 2Russell & Norvig‬‬

‫و لد صاغ عالم الحاسوب جون مكارثً هذا المصطلح باألساس فً عام ‪ ، 0991‬وعرفه‬
‫بنفسه بؤنه "علم وهندسة صنع اآلالت الذكٌة‪ " 3‬وٌعرؾ أندرٌاس كاببلن وماٌكل هاٌنلٌن الذكاء‬

‫‪2‬‬
‫‪Acificial hueligence: A Made Appounds anvenity mxibok no artificial analligence, witten by Stutt‬‬
‫‪Rammell and Peter Norvig.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪)Definition of Al as the study of intelligent agents, drawn from the leading Al textbooks.‬‬

‫‪Poole, Mackworth & Goebel (1998, p. 11, which provides the version that is used in this article. These‬‬
‫‪authors use the term computational intelligence as a synonym for artificial intelligence.‬‬

‫‪Russell & Norvig (2003, p. 55) who prater the term‬‬

‫‪"rational agent" and write "The whole-agent view is now widely accepted in the fild.‬‬

‫‪Page 10‬‬
‫االصطناعً بؤنه "لدرة النظام على تفسٌر البٌانات الخارجٌة بشكل صحٌح‪ ،‬والتعلم من هذه‬
‫البٌانات‪ ،‬واستخدام تلن المعرفة لتحمٌك أهداؾ ومهام محددة من خبلل التكٌؾ المرن‪.4‬‬

‫ولد عرؾ ‪ Alan Turing‬الذكاء االصطناعً بؤنه المدرة على التصرؾ كما لو كان‬
‫اإلنسان هو الذي ٌتصرؾ من خبلل محاولة خداع المستجوب وإظهار كما لو إن إنسانا هو‬
‫الذي ٌموم باإلجابة على األسبلة المطروحة من لبل المستجوب"‪.‬‬

‫وعرفه ‪ Elaine Rich‬بؤنه" دراسة لجعل أجهزة الكمبٌوتر أن تإدي أشٌاء ٌموم بها اإلنسان‬
‫بطرٌمة أفضل"‪ .‬كما عرفه كبل من ‪ Shortcliffe Buchanan‬مركزٌن على االختبلؾ فً‬
‫تمنٌات البرمجة المستخدمة فً الذكاء االصطناعً بؤنه فرع من علوم الكمبٌوتر ٌتعامل مع‬
‫الرموز والطرق الؽٌر حسابٌة لحل المشكلة"‪.‬‬

‫وعرفه ‪ Marvin Lee Minsky‬بؤنه بناء برامج الكمبٌوتر التً تنخرط فً المهام التً ٌموم‬
‫بها البشر بشكل مرضً‪ ،‬ألنها تتطلب عملٌات عملٌة عالٌة المستوي مثل‪ :‬اإلدران الحسً‬
‫"التعلم وتنظٌم الذاكرة والتفكٌر النمدي"‪.‬‬

‫فالذكاء االصطناعً هو أحد علوم الحاسب اآللً الحدٌثة التً تبحث عن أسالٌب متطورة‬
‫للمٌام بؤعمال و استنتاجات تشابه و لو فً حدود ضٌمة تلن االسباب التً تنسب لذكاء االنسان‪.5‬‬

‫وبؤبسط العبارات‪ٌ ،‬شٌر مصطلح الذكاء االصطناعً (‪ )AI‬إلى األنظمة أو األجهزة التً‬
‫تحاكً الذكاء البشري ألداء المهام والتً ٌمكنها أن تحسن من نفسها استنادا إلى المعلومات التً‬
‫تجمعها‪.‬‬

‫ومن جمٌع ما تمدم ٌمكننا تعرٌؾ الذكاء االصطناعً بؤنه وسٌلة إلعداد الحاسوب أو‬
‫الروبوت للتحكم فٌه بواسطة برنامج ٌفكر بذكاء بنفس الطرٌمة التً ٌفكر بها البشر األذكٌاء‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪Stuart Russell and Patar Norvig characterize this definition as "thinking humanly" anci raject it in favor of‬‬
‫‪"acting rationally".‬‬
‫‪5‬عبد المجٌد لتٌبة مازن استخدمات الذكاء الصناعً فً تطبٌمات الهندسة الكهربابٌة (دراسة ممارنة)‪ .‬رسالة ممدمة لنٌل شهادة ماجستٌر‬
‫األكادٌمٌة العربٌة الدنمارن ‪ ،0119 ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪Page 11‬‬
‫فعلم الذكاء االصطناعً هو أحد علوم الحاسب اآللً الحدٌثة التً تبحث عن أسالٌب متطورة‬
‫لبرمجته للمٌام بؤعمال واستنتاجات تشابه فً أضٌك الحدود األسالٌب التً تنسب لذكاء اإلنسان‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬خصائص الذكاء االصطناعً وأهدافه‬

‫ٌعتبر الذكاء االصطناعً ذلن العلم الذي ٌهتم بصنع آالت ذكٌة تتصرؾ كما هو متولع من‬
‫االنسان أن ٌتصرؾ‪ ,‬وٌتطرق الذكاء االصطناعً الى المجاالت التالٌة‪ 6:‬اللؽة الطبٌعٌة‪،‬‬
‫الروبوت ‪ ،‬التعرؾ على الكبلم ‪ ،‬الشبكات العصبٌة االصطناعٌة االنظمة الخبٌرة‪.‬‬

‫ولمد شكل الذكاء االصطناعً لفزة نوعٌة فً حمول العلوم النظرٌة والتطبٌمٌة إذ استطاع‬
‫هذا االخٌر نمل الذكاء الذي ٌشبه ذكاء الدماغ البشري إلى اآلالت الحاسوبٌة و لمد أصبح الٌوم‬
‫الذكاء االصطناعً ٌحاكً المدرات الذهنٌة البشرٌة و أنماط عملها فً بعض عملٌات االدران‬
‫االستنتاج المنطمً و كذا التعلم واكتساب الخبرات و المهارات‪ ,‬و ذلن عن طرٌك عدة تمنٌات و‬
‫برامج تتسم بالتنوع واالبتكار المستمر‪ٌ .‬تمتع الذكاء االصطناعً بالعدٌد من الخصابص و‬
‫الممٌزات سنحاول ذكرها (الفمرة األولى ) وكذا اهداؾ الذكاء االصطناعً المتعددة ( كفمرة‬
‫تانٌة)‬

‫الفمرة األولى ‪ :‬خصائص الذكاء االصطناعً‬


‫‪7‬‬
‫ٌتمتع الذكاء االصطناعً بالعدٌد من الخصابص و الممٌزات نذكر منها ‪:‬‬

‫‪ . ‬استخدام الذكاء فً حل المشاكل المعروضة مع ؼٌاب المعلومة الكاملة‬


‫‪ . ‬المدرة على التفكٌر و االدران ‪.‬‬
‫‪ . ‬المدرة على اكتساب المعرفة وتطبٌمها‬
‫‪ . ‬المدرة على التعلم والفهم من التجارب والخبرات السابمة ‪.‬‬
‫‪ ‬المدرة على استخدام الخبرات المدٌمة وتوظٌفها فً موالؾ جدٌدة ‪.‬‬
‫‪6‬روابح عٌلة بوداح عبد الجلٌل‪ ،‬تطور تمدٌر خطر الفرض فً ظل نماذج الذكاء االصطناعً‪ ،‬مجلة العلوم االنسانٌة ‪ ،‬المجلد ‪ ، 01‬العدد‬
‫‪ 14‬جامعة منتوري لسنطٌنة سنة ‪ ، 0109‬ص ‪.012‬‬
‫‪ 7‬النجار فاٌز جمعة نظم المعلومات اإلدارٌة منظور إداري الطبعة الثانٌة دار الحامد للنشر والتوزٌع عمان األردن ‪ ،0101‬ص ‪011‬‬

‫‪Page 12‬‬
‫‪ . ‬المدرة على استخدام التجربة و الخطؤ الستكشاؾ األمور المختلفة‬
‫‪ ‬المدرة على االستجابة السرٌعة للموالؾ والظروؾ الجدٌدة ‪.‬‬
‫‪ . ‬المدرة على التعامل مع الحاالت الصعبة و المعمدة ‪.‬‬
‫‪ . ‬المدرة على التعامل مع الموالؾ الؽامضة مع ؼٌاب المعلومة‪.‬‬
‫‪ . ‬المدرة على تمٌٌز االهمٌة النسبٌة لعناصر الحاالت المعروضة ‪.‬‬
‫‪ . ‬المدرة على التصور و االبداع و فهم األمور المربٌة و إدراكها ‪.‬‬
‫‪ ‬المدرة على تمدٌم المعلومة إلسناد المرارات االدارٌة ‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫بعبارة أخرى فإن الذكاء االصطناعً ٌتمتع بمجموعة الممٌزات التالٌة‪:‬‬

‫‪ -1-‬إمكانٌة تمثٌل المعرفة ‪ :‬إن برامج الذكاء االصطناعً على عكس البرامج االحصابٌة‬
‫تحتوي على أسلوب لتمثٌل المعلومات إذ تستخدم هٌكلة خاصة لوصؾ المعرفة و هذه الهٌكلة‬
‫تتضمن الحمابك و العبللات بٌن هذه الحمابك و المواعد التً تربط هذه العبللات‪ ....‬الخ‪ .‬و‬
‫مجموعة الهٌاكل المعرفٌة تكون فٌما بٌنها لاعدة المعرفة و هذه الماعدة توفر أكبر لدر ممكن‬
‫من المعلومات عن المشكلة المراد إٌجاد حل لها ‪.‬‬

‫‪ 2‬استخدام االسلوب التجرٌبً المتفائل ‪ :‬من الصفات المهمة فً مجال الذكاء االصطناعً أن‬
‫برامجها تمتحم المسابل التً لٌس لها طرٌك حل عامة معروفة‪ ,‬و هذا ٌعنً أن البرامج ال‬
‫تستخدم خطوات متسلسلة تإدي الى الحل الصحٌح و لكنها تختار طرٌمة معٌنة للحل تبدو جٌدة‬
‫مع االحتفاظ باحتمالٌة تؽٌٌر الطرٌمة إذا اتضح أن الخٌار األول ال ٌإدي الى الحل سرٌعا‪ ،‬أي‬
‫التركٌز على الحلول الوافٌة و عدم تؤكٌد الحلول المثلى أو الدلٌمة كما هو معمول به فً البرامج‬
‫التملٌدٌة الحالٌة‪ ،‬ومن هذا المنطلك فإن حل معادالت من الدرجة الثانٌة ال ٌعد من برامج الذكاء‬

‫‪ 8‬مطاي عبد المادر‪ ،‬تحدٌات ومتطلبات استخدام الذكاء االصطناعً فً التطبٌمات الحدٌثة لعملٌات إدارة المعرفة فً منظمات األعمال‬
‫الملتمى الوطنً العاشر حول أنظمة المعلومات المعتمدة على الذكاء االصطناعً ودورها فً صنع لرارات المإسسة االلتصادٌة ‪ ،‬جامعة‬
‫سكٌكدة ‪،‬الجزابر ص‪. 4-2 ،‬‬

‫‪Page 13‬‬
‫االصطناعً ألن الطرٌمة معروفة و لكن برامج لعبة الشطرنج تعد من االمثلة الجٌدة لبرامج‬
‫الذكاء االصطناعً و ذلن لؽٌاب طرٌمة واضحة و أكٌدة لتحدٌد الحركة المادمة ‪.‬‬

‫‪ -2‬لابلٌة التعامل مع المعلومات النالصة ‪ :‬من الصفات األخرى التً تستطٌع برامج الذكاء‬
‫االصطناعً المٌام بها لابلٌتها على إٌجاد بعض الحلول حتى لو كانت المعلومات ؼٌر متوافرة‬
‫بؤكملها فً الولت الذي ٌتطلب فٌه الحل‪ ,‬و إن تبعات عدم تكامل المعلومات ٌإدي الى‬
‫استنتاجات ألل والعٌة أو الل جدارة‪ ,‬و لكن من جانب آخر لد تكون االستنتاجات صحٌحة ‪.‬‬

‫‪ -4‬المابلٌة على التعلم ‪ :‬من الصفات المهمة للتصرؾ الذكً المابلٌة على التعلم من الخبرات و‬
‫الممارسات السابمة إضافة الى لابلٌة تحسٌن االداء باألخذ بنظر االعتبار االخطاء السابمة‪ ،‬هذه‬
‫المابلٌة ترتبط بالمابلٌة على تعمٌم المعلومات و استنتاج حاالت مماثلة و انتمابٌة و إهمال بعض‬
‫المعلومات الزابدة ‪.‬‬

‫‪ -5-‬لابلٌة االستدالل ‪ :‬و هً المدرة على استنباط الحلول الممكنة لمشكلة معٌنة و من والع‬
‫المعطٌات المعروفة والخبرات السابمة و ال سٌما للمشكبلت التً ال ٌمكن معها استخدام الوسابل‬
‫التملٌدٌة المعروفة للحل هذه المابلٌة تتحمك على الحاسوب بخزن جمٌع الحلول الممكنة إضافة‬
‫‪9‬‬
‫الى استخدام لوانٌن او استراتٌجٌات االستدالل و لوانٌن المنطك ‪.‬‬

‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬أهداف الذكاء االصطناعً‬

‫ٌهدؾ علم الذكاء االصطناعً عموما الى فهم طبٌعة الذكاء االنسانً عن طرٌك عمل‬
‫برامج للحاسب اآللً لادرة على محاكاة السلون االنسانً المتسم بالذكاء‪ ,‬و تعنً لدرة برنامج‬
‫الحاسب على جلب مسؤلة ما أو اتخاذ لرار فً مولؾ ما‪ ,‬حٌث أن البرنامج نفسه ٌجد الطرٌمة‬
‫التً ٌجب أن تتبع لحل المسؤلة أو للتوصل الى المرار بالرجوع الى العدٌد من العملٌات‬
‫االستداللٌة المتنوعة التً ؼذي بها البرنامج ‪.‬‬

‫‪9‬مطاي عبد المادر‪ ،‬تحدٌات و متطلبات استخدام الذكاء االصطناعً فً التطبٌمات الحدٌثة لعملٌات إدارة المعرفة فً منظمات األعمال‪،‬‬
‫المرجع السابك ص ‪. 4‬‬

‫‪Page 14‬‬
‫و ٌضع كتاب ) وٌنستون و برندر جاست‪ ) 0914 .‬ثبلثة أهداؾ أساسٌة للذكاء‬
‫‪10‬‬
‫االصطناعً تتمثل فً‪:‬‬

‫‪ -0‬جعل االجهزة أكثر ذكاء ( هدؾ ربٌسً )‬

‫‪ -0‬فهم ماهٌة الذكاء‬

‫‪ -2‬جعل االجهزة أكثر فابدة ‪.‬‬

‫كما ٌكمن الؽرض من الذكاء االصطناعً فً تفسٌر المولؾ أو النص فً بعض االحٌان‬
‫فهو ٌتعلك بنشاط البناء‪ ,‬وظٌفة المولؾ والهدؾ من خبلل " حل المشكبلت " التً تخص‪: 11‬‬

‫‪ . ‬مشكبلت التصمٌم‬
‫‪ . ‬مشكبلت التخطٌط‬
‫‪ . ‬مشكبلت التشخٌص‬

‫و تؤسٌسا على ما سبك ٌمكن المول أن للذكاء االصطناعً عدة أهداؾ ٌمكن حصر أهمها‬
‫فً النمطتٌن التالٌتٌن ‪:‬‬

‫‪ .0‬تمكٌن اآلالت من معالجة المعلومات بشكل ألرب طرٌمة االنسان فً حل المسابل بمعنى‬
‫آخر المعالجة المتوازٌة حٌث ٌتم تنفٌذ عدة أوامر فً نفس الولت و هذا ألرب طرٌمة‬
‫لئلنسان فً حل المسابل ‪.‬‬
‫‪ .0‬فهم أفضل لماهٌة الذكاء البشري عن طرٌك فن أؼوار الدماغ حتى ٌمكن محاكاته كما‬
‫هو معروؾ أن الجهاز العصبً و الدماغ البشري أكثر االعضاء تعمٌدا و هما ٌعمبلن‬
‫بشكل مترابط و دابم فً التعرؾ على االشٌاء‪. 12‬‬

‫‪10‬اللوزي موسى الذكاء االصطناعً فً االعمال بحث لدم المإتمر السنوي الحادي عشر ذكاء االعمال و التصاد المعرفة كلٌة االلتصاد‬
‫والعلوم اإلدارٌة جامعة الزٌتونة عمان األردن‪ ،0100 ،‬من ‪. 00‬‬
‫‪11‬‬
‫‪Cazenave Triston, Intelligence artificielle une approche ludique, Ellipse, Paris, Franc, 201, p06-07.‬‬
‫‪ 12‬اللوزي موسى الذكاء االصطناعً فً االعمال المرجع السابك ‪ .‬من ‪. 00‬‬

‫‪Page 15‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬حمٌمة الذكاء االصطناعً وأهمٌته‬

‫لم ٌعد الذكاء االصطناعً مجرد حلم ٌراود البعض أو ضرب من ضروب الخٌال العلمً‬
‫بل أضحى حمٌمة والعٌة تحظى بتطبٌمات عدة تحاكً الذكاء البشري حٌنا و تتفوق علٌه أحٌانا‬
‫كثٌرة‪ ،‬إذ أنه ابرز ما تتمٌز به هذه التطبٌمات هو لدرتها الفابمة على التعلم و اكتساب الخبرة و‬
‫اتخاذ المرار باستمبللٌة دون االشراؾ البشري المباشر فضبل عن تمتعها بمهارات التسبٌب‬
‫واالستنباط و التكٌؾ مع البٌبة المحٌطة ونتٌجة لهذه الخصابص تلعب تكنولوجٌا الذكاء‬
‫االصطناعً دورا حٌوٌا فً تسرٌع االنجاز وزٌادة وتٌرة االنتاج من خبلل مما ادى الى بعض‬
‫الول الى اطبلق استراتٌجٌة متكاملة بشؤن تحوٌل الذكاء االصطناعً الى والع ملموس إٌمانا‬
‫بؤهمٌة استشراؾ المستمبل وخلك بٌبات عمل مبتكرة ترتمً بجودة االداء وتستثمر الطالات على‬
‫النحو االمثل ‪.‬‬

‫الفمرة األولى ‪ :‬أهم تطبٌمات الذكاء االصطناعً‬

‫ان التطبٌمات عدٌدة ومتنوعة مثل معالجة اللؽة الطبٌعٌة‪ ,‬النظم الخبٌرة‪ ,‬الشبكات العصبٌة‪,‬‬
‫المنطك الؽامض الضبابً)‪ ,‬استخدام الحاالت و الوكٌل الذكً ‪..‬‬

‫و ٌمكن سرد أنواع مختلفة فً حمول العلوم والتكنولوجٌا خاصة و أن حلمات االبتكار‬
‫التكنولوجً فً مجال الذكاء االصطناعً متجددة ومفتوحة على التطور و االبداع و مجموعة‬
‫التطبٌمات الحالٌة و الجدٌدة فً الحمول العلمٌة والنظرٌة المختلفة ال تعنً أبدا مجاالت محددة‬
‫وثابتة ‪.‬‬

‫من ؼٌر الممكن دراسة كل مجاالت تطبٌك الذكاء االصطناعً فً عملٌات و أنشطة االدارة‬
‫بصورة عامة واالعمال االلكترونٌة على وجه الخصوص‪ ,‬فانه باإلمكان دراسة أهم منظومات‬

‫‪Page 16‬‬
‫الذكاء االصطناعً المستخدمة لدعم المرارات االدارٌة من خبلل نوع االسناد الذي تمدمه لصانع‬
‫المرار و مستوى المرار الذي ٌسانده و طبٌعة المجال التطبٌمً المناسب‪.13‬‬

‫أوال ‪ :‬النظم الخبٌرة‬

‫النظام الخبٌر بكلمات أولٌة سهلة هو برنامج حاسوب مصمم لنمذجة لدرة الخبٌر االنسانً‬
‫على حل المشكبلت‪ .14‬بمعنى آخر ٌرتكز النظام الخبٌر على معرفة الخبٌر و تفكٌر و إدران‬
‫الخبٌر أو على طرٌمته فً تعمٌل و فهم االشٌاء‪.‬‬

‫من وجهة نظر أن النظم الخبٌرة هً اختراق السوق و المجتمع و انه ٌوجد توازن دلٌك بٌن‬
‫هإالء المإمنٌن بتكنولوجٌا النظم الخبٌرة و التملٌدٌن الذٌن ال ٌزالون مشككٌن فً مزاٌا النظم‬
‫الخبٌرة و نحن ندخل عصر المعرفة و من الواضح أن منظمات المعرفة و إدارة المعرفة و‬
‫تكنولوجٌا المعرفة سوؾ تعتمد على النظم الخبٌرة و المابمة على المعرفة و سوؾ تكون هذه‬
‫النظم جزءا ال ٌتجزأ من صنع المنظمات العالمٌة التنافسٌة و لابلة للتطبٌك فً البٌبة الدولٌة و‬
‫بدأ العمل المبكر فً النظم الخبٌرة فً الخمسٌنات من لبل فرٌك من المفكرٌن و فً السبعٌنات‬
‫لامت أكبر المصالح الصناعٌة على تطوٌر النظم الخبٌرة و تستمر خبلل الٌوم و ٌستخدم‬
‫الخبراء النظم الخبٌرة فً مجاالت التطبٌمات مثل ‪ :‬التشخٌص‪ ,‬التصور طرٌمة التدرٌس‪ ،‬التعلم‬
‫اللعب البرمجة إثبات نمط التعرؾ على الكبلم‪ ,‬و أشار أن الذكاء االصطناعً و نظمها الخبٌرة‬
‫لد بلؽت مستوى نضج ال سٌما فً السنوات االخٌرة ‪.‬‬

‫و لد تطورت الى درجة أن المعرفة على أساس النظم الخبٌرة لد تصل إلى مستوى أداء‬
‫مماثل لئلنسان الخبٌر فً المجاالت المتخصصة مثل ‪ :‬النظم الحاسوبٌة‪ ,‬الحوسبة‪ ,‬التعلم و‬

‫‪ 13‬خوالد أبو بكر كتاب جماعً تطبٌمات الذكاء االصطناعً كتوجه حدٌث لتعزٌز تنافسٌة منظمات االعمال الطبعة األولى‪ .‬المركز‬
‫الدٌممراطً العربً للدراسات االستراتٌجٌة والسٌاسٌة وااللتصادٌة برلٌن‪ ,‬المانٌا ‪ 0109‬ص ‪. 01‬‬

‫‪ٌ14‬اسٌن سعد ؼالب تحلٌل وتصمٌم نظم المعلومات دار المناهج للنشر والتوزٌع عمان‪ ,‬االردن‪ 0111 ,‬ص ‪. 91-99‬‬

‫‪Page 17‬‬
‫الهندسة هندسة المعرفة الجٌولوجٌا و الطب و العلوم‪ ،‬أٌضا النظم الخبٌرة لها أداء عالً فً حل‬
‫‪15‬‬
‫مشاكل ( البرمجٌات ( برنامج كمبٌوتر‪ ,‬لادرة على محاكاة الخبرة البشرٌة فً مجال ضٌك‪.‬‬

‫و ٌرى بعض الخبراء أن النظم الخبٌرة سوؾ تؽٌر طرٌمة تنفٌذ االعمال من خبلل تؽٌر‬
‫طرٌمة تفكٌر الناس فً حل المشكبلت و منذ البداٌة كانت آمال العلماء بالنظم الخبٌرة كبٌرة فمد‬
‫سبك أن لال أستاذ المعلوماتٌة ‪ Minsky Marvin‬فً سنة ‪ ": 0911‬أنه خبلل ثبلث إلى ثمانً‬
‫سنوات سوؾ تكون لنا آلة بذكاء عام ٌمثل متوسط ذكاء االنسان العادي ‪ .‬أنا أعنً آلة تستطٌع‬
‫تمرأ وتفهم مسرحٌات شكسبٌر و تمود السٌارة مثبل‪ ،‬و تلعب أٌضا و تمزح ‪ ...........‬و تعٌش‬
‫‪16‬‬
‫الحٌاة ‪...‬‬

‫و لكً ٌستطٌع النظام الخبٌر أن ٌحمك هذا المستوى المستهدؾ من الذكاء البد أن ٌكون لدى‬
‫النظام كل من لاعدة المعرفة ‪ Knowledge Base‬و آلة االستدالل ‪.Engine Inference‬‬
‫حٌث تحتوي لاعدة المعرفة على المعرفة المتخصصة فً مجال الخبرة المتراكمة التً ٌموم‬
‫بتجهٌزها الخبٌر أو مجموعة الخبراء وتشمل هذه المعرفة المتخصصة على الحمابك المواعد‬
‫المفاهٌم و العبللات‪ ،‬أما آلة االستدالل هً معالجة معرفة تموم بممارنة المعلومات المتاحة عن‬
‫المشكلة المعطاة مع المعرفة المخزونة فً لاعدة المعرفة و اشتماق االستنتاجات والتوصٌات‬
‫المفٌدة ‪ .‬و باإلضافة إلى لاعدة المعرفة و آلة االستدالل ٌحتاج النظام الخبٌر الى وجود الواجهة‬
‫البٌنٌة الوحدة التركٌبٌة التً تمدم تسهٌبلت التفسٌر‪. 17‬‬

‫فً الولت الحالً توجد لدى النظم الخبٌرة ذات التمنٌة العالٌة المدرة على انتاج االفكار‬
‫المبدعة و الحلول العلمٌة للمشكبلت الصعبة و المعمدة‪ ،‬فضبل عن ذلن تستخدم النظم الخبٌرة‬
‫كتوثٌك المعرفة والخبرة االنسانٌة و دعم عملٌات اتخاذ المرارات شبه ؼٌر المبرمجة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪Liebowitz, J, Knowledge-Based/Expert Systems Technology in Life Support Systems, Kybernetes, New‬‬
‫‪York, USA, 1997, P555-556.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪Davenport TH, Prusak I, Working Knomwledge: How Organizations Manage What They Know, Harvard‬‬
‫‪Business School, Boston, USA, 1999, P 127.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪Alter S, Information Systems: The Foundation Of E-Business, New York, Prentice Hall, USA, 2002. P 326.‬‬

‫‪Page 18‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬الشبكات العصبٌة‬

‫هً نظم معلومات محوسبة مصممة على ؼرار بنٌة الدماغ و بمحاكاة طرٌمة عمله ؼٌر أن‬
‫الشبكة العصبٌة المحوسبة هً أسهل بكثٌر من عمل الدماغ و من بنٌة الخلٌة العصبٌة نفسها‪ ,‬اذ‬
‫تمثل نظاما دٌنامٌكٌا بتؽذٌة عكسٌة‪ ,‬متوازي بكثافة و ؼٌر خطً و مع ذلن فان الشبكات‬
‫العصبٌة تحاول أن تعمل بالطرٌمة نفسها لعمل الدماغ و من خبلل الربط الداخلً للمعالجات‬
‫التً تعمل بالتوازي و تتفاعل بطرٌمة دٌنامٌكٌة بٌن االنماط و العبللات الموجودة فً البٌانات‬
‫التً تموم بمعالجتها‪ ,‬و هذا ٌعنً أنها تتعلم لتمٌٌز ما تستلمه من بٌانات و تستفٌد من أكبر لدر‬
‫من المعرفة لتنفٌذ عدة محاوالت على نفس البٌانات وتتعلم الشبكات العصبٌة من خبلل التمنٌات‬
‫الرٌاضٌة واالحصابٌة كٌفٌة تمٌٌز االنماط و العبللات لكن من دون ان تستند هذه الشبكات على‬
‫نماذج رٌاضٌة أو إحصابٌة أي أن التمدٌرات االحصابٌة لهذه الشبكات ال تعمل وفك نموذج‬
‫ٌوضح كٌفٌة اعتماد المخرجات على المدخبلت ألنها تمدٌرات خالٌة من النموذج‪ 18‬و بالتالً‬
‫ٌمكن المول ان الشبكات العصبٌة هً نظم معلومات دٌنامٌكٌة تتشكل وتبرمج طٌلة مدة التطوٌر‬
‫المخصصة للتدرٌب والتعلم ‪ .‬أي أنها نظم تتعلم من التجربة وتكتسب إال أن دراسات و تطبٌمات‬
‫الشبكات لد شكلت رافدا متماٌزا عن نظم الذكاء الصناعً االخرى و بصورة خاصة النظم‬
‫الخبٌرة‪.‬‬

‫و تموم هذه الشبكات على فكرة خلك لدرات الذكاء و التعلم فً منظومات الحاسوب و تمٌل‬
‫الى استخدام الرموز فً حل المشاكل من خبلل عملٌة التعلم و التكٌؾ الذاتً مع الظروؾ و‬
‫المتؽٌرات موضوع الفحص والتحلٌل و الدراسة‪ 19‬وتستخدم الٌوم الشبكات العصبٌة المحوسبة‬
‫فً مختلؾ مجاالت أنشطة االعمال و المال و الصناعة و الخدمات و التجارة و على وجه‬
‫التحدٌد تستخدم الشبكات العصبٌة بصورة واسعة فً دعم المرارات المالٌة و المصرفٌة‪ ،‬و‬
‫تحلٌل و إدارة محفظة االستثمار والتنبإ بؤسعار االسهم والسندات و التنبإ بؤسعار صرؾ‬

‫‪ٌ18‬اسٌن سعد ؼالب نظم مساندة المرارات دار المناهج للنشر والتوزٌع‪ ,‬عمان‪ ,‬األردن‪ ,0101 ,‬ص ‪.011‬‬
‫‪19‬‬
‫‪Alter 5, Information Systems: The Foundation Of E-Business 326.‬‬

‫‪Page 19‬‬
‫العمبلت‪ ,‬كما تزدهر تطبٌمات الشبكات العصبٌة المحوسبة فً مجال إدارة العملٌات و لحل‬
‫المشكبلت اللوجستٌة و دعم لرارات الرلابة والسٌطرة‪...‬‬

‫لذلن ٌتطلب عند تصمٌم هذه الشبكة الحصر الدلٌك للبٌانات الداخلة فً التصمٌمو ترجمتها‬
‫أرلام و ذلن بمراعاة الخطوات التالٌة ‪:20‬‬

‫‪ ‬تحدٌد أهداؾ المرارات التً تتخذها و ترتبها حسب األولوٌة ‪.‬‬


‫‪ ‬اتخاذ أكثر المرارات فعالٌة من بٌن عدد من الخٌارات المحتملة ‪.‬‬
‫‪ ‬تنفٌذ المرار الذي تتخذه و تمٌٌم النتابج المترتبة علٌه‬

‫ثالثا ‪ :‬المنطك الضبابً ( الغامض ) ‪:‬‬

‫المنطك الضبابً ( الؽامض الذي ٌسمى أٌضا المنطك المبهم أو المابع هو لبل كل شًء‬
‫طرٌمة معٌنة فً اإلدران تحاكً طرٌمة إدران االنسان لتمدٌم المٌم و ما ٌرتبط بها من مرجعٌات‬
‫و من خبلل بٌانات ؼٌر تامة أو بٌانات ضبابٌة‪ ,‬فبدال من االستناد على التصنٌؾ الزوجً‬
‫العددي ( نعم ال ) ٌمٌل المنطك الضبابً الى استخدام عدة تصنٌفات احتمالٌة بٌن كلمة نعم و‬
‫كلمة ال ‪.21‬‬

‫و منه ٌمكن المول أن المنطك الؽامض الضبابً هو شكل أو إطار إدران و تفكٌر ٌجعل من‬
‫الممكن ربط الحاالت الضبابٌة بشكل مشابه ألنماط الفبات الوصفٌة المتعددة الدرجات التً‬
‫نستخدمها ‪.‬‬

‫ظهر المصطلح ألول مرة فً سنة ‪ 0914‬حٌث تمت صٌاؼته من لبل ‪ Lotfi Zadeh‬و‬
‫االستاذ ‪ Berkeley‬و كانت الفكرة الربٌسٌة هً إنجاز تفكٌر من خبلل ربط لواعد الحاالت فً‬

‫‪ 20‬فروم دمحم الصالح‪ ،‬بوجعادة الٌاس‪ ،‬سلٌمانً عز الدٌن دور أنظمة المعلومات المعتمدة على الذكاء االصطناعً فً عملٌة صنع المرار‬
‫اإلدارٌة‪ .‬الملتمى الوطنً السادس حول دور التمنٌات الكمٌة فً اتخاذ المرارات اإلدارٌة كلٌة العلوم االلتصادٌة و علوم التسٌٌر جامعة‬
‫سكٌكدة الجزابر ‪ ،0119‬ص‪.01.00,‬‬
‫‪ٌ21‬اسٌن سعد ؼالب نظم مساندة المرارات المرجع السابك‪ ،‬ص ‪094‬‬

‫‪Page 20‬‬
‫ضوء الشروط التً تخضع للتؽٌٌر حٌث ٌستعان بالمنطك الؽامض ( الضبابً ( المحوسب‬
‫للتعبٌر عن الظواهر على حمٌمتها و فً ضوء سٌرورة الظاهرة المتحولة باستمرار‪.22‬‬

‫ففً العالم الذي نعٌش فٌه‪ ,‬ال نستطٌع أن نإكد بصفة مطلمة أن االحداث التً تمع من حولنا‬
‫هً صحٌحة بدرجة مطلمة أو خاطبة بالدرجة نفسها‪ ،‬على العكس من ذلن توجد درجة من‬
‫االعتماد فً الحدث‪ ،‬وتنعكس درجة االعتماد فً حدوث الحدث باللؽة التً نستخدمها فنحن دابما‬
‫نستخدم ربما من المحتمل‪ ،‬و هذا الوضع ٌنعكس بالتالً على معظم نظم و تمنٌات ال ذكاء‬
‫االصطناعً ‪.‬‬

‫لمد ظهر المنطك الؽامض لٌحل محل المنطك الحاسوبً التملٌدي الذي ٌعبر عن الظواهر‬
‫بعبلمة ( ‪ ) 1.0‬و لسد الحاجة إلى تمثٌل المصطلحات الؽامضة التً توجد عادة فً اللؽات‬
‫الطبٌعٌة‪ ,‬و لذلن ٌستخدم المنطك الؽامض فً بناء منظومات و تمنٌات الذكاء االصطناعً بما‬
‫فً ذلن النظم الخبٌرة لتمدٌم التمنٌات الضرورٌة لكل من تمثٌل و إدران الكلمات أو‬
‫المصطلحات العامة‪ ,‬فالكلمات الؽامضة فً المنطك المابع ٌتم تمثٌلها بصورة كمٌة ‪.‬‬

‫إن نظم المنطك الضبابً المحوسبة المستخدمة فً مختلؾ تطبٌمات االعمال هً فً حد‬
‫ذاتها نظم دٌنامٌكٌة حٌث أن بٌانات العٌنة تتشكل و تبرمج طٌلة الولت الخاص على عكس‬
‫التخمٌنات االحصابٌة تموم نظم المنطك الضبابً الؽامض بوظٌفة التخمٌن من دون نموذج‬
‫رٌاضً ٌوضح كٌفٌة اعتماد المخرجات على المدخبلت ‪ .‬إنها تخمٌنات وتمدٌرات خالٌة من‬
‫النموذج ‪ Modele - Free Estimates‬و بالتالً نستطٌع تدرٌبها وتعلٌمها بمرونة و من خبلل‬
‫التجربة العملٌة ‪ .‬و فً الولت الحاضر تستخدم تمنٌات و نظم المنطك الؽامض أو الضبابً مع‬
‫نظم مندمجة أخرى تعمل بتمنٌات الذكاء االصطناعً مثل النظم الخبٌرة التً تعمل بالمنطك‬
‫الؽامض‪ ,‬و الشبكات العصبٌة بالمنطك الؽامض أو شبكات المنطك الؽامض فً أهم مجاالت‬
‫االعمال و بصورة خاصة فً التطبٌمات المالٌة و المصرفٌة كالتنبإ بالعابد المتولع من األوراق‬

‫‪22‬‬
‫‪Alter S, Information Systems: The Foundation Of E-Business p ،333.‬‬

‫‪Page 21‬‬
‫المالٌة‪ ،‬و إدارة المخاطر و تخطٌط السٌولة النمدٌة‪ ,‬و إدارة محفظة االستثمار إلى ذلن من‬
‫التطبٌمات المهمة‪. 23‬‬

‫رابعا ‪ :‬الخوارزمٌات الجٌنٌة‬

‫من بٌن تطبٌمات الذكاء االصطناعً المهمة فً مجال أنشطة االعمال تمنٌة الخوارزمٌات‬
‫الجٌنٌة التً تستخدم بصورة واسعة فً مجال البحث عن أفضل الحلول و البدابل المتاحة ‪.‬‬
‫فتمنٌة الذكاء االصطناعً المحوسب الذي ٌستخدم منهجٌة التطور و الصراع للوصول الى الحل‬
‫االمثل بالطرٌمة نفسها التً تنشؤ و تتطور فٌها الجٌنات كما تستخدم مثبل ما ٌعرؾ بالترابط‬
‫الجٌنً ‪ Genetec Combination‬و ما ٌعرؾ بمصطلح ‪ ، Mutation‬كما تموم بعملٌة‬
‫االنتخاب الطبٌعً ‪ Natural Selection‬فً التصمٌم باالستناد على مفاهٌم التطور‬
‫‪ . Evolution‬هذه المصطلحات و ؼٌرها مؤخوذة من مفاهٌم نظرٌة التطور التً لدمها تشارلز‬
‫داروٌن فً كتابه أصل االنواع ‪.‬‬

‫و هنا ٌبلحظ كٌؾ ٌلوذ علم الحاسوب وتطبٌماته فً تكنولوجٌا المعلومات بعلم البٌولوجٌة‬
‫أي كٌؾ تلوذ المادٌات بمنطك الحٌاة إذا صح التعبٌر‪. 24‬‬

‫تموم تمنٌة الخوارزمٌات الجٌنٌة على فكرة عملٌة لبرنامج محوسب تتنافس فٌه الحلول ( أو‬
‫البدابل الممكنة للمرار مع بعضها البعض اآلخر ‪ .‬و من خبلل الكفاح التطوري فان البماء هو‬
‫الحل االفضل الذي ٌبمى والفا فً هذا الكفاح التطوري من أجل البماء‪.25‬‬

‫وضعت نظم الخوارزمٌات الجٌنٌة لتصمٌم و التراح الحلول للمشكبلت التً تتعامل مع عدة‬
‫متؽٌرات مرشحة و مإثرة مثل وجود عدد من المرشحٌن للمرض و وجود عشرات بل و ربما‬
‫مبات العوامل التً ٌجب وزنها وتمدٌرها كؤساس للمفاضلة بٌن هإالء المرشحٌن كما تستخدم‬
‫‪23‬اد خوالد أبو بكر كتاب جماعً تطبٌمات الذكاء االصطناعً كتوجه حدٌث لتعزٌز تنافسٌة منظمات االعمال المرجع السابك‪ ،‬ص‪.20‬‬

‫‪ٌ 24‬اسٌن سعد ؼالب نظم مساندة المرارات المرجع السابك‪ ،‬ص ‪.091‬‬
‫‪Waston RT, Data Management: Databases And Organization, John Wiely & Sons, New York, USA1999, p 25‬‬
‫‪.481‬‬

‫‪Page 22‬‬
‫تمنٌات الخوارزمٌات الجٌنٌة فً مجاالت االعمال المالٌة و المصرفٌة و فً تطبٌمات االستثمار‬
‫كما تستخدم لحل مشكبلت العملٌات اللوجستٌة و السٌطرة على حركة المواد‪ .26‬و تطبك فً‬
‫مختلؾ أنواع التكنولوجٌات الحدٌثة بما فً ذلن تكنولوجٌا الفضاء المواد التكنولوجٌا الحٌوٌة ‪.‬‬

‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬أهمٌة الذكاء االصطناعً فً المستمبل‬

‫إن االهتمام الكبٌر الذي ٌحظى به الذكاء االصطناعً على كل المستوٌات هو ابرز‬
‫المإشرات على اهمٌته ‪ ،‬و أهمٌة الذكاء االصطناعً و اآلالت هً امتداد ألهمٌة اآللة فً حٌاة‬
‫البشر منذ أمد بعٌد‪ ,‬و مع أهمٌة كل اختراع جدٌد و برٌمه تتضاءل االختراعات التً تسبمه‪ ,‬الن‬
‫تطورات الطبٌعٌة لآلالت ضرورة حتمٌة ألنها تجاري نسك الحٌاة التً تسٌر فً اتجاه التعمٌد و‬
‫كلما زادة الحٌاة صعوبة تؤتً اآلالت الجدٌدة لتساهم بشًء من الرفاهٌة و الٌسر و لد وصل‬
‫عالمنا الٌوم الى مرحلة من التطور الهابل والتشابن فً الوظابؾ و التعمٌد فً المهام و ٌحتاج‬
‫فعبل الى آالت ؼٌر التملٌدٌة لتساٌر هذه المرحلة الزمنٌة و المراحل المادمة التً سٌكون فٌها‬
‫تسارع التعمٌد أكثر اطرادا مما عهدناه فً العصور السابمة – المرٌبة و البعٌدة ‪.27‬‬

‫و باختصار فإن أهمٌة الذكاء االصطناعً هً أكبر من أن تحصى فً نماط سرٌعة و لكن‬
‫ٌمكن االشارة الى بعض جوانبها ومنها ‪:‬‬

‫‪ٌ . ‬ساهم الذكاء االصطناعً فً المحافظة على الخبرات البشرٌة المتراكمة بنملها لآلالت‬
‫الذكٌة ‪.‬‬
‫‪ . ‬تمكن االنسان من استخدام اللؽة االنسانٌة فً التعامل مع اآلالت و استخدامها فً‬
‫متناول كل شرابح المجتمع حتى من ذوي االحتٌاجات الخاصة بعد أن كان التعامل مع‬
‫اآلالت المتمدمة حكرا على المختصٌن و ذوي الخبرات‬

‫‪ٌ 26‬اسٌن سعد ؼالب نظم مساندة المرارات المرجع السابك‪ ،‬ص ‪.099‬‬

‫‪ 27‬د‪ .‬عادل عبد النور مدخل إلى عالم الذكاء االصطناعً مدٌنة الملن عبد العزٌز للعلوم والتمنٌة ‪ KACST‬السعودٌة ‪ ,0119‬ص ‪.1-9‬‬

‫‪Page 23‬‬
‫‪ . ‬للذكاء االصطناعً دورا مهما فً الكثٌر من المٌادٌن الحساسة كالمساعدة فً تشخٌص‬
‫االمراض و وصؾ األدوٌة واالستشارات المانونٌة و المهنٌة و التعلٌم التفاعلً‪ ,‬و المجاالت‬
‫االمنٌة والعسكرٌة ‪.‬‬

‫‪ .‬تساهم االنظمة الذكٌة فً المجاالت التً ٌصنع فٌها المرار‪ ,‬فهذه االنظمة تتمتع‬
‫باالستمبللٌة و الدلة والموضعٌة و بالتالً تكون لراراتها بعٌدة عن الخطؤ و االنحٌاز و‬
‫العنصرٌة أو االحكام المسبمة أو حتى التدخبلت الخارجٌة أو الشخصٌة ‪ . .‬تخفؾ اآلالت الذكٌة‬
‫عن االنسان الكثٌر من المخاطر و الضؽوطات النفسٌة و تجعله ٌركز على أشٌاء أكثر أهمٌة و‬
‫أكثر إنسانٌة و ٌكون ذلن بتوظٌؾ هذه اآلالت للمٌام باألعمال الشالة والخطرة و استكشاؾ‬
‫االماكن المجهولة و المشاركة فً عملٌات االنماذ أثناء الكوارث الطبٌعٌة‪ ،‬كما سٌكون لهذه‬
‫اآلالت دورا فعال فً المٌادٌن التً تتضمن تفاصٌل كثٌرة تتسم بالتعمٌد‪ ,‬و التً تحتاج الى‬
‫تركٌز عملً متعب و حضور ذهنً متواصل و لرارات حساسة و سرٌعة ال تحتمل التؤخٌر و‬
‫الخطؤ ‪..28‬‬

‫فؤهمٌة الذكاء االصطناعً تشمل العدٌد من الجوانب وفعبل لٌس من السهل حصرها و علٌنا‬
‫االعتراؾ بؤن الذكاء االصطناعً لد ٌكون أكثر لدرة حتى على البحوث العلمٌة و لد ٌتسلم‬
‫عجلة المٌادة للوصول الى المزٌد من االكتشافات‪ ,‬و بالتالً سٌكون عامبل مهما فً زٌادة تسارع‬
‫النمو والتطور فً المٌادٌن كافة مستمببل‪.‬‬

‫ٌمكن المول ان تمنٌة الذكاء االصطناعً تمنٌة استراتٌجٌة حتمٌة تعمل على الحصول على‬
‫كفاءة أكبر و فرص جدٌدة لتحمٌك المٌزة التنافسٌة للعدٌد من المجاالت ‪ ،‬فمع الذكاء‬
‫االصطناعً ٌمكن للمنظمات انجاز المزٌد من المهام فً ولت ألل من خبلل دعم تطبٌماته‬
‫الحدٌثة ( النظم الخبٌرة الشبكات العصبٌة االصطناعٌة نظم المنطك الؽامض‪ ,‬نظم‬
‫الخوارزمٌات الجٌنٌة ( للمرارات ‪ .‬و لكن الذكاء االصطناعً ال ٌزال تمنٌة جدٌدة ومعمدة ‪.‬‬

‫‪ 28‬عادل عبد النور مدخل إلى عالم الذكاء االصطناعً المرجع السابك ص ‪.9‬‬

‫‪Page 24‬‬
‫فللحصول على ألصى استفادة منها‪ ،‬تحتاج المنظمة إلى خبرة فً كٌفٌة إنشاء حلول الذكاء‬
‫االصطناعً وإدارتها على نطاق واسع كما ٌتطلب مشروع الذكاء االصطناعً أكثر من مجرد‬
‫توظٌؾ عالم بٌانات فٌجب على المنظمات تنفٌذ األدوات و العملٌات و استراتٌجٌات االدارة‬
‫لضمان نجاح تمنٌة الذكاء االصطناعً ‪.‬‬

‫كما وجدنا أن تطبٌمات الذكاء االصطناعً تموم بعدة وظابؾ‪ ,‬أهمها ما ٌلً ‪:‬‬

‫‪ - 0‬إنتاج معرفة مفٌدة ‪.‬‬

‫‪ - 0‬تخزٌن المواعد المنهجٌة للتعامل مع المعرفة المخزونة ‪.‬‬

‫‪ - 2‬العمل على اكتساب المعرفة االنسانٌة المتراكمة وتحدٌثها و المحافظة علٌها و بالتالً‬
‫استثمارها فً حل المشكبلت اإلدارٌة و بصورة خاصة المشكبلت االستراتٌجٌة ‪.‬‬

‫‪ - 4‬االستثمار االمثل للمعرفة والخبرات العلمٌة و التطبٌمٌة‬

‫‪ - 9‬تفعٌل المعرفة المخزونة الكترونٌا واستخدامها فً اتخاذ المرارات االستراتٌجٌة‪.‬‬

‫ومنه نستنتج أن التطبٌمات الحدٌثة لتمنٌات المعلومات تتجه نحو استخدام لدرات الذكاء‬
‫االصطناعً فً مجاالت الدعم االساسٌة لئلدارة و بصورة خاصة عملٌات اتخاذ المرارات‬
‫بطرق ؼٌر تملٌدٌة ‪.‬‬

‫المبحث الثانً‪ :‬تجلٌات الذكاء االصطناعً فً االنظمة المانونٌة‬

‫إن الذكاء االصطناعً بات جزء ال ٌتجزأ من صناعة التكنولوجٌا الحدٌثة‪ ،‬لما له من‬
‫خوارزمٌات وتطبٌمات وتمنٌات تعتمد على النظم الذكٌة فً صناعة المرار‪ ،‬وله مزاٌا عدٌدة فً‬
‫جمٌع المطاعات االلتصادٌة واالجتماعٌة والتعلٌمٌة والمانونٌة‪.‬‬

‫‪Page 25‬‬
‫وٌعد المجال المانونً من أهم المجاالت التً تسعى إلى تطوٌر منظومتها الرلمٌة‬
‫واستجبلب تمنٌات الذكاء االصطناعً إلٌها‪ ،‬لما لهذا المجال من أهمٌة بالؽة فً المجتمع الذي‬
‫بانعدامه – المانون ال ٌمكن أن نتصور لٌام دولة الحك والمانون‪.‬‬

‫أي إن المواعد المانونٌة مرتبطة بالتؽٌٌرات التً تطرأ فً دول العالم‪ ،‬وهً لٌست ثابتة‬
‫ومرتكزة‪ ،‬بل متجددة ‪ -‬ألن من خصابصها أنها لاعدة اجتماعٌة األمر الذي ٌوحً تماما أنه أي‬
‫مستجد ٌطرأ فً الوالع إال وٌإثر على النظم المانونٌة‪ ،‬وهذا ما نلمسه فً ظل التطور السرٌع‬
‫للتكنولوجٌا الذي أدى بالتشرٌع المؽربً إلى إصدار لوانٌن‪ 29‬أكثر دلة تتبلءم مع عصر الرلمنة‬
‫الشًء الذي ٌمكن أن ٌمودنا تماما إلى ان التزاٌد التكنولوجً هذا لد ٌإدي ال محالة فٌه إلى أن‬
‫األنظمة الذكٌة لها ارتباط وثٌك بالمجال المانونً‪.‬‬

‫فؤصبح إذن الذكاء االصطناعً والعا مفروضا فً حٌاة البشر لكونه ٌتدخل فً جمٌع‬
‫األنشطة الحٌاتٌة التً ٌموم بها البشر‪ ،‬بل أكثر من هذا ٌتدخل فً جمٌع فروع المانون كالمانون‬
‫المدنً والتجاري واالجتماعً‪ ...‬ولذلن فإن الموجة التكنولوجٌا التً هً فً تزاٌد مستمر‬
‫ستوضح أنه ال ٌمكن للبشر أن ٌستؽنوا عن خدمات الذكاء االصطناعً‪ ،‬فالمستمبل المرٌب‬
‫سٌكشؾ ال محالة فٌه أن التكنولوجٌا ستصبح من األساسٌات التً سٌحتاج لها اإلنسان فً المٌام‬
‫بواجبه المجتمعً‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تأثٌر الذكاء االصطناعً فً مجال العمود‬

‫ٌعد مجال العمود من أهم المجاالت فً حٌاة اإلنسان‪ ،‬إذ إن الفرد ٌمع على عاتمه تحمل‬
‫جمٌع االلتزامات العمدٌة أو التصرفات المانونٌة التً أبرمها عن طواعٌة وبمحض إرادته‬
‫الحرة‪ ،‬بمعنى أنه ال ٌضطر إلى تحمل االلتزامات ؼٌر العمدٌة بتاتا‪ ،‬وبالرؼم من هذا فإنه لد ال‬

‫‪ 29‬على سبٌل المثال المانون رلم ‪ 92.19‬المتعلك بالتبادل اإللكترونً للمعطٌات المانونٌة الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ ‪ .‬رلم ‪0.11.009‬‬
‫فً ‪ 21‬نونبر ‪ ،0111‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪ ،9914‬بتارٌخ ‪ 9‬دجنبر ‪ ،0111‬ص ‪.2119‬‬

‫‪Page 26‬‬
‫ٌستطٌع أحٌانا أن ٌمنع عن التعالد مطلما‪ ،‬نظرا ألن أؼلب مصالحه الٌومٌة ترتبط بمجال العمود‬
‫سواء تعلمت منها بالعمود المهمة ‪ 30‬أو العمود البسٌطة‪. 31‬‬

‫ونظرا لما عرفته الثورة الصناعٌة من تطورات فً المجال التكنولوجً والرلمً‪ ،‬جعل‬
‫مجال العمود هذا ال ٌبمى حبٌسا فٌما هو تملٌدي؛ بل تعداه إلى ما هو حدٌث وإلكترونً‪ ،‬وهو ما‬
‫أصبحنا نراه فً والعنا هذا‪ ،‬الذي ال تكاد التكنولوجٌا تخلو منه‪ ،‬بحٌث انتملنا من العمود العادٌة‬
‫إلى العمود اإللكترونٌة ‪.‬‬

‫لكن التطور التكنولوجً لم ٌتولؾ هنا؛ بل إن العالم ٌشهد اآلن سبالا فً العولمة‪ ،‬والتً‬
‫أصبحت تنافس الذكاء اإلنسانً‪ ،‬بمعنى أن االختراعات اإلنسانٌة المرتبطة بمضاٌا التكنولوجٌا‬
‫الحدٌثة أفرزت لنا نوعا جدٌدا من االختراعات التً اصطلح علٌها بالذكاء االصطناعً‪ ،‬والذي‬
‫ٌتمثل فً عدة خوارزمٌات وأنظمة متطورة تسهم فً إنجاز مختلؾ المهام التً ٌموم بها البشر‪،‬‬
‫وأخص بالذكر إبرام العمود‪.‬‬

‫ولد تولد عن الذكاء االصطناعً الحدٌث العمود الذكٌة ‪ ،‬التً تشبه لحد كبٌر العمود‬
‫اإللكترونٌة أو العمود المبرمة عن بعد‪ ،‬بحٌث ٌتم إبرامها من لبل أنظمة ذكٌة تنتج لنا فً األخٌر‬
‫عمدا مكتمبل ألركانه وشروطه‪ ،‬ونظرا لهذا فإن الذكاء االصطناعً له دور مهم فً مجال‬
‫العمود‪ ،‬بؽض النظر عن كونه ما زال حدٌث العهد‪.‬‬

‫الفمرة األولى ‪ :‬إبرام العمود الذكٌة بواسطة الذكاء االصطناعً‬

‫ٌعد العمد من أهم المصادر الجوهرٌة لبللتزام‪ ،‬لكونه عبارة عن توافك إرادتٌن على إحداث‬
‫أثر لانونً‪ ،32‬وإذا كان المشرع المؽربً لم ٌعرؾ لنا العمد بتاتا ‪ -‬وهو ما أحسن صنعا من‬
‫خبلله لكون أن مسؤلة التعرٌؾ ٌجب أن تترن للفمه واالجتهاد‪ ،‬فإن المشرع الفرنسً ذهب‬

‫‪ 30‬هً العمود المنظمة لانونا والمنصوص علٌها بنصوص لانونٌة والتً تستوجب شروطا واحكاما إلبرامها‪ ،‬كما تحدث آثارا لها بعد‬
‫اإلبرام‪ ،‬على سبٌل المثال عمد البٌع‪ ،‬عمد الكراء‪.....‬‬
‫‪ - 31‬مثبل‪ :‬عمد شراء الصحٌفة‪ ،‬أو التناء بعض اللوازم الضرورٌة للعٌش‪.....‬‬
‫‪ 32‬مؤمون الكزٌري النظرٌة العامة لبللتزامات‪ ،‬فً ضوء لانون االلتزامات والعمود المؽربً ‪ -‬أوصاؾ االلتزامات"‪ ،‬ج ‪ ،0‬دون ذكر‬
‫المطبعة ط ‪ 0‬لسنة ‪ 0910‬ص‪.00،‬‬

‫‪Page 27‬‬
‫عكس هذا‪ ،‬ولام بتعرٌؾ العمد بكونه " اتفاق ٌلتزم بممتضاه شخص أو أكثر نحو شخص أو‬
‫أكثر بإعطاء أو بعمل شًء أو االمتناع عن عمل شًء‪.33‬‬

‫بداٌة فالعمد الذكً ٌكون عبارة عن مجموعة من الوعود التً تكون محددة فً نمط رلمً‬
‫على شكل أكواد‪ ،‬وال ٌتم التعبٌر عنه فً صورة كتابٌة بل فً شكل أكواد رلمٌة‪ ،‬بما فً ذلن‬
‫البروتوكوالت التً بموجبها ٌإدي أطراؾ العمد الوعود وااللتزامات محل التعالد الذكً‪،‬‬
‫والؽرض من هذه العمود هو إنشاء سلسلة من اإلرشادات المابلة للتنفٌذ والمعالجة حاسوبٌا‪ ،‬وهذه‬
‫اإلرشادات ؼالبا ما تنطوي إرادات األطراؾ المتعالدة فعلها عند الترتٌب للتعالد ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬إبرام العمود الذكٌة عن طرٌك النٌابة‬

‫كما هو معلوم أن النٌابة فً التعالد‪ 34‬هً عبارة عن نظام لانونً ٌطلب بواسطته شخص‬
‫ٌسمى المنٌب (‪ ،)Déléguant‬من شخص آخر ٌسمى المناب (‪ ،)Délégue‬بؤن ٌموم بتصرؾ‬
‫ما أو ٌلتزم بهذا التصرؾ لمصلحة شخص آخر ٌسمى المناب لدٌه (‪ ، 35)Delegation‬بعبارة‬
‫أخرى فالنٌابة فً التعالد تعد تصرفا لانونٌا ٌتم من خبللها حلول إرادة النابب محل إرادة‬
‫األصٌل من أجل إبرام تصرؾ لانونً معٌن‪ ،‬مع انصراؾ آثار هذا التصرؾ إلى األصٌل‪.‬‬

‫وهذا ٌعنً الوكالة بمفهومها التملٌدي تعتمد بالدرجة األولى على ثمة الموكل بالوكٌل‪ ،‬وؼالبا‬
‫ما ٌتم إبرامها بتبللً الطرفٌن واتفالهما مباشرة على طبٌعة المهمة الموكلة للموكل‪ ،‬ؼٌر أن‬
‫تطور طبٌعة التعامبلت وانتمال األشخاص من العالم المادي المحسوس إلى العالم االفتراضً‪،‬‬
‫تم إٌجاد برمجٌات إلكترونٌة حاسوبٌة تسهل العمل فً العالم االفتراضً‪ ،‬وٌكون باستطاعة‬

‫‪33‬‬
‫‪L'article 1101 du C.C.F stipule:" le contrat est un accord do volontés entre deux ou plusieurs‬‬
‫"‪personnes destiné à créer, modifier transmettre ou éteindre des obligations.‬‬

‫‪ٌ 34‬نص الفصل ‪ 001‬من لبل‪ .‬ع على أنه ‪ " :‬اإلنابة التصرؾ بممتضاء ٌحول الدابن حموله على المدٌن لدابنه هو ‪ ،‬وفاء لما هو مستحك‬
‫علٌه له‪ .‬وتكون اإلنابة أٌضا فً تصرؾ من ٌكلؾ أحدا من الؽٌر بالوفاء عنه ولو لم ٌكن هذا الؽٌر مدٌنا لمن وكله على الوفاء"‪.‬‬
‫‪ 35‬مؤمون الكزٌري‪ " :‬نظرٌة االلتزامات فً ضوء لانون االلتزامات والعمود المؽربً ‪ -‬أوصاؾ االلتزام والمضاإه وانتماله ‪ ،‬ج ‪ ،0‬بدون‬
‫ذكر المطبعة‪ ،‬ط‪،0941 ،0‬ص ‪.001‬‬

‫‪Page 28‬‬
‫المتعاملٌن أن ٌفوضوا أعمالهم وتصرفاتهم إلى هذه البرمجٌات التً ستتعامل معها بشكل ذاتً‬
‫ومستمل مع بٌبتها المحٌطة للعمل وإكمال مهمتها بنجاح‪. 36‬‬

‫هذا‪ ،‬وأنه ال ٌوجد أي ؼموض بخصوص حلول خوارزمٌات الذكاء االصطناعً فً التعالد‬
‫بالنٌابة‪ ،‬أي أن األنظمة الذكٌة فً هذه الحالة ستكون عبارة عن وكٌل ذكً عن المصمم أو‬
‫المالن فً إبرام التصرؾ المانونً‪ ،‬بحٌث تتصرؾ كالوكٌل العادي‪ ،‬وٌحاكً ما ٌموم به الوكٌل‬
‫العادي من األعمال والتصرفات المانونٌة‪ ،‬وإذا كان المفهوم التملٌدي للوكٌل ارتكز على إبرام‬
‫التصرفات المانونٌة فً مجلس العمد بٌن حاضرٌن أو ؼاببٌن‪ ،‬فإن االنتشار السرٌع للرلمنة أفرز‬
‫نوع جدٌد من الوكبلء التً تعتمد على برامج حاسوبٌة وتموم بمهامها افتراضٌا على شكل‬
‫معامبلت إلكترونٌة ‪.‬‬

‫إن مسؤلة تعرٌؾ الوكٌل الذكً عرفت نماشا فمهٌا عمٌما‪ ،‬ولم ٌتوصل إلى اتفاق معٌن على‬
‫تعرٌفه‪ ،‬بحٌث إن هنان من ٌعرفه بكونه " برنامج إلكترونً معد لٌتصرؾ نٌابة عن شخص‬
‫معٌن"‪ ،‬أو هو‪ " :‬برنامج من برامج الحاسوب اآللً ٌتمٌز بخصابص االستمبللٌة والمدرة على‬
‫التعامل مع ؼٌره من البرامج أو األشخاص والمدرة على رد الفعل والمبادرة"‪.‬‬

‫وبالعودة للتشرٌع المؽربً خصوصا فً ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬نجده لم ٌعرؾ لنا الوكٌل الذكً بل إنه‬
‫لضى فً المادة ‪ -21‬أن هنان إمكانٌة استخدام الوسابل اإللكترونٌة من أجل وضع عروض‬
‫تعالدٌة أو معلومات متعلمة بسلع أو خدمات رهن إشارة العموم من أجل عمد من العمود‪ ،‬لكن‬
‫بالعودة إلى المانون رلم ‪ 3720.11‬نجده لد أشار صراحة إلى كون أن أحكام الباب الثانً منه‬
‫المتعلك بالعمود المبرمة عن بعد ال تطبك على العمود المبرمة بواسطة موزعٌن آلٌٌن أو محبلت‬
‫تجارٌة مجهزة باآلالت‪ ،‬وهذا اعتراؾ من المشرع المؽربً بتمنٌات الذكاء االصطناعً منها‬
‫الوكٌل الذكً‪.‬‬

‫‪ 36‬أحمد لاسم فرح " استخدام الوكٌل الذكً فً التجارة اإللكترونٌة ‪ -‬دراسة لانونٌة ممارنة فً إطار ماهٌته ونفاذ تصرفه"‪ ،‬ممال منشور‬
‫بمجلة المفكر‪ ،‬المجلد ‪ ، 02‬ع ‪ ،0‬لسنة ‪ ،0101‬ص ‪.09‬‬
‫‪ 37‬راجع‪ :‬ظهٌر شرٌؾ رلم ‪ 0.00.12‬صادر فً ‪ 01‬فبراٌر ‪ ،0100‬بتنفٌذ المانون رلم ‪ 20.11‬الماضً بتحدٌد تدابٌر الحماٌة المستهلن‪،‬‬
‫ج ر‪.‬ع ‪ 1090‬بتارٌخ ‪ 2‬أكتوبر ‪ ،0102‬ص ‪.1214‬‬

‫‪Page 29‬‬
‫وفً نفس الصدد‪ ،‬إذا تمعنا النظر فً المانون رلم ‪ 0.11‬المتعلك بحموق المإلؾ والحموق‬
‫المجاورة‪ ، 38‬نجده لد عرؾ لنا برنامج الحاسوب بكونه عبارة عن مجموعة من التعلٌمات‬
‫المعبر عنها بكلمات أو رموز أو رسوم او بؤي طرٌمة أخرى ‪ -‬حٌنما تدمج فً دعامة لابلة لفن‬
‫رموزها بواسطة آلة ‪ -‬أن تنجز أو تحمك مهمة محددة‪ ،‬أو تحصل على نتٌجة بواسطة حاسوب‬
‫أو بؤي طرٌمة إلكترونٌة لادرة على معالجة المعلومات‪.‬‬

‫وبالتالً ٌتبٌن لنا أن المشرع المؽربً هو اآلخر لم ٌعرؾ لنا الوكٌل الذكً بطرٌمة‬
‫صرٌحة بل إنه أشار له بشكل محتشم ال ٌفهم إال بعد لراءة متؤنٌة للنصوص الواردة أعبله‪،‬‬
‫وهذا إن دل على شًء فإنما ٌدل على خصوصٌة هذا النظام وما ٌتمٌز به عن بالً األنظمة‬
‫اإللكترونٌة األخرى‪.‬‬

‫وفً نفس الصدد ذهب المشرع الفرنسً‪ ،‬إلى االعتراؾ بالوكٌل الذكً بطرٌك ؼٌر مباشرة‬
‫من خبلل إجازته للتصرفات التً تتم عبر الوسابل والسجبلت اإللكترونٌة‪ .39‬وبالنظر لهذه‬
‫الخصابص التً ٌتمتع بها الوكٌل الذكً ‪ٌ ،‬مكن المول على أنه ال مانع فً إبرام العمود الذكٌة‪،‬‬
‫مادام له رإٌة اجتماعٌة من خبلل المدرة على الرد والتكٌٌؾ مع بٌبته‪ ،‬ولابلٌة للتؽٌٌر بشكل‬
‫مستمر وفما لرؼبات أو سلون المستخدمٌن عبلوة على ذلن‪ ،‬فإن الماعدة المشتركة بٌن العمود‬
‫التملٌدٌة والعمود اإللكترونٌة والعمود الذكٌة هً اإلٌجاب والمبول‪ ،‬والتً نجدها كذلن حاضرة‬
‫فً مجال العمود الذكٌة عبارة عن برمجٌات آلٌة‪ ،‬ولذلن فالوكٌل الذكً ما هو إال أداة من أدوات‬
‫التعبٌر عن إرادة مستخدمه‪.‬‬

‫فاإلٌجاب والمبول إذن ٌعدان أهم لاعدة مشتركة بٌن هذه العمود‪ ،‬والوكٌل الذكً ٌفترض فٌه‬
‫أنه سٌطبك هذه الماعدة‪ ،‬ولذلن فاالحتكام لها ٌمكن تطبٌك المواعد العامة الواردة فً المانون‬
‫المدنً المؽربً‪ ،‬خاصة فً الجانب المتعلك بالوكالة فً العمود‪.‬‬

‫‪ 38‬المادة األولى الرلم ‪ 02‬من المانون رلم ‪ 011‬المتعلك بحموق المإلؾ والحموق المجاورة الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ رلم ‪0.11.01‬‬
‫بتارٌخ ‪ 09‬فبراٌر ‪ ،0111‬ج رع ‪ ،4191‬بتارٌخ ‪ 01‬ماي ‪0111‬ص‪.0000 ،‬‬
‫‪ 39‬المانون المتعلك بالثمة فً االلتصاد الرلمً لسنة ‪ ،0110‬المواد من ‪ 0011‬إلى ‪ 0219‬من المانون المدنً الفرنسً‪.‬‬

‫‪Page 30‬‬
‫ثانٌا‪ :‬إبرام العمود الذكٌة بصورة مستملة‬

‫إذا كانت خوارزمٌات الذكاء االصطناعً ٌمكن أن تتخذ صفة وكٌل عن المستخدم فً إبرام‬
‫العمد ‪ -‬كما سبك التطرق له ‪ -‬فإنه فً ممابل هذا لٌس هنان ما ٌمنع من أن تموم هذه‬
‫الخوارزمٌات نفسها وبصورة مستملة فً إبرام العمود ما دام أن العمد ٌنشؤ عن توافك إرادته‬
‫الحرة إما بشكل صرٌح أو ضمنً‪.‬‬

‫ألجل ذلن‪ ،‬وحتى تموم خوارزمٌات الذكاء االصطناعً فً حد ذاتها بإبرام عمد من العمود‬
‫الذكٌة‪ ،‬ال بد من أن ٌتم مراعاة األركان األساسٌة للتعالد كما فً الحاالت التملٌدٌة‪ ،‬وهً‬
‫الرضً المحل‪ ،‬السبب‪ ،‬فإن اجتمعت هذه األركان الثبلث اعتبر العمد آنذان صحٌحا‪ ،‬واستوفى‬
‫جمٌع شروطه‪ ،‬ؼٌر أنه ٌمكن أن نمؾ هنا لحظة تمعن واستدران بخصوص مدى مبلءمة هذه‬
‫األركان لتمنٌات الذكاء االصطناعً؟ ومادام التشرٌعات لد نظمت هذه األركان بنصوص لانونٌة‬
‫‪.‬‬

‫إن ركنً المحل والسبب هنا ٌمكن اعتبارهما فً مجال الذكاء االصطناعً مثلهما مثل‬
‫إبرام العمود التملٌدٌة بعد استٌفاء شروطهما‪ ، 40‬أما بخصوص ركن التراضً فمد ٌمؾ أمام‬
‫جملة من التساإالت‪ ،‬من أهمها مدى استطاع تمنٌات الذكاء االصطناعً ولدرتها على التعبٌر‬
‫عن إرادتها الحرة فً إبرام العمد؟‬

‫إن اإلجابة عن هذه التساإالت ٌمتضً منا بداٌة البحث عن أنواع العمود التً من الممكن أن‬
‫تموم بإبرامها تمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬والتً هً إما أن تكون عبارة عن‪ :‬عمود مساومة‬

‫‪ٌ 40‬شترط فً المحل أن ٌكون موجودا او لاببل للوجود فً المستمبل‪ ،‬أن ٌكون معٌنا أو لاببل للتعٌٌن أن ٌكون ممكنا ال مستحٌبل‪ ،‬وأن ٌكون‬
‫مشروعا ولاببل للتعامل فٌه‪ .‬و ٌشترط فً السبب أن ٌكون موجودا‪ ،‬حمٌمٌا‪ ،‬مشروعا‪.‬‬
‫راجع عبد المادر العرعاري‪" :‬نظرٌة العمد دراسة ممارنة الكتاب األول"‪ ،‬مطبعة دار األمان ‪ -‬الرباط ط ‪ 9‬لسنة ‪ ،0101‬ص ‪ 004‬وص‬
‫‪.091‬‬

‫‪Page 31‬‬
‫‪41‬‬
‫‪ ،‬وهنا ٌستدعً بالضرورة أن تدخل تمنٌات الذكاء االصطناعً فً تفاوض مع الطرؾ‬ ‫حرة‬
‫اآلخر‪ ،‬أي أن كبل األطراؾ المتعالدة ٌمومان بالدخول فً منالشات ومفاوضات بشؤن االتفاق‬
‫على بنود العمد لٌتم فً األخٌر إبرام العمد بشكل صحٌح‪.‬‬

‫ؼٌر أن تمنٌات الذكاء االصطناعً تختلؾ بحسب ما إذا كان الذكاء االصطناعً له نطالا‬
‫عاما أو ضٌما أو فابما‪ ،‬فبالنسبة للحالة األولى لد تكون فٌها خطورة كبٌرة لعدم معرفة هذه‬
‫األنظمة ألبعاد اتخاذ المرارات‪ ،‬بمعنى أنها ال تمتلن فً هذه الحالة المدرة على التفاوض‬
‫والتمٌٌز بٌن ما ٌمع وما ٌضر‪ ،‬وما هو مجال الربح والخسارة المتولع هنا‪ ، 42‬لذلن فإن التعبٌر‬
‫عن إرادتها هنا تكون محدودة جدا‪.‬‬

‫أما بخصوص الحالة الثانٌة ذات النطاق الضٌك ‪ -‬فٌتضح بداٌة أن الؽرض من هذه األنظمة‬
‫الذكٌة هو أداء مهمة معٌنة ولٌس التمتع بمدر كافً من االستمبللٌة والتعبٌر عن إرادتها فً‬
‫عمود المساومة‪ ،‬أي لد تكون مثل وكٌل ذكً ٌنوب فمط عن مصممه أو مالكه‪.‬‬

‫أما فً عمود اإلذعان‪ ،43‬فهنا ال ٌختلؾ فً كون أن مثل هذه العمود ٌكون فٌها طرؾ لوي‬
‫واآلخر ضعٌؾ‪ ،‬واألول ٌفرض شروطا تعسفٌة على الطرؾ الثانً‪ ،‬والعمد ٌكون معد مسبما‪،‬‬
‫ال ٌبمى على الطرؾ الضعٌؾ إال التولٌع علٌه كله أو تركه كلٌا‪ ،‬ولد أشرنا سابما أن تمنٌات‬
‫الذكاء االصطناعً هً تختلؾ من حٌث برمجٌاتها التً تكون عبارة عن نطاق عام أو ضٌك أو‬
‫فابك‪.‬‬

‫‪ٌ 41‬صطلح علٌها بالعمود االختٌارٌة وهً التً تتم فٌها منالشة بنود العمد بمحض اختٌار المتعالدٌن معا وفما لمبدأ العمد شرٌعة المتعالدٌن‪،‬‬
‫وتتمٌز هذه العمود ٌكون أن أطرافها ٌكونان متساوٌان من حٌث المراكز االلتصادٌة وأن كبل منهما ال ٌكون مجبرا على لبول الشروط‬
‫التعسفٌة التً لد ٌملٌها الطرؾ اآلخر فً العمد لوجود إمكانٌة للتعالد مع طرؾ آخر ؼٌر تعسفً ‪.‬‬
‫راجع‪ :‬عبد المادر العرعاري م ‪،‬س ص ‪.41‬‬

‫‪ 42‬أحمد على حسن عثمان انعكاسات الذكاء اإلصطناعً على المانون المدنً دراسة ممارنة "‪ ،‬مجلة البحوث المانونٌة وااللتصادٌة‪ ،‬ع ‪11‬‬
‫لسنة ‪ ،0100‬ص ‪.0910‬‬
‫‪ 43‬أو ما ٌعرؾ بالعمود الجبرٌة ‪ Cintrats Dadhesions‬هً التً ٌحتل فٌها عنصر التوازن بٌن األطراؾ بسبب لوة التصادٌة أو وجود‬
‫حالة االحتكار التً تفرض التعالد جبرا مع الطرؾ الموي فً العمد‪.‬‬
‫راجع عبد المادر العرعاري‪ ،‬م‪.‬س‪41 ،‬‬

‫‪Page 32‬‬
‫فإذا كانت تمنٌات الذكاء االصطناعً فً النطاق الفابك الذكاء تتمتع بالمدرة على التفاوض‬
‫وإبرام العمود كاإلنسان‪ ،‬فإنه فً نطالها العام والضٌك ال تمتلن هذه المٌزة الشًء الذي ٌوحً‬
‫تماما إمكانٌة إبرامها للعمود اإلذعانٌة‪ ،‬لكونها ال تعتمد هنا على المنالشة والتفاوض لبل اإلبرام‪،‬‬
‫األمر الذي ٌدل داللة صرٌحة على أن تمنٌات الذكاء االصطناعً سٌكون لها مجال رحب‬
‫وصدى فعلً واسع فً عمود اإلذعان‪ ، 44‬لما تتضمنه من شروط مجحفة‪ ،‬وهو ما ٌؤخذنا للمول‬
‫بؤن أنظمة الذكاء االصطناعً هذه ستعتمد على عمود نموذجٌة معدة مسبما‪ ،‬ال ٌبمى معه‬
‫لؤلطراؾ مجاال لمنالشتها‪ ،‬بل ستمتصر فمط على التولٌع والرضى بها‪.‬‬

‫من خبلل ما ورد ذكره‪ٌ ،‬مكن المول على أن تمنٌات الذكاء االصطناعً لها اإلمكانٌة‬
‫والمدرة الكافٌة على إبرام العمود الذكٌة‪ٌ ،‬ستوي فً ذلن أن تكون إما عبارة عن عمود تفاوضٌة‬
‫‪ -‬إذا ما توفرت الخوارزمٌات على برمجٌات فابمة الذكاء أو عبارة عن عمود إذعانٌة نموذجٌة‬
‫معدة مسبما‪ ،‬ؼٌر أن ركن التراضً هنا ٌجد مسعاه فً النوع األول دون الثانً‪ ،‬ألن األطراؾ‬
‫المتعالدة‪ ،‬تكون فً نفس مٌزان الموى دون تفاوتات فً العبللة التعالدٌة بٌنهما‪.‬‬

‫الفمرة الثانٌة‪ :‬الذكاء االصطناعً فً مرحلة ما بعد إبرام العمد‬

‫عندما ٌستجمع العمد كافة العناصر البلزمة لنشونه وفما لما لرره المانون‪ ،‬فإننا نكون أمام‬
‫عمد صحٌح ملزم ألطرافه فً حدود ما تم االتفاق علٌه فً صلب العمد‪ ،‬وهذا ما ٌعرؾ بالموة‬
‫الملزمة للعمد‪ ،‬فبمجرد حصول التراضً فً حالة توفرت الحاالت الواردة أعبله بخصوص‬
‫موضوع االتفاق إال وكان العمد أو التصرؾ شرٌعة المتعالدٌن‪ ،‬بحٌث ال ٌحك لهما التراجع عن‬
‫ممتضٌاته إال عن طرٌك التراضً المزدوج او فً الحاالت التً ٌحددها المانون‪.45‬‬

‫وهو نفس الشًء بخصوص تمنٌات الذكاء االصطناعً التً تموم بإبرام العمود إما عن‬
‫طرٌك النٌابة ‪ -‬الوكٌل الذكً مثبل أو بصورة مستملة‪ ،‬بحٌث إن العمد الذي ٌتم إبرامه هنا ٌكون‬
‫ملزما لكبل األطراؾ المعنٌة‪ ،‬ؼٌر إن مسؤلة تدخل خوارزمٌات الذكاء االصطناعً فً تنفٌذ‬

‫‪ 44‬أحمد على حسن عثمان‪ ،‬مس‪ ،‬ص ‪.0912‬‬


‫‪ 45‬عبد المادر العرعاري‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.221‬‬

‫‪Page 33‬‬
‫العمد المبرم (أوال)‪ ،‬أو فً مراجعة هذا العمد (ثانٌا)‪ ،‬تجعلنا نمؾ هنا لدراسة كل نمطة على حدة‬
‫بشًء من التفصٌل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إسهام تمنٌات الذكاء االصطناعً فً تنفٌذ العمد‬

‫إن تدخل تمنٌات الذكاء االصطناعً فً إبرام العمود ال تتولؾ عنده‪ ،‬بل إنها على عكس‬
‫ذلن لد تتعداها إلى مرحلة ما بعد اإلبرام‪ ،‬وهً لدرتها على تنفٌذ هذه العمود‪ ،‬ولد سبمت‬
‫اإلشارة إلى أن الذكاء االصطناعً لد ٌجد رحبه فً مجال العمود الذكٌة بالدرجة األولى‪ ،‬لكون‬
‫هذه األخٌرة تتمٌز بكونها عمودا محوسبة‪.‬‬

‫وبالرؼم من ؼٌاب نصوص لانونٌة منظمة للعمود الذكٌة كما بٌنا أعبله‪ ،‬فإن المواعد العامة‬
‫الواردة فً المانون المدنً تصلح للتطبٌك على هذا النوع من العمود‪ ،‬كما هو الشؤن بالنسبة‬
‫للعمود اإللكترونٌة الذي لم ٌتصورها المشرع المدنً بمعزل عن المواعد العامة بالرؼم من أنه‬
‫لام بتخصٌصها بنصوص خاصة‪ ،‬وبالممابل فهل العمود الذكٌة المبرمة بواسطة تمنٌات الذكاء‬
‫االصطناعً تعد عمودا ذاتٌة التنفٌذ؟ وهل ستطبك علٌه المواعد العامة لتنفٌذ العمود أم ال؟‪.‬‬

‫فتمنٌات الذكاء االصطناعً هنا ٌمكن أن ٌكون لها دور مهم‪ ،‬أي ٌمكن أن تحل محل أي‬
‫تعالد بٌن الشركات وبٌن األفراد‪ ،‬بحٌث تموم البرمجٌة بضمان وفاء كل طرؾ من األطراؾ‬
‫المتعالدة بالتزاماته لبل إتمام نتابج التعالد أو مبادلة المٌمة المتعالد علٌها‪ ، 46‬ألن دورها ٌعزز‬
‫أكثر فؤكثر أثناء السهر على التنفٌذ‪ ،‬وأن ٌتم تنفٌذ كل ما اتفك علٌه أثناء إبرام العمد‪.‬‬

‫فالعمد الذكً إذا كان عمدا محوسبا ‪ ،‬فإنه فً ممابل ذلن ٌعد عمدا ذاتً التنفٌذ‪ ،‬لكون أن تنفٌذ‬
‫االلتزامات التعالدٌة ٌتم بواسطة هذا العمد دونما تدخل كامل من المتعالدٌن باالعتماد على‬
‫منصة سلسلة الكتل ‪ ،Blockchaine‬التً تختص إحدى كتلها لتسجٌل وتخزٌن المعطٌات‬
‫المعلوماتٌة المتعلمة بالعمد الذكً‪ ،‬والمتضمنة لشروط التعالد‪ ،‬بحٌث عملٌة التخزٌن هذه تصبح‬

‫‪ 46‬أحمد على حسن عثمان‪ ،‬مس‪ ،‬ص ‪.0914‬‬

‫‪Page 34‬‬
‫بعٌدة كل البعد عن أي تؽٌٌر أو تحرٌؾ‪ ،‬بل أكثر من هذا تصبح عصٌة عن إخبلل المتعالدٌن‬
‫بالتزامات التعالد‪.‬‬

‫فبمجرد ما ٌتم استجماع الشروط إال وٌتم تنفٌذ األداءات العمدٌة المتفك علٌها بشكل ذاتً‬
‫بواسطة العمد الذكً بطرٌمة الند للند‪ ،47‬وٌرتهن تنفٌذ العمد الذكً بحصولها‪ ،‬مثبل إذا تعلك‬
‫األمر بعمد إشهار ٌرتبط الممابل فٌه بعدد زٌارات المولع‪ ،‬فإن العمد الذكً ٌحتاج كً ٌنفذ‬
‫األداءات العمدٌة‪ ،‬إلى الحد األدنى المنجز من هذه الزٌارات‪ ،‬وهذا الحد ٌشكل عنصرا خارجٌا‬
‫موجودا بالعالم المادي‪ ،‬أي أن كلتا الكتلتٌن من سلسلة الكتل تتضمن معطٌات معلوماتٌة ٌتفاعل‬
‫بعضها البعض‪ ،‬تخصص إحداهما لشروط العمد‪ ،‬فً حٌن تتعلك األخرى بالمعطى الخارجً‬
‫الذي ٌتولؾ تنفٌذ العمد الذكً على وجوده‪.48‬‬

‫وما تجب اإلشارة إلٌه‪ ،‬أن العمد الذكً لٌس من الضروري أن ٌعتمد على تمنٌة "البلون‬
‫تشٌن"‪ ،‬بمعنى ٌمكن أن ٌعمل بشكل مستمل تماما عنه‪ ،‬فإذا كان "البلون تشٌن" ٌتمتع بمٌزة‬
‫المدرة على تخزٌن البٌانات وتسٌٌر آثارها وتداعٌات العمد ‪ -‬مما ٌحد من األخطاء واالحتٌال؛‬
‫فإن العمد الذكً ٌتٌح إمكانٌة برمجة الرموز التً سٌتم تنفٌذها تلمابٌا دون الحاجة إلى وسٌط‪،‬‬
‫فمثبل العمد الذكً الذي ٌنص على صفمة مع تسلٌم مبلػ من المال‪ٌ ،‬تم دمج الرموز فً سلسلة‬
‫الكتل فً شكل كتلة معاملة جدٌدة‪ ،‬وبمجرد استٌفاء الشروط ٌتم تنفٌذ العمد من تلماء نفسه‬
‫إلرسال مبلػ المال‪. 49‬‬

‫ما ٌنبؽً التؤكٌد علٌه فً هذه النمطة‪ ،‬أن تمنٌات الذكاء االصطناعً ال ٌتولؾ دورها عنده‪،‬‬
‫بل ٌتعداه إلى تنفٌذ العمود التملٌدٌة أو اإللكترونٌة‪ ،‬والتً ٌتم االعتماد علٌها فً الؽالب لتنفٌذ مثل‬
‫هذه العمود التً تكون ذات طبٌعة خطٌرة وشالة ٌستحٌل أو ٌتعذر معها والحالة هذه على‬
‫‪ 47‬طرٌمة الند للند ما هً إال اختصار لكلمة ‪ ،P2P‬وهو برنامج للتبادل عبر شبكة تكون فٌها كل ند عمٌل وخادم (‪،)Client et Serveur‬‬
‫فالند او العمدة أو المستعمل كلها عناصر تشكل مكونات نظام الند للند‪.‬‬
‫راجع مصطفى مالن‪ ،‬ممن‪ ،‬ص ‪.001‬‬

‫‪ 48‬مصطفى مالن‪ ،‬من‪ ،‬ص ‪.001‬‬


‫‪ 49‬داود منصور عبد المادر رزفٌن‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬من ‪.909‬‬

‫‪Page 35‬‬
‫العنصر البشري المٌام بها‪ ،‬مما ٌتم منحها للروبوتات اآللٌة ‪ ،‬ولعل أبرز مثال نستحضره هنا‬
‫هو فً األزمة الصحٌة التً مر منها العالم فً أواخر سنة ‪ 0109‬والتً عرفت بانتشار فٌروس‬
‫كورونا ‪.Covid-09‬‬

‫فالمجال الطبً نظرا لتخوفه من نمل العدوى له لام باالعتماد بشكل كبٌر على الروبوتات‬
‫اآللٌة ‪ -‬الحكومة الصٌنٌة هً المتخذة لهذه المبادرة فً تشخٌص المصابٌن وتمدٌم األكل والدواء‬
‫وؼٌرها من المهام‪ ....‬وذلن تفادٌا الختبلط العنصر البشري ؼٌر المصاب بالمصاب‪ ،‬وحتى ال‬
‫تنتشر العدوى‪.‬‬

‫وبالتالً ٌمكن المول إن تمنٌات الذكاء االصطناعً ٌبمى دورها مهما فً هذا الجانب‬
‫المتعلك بتنفٌذ العمد ممارنة بما هو تملٌدي ‪ -‬الذي ٌمكن معه إٌجاد صعوبات كثٌرة فً التنفٌذ‪،‬‬
‫ولذلن فإن الذكاء االصطناعً ٌعد مجاال خصبا‪ٌ ،‬حتوي على برامج متطورة تسهل أداء مهامه‬
‫بالطرٌمة التً أعدها مصممه أو مبرمجه‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬استخدام تمنٌات الذكاء االصطناعً فً مراجعة العمود‬

‫ال أحد ٌستطٌع إنكار أو تجاهل دور الذكاء االصطناعً فً مختلؾ فروع المانون خاصة‬
‫المانون المدنً والتجاري والجنابً‪ ...‬بحٌث إن دوره ٌتمٌز بالدلة والسرعة كذلن فً مراجعة‬
‫العمود أكثر من البشر‪ ،‬وذلن لكونه مبرمجا على برمجٌات وأنظمة معلوماتٌة متطورة‪ ،‬هذه‬
‫األنظمة الذكٌة تساعده على المراجعة بدلة كبٌرة وسرعة شدٌدة مما لد ٌترتب إمكانٌة االستؽناء‬
‫على المحامٌن البشر فً بعض المهام خصوصا فً مجال المراجعة هذه كما أنه ٌمكن استخدام‬
‫هذه التمنٌات فً إجراء التحلٌبلت للسوابك المضابٌة‪.50‬‬

‫وإذا كانت مهمة مراجعة العمود فً الؽالب ٌتم إسنادها لمحامً متخصص‪ ،‬فإنه لم ٌعد ٌمنع‬
‫أن ٌؤخذ هذه المهام فً المستمبل ‪ -‬ذكاء اصطناعً‪ ،‬حتى وإن كان اآلن العدٌد من مكاتب‬
‫المحاماة حالٌا ٌستخدمون الذكاء االصطناعً فً أعمال متعلمة بإجراء األبحاث وحساب‬

‫‪ 50‬أحمد على حسن عثمان‪ ،‬مس‪ ،‬ص ‪.0940‬‬

‫‪Page 36‬‬
‫الفواتٌر‪ ،‬لكن ال ٌولون اهتماما بالتحول الكبٌر الذي ٌحدث فً مجال المحاماة‪ ،‬إذ من المتولع أن‬
‫تختفً العدٌد من الوظابؾ المانونٌة بحلول العمد المادم‪.‬‬

‫وبالتالً ٌمكن المول إن الوالع أصبح ٌظهر أهمٌة الذكاء االصطناعً فً المجتمع من أي‬
‫ولت مضى‪ ،‬وهذا ال ٌعنً أن البشرٌة ستنتهً بل إنها على العكس من ذلن ستعمل جنبا إلى‬
‫جنب مع هذه التمنٌات‪ ،‬فالمحامً فً حد ذاته سٌإدي دوره ومهمته بفضل المساعدة التً‬
‫ستمدمها له هذه التمنٌات‪ ،‬وذلن بنوع من الدلة والسرعة والمرونة‪ ،‬خصوصا فً الجانب‬
‫المتعلك بمراجعة العمود الذي لربما تؤخذ من المحامً ولتا أطول لصد مراجعة عمد واحد منها‪،‬‬
‫فً حٌن أن تمنٌات الذكاء االصطناعً تستطٌع أن تراجع العمد أضعافا مضاعفة عما ٌموم به‬
‫العنصر البشري‪.‬‬

‫فالذكاء االصطناعً إذن له دور مهم بصفة عامة‪ ،‬وفً مجال العمود بصفة خاصة‪ ،‬حتى‬
‫وإن كان التشرٌع المؽربً ما زال جد متؤخر فً هذا الجانب‪ ،‬بل إن المملكة المؽربٌة برمتها ما‬
‫زالت تعانً من فمر على مستوى تمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬وبالممابل فإنه ال أحد ٌمنع من أن‬
‫ظهور هذه التمنٌات فً الوالع وتنظٌمها تنظٌما محكما سٌرا على نهج الدول المتمدمة التً بدأت‬
‫تعرؾ هذا النوع من التمنٌات الذكٌة‪.‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬الذكاء االصطناعً والعدالة الجنائٌة‬

‫ٌعد مجال العدالة الجنابٌة من المجاالت التً ترتبط بالمصالح المجتمعً‪ ،‬وتحمٌه مما ٌهدد‬
‫أمنه وسبلمته والتً من بٌنها نجد الجرٌمة‪ .‬فالجرٌمة تزعزع استمرار المجتمعات‪ ،‬وتزرع فً‬
‫نفوس األفراد الهلع والخوؾ‪ ،‬وتدمر األمن وتمس بالنظام العام الداخلً للببلد‪ ،‬األمر الذي ٌجعل‬
‫محاربة الظاهرة اإلجرامٌة فً أي مجتمع من المجتمعات ضرورة حتمٌة ال ؼنى عنها‪ ،‬ؼٌر أنه‬
‫ال ٌمكننا تسلٌم المول بؤن الجرٌمة سٌتم محاربتها بشكل نهابً‪ ،‬بل على األلل مكافحتها ومنع‬
‫ولوعها‪ ،‬وذلن باستصدار نصوص لانونٌة زجرٌة وجنابٌة تخاطب كل من سولت له نفسه‬
‫زعزعة أمن واستمرار المجتمع‪ ،‬وهذه النصوص المانونٌة تعد مواجهة لكل سلون إجرامً ٌطرأ‬

‫‪Page 37‬‬
‫داخل المجتمع ‪ ،‬والثابت أن أجهزة العدالة الجنابٌة تتدخل من أجل العمل والسهر على مكافحة‬
‫الجرٌمة‪ ،‬بٌد أن األمر لم ٌعد ممتصرا على الجرابم التملٌدٌة‪ ،‬بل تعداه إلى جرابم ترتكب عبر‬
‫الوسابط االفتراضٌة أو الرلمٌة‪ٌ ،‬طلك علٌها اسم الجرابم اإللكترونٌة‪ ،‬والتً ٌنبؽً أن تواجهها‬
‫أجهزة العدالة الجنابٌة بما تملن من نصوص لانونٌة ألجل محاربتها أو التملٌل منها‪.‬‬

‫ولذلن بات فً ظل التطور التكنولوجً‪ ،‬مواكبة تمنٌات العصر ‪ ،‬والسهر على تجدٌد أجهزة‬
‫العدالة بما ٌتبلءم مع خوارزمٌات‪ 51‬الذكاء االصطناعً‪ ،‬لكونها تعد الوسٌلة المهمة للمساعدة‬
‫فً التملٌص من انتشار الجرابم بمختلؾ أشكالها تملٌدٌة كانت أم حدٌثة‪.‬‬

‫هذه الخوارزمٌات ستعد لٌمة مضافة فً مجال العدالة الجنابٌة لما لها من دور فً المجتمع‬
‫فالذكاء االصطناعً إذن ٌسهم فً المٌام بمساعدة ضباط الشرطة المضابٌة فً مكافحة الجرٌمة‬
‫سواء تعلك األمر بالتنبإ بالجرابم أو بمبلحمة مرتكبٌها الفمرة األولى‪ ،‬كما لد ٌكون له دور آخر‬
‫ٌتمثل فً لدرة الذكاء االصطناعً على محاكمة المجرمٌن ممترفً الجرابم الفمرة الثانٌة)‪.‬‬

‫الفمرة األولى‪ :‬إسهام الذكاء االصطناعً فً التنبؤ بالجرٌمة وعدم اإلفالت من العماب‬

‫لمد بلػ الذكاء االصطناعً من التطور فً حٌاة البشرٌة‪ ،‬إلى الحد الذي لم ٌعد ٌمتصر فمط‬
‫على عبللاتهم التعالدٌة فمط المدنٌة‪ ،‬التجارٌة ‪ ،)...‬بل تعداها إلى ما هو أبعد من ذلن‪ ،‬أي أنه‬
‫ارتبط بؤجهزة العدالة‪ ،‬التً تهتم بتنظٌم سلوكٌات األفراد داخل المجتمع‪ ،‬فالذكاء االصطناعً‬
‫إذن بات أمرا ضرورٌا فً الحٌاة المجتمعٌة‪ ،‬فهو ٌسهم فً المٌام بمجموعة من التصرفات‪،‬‬

‫‪ 51‬هً لوام الذكاء اإلصطناعً وأهم أركانه‪ ،‬وتعنً مجموعة من المسارات والخطوات الرٌاضٌة المتباٌنة‪ ،‬المتتالٌة البلزمة لحل مشكلة‬
‫ماء والسعدة برمجٌا لكً تعطً نتٌجة معٌنة اعتمادا على معطٌات ومدخبلت ؼذٌت بها‪ ،‬والخوارزمٌة هً عبارة عن مجموعة من‬
‫اإلرشادات الواضحة والمحددة التً ٌمكن لجهاز الكومبٌوتر اآللً تنفٌذها‪ ،‬ولد تكون بسٌطة تحتوي على عدة ‪ .‬حمل برمجٌة كما أنها ٌمكن‬
‫أن تكون شدٌدة التعمٌد بحٌث تحتوي على مبلٌٌن الجمل المبرمجة‪ ،‬وتكون فً إطار الذكاء اإلصطناعً لادرة على التعلم اآللً من‬
‫البٌانات‪.‬‬
‫االلكترونً‬ ‫المولع‬ ‫على‬ ‫‪،‬منشور‬ ‫اإلصطناعً‬ ‫الذكاء‬ ‫أساسٌات‬ ‫عبٌد‬ ‫مصطفى‬ ‫_راجع‬
‫‪ https://www.mdrscenter.com/%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9‬تم االطبلع علٌه ٌوم ‪ 02 :‬ماي ‪ ،0104‬على الساعة‬
‫‪.09:09‬‬

‫‪Page 38‬‬
‫كون هذه األخٌرة تكتسب صبؽة تعالدٌة أو ٌمكن أن تنصب على أمن وسبلمة المجتمع وحماٌته‬
‫من الظواهر اإلجرامٌة التً هً فً تزاٌد مستمر‪.‬‬

‫فؤجهزة العدالة الجنابٌة أضحت فً حاجة ماسة إلى تجدٌد وسابل مكافحتها للجرٌمة‪،‬‬
‫خصوصا وأن الجرٌمة تتطور‪ ،‬ومن ذلن ظهور جرابم سٌبرانٌة أو معلوماتٌة‪ ،52‬وبروز نوع‬
‫جدٌد من المجرمٌن ٌطلك علٌهم بالمجرمٌن السٌبرانٌٌن‪ ، 53‬ولذلن بات من الضروري أن تنتمل‬
‫هذه األجهزة مما هو تملٌدي‪ٌ ،‬متصر فمط على ضبط الجرابم بالطرق التملٌدٌة‪ ،‬إلى ما هو‬
‫حدٌث‪ ،‬أي ضبط الجرابم بالطرق الحدٌثة وعبر العالم االفتراضً‪ ،‬كل هذا من أجل التمكن فً‬
‫األخٌر من التملٌص من هذه الجرابم المرتكبة‪.‬‬

‫من هنا فالعدالة بمختلؾ أجهزتها تملٌدٌة كانت أم متطورة لها عبللة وطٌدة بمجال الذكاء‬
‫االصطناعً‪ ،‬لما له من أهمٌة بالؽة فً هذا الجانب‪ ،‬وذلن بالنظر للتمدم والتطور الذي ٌشهده‬
‫العالم حالٌا‪ ،‬وهو ما ٌفرض على كل الدول أن تساٌره وتجدد أجهزتها بما ٌتبلءم والحالة هذه‬
‫مع التكنولوجٌا الذكٌة‪ ،‬وعلى رأسها الذكاء االصطناعً فً المجال الجنابً‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مساهمة الذكاء االصطناعً فً التنبؤ بالجرٌمة‬

‫التنبإ بالجرٌمة‪ 54‬لبل حدوثها‪ ،‬ال ٌعد علما بالؽٌب‪ ،‬وإنما هو تولع محتمل بل لد ٌكون‬
‫راجحا مناطه تحلٌل كم هابل من البٌانات باالعتماد على خوارزمٌات الذكاء االصطناعً‪،55‬‬

‫‪ 52‬هً كل سلون ٌتضمن تهدٌدا واضحا أو ضررا ٌمن بمصالح خاصة لؤلفراد أو عامة للدولة بمناسبة استخدام نظم المعلوماتٌة فً إطار‬
‫المعالجة اآللٌة للمعطٌات والبٌانات‪ ،‬والتً ٌنتج عنها ختاما عملٌات اإلتبلؾ المادي المكونات تلن الوسابل أو تعطٌل استخدامها‪ ،‬مثلما لد‬
‫ٌنتج عنها تؽٌٌر وتعدٌل محتوى البرامج والمعطٌات أو البٌانات‪ ،‬أو حذفها أو إتبلفها‪.‬‬
‫راجع‪ٌ :‬عٌش تمام شوفً " الجرٌمة المعلوماتٌة ‪ -‬دراسة تؤصٌلٌة ممارنة"‪ ،‬سلسلة مطبوعات المخٌر الجزابر‪ ،‬ط ‪ٌ ، 0‬ناٌر ‪ ،0109‬ص‬
‫‪.011‬‬

‫‪ 53‬المجرم السٌبرانً هو ذلن المجرم الذي ٌتوفر على مهارات تمنٌة وعالٌة ودراٌة بالنظام المستخدم فً الحاسوب‪ ،‬وهذه المهارات هً‬
‫التً تمكنه من اختراق الحسابات البرٌدٌة‪ ،‬واألنظمة اإللكترونٌة المحمٌة أو إتبلؾ البٌانات أو محوها ‪ ....‬راجع رصاع فتٌحة " الحماٌة‬
‫الجنابٌة للمعلومات على شبكة األنترنٌت‪ ،‬شهادة لنٌل دبلوم الماستر فً المانون العام‪ ،‬كلٌة الحموق والعلوم السٌاسٌة‪ ،‬جامعة أبً بكر بلماٌد‬
‫للمسان الجزابر‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪ ،0100/0100‬ص ‪.99‬‬
‫‪ٌ 54‬مصد بها أن ٌتم تولٌع حدوث الجرٌمة مستمببل‪ ،‬بؽٌة الحٌلولة دونها‪ ،‬وبمدة كافٌة تمكن السلطة المختصة من منعها‪ ،‬وترم جع فكرة‬
‫التنبر الخوارزمً للجرابم إلى الروابً األمرٌكً ‪ ،"Philipk Dick‬ولد اتسمت معظم أعماله بالخٌال العلمً‪ ،‬لعل أهمها رواٌة " ‪the‬‬

‫‪Page 39‬‬
‫هذه األخٌرة أصبح لها أثر بالػ فً إجهاض الجرٌمة مبكرا‪ ،‬ولذلن فإن مكافحة اإلجرام أمر‬
‫ضروري وحٌوي ٌتجدد وٌتكرر بما ٌناسب والع مجتمعه‪.‬‬

‫وال ٌخفى علٌنا أن النظرٌات الفمهٌة طالما كانت تتربص بالمجرم‪ ،‬فتارة كانت تحلله نفسٌا‪،‬‬
‫وتارة اجتماعٌا‪ ،‬وتارة أخرى بٌولوجٌا‪ ،‬حتى تمٌم خطورته اإلجرامٌة‪ ،‬وتفرض علٌه التدابٌر‬
‫المبلبمة لمنعه من العودة الرتكاب الجرٌمة‪ ،‬فخوارزمٌات الذكاء االصطناعً هً األخرى‬
‫أصبحت اآلن تإدي هذه المهام بصورة أدق وأسرع‪ ،‬وبتكلفة ألل ‪ ،‬كما أنها تحتوي على‬
‫تطبٌمات المطابمة الوجوه واألصوات والتعرؾ بدلة على التصرفات الشاذة التً تنبا عن‬
‫احتمال ولوع جرٌمة ما‪.‬‬

‫ولذلن فإن الذكاء االصطناعً ٌرتبط باألمن السٌبرانً مع تعلم لؽة اآللة‪ ،‬التً تعد رابطة‬
‫دلٌمة فً التنبإ وال ترحم بدلتها فً تحدٌد األمر مسبما لبل حدوثه واستشراؾ المستمبل والذي‬
‫ٌتٌح لؤلجهزة األمنٌة اتخاذ اإلجراءات البلزمة لتبلفً حدوثها‪ ،‬بحٌث أنها األنظمة الذكٌة تحدد‬
‫هدفها بدلة عالٌة فً مكافحة الجرٌمة‪ ،56‬وخاصة المتعلمة منها بالكشؾ عن المجرمٌن‪ ،‬أي أنها‬
‫ال تسمح بتدخل البشر إال بإدخال المعطٌات فمط‪ ،‬وتزوٌدها بالحاالت المشابهة وتموم هً‬
‫بالتحدٌد بدلتها والتنبإ بالمستمبل‪ ،57‬وهو ما ٌجعلنا نذهب بالمول إلى أن خوارزمٌات الذكاء‬
‫االصطناعً أضافت الكثٌر فً مجال مواجهة الجرابم والجرٌمة السٌبرانٌة وحتى فً مسرح‬
‫الجرٌمة‪.‬‬

‫‪ ،"Minority Report‬والتً نشرت عام ‪ ،0991‬فً محلة " ‪ ،"Fantastic Universe‬وتروي المصة لدرة ثبلثة أشخاص على التنبإ‬
‫بالجرٌمة لبل حدوثها‪.‬‬
‫‪ 55‬الخوارزمٌات لد تعد تلن األداة التً تستخدمها تمنٌات الذكاء اإلصطناعً فً التنبإ بالجرٌمة‪ ،‬وفً كشؾ عملٌات االحتٌال‪ ،‬وعملٌات‬
‫التسوٌك الفبات معٌنة مستهدفة وحتى األداء ومدى اإللبال على شراء بعض المنتجات والسلع للمساعدة فً تطوٌر الصناعات التحوٌلٌة‬
‫والتنبإ بالكوارث الطبٌعٌة‪.‬‬
‫‪56‬إن دور تكنولوجٌا الذكاء اإلصطناعً ال ٌنحصر فمط فً مكافحة الجرٌمة‪ ،‬بل ٌتعداه إلى مجاالت أخرى كعلم األدلة الجنابٌة وعلم‬
‫الجرٌمة ساهمت فً تمدٌم أدلة دامعة إلى الجهات المضابٌة حول الجرابم إلى جانب توفٌر معلومات ودالبل إلى األجهزة األمنٌة لفن الؽاز‬
‫الجرابم المعمدة‪ ،‬زد على ذلن تإدي دورها بجانب األمن السٌبرانً والتحمٌمات الرلمٌن الجنابٌة‪ ،‬وسنؤتً للحدٌث عن هذه النمط فً مستهل‬
‫البحث‪.‬‬
‫‪57‬عبد العزٌز عبٌد البكرة" الذكاء االصطناعً فً عالم الجرابم المعلوماتٌة‪ ،‬ممال منشور بالمولع اإللكترونً تم االطبلع علٌه ٌوم ‪02‬‬
‫ماي ‪ ،0104‬على الساعة ‪09‬؛‪htpp://www.aljazirah.com 21‬‬

‫‪Page 40‬‬
‫وعلٌه فإن حدٌثنا عن الجرٌمة التنببٌة‪ٌ ،‬مودنا فً نفس الولت للحدٌث عن نمط جدٌد من‬
‫أجهزة العدالة الجنابٌة وهو جهاز الشرطة التنبنٌة‪ ،‬الذي ٌتكون من تمنٌات وتطبٌمات ذكٌة تموم‬
‫بمهام تجمٌع البٌانات الضرورٌة المتعلمة بالجرٌمة وتحلٌلها‪ ،‬لتنتهً مهمته بإرسال إنذارات‬
‫لرجال الشرطة المضابٌة بؽٌة إعمال تدابٌر استبالٌة‪ ،‬إلحباط العمل اإلجرامً‪.‬‬

‫ومن أجل تحمٌك ؼاٌتها هذه تموم فً مجال العمل األمنً باالعتماد على مجموعة من‬
‫التطبٌمات من أهمها‪:58‬‬

‫تحلٌل فٌدٌو وتحلٌل الصور‬

‫فالذكاء االصطناعً هنا ٌستخدم من أجل الحصول على معلومات حول األشخاص واألشٌاء‬
‫واإلجراءات لدعم التحمٌمات الجنابٌة‪ ،‬أي أن خوارزمٌات الذكاء االصطناعً هنا لها المدرة‬
‫على مطابمة الوجوه وتحدٌد األسلحة‪ ،‬وؼٌرها ‪....‬‬

‫تحلٌل الحمض النووي‪:‬‬

‫ٌمكن استخدام الذكاء االصطناعً فً اختبارات الحمض النووي الشرعً ‪ -‬التً كان لها‬
‫تؤثٌر ؼٌر مسبوق على أنظمة التحمٌك الجنابً طوال العمود الماضٌة لما لها من المدرة على‬
‫المساعدة فً التحلٌبلت المعمدة‪.‬‬

‫الطائرات بدون طٌار (‪:)Drones‬‬

‫تمتلن تمنٌة الذكاء االصطناعً هنا المدرة على مرالبة السبلمة وتوفٌر معلومات‬
‫استخباراتٌة لٌمة‪ ،‬كما تسهم فً توفٌر استجابات أفضل ومستنٌرة لؤلوضاع الخطرة المحتملة‪.‬‬

‫تعمب أصوات إطالق النار‪:‬‬

‫‪ 58‬عماد ٌاسر دمحم زهٌر البابلً دور أنظمة الذكاء االصطناعً فً التنبإ بالجرٌمة"‪ ،‬مجلة الفكر الشرطً المجلد ‪ ،01‬ع ‪ٌ 001‬ولٌوز‬
‫‪ ،0109.‬ص ‪ 21‬وما ٌلٌها‪.‬‬

‫‪Page 41‬‬
‫فالنظام الذكً لد ٌستخدم لتعمب أصوات إطبلق النار بواسطة مجموعة من أجهزة‬
‫االستشعار للتعرؾ على مصدر الطلمات وتنبٌه السلطات المضابٌة فً ؼضون ‪ 49‬ثانٌة من‬
‫الضؽط على الزناد‪ ، 59‬مع إشعار ألرب المستشفٌات‪.‬‬

‫نظام التعمب (‪)GPS‬‬

‫إن استخدام هذه التمنٌة ٌإدي إلى سهولة الحصول على البٌانات وتحدٌثها وتحلٌلها كمراءة‬
‫لوحات السٌارات وبطابك االبتمان وإتاحة الفرصة لتصمٌم النماذج ‪ ،Models‬والتراح البدابل‪،‬‬
‫كما أنها تمنٌة تمثل أداة تحلٌل جٌدة‪ ،‬وهً ذات فاعلٌة عالٌة ٌحتاج لها الكثٌر من المخططٌن‬
‫وصانعً ومتخذي المرار‪.‬‬

‫وبالتالً‪ ،‬فخوارزمٌات الذكاء االصطناعً لها عبللة جد وطٌدة بمجال األمن وسبلمة‬
‫المجتمع من خبلل لدراتها العالٌة على التنبإ بالجرابم لبل حدوثها‪ ،‬لٌنضاؾ هذا األمر إلى‬
‫جهاز الشرطة المضابٌة التنبإي‪ ،‬والذي ما هو إال وسٌلة من أجل البحث لدر اإلمكان عن‬
‫مرتكبً الجرابم والولوؾ لهم بالمرصاد‪ .‬ولد أصبحت الدول اآلن تلتجا لتجدٌد أجهزة العدالة‬
‫الجنابٌة لكً تتوافك مع المستجدات التً ٌعرفها مجال التكنولوجٌا الرلمٌة فمهمة الشرطة‬
‫التنببٌة تسعى إلى التنمٌب والبحث فً مختلؾ التطبٌمات المذكورة وؼٌرها‪ ،‬وعلى مستوى‬
‫موالع التواصل االجتماعً‪ ،‬أو كامٌرا المرالبة الذكٌة الموزعة على الشوارع‪ ،‬من أجل العثور‬
‫على المعلومات التً تتصل بالعمل اإلجرامً والمخل للنظام العام‪.‬‬

‫ولبل أن ننتمل بالحدٌث عن النمطة الموالٌة‪ ،‬ال بد وأن نموم بنظرة ممارنة فً التجارب‬
‫الدولٌة بخصوص عمل تمنٌات الذكاء االصطناعً فً مجال التنبإ بالجرٌمة‪.‬‬

‫إن دولة الصٌن على سبٌل المثال ال الحصر‪ ،‬تسعى إلى استخدام أنظمة كامٌرا المرالبة‬
‫وخاصٌة التعرؾ على الوجوه للتنبإ بالجرابم ومنع حدوثها‪ ،‬حٌث تتعاون الشرطة المضابٌة مع‬

‫‪ 59‬هذا النظام ٌسمى ب "سوت سبوت ‪ ،‬تستخدمه حالٌا ‪ 91‬مدٌنة أؼلبها فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة‪ ،‬وبعضها فً جنوب إفرٌمٌا‬
‫وأمرٌكا الجنوبٌة‪ ،‬ؼٌر أن مدن أخرى تدرس إمكانٌة تطبٌمه‪.‬‬

‫‪Page 42‬‬
‫شركات التكنولوجٌا لتطوٌر أنظمة الذكاء االصطناعً " ‪ ،‬وذلن حتى تتمكن من تحلٌل بٌانات‬
‫حركات األفراد وسلوكٌاتهم‪ ،‬مما سٌساعد على تمٌٌم احتمال ولوع الجرٌمة واعتمال المشتبه بهم‬
‫لبل ارتكاب الجرٌمة‪.60‬‬

‫ومن أجل مواكبة هذا التطور الحاصل فً مجال التكنولوجٌا عامة‪ ،‬والذكاء االصطناعً‬
‫خاصة‪ ،‬فمد تم إنشاء شركة كبلود وان"‪ ،‬المتخصصة فً تمنٌات التعرؾ على الوجه‪ ،‬والتً‬
‫تعتمد على نظاما ٌستخدم بٌانات عن تحركات األفراد وسلوكٌاتهم لتمٌٌم فرصهم فً ارتكاب‬
‫جرٌمة ما ‪ ،‬وهذا حتى تكون دولة الصٌن فً كامل استعدادها ألي مستخدم ٌطرأ فً العالم‬
‫خصوصا فً المجال الرلمً‪.‬‬

‫وبالعودة إلى للتشرٌع الفرنسً‪ ،‬نجد أن دولة فرنسا أول من استشعرت الدور الهام الستثمار‬
‫‪61‬‬
‫الذكاء االصطناعً فً مكافحة الجرٌمة خصوصا اإلرهابٌة منها ‪ -‬حٌث ورد فً تشرٌعاتها‬
‫أن من حك السلطة األمنٌة فً مرالبة محركات البحث المتصلة باألنترنت‪ ،‬وإرسال تنبٌه‬
‫للسلطات األمنٌة إذا لام أحد مستعملً هذه الوسٌلة بتصفح موالع جهادٌة أو مشاهدة مماطع فٌدٌو‬
‫منشورة من طرؾ الجماعة اإلرهابٌة داعش‪ ،‬بمعنى أن التشرٌع الفرنسً عمل على التشجٌع‬
‫الستعمال تمنٌات الذكاء االصطناعً لتجمٌع البٌانات المتوفرة فً محركات البحث وموالع‬
‫التواصل االجتماعً وإخضاعها للتحلٌل الجنابً التنببً‪ ،‬ولذلن فإنه ٌكون لد منح لجهاز‬
‫الشرطة التنببٌة دورا أساسٌا فً مكافحة الجرٌمة لبل ولوعها‪.‬‬

‫أما فً إمارة دبً‪ ،‬فمد تمكن متعاملو شرطة دبً من إجراء ‪ 410‬ألؾ و ‪ 124‬معاملة‬
‫بطرٌمة ذكٌة وسهلة عبر تطبٌك شرطة دبً الذكً المتاح عبر المولع اإللكترونً‪ ،‬من بٌنها‬
‫‪ 091‬ألؾ و ‪ 12‬معاملة عبر التطبٌك الذكً و ‪ 209‬ألؾ و ‪ 990‬معاملة عبر المولع‬
‫‪ 60‬لال نابب وزٌر العلوم والتكنولوجٌا لدولة الصٌن الً منػ‪ :‬إذا تمكنا من استخدام أنظمتنا الذكٌة ولدراتنا التكنولوجٌا بشكل جٌد‪ٌ ،‬مكننا‬
‫أن الكشؾ مسبما األشخاص الذٌن لد ٌصبحون إرهابٌٌن فً المستمبل‪ ،‬أو هإالء الذٌن لد ٌرتكبون جرٌمة ما" ٌحً دهشان دور الذكاء‬
‫االصطناعً فً مكافحة الجرابم والتنبإ بالجرٌمة‪ ،‬ممال منشور على المولع اإللكترونً تم االطبلع علٌه ٌوم ‪ 02‬ماي ‪ ،0104‬على‬
‫الساعة ‪http://www.yahyadhshon.com 20:00-‬‬

‫‪ 61‬وهو ما نصت علٌه المادة الثامنة من لانون اإلرهاب الجدٌد رلم ‪ ،991-0100‬المنشور بالجرٌدة الرسمٌة ٌوم ‪ٌ 21‬ولٌوز ‪.0100‬‬

‫‪Page 43‬‬
‫اإللكترونً‪ ،‬فٌما بلػ عدد معامبلت دفع المخالفات المرورٌة عبر جمٌع لنوات دبً الذكٌة ‪991‬‬
‫ألؾ و ‪ 219‬مخالفات ‪.‬‬

‫والمبلحظ أن التشرٌعات المذكورة حاولت أن تواكب التطور الحاصل فً المجتمع مع‬


‫انتشار التكنولوجٌا‪ ،‬بحٌث سنت ممتضٌات لانونٌة تتعلك بتجدٌد وتعزٌز أجهزة العدالة الجنابٌة‬
‫بما ٌتبلءم و مجال الذكاء االصطناعً‪.‬‬

‫أما بخصوص التشرٌع المؽربً‪ ،‬فمد بدأ ٌواكب التطورات الحدٌثة فً مإسسته األمنٌة‪،‬‬
‫حٌث نبلحظ أنه ٌتجه لبلعتماد على تمنٌات الذكاء االصطناعً من أجل تعزٌز أدوار هذه‬
‫المإسسة‪ ،‬حتى وإن كان اعتماده هذا ما زال منعدما فً ما ٌتعلك بجهاز الشرطة التنببٌة‪ ،‬لما له‬
‫من دور كبٌر فً اإلسهام فً الكشؾ عن الجرٌمة‪ ،‬ؼٌر أنه فً حالة ما إذا اعتمده مستمببل‬
‫‪62‬‬
‫فً بعض الجنح ‪.‬‬ ‫ٌنبؽً علٌه تعدٌل ممتضٌات المانون الجنابً التً ال تعالب على المحاولة‬

‫ثانٌا ‪ :‬لٌام الذكاء االصطناعً بمالحمة المجرمٌن‬

‫إذا كانت مهمة األجهزة األمنٌة بصفة عامة فً أي زمان ومكان تنصب حول البحث عن‬
‫ولوع الجرٌمة‪ ،‬والكشؾ عن هوٌة مرتكبٌها‪ ،‬فً حالة ولوعها‪ ،‬ومبلحمتهم‪ ،‬فإن الذكاء‬
‫االصطناعً ما هو إال تمنٌة من التمنٌات التً أفرزتها التطورات التكنولوجٌا‪ٌ ،‬موم بالتنبإ‬
‫بالجرٌمة والبحث عن مرتكبٌها ومبلحمتهم لبل ارتكابهم للفعل الجرمً‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى لانون المسطرة الجنابٌة‪ 63‬نجد المشرع المؽربً لد نص على أنه ٌمكن‬
‫لضابط الشرطة المضابٌة أن ٌمنع أي شخص ٌفٌد فً التحرٌات من االبتعاد عن مكان ولوع‬
‫الجرٌمة إلى أن تنتهً تحرٌاته‪ ،‬وإذا أظهر أو تبٌن لضابط الشرطة المضابٌة أن شخصا من‬
‫‪ 62‬تنص المادة ‪ 009‬من فرج على أنه " ال ٌعالب على محاولة الجنحة إال بممتضى نص خاص فً المانون"‪.‬‬
‫‪ 63‬تنص المادة ‪ 19‬من ق‪.‬م‪.‬ج على أنه ٌمكن الضابط الشرطة المضابٌة أن ٌمنع أي شخص مفٌد فً التحرٌات من االبتعاد عن مكان ولوع‬
‫الجرٌمة إلى أن تنتهً تحرٌاته‪.‬‬
‫ٌجب على كل شخص ظهر من الضروري معاٌنة هوٌته أو التحمك منها‪ ،‬بناء على طلب من ضابط الشرطة المضابٌة‪ ،‬أن ٌمتثل للعملٌات‬
‫التً ٌستلزمها هذا التدبٌر‪ .‬وكل من خالؾ ممتضٌات الفمرة السابمة ٌتعرض لعموبة االعتمال لمدة تتراوح بٌن ٌوم واحد وعشرة أٌام وؼرامة‬
‫ٌتراوح لدرها بٌن ‪ 011‬و ‪ 0.011‬درهم أو إلحدى هاتٌن العموبتٌن فمط"‪.‬‬

‫‪Page 44‬‬
‫الضروري معاٌنته فٌجب أن ٌموم بهذا اإلجراء وٌتحمك من هوٌته‪ ،‬وعلى هذا الشخص أن‬
‫ٌمتثل للعملٌات التً ٌستلزمها هذا التدبٌر‪ ،‬كما أن ضابط الشرطة المضابٌة له الحك فً المٌام‬
‫بالبحث التمهٌدي والتحمٌك مع أي شخص ٌشتبه فٌه‪ ،‬كما ٌمكنه إجراء بحث تلبسً فً حالة‬
‫التلبس بالجرٌمة إذا توافرت الشروط المنصوص علٌها فً الفصل ‪ 91‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.64‬‬

‫أن الطفرة التكنولوجٌا الكبٌرة التً عرفها العالم تركت أثرها على العدٌد من المجاالت‪،‬‬
‫وساعدت رجال الشرطة على التعرؾ على المشتبه فٌهم واإلمسان بالمجرمٌن‪ ،‬بحٌث بات‬
‫االعتماد على الروبوتات فً عمل الشرطة لٌس باألمر الؽرٌب‪ ،65‬والتً ٌسند له المٌام بالمهام‬
‫الخطٌرة بدال من تعرٌض رجال األمن للخطر‪ ،‬الشًء الذي ٌجعل رجال الشرطة فً الكثٌر من‬
‫األحٌان ٌستعٌنون بالروبوتات لمواجهة المشتبه فٌهم خاصة المسلحٌن ‪ ،‬بل أكثر من هذا ٌمكن‬
‫لهذه األنظمة الذكٌة أن تساعدهم فً البحث عن المشتبه فٌهم فً المناطك الوعرة التً ٌصعب‬
‫الوصول إلٌها‪ ،‬مثبل كالطابرات بدون طٌار ‪Drones‬‬

‫كما أن التشرٌع البرٌطانً ذهب بعٌدا فً مجال إعمال الذكاء االصطناعً فً مساعدة‬
‫الشرطة المضابٌة‪ ،‬بحٌث تم تصمٌم تطبٌك ذكً‪ٌ 66‬تبلءم مع عصر العولمة‪ ،‬والذي ٌموم بمهمة‬
‫مسح بصمات األصابع‪ ،‬والؽاٌة منه هو تحدٌد هوٌة المشتبه بهم المحتملٌن فً ألصى سرعة‬

‫‪ 64‬تنص المادة ‪ 91‬من ق‪.‬م‪.‬ج على أنه ‪ " :‬تتحمك حالة التلٌس بجناٌة أو جنحة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إذا ضبط الفاعل أثناء ارتكابه الجرٌمة أو على إثر ارتكابها‬
‫ثانٌا‪ :‬إذا كان الفاعل ما زال مطاردا بصباح الجمهور على إثر ارتكابها ثالثا‪ :‬إذا وجد الفاعل بعد مرور ولت لصٌر على ارتكاب الفعل‬
‫حامبل أسلحة أو أشٌاء ٌستدل معها أنه شارن فً الفعل اإلحرامً‪ ،‬أو وجد علٌه اثر او عبلمات تثبت هذه المشاركة‪.‬‬
‫ٌعد بمثابة تلٌس بجناٌة أو جنحة ارتكاب جرٌمة داخل منزل فً ظروؾ ؼٌر الظروؾ المنصوص علٌها فً الفمرات السابمة إذا التمس‬
‫مالن أو ساكن المنزل من النٌابة العامة أو من ضابط الشرطة المضابٌة معاٌنتها‪.‬‬
‫‪ 65‬إن هذه التجربة خاضتها الشرطة األمرٌكٌة أمثر من مرة فً والٌة كالٌفورنٌا وباالس وؼٌرهما لمواجهة بعض المجرمٌن بل والمضاء‬
‫علٌهم فً بعض األحٌان‪.‬‬
‫‪ 66‬هذا النظام ٌتضمن جهازا صؽٌرا ٌتصل بالهواتؾ الذكٌة‪ ،‬بحٌث ٌسمح الولوج لبوابة الخدمات البٌومترٌة للبحث فً السجبلت الموجودة‬
‫فً لواعد بٌانات الشرطة‪.‬‬
‫أوردته شٌماء ؼزالة " دور الذكاء االصطناعً فً تعزٌز العدالة الجنابٌة‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً المانون الخاص‪ ،‬كلٌة العلوم‬
‫المانونٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬جامعة الماضً عٌاض مراكش السنة الجامعٌة ‪ ،0100/0101‬ص ‪.11‬‬

‫‪Page 45‬‬
‫ممكنة فً مكان الحادث‪ ،‬وحتى ٌتم التعرؾ على مرتكبً الجرٌمة دون الحاجة ألخذ ولت‬
‫أطول فً اإلجراءات الجنابٌة‪ ،‬بما فٌها التحمٌك والوضع تحت الحراسة النظرٌة واالعتمال‬
‫االحتٌاطً وؼٌرها ‪....‬‬

‫الفمرة الثانٌة‪ :‬الذكاء االصطناعً و المحاكمة الجنائٌة‬

‫مما ال شن فٌه أن الثورة التكنولوجٌا التً ٌشهدها العالم فً هذه اآلونة والتً هً فً تزاٌد‬
‫مستمر‪ ،‬أحدثت تحوالت جذرٌة فً مجال العدالة الجنابٌة ال سواء بخصوص األجهزة األمنٌة‪،‬‬
‫وال بخصوص وسابل اإلثبات الحدٌثة ‪ -‬كما سبمت اإلشارة إلٌه سابما أضؾ إلى ذلن التحوالت‬
‫الكبرى التً حصلت بسببها أٌضا حتى على مستوى المحاكم؛ حٌث صرنا ال نتحدث عن‬
‫المحاكم التملٌدٌة فمط بل أصبحنا نتحدث إلى جانبها عن المحاكم الرلمٌة ‪ ،‬والتً ترتكز‬
‫باألساس على الوسابل اإللكترونٌة‪ ،‬وتموم بمختلؾ المهام الموكولة لها لانونا باستخدام الحاسب‬
‫اآللً‪.‬‬

‫فكما نعلم أن فترة "فٌروس كورونا"‪ ،‬أسهمت بشكل كبٌر فً االنتمال من محاكم تملٌدٌة إلى‬
‫محاكم رلمٌة ‪ ،‬تهدؾ إلى المٌام بالمحاكمات عن بعد دون الحاجة ألن ٌمتثل المشتبه فٌهم أو‬
‫المتهمٌن أمام الجهاز المضابً‪ ،‬وذلن بؽٌة الحفاظ على التدابٌر االحترازٌة التً فرضتها الدولة‬
‫فً هذه الفترة‪.‬‬

‫وعلٌه‪ ،‬فإن المحكمة الجنابٌة الرلمٌة تهدؾ إلى تسرٌع البت فً المضاٌا لكونها تعفً أوال‬
‫المتماضٌن فً بعض الحاالت من الحضور إلى الجلسات وتملل النفمات‪ ،‬وتسهل االستعبلم عن‬
‫المعامبلت المضابٌة المختلفة‪ ،‬الشًء الذي ٌإدي إلى تحمٌك االزدحام فً المحاكم وتملٌل نسب‬
‫المشاحنات بٌن الخصوم أطراؾ الدعوى‪ ،‬ولذلن فإن هذه المحكمة تستخدم مجموعة من‬
‫الوسابل اإللكترونٌة لتسهٌل عملها كؤجهزة الحاسوب وشبكة األنترنت التً تموم من خبللها‬

‫‪Page 46‬‬
‫بتحوٌل إجراءات التماضً التملٌدٌة إلى إجراءات إلكترونٌة‪ ،‬أي االنتمال من المستندات الورلٌة‬
‫إلى الدعامات اإللكترونٌة‪.67‬‬

‫إن اآلونة األخٌرة التً ٌشهدها العالم من تطور مستمر فً المجال التكنولوجً‪ ،‬سٌإدي مما‬
‫ال شن فٌه إلى بروز نمط جدٌد من التعامبلت لم ٌشهده العالم من لبل هذا النمط سٌتمثل فً‬
‫بروز محاكم ذكٌة وهذا لٌس باألمر المستحٌل‪ ،‬وذلن لكون الثورة الرلمٌة تتزاٌد ٌوما بعد ٌوم‬
‫بفضل العمل البشري الذي ٌخترع كل ما ٌتماشى مع حاجٌات العصر‪ ،‬تعتمد على اإلنسؤلة فً‬
‫تجاوبها مع المضاٌا المعروضة علٌها‪ ،‬مما سٌكرس ظهور اآلالت هنا‪.‬‬

‫ولد اتضحت بوادر اعتماد النظم الذكٌة فً المهن المانونٌة فً ‪ :‬التجربة األمرٌكٌة‪ ،‬التً ما‬
‫فتنت تساٌر التمدم التكنولوجً‪ ،‬مما ٌجعلها تتبنى فكرة المحامً اآللً‪ ، 68‬وذلن بعد لٌام أكبر‬
‫مكاتب المحاماة األمرٌكٌة سنة ‪ ،0101‬بتشؽٌله والذي أطلك علٌه اسم " روس"‪ ،‬بحٌث أنه‬
‫ٌتمتع بذكاء اصطناعً فابك ٌماثل ذكاء اإلنسان‪ ،‬وٌموم باالطبلع على كل كتب المانون‪ ،‬وٌعود‬
‫بؤجوبة مرفمة بالمراجع والتشرٌعات‪ ،‬وٌستطٌع االستشهاد بمضاٌا مشابهة‪ .‬إضافة إلى ذلن ٌموم‬
‫بمرالبة المانون على مدار الساعة من أجل االطبلع على المرارات الجدٌدة المحدثة‪ ،‬مع إمكانٌة‬
‫إٌجاد الحلول لمختلؾ المضاٌا التً تدخل فً االختصاصات التً برمج علٌها‪ ،‬ومن ضمنها‬
‫لضاٌا اإلفبلس‪.‬‬

‫أما فً برٌطانٌا‪ ،‬فمد لرر المبرمج جوشرا بروادر" من برمجة محامً آلً ٌموم بمهمة‬
‫تمدٌم طلب السكن فً مؤوى حكومً للمتشردٌن بشكل مجانً‪ ،69‬وذلن بعد حوار لصٌر وهام‬

‫‪ 67‬شٌماء ؼزالة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪ 68‬لامت شركة المحاماة "بٌكر وهوستلر" بتوظٌؾ الروبوت "روس" الذكً اصطناعٌا والمنتج من لبل شركة ‪ IBM‬كمحام فً لسم لضاٌا‬
‫اإلفبلس الخاص‪ ،‬بحٌث ٌضم لسم اإلفبلس فً الشركة حوالً ‪ 91‬موظفا‪ ،‬ولد صمم هذا المحامً الذكً من أجل لراءة وفهم اللؽة وتكوٌن‬
‫فرضٌات عند طرح األسبلة علٌه‪ ،‬واإلجابة عنها باالعتماد على مصادر ومراجع لدعم استنتاجاته‪ .‬تم اإلطبلع علٌه ٌوم ‪ 09‬ماي ‪،0104‬‬
‫على الساعة ‪ https://al3omk.com/amp/115454.html 09:29‬راجع المولع اإللكترونً‪.‬‬
‫‪ 69‬روبوت الدردشة اآللً‪ :‬متوافر دابما بشكل أون الٌن" وهو ٌستهدؾ المتشردٌن فً برٌطانٌا‪ ،‬والذي ٌنظم فٌها ‪ 019‬الؾ شخص إلى‬
‫لافلة المتردٌن كل سنة‪ ،‬ولد استخدم هذا الروبوت المحامً لتمدٌم خدماته مبات المرات منذ أن تم إطبلله‪.‬‬
‫مراجع‪ :‬دمحم حمزة ‪ ":‬المحامً الروبوت ٌمدم خدماته مجانا للمتشردٌن "‪ ،‬منشور على المولع اإللكترونً ‪ http://www.nokia.net‬تم‬

‫‪Page 47‬‬
‫مع موكله فً مدة ال تتجاوز فً الؽالب ‪ 21‬ثانٌة‪ ،‬لٌموم فً األخٌر بالحصول على طلب سكنً‬
‫له ٌتكلؾ إرساله بالبرٌد اإللكترونً إلى المحكمة المحلٌة‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى التشرٌع المؽربً‪ ،‬نجده ما زال متؤخرا فً هذا الباب المتعلك بتكرٌس‬
‫المحامً اآللً‪ ،‬ؼٌر أنه حاول االستعانة بالتكنولوجٌا الحدٌثة من أجل دعم مهنة المحاماة‪،‬‬
‫بمعنى انطلمت نهاٌة ‪ 0114‬وبداٌة ‪ 0119‬خدمة تهم تتبع الملفات عبر األنترنت‪ ،‬لكن فً سنة‬
‫‪ 0101‬ستعلن بشكل رسمً وزارة العدل والحرٌات عن إنشاء منصة المحامً االفتراضٌة‪،‬‬
‫والتً طبمت سنة ‪ ،0100‬بحٌث مكنت من المٌام بجمٌع اإلجراءات المتعلمة بتبادل الوثابك‬
‫المضابٌة وإرسال المماالت وتسجٌلها واألداء عنها بواسطة األنترنت‪.70‬‬

‫مما ال خبلؾ بشؤنه أن المجال الجنابً مجال جد حساس‪ ،‬لما له من ارتباط كبٌر بحموق‬
‫اإلنسان‪ ،‬فالمحامً البشري له لدرات واسعة فً التفكٌر والفهم واإلدران واالستنتاج‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى لدرته على التعلم من التجارب السابمة‪ ،‬فً حٌن أن المحامً اآللً هو عبارة عن إنسان آلً‬
‫مبرمج وفك برمجٌات‪ ،‬لد ال ترلى إلى مستوى التخصص فً المضاٌا الجنابٌة‪ ،‬بمعنى أن‬
‫المحامً اآللً لن ٌستطٌع اإللمام بكل حٌثٌات الوالعة دون تدخل بشري‪ ،‬والدخول فً منالشة‬
‫مختلؾ جوانب المضاٌا مع الموكل‪ ،‬زد على ذلن أن أنظمة الذكاء االصطناعً ٌؽٌب عنها‬
‫الوعً بالمٌم واألعراؾ البشرٌة فهً تنفذ فمط ما صممت من أجله دون التمٌٌز بٌن الخطؤ‬
‫والصواب‪.71‬‬

‫ولبل ختام هذه النمطة‪ ،‬ال بد من أن نشٌر إلى أن المملكة المؽربٌة خبلفا للدول السالفة‬
‫الذكر‪ ،‬ما زالت متؤخرة فً مجال الذكاء االصطناعً ولم تعرؾ ظهور الروبوتات الذكٌة التً‬
‫تموم بمهام لانونٌة ولضابٌة‪ ،‬وهذا ما ٌؤخذنا للمول إنه مستمببل ٌمكن أن تعرؾ ؼزو الروبوتات‬
‫علٌها بشكل كبٌر نظرا للثورة التكنولوجٌا الً ٌعرفها العالم‪.‬‬

‫االطبلع علٌه ٌوم ‪ 01‬ماي ‪ 0104‬على الساعة ‪.01:01‬‬

‫‪ 70‬شٌماء ؼزالة‪ ،‬مسن‪ ،‬ص ‪.94‬‬


‫‪ 71‬شٌماء ؼزالة‪ ،‬مس‪ ،‬ص ‪.92‬‬

‫‪Page 48‬‬
Page 49
Page 50
‫الفصل الثانً‪ :‬المسؤولٌة المانونٌة للذكاء االصطناعً‬

‫ال ٌمكننا الحدٌث عن المسإولٌة المانونٌة للذكاء االصطناعً ومدى مبلءمة المواعد العامة‬
‫له‪ ،‬دون أن نعرج بالحدٌث عن نمطة مهمة‪ ،‬والتً تتعلك بالشخصٌة المانونٌة‪ .‬فبالرجوع إلى‬
‫مفهومها نبلحظ أنها حٌلة استعملها الممنن إلعطاء الحموق وتحمل الواجبات سواء للشخص‬
‫الطبٌعً أو للشخص المعنوي‪ ،‬ؼٌر أن الذكاء االصطناعً لٌس بشخص طبٌعً أو معنوي‪،‬‬
‫وإنما هو نتاج التطور التكنولوجً‪ ،‬والذي ٌمكن اعتباره شخصا افتراضٌا لٌس إال‪ ،‬فهل ٌمكن‬
‫منحه الشخصٌة المانونٌة؟ وإذا كانت اإلجابة بنعم‪ ،‬فهل ٌتمتع الذكاء االصطناعً باإلرادة الحرة‬
‫فً التصرؾ بؤفعاله؟ وهل ٌمكن ترتٌب مسإولٌة لانونٌة على أخطابه؟‪.‬‬

‫إذا كانت فكرة الشخصٌة المانونٌة فً البداٌة تمنح لؤلشخاص الطبٌعٌٌن‪ ،‬لجعلهم ٌتحملون‬
‫كافة الحموق والواجبات‪ ،‬وطالما ارتبطت هذه الصفة باإلنسان‪ ،‬فإنها ما فتنت تخرج عن هذا‬
‫الحٌز الضٌك‪ ،‬وتتسع شٌبا فشٌبا‪ ،‬على اعتبار أنه فً بداٌة المرن التاسع عشر‪ ،‬ستظهر‬
‫التجمعات النمابٌة والمهنٌة والشركات االلتصادٌة‪ ،‬التً كانت فً حاجة البتكار مركز لانونً‬
‫ٌحدد طبٌعتها ومالها من حموق وما علٌها من التزامات‪ ،‬فكانت آنذان والدة شخصٌة لانونٌة من‬
‫نوع آخر‪ ،‬وتم منحها للشخص االعتباري أو المعنوي‪.‬‬

‫حٌنما نعود إلى التشرٌع المؽربً‪ ،‬نبلحظ على أنه لرر للشخص الطبٌعً والشخص‬
‫المعنوي على حد السواء شخصٌة لانونٌة مستملة‪ ،‬موضحا فً ذلن أن كبل منهما له حموله كما‬
‫تمع على عاتمٌهما فً ممابل ذلن واجبات أو التزامات‪ ،‬وهو نفس التوجه الذي كان المشرع‬
‫الفرنسً لد تبناه فً لانونه المدنً‪.‬‬

‫ؼٌر أن المشرع الفرنسً‪ ،‬ألر حدٌثا فً المانون المدنً توجها مؽاٌرا لمفهوم الشخصٌة‬
‫المانونٌة‪ ،‬بحٌث لم ٌعد ممتصرا فٌه على األشخاص الطبٌعٌة و االعتبارٌة‪ ،‬بل إنه تعداه إلى‬

‫‪Page 51‬‬
‫‪72‬‬
‫‪ ،‬وأعطى له جملة من الحموق الواجب‬ ‫"الحٌوان"‪ ،‬مانحا إٌاه مركزا لانونٌا خاصا به‬
‫احترامها وعدم التعدي علٌها تحت طابلة المساءلة المانونٌة‪ ،‬أي أن صفة الشخصٌة المانونٌة‬
‫تعدت الوجود المادي لتصطدم بالوجود االعتباري‪ ،‬كما تجاوزت الكٌان المادي لئلنسان إلى‬
‫اإلنسان كما الحٌوان مع مراعاة خصوصٌة وطبٌعة ومحددات هذه‬ ‫الكٌان المادي لؽٌر‬
‫الشخصٌة المانونٌة لكل منهما ‪.‬‬

‫ما دام المشرع الفرنسً لد سلن خطوة مهمة فً سبٌل منح الشخصٌة المانونٌة للحٌوان‪،‬‬
‫فلٌس هنان ما ٌمنع فً مستمبل األٌام من إتٌان دور الذكاء االصطناعً ومنحه هو اآلخر‬
‫شخصٌة لانونٌة‪ ،‬نفس األمر بالنسبة للمشرع المؽربً الذي بالرؼم من تؤخره فً هذا المجال‪،‬‬
‫إال أنه سٌكون له تنظٌم خاص‪ ،‬وإلى ذلن الحٌن فإن النصوص المانونٌة الحالٌة تظل جد محدودة‬
‫لكونها تخاطب الشخص الطبٌعً والمعنوي لٌس إال‪ ،‬دون اإلشارة إلى هذا الكابن الذي ٌختلؾ‬
‫تماما عن هإالء‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المسؤولٌة المدنٌة عن أضرار الذكاء االصطناعً‬

‫تعتبر المسإولٌة المدنٌة من أهم الموضوعات التً اهتم بها الفمه والمضاء منذ بداٌة المرن‬
‫العشرٌن‪ ،‬وال زال هذا االهتمام فً تصاعد مستمر نتٌجة تجدد وتفالم المخاطر التً ٌتسبب فٌها‬
‫اإلنسان بفعله أو بفعل األشٌاء التً تحت حراسته‪.‬‬

‫وكما هو معلوم أن الثورة الصناعٌة أسفرت عن تطور هابل فً مجال التكنولوجٌا الحدٌثة‬
‫التً كان لها والع جد فعال فً تحمٌك األمال البشرٌة‪ ،‬من استمرار وشٌوع للرفاه االلتصادي‬
‫واالجتماعً‪ ،‬ؼٌر أن هذا التطور بالمدر الذي أسعد اإلنسان‪ ،‬فإنه بالممابل كان مصدر إزعاج له‬
‫نتٌجة لكثرة المخاطر التً نجمت عن سوء استعمال هذه اآللٌات والمنشآت الصناعٌة‪ ،‬فاآللة‬
‫عادة ما تنطوي على لدر كبٌر من الخطر وؼالبا ما ٌكون اإلنسان أول ضحاٌاها‪.73‬‬

‫‪72‬‬
‫‪Articles 51 4s de C.C.F:""Les animaux sont des étres vivants doués de sensibilité. Sous réserve des lois‬‬
‫"‪qui les protègent, les animaux sont soumis au régime des biens.‬‬
‫‪73‬عبد المادر العرعاري " مصادر االلتزام ‪ ،‬الكتاب الثانً‪ :‬المسإولٌة المدنٌة‪ ،‬مطبعة دار األمان الرباط‪ ،‬ط ‪ 9‬لسنة ‪ ،0101‬ص ‪.1‬‬

‫‪Page 52‬‬
‫ولد تنبهت أؼلب التشرٌعات لهذه األضرار التً تحدث فً المجتمع‪ ،‬فكان التفكٌر فً سن‬
‫ممتضٌات لانونٌة تتعلك بالتعوٌضات عن األضرار التً تحدث للؽٌر‪ ،‬وضمان للمضرور حمه‬
‫فً الحصول على التعوٌض من جراء األضرار التً تصٌبه‪ ،‬وهو ما تم تنظٌمه فً المانون‬
‫المدنً‪ .‬إن المسؤلة ال تتولؾ عند هذا الحد‪ ،‬فنتٌجة الستخدامات الذكاء االصطناعً فً هذه‬
‫األونة وما لد ٌلحك األفراد من ضرر نتٌجة االستخدام السلبً‪ ،‬خصوصا إذا علمنا أن حموق‬
‫األفراد وحرٌاتهم أصبحت مرهونة بهذه التمنٌات الجدٌدة‪ ،‬مما ٌمكن معه أن تإثر علٌهم‪،‬‬
‫وتسبب لهم أضرارا جراء هذا االستخدام‪ ،‬فمد ٌتضرر الفرد من هذه التمنٌات‪ ،‬مما ٌمكن معه أن‬
‫ٌطالب بالتعوٌض عن األضرار التً لحمته من تمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬سواء كان ضررا‬
‫مادٌا أو معنوٌا‪.‬‬

‫ولبل هذا وذان‪ ،‬فإن الحدٌث عن المسإولٌة المدنٌة عن أضرار الذكاء االصطناعً‪ٌ ،‬تطلب‬
‫منا معرفة إمكانٌة لٌامها فً هذا المجال المطلب األول)‪ ،‬باإلضافة إلى اآلثار التً تنتج عنها فً‬
‫حالة لٌامها (المطلب الثانً)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬لٌام المسؤولٌة المدنٌة ألضرار الذكاء االصطناعً‬

‫إذا كان ٌمصد بالمسإولٌة " ‪ ،"La Responsabilite‬تحمل الشخص لنتابج وعوالب‬
‫األفعال الصادرة عنه أو عمن ٌتولى رلابته واإلشراؾ علٌه‪ ،‬بمعنى أن المسإولٌة ما هً إال‬
‫عبارة عن االلتزامات التً ٌتحملها الشخص نتٌجة لٌامه بارتكاب خطؤ تسبب فً ضرر للؽٌر‪،‬‬
‫فٌتم مساءلته من خبلل التعوٌض عن هذه األضرار التً تسبب فٌها للؽٌر‪.‬‬

‫وإذا علمنا أن تمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬أثناء استخدامها لامت بالدخول للبٌانات‬
‫األشخاص الشخصٌة وانتهاكها‪ ،‬وإفشابها للعموم لبلطبلع علٌها‪ ،‬بدون علم صاحبها أو بدون ما‬
‫ٌعً ذلن‪ ،‬لكن االستخدام السلبً لهذه التمنٌات أدى للمساس بهذا الحك‪ ،‬باإلضافة إلى أن الحك‬
‫فً الخصوصٌة ٌعد من أبرز الحموق‪ ،‬فٌمكن لهذه التمنٌات كما ذكرنا أن تتسبب فٌها وٌتم‬
‫انتهاكها‪ ،‬ولم ٌعد هنان شًء اسمه الخصوصٌة سوى التسمٌة فمط‪.‬‬

‫‪Page 53‬‬
‫بل أكثر من هذا‪ ،‬أن تمنٌات الذكاء االصطناعً أحٌانا ٌمكن أن تكون طرفا فً العمد‪،‬‬
‫وٌمكن لها أن تبرم عمودا مدنٌة أو تجارٌة ‪ ...‬لكن لد ال تموم بالتنفٌذ إما لخطؤ فً البرمجة أو‬
‫لعدم استطاعتها على التنفٌذ‪.‬‬

‫فكلها مسابل إجرابٌة‪ ،‬تخفً خلفها أضرارا ٌمكن أن تمس الفرد من هذه التمنٌات‪ ،‬مما ٌعنً‬
‫أن المسإولٌة المدنٌة هنا ٌنبؽً أن تحل لمحاولة جبر األضرار التً تلحك الؽٌر من هذه‬
‫االستخدامات فبل ٌعمل أن ٌتم انتهان حموق األفراد‪ ،‬ونظل مكتوفً األٌدي بدون أن نحرن‬
‫ساكنا‪ ،‬وال نطرح مسؤلة التعوٌض عن األضرار فً ظل عدم وجود لواعد حمابٌة تنظم هذه‬
‫التمنٌات واالنتهاكات التً تتسبب فٌها‪.‬‬

‫ونتٌجة لهذا‪ ،‬فمد استدعى منا األمر لمعرفة لٌام المسإولٌة المدنٌة من عدمه‪ ،‬أن نبحث فً‬
‫مدى لٌامها بناء على نظرٌة االعتبار الشخصً الفمرة األولى‪ ،‬ثم مدى إمكانٌة لٌامها بناء على‬
‫نظرٌة االعتبار الموضوعً (الفمرة الثانٌة)‪ .‬بعبارة أخرى‪ ،‬إن أٌا من هذه المواعد المانونٌة‬
‫المنظمة لكل نظرٌة تصلح للتطبٌك على تمنٌات الذكاء االصطناعً‪.‬‬

‫الفمرة األولى‪ :‬المسؤولٌة المدنٌة للذكاء االصطناعً المائمة على االعتبار الشخصً‬

‫إن التحدي المانونً المطروح اآلن ٌتعلك بالمسإولٌة المانونٌة للذكاء االصطناعً‪ ،‬ذلن أن‬
‫الذكاء االصطناعً وصل إلى مرحلة اتخاذ لرارات مستملة بعٌدة تماما كل البعد عن إرادة‬
‫البشر مما جعله ٌموم بمختلؾ التصرفات واإلجراءات المانونٌة بنفسه دون الحاجة لتدخل‬
‫العنصر البشري‪ ،‬بل أكثر من هذا أن مسؤلة منحه الشخصٌة المانونٌة من عدمها والتً ال تزال‬
‫موضوع نماش كبٌر فً أؼلبٌة الدول لد تعطً للذكاء االصطناعً العدٌد من الحموق‬
‫وااللتزامات‪ ،‬بحٌث سٌصبح كاإلنسان‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المسؤولٌة العمدٌة للذكاء االصطناعً‬

‫تعتبر المسإولٌة العمدٌة جزء ال ٌتجزأ عن المسإولٌة المدنٌة عموما‪ ،‬فكبلهما ٌهدفان إلى‬
‫تعوٌض الطرؾ المضرور عن األضرار والخسابر التً لحمت به سواء كان ذلن ناتجا عن‬

‫‪Page 54‬‬
‫اإلخبلل ببنود العمد أو التؤخر فً تنفٌذه‪ ،‬أي أن المسإولٌة العمدٌة ال تعد أن تكون سوى أثر من‬
‫آثار اإلخبلل بااللتزامات التعالدٌة‪ ،‬أو بعبارة أخرى جزاء من جزاءات عدم تنفٌذ االلتزام‪.74‬‬

‫وإذا ما تم استخدام الذكاء االصطناعً على أساس رابطة عمدٌة‪ ،‬فإن المسإولٌة العمدٌة‬
‫ستموم هنا على أساس إخبلل أحد األطراؾ بالتزام عمدي ناشا عن العمد‪ ،‬مما ٌستلزم معه توفر‬
‫مجموعة من الشروط‪ ،‬حتى تنطبك المسإولٌة العمدٌة للذكاء االصطناعً‪ ،‬كؤن ٌكون هذا العمد‬
‫صحٌحا‪ ،‬وأن ٌتم اإلخبلل بتنفٌذه من جانب أحد المتعالدٌن بالتزام عمدي‪ ،‬باإلضافة إلى توفر‬
‫أركان المسإولٌة العمدٌة التً تتمثل فً الخطؤ والضرر وعبللة السببٌة‪.‬‬

‫فالخطؤ العمدي‪ٌ ،‬تخذ أكثر من مظهر لانونً‪ٌ ،‬ختلؾ باختبلؾ نوعٌة اإلخبلل الذي ارتكبه‬
‫المدٌن‪ ،‬فهو لد ٌتمثل فً امتناع أحد المتعالدٌن عن الوفاء بااللتزامات التً تعهد بها‪ ،‬ولد ٌكون‬
‫ذلن فً شكل تؤخر فً التنفٌذ‪ ،‬األمر الذي ٌتسبب فً إلحاق الضرر بالطرؾ الدابن‪.75‬‬

‫أما الضرر العمدي‪ 76‬فهو الصورة الملموسة التً تتمثل فٌها نتابج الخطؤ العمدي‪ ،‬وهذا‬
‫ٌعنً أن الخطؤ إذا لم ٌترتب عنه ضرر فإنه ال مجال إلعمال لواعد المسإولٌة العمدٌة‪،‬‬
‫والضرر‪ 77‬هو كل ما ٌلحك المتعالد من خسارات مالٌة وتفوٌت الفرص الربح‪ ،‬بشرط أن‬
‫ٌتصل ذلن اتصاال مباشرا بالفعل الموجب لهذه المسإولٌة‪ .78‬ولذلن‪ ،‬إذا كانت المسإولٌة العمدٌة‬
‫تموم عند اإلخبلل بالتزام عمدي ٌختلؾ باختبلؾ ما اشتمل علٌه العمد من التزامات‪ ،‬فإن‬
‫أحكامها اآلن أمام تحدٌات لانونٌة كبٌرة ال سٌما فً ظل ما وصل إلٌه الذكاء االصطناعً من‬

‫‪ 74‬عبد المادر العرعاري‪ ،‬الكتاب الثانً‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫‪ 75‬عبد المادر العرعاري الكتاب الثانً‪ ،‬مس‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪ٌ 76‬نص الفصل ‪ 014‬من لال‪.‬ع على أنه الضرر هو ما لحك الدابن من خسارة حمٌمٌة وما فاته من كسب متى كانا ناتجٌن مباشرة عن عدم‬
‫الوفاء بااللتزام‪ ،‬وتمدٌر الظروؾ الخاصة بكل حالة موكول للطنة المحكمة‪ ،‬التً ٌجب علٌها أن تمدر التعوٌضات بكٌفٌة مختلفة حسب خطؤ‬
‫المدٌن أو تدلٌسه‪.‬‬
‫‪ٌ 77‬شترط فٌه أن ٌكون شخصٌا‪ ،‬مباشرا‪ ،‬محمك‪ ،‬متولعا عند إبرام العمد‪.‬‬
‫‪ 78‬عبد المادر العرعاري‪ ،‬الكتاب الثانً‪ ،‬مٌن‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪Page 55‬‬
‫لدرات إدراكٌة هابلة‪ ،‬بحٌث أنه لد ٌموم بإبرام العمود ‪ -‬كما أشرنا لهذا فً الفصل األول ‪ -‬مع‬
‫الزبابن أو العمبلء ‪ ،‬تنفٌذا لعمد الوساطة‪ ،79‬فنكون أمام احتمالٌن‪:80‬‬

‫‪ -‬إما أن الذكاء االصطناعً بصفة عامة‪ ،‬أو الروبوت بصفة خاصة‪ ،‬هو شخص تم تشؽٌله‬
‫من وسٌط مالً مثبل‪ ،‬وتكون له فً هذه الحالة ذمة مالٌة مستملة تكتسب الحموق وتتحمل‬
‫االلتزامات وهنا ٌمكن لمن تضرر من نشاطه ‪ -‬الذكاء االصطناعً ‪ -‬أن ٌرجع علٌه أو على‬
‫الوسٌط‪ ،‬فتموم بذلن المسإولٌة العمدٌة على الوسٌط المالً بمجرد اإلخبلل بالعمد على أساس‬
‫مسإولٌة المتبوع عن أعمال التابع‪.‬‬

‫وإما أن نكون أمام ذكاء اصطناعً متمثل فً شخص الروبوت مرخص له بعمل الوساطة‬
‫المالٌة بصفة مستملة‪ ،‬وٌكون ممٌزا ولادرا على اإلدارة والحاصل على ترخٌص لممارسة نشاط‬
‫معٌن‪ ،‬وهنا سٌكون هذا اإلنسان وحٌدا أمام المسإولٌة العمدٌة عن عدم تنفٌذ عمد الوساطة‪ ،‬لكن‬
‫بالرؼم من ذلن فإن المسإولٌة العمدٌة هنا اعتبرها البعض بإمكانٌة الرجوع إلى المالن‪ ،‬لكن‬
‫هذه الفكرة لن ترلى بالتؤٌٌد؛ ألن الشركات الضخمة المالكة للذكاء االصطناعً ستعانً من ثمل‬
‫التعوٌضات خصوصا فً مجال االستثمار‪ ،‬مما ٌمكن المول على أن مسإولٌة المالن ال ٌمكن‬
‫إعمالها وحدها هنا‪ ،‬بل ٌمكن أن تكون مسإولٌة مشتركة بٌن المالن لكون أن الروبوت ممٌز‬
‫وأن الشركة المالكة مثبل لها سلطة الرلابة والتتبع‪ ،‬بل حتى الروبوت ستثار مسإولٌته هنا‪.‬‬

‫وٌتضح لنا‪ ،‬أن المسإولٌة العمدٌة للذكاء االصطناعً من الصعب إعمالها؛ ألنه فً الؽالب‬
‫حتى وإن اعتبرنا أن الذكاء االصطناعً فابك الذكاء ومتخذا لمراراته بصورة مستملة‪ ،‬ستبمى‬
‫مسؤلة من ٌمؾ وراءه لؤلشراؾ على أعماله؛ مما ٌمكننا أن نإٌد االحتمال األول بكون أنه فً‬
‫حالة حدوث الضرر ٌمكن للمتضرر أن ٌعود على من عٌنه إلبرام هذا العمد‪.‬‬

‫‪ 79‬ونمصد هنا بعمد الوساطة‪ ،‬حسب ما ورد فً الفصل ‪ 201.99‬من فً عدم على أنه االتفاق الذي ٌلتزم فٌه أطراؾ نزاع ناشً بعرض‬
‫هذا النزاع على وسٌط‪.‬‬
‫‪ 80‬هشماري اسٌة المسإولٌة المدنٌة للروبوت بٌن الوالع واستشراؾ المستمبل"‪ ،‬مجلة المانون الدولً والتنمٌة‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬ع ‪ ،10‬لسنة‬
‫‪ 0100‬ص‪.241 ،‬‬

‫‪Page 56‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬المسؤولٌة التمصٌرٌة للذكاء االصطناعً‬

‫إن المسإولٌة التمصٌرٌة الشخصٌة هً الجزاء المترتب عن الفعل الضار المرتكب من لبل‬
‫شخص ما‪ ،81‬فاألمر هنا ال ٌتعلك بمسإولٌة عمدٌة تترتب بمجرد اإلخبلل بتنفٌذ العمد‪ ،‬وإنما‬
‫بمسإولٌة تمصٌرٌة لانونٌة تكون نابعة من إرادة الشخص‪ .‬فحتى تحمك المسإولٌة التمصٌرٌة‬
‫الشخصٌة‪ٌ ،‬جب توفر عناصرها‪.‬‬

‫فالخطؤ التمصٌري هو االنحراؾ عن السلون المؤلوؾ للشخص العادي الذي ٌصدر منه عن‬
‫تمٌز وإدران‪ ، 82‬وهو ما نجد المشرع المؽربً لد عرفه بؤنه هو ترن ما كان ٌجب فعله أو فعل‬
‫ما كان ٌجب اإلمسان عنه‪ ،‬وذلن من ؼٌر لصد لئلحداث الضرر"‪ ،‬أما المشرع الفرنسً فلم ٌمم‬
‫بتعرٌؾ الخطؤ‪.‬‬

‫وإلى جانب الخطؤ نجد الضرر الذي ٌعد أساس المسإولٌة المدنٌة عموما والمسإولٌة‬
‫التمصٌرٌة على وجه الخصوص‪ ،‬بل إنه ٌعتبر الركن الذي تتمٌز به المسإولٌة المدنٌة عن‬
‫مسإولٌة الجنابٌة‪ ،‬على اعتبار أن هذه األخٌر ٌكفً لمٌامها مجرد ارتكاب الفعل المعالب علٌه‬
‫فً حٌن أن األولى ‪ -‬المسإولٌة المدنٌة ‪ -‬أساس لٌامها هو حدوث الضرر‪ ،‬وال ٌمكن لٌامها‬
‫بدون حصوله حتى ولو وجد خطؤ مدنً‪. 83‬‬

‫وخبلفا للمشرع الفرنسً‪ ،‬الذي لم ٌضع لنا تعرٌفا مفصبل للضرر‪ ،‬فإن المشرع المؽربً‬
‫ذهب عكس هذا وخرج عن المؤلوؾ ولام بإعطاء تعرٌؾ للضرر‪ 84‬بكونه الخسارة التً لحمت‬
‫المدعً فعبل والمصروفات التً اضطر أو سٌضطر إلى إنفالها إلصبلح نتابج الفعل الذي‬
‫ارتكب إضرارا به‪.‬‬

‫‪ 81‬عبد الرحمان الشرلاوي المانون المدنً دراسة حدٌثة للنظرٌة العامة لبللتزام فً ضوء تؤثرها بالمفاهٌم الجدٌدة للمانون االلتصادي‪،‬‬
‫مصادر االلتزام الوالعة المانونٌة"‪ ،‬مطبعة المعارؾ الجدٌدة الرباط‪ 41 ،‬لسنة ‪ ،0101‬ص ‪.00‬‬

‫‪ 82‬عبد الرحمان الشرلاوي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.40‬‬


‫‪ 83‬عبد الرحمان الشرلاوي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ٌ 84‬نص الفصل ‪ 91‬من لبل‪.‬ع على أنه الضرر فً الجرابم وأشٌاء الجرابم‪ ،‬هو الخسارة التً لحمت المدعى فعبل والمصروفات‬
‫الضرورٌة التً اضطر أو سٌضطر إلى اتفالها اإلصبلح نتابج الفعل الذي ارتكاب إضرارا به‪ ،‬وكذلن ما حرم منه من نمع فً دابرة‬
‫الحدود العادٌة لنتابج هذا الفعل‪.‬‬

‫‪Page 57‬‬
‫وبالتالً ‪ ،‬فإن أي شخص ارتكب خطؤ تمصٌرٌا تجاه شخص آخر فإنه سٌكون مجبرا على‬
‫جبر الضرر الذي ألحمه بهذا الطرؾ‪ ،‬مما ٌعنً أن الضرر ٌكون لاببل للتعوٌض سواء مادٌا أو‬
‫معنوٌا ‪ ،‬بشرط أن ٌكون الضرر مباشرا‪ ،‬محمما‪ ،‬حاال‪ ،‬وشخصٌا‪.‬‬

‫ولذلن فإن تمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬تبمى ؼالبا بمعزل عن إسماط لواعد المسإولٌة‬

‫التمصٌرٌة عن األفعال الشخصٌة والتً لها محدودٌة فً التطبٌك‪ ،‬ذلن أنه حتى وإن‬
‫افترضنا حدوث ضرر مادي لحك الشخص فً ذمته المالٌة‪ ،‬فإنه بالرجوع إلى أركان المسإولٌة‬
‫التمصٌرٌة وجدنا على أنه ٌشترط للحصول على التعوٌض هو أن ٌكون الخطؤ متعمد وأن‬
‫الفاعل البد من أن ٌكون عالما ومدركا‪ ،‬وله نٌة فً إلحاق الضرر بالمتضرر‪.‬‬

‫الفمرة الثانٌة‪ :‬المسؤولٌة المدنٌة للذكاء االصطناعً المائمة على االعتبار الموضوعً‬

‫إن مسؤلة تحدٌد المسإولٌة المدنٌة الناشبة عن تمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬من المسابل‬
‫المهمة فً الناحٌة العملٌة ومن المسابل المعمدة من الناحٌة المانونٌة‪ ،‬فتحدٌد هذه المسإولٌة ٌظل‬
‫شاؼبل كبٌرا ألذهان المتعاملٌن مع هذه التمنٌات‪ ،‬فالمسإولٌة عموما هً بمثابة صمام األمان‬
‫الذي ٌضمن وٌحمً حموق كل شخص ٌضار من أي أمر ٌثٌر إعمال المسإولٌة‪ ،‬بحٌث أن ما‬
‫ٌصعب التعرض للمسإولٌة المدنٌة عن تمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬هو عدم وجود تنظٌم‬
‫تشرٌعً ٌحكم هذه المسؤلة‪ ،‬وإذا كانت المسإولٌة المدنٌة المابمة على االعتبار الشخصً ؼٌر‬
‫لابمة المحدودٌة لواعدها العامة فإن األمر التضى البحث عن المسإولٌة الموضوعٌة للذكاء‬
‫االصطناعً‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الذكاء االصطناعً ومفهوم الشًء‬

‫‪Page 58‬‬
‫مما ال شن فٌه أن مفهوم الشًء بشكل عام ٌشمل جمٌع األشٌاء‪ ،‬بؽض النظر عما إذا كانت‬
‫هذه األشٌاء صلبة أو سابلة أو ؼازٌة أو منموالت أو عمارات‪.85‬‬

‫ومع اتساع مجال استعمال اآللة كنتٌجة للتطور التكنولوجً والصناعً‪ ،‬أدى إلى ازدٌاد‬
‫حجم الحوادث والمخاطر التً تلحك اإلنسان فً جسده أو ماله‪ ،‬األمر الذي استوجب إصباغ‬
‫الحماٌة المانونٌة على ضحاٌا هذه الحوادث‪ ،‬من خبلل إضفاء الطابع الموضوعً للمسإولٌة‬
‫المدنٌة بخصوص األضرار التً ٌحدثها اإلنسان بفعل األشٌاء التً تكون تحت حراسته‪ ،‬وإعفاء‬
‫الضحاٌا من عبء إثبات خطؤ فً حراسة الشًء مصدر الضرر‪ ،‬إن هذا المنحى شكل بداٌة‬
‫تحول المسإولٌة المدنٌة التً لم تعد مسإولٌة شخصٌة فمط‪ ،‬بل حتى مسإولٌة موضوعٌة فً‬
‫ذات الولت‪ ،‬وال ٌنظر فٌها إلى سلون الشخص المسإول‪ ،‬وإنما ترتكز على فكرة تحمل تبعت‬
‫النشاط الضار دون استلزام للخطؤ‪ ،86‬وبالتالً لم ٌعد اإلنسان ٌسؤل عن فعله الشخصً فمط بل‬
‫حتى عن فعل األشٌاء التً تحت حراسته ‪.‬‬

‫ولذلن‪ ،‬فإن المسإولٌة المدنٌة الناجمة عن األضرار التً تسببها األشٌاء أصبحت لها أهمٌة‬
‫كبٌرة فً ظل هذا التطور السرٌع لآللة‪ ،87‬ولد حاولت أؼلب التشرٌعات التنظٌر المسإولٌة‬
‫األشٌاء بمختلؾ النصوص المانونٌة‪.‬‬

‫فالمشرع الفرنسً نص فً المادة ‪ 0214‬من المانون المدنً الفرنسً على أنه‪ ":‬ال ٌسؤل‬
‫المرء عن الضرر الذي ٌحدثه بفعله الشخصً فحسب‪ ،‬وإنما ٌسؤل كذلن عن الضرر الناجم عن‬
‫فعل األشٌاء التً هً بحراسته‪ ،88‬وهذا ٌعنً أن المشرع حمل المسإولٌة المدنٌة للشخص‬

‫‪ 85‬دمحم أحمد المعداوي عبد ربه مجاهد" المسإولٌة المدنٌة عن الروبوتات ذات الذكاء االصطناعً "‪ ،‬المجلة المانونٌة (مجلة متخصصة فً‬
‫الدراسات واألبحاث المانونٌة‪ ،‬المجلد ‪ 0‬دون ذكر السنة‪ ،‬ص ‪.200‬‬

‫‪ 86‬مصطفى الخطٌب المختصر فً المسإولٌة المدنٌة"‪ ،‬مطبعة دار العرفان أكادٌر‪ ،‬ط ‪ ، 0‬لسنة ‪ ،0101‬ص ‪.99‬‬

‫‪ 87‬احمد ناصر لاسم‪ " :‬المسإولٌة المدنٌة الحارس األشٌاء دراسة ممارنة"‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الماجستٌر فً المانون الخاص بكلٌة الدراسات‬
‫العلٌا فً جامعة النجاح الوطنٌة بنابلس فلسطٌن‪ ،‬لسنة ‪ ،0101‬ص ‪.1‬‬
‫‪ 88‬جمٌعً حسن عبد الباسط‪ ":‬شروط التحمٌك واإلعفاء من ضمان العٌوب الخفٌة دراسة ممارنة "‪ ،‬دار النهضة العربٌة الماهرة‪ ،‬من‬
‫‪ 0992‬مصر‪ ،‬ص‪.021 ،‬‬

‫‪Page 59‬‬
‫المسإول عن األضرار التً تسببها األشٌاء التً تدخل فً حراسته نفس التوجه تبناه المشرع‬
‫المصري فً المانون المدنً المصري فً المادة ‪. 01189.‬‬

‫فً حٌن أن المشرع المؽربً‪ ،‬باإلضافة إلى كونه لام بتنظٌم المسإولٌة المدنٌة عن الفعل‬
‫الشخصً وعن فعل الحٌوان تطرق كذلن للمسإولٌة المدنٌة عن فعل األشٌاء بصرٌح عبارة‬
‫الفصل ‪ 11‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬وهذا التوجه ما هو إال عبارة عن نفس التوجه الذي سلكه نظٌره‬
‫الفرنسً‪ ،‬أي أن نفس الماعدة التً تم تكرٌسها فً التشرٌع الفرنسً حاول هو اآلخر إعادتها‪.90‬‬

‫ثانٌا‪ :‬الذكاء االصطناعً ومفهوم المنتوج‬

‫إن تحدٌد نطاق تطبٌك المسإولٌة عن المنتوجات المعٌبة ٌستدعً الولوؾ بداٌة عن مفهوم‬
‫المنتج‪ ،‬وبالرجوع إلى التشرٌع الفرنسً نجد المادة ‪ 0211.2‬تنص على أنه " ٌعد منتوجات كل‬
‫مال منمول حتى وإن ارتبط بعمار بما فً ذلن منتوجات األرض وتربٌة المواشً والدواجن‬
‫والصٌد البحري‪ ،‬وتعتبر الكهرباء منتوجا‪.91‬‬

‫المبلحظ من هذا التعرٌؾ‪ ،‬أن المشرع الفرنسً جعل مسإولٌة المنتج عامة؛ بحٌث لم‬
‫ٌجعلها ممتصرة على المنموالت فمط‪ ،‬بل حتى العمارات والحٌوانات وؼٌرها‪ ،‬فً حٌن المشرع‬
‫المؽربً من خبلل المانون رلم ‪ ، 19.0492‬نجده لد تناول مفهوم المنتوج من خبلل المادة ‪ 2‬من‬

‫‪ 89‬تنص الماد ‪ 011‬من المانون المدنً المصري الصادر ‪ 0941‬على أنه " كل من تولى حراسة حد أشٌاء تتطلب‪ .‬حراستها عناٌة خاصة‬
‫أو حراسة آالت مٌكانٌكٌة سٌكون مسإوال عما تحدثه هذه األشٌاء من ضرر مالم ٌثبت أن ولوع الضرر كان ٌسبب أجنبً ال ٌد له فٌه هذا‬
‫مع عدم اإلخبلل بما ٌرد فً ذلن من أحكام خاصة‪.‬‬
‫‪ٌ 90‬نص الفصل ‪ 11‬من لبل‪.‬ع على أنه‪" :‬كل شخص ٌسؤل عن الضرر الحاصل من األشٌاء التً فً حراسته‪ ،‬إذا تبٌن أن هذه األشٌاء هً‬
‫السبب المباشر للضرر‪ ،‬وذلن ما لم ٌثبت‪:‬‬
‫‪ -0‬أنه فعل ما كان ضرورٌا لمنع الضرر‪.‬‬

‫‪_0‬وأن الضرر ٌرجع إما لحادث فجانً‪ ،‬أو لموة لاهرة‪ ،‬أو لخطؤ المتضرر‪.‬‬

‫‪ 91‬رشٌد العراق‪ " :‬المسإولٌة المدنٌة عن فعل المنتوجات المعٌبة فً ضوء ‪ 04.11‬المتعلك بسبلمة المنتوجات والخدمات‪ ،‬رسالة لنٌل‬
‫دبلوم الماستر فً المانون الخاص‪ ،‬كلٌة العلوم المانونٌة وااللتصادٌة جامعة سٌدي دمحم بن عبد هللا فاس‪ ،‬لسنة ‪ ،0102/0100‬ص ‪.00‬‬
‫‪ 92‬ظهٌر شرٌؾ ‪ 0.00.041‬الصادر فً ‪ 01‬عشت ‪ ،0100‬بتنفٌذ المانون رلم ‪ 04.19‬المتعلك بسبلمة المنتجات والخدمات‪ ،‬وبتتمٌم‬
‫الظهٌر الشرٌؾ الصادر فً ‪ 00‬ؼشت ‪ 0902‬بمثابة لانون االلتزامات والعمود‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ع ‪ 9911‬بتارٌخ ‪ 02‬شتنبر ‪ ،0100‬ص ‪.4111‬‬

‫‪Page 60‬‬
‫المسم األول‪ 93‬وكذا المادة ‪ 011.0‬من نفس المانون على أن المنتوج ٌعتبر شٌبا ممدما أو‬
‫معروضا فً إطار نشاط مهنً أو تجاري بعوض أو بدون‪ ،‬وهو كل األشٌاء المنمولة والعمارٌة‬
‫وحتى الدواجن ومنتوجات األرض وؼٌرها‪ ،‬بذلن نبلحظ أن التوجه الذي سلكه المشرع‬
‫المؽربً هو نفس التوجه الذي سبك أن تبناه نظٌره الفرنسً‪ ،‬اللهم إذا تعلك األمر ببعض‬
‫االختبلفات فً استعمال المصطلحات‪.‬‬

‫وبالرؼم من أن مفهوم المنتوج ٌنصرؾ إلى األشٌاء المادٌة‪ ،‬وكون أن تمنٌات الذكاء‬
‫االصطناعً لد تعتبر أشٌاء ؼٌر مادٌة‪ ،‬إال أن البعض ٌرى إمكانٌة انطباق هذا التعرٌؾ على‬
‫هذه التمنٌات‪ ،‬باعتباره األلرب إلٌها‪ ،‬خصوصا وأن هذه التمنٌات تتضمن بعض األشٌاء المادٌة‬
‫كالتصمٌم النهابً المادي للروبوتات والشرابح التً توجد داخل األنظمة الذكٌة‪.‬‬
‫‪94‬‬
‫التً ٌنبؽً‬ ‫إن التؤسٌس المانونً للتعوٌض عن المنتجات المعٌبة‪ ،‬وبتصفح الشروط‬
‫توفرها للمول بؤن المنتج هو معٌب وٌستحك التعوٌض علٌه‪ ،‬وبالنظر إلى تعرٌؾ المنتج‬
‫والمنتج‪ ،‬نجد أنه جل هذه األمور تصلح للتطبٌك على تمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬وهذا ما‬
‫نبلحظ دولة فرنسا لد ذهبت إلٌه‪ ،‬بحٌث إن المعهد البرلمانً الفرنسً للتمٌٌم العلمً‬
‫والتكنولوجً فً تمرٌره الصادر فً ‪ 09‬مارس ‪ ، 0101‬انتهى إلى أن عبء تعوٌض أضرار‬
‫تمنٌات الذكاء االصطناعً ٌمع إما على مصمم نظام الذكاء االصطناعً أو مصنعه على حسب‬
‫األحوال‪ ،‬وذلن وفما للمبدأ العام‪ ،‬وهو نفس التوجه سبك أن أوصى به لرار البرلمان األوربً‬
‫الصادر فً ‪ 01‬فبراٌر ‪ ،0101‬والذي تضمن توصٌات بشؤن إعمال لواعد المانون المدنً على‬
‫الروبوتات ‪،‬صفوة المول‪ ،‬ومن خبلل كل ما سبك التطرق إلٌه‪ ،‬وإذا كنا لد أشرنا إلى أن مساءلة‬
‫الذكاء االصطناعً بناء على نظرٌة االعتبار الشخصً ؼٌر ممكنة‪ ،‬فإنه بالممابل نرى أن‬
‫المسإولٌة الموضوعٌة للذكاء االصطناعً هً محممة ولابمة ؼٌر أنه ٌنبؽً على التشرٌعات أن‬

‫‪ 93‬تنص المادة ‪ 2‬من المانون ‪ 04.19‬رلم على أنه"‪ ..‬المنتوج كل شًء ممدم أو معروض فً إطار نشاط مهنً أو تجاري بعوض أو بدونه‬
‫سواء كان جدٌدا أو مستعمبل وسواء كان لاببل لبلستهبلن أو ؼٌر لابل له أو كان محل تحوٌل أو توضٌب أو لم ٌكن محل ذلن ‪..‬‬
‫‪ٌ 94‬شترط فً المنتج لكً ٌكون معٌدا أن أن ٌكون هذا العٌب خفٌا ولٌس ظاهرٌا للمشتري‪ .‬أن ٌكون العٌب موجودا ولت تسلٌم المشتري‬
‫للمبٌع من البابع سواء وجد العٌب لبل تمام البٌع أو بعده (لدم العٌب)‪ .‬أن ال ٌكون العٌب معلوما للمشتري‪ ،‬بمعنى أن العٌب أحٌانا ٌكون‬
‫خفٌا ولكنه ٌكون المشتري على علم به‪.‬‬

‫‪Page 61‬‬
‫تعدل أحكام هذه المسإولٌة بشكل ٌتماشى مع خصوصٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬وهو التوجه‬
‫الذي سلكه المشرع األوروبً باعتماده على نظرٌة " النابب اإلنسانً المسإول"‪ ،‬من أجل‬
‫تعوٌض األضرار الذي ٌتسبب فٌها هذا الكابن الذكً‪ ،‬الذي وإن كانت مسإولٌته فً األصل‬
‫تشبه إلى حد كبٌر مسإولٌة المنتج والمستخدم‪ ،‬إال أنها تبمى مسإولٌة من نوع خاص ال تخضع‬
‫للمواعد العامة الواردة فً المانون المدنً‪ ،‬بل تظل خاضعة لموانٌن خاصة‪ ،‬وهذا ما ٌنبؽً على‬
‫الدول أن تؤخذه بعٌن االعتبار فً حالة ما إذا لررت تؽٌٌر لوانٌنها الداخلٌة لئلجابة من إشكالٌة‬
‫مساءلة الذكاء االصطناعً عن األضرار التً ٌسببها‪.‬‬

‫المطلب الثانً ‪ :‬اآلثار المانونٌة المترتبة عن تحمك المسؤولٌة المدنٌة للذكاء االصطناعً‬

‫تعد المسإولٌة المدنٌة هً األساس من أجل أن ٌحصل الشخص المتضرر على كافة حموله‬
‫وأن ٌموم الشخص المسإول ٌجبر األضرار التً تسبب فٌها وألحمت ضررا بالؽٌر‪ ،‬ولذلن فإن‬
‫المسإولٌة دابما تترتب علٌها مجموعة من اآلثار المانونٌة التً تهدؾ بالدرجة األولى إلى عدم‬
‫ضٌاع حك المضرور‪ ،‬وإذا كان استخدام تمنٌات الذكاء االصطناعً لد آثار نماشا واسعا فً‬
‫مدى مساءلة الذكاء االصطناعً من عدمه‪ ،‬وفً كون أنه فً ظل الفراؼات التشرٌعٌة الحالٌة‬
‫فً الموانٌن المدنٌة‪ ،‬من الصعب معرفة من المسإول أوال عن األضرار التً ٌرتكبها الذكاء‬
‫االصطناعً‪ ،‬لكون أن لواعد المسإولٌة المدنٌة الحالٌة حتى وإن كان من بعض الجوانب ٌمكن‬
‫إعمالها ؼٌر إنه أحٌانا كثٌرة ال تستطٌع مواجهة هذه التمنٌات نظرا لمحدودٌتها‪.‬‬

‫وحٌث إن مسؤلة معرفة المسإولٌة تمتضً بداٌة أن ٌكون نص صرٌح ٌوضح ذلن وٌسند‬
‫المسإولٌة لجهة معٌنة بصرٌح العبارة دون ترن مجال للشن والؽوص فً متاهات البحث‬
‫لمحاوالت إسماط النصوص المدنٌة على تمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬التً ال نجدها مبلبمة‬
‫ومناسبة لهذا النوع من المجال الذي ٌعد فً األصل مجاال له خصوصٌاته‪ ،‬ومجاال فرضته‬
‫التطورات التكنولوجٌا الحالٌة‪.‬‬

‫الفمرة األولى ‪ :‬التعوٌض عن أضرار الذكاء االصطناعً‬

‫‪Page 62‬‬
‫كل شخص تعرض لضرر مباشر‪ ،‬ناتج عن عمل ؼٌر مشروع‪ٌ ،‬مكنه أن ٌطالب بتعوٌض‬
‫‪95‬‬
‫‪ ،‬والمشرع المؽربً تنبه لمسؤلة التعوٌضات فً لانون االلتزامات‬ ‫ٌناسب ذلن الضرر‬
‫والعمود بحٌث أكد فً مختلؾ النصوص المانونٌة على أن كل شخص ٌعد مسإوال عن جمٌع‬
‫األضرار التً ٌتسبب فٌها‪ ،‬وبالتالً ملزم بتعوٌضها وجبر األضرار الناجمة علٌه‪.‬‬

‫نفس األمر ٌنطبك على تمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬فبل ٌعمل أن نجعلها بمعزل عن تمدٌر‬
‫لها مسؤلة جبر األضرار عن استخداماتها السلبٌة‪ ،‬ما دامت المسإولٌة هً ثابتة ولابمة علٌها‪،‬‬
‫ولذلن فإنه ٌلزم بالتعوٌض عن كل األضرار التً تسببت فٌها‪ ،‬وعلى الشخص المتضرر أن‬
‫ٌطالب بحمه وأن ٌحصل على التعوٌض لفابدته‪.‬‬

‫بحٌث إن التعوٌض عن أضرار الذكاء االصطناعً‪ٌ ،‬عد المرحلة التالٌة لمٌام المسإولٌة‬
‫المدنٌة عن تلن األضرار‪ ،‬وأن المضرور هنا شؤنه شؤن أي متضرر‪ٌ ،‬ترتب له الحك فً‬
‫التعوٌض‪.‬‬

‫والتعوٌض هنا من أضرار الذكاء االصطناعً‪ٌ ،‬تراوح بٌن تعوٌض لضابً‪ ،‬والذي من‬
‫تسمٌته ٌتضح أن الشخص المتضرر ٌمكنه اللجوء إلى المحكمة أو المضاء من أجل استصدار‬
‫األمر له بالحصول على حمه فً التعوٌض (أوال)‪ ،‬وهنان تعوٌض تلمابً الذي أفرزته صعوبة‬
‫تمٌٌم المخاطر التً تتسبب فٌها تمنٌات الذكاء االصطناعً ولتوفٌر الحماٌة أكثر للمتضررٌن تم‬
‫التفكٌر فً إحداث هذا النوع من التعوٌضات دون جعل المضرورٌن ٌتكبدون عناء وتكالٌؾ‬
‫باهظة فً حصولهم على تعوٌضات مناسبة لهم (ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التعوٌض المضائً عن أضرار الذكاء االصطناعً‬

‫التعوٌض هو وسٌلة المضاء فً جبر الضرر سواء كان ذلن بإزالته أو بتخفٌفه‪ ،‬وهذا ما‬
‫ٌسمى بالتعوٌض المضابً‪ ،‬بحٌث إن هذا األخٌر لد ٌنتهً بمنح حك المضرور فً التعوٌض‬

‫‪ 95‬عبد الرحمان الشرلاوي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.010‬‬

‫‪Page 63‬‬
‫العٌنً‪ ،‬أي إزالته والمضاء على سببه ومصدره‪ ،‬متى كان ذلن ممكنا أو أن ٌتم منحه الحك فً‬
‫التعوٌض بممابل نمدي أو ؼٌر نمدي‪. 96‬‬

‫ولما كان استخدامات الذكاء االصطناعً محط مساءلة لانونٌة فإن الشخص المتضرر منها‬
‫له الحك فً اللجوء إلى الجهاز المضابً من أجل الحصول على ممابل لؤلضرار التً لحمت به‬
‫والمضاء علٌه أن ٌنظر فً الدعوى الممدمة له للنظر مدى صحة االدعاء الممدم له لبل الحكم‬
‫للشخص المدعً بالتعوٌض‪.‬‬

‫فمٌام المسإولٌة عن أضرار الذكاء االصطناعً‪ٌ ،‬ترتب علٌها إذا تحممت التعوٌض سواء‬
‫كان هذا الضرر مادٌا أو معنوٌا‪ ،‬فالمضرور ٌحصل على التعوٌض عن طرٌك المضاء‪،‬‬
‫والماضً ٌمدر التعوٌض على أساس الفعل الضار‪ ،‬مراعٌا فً ذلن الحالة المالٌة واالجتماعٌة‬
‫للمضرور‪ ،‬مع التران لٌمة التعوٌض بحمٌمة الضرر على أال تتجاوز لٌمته الحمٌمٌة‪.‬‬

‫ورؼم وجود العدٌد من الطرق التً تستخدم فً حساب وتمٌٌم التعوٌض‪ ،‬فبل شًء منها ٌلزم‬
‫الماضً الذي ٌكون هو صاحب المرار فً االعتماد على بعضها دون البعض اآلخر‪ ،‬إال أنه‬
‫ٌلتزم بالمبادئ العامة فً لضاٌا التعوٌضات التً استمر علٌها الفمه والمضاء‪ ، 97‬وهذا ٌعنً أن‬
‫التعوٌض ٌخضع الجتهاد الماضً‪ ،‬وهو حري فً ذلن بشرط التسبٌب أو التعلٌل‪.‬‬

‫ولذلن‪ ،‬فإن الطرؾ المضرور عند رفعه للدعوى أمام المضاء‪ٌ ،‬نبؽً أن ٌثبت فً طلبه هذا‬
‫العناصر األساسٌة التً أسس علٌها الضرر‪ ،‬وإال فإن طلبه سٌكون معرضا للرفض‪ ،‬فً حٌن‬
‫أن الماضً ال ٌجب علٌه أن ٌعتد بالمركز المالً للمسإول عن الضرر لتمدٌر لٌمة التعوٌض‪،‬‬
‫بحٌث ال ٌزٌد فً مبلػ التعوٌض إذا كان المسإول ؼنٌا‪ ،‬وإنما مبلػ التعوٌض ٌنبؽً أن ٌكون‬
‫مناسبا للضرر الذي لحك المضرور‪ ،‬وأن ٌتم تمدٌره ٌوم صدور الحكم ‪.‬‬

‫‪ 96‬عبد الخالك حسانً" مسإولٌة المنتج عن اإلخبلل بضمان السبلمة‪ ،‬رسالة للٌل دبلوم الماستر فً المانون الخاص‪ ،‬بكلٌة متعددة‬
‫التخصصات تعنوان جامعة عبد المالن السعدي السنة الجامعٌة ‪ ،0101/0109‬ص ‪.011‬‬
‫‪ 97‬عبد الرزاق وهٌه سٌد أحمد دمحم " المسإولٌة المدنٌة عن أضرار الذكاء االصطناعً دراسة تحلٌلٌة "‪ ،‬مجلة جٌل األبحاث المانونٌة‬
‫المعممة‪ ،‬ع ‪ ،42‬أكتوبر ‪ ،0101‬س‪.20،‬‬

‫‪Page 64‬‬
‫و مادام التعوٌض المضابً هو وسٌلة لجبر األضرار التً تسببت فٌها تمنٌات الذكاء‬
‫االصطناعً‪ ،‬سواء كانت هذه األضرار مادٌة أو أدبٌة‪ ،‬فإن التعوٌض ٌكون إما عٌنٌا أو بممابل‬
‫وٌجد المضرور التعوٌض العٌنً خٌر وسٌلة لجبر الضرر‪ ،‬ألنه ٌعٌده إلى الحالة التً كان‬
‫علٌها لبل ولوعه‪ ،‬وهذا هو الهدؾ الذي ٌسعى له كل متضرر من استخدامات الذكاء‬
‫االصطناعً ؼٌر إنه ولبن كان هذا النوع من التعوٌضات ٌجد مسعاه فً األضرار التً‬
‫ٌتعرض لها األفراد فً والعهم المعاش‪ ،‬إال أنه فً إطار األضرار الناجمة عن الذكاء‬
‫االصطناعً ٌصعب الحكم بها‪ ،98‬وال ٌعمل أن ٌتم إعادة الطرؾ المضرور إلى المرحلة ما لبل‬
‫إحداث الضرر من لبل هذه التمنٌات الذكٌة‪ ،‬وبالتالً ال ٌبمى أمام المضرور هنا إال التعوٌض‬
‫بممابل‪.‬‬

‫فالتعوٌض بممابل‪ٌ ،‬تمثل فً منح المضرور تعوٌضا عن الضرر الذي أصابه بمصد‬
‫‪ ،‬وحٌث إن التعوٌض عن األضرار المادٌة الناجمة عن تمنٌات الذكاء‬ ‫التخفٌؾ عنه‬
‫االصطناعً‪ ،‬إذا تعلمت بسبب عٌوب فً تشؽٌل الروبوت‪ ،‬وتم إثباتها من لبل المضرور‪ ،‬فإنه‬
‫ٌمكن إسنادها للمنتج‪ ،‬أو أحدث بسبب تؽٌر المكونات المادٌة والمعنوٌة أو ضعؾ الصٌانة‪ ،‬فهذه‬
‫األضرار ٌمكن تموٌمها بالنمود‪ ،‬مما ٌعنً أن طرٌمة التعوٌض النمدي هً األكثر التً تناسبا مع‬
‫خصوصٌات األضرار الناجمة عن استخدامات الذكاء االصطناعً‪ ،‬نظرا لتعذر إرجاع الحالة‬
‫لما كانت علٌه فً أؼلب األحٌان‪.99‬‬

‫من هنا‪ ،‬فإن لٌام المسإولٌة عن أضرار الذكاء االصطناعً ٌترتب عنها تعوٌض كما‬
‫أشرنا إلى ذلن أعبله وهذا التعوٌض حتى وإن لم ٌتحمك فً إرجاع الحالة لما كانت علٌه‪ ،‬إال أن‬
‫التعوٌض بممابل (نمدي) ٌظل لابما‪ ،‬وعلى الماضً أن ٌحكم بناء على سلطته التمدٌرٌة التً‬
‫منحها له المانون بمبلػ التعوٌض للشخص المتضرر‪ ،‬حتى ٌحاول لدر اإلمكان تخفٌؾ علٌه‬

‫‪ 98‬نٌبة على خمٌس دمحم خرور المهري" المسإولٌة المدنٌة عن أضرار اإلنسان اآللى دراسة تحلٌلٌة"‪ ،‬دبلوم لنٌل شهادة الماستر فً المانون‬
‫الخاص كلٌة المانون‪ ،‬جامعة اإلمارات العربٌة المتحدة لسنة ‪ ،0101‬ص ‪.10‬‬
‫‪ 99‬الكرار حبٌب جهلول‪ ،‬حسام عبس عودة " المسإولٌة المدنٌة عن األضرار التً ٌسببها الروبوت دراسة تحلٌلٌة ممارنة"‪ ،‬مجلة الطرٌك‬
‫للتربٌة والعلوم االجتماعٌة‪ ،‬ع‪ ،1‬ماي ‪ ،0109‬ص ‪.191‬‬

‫‪Page 65‬‬
‫بعض األضرار التً لحمت به جراء االستخدام السلبً لتمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬وحتى‬
‫المواعد العامة الممررة للتعوٌض ٌمكن إعمالها هنا لكون أن مسؤلة التعوٌض ترتبط بالشخص‬
‫المتضرر الذي ال ٌعمل‪ ،‬وأن نسلم بؽٌاب نصوص لانونٌة للمسإولٌة المدنٌة للذكاء‬
‫االصطناعً‪ ،‬ونمنعه من استٌفاء حك عن األضرار التً لحمته جراء هذه التمنٌات‪ ،‬وهذا‬
‫التعوٌض ٌتم بناء على نوع المسإولٌة المثارة والشخص المسإول المباشر عن أضرار هذه‬
‫التمنٌات‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬التعوٌض التلمائً عن أضرار الذكاء االصطناعً‬

‫إن فكرة التعوٌض التلمابً تتم من خبلل التؤمٌن‪ ،‬وكذا صنادٌك التعوٌض‪ ،‬وهو ما سنبٌنه‬
‫فً اآلتً ‪:‬‬

‫التعوٌض التلمائً بناء على نظام التأمٌن‬

‫تموم شركة التؤمٌن بتجمٌع العدٌد من األخطار‪ ،‬طبما لموانٌن اإلحصاء‪ ،‬وإجراء المماصة‬
‫بٌنها على أساس علمً‪ ،‬لكً تتمكن من الوفاء بالتزاماتها عند تحمك الخطر المإمن منه من‬
‫خبلل مجموعة األلساط المدفوعة من لبل المإمن لهم‪ ،‬وهكذا ال لٌام للتؤمٌن إال فً إطار‬
‫مجموعة من المخاطر المتجانسة داخل مشروع منظم تنظٌما علمٌا‪ ،‬فالتؤمٌن ٌموم على حساب‬
‫االحتماالت‪ ،‬وذلن بمصد التعرؾ على فرص تحمك الخطر خبلل فترة زمنٌة معٌنة‪ ،‬وإذا كان‬
‫تحمك المخاطر ٌحدث مصادفة إال أنه عن طرٌك فرص التعرؾ على تحمك الخطر من خبلل‬
‫علم اإلحصاء ولوانٌن الكثرة‪ ،‬جعل تمدٌر ولوع المخاطر ٌعطً نتابج إلى حد ما سلٌمة‪ ،‬تمكن‬
‫المإمن من تحدٌد التزاماته والمخاطر التً ٌتعٌن علٌه تؽطٌتها وممدار المسط الذي ٌلتزم‬
‫المستؤمن بدفعه له بصفة دورٌة ‪.‬‬

‫التعوٌض التلمائً بناء على صنادٌك التعوٌض‬

‫لمد ألر البرلمان األوروبً ‪ ، 0101‬نظام صنادٌك التعوٌض‪ ،‬والذي ٌعد أحد الحلول‬
‫المبتكرة المواجهة المسإولٌة المدنٌة عن األضرار التً تسببها تمنٌات الذكاء االصطناعً‪،‬‬

‫‪Page 66‬‬
‫والمكمل النظام التؤمٌن اإللزامً‪ ،‬فإنشاء الصندوق ٌحمك العدٌد من المزاٌا؛ منها تجنب اآلثار‬
‫المخٌفة من عدم وجود من ٌتحمل تبعة األضرار التً تسببها الروبوتات‪ ،‬وعدم ثمل كاهل‬
‫األطراؾ المتضررة من تحمل تكلفة عملٌة التحول وسد الفجوات فً المسإولٌة إلى جانب‬
‫مكافؤة المجتمع من خبلل تطوٌر استخدام أنظمة مستملة ‪.‬‬

‫والهدؾ من هذا الصندوق هو ضمان إمكانٌة التعوٌض عن األضرار فً الحاالت التً ال‬
‫ٌوجد فٌها ؼطاء تؤمٌنً‪ ،‬أو عدم وجود وثٌمة التؤمٌن لتؽطٌة المسإولٌة المدنٌة الناشبة عن‬
‫استخدامات الذكاء االصطناعً واألضرار التً تسببها للؽٌر‪.‬‬

‫الفمرة الثانٌة‪ :‬اإلعفاء من المسؤولٌة المدنٌة للذكاء االصطناعً‬

‫لٌس بالضرورة أن تكون المسإولٌة المدنٌة للذكاء االصطناعً لابمة دابما‪ ،‬إذ إنه ٌمكن‬
‫لؤلطراؾ أن ٌتفموا فٌما بٌنهم على إعفاء أحدهما من المسإولٌة عن األضرار التً تتسبب فٌها‬
‫تمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬وبالرجوع إلى مجال العمود نجد على أن األطراؾ المتعالدة ٌحك‬
‫لهم االتفاق على إدراج شروط إضافٌة فً العمد والمتعلمة أساسا باإلعفاء الكلً أو الجزبً من‬
‫المسإولٌة العمدٌة‪.100‬‬

‫فاإلعفاء من المسإولٌة أو إنماصها جابز فً المسإولٌة العمدٌة‪ ،‬بمعنى إذا اتفما الطرفان عند‬
‫التعالد على محو المسإولٌة المترتبة على عدم الوفاء أو تم االتفاق على تخفٌضها‪ ،‬أو المٌام‬
‫بحصرها فً ممدار معٌن‪ ،‬فإن االتفاق جابز إال أن ٌكون المصد منه اإلعفاء من المسإولٌة‬
‫الناتجة عن الؽش أو الخطؤ الجسٌم‪.101‬‬

‫وهو ما نلمسه فً حالة لٌام أنظمة ذكٌة بإبرام العمود مع الؽٌر‪ٌ ،‬مكن لهذا األخٌر أن ٌتفك‬
‫بموجب عمد من لبل على اإلعفاء من مسإولٌة العمود مع الؽٌر‪ ،‬بالرؼم من أن لواعد‬
‫المسإولٌة العمدٌة الواردة اآلن ما زالت ؼٌر كافٌة لتنظٌم تمنٌات الذكاء االصطناعً وال تصلح‬

‫‪ 100‬خوالده أحمد مفلح" شرط اإلعفاء من المسإولٌة العمدٌة‪ ،‬دار الثمافة للنشر والتوزٌع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط ‪ ، 0‬لسنة ‪ ،0100‬ص ‪.004‬‬
‫‪ 101‬عابدٌن دمحم أحمد‪ " :‬التعوٌض بٌن المسإولٌة العمدٌة والتمصٌرٌة‪ ،‬دار المطبوعات الجامعٌة اإلسكندرٌة‪ ،‬ط ‪ ،0919‬ص ‪.1‬‬

‫‪Page 67‬‬
‫للتطبٌك علٌها كما أشرنا إلى ذلن أعبله‪ ،‬وبالتالً ال ٌسؤل المدٌن أندان عن تعوٌض األضرار‬
‫التً تسبب فٌها‪ .‬وٌشترط لصحة اإلعفاء من المسإولٌة العمدٌة‪ ،‬أن ٌكون هذا االتفاق على شرط‬
‫اإلعفاء لد حصل بٌن المتعالدٌن أو بٌن المسإول والدابن المتضرر أو من ٌنوب علٌهم‪ ،‬وأن‬
‫ٌكون هذا مستوفٌا لشروطه الموضوعٌة المتمثلة فً الرضا والمحل والسبب‪.‬‬

‫كما أن األطراؾ ٌمكنهم أن ٌتفموا على اإلعفاء من ضمان العٌوب الخفٌة ‪ ،‬وبالتالً من‬
‫المسإولٌة فً حالة ولوع أضرار مستمبلٌة ناتجة عن استخدامات الذكاء االصطناعً‪ ،‬ذلن أن‬
‫الشخص المسإول ٌمكن أن ٌتفك مع المتضرر على أن ٌتم إعفاإه من األضرار التً من‬
‫المحتمل أن تصٌبه‪ ،‬إذا ما لامت تمنٌات الذكاء االصطناعً بارتكاب خطؤ بناء على عٌب فً‬
‫التصنٌع أو التصمٌم أو البرمجة‪ ،‬مما ٌمكن معه للمسإول أن ٌتحلل من ضمان العٌوب الخفٌة‬
‫وال ٌموم بالتعوٌض عنها‪.‬‬

‫ولذلن‪ ،‬على األشخاص المتضررٌن من عملٌات الذكاء االصطناعً أن ٌثبتوا السبب‬


‫المباشر لحدوث الضرر‪ ،‬على اعتبار أن الطرؾ المضرور ال ٌتمكن من الحصول على أي‬
‫تعوٌض له إذا لم ٌبٌن فعبل أن هذه التمنٌات الذكٌة هً من أحدثت الضرر به أم ال‪ ،‬وأن ٌثبت‬
‫هذا بكافة الطرق المعروفة وفك المواعد العامة كالكتابة اإللرار الٌمٌن البٌبة‪ ،‬الخبرة ‪ ..‬ؼٌر إن‬
‫إثبات هذه العٌوب بالنسبة الذكاء االصطناعً فً الؽالب ٌمكن إثباتها فمط بالمرابن المانونٌة‬
‫والخبرة‪ ،‬مع استبعاد الٌمٌن والبٌبة فً الذكاء االصطناعً الذي ٌعد مستحٌبل وؼٌر منطمً‪.102‬‬

‫ختاما‪ ،‬فإن التطورات التمنٌة التً نملت المجتمع على الصعٌدٌن المانونً واالجتماعً من‬
‫مسابل إثبات عادٌة إلى مسابل إثبات تستند على أدلة إلكترونٌة وذكٌة‪ ،‬وخاصة مفهوم "تتبع‬
‫األثر" الذي سٌكون له تؤثٌر كبٌر فً أدلة اإلثبات‪ ،‬وفعبل كذلن عندما نموم بتتبع المسإولٌة‬
‫والدلٌل لبلستخدامات الصحٌحة والمابمة على إدارة التطبٌمات الذكٌة‪ ،‬فإنه بالفعل سوؾ نحصل‬
‫على نتابج مهمة فً معرفة من تمع المسإولٌة على عاتمه ‪.‬‬

‫‪ 102‬مصعب ثابر عبد الستار‪ :‬المسإولٌة التمصٌرٌة المتعلمة بالذكاء االصطناعً"‪ ،‬مجلة العلوم المانونٌة والسٌاسٌة‪ ،‬المجلد العاشر‪ ،‬ع ‪،0‬‬
‫لسنة ‪ 0100‬ص ‪.412‬‬

‫‪Page 68‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬المسؤولٌة الجنائٌة عن جرائم الذكاء االصطناعً‬

‫معلوم أن كل والع كان فً األصل فكرة عاشت فً الخٌال إلى أن كتب لها أن تصبح والعا‬
‫وترى النور‪ ،‬ومن ذلن نجد الذكاء االصطناعً الذي لم ٌعد الحدٌث عنه دربا من دروب الخٌال‬
‫العلمً‪ ،‬ففً ضوء تزاٌد التطبٌمات واآلالت التً تعتمد علٌه‪ ،‬والتحامه حٌاة البشر‪ ،‬فؤصبح‬
‫والعا مفروضا فً حٌاة البشر متدخبل فً العدٌد من األنشطة الهامة‪ ،‬كالسٌارات ذاتٌة المٌادة‬
‫والروبوتات ‪.‬‬

‫كما أن هذا الحضور الذي عرفه الذكاء االصطناعً فً حٌات اإلنسان لاد إلى لٌام جرابم‬
‫ضد البشرٌة بسببه‪ ،‬واستؽبلله فً ارتكاب هذه الجرابم التً تعد منافٌة تماما للوالع المجتمعً‪،‬‬
‫فبل ٌكاد الذكاء االصطناعً ٌنظر إلٌه إلى إٌجابٌته فمط بل األكثر من هذا فإن الذكاء‬
‫االصطناعً تعدى هذا األمر‪ ،‬وأصبح ٌموم بالتؤثٌر الكبٌر على حٌاة األفراد‪.‬‬

‫فالمسإولٌة الجنابٌة ما هً إال عبارة عن ذلن األثر المترتب عن الجرٌمة كوالعة لانونٌة‬
‫وتموم على أساس تحمل الفاعل للجزاء الذي تفرضه المواعد المانونٌة الجنابٌة بسبب خرله‬
‫لؤلحكام التً تمررها هذه المواعد بعبارة أخرى هً تحمل نتابج أعمالنا‪ ،‬وتتحدد هذه المسإولٌة‬
‫بوضوح ودلة فً نطاق المواعد الجنابٌة‪ ،‬فً االلتزام بتحمل ما ٌترتب عن النشاط المجرم‪،‬‬
‫وعن تنفٌذ الحكم باإلدانة فً واجب االلتزام بتنفٌذ العموبة‪.103‬‬

‫وبالتالً‪ ،‬فإن الجرابم الناتجة عن الذكاء االصطناعً تكون محط مسإولٌة جنابٌة هً‬
‫األخرى‪ ،‬لكونها تمس بالمجتمع مما ٌستدعً كذلن إثارة هذه المسإولٌة الجنابٌة‪ ،‬لمعالبة‬
‫ممترفً الفعل الجرمً‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬لٌام المسؤولٌة الجنائٌة عن جرائم الذكاء االصطناعً‬

‫إن الجرٌمة عندما تحدث‪ ،‬فإن هذا ٌعنً حدوث اضطراب اجتماعً‪ ،‬وٌجب معالبة ممترفً‬
‫الفعل الجرمً على ما لام به من سلون شنٌع تجاه المجتمع‪ ،‬مما ٌعنً أن الذكاء االصطناعً‬
‫‪ 103‬عبد الواحد العلمً " شرح المانون الجنابً‪ ،‬المسم العام"‪ ،‬دون ذكر المطبعة ط ‪ ،9‬السنة ‪ ، ،0109‬ص ‪.209‬‬

‫‪Page 69‬‬
‫عندما ٌعزم على ارتكاب جرٌمة ضد اإلنسان‪ ،‬فإنه ٌستحك أن تواجهه الموانٌن بهذا السلون‬
‫ؼٌر المانونً ‪،‬ؼٌر أن جرابم الذكاء االصطناعً أحٌانا لد تحمل خطورة كبٌرة على الشخص‪،‬‬
‫لكونها تجعل الؽاٌة من صنع الذكاء االصطناعً لٌست مساعدة اإلنسان فً إنجاز المهام‪ ،‬بل إن‬
‫الخطورة لد تتحول عندما تصبح هذه الؽاٌة تهدد البشرٌة وتزهك أرواحهم ‪.‬‬

‫ففكرة المسإولٌة الجنابٌة تفرض بداٌة أن ٌصدر خطؤ عن التفاعل وإمكانٌة نسبة هذا الخطؤ‬
‫إلى من صدر عنه ثانٌا‪ ،‬وهذا اإلسناد ال ٌكون ممكنا‪ ،‬إال إذا توافرت اإلرادة الحرة عند الفاعل‬
‫وكان لادرا على التمٌٌز واإلدران‪ ،‬بحٌث إذا انعدم أحدهما اإلدران والتمٌٌز ‪ -‬أو انتفت الحرٌة‬
‫فً االختٌار‪ ،‬فبل ٌكون هنان محل اإلثارة فكرة المسإولٌة بسبب أن هذه األخٌرة مسإولٌة‬
‫معنوٌة‪.‬‬

‫من هنا‪ ،‬فإن لٌام أي جرٌمة ٌتطلب أن تتوفر فٌها األركان األساسٌة الموجبة لذلن‪ ،‬بعد أن‬
‫ٌتم إحداث النشاط اإلجرامً‪ ،‬زد على ذلن أن الجرٌمة ٌتطلب حدوثها ضرورة ارتكابها من لبل‬
‫فاعل سواء كان أصلٌا او مساهما أو مشاركا‪.‬‬

‫نفس األمر بالنسبة للجرابم التً ٌرتكبها الذكاء االصطناعً‪ ،‬فإنه إذا أردنا أن نتحدث عن‬
‫لٌام المسإولٌة الجنابٌة فً هذا النوع من الجرابم‪ ،‬فٌنبؽً علٌنا أن نتحدث عن الشروط‬
‫األساسٌة لمٌام المسإولٌة الجنابٌة عن جرابم الذكاء االصطناعً الفمرة األولى‪ ،‬على أن ننتمل‬
‫للحدٌث عن األطراؾ المسإولٌن عن جرابم الذكاء االصطناعً (الفمرة الثانٌة)‪.‬‬

‫الفمرة األولى ‪ :‬شروط لٌام المسؤولٌة الجنائٌة عن جرائم الذكاء االصطناعً‬

‫إذا كانت المسإولٌة المدنٌة للذكاء االصطناعً لابمة‪ ،‬وتوجب توفر مجموعة من األركان‬
‫فٌها كالخطؤ والضرر وعبللة السببٌة بٌنهما‪ ،‬فإن الذكاء االصطناعً لد تثار إمكانٌة مساءلته‬
‫جنابٌا‪ ،‬فً حالة ارتكابه أفعاال أو جرابم تودي بحٌاة األفراد داخل المجتمع‪ ،‬فكل شخص هو‬
‫مسإول مدنٌا وجنابٌا عن جمٌع التصرفات التً ٌرتكبها‪.‬‬

‫‪Page 70‬‬
‫والجرٌمة كانت منذ عهد بعٌد‪ ،‬أي فً بداٌة العصور األولى‪ ،‬وإلى اآلن فً تطور مستمر‬
‫إلى أن وصلت لما هً علٌه اآلن بعد أن تم ظهور أنظمة ذكٌة‪ ،‬لابمة على الذكاء االصطناعً‬
‫تموم بمختلؾ األنشطة والوظابؾ فً المجتمع‪ ،‬ؼٌر أن هذه األخٌرة ٌمكن لها أن تتعدى فً‬
‫بعض األحٌان حدودها وتموم بارتكاب جرٌمة من الجرابم الممررة فً الموانٌن الجنابٌة‪ ،‬و‬
‫لنفترض أنه لدٌنا " روبوتا ٌإدي عمبل استشارٌا جراحة الملب مثبل ‪ -‬وبسبب خطؤ طبً تسبب‬
‫بنزٌؾ حاد للمرٌض‪ ،‬ما أودى بحٌاته‪ ،‬وتم فمدان المرٌض‪ ،104‬فهنا لبل أن نؽوص فً البحث‬
‫على من سٌتحمل المسإولٌة الجنابٌة فً هذه الحالة؟‪.‬‬

‫البد من التذكٌر بكون أن المسإولٌة الجنابٌة تعتبر األساس المانونً الذي ٌنبنً علٌه توجٌه‬
‫أصابع االتهام بالجرٌمة إلى شخص معٌن‪ ،‬ولذلن ال بد من أن تكون هنان شروطا تموم علٌها‪،‬‬
‫والؽاٌة من إدراج هذه النمطة فً موضوعنا هذا‪ ،‬هو معرفة مدى إمكانٌة تطبٌك الشروط‬
‫المنصوص علٌها فً المانون الجنابً على تمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬ذلن أن المشرع المؽربً‬
‫نص فً الفصل ‪ 020‬من ق‪.‬ج على أنه‪ " :‬كل شخص سلٌم العمل لادر على التمٌٌز ٌكون‬
‫مسإوال شخصٌا عن الجرابم التً ٌرتكبها ‪...‬‬

‫إن المسإولٌة الجنابٌة بصفة عامة تعنً تحمل نتابج أعمالنا‪ ،‬وتتحدد بوضوح ودلة فً‬
‫نطاق المواعد الجنابٌة فً االلتزام بتحمل ما ٌترتب عن النشاط اإلجرامً‪ ،‬وعن تنفٌذ الحكم‬
‫باإلدانة فً واجب االلتزام بتنفٌذ العموبة‪ ،105‬بمعنى أن المسإولٌة الجنابٌة تكون عبارة عن‬
‫جزاء للجانً عما لام به من سلون ٌهدد المجتمع‪ ،‬سواء كان هذا السلون اإلجرامً أودى بحٌاة‬
‫الشخص أو كان على إثر إزهاق روحه‪ ،‬فكبلهما أفعال تعد من منظور المانون الجنابً سلوكات‬
‫إجرامٌة توجب إثارة المسإولٌة الجنابٌة فً حك ممتر فً الفعل الجرمً ‪.‬‬

‫‪ 104‬هٌة على الزهرانً ‪ " :‬المسإولٌة الجنابٌة للذكاء االصطناعً "‪ ،‬ممال منشور بمجلة الوطن اإللكترونٌة‪ ،‬على الرابط‪:‬‬

‫‪ 1:21‬تم االطبلع علٌه ٌوم ‪ 00‬ماي ‪ ،0104‬على الساعة ‪http://www.alwatan.com.Sa/ampArticle/1063158‬‬

‫‪ 105‬ممدوح البحر" الجرابم الوالعة على األموال فً لانون العموبات‪ ،‬دون ذكر المطبعة‪ ،‬ط‪ ،0‬لسنة ‪ -0119‬عمان‪ ،‬ص‪.09 ،‬‬

‫‪Page 71‬‬
‫إن المشرع المؽربً اشترط لثبوت المسإولٌة الجنابٌة ضرورة توفر شرط العمل‪ ،‬بمعنى أنه‬
‫ال مسإولٌة جنابٌة فً حالة ثبوت إصابة الشخص المرتكب للفعل الجرمً بخلل العملً‪ ،‬وتعتبر‬
‫األمراض العملٌة من المسابل الخفٌة الدلٌمة التً ٌرجع الفصل فٌها لذوي الخبرة من أهل‬
‫االختصاص‪ ،‬وال ٌمكن للمحكمة أن تمرر فٌها بناء على المبلحظة المباشرة‪ ،‬كما أن المرض‬
‫العملً وال سٌما عندما ٌكون فً صٌؽة الجنون لد ٌكون متصبل أو متمطعا لذلن ٌصعب اكتشافه‬
‫بدون فحص طبً من لبل المتخصصٌن فً المجال‪ ،‬وال ٌمكن فمط المول بانعدام مسإولٌة‬
‫االدعاء بوجود نمص أو خلل فً الملكات الذهنٌة‪.106‬‬

‫وإذا كانت هذه الماعدة تطبك على اإلنسان‪ ،‬فإن الذكاء االصطناعً لد ٌشبه إلى حد كبٌر‬
‫الشخص الطبٌعً فً هذا الجانب‪ ،‬بالرؼم من أنه ال ٌملن عمبل بشرٌا‪ ،‬إال أن له عمبل‬
‫اصطناعٌا‪ ،‬لكن هذا األخٌر لد ٌتؤثر بسبب من األسباب كالفٌروسات على سبٌل المثال التً لد‬
‫تتدخل فٌه وتصٌبه بخلل عملً‪ ،‬وهنا تنتفً مسإولٌته ‪ -‬سنؤتً للحدٌث عن هذه النمطة بنوع من‬
‫التفصٌل ‪ -‬وال ٌعتبر مسإوال أندان‪.‬‬

‫كما أنه إذا كانت الماعدة العامة تنص على أن ال مساءلة جنابٌة بدون المدرة على اإلدران‬
‫والتمٌٌز‪ ،‬وال ٌكون كافٌا المساءلة فمط بتحمك النشاط اإلجرامً وسبلمة العمل‪ ،‬بل ال بد أٌضا‬
‫من توافر عنصر اإلدران‪ ،‬أي أن ٌكون مرتكبا الفعل الجرمً عالما ملما وفً كامل لواه العملٌة‬
‫بما ٌموم به من فعل منافً للنظام العام و اآلداب العامة‪.‬‬

‫ولذلن فعنصر اإلدران والتمٌٌز‪ٌ ،‬موم على الصلة بٌن النشاط الذهنً والنشاط المادي‪،‬‬
‫بمعنى أن أول ما ٌستلزمه النشاط المادي للجرٌمة هو اإلرادة أو اإلدران‪ ،‬فإن لم ٌكن كذلن فبل‬
‫تكون المسإولٌة الجنابٌة لابمة ولو ترتب على توجٌهها ضرر‪ ،‬كما أن توجٌه اإلدران فً‬

‫‪ 106‬سعٌد الوردي‪ :‬الشرح المانون الجنابً العام المؽربً ‪ :‬دراسة فمهٌة ولضابٌة"‪ ،‬مطبعة األمنٌة الرباط دون ذكر الطبعة‪ ،‬ص ‪.022‬‬

‫‪Page 72‬‬
‫السلون ال ٌكفً اإللامة المسإولٌة‪ ،‬بل ٌجب أن تكون هذه اإلرادة إجرامٌة‪ ،‬تربط الفاعل‬
‫بالوالعة اإلجرامٌة‪.107‬‬

‫وبناء على نظرٌة اإلدران االصطناعً‪ ،‬فإنه ال ٌفترض تبعٌة اإلنسآلة للمبرمج أو المصنع‪،‬‬
‫األمر الذي ٌنفً مزاعم الفمه التملٌدي حول اعتبار اإلنسؤلة مجرد وسٌط بريء ٌصدق علٌه‬
‫نظرٌة الفاعل المعنوي ‪ ،‬حٌث أن الركن المادي والمعنوي لد ٌتوافران فً الجرٌمة المرتكبة‬
‫من لبل الذكاء االصطناعً‪ ،‬فالركن المعنوي إذا لد ٌتحمك فً الذكاء االصطناعً وذلن عن‬
‫طرٌك االستمبال الحسً للبٌانات وتحلٌلها وفهمها‪ ،‬ومعظم كٌانات اإلدران االصطناعً نجدها‬
‫مجهزة لمثل تلن المستمببلت الحسٌة والمشاهد‪ ،‬واألصوات واالتصال المادي واللمس وؼٌرها‪،‬‬
‫ومن خبلل تحلٌل كل هذه البٌانات تحاول كٌانات الذكاء االصطناعً تملٌد عملٌات الفهم‬
‫واإلدران لدى اإلنسان الطبٌعً ‪.‬‬

‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬األشخاص المسؤولون جنائٌا عن جرائم الذكاء االصطناعً‬

‫إن المسإولٌة الجنابٌة باتت إذن وسٌلة من وسابل ردع المجرمٌن‪ ،‬ولٌامها ٌإدي إلى عدم‬
‫إفبلت ممتر فً األفعال الجرمٌة من العماب‪ ،‬مع تحدٌد من هو المسإول بالدرجة األولى عن هذا‬
‫الفعل‪ .‬وإذا كان المبدأ ٌمتضً مساءلة الفاعل األصلً شخصٌا عن السلون الذي صدر من لبله‪،‬‬
‫وأن ال تنتمل هذه المساءلة إلى أطراؾ لٌس لهم عبللة بهذا السلون‪ ،‬باستثناء إذا تعلك األمر‬
‫بالمساهمٌن أو المشاركٌن فً الجرٌمة‪.‬‬

‫فإن األمر عكس هذا‪ ،‬إذا ما علمنا أن برامج الذكاء االصطناعً هً من الترفت الجرٌمة‪،‬‬
‫من لبٌل لٌام روبوت بالتعدي على شخص ولتله‪ ،‬فهنا المسإولٌة الجنابٌة لابمة ‪ -‬كما أشرنا ‪-‬‬
‫لكن تطرح هنا إشكاالت هل المسإولٌة الجنابٌة للمصنع (أوال)‪ ،‬أم للمالن (ثانٌا)‪ ،‬أم لطرؾ‬
‫خارجً ؼٌرهما (ثالثا)‪ ،‬أم للذكاء االصطناعً نفسه (رابعا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المسؤولٌة للجنائٌة لمصنع الذكاء االصطناعً‬


‫‪ 107‬محمود نجٌب حسنً" الخطؤ ؼٌر العمدي فً لانون العموبات مجلة المحاماة ع ‪ 1‬و ‪ 1‬لسنة ‪ ،0994‬ص ‪.9‬‬

‫‪Page 73‬‬
‫المصنع هو كل شخص صانع للسلعة فً شكلها النهابً أو أجزاء منها أو شارن فً تركٌبها‬
‫أو أعد المنتجات األولٌة لها‪ ،‬وتعد للمسإولٌة الجنابٌة لمصنع الذكاء االصطناعً أهم ما ٌثار‬
‫عند ارتكاب هذا األخٌر ألي سلون ٌشكل فً نظر المانون جرٌمة‪ ،‬فٌعتبر المنتج أو المصنع‬
‫مسإوال جنابٌا عن كل ما ٌنجم عنهما من أفعال نتٌجة عٌوب فً الصناعة‪.108‬‬

‫فالذكاء االصطناعً المتمتع باالستمبللٌة لد ٌجعل من الصعب إحكام السٌطرة علٌه ‪ ،‬وهو‬
‫ما أشرنا إلٌه أعبله‪ ،‬ذلن أن المسإولٌة المدنٌة ٌمكن إلرارها للمنتج أو المصنع‪ ،‬إذا ما ثبت فعبل‬
‫أن هذه األضرار هً راجعة ألخطاء ارتكبها الذكاء االصطناعً نتٌجة عٌب من عٌوب المنتج‪،‬‬
‫ؼٌر أن المسإولٌة الجنابٌة للمصنع تموم فً حالة وجود خطؤ برمجً من مبرمج برنامج الذكاء‬
‫االصطناعً‪ ،‬مما ٌإدي إلى أخطاء تتسبب فً جرابم جنابٌة‪ ،‬وبالتالً ٌكون المصنع مسإوال‬
‫عنها جنابٌا ‪ ،‬خاصة إذا ثبت أن الخلل المإدي إلى ولوع الجرٌمة لد تم عمدٌا أو كان نتٌجة‬
‫إهمال‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬المسؤولٌة الجنائٌة للمستخدم الذكاء االصطناعً‬

‫ٌحصل المستخدم أو المالن على الذكاء االصطناعً من أجل استخدامه أو االستفادة من‬
‫لدراته الهابلة فً مختلؾ المجاالت‪ ،‬ؼٌر أن هذه البرامج الذكٌة‪ ،‬ال تخلو من األخطاء مما‬
‫تتسبب فً ارتكاب جرابم ضد البشر‪ ،‬لكن لد ٌإدي بالممابل سوء استخدام تمنٌات الذكاء‬
‫االصطناعً من لبل المستخدم إلى حدوث جرٌمة معٌنة معالب علٌها‪.109‬‬

‫فالمستخدم بالرؼم من أنه ال ٌبرمج الذكاء االصطناعً‪ ،‬إال أنه استخدمه فً االعتداء على‬
‫الؽٌر‪ ،‬وال ٌختلؾ هنا الحال عن لٌامه بتسخٌر حٌوان فً االعتداء على اآلخرٌن‪ ،‬وبالتالً‪،‬‬
‫ٌعتبر الجانً الحمٌمً هو المستخدم أو المالن‪ ،‬على اعتبار أن الجرٌمة ولعت نتٌجة سلوكه‬
‫ولوال هذا السلون لما ولعت الجرٌمة‪.‬‬

‫‪ 108‬وفاء دمحم أبو المعاطً صفر" المسإولٌة الجنابٌة عن جرابم الذكاء االصطناعً دراسة تحلٌلٌة استشرافٌة"‪ ،‬مجلة روح الموانٌن‪ ،‬ع ‪91‬‬
‫أكتوبر ‪ ،0100‬ص ‪.004‬‬
‫‪ٌ ) 109‬حً إبراهٌم دهشان لواعد المسإولٌة الجنابٌة عن تطبٌمات الذكاء االصطناعً"‪ ،‬مجلة الشرٌعة والمانون‪ ،‬ع ‪ 10‬أبرٌل ‪،0101‬‬
‫ص‪.09‬‬

‫‪Page 74‬‬
‫ؼٌر أن المسإولٌة الجنابٌة أحٌانا‪ ،‬لد تكون بصفة مشتركة إذا ما تم ارتكاب الجرٌمة من‬
‫لبل مجموعة من الفاعلٌن سواء كانوا أصلٌٌن أم مشاركٌن‪ ،‬وهً الحالة التً نجدها إذا ما‬
‫استعان مالن الروبوت بشخص متخصص لتؽٌٌر أوامر التشؽٌل الستخدامه فً ارتكاب جرٌمة‬
‫ونفً المسإولٌة الجنابٌة عن نفسه وإلصالها بالذكاء االصطناعً ومصنعه فً هذه الحالة تكون‬
‫المسإولٌة الجنابٌة مشتركة بٌن مالن الروبوت والشخص الذي ساعده فً هذا الفعل ‪.‬‬

‫فالمالن ٌعد مسإوال عن جمٌع الجرابم التً ٌرتكبها هو بنفسه نتٌجة سوء استخدامه للذكاء‬
‫االصطناعً‪ ،‬أما إذا لم ٌصدر أي سلون مخالؾ للمانون‪ ،‬فإن مسإولٌة المستخدم ال ٌمكن‬
‫إثارتها هنا ألن المستخدم لم ٌتصرؾ بنٌة سٌبة ولم ٌستخدم الذكاء االصطناعً فً أعمال ؼٌر‬
‫مشروعة‪ ،‬ولذلن فمن ؼٌر الجابز بتاتا أن نسابله عن فعل لم ٌرتكبه هو أصبل‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المسؤولٌة الجنائٌة للذكاء االصطناعً نفسه‬

‫إذا كان الذكاء االصطناعً لد ٌموم نتٌجة خطبه الشخصً بارتكاب جرٌمة ما‪ ،‬هذه الجرٌمة‬
‫ال ٌكون فٌها أي دخل لؤلطراؾ الذٌن سبك ذكرهم؛ حٌث إن المرارات المستمبلٌة التً لد ٌتخذها‬
‫نظام الذكاء االصطناعً فً بعض الموالؾ لد تإدي به لنتابج ال تحمد عمباها‪ ،‬بل إنه ‪ -‬الذكاء‬
‫االصطناعً بناء على نظام التعلم العمٌك من الممكن أن ٌكون فٌه خطر كذلن على البشرٌة‬
‫فتصبح الجرٌمة المرتكبة من طرؾ الذكاء االصطناعً لابمة‪ .‬ولكن هل تثار مسإولٌته الجنابٌة‬
‫؟ إذا كنا لد أشرنا إلى أن التشرٌعات ما زالت حالٌا لم تصل إلى أي نص لانونً ٌجرم‬
‫التصرفات الصادرة عن الذكاء االصطناعً ووجود فراغ تشرٌعً فً هذا الجانب‪ ،‬وأن‬
‫المشرع المؽربً اعترؾ صراحة بؤن المسإولٌة الجنابٌة تثار فً مسؤلة اإلدران العملً لٌس إال‬
‫‪ ،110‬فهذا ٌعنً أن هذه الماعدة ال تصلح ألن تطبك على تمنٌات الذكاء االصطناعً لكن بالممابل‬
‫تم ابتكار نظام ٌتماشى وخصوصٌة الذكاء االصطناعً‪ ،‬وهو ما تم تسمٌته باإلدران‬

‫‪ٌ 110‬نص الفصل ‪ 020‬من ق‪.‬ج على أنه كل شخص سلٌم العمل لادر على التمٌٌز ٌكون مسإوال شخصٌا عن‪:‬‬

‫الجرابم التً ٌرتكبها‪ .‬الجناٌات أو الجنح التً ٌكون مشاركا فً ارتكابها‪ .‬محاوالت الجناٌات‪ .‬محاوالت بعض الجنح ضمن الشروط‬
‫الممررة فً المانون العماب علٌها‪ .‬وال ٌستثنى من هذا المبدأ إال الحاالت التً ٌنص فٌها المانون صراحة على خبلؾ ذلن"‪.‬‬

‫‪Page 75‬‬
‫االصطناعً‪ ،‬الذي ٌكاد ٌتشابه مع اإلدران العملً لدى اإلنسان‪ ،‬مما ٌجعل من الذكاء‬
‫االصطناعً إذا كانا لادرا على التمٌٌز واإلحاطة بكل الظروؾ المحٌطة به‪ ،‬وفً حالة ما حاول‬
‫االعتداء على الؽٌر‪ ،‬آنذان ستكون المسإولٌة الجنابٌة لابمة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬المسؤولٌة الجنائٌة للطرف الخارجً عن جرائم الذكاء االصطناعً‬

‫التطور المطروح فً هذه الحالة هو لٌام طرؾ خارجً بالدخول على نظام الذكاء‬
‫االصطناعً عن طرٌك اختراله بؤي طرٌمة والسٌطرة علٌه واستؽبلله فً ارتكاب الجرٌمة‪،‬‬
‫كما فً حالة الدخول ؼٌر المشروع إلى نظام الكومبٌوتر وزراعة الفٌروسات أو االستٌبلء على‬
‫البٌانات المخزنة علٌه ‪ ،‬والتمكن من استؽبلل تمنٌات الحاسوب نفسه فً ارتكاب الجرٌمة‪ ،‬لٌس‬
‫هذا فحسب فمد ٌستؽل هذا الشخص من الؽٌر ثؽرة متروكة بإهمال من مصنع الذكاء‬
‫االصطناعً‪ ،‬بل لد ٌؤتً األمر فً صورة التواطإ بٌن مصنع أو مبرمج الذكاء االصطناعً‪،‬‬
‫وهذا الشخص من الؽٌر هنا تكون المسإولٌة مشتركة ‪ ،‬وبالتالً فإنه فً هذه الحالة نصادؾ‬
‫فرضٌتٌن ‪:‬‬

‫‪ -0‬فً حالة لٌام الطرؾ الخارجً باستؽبلل ثؽرة فً الذكاء االصطناعً‪ ،‬وجدت بإهمال‬
‫من المنتج أو المبرمج‪ ،‬فهنا تكون المسإولٌة الجنابٌة لابمة‪ ،‬بصفة مشتركة بٌنهما‪ ،‬كما فً حالة‬
‫لٌام المالن بإعطاء شفرات الدخول على نظام التحكم فً تمنٌة الذكاء االصطناعً لهذا الطرؾ‬
‫الخارجً ‪ ،‬مما سهل علٌه إصدار أوامر الذكاء االصطناعً وارتكاب الجرٌمة‪.‬‬

‫‪ 0‬فً حالة لٌام الطرؾ الخارجً بتخصٌص فً استؽبلل ثؽرة فً الذكاء االصطناعً‬
‫وجدت دون إهمال من المالن أو من المصنع فهنا المسإولٌة الجنابٌة تمع على الطرؾ الخارجً‬
‫وحده‪ ،‬كان ٌموم هذا الشخص باختراق السحابة اإللكترونٌة التً ٌتم تخزٌن وإرسال األمور من‬
‫خبللها لتمنٌة الذكاء االصطناعً ولٌامه بإصدار أوامر الذكاء االصطناعً على ارتكاب جرٌمة‬
‫معٌنة‪ ،‬مثبل‪ :‬إعطاء أمر برمجً باالعتداء على أشخاص ٌحملون صفات معٌنة مثل لون البشرة‬
‫وؼٌرها‬

‫‪Page 76‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬اآلثار المانونٌة الناتجة عن تحمك المسؤولٌة الجنائٌة للذكاء االصطناعً‪.‬‬

‫لمد تبٌن من خبلل الدراسة والبحث فً هذا الموضوع أن التكنولوجٌا هً فً تمدم مستمر‬
‫وأن الذكاء االصطناعً‪ٌ ،‬عد من أهم ما أنتجته الثورة الرلمٌة‪ ،‬وما اخترعته الٌد البشرٌة‬
‫لئلنسان‪ ،‬فاإلنسان استطاع أن ٌصل بفضل جهده ومجهوده‪ ،‬وذكابه وفطنته إلى اختراع مذهل‪،‬‬
‫أذهل البشرٌة أال وهو الذكاء االصطناعً بصفة عامة واإلنسؤلة بصفة خاصة‪.‬‬

‫ؼٌر أن هذا الذكاء االصطناعً كما ذكرنا لم ٌكتؾ بالمٌام بؤدواره فمط‪ ،‬بل إنه ٌموم‬
‫بارتكاب جرابم ضد البشرٌة‪ ،‬وهذه الجرابم المرتكبة من لبل الذكاء االصطناعً لد تثار بشؤنها‬
‫مسإولٌة جنابٌة والتً تعود باألساس إلى األطراؾ األربع السالفٌن الذكر‪.‬‬

‫ؼٌر أن المسإولٌة الجنابٌة عن جرابم الذكاء االصطناعً‪ ،‬حتى وإن تم تمرٌرها‪ ،‬فإنه‬
‫بالممابل تترتب عنها آثار لانونٌة‪ ،‬هذه اآلثار تجعلنا نمؾ بصددها عن استفسارٌن؛ ما نوع‬
‫الجزاء الجنابً الممررة بشؤن جرابم الذكاء االصطناعً؟ الفمرة الثانً)‪ ،‬ثم كٌؾ ٌمكن للذكاء‬
‫االصطناعً أن ٌتحلل من المسإولٌة الجنابٌة الممررة فً حمه؟ (الفمرة الثانٌة)‪.‬‬

‫الفمرة األولى ‪ :‬عموبات جرائم الذكاء االصطناعً‬

‫ٌعد مبدأ الشرعٌة الجنابٌة من المبادئ األساس فً المانون الجنابً‪ ،‬فكما نعلم أنه "ال جرٌمة‬
‫وال عموبة إال بنص"‪ ،‬أي ال ٌمكن أن نمرر سلوكا إجرامٌا وال نفرض جزاء جنابٌا على هذا‬
‫السلون إال بوجود نص لانونً صرٌح ٌمر ذلن‪.‬‬

‫فبالرجوع إلى التشرٌع المؽربً نجده لد نص على هذه الماعدة من خبلل الفصل الثالث من‬
‫مجموعة المانون الجنابً‪ ،‬والذي جاء فٌه ما ٌلً‪ ":‬ال ٌسوغ مإاخذة أحد على فعل ال ٌعد جرٌمة‬
‫بصرٌح المانون وال معالبته بعموبات لم ٌمررها المانون"‪.‬‬

‫‪Page 77‬‬
‫فً حٌن أن المشرع المصري هو اآلخر نص فً المادة ‪ 99‬من الدستور المصري‪ 111‬على‬
‫أنه "العموبة شخصٌة وال جرٌمة وال عموبة إال بناء على لانون‪ ،‬وال تولع عموبة إال بحكم‬
‫لضابً‪ ،‬وال عموبة إال على األفعال البلحمة للتارٌخ نفاذ المانون"‪ .‬مما الشن فٌه‪ ،‬أن الظاهرة‬
‫اإلجرامٌة‪ ،‬تفرضها األحداث المجتمعٌة‪ ،‬والنص المانونً ٌؤتً بعد ظهور الجرٌمة‪ ،‬ولٌس‬
‫للمشرع رإٌة استبالٌة للنص على الجرٌمة لبل حدوثها‪ ،‬وهذا ما ٌتضح لنا إذا ما تمعنا للٌبل فً‬
‫األحداث اإلرهابٌة التً سبك أن تعرض لها المؽرب فً كل من الدار البٌضاء ومراكش‪،112‬‬
‫بحٌث أن ما تعرض له المجتمع المؽربً آنذان من تهدٌد فً منظومته األمنٌة وفً زعزعة‬
‫استمراره‪ ،‬دفع بالمشرع المؽربً إلى اإلسراع فً سن لانون ٌتعلك بمكافحة الجرابم اإلرهابٌة‬
‫وٌحدد العموبات الضرورٌة حتى ال ٌتكرر األمر مرة أخرى‪ ،‬وحتى ٌكون هنان نص لانونً‬
‫ٌموم بزجر وردع كل من سولت له نفسه المساس بؤمن الدولة الداخلً والخارجً‪ ،‬نفس األمر‬
‫ٌمكن إسماطه على الجرابم الناتجة عن الذكاء االصطناعً‪ ،‬فمادام أن هذه التمنٌات ال ٌزال‬
‫الحدٌث عنها ضعٌفا‪ ،‬وما دامت لم تظهر لحٌز الوجود بشكل كبٌر فً مختلؾ الدول ومن بٌنها‬
‫المملكة المؽربٌة‪ ،‬فإن النص المانونً سٌظل ؼاببا‪ ،‬ونحن نعً تماما أن األٌام الممبلة سٌكون لها‬
‫تنظٌم لانونً وتشرٌع ٌإطرها‪ ،‬ؼٌر أن هذا ال ٌعنً أن نعفٌها من المسإولٌة الجنابٌة‪ ،‬بل كما‬
‫ذكرنا أن المسإولٌة الجنابٌة ثابتة ولابمة‪ ،‬مما ٌمكن معه تمرٌر عموبة علٌها‪ ،‬وهذه العموبة‬
‫ستكون إما للمصنع أو المستخدم أو للذكاء االصطناعً نفسه أو للطرؾ الخارجً فً الجرٌمة‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمصنع فٌشترط فٌه أن ٌراعً معاٌٌر الجودة واألمان فً الذكاء االصطناعً‬
‫وعدم تعمده بوضع برمجة برامج تسمح للنظام الذكً بارتكاب الجرٌمة‪ ،‬وإذا لم ٌمم بهذا فإن‬

‫‪ 111‬الدستور المصري لٌوم ‪ٌ 09‬ناٌر ‪ 0104‬وفك آخر تعدٌل له أبرٌل ‪.0109‬‬


‫‪ 112‬األحداث التً عرفتها مدٌنة الدار البٌضاء سنة ‪ ،0112‬من تفجٌرات إرهابٌة وإزهاق أرواح العدٌد من الضحاٌا‪ ،‬وتم من لانونا ٌتعلك‬
‫بمكافحة اإلرهاب‪ ،‬وبالفعل صدر أول لانون فً الببلد سنة ‪ ،0112‬زد على ذلن أن مدٌنة مراكش فً األخرى ستعرؾ تفجٌرا إرهابٌا ٌوم‬
‫‪ 01‬أبرٌل‪.0100‬‬

‫‪Page 78‬‬
‫المسإولٌة الجنابٌة تعد لابمة فً حمه‪ ،‬وبالتالً تفرض علٌه العموبة جنابٌا نتٌجة عدم التزامه‬
‫بهذه الضوابط‪.113‬‬

‫وأما بالنسبة للمستخدم فهو ٌحصل على تمنٌات الذكاء االصطناعً من المصنع أو المنتج‬
‫وهو ٌعد أكثر شخص ٌمكنه استخدامه فً ارتكاب جرٌمته كؤنه ٌستخدمه فً االعتداء على‬
‫اآلخرٌن و استخدام الذكاء االصطناعً فً الجرٌمة أكبر عنه فً حالة استخدام الحٌوانات نظرا‬
‫ألن الذكاء االصطناعً لدٌه لدرات فابمة وٌمكنه تنفٌذ أوامر أكثر صعوبة وتعمٌد ‪.‬‬

‫أما بالنسبة للذكاء االصطناعً نفسه‪ ،‬فنتٌجة للتحول الذي سٌعرفه الذكاء االصطناعً حول‬
‫مسؤلة اإلدران االصطناعً‪ ،‬سٌمكنه من الحرٌة وتحمل مسإولٌة أفعاله‪ ،‬فالمدرات الهابلة له‪،‬‬
‫من المتصور مستمببل أن ترتكب جرابم بإرادتها الحرة المنفردة دون تدخل من الؽٌر سواء كان‬
‫منتجا أو مستخدما‪ ،‬وبالتالً تكون أمام مسإولٌة جنابٌة ٌتوجب معها معالبة الذكاء االصطناعً‪.‬‬

‫أما بخصوص العماب‪ ،‬فإنه من المعروؾ أن العموبات السالبة الحرٌة ال ٌمكن تطبٌمها إال‬
‫على اإلنسان فمط بمعنى أنه لٌس هنان إمكانٌة تطبٌك عموبات اإلعدام والمإبد أو العموبات‬
‫السالبة الحرٌة‪ 114‬على كٌانات الذكاء االصطناعً‪ ،‬فً حٌن أن هنان عموبات ٌمكن أن تتبلءم‬
‫مع الذكاء االصطناعً‪ ،‬كالؽرامات المالٌة‪ ،‬فهذه األخٌرة تصلح ألن تطبك على الذكاء‬
‫االصطناعً والروبوتات وفما لمفهوم الشخصٌة المانونٌة الرلمٌة أو اإللكترونٌة للذكاء‬
‫االصطناعً ‪.‬‬

‫كما ٌمكن تطبٌك على الذكاء االصطناعً عموبة الحل واإلٌماؾ أو المصادرة‪ ،‬بمعنى أن‬
‫هذه العموبة لد تعادل عموبة اإلعدام‪ ،‬لكونها ٌتم فٌها إٌماؾ برنامج الذكاء االصطناعً نهابٌا‬
‫وحل الروبوت إذا ما أصبح خارج السٌطرة وأصبح ٌشكل تهدٌدا للبشر‪ ،‬أو ٌمكن مصادرتها‬
‫ونزع ملكٌتها جبرا وإضافتها إلى ملكٌة الدولة دون ممابل ‪.‬‬
‫‪ 113‬كان ٌموم المصنع بوضع برنامج داخل الروبوت ٌجعله ٌحرق المصنع لٌبل‪ ،‬فإنه بعد مسإوال جنابٌا عن جرٌمة الحرق العمد‪.‬‬

‫راجع محمود دمحم سوٌؾ‪ ،‬مٌن‪ ،‬ص ‪.040‬‬

‫‪ 114‬دمحم سبلمة عبد المنعم الشرٌؾ‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.092‬‬

‫‪Page 79‬‬
‫والمبلحظ من هنا‪ ،‬أن الذكاء االصطناعً فً حالة ثبوت مسإولٌته فإن المواعد الجنابٌة‬
‫العامة التً تنص على عموبات سالبة الحرٌة ال تصلح لمواجهة هذا النوع من المجرمٌن‪ ،‬على‬
‫اعتبار أنها تتنافى وخصوصٌة الذكاء االصطناعً ولكون أننا لن نستفٌد شٌبا فً حالة الحكم‬
‫على هذا الكابن بهذا النوع من العموبات والزج به فً السجن‪ ،‬ؼٌر أن العموبات األخرى ؼٌر‬
‫السالبة الحرٌة ٌمكن تطبٌك المواعد العامة بشؤنها فً جرابم الذكاء االصطناعً كالؽرامات‬
‫والمصادرة وإٌماؾ تشؽٌله أو إعادة تؤهٌله وؼٌرها ‪...‬‬

‫وخٌر دلٌل على ما نص علٌه المشرع المؽربً بخصوص العموبة عن الجرابم التً ٌرتكبها‬
‫األشخاص المعنوٌة‪ ،‬بحٌث أورد فً الفصل ‪ 001‬من ق‪.‬ج على أن األشخاص المعنوٌة ال ٌمكن‬
‫‪115‬‬
‫أن تطبك علٌهم العموبات السالبة الحرٌة‪ ،‬فً حٌن ٌمكن تطبٌك علٌهم العموبات اإلضافٌة‬
‫والؽرامات المالٌة والتدابٌر الولابٌة ‪ ...‬أي أن العموبات األصلٌة لم ٌمررها المشرع إال للشخص‬
‫الطبٌعً دون سواه‪ ،‬مما ٌعنً أن تمنٌات الذكاء االصطناعً تتناسب والعموبات المطبمة على‬
‫الشخص المعنوي ولٌس الشخص الطبٌعً‪ ،‬وبالتالً ٌمكننا مواجهته بالعموبات الواردة وفك‬
‫الماعدة العامة المخاطبة للشخص المعنوي‪.‬‬

‫الفمرة الثانٌة‪ :‬حاالت انتفاء المسؤولٌة الجنائٌة عن جرائم الذكاء االصطناعً‬

‫‪ٌ ) 115‬نص الفصل ‪ 21‬من لج على أن العموبات اإلضافٌة هً‪:‬‬

‫‪ -0‬الحجر المانونً‬

‫‪ 0-‬التجرٌد من الحموق الوطنٌة‬

‫‪-2‬الحرمان المإلت من ممارسة بعض الحموق الوطنٌة أو المدنٌة أو العابلٌة‬

‫‪-4‬الحرمان النهابً أو المإلت من الحك فً المعاشات التً تصرفها الدولة والمإسسات العمومٌة ‪...‬‬

‫‪ -9‬المصادرة الجزبٌة لؤلشٌاء المملوكة للمحكوم علٌه‪ ،‬بصرؾ النظر عن المصادرة الممررة كتدبٌر ولافً فً الفصل ‪.19‬‬

‫‪ -1‬حل الشخص المعنوٌة‬

‫‪ 1-‬نشر الحكم الصادر باإلدانة"‪.‬‬

‫‪Page 80‬‬
‫إن مسؤلة تحدٌد العموبة تبمى للماضً بحسب سلطته التمدٌرٌة‪ ،‬وبالطرٌمة التً ٌراها مناسبة‬
‫الردع المجرم بداللة عنصرٌن فمط وهما خطورة الجرٌمة وشخصٌة المجرم‪ ،‬وهو إذ ٌفعل ذلن‬
‫ٌكون لد حدد العموبة وأفردها‪ ، 116‬لكن االستثناء من هذا األصل أن المشرع ٌتدخل لٌمرر إما‬
‫رفع العموبة أو تخفٌفها أو اإلعفاء منها تماما‪ ،‬ألسباب إما تكون عابدة لشخصٌة المجرم‪ ،‬أو‬
‫مادٌة عابدة لظروؾ ارتكاب الجرٌمة لدر ضرورة تؤثٌرها فً ممدار العموبة عند تحدٌد الماضً‬
‫للعموبة‪ ،117‬بحٌث ٌكون توافر أحدها أو أكثر فارضا نفسه على الماضً وجوبا‪ ،‬فبل ٌجوز له‬
‫حٌنبذ تحدٌد العموبة دون مراعاة هذا السبب الذي ٌإثر فً ممدارها‪.118‬‬

‫وتعد من بٌن األسباب المإدٌة إلى تخفٌؾ العموبة‪ ،‬نجد حالة الدفاع الشرعً التً نلمسها‬
‫عندما ٌموم الشخص بالدفاع عن نفسه نتٌجة لٌام شخص آخر باالعتداء علٌه فؤودى بحٌاته‪ ،‬ؼٌر‬
‫إن أؼلب التشرٌعات ال تعترؾ بحالة الدفاع الشرعً إال للنفس البشرٌة‪.119‬‬

‫ولذلن‪ ،‬ال ٌمكن التسلٌم للروبوت اآللً بالدفاع عن ذاته وذلن لعدم التناسب بٌن المصلحتٌن‬
‫التً ٌهدؾ المانون لحماٌتها النفس البشرٌة فبل ٌمكن االعتراؾ للروبوت بحمه فً لتل اإلنسان‬
‫الطبٌعً بسبب خطر حال ولابم تعرض له الروبوت بسبب اإلنسان الطبٌعً‪ ،‬فٌمكن مساءلة‬
‫اإلنسان الطبٌعً عما الترفه من جرٌمة فً شؤن الروبوت بعد ذلن دون االعتراؾ لؤلخٌر‬
‫باالعتداء على اإلنسان الطبٌعً تحت عنوان حك الدفاع الشرعً‪ ،‬وهذا ال ٌعنً إفبلت الشخص‬
‫الطبٌعً من المساءلة المانونٌة إذا كان لد لام بإتبلؾ الروبوت‪ ،‬أو تعرض له بشكل ٌشكل‬
‫جرٌمة ‪.‬‬

‫‪ٌ 116‬نص الفصل ‪ 040‬من ق‪.‬ج على على أنه " للماضً سلطة تمدٌرٌة فً تحدٌد العموبة وتفرٌدها‪ ،‬فً نطاق الحدٌن األدنى واأللصى‬
‫الممررٌن فً المانون المعالب على الجرٌمة‪ ،‬مراعٌا فً ذلن خطورة الجرٌمة المرتكبة من ناحٌة‪ ،‬وشخصٌة المجرم من ناحٌة أخرى"‪.‬‬
‫‪ 117‬عبد الواحد العلمً‪ ،‬مٌن‪ ،‬ص ‪.299‬‬
‫‪ٌ 118‬نص الفصل ‪ 040‬من ق‪.‬ج على أنه ٌتعٌن على الماضً أن ٌطبك على المواخذ عموبة مخففة أو مشددة‪ ،‬حسب األحوال كلما ثبت لدٌه‬
‫واحد أو أكثر من األعذار المانونٌة المخفضة للعموبة أو واحد أو أكثر من الظروؾ المشددة الممررة فً المانون‪...‬‬
‫‪ 119‬نص المشرع المصري فً المادة ‪ 049‬من لانون العموبات على أنه‪ " :‬ال عموبة مطلما على من لبل ؼٌره أو أصحابه بجراح أو ضربه‬
‫أثناء استعماله حك الدفاع الشرعً عن نفسه أو ماله أو عن نفس ؼٌره أو ماله كما تنص المادة ‪ 041‬من نفس المانون على أنه حك الدفاع‬
‫الشرعً عن النفس ٌبٌح للشخص إال فً األحوال االستثنابٌة المبنٌة بعد استعمال الموة البلزمة لدفع كل فعل ٌعتبر جرٌمة على النفس‬
‫منصوصا علٌه فً هذا المانون ‪ ........‬فً حٌن المشرع المؽربً نص على أنه‪ " :‬تعتبر الجرٌمة نتٌجة الضرورة الحالة الدفاع الشرعً‬
‫فً الحالتٌن اآلتٌتٌن‪.‬‬

‫‪Page 81‬‬
‫بالممابل‪ ،‬فإن حال الدفاع الشرعً نجدها لابمة فً حك اإلنسان الطبٌعً‪ ،‬الذي من حمه‬
‫الدفاع عن نفسه من خطر ٌهدده‪ ،‬لكن فً مجال الذكاء االصطناعً إذا كانت هذه الحالة ؼٌر‬
‫لابمة‪ ،‬لكونه لٌس إنسانا طبٌعٌا نخشى فمدانه ‪،‬ؼٌر إنه هل ٌحك للروبوت أن ٌدافع عن مالكه؟‬
‫اي هل ٌمكن للروبوت العمل كمدافع عن اإلنسان الطبٌعً من تعرضه ألي اعتداء؟ اختلفت‬
‫اآلراء هنا‪:‬‬

‫فالرأي األول ٌرى‪ ،‬إمكانٌة تصور االستعانة بالروبوت كمدافع عن اإلنسان‪ ،‬بشرط أن‬
‫ٌتمتع الروبوت بؤنظمة برمجة متطورة إلى حد ٌستطٌع معه الموازنة بٌن فعل االعتداء على‬
‫صاحبه ‪ .‬المكلؾ بالدفاع عنه وبٌن سلوكه المتمثل فً الدفاع الشرعً عنه ‪ ،‬وفً حالة عدم‬
‫توافر هذا الشرط فإن مستخدم الروبوت ٌعد مسإوال مسإولٌة جنابٌة كاملة‪ ،‬عما ٌمكن أن‬
‫ٌتسبب فٌه الروبوت المدافع للؽٌر من أذى‪ ،‬لكونه ال ٌعدو هنا أن ٌكون مجرد أداة ٌستخدمها هذا‬
‫المالن ‪.‬‬

‫أما الرأي الثانً فٌرى‪ ،‬إمكانٌة تصور اإللرار بحك الروبوت فً الدفاع عن نفسه ضد أي‬
‫اعتداء ٌتعرض له شرٌطة أن تكون لدٌه المدرة على التعامل بحدود معٌنه مثل اإلنسان والمدرة‬
‫على التمٌٌز ‪.‬‬

‫والمبلحظ من هنا‪ ،‬أن هنان من ٌنفً حالة الدفاع الشرعً عن الروبوت إال فً حالة ما إذا‬
‫كان مدافعا عن مالكه‪ ،‬وهنان من ٌمررها له و حسب رأٌنا المتواضع؛ فإننا نإٌد الرأي األول‬
‫فالذكاء االصطناعً الروبوت حتى وإن كان النماش دابر حالٌا على تمتٌعه باإلدران‬
‫االصطناعً وجعله ٌمٌز بٌن الصح والؽلط‪ ،‬فإنه ٌظل لٌس بمخلوق‪ ،‬وإنما هو ولٌد ٌد بشرٌة‬
‫لٌس إال‪ ،‬ولٌس بنفس نخاؾ إزهاق روحها‪ ،‬وإلزهاق روحه ال ٌمكن أن ٌمس أي ضرر‬
‫للمجتمع نتٌجة حدوث جرٌمة المتل‪ ،‬بل هو عبارة عن انظمة ذكٌة‪ ،‬تعمل ببرمجٌات ال ؼٌر‪،‬‬
‫وال ٌمكن أن نمر لها بإمكانٌة تمتعها بحالة الدفاع الشرعً عن نفسها‪ ،‬ثم ما مادام العمل اآلن‬
‫ٌجري على مسؤلة اإلدران االصطناعً فإن حالة الدفاع الشرعً لد تجد مسعاها الستطاعته‬

‫‪Page 82‬‬
‫بالدفاع عن مالكه فً حالة علمه الروبوت بخطر ٌهدد مالكه‪ ،‬فٌمكنه التدخل لمساعدته والدفاع‬
‫عنه‪ ،‬وهنا تكون مسؤلة الدفاع الشرعً لابمة‪.‬‬

‫فإمكانٌة تطبٌك موانع المسإولٌة الجنابٌة ‪ -‬الواردة فً المانون الجنابً ‪ -‬للذكاء االصطناعً‬
‫ٌشترط أن ٌكون مدركا ولادرا على التمٌٌز بٌن األفعال فً إطار ممدار كاؾ بما ٌمكن أن ٌموم‬
‫به من سلون‪ ،‬ثم ٌؤتً شخص من الؽٌر فٌموم بتعطٌل لدراته الذاتٌة أو التؤثٌر علٌها بشكل أو‬
‫ٌحدث خلبل ذاتٌا فً هذا العمل اإللكترونً كما فً حالة تعرضه لهجمات فٌروسٌة‪ ،‬فتجعله كما‬
‫اإلنسان المجنون‪ ،‬وبالتالً ال ٌعد مسإوال مسإولٌة جنابٌة الفتماده أهم عنصر لمٌامها و هو‬
‫العمل والتمٌٌز‪.120‬‬

‫‪ 120‬محمود سبلمة عبد المنعم الشرٌؾ‪ ،‬من‪ ،‬من ‪.092‬‬

‫‪Page 83‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬

‫ٌعد الذكاء االصطناعً من المواضٌع التً ٌنبؽً أن تحظى بالعناٌة فً مجال البحث‬
‫العلمً‪ ،‬لكون أن الذكاء االصطناعً ما هو إال تطور فرضته التكنولوجٌا‪ ،‬والتً ما زالت فً‬
‫تزاٌد مستمر‪ ،‬وبفضل هذا التطور وذكاء اإلنسان تم التوصل لذكاء اصطناعً‪ٌ ،‬موم بتؤدٌة‬
‫مختلؾ المهام التً ٌإدٌها اإلنسان بل لد ٌتعداها أحٌانا‪.‬‬

‫و حاولنا فً هذا البحث لراءة مختلؾ النصوص المانونٌة المطبمة فً التشرٌعات الممارنة‬
‫وفً التشرٌع المؽربً‪ ،‬فتوصلنا إلى أن هذه النصوص الحالٌة ما زالت ضعٌفة ال تصلح فً‬
‫كثٌر من األحٌان للتطبٌك على تمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬والتً تتسم بنوع من الخصوصٌة‬
‫عن بالً المواضٌع األخرى‪ ،‬األمر الذي ٌإكد أن تمنٌات الذكاء االصطناعً ٌنبؽً أن ٌتم‬
‫مواجهتها بمواعد لانونٌة تتماشى وخصوصٌاتها‪ ،‬حتى ال نؽوص فً المواعد المانونٌة المتفرلة‬
‫ومعرفة من منها ٌصلح للتطبٌك‪ ،‬ومن منها ٌتجاوب مع هذه التمنٌات التً فرضها التطور‬
‫التكنولوجً المزاٌد الذي ما فتا أي مجتمع ٌسلم منه‪.‬‬

‫ولد توصلنا من خبلل هذا البحث إلى عدة نتابج أهمها‪:‬‬

‫‪ -0‬للذكاء االصطناعً المدرة الكاملة على إبرام العمود‪ ،‬إما بواسطة الوكٌل الذكً أو بطرٌمة‬
‫مستملة‪ ،‬و ٌجد مسعاه فً العمود النموذجٌة دون العمود االختٌارٌة‪ ،‬وله لدرة عالٌة على مراجعة‬
‫هذه العمود فً ولت وجٌز ممارنة مع المحامً‪.‬‬

‫‪ -0‬إن تمنٌات الذكاء االصطناعً تسهم فً تنفٌذ العمود الذكٌة المبرمة باالعتماد عل‬

‫خوارزمٌات الذكاء االصطناعً ‪.‬‬

‫‪ -2‬امتبلن خوارزمٌات الذكاء االصطناعً المدرة على التنبإ بالجرٌمة لبل حدوثها‪ ،‬والبحث‬
‫ومبلحمة المجرمٌن دون جعل ضباط الشرطة المضابٌة ٌخاطرون بؤنفسهم لمبلحمة المجرمٌن‬
‫الخطٌرٌن‪ٌ ،‬طرح هنا إمكانٌة تؽٌٌر وتطوٌر أجهزة الشرطة المضابٌة بما ٌتبلءم وهذه التمنٌات‪.‬‬

‫‪Page 84‬‬
‫‪ -4‬مادام تم االعتراؾ للحٌوان بالشخصٌة المانونٌة؛ فإن الذكاء االصطناعً أحك بها‪ ،‬خصوصا‬
‫ذلن الذي له المدرة على التعلم العمٌك واتخاذ المرارات بشكل مستمل‪.‬‬

‫‪ -9‬جمٌع األضرار التً ٌتسبب فً الذكاء االصطناعً لابلة للتعوٌض عنها‪ ،‬إما بموجب حكم‬
‫لضابً‪ ،‬أو عن طرٌك شركات التؤمٌن‪ ،‬أو عن طرٌك الصندوق التؤمٌن المحدثة لهذه الؽاٌة‪،‬‬
‫وذلن فً حالة ؼٌاب وثٌمة التؤمٌن أو استحالة معرفة من المسإول عن أخطاء الذكاء‬
‫االصطناعً‪.‬‬

‫‪-1‬المسإولٌة الجنابٌة تثار فً حك كل من مصنع ومبرمج‪ ،‬ومستخدم الذكاء االصطناعً‬


‫وللطرؾ الخارجً‪ ،‬فكل شخص من هإالء ٌتحمل المسإولٌة بحسب مولعه وزاوٌة تعمده‬
‫لبلرتكاب الفعل اإلجرامً إما عمدٌا أو ؼٌر عمدي‪.‬‬

‫‪ ‬وبالرؼم من هذه النتابج المتوصل إلٌها‪ ،‬إال أنه ال تفوتنا الفرصة إلبداء بعض التوصٌات‬
‫التً نرى ضرورة األخذ بها وهً كاآلتً‪:‬‬
‫‪ ‬ضرورة إعداد إطار تشرٌعً ولانونً خاص بالذكاء االصطناعً‪ ،‬وبذل المجهودات مع‬
‫مختلؾ الفاعلٌن والمختصٌن ال سواء على المستوى الوطنً أو الدولً إن التضى‬
‫الحال‪ ،‬لئلسهام فً إصدار نصوص لانونٌة له‪.‬‬
‫‪ ‬تشجٌع استخدام تمنٌات الذكاء االصطناعً فً كافة المجاالت‪ ،‬واستؽبلل تمنٌات الذكاء‬
‫االصطناعً فً مجال العدالة و األمن لتحمٌك أكبر لدر من الشفافٌة والمساواة‪ ،‬والتً‬
‫تتوفر من خبلل تلن التمنٌات‪.‬‬
‫‪ ‬االرتماء بتمنٌات الذكاء االصطناعً لدر اإلمكان‪ ،‬ومراعاة كافة معاٌٌر الجودة واألمان‬
‫أثناء تصنٌعها وبرمجتها‪ ،‬وذلن حتى ٌكون استخدامها فٌه حماٌة لحموق األفراد‪.‬‬
‫‪ ‬تعدٌل لواعد المسإولٌة المدنٌة والجنابٌة بما ٌتماشى مع خصوصٌات الذكاء‬
‫االصطناعً وتشدٌد العموبة فٌها بالنظر إلى الخطورة والضرر الذي لد تحدثه تمنٌات‬
‫الذكاء االصطناعً فً المجتمع‪.‬‬

‫‪Page 85‬‬
‫لائمة المصادر والمراجع ‪:‬‬

‫‪ ‬كتب عامة‬
‫‪ .1‬إٌغبس فبٌض عّؼخ ٔظُ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بد اإلداسٌخ ِٕظ‪ٛ‬س ئداسي اٌطجؼخ اٌضبٍٔخ داس اٌؾبِذ ٌٍٕشش ‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬صٌغ‬
‫ػّبْ األسدْ ‪2010‬‬
‫‪ٌ .2‬بعٍٓ عؼذ غبٌت رؾًٍٍ ‪ٚ‬رصٍُّ ٔظُ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بد داس إٌّب٘ظ ٌٍٕشش ‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬صٌغ ػّبْ‪ ,‬االسدْ‪.2000 ,‬‬
‫‪ .3‬د‪ .‬ػبدي ػجذ إٌ‪ٛ‬س ِذخً ئٌى ػبٌُ اٌزوبء االصطٕبػً ِذٌٕخ اٌٍّه ػجذ اٌؼضٌض ٌٍؼٍ‪ٚ َٛ‬اٌزمٍٕخ‬
‫‪ KACST‬اٌغؼ‪ٛ‬دٌخ ‪2005‬‬
‫‪ِ .4‬أِ‪ ْٛ‬اٌىضٌشي إٌظشٌخ اٌؼبِخ ٌالٌزضاِبد‪ ،‬فً ظ‪ٛ‬ء لبٔ‪ ْٛ‬االٌزضاِبد ‪ٚ‬اٌؼم‪ٛ‬د اٌّغشثً ‪ -‬أ‪ٚ‬صبف‬
‫االٌزضاِبد"‪ ،‬ط ‪ ،1‬د‪ ْٚ‬روش اٌّطجؼخ غ ‪ٌ 2‬غٕخ ‪1972‬‬
‫‪ِ .5‬أِ‪ ْٛ‬اٌىضٌشي‪ٔ " :‬ظشٌخ االٌزضاِبد فً ظ‪ٛ‬ء لبٔ‪ ْٛ‬االٌزضاِبد ‪ٚ‬اٌؼم‪ٛ‬د اٌّغشثً ‪ -‬أ‪ٚ‬صبف االٌزضاَ‬
‫‪ٚ‬اٌمعبؤٖ ‪ٚ‬أزمبٌٗ ‪ ،‬ط ‪ ،2‬ثذ‪ ْٚ‬روش اٌّطجؼخ‪ ،‬غ‪1947 ،2‬‬
‫‪ٌ .6‬ؼٍش رّبَ ش‪ٛ‬فً " اٌغشٌّخ اٌّؼٍ‪ِٛ‬برٍخ ‪ -‬دساعخ رأصٍٍٍخ ِمبسٔخ"‪ ،‬عٍغٍخ ِطج‪ٛ‬ػبد اٌّخٍش‬
‫اٌغضائش‪ ،‬غ ‪ٌٕ ، 1‬بٌش ‪2019‬‬
‫‪ .7‬ػجذ اٌمبدس اٌؼشػبسي " ِصبدس االٌزضاَ ‪ ،‬اٌىزبة اٌضبًٔ‪ :‬اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌّذٍٔخ‪ِ ،‬طجؼخ داس األِبْ‬
‫اٌشثبغ‪ ،‬غ ‪ٌ 5‬غٕخ ‪2016‬‬
‫‪ .8‬ػجذ اٌشؽّبْ اٌششلب‪ٚ‬ي اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌّذًٔ دساعخ ؽذٌضخ ٌٍٕظشٌخ اٌؼبِخ ٌالٌزضاَ فً ظ‪ٛ‬ء رأصش٘ب ثبٌّفبٍُ٘‬
‫اٌغذٌذح ٌٍمبٔ‪ ْٛ‬االلزصبدي‪ِ ،‬صبدس االٌزضاَ اٌ‪ٛ‬الؼخ اٌمبٔ‪ٍٔٛ‬خ"‪ِ ،‬طجؼخ اٌّؼبسف اٌغذٌذح اٌشثبغ‪46 ،‬‬
‫ٌغٕخ ‪2020‬‬
‫‪ِ .9‬صطفى اٌخطٍت "اٌّخزصش فً اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌّذٍٔخ"‪ِ ،‬طجؼخ داس اٌؼشفبْ أوبدٌش‪ ،‬غ ‪ٌ ، 1‬غٕخ ‪،2017‬‬
‫‪ .11‬عٍّؼً ؽغٓ ػجذ اٌجبعػ‪ ":‬شش‪ٚ‬غ اٌزؾمٍك ‪ٚ‬اإلػفبء ِٓ ظّبْ اٌؼٍ‪ٛ‬ة اٌخفٍخ دساعخ ِمبسٔخ "‪ ،‬داس‬
‫إٌ‪ٙ‬عخ اٌؼشثٍخ اٌمب٘شح‪ِ 1993 ِٓ ،‬صش‬
‫‪ .11‬خ‪ٛ‬اٌذٖ أؽّذ ِفٍؼ" ششغ اإلػفبء ِٓ اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌؼمذٌخ‪ ،‬داس اٌضمبفخ ٌٍٕشش ‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬صٌغ‪ ،‬ػّبْ‪ ،‬غ ‪، 1‬‬
‫ٌغٕخ ‪2011‬‬

‫‪Page 86‬‬
‫‪ .12‬ػبثذٌٓ دمحم أؽّذ‪ " :‬اٌزؼ‪ٌٛ‬ط ثٍٓ اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌؼمذٌخ ‪ٚ‬اٌزمصٍشٌخ‪ ،‬داس اٌّطج‪ٛ‬ػبد اٌغبِؼٍخ‬
‫اإلعىٕذسٌخ‪ ،‬غ ‪1985‬‬
‫‪ .13‬ػجذ اٌ‪ٛ‬اؽذ اٌؼًٍّ " ششػ اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌغٕبئً‪ ،‬اٌمغُ اٌؼبَ"‪ ،‬د‪ ْٚ‬روش اٌّطجؼخ غ ‪ ،9‬اٌغٕخ ‪2019‬‬
‫‪ِّ .14‬ذ‪ٚ‬ػ اٌجؾش" اٌغشائُ اٌ‪ٛ‬الؼخ ػٍى األِ‪ٛ‬اي فً لبٔ‪ ْٛ‬اٌؼم‪ٛ‬ثبد‪ ،‬د‪ ْٚ‬روش اٌّطجؼخ‪ ،‬غ‪ٌ ،1‬غٕخ‬
‫‪ -2009‬ػّبْ‬
‫‪ .15‬عؼٍذ اٌ‪ٛ‬سدي‪ :‬اٌششػ اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌغٕبئً اٌؼبَ اٌّغشثً ‪ :‬دساعخ فم‪ٍٙ‬خ ‪ٚ‬لعبئٍخ"‪ِ ،‬طجؼخ األٍِٕخ اٌشثبغ‬
‫د‪ ْٚ‬روش اٌطجؼخ‬
‫‪ ‬كتب متخصصة‬
‫‪ .16‬ػجذاٌؼضٌض ثال‪ٚ‬ي ‪،‬اٌزوبء االصطٕبػً فً اٌؼٍ‪ َٛ‬اٌششػٍخ ‪ٚ‬اٌمبٔ‪ٍٔٛ‬خ ‪ ،‬أػّبي اٌّإرّش اٌذ‪ ًٌٚ‬اال‪ٚ‬ي‬
‫اٌذ ٍِ‪ٛ‬ي اٌٍّّىخ اٌّغشثٍخ ‪ٔٛٔ 9_8‬جش ‪2023‬‬
‫‪ِ .17‬طبي ػجذ اٌمبدس‪ ،‬رؾذٌبد ‪ِٚ‬زطٍجبد اعزخذاَ اٌزوبء االصطٕبػً فً اٌزطجٍمبد اٌؾذٌضخ ٌؼٍٍّبد ئداسح‬
‫اٌّؼشفخ فً ِٕظّبد األػّبي اٌٍّزمى اٌ‪ٛ‬غًٕ اٌؼبشش ؽ‪ٛ‬ي أٔظّخ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بد اٌّؼزّذح ػٍى اٌزوبء‬
‫االصطٕبػً ‪ٚ‬د‪ٚ‬س٘ب فً صٕغ لشاساد اٌّإعغخ االلزصبدٌخ ‪ ،‬عبِؼخ عىٍىذح ‪،‬اٌغضائش‪.‬‬
‫‪ .18‬اٌٍ‪ٛ‬صي ِ‪ٛ‬عى اٌزوبء االصطٕبػً فً االػّبي ثؾش لذَ اٌّإرّش اٌغٕ‪ٛ‬ي اٌؾبدي ػشش روبء االػّبي‬
‫‪ ٚ‬الزصبد اٌّؼشفخ وٍٍخ االلزصبد ‪ٚ‬اٌؼٍ‪ َٛ‬اإلداسٌخ عبِؼخ اٌضٌز‪ٔٛ‬خ ػّبْ األسدْ‪2012 ،‬‬
‫‪ .19‬خ‪ٛ‬اٌذ أث‪ ٛ‬ثىش وزبة عّبػً رطجٍمبد اٌزوبء االصطٕبػً وز‪ٛ‬عٗ ؽذٌش ٌزؼضٌض رٕبفغٍخ ِٕظّبد‬
‫االػّبي اٌطجؼخ األ‪ٌٚ‬ى‪ .‬اٌّشوض اٌذٌّمشاغً اٌؼشثً ٌٍذساعبد االعزشارٍغٍخ ‪ٚ‬اٌغٍبعٍخ ‪ٚ‬االلزصبدٌخ‬
‫ثشٌٍٓ‪ ,‬اٌّبٍٔب ‪.2019‬‬
‫‪ .21‬فش‪ َٚ‬دمحم اٌصبٌؼ‪ ،‬ث‪ٛ‬عؼبدح اٌٍبط‪ ،‬عٍٍّبًٔ ػض اٌذٌٓ د‪ٚ‬س أٔظّخ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بد اٌّؼزّذح ػٍى اٌزوبء‬
‫االصطٕبػً فً ػٍٍّخ صٕغ اٌمشاس اإلداسٌخ‪ .‬اٌٍّزمى اٌ‪ٛ‬غًٕ اٌغبدط ؽ‪ٛ‬ي د‪ٚ‬س اٌزمٍٕبد اٌىٍّخ فً‬
‫ارخبر اٌمشاساد اإلداسٌخ وٍٍخ اٌؼٍ‪ َٛ‬االلزصبدٌخ ‪ ٚ‬ػٍ‪ َٛ‬اٌزغٍٍش عبِؼخ عىٍىذح اٌغضائش ‪2009‬‬
‫‪ .21‬ػّبد ٌبعش دمحم صٍ٘ش اٌجبثًٍ د‪ٚ‬س أٔظّخ اٌزوبء االصطٕبػً فً اٌزٕجإ ثبٌغشٌّخ"‪ِ ،‬غٍخ اٌفىش اٌششغً‬
‫اٌّغٍذ ‪ ،28‬ع ‪ٌٌٍٛٛ 110‬ص ‪2019.‬‬
‫‪ ‬رسائل‬
‫‪ .22‬ػجذ اٌّغٍذ لزٍجخ ِبصْ اعزخذِبد اٌزوبء اٌصٕبػً فً رطجٍمبد اٌ‪ٕٙ‬ذعخ اٌى‪ٙ‬شثبئٍخ (دساعخ ِمبسٔخ)‪.‬‬
‫سعبٌخ ِمذِخ ًٌٍٕ ش‪ٙ‬بدح ِبعغزٍش األوبدٌٍّخ اٌؼشثٍخ اٌذّٔبسن ‪2009 ،‬‬

‫‪Page 87‬‬
‫‪ .23‬شٍّبء غضاٌخ " د‪ٚ‬س اٌزوبء االصطٕبػً فً رؼضٌض اٌؼذاٌخ اٌغٕبئٍخ‪ ،‬سعبٌخ ًٌٍٕ دثٍ‪ َٛ‬اٌّبعزش فً‬
‫اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌخبص‪ ،‬وٍٍخ اٌؼٍ‪ َٛ‬اٌمبٔ‪ٍٔٛ‬خ ‪ٚ‬االلزصبدٌخ ‪ٚ‬االعزّبػٍخ‪ ،‬عبِؼخ اٌمبظً ػٍبض ِشاوش اٌغٕخ‬
‫اٌغبِؼٍخ ‪2021/2020‬‬
‫‪ .24‬اؽّذ ٔبصش لبعُ‪ " :‬اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌّذٍٔخ اٌؾبسط األشٍبء دساعخ ِمبسٔخ"‪ ،‬سعبٌخ ًٌٍٕ دثٍ‪ َٛ‬اٌّبعغزٍش‬
‫فً اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌخبص ثىٍٍخ اٌذساعبد اٌؼٍٍب فً عبِؼخ إٌغبػ اٌ‪ٛ‬غٍٕخ ثٕبثٍظ فٍغطٍٓ‪ٌ ،‬غٕخ ‪2018‬‬
‫‪ .25‬سشٍذ اٌؼشاق‪ " :‬اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌّذٍٔخ ػٓ فؼً إٌّز‪ٛ‬عبد اٌّؼٍجخ فً ظ‪ٛ‬ء ‪ 24.00‬اٌّزؼٍك ثغالِخ‬
‫إٌّز‪ٛ‬عبد ‪ٚ‬اٌخذِبد‪ ،‬سعبٌخ ًٌٍٕ دثٍ‪ َٛ‬اٌّبعزش فً اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌخبص‪ ،‬وٍٍخ اٌؼٍ‪ َٛ‬اٌمبٔ‪ٍٔٛ‬خ ‪ٚ‬االلزصبدٌخ‬
‫عبِؼخ عٍذي دمحم ثٓ ػجذ هللا فبط‪ٌ ،‬غٕخ ‪2013/2012‬‬
‫‪ .26‬ػجذ اٌخبٌك ؽغبًٔ" ِغإ‪ٌٍٚ‬خ إٌّزظ ػٓ اإلخالي ثعّبْ اٌغالِخ‪ ،‬سعبٌخ ًٌٍٍ دثٍ‪ َٛ‬اٌّبعزش فً‬
‫اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌخبص‪ ،‬ثىٍٍخ ِزؼذدح اٌزخصصبد رؼٕ‪ٛ‬اْ عبِؼخ ػجذ اٌّبٌه اٌغؼذي اٌغٕخ اٌغبِؼٍخ‬
‫‪2016/2015‬‬
‫‪ٍٔ .27‬ئخ ػٍى خٍّظ دمحم خش‪ٚ‬س اٌّ‪ٙ‬شي" اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌّذٍٔخ ػٓ أظشاس اإلٔغبْ اٌَى دساعخ رؾٍٍٍٍخ"‪،‬‬
‫دثٍ‪ ًٌٍٕ َٛ‬ش‪ٙ‬بدح اٌّبعزش فً اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌخبص وٍٍخ اٌمبٔ‪ ،ْٛ‬عبِؼخ اإلِبساد اٌؼشثٍخ اٌّزؾذح ٌغٕخ‬
‫‪2020‬‬
‫‪ ‬النصوص المانونٌة‪:‬‬
‫‪ .28‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬سلُ ‪ 53.05‬اٌّزؼٍك ثبٌزجبدي اإلٌىزش‪ٌٍّ ًٔٚ‬ؼطٍبد اٌمبٔ‪ٍٔٛ‬خ اٌصبدس ثزٕفٍزٖ اٌظ‪ٍٙ‬ش اٌششٌف ‪.‬‬
‫سلُ ‪ 1.07.129‬فً ‪ٔٛٔ 30‬جش ‪ ،2007‬ط‪.‬س‪.‬ع ‪ ،5584‬ثزبسٌخ ‪ 5‬دعٕجش ‪ ،2007‬ص ‪.3879‬‬
‫‪ .29‬ظ‪ٍٙ‬ش ششٌف سلُ ‪ 1.11.03‬صبدس فً ‪ 18‬فجشاٌش ‪ ،2011‬ثزٕفٍز اٌمبٔ‪ ْٛ‬سلُ ‪ 31.08‬اٌمبظً ثزؾذٌذ‬
‫رذاثٍش اٌؾّبٌخ اٌّغز‪ٍٙ‬ه‪ ،‬ط س‪.‬ع ‪ 6192‬ثزبسٌخ ‪ 3‬أوز‪ٛ‬ثش ‪ ،2013‬ص ‪.6384‬‬
‫‪ .30‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬سلُ ‪ 200‬اٌّزؼٍك ثؾم‪ٛ‬ق اٌّإٌف ‪ٚ‬اٌؾم‪ٛ‬ق اٌّغب‪ٚ‬سح اٌصبدس ثزٕفٍزٖ اٌظ‪ٍٙ‬ش اٌششٌف سلُ‬
‫‪ 1.00.20‬ثزبسٌخ ‪ 15‬فجشاٌش ‪ ،2000‬ط سع ‪ ،4796‬ثزبسٌخ ‪ِ 18‬بي ‪2000‬ص‪.1112 ،‬‬
‫‪ .31‬ظ‪ٍٙ‬ش ششٌف ‪ 1.11.140‬اٌصبدس فً ‪ 17‬ػشذ ‪ ،2011‬ثزٕفٍز اٌمبٔ‪ ْٛ‬سلُ ‪ 24.09‬اٌّزؼٍك ثغالِخ‬
‫إٌّزغبد ‪ٚ‬اٌخذِبد‪ٚ ،‬ثززٍُّ اٌظ‪ٍٙ‬ش اٌششٌف اٌصبدس فً ‪ 12‬غشذ ‪ 1913‬ثّضبثخ لبٔ‪ ْٛ‬االٌزضاِبد‬
‫‪ٚ‬اٌؼم‪ٛ‬د‪ ،‬ط‪ .‬س‪.‬ع ‪ 5980‬ثزبسٌخ ‪ 23‬شزٕجش ‪ ،2011‬ص ‪.4678‬‬
‫‪ ‬المماالت‬
‫‪ .32‬س‪ٚ‬ائؼ ػٍٍخ ث‪ٛ‬داػ ػجذ اٌغًٍٍ‪ ،‬رط‪ٛ‬س رمذٌش خطش اٌفشض فً ظً ّٔبرط اٌزوبء االصطٕبػً‪ِ ،‬غٍخ‬
‫اٌؼٍ‪ َٛ‬االٔغبٍٔخ ‪ ،‬اٌّغٍذ ‪ ، 26‬اٌؼذد ‪ 04‬عبِؼخ ِٕز‪ٛ‬سي لغٕطٍٕخ عٕخ ‪2015‬‬

‫‪Page 88‬‬
‫‪ .33‬أؽّذ لبعُ فشػ " اعزخذاَ اٌ‪ٛ‬وًٍ اٌزوً فً اٌزغبسح اإلٌىزش‪ٍٔٚ‬خ ‪ -‬دساعخ لبٔ‪ٍٔٛ‬خ ِمبسٔخ فً ئغبس‬
‫ِبٍ٘زٗ ‪ٔٚ‬فبر رصشفٗ"‪ِ ،‬مبي ِٕش‪ٛ‬س ثّغٍخ اٌّفىش‪ ،‬اٌّغٍذ ‪ ، 13‬ع ‪.2‬‬
‫‪ .34‬ػجذ اٌمبدس اٌؼشػبسي‪ٔ" :‬ظشٌخ اٌؼمذ دساعخ ِمبسٔخ اٌىزبة األ‪ٚ‬ي"‪ِ ،‬طجؼخ داس األِبْ ‪ -‬اٌشثبغ غ ‪5‬‬
‫ٌغٕخ ‪ ،2016‬ص ‪.224‬‬
‫‪ٍ٘ .35‬خ ػٍى اٌض٘شأً ‪ " :‬اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌغٕبئٍخ ٌٍزوبء االصطٕبػً "‪ِ ،‬مبي ِٕش‪ٛ‬س ثّغٍخ اٌ‪ٛ‬غٓ‬
‫اإلٌىزش‪ٍٔٚ‬خ‪ ،‬ػٍى اٌشاثػ‪ 8:30 :‬رُ االغالع ػٍٍٗ ٌ‪ِ 21 َٛ‬بي ‪ ،2024‬ػٍى اٌغبػخ‬
‫‪http://www.alwatan.com.Sa/ampArticle/1063158‬‬
‫‪ .36‬أؽّذ ػٍى ؽغٓ ػضّبْ أؼىبعبد اٌزوبء اإلصطٕبػً ػٍى اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌّذًٔ دساعخ ِمبسٔخ "‪ِ ،‬غٍخ‬
‫اٌجؾ‪ٛ‬س اٌمبٔ‪ٍٔٛ‬خ ‪ٚ‬االلزصبدٌخ‪ ،‬ع ‪ٌ 76‬غٕخ ‪2021‬‬
‫‪ .37‬ػجذ اٌؼضٌض ػجٍذ اٌجىشح" اٌزوبء االصطٕبػً فً ػبٌُ اٌغشائُ اٌّؼٍ‪ِٛ‬برٍخ‪ِ ،‬مبي ِٕش‪ٛ‬س ثبٌّ‪ٛ‬لغ‬
‫رُ االغالع ػٍٍٗ ٌ‪ِ 13 َٛ‬بي ‪ ،2024‬ػٍى اٌغبػخ ‪15‬؛‪30‬‬ ‫اإلٌىزش‪ًٔٚ‬‬
‫‪htpp://www.aljazirah.com‬‬
‫‪ٌ .38‬ؾً د٘شبْ د‪ٚ‬س اٌزوبء االصطٕبػً فً ِىبفؾخ اٌغشائُ ‪ٚ‬اٌزٕجإ ثبٌغشٌّخ‪ِ ،‬مبي ِٕش‪ٛ‬س ػٍى اٌّ‪ٛ‬لغ‬
‫رُ االغالع ػٍٍٗ ٌ‪ِ 13 َٛ‬بي ‪ ،2024‬ػٍى اٌغبػخ ‪20:00-‬‬ ‫اإلٌىزش‪ًٔٚ‬‬
‫‪http://www.yahyadhshon.com‬‬
‫‪ .39‬دمحم ؽّضح ‪ ":‬اٌّؾبًِ اٌش‪ٚ‬ث‪ٛ‬د ٌمذَ خذِبرٗ ِغبٔب ٌٍّزششدٌٓ "‪ِٕ ،‬ش‪ٛ‬س ػٍى اٌّ‪ٛ‬لغ اإلٌىزش‪ًٔٚ‬‬
‫‪ http://www.nokia.net‬رُ االغالع ػٍٍٗ ٌ‪ِ 16 َٛ‬بي ‪ 2024‬ػٍى اٌغبػخ ‪.20:18‬‬
‫‪٘ .41‬شّبسي اعٍخ اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌّذٍٔخ ٌٍش‪ٚ‬ث‪ٛ‬د ثٍٓ اٌ‪ٛ‬الغ ‪ٚ‬اعزششاف اٌّغزمجً"‪ِ ،‬غٍخ اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌذ‪ًٌٚ‬‬
‫‪ٚ‬اٌزٍّٕخ‪ ،‬اٌّغٍذ ‪ ،10‬ع ‪ٌ ،01‬غٕخ ‪2022‬‬
‫‪ .41‬دمحم أؽّذ اٌّؼذا‪ٚ‬ي ػجذ سثٗ ِغب٘ذ" اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌّذٍٔخ ػٓ اٌش‪ٚ‬ث‪ٛ‬ربد راد اٌزوبء االصطٕبػً "‪،‬‬
‫اٌّغٍخ اٌمبٔ‪ٍٔٛ‬خ (ِغٍخ ِزخصصخ فً اٌذساعبد ‪ٚ‬األثؾبس اٌمبٔ‪ٍٔٛ‬خ‪ ،‬اٌّغٍذ ‪ 2‬د‪ ْٚ‬روش اٌغٕخ‬
‫‪ .42‬ػجذ اٌشصاق ‪ ٍٗ٘ٚ‬عٍذ أؽّذ دمحم " اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌّذٍٔخ ػٓ أظشاس اٌزوبء االصطٕبػً دساعخ رؾٍٍٍٍخ "‪،‬‬
‫ِغٍخ عًٍ األثؾبس اٌمبٔ‪ٍٔٛ‬خ اٌّؼّمخ‪ ،‬ع ‪ ،43‬أوز‪ٛ‬ثش ‪،2020‬‬
‫‪ .43‬اٌىشاس ؽجٍت ع‪ٍٛٙ‬ي‪ ،‬ؽغبَ ػجظ ػ‪ٛ‬دح " اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌّذٍٔخ ػٓ األظشاس اٌزً ٌغجج‪ٙ‬ب اٌش‪ٚ‬ث‪ٛ‬د‬
‫دساعخ رؾٍٍٍٍخ ِمبسٔخ"‪ِ ،‬غٍخ اٌطشٌك ٌٍزشثٍخ ‪ٚ‬اٌؼٍ‪ َٛ‬االعزّبػٍخ‪ ،‬ع‪ِ ،6‬بي ‪2019‬‬
‫‪ٚ .44‬فبء دمحم أث‪ ٛ‬اٌّؼبغً صفش" اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌغٕبئٍخ ػٓ عشائُ اٌزوبء االصطٕبػً دساعخ رؾٍٍٍٍخ‬
‫اعزششافٍخ"‪ِ ،‬غٍخ س‪ٚ‬ػ اٌم‪ٛ‬أٍٓ‪ ،‬ع ‪ 96‬أوز‪ٛ‬ثش ‪،2021‬‬
‫‪ ‬الموالع االلكترونٌة‬

‫‪Page 89‬‬
ًٔٚ‫االٌىزش‬ ‫لغ‬ٌّٛ‫ا‬ ‫ػٍى‬ ‫س‬ٛ‫ِٕش‬، ً‫اإلصطٕبػ‬ ‫اٌزوبء‬ ‫أعبعٍبد‬ ‫ػجٍذ‬ ‫ ِصطفى‬.45
: ٌَٛ ٍٍٗ‫ رُ االغالع ػ‬https://www.mdrscenter.com/%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9
.19:15 ‫ ػٍى اٌغبػخ‬،2024 ‫ ِبي‬13

1. Poole, Mackworth & Goebel (1998, p. 11, which provides the


version that is used in this article. These authors use the term
computational intelligence as a synonym for artificial intelligence.
2. Russell & Norvig (2003, p. 55) who prater the term
3. Cazenave Triston, Intelligence artificielle une approche ludique,
Ellipse, Paris, Franc, 201
4. Liebowitz, J, Knowledge-Based/Expert Systems Technology in Life
Support Systems, Kybernetes, New York, USA, 1997
5. Davenport TH, Prusak I, Working Knomwledge: How Organizations
Manage What They Know, Harvard Business School, Boston, USA,
1999, .
6. Alter S, Information Systems: The Foundation Of E-Business, New
York, Prentice Hall, USA, 2002..
7. Alter S, Information Systems: The Foundation Of E-Business
8. Waston RT, Data Management: Databases And Organization, John
Wiely & Sons, New York, USA1999,

Page 90
‫الفهرس‬

‫كَلِمَة الشكر‪Erreur ! Signet non défini. .................................................................... :‬‬


‫ممدمة ‪0 ...................................................................................................................... :‬‬
‫‪‬الفصل األول ‪ :‬اإلطار المفاهٌمً للذكاء االصطناعً‪9 ................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الذكاء االصطناعً ‪01 .........................................................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬خصائص الذكاء االصطناعً وأهدافه ‪00 ..........................................................‬‬
‫الفمرة األولى ‪ :‬خصائص الذكاء االصطناعً ‪00 ..................................................................‬‬
‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬أهداف الذكاء االصطناعً ‪04 .....................................................................‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬حمٌمة الذكاء االصطناعً وأهمٌته ‪01 ..............................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬النظم الخبٌرة ‪01 ................................................................................................‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬الشبكات العصبٌة ‪09 ...........................................................................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬المنطك الضبابً ( الغامض ) ‪01 .......................................................................... :‬‬
‫رابعا ‪ :‬الخوارزمٌات الجٌنٌة ‪00 .....................................................................................‬‬
‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬أهمٌة الذكاء االصطناعً فً المستمبل ‪02 ......................................................‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬تجلٌات الذكاء االصطناعً فً االنظمة المانونٌة ‪09 ............................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تأثٌر الذكاء االصطناعً فً مجال العمود ‪01 .......................................................‬‬
‫الفمرة األولى ‪ :‬إبرام العمود الذكٌة بواسطة الذكاء االصطناعً ‪01 ............................................‬‬
‫أوال ‪ :‬إبرام العمود الذكٌة عن طرٌك النٌابة ‪01 ...................................................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬إبرام العمود الذكٌة بصورة مستملة ‪20 ......................................................................‬‬
‫الفمرة الثانٌة‪ :‬الذكاء االصطناعً فً مرحلة ما بعد إبرام العمد ‪22 ............................................‬‬
‫أوال‪ :‬إسهام تمنٌات الذكاء االصطناعً فً تنفٌذ العمد ‪24 .......................................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬استخدام تمنٌات الذكاء االصطناعً فً مراجعة العمود ‪21 ...............................................‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬الذكاء االصطناعً والعدالة الجنائٌة ‪21 .........................................................‬‬
‫الفمرة األولى‪ :‬إسهام الذكاء االصطناعً فً التنبؤ بالجرٌمة وعدم اإلفالت من العماب ‪21 ................‬‬
‫أوال‪ :‬مساهمة الذكاء االصطناعً فً التنبؤ بالجرٌمة‪29 ........................................................‬‬

‫‪Page 91‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬لٌام الذكاء االصطناعً بمالحمة المجرمٌن ‪44 ............................................................‬‬
‫الفمرة الثانٌة‪ :‬الذكاء االصطناعً و المحاكمة الجنائٌة ‪41 ......................................................‬‬
‫‪‬الفصل الثانً‪ :‬المسؤولٌة المانونٌة للذكاء االصطناعً ‪90 ..........................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المسؤولٌة المدنٌة عن أضرار الذكاء االصطناعً ‪90 ............................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬لٌام المسؤولٌة المدنٌة ألضرار الذكاء االصطناعً ‪92 ...........................................‬‬
‫الفمرة األولى‪ :‬المسؤولٌة المدنٌة للذكاء االصطناعً المائمة على االعتبار الشخصً ‪94 .................‬‬
‫أوال‪ :‬المسؤولٌة العمدٌة للذكاء االصطناعً ‪94 ...................................................................‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬المسؤولٌة التمصٌرٌة للذكاء االصطناعً ‪91 ..............................................................‬‬
‫الفمرة الثانٌة‪ :‬المسؤولٌة المدنٌة للذكاء االصطناعً المائمة على االعتبار الموضوعً ‪91 ..............‬‬
‫أوال‪ :‬الذكاء االصطناعً ومفهوم الشًء ‪91 .......................................................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬الذكاء االصطناعً ومفهوم المنتوج ‪11 .....................................................................‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬اآلثار المانونٌة المترتبة عن تحمك المسؤولٌة المدنٌة للذكاء االصطناعً‪10 ..............‬‬
‫الفمرة األولى ‪ :‬التعوٌض عن أضرار الذكاء االصطناعً ‪10 ....................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التعوٌض المضائً عن أضرار الذكاء االصطناعً ‪12 .....................................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬التعوٌض التلمائً عن أضرار الذكاء االصطناعً ‪11 .....................................................‬‬
‫الفمرة الثانٌة‪ :‬اإلعفاء من المسؤولٌة المدنٌة للذكاء االصطناعً ‪11 .........................................‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬المسؤولٌة الجنائٌة عن جرائم الذكاء االصطناعً ‪19 ...........................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬لٌام المسؤولٌة الجنائٌة عن جرائم الذكاء االصطناعً ‪19 .......................................‬‬
‫الفمرة األولى ‪ :‬شروط لٌام المسؤولٌة الجنائٌة عن جرائم الذكاء االصطناعً ‪11 ..........................‬‬
‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬األشخاص المسؤولون جنائٌا عن جرائم الذكاء االصطناعً‪12 .............................‬‬
‫أوال‪ :‬المسؤولٌة للجنائٌة لمصنع الذكاء االصطناعً ‪12 .........................................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬المسؤولٌة الجنائٌة للمستخدم الذكاء االصطناعً ‪14 .....................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬المسؤولٌة الجنائٌة للذكاء االصطناعً نفسه‪19 ...........................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬المسؤولٌة الجنائٌة للطرف الخارجً عن جرائم الذكاء االصطناعً ‪11 ..............................‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬اآلثار المانونٌة الناتجة عن تحمك المسؤولٌة الجنائٌة للذكاء االصطناعً‪11 ............. .‬‬
‫الفمرة األولى ‪ :‬عموبات جرائم الذكاء االصطناعً ‪11 ...........................................................‬‬
‫الفمرة الثانٌة‪ :‬حاالت انتفاء المسؤولٌة الجنائٌة عن جرائم الذكاء االصطناعً ‪11 .........................‬‬

‫‪Page 92‬‬
‫خاتمة ‪14 .....................................................................................................................:‬‬
‫لائمة المصادر والمراجع ‪11 ............................................................................................. :‬‬
‫الفهرس ‪90 ....................................................................................................................‬‬

‫‪Page 93‬‬

You might also like