Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 28

‫ماستر العقار والتعمير‬

‫مادة التحفيظ العقاري‬

‫دور النيابة العامة في حماية الملكية العقارية أثناء‬


‫مسطرة التحفيظ‬

‫تحت إشراف الدكتور‬ ‫من إنجاز الطلبة‬


‫محمد محبوبي‬ ‫✓ عبد للا همو‬
‫✓ وداد الشعشوعي‬
‫✓ المختار لهاللي‬
‫✓ لحسن بورمضان‬

‫الموسم الجامعي ‪2024-2023‬‬


‫مقدمة‪:‬‬

‫يتكون العرض من مفاهيم أساسية ال بد من تحديد مغزاها‪ .‬النيابة العامة والملكية العقارية ثم مسطرة التحفيظ‪.‬‬
‫فما المقصود بها؟‬

‫النيابة العامة مؤسسة قضائية من نوع خاص‪ ،‬وتسمى بالقضاء الواقف‪ ،‬وإن كان البعض يعارض في هذه‬
‫التسمية‪ ،‬على اعتبار أنها طرف في الدعوى العمومية‪ .‬والطرف ال يكون خصما وحكما‪ .‬وفي القديم كانت النيابة‬
‫العامة طرفا عاديا يقف بين يدي القضاء على قدم المساواة مع المتهم‪ ،‬ومن ثم كانت تسميتها بالقضاء الواقف‪،‬‬
‫وبعد ذلك تغير الوضع وأصبحت تتمتع بامتيازات معلومة‪.1‬‬

‫وقد عهد قانون المسطرة الجنائية للنيابة العامة بإقامة الدعوى العمومية وممارستها‪ ،‬أي تحريكها وتتبعها‬
‫ومراقبة سيرها إلى غاية تنفيذ الحكم الصادر بشأنها‪ ،‬بما في ذلك القيام بإشعار الوكيل القضائي للمملكة بالمتابعات‬
‫المقامة في حق القضاة أو الموظفين وإشعار اإلدارة التي ينتمون إليها‪ ،‬والسهر على تنفيذ المقررات القضائية‪،‬‬
‫وتسخير القوة العمومية مباشرة أثناء ممارسة مهامها‪.2‬‬

‫وتجسد النيابة العامة مفهوم الحق العام‪ ،‬وتمثل المجتمع في إقامة وتأسيس الدعوى العمومية أمام الجهات‬
‫القضائية المختلفة‪ .‬فهي طرف أصلي في القضايا الزجرية يتعين حضوره عند المناقشة وصدور األحكام‪ .‬كما‬
‫تدخل في تأليف وتشكيل هيئة الحكم‪ ،‬تحت طائلة بطالن تشكيل الهيئة‪ .‬وي جب أن يوجد بالحكم ما يدل على‬
‫حضور ممثلها‪ .‬وال يكفي القول أ نه كان حاض ار بل يجب ذكر اسم ممثل النيابة العامة‪ .‬أما في القضايا المدنية‬
‫فهي طرف منضم وال تكون طرفا أصليا إال في حاالت معينة‪ .‬ومهمة الدفاع عن الحق العام‪ ،‬باعتباره حق مجتمعي‬
‫خالص‪ ،‬تستدعي مراقبة سير الدعوى العمومية في جميع المراحل والمطالبة بتطبيق القانون‪ ،‬والسهر على تنفيذ‬
‫الق اررات المختلفة التي تصدر عن المحاكم كيفما كانت الجهة التي صدرت عنها هذه الق اررات‪.3‬‬

‫ويؤطر عمل النيابة العامة ترسانة قانونية واسعة‪ ،‬تتسع باتساع مجال تدخل هذه المؤسسة القانونية‪ ،‬تشمل‬
‫أساسا‪ ،‬دستور المملكة‪ ،‬والقانون التنظيمي المتعلق بالمجلس األعلى للسلطة القضائية‪ ،‬والقانون التنظيمي المتعلق‬
‫بالنظام األساسي للقضاة‪ ،‬والقانون الجنائي وقانون المسطرة الجنائية وقانون المسطرة المدنية‪ ،‬والقانون رقم ‪33.17‬‬
‫المتعلق بنقل اختصاصات السلطة الحكومية المكلفة بالعدل إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض بصفته‬
‫رئيسا للنيابة العامة وبسن قواعد لتنظيم رئاسة النيابة العامة‪ ،‬ونصوص تنظيمية أخرى‪.4‬‬

‫‪1‬عبد السالم بنحدو‪ ،‬الوجيز في شرح قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية ـ مراكش‪ ،‬ص‪107 :‬‬
‫دليل و ازرة العدل‪ ،‬البوابة القانونية والقضائية لو ازرة العدل‪ ،‬ص‪26 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫تنص المادة ‪ 36‬من قانون المسطرة الجنائية على ما يلي‪" :‬تتولى النيابة العامة ممارسة الدعوى العمومية ومراقبتها وتطالب بتطبيق القانون‪ ،‬ولها أثناء‬ ‫‪3‬‬

‫ممارسة مهامها الحق في تسخير القوة العمومية مباشرة‪".‬‬


‫قرار مشترك للرئيس المنتدب للمجلس األعلى للسلطة القضائية ووزير العدل رقم ‪ 21.1164‬صادر في ‪ 23‬من شعبان ‪ 6( 1442‬أبريل ‪ )2021‬بتحديد‬ ‫‪4‬‬

‫تأليف واختصاصات الهيئة المشتركة بين المجلس األعلى للسلطة القضائية والو ازرة المكلفة بالعدل بشأن التنسيق في مجال اإلدارة القضائية‪.‬‬
‫قرار الوكيل العام للملك رئيس النيابة العامة رقم ‪ 2021/22‬الصادر في ‪ 31‬دجنبر ‪ 2021‬يتعلق بتغيير وتتميم القرار رقم ‪ 17/1‬الصادر بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر‬
‫‪ 2017‬والمتعلق بتنظيم بنيات إدارة رئاسة النيابة العامة وتحديد اختصاصاتها‬
‫‪1‬‬
‫وبالنسبة لمفهوم الملكية العقارية‪ ،‬فاألمر يتعلق بأهم حق من الحقوق العينية األصلية وأوسعها نطاقا‪ ،‬والتي‬
‫تتفرع عنها حقوق أخرى‪ ،‬وتكمن أهميته في ارتباطه بحق الملكية الذي أولته المواثيق الدولية واإلعالنات العالمية‬
‫أهمية خاصة‪ ،‬ومنها اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الصادر بتاريخ ‪ 10‬دجنبر ‪ ،1948‬والذي كرس مبدأ ضمان‬
‫الملكية الخاصة وحرية التملك واعتبره حقا مقدسا‪.‬‬

‫واعتبا ار لكون المغرب صادق على هذه المواثيق فقد عمل على دسترة حق الملكية إذ نص الفصل ‪ 35‬من‬
‫الدستور المغربي لسنة ‪ 2011‬على ما يلي‪:5‬‬

‫"يضمن القانون حق الملكية‪ .‬ويمكن الحد من نطاقها وممارستها بموجب القانون‪ ،‬إذا اقتضت ذلك مقتضيات‬
‫التنمية االقتصادية واالجتماعية للبالد"‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 23‬من القانون ‪ 39.08‬المتعلق بمدونة الحقوق العينية‪ 6‬على أنه‪:‬‬

‫"ال يحرم أحد من ملكه إال في األحوال التي يقررها القانون‪ .‬ال تنزع ملكية أحد إال ألجل المنفعة العامة ووفق‬
‫اإلجراءات التي ينص عليها القانون ومقابل تعويض مناسب"‪.‬‬

‫وطبقا للماد ‪ 14‬من مدونة الحقوق العينية فإن حق الملكية العقارية يخول لمالك العقار دون غيره سلطة‬
‫استعماله واستغالله والتصرف فيه‪ ،‬وال يقيده في ذلك إال القانون أو االتفاق‪.‬‬

‫وهذا التعريف الذي وضعه المشرع المغربي ينسجم مع أغلب اآلراء الفقهية ومنها تعريف الفقيه مامون‬
‫الكزبري الذي اعتبر حق الملكية العقارية حقا عينيا على شيء معين يخول صاحبه دون غيره بصورة مطلقة‬
‫استعمال الشيء واستغالله والتصرف فيه‪ ،‬وذلك في حدود القانون والنظام ودون تعسف‪.7‬‬

‫وبالنسبة للمفهوم الثالث واألخير من عنوان هذا العرض وهو مسطرة التحفيظ العقاري‪ ،‬فال نجد أبلغ من‬
‫التعريف الذي وضعه المشرع المغربي نفسه لمسطرة التحفيظ في الفصل األول من ظهير ‪ 12‬غشت ‪1913‬‬
‫المتعلق بالتحفيظ العقاري‪ ،‬كما تم تغييره وتتميمه بالقانون رقم ‪ 14.07‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‬
‫‪ 1.11.177‬بتاريخ ‪ 22‬نونبر ‪ 8 ،2011‬وذلك باعتباره يهدف إلى جعل العقار المحفظ خاضعا للنظام المقرر‬
‫في هذا القانون من غير أن يكون في اإلمكان إخراجه منه فيما بعد‪ ،‬ويقصد به‪:‬‬

‫‪ -‬تحفيظ العقار بعد إجراء مسطرة للتطهير يترتب عنها تأسيس رسم عقاري وبطالن ما عداه من الرسوم‪ ،‬وتطهير‬
‫الملك من جميع الحقوق السالفة غير المضمنة به؛‬

‫مرسوم رقم ‪ 2-18-71‬صادر في ‪ 18‬من شوال ‪ 2( 1439‬يوليو ‪ ) 2018‬بشأن النظام األساسي لموظفي المجلس األعلى للسلطة القضائية‪.‬‬
‫ظھير شريف رقم ‪ 1.11.82‬صادر في ‪ 17‬يونيو ‪ ،2011‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5952‬مكرر‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ 6‬قانون رقم ‪ 39.08‬المتعلق بمدونة الحقوق العينية الصادر بتنفيذه الظھير الشريف رقم ‪ 1.11.178‬بتاريخ ‪ 24‬نوفمبر ‪ ،2011‬المنشور بالجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 5998‬بتاريخ ‪ 22‬نوفمبر ‪.2011‬‬
‫‪7‬مأمون الكزبري‪ ،‬التحفيظ العقاري والحقوق العينية األصلية والتبعية في ضوء التشريع المغربي‪ ،‬الجزء الثاني‪ :‬الحقوق العينية األصلية والتبعية‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫سنة ‪ 1987‬ص‪67‬‬
‫‪8‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5998‬بتاريخ ‪ 24‬نونبر ‪ ،2011‬ص ‪5575‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬تقييد كل التصرفات والوقائع الرامية إلى تأسيس أو نقل أو تغيير أو إقرار أو إسقاط الحقوق العينية أو التحمالت‬
‫المتعلقة بالملك‪ ،‬في الرسم العقاري المؤسس له‪.‬‬

‫وبناء على ذلك‪ ،‬يتضح بأن مسطرة التحفيظ تمر بعدة مراحل يتعين اتباعها للحؤول دون الوقوع فيما من‬
‫‪9‬‬
‫شأنه تأخيرها أو إلغاؤها بالمرة‪ ،‬وبالتالي عرقلة تأسيس الرسم العقاري الذي هو هدف مطلب التحفيظ‪.‬‬

‫ولعل هذا األمر هو الذي يفسر أهمية الموضوع الذي بين أيدينا‪ ،‬إذ بالنظر إلى المفهوم الواسع الذي أعطاه‬
‫المشرع لمسطرة التحفيظ والذي أصبح يدخل ضمنه كذلك اإلجراءات التي تلي تأسيس الرسم العقاري من جهة‪،‬‬
‫وإلى الدور الكبير الذي تلعبه مؤسسة النيابة العامة في حماية الملكية العقارية من جهة ثانية‪ ،‬فإنه ينبغي تحديد‬
‫فرضية االشتغال لالقتصار على محاولة رصد دور هذه المؤسسة القانونية (أي النيابة العامة) في حماية الملكية‬
‫العقارية تحديدا وفي مرحلة إجرائية محددة وهي ما بين إيداع مطلب التحفيظ وتأسيس الرسم العقاري باعتباره الغاية‬
‫من هذه العملية‪ ،‬احتراما لعنوان الموضوع‪.‬‬

‫وتبعا لذلك‪ ،‬حق لنا أن نتساءل عن الدور الذي تؤديه مؤسسة النيابة العامة أثناء مسطرة التحفيظ‪ ،‬وأن‬
‫نتلمس أوجه هذا الدور أو لنقل هذه األدوار‪ ،‬وأن نحاول الوقوف على أهميتها وجدواها في حماية الملكية العقارية‬
‫على ضوء األدوار التي تؤديها األطراف المشاركة في عملية التحفيظ‪ ،‬وهي طالب التحفيظ نفسه‪ ،‬ومؤسسة المحافظ‬
‫على األمالك العقارية بشقها القانوني وشقها التقني الذي تجسده مصلحة المسح العقاري والخرائطية‪ ،‬والغير الذي‬
‫يدعي حقا على عقار يجري تحفيظه‪ ،‬والقضاء الذي يتدخل في حالة إحالة مطلب التحفيظ عليه من أجل البت‬
‫في التعرضات‪ ،‬أو في إطار الدعوى العمومية بشكل عام‪ ،‬وكذا المؤسسات القانونية األخرى التي تشارك في هذه‬
‫المرحلة كالشهود والخبراء على سبيل المثال‪ ،‬وأعمال تحقيق الدعوى القضائية؟‬

‫وأخذا بعين االعتبار اإلطار التشريعي والتنظيمي للتحفيظ العقاري الذي يسند للنيابة العامة أدوا ار محددة‬
‫بنصوص خاصة‪ ،‬ويجرم ويعاقب على عدة أفعال نص عليها‪ ،‬وللوظيفة العامة التي تؤديها هذه المؤسسة داخل‬
‫المجتمع باعتبارها صاحبة الحق العام وراعية مصالحه‪ ،‬والتي تؤيدها القواعد القانونية المرتبطة بالتجريم والعقاب‬
‫أينما وجدت‪ ،‬في القانون الجنائي أو في غيره‪ ،‬فإن تتبع خيوط تدخل مؤسسة النيابة العامة لحماية الملكية العقارية‬
‫أثناء عملية التحفيظ يتسم باالنتشار‪ ،‬وال يمكن مقاربته‪ ،‬في منظورنا‪ ،‬إال من خالل مبحثين‪ ،‬يتناول األول ما يمكن‬
‫تسميته بالدور أو التدخل اإلداري للنيابة العامة أثناء مسطرة التحفيظ‪ ،‬بينما يتناول المبحث الثاني ما يمكن تسميته‬
‫بالدور القضائي وهو التدخل األصيل لهذه المؤسسة‪.‬‬

‫مأمون الكزبري‪ ،‬التحفيظ العقاري والحقوق العينية األصلية والتبعية في ضوء التشريع المغربي‪ ،‬الجزء األول‪ :‬التحفيظ العقاري‪ ،‬الطبعة الثانية سنة ‪1987‬‬ ‫‪9‬‬

‫ص ‪25‬‬
‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الدور اإلداري للنيابة العامة في حماية الملكية العقارية أثناء مسطرة التحفيظ‬

‫ال يجادل أحد في أهمية عملية التحفيظ العقاري باعتبارها مسطرة تنتهي بتأسيس الرسم العقاري الذي ينقل‬
‫العقار من نظام العقارات غير المحفظة إلى نظام العقارات المحفظة‪ ،‬بما يعنيه ذلك من تطهير لهذا العقار من‬
‫جميع الحقوق العينية والتحمالت العقارية ماعدا تلك التي تم تقييدها أثناء مسطرة التحفيظ‪.10‬‬

‫وعالوة على هذا االمتياز الذي يجعل العقار المحفظ يستفيد من قاعدة التطهير‪ ،‬فإن الرسم العقاري يؤدي‬
‫إلى استقرار الملكية والمعامالت العقارية بشكل عام ويزيد من قيمة العقار المالية ألنه يمكن تعبئته في الدورة‬
‫االقتصادية من خالل تسهيل الحصول على القروض وإغناء فرص االستثمار‪.‬‬

‫غير أنه ال بد من اإلشارة إلى أن تأسيس الرسم العقاري هو بمثابة خط الالرجعة أو الالعودة بالنظر إلى‬
‫في الحالة التي يتم فيها المساس بملكية الحقوق‬ ‫‪11‬‬
‫طابعه النهائي‪ ،‬وبالتالي فإنه على نفس الدرجة من الخطورة‬
‫العينية والعقارية للغير وبحقوقه المالية فال يبقى له إال الحق في التعويض‪.‬‬

‫إن هذه الحقيقة هي التي جعلت المشرع يضع قواعد قانونية موضوعية وإجرائية متفاوتة الدرجة والطبيعة‪،‬‬
‫في محاولة منه إلحاطة عملية التحفيظ بالضمانات الكافية ألصحاب هذه الحقوق وخلق التوازن المطلوب فيما‬
‫بينهم‪ ،‬ومنها تلك التي تباشرها النيابة العامة باعتبارها جها از إداريا‪.‬‬

‫إن الدور اإلداري الذي أوكله المشرع للنيابة العامة في حماية الملكية العقارية أثناء مسطرة التحفيظ يمكن‬
‫مقاربته من خالل أربعة مهام محددة بنصوص قانونية واضحة‪ ،‬وهي التعرض أثناء مسطرة التحفيظ نيابة عن‬
‫أشخاص محددين على سبيل الحصر والتدخل من أجل تقييد حقوقهم على العقار‪ ،‬وتلقي المخابرات المتعلقة‬
‫باألشخاص الذين ال يتوفرون على موطن للمخابرة وتسيير مكتب المساعدة القضائية‪ ،‬ثم تسخير القوة العمومية‬
‫من أجل إجراء عملية التحديد وحماية األنصاب المؤقتة والنهائية وعالمات الربط الجيوديزي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التعرض أثناء مسطرة التحفيظ والتدخل لتقييد الحقوق‬

‫إلى جانب ما يمكن أن نسميه بالقواعد العامة التي تؤطر وظيفة النيابة العامة كجهاز قضائي داخل المجتمع‬
‫والتي يقصد بها‪ ،‬أساسا‪ ،‬القانون الجنائي وقانون المسطرة الجنائية‪ ،‬أوكل المشرع لهذا الجهاز أدوا ار إدارية محددة‬
‫في مسطرة التحفيظ‪ ،‬تستند إلى ظهير التحفيظ العقاري المؤرخ في ‪ 12‬غشت ‪ ،1913‬المعدل والمتمم بالقانون رقم‬
‫‪ ،14.07‬وإلى القرار الوزيري الصادر بتاريخ ‪ 3‬يونيو ‪ 1915‬والمتعلق بتطبيق نظام التحفيظ العقاري‪.‬‬

‫‪ 10‬ينص الفصل ‪ 62‬من ظهير التحفيظ العقاري على أن الرسم العقاري نهائي وال يقبل الطعن‪ ،‬ويعتبر نقطة االنطالق الوحيدة للحقوق العينية والتحمالت‬
‫العقارية المترتبة على العقار وقت تحفيظه دون ما عداها من الحقوق غير المقيدة‪.‬‬
‫جواد كموني‪ ،‬البسيط في التحفيظ العقاري بالمغرب بين النص القانوني والواقع العملي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬بدون ذكر المطبعة‪ 2017 ،‬ص ‪3‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪4‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬التعرض أثناء مسطرة التحفيظ‬

‫من المعلوم أن الحق في التعرض على مسطرة التحفيظ هو بمثابة ادعاء لملكية العقار أو لحق عيني عقاري‬
‫يجري تحفيظه‪ ،‬وهو في جوهره منازعة في أصل الملك‪ ،‬أو في حق عيني‪ ،‬وقد يكون إما تعرضا جزئيا أو كليا أو‬
‫تعرضا على حقوق مشاعة في عقار أو تعرضا انعكاسيا‪.12‬‬

‫وقد عرفه األستاذ محمد خيري بأنه "الوسيلة القانونية التي يمارسها الغير للحيلولة دون إتمام إجراءات التحفيظ‬
‫وذلك من خالل اآلجال القانونية المقررة‪ .‬ويهدف التعرض بهذا المعنى إلى توقيف إجراءات التحفيظ من طرف‬
‫المحافظ وعدم االستمرار فيها إلى أن يرفع التعرض ويوضع ح د للنزاع عن طريق المحكمة أو إبرام صلح بين‬
‫األطراف"‪.13‬‬

‫وطبقا لقانون التحفيظ العقاري فإن التعرض يمكن تقييده منذ إيداع مطلب التحفيظ إلى غاية انتهاء اآلجال‬
‫القانونية التي تلي نشر اإلعالن عن انتهاء التحديد في الجريدة الرسمية وهي شهرين كاملين‪ ،‬ويمكن أن يكون‬
‫خارج هذا األجل بقرار من المحافظ على األمالك العقارية فيسمى حينئذ تعرضا استثنائيا شريطة أال يكون الملف‬
‫قد وجه إلى المحكمة االبتدائية‪.‬‬

‫واعتبا ار لألهمية التي يكتسيها التعرض على مطلب التحفيظ في حماية وضمان حق الملكية وباقي الحقوق‬
‫العينية العقارية األخرى‪ ،‬تدخل المشرع من خالل الفصل ‪ 26‬من ظهير التحفيظ العقاري لينص على الحاالت‬
‫التي يمكن فيها للنيابة العامة التدخل لممارسة الحق في التعرض نيابة عن الغير‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد‪ ،‬نصت الفقرة الثانية من الفصل أعاله على أنه "يمكن في جميع األحوال على شرط أن تقدم‬
‫اإلثباتات المنصوص عليها سابقا‪ ،‬التدخل في المسطرة عن طريق التعرض باسم المحجورين والغائبين والمفقودين‬
‫وغير الحاضرين‪ ،‬وذلك من طرف األوصياء والممثلين الشرعيين ووكيل الملك والقاضي المكلف بشؤون القاصرين‬
‫والقيم على أموال الغائبين والمفقودين"‪.‬‬

‫وتبعا لذلك‪ ،‬يمكن للنيابة العامة أن ت تدخل عن طريق التعرض على مطلب التحفيظ باسم األشخاص‬
‫المحجورين والغائبين والمفقودين وغير الحاضرين ‪ ،‬ويعتبر هذا التوجه امتدادا للدور الحمائي الكبير الذي أسنده‬
‫المشرع بشكل عام لمؤسسة النيابة العامة في عالقتها بهذه الفئات االجتماعية‪ ،‬وخاصة منها فئة القاصرين‪.‬‬

‫‪ 12‬ينص الفصل ‪ 24‬من ظهير التحفيظ العقاري على أنه "يمكن لكل شخص يدعي حقا على عقار تم طلب تحفيظه أن يتدخل عن طريق التعرض في مسطرة‬
‫التحفيظ خالل أجل شهرين يبتدئ من يوم نشر اإلعالن عن انتهاء التحديد في الجريدة الرسمية إن لم يكن قام بذلك من قبل‪ ،‬وذلك ‪:‬‬
‫‪ -1‬في حالة المنازعة في وجود حق الملكية لطالب التحفيظ أو في مدى هذا الحق أو بشأن حدود العقار؛‬
‫‪ -2‬في حالة االدعاء باستحقاق حق عيني قابل للتقييد بالرسم العقاري الذي سيقع تأسيسه؛‬
‫‪ -3‬في حالة المنازعة في حق وقع اإلعالن عنه طبقا للفصل ‪ 84‬من هذا القانون‪.‬‬
‫محمد خيري‪ ،‬العقار وقضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي من خالل القانون رقم ‪ 14.07‬المتعلق بالتحفيظ العقاري ومرسوم ‪ 14‬يوليوز ‪2014‬‬ ‫‪13‬‬

‫بشأن إجراءات التحفيظ العقاري‪ ،‬دار نشر المعرفة ‪ ،2018‬ص ‪210‬‬


‫‪5‬‬
‫التي أفردت محو ار خاصا بما يسمى‬ ‫‪14‬‬
‫وقد أكدت على ذلك ديباجة قانون المسطرة الجنائية رقم ‪22.01‬‬
‫‪15‬‬
‫بالتوجهات الكبرى لحماية األحداث‪.‬‬

‫وللتذكير‪ ،‬فقد قيدت الفقرة األولى من الفصل ‪ 26‬المشار إليه آنفا التدخل لممارسة التعرض باسم الغير بشرط‬
‫اإلدالء بالوثائق الصحيحة وبالبيانات الواردة في الفصل ‪ 25‬من نفس القانون‪.16‬‬

‫وغني عن البيان أن مؤسسة النيابة العامة إذا كانت مؤهلة للتعرض نيابة عن الفئات سالفة الذكر بنص‬
‫القانون‪ ،‬بحكم أنها الجهة الساهرة على تطبيق القانون وحفظ النظام العام‪ ،‬فإنها بالمقابل تبقى ملزمة بإثبات أوجه‬
‫التعرض على النحو الذي اشترطه المشرع في الفصل ‪ 25‬من قانون التحفيظ العقاري‪ ،‬ألن التعرض هو بمثابة‬
‫ادعاء خالل المرحلة القضائية للتحفيظ‪ ،‬والمدعي يكون ملزما باإلثبات بإجماع الفقه والقضاء‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تقييد حقوق القاصرين من طرف النيابة العامة‬

‫يتعلق األمر بإجراءات ال تقف عند حدود حق الملكية العقارية وحده‪ ،‬ولكن تهدف إلى ضمان حقوق مكتسبة على‬
‫العقار أثناء جريان مسطرة التحفيظ بإيداع سند هذه الحقوق طبقا للفصل ‪ 1783‬من ظهير التحفيظ العقاري أو بناء‬

‫‪ 14‬ظهير شريف رقم ‪ 1.02.255‬صادر في ‪ 3‬أكتوبر ‪ 2002‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 22.01‬المتعلق بالمسطرة الجنائية‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪5078‬‬
‫بتاريخ ‪ 30‬يناير ‪ ،2003‬ص ‪3‬‬
‫قانون المسطر الجنائية‪ ،‬منشورات المجلس األعلى للسلطة القضائية‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫ينص الفصل ‪ 25‬من قانون التحفيظ العقاري على ما يلي‪:‬‬ ‫‪16‬‬

‫"تقدم التعرضات عن طريق تصريح كتابي أو شفوي إما للمحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬وإما للمهندس المساح الطبغرافي المنتدب أثناء إج ارء التحديد‪.‬‬
‫تضمن التصريحات الشفوية للمتعرض‪ ،‬بحضوره في محضر يحرر في نسختين تسلم إليه إحداهما‪ .‬إن التصريحات والرسائل المحررة للغرض المشار إليه سابقا‬
‫يجب أن تبين فيها هوية المتعرض‪ ،‬حالته المدنية‪ ،‬عنوانه الحقيقي أو المختار‪ ،‬اسم الملك‪ ،‬رقم مطلب التحفيظ‪ ،‬طبيعة ومدى الحق موضوع النزاع‪ ،‬بيان‬
‫السندات والوثائق المدعمة للطلب ‪ .‬يجب على المتعرضين أن يودعوا السندات والوثائق المثبتة لهويتهم والمدعمة لتعرضهم ويؤدوا الرسوم القضائية وحقوق‬
‫المرافعة أو يدلوا بما يفيد حصولهم على المساعدة القضائية وذلك قبل انصرام الشهر الموالي النتهاء أجل التعرض‪. .‬يمكن أن تسلم لطالبي التحفيظ والمتدخلين‬
‫في المسطرة‪ ،‬بطلب منهم‪ ،‬صور شمسية للوثائق المدلى بها من طرف المتعرضين ‪.‬يقوم المحافظ على األمالك العقارية بتضمين التعرضات المقدمة وفق‬
‫الشروط المنصوص عليها أعاله في سجل خاص يدعى سجل التعرضات‪ .‬إذا كان التعرض يتعلق بجزء من العقار لم يتيسر تحديده بكيفية صحيحة أثناء إجراء‬
‫عملية التحديد حسبما هو منصوص عليه في الفصل ‪ 20‬تباشر هذه العملية على نفقة المتعرض ‪.‬إذا تعذر تحديد الجزء محل النزاع‪ ،‬فإن المحافظ على األمالك‬
‫العقارية يحيل المطلب على المحكمة االبتدائية ‪ ،‬ويمكن للقاضي المقرر الذي أحيل عليه الملف أن ينجز هذا التحديد طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 34‬من هذا‬
‫القانون‪.‬‬
‫‪ 17‬ينص الفصل ‪ 83‬من ظهير التحفيظ العقاري على أنه "بغض النظر عن المسطرة المقررة في الفصل ‪ 84‬من هذا القانون‪ ،‬يمكن لصاحب وقع إنشاؤه أو‬
‫تغييره أو اإلقرار به حق أثناء مسطرة التحفيظ أن يطلب نشره بالجريدة الرسمية بعد إيداع الوثائق المثبتة للحق بالمحافظة العقارية ‪ .‬تتابع مسطرة التحفيظ بصفة‬
‫قانونية مع أخذ الحق المنشأ أو المغير أو المقر به بعين االعتبار ‪ .‬يكتسب صاحب الحق المنشأ أو المغير أو المقر به صفة طالب التحفيظ في حدود الحق‬
‫المعترف له به ‪ .‬إذا كان اإلعالن عن انتهاء التحديد قد تم نشره بالجريدة الرسمية فيجب أن يعاد نشره من جديد ليفتح أجل شهرين للتعرض‪ ،‬يبتدئ من تاريخ‬
‫اإلعالن عن الحق المنشأ أو المغير أو المقر به‪ .‬وفي هذه الحالة لن تقبل إال التعرضات المنصبة مباشرة على الحق المذكور ‪ .‬يؤخذ بعين االعتبار عند‬
‫التحفيظ الحق المنشأ أو المغير أو المقر به خال المسطرة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫منه‪ ،‬كادعاء استحقاق حق عيني قابل للتقييد بالرسم العقاري الذي سيقع تأسيسه أو المنازعة‬ ‫‪18‬‬
‫على الفصل ‪84‬‬
‫في حق وقع اإلعالن عنه طبقا للفصل ‪ 84‬من قانون التحفيظ العقاري‪.‬‬

‫والتقييد في إطار الفصل ‪ 83‬يتطلب نشر خالصة إصالحية جديدة من طرف المحافظ لمتابعة إجراءات‬
‫التحفيظ في حدود الحق المعترف به استقالال عن مطلب التحفيظ األول‪ ،‬وتفتح بشأنه آجال جديدة للتعرض‪ ،‬وال‬
‫يتوقف مصيره على مصير المطلب األول‪.‬‬

‫أما اإليداع طبقا للفصل ‪ 84‬فهو إيداع في سجل التعرضات‪ ،‬يحفظ لصاحبه رتبة تسجيل الحق يوم إنشاء‬
‫الرسم العقاري‪ ،‬ويبقى مصيره رهينا بمصير مطلب التحفيظ‪.‬‬

‫وفي كلتا الحالتين‪ ،‬فإنه إذا نشأ نزاع بين طالب تقييد الحق وطالب التحفيظ فإنه يتحول إلى تعرض ال بد‬
‫‪19‬‬
‫من البت فيه إما قضاء أو اتفاقا‪.‬‬

‫والمالحظ بالنسبة لهذا الشق من المسطرة أن المشرع تناول تدخل النيابة العامة نيابة عن القاصرين‬
‫والمحجورين في معرض الفصل ‪ 78‬من قانون التحفيظ العقاري أيضا‪ ،‬أي على مستوى التقييدات التي ترد بالرسم‬
‫العقاري أو العقار المحفظ بالقول "على أن حقوق القاصرين والمحجورين تقيد بطلب من نوابهم الشرعيين أو‬
‫األوصياء عليهم وإال فبطلب من القاضي المكلف بشؤون القاصرين أو وكيل الملك"‪ ،‬ولم ينص عليها صراحة في‬
‫حالة العقار الذي يوجد في طور التحفيظ‪.‬‬

‫ومادام الفرع يتبع األصل‪ ،‬فإنه من باب أولى أن تكون النيابة العامة مؤهلة لطلب التقييد باسم القاصرين‬
‫والمحجورين أثناء عملية التحفيظ مادامت مخولة لذلك في حالة التعرض الذي هو أقوى وفي حالة التقييدات التي‬
‫ترد على الرسوم العقارية‪ ،‬وذلك إكماال لدور الحماية الذي تتواله لمصلحة هؤالء والذي ال يمكن أن يكون منقوصا‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تلقي المخابرات المتعلقة باألشخاص الذين ال يتوفرون على موطن للمخابرة‬

‫من صميم األدوار اإلدارية التي تقوم بها مؤسسة النيابة العامة أثناء مسطرة التحفيظ بغرض حماية الملكية‬
‫العقارية‪ ،‬أنها تعتبر جهة إدارية تحال عليها المخابرات المتعلقة باألشخاص الذين ال يتوفرون على موطن للمخابرة‪،‬‬
‫أي أن لها دو ار كبي ار في عملية تبليغ اإلجراءات الخاصة بمسطرة التحفيظ‪ ،‬وفي تسيير ما يعرف بمكتب المساعدة‬
‫القضائية‪.‬‬

‫‪ 18‬ينص الفصل ‪ 84‬على أنه "إذا نشأ على عقار في طور التحفيظ حق خاضع ل إلشهار أمكن لصاحبه‪ ،‬من أجل ترتيبه والتمسك به في مواجهة الغير‪ ،‬أن‬
‫يودع بالمحافظة العقارية الوثائق الالزمة لذلك ‪ .‬ويقيد هذا اإليداع بسجل التعرضات‪ .‬يقيد الحق المذكور عند التحفيظ بالرسم العقاري في الرتبة التي عينت له‬
‫إذا سمحت إجراءات المسطرة بذلك‪.‬‬
‫‪ 19‬محمد خيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪233‬‬
‫‪7‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬دور النيابة العامة في مسطرة التبليغ‬

‫يشغل التبليغ حي از كبي ار في مسطرة التحفيظ بمرحلتيها اإلدارية والقضائية‪ ،‬ألنه يعتبر من أهم الضمانات‬
‫المركز القانونية ألصحاب الحقوق وتمكينهم من‬
‫ا‬ ‫القانونية التي تنص عليها مختلف التشريعات بهدف حماية‬
‫ممارسة الحق في الدفاع‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ألزم ظهير التحفيظ العقاري طالب التحفيظ والمتعرضين وطالبي التقييدات وغيرهم ممن‬
‫هم معنيون بإجراءات المسطرة‪ ،‬باختيار موطن للمخابرة وعند عدم تحقق ذلك يأتي الدور اإلداري للنيابة العامة‬
‫التي تتحول إلى موطن للمخابرة لدى المحكمة االبتدائية التي يقع العقار بدائرتها‪.‬‬

‫وقد نص الفصل ‪ 26‬من القرار الوزيري بتاريخ ‪ 3‬يونيو ‪ 1915‬على أن كل متدخل في مسطرة التحفيظ‪،‬‬
‫سواء كان طالبا للتحفيظ أو متعرضا يجب عليه أن يحدد موطنا للمخابرة تابعا لمقر المحافظة العقارية التي يوجد‬
‫بها العقار موضوع مسطرة التحفيظ‪ ،‬وفي حالة عدم القيام بذلك فإن جميع المراسالت والتبليغات تكون صحيحة‪،‬‬
‫ومرتبة لكافة آثارها القانونية بمجرد وصولها إلى النيابة العامة التابع لها موقع العقار‪.‬‬

‫وغني عن البيان أن هذا اإلجراء الغاية منه هي تأمين صيرورة مسطرة التحفيظ وإيصالها إلى تأسيس الرسم‬
‫العقاري‪ ،‬وحماية أصحاب الحقوق من طالب للتحفيظ ومتعرضين وطالبي التقييد فضال عن ضمان تحيين الرسم‬
‫العقاري ومطابقته مع األوضاع المادية وللمراكز القانونية وألصحاب الحقوق العينية‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فإن هذا المقتضى وجه له انتقاد على مستوى الصياغة الذي انعكس على الجدوى منه‪ ،‬في الحالة‬
‫التي يكون توجيه المخابرة فيها إلى النيابة العامة مجرد إجراء شكلي ال يتضمن أي أجل يؤدي إلى إبراء ذمة‬
‫المحافظ تجاه المسطرة‪ ،‬كرفض التعرض لعدم إشفاع الطلب بالوثائق الكافية‪ ،‬مما يطرح التساؤل حول الدور‬
‫الحقيقي للنيابة العامة في هذه الحالة‪ ،‬هل يكمن في البحث عن صاحب المخابرة وإبالغه بها‪ ،‬وهنا ستتحول إلى‬
‫وسيلة من وسائل التبليغ فقط‪ ،‬أم في الدفاع عن مصالحه في حالة تعذر الوصول إليه ألي سبب من األسباب؟‬
‫وهل يمكن عمليا لهذه المؤسسة أن تقوم بهذا الدور أمام جسامة األدوار المنوطة بها وتعددها؟‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬دور النيابة العامة في تسيير مكتب المساعدة القضائية‬

‫تعتبر المساعدة القضائية تدبي ار وضعه المشرع المغربي من أجل ضمان الحق في التقاضي للجميع وتكريس‬
‫العدالة والمساواة القانونية في االستفادة من مرفق القضاء‪.‬‬

‫ولهذه الغاية‪ ،‬نظم المشرع المساعدة القضائية منذ فترة الحماية بواسطة ظهير ‪ 12‬غشت ‪ 1913‬بشأن‬
‫المساعدة القضائية والفصل ‪ 11‬من ظهير ‪ 27‬شتنبر ‪ 1975‬بشأن المجلس األعلى (سابقا) واللذين تم إلغاؤهما‬
‫‪20‬‬
‫بموجب المرسوم الملكي بمثابة قانون رقم ‪ 514-65‬بتاريخ فاتح نونبر ‪ 1966‬يتعلق بالمساعدة القضائية‬
‫الصادر في ‪ 16‬نونبر ‪ ،1966‬كما تم تغييره‪.‬‬

‫‪ 20‬المرسوم الملكي رقم ‪ 514-65‬بمثابة قانون يتعلق بالمساعدة القضائية‪ ،‬المؤرخ في ‪ 3‬شعبان ‪ ،1386‬نشر بالجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 16‬نونبر ‪.1966‬‬
‫‪8‬‬
‫نص في فصله ‪ 121‬على أن "التقاضي يكون بالمجان في‬ ‫‪21‬‬
‫وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن الدستور المغربي‬
‫الحاالت المنصوص عليها قانونا لمن ال يتوفر على موارد كافية للتقاضي"‪.‬‬

‫وأكد على هذه القاعدة الفصل ‪ 6‬من القانون رقم ‪ 38.15‬المتعلق بالتنظيم القضائي للمملكة‪.22‬‬

‫وقد عرف الفقه المساعدة القضائية بأنها "تدبير أقره المشرع لمصلحة المتداعيين الذين ال تمكنهم حالتهم‬
‫المادية من دفع نفقات الدعوى‪ ،‬فيستطيعون بموجبه رفع هذه الدعوى والسير بها وإتمام إجراءات التحقيق فيها حتى‬
‫صدور الحكم وتبليغه والطعن فيه عند االقتضاء بالطرق القانونية وإجراء تنفيذه‪ ،‬وتسخير محام يساعدهم في‬
‫خصومتهم مجانا"‪.23‬‬

‫وطبقا للفصلين ‪ 1‬و‪ 2‬من المرسوم الملكي أعاله فإن المساعدة القضائية تمنح لألشخاص والمؤسسات‬
‫العمومية أو ذات المصلحة العمومية والجمعيات الخصوصية القائمة بعمل إسعافي والمتمتعة بالشخصية المدنية‬
‫والجنسية المغربية والتي تجعلها إمكانياتها المادية ومواردها المالية غير قادرة على ممارسة حقوقها أو الدفاع عن‬
‫مصالحها أمام القضاء‪.‬‬

‫ويشمل مجال تطبيق المساعدة القضائية مختلف أنواع النزاع والمطالبة بالحق المدني أمام قاضي التحقيق‬
‫وإصدار األحكام وتنفيذها والنزعات التي تنشأ على هذا التنفيذ‪.‬‬

‫ومن حيث التنظيم اإلداري‪ ،‬فإن مكتب المساعدة القضائية يوجد بجميع المحاكم على اختالف درجاتها‬
‫ويترأسه قضاة النيابة العامة بمساعدة موظفي وأعوان النيابة العامة‪ ،‬ويبت في طلبات المساعدة القضائية التي يتم‬
‫إشفاعها لزوما من طرف المطالبين بشواهد إدارية تسلمها السلطة المحلية وإدارة الضرائب إلثبات العجز المادي‬
‫أو حالة الضعف االجتماعي وعدم الخضوع ألي ضريبة‪ ،‬بعد األبحاث التي يجريها للتحقق من ذلك‪.‬‬

‫وبالنسبة لمسطرة التحفيظ العقاري‪ ،‬فقد نصت الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 25‬من ظهير التحفيظ العقاري على‬
‫أنه " يجب على المتعرضين أن يودعوا السندات والوثائق المثبتة لهويتهم والمدعمة لتعرضهم ويؤدوا الرسوم القضائية‬
‫وحقوق المرافعة أو يدلوا بما يفيد حصولهم على المساعدة القضائية وذلك قبل انصرام الشهر الموالي النتهاء أجل‬
‫التعرض"‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس‪ ،‬فإن المتعرض معسر الحال الذي يتحول إلى مدعي يقع عليه اإلثبات ال يحرم من حقه‬
‫في االدعاء أثناء مسطرة التحفيظ‪ ،‬إذ خول له القانون الحق في طلب المساعدة القضائية‪ ،‬سواء في المرحلة اإلدارية‬
‫أو القضائية للتحفيظ‪ .‬وهذا تجسيد واضح للدور الحمائي الذي تلعبه مؤسسة النيابة العامة في حماية الملكية‬
‫العقارية أثناء مسطرة التحفيظ‪.‬‬

‫الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.91‬بتاريخ ‪ 29‬يوليوز ‪ 2011‬بتنفيذ نص الدستور‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5964‬مكرر بتاريخ ‪ 30‬يوليوز ‪2011‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪ 22‬القانون رقم ‪ 38.15‬المتعلق بالتنظيم القضائي‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.22.38‬المؤرخ في ‪ 30‬يونيو ‪ ،2022‬الجريدة الرسمية عدد ‪4568‬‬
‫بتاريخ ‪ 14‬يوليوز ‪22 20‬‬
‫‪ 23‬ادريس العلوي العبدالوي‪ ،‬الوسيط في شرح المسطرة المدنية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،1998 ،‬ص ‪.283‬‬
‫‪9‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬دور النيابة العامة في عملية التحديد وحماية األنصاب‬

‫تكتسي عملية التحديد كإجراء قانوني وتقني أهمية بالغة وحاسمة في مسطرة التحفيظ‪ ،‬وذلك العتبارين اثنين‪:‬‬

‫‪ -‬ألنها العملية التي ينتج عنها وضع حدود مادية ووصف دقيق لمشتمالت الملكية العقارية التي يجري تحفيظها‪،‬‬
‫وذلك من خالل معاينة العقار والطواف به ومعاينة شكله ومحتوياته وأوصافه ورسم حدوده وأخذ مقاييسه‪.‬‬

‫ولذلك أوكل المشرع هذه المهمة بموجب الفصل ‪ 19‬من ظهير التحفيظ العقاري إلى المحافظ الذي جعله‬
‫الجهة المخول لها تسيير عملية التحديد‪ ،‬وينتدب لهذه الغاية مهندسا مساحا محلفا ينتمي إلى هيئة المهندسين‬
‫الطبوغرافيين‪.‬‬

‫‪ -‬ألن عملية التحديد تجري بحضور طالب التحفيظ والمتعرض‪ ،‬إن وجد‪ ،‬والمجاورين للعقار موضوع التحديد وكل‬
‫من له مصلحة في حضور هذه العملية‪ ،‬وتنتهي بتحرير محضر للتحديد يكتسي الصبغة الرسمية وال يطعن فيه‬
‫إال بالزور‪.24‬‬

‫وتأسيسا على ذلك‪ ،‬فإنه يبقى من المحتمل نشوء بعض األعمال والتصرفات التي يهدف من ورائها أصحابها‬
‫إلى عرقلة عملية التحديد أو منع إجرائها بالمرة‪.‬‬

‫ولهذه الغاية‪ ،‬تدخل المشرع الذي ابتغى من وراء تعديل قانون التحفيظ الرفع من وتيرة التحفيظ وتجاوز‬
‫العراقيل التي كانت سببا في توجيه أصابع االتهام إليه‪ ،‬فأعطى بموجب الفصل ‪ 20‬من ظهير التحفيظ العقاري‬
‫ل كل من له مصلحة في إنجاز عملية التحديد كطالب التحفيظ أو المتعرض على مطلب التحفيظ‪ ،‬تقديم طلب إلى‬
‫وكيل الملك قصد تسخير القوة العمومية بهدف توفير الظروف المالئمة إلجراء هذه العملية‪ ،‬ويعتبر هذا األمر من‬
‫أهم المستجدات التي جاء بها قانون ‪ ، 14.07‬بدل الصيغة القديمة التي كانت تخول حق تسخير القوة العمومية‬
‫للسلطة المحلية‪.‬‬

‫لكن هذا المقتضى طرح عدة إشكاالت من الناحية العملية خاصة بالنسبة للجهة التي لها الصفة في تقديم‬
‫طلب تسخير القوة العمومية‪.‬‬

‫ولإلشارة‪ ،‬فإن تدخل مؤسسة النيابة العامة ال يقف عند هذه الحدود‪ ،‬بل يمتد إلى مرحلة ما بعد وضع‬
‫األنصاب‪ ،‬سواء كانت مؤقتة أو نهائية‪ ،‬وكذا وضع ما يسمى بعالمات الربط الجيوديزي‪ ،‬حيث نص الفصالن‬
‫‪ 105‬و‪ 105‬مكرر من القسم الثالث من ظهير التحفيظ العقاري المعنون بالعقوبات على جزاء إضافي للعقوبات‬
‫المنصوص عليها في الفصل ‪ 606‬من القانون الجنائي تتجلى في أداء نفقات ومصاريف إرجاع الحالة إلى ما‬
‫كانت عليه بالنسبة لمن يقترفون هدم أو تحريف أو تحويل عالمات الربط الجيوديزي أو أنصاب التحفيظ‪ ،‬وفي‬
‫عقوبات حبسية ومالية دون اإلخالل بتطبيق المقتضيات الجنائية األكثر صرامة بالنسبة لمن يعرقلون سير عمليات‬
‫التحديد‪.‬‬

‫‪ 24‬أنظر الفصل ‪ 36‬من القرار الوزيري بتاريخ ‪ 3‬يونيو ‪ 1915‬في شأن تفاصيل تطبيق نظام التحفيظ العقاري‪ ،‬كما تم تغييره‬
‫‪10‬‬
‫إذا كانت هذه هي أهم األدوار ذات الصبغة اإلدارية التي تضطلع بها مؤسسة النيابة العامة أثناء مسطرة‬
‫التحفيظ بهدف حماية الملكية العقارية فماهي األدوار الموكولة إليها والتي تكتسي طبيعة قضائية؟‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الدور القضائي للنيابة العامة في حماية الملكية العقارية أثناء مسطرة التحفيظ‬

‫تتولى مؤسسة النيابة العامة وظيفة قضائية تتأرجح ما بين الحماية والزجر لألعمال والتصرفات التي من‬
‫شأنها المساس بحق الملكية العقارية‪ ،‬وهي وظيفة أفقية تنبع من جوهر وجود هذه المؤسسة التي تتولى حماية‬
‫المصلحة العامة للمجتمع‪ ،‬ومن القواعد العامة القانونية المنصوص عليها في القانون الجنائي والمسطرة الجنائية‬
‫والنصوص الخاصة الواردة في قانون المسطرة المدنية وظهير التحفيظ العقاري وتشريعات أخرى تتقاطع مع وظيفة‬
‫حماية الملكية العقارية من طرف هذه المؤسسة كالقانون ‪ 03.03‬المتعلق بمكافحة اإلرهاب‪ ،25‬كما تم تغييره‬
‫وتتميمه‪.‬‬

‫ونظ ار لتعدد أوجه تدخل النيابة العامة التي تتنوع ما بين كونها الجهة المالكة لسلطة تحريك الدعوى العمومية‬
‫كقاعدة عامة كلما تعلق األمر بفعل يجرمه القانون‪ ،‬وما بين التدخل في القضايا المدنية بناء على أوضاع يحددها‬
‫القانون‪ ،‬فإن منهجية البحث تستلزم التقيد بموضوع العرض وهو تدخل النيابة العامة من أجل حماية الملكية العقارية‬
‫أثناء مسطرة التحفيظ‪.‬‬

‫وبعبارة أوضح‪ ،‬فإنه يمكن طرح التساؤل التالي‪ ،‬ما هي الحاالت التي تتدخل فيها النيابة العامة قصد حماية‬
‫الملكية العقارية أثناء مسطرة التحفيظ؟‬

‫إن مسح أوجه هذا التدخل يسمح بحصر حاالت محددة تكتسي صبغة التدخل الجنائي من قبيل عقل‬
‫الممتلكات العقارية‪ ،‬وانتزاع حيازة العقار من طرف الغير واألمر بإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه‪ ،‬وارتكاب جرائم‬
‫التزوير في الرسوم العدلية والتوثيقية والعرفية والتالعب بالبيانات والمعطيات ومحاضر التحديد‪ ،‬وإهانة الموظف‬
‫العمومي واالعتداء عليه ومنعه من القيام بعمل من صميم مسطرة التحفيظ‪ ،‬وحاالت أخرى تكتسي صبغة التدخل‬
‫المدني في قضايا التحفيظ العقاري من خالل الفصلين ‪ 37‬و‪ 45‬من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬والقضايا المدنية‬
‫بشكل عام بموجب الفصول من ‪ 6‬إلى ‪ 10‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬حيث تتدخل النيابة العامة في الدعوى إما‬
‫كطرف أصلي أو كطرف منضم لتقدم ملتمساتها دون أن يكون لها الحق في الطعن‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التدخل الجنائي لحماية الملكية العقارية‬

‫‪ 25‬القانون ‪ 03.03‬الصادر بتنفيذه الشريف رقم ‪ 1.03.140‬بتاريخ ‪ 28‬ماي ‪ ، 2003‬كما تم تغييره وتتميمه‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5112‬بتاريخ ‪ 29‬ماي‬
‫‪.2003‬‬
‫‪11‬‬
‫تبتدئ مسطرة التحفيظ بإيداع مطلب للتحفيظ وإدراجه من طرف المحافظ على األمالك العقارية ونشر ملخص‬
‫له بالجريدة الرسمية وتحديد تاريخ لتحديده‪ ،‬وبعد إجراء عملية التحديد يتم مسح مطلب التحفيظ ونشر إعالن عن‬
‫انتهاء عملية التحديد بالجريدة الرسمية‪ ،‬وبعد مرور اآلجال القانونية للتعرض يتم تأسيس الرسم العقاري من طرف‬
‫المحافظ في حالة عدم تسجيل أي تعرض أو رفع التعرض بموجب صلح أو حكم قضائي بات‪ .‬وهذه أمور تناولها‬
‫بالتفصيل الزمالء الذين تطرقوا إلى مسطرة التحفيظ في عرض خاص بها‪.‬‬

‫وأثناء هذه المراحل التي تمت اإلشارة إليها بإيجاز شديد‪ ،‬قد تقع أمور وتصرفات من طرف المتدخلين في‬
‫عملية التحفيظ تضر بالملكية العقارية وبالتالي تستدعي تفعيل اآلليات القانونية المتاحة من أجل التدخل لحماية‬
‫هذه الملكية العقارية‪.‬‬

‫ولهذه الغاية‪ ،‬تمارس مؤسسة النيابة العامة دو ار كبي ار ومحددا في تأمين الملكية العقارية يستمد فلسفته من‬
‫جوهر وجود هذه المؤسسة في حد ذاته‪ ،‬أال وهو حماية الحق العام واألمن العام واستقرار المعامالت بين أفراد‬
‫المجتمع وتكريس جو السكينة والطمأنينة والثقة بين الناس‪ ،‬خاصة في مجال العقار الذي له تداعيات اقتصادية‬
‫ومالية كبيرة على الدولة‪ ،‬وآثار تقاس بها درجة رقيها الحقوقي والحضاري في المجتمع الدولي ككل‪.‬‬

‫وتتنوع أوجه هذا التدخل الذي تمارسه النيابة العامة ما بين الطابع الحمائي التحفظي الذي يتجلى في تدابير‬
‫مؤقتة غايتها تحصين حق الملكية العقارية‪ ،‬كما هو الشأن على سبيل المثال بالنسبة لعقل العقار أثناء مسطرة‬
‫التحفيظ‪ ،‬وجريمة انتزاع الحيازة العقارية وما لها من أثر بالغ على مسطرة التحفيظ‪ ،‬وتحريك المتابعة القضائية من‬
‫أجل زجر بعض األفعال التي يجرمها القانون أثناء مسطرة التحفيظ‪ ،‬من قبيل تقديم رسوم عدلية أو توثيقية أو‬
‫عرفية مزورة‪ ،‬والمسؤولية الجنائية للمحافظ باعتباره المسؤول إداريا عن مسطرة التحفيظ وعما قد يصدر عنه من‬
‫أعمال التالعب بالوثائق أو التزوير أو التحريف‪ ،‬ثم األفعال التي تندرج ضمن خانة ما يعرف بإهانة الموظف‬
‫العمومي واالعتداء عليه والتي تجد تطبيقا عمليا لها أثناء عملية التحديد‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬عقل العقار أثناء مسطرة التحفيظ‬

‫لم يكن المشرع الجنائي يتناول العقل كمسطرة تتعلق بمكافحة الجرائم الماسة بحق الملكية العقارية‪ ،‬وظل‬
‫العقل حاض ار في القانون الجنائي كإجراء وقتي من خالل الفصول ‪ 443‬و‪ 449‬في الجانب المتعلق بالمسطرة‬
‫الغيابية‪ ،‬أي كتدبير غايته إجبار الفارين من العدالة على تقديم أنفسهم‪ ،‬ثم تناولته بعض النصوص الخاصة‬
‫كالقانون ‪ 03-03‬المتعلق بمكافحة اإلرهاب بالنسبة لجرائم اإلرهاب‪ ،‬والقانون ‪ 43-05‬المتعلق بمكافحة غسيل‬
‫األموال في الجرائم الخاصة بغسيل األموال‪.‬‬

‫بيد أن تنامي السطو على العقارات ومنها عقارات األجانب‪ ،‬دفع بالمشرع رغبة منه في الرفع من درجة األمن‬
‫العقاري إلى تعديل قانون المسطرة الجنائية في حد ذاته‪ ،‬من خالل القانون ‪ 18-32‬الصادر بتنفيذه الظهير‬

‫‪12‬‬
‫الشريف رقم ‪ 1-19-92‬بتاريخ ‪ 8‬يونيو ‪ ،2019‬الذي تم بموجبه تغيير وتتميم مقتضيات المواد ‪،104 ،49 ،40‬‬
‫‪ 360 ،299‬و‪ 390‬من القانون ‪ 22-01‬المتعلق بالمسطرة الجنائية‪.‬‬

‫وقد جاء هذا التدخل التشريعي على خلفية الرسالة الملكية الموجهة بتاريخ ‪ 30‬دجنبر ‪ 2016‬إلى وزير‬
‫العدل والحريات (سابقا) في شأن تنامي ظاهرة االستيالء على عقارات الغير والتي طلبت التدخل العاجل من أجل‬
‫التصدي لهذه الظاهرة والقضاء عليها ووضع خطة عمل عاجلة تشمل تدابير زجرية ووقائية‪.‬‬

‫وطبقا للتعديل المذكور‪ ،‬خول المشرع للنيابة العامة وقاضي التحقيق‪ ،‬إلى جانب كل من رئيس المحكمة‬
‫االبتدائية والرئيس األول لمحكمة االستئناف ومحاكم الموضوع‪ ،‬سواء في المرحلة االبتدائية أو االستئنافية‪ ،‬صالحية‬
‫إصدار أوامر بعقل العقارات كلما تعلق األمر بجريمة من الجرائم الماسة بحق الملكية العقارية‪.26‬‬

‫وبغض النظر عن اإلشكال الذي قد يطرحه مفهوم العقل مقارنة مع غيره من المفاهيم المشابهة كالمصادرة‬
‫والتجميد والعقل في المسطرة الغيابية‪ ،‬فإنه يبقى إجراء تحفظيا وقائيا مؤقتا يهدف من خالله المشرع إلى الحفاظ‬
‫على العقار قيد العقل إلى حين صدور الحكم النهائي من خالل م نع التصرف فيه بشتى أنواع التصرف حماية‬
‫لصاحب حق الملكية‪.27‬‬

‫وعلى هذا األساس‪ ،‬أصبحت النيابة العامة تقوم بدور حمائي للعقار من خالل الصالحيات الجديدة التي‬
‫منحها إياها المشرع‪ ،28‬بينما تعتبر مؤسسة المحافظ على األمالك العقارية الجهة اإلدارية التي تتولى تنفيذ األمر‬
‫الصادر بالعقل بحكم حيازتها للمعطيات القانونية والمادية للعقارات سواء ما تعلق منها بالرسوم العقارية والتقييدات‬
‫المضمنة بها أو بمطالب التحفيظ‪.‬‬

‫وتتجلى أهمية العقل الذي تمارسه مؤسسة النيابة العامة في حماية الملكية العقارية أثناء مسطرة التحفيظ في‬
‫تقييد األمر بالعقل بملف مطلب التحفيظ حماية ألصحاب الحقوق المحتملة إلى حين رفع العقل أو تأكيده بموجب‬
‫حكم قضائي حائز لقوة الشيء المقضي به‪.‬‬

‫وال بد من اإلشارة في هذا الباب إلى ممانعة بعض المحافظين على األمالك العقارية سابقا في تقييد األوامر‬
‫الصادرة عن قضاة التحقيق بالعقل بحجة عدم التنصيص عليها في ظهير التحفيظ العقاري‪ .‬وقد تم تجاوز هذه‬
‫الوضعية بتدخل من المحافظ العام الذي عمم المذكرة عدد ‪ 1292‬بتاريخ ‪ 8‬يناير ‪ 2008‬في شأن أوامر قضاة‬
‫التحقيق بعقل وتجميد وحجز الممتلكات على المحافظين ودعاهم فيها‪ ،‬في إطار توحيد العمل فيما بينهم‪ ،‬إلى تقييد‬
‫هذه األوامر بالرسوم العقارية أو إيداعها بمطالب التحفيظ المتعلقة بالعقارات المعنية بالعقل‪.‬‬

‫‪ 26‬إسماعيل الصغيري‪ ،‬مستجدات قانون المسطرة الجنائية في حماية الملكية العقارية‪ :‬عقل العقار نموذجا‪ ،‬مغرب القانون‪ 6 ،‬نونبر ‪2021‬‬
‫‪ 02 http://maroclaw.com‬دجنبر ‪ 2023‬الساعة ‪21:05‬‬
‫‪ 27‬رشيد أومالك‪ ،‬عقل العقار آلية لحماية الملكية العقارية الخاصة‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بتطوان‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪ 2020-2019 ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ 28‬الشرقي حراث‪ ،‬الحماية الجنائية للعقار في التشريع المغربي‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬مكتبة الرشاد‪ ،‬سطات‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2019‬ص ‪49‬‬
‫‪13‬‬
‫وبعد صدور القانون ‪ ،32.18‬عمم المحافظ العام على المحافظين على األمالك العقارية مذكرته عدد‬
‫‪ 2019/11‬بتاريخ ‪ 9‬غشت ‪ 2019‬طالبا منهم بموجبها تقييد األوامر المتعلقة بعقل العقارات الصادرة طبقا‬
‫لمقتضيات هذا القانون وإيالءها أقصى درجات العناية والبت فيها بالسرعة المطلوبة‪.‬‬

‫وإذا كان العقل يمنع إيداع التصرفات العقارية بسجالت المحافظة فإن التساؤل يثور حول مدى منعه لمواصلة‬
‫إجراءات التحفيظ بالنسبة لمطالب التحفيظ في ظل سكوت المشرع عن هذه المسألة؟‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬انتزاع حيازة العقار أثناء مسطرة التحفيظ‬

‫يمكن تعريف الحيازة بأنها "سلطة فعلية أو واقعية يباشرها الحائز على الشيء أو على حق عيني أو على‬
‫منقول أو عقار‪ .‬وال يعتد بالحيازة وال يكون لها أثر قانوني إال إذا استجمعت العناصر التالية وهي‪ :‬الهدوء والعلنية‬
‫واالستمرار والخلو من االلتباس"‪.29‬‬

‫للحيازة تعريفا أوسع‪ ،‬حيث اعتبرها السلطة الواقعية أو السيطرة الفعلية على شيء‬ ‫‪30‬‬
‫وقد أعطى بعض الفقه‬
‫منقوال كان أو عقا ار أو على حق عيني مترتب على شيء شريطة أال تكون األعمال التي تنم عن هذه السلطة أو‬
‫السيطرة من قبيل األعمال التي يأتيها شخص على أنها رخصة من المباحات (كما في السير في الشوارع أو التنزه‬
‫في الحدائق أو إيقاف السيارات على جانب الطرقات المسموح وقوف السيارات فيها)‪ ،‬أو التي يحملها الغير على‬
‫سبيل التسامح (كما في تقبل مالك أرض تجاوز أغصان شجر الجار أو جذورهما على هواء أرضه أو على عمقها‪،‬‬
‫أو في سماح المالك لجاره بالمرور في عقاره ألن الطريق المؤدية لعقار هذا الجار معطلة)‪.‬‬

‫ويعتبر شرط الهدوء من أهم مظاهر تحقق الحيازة المكسبة للملك ألنها تجسيد عملي للعنصر المادي في‬
‫الحيازة أال وهو السيطرة الفعلية أو السلطة الواقعية على الشيء‪.‬‬

‫ولذلك‪ ،‬رفض القضاء المغربي االعتداد بحيازة من انتزع أرض الغير بالعنف والتعدي وأجاز سماع دعوى‬
‫االسترداد ضده األمر الذي يعني بداهة عدم إمكان االستناد لمثل هذه الحيازة غير المتصفة بالهدوء في سبيل‬
‫التملك بالتقادم‪.31‬‬

‫وقد أشار المشرع إلى الحيازة االستحقاقية في المادة ‪ 239‬من مدونة الحقوق العينية‪ 32‬واعتبر أنها "تقوم على‬
‫السيطرة الفعلية على الملك بنية اكتسابه"‪ ،‬وأكد على في المادة ‪ 241‬من نفس المدونة على أنها "ال تقوم إذا بنيت‬
‫على عمل غير مشروع"‪.‬‬

‫‪ 29‬محمد محبوبي‪ ،‬أ ساسيات في نظام التحفيظ العقاري والحقوق العينية العقارية وفق المستجدات التشريعية للقانون رقم ‪ 14.07‬والقانون رقم ‪ ،08.39‬طبعة‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.167‬‬
‫‪ 30‬مأمون الكزبري‪ ،‬التحفيظ العقاري والحقوق العينية األصلية والتبعية في ضوء التشريع المغربي‪ ،‬الجزء الثاني‪ :‬الحقوق العينية األصلية والتبعية‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫سنة ‪ 1987‬ص ‪.194‬‬
‫‪ 31‬مامون الكزبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.195‬‬
‫‪ 32‬القانون رقم ‪ 39.08‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.178‬بتاريخ ‪ 22‬نونبر ‪( 2011‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5998‬بتاريخ ‪ 24‬نونبر ‪.)2011‬‬
‫‪14‬‬
‫وبخصوص المدة المعتبرة فيها‪ ،‬فقد نص المشرع في المادة ‪ 250‬من المدونة على أنه "إذا حاز شخص‬
‫أجنبي غير شريك ملكا حيازة مستوفية لشروطها واستمرت دون انقطاع عشر سنوات كاملة والقائم حاضر عالم‬
‫ساكت بال مانع وال عذر فإنه يكتسب بحيازته ملكية العقار"‪.‬‬

‫وفي المادة ‪ 251‬نص المشرع على أن "مدة الحيازة بين األقارب غير الشركاء الذين ليست بينهم عداوة‬
‫أربعين سنة‪ ،‬وعشر سنوات إذا كان فيما بينهم عداوة"‪.‬‬

‫ومن أهم مستجدات مدونة الحقوق العينية في باب آثار الحيازة وعالقتها بمسطرة التحفيظ‪ ،‬نص المشرع في‬
‫المادة ‪ 263‬على أنه "من أثبت أنه يحوز ملكا حيازة مستوفية لشروطها وأدرج مطلبا لتحفيظه يعتبر حائ از حيازة‬
‫قانونية إلى أن يثبت العكس"‪.‬‬

‫ولهذه الغاية‪ ،‬نص الفصل ‪ 13‬من ظهير التحفيظ العقاري على أن طالب التحفيظ عليه أن يبين في طلب‬
‫التحفيظ أنه يحوز كل العقار أو جزءا منه إما مباشرة أو عن طريق الغير‪ ،‬وفيما إذا انتزعت منه الحيازة‪ ،‬يتعين‬
‫عليه بيان الظروف التي تم فيها ذلك‪.‬‬

‫ولعل غاية المشرع في هذا الفصل تكمن في توضيح المراكز القانونية لألطراف قبل بدء عملية التحفيظ‪،‬‬
‫وفي إزالة عبء إثبات الحيازة عن المحافظ باعتباره مؤسسة تسهر على التحفيظ وليس على البت في أو الفصل‬
‫في الحقوق‪.‬‬

‫وفي الفقرة ‪ 3‬من الفصل ‪ 20‬من ظهير التحفيظ العقاري نص المشرع على أن المهندس المساح الطبوغرافي‬
‫المنتدب "يعاين واقع الحيازة ومدتها‪ ،‬ويعاين حالة العقار‪ ،‬كما يباشر غير ذلك من المعاينات وأعمال البحث‬
‫المفيدة"‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد‪ ،‬فإن من األمور التي قد يتعرض لها الحائز للعقار الذي أودع مطلبا لتحفيظه تعرضه‬
‫العتداء ينجم عنه فقدان الحيازة على العقار إما بكيفية كلية أو جزئية‪.‬‬

‫ومن هنا يظهر الدور الذي تلعبه مؤسسة النيابة العامة في حماية الحيازة العقارية لحظة وقوع االعتداء‪ .‬وهذا‬
‫التدخل يشترط فيه أوال وجود اعتداء على الحيازة بعد تنفيذ حكم قضائي‪ ،‬طبقا لما ورد في الفصل ‪ 570‬من القانون‬
‫الجنائي‪ ،‬سواء صدر في دعوى مدنية كدعوى استرداد الحيازة‪ ،‬أو في دعوى جنائية قضى فيها بإرجاع الحالة إلى‬
‫ما كانت عليه ‪ ،‬أي أن يقع هذا االعتداء على الحيازة إما خلسة أو بواسطة تدليس مع توافر القصد الجنائي في‬
‫هذا االعتداء‪ ،‬أي ضرورة اتجاه إرادة ونية المعتدي الى االعتداء على حيازة الغير‪.33‬‬

‫وثانيا أن يقع اإلدالء بمحضر التنفيذ من أجل حماية المتضرر من االعتداء‪.‬‬

‫‪ 33‬محمد بادن‪ ،‬مدى اختصاص النيابة العامة بمنازعات الحيازة على ضوء قانون المسطرة الجنائية الجديد‪ ،‬مقال منشور بمجلة المناظرة‪ ،‬العدد ‪ 9‬سنة ‪،2004‬‬
‫ص ‪.96‬‬

‫‪15‬‬
‫وال يقتصر تدخل النيابة العامة على مهمة الزجر بل يمكن أن يكتسي هذا التدخل طابع التوفيق بين األطراف‬
‫وتحقيق الصلح بخصوص جريمة انتزاع حيازة العقار طبقا للفصل ‪ 41‬من قانون المسطرة الجنائية الذي أجاز‬
‫لوكيل الملك بصفة شخصية أو بناء على طلب القيام بحل النزاعات قبل إقامة الدعوى العمومية وكلما تعلق األمر‬
‫بجريمة يعاقب عليها بسنتين حبسا أو بغرامة ال يتجاوز حدها األقصى ‪ 5000‬درهم‪ ،‬وتدوين ذلك في محضر‪.‬‬

‫غير أن تدخل مؤسسة النيابة العامة في شخص وكيل الملك أو الوكيل العام للملك طبقا للفصلين ‪ 40‬و‪49‬‬
‫من قانون المسطرة الجنائية إلرجاع الحالة إ لى ما كانت عليه بناء على حكم قضائي‪ ،‬يبقى ذا طابع احترازي‬
‫ومؤقت ومرهونا بمصادقة المحكمة عليه أو هيئة التحقيق المختصة داخل أجل ال يتعدى ثالثة أيام‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬يبقى دور مؤسسة النيابة العامة في حماية الحيازة العقارية محتشما مقارنة مع التشريع الفرنسي‬
‫أو المصري الذي يخول لهذا الجهاز صالحيات أوسع متى ثبت لديه باألدلة الكافية جدية االتهام‪.34‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬تدخل النيابة العامة في حالة تزوير المحررات ووثائق الملكية‬

‫نص ظهير التحفيظ العقاري على مجموعة من الشكليات التي تنظم تقديم مطلب التحفيظ‪ ،‬ومن أهمها ما‬
‫أشار إليه الفصل ‪ 14‬من أصول أو نسخ رسمية للرسوم والعقود والوثائق التي من شأنها أن تعرف بحق الملكية‬
‫وبالحقوق العينية المترتبة على الملك‪ .‬ولعل الغاية من هذه الوثائق هي تحقيق ما سماه المشرع في الفصل ‪13‬‬
‫من ظهير التحفيظ العقاري ببيان أصل التملك‪.‬‬

‫وما يسري على طالب التحفيظ يسري على المتعرض‪ ،‬سواء قدم تعرضه داخل أجل شهرين من تاريخ نشر‬
‫أو خارج هذا األجل‪ ،‬في إطار‬ ‫‪35‬‬
‫اإلعالن عن انتهاء التحديد الذي نظمه الفصل ‪ 25‬من ظهير التحفيظ العقاري‬
‫ما يعرف بالتعرض االستثنائي الذي تناوله المشرع من خالل الفصل ‪ 29‬من ظهير التحفيظ العقاري‪.36‬‬

‫وقد يحدث أن يتم اإلدالء‪ ،‬سواء من طرف طالب التحفيظ أو المتعرض‪ ،‬بوثائق أو محررات مزورة الدعاء‬
‫الملكية أو أحد الحقوق العينية‪ .‬وقد أحاطها المشرع الجنائي هذه المرحلة "بمجموعة من الضمانات من بينها‬

‫‪ 34‬طيب محمد عمر‪ ،‬إرجاع الحالة إلى ما كانت عليه في قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬مقال منشور في مجلة البحوث‪ ،‬العدد األول‪ ،‬ص ‪. 61‬‬
‫‪35‬ينص الفصل ‪ 25‬من ظهير التحفيظ العقاري على تقدم التعرضات عن طريق تصريح كتابي أو شفوي إما للمحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬وإما للمهندس‬
‫المساح الطبغرافي المنتدب أثناء إجراء التحديد‪ .‬تضمن التصريحات الشفوية للمتعرض‪ ،‬بحضوره في محضر يحرر في نسختين تسلم إليه إحداهما‪.‬‬
‫إن التصريحات والرسائل المحررة للغرض المشار إليه سابقا يجب أن تبين فيها هوية المتعرض‪ ،‬حالته المدنية‪ ،‬عنوانه الحقيقي أو المختار‪ ،‬اسم الملك‪ ،‬رقم‬
‫مطلب التحفيظ‪ ،‬طبيعة ومدى الحق موضوع النزاع‪ ،‬بيان السندات والوثائق المدعمة للطلب‪ .‬يجب على المتعرضين أن يودعوا السندات والوثائق المثبتة‬
‫لهويتهم والمدعمة لتعرضهم ويؤدوا الرسوم القضائية وحقوق المرافعة أو يدلوا بما يفيد حصولهم على المساعدة القضائية وذلك قبل انصرام الشهر الموالي‬
‫النتهاء أجل التعرض‪ .‬يمكن أن تسلم لطالبي التحفيظ والمتدخلين في المسطرة‪ ،‬بطلب منهم‪ ،‬صور شمسية للوثائق المدلى بها من طرف المتعرضين‪.‬‬
‫يقوم المحافظ على األمالك العقارية بتضمين التعرضات المقدمة وفق الشروط المنصوص عليها أعاله في سجل خاص يدعى "سجل التعرضات‪ ".‬إذا كان‬
‫التعرض ال يتعلق إال بجزء من العقار لم يتيسر تحديده بكيفية صحيحة أثناء إجراء عملية التحديد حسبما هو منصوص عليه في الفصل ‪ 20‬تباشر هذه العملية‬
‫على نفقة المتعرض‪ .‬إذا تعذر تحديد الجزء محل النزاع‪ ،‬فإن المحافظ على األمالك العقارية يحيل المطلب على المحكمة االبتدائية‪ ،‬ويمكن للقاضي المقرر‬
‫الذي أحيل عليه الملف أن ينجز هذا التحديد طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 34‬من هذا القانون‪.‬‬
‫‪36‬بعد انصرام األجل المحدد في الفصل ‪ 27‬أعاله يمكن أن يقبل التعرض بصفة استثنائية من طرف المحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬ولو لم يرد على مطلب‬
‫التحفيظ أي تعرض سابق‪ ،‬شريطة أال يكون الملف قد وجه إلى المحكمة االبتدائية‪.‬‬
‫يتعين على المتعرض أن يدلي للمحافظ على األمالك العقارية بالوثائق المبينة لألسباب التي منعته من تقديم تعرضه داخل األجل‪ ،‬وبالعقود والوثائق المدعمة‬
‫لتعرضه‪ .‬كما يتعين عليه أن يؤدي الرسوم القضائية وحقوق المرافعة أو يثبت حصوله على المساعدة القضائية‪.‬‬
‫يكون قرار المحافظ على األمالك العقارية برفض التعرض غير قابل للطعن القضائية‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫الضمان الجنائي من خالل جريمة التزوير‪ ،‬حيث نجده وضع عقوبات لزجر مقترفيها حماية للحقوق من جهة‪،‬‬
‫وحماية للثقة الموضوعة لدى الجهات القانونية المكلفة بتحرير تلك المحررات‪ ،‬والسيما في خلق األمن العقاري"‪.37‬‬

‫تناول المشرع الجنائي جريمة تزوير المحررات في الفصول ‪ 351‬إلى ‪ 367‬من مجموعة القانون الجنائي‪،‬‬
‫وعرف التزوير في األوراق بأنه "تغيير الحقيقة فيها بسوء نية‪ ،‬تغيي ار من شأنه أن يسبب ضر ار متى وقع في محرر‬
‫بإحدى الوسائل المنصوص عليها في القانون"‪.‬‬

‫وتختلف عقوبة التزوير في المحررات بحسب طبيعة مرتكبيها وبحسب ما إذا كانت المحررات رسمية أو‬
‫عرفية‪.‬‬

‫وتبعا لذلك‪ ،‬فإن تزوير المحررات الرسمية من قبل الموظفين أو الجهات المخول لها تحرير العقود الرسمية‬
‫تضم عقوبات سالبة للحرية وأخرى مالية تتراوح ما بين ‪ 100.000‬إلى ‪ 200.000‬درهم‪ ،‬لكل قاضي أو موظف‬
‫عمومي أو موثق أو عدل ارتكب أثناء قيامه بعمله تزوي ار بإحدى الطرق المحددة قانونا في الفصلين ‪ 352‬و‪.353‬‬
‫وقد ذهب المشرع الجنائي إلى توحيد العقوبة بين تزوير المحررات الرسمية والمحررات ثابتة التاريخ التي يقوم بها‬
‫المحامون المقبولون للترافع أمام محكمة النقض‪.‬‬
‫أما بخصوص المحررات العرفية فقد قرر المشرع بشأنها عقوبة تتراوح ما بين سنة وخمس سنوات‪ ،‬وغرامة‬
‫من مائتين وخمسين إلى ألفي درهم‪ ،‬باإلضافة إلى تخويل القاضي صالحية إضافة بعض العقوبات على العقوبة‬
‫األصلية‪.‬‬
‫ومن جهته‪ ،‬أكد المشرع على تجريم ومعاقبة مرتكبي التزوير في قانون التحفيظ العقاري بخصوص المحررات‬
‫التي يتم استعمالها في مسطرة التحفيظ أو في العمليات الالحقة لتأسيس الرسم العقاري‪ ،‬ونص الفصل ‪ 104‬على‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫"تطبق أحكام القانون الجنائي على من‪:‬‬

‫‪-1‬يقوم عن علم وبقصد جلب ربح غير مشروع لشخص آخر‪ ،‬بتزوير أو تزييف أو تحريف الرسوم العقارية‬
‫أو نظائرها أو القوائم أو الشهادات التي سلمها المحافظ على األمالك العقارية طبقا لمقتضيات هذا القانون‪ ،‬أو‬
‫يستعمل مستندات مزورة أو مزيفة أو محرفة على الكيفية المذكورة؛‬
‫‪ -2‬يقترف زو ار في المحررات المقدمة بقصد التقييد أو التشطيب‪ ،‬إما بتزييف أو تحريف كتابات أو توقيعات‪،‬‬
‫وإما بخلق أشخاص وهميين أو باصطناع اتفاقات أو تصرفات أو إبراءات‪ ،‬أو أدرج ذلك في تلك السندات بعد‬
‫تحريرها بإضافة أو تزييف شروط أو تصريحات أو وقائع كان غرض تلك المحررات أن تثبتها‪.‬‬
‫وغني عن البيان‪ ،‬أن قصد المشرع الجنائي والمشرع في قانون التحفيظ العقاري هو تحصين الملكية العقارية‬
‫سواء أثناء سريان مسطرة التحفيظ أو حتى بعد إسناد الرسم العقاري تحقيقا لألمن العقاري الذي هو أساس كل‬
‫تنمية اقتصادية واستقرار اجتماعي‪ ،‬ويعتبر دور النيابة العامة جوهريا على هذا المستوى من خالل تحريك الدعوى‬

‫‪ 37‬إبراهيم بعلي‪ ،‬تدخل النيابة العامة في قضايا التحفيظ العقاري المستمد من القانون الجنائي‪ ،‬ماستر العقار والتعمير‪ ،‬كلية الحقوق بالسويسي‪ ،‬الرباط‪ .‬موقع‬
‫‪ 03 http://droitfonc.com‬دجنبر ‪15:15 2023‬‬
‫‪17‬‬
‫العمومية لردع هذه التصرفات سواء بطلب من المحافظ على األمالك العقارية أو من طالب التحفيظ أو المتعرض‬
‫أو من له مصلحة في ذلك‪.‬‬
‫ومن نافلة القول أن جريمة التزوير كما عرفها المشرع الجنائي قد تصدر عن األشخاص العاديين كما قد‬
‫تصدر عن المحافظ نفسه أو المهندس المساح أثناء إعداد محضر التحديد أو أي جهة أخرى لها عالقة بمسطرة‬
‫التحفيظ‪.‬‬
‫ولهذه الغاية‪ ،‬كان المشرع في التعديل األخير الذي مس ظهير التحفيظ العقاري أكثر صرامة حين عاقب‬
‫أفعاال ال ترقى إلى درجة التزوير ولكنها تؤثر في السير العادي لمسطرة التحفيظ وتضر بمصالح المالك كالتعرض‬
‫التعسفي والتقييد االحتياطي التعسفي‪.‬‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬تدخل النيابة في حالة إهانة من يقوم بعملية التحديد واالعتداء عليه‬

‫بالنظر إلى األهمية المتزايدة التي يحظى بها العقار وعالقته بالثروة‪ ،‬فإن ميادين االصطدام بين األفراد‬
‫تتعدد واجهاتها بتعدد المساطر التي وضعها المشرع من أجل تحصين الملكية العقارية‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬تعتبر عملية التحديد إحدى المراحل التي قد يتعرض خاللها المهندس المساح ممثل‬
‫المحافظ على األمالك العقارية في عملية التحديد‪ ،‬لإلهانة أو االعتداء وهو األمر الذي قد ينعكس سلبا على‬
‫إجراء هذه العملية التقنية والقانونية وقد يحرم طالب التحفيظ من متابعة إجراءات تحفيظ ملكيته العقارية‪.‬‬
‫وبالنظر أيضا إلى المفهوم الواسع الذي يضعه المشرع للموظف العمومي في الفصل ‪ 224‬من القانون‬
‫الجنائي باعتباره كل شخص كيفما كانت صفته‪ ،‬يعهد إليه في حدود معينة‪ ،‬بمباشرة وظيفة أو مهمة ولو مؤقتة‪،‬‬
‫بأجر أو بدون أجر‪ ،‬ويساهم بذلك في خدمة الدولة‪ ،‬أو المصالح العمومية أو الهيئات البلدية‪ ،‬أو المؤسسات‬
‫العمومية‪ ،‬أو مصلحة ذات نفع عام‪ ،‬فإن مستخدمي الوكالة الوطنية للمحافظة على األمالك العقارية والمسح‬
‫العقاري والخرائطية يعتبرون موظفون عموميون بمفهوم القانون الجنائي ويخضعون بالتالي للحماية المقررة لهم‬
‫في هذا القانون إسوة بغيرهم‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد‪ ،‬فإن الفقرة األولى من الفصل ‪ 263‬من القانون الجنائي تنص على أنه "يعاقب بالحبس‬
‫من شهر إلى سنة وغرامة من ‪ 250‬إلى ‪ 5000‬درهم من أهان أحدا من رجال القضاء أو من الموظفين العموميين‬
‫أو من رؤساء أو رجال القوة العامة أثناء قيامهم بوظائفهم‪ ،‬أو بسبب قيامهم بها بأقوال أو إشارات أو تهديدات أو‬
‫إرسال أشياء أو وضعها أو بكتابة رسوم غير علنية وذلك بقصد المساس بشرفهم أو بشعورهم أو االحترام الواجب‬
‫لسلطتهم"‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس‪ ،‬فإن تدخل النيابة العامة أثناء مسطرة التحفيظ بغاية حماية الموظف المكلف بالمسطرة‬
‫سواء كان محافظا أو مساحا طبوغرافيا أثناء مزاولتهم لمهامهم اإلدارية يكون متصو ار في الحالة التي يتعرض فيها‬

‫‪18‬‬
‫هذا الموظف لالعتداء أو اإلهانة‪ ،‬سواء صدرت من طرف طالب التحفيظ أو المتعرض أو غيرهما‪ ،‬وذلك بمجرد‬
‫توصلها بشكاية في الموضوع حيث تتولى تحريك المتابعة في حق المخالفين‪.‬‬
‫ويعتبر تدخل النيابة العامة على هذا المستوى ذا بعدين‪ ،‬فهو من جهة يحافظ على النظام العام وصيرورة‬
‫المرفق العمومي‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬يحقق الحماية الالزمة للملكية العقارية في الحالة التي يكون فيها طموح‬
‫المخالف هو عرقلة المسطرة من خالل منع التحديد أو تأخيره أو تغيير معالمه‪.‬‬

‫ومن المعلوم أن العقوبة المشار إليها سالفا تتضاعف إذا تم ارتكاب عنف أو إيذاء ضد أحد الموظفين‬
‫العموميين أو رؤساء أو أفراد القوة العمومية لترتفع من ‪ 3‬أشهر إلى سنتين‪.‬‬

‫وإذا ترتب عن العنف إراقة دم أو جرح أو مرض أو إذا ارتكب مع سبق اإلصرار أو الترصد فإن العقوبة‬
‫الحبسية تصير من سنتين إلى خمس سنوات‪.‬‬

‫وإذا ترتب عن العنف قلع أو بتر أو حرمان من استعمال عضو أو عمى أو عور أو أي عاهة مستديمة فإن‬
‫العقوبة تكون السجن من ‪ 10‬إلى ‪ 20‬سنة‪ ،‬أما إذا ترتب عن العنف الموت دون نية إحداثه فإن العقوبة السجنية‬
‫تصير من ‪ 20‬إلى ‪ 30‬سنة‪ ،‬وإذا تعلق األمر بالقتل العمد فإن العقوبة تصل إلى اإلعدام‪.‬‬

‫وهكذا يتبين أن القانون الجنائي وفر الحماية الالزمة سواء للمحافظ على األمالك العقارية أو المهندس‬
‫المساح الطبوغرافي أثناء القيام بعملية التحديد‪ ،‬وهو امتياز يتولى تحقيقه مؤسسة النيابة العامة بما لها من سلطة‬
‫في الحفاظ على النظام العام‪.‬‬

‫وبعد استعراض أوجه الحماية القضائية التي توفرها مؤسسة النيابة العامة من خالل الدعوى العمومية‪ ،‬يثور‬
‫التساؤل عن مظاهر هذه الحماية من خالل الدعوى المدنية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تدخل مؤسسة النيابة العامة لحماية الملكية العقارية من خالل الدعوى المدنية‬

‫ال تقف الحماية القضائية التي تمارسها مؤسسة النيابة العامة في صيانة الملكية العقارية أثناء مسطرة التحفيظ‬
‫عند حدود تحريك الدعوى العمومية وممارستها باعتبارها من أهم تجليات دور هذه المؤسسة في حماية المجتمع‬
‫وما يسمى بالحق العام‪ ،‬بل تمتد لتشمل القضايا المدنية ومنها قضايا التحفيظ العقاري إما بوصفها طرفا رئيسيا أو‬
‫طرفا منضما‪ ،‬وذلك بهدف حماية مصالح القاصرين ومصالح الدولة والمؤسسات العمومية‪.‬‬

‫وطبقا للفصلين ‪ 8‬و‪ 9‬من قانون المسطرة المدنية فإن النيابة العامة تتدخل في القضايا المدنية من أجل‬
‫اإلدالء برأيها لمصلحة القانون والعدالة‪ ،‬وتعتبر قضايا التحفيظ نسخة طبق األصل من القضايا المدنية ويجد‬
‫تدخلها فيها سنده في هذه الدعاوى األخيرة‪.38‬‬

‫أنس الشتيوي‪ ،‬ازدواجية دور النيابة العامة في المادة المدنية وإشكاالته العملية‪ ،‬بحث نهاية تكوين الملحقين القضائيين‪ ،‬السنة ‪ ،2017-2015‬ص ‪12‬‬ ‫‪38‬‬

‫‪19‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تدخل النيابة العامة كطرف منضم‬

‫ينص الفصل ‪ 8‬من قانون المسطرة المدنية على أن النيابة العامة "تتدخل كطرف منضم في جميع القضايا‬
‫التي يأمر القانون بتبليغها إليها‪ ،‬وكذا في الحاالت التي تطلب النيابة العامة التدخل فيها بعد اطالعها على الملف‪،‬‬
‫أو عندما تحال عليها القضية تلقائيا من طرف القاضي‪ .‬وال يحق لها في هذه األحوال استعمال أي طريق للطعن"‪.‬‬

‫وبمفهوم هذا الفصل فإن النيابة العامة تتدخل إما إراديا أو بناء على إحالة من المحكمة‪ .‬وتدخلها اإلرادي‬
‫تستمده من صفتها كممثل للحق العام وبناء على سلطتها التقديرية التي ال ينازعها فيها أحد ولو بحجة عدم‬
‫االختصاص‪ ، 39‬أما في حالة اإلحالة فإنها تدلي برأيها من موقع المدافع عن المصلحة العامة واألخالق الحميدة‬
‫بناء على تقديرها لمعطيات الملف دون أن يكون عدم جوابها سببا للطعن في الحكم‪ ،‬مع تسجيل اختالف بين آراء‬
‫الفقهاء حول مدى إلزامية التدخل في حالة اإلحالة بين قائل بوجوبه وبين قائل باختياريته‪.‬‬

‫وبخصوص موقع قضايا التحفيظ من هذا الموضوع‪ ،‬فإن مقتضيات الفصل ‪ 37‬من ظهير التحفيظ العقاري‬
‫تخول هذه اإلمكانية للنيابة العامة في المرحلة االبتدائية للدعوى "إن اقتضى الحال" لإلدالء بمستنتجاتها إما في‬
‫الحين أو بعد المداولة‪ .‬وهو المنوال الذي سار عليه المشرع خالل المرحلة االستئنافية من خالل الفصل ‪ 45‬من‬
‫ظهير التحفيظ العقاري الذي أجاز للنيابة العامة تقديم مستنتجاتها في المرحلة االستئنافية للدعوى‪ .‬وال تكون ملزمة‬
‫باإلدالء بهذه المستنتجات سواء كانت كتابية أو شفوية أو بحضور الجلسة ماعدا إذا نص القانون على خالف‬
‫ذلك كما هو الشأن بالنسبة للفصل ‪ 10‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫واعتبا ار ذلك‪ ،‬فإن المشرع لم يخول للنيابة العامة إمكانية الطعن في الحكم مادامت تفتقد صبغة الطرف‬
‫الخصم بشكل صريح‪.‬‬

‫ومن الناحية العملية‪ ،‬تباين أداء مؤسسة النيابة العامة بالصفة االختيارية بين من يلتمس تطبيق القانون وبين‬
‫من يؤسس تدخله بشكل قانوني كامل يحوله من طرف غير خصم إلى طرف خصم‪.40‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تدخل النيابة العامة كطرف أصلي‬

‫نص الفصل ‪ 8‬من قانون المسطرة المدنية على الحاالت التي تكون فيها النيابة العامة ملزمة بالتدخل في‬
‫جميع القضايا التي يأمر القانون بتبليغها إليها‪.‬‬

‫وأورد الفصل ‪ 9‬من قانون المسطرة المدنية القضايا التي يلزم تبليغها للنيابة العامة‪ ،‬وهي القضايا المتعلقة‬
‫بالنظام العام والدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية والهبات والوصايا لفائدة المؤسسات الخيرية‬

‫‪ 39‬حكيم عتو‪ ،‬الدور االجرائي للنيابة العامة في قضايا التحفيظ العقاري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص تخصص العقار والتنمية‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي بطنجة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2013-2012‬ص ‪.60‬‬
‫‪ 40‬أمين برفود‪ ،‬دور النيابة العامة في حماية الملكية العقارية‪ ،‬سلسلة أبحاث قانونية جامعية معمقة‪ ،‬العدد ‪ ،14‬موقع العدالة‬
‫المغربية ‪ 5 www.justicemaroc.com‬دجنبر ‪20:58 ،2023‬‬
‫‪20‬‬
‫وممتلكات األحباس واألراضي الجماعية‪ ،‬والقضايا المتعلقة باألسرة‪ ،‬والقضايا المتعلقة بفاقدي األهلية‪ ،‬وتلك التي‬
‫تتعلق باألشخاص المفترضة غيبتهم ‪ ،‬والقضايا التي تتعلق بعدم االختصاص النوعي‪ ،‬وقضايا تنازع االختصاص‬
‫وتجريح القضاة واإلحالة بسبب القرابة أو المصاهرة ومخاصمة القضاة‪ ،‬وقضايا الزور الفرعي‪.‬‬

‫وتدلي النيابة العامة لزوما بمستنتجاتها سواء كانت كتابية أو شفوية ومن حقها طلب تأخير الجلسة من أجل‬
‫الجواب‪ ،‬ويترتب عن هذا اإللزام إمكانية الطعن ضد الحكم االبتدائي أو القرار االستئنافي‪.‬‬

‫وإذا أردنا إسقاط هذه الصورة على قضايا التحفيظ العقاري فإن الصيغة التي استعملها المشرع‪ ،‬سواء في‬
‫الفصل ‪ 37‬أو الفصل ‪ 45‬من ظهير التحفيظ العقاري والتي تحيل على االختيار بعبارة "إن اقتضى الحال ذلك"‪،‬‬
‫تدفع إلى التساؤل عن مدى وجود تعارض بين مقتضيات ظهير التحفيظ العقاري ومضمون الفصل ‪ 9‬من قانون‬
‫المسطرة المدنية‪.‬‬

‫إذا كان الرأي الفقهي قد دخل في سجال بين قائل بضرورة تطبيق مقتضيات الفصل ‪ 9‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية في قضايا التحفيظ العقاري وبين من يقول عكس ذلك‪ ،‬فإن العمل القضائي بالمغرب‪ ،‬وعلى رأسه قضاء‬
‫محكمة النقض استقر على ضرورة تطبيق مقتضيات الفصل ‪ 9‬في نزاعات التحفيظ العقاري متى كانت الدولة‬
‫طرفا في النزاع‪ ،‬أي طالبة للتحفيظ أو متعرضة‪ ،‬وتكون إحالة الملف من طرف المحكمة على النيابة العامة قصد‬
‫اإلدالء بمستنتجاتها أو تالوتها إجباريا تحت طائلة نقض القرار‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد‪ ،‬استقر العمل القضائي لمحكمة النقض على إلغاء ونقض الق اررات القضائية التي ال تتقيد‬
‫بهذه النقطة القانونية‪ .‬وللتدليل على ذلك‪ ،‬نورد قرار محكمة النقض عدد ‪ 3829‬الصادر بتاريخ ‪ 13‬شتنبر ‪2022‬‬
‫في الملف المدني رقم ‪ 2009/1/1/4859‬الذي أشارت قاعدته إلى ما يلي‪:41‬‬

‫"إذا كان الفصل ‪ 37‬من قانون التحفيظ العقاري ينص على تقديم النيابة العامة لمستنتجاتها إن اقتضى الحال‬
‫ذلك‪ ،‬فإن مقتضيات الفصل ‪ 9‬من قانون المسطرة المدنية تحصر هذه الحاالت‪ ،‬كما توجب من جهة ثانية‬
‫التنصيص في الحكم الصا در بعد اإلحالة على النيابة العامة على إيداع مستنتجاتها أو تالوتها وإال كان باطال‪،‬‬
‫فإن خلو الحكم المستأنف من ذلك يجعله باطال بنص القانون"‪.‬‬

‫عن محكمة النقض عدد ‪ 8/262‬بتاريخ ‪ 7‬ماي ‪ 2013‬في الملف المدني‬ ‫‪42‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬صدر قرار‬
‫رقم ‪( 2012/8/1/4499‬قضية تحفيظ) الذي عاب على القرار االستئنافي ليس فقط إبطال الحكم االبتدائي لعلة‬
‫عدم إحالة الملف إلى النيابة العامة من طرف المحكمة المصدرة له بل كان يتعين عليها "إرجاع الملف إليها (أي‬
‫المحكمة االبتدائية) للقيام بهذا اإلجراء وليس التصدي للبت في الدعوى‪ ،‬األمر الذي يشكل خرقا لمقتضيات‬
‫الفصلين المذكورين (المقصود الفصلين ‪ 369‬و‪ 9‬من قانون المسطرة المدنية) ويكون بالتالي القرار المطعون فيه‬
‫معرضا للنقض واإلبطال"‪.‬‬

‫‪ 41‬مجلة ملفات عقارية‪ ،‬عدد ‪ ،2012 ،1‬التحفيظ العقاري‪ ،‬الصفحة ‪.69‬‬


‫‪ 42‬قرار غير منشور‬
‫‪21‬‬
‫إن توجه محكمة النقض ال يتسامح مطلقا مع خرق مقتضيات الفصل ‪ 9‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬وذهب‬
‫في قضية أخرى تتعلق بأهلية الدولة لإلرث إلى اعتبار تضمين محضر الجلسة ما يفيد إحالة الملف من طرف‬
‫المحكمة على النيابة العامة وإدالءها بمستنتجاتها ليس كافيا بل يجب أن يتضمن الحكم نفسه ما يفيد القيام بهذا‬
‫عدد ‪ 2/722‬الصادر بتاريخ ‪ 19‬نونبر‬ ‫‪43‬‬
‫اإلجراء تحت طائلة نقض القرار االستئنافي‪ ،‬ويتعلق األمر بالقرار‬
‫‪ 2019‬في الملف المدني رقم ‪ 2018/2/1/6877‬الذي ورد به ما يلي‪:‬‬

‫"حقا‪ ،‬حيث ردت المحكمة دفع الطاعنة المبني على خرق الحكم االبتدائي للفصل ‪ 9‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية بعدم اإلشارة فيه إلى إيداع مستنتجات النيابة العامة بالتعليل الوارد في االنتقاد‪ ،‬في حين أن العبرة بشأن‬
‫ما ينص عليه الفصل ‪ 9‬من ق م م من ضرورة اإلشارة في الحكم إلى إيداع النيابة العامة لمستنتجاتها أو تالوتها‬
‫بالجلسة تحت طائلة البطالن‪ ،‬بما يضمن بالحكم‪ ،‬وليس بما يرد بمحضر الجلسة المعد من طرف كاتب الضبط‪،‬‬
‫الذي إنما يضبط واقعة وجود المستنتجات وهي غير مدار النزاع‪ ،‬مما كان معه تعليل القرار فاسدا‪ ،‬مرتك از على‬
‫خرق الفصل ‪ 9‬من ق م م‪ ،‬وعرضة للنقض"‪.‬‬

‫أما بخصوص القضايا المعروضة على محكمة النقض فإن تدخل النيابة العامة فيها يكتسي صبغة اإللزام‬
‫المطلق وليس فيه أي استثناء اعتبا ار لمصلحة القانون والعدالة‪.‬‬

‫وفي األخير‪ ،‬تبقى اإلشارة إلى أن النيابة العامة تتدخل بصفتها طرفا رئيسيا في نزاع التحفيظ حين تعمل‬
‫مقتضيات الفصل ‪ 26‬من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬أي حين تقدم تعرضها باسم المحجورين والغائبين والمفقودين‬
‫وغير الحاضرين ‪ ،‬وفي هذه الحالة تمارس دورها كامال باعتبارها خصما يدلي بدلوه دفاعا عن مصلحة من ينوب‬
‫عنه ويعزز رأيه بالحجج واألدلة وباقي الوثائق الداعمة‪.‬‬

‫قرار غير منشور‬ ‫‪43‬‬

‫‪22‬‬
‫خاتمة‬

‫من خالل المسح الذي تم القيام به لتدخل مؤسسة النيابة العامة من أجل حماية الملكية العقارية أثناء مسطرة‬
‫التحفيظ‪ ،‬بطابعيه اإلداري والقضائي‪ ،‬يتضح بأن المشرع سن عدة قواعد قانونية‪ ،‬سواء في ظهير التحفيظ العقاري‬
‫أو في نصوص قانونية موضوعية وإجرائية أخرى‪ ،‬توخى من ورائها حماية الملكية العقارية وتبويئها المكانة‬
‫الدستورية التي تستحقها في التشريع الوطني وفي القانون الدولي‪.‬‬

‫على ظهير التحفيظ العقاري بموجب التعديل الذي ط أر عليه بموجب القانون‬ ‫‪44‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فقد آخذ البعض‬
‫‪ 14.07‬أنه نكص على عقبيه لما ألغى مؤسسة التعرض خارج األجل الذي كان يتم أمام وكيل الملك بالمحكمة‬
‫االبتدائية بعد إحالة ملف مطلب التحفيظ من المحافظ على األمالك العقارية إلى القضاء من أجل البت في‬
‫التعرض أو التعرضات المسجلة قبل هذه اإلحالة‪.‬‬

‫وبعيدا عن هذا السجال الذي يتأرجح ما بين معارض ومؤيد للتعديل في جزئيته هذه‪ ،‬وبالنظر إلى التطور‬
‫التاريخي الذي عرفه الفصل ‪ 29‬من ظهير التحفيظ العقاري من خالل مرحلة ما قبل ‪ ،1954‬حيث كان وكيل‬
‫الملك ال يقبل التعرض فقط وإنما يفتح آجاال جديدة لقبول التعرضات‪ ،‬ومرحلة ما بين ‪ 1954‬و‪ 2011‬حيث كان‬
‫يتولى قبول التعرض وملف مطلب التحفيظ معروض على هيئة الحكم وربما استنفذ جميع مراحل بحث وتحقيق‬
‫الدعوى مما كان يفضي إلى تأخير البت القضائي في ا‬
‫نزع التحفيظ‪ ،‬ومرحلة ما بعد ‪ 2011‬التي تميزت بإلغاء‬
‫المشرع لهذا المقتضى‪ ،‬يمكن القول بأن المش رع لم يكن يتمتع بحرية كاملة إلرضاء جميع اآلراء‪ ،‬ألنه كان بين‬
‫مطرقة المشاكل التي تنجم عن تخويل مؤسسة النيابة العامة هذا الحق وعلى رأسها تأخير بت القضاء في نزاع‬
‫التحفيظ بل وتأخير مسطرة التحفيظ ككل وفتح الباب أمام التعرضات الكيدية‪ ،‬وسنداد تقليص آجال مسطرة التحفيظ‬
‫وتجويدها وعقلنة إجراءاتها اإلدارية والقضائية دون المس بالمكتسبات ذات الصلة بحماية الملكية العقارية‪.‬‬

‫وفي رأينا المتواضع فإن حماية الملكية العقارية أثناء مسطرة التحفيظ ال تتوقف على تخويل وكيل الملك‬
‫صالحية قبول التعرض خالل المرحلة القضائية من عدمه‪ ،‬وإنما في الضمانات القانونية األخرى التي جاء بها‬
‫استرتيجية كبرى تتجلى في توفير‬
‫ا‬ ‫ظهير التحفيظ العقاري برمته‪ ،‬مع تسجيل رغبة المشرع في االستجابة لمتطلبات‬
‫أكبر رصيد عقاري مطهر يمكن أن يكون صالحا للتعبئة في المشاريع ذات النفع العام‪ ،‬وفي تحقيق األمن العقاري‬
‫الذي من مرتكزاته تحفيظ الملكية العقارية‪ ،‬وذلك من خالل إشاعة ثقافة التحفيظ لدى عموم الناس ودفعهم إلى‬
‫اإلقبال على عملية التحفيظ‪ ،‬وما كان باإلمكان بلوغ هذه األهداف دون تقديم ضمانات جديدة لها عالقة بآجال‬
‫المسطرة وفعاليتها‪.‬‬

‫‪ 44‬محمد خيري‪ ،‬مستجدات قضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي "المساطر اإلدارية والقضائية"‪ ،‬منشورات المعارف‪ ،2013 ،‬ص ‪.227‬‬
‫‪23‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬ظلت بعض المقتضيات القانونية تواجه إشكاالت عملية ال بد من إعادة النظر فيها‪ ،‬من قبيل‬
‫تفعيل مقتضيات الفصل ‪ 20‬من ظهير التحفيظ العقاري في الجانب المتعلق بتدخل النيابة العامة ومن له الصفة‬
‫في طلب هذا التدخل‪ ،‬وما هي حدود هذا التدخل مقارنة مثال مع مقتضيات الفصل ‪ 23‬التي تعتبر مطلب التحفيظ‬
‫الغيا متى تعذر تحديده لمرتين متتاليتين بسبب نزاع حول الملك‪.‬‬

‫وبخصوص المقتضيات التي تنظم تدخل مؤسسة النيابة العامة سواء للتعرض أو لتقييد حقوق القاصرين‬
‫والمحجورين فإن توضيحها بالتنصيص على هذه اإلمكانية أثناء مسطرة التحفيظ وقبل تأسيس الرسم العقاري في‬
‫الجانب المتعلق بتقييد هذه الحقوق يبقى ضروريا رفعا لكل التباس مادام الفرع يتبع األصل‪.‬‬

‫وهو األمر نفسه الذي يسري على تدخل مؤسسة النيابة العامة كمحل للمخابرة في عالقته بالمحافظ على‬
‫األمالك العقارية‪ ،‬حيث يطرح التساؤل عن جدوى هذا اإلجراء في الحالة التي ال يتم فيها اإلدالء بالوثائق المؤيدة‬
‫ومدى قدرة المحافظ على إلغاء مطلب التحفيظ لهذا السبب من عدمه‪.‬‬

‫وعموما‪ ،‬يبقى إجراء العقل الذي كرسه المشرع المغربي من خالل تعديل بعض فصول المسطرة الجنائية‬
‫أهم مكسب تم تحقيقه في مجال حماية الملكية العقارية بالمغرب‪ ،‬إضافة إلى مؤسسات أخرى كالتعرض الكيدي‬
‫والتقييد االحتياطي التعسفي‪ ،‬موازاة مع إضفاء طابع الرسمية على التصرفات التي لها عالقة بنقل الملكية العقارية‬
‫أو بإنشاء الحقوق العينية األخرى أو نقلها أو تعديلها أو إسقاطها وكذا الوكاالت الخاصة بها‪.‬‬

‫غير أن بلوغ الغاية المطلقة من الحماية‪ ،‬ال يتحقق فقط بالقانون والتشريع‪ ،‬بل هو رهان ينبغي أن ينخرط فيه باقي‬
‫المتدخلين‪ ،‬وعلى رأسهم جهاز القضاء الذي هو ضمان للفصل بين الحقوق وإيصالها إلى أصحابها وأداة لتطبيق‬
‫القانون وتحقيق العدالة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الئحة المراجع‪:‬‬
‫‪ -1‬المؤلفات‬
‫✓ محمد محبوبي‪ ،‬أساسيات في نظام التحفيظ العقاري والحقوق العينية العقارية وفق المستجدات التشريعية‬
‫للقانون رقم ‪ 14.07‬والقانون رقم ‪ ،08.39‬طبعة ‪.2014‬‬
‫✓ عبد السالم بنحدو‪ ،‬الوجيز في شرح قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية ـ مراكش‬
‫✓ مأمون الكزبري‪ ،‬التحفيظ العقاري والحقوق العينية األصلية والتبعية في ضوء التشريع المغربي‪ ،‬الجزء‬
‫األول‪ :‬التحفيظ العقاري‪ ،‬الطبعة الثانية سنة ‪1987‬‬
‫✓ مأمون الكزبري‪ ،‬التحفيظ العقاري والحقوق العينية األصلية والتبعية في ضوء التشريع المغربي‪ ،‬الجزء‬
‫الثاني‪ :‬الحقوق العينية األصلية والتبعية‪ ،‬الطبعة الثانية سنة ‪1987‬‬
‫✓ جواد كموني‪ ،‬البسيط في التحفيظ العقاري بالمغرب بين النص القانوني والواقع العملي‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫بدون ذكر المطبعة‪2017 ،‬‬
‫✓ محمد خيري‪ ،‬العقار وقضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي من خالل القانون الجديد رقم ‪14.07‬‬
‫المتعلق بالتحفيظ العقاري ومرسوم ‪ 14‬يوليوز ‪ 2014‬بشأن إجراءات التحفيظ العقاري‪ ،‬دار نشر المعرفة‬
‫‪.2018‬‬
‫✓ محمد خيري‪ ،‬مستجدات قضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي "المساطر اإلدارية والقضائية"‪،‬‬
‫منشورات المعارف‪.2013 ،‬‬
‫✓ ادريس العلوي العبدالوي‪ ،‬الوسيط في شرح المسطرة المدنية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫‪.1998‬‬
‫✓ الشرقي حراث‪ ،‬الحماية الجنائية للعقار في التشريع المغربي‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬مكتبة الرشاد‪ ،‬سطات‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪.2019‬‬
‫‪ -2‬الرسائل والبحوث‪:‬‬
‫✓ حكيم عتو‪ ،‬الدور االجرائي للنيابة العامة في قضايا التحفيظ العقاري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون‬
‫الخاص تخصص العقار والتنمية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة عبد المالك‬
‫السعدي بطنجة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2013-2012‬‬
‫✓ رشيد أومالك‪ ،‬عقل العقار آلية لحماية الملكية العقارية الخاصة‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫بتطوان‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪.2020-2019 ،‬‬
‫✓ أنس الشتيوي‪ ،‬ازدواجية دور النيابة العامة في المادة المدنية وإشكاالته العملية‪ ،‬بحث نهاية تكوين الملحقين‬
‫القضائيين‪ ،‬السنة ‪.2017-2015‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ -3‬المقاالت والمواقع اإللكترونية‪:‬‬
‫✓ محمد بادن‪ ،‬مدى اختصاص النيابة العامة بمنازعات الحيازة على ضوء قانون المسطرة الجنائية الجديد‪،‬‬
‫مقال منشور بمجلة المناظرة‪ ،‬العدد ‪ 9‬سنة ‪.2004‬‬
‫✓ أمين برفود‪ ،‬دور النيابة العامة في حماية الملكية العقارية‪ ،‬سلسلة أبحاث قانونية جامعية معمقة‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،14‬موقع العدالة المغربية ‪www.justicemaroc.com‬‬
‫✓ إسماعيل الصغيري‪ ،‬مستجدات قانون المسطرة الجنائية في حماية الملكية العقارية‪ :‬عقل العقار نموذجا‪،‬‬
‫مغرب القانون‪ 6 ،‬نونبر ‪http://maroclaw.com 2021‬‬
‫✓ إبراهيم بعلي‪ ،‬تدخل النيابة العامة في قضايا التحفيظ العقاري المستمد من القانون الجنائي‪ ،‬ماستر العقار‬
‫والتعمير‪ ،‬كلية الحقوق بالسويسي‪ ،‬الرباط‪ .‬موقع ‪http://droitfonc.com‬‬
‫‪ -4‬الدالئل والمجالت‪:‬‬
‫✓ دليل و ازرة العدل‪ ،‬البوابة القانونية والقضائية لو ازرة العدل‬
‫✓ مجلة ملفات عقارية‪ ،‬العدد ‪ ،2012 ،1‬التحفيظ العقاري‬

‫‪26‬‬
‫الفهرس‬

‫مقدمة ‪1....................................................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الدور اإلداري للنيابة العامة في حماية الملكية العقارية أثناء مسطرة التحفيظ‪4................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التعرض أثناء مسطرة التحفيظ والتدخل لتقييد الحقوق‪4.......................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬التعرض أثناء مسطرة التحفيظ ‪5...............................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تقييد حقوق القاصرين من طرف النيابة العامة‪6...............................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تلقي المخابرات المتعلقة باألشخاص الذين ال يتوفرون على موطن للمخابرة‪7...................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬دور النيابة العامة في مسطرة التبليغ ‪8.........................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬دور النيابة العامة في تسيير مكتب المساعدة القضائية‪8.......................................‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬دور النيابة العامة في عملية التحديد وحماية األنصاب والعالمات الجيوديزية‪9...................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الدور القضائي للنيابة العامة في حماية الملكية العقارية أثناء مسطرة التحفيظ‪11..............‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التدخل الجنائي لحماية الملكية العقارية‪11....................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬عقل العقار أثناء مسطرة التحفيظ ‪12...........................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬انتزاع حيازة العقار أثناء مسطرة التحفيظ‪14....................................................‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬تدخل النيابة العامة في حالة تزوير المحررات ووثائق الملكية‪16................................‬‬

‫الفقرة الرابعة ‪ :‬تدخل النيابة في حالة إهانة من يقوم بعملية التحديد واالعتداء عليه‪18..........................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تدخل النيابة العامة في حماية الملكية العقارية من خالل الدعوى المدنية‪19...................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تدخل النيابة العامة كطرف منضم ‪20..........................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تدخل النيابة العامة كطرف أصلي ‪20...........................................................‬‬

‫خاتمة ‪23..................................................................................................‬‬

‫الئحة المراجع ‪25...........................................................................................‬‬

‫الفهرس ‪27................................................................................................‬‬

‫‪27‬‬

You might also like