Professional Documents
Culture Documents
المسؤولية القانونية لربوتات الذكاء الاصطناعي
المسؤولية القانونية لربوتات الذكاء الاصطناعي
ممدمة :
الممدمة
شهدت السنوات األخٌرة تطورا كبٌرا فً مٌدان الذكاء االصطناعً و الروبوتٌن نتٌجة التمدم الهابل فً
التكنولوجٌا ومعالجة المعطٌات ،و هذا فً ظل ظهور ثروة البٌانات الضخمة كفاعل جدٌدا تتمٌز به الدول
المتمدمة عن ؼٌرها من بٌن التطبٌمات الظاهرة للذكاء االصطناعً النظام المبرمج لمساعدة الطبٌب فً
المجال الطبً السٌارات الذكٌة الوكٌل الذكً ،الروبوتات وؼٌرها من التطبٌمات التً أصبح لها دورا فاعبل
فً المجتمعات المتطور السٌما منها الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة ،الٌابان والصٌن ،فرنسا وألمانٌا ،هذه
التكنولوجٌا الجدٌدة مثلت نملة نوعٌة فً المجتمعات المتطورة من حٌث توفٌر الراحة و الرفاهٌة و مساعدة
األفراد فً إنجاز مهامهم االجتماعٌة والمهنٌة لكن فً ذات الولت فتحت الباب على مجموعة من المسابل
الفلسفٌة واألخبللٌة و كذا المانونٌة .
كان الذكاء االصطناعً والروبوتات ٌمثبلن موضوعا للخٌال العلمً ،إال أن ما كان ٌعتبر خٌاال أصبح
فً السنوات األخٌرة حمٌمة ثابتة ،وبمدر ما أثارت من اهتمام أثارت للما فالذكاء االصطناعً هو بعبارة
بسٌطة أتمته النشاطات التً ال طالما انفرد بها الجنس البشري ،كفهم اللؽة الطبٌعٌة والتعرؾ اآللً على
الكلمات وإنتاج الكبلم ،والتعرؾ على الوجوه ،وتحرٌر الصور الذكٌة ،والمٌادة الذاتٌة وحتى التعبٌر الفنً...
الخ .فنحن الٌوم محاطون بآالت ذكٌة تزداد انتشارا فً حٌاتنا الٌومٌة من مركبات مستملة ،طابرات بدون
طٌار ،أو برمجٌات بإمكانها مساعدة األطباء أو المضاة أو المحامٌن فً أنشطتهم المهنٌة ،دون إؼفال العمبلء
األذكٌاء للتجارة اإللكترونٌة .
وٌمصد بالذكاء االصطناعً ،أنظمة كومبٌوتر التً لها المدرة على المٌام بذات المهام المطلوبة من
االنسان البشري ،ولكن بصورة أسرع من تلن التً ٌموم بها األخٌر ،فالذكاء االصطناعً ٌموم على محاكاة
الذكاء البشري فً اآلالت المبرمجة للتفكٌر مثل البشر ،وتملٌد أفعالهم ،بحٌث تكون لتلن اآلالت المدرة على
اتخاذ اإلجراءات المناسبة من تلماء نفسها ،ودون تدخل من العنصر البشري ،وتشمل أهداؾ الذكاء
االصطناعً ،التعلم ،واالستدالل ،واالستدران.
ولد عرؾ (جون مكارثً )mccarthyو (مارفن مٌنسكً )marvin lee minskyالذكاء االصطناعً
بؤنه " هو دراسة وتصمٌم أنظمة ذكٌة بطرٌمة مستملة تستوعب بٌبتها ،مع اتخاذ كافة التدابٌر البلزمة من أجل
تحمٌك أهداؾ محددة" .
Page 2
والروبوت كؤحد تطبٌمات أنظمة الذكاء االصطناعً له تعارٌؾ متعددة ،حٌث ٌمكن تعرٌفه حسب
لاموس ( )Larousseاإللكترونً بؤنه " جهاز آلً ،لادر على التعامل مع األشٌاء أو اجراء العملٌات وفما
لبرنامج ثابت أو لابل للتعدٌل " .
كما ٌمكن تعرٌؾ الروبوت وفما لماموس المصطلحات بؤنه آلة أوتوماتٌكٌة مسخرة ومتعددة االستخدامات
ولابلة للبرمجة ،وبالنظر إلى تمتعها بالمرونة المٌكانٌكٌة فلها المدرة على العمل بصورة مستملة لتنفٌذ األعمال
المختلفة التً تتطلب لدرات خاصة ،مثل تحرٌن العضبلت من أجل المٌام بالوظابؾ الحركٌة لئلنسان.
كما أن المعهد األمرٌكً للروبوت robot institute of Americanلد عرفه أن " الروبوت مناول
ٌدوي لابل إلعادة البرمجة ومتعدد الوظابؾ ومصمم لتحرٌن المواد واألجزاء واألدوات أو األجهزة الخاصة
من خبلل مختلؾ الحركات المبرمجة بهدؾ أداء مهمات متنوعٌه ، 01كما عرفه االتحاد الٌبانً للروبوتات
الصناعٌة على أن " الروبوتات آلة مخصصة لكل األؼراض وهً مزودة بؤطراؾ وجهاز للذاكرة وهً لادرة
على الدوران والحلول محل العامل البشري بواسطة األداء األوتوماتٌكً للحركات ".
إن الذكاء االصطناعً أصبح من أهم المفاهٌم الحٌاتٌة ،فهو فً تطور مستمر ،نتٌجة للتمدم السرٌع
للتكنولوجٌا ،مما جعله هو المحور األساس للرلمنة ،وحلمة مهمة فً حٌاة اإلنسان ،وال ٌمكن االستؽناء عنه
بؤي وجه من األوجه ،لما له من دور ملحوظ فً المجتمع ،لكونه حاول أن ٌزٌل الستار عن كثٌر من األشٌاء
التً كان اإلنسان ٌجهل المٌام بها بمفرده ،فالذكاء االصطناعً بات جزء ال ٌتجزأ عن حٌاتنا الٌومٌة،
وأصبح مفروضا على اإلنسان لما له من مزاٌا عدة ال ٌمكن نكرانها ،زد على ذلن أن اإلنسان كان وما زال
ٌبحث عن التطور والعمل البشري ال ٌمكن أن ٌتولؾ عن اإلبداع واالختراع ،ولوال استخدامه لملكة العمل
والفكر ،لما استطاع أن ٌنتج لنا ذكاء اصطناعٌا ٌهدؾ للمٌام بدور مهم فً المجتمع ،وهذا ما سنحاول أن
نوضحه من خبلل األدوار المحورٌة للذكاء االصطناعً.
ولد عرفت البوادر األولى للشبكة العالمٌة ازدهارا مع بداٌة التسعٌنات ،نتج عنها ظهور أول ثورة
روبوتاتٌة لادرة على التعلم وتبنً التؽٌٌرات التً تحدث فً البٌبة المحٌطة بها 01 ،وما أن حلت بداٌة 0111
ظهرت معها أنظمة ذكٌة تسٌطر على العالم فً جمٌع بماع العالم ،حتى وجدت لبوال من كل الدول من بٌنها
الدول العظمى كبرٌطانٌا والوالٌات المتحدة األمرٌكٌة والصٌن ...الذٌن ٌعدون من الدول الرابدة فً هذا
المجال ،أما الدول العربٌة ،فبالرؼم من أن أؼلبها ما زالت لم تعرؾ هذا المجال بشكل كبٌر ،إال أننا نجد على
رأسهم اإلمارات العربٌة المتحدة ،والمملكة العربٌة السعودٌة ،اللذان ٌبذالن كل جهدهما فً سبٌل تطوٌر
منظومتهما بما ٌتماشى مع تمنٌات الذكاء االصطناعً.
Page 3
أهمٌة الموضوع:
إن موضوع دراستنا هذاٌ ،كتسً أهمٌة بالؽة فً والعنا الحالً ،وهذه األهمٌة ٌمكن توضٌحها فً ما هو
علمً ،وفً ما هو عمل .،فبالنسبة لؤلهمٌة العلمٌة ،بالرؼم من ؼٌاب نصوص لانونٌة تنظم لنا الذكاء
االصطناعً فإن هذا ال ٌعنً أنه لن ٌكون له تشرٌع خاص ٌنظمه على اعتبار أن الدول حالٌا تسعى لتطوٌر
منظومتها الداخلٌة بناء على تمنٌات الذكاء االصطناعً ،ولعل اإلمارات العربٌة المتحدة خٌر دلٌل على هذا،
حٌث تعتبر المثال األبرز فً مجال الذكاء االصطناعً بتبنٌها التحول اإللكترونً فً العمل الحكومً،
واالستثمار فً التكنولوجٌا من أجل دعم االلتصاد فً الرأسمال البشري ،أما على المستوى الوطنً ،فإن
التشرٌع المؽربً ما زال متؤخرا فً سنه ممتضٌات لانونٌة تتعلك بالذكاء االصطناعً ،وهذا ال ٌعنً أن
تطبٌماته لم ٌتبناها بعد ،بل إنه فً كثٌر من المناسبات ٌإكد على تبنً النظم الذكٌة والوسابل التكنولوجٌا
الحدٌثة ،بما ٌسد معه حاجٌات الببلد.
أما من الناحٌة العملٌة ،فإن الوالع العملً أثبت فعبل أن الذكاء االصطناعً أزال الستار عن كثٌر من
األمور التً ما كان اإلنسان لٌفعلها لوال هذه النظم الذكٌة ،بحٌث ٌموم بتشخٌص األمراض الصعبة التً
استعصى على اإلنسان معالجتها ،كما ٌمدم استشارات لانونٌة ومهنٌة فً عدة مجاالت كما ٌُسهم فً صنع
المرارات التً تتمٌز بالدلة واالستمبللٌة والموضوعٌة ،زد على ذلن أن تدخل الذكاء االصطناعً أحٌانا فً
بعض المسابل الخطرةٌ ،سهم بشكل كبٌر فً التخفٌؾ على اإلنسان الكثٌر من المخاطر التً لوال الذكاء
االصطناعً لكان اإلنسان لمى حتفه ،وأخٌرا ٌمكن أن ٌسهم فً تحمٌك التنمٌة المستدامة بشكل ٌجعل االلتصاد
الوطنً أو العالمً ٌزدهر وٌنمو ،هذا من جهة.
دوافع اختٌار الموضوع :
إن األسباب الكامنة وراء اختٌار هذا الموضوع نابعة من األهمٌة التً ٌحظى بها وإن كان بتحفٌز
واختٌار من طرؾ االستاذ المشرؾ ،فإنه لم ٌنشؤ تلمابٌا او اعتباطٌا وإنما جاء تعبٌرا عن اهتمامنا الجاد
بمواضٌع الذكاء االصطناعً وما ٌلعبه هذا األخٌر من أداور ربٌسٌة فً شتى المجاالت الٌومٌة التً نعٌشها
وكذلن للخدمات التً تمدما تمنٌات الذكاء االصطناعً فً مختلؾ المجاالت ،بحٌث شهد الذكاء االصطناعً
فً السنوات األخٌرة تطورا متسارعا وؼٌر مسبوق بفعل التمنٌات الرلمٌة والتطور التكنولوجً.
صعوبات البحث :
إن من بٌن أبرز الصعوبات التً واجهتنا فً اعداد هذا البحث هو اتساع محاور هدا الموضوع ،وتشعب
اجزابه ،وكذلن ندرة وللة الدراسات الوطنٌة التً تناولت هذا الموضوع فً مجمله ،او أجزاء منه خاصة ان
Page 4
بعض المحاور التً تم التطرق الٌها فً هذا البحث من المستجدات التً تعرفها الساحة الوطنٌة والدولٌة
خاصة بعض تمنٌات الذكاء االصطناعً المستجدة التً شهدها العالم.
إشكالٌة الموضوع:
من خبلل ما سبك تحلٌله ٌمكن معالجة هذا الموضوع من خبلل اإلشكالٌة الربٌسٌة التالٌة :
إلى أي حد ٌساهم تأثٌر الذكاء االصطناعً على الماعدة المانونٌة وفك التشرٌعٌن الوطنً والدولً ؟
وتتفرع عن هذه اإلشكالٌة الربٌسٌة مجموعة من االسبلة الفرعٌة التالٌة :
ما هو الذكاء االصطناعً ؟ وما خصائصه ؟
هل ٌمكن منح الروبوتات الشخصٌة المانونٌة ؟
هل ٌمكن مساءلة الروبوتات عن أضرارها فً التشرٌعٌن المغربً والدولً ؟
المناهج المعتمدة :
كما هو معلوم فجل البحوث العلمٌة تتطلب االستعانة بمناهج البحث العلمً فً صٌاؼتها ،لذلن ارتؤٌنا
فً هذا الموضوع االعتماد على المنهج التحلٌلً لكً نستطٌع من خبلله تحلٌل مختلؾ الجوانب التً تتعلك
بموضوع الذكاء االصطناعً فً عبللته بالمانون ،على اعتبار أن المانون ٌبمى على رأس أي مستجدات تطرأ
على أرض الوالع ،لذلن فإنه ال ٌمكن أن نتصور الذكاء االصطناعً ٌإدي مهامه بمعزل عن النصوص
المانونٌة ،محللٌن كذلن األدوار التً ٌموم بها الذكاء االصطناعً فً األنظمة المانونٌة ،باإلضافة إلى إمكانٌة
تؤثٌره علٌها ،مع استعانتنا ببعض نصوص المواعد العامة لتحلٌلها والبحث فً إمكانٌة اسماطها على الذكاء
االصطناعً ،لمعرفة مدى مبلءمتها معه ،خصوصا فً الجانب المتعلك بالمسإولٌة المانونً.
كما تمت االستعانة بالمنهج الممارن الذي حاولنا من خبلله الممارنة بٌن النصوص المانونٌة والمواعد
العامة لبعض التشرٌعات الوطنٌة والدولٌة لنبٌن مكانة الذكاء االصطناعً فٌها ،إذا ما علمنا أنه لٌس هنان
إطار لانونً صرٌح ٌنظم الذكاء االصطناعً ،زد على ذلن من خبلل هذا المنهج حاولنا االطبلع على
تجارب الدول العربٌة واألجنبٌة الرابدة فً مجال األنظمة الذكٌة أو الذكاء االصطناعً ،لنبٌن هل حما المملكة
المؽربٌة بدورها ستموم بتبنً هذه التجارب وستعتمد على نظم ذكٌة فً األٌام المادمة ،بهدؾ االرتماء
بااللتصاد الداخلً للبلد.
خطة البحث :
التضت منا دراسة هذا الموضوع تمسٌمه إلى فصلٌن :
الفصل األول :اإلطار المفاهٌمً للذكاء االصطناعً
الفصل الثانً :المسؤولٌة المانونٌة للذكاء االصطناعً
Page 5
Page 6
الفصل األول :اإلطار المفاهٌمً للذكاء االصطناعً
لمد شهدت العمود الثبلثة الماضٌة تطورا رلمٌا متسارعا ،مما أدى إلى اتساع رلعة الوالع االفتراضً،
وتزاٌد الطلب على إشباع رؼبات العالم ؼٌر المحدودة من التكنولوجٌا الحدٌثة ،فلم ٌعد األفراد ٌستطٌعون
ممارسة نشاطاتهم من دون االعتماد على آلٌات الذكاء االصطناعً؛ التً أصبحت تموم ممام الذكاء البشري
فً مجموعة من المجاالت؛ لما تتسم به من سرعة فً تحلٌل البٌانات الموصلة للنتابج المنشودة حسب لدرة
المستخدم عبر أنظمة الحاسوب.
ولد عرؾ الذكاء االصطناعً بؤنه عملٌة محاكاة للذكاء البشري عبر أنظمة الكومبٌوتر ،من خبلل
محاولة تملٌد سلون البشر ونمط التفكٌر وآلٌة اتخاذ المرار ،وٌتم ذلن عن طرٌك دراسة السلون البشري من
خبلل عدد من التجارب والتصرفات ،ووضع األفراد فً موالؾ سلوكٌة معٌنة ومرالبة أفعالهم ،وردود
األفعال ونمط التفكٌر ،ثم محاولة محاكاة طرٌمة التفكٌر وآلٌة اتخاذ المرار ،من خبلل االستعانة بؤنظمة
الكومبٌوتر شدٌدة التعمٌد .وعرؾ هذا األخٌر تطورا بفضل التطور التكنولوجً ،والتحول الرلمً المتزاٌد
مما نتج عنه تزاٌد التساإالت الدلٌمة التً أنتجها استعمال هذه التنمٌة فً مختلؾ المجاالت التعلٌم والصحة
وااللتصاد ،وؼٌرها .كما كثر الحدٌث فً اآلونة األخٌرة عن الذكاء االصطناعً وعبللته بالعلوم األخرى،
لما ٌطرحه من وفرة اإلمداد فً النتابج ؼٌر المنضبطة بسبلمة االستمداد خاصة فً جانب العلوم الشرعٌة،
وذلن راجع لعوامل متعددة ،منها استخدام الذكاء االصطناعً فً إصدار الفتاوى واألحكام دون التمٌد
بالمواعد والضوابط المعتبرة فً هذا الباب.1
وبناء على ذلن؛ ٌمكن تعرٌؾ الروبوت بؤنه " آلة تعمل بطرٌمة مٌكانٌكٌة تسمح بالمٌام بتنفٌذ المهام أو
األعمال بصورة مستملة ،وذلن عن طرٌك اتخاذ المرار فٌما ٌتعلك ببعض اإلجراءات األساسٌة أو األولٌة التً
لامت بوضعها أو اتخاذها .
المبحث األول :مفهوم الذكاء االصطناعً
إن التطور النوعً و المتسارع الذي أحدثته الثورة التكنولوجٌة خاصة فً المرن العشرٌن فً مجال
تمنٌات المعلومات أدت الى ظهور تطبٌمات و برامج جدٌدة تتمٌز بالتنوع و االبتكار المستمر مما زاد من حدة
المنافسة على مستوى السوق العالمً ففً اآلونة االخٌرة اتجهت التطبٌمات الحدٌثة لتمنٌات المعلومات
الستخدام الذكاء االصطناعً و االنظمة الذكٌة فً عالم االدارة المال واالعمال و كذا االستفادة من لدرة تلن
النظم الذكٌة على اتخاذ المرارات .
1
عبدالعزٌز ببلوي ،الذكاء االصطناعً فً العلوم الشرعٌة والمانونٌة ،أعمال المإتمر الدولً االول اٌت ملول المملكة المؽربٌة 9_1نونبر 0102ص
.4،
Page 7
وٌمكن تعرٌؾ الذكاء االصطناعً بوجه عام بؤنه هو فرع من علم الحاسوب .و تعرؾ الكثٌر من
المإلفات الذكاء االصطناعً ،على أنه " دراسة وتصمٌم العمبلء األذكٌاء" ،والعمٌل الذكً هو نظام ٌستوعب
بٌبته وٌتخذ الموالؾ التً تزٌد من فرصته فً النجاح فً تحمٌك مهمته أو مهمة فرٌمه وهذا التعرٌؾ ،من
حٌث األهداؾ واألفعال والتصور والبٌبة ٌرجع إلى . 2Russell & Norvig
و لد صاغ عالم الحاسوب جون مكارثً هذا المصطلح باألساس فً عام ، 0991وعرفه بنفسه بؤنه
"علم وهندسة صنع اآلالت الذكٌة " 3وٌعرؾ أندرٌاس كاببلن وماٌكل هاٌنلٌن الذكاء االصطناعً بؤنه "لدرة
النظام على تفسٌر البٌانات الخارجٌة بشكل صحٌح ،والتعلم من هذه البٌانات ،واستخدام تلن المعرفة لتحمٌك
أهداؾ ومهام محددة من خبلل التكٌؾ المرن.4
ولد عرؾ Alan Turingالذكاء االصطناعً بؤنه المدرة على التصرؾ كما لو كان اإلنسان هو الذي
ٌتصرؾ من خبلل محاولة خداع المستجوب وإظهار كما لو إن إنسانا هو الذي ٌموم باإلجابة على األسبلة
المطروحة من لبل المستجوب".
وعرفه Elaine Richبؤنه" دراسة لجعل أجهزة الكمبٌوتر أن تإدي أشٌاء ٌموم بها اإلنسان بطرٌمة
أفضل" .كما عرفه كبل من Shortcliffe Buchananمركزٌن على االختبلؾ فً تمنٌات البرمجة
المستخدمة فً الذكاء االصطناعً بؤنه فرع من علوم الكمبٌوتر ٌتعامل مع الرموز والطرق الؽٌر حسابٌة
لحل المشكلة".
وعرفه Marvin Lee Minskyبؤنه بناء برامج الكمبٌوتر التً تنخرط فً المهام التً ٌموم بها البشر
بشكل مرضً ،ألنها تتطلب عملٌات عملٌة عالٌة المستوي مثل :اإلدران الحسً "التعلم وتنظٌم الذاكرة
والتفكٌر النمدي".
2
Acificial hueligence: A Made Appounds anvenity mxibok no artificial analligence, witten by Stutt Rammell and Peter
Norvig.
3
)Definition of Al as the study of intelligent agents, drawn from the leading Al textbooks.
Poole, Mackworth & Goebel (1998, p. 11, which provides the version that is used in this article. These authors use
the term computational intelligence as a synonym for artificial intelligence.
"rational agent" and write "The whole-agent view is now widely accepted in the fild.
4
Stuart Russell and Patar Norvig characterize this definition as "thinking humanly" anci raject it in favor of "acting
rationally".
Page 8
فالذكاء االصطناعً هو أحد علوم الحاسب اآللً الحدٌثة التً تبحث عن أسالٌب متطورة للمٌام بؤعمال و
استنتاجات تشابه و لو فً حدود ضٌمة تلن االسباب التً تنسب لذكاء االنسان.5
ومن جمٌع ما تمدم ٌمكننا تعرٌؾ الذكاء االصطناعً بؤنه وسٌلة إلعداد الحاسوب أو الروبوت للتحكم فٌه
بواسطة برنامج ٌفكر بذكاء بنفس الطرٌمة التً ٌفكر بها البشر األذكٌاء .فعلم الذكاء االصطناعً هو أحد
علوم الحاسب اآللً الحدٌثة التً تبحث عن أسالٌب متطورة لبرمجته للمٌام بؤعمال واستنتاجات تشابه فً
أضٌك الحدود األسالٌب التً تنسب لذكاء اإلنسان.
المطلب األول :خصائص الذكاء االصطناعً وأهدافه
ٌعتبر الذكاء االصطناعً ذلن العلم الذي ٌهتم بصنع آالت ذكٌة تتصرؾ كما هو متولع من االنسان أن
ٌتصرؾ ,وٌتطرق الذكاء االصطناعً الى المجاالت التالٌة 6:اللؽة الطبٌعٌة ،الروبوت ،التعرؾ على الكبلم
،الشبكات العصبٌة االصطناعٌة االنظمة الخبٌرة.
ولمد شكل الذكاء االصطناعً لفزة نوعٌة فً حمول العلوم النظرٌة والتطبٌمٌة إذ استطاع هذا االخٌر نمل
الذكاء الذي ٌشبه ذكاء الدماغ البشري إلى اآلالت الحاسوبٌة و لمد أصبح الٌوم الذكاء االصطناعً ٌحاكً
المدرات الذهنٌة البشرٌة و أنماط عملها فً بعض عملٌات االدران االستنتاج المنطمً و كذا التعلم واكتساب
الخبرات و المهارات ,و ذلن عن طرٌك عدة تمنٌات و برامج تتسم بالتنوع واالبتكار المستمرٌ .تمتع الذكاء
االصطناعً بالعدٌد من الخصابص و الممٌزات سنحاول ذكرها (الفمرة األولى ) وكذا اهداؾ الذكاء
االصطناعً المتعددة ( كفمرة تانٌة)
الفمرة األولى :خصائص الذكاء االصطناعً
7
ٌتمتع الذكاء االصطناعً بالعدٌد من الخصابص و الممٌزات نذكر منها :
. استخدام الذكاء فً حل المشاكل المعروضة مع ؼٌاب المعلومة الكاملة
. المدرة على التفكٌر و االدران .
. المدرة على اكتساب المعرفة وتطبٌمها
. المدرة على التعلم والفهم من التجارب والخبرات السابمة .
المدرة على استخدام الخبرات المدٌمة وتوظٌفها فً موالؾ جدٌدة .
. المدرة على استخدام التجربة و الخطؤ الستكشاؾ األمور المختلفة
5
عبد المجٌد لتٌبة مازن استخدمات الذكاء الصناعً فً تطبٌمات الهندسة الكهربابٌة (دراسة ممارنة) .رسالة ممدمة لنٌل شهادة ماجستٌر األكادٌمٌة
العربٌة الدنمارن ،0119 ،ص .01
6
روابح عٌلة بوداح عبد الجلٌل ،تطور تمدٌر خطر الفرض فً ظل نماذج الذكاء االصطناعً ،مجلة العلوم االنسانٌة ،المجلد ، 01العدد 14جامعة
منتوري لسنطٌنة سنة ، 0109ص .012
7
النجار فاٌز جمعة نظم المعلومات اإلدارٌة منظور إداري الطبعة الثانٌة دار الحامد للنشر والتوزٌع عمان األردن ،0101ص 011
Page 9
المدرة على االستجابة السرٌعة للموالؾ والظروؾ الجدٌدة .
. المدرة على التعامل مع الحاالت الصعبة و المعمدة .
. المدرة على التعامل مع الموالؾ الؽامضة مع ؼٌاب المعلومة.
. المدرة على تمٌٌز االهمٌة النسبٌة لعناصر الحاالت المعروضة .
. المدرة على التصور و االبداع و فهم األمور المربٌة و إدراكها .
المدرة على تمدٌم المعلومة إلسناد المرارات االدارٌة .
8
بعبارة أخرى فإن الذكاء االصطناعً ٌتمتع بمجموعة الممٌزات التالٌة:
-1-إمكانٌة تمثٌل المعرفة :إن برامج الذكاء االصطناعً على عكس البرامج االحصابٌة تحتوي على
أسلوب لتمثٌل المعلومات إذ تستخدم هٌكلة خاصة لوصؾ المعرفة و هذه الهٌكلة تتضمن الحمابك و العبللات
بٌن هذه الحمابك و المواعد التً تربط هذه العبللات ....الخ .و مجموعة الهٌاكل المعرفٌة تكون فٌما بٌنها
لاعدة المعرفة و هذه الماعدة توفر أكبر لدر ممكن من المعلومات عن المشكلة المراد إٌجاد حل لها .
2استخدام االسلوب التجرٌبً المتفائل :من الصفات المهمة فً مجال الذكاء االصطناعً أن برامجها تمتحم
المسابل التً لٌس لها طرٌك حل عامة معروفة ,و هذا ٌعنً أن البرامج ال تستخدم خطوات متسلسلة تإدي
الى الحل الصحٌح و لكنها تختار طرٌمة معٌنة للحل تبدو جٌدة مع االحتفاظ باحتمالٌة تؽٌٌر الطرٌمة إذا اتضح
أن الخٌار األول ال ٌإدي الى الحل سرٌعا ،أي التركٌز على الحلول الوافٌة و عدم تؤكٌد الحلول المثلى أو
الدلٌمة كما هو معمول به فً البرامج التملٌدٌة الحالٌة ،ومن هذا المنطلك فإن حل معادالت من الدرجة الثانٌة
ال ٌعد من برامج الذكاء االصطناعً ألن الطرٌمة معروفة و لكن برامج لعبة الشطرنج تعد من االمثلة الجٌدة
لبرامج الذكاء االصطناعً و ذلن لؽٌاب طرٌمة واضحة و أكٌدة لتحدٌد الحركة المادمة .
-2لابلٌة التعامل مع المعلومات النالصة :من الصفات األخرى التً تستطٌع برامج الذكاء االصطناعً
المٌام بها لابلٌتها على إٌجاد بعض الحلول حتى لو كانت المعلومات ؼٌر متوافرة بؤكملها فً الولت الذي
ٌتطلب فٌه الحل ,و إن تبعات عدم تكامل المعلومات ٌإدي الى استنتاجات ألل والعٌة أو الل جدارة ,و لكن
من جانب آخر لد تكون االستنتاجات صحٌحة .
-4المابلٌة على التعلم :من الصفات المهمة للتصرؾ الذكً المابلٌة على التعلم من الخبرات و الممارسات
السابمة إضافة الى لابلٌة تحسٌن االداء باألخذ بنظر االعتبار االخطاء السابمة ،هذه المابلٌة ترتبط بالمابلٌة على
تعمٌم المعلومات و استنتاج حاالت مماثلة و انتمابٌة و إهمال بعض المعلومات الزابدة .
8
مطاي عبد المادر ،تحدٌات ومتطلبات استخدام الذكاء االصطناعً فً التطبٌمات الحدٌثة لعملٌات إدارة المعرفة فً منظمات األعمال الملتمى الوطنً
العاشر حول أنظمة المعلومات المعتمدة على الذكاء االصطناعً ودورها فً صنع لرارات المإسسة االلتصادٌة ،جامعة سكٌكدة ،الجزابر ص. 4-2 ،
Page 10
-5-لابلٌة االستدالل :و هً المدرة على استنباط الحلول الممكنة لمشكلة معٌنة و من والع المعطٌات
المعروفة والخبرات السابمة و ال سٌما للمشكبلت التً ال ٌمكن معها استخدام الوسابل التملٌدٌة المعروفة للحل
هذه المابلٌة تتحمك على الحاسوب بخزن جمٌع الحلول الممكنة إضافة الى استخدام لوانٌن او استراتٌجٌات
9
االستدالل و لوانٌن المنطك .
الفمرة الثانٌة :أهداف الذكاء االصطناعً
ٌهدؾ علم الذكاء االصطناعً عموما الى فهم طبٌعة الذكاء االنسانً عن طرٌك عمل برامج للحاسب
اآللً لادرة على محاكاة السلون االنسانً المتسم بالذكاء ,و تعنً لدرة برنامج الحاسب على جلب مسؤلة ما
أو اتخاذ لرار فً مولؾ ما ,حٌث أن البرنامج نفسه ٌجد الطرٌمة التً ٌجب أن تتبع لحل المسؤلة أو للتوصل
الى المرار بالرجوع الى العدٌد من العملٌات االستداللٌة المتنوعة التً ؼذي بها البرنامج .
و ٌضع كتاب ) وٌنستون و برندر جاست ) 0914 .ثبلثة أهداؾ أساسٌة للذكاء االصطناعً تتمثل
10
فً:
-0جعل االجهزة أكثر ذكاء ( هدؾ ربٌسً )
-0فهم ماهٌة الذكاء
-2جعل االجهزة أكثر فابدة .
كما ٌكمن الؽرض من الذكاء االصطناعً فً تفسٌر المولؾ أو النص فً بعض االحٌان فهو ٌتعلك
بنشاط البناء ,وظٌفة المولؾ والهدؾ من خبلل " حل المشكبلت " التً تخص: 11
. مشكبلت التصمٌم
. مشكبلت التخطٌط
. مشكبلت التشخٌص
و تؤسٌسا على ما سبك ٌمكن المول أن للذكاء االصطناعً عدة أهداؾ ٌمكن حصر أهمها فً النمطتٌن
التالٌتٌن :
9
مطاي عبد المادر ،تحدٌات و متطلبات استخدام الذكاء االصطناعً فً التطبٌمات الحدٌثة لعملٌات إدارة المعرفة فً منظمات األعمال ،المرجع السابك
ص.4
10
اللوزي موسى الذكاء االصطناعً فً االعمال بحث لدم المإتمر السنوي الحادي عشر ذكاء االعمال و التصاد المعرفة كلٌة االلتصاد والعلوم اإلدارٌة
جامعة الزٌتونة عمان األردن ،0100 ،من . 00
11
Cazenave Triston, Intelligence artificielle une approche ludique, Ellipse, Paris, Franc, 201, p06-07.
Page 11
.0تمكٌن اآلالت من معالجة المعلومات بشكل ألرب طرٌمة االنسان فً حل المسابل بمعنى آخر
المعالجة المتوازٌة حٌث ٌتم تنفٌذ عدة أوامر فً نفس الولت و هذا ألرب طرٌمة لئلنسان فً حل
المسابل .
.0فهم أفضل لماهٌة الذكاء البشري عن طرٌك فن أؼوار الدماغ حتى ٌمكن محاكاته كما هو معروؾ
أن الجهاز العصبً و الدماغ البشري أكثر االعضاء تعمٌدا و هما ٌعمبلن بشكل مترابط و دابم فً
التعرؾ على االشٌاء. 12
المطلب الثانً :حمٌمة الذكاء االصطناعً وأهمٌته
لم ٌعد الذكاء االصطناعً مجرد حلم ٌراود البعض أو ضرب من ضروب الخٌال العلمً بل أضحى
حمٌمة والعٌة تحظى بتطبٌمات عدة تحاكً الذكاء البشري حٌنا و تتفوق علٌه أحٌانا كثٌرة ،إذ أنه ابرز ما
تتمٌز به هذه التطبٌمات هو لدرتها الفابمة على التعلم و اكتساب الخبرة و اتخاذ المرار باستمبللٌة دون
االشراؾ البشري المباشر فضبل عن تمتعها بمهارات التسبٌب واالستنباط و التكٌؾ مع البٌبة المحٌطة ونتٌجة
لهذه الخصابص تلعب تكنولوجٌا الذكاء االصطناعً دورا حٌوٌا فً تسرٌع االنجاز وزٌادة وتٌرة االنتاج من
خبلل مما ادى الى بعض الول الى اطبلق استراتٌجٌة متكاملة بشؤن تحوٌل الذكاء االصطناعً الى والع
ملموس إٌمانا بؤهمٌة استشراؾ المستمبل وخلك بٌبات عمل مبتكرة ترتمً بجودة االداء وتستثمر الطالات على
النحو االمثل .
الفمرة األولى :أهم تطبٌمات الذكاء االصطناعً
ان التطبٌمات عدٌدة ومتنوعة مثل معالجة اللؽة الطبٌعٌة ,النظم الخبٌرة ,الشبكات العصبٌة ,المنطك
الؽامض الضبابً) ,استخدام الحاالت و الوكٌل الذكً ..
و ٌمكن سرد أنواع مختلفة فً حمول العلوم والتكنولوجٌا خاصة و أن حلمات االبتكار التكنولوجً فً
مجال الذكاء االصطناعً متجددة ومفتوحة على التطور و االبداع و مجموعة التطبٌمات الحالٌة و الجدٌدة فً
الحمول العلمٌة والنظرٌة المختلفة ال تعنً أبدا مجاالت محددة وثابتة .
من ؼٌر الممكن دراسة كل مجاالت تطبٌك الذكاء االصطناعً فً عملٌات و أنشطة االدارة بصورة
عامة واالعمال االلكترونٌة على وجه الخصوص ,فانه باإلمكان دراسة أهم منظومات الذكاء االصطناعً
12
اللوزي موسى الذكاء االصطناعً فً االعمال المرجع السابك .من . 00
Page 12
المستخدمة لدعم المرارات االدارٌة من خبلل نوع االسناد الذي تمدمه لصانع المرار و مستوى المرار الذي
ٌسانده و طبٌعة المجال التطبٌمً المناسب.13
أوال :النظم الخبٌرة
النظام الخبٌر بكلمات أولٌة سهلة هو برنامج حاسوب مصمم لنمذجة لدرة الخبٌر االنسانً على حل
المشكبلت .14بمعنى آخر ٌرتكز النظام الخبٌر على معرفة الخبٌر و تفكٌر و إدران الخبٌر أو على طرٌمته
فً تعمٌل و فهم االشٌاء.
من وجهة نظر أن النظم الخبٌرة هً اختراق السوق و المجتمع و انه ٌوجد توازن دلٌك بٌن هإالء
المإمنٌن بتكنولوجٌا النظم الخبٌرة و التملٌدٌن الذٌن ال ٌزالون مشككٌن فً مزاٌا النظم الخبٌرة و نحن ندخل
عصر المعرفة و من الواضح أن منظمات المعرفة و إدارة المعرفة و تكنولوجٌا المعرفة سوؾ تعتمد على
النظم الخبٌرة و المابمة على المعرفة و سوؾ تكون هذه النظم جزءا ال ٌتجزأ من صنع المنظمات العالمٌة
التنافسٌة و لابلة للتطبٌك فً البٌبة الدولٌة و بدأ العمل المبكر فً النظم الخبٌرة فً الخمسٌنات من لبل فرٌك
من المفكرٌن و فً السبعٌنات لامت أكبر المصالح الصناعٌة على تطوٌر النظم الخبٌرة و تستمر خبلل الٌوم
و ٌستخدم الخبراء النظم الخبٌرة فً مجاالت التطبٌمات مثل :التشخٌص ,التصور طرٌمة التدرٌس ،التعلم
اللعب البرمجة إثبات نمط التعرؾ على الكبلم ,و أشار أن الذكاء االصطناعً و نظمها الخبٌرة لد بلؽت
مستوى نضج ال سٌما فً السنوات االخٌرة .
و لد تطورت الى درجة أن المعرفة على أساس النظم الخبٌرة لد تصل إلى مستوى أداء مماثل لئلنسان
الخبٌر فً المجاالت المتخصصة مثل :النظم الحاسوبٌة ,الحوسبة ,التعلم و الهندسة هندسة المعرفة
الجٌولوجٌا و الطب و العلوم ،أٌضا النظم الخبٌرة لها أداء عالً فً حل مشاكل ( البرمجٌات ( برنامج
15
كمبٌوتر ,لادرة على محاكاة الخبرة البشرٌة فً مجال ضٌك.
و ٌرى بعض الخبراء أن النظم الخبٌرة سوؾ تؽٌر طرٌمة تنفٌذ االعمال من خبلل تؽٌر طرٌمة تفكٌر
الناس فً حل المشكبلت و منذ البداٌة كانت آمال العلماء بالنظم الخبٌرة كبٌرة فمد سبك أن لال أستاذ
المعلوماتٌة Minsky Marvinفً سنة ": 0911أنه خبلل ثبلث إلى ثمانً سنوات سوؾ تكون لنا آلة بذكاء
13
خوالد أبو بكر كتاب جماعً تطبٌمات الذكاء االصطناعً كتوجه حدٌث لتعزٌز تنافسٌة منظمات االعمال الطبعة األولى .المركز الدٌممراطً العربً
للدراسات االستراتٌجٌة والسٌاسٌة وااللتصادٌة برلٌن ,المانٌا 0109ص . 01
14
ٌاسٌن سعد ؼالب تحلٌل وتصمٌم نظم المعلومات دار المناهج للنشر والتوزٌع عمان ,االردن 0111 ,ص . 91-99
15
Liebowitz, J, Knowledge-Based/Expert Systems Technology in Life Support Systems, Kybernetes, New York, USA,
1997, P555-556.
Page 13
عام ٌمثل متوسط ذكاء االنسان العادي .أنا أعنً آلة تستطٌع تمرأ وتفهم مسرحٌات شكسبٌر و تمود السٌارة
16
مثبل ،و تلعب أٌضا و تمزح ...........و تعٌش الحٌاة ...
و لكً ٌستطٌع النظام الخبٌر أن ٌحمك هذا المستوى المستهدؾ من الذكاء البد أن ٌكون لدى النظام كل
من لاعدة المعرفة Knowledge Baseو آلة االستدالل .Engine Inferenceحٌث تحتوي لاعدة
المعرفة على المعرفة المتخصصة فً مجال الخبرة المتراكمة التً ٌموم بتجهٌزها الخبٌر أو مجموعة الخبراء
وتشمل هذه المعرفة المتخصصة على الحمابك المواعد المفاهٌم و العبللات ،أما آلة االستدالل هً معالجة
معرفة تموم بممارنة المعلومات المتاحة عن المشكلة المعطاة مع المعرفة المخزونة فً لاعدة المعرفة و
اشتماق االستنتاجات والتوصٌات المفٌدة .و باإلضافة إلى لاعدة المعرفة و آلة االستدالل ٌحتاج النظام الخبٌر
الى وجود الواجهة البٌنٌة الوحدة التركٌبٌة التً تمدم تسهٌبلت التفسٌر. 17
فً الولت الحالً توجد لدى النظم الخبٌرة ذات التمنٌة العالٌة المدرة على انتاج االفكار المبدعة و الحلول
العلمٌة للمشكبلت الصعبة و المعمدة ،فضبل عن ذلن تستخدم النظم الخبٌرة كتوثٌك المعرفة والخبرة االنسانٌة
و دعم عملٌات اتخاذ المرارات شبه ؼٌر المبرمجة.
ثانٌا :الشبكات العصبٌة
هً نظم معلومات محوسبة مصممة على ؼرار بنٌة الدماغ و بمحاكاة طرٌمة عمله ؼٌر أن الشبكة
العصبٌة المحوسبة هً أسهل بكثٌر من عمل الدماغ و من بنٌة الخلٌة العصبٌة نفسها ,اذ تمثل نظاما دٌنامٌكٌا
بتؽذٌة عكسٌة ,متوازي بكثافة و ؼٌر خطً و مع ذلن فان الشبكات العصبٌة تحاول أن تعمل بالطرٌمة نفسها
لعمل الدماغ و من خبلل الربط الداخلً للمعالجات التً تعمل بالتوازي و تتفاعل بطرٌمة دٌنامٌكٌة بٌن
االنماط و العبللات الموجودة فً البٌانات التً تموم بمعالجتها ,و هذا ٌعنً أنها تتعلم لتمٌٌز ما تستلمه من
بٌانات و تستفٌد من أكبر لدر من المعرفة لتنفٌذ عدة محاوالت على نفس البٌانات وتتعلم الشبكات العصبٌة
من خبلل التمنٌات الرٌاضٌة واالحصابٌة كٌفٌة تمٌٌز االنماط و العبللات لكن من دون ان تستند هذه الشبكات
على نماذج رٌاضٌة أو إحصابٌة أي أن التمدٌرات االحصابٌة لهذه الشبكات ال تعمل وفك نموذج ٌوضح كٌفٌة
اعتماد المخرجات على المدخبلت ألنها تمدٌرات خالٌة من النموذج 18و بالتالً ٌمكن المول ان الشبكات
العصبٌة هً نظم معلومات دٌنامٌكٌة تتشكل وتبرمج طٌلة مدة التطوٌر المخصصة للتدرٌب والتعلم .أي أنها
16
Davenport TH, Prusak I, Working Knomwledge: How Organizations Manage What They Know, Harvard Business
School, Boston, USA, 1999, P 127.
17
Alter S, Information Systems: The Foundation Of E-Business, New York, Prentice Hall, USA, 2002. P 326.
18
ٌاسٌن سعد ؼالب نظم مساندة المرارات دار المناهج للنشر والتوزٌع ,عمان ,األردن ,0101 ,ص .011
Page 14
نظم تتعلم من التجربة وتكتسب إال أن دراسات و تطبٌمات الشبكات لد شكلت رافدا متماٌزا عن نظم الذكاء
الصناعً االخرى و بصورة خاصة النظم الخبٌرة.
و تموم هذه الشبكات على فكرة خلك لدرات الذكاء و التعلم فً منظومات الحاسوب و تمٌل الى استخدام
الرموز فً حل المشاكل من خبلل عملٌة التعلم و التكٌؾ الذاتً مع الظروؾ و المتؽٌرات موضوع الفحص
والتحلٌل و الدراسة 19وتستخدم الٌوم الشبكات العصبٌة المحوسبة فً مختلؾ مجاالت أنشطة االعمال و المال
و الصناعة و الخدمات و التجارة و على وجه التحدٌد تستخدم الشبكات العصبٌة بصورة واسعة فً دعم
المرارات المالٌة و المصرفٌة ،و تحلٌل و إدارة محفظة االستثمار والتنبإ بؤسعار االسهم والسندات و التنبإ
بؤسعار صرؾ العمبلت ,كما تزدهر تطبٌمات الشبكات العصبٌة المحوسبة فً مجال إدارة العملٌات و لحل
المشكبلت اللوجستٌة و دعم لرارات الرلابة والسٌطرة...
لذلن ٌتطلب عند تصمٌم هذه الشبكة الحصر الدلٌك للبٌانات الداخلة فً التصمٌمو ترجمتها أرلام و ذلن
بمراعاة الخطوات التالٌة :20
تحدٌد أهداؾ المرارات التً تتخذها و ترتبها حسب األولوٌة .
اتخاذ أكثر المرارات فعالٌة من بٌن عدد من الخٌارات المحتملة .
تنفٌذ المرار الذي تتخذه و تمٌٌم النتابج المترتبة علٌه
ثالثا :المنطك الضبابً ( الغامض ) :
المنطك الضبابً ( الؽامض الذي ٌسمى أٌضا المنطك المبهم أو المابع هو لبل كل شًء طرٌمة معٌنة فً
اإلدران تحاكً طرٌمة إدران االنسان لتمدٌم المٌم و ما ٌرتبط بها من مرجعٌات و من خبلل بٌانات ؼٌر تامة
أو بٌانات ضبابٌة ,فبدال من االستناد على التصنٌؾ الزوجً العددي ( نعم ال ) ٌمٌل المنطك الضبابً الى
استخدام عدة تصنٌفات احتمالٌة بٌن كلمة نعم و كلمة ال .21
و منه ٌمكن المول أن المنطك الؽامض الضبابً هو شكل أو إطار إدران و تفكٌر ٌجعل من الممكن ربط
الحاالت الضبابٌة بشكل مشابه ألنماط الفبات الوصفٌة المتعددة الدرجات التً نستخدمها .
ظهر المصطلح ألول مرة فً سنة 0914حٌث تمت صٌاؼته من لبل Lotfi Zadehو االستاذ
Berkeleyو كانت الفكرة الربٌسٌة هً إنجاز تفكٌر من خبلل ربط لواعد الحاالت فً ضوء الشروط التً
19
Alter 5, Information Systems: The Foundation Of E-Business 326.
20
فروم دمحم الصالح ،بوجعادة الٌاس ،سلٌمانً عز الدٌن دور أنظمة المعلومات المعتمدة على الذكاء االصطناعً فً عملٌة صنع المرار اإلدارٌة.
الملتمى الوطنً السادس حول دور التمنٌات الكمٌة فً اتخاذ المرارات اإلدارٌة كلٌة العلوم االلتصادٌة و علوم التسٌٌر جامعة سكٌكدة الجزابر ،0119
ص.01.00,
21
ٌاسٌن سعد ؼالب نظم مساندة المرارات المرجع السابك ،ص 094
Page 15
تخضع للتؽٌٌر حٌث ٌستعان بالمنطك الؽامض ( الضبابً ( المحوسب للتعبٌر عن الظواهر على حمٌمتها و
فً ضوء سٌرورة الظاهرة المتحولة باستمرار.22
ففً العالم الذي نعٌش فٌه ,ال نستطٌع أن نإكد بصفة مطلمة أن االحداث التً تمع من حولنا هً صحٌحة
بدرجة مطلمة أو خاطبة بالدرجة نفسها ،على العكس من ذلن توجد درجة من االعتماد فً الحدث ،وتنعكس
درجة االعتماد فً حدوث الحدث باللؽة التً نستخدمها فنحن دابما نستخدم ربما من المحتمل ،و هذا الوضع
ٌنعكس بالتالً على معظم نظم و تمنٌات ال ذكاء االصطناعً .
إن نظم المنطك الضبابً المحوسبة المستخدمة فً مختلؾ تطبٌمات االعمال هً فً حد ذاتها نظم
دٌنامٌكٌة حٌث أن بٌانات العٌنة تتشكل و تبرمج طٌلة الولت الخاص على عكس التخمٌنات االحصابٌة تموم
نظم المنطك الضبابً الؽامض بوظٌفة التخمٌن من دون نموذج رٌاضً ٌوضح كٌفٌة اعتماد المخرجات على
المدخبلت .إنها تخمٌنات وتمدٌرات خالٌة من النموذج Modele - Free Estimatesو بالتالً نستطٌع
تدرٌبها وتعلٌمها بمرونة و من خبلل التجربة العملٌة .و فً الولت الحاضر تستخدم تمنٌات و نظم المنطك
الؽامض أو الضبابً مع نظم مندمجة أخرى تعمل بتمنٌات الذكاء االصطناعً مثل النظم الخبٌرة التً تعمل
بالمنطك الؽامض ,و الشبكات العصبٌة بالمنطك الؽامض أو شبكات المنطك الؽامض فً أهم مجاالت االعمال
و بصورة خاصة فً التطبٌمات المالٌة و المصرفٌة كالتنبإ بالعابد المتولع من األوراق المالٌة ،و إدارة
المخاطر و تخطٌط السٌولة النمدٌة ,و إدارة محفظة االستثمار إلى ذلن من التطبٌمات المهمة. 23
رابعا :الخوارزمٌات الجٌنٌة
من بٌن تطبٌمات الذكاء االصطناعً المهمة فً مجال أنشطة االعمال تمنٌة الخوارزمٌات الجٌنٌة التً
تستخدم بصورة واسعة فً مجال البحث عن أفضل الحلول و البدابل المتاحة .فتمنٌة الذكاء االصطناعً
المحوسب الذي ٌستخدم منهجٌة التطور و الصراع للوصول الى الحل االمثل بالطرٌمة نفسها التً تنشؤ و
تتطور فٌها الجٌنات كما تستخدم مثبل ما ٌعرؾ بالترابط الجٌنً Genetec Combinationو ما ٌعرؾ
بمصطلح ، Mutationكما تموم بعملٌة االنتخاب الطبٌعً Natural Selectionفً التصمٌم باالستناد
على مفاهٌم التطور . Evolutionهذه المصطلحات و ؼٌرها مؤخوذة من مفاهٌم نظرٌة التطور التً لدمها
تشارلز داروٌن فً كتابه أصل االنواع .
22
Alter S, Information Systems: The Foundation Of E-Business p ،333.
23
اد خوالد أبو بكر كتاب جماعً تطبٌمات الذكاء االصطناعً كتوجه حدٌث لتعزٌز تنافسٌة منظمات االعمال المرجع السابك ،ص.20
Page 16
و هنا ٌبلحظ كٌؾ ٌلوذ علم الحاسوب وتطبٌماته فً تكنولوجٌا المعلومات بعلم البٌولوجٌة أي كٌؾ تلوذ
المادٌات بمنطك الحٌاة إذا صح التعبٌر. 24
تموم تمنٌة الخوارزمٌات الجٌنٌة على فكرة عملٌة لبرنامج محوسب تتنافس فٌه الحلول ( أو البدابل
الممكنة للمرار مع بعضها البعض اآلخر .و من خبلل الكفاح التطوري فان البماء هو الحل االفضل الذي
ٌبمى والفا فً هذا الكفاح التطوري من أجل البماء.25
وضعت نظم الخوارزمٌات الجٌنٌة لتصمٌم و التراح الحلول للمشكبلت التً تتعامل مع عدة متؽٌرات
مرشحة و مإثرة مثل وجود عدد من المرشحٌن للمرض و وجود عشرات بل و ربما مبات العوامل التً
ٌجب وزنها وتمدٌرها كؤساس للمفاضلة بٌن هإالء المرشحٌن كما تستخدم تمنٌات الخوارزمٌات الجٌنٌة فً
مجاالت االعمال المالٌة و المصرفٌة و فً تطبٌمات االستثمار كما تستخدم لحل مشكبلت العملٌات اللوجستٌة
و السٌطرة على حركة المواد .26و تطبك فً مختلؾ أنواع التكنولوجٌات الحدٌثة بما فً ذلن تكنولوجٌا
الفضاء المواد التكنولوجٌا الحٌوٌة .
الفمرة الثانٌة :أهمٌة الذكاء االصطناعً فً المستمبل
إن االهتمام الكبٌر الذي ٌحظى به الذكاء االصطناعً على كل المستوٌات هو ابرز المإشرات على
اهمٌته ،و أهمٌة الذكاء االصطناعً و اآلالت هً امتداد ألهمٌة اآللة فً حٌاة البشر منذ أمد بعٌد ,و مع
أهمٌة كل اختراع جدٌد و برٌمه تتضاءل االختراعات التً تسبمه ,الن تطورات الطبٌعٌة لآلالت ضرورة
حتمٌة ألنها تجاري نسك الحٌاة التً تسٌر فً اتجاه التعمٌد و كلما زادة الحٌاة صعوبة تؤتً اآلالت الجدٌدة
لتساهم بشًء من الرفاهٌة و الٌسر و لد وصل عالمنا الٌوم الى مرحلة من التطور الهابل والتشابن فً
الوظابؾ و التعمٌد فً المهام و ٌحتاج فعبل الى آالت ؼٌر التملٌدٌة لتساٌر هذه المرحلة الزمنٌة و المراحل
المادمة التً سٌكون فٌها تسارع التعمٌد أكثر اطرادا مما عهدناه فً العصور السابمة – المرٌبة و البعٌدة .27
و باختصار فإن أهمٌة الذكاء االصطناعً هً أكبر من أن تحصى فً نماط سرٌعة و لكن ٌمكن االشارة
الى بعض جوانبها ومنها :
ٌ . ساهم الذكاء االصطناعً فً المحافظة على الخبرات البشرٌة المتراكمة بنملها لآلالت الذكٌة .
24
ٌاسٌن سعد ؼالب نظم مساندة المرارات المرجع السابك ،ص .091
25
.Waston RT, Data Management: Databases And Organization, John Wiely & Sons, New York, USA1999, p 481
26
ٌاسٌن سعد ؼالب نظم مساندة المرارات المرجع السابك ،ص .099
27
د .عادل عبد النور مدخل إلى عالم الذكاء االصطناعً مدٌنة الملن عبد العزٌز للعلوم والتمنٌة KACSTالسعودٌة ,0119ص .1-9
Page 17
. تمكن االنسان من استخدام اللؽة االنسانٌة فً التعامل مع اآلالت و استخدامها فً متناول كل شرابح
المجتمع حتى من ذوي االحتٌاجات الخاصة بعد أن كان التعامل مع اآلالت المتمدمة حكرا على
المختصٌن و ذوي الخبرات
. للذكاء االصطناعً دورا مهما فً الكثٌر من المٌادٌن الحساسة كالمساعدة فً تشخٌص االمراض و
وصؾ األدوٌة واالستشارات المانونٌة و المهنٌة و التعلٌم التفاعلً ,و المجاالت االمنٌة والعسكرٌة .
.تساهم االنظمة الذكٌة فً المجاالت التً ٌصنع فٌها المرار ,فهذه االنظمة تتمتع باالستمبللٌة و الدلة
والموضعٌة و بالتالً تكون لراراتها بعٌدة عن الخطؤ و االنحٌاز و العنصرٌة أو االحكام المسبمة أو حتى
التدخبلت الخارجٌة أو الشخصٌة . .تخفؾ اآلالت الذكٌة عن االنسان الكثٌر من المخاطر و الضؽوطات
النفسٌة و تجعله ٌركز على أشٌاء أكثر أهمٌة و أكثر إنسانٌة و ٌكون ذلن بتوظٌؾ هذه اآلالت للمٌام باألعمال
الشالة والخطرة و استكشاؾ االماكن المجهولة و المشاركة فً عملٌات االنماذ أثناء الكوارث الطبٌعٌة ،كما
سٌكون لهذه اآلالت دورا فعال فً المٌادٌن التً تتضمن تفاصٌل كثٌرة تتسم بالتعمٌد ,و التً تحتاج الى تركٌز
عملً متعب و حضور ذهنً متواصل و لرارات حساسة و سرٌعة ال تحتمل التؤخٌر و الخطؤ ..28
فؤهمٌة الذكاء االصطناعً تشمل العدٌد من الجوانب وفعبل لٌس من السهل حصرها و علٌنا االعتراؾ
بؤن الذكاء االصطناعً لد ٌكون أكثر لدرة حتى على البحوث العلمٌة و لد ٌتسلم عجلة المٌادة للوصول الى
المزٌد من االكتشافات ,و بالتالً سٌكون عامبل مهما فً زٌادة تسارع النمو والتطور فً المٌادٌن كافة
مستمببل.
ٌمكن المول ان تمنٌة الذكاء االصطناعً تمنٌة استراتٌجٌة حتمٌة تعمل على الحصول على كفاءة أكبر و
فرص جدٌدة لتحمٌك المٌزة التنافسٌة للعدٌد من المجاالت ،فمع الذكاء االصطناعً ٌمكن للمنظمات انجاز
المزٌد من المهام فً ولت ألل من خبلل دعم تطبٌماته الحدٌثة ( النظم الخبٌرة الشبكات العصبٌة االصطناعٌة
نظم المنطك الؽامض ,نظم الخوارزمٌات الجٌنٌة ( للمرارات .و لكن الذكاء االصطناعً ال ٌزال تمنٌة جدٌدة
ومعمدة .فللحصول على ألصى استفادة منها ،تحتاج المنظمة إلى خبرة فً كٌفٌة إنشاء حلول الذكاء
االصطناعً وإدارتها على نطاق واسع كما ٌتطلب مشروع الذكاء االصطناعً أكثر من مجرد توظٌؾ عالم
بٌانات فٌجب على المنظمات تنفٌذ األدوات و العملٌات و استراتٌجٌات االدارة لضمان نجاح تمنٌة الذكاء
االصطناعً .
كما وجدنا أن تطبٌمات الذكاء االصطناعً تموم بعدة وظابؾ ,أهمها ما ٌلً :
- 0إنتاج معرفة مفٌدة .
28
عادل عبد النور مدخل إلى عالم الذكاء االصطناعً المرجع السابك ص .9
Page 18
- 0تخزٌن المواعد المنهجٌة للتعامل مع المعرفة المخزونة .
- 2العمل على اكتساب المعرفة االنسانٌة المتراكمة وتحدٌثها و المحافظة علٌها و بالتالً استثمارها فً حل
المشكبلت اإلدارٌة و بصورة خاصة المشكبلت االستراتٌجٌة .
- 4االستثمار االمثل للمعرفة والخبرات العلمٌة و التطبٌمٌة
- 9تفعٌل المعرفة المخزونة الكترونٌا واستخدامها فً اتخاذ المرارات االستراتٌجٌة.
ومنه نستنتج أن التطبٌمات الحدٌثة لتمنٌات المعلومات تتجه نحو استخدام لدرات الذكاء االصطناعً فً
مجاالت الدعم االساسٌة لئلدارة و بصورة خاصة عملٌات اتخاذ المرارات بطرق ؼٌر تملٌدٌة .
المبحث الثانً :تجلٌات الذكاء االصطناعً فً االنظمة المانونٌة
إن الذكاء االصطناعً بات جزء ال ٌتجزأ من صناعة التكنولوجٌا الحدٌثة ،لما له من خوارزمٌات
وتطبٌمات وتمنٌات تعتمد على النظم الذكٌة فً صناعة المرار ،وله مزاٌا عدٌدة فً جمٌع المطاعات
االلتصادٌة واالجتماعٌة والتعلٌمٌة والمانونٌة.
وٌعد المجال المانونً من أهم المجاالت التً تسعى إلى تطوٌر منظومتها الرلمٌة واستجبلب تمنٌات
الذكاء االصطناعً إلٌها ،لما لهذا المجال من أهمٌة بالؽة فً المجتمع الذي بانعدامه – المانون ال ٌمكن أن
نتصور لٌام دولة الحك والمانون.
أي إن المواعد المانونٌة مرتبطة بالتؽٌٌرات التً تطرأ فً دول العالم ،وهً لٌست ثابتة ومرتكزة ،بل
متجددة -ألن من خصابصها أنها لاعدة اجتماعٌة األمر الذي ٌوحً تماما أنه أي مستجد ٌطرأ فً الوالع إال
وٌإثر على النظم المانونٌة ،وهذا ما نلمسه فً ظل التطور السرٌع للتكنولوجٌا الذي أدى بالتشرٌع المؽربً
إلى إصدار لوانٌن 29أكثر دلة تتبلءم مع عصر الرلمنة الشًء الذي ٌمكن أن ٌمودنا تماما إلى ان التزاٌد
التكنولوجً هذا لد ٌإدي ال محالة فٌه إلى أن األنظمة الذكٌة لها ارتباط وثٌك بالمجال المانونً.
فؤصبح إذن الذكاء االصطناعً والعا مفروضا فً حٌاة البشر لكونه ٌتدخل فً جمٌع األنشطة الحٌاتٌة
التً ٌموم بها البشر ،بل أكثر من هذا ٌتدخل فً جمٌع فروع المانون كالمانون المدنً والتجاري
واالجتماعً ...ولذلن فإن الموجة التكنولوجٌا التً هً فً تزاٌد مستمر ستوضح أنه ال ٌمكن للبشر أن
ٌستؽنوا عن خدمات الذكاء االصطناعً ،فالمستمبل المرٌب سٌكشؾ ال محالة فٌه أن التكنولوجٌا ستصبح من
األساسٌات التً سٌحتاج لها اإلنسان فً المٌام بواجبه المجتمعً.
المطلب األول :تأثٌر الذكاء االصطناعً فً مجال العمود
29
على سبٌل المثال المانون رلم 92.19المتعلك بالتبادل اإللكترونً للمعطٌات المانونٌة الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ .رلم 0.11.009فً 21نونبر
،0111ج.ر.ع ،9914بتارٌخ 9دجنبر ،0111ص .2119
Page 19
ٌعد مجال العمود من أهم المجاالت فً حٌاة اإلنسان ،إذ إن الفرد ٌمع على عاتمه تحمل جمٌع االلتزامات
العمدٌة أو التصرفات المانونٌة التً أبرمها عن طواعٌة وبمحض إرادته الحرة ،بمعنى أنه ال ٌضطر إلى
تحمل االلتزامات ؼٌر العمدٌة بتاتا ،وبالرؼم من هذا فإنه لد ال ٌستطٌع أحٌانا أن ٌمنع عن التعالد مطلما،
30
أو العمود نظرا ألن أؼلب مصالحه الٌومٌة ترتبط بمجال العمود سواء تعلمت منها بالعمود المهمة
البسٌطة. 31
ونظرا لما عرفته الثورة الصناعٌة من تطورات فً المجال التكنولوجً والرلمً ،جعل مجال العمود هذا
ال ٌبمى حبٌسا فٌما هو تملٌدي؛ بل تعداه إلى ما هو حدٌث وإلكترونً ،وهو ما أصبحنا نراه فً والعنا هذا،
الذي ال تكاد التكنولوجٌا تخلو منه ،بحٌث انتملنا من العمود العادٌة إلى العمود اإللكترونٌة .
لكن التطور التكنولوجً لم ٌتولؾ هنا؛ بل إن العالم ٌشهد اآلن سبالا فً العولمة ،والتً أصبحت تنافس
الذكاء اإلنسانً ،بمعنى أن االختراعات اإلنسانٌة المرتبطة بمضاٌا التكنولوجٌا الحدٌثة أفرزت لنا نوعا جدٌدا
من االختراعات التً اصطلح علٌها بالذكاء االصطناعً ،والذي ٌتمثل فً عدة خوارزمٌات وأنظمة متطورة
تسهم فً إنجاز مختلؾ المهام التً ٌموم بها البشر ،وأخص بالذكر إبرام العمود.
ولد تولد عن الذكاء االصطناعً الحدٌث العمود الذكٌة ،التً تشبه لحد كبٌر العمود اإللكترونٌة أو العمود
المبرمة عن بعد ،بحٌث ٌتم إبرامها من لبل أنظمة ذكٌة تنتج لنا فً األخٌر عمدا مكتمبل ألركانه وشروطه،
ونظرا لهذا فإن الذكاء االصطناعً له دور مهم فً مجال العمود ،بؽض النظر عن كونه ما زال حدٌث العهد.
الفمرة األولى :إبرام العمود الذكٌة بواسطة الذكاء االصطناعً
ٌعد العمد من أهم المصادر الجوهرٌة لبللتزام ،لكونه عبارة عن توافك إرادتٌن على إحداث أثر
لانونً ،32وإذا كان المشرع المؽربً لم ٌعرؾ لنا العمد بتاتا -وهو ما أحسن صنعا من خبلله لكون أن مسؤلة
التعرٌؾ ٌجب أن تترن للفمه واالجتهاد ،فإن المشرع الفرنسً ذهب عكس هذا ،ولام بتعرٌؾ العمد بكونه "
اتفاق ٌلتزم بممتضاه شخص أو أكثر نحو شخص أو أكثر بإعطاء أو بعمل شًء أو االمتناع عن عمل
شًء.33
30
هً العمود المنظمة لانونا والمنصوص علٌها بنصوص لانونٌة والتً تستوجب شروطا واحكاما إلبرامها ،كما تحدث آثارا لها بعد اإلبرام ،على سبٌل
المثال عمد البٌع ،عمد الكراء.....
31
-مثبل :عمد شراء الصحٌفة ،أو التناء بعض اللوازم الضرورٌة للعٌش.....
32
مؤمون الكزٌري النظرٌة العامة لبللتزامات ،فً ضوء لانون االلتزامات والعمود المؽربً -أوصاؾ االلتزامات" ،ج ،0دون ذكر المطبعة ط 0لسنة
0910ص.00،
33
L'article 1101 du C.C.F stipule:" le contrat est un accord do volontés entre deux ou plusieurs personnes destiné à
"créer, modifier transmettre ou éteindre des obligations.
Page 20
بداٌة فالعمد الذكً ٌكون عبارة عن مجموعة من الوعود التً تكون محددة فً نمط رلمً على شكل
أكواد ،وال ٌتم التعبٌر عنه فً صورة كتابٌة بل فً شكل أكواد رلمٌة ،بما فً ذلن البروتوكوالت التً
بموجبها ٌإدي أطراؾ العمد الوعود وااللتزامات محل التعالد الذكً ،والؽرض من هذه العمود هو إنشاء
سلسلة من اإلرشادات المابلة للتنفٌذ والمعالجة حاسوبٌا ،وهذه اإلرشادات ؼالبا ما تنطوي إرادات األطراؾ
المتعالدة فعلها عند الترتٌب للتعالد .
أوال :إبرام العمود الذكٌة عن طرٌك النٌابة
كما هو معلوم أن النٌابة فً التعالد 34هً عبارة عن نظام لانونً ٌطلب بواسطته شخص ٌسمى المنٌب
( ،)Déléguantمن شخص آخر ٌسمى المناب ( ،)Délégueبؤن ٌموم بتصرؾ ما أو ٌلتزم بهذا التصرؾ
لمصلحة شخص آخر ٌسمى المناب لدٌه ( ، 35)Delegationبعبارة أخرى فالنٌابة فً التعالد تعد تصرفا
لانونٌا ٌتم من خبللها حلول إرادة النابب محل إرادة األصٌل من أجل إبرام تصرؾ لانونً معٌن ،مع
انصراؾ آثار هذا التصرؾ إلى األصٌل.
وهذا ٌعنً الوكالة بمفهومها التملٌدي تعتمد بالدرجة األولى على ثمة الموكل بالوكٌل ،وؼالبا ما ٌتم
إبرامها بتبللً الطرفٌن واتفالهما مباشرة على طبٌعة المهمة الموكلة للموكل ،ؼٌر أن تطور طبٌعة التعامبلت
وانتمال األشخاص من العالم المادي المحسوس إلى العالم االفتراضً ،تم إٌجاد برمجٌات إلكترونٌة حاسوبٌة
تسهل العمل فً العالم االفتراضً ،وٌكون باستطاعة المتعاملٌن أن ٌفوضوا أعمالهم وتصرفاتهم إلى هذه
البرمجٌات التً ستتعامل معها بشكل ذاتً ومستمل مع بٌبتها المحٌطة للعمل وإكمال مهمتها بنجاح. 36
هذا ،وأنه ال ٌوجد أي ؼموض بخصوص حلول خوارزمٌات الذكاء االصطناعً فً التعالد بالنٌابة ،أي
أن األنظمة الذكٌة فً هذه الحالة ستكون عبارة عن وكٌل ذكً عن المصمم أو المالن فً إبرام التصرؾ
المانونً ،بحٌث تتصرؾ كالوكٌل العادي ،وٌحاكً ما ٌموم به الوكٌل العادي من األعمال والتصرفات
المانونٌة ،وإذا كان المفهوم التملٌدي للوكٌل ارتكز على إبرام التصرفات المانونٌة فً مجلس العمد بٌن
حاضرٌن أو ؼاببٌن ،فإن االنتشار السرٌع للرلمنة أفرز نوع جدٌد من الوكبلء التً تعتمد على برامج
حاسوبٌة وتموم بمهامها افتراضٌا على شكل معامبلت إلكترونٌة .
34
ٌنص الفصل 001من لبل .ع على أنه " :اإلنابة التصرؾ بممتضاء ٌحول الدابن حموله على المدٌن لدابنه هو ،وفاء لما هو مستحك علٌه له.
وتكون اإلنابة أٌضا فً تصرؾ من ٌكلؾ أحدا من الؽٌر بالوفاء عنه ولو لم ٌكن هذا الؽٌر مدٌنا لمن وكله على الوفاء".
35
مؤمون الكزٌري " :نظرٌة االلتزامات فً ضوء لانون االلتزامات والعمود المؽربً -أوصاؾ االلتزام والمضاإه وانتماله ،ج ،0بدون ذكر المطبعة،
ط،0941 ،0ص .001
36
أحمد لاسم فرح " استخدام الوكٌل الذكً فً التجارة اإللكترونٌة -دراسة لانونٌة ممارنة فً إطار ماهٌته ونفاذ تصرفه" ،ممال منشور بمجلة المفكر،
المجلد ، 02ع ،0لسنة ،0101ص .09
Page 21
إن مسؤلة تعرٌؾ الوكٌل الذكً عرفت نماشا فمهٌا عمٌما ،ولم ٌتوصل إلى اتفاق معٌن على تعرٌفه،
بحٌث إن هنان من ٌعرفه بكونه " برنامج إلكترونً معد لٌتصرؾ نٌابة عن شخص معٌن" ،أو هو" :
برنامج من برامج الحاسوب اآللً ٌتمٌز بخصابص االستمبللٌة والمدرة على التعامل مع ؼٌره من البرامج أو
األشخاص والمدرة على رد الفعل والمبادرة".
وبالعودة للتشرٌع المؽربً خصوصا فً ق.ل.ع ،نجده لم ٌعرؾ لنا الوكٌل الذكً بل إنه لضى فً المادة
-21أن هنان إمكانٌة استخدام الوسابل اإللكترونٌة من أجل وضع عروض تعالدٌة أو معلومات متعلمة بسلع
أو خدمات رهن إشارة العموم من أجل عمد من العمود ،لكن بالعودة إلى المانون رلم 3720.11نجده لد أشار
صراحة إلى كون أن أحكام الباب الثانً منه المتعلك بالعمود المبرمة عن بعد ال تطبك على العمود المبرمة
بواسطة موزعٌن آلٌٌن أو محبلت تجارٌة مجهزة باآلالت ،وهذا اعتراؾ من المشرع المؽربً بتمنٌات الذكاء
االصطناعً منها الوكٌل الذكً.
وفً نفس الصدد ،إذا تمعنا النظر فً المانون رلم 0.11المتعلك بحموق المإلؾ والحموق المجاورة، 38
نجده لد عرؾ لنا برنامج الحاسوب بكونه عبارة عن مجموعة من التعلٌمات المعبر عنها بكلمات أو رموز أو
رسوم او بؤي طرٌمة أخرى -حٌنما تدمج فً دعامة لابلة لفن رموزها بواسطة آلة -أن تنجز أو تحمك مهمة
محددة ،أو تحصل على نتٌجة بواسطة حاسوب أو بؤي طرٌمة إلكترونٌة لادرة على معالجة المعلومات.
وبالتالً ٌتبٌن لنا أن المشرع المؽربً هو اآلخر لم ٌعرؾ لنا الوكٌل الذكً بطرٌمة صرٌحة بل إنه أشار
له بشكل محتشم ال ٌفهم إال بعد لراءة متؤنٌة للنصوص الواردة أعبله ،وهذا إن دل على شًء فإنما ٌدل على
خصوصٌة هذا النظام وما ٌتمٌز به عن بالً األنظمة اإللكترونٌة األخرى.
وفً نفس الصدد ذهب المشرع الفرنسً ،إلى االعتراؾ بالوكٌل الذكً بطرٌك ؼٌر مباشرة من خبلل
إجازته للتصرفات التً تتم عبر الوسابل والسجبلت اإللكترونٌة .39وبالنظر لهذه الخصابص التً ٌتمتع بها
الوكٌل الذكً ٌ ،مكن المول على أنه ال مانع فً إبرام العمود الذكٌة ،مادام له رإٌة اجتماعٌة من خبلل المدرة
على الرد والتكٌٌؾ مع بٌبته ،ولابلٌة للتؽٌٌر بشكل مستمر وفما لرؼبات أو سلون المستخدمٌن عبلوة على
ذلن ،فإن الماعدة المشتركة بٌن العمود التملٌدٌة والعمود اإللكترونٌة والعمود الذكٌة هً اإلٌجاب والمبول،
37
راجع :ظهٌر شرٌؾ رلم 0.00.12صادر فً 01فبراٌر ،0100بتنفٌذ المانون رلم 20.11الماضً بتحدٌد تدابٌر الحماٌة المستهلن ،ج ر.ع
1090بتارٌخ 2أكتوبر ،0102ص .1214
38
المادة األولى الرلم 02من المانون رلم 011المتعلك بحموق المإلؾ والحموق المجاورة الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ رلم 0.11.01بتارٌخ 09
فبراٌر ،0111ج رع ،4191بتارٌخ 01ماي 0111ص.0000 ،
39
المانون المتعلك بالثمة فً االلتصاد الرلمً لسنة ،0110المواد من 0011إلى 0219من المانون المدنً الفرنسً.
Page 22
والتً نجدها كذلن حاضرة فً مجال العمود الذكٌة عبارة عن برمجٌات آلٌة ،ولذلن فالوكٌل الذكً ما هو إال
أداة من أدوات التعبٌر عن إرادة مستخدمه.
فاإلٌجاب والمبول إذن ٌعدان أهم لاعدة مشتركة بٌن هذه العمود ،والوكٌل الذكً ٌفترض فٌه أنه سٌطبك
هذه الماعدة ،ولذلن فاالحتكام لها ٌمكن تطبٌك المواعد العامة الواردة فً المانون المدنً المؽربً ،خاصة فً
الجانب المتعلك بالوكالة فً العمود.
ثانٌا :إبرام العمود الذكٌة بصورة مستملة
إذا كانت خوارزمٌات الذكاء االصطناعً ٌمكن أن تتخذ صفة وكٌل عن المستخدم فً إبرام العمد -كما
سبك التطرق له -فإنه فً ممابل هذا لٌس هنان ما ٌمنع من أن تموم هذه الخوارزمٌات نفسها وبصورة مستملة
فً إبرام العمود ما دام أن العمد ٌنشؤ عن توافك إرادته الحرة إما بشكل صرٌح أو ضمنً.
ألجل ذلن ،وحتى تموم خوارزمٌات الذكاء االصطناعً فً حد ذاتها بإبرام عمد من العمود الذكٌة ،ال بد
من أن ٌتم مراعاة األركان األساسٌة للتعالد كما فً الحاالت التملٌدٌة ،وهً الرضً المحل ،السبب ،فإن
اجتمعت هذه األركان الثبلث اعتبر العمد آنذان صحٌحا ،واستوفى جمٌع شروطه ،ؼٌر أنه ٌمكن أن نمؾ هنا
لحظة تمعن واستدران بخصوص مدى مبلءمة هذه األركان لتمنٌات الذكاء االصطناعً؟ ومادام التشرٌعات
لد نظمت هذه األركان بنصوص لانونٌة .
إن ركنً المحل والسبب هنا ٌمكن اعتبارهما فً مجال الذكاء االصطناعً مثلهما مثل إبرام العمود
التملٌدٌة بعد استٌفاء شروطهما ، 40أما بخصوص ركن التراضً فمد ٌمؾ أمام جملة من التساإالت ،من
أهمها مدى استطاع تمنٌات الذكاء االصطناعً ولدرتها على التعبٌر عن إرادتها الحرة فً إبرام العمد؟
إن اإلجابة عن هذه التساإالت ٌمتضً منا بداٌة البحث عن أنواع العمود التً من الممكن أن تموم
41
،وهنا بإبرامها تمنٌات الذكاء االصطناعً ،والتً هً إما أن تكون عبارة عن :عمود مساومة حرة
ٌستدعً بالضرورة أن تدخل تمنٌات الذكاء االصطناعً فً تفاوض مع الطرؾ اآلخر ،أي أن كبل األطراؾ
40
ٌشترط فً المحل أن ٌكون موجودا او لاببل للوجود فً المستمبل ،أن ٌكون معٌنا أو لاببل للتعٌٌن أن ٌكون ممكنا ال مستحٌبل ،وأن ٌكون مشروعا
ولاببل للتعامل فٌه .و ٌشترط فً السبب أن ٌكون موجودا ،حمٌمٌا ،مشروعا.
راجع عبد المادر العرعاري" :نظرٌة العمد دراسة ممارنة الكتاب األول" ،مطبعة دار األمان -الرباط ط 9لسنة ،0101ص 004وص .091
41
ٌصطلح علٌها بالعمود االختٌارٌة وهً التً تتم فٌها منالشة بنود العمد بمحض اختٌار المتعالدٌن معا وفما لمبدأ العمد شرٌعة المتعالدٌن ،وتتمٌز هذه
العمود ٌكون أن أطرافها ٌكونان متساوٌان من حٌث المراكز االلتصادٌة وأن كبل منهما ال ٌكون مجبرا على لبول الشروط التعسفٌة التً لد ٌملٌها الطرؾ
اآلخر فً العمد لوجود إمكانٌة للتعالد مع طرؾ آخر ؼٌر تعسفً .
Page 23
المتعالدة ٌمومان بالدخول فً منالشات ومفاوضات بشؤن االتفاق على بنود العمد لٌتم فً األخٌر إبرام العمد
بشكل صحٌح.
ؼٌر أن تمنٌات الذكاء االصطناعً تختلؾ بحسب ما إذا كان الذكاء االصطناعً له نطالا عاما أو ضٌما
أو فابما ،فبالنسبة للحالة األولى لد تكون فٌها خطورة كبٌرة لعدم معرفة هذه األنظمة ألبعاد اتخاذ المرارات،
بمعنى أنها ال تمتلن فً هذه الحالة المدرة على التفاوض والتمٌٌز بٌن ما ٌمع وما ٌضر ،وما هو مجال الربح
والخسارة المتولع هنا ، 42لذلن فإن التعبٌر عن إرادتها هنا تكون محدودة جدا.
الفمرة الثانٌة :الذكاء االصطناعً فً مرحلة ما بعد إبرام العمد
عندما ٌستجمع العمد كافة العناصر البلزمة لنشونه وفما لما لرره المانون ،فإننا نكون أمام عمد صحٌح
ملزم ألطرافه فً حدود ما تم االتفاق علٌه فً صلب العمد ،وهذا ما ٌعرؾ بالموة الملزمة للعمد ،فبمجرد
حصول التراضً فً حالة توفرت الحاالت الواردة أعبله بخصوص موضوع االتفاق إال وكان العمد أو
التصرؾ شرٌعة المتعالدٌن ،بحٌث ال ٌحك لهما التراجع عن ممتضٌاته إال عن طرٌك التراضً المزدوج او
فً الحاالت التً ٌحددها المانون.43
وهو نفس الشًء بخصوص تمنٌات الذكاء االصطناعً التً تموم بإبرام العمود إما عن طرٌك النٌابة -
الوكٌل الذكً مثبل أو بصورة مستملة ،بحٌث إن العمد الذي ٌتم إبرامه هنا ٌكون ملزما لكبل األطراؾ المعنٌة،
ؼٌر إن مسؤلة تدخل خوارزمٌات الذكاء االصطناعً فً تنفٌذ العمد المبرم (أوال) ،أو فً مراجعة هذا العمد
(ثانٌا) ،تجعلنا نمؾ هنا لدراسة كل نمطة على حدة بشًء من التفصٌل.
أوال :إسهام تمنٌات الذكاء االصطناعً فً تنفٌذ العمد
إن تدخل تمنٌات الذكاء االصطناعً فً إبرام العمود ال تتولؾ عنده ،بل إنها على عكس ذلن لد تتعداها
إلى مرحلة ما بعد اإلبرام ،وهً لدرتها على تنفٌذ هذه العمود ،ولد سبمت اإلشارة إلى أن الذكاء االصطناعً
لد ٌجد رحبه فً مجال العمود الذكٌة بالدرجة األولى ،لكون هذه األخٌرة تتمٌز بكونها عمودا محوسبة.
وبالرؼم من ؼٌاب نصوص لانونٌة منظمة للعمود الذكٌة كما بٌنا أعبله ،فإن المواعد العامة الواردة فً
المانون المدنً تصلح للتطبٌك على هذا النوع من العمود ،كما هو الشؤن بالنسبة للعمود اإللكترونٌة الذي لم
ٌتصورها المشرع المدنً بمعزل عن المواعد العامة بالرؼم من أنه لام بتخصٌصها بنصوص خاصة،
وبالممابل فهل العمود الذكٌة المبرمة بواسطة تمنٌات الذكاء االصطناعً تعد عمودا ذاتٌة التنفٌذ؟ وهل ستطبك
علٌه المواعد العامة لتنفٌذ العمود أم ال؟.
42
أحمد على حسن عثمان انعكاسات الذكاء اإلصطناعً على المانون المدنً دراسة ممارنة " ،مجلة البحوث المانونٌة وااللتصادٌة ،ع 11لسنة ،0100
ص .0910
43
عبد المادر العرعاري ،م.س ،ص .221
Page 24
فتمنٌات الذكاء االصطناعً هنا ٌمكن أن ٌكون لها دور مهم ،أي ٌمكن أن تحل محل أي تعالد بٌن
الشركات وبٌن األفراد ،بحٌث تموم البرمجٌة بضمان وفاء كل طرؾ من األطراؾ المتعالدة بالتزاماته لبل
إتمام نتابج التعالد أو مبادلة المٌمة المتعالد علٌها ، 44ألن دورها ٌعزز أكثر فؤكثر أثناء السهر على التنفٌذ،
وأن ٌتم تنفٌذ كل ما اتفك علٌه أثناء إبرام العمد.
فبمجرد ما ٌتم استجماع الشروط إال وٌتم تنفٌذ األداءات العمدٌة المتفك علٌها بشكل ذاتً بواسطة العمد
الذكً بطرٌمة الند للند ،45وٌرتهن تنفٌذ العمد الذكً بحصولها ،مثبل إذا تعلك األمر بعمد إشهار ٌرتبط الممابل
فٌه بعدد زٌارات المولع ،فإن العمد الذكً ٌحتاج كً ٌنفذ األداءات العمدٌة ،إلى الحد األدنى المنجز من هذه
الزٌارات ،وهذا الحد ٌشكل عنصرا خارجٌا موجودا بالعالم المادي ،أي أن كلتا الكتلتٌن من سلسلة الكتل
تتضمن معطٌات معلوماتٌة ٌتفاعل بعضها البعض ،تخصص إحداهما لشروط العمد ،فً حٌن تتعلك األخرى
بالمعطى الخارجً الذي ٌتولؾ تنفٌذ العمد الذكً على وجوده.46
وما تجب اإلشارة إلٌه ،أن العمد الذكً لٌس من الضروري أن ٌعتمد على تمنٌة "البلون تشٌن" ،بمعنى
ٌمكن أن ٌعمل بشكل مستمل تماما عنه ،فإذا كان "البلون تشٌن" ٌتمتع بمٌزة المدرة على تخزٌن البٌانات
وتسٌٌر آثارها وتداعٌات العمد -مما ٌحد من األخطاء واالحتٌال؛ فإن العمد الذكً ٌتٌح إمكانٌة برمجة الرموز
التً سٌتم تنفٌذها تلمابٌا دون الحاجة إلى وسٌط ،فمثبل العمد الذكً الذي ٌنص على صفمة مع تسلٌم مبلػ من
المالٌ ،تم دمج الرموز فً سلسلة الكتل فً شكل كتلة معاملة جدٌدة ،وبمجرد استٌفاء الشروط ٌتم تنفٌذ العمد
من تلماء نفسه إلرسال مبلػ المال. 47
وبالتالً ٌمكن المول إن تمنٌات الذكاء االصطناعً ٌبمى دورها مهما فً هذا الجانب المتعلك بتنفٌذ العمد
ممارنة بما هو تملٌدي -الذي ٌمكن معه إٌجاد صعوبات كثٌرة فً التنفٌذ ،ولذلن فإن الذكاء االصطناعً ٌعد
مجاال خصباٌ ،حتوي على برامج متطورة تسهل أداء مهامه بالطرٌمة التً أعدها مصممه أو مبرمجه.
ثانٌا :استخدام تمنٌات الذكاء االصطناعً فً مراجعة العمود
ال أحد ٌستطٌع إنكار أو تجاهل دور الذكاء االصطناعً فً مختلؾ فروع المانون خاصة المانون المدنً
والتجاري والجنابً ...بحٌث إن دوره ٌتمٌز بالدلة والسرعة كذلن فً مراجعة العمود أكثر من البشر ،وذلن
44
أحمد على حسن عثمان ،مس ،ص .0914
45
طرٌمة الند للند ما هً إال اختصار لكلمة ،P2Pوهو برنامج للتبادل عبر شبكة تكون فٌها كل ند عمٌل وخادم ( ،)Client et Serveurفالند او العمدة
أو المستعمل كلها عناصر تشكل مكونات نظام الند للند.
Page 25
لكونه مبرمجا على برمجٌات وأنظمة معلوماتٌة متطورة ،هذه األنظمة الذكٌة تساعده على المراجعة بدلة
كبٌرة وسرعة شدٌدة مما لد ٌترتب إمكانٌة االستؽناء على المحامٌن البشر فً بعض المهام خصوصا فً
مجال المراجعة هذه كما أنه ٌمكن استخدام هذه التمنٌات فً إجراء التحلٌبلت للسوابك المضابٌة.48
وإذا كانت مهمة مراجعة العمود فً الؽالب ٌتم إسنادها لمحامً متخصص ،فإنه لم ٌعد ٌمنع أن ٌؤخذ هذه
المهام فً المستمبل -ذكاء اصطناعً ،حتى وإن كان اآلن العدٌد من مكاتب المحاماة حالٌا ٌستخدمون الذكاء
االصطناعً فً أعمال متعلمة بإجراء األبحاث وحساب الفواتٌر ،لكن ال ٌولون اهتماما بالتحول الكبٌر الذي
ٌحدث فً مجال المحاماة ،إذ من المتولع أن تختفً العدٌد من الوظابؾ المانونٌة بحلول العمد المادم.
وبالتالً ٌمكن المول إن الوالع أصبح ٌظهر أهمٌة الذكاء االصطناعً فً المجتمع من أي ولت مضى،
وهذا ال ٌعنً أن البشرٌة ستنتهً بل إنها على العكس من ذلن ستعمل جنبا إلى جنب مع هذه التمنٌات،
فالمحامً فً حد ذاته سٌإدي دوره ومهمته بفضل المساعدة التً ستمدمها له هذه التمنٌات ،وذلن بنوع من
الدلة والسرعة والمرونة ،خصوصا فً الجانب المتعلك بمراجعة العمود الذي لربما تؤخذ من المحامً ولتا
أطول لصد مراجعة عمد واحد منها ،فً حٌن أن تمنٌات الذكاء االصطناعً تستطٌع أن تراجع العمد أضعافا
مضاعفة عما ٌموم به العنصر البشري.
المطلب الثانً :الذكاء االصطناعً والعدالة الجنائٌة
ٌعد مجال العدالة الجنابٌة من المجاالت التً ترتبط بالمصالح المجتمعً ،وتحمٌه مما ٌهدد أمنه وسبلمته
والتً من بٌنها نجد الجرٌمة .فالجرٌمة تزعزع استمرار المجتمعات ،وتزرع فً نفوس األفراد الهلع
والخوؾ ،وتدمر األمن وتمس بالنظام العام الداخلً للببلد ،األمر الذي ٌجعل محاربة الظاهرة اإلجرامٌة فً
أي مجتمع من المجتمعات ضرورة حتمٌة ال ؼنى عنها ،ؼٌر أنه ال ٌمكننا تسلٌم المول بؤن الجرٌمة سٌتم
محاربتها بشكل نهابً ،بل على األلل مكافحتها ومنع ولوعها ،وذلن باستصدار نصوص لانونٌة زجرٌة
وجنابٌة تخاطب كل من سولت له نفسه زعزعة أمن واستمرار المجتمع ،وهذه النصوص المانونٌة تعد
مواجهة لكل سلون إجرامً ٌطرأ داخل المجتمع ،والثابت أن أجهزة العدالة الجنابٌة تتدخل من أجل العمل
والسهر على مكافحة الجرٌمة ،بٌد أن األمر لم ٌعد ممتصرا على الجرابم التملٌدٌة ،بل تعداه إلى جرابم ترتكب
عبر الوسابط االفتراضٌة أو الرلمٌةٌ ،طلك علٌها اسم الجرابم اإللكترونٌة ،والتً ٌنبؽً أن تواجهها أجهزة
العدالة الجنابٌة بما تملن من نصوص لانونٌة ألجل محاربتها أو التملٌل منها.
هذه الخوارزمٌات ستعد لٌمة مضافة فً مجال العدالة الجنابٌة لما لها من دور فً المجتمع فالذكاء
االصطناعً إذن ٌسهم فً المٌام بمساعدة ضباط الشرطة المضابٌة فً مكافحة الجرٌمة سواء تعلك األمر
48
أحمد على حسن عثمان ،مس ،ص .0940
Page 26
بالتنبإ بالجرابم أو بمبلحمة مرتكبٌها الفمرة األولى ،كما لد ٌكون له دور آخر ٌتمثل فً لدرة الذكاء
االصطناعً على محاكمة المجرمٌن ممترفً الجرابم الفمرة الثانٌة).
الفمرة األولى :إسهام الذكاء االصطناعً فً التنبؤ بالجرٌمة وعدم اإلفالت من العماب
لمد بلػ الذكاء االصطناعً من التطور فً حٌاة البشرٌة ،إلى الحد الذي لم ٌعد ٌمتصر فمط على عبللاتهم
التعالدٌة فمط المدنٌة ،التجارٌة ،)...بل تعداها إلى ما هو أبعد من ذلن ،أي أنه ارتبط بؤجهزة العدالة ،التً
تهتم بتنظٌم سلوكٌات األفراد داخل المجتمع ،فالذكاء االصطناعً إذن بات أمرا ضرورٌا فً الحٌاة
المجتمعٌة ،فهو ٌسهم فً المٌام بمجموعة من التصرفات ،كون هذه األخٌرة تكتسب صبؽة تعالدٌة أو ٌمكن أن
تنصب على أمن وسبلمة المجتمع وحماٌته من الظواهر اإلجرامٌة التً هً فً تزاٌد مستمر.
فؤجهزة العدالة الجنابٌة أضحت فً حاجة ماسة إلى تجدٌد وسابل مكافحتها للجرٌمة ،خصوصا وأن
الجرٌمة تتطور ،ومن ذلن ظهور جرابم سٌبرانٌة أو معلوماتٌة ،49وبروز نوع جدٌد من المجرمٌن ٌطلك
علٌهم بالمجرمٌن السٌبرانٌٌن ، 50ولذلن بات من الضروري أن تنتمل هذه األجهزة مما هو تملٌديٌ ،متصر
فمط على ضبط الجرابم بالطرق التملٌدٌة ،إلى ما هو حدٌث ،أي ضبط الجرابم بالطرق الحدٌثة وعبر العالم
االفتراضً ،كل هذا من أجل التمكن فً األخٌر من التملٌص من هذه الجرابم المرتكبة.
من هنا فالعدالة بمختلؾ أجهزتها تملٌدٌة كانت أم متطورة لها عبللة وطٌدة بمجال الذكاء االصطناعً،
لما له من أهمٌة بالؽة فً هذا الجانب ،وذلن بالنظر للتمدم والتطور الذي ٌشهده العالم حالٌا ،وهو ما ٌفرض
على كل الدول أن تساٌره وتجدد أجهزتها بما ٌتبلءم والحالة هذه مع التكنولوجٌا الذكٌة ،وعلى رأسها الذكاء
االصطناعً فً المجال الجنابً.
أوال :مساهمة الذكاء االصطناعً فً التنبؤ بالجرٌمة
التنبإ بالجرٌمة 51لبل حدوثها ،ال ٌعد علما بالؽٌب ،وإنما هو تولع محتمل بل لد ٌكون راجحا مناطه
تحلٌل كم هابل من البٌانات باالعتماد على خوارزمٌات الذكاء االصطناعً ،52هذه األخٌرة أصبح لها أثر بالػ
49
هً كل سلون ٌتضمن تهدٌدا واضحا أو ضررا ٌمن بمصالح خاصة لؤلفراد أو عامة للدولة بمناسبة استخدام نظم المعلوماتٌة فً إطار المعالجة اآللٌة
للمعطٌات والبٌانات ،والتً ٌنتج عنها ختاما عملٌات اإلتبلؾ المادي المكونات تلن الوسابل أو تعطٌل استخدامها ،مثلما لد ٌنتج عنها تؽٌٌر وتعدٌل
محتوى البرامج والمعطٌات أو البٌانات ،أو حذفها أو إتبلفها.
راجعٌ :عٌش تمام شوفً " الجرٌمة المعلوماتٌة -دراسة تؤصٌلٌة ممارنة" ،سلسلة مطبوعات المخٌر الجزابر ،ط ٌ ، 0ناٌر ،0109ص .011
50
المجرم السٌبرانً هو ذلن المجرم الذي ٌتوفر على مهارات تمنٌة وعالٌة ودراٌة بالنظام المستخدم فً الحاسوب ،وهذه المهارات هً التً تمكنه من
اختراق الحسابات البرٌدٌة ،واألنظمة اإللكترونٌة المحمٌة أو إتبلؾ البٌانات أو محوها ....راجع رصاع فتٌحة " الحماٌة الجنابٌة للمعلومات على شبكة
األنترنٌت ،شهادة لنٌل دبلوم الماستر فً المانون العام ،كلٌة الحموق والعلوم السٌاسٌة ،جامعة أبً بكر بلماٌد للمسان الجزابر ،السنة الجامعٌة
،0100/0100ص .99
51
ٌمصد بها أن ٌتم تولٌع حدوث الجرٌمة مستمببل ،بؽٌة الحٌلولة دونها ،وبمدة كافٌة تمكن السلطة المختصة من منعها ،وترم جع فكرة التنبر الخوارزمً
للجرابم إلى الروابً األمرٌكً ،"Philipk Dickولد اتسمت معظم أعماله بالخٌال العلمً ،لعل أهمها رواٌة " ،"the Minority Reportوالتً نشرت
عام ،0991فً محلة " ،"Fantastic Universeوتروي المصة لدرة ثبلثة أشخاص على التنبإ بالجرٌمة لبل حدوثها.
Page 27
فً إجهاض الجرٌمة مبكرا ،ولذلن فإن مكافحة اإلجرام أمر ضروري وحٌوي ٌتجدد وٌتكرر بما ٌناسب والع
مجتمعه.
وال ٌخفى علٌنا أن النظرٌات الفمهٌة طالما كانت تتربص بالمجرم ،فتارة كانت تحلله نفسٌا ،وتارة
اجتماعٌا ،وتارة أخرى بٌولوجٌا ،حتى تمٌم خطورته اإلجرامٌة ،وتفرض علٌه التدابٌر المبلبمة لمنعه من
العودة الرتكاب الجرٌمة ،فخوارزمٌات الذكاء االصطناعً هً األخرى أصبحت اآلن تإدي هذه المهام
بصورة أدق وأسرع ،وبتكلفة ألل ،كما أنها تحتوي على تطبٌمات المطابمة الوجوه واألصوات والتعرؾ بدلة
على التصرفات الشاذة التً تنبا عن احتمال ولوع جرٌمة ما.
ولذلن فإن الذكاء االصطناعً ٌرتبط باألمن السٌبرانً مع تعلم لؽة اآللة ،التً تعد رابطة دلٌمة فً التنبإ
وال ترحم بدلتها فً تحدٌد األمر مسبما لبل حدوثه واستشراؾ المستمبل والذي ٌتٌح لؤلجهزة األمنٌة اتخاذ
اإلجراءات البلزمة لتبلفً حدوثها ،بحٌث أنها األنظمة الذكٌة تحدد هدفها بدلة عالٌة فً مكافحة الجرٌمة،53
وخاصة المتعلمة منها بالكشؾ عن المجرمٌن ،أي أنها ال تسمح بتدخل البشر إال بإدخال المعطٌات فمط،
وتزوٌدها بالحاالت المشابهة وتموم هً بالتحدٌد بدلتها والتنبإ بالمستمبل ،54وهو ما ٌجعلنا نذهب بالمول إلى
أن خوارزمٌات الذكاء االصطناعً أضافت الكثٌر فً مجال مواجهة الجرابم والجرٌمة السٌبرانٌة وحتى فً
مسرح الجرٌمة.
ومن أجل تحمٌك ؼاٌتها هذه تموم فً مجال العمل األمنً باالعتماد على مجموعة من التطبٌمات من
أهمها:55
تحلٌل فٌدٌو وتحلٌل الصور
فالذكاء االصطناعً هنا ٌستخدم من أجل الحصول على معلومات حول األشخاص واألشٌاء واإلجراءات
لدعم التحمٌمات الجنابٌة ،أي أن خوارزمٌات الذكاء االصطناعً هنا لها المدرة على مطابمة الوجوه وتحدٌد
األسلحة ،وؼٌرها ....
تحلٌل الحمض النووي:
52
الخوارزمٌات لد تعد تلن األداة التً تستخدمها تمنٌات الذكاء اإلصطناعً فً التنبإ بالجرٌمة ،وفً كشؾ عملٌات االحتٌال ،وعملٌات التسوٌك الفبات
معٌنة مستهدفة وحتى األداء ومدى اإللبال على شراء بعض المنتجات والسلع للمساعدة فً تطوٌر الصناعات التحوٌلٌة والتنبإ بالكوارث الطبٌعٌة.
53
إن دور تكنولوجٌا الذكاء اإلصطناعً ال ٌنحصر فمط فً مكافحة الجرٌمة ،بل ٌتعداه إلى مجاالت أخرى كعلم األدلة الجنابٌة وعلم الجرٌمة ساهمت
فً تمدٌم أدلة دامعة إلى الجهات المضابٌة حول الجرابم إلى جانب توفٌر معلومات ودالبل إلى األجهزة األمنٌة لفن الؽاز الجرابم المعمدة ،زد على ذلن
تإدي دورها بجانب األمن السٌبرانً والتحمٌمات الرلمٌن الجنابٌة ،وسنؤتً للحدٌث عن هذه النمط فً مستهل البحث.
54
عبد العزٌز عبٌد البكرة" الذكاء االصطناعً فً عالم الجرابم المعلوماتٌة ،ممال منشور بالمولع اإللكترونً تم االطبلع علٌه ٌوم 02ماي ،0104
على الساعة 09؛htpp://www.aljazirah.com 21
55
عماد ٌاسر دمحم زهٌر البابلً دور أنظمة الذكاء االصطناعً فً التنبإ بالجرٌمة" ،مجلة الفكر الشرطً المجلد ،01ع ٌ 001ولٌوز ،0109.ص 21
وما ٌلٌها.
Page 28
ٌمكن استخدام الذكاء االصطناعً فً اختبارات الحمض النووي الشرعً -التً كان لها تؤثٌر ؼٌر
مسبوق على أنظمة التحمٌك الجنابً طوال العمود الماضٌة لما لها من المدرة على المساعدة فً التحلٌبلت
المعمدة.
الطائرات بدون طٌار (:)Drones
تمتلن تمنٌة الذكاء االصطناعً هنا المدرة على مرالبة السبلمة وتوفٌر معلومات استخباراتٌة لٌمة ،كما
تسهم فً توفٌر استجابات أفضل ومستنٌرة لؤلوضاع الخطرة المحتملة.
تعمب أصوات إطالق النار:
فالنظام الذكً لد ٌستخدم لتعمب أصوات إطبلق النار بواسطة مجموعة من أجهزة االستشعار للتعرؾ
على مصدر الطلمات وتنبٌه السلطات المضابٌة فً ؼضون 49ثانٌة من الضؽط على الزناد ، 56مع إشعار
ألرب المستشفٌات.
نظام التعمب ()GPS
إن استخدام هذه التمنٌة ٌإدي إلى سهولة الحصول على البٌانات وتحدٌثها وتحلٌلها كمراءة لوحات
السٌارات وبطابك االبتمان وإتاحة الفرصة لتصمٌم النماذج ،Modelsوالتراح البدابل ،كما أنها تمنٌة تمثل
أداة تحلٌل جٌدة ،وهً ذات فاعلٌة عالٌة ٌحتاج لها الكثٌر من المخططٌن وصانعً ومتخذي المرار.
وبالتالً ،فخوارزمٌات الذكاء االصطناعً لها عبللة جد وطٌدة بمجال األمن وسبلمة المجتمع من
خبلل لدراتها العالٌة على التنبإ بالجرابم لبل حدوثها ،لٌنضاؾ هذا األمر إلى جهاز الشرطة المضابٌة
التنبإي ،والذي ما هو إال وسٌلة من أجل البحث لدر اإلمكان عن مرتكبً الجرابم والولوؾ لهم بالمرصاد.
ولد أصبحت الدول اآلن تلتجا لتجدٌد أجهزة العدالة الجنابٌة لكً تتوافك مع المستجدات التً ٌعرفها مجال
التكنولوجٌا الرلمٌة فمهمة الشرطة التنببٌة تسعى إلى التنمٌب والبحث فً مختلؾ التطبٌمات المذكورة
وؼٌرها ،وعلى مستوى موالع التواصل االجتماعً ،أو كامٌرا المرالبة الذكٌة الموزعة على الشوارع ،من
أجل العثور على المعلومات التً تتصل بالعمل اإلجرامً والمخل للنظام العام.57
ثانٌا :لٌام الذكاء االصطناعً بمالحمة المجرمٌن
56
هذا النظام ٌسمى ب "سوت سبوت ،تستخدمه حالٌا 91مدٌنة أؼلبها فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة ،وبعضها فً جنوب إفرٌمٌا وأمرٌكا الجنوبٌة،
ؼٌر أن مدن أخرى تدرس إمكانٌة تطبٌمه.
57
لال نابب وزٌر العلوم والتكنولوجٌا لدولة الصٌن الً منػ :إذا تمكنا من استخدام أنظمتنا الذكٌة ولدراتنا التكنولوجٌا بشكل جٌدٌ ،مكننا أن الكشؾ
مسبما األشخاص الذٌن لد ٌصبحون إرهابٌٌن فً المستمبل ،أو هإالء الذٌن لد ٌرتكبون جرٌمة ما" ٌحً دهشان دور الذكاء االصطناعً فً مكافحة
20:00الجرابم والتنبإ بالجرٌمة ،ممال منشور على المولع اإللكترونً تم االطبلع علٌه ٌوم 02ماي ،0104على الساعة -
http://www.yahyadhshon.com
Page 29
إذا كانت مهمة األجهزة األمنٌة بصفة عامة فً أي زمان ومكان تنصب حول البحث عن ولوع الجرٌمة،
والكشؾ عن هوٌة مرتكبٌها ،فً حالة ولوعها ،ومبلحمتهم ،فإن الذكاء االصطناعً ما هو إال تمنٌة من
التمنٌات التً أفرزتها التطورات التكنولوجٌاٌ ،موم بالتنبإ بالجرٌمة والبحث عن مرتكبٌها ومبلحمتهم لبل
ارتكابهم للفعل الجرمً.
وبالرجوع إلى لانون المسطرة الجنابٌة 58نجد المشرع المؽربً لد نص على أنه ٌمكن لضابط الشرطة
المضابٌة أن ٌمنع أي شخص ٌفٌد فً التحرٌات من االبتعاد عن مكان ولوع الجرٌمة إلى أن تنتهً تحرٌاته،
وإذا أظهر أو تبٌن لضابط الشرطة المضابٌة أن شخصا من الضروري معاٌنته فٌجب أن ٌموم بهذا اإلجراء
وٌتحمك من هوٌته ،وعلى هذا الشخص أن ٌمتثل للعملٌات التً ٌستلزمها هذا التدبٌر ،كما أن ضابط الشرطة
المضابٌة له الحك فً المٌام بالبحث التمهٌدي والتحمٌك مع أي شخص ٌشتبه فٌه ،كما ٌمكنه إجراء بحث
تلبسً فً حالة التلبس بالجرٌمة إذا توافرت الشروط المنصوص علٌها فً الفصل 91من ق.م.ج.59
أن الطفرة التكنولوجٌا الكبٌرة التً عرفها العالم تركت أثرها على العدٌد من المجاالت ،وساعدت رجال
الشرطة على التعرؾ على المشتبه فٌهم واإلمسان بالمجرمٌن ،بحٌث بات االعتماد على الروبوتات فً عمل
الشرطة لٌس باألمر الؽرٌب ،60والتً ٌسند له المٌام بالمهام الخطٌرة بدال من تعرٌض رجال األمن للخطر،
الشًء الذي ٌجعل رجال الشرطة فً الكثٌر من األحٌان ٌستعٌنون بالروبوتات لمواجهة المشتبه فٌهم خاصة
المسلحٌن ،بل أكثر من هذا ٌمكن لهذه األنظمة الذكٌة أن تساعدهم فً البحث عن المشتبه فٌهم فً المناطك
الوعرة التً ٌصعب الوصول إلٌها ،مثبل كالطابرات بدون طٌار Drones
58
تنص المادة 19من ق.م.ج على أنه ٌمكن الضابط الشرطة المضابٌة أن ٌمنع أي شخص مفٌد فً التحرٌات من االبتعاد عن مكان ولوع الجرٌمة إلى
أن تنتهً تحرٌاته.
ٌجب على كل شخص ظهر من الضروري معاٌنة هوٌته أو التحمك منها ،بناء على طلب من ضابط الشرطة المضابٌة ،أن ٌمتثل للعملٌات التً ٌستلزمها
هذا التدبٌر .وكل من خالؾ ممتضٌات الفمرة السابمة ٌتعرض لعموبة االعتمال لمدة تتراوح بٌن ٌوم واحد وعشرة أٌام وؼرامة ٌتراوح لدرها بٌن 011و
0.011درهم أو إلحدى هاتٌن العموبتٌن فمط".
59
تنص المادة 91من ق.م.ج على أنه " :تتحمك حالة التلٌس بجناٌة أو جنحة:
أوال :إذا ضبط الفاعل أثناء ارتكابه الجرٌمة أو على إثر ارتكابها
ثانٌا :إذا كان الفاعل ما زال مطاردا بصباح الجمهور على إثر ارتكابها ثالثا :إذا وجد الفاعل بعد مرور ولت لصٌر على ارتكاب الفعل حامبل أسلحة أو
أشٌاء ٌستدل معها أنه شارن فً الفعل اإلحرامً ،أو وجد علٌه اثر او عبلمات تثبت هذه المشاركة.
ٌعد بمثابة تلٌس بجناٌة أو جنحة ارتكاب جرٌمة داخل منزل فً ظروؾ ؼٌر الظروؾ المنصوص علٌها فً الفمرات السابمة إذا التمس مالن أو ساكن
المنزل من النٌابة العامة أو من ضابط الشرطة المضابٌة معاٌنتها.
60
إن هذه التجربة خاضتها الشرطة األمرٌكٌة أمثر من مرة فً والٌة كالٌفورنٌا وباالس وؼٌرهما لمواجهة بعض المجرمٌن بل والمضاء علٌهم فً
بعض األحٌان.
Page 30
كما أن التشرٌع البرٌطانً ذهب بعٌدا فً مجال إعمال الذكاء االصطناعً فً مساعدة الشرطة
61
ٌتبلءم مع عصر العولمة ،والذي ٌموم بمهمة مسح بصمات المضابٌة ،بحٌث تم تصمٌم تطبٌك ذكً
األصابع ،والؽاٌة منه هو تحدٌد هوٌة المشتبه بهم المحتملٌن فً ألصى سرعة ممكنة فً مكان الحادث ،وحتى
ٌتم التعرؾ على مرتكبً الجرٌمة دون الحاجة ألخذ ولت أطول فً اإلجراءات الجنابٌة ،بما فٌها التحمٌك
والوضع تحت الحراسة النظرٌة واالعتمال االحتٌاطً وؼٌرها ....
الفمرة الثانٌة :الذكاء االصطناعً و المحاكمة الجنائٌة
مما ال شن فٌه أن الثورة التكنولوجٌا التً ٌشهدها العالم فً هذه اآلونة والتً هً فً تزاٌد مستمر،
أحدثت تحوالت جذرٌة فً مجال العدالة الجنابٌة ال سواء بخصوص األجهزة األمنٌة ،وال بخصوص وسابل
اإلثبات الحدٌثة -كما سبمت اإلشارة إلٌه سابما أضؾ إلى ذلن التحوالت الكبرى التً حصلت بسببها أٌضا
حتى على مستوى المحاكم؛ حٌث صرنا ال نتحدث عن المحاكم التملٌدٌة فمط بل أصبحنا نتحدث إلى جانبها
عن المحاكم الرلمٌة ،والتً ترتكز باألساس على الوسابل اإللكترونٌة ،وتموم بمختلؾ المهام الموكولة لها
لانونا باستخدام الحاسب اآللً.
وعلٌه ،فإن المحكمة الجنابٌة الرلمٌة تهدؾ إلى تسرٌع البت فً المضاٌا لكونها تعفً أوال المتماضٌن فً
بعض الحاالت من الحضور إلى الجلسات وتملل النفمات ،وتسهل االستعبلم عن المعامبلت المضابٌة المختلفة،
الشًء الذي ٌإدي إلى تحمٌك االزدحام فً المحاكم وتملٌل نسب المشاحنات بٌن الخصوم أطراؾ الدعوى،
ولذلن فإن هذه المحكمة تستخدم مجموعة من الوسابل اإللكترونٌة لتسهٌل عملها كؤجهزة الحاسوب وشبكة
األنترنت التً تموم من خبللها بتحوٌل إجراءات التماضً التملٌدٌة إلى إجراءات إلكترونٌة ،أي االنتمال من
المستندات الورلٌة إلى الدعامات اإللكترونٌة.62
إن اآلونة األخٌرة التً ٌشهدها العالم من تطور مستمر فً المجال التكنولوجً ،سٌإدي مما ال شن فٌه
إلى بروز نمط جدٌد من التعامبلت لم ٌشهده العالم من لبل هذا النمط سٌتمثل فً بروز محاكم ذكٌة وهذا لٌس
باألمر المستحٌل ،وذلن لكون الثورة الرلمٌة تتزاٌد ٌوما بعد ٌوم بفضل العمل البشري الذي ٌخترع كل ما
61
هذا النظام ٌتضمن جهازا صؽٌرا ٌتصل بالهواتؾ الذكٌة ،بحٌث ٌسمح الولوج لبوابة الخدمات البٌومترٌة للبحث فً السجبلت الموجودة فً لواعد
بٌانات الشرطة.
أوردته شٌماء ؼزالة " دور الذكاء االصطناعً فً تعزٌز العدالة الجنابٌة ،رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً المانون الخاص ،كلٌة العلوم المانونٌة
وااللتصادٌة واالجتماعٌة ،جامعة الماضً عٌاض مراكش السنة الجامعٌة ،0100/0101ص .11
62
شٌماء ؼزالة ،م.س ،ص .11
Page 31
ٌتماشى مع حاجٌات العصر ،تعتمد على اإلنسؤلة فً تجاوبها مع المضاٌا المعروضة علٌها ،مما سٌكرس
ظهور اآلالت هنا.
ولد اتضحت بوادر اعتماد النظم الذكٌة فً المهن المانونٌة فً :التجربة األمرٌكٌة ،التً ما فتنت تساٌر
التمدم التكنولوجً ،مما ٌجعلها تتبنى فكرة المحامً اآللً ، 63وذلن بعد لٌام أكبر مكاتب المحاماة األمرٌكٌة
سنة ،0101بتشؽٌله والذي أطلك علٌه اسم " روس" ،بحٌث أنه ٌتمتع بذكاء اصطناعً فابك ٌماثل ذكاء
اإلنسان ،وٌموم باالطبلع على كل كتب المانون ،وٌعود بؤجوبة مرفمة بالمراجع والتشرٌعات ،وٌستطٌع
االستشهاد بمضاٌا مشابهة .إضافة إلى ذلن ٌموم بمرالبة المانون على مدار الساعة من أجل االطبلع على
المرارات الجدٌدة المحدثة ،مع إمكانٌة إٌجاد الحلول لمختلؾ المضاٌا التً تدخل فً االختصاصات التً برمج
علٌها ،ومن ضمنها لضاٌا اإلفبلس.
وبالرجوع إلى التشرٌع المؽربً ،نجده ما زال متؤخرا فً هذا الباب المتعلك بتكرٌس المحامً اآللً،
ؼٌر أنه حاول االستعانة بالتكنولوجٌا الحدٌثة من أجل دعم مهنة المحاماة ،بمعنى انطلمت نهاٌة 0114وبداٌة
0119خدمة تهم تتبع الملفات عبر األنترنت ،لكن فً سنة 0101ستعلن بشكل رسمً وزارة العدل
والحرٌات عن إنشاء منصة المحامً االفتراضٌة ،والتً طبمت سنة ،0100بحٌث مكنت من المٌام بجمٌع
اإلجراءات المتعلمة بتبادل الوثابك المضابٌة وإرسال المماالت وتسجٌلها واألداء عنها بواسطة األنترنت.64
مما ال خبلؾ بشؤنه أن المجال الجنابً مجال جد حساس ،لما له من ارتباط كبٌر بحموق اإلنسان،
فالمحامً البشري له لدرات واسعة فً التفكٌر والفهم واإلدران واالستنتاج ،باإلضافة إلى لدرته على التعلم
من التجارب السابمة ،فً حٌن أن المحامً اآللً هو عبارة عن إنسان آلً مبرمج وفك برمجٌات ،لد ال ترلى
إلى مستوى التخصص فً المضاٌا الجنابٌة ،بمعنى أن المحامً اآللً لن ٌستطٌع اإللمام بكل حٌثٌات الوالعة
دون تدخل بشري ،والدخول فً منالشة مختلؾ جوانب المضاٌا مع الموكل ،زد على ذلن أن أنظمة الذكاء
االصطناعً ٌؽٌب عنها الوعً بالمٌم واألعراؾ البشرٌة فهً تنفذ فمط ما صممت من أجله دون التمٌٌز بٌن
الخطؤ والصواب.65
ولبل ختام هذه النمطة ،ال بد من أن نشٌر إلى أن المملكة المؽربٌة خبلفا للدول السالفة الذكر ،ما زالت
متؤخرة فً مجال الذكاء االصطناعً ولم تعرؾ ظهور الروبوتات الذكٌة التً تموم بمهام لانونٌة ولضابٌة،
63
لامت شركة المحاماة "بٌكر وهوستلر" بتوظٌؾ الروبوت "روس" الذكً اصطناعٌا والمنتج من لبل شركة IBMكمحام فً لسم لضاٌا اإلفبلس
الخاص ،بحٌث ٌضم لسم اإلفبلس فً الشركة حوالً 91موظفا ،ولد صمم هذا المحامً الذكً من أجل لراءة وفهم اللؽة وتكوٌن فرضٌات عند طرح
األسبلة علٌه ،واإلجابة عنها باالعتماد على مصادر ومراجع لدعم استنتاجاته .تم اإلطبلع علٌه ٌوم 09ماي ،0104على الساعة 09:29
https://al3omk.com/amp/115454.htmlراجع المولع اإللكترونً.
64
شٌماء ؼزالة ،مسن ،ص .94
65
شٌماء ؼزالة ،مس ،ص .92
Page 32
وهذا ما ٌؤخذنا للمول إنه مستمببل ٌمكن أن تعرؾ ؼزو الروبوتات علٌها بشكل كبٌر نظرا للثورة التكنولوجٌا
الً ٌعرفها العالم.
Page 33
تعتبر المسإولٌة المدنٌة من أهم الموضوعات التً اهتم بها الفمه والمضاء منذ بداٌة المرن العشرٌن ،وال
زال هذا االهتمام فً تصاعد مستمر نتٌجة تجدد وتفالم المخاطر التً ٌتسبب فٌها اإلنسان بفعله أو بفعل
األشٌاء التً تحت حراسته.
وكما هو معلوم أن الثورة الصناعٌة أسفرت عن تطور هابل فً مجال التكنولوجٌا الحدٌثة التً كان لها
والع جد فعال فً تحمٌك األمال البشرٌة ،من استمرار وشٌوع للرفاه االلتصادي واالجتماعً ،ؼٌر أن هذا
التطور بالمدر الذي أسعد اإلنسان ،فإنه بالممابل كان مصدر إزعاج له نتٌجة لكثرة المخاطر التً نجمت عن
سوء استعمال هذه اآللٌات والمنشآت الصناعٌة ،فاآللة عادة ما تنطوي على لدر كبٌر من الخطر وؼالبا ما
ٌكون اإلنسان أول ضحاٌاها.66
ولد تنبهت أؼلب التشرٌعات لهذه األضرار التً تحدث فً المجتمع ،فكان التفكٌر فً سن ممتضٌات
لانونٌة تتعلك بالتعوٌضات عن األضرار التً تحدث للؽٌر ،وضمان للمضرور حمه فً الحصول على
التعوٌض من جراء األضرار التً تصٌبه ،وهو ما تم تنظٌمه فً المانون المدنً .إن المسؤلة ال تتولؾ عند
هذا الحد ،فنتٌجة الستخدامات الذكاء االصطناعً فً هذه األونة وما لد ٌلحك األفراد من ضرر نتٌجة
االستخدام السلبً ،خصوصا إذا علمنا أن حموق األفراد وحرٌاتهم أصبحت مرهونة بهذه التمنٌات الجدٌدة،
مما ٌمكن معه أن تإثر علٌهم ،وتسبب لهم أضرارا جراء هذا االستخدام ،فمد ٌتضرر الفرد من هذه التمنٌات،
مما ٌمكن معه أن ٌطالب بالتعوٌض عن األضرار التً لحمته من تمنٌات الذكاء االصطناعً ،سواء كان
ضررا مادٌا أو معنوٌا.
ولبل هذا وذان ،فإن الحدٌث عن المسإولٌة المدنٌة عن أضرار الذكاء االصطناعًٌ ،تطلب منا معرفة
إمكانٌة لٌامها فً هذا المجال المطلب األول) ،باإلضافة إلى اآلثار التً تنتج عنها فً حالة لٌامها (المطلب
الثانً).
المطلب األول :لٌام المسؤولٌة المدنٌة ألضرار الذكاء االصطناعً
إذا كان ٌمصد بالمسإولٌة " ،"La Responsabiliteتحمل الشخص لنتابج وعوالب األفعال الصادرة
عنه أو عمن ٌتولى رلابته واإلشراؾ علٌه ،بمعنى أن المسإولٌة ما هً إال عبارة عن االلتزامات التً
ٌتحملها الشخص نتٌجة لٌامه بارتكاب خطؤ تسبب فً ضرر للؽٌر ،فٌتم مساءلته من خبلل التعوٌض عن هذه
األضرار التً تسبب فٌها للؽٌر.
وإذا علمنا أن تمنٌات الذكاء االصطناعً ،أثناء استخدامها لامت بالدخول للبٌانات األشخاص الشخصٌة
وانتهاكها ،وإفشابها للعموم لبلطبلع علٌها ،بدون علم صاحبها أو بدون ما ٌعً ذلن ،لكن االستخدام السلبً
66
عبد المادر العرعاري " مصادر االلتزام ،الكتاب الثانً :المسإولٌة المدنٌة ،مطبعة دار األمان الرباط ،ط 9لسنة ،0101ص .1
Page 34
لهذه التمنٌات أدى للمساس بهذا الحك ،باإلضافة إلى أن الحك فً الخصوصٌة ٌعد من أبرز الحموق ،فٌمكن
لهذه التمنٌات كما ذكرنا أن تتسبب فٌها وٌتم انتهاكها ،ولم ٌعد هنان شًء اسمه الخصوصٌة سوى التسمٌة
فمط.
بل أكثر من هذا ،أن تمنٌات الذكاء االصطناعً أحٌانا ٌمكن أن تكون طرفا فً العمد ،وٌمكن لها أن تبرم
عمودا مدنٌة أو تجارٌة ...لكن لد ال تموم بالتنفٌذ إما لخطؤ فً البرمجة أو لعدم استطاعتها على التنفٌذ.
فكلها مسابل إجرابٌة ،تخفً خلفها أضرارا ٌمكن أن تمس الفرد من هذه التمنٌات ،مما ٌعنً أن
المسإولٌة المدنٌة هنا ٌنبؽً أن تحل لمحاولة جبر األضرار التً تلحك الؽٌر من هذه االستخدامات فبل ٌعمل
أن ٌتم انتهان حموق األفراد ،ونظل مكتوفً األٌدي بدون أن نحرن ساكنا ،وال نطرح مسؤلة التعوٌض عن
األضرار فً ظل عدم وجود لواعد حمابٌة تنظم هذه التمنٌات واالنتهاكات التً تتسبب فٌها.
ونتٌجة لهذا ،فمد استدعى منا األمر لمعرفة لٌام المسإولٌة المدنٌة من عدمه ،أن نبحث فً مدى لٌامها
بناء على نظرٌة االعتبار الذاتً الفمرة الثانٌة ،ثم مدى إمكانٌة لٌامها بناء على نظرٌة االعتبار الموضوعً
(الفمرة االولى) .بعبارة أخرى ،إن أٌا من هذه المواعد المانونٌة المنظمة لكل نظرٌة تصلح للتطبٌك على
تمنٌات الذكاء االصطناعً.
الفمرة االولى :المسؤولٌة المدنٌة للذكاء االصطناعً المائمة على االعتبار الموضوعً
إن مسؤلة تحدٌد المسإولٌة المدنٌة الناشبة عن تمنٌات الذكاء االصطناعً ،من المسابل المهمة فً الناحٌة
العملٌة ومن المسابل المعمدة من الناحٌة المانونٌة ،فتحدٌد هذه المسإولٌة ٌظل شاؼبل كبٌرا ألذهان المتعاملٌن
مع هذه التمنٌات ،فالمسإولٌة عموما هً بمثابة صمام األمان الذي ٌضمن وٌحمً حموق كل شخص ٌضار
من أي أمر ٌثٌر إعمال المسإولٌة ،بحٌث أن ما ٌصعب التعرض للمسإولٌة المدنٌة عن تمنٌات الذكاء
االصطناعً ،هو عدم وجود تنظٌم تشرٌعً ٌحكم هذه المسؤلة ،وإذا كانت المسإولٌة المدنٌة المابمة على
االعتبار الشخصً ؼٌر لابمة المحدودٌة لواعدها العامة فإن األمر التضى البحث عن المسإولٌة الموضوعٌة
للذكاء االصطناعً.
أوال :الذكاء االصطناعً ومفهوم الشًء
مما ال شن فٌه أن مفهوم الشًء بشكل عام ٌشمل جمٌع األشٌاء ،بؽض النظر عما إذا كانت هذه األشٌاء
صلبة أو سابلة أو ؼازٌة أو منموالت أو عمارات.67
67
دمحم أحمد المعداوي عبد ربه مجاهد" المسإولٌة المدنٌة عن الروبوتات ذات الذكاء االصطناعً " ،المجلة المانونٌة (مجلة متخصصة فً الدراسات
واألبحاث المانونٌة ،المجلد 0دون ذكر السنة ،ص .200
Page 35
ومع اتساع مجال استعمال اآللة كنتٌجة للتطور التكنولوجً والصناعً ،أدى إلى ازدٌاد حجم الحوادث
والمخاطر التً تلحك اإلنسان فً جسده أو ماله ،األمر الذي استوجب إصباغ الحماٌة المانونٌة على ضحاٌا
هذه الحوادث ،من خبلل إضفاء الطابع الموضوعً للمسإولٌة المدنٌة بخصوص األضرار التً ٌحدثها
اإلنسان بفعل األشٌاء التً تكون تحت حراسته ،وإعفاء الضحاٌا من عبء إثبات خطؤ فً حراسة الشًء
مصدر الضرر ،إن هذا المنحى شكل بداٌة تحول المسإولٌة المدنٌة التً لم تعد مسإولٌة شخصٌة فمط ،بل
حتى مسإولٌة موضوعٌة فً ذات الولت ،وال ٌنظر فٌها إلى سلون الشخص المسإول ،وإنما ترتكز على
فكرة تحمل تبعت النشاط الضار دون استلزام للخطؤ ،68وبالتالً لم ٌعد اإلنسان ٌسؤل عن فعله الشخصً فمط
بل حتى عن فعل األشٌاء التً تحت حراسته .
ولذلن ،فإن المسإولٌة المدنٌة الناجمة عن األضرار التً تسببها األشٌاء أصبحت لها أهمٌة كبٌرة فً ظل
هذا التطور السرٌع لآللة ،69ولد حاولت أؼلب التشرٌعات التنظٌر المسإولٌة األشٌاء بمختلؾ النصوص
المانونٌة.
فالمشرع الفرنسً نص فً المادة 0214من المانون المدنً الفرنسً على أنه ":ال ٌسؤل المرء عن
الضرر الذي ٌحدثه بفعله الشخصً فحسب ،وإنما ٌسؤل كذلن عن الضرر الناجم عن فعل األشٌاء التً هً
بحراسته ،70وهذا ٌعنً أن المشرع حمل المسإولٌة المدنٌة للشخص المسإول عن األضرار التً تسببها
األشٌاء التً تدخل فً حراسته نفس التوجه تبناه المشرع المصري فً المانون المدنً المصري فً المادة
. 01171.
فً حٌن أن المشرع المؽربً ،باإلضافة إلى كونه لام بتنظٌم المسإولٌة المدنٌة عن الفعل الشخصً وعن
فعل الحٌوان تطرق كذلن للمسإولٌة المدنٌة عن فعل األشٌاء بصرٌح عبارة الفصل 11من ق.ل.ع ،وهذا
التوجه ما هو إال عبارة عن نفس التوجه الذي سلكه نظٌره الفرنسً ،أي أن نفس الماعدة التً تم تكرٌسها فً
التشرٌع الفرنسً حاول هو اآلخر إعادتها.72
68
مصطفى الخطٌب المختصر فً المسإولٌة المدنٌة" ،مطبعة دار العرفان أكادٌر ،ط ، 0لسنة ،0101ص .99
69
احمد ناصر لاسم " :المسإولٌة المدنٌة الحارس األشٌاء دراسة ممارنة" ،رسالة لنٌل دبلوم الماجستٌر فً المانون الخاص بكلٌة الدراسات العلٌا فً
جامعة النجاح الوطنٌة بنابلس فلسطٌن ،لسنة ،0101ص .1
70
جمٌعً حسن عبد الباسط ":شروط التحمٌك واإلعفاء من ضمان العٌوب الخفٌة دراسة ممارنة " ،دار النهضة العربٌة الماهرة ،من 0992مصر ،ص،
.021
71
تنص الماد 011من المانون المدنً المصري الصادر 0941على أنه " كل من تولى حراسة حد أشٌاء تتطلب .حراستها عناٌة خاصة أو حراسة
آالت مٌكانٌكٌة سٌكون مسإوال عما تحدثه هذه األشٌاء من ضرر مالم ٌثبت أن ولوع الضرر كان ٌسبب أجنبً ال ٌد له فٌه هذا مع عدم اإلخبلل بما ٌرد
فً ذلن من أحكام خاصة.
72
ٌنص الفصل 11من لبل.ع على أنه" :كل شخص ٌسؤل عن الضرر الحاصل من األشٌاء التً فً حراسته ،إذا تبٌن أن هذه األشٌاء هً السبب
المباشر للضرر ،وذلن ما لم ٌثبت:
Page 36
ثانٌا :الذكاء االصطناعً ومفهوم المنتوج
إن تحدٌد نطاق تطبٌك المسإولٌة عن المنتوجات المعٌبة ٌستدعً الولوؾ بداٌة عن مفهوم المنتج،
وبالرجوع إلى التشرٌع الفرنسً نجد المادة 0211.2تنص على أنه " ٌعد منتوجات كل مال منمول حتى وإن
ارتبط بعمار بما فً ذلن منتوجات األرض وتربٌة المواشً والدواجن والصٌد البحري ،وتعتبر الكهرباء
منتوجا.73
المبلحظ من هذا التعرٌؾ ،أن المشرع الفرنسً جعل مسإولٌة المنتج عامة؛ بحٌث لم ٌجعلها ممتصرة
على المنموالت فمط ،بل حتى العمارات والحٌوانات وؼٌرها ،فً حٌن المشرع المؽربً من خبلل المانون رلم
، 19.0474نجده لد تناول مفهوم المنتوج من خبلل المادة 2من المسم األول 75وكذا المادة 011.0من نفس
المانون على أن المنتوج ٌعتبر شٌبا ممدما أو معروضا فً إطار نشاط مهنً أو تجاري بعوض أو بدون،
وهو كل األشٌاء المنمولة والعمارٌة وحتى الدواجن ومنتوجات األرض وؼٌرها ،بذلن نبلحظ أن التوجه الذي
سلكه المشرع المؽربً هو نفس التوجه الذي سبك أن تبناه نظٌره الفرنسً ،اللهم إذا تعلك األمر ببعض
االختبلفات فً استعمال المصطلحات.
وبالرؼم من أن مفهوم المنتوج ٌنصرؾ إلى األشٌاء المادٌة ،وكون أن تمنٌات الذكاء االصطناعً لد
تعتبر أشٌاء ؼٌر مادٌة ،إال أن البعض ٌرى إمكانٌة انطباق هذا التعرٌؾ على هذه التمنٌات ،باعتباره األلرب
إلٌها ،خصوصا وأن هذه التمنٌات تتضمن بعض األشٌاء المادٌة كالتصمٌم النهابً المادي للروبوتات
والشرابح التً توجد داخل األنظمة الذكٌة.
الفمرة الثانٌة :المسؤولٌة المدنٌة للذكاء االصطناعً المائمة على االعتبار الذاتً
إن التحدي المانونً المطروح اآلن ٌتعلك بالمسإولٌة المانونٌة للذكاء االصطناعً ،ذلن أن الذكاء
االصطناعً وصل إلى مرحلة اتخاذ لرارات مستملة بعٌدة تماما كل البعد عن إرادة البشر مما جعله ٌموم
بمختلؾ التصرفات واإلجراءات المانونٌة بنفسه دون الحاجة لتدخل العنصر البشري ،بل أكثر من هذا أن
_0وأن الضرر ٌرجع إما لحادث فجانً ،أو لموة لاهرة ،أو لخطؤ المتضرر.
73
رشٌد العراق " :المسإولٌة المدنٌة عن فعل المنتوجات المعٌبة فً ضوء 04.11المتعلك بسبلمة المنتوجات والخدمات ،رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً
المانون الخاص ،كلٌة العلوم المانونٌة وااللتصادٌة جامعة سٌدي دمحم بن عبد هللا فاس ،لسنة ،0102/0100ص .00
74
ظهٌر شرٌؾ 0.00.041الصادر فً 01عشت ،0100بتنفٌذ المانون رلم 04.19المتعلك بسبلمة المنتجات والخدمات ،وبتتمٌم الظهٌر الشرٌؾ
الصادر فً 00ؼشت 0902بمثابة لانون االلتزامات والعمود ،ج .ر.ع 9911بتارٌخ 02شتنبر ،0100ص .4111
75
تنص المادة 2من المانون 04.19رلم على أنه" ..المنتوج كل شًء ممدم أو معروض فً إطار نشاط مهنً أو تجاري بعوض أو بدونه سواء كان
جدٌدا أو مستعمبل وسواء كان لاببل لبلستهبلن أو ؼٌر لابل له أو كان محل تحوٌل أو توضٌب أو لم ٌكن محل ذلن ..
Page 37
مسؤلة منحه الشخصٌة المانونٌة من عدمها والتً ال تزال موضوع نماش كبٌر فً أؼلبٌة الدول لد تعطً
للذكاء االصطناعً العدٌد من الحموق وااللتزامات ،بحٌث سٌصبح كاإلنسان.
أوال :المسؤولٌة العمدٌة للذكاء االصطناعً
تعتبر المسإولٌة العمدٌة جزء ال ٌتجزأ عن المسإولٌة المدنٌة عموما ،فكبلهما ٌهدفان إلى تعوٌض
الطرؾ المضرور عن األضرار والخسابر التً لحمت به سواء كان ذلن ناتجا عن اإلخبلل ببنود العمد أو
التؤخر فً تنفٌذه ،أي أن المسإولٌة العمدٌة ال تعد أن تكون سوى أثر من آثار اإلخبلل بااللتزامات التعالدٌة،
أو بعبارة أخرى جزاء من جزاءات عدم تنفٌذ االلتزام.76
فالخطؤ العمديٌ ،تخذ أكثر من مظهر لانونًٌ ،ختلؾ باختبلؾ نوعٌة اإلخبلل الذي ارتكبه المدٌن ،فهو
لد ٌتمثل فً امتناع أحد المتعالدٌن عن الوفاء بااللتزامات التً تعهد بها ،ولد ٌكون ذلن فً شكل تؤخر فً
التنفٌذ ،األمر الذي ٌتسبب فً إلحاق الضرر بالطرؾ الدابن.77
أما الضرر العمدي 78فهو الصورة الملموسة التً تتمثل فٌها نتابج الخطؤ العمدي ،وهذا ٌعنً أن الخطؤ
إذا لم ٌترتب عنه ضرر فإنه ال مجال إلعمال لواعد المسإولٌة العمدٌة ،والضرر 79هو كل ما ٌلحك المتعالد
من خسارات مالٌة وتفوٌت الفرص الربح ،بشرط أن ٌتصل ذلن اتصاال مباشرا بالفعل الموجب لهذه
المسإولٌة .80ولذلن ،إذا كانت المسإولٌة العمدٌة تموم عند اإلخبلل بالتزام عمدي ٌختلؾ باختبلؾ ما اشتمل
علٌه العمد من التزامات ،فإن أحكامها اآلن أمام تحدٌات لانونٌة كبٌرة ال سٌما فً ظل ما وصل إلٌه الذكاء
االصطناعً من لدرات إدراكٌة هابلة ،بحٌث أنه لد ٌموم بإبرام العمود -كما أشرنا لهذا فً الفصل األول -
مع الزبابن أو العمبلء ،تنفٌذا لعمد الوساطة ،81فنكون أمام احتمالٌن:82
-إما أن الذكاء االصطناعً بصفة عامة ،أو الروبوت بصفة خاصة ،هو شخص تم تشؽٌله من وسٌط
مالً مثبل ،وتكون له فً هذه الحالة ذمة مالٌة مستملة تكتسب الحموق وتتحمل االلتزامات وهنا ٌمكن لمن
تضرر من نشاطه -الذكاء االصطناعً -أن ٌرجع علٌه أو على الوسٌط ،فتموم بذلن المسإولٌة العمدٌة على
الوسٌط المالً بمجرد اإلخبلل بالعمد على أساس مسإولٌة المتبوع عن أعمال التابع.
76
عبد المادر العرعاري ،الكتاب الثانً ،م.س ،ص .21
77
عبد المادر العرعاري الكتاب الثانً ،مس ،ص .01
78
ٌنص الفصل 014من لال.ع على أنه الضرر هو ما لحك الدابن من خسارة حمٌمٌة وما فاته من كسب متى كانا ناتجٌن مباشرة عن عدم الوفاء
بااللتزام ،وتمدٌر الظروؾ الخاصة بكل حالة موكول للطنة المحكمة ،التً ٌجب علٌها أن تمدر التعوٌضات بكٌفٌة مختلفة حسب خطؤ المدٌن أو تدلٌسه.
79
ٌشترط فٌه أن ٌكون شخصٌا ،مباشرا ،محمك ،متولعا عند إبرام العمد.
80
عبد المادر العرعاري ،الكتاب الثانً ،مٌن ،ص .91
81
ونمصد هنا بعمد الوساطة ،حسب ما ورد فً الفصل 201.99من فً عدم على أنه االتفاق الذي ٌلتزم فٌه أطراؾ نزاع ناشً بعرض هذا النزاع
على وسٌط.
82
هشماري اسٌة المسإولٌة المدنٌة للروبوت بٌن الوالع واستشراؾ المستمبل" ،مجلة المانون الدولً والتنمٌة ،المجلد ،01ع ،10لسنة 0100ص،
.241
Page 38
وإما أن نكون أمام ذكاء اصطناعً متمثل فً شخص الروبوت مرخص له بعمل الوساطة المالٌة بصفة
مستملة ،وٌكون ممٌزا ولادرا على اإلدارة والحاصل على ترخٌص لممارسة نشاط معٌن ،وهنا سٌكون هذا
اإلنسان وحٌدا أمام المسإولٌة العمدٌة عن عدم تنفٌذ عمد الوساطة ،لكن بالرؼم من ذلن فإن المسإولٌة العمدٌة
هنا اعتبرها البعض بإمكانٌة الرجوع إلى المالن ،لكن هذه الفكرة لن ترلى بالتؤٌٌد؛ ألن الشركات الضخمة
المالكة للذكاء االصطناعً ستعانً من ثمل التعوٌضات خصوصا فً مجال االستثمار ،مما ٌمكن المول على
أن مسإولٌة المالن ال ٌمكن إعمالها وحدها هنا ،بل ٌمكن أن تكون مسإولٌة مشتركة بٌن المالن لكون أن
الروبوت ممٌز وأن الشركة المالكة مثبل لها سلطة الرلابة والتتبع ،بل حتى الروبوت ستثار مسإولٌته هنا.
ثانٌا :المسؤولٌة التمصٌرٌة للذكاء االصطناعً
إن المسإولٌة التمصٌرٌة الشخصٌة هً الجزاء المترتب عن الفعل الضار المرتكب من لبل شخص
ما ،83فاألمر هنا ال ٌتعلك بمسإولٌة عمدٌة تترتب بمجرد اإلخبلل بتنفٌذ العمد ،وإنما بمسإولٌة تمصٌرٌة
لانونٌة تكون نابعة من إرادة الشخص .فحتى تحمك المسإولٌة التمصٌرٌة الشخصٌةٌ ،جب توفر عناصرها.
فالخطؤ التمصٌري هو االنحراؾ عن السلون المؤلوؾ للشخص العادي الذي ٌصدر منه عن تمٌز
وإدران ، 84وهو ما نجد المشرع المؽربً لد عرفه بؤنه هو ترن ما كان ٌجب فعله أو فعل ما كان ٌجب
اإلمسان عنه ،وذلن من ؼٌر لصد لئلحداث الضرر" ،أما المشرع الفرنسً فلم ٌمم بتعرٌؾ الخطؤ.
وإلى جانب الخطؤ نجد الضرر الذي ٌعد أساس المسإولٌة المدنٌة عموما والمسإولٌة التمصٌرٌة على
وجه الخصوص ،بل إنه ٌعتبر الركن الذي تتمٌز به المسإولٌة المدنٌة عن مسإولٌة الجنابٌة ،على اعتبار أن
هذه األخٌر ٌكفً لمٌامها مجرد ارتكاب الفعل المعالب علٌه فً حٌن أن األولى -المسإولٌة المدنٌة -أساس
لٌامها هو حدوث الضرر ،وال ٌمكن لٌامها بدون حصوله حتى ولو وجد خطؤ مدنً. 85
وخبلفا للمشرع الفرنسً ،الذي لم ٌضع لنا تعرٌفا مفصبل للضرر ،فإن المشرع المؽربً ذهب عكس هذا
وخرج عن المؤلوؾ ولام بإعطاء تعرٌؾ للضرر 86بكونه الخسارة التً لحمت المدعً فعبل والمصروفات
التً اضطر أو سٌضطر إلى إنفالها إلصبلح نتابج الفعل الذي ارتكب إضرارا به.
83
عبد الرحمان الشرلاوي المانون المدنً دراسة حدٌثة للنظرٌة العامة لبللتزام فً ضوء تؤثرها بالمفاهٌم الجدٌدة للمانون االلتصادي ،مصادر االلتزام
الوالعة المانونٌة" ،مطبعة المعارؾ الجدٌدة الرباط 41 ،لسنة ،0101ص .00
84
عبد الرحمان الشرلاوي ،م.س ،ص .40
85
عبد الرحمان الشرلاوي ،م.س ،ص .11
86
ٌنص الفصل 91من لبل.ع على أنه الضرر فً الجرابم وأشٌاء الجرابم ،هو الخسارة التً لحمت المدعى فعبل والمصروفات الضرورٌة التً اضطر
أو سٌضطر إلى اتفالها اإلصبلح نتابج الفعل الذي ارتكاب إضرارا به ،وكذلن ما حرم منه من نمع فً دابرة الحدود العادٌة لنتابج هذا الفعل.
Page 39
وبالتالً ،فإن أي شخص ارتكب خطؤ تمصٌرٌا تجاه شخص آخر فإنه سٌكون مجبرا على جبر الضرر
الذي ألحمه بهذا الطرؾ ،مما ٌعنً أن الضرر ٌكون لاببل للتعوٌض سواء مادٌا أو معنوٌا ،بشرط أن ٌكون
الضرر مباشرا ،محمما ،حاال ،وشخصٌا.
المطلب الثانً :اآلثار المانونٌة المترتبة عن تحمك المسؤولٌة المدنٌة عن الذكاء االصطناعً
تعد المسإولٌة المدنٌة هً األساس من أجل أن ٌحصل الشخص المتضرر على كافة حموله وأن ٌموم
الشخص المسإول ٌجبر األضرار التً تسبب فٌها وألحمت ضررا بالؽٌر ،ولذلن فإن المسإولٌة دابما تترتب
علٌها مجموعة من اآلثار المانونٌة التً تهدؾ بالدرجة األولى إلى عدم ضٌاع حك المضرور ،وإذا كان
استخدام تمنٌات الذكاء االصطناعً لد آثار نماشا واسعا فً مدى مساءلة الذكاء االصطناعً من عدمه ،وفً
كون أنه فً ظل الفراؼات التشرٌعٌة الحالٌة فً الموانٌن المدنٌة ،من الصعب معرفة من المسإول أوال عن
األضرار التً ٌرتكبها الذكاء االصطناعً ،لكون أن لواعد المسإولٌة المدنٌة الحالٌة حتى وإن كان من بعض
الجوانب ٌمكن إعمالها ؼٌر إنه أحٌانا كثٌرة ال تستطٌع مواجهة هذه التمنٌات نظرا لمحدودٌتها.
وحٌث إن مسؤلة معرفة المسإولٌة تمتضً بداٌة أن ٌكون نص صرٌح ٌوضح ذلن وٌسند المسإولٌة
لجهة معٌنة بصرٌح العبارة دون ترن مجال للشن والؽوص فً متاهات البحث لمحاوالت إسماط النصوص
المدنٌة على تمنٌات الذكاء االصطناعً ،التً ال نجدها مبلبمة ومناسبة لهذا النوع من المجال الذي ٌعد فً
األصل مجاال له خصوصٌاته ،ومجاال فرضته التطورات التكنولوجٌا الحالٌة.
الفمرة األولى :التعوٌض عن أضرار الذكاء االصطناعً
كل شخص تعرض لضرر مباشر ،ناتج عن عمل ؼٌر مشروعٌ ،مكنه أن ٌطالب بتعوٌض ٌناسب ذلن
الضرر ، 87والمشرع المؽربً تنبه لمسؤلة التعوٌضات فً لانون االلتزامات والعمود بحٌث أكد فً مختلؾ
النصوص المانونٌة على أن كل شخص ٌعد مسإوال عن جمٌع األضرار التً ٌتسبب فٌها ،وبالتالً ملزم
بتعوٌضها وجبر األضرار الناجمة علٌه.
نفس األمر ٌنطبك على تمنٌات الذكاء االصطناعً ،فبل ٌعمل أن نجعلها بمعزل عن تمدٌر لها مسؤلة جبر
األضرار عن استخداماتها السلبٌة ،ما دامت المسإولٌة هً ثابتة ولابمة علٌها ،ولذلن فإنه ٌلزم بالتعوٌض عن
كل األضرار التً تسببت فٌها ،وعلى الشخص المتضرر أن ٌطالب بحمه وأن ٌحصل على التعوٌض لفابدته.
بحٌث إن التعوٌض عن أضرار الذكاء االصطناعًٌ ،عد المرحلة التالٌة لمٌام المسإولٌة المدنٌة عن تلن
األضرار ،وأن المضرور هنا شؤنه شؤن أي متضررٌ ،ترتب له الحك فً التعوٌض.
87
عبد الرحمان الشرلاوي ،م.س ،ص .010
Page 40
والتعوٌض هنا من أضرار الذكاء االصطناعًٌ ،تراوح بٌن تعوٌض لضابً ،والذي من تسمٌته ٌتضح
أن الشخص المتضرر ٌمكنه اللجوء إلى المحكمة أو المضاء من أجل استصدار األمر له بالحصول على حمه
فً التعوٌض (أوال) ،وهنان تعوٌض تلمابً الذي أفرزته صعوبة تمٌٌم المخاطر التً تتسبب فٌها تمنٌات
الذكاء االصطناعً ولتوفٌر الحماٌة أكثر للمتضررٌن تم التفكٌر فً إحداث هذا النوع من التعوٌضات دون
جعل المضرورٌن ٌتكبدون عناء وتكالٌؾ باهظة فً حصولهم على تعوٌضات مناسبة لهم (ثانٌا).
أوال :التعوٌض المضائً عن أضرار الذكاء االصطناعً
التعوٌض هو وسٌلة المضاء فً جبر الضرر سواء كان ذلن بإزالته أو بتخفٌفه ،وهذا ما ٌسمى بالتعوٌض
المضابً ،بحٌث إن هذا األخٌر لد ٌنتهً بمنح حك المضرور فً التعوٌض العٌنً ،أي إزالته والمضاء على
سببه ومصدره ،متى كان ذلن ممكنا أو أن ٌتم منحه الحك فً التعوٌض بممابل نمدي أو ؼٌر نمدي. 88
ولما كان استخدامات الذكاء االصطناعً محط مساءلة لانونٌة فإن الشخص المتضرر منها له الحك فً
اللجوء إلى الجهاز المضابً من أجل الحصول على ممابل لؤلضرار التً لحمت به والمضاء علٌه أن ٌنظر فً
الدعوى الممدمة له للنظر مدى صحة االدعاء الممدم له لبل الحكم للشخص المدعً بالتعوٌض.
ورؼم وجود العدٌد من الطرق التً تستخدم فً حساب وتمٌٌم التعوٌض ،فبل شًء منها ٌلزم الماضً
الذي ٌكون هو صاحب المرار فً االعتماد على بعضها دون البعض اآلخر ،إال أنه ٌلتزم بالمبادئ العامة فً
لضاٌا التعوٌضات التً استمر علٌها الفمه والمضاء ، 89وهذا ٌعنً أن التعوٌض ٌخضع الجتهاد الماضً ،وهو
حري فً ذلن بشرط التسبٌب أو التعلٌل.
و مادام التعوٌض المضابً هو وسٌلة لجبر األضرار التً تسببت فٌها تمنٌات الذكاء االصطناعً ،سواء
كانت هذه األضرار مادٌة أو أدبٌة ،فإن التعوٌض ٌكون إما عٌنٌا أو بممابل وٌجد المضرور التعوٌض العٌنً
خٌر وسٌلة لجبر الضرر ،ألنه ٌعٌده إلى الحالة التً كان علٌها لبل ولوعه ،وهذا هو الهدؾ الذي ٌسعى له
كل متضرر من استخدامات الذكاء االصطناعً ؼٌر إنه ولبن كان هذا النوع من التعوٌضات ٌجد مسعاه فً
األضرار التً ٌتعرض لها األفراد فً والعهم المعاش ،إال أنه فً إطار األضرار الناجمة عن الذكاء
االصطناعً ٌصعب الحكم بها ،90وال ٌعمل أن ٌتم إعادة الطرؾ المضرور إلى المرحلة ما لبل إحداث
الضرر من لبل هذه التمنٌات الذكٌة ،وبالتالً ال ٌبمى أمام المضرور هنا إال التعوٌض بممابل.
88
عبد الخالك حسانً" مسإولٌة المنتج عن اإلخبلل بضمان السبلمة ،رسالة للٌل دبلوم الماستر فً المانون الخاص ،بكلٌة متعددة التخصصات تعنوان
جامعة عبد المالن السعدي السنة الجامعٌة ،0101/0109ص .011
89
عبد الرزاق وهٌه سٌد أحمد دمحم " المسإولٌة المدنٌة عن أضرار الذكاء االصطناعً دراسة تحلٌلٌة " ،مجلة جٌل األبحاث المانونٌة المعممة ،ع ،42
أكتوبر ،0101س.20،
90
نٌبة على خمٌس دمحم خرور المهري" المسإولٌة المدنٌة عن أضرار اإلنسان اآللى دراسة تحلٌلٌة" ،دبلوم لنٌل شهادة الماستر فً المانون الخاص كلٌة
المانون ،جامعة اإلمارات العربٌة المتحدة لسنة ،0101ص .10
Page 41
فالتعوٌض بممابلٌ ،تمثل فً منح المضرور تعوٌضا عن الضرر الذي أصابه بمصد التخفٌؾ عنه ،
وحٌث إن التعوٌض عن األضرار المادٌة الناجمة عن تمنٌات الذكاء االصطناعً ،إذا تعلمت بسبب عٌوب فً
تشؽٌل الروبوت ،وتم إثباتها من لبل المضرور ،فإنه ٌمكن إسنادها للمنتج ،أو أحدث بسبب تؽٌر المكونات
المادٌة والمعنوٌة أو ضعؾ الصٌانة ،فهذه األضرار ٌمكن تموٌمها بالنمود ،مما ٌعنً أن طرٌمة التعوٌض
النمدي هً األكثر التً تناسبا مع خصوصٌات األضرار الناجمة عن استخدامات الذكاء االصطناعً ،نظرا
لتعذر إرجاع الحالة لما كانت علٌه فً أؼلب األحٌان.91
من هنا ،فإن لٌام المسإولٌة عن أضرار الذكاء االصطناعً ٌترتب عنها تعوٌض كما أشرنا إلى ذلن
أعبله وهذا التعوٌض حتى وإن لم ٌتحمك فً إرجاع الحالة لما كانت علٌه ،إال أن التعوٌض بممابل (نمدي)
ٌظل لابما ،وعلى الماضً أن ٌحكم بناء على سلطته التمدٌرٌة التً منحها له المانون بمبلػ التعوٌض للشخص
المتضرر ،حتى ٌحاول لدر اإلمكان تخفٌؾ علٌه بعض األضرار التً لحمت به جراء االستخدام السلبً
لتمنٌات الذكاء االصطناعً ،وحتى المواعد العامة الممررة للتعوٌض ٌمكن إعمالها هنا لكون أن مسؤلة
التعوٌض ترتبط بالشخص المتضرر الذي ال ٌعمل ،وأن نسلم بؽٌاب نصوص لانونٌة للمسإولٌة المدنٌة للذكاء
االصطناعً ،ونمنعه من استٌفاء حك عن األضرار التً لحمته جراء هذه التمنٌات ،وهذا التعوٌض ٌتم بناء
على نوع المسإولٌة المثارة والشخص المسإول المباشر عن أضرار هذه التمنٌات.
ثانٌا :التعوٌض التلمائً عن أضرار الذكاء االصطناعً
إن فكرة التعوٌض التلمابً تتم من خبلل التؤمٌن ،وكذا صنادٌك التعوٌض ،وهو ما سنبٌنه فً اآلتً :
التعوٌض التلمائً بناء على نظام التأمٌن
تموم شركة التؤمٌن بتجمٌع العدٌد من األخطار ،طبما لموانٌن اإلحصاء ،وإجراء المماصة بٌنها على
أساس علمً ،لكً تتمكن من الوفاء بالتزاماتها عند تحمك الخطر المإمن منه من خبلل مجموعة األلساط
المدفوعة من لبل المإمن لهم ،وهكذا ال لٌام للتؤمٌن إال فً إطار مجموعة من المخاطر المتجانسة داخل
مشروع منظم تنظٌما علمٌا ،فالتؤمٌن ٌموم على حساب االحتماالت ،وذلن بمصد التعرؾ على فرص تحمك
الخطر خبلل فترة زمنٌة معٌنة ،وإذا كان تحمك المخاطر ٌحدث مصادفة إال أنه عن طرٌك فرص التعرؾ
على تحمك الخطر من خبلل علم اإلحصاء ولوانٌن الكثرة ،جعل تمدٌر ولوع المخاطر ٌعطً نتابج إلى حد ما
سلٌمة ،تمكن المإمن من تحدٌد التزاماته والمخاطر التً ٌتعٌن علٌه تؽطٌتها وممدار المسط الذي ٌلتزم
المستؤمن بدفعه له بصفة دورٌة .
91
الكرار حبٌب جهلول ،حسام عبس عودة " المسإولٌة المدنٌة عن األضرار التً ٌسببها الروبوت دراسة تحلٌلٌة ممارنة" ،مجلة الطرٌك للتربٌة
والعلوم االجتماعٌة ،ع ،1ماي ،0109ص .191
Page 42
التعوٌض التلمائً بناء على صنادٌك التعوٌض
لمد ألر البرلمان األوروبً ، 0101نظام صنادٌك التعوٌض ،والذي ٌعد أحد الحلول المبتكرة المواجهة
المسإولٌة المدنٌة عن األضرار التً تسببها تمنٌات الذكاء االصطناعً ،والمكمل النظام التؤمٌن اإللزامً،
فإنشاء الصندوق ٌحمك العدٌد من المزاٌا؛ منها تجنب اآلثار المخٌفة من عدم وجود من ٌتحمل تبعة األضرار
التً تسببها الروبوتات ،وعدم ثمل كاهل األطراؾ المتضررة من تحمل تكلفة عملٌة التحول وسد الفجوات فً
المسإولٌة إلى جانب مكافؤة المجتمع من خبلل تطوٌر استخدام أنظمة مستملة .
والهدؾ من هذا الصندوق هو ضمان إمكانٌة التعوٌض عن األضرار فً الحاالت التً ال ٌوجد فٌها
ؼطاء تؤمٌنً ،أو عدم وجود وثٌمة التؤمٌن لتؽطٌة المسإولٌة المدنٌة الناشبة عن استخدامات الذكاء
االصطناعً واألضرار التً تسببها للؽٌر.
الفمرة الثانٌة :اإلعفاء من المسؤولٌة المدنٌة عن الذكاء االصطناعً
لٌس بالضرورة أن تكون المسإولٌة المدنٌة للذكاء االصطناعً لابمة دابما ،إذ إنه ٌمكن لؤلطراؾ أن
ٌتفموا فٌما بٌنهم على إعفاء أحدهما من المسإولٌة عن األضرار التً تتسبب فٌها تمنٌات الذكاء االصطناعً،
وبالرجوع إلى مجال العمود نجد على أن األطراؾ المتعالدة ٌحك لهم االتفاق على إدراج شروط إضافٌة فً
العمد والمتعلمة أساسا باإلعفاء الكلً أو الجزبً من المسإولٌة العمدٌة.92
فاإلعفاء من المسإولٌة أو إنماصها جابز فً المسإولٌة العمدٌة ،بمعنى إذا اتفما الطرفان عند التعالد على
محو المسإولٌة المترتبة على عدم الوفاء أو تم االتفاق على تخفٌضها ،أو المٌام بحصرها فً ممدار معٌن ،فإن
االتفاق جابز إال أن ٌكون المصد منه اإلعفاء من المسإولٌة الناتجة عن الؽش أو الخطؤ الجسٌم.93
وهو ما نلمسه فً حالة لٌام أنظمة ذكٌة بإبرام العمود مع الؽٌرٌ ،مكن لهذا األخٌر أن ٌتفك بموجب عمد
من لبل على اإلعفاء من مسإولٌة العمود مع الؽٌر ،بالرؼم من أن لواعد المسإولٌة العمدٌة الواردة اآلن ما
زالت ؼٌر كافٌة لتنظٌم تمنٌات الذكاء االصطناعً وال تصلح للتطبٌك علٌها كما أشرنا إلى ذلن أعبله،
وبالتالً ال ٌسؤل المدٌن أندان عن تعوٌض األضرار التً تسبب فٌها .وٌشترط لصحة اإلعفاء من المسإولٌة
العمدٌة ،أن ٌكون هذا االتفاق على شرط اإلعفاء لد حصل بٌن المتعالدٌن أو بٌن المسإول والدابن المتضرر
أو من ٌنوب علٌهم ،وأن ٌكون هذا مستوفٌا لشروطه الموضوعٌة المتمثلة فً الرضا والمحل والسبب.
كما أن األطراؾ ٌمكنهم أن ٌتفموا على اإلعفاء من ضمان العٌوب الخفٌة ،وبالتالً من المسإولٌة فً
حالة ولوع أضرار مستمبلٌة ناتجة عن استخدامات الذكاء االصطناعً ،ذلن أن الشخص المسإول ٌمكن أن
92
خوالده أحمد مفلح" شرط اإلعفاء من المسإولٌة العمدٌة ،دار الثمافة للنشر والتوزٌع ،عمان ،ط ، 0لسنة ،0100ص .004
93
عابدٌن دمحم أحمد " :التعوٌض بٌن المسإولٌة العمدٌة والتمصٌرٌة ،دار المطبوعات الجامعٌة اإلسكندرٌة ،ط ،0919ص .1
Page 43
ٌتفك مع المتضرر على أن ٌتم إعفاإه من األضرار التً من المحتمل أن تصٌبه ،إذا ما لامت تمنٌات الذكاء
االصطناعً بارتكاب خطؤ بناء على عٌب فً التصنٌع أو التصمٌم أو البرمجة ،مما ٌمكن معه للمسإول أن
ٌتحلل من ضمان العٌوب الخفٌة وال ٌموم بالتعوٌض عنها.
ولذلن ،على األشخاص المتضررٌن من عملٌات الذكاء االصطناعً أن ٌثبتوا السبب المباشر لحدوث
الضرر ،على اعتبار أن الطرؾ المضرور ال ٌتمكن من الحصول على أي تعوٌض له إذا لم ٌبٌن فعبل أن
هذه التمنٌات الذكٌة هً من أحدثت الضرر به أم ال ،وأن ٌثبت هذا بكافة الطرق المعروفة وفك المواعد العامة
كالكتابة اإللرار الٌمٌن البٌبة ،الخبرة ..ؼٌر إن إثبات هذه العٌوب بالنسبة الذكاء االصطناعً فً الؽالب
ٌمكن إثباتها فمط بالمرابن المانونٌة والخبرة ،مع استبعاد الٌمٌن والبٌبة فً الذكاء االصطناعً الذي ٌعد
مستحٌبل وؼٌر منطمً.94
ختاما ،فإن التطورات التمنٌة التً نملت المجتمع على الصعٌدٌن المانونً واالجتماعً من مسابل إثبات
عادٌة إلى مسابل إثبات تستند على أدلة إلكترونٌة وذكٌة ،وخاصة مفهوم "تتبع األثر" الذي سٌكون له تؤثٌر
كبٌر فً أدلة اإلثبات ،وفعبل كذلن عندما نموم بتتبع المسإولٌة والدلٌل لبلستخدامات الصحٌحة والمابمة على
إدارة التطبٌمات الذكٌة ،فإنه بالفعل سوؾ نحصل على نتابج مهمة فً معرفة من تمع المسإولٌة على عاتمه .
المبحث الثانً :المسؤولٌة الجنائٌة عن جرائم الذكاء االصطناعً
معلوم أن كل والع كان فً األصل فكرة عاشت فً الخٌال إلى أن كتب لها أن تصبح والعا وترى النور،
ومن ذلن نجد الذكاء االصطناعً الذي لم ٌعد الحدٌث عنه دربا من دروب الخٌال العلمً ،ففً ضوء تزاٌد
التطبٌمات واآلالت التً تعتمد علٌه ،والتحامه حٌاة البشر ،فؤصبح والعا مفروضا فً حٌاة البشر متدخبل فً
العدٌد من األنشطة الهامة ،كالسٌارات ذاتٌة المٌادة والروبوتات .
فالمسإولٌة الجنابٌة ما هً إال عبارة عن ذلن األثر المترتب عن الجرٌمة كوالعة لانونٌة وتموم على
أساس تحمل الفاعل للجزاء الذي تفرضه المواعد المانونٌة الجنابٌة بسبب خرله لؤلحكام التً تمررها هذه
المواعد بعبارة أخرى هً تحمل نتابج أعمالنا ،وتتحدد هذه المسإولٌة بوضوح ودلة فً نطاق المواعد
الجنابٌة ،فً االلتزام بتحمل ما ٌترتب عن النشاط المجرم ،وعن تنفٌذ الحكم باإلدانة فً واجب االلتزام بتنفٌذ
العموبة.95
وبالتالً ،فإن الجرابم الناتجة عن الذكاء االصطناعً تكون محط مسإولٌة جنابٌة هً األخرى ،لكونها
تمس بالمجتمع مما ٌستدعً كذلن إثارة هذه المسإولٌة الجنابٌة ،لمعالبة ممترفً الفعل الجرمً.
94
مصعب ثابر عبد الستار :المسإولٌة التمصٌرٌة المتعلمة بالذكاء االصطناعً" ،مجلة العلوم المانونٌة والسٌاسٌة ،المجلد العاشر ،ع ،0لسنة 0100
ص .412
95
عبد الواحد العلمً " شرح المانون الجنابً ،المسم العام" ،دون ذكر المطبعة ط ،9السنة ، ،0109ص .209
Page 44
المطلب األول :لٌام المسؤولٌة الجنائٌة عن الذكاء االصطناعً
إن الجرٌمة عندما تحدث ،فإن هذا ٌعنً حدوث اضطراب اجتماعً ،وٌجب معالبة ممترفً الفعل
الجرمً على ما لام به من سلون شنٌع تجاه المجتمع ،مما ٌعنً أن الذكاء االصطناعً عندما ٌعزم على
ارتكاب جرٌمة ضد اإلنسان ،فإنه ٌستحك أن تواجهه الموانٌن بهذا السلون ؼٌر المانونً ،ؼٌر أن جرابم
الذكاء االصطناعً أحٌانا لد تحمل خطورة كبٌرة على الشخص ،لكونها تجعل الؽاٌة من صنع الذكاء
االصطناعً لٌست مساعدة اإلنسان فً إنجاز المهام ،بل إن الخطورة لد تتحول عندما تصبح هذه الؽاٌة تهدد
البشرٌة وتزهك أرواحهم .
ففكرة المسإولٌة الجنابٌة تفرض بداٌة أن ٌصدر خطؤ عن التفاعل وإمكانٌة نسبة هذا الخطؤ إلى من
صدر عنه ثانٌا ،وهذا اإلسناد ال ٌكون ممكنا ،إال إذا توافرت اإلرادة الحرة عند الفاعل وكان لادرا على
التمٌٌز واإلدران ،بحٌث إذا انعدم أحدهما اإلدران والتمٌٌز -أو انتفت الحرٌة فً االختٌار ،فبل ٌكون هنان
محل اإلثارة فكرة المسإولٌة بسبب أن هذه األخٌرة مسإولٌة معنوٌة.
من هنا ،فإن لٌام أي جرٌمة ٌتطلب أن تتوفر فٌها األركان األساسٌة الموجبة لذلن ،بعد أن ٌتم إحداث
النشاط اإلجرامً ،زد على ذلن أن الجرٌمة ٌتطلب حدوثها ضرورة ارتكابها من لبل فاعل سواء كان أصلٌا
او مساهما أو مشاركا.
نفس األمر بالنسبة للجرابم التً ٌرتكبها الذكاء االصطناعً ،فإنه إذا أردنا أن نتحدث عن لٌام المسإولٌة
الجنابٌة فً هذا النوع من الجرابم ،فٌنبؽً علٌنا أن نتحدث عن الشروط األساسٌة لمٌام المسإولٌة الجنابٌة عن
جرابم الذكاء االصطناعً الفمرة األولى ،على أن ننتمل للحدٌث عن األطراؾ المسإولٌن عن جرابم الذكاء
االصطناعً (الفمرة الثانٌة).
الفمرة األولى :شروط لٌام المسؤولٌة الجنائٌة عن جرائم الذكاء االصطناعً
إذا كانت المسإولٌة المدنٌة للذكاء االصطناعً لابمة ،وتوجب توفر مجموعة من األركان فٌها كالخطؤ
والضرر وعبللة السببٌة بٌنهما ،فإن الذكاء االصطناعً لد تثار إمكانٌة مساءلته جنابٌا ،فً حالة ارتكابه
أفعاال أو جرابم تودي بحٌاة األفراد داخل المجتمع ،فكل شخص هو مسإول مدنٌا وجنابٌا عن جمٌع
التصرفات التً ٌرتكبها.
والجرٌمة كانت منذ عهد بعٌد ،أي فً بداٌة العصور األولى ،وإلى اآلن فً تطور مستمر إلى أن وصلت
لما هً علٌه اآلن بعد أن تم ظهور أنظمة ذكٌة ،لابمة على الذكاء االصطناعً تموم بمختلؾ األنشطة
والوظابؾ فً المجتمع ،ؼٌر أن هذه األخٌرة ٌمكن لها أن تتعدى فً بعض األحٌان حدودها وتموم بارتكاب
جرٌمة من الجرابم الممررة فً الموانٌن الجنابٌة ،و لنفترض أنه لدٌنا " روبوتا ٌإدي عمبل استشارٌا جراحة
Page 45
الملب مثبل -وبسبب خطؤ طبً تسبب بنزٌؾ حاد للمرٌض ،ما أودى بحٌاته ،وتم فمدان المرٌض ،96فهنا لبل
أن نؽوص فً البحث على من سٌتحمل المسإولٌة الجنابٌة فً هذه الحالة؟.
البد من التذكٌر بكون أن المسإولٌة الجنابٌة تعتبر األساس المانونً الذي ٌنبنً علٌه توجٌه أصابع
االتهام بالجرٌمة إلى شخص معٌن ،ولذلن ال بد من أن تكون هنان شروطا تموم علٌها ،والؽاٌة من إدراج هذه
النمطة فً موضوعنا هذا ،هو معرفة مدى إمكانٌة تطبٌك الشروط المنصوص علٌها فً المانون الجنابً على
تمنٌات الذكاء االصطناعً ،ذلن أن المشرع المؽربً نص فً الفصل 020من ق.ج على أنه " :كل شخص
سلٌم العمل لادر على التمٌٌز ٌكون مسإوال شخصٌا عن الجرابم التً ٌرتكبها ...
إن المسإولٌة الجنابٌة بصفة عامة تعنً تحمل نتابج أعمالنا ،وتتحدد بوضوح ودلة فً نطاق المواعد
الجنابٌة فً االلتزام بتحمل ما ٌترتب عن النشاط اإلجرامً ،وعن تنفٌذ الحكم باإلدانة فً واجب االلتزام
بتنفٌذ العموبة ،97بمعنى أن المسإولٌة الجنابٌة تكون عبارة عن جزاء للجانً عما لام به من سلون ٌهدد
المجتمع ،سواء كان هذا السلون اإلجرامً أودى بحٌاة الشخص أو كان على إثر إزهاق روحه ،فكبلهما
أفعال تعد من منظور المانون الجنابً سلوكات إجرامٌة توجب إثارة المسإولٌة الجنابٌة فً حك ممتر فً
الفعل الجرمً .
إن المشرع المؽربً اشترط لثبوت المسإولٌة الجنابٌة ضرورة توفر شرط العمل ،بمعنى أنه ال مسإولٌة
جنابٌة فً حالة ثبوت إصابة الشخص المرتكب للفعل الجرمً بخلل العملً ،وتعتبر األمراض العملٌة من
المسابل الخفٌة الدلٌمة التً ٌرجع الفصل فٌها لذوي الخبرة من أهل االختصاص ،وال ٌمكن للمحكمة أن تمرر
فٌها بناء على المبلحظة المباشرة ،كما أن المرض العملً وال سٌما عندما ٌكون فً صٌؽة الجنون لد ٌكون
متصبل أو متمطعا لذلن ٌصعب اكتشافه بدون فحص طبً من لبل المتخصصٌن فً المجال ،وال ٌمكن فمط
المول بانعدام مسإولٌة االدعاء بوجود نمص أو خلل فً الملكات الذهنٌة.98
وإذا كانت هذه الماعدة تطبك على اإلنسان ،فإن الذكاء االصطناعً لد ٌشبه إلى حد كبٌر الشخص
الطبٌعً فً هذا الجانب ،بالرؼم من أنه ال ٌملن عمبل بشرٌا ،إال أن له عمبل اصطناعٌا ،لكن هذا األخٌر لد
ٌتؤثر بسبب من األسباب كالفٌروسات على سبٌل المثال التً لد تتدخل فٌه وتصٌبه بخلل عملً ،وهنا تنتفً
مسإولٌته -سنؤتً للحدٌث عن هذه النمطة بنوع من التفصٌل -وال ٌعتبر مسإوال أندان.
96
هٌة على الزهرانً " :المسإولٌة الجنابٌة للذكاء االصطناعً " ،ممال منشور بمجلة الوطن اإللكترونٌة ،على الرابط:
Page 46
كما أنه إذا كانت الماعدة العامة تنص على أن ال مساءلة جنابٌة بدون المدرة على اإلدران والتمٌٌز ،وال
ٌكون كافٌا المساءلة فمط بتحمك النشاط اإلجرامً وسبلمة العمل ،بل ال بد أٌضا من توافر عنصر اإلدران،
أي أن ٌكون مرتكبا الفعل الجرمً عالما ملما وفً كامل لواه العملٌة بما ٌموم به من فعل منافً للنظام العام و
اآلداب العامة.
ولذلن فعنصر اإلدران والتمٌٌزٌ ،موم على الصلة بٌن النشاط الذهنً والنشاط المادي ،بمعنى أن أول ما
ٌستلزمه النشاط المادي للجرٌمة هو اإلرادة أو اإلدران ،فإن لم ٌكن كذلن فبل تكون المسإولٌة الجنابٌة لابمة
ولو ترتب على توجٌهها ضرر ،كما أن توجٌه اإلدران فً السلون ال ٌكفً اإللامة المسإولٌة ،بل ٌجب أن
تكون هذه اإلرادة إجرامٌة ،تربط الفاعل بالوالعة اإلجرامٌة.99
الفمرة الثانٌة :األشخاص المسؤولون جنائٌا عن جرائم الذكاء االصطناعً
إن المسإولٌة الجنابٌة باتت إذن وسٌلة من وسابل ردع المجرمٌن ،ولٌامها ٌإدي إلى عدم إفبلت ممتر
فً األفعال الجرمٌة من العماب ،مع تحدٌد من هو المسإول بالدرجة األولى عن هذا الفعل .وإذا كان المبدأ
ٌمتضً مساءلة الفاعل األصلً شخصٌا عن السلون الذي صدر من لبله ،وأن ال تنتمل هذه المساءلة إلى
أطراؾ لٌس لهم عبللة بهذا السلون ،باستثناء إذا تعلك األمر بالمساهمٌن أو المشاركٌن فً الجرٌمة.
فإن األمر عكس هذا ،إذا ما علمنا أن برامج الذكاء االصطناعً هً من الترفت الجرٌمة ،من لبٌل لٌام
روبوت بالتعدي على شخص ولتله ،فهنا المسإولٌة الجنابٌة لابمة -كما أشرنا -لكن تطرح هنا إشكاالت هل
المسإولٌة الجنابٌة للمصنع (أوال) ،أم للمالن (ثانٌا) ،أم لطرؾ خارجً ؼٌرهما (ثالثا) ،أم للذكاء االصطناعً
نفسه (رابعا).
أوال :المسؤولٌة للجنائٌة لمصنع الذكاء االصطناعً
المصنع هو كل شخص صانع للسلعة فً شكلها النهابً أو أجزاء منها أو شارن فً تركٌبها أو أعد
المنتجات األولٌة لها ،وتعد للمسإولٌة الجنابٌة لمصنع الذكاء االصطناعً أهم ما ٌثار عند ارتكاب هذا األخٌر
ألي سلون ٌشكل فً نظر المانون جرٌمة ،فٌعتبر المنتج أو المصنع مسإوال جنابٌا عن كل ما ٌنجم عنهما من
أفعال نتٌجة عٌوب فً الصناعة.100
فالذكاء االصطناعً المتمتع باالستمبللٌة لد ٌجعل من الصعب إحكام السٌطرة علٌه ،وهو ما أشرنا إلٌه
أعبله ،ذلن أن المسإولٌة المدنٌة ٌمكن إلرارها للمنتج أو المصنع ،إذا ما ثبت فعبل أن هذه األضرار هً
99
محمود نجٌب حسنً" الخطؤ ؼٌر العمدي فً لانون العموبات مجلة المحاماة ع 1و 1لسنة ،0994ص .9
100
وفاء دمحم أبو المعاطً صفر" المسإولٌة الجنابٌة عن جرابم الذكاء االصطناعً دراسة تحلٌلٌة استشرافٌة" ،مجلة روح الموانٌن ،ع 91أكتوبر
،0100ص .004
Page 47
راجعة ألخطاء ارتكبها الذكاء االصطناعً نتٌجة عٌب من عٌوب المنتج ،ؼٌر أن المسإولٌة الجنابٌة للمصنع
تموم فً حالة وجود خطؤ برمجً من مبرمج برنامج الذكاء االصطناعً ،مما ٌإدي إلى أخطاء تتسبب فً
جرابم جنابٌة ،وبالتالً ٌكون المصنع مسإوال عنها جنابٌا ،خاصة إذا ثبت أن الخلل المإدي إلى ولوع
الجرٌمة لد تم عمدٌا أو كان نتٌجة إهمال.
ثانٌا :المسؤولٌة الجنائٌة للمستخدم الذكاء االصطناعً
ٌحصل المستخدم أو المالن على الذكاء االصطناعً من أجل استخدامه أو االستفادة من لدراته الهابلة فً
مختلؾ المجاالت ،ؼٌر أن هذه البرامج الذكٌة ،ال تخلو من األخطاء مما تتسبب فً ارتكاب جرابم ضد
البشر ،لكن لد ٌإدي بالممابل سوء استخدام تمنٌات الذكاء االصطناعً من لبل المستخدم إلى حدوث جرٌمة
معٌنة معالب علٌها.101
فالمستخدم بالرؼم من أنه ال ٌبرمج الذكاء االصطناعً ،إال أنه استخدمه فً االعتداء على الؽٌر ،وال
ٌختلؾ هنا الحال عن لٌامه بتسخٌر حٌوان فً االعتداء على اآلخرٌن ،وبالتالًٌ ،عتبر الجانً الحمٌمً هو
المستخدم أو المالن ،على اعتبار أن الجرٌمة ولعت نتٌجة سلوكه ولوال هذا السلون لما ولعت الجرٌمة.
ؼٌر أن المسإولٌة الجنابٌة أحٌانا ،لد تكون بصفة مشتركة إذا ما تم ارتكاب الجرٌمة من لبل مجموعة
من الفاعلٌن سواء كانوا أصلٌٌن أم مشاركٌن ،وهً الحالة التً نجدها إذا ما استعان مالن الروبوت بشخص
متخصص لتؽٌٌر أوامر التشؽٌل الستخدامه فً ارتكاب جرٌمة ونفً المسإولٌة الجنابٌة عن نفسه وإلصالها
بالذكاء االصطناعً ومصنعه فً هذه الحالة تكون المسإولٌة الجنابٌة مشتركة بٌن مالن الروبوت والشخص
الذي ساعده فً هذا الفعل .
ثالثا :المسؤولٌة الجنائٌة للذكاء االصطناعً نفسه
إذا كان الذكاء االصطناعً لد ٌموم نتٌجة خطبه الشخصً بارتكاب جرٌمة ما ،هذه الجرٌمة ال ٌكون فٌها
أي دخل لؤلطراؾ الذٌن سبك ذكرهم؛ حٌث إن المرارات المستمبلٌة التً لد ٌتخذها نظام الذكاء االصطناعً
فً بعض الموالؾ لد تإدي به لنتابج ال تحمد عمباها ،بل إنه -الذكاء االصطناعً بناء على نظام التعلم
العمٌك من الممكن أن ٌكون فٌه خطر كذلن على البشرٌة فتصبح الجرٌمة المرتكبة من طرؾ الذكاء
االصطناعً لابمة .ولكن هل تثار مسإولٌته الجنابٌة ؟ إذا كنا لد أشرنا إلى أن التشرٌعات ما زالت حالٌا لم
تصل إلى أي نص لانونً ٌجرم التصرفات الصادرة عن الذكاء االصطناعً ووجود فراغ تشرٌعً فً هذا
الجانب ،وأن المشرع المؽربً اعترؾ صراحة بؤن المسإولٌة الجنابٌة تثار فً مسؤلة اإلدران العملً لٌس إال
101
) ٌحً إبراهٌم دهشان لواعد المسإولٌة الجنابٌة عن تطبٌمات الذكاء االصطناعً" ،مجلة الشرٌعة والمانون ،ع 10أبرٌل ،0101ص.09
Page 48
،102فهذا ٌعنً أن هذه الماعدة ال تصلح ألن تطبك على تمنٌات الذكاء االصطناعً لكن بالممابل تم ابتكار
نظام ٌتماشى وخصوصٌة الذكاء االصطناعً ،وهو ما تم تسمٌته باإلدران االصطناعً ،الذي ٌكاد ٌتشابه مع
اإلدران العملً لدى اإلنسان ،مما ٌجعل من الذكاء االصطناعً إذا كانا لادرا على التمٌٌز واإلحاطة بكل
الظروؾ المحٌطة به ،وفً حالة ما حاول االعتداء على الؽٌر ،آنذان ستكون المسإولٌة الجنابٌة لابمة.
رابعا :المسؤولٌة الجنائٌة للطرف الخارجً عن جرائم الذكاء االصطناعً
التطور المطروح فً هذه الحالة هو لٌام طرؾ خارجً بالدخول على نظام الذكاء االصطناعً عن
طرٌك اختراله بؤي طرٌمة والسٌطرة علٌه واستؽبلله فً ارتكاب الجرٌمة ،كما فً حالة الدخول ؼٌر
المشروع إلى نظام الكومبٌوتر وزراعة الفٌروسات أو االستٌبلء على البٌانات المخزنة علٌه ،والتمكن من
استؽبلل تمنٌات الحاسوب نفسه فً ارتكاب الجرٌمة ،لٌس هذا فحسب فمد ٌستؽل هذا الشخص من الؽٌر ثؽرة
متروكة بإهمال من مصنع الذكاء االصطناعً ،بل لد ٌؤتً األمر فً صورة التواطإ بٌن مصنع أو مبرمج
الذكاء االصطناعً ،وهذا الشخص من الؽٌر هنا تكون المسإولٌة مشتركة ،وبالتالً فإنه فً هذه الحالة
نصادؾ فرضٌتٌن :
-0فً حالة لٌام الطرؾ الخارجً باستؽبلل ثؽرة فً الذكاء االصطناعً ،وجدت بإهمال من المنتج أو
المبرمج ،فهنا تكون المسإولٌة الجنابٌة لابمة ،بصفة مشتركة بٌنهما ،كما فً حالة لٌام المالن بإعطاء شفرات
الدخول على نظام التحكم فً تمنٌة الذكاء االصطناعً لهذا الطرؾ الخارجً ،مما سهل علٌه إصدار أوامر
الذكاء االصطناعً وارتكاب الجرٌمة.
0فً حالة لٌام الطرؾ الخارجً بتخصٌص فً استؽبلل ثؽرة فً الذكاء االصطناعً وجدت دون
إهمال من المالن أو من المصنع فهنا المسإولٌة الجنابٌة تمع على الطرؾ الخارجً وحده ،كان ٌموم هذا
الشخص باختراق السحابة اإللكترونٌة التً ٌتم تخزٌن وإرسال األمور من خبللها لتمنٌة الذكاء االصطناعً
ولٌامه بإصدار أوامر الذكاء االصطناعً على ارتكاب جرٌمة معٌنة ،مثبل :إعطاء أمر برمجً باالعتداء
على أشخاص ٌحملون صفات معٌنة مثل لون البشرة وؼٌرها
المطلب الثانً :اآلثار المانونٌة الناتجة عن تحمك المسؤولٌة الجنائٌة عن الذكاء االصطناعً.
لمد تبٌن من خبلل الدراسة والبحث فً هذا الموضوع أن التكنولوجٌا هً فً تمدم مستمر وأن الذكاء
االصطناعًٌ ،عد من أهم ما أنتجته الثورة الرلمٌة ،وما اخترعته الٌد البشرٌة لئلنسان ،فاإلنسان استطاع أن
102
ٌنص الفصل 020من ق.ج على أنه كل شخص سلٌم العمل لادر على التمٌٌز ٌكون مسإوال شخصٌا عن:
الجرابم التً ٌرتكبها .الجناٌات أو الجنح التً ٌكون مشاركا فً ارتكابها .محاوالت الجناٌات .محاوالت بعض الجنح ضمن الشروط الممررة فً المانون
العماب علٌها .وال ٌستثنى من هذا المبدأ إال الحاالت التً ٌنص فٌها المانون صراحة على خبلؾ ذلن".
Page 49
ٌصل بفضل جهده ومجهوده ،وذكابه وفطنته إلى اختراع مذهل ،أذهل البشرٌة أال وهو الذكاء االصطناعً
بصفة عامة واإلنسؤلة بصفة خاصة.
ؼٌر أن هذا الذكاء االصطناعً كما ذكرنا لم ٌكتؾ بالمٌام بؤدواره فمط ،بل إنه ٌموم بارتكاب جرابم ضد
البشرٌة ،وهذه الجرابم المرتكبة من لبل الذكاء االصطناعً لد تثار بشؤنها مسإولٌة جنابٌة والتً تعود
باألساس إلى األطراؾ األربع السالفٌن الذكر.
ؼٌر أن المسإولٌة الجنابٌة عن جرابم الذكاء االصطناعً ،حتى وإن تم تمرٌرها ،فإنه بالممابل تترتب
عنها آثار لانونٌة ،هذه اآلثار تجعلنا نمؾ بصددها عن استفسارٌن؛ ما نوع الجزاء الجنابً الممررة بشؤن
جرابم الذكاء االصطناعً؟ الفمرة الثانً) ،ثم كٌؾ ٌمكن للذكاء االصطناعً أن ٌتحلل من المسإولٌة الجنابٌة
الممررة فً حمه؟ (الفمرة الثانٌة).
الفمرة األولى :العموبات الممررة عن جرائم الذكاء االصطناعً
ٌعد مبدأ الشرعٌة الجنابٌة من المبادئ األساس فً المانون الجنابً ،فكما نعلم أنه "ال جرٌمة وال عموبة
إال بنص" ،أي ال ٌمكن أن نمرر سلوكا إجرامٌا وال نفرض جزاء جنابٌا على هذا السلون إال بوجود نص
لانونً صرٌح ٌمر ذلن.
فبالرجوع إلى التشرٌع المؽربً نجده لد نص على هذه الماعدة من خبلل الفصل الثالث من مجموعة
المانون الجنابً ،والذي جاء فٌه ما ٌلً ":ال ٌسوغ مإاخذة أحد على فعل ال ٌعد جرٌمة بصرٌح المانون وال
معالبته بعموبات لم ٌمررها المانون".
فً حٌن أن المشرع المصري هو اآلخر نص فً المادة 99من الدستور المصري 103على أنه "العموبة
شخصٌة وال جرٌمة وال عموبة إال بناء على لانون ،وال تولع عموبة إال بحكم لضابً ،وال عموبة إال على
األفعال البلحمة للتارٌخ نفاذ المانون" .مما الشن فٌه ،أن الظاهرة اإلجرامٌة ،تفرضها األحداث المجتمعٌة،
والنص المانونً ٌؤتً بعد ظهور الجرٌمة ،ولٌس للمشرع رإٌة استبالٌة للنص على الجرٌمة لبل حدوثها،
وهذا ما ٌتضح لنا إذا ما تمعنا للٌبل فً األحداث اإلرهابٌة التً سبك أن تعرض لها المؽرب فً كل من الدار
البٌضاء ومراكش ،104بحٌث أن ما تعرض له المجتمع المؽربً آنذان من تهدٌد فً منظومته األمنٌة وفً
زعزعة استمراره ،دفع بالمشرع المؽربً إلى اإلسراع فً سن لانون ٌتعلك بمكافحة الجرابم اإلرهابٌة وٌحدد
العموبات الضرورٌة حتى ال ٌتكرر األمر مرة أخرى ،وحتى ٌكون هنان نص لانونً ٌموم بزجر وردع كل
من سولت له نفسه المساس بؤمن الدولة الداخلً والخارجً ،نفس األمر ٌمكن إسماطه على الجرابم الناتجة
103
الدستور المصري لٌوم ٌ 09ناٌر 0104وفك آخر تعدٌل له أبرٌل .0109
104
األحداث التً عرفتها مدٌنة الدار البٌضاء سنة ،0112من تفجٌرات إرهابٌة وإزهاق أرواح العدٌد من الضحاٌا ،وتم من لانونا ٌتعلك بمكافحة
اإلرهاب ،وبالفعل صدر أول لانون فً الببلد سنة ،0112زد على ذلن أن مدٌنة مراكش فً األخرى ستعرؾ تفجٌرا إرهابٌا ٌوم 01أبرٌل.0100
Page 50
عن الذكاء االصطناعً ،فمادام أن هذه التمنٌات ال ٌزال الحدٌث عنها ضعٌفا ،وما دامت لم تظهر لحٌز
الوجود بشكل كبٌر فً مختلؾ الدول ومن بٌنها المملكة المؽربٌة ،فإن النص المانونً سٌظل ؼاببا ،ونحن
نعً تماما أن األٌام الممبلة سٌكون لها تنظٌم لانونً وتشرٌع ٌإطرها ،ؼٌر أن هذا ال ٌعنً أن نعفٌها من
المسإولٌة الجنابٌة ،بل كما ذكرنا أن المسإولٌة الجنابٌة ثابتة ولابمة ،مما ٌمكن معه تمرٌر عموبة علٌها،
وهذه العموبة ستكون إما للمصنع أو المستخدم أو للذكاء االصطناعً نفسه أو للطرؾ الخارجً فً الجرٌمة.
أما بالنسبة للمصنع فٌشترط فٌه أن ٌراعً معاٌٌر الجودة واألمان فً الذكاء االصطناعً وعدم تعمده
بوضع برمجة برامج تسمح للنظام الذكً بارتكاب الجرٌمة ،وإذا لم ٌمم بهذا فإن المسإولٌة الجنابٌة تعد لابمة
فً حمه ،وبالتالً تفرض علٌه العموبة جنابٌا نتٌجة عدم التزامه بهذه الضوابط.105
وأما بالنسبة للمستخدم فهو ٌحصل على تمنٌات الذكاء االصطناعً من المصنع أو المنتج وهو ٌعد أكثر
شخص ٌمكنه استخدامه فً ارتكاب جرٌمته كؤنه ٌستخدمه فً االعتداء على اآلخرٌن و استخدام الذكاء
االصطناعً فً الجرٌمة أكبر عنه فً حالة استخدام الحٌوانات نظرا ألن الذكاء االصطناعً لدٌه لدرات
فابمة وٌمكنه تنفٌذ أوامر أكثر صعوبة وتعمٌد .
أما بالنسبة للذكاء االصطناعً نفسه ،فنتٌجة للتحول الذي سٌعرفه الذكاء االصطناعً حول مسؤلة
اإلدران االصطناعً ،سٌمكنه من الحرٌة وتحمل مسإولٌة أفعاله ،فالمدرات الهابلة له ،من المتصور مستمببل
أن ترتكب جرابم بإرادتها الحرة المنفردة دون تدخل من الؽٌر سواء كان منتجا أو مستخدما ،وبالتالً تكون
أمام مسإولٌة جنابٌة ٌتوجب معها معالبة الذكاء االصطناعً.
أما بخصوص العماب ،فإنه من المعروؾ أن العموبات السالبة الحرٌة ال ٌمكن تطبٌمها إال على اإلنسان
فمط بمعنى أنه لٌس هنان إمكانٌة تطبٌك عموبات اإلعدام والمإبد أو العموبات السالبة الحرٌة 106على كٌانات
الذكاء االصطناعً ،فً حٌن أن هنان عموبات ٌمكن أن تتبلءم مع الذكاء االصطناعً ،كالؽرامات المالٌة،
فهذه األخٌرة تصلح ألن تطبك على الذكاء االصطناعً والروبوتات وفما لمفهوم الشخصٌة المانونٌة الرلمٌة
أو اإللكترونٌة للذكاء االصطناعً .
والمبلحظ من هنا ،أن الذكاء االصطناعً فً حالة ثبوت مسإولٌته فإن المواعد الجنابٌة العامة التً تنص
على عموبات سالبة الحرٌة ال تصلح لمواجهة هذا النوع من المجرمٌن ،على اعتبار أنها تتنافى وخصوصٌة
الذكاء االصطناعً ولكون أننا لن نستفٌد شٌبا فً حالة الحكم على هذا الكابن بهذا النوع من العموبات والزج
105
كان ٌموم المصنع بوضع برنامج داخل الروبوت ٌجعله ٌحرق المصنع لٌبل ،فإنه بعد مسإوال جنابٌا عن جرٌمة الحرق العمد.
Page 51
به فً السجن ،ؼٌر أن العموبات األخرى ؼٌر السالبة الحرٌة ٌمكن تطبٌك المواعد العامة بشؤنها فً جرابم
الذكاء االصطناعً كالؽرامات والمصادرة وإٌماؾ تشؽٌله أو إعادة تؤهٌله وؼٌرها ...
الفمرة الثانٌة :حاالت انتفاء المسؤولٌة الجنائٌة عن جرائم الذكاء االصطناعً
إن مسؤلة تحدٌد العموبة تبمى للماضً بحسب سلطته التمدٌرٌة ،وبالطرٌمة التً ٌراها مناسبة الردع
المجرم بداللة عنصرٌن فمط وهما خطورة الجرٌمة وشخصٌة المجرم ،وهو إذ ٌفعل ذلن ٌكون لد حدد
العموبة وأفردها ، 107لكن االستثناء من هذا األصل أن المشرع ٌتدخل لٌمرر إما رفع العموبة أو تخفٌفها أو
اإلعفاء منها تماما ،ألسباب إما تكون عابدة لشخصٌة المجرم ،أو مادٌة عابدة لظروؾ ارتكاب الجرٌمة لدر
ضرورة تؤثٌرها فً ممدار العموبة عند تحدٌد الماضً للعموبة ،108بحٌث ٌكون توافر أحدها أو أكثر فارضا
نفسه على الماضً وجوبا ،فبل ٌجوز له حٌنبذ تحدٌد العموبة دون مراعاة هذا السبب الذي ٌإثر فً
ممدارها.109
وتعد من بٌن األسباب المإدٌة إلى تخفٌؾ العموبة ،نجد حالة الدفاع الشرعً التً نلمسها عندما ٌموم
الشخص بالدفاع عن نفسه نتٌجة لٌام شخص آخر باالعتداء علٌه فؤودى بحٌاته ،ؼٌر إن أؼلب التشرٌعات ال
تعترؾ بحالة الدفاع الشرعً إال للنفس البشرٌة.110
ولذلن ،ال ٌمكن التسلٌم للروبوت اآللً بالدفاع عن ذاته وذلن لعدم التناسب بٌن المصلحتٌن التً ٌهدؾ
المانون لحماٌتها النفس البشرٌة فبل ٌمكن االعتراؾ للروبوت بحمه فً لتل اإلنسان الطبٌعً بسبب خطر حال
ولابم تعرض له الروبوت بسبب اإلنسان الطبٌعً ،فٌمكن مساءلة اإلنسان الطبٌعً عما الترفه من جرٌمة فً
شؤن الروبوت بعد ذلن دون االعتراؾ لؤلخٌر باالعتداء على اإلنسان الطبٌعً تحت عنوان حك الدفاع
الشرعً ،وهذا ال ٌعنً إفبلت الشخص الطبٌعً من المساءلة المانونٌة إذا كان لد لام بإتبلؾ الروبوت ،أو
تعرض له بشكل ٌشكل جرٌمة .
بالممابل ،فإن حال الدفاع الشرعً نجدها لابمة فً حك اإلنسان الطبٌعً ،الذي من حمه الدفاع عن نفسه
من خطر ٌهدده ،لكن فً مجال الذكاء االصطناعً إذا كانت هذه الحالة ؼٌر لابمة ،لكونه لٌس إنسانا طبٌعٌا
107
ٌنص الفصل 040من ق.ج على على أنه " للماضً سلطة تمدٌرٌة فً تحدٌد العموبة وتفرٌدها ،فً نطاق الحدٌن األدنى واأللصى الممررٌن فً
المانون المعالب على الجرٌمة ،مراعٌا فً ذلن خطورة الجرٌمة المرتكبة من ناحٌة ،وشخصٌة المجرم من ناحٌة أخرى".
108
عبد الواحد العلمً ،مٌن ،ص .299
109
ٌنص الفصل 040من ق.ج على أنه ٌتعٌن على الماضً أن ٌطبك على المواخذ عموبة مخففة أو مشددة ،حسب األحوال كلما ثبت لدٌه واحد أو أكثر
من األعذار المانونٌة المخفضة للعموبة أو واحد أو أكثر من الظروؾ المشددة الممررة فً المانون...
110
نص المشرع المصري فً المادة 049من لانون العموبات على أنه " :ال عموبة مطلما على من لبل ؼٌره أو أصحابه بجراح أو ضربه أثناء
استعماله حك الدفاع الشرعً عن نفسه أو ماله أو عن نفس ؼٌره أو ماله كما تنص المادة 041من نفس المانون على أنه حك الدفاع الشرعً عن النفس
ٌبٌح للشخص إال فً األحوال االستثنابٌة المبنٌة بعد استعمال الموة البلزمة لدفع كل فعل ٌعتبر جرٌمة على النفس منصوصا علٌه فً هذا المانون ........
فً حٌن المشرع المؽربً نص على أنه " :تعتبر الجرٌمة نتٌجة الضرورة الحالة الدفاع الشرعً فً الحالتٌن اآلتٌتٌن.
Page 52
نخشى فمدانه ،ؼٌر إنه هل ٌحك للروبوت أن ٌدافع عن مالكه؟ اي هل ٌمكن للروبوت العمل كمدافع عن
اإلنسان الطبٌعً من تعرضه ألي اعتداء؟ اختلفت اآلراء هنا:
فالرأي األول ٌرى ،إمكانٌة تصور االستعانة بالروبوت كمدافع عن اإلنسان ،بشرط أن ٌتمتع الروبوت
بؤنظمة برمجة متطورة إلى حد ٌستطٌع معه الموازنة بٌن فعل االعتداء على صاحبه .المكلؾ بالدفاع عنه
وبٌن سلوكه المتمثل فً الدفاع الشرعً عنه ،وفً حالة عدم توافر هذا الشرط فإن مستخدم الروبوت ٌعد
مسإوال مسإولٌة جنابٌة كاملة ،عما ٌمكن أن ٌتسبب فٌه الروبوت المدافع للؽٌر من أذى ،لكونه ال ٌعدو هنا
أن ٌكون مجرد أداة ٌستخدمها هذا المالن .
أما الرأي الثانً فٌرى ،إمكانٌة تصور اإللرار بحك الروبوت فً الدفاع عن نفسه ضد أي اعتداء
ٌتعرض له شرٌطة أن تكون لدٌه المدرة على التعامل بحدود معٌنه مثل اإلنسان والمدرة على التمٌٌز .
خاتمة :
ٌعد الذكاء االصطناعً من المواضٌع التً ٌنبؽً أن تحظى بالعناٌة فً مجال البحث العلمً ،لكون أن
الذكاء االصطناعً ما هو إال تطور فرضته التكنولوجٌا ،والتً ما زالت فً تزاٌد مستمر ،وبفضل هذا
التطور وذكاء اإلنسان تم التوصل لذكاء اصطناعًٌ ،موم بتؤدٌة مختلؾ المهام التً ٌإدٌها اإلنسان بل لد
ٌتعداها أحٌانا.
و حاولنا فً هذا البحث لراءة مختلؾ النصوص المانونٌة المطبمة فً التشرٌعات الممارنة وفً التشرٌع
المؽربً ،فتوصلنا إلى أن هذه النصوص الحالٌة ما زالت ضعٌفة ال تصلح فً كثٌر من األحٌان للتطبٌك على
تمنٌات الذكاء االصطناعً ،والتً تتسم بنوع من الخصوصٌة عن بالً المواضٌع األخرى ،األمر الذي ٌإكد
أن تمنٌات الذكاء االصطناعً ٌنبؽً أن ٌتم مواجهتها بمواعد لانونٌة تتماشى وخصوصٌاتها ،حتى ال نؽوص
فً المواعد المانونٌة المتفرلة ومعرفة من منها ٌصلح للتطبٌك ،ومن منها ٌتجاوب مع هذه التمنٌات التً
فرضها التطور التكنولوجً المزاٌد الذي ما فتا أي مجتمع ٌسلم منه.
ولد توصلنا من خبلل هذا البحث إلى عدة نتابج أهمها:
-0للذكاء االصطناعً المدرة الكاملة على إبرام العمود ،إما بواسطة الوكٌل الذكً أو بطرٌمة مستملة ،و ٌجد
مسعاه فً العمود النموذجٌة دون العمود االختٌارٌة ،وله لدرة عالٌة على مراجعة هذه العمود فً ولت وجٌز
ممارنة مع المحامً.
-0إن تمنٌات الذكاء االصطناعً تسهم فً تنفٌذ العمود الذكٌة المبرمة باالعتماد عل
خوارزمٌات الذكاء االصطناعً .
Page 53
-2امتبلن خوارزمٌات الذكاء االصطناعً المدرة على التنبإ بالجرٌمة لبل حدوثها ،والبحث ومبلحمة
المجرمٌن دون جعل ضباط الشرطة المضابٌة ٌخاطرون بؤنفسهم لمبلحمة المجرمٌن الخطٌرٌنٌ ،طرح هنا
إمكانٌة تؽٌٌر وتطوٌر أجهزة الشرطة المضابٌة بما ٌتبلءم وهذه التمنٌات.
-4مادام تم االعتراؾ للحٌوان بالشخصٌة المانونٌة؛ فإن الذكاء االصطناعً أحك بها ،خصوصا ذلن الذي له
المدرة على التعلم العمٌك واتخاذ المرارات بشكل مستمل.
-9جمٌع األضرار التً ٌتسبب فً الذكاء االصطناعً لابلة للتعوٌض عنها ،إما بموجب حكم لضابً ،أو عن
طرٌك شركات التؤمٌن ،أو عن طرٌك الصندوق التؤمٌن المحدثة لهذه الؽاٌة ،وذلن فً حالة ؼٌاب وثٌمة
التؤمٌن أو استحالة معرفة من المسإول عن أخطاء الذكاء االصطناعً.
-1المسإولٌة الجنابٌة تثار فً حك كل من مصنع ومبرمج ،ومستخدم الذكاء االصطناعً وللطرؾ الخارجً،
فكل شخص من هإالء ٌتحمل المسإولٌة بحسب مولعه وزاوٌة تعمده لبلرتكاب الفعل اإلجرامً إما عمدٌا أو
ؼٌر عمدي.
وبالرؼم من هذه النتابج المتوصل إلٌها ،إال أنه ال تفوتنا الفرصة إلبداء بعض التوصٌات التً نرى
ضرورة األخذ بها وهً كاآلتً:
ضرورة إعداد إطار تشرٌعً ولانونً خاص بالذكاء االصطناعً ،وبذل المجهودات مع مختلؾ
الفاعلٌن والمختصٌن ال سواء على المستوى الوطنً أو الدولً إن التضى الحال ،لئلسهام فً إصدار
نصوص لانونٌة له.
تشجٌع استخدام تمنٌات الذكاء االصطناعً فً كافة المجاالت ،واستؽبلل تمنٌات الذكاء االصطناعً
فً مجال العدالة و األمن لتحمٌك أكبر لدر من الشفافٌة والمساواة ،والتً تتوفر من خبلل تلن
التمنٌات.
االرتماء بتمنٌات الذكاء االصطناعً لدر اإلمكان ،ومراعاة كافة معاٌٌر الجودة واألمان أثناء تصنٌعها
وبرمجتها ،وذلن حتى ٌكون استخدامها فٌه حماٌة لحموق األفراد.
تعدٌل لواعد المسإولٌة المدنٌة والجنابٌة بما ٌتماشى مع خصوصٌات الذكاء االصطناعً وتشدٌد
العموبة فٌها بالنظر إلى الخطورة والضرر الذي لد تحدثه تمنٌات الذكاء االصطناعً فً المجتمع.
Page 54
لائمة المصادر والمراجع :
كتب عامة
.1إٌغبس فبٌض عّؼخ ٔظُ اٌّؼٍِٛبد اإلداسٌخ ِٕظٛس ئداسي اٌطجؼخ اٌضبٍٔخ داس اٌؾبِذ ٌٍٕشش ٚاٌزٛصٌغ
ػّبْ األسدْ 2010
ٌ .2بعٍٓ عؼذ غبٌت رؾًٍٍ ٚرصٍُّ ٔظُ اٌّؼٍِٛبد داس إٌّب٘ظ ٌٍٕشش ٚاٌزٛصٌغ ػّبْ ,االسدْ.2000 ,
.3د .ػبدي ػجذ إٌٛس ِذخً ئٌى ػبٌُ اٌزوبء االصطٕبػً ِذٌٕخ اٌٍّه ػجذ اٌؼضٌض ٌٍؼٍٚ َٛاٌزمٍٕخ
KACSTاٌغؼٛدٌخ 2005
ِ .4أِ ْٛاٌىضٌشي إٌظشٌخ اٌؼبِخ ٌالٌزضاِبد ،فً ظٛء لبٔ ْٛاالٌزضاِبد ٚاٌؼمٛد اٌّغشثً -أٚصبف
االٌزضاِبد" ،ط ،1د ْٚروش اٌّطجؼخ غ ٌ 2غٕخ 1972
ِ .5أِ ْٛاٌىضٌشئ " :ظشٌخ االٌزضاِبد فً ظٛء لبٔ ْٛاالٌزضاِبد ٚاٌؼمٛد اٌّغشثً -أٚصبف االٌزضاَ
ٚاٌمعبؤٖ ٚأزمبٌٗ ،ط ،2ثذ ْٚروش اٌّطجؼخ ،غ1947 ،2
ٌ .6ؼٍش رّبَ شٛفً " اٌغشٌّخ اٌّؼٍِٛبرٍخ -دساعخ رأصٍٍٍخ ِمبسٔخ" ،عٍغٍخ ِطجٛػبد اٌّخٍش
اٌغضائش ،غ ٌٕ ، 1بٌش 2019
.7ػجذ اٌمبدس اٌؼشػبسي " ِصبدس االٌزضاَ ،اٌىزبة اٌضبًٔ :اٌّغإٌٍٚخ اٌّذٍٔخِ ،طجؼخ داس األِبْ
اٌشثبغ ،غ ٌ 5غٕخ 2016
.8ػجذ اٌشؽّبْ اٌششلبٚي اٌمبٔ ْٛاٌّذًٔ دساعخ ؽذٌضخ ٌٍٕظشٌخ اٌؼبِخ ٌالٌزضاَ فً ظٛء رأصش٘ب ثبٌّفبٍُ٘
اٌغذٌذح ٌٍمبٔ ْٛااللزصبديِ ،صبدس االٌزضاَ اٌٛالؼخ اٌمبٍٔٔٛخ"ِ ،طجؼخ اٌّؼبسف اٌغذٌذح اٌشثبغ46 ،
ٌغٕخ 2020
ِ .9صطفى اٌخطٍت "اٌّخزصش فً اٌّغإٌٍٚخ اٌّذٍٔخ"ِ ،طجؼخ داس اٌؼشفبْ أوبدٌش ،غ ٌ ، 1غٕخ ،2017
.11عٍّؼً ؽغٓ ػجذ اٌجبعػ ":ششٚغ اٌزؾمٍك ٚاإلػفبء ِٓ ظّبْ اٌؼٍٛة اٌخفٍخ دساعخ ِمبسٔخ " ،داس
إٌٙعخ اٌؼشثٍخ اٌمب٘شحِ 1993 ِٓ ،صش
.11خٛاٌذٖ أؽّذ ِفٍؼ" ششغ اإلػفبء ِٓ اٌّغإٌٍٚخ اٌؼمذٌخ ،داس اٌضمبفخ ٌٍٕشش ٚاٌزٛصٌغ ،ػّبْ ،غ ، 1
ٌغٕخ 2011
.12ػبثذٌٓ دمحم أؽّذ " :اٌزؼٌٛط ثٍٓ اٌّغإٌٍٚخ اٌؼمذٌخ ٚاٌزمصٍشٌخ ،داس اٌّطجٛػبد اٌغبِؼٍخ
اإلعىٕذسٌخ ،غ 1985
.13ػجذ اٌٛاؽذ اٌؼًٍّ " ششػ اٌمبٔ ْٛاٌغٕبئً ،اٌمغُ اٌؼبَ" ،د ْٚروش اٌّطجؼخ غ ،9اٌغٕخ 2019
ِّ .14ذٚػ اٌجؾش" اٌغشائُ اٌٛالؼخ ػٍى األِٛاي فً لبٔ ْٛاٌؼمٛثبد ،د ْٚروش اٌّطجؼخ ،غٌ ،1غٕخ
-2009ػّبْ
.15عؼٍذ اٌٛسدي :اٌششػ اٌمبٔ ْٛاٌغٕبئً اٌؼبَ اٌّغشثً :دساعخ فمٍٙخ ٚلعبئٍخ"ِ ،طجؼخ األٍِٕخ اٌشثبغ
د ْٚروش اٌطجؼخ
كتب متخصصة
Page 55
.16ػجذاٌؼضٌض ثالٚي ،اٌزوبء االصطٕبػً فً اٌؼٍ َٛاٌششػٍخ ٚاٌمبٍٔٔٛخ ،أػّبي اٌّإرّش اٌذ ًٌٚاالٚي
اٌذ ٍِٛي اٌٍّّىخ اٌّغشثٍخ ٔٛٔ 9_8جش 2023
ِ .17طبي ػجذ اٌمبدس ،رؾذٌبد ِٚزطٍجبد اعزخذاَ اٌزوبء االصطٕبػً فً اٌزطجٍمبد اٌؾذٌضخ ٌؼٍٍّبد ئداسح
اٌّؼشفخ فً ِٕظّبد األػّبي اٌٍّزمى اٌٛغًٕ اٌؼبشش ؽٛي أٔظّخ اٌّؼٍِٛبد اٌّؼزّذح ػٍى اٌزوبء
االصطٕبػً ٚدٚس٘ب فً صٕغ لشاساد اٌّإعغخ االلزصبدٌخ ،عبِؼخ عىٍىذح ،اٌغضائش.
.18اٌٍٛصي ِٛعى اٌزوبء االصطٕبػً فً االػّبي ثؾش لذَ اٌّإرّش اٌغٕٛي اٌؾبدي ػشش روبء االػّبي
ٚالزصبد اٌّؼشفخ وٍٍخ االلزصبد ٚاٌؼٍ َٛاإلداسٌخ عبِؼخ اٌضٌزٔٛخ ػّبْ األسدْ2012 ،
.19خٛاٌذ أث ٛثىش وزبة عّبػً رطجٍمبد اٌزوبء االصطٕبػً وزٛعٗ ؽذٌش ٌزؼضٌض رٕبفغٍخ ِٕظّبد
االػّبي اٌطجؼخ األٌٚى .اٌّشوض اٌذٌّمشاغً اٌؼشثً ٌٍذساعبد االعزشارٍغٍخ ٚاٌغٍبعٍخ ٚااللزصبدٌخ
ثشٌٍٓ ,اٌّبٍٔب .2019
.21فش َٚدمحم اٌصبٌؼ ،ثٛعؼبدح اٌٍبط ،عٍٍّبًٔ ػض اٌذٌٓ دٚس أٔظّخ اٌّؼٍِٛبد اٌّؼزّذح ػٍى اٌزوبء
االصطٕبػً فً ػٍٍّخ صٕغ اٌمشاس اإلداسٌخ .اٌٍّزمى اٌٛغًٕ اٌغبدط ؽٛي دٚس اٌزمٍٕبد اٌىٍّخ فً
ارخبر اٌمشاساد اإلداسٌخ وٍٍخ اٌؼٍ َٛااللزصبدٌخ ٚػٍ َٛاٌزغٍٍش عبِؼخ عىٍىذح اٌغضائش 2009
.21ػّبد ٌبعش دمحم صٍ٘ش اٌجبثًٍ دٚس أٔظّخ اٌزوبء االصطٕبػً فً اٌزٕجإ ثبٌغشٌّخ"ِ ،غٍخ اٌفىش اٌششغً
اٌّغٍذ ،28ع ٌٌٍٛٛ 110ص 2019.
المماالت
.22سٚائؼ ػٍٍخ ثٛداػ ػجذ اٌغًٍٍ ،رطٛس رمذٌش خطش اٌفشض فً ظً ّٔبرط اٌزوبء االصطٕبػًِ ،غٍخ
اٌؼٍ َٛاالٔغبٍٔخ ،اٌّغٍذ ، 26اٌؼذد 04عبِؼخ ِٕزٛسي لغٕطٍٕخ عٕخ 2015
.23أؽّذ لبعُ فشػ " اعزخذاَ اٌٛوًٍ اٌزوً فً اٌزغبسح اإلٌىزشٍٔٚخ -دساعخ لبٍٔٔٛخ ِمبسٔخ فً ئغبس
ِبٍ٘زٗ ٔٚفبر رصشفٗ"ِ ،مبي ِٕشٛس ثّغٍخ اٌّفىش ،اٌّغٍذ ، 13ع .2
.24ػجذ اٌمبدس اٌؼشػبسئ" :ظشٌخ اٌؼمذ دساعخ ِمبسٔخ اٌىزبة األٚي"ِ ،طجؼخ داس األِبْ -اٌشثبغ غ 5
ٌغٕخ ،2016ص .224
ٍ٘ .25خ ػٍى اٌض٘شأً " :اٌّغإٌٍٚخ اٌغٕبئٍخ ٌٍزوبء االصطٕبػً "ِ ،مبي ِٕشٛس ثّغٍخ اٌٛغٓ
اإلٌىزشٍٔٚخ ،ػٍى اٌشاثػ 8:30 :رُ االغالع ػٍٍٗ ٌِ 21 َٛبي ،2024ػٍى اٌغبػخ
http://www.alwatan.com.Sa/ampArticle/1063158
.26أؽّذ ػٍى ؽغٓ ػضّبْ أؼىبعبد اٌزوبء اإلصطٕبػً ػٍى اٌمبٔ ْٛاٌّذًٔ دساعخ ِمبسٔخ "ِ ،غٍخ
اٌجؾٛس اٌمبٍٔٔٛخ ٚااللزصبدٌخ ،ع ٌ 76غٕخ 2021
.27ػجذ اٌؼضٌض ػجٍذ اٌجىشح" اٌزوبء االصطٕبػً فً ػبٌُ اٌغشائُ اٌّؼٍِٛبرٍخِ ،مبي ِٕشٛس ثبٌّٛلغ
رُ االغالع ػٍٍٗ ٌِ 13 َٛبي ،2024ػٍى اٌغبػخ 15؛30 اإلٌىزشًٔٚ
htpp://www.aljazirah.com
ٌ .28ؾً د٘شبْ دٚس اٌزوبء االصطٕبػً فً ِىبفؾخ اٌغشائُ ٚاٌزٕجإ ثبٌغشٌّخِ ،مبي ِٕشٛس ػٍى اٌّٛلغ
رُ االغالع ػٍٍٗ ٌِ 13 َٛبي ،2024ػٍى اٌغبػخ 20:00- اإلٌىزشًٔٚ
http://www.yahyadhshon.com
.29دمحم ؽّضح ":اٌّؾبًِ اٌشٚثٛد ٌمذَ خذِبرٗ ِغبٔب ٌٍّزششدٌٓ "ِٕ ،شٛس ػٍى اٌّٛلغ اإلٌىزشًٔٚ
http://www.nokia.netرُ االغالع ػٍٍٗ ٌِ 16 َٛبي 2024ػٍى اٌغبػخ .20:18
Page 56
٘ .31شّبسي اعٍخ اٌّغإٌٍٚخ اٌّذٍٔخ ٌٍشٚثٛد ثٍٓ اٌٛالغ ٚاعزششاف اٌّغزمجً"ِ ،غٍخ اٌمبٔ ْٛاٌذًٌٚ
ٚاٌزٍّٕخ ،اٌّغٍذ ،10ع ٌ ،01غٕخ 2022
.31دمحم أؽّذ اٌّؼذاٚي ػجذ سثٗ ِغب٘ذ" اٌّغإٌٍٚخ اٌّذٍٔخ ػٓ اٌشٚثٛربد راد اٌزوبء االصطٕبػً "،
اٌّغٍخ اٌمبٍٔٔٛخ (ِغٍخ ِزخصصخ فً اٌذساعبد ٚاألثؾبس اٌمبٍٔٔٛخ ،اٌّغٍذ 2د ْٚروش اٌغٕخ
.32ػجذ اٌشصاق ٍٗ٘ٚعٍذ أؽّذ دمحم " اٌّغإٌٍٚخ اٌّذٍٔخ ػٓ أظشاس اٌزوبء االصطٕبػً دساعخ رؾٍٍٍٍخ "،
ِغٍخ عًٍ األثؾبس اٌمبٍٔٔٛخ اٌّؼّمخ ،ع ،43أوزٛثش ،2020
.33اٌىشاس ؽجٍت عٍٛٙي ،ؽغبَ ػجظ ػٛدح " اٌّغإٌٍٚخ اٌّذٍٔخ ػٓ األظشاس اٌزً ٌغججٙب اٌشٚثٛد
دساعخ رؾٍٍٍٍخ ِمبسٔخ"ِ ،غٍخ اٌطشٌك ٌٍزشثٍخ ٚاٌؼٍ َٛاالعزّبػٍخ ،عِ ،6بي 2019
ٚ .34فبء دمحم أث ٛاٌّؼبغً صفش" اٌّغإٌٍٚخ اٌغٕبئٍخ ػٓ عشائُ اٌزوبء االصطٕبػً دساعخ رؾٍٍٍٍخ
اعزششافٍخ"ِ ،غٍخ سٚػ اٌمٛأٍٓ ،ع 96أوزٛثش .2021
رسائل
.35ػجذ اٌّغٍذ لزٍجخ ِبصْ اعزخذِبد اٌزوبء اٌصٕبػً فً رطجٍمبد إٌٙذعخ اٌىٙشثبئٍخ (دساعخ ِمبسٔخ).
سعبٌخ ِمذِخ ًٌٍٕ شٙبدح ِبعغزٍش األوبدٌٍّخ اٌؼشثٍخ اٌذّٔبسن 2009 ،
.36شٍّبء غضاٌخ " دٚس اٌزوبء االصطٕبػً فً رؼضٌض اٌؼذاٌخ اٌغٕبئٍخ ،سعبٌخ ًٌٍٕ دثٍ َٛاٌّبعزش فً
اٌمبٔ ْٛاٌخبص ،وٍٍخ اٌؼٍ َٛاٌمبٍٔٔٛخ ٚااللزصبدٌخ ٚاالعزّبػٍخ ،عبِؼخ اٌمبظً ػٍبض ِشاوش اٌغٕخ
اٌغبِؼٍخ 2021/2020
.37اؽّذ ٔبصش لبعُ " :اٌّغإٌٍٚخ اٌّذٍٔخ اٌؾبسط األشٍبء دساعخ ِمبسٔخ" ،سعبٌخ ًٌٍٕ دثٍ َٛاٌّبعغزٍش
فً اٌمبٔ ْٛاٌخبص ثىٍٍخ اٌذساعبد اٌؼٍٍب فً عبِؼخ إٌغبػ اٌٛغٍٕخ ثٕبثٍظ فٍغطٌٍٓ ،غٕخ 2018
.38سشٍذ اٌؼشاق " :اٌّغإٌٍٚخ اٌّذٍٔخ ػٓ فؼً إٌّزٛعبد اٌّؼٍجخ فً ظٛء 24.00اٌّزؼٍك ثغالِخ
إٌّزٛعبد ٚاٌخذِبد ،سعبٌخ ًٌٍٕ دثٍ َٛاٌّبعزش فً اٌمبٔ ْٛاٌخبص ،وٍٍخ اٌؼٍ َٛاٌمبٍٔٔٛخ ٚااللزصبدٌخ
عبِؼخ عٍذي دمحم ثٓ ػجذ هللا فبطٌ ،غٕخ 2013/2012
.39ػجذ اٌخبٌك ؽغبًٔ" ِغإٌٍٚخ إٌّزظ ػٓ اإلخالي ثعّبْ اٌغالِخ ،سعبٌخ ًٌٍٍ دثٍ َٛاٌّبعزش فً
اٌمبٔ ْٛاٌخبص ،ثىٍٍخ ِزؼذدح اٌزخصصبد رؼٕٛاْ عبِؼخ ػجذ اٌّبٌه اٌغؼذي اٌغٕخ اٌغبِؼٍخ
2016/2015
ٍٔ .41ئخ ػٍى خٍّظ دمحم خشٚس اٌّٙشي" اٌّغإٌٍٚخ اٌّذٍٔخ ػٓ أظشاس اإلٔغبْ اٌَى دساعخ رؾٍٍٍٍخ"،
دثٍ ًٌٍٕ َٛشٙبدح اٌّبعزش فً اٌمبٔ ْٛاٌخبص وٍٍخ اٌمبٔ ،ْٛعبِؼخ اإلِبساد اٌؼشثٍخ اٌّزؾذح ٌغٕخ
2020
النصوص المانونٌة:
.41اٌمبٔ ْٛسلُ 53.05اٌّزؼٍك ثبٌزجبدي اإلٌىزشٌٍّ ًٔٚؼطٍبد اٌمبٍٔٔٛخ اٌصبدس ثزٕفٍزٖ اٌظٍٙش اٌششٌف .
سلُ 1.07.129فً ٔٛٔ 30جش ،2007ط.س.ع ،5584ثزبسٌخ 5دعٕجش ،2007ص .3879
.42ظٍٙش ششٌف سلُ 1.11.03صبدس فً 18فجشاٌش ،2011ثزٕفٍز اٌمبٔ ْٛسلُ 31.08اٌمبظً ثزؾذٌذ
رذاثٍش اٌؾّبٌخ اٌّغزٍٙه ،ط س.ع 6192ثزبسٌخ 3أوزٛثش ،2013ص .6384
.43اٌمبٔ ْٛسلُ 200اٌّزؼٍك ثؾمٛق اٌّإٌف ٚاٌؾمٛق اٌّغبٚسح اٌصبدس ثزٕفٍزٖ اٌظٍٙش اٌششٌف سلُ
1.00.20ثزبسٌخ 15فجشاٌش ،2000ط سع ،4796ثزبسٌخ ِ 18بي 2000ص.1112 ،
Page 57
اٌّزؼٍك ثغالِخ24.09 ُْ سلٛٔ ثزٕفٍز اٌمب،2011 ػشذ17 ً اٌصبدس ف1.11.140 ٍش ششٌفٙ ظ.44
ْ االٌزضاِبدٛٔ ثّضبثخ لب1913 غشذ12 ًٍش اٌششٌف اٌصبدس فٙثززٍُّ اٌظٚ ،اٌخذِبدٚ إٌّزغبد
.4678 ص،2011 شزٕجش23 ثزبسٌخ5980 ع. س. ط،دٛاٌؼمٚ
الموالع االلكترونٌة
ًٔٚاالٌىزش لغٌّٛا ػٍى سِٕٛش، ًاإلصطٕبػ اٌزوبء أعبعٍبد ػجٍذ ِصطفى.45
: ٌَٛ ٍٍٗ رُ االغالع ػhttps://www.mdrscenter.com/%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9
.19:15 ػٍى اٌغبػخ،2024 ِبي13
1. Poole, Mackworth & Goebel (1998, p. 11, which provides the version that is
used in this article. These authors use the term computational intelligence as
a synonym for artificial intelligence.
2. Russell & Norvig (2003, p. 55) who prater the term
3. Cazenave Triston, Intelligence artificielle une approche ludique, Ellipse,
Paris, Franc, 201
4. Liebowitz, J, Knowledge-Based/Expert Systems Technology in Life Support
Systems, Kybernetes, New York, USA, 1997
5. Davenport TH, Prusak I, Working Knomwledge: How Organizations Manage
What They Know, Harvard Business School, Boston, USA, 1999, .
6. Alter S, Information Systems: The Foundation Of E-Business, New York,
Prentice Hall, USA, 2002..
7. Alter S, Information Systems: The Foundation Of E-Business
8. Waston RT, Data Management: Databases And Organization, John Wiely &
Sons, New York, USA1999,
Page 58
الفهرس
مقدمة ....................................................................................................... :
1
لفصل األول :اإلطار المفاهٌمً للذكاء االصطناعً 1 .................................................
المبحث األول :مفهوم الذكاء االصطناعً 1 ............................................................
المطلب األول :خصائص الذكاء االصطناعً وأهدافه 9 .............................................
الفمرة األولى :خصائص الذكاء االصطناعً 9 .....................................................
الفمرة الثانٌة :أهداف الذكاء االصطناعً 00 .......................................................
المطلب الثانً :حمٌمة الذكاء االصطناعً وأهمٌته 00 ...............................................
أوال :النظم الخبٌرة02 ..................................................................................
ثانٌا :الشبكات العصبٌة 04 ............................................................................
ثالثا :المنطك الضبابً ( الغامض ) 09 ........................................................... :
رابعا :الخوارزمٌات الجٌنٌة 01 .......................................................................
الفمرة الثانٌة :أهمٌة الذكاء االصطناعً فً المستمبل 01 .......................................
المبحث الثانً :تجلٌات الذكاء االصطناعً فً االنظمة المانونٌة 09 .............................
المطلب األول :تأثٌر الذكاء االصطناعً فً مجال العمود 09 ........................................
الفمرة األولى :إبرام العمود الذكٌة بواسطة الذكاء االصطناعً 01 .............................
أوال :إبرام العمود الذكٌة عن طرٌك النٌابة 00 .....................................................
ثانٌا :إبرام العمود الذكٌة بصورة مستملة 02 ........................................................
الفمرة الثانٌة :الذكاء االصطناعً فً مرحلة ما بعد إبرام العمد 04 .............................
أوال :إسهام تمنٌات الذكاء االصطناعً فً تنفٌذ العمد 04 .........................................
ثانٌا :استخدام تمنٌات الذكاء االصطناعً فً مراجعة العمود 09 ................................
المطلب الثانً :الذكاء االصطناعً والعدالة الجنائٌة 01 ..........................................
الفمرة األولى :إسهام الذكاء االصطناعً فً التنبؤ بالجرٌمة وعدم اإلفالت من العماب 01 .
أوال :مساهمة الذكاء االصطناعً فً التنبؤ بالجرٌمة 01 .........................................
ثانٌا :لٌام الذكاء االصطناعً بمالحمة المجرمٌن 09 .............................................
الفمرة الثانٌة :الذكاء االصطناعً و المحاكمة الجنائٌة 20 .......................................
الفصل الثانً :المسؤولٌة المانونٌة للذكاء االصطناعً 22 ...........................................
المبحث األول :المسؤولٌة المدنٌة عن أضرار الذكاء االصطناعً 22 .............................
المطلب األول :لٌام المسؤولٌة المدنٌة ألضرار الذكاء االصطناعً 24 ............................
الفمرة االولى :المسؤولٌة المدنٌة للذكاء االصطناعً المائمة على االعتبار الموضوعً29
أوال :الذكاء االصطناعً ومفهوم الشًء 29 ........................................................
Page 59
ثانٌا :الذكاء االصطناعً ومفهوم المنتوج21 .......................................................
الفمرة الثانٌة :المسؤولٌة المدنٌة للذكاء االصطناعً المائمة على االعتبار الذاتً21 .......
أوال :المسؤولٌة العمدٌة للذكاء االصطناعً 21 .....................................................
ثانٌا :المسؤولٌة التمصٌرٌة للذكاء االصطناعً 29 ...............................................
المطلب الثانً :اآلثار المانونٌة المترتبة عن تحمك المسؤولٌة المدنٌة عن الذكاء
االصطناعً 41 ..............................................................................................
الفمرة األولى :التعوٌض عن أضرار الذكاء االصطناعً 41 .....................................
أوال :التعوٌض المضائً عن أضرار الذكاء االصطناعً 40 ......................................
ثانٌا :التعوٌض التلمائً عن أضرار الذكاء االصطناعً 40 .......................................
الفمرة الثانٌة :اإلعفاء من المسؤولٌة المدنٌة عن الذكاء االصطناعً 42 .....................
المبحث الثانً :المسؤولٌة الجنائٌة عن جرائم الذكاء االصطناعً 44 ............................
المطلب األول :لٌام المسؤولٌة الجنائٌة عن الذكاء االصطناعً 49 ................................
الفمرة األولى :شروط لٌام المسؤولٌة الجنائٌة عن جرائم الذكاء االصطناعً 49 ...........
الفمرة الثانٌة :األشخاص المسؤولون جنائٌا عن جرائم الذكاء االصطناعً 41 ..............
أوال :المسؤولٌة للجنائٌة لمصنع الذكاء االصطناعً 41 ..........................................
ثانٌا :المسؤولٌة الجنائٌة للمستخدم الذكاء االصطناعً 41 ......................................
ثالثا :المسؤولٌة الجنائٌة للذكاء االصطناعً نفسه 41 ............................................
رابعا :المسؤولٌة الجنائٌة للطرف الخارجً عن جرائم الذكاء االصطناعً 49 ...............
المطلب الثانً :اآلثار المانونٌة الناتجة عن تحمك المسؤولٌة الجنائٌة عن الذكاء
االصطناعً49 ............................................................................................. .
الفمرة األولى :العموبات الممررة عن جرائم الذكاء االصطناعً 91 ............................
الفمرة الثانٌة :حاالت انتفاء المسؤولٌة الجنائٌة عن جرائم الذكاء االصطناعً 90 ..........
خاتمة 92 ...................................................................................................... :
لائمة المصادر والمراجع 99 .............................................................................. :
الفهرس 99 .....................................................................................................
Page 60