Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 60

‫املــوضـــوع‬

‫المسؤولية القانونية لروبوتات‬


‫الذكاء االصطناعي‬

‫ممدمة ‪:‬‬
‫الممدمة‬
‫شهدت السنوات األخٌرة تطورا كبٌرا فً مٌدان الذكاء االصطناعً و الروبوتٌن نتٌجة التمدم الهابل فً‬
‫التكنولوجٌا ومعالجة المعطٌات ‪ ،‬و هذا فً ظل ظهور ثروة البٌانات الضخمة كفاعل جدٌدا تتمٌز به الدول‬
‫المتمدمة عن ؼٌرها من بٌن التطبٌمات الظاهرة للذكاء االصطناعً النظام المبرمج لمساعدة الطبٌب فً‬
‫المجال الطبً السٌارات الذكٌة الوكٌل الذكً ‪ ،‬الروبوتات وؼٌرها من التطبٌمات التً أصبح لها دورا فاعبل‬
‫فً المجتمعات المتطور السٌما منها الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة ‪ ،‬الٌابان والصٌن‪ ،‬فرنسا وألمانٌا‪ ،‬هذه‬
‫التكنولوجٌا الجدٌدة مثلت نملة نوعٌة فً المجتمعات المتطورة من حٌث توفٌر الراحة و الرفاهٌة و مساعدة‬
‫األفراد فً إنجاز مهامهم االجتماعٌة والمهنٌة لكن فً ذات الولت فتحت الباب على مجموعة من المسابل‬
‫الفلسفٌة واألخبللٌة و كذا المانونٌة ‪.‬‬
‫كان الذكاء االصطناعً والروبوتات ٌمثبلن موضوعا للخٌال العلمً‪ ،‬إال أن ما كان ٌعتبر خٌاال أصبح‬
‫فً السنوات األخٌرة حمٌمة ثابتة‪ ،‬وبمدر ما أثارت من اهتمام أثارت للما فالذكاء االصطناعً هو بعبارة‬
‫بسٌطة أتمته النشاطات التً ال طالما انفرد بها الجنس البشري‪ ،‬كفهم اللؽة الطبٌعٌة والتعرؾ اآللً على‬
‫الكلمات وإنتاج الكبلم‪ ،‬والتعرؾ على الوجوه‪ ،‬وتحرٌر الصور الذكٌة‪ ،‬والمٌادة الذاتٌة وحتى التعبٌر الفنً‪...‬‬
‫الخ‪ .‬فنحن الٌوم محاطون بآالت ذكٌة تزداد انتشارا فً حٌاتنا الٌومٌة من مركبات مستملة‪ ،‬طابرات بدون‬
‫طٌار‪ ،‬أو برمجٌات بإمكانها مساعدة األطباء أو المضاة أو المحامٌن فً أنشطتهم المهنٌة‪ ،‬دون إؼفال العمبلء‬
‫األذكٌاء للتجارة اإللكترونٌة ‪.‬‬
‫وٌمصد بالذكاء االصطناعً‪ ،‬أنظمة كومبٌوتر التً لها المدرة على المٌام بذات المهام المطلوبة من‬
‫االنسان البشري‪ ،‬ولكن بصورة أسرع من تلن التً ٌموم بها األخٌر‪ ،‬فالذكاء االصطناعً ٌموم على محاكاة‬
‫الذكاء البشري فً اآلالت المبرمجة للتفكٌر مثل البشر‪ ،‬وتملٌد أفعالهم‪ ،‬بحٌث تكون لتلن اآلالت المدرة على‬
‫اتخاذ اإلجراءات المناسبة من تلماء نفسها‪ ،‬ودون تدخل من العنصر البشري‪ ،‬وتشمل أهداؾ الذكاء‬
‫االصطناعً‪ ،‬التعلم‪ ،‬واالستدالل‪ ،‬واالستدران‪.‬‬
‫ولد عرؾ (جون مكارثً ‪ )mccarthy‬و (مارفن مٌنسكً ‪ )marvin lee minsky‬الذكاء االصطناعً‬
‫بؤنه " هو دراسة وتصمٌم أنظمة ذكٌة بطرٌمة مستملة تستوعب بٌبتها‪ ،‬مع اتخاذ كافة التدابٌر البلزمة من أجل‬
‫تحمٌك أهداؾ محددة" ‪.‬‬

‫‪Page 2‬‬
‫والروبوت كؤحد تطبٌمات أنظمة الذكاء االصطناعً له تعارٌؾ متعددة‪ ،‬حٌث ٌمكن تعرٌفه حسب‬
‫لاموس (‪ )Larousse‬اإللكترونً بؤنه " جهاز آلً‪ ،‬لادر على التعامل مع األشٌاء أو اجراء العملٌات وفما‬
‫لبرنامج ثابت أو لابل للتعدٌل " ‪.‬‬
‫كما ٌمكن تعرٌؾ الروبوت وفما لماموس المصطلحات بؤنه آلة أوتوماتٌكٌة مسخرة ومتعددة االستخدامات‬
‫ولابلة للبرمجة‪ ،‬وبالنظر إلى تمتعها بالمرونة المٌكانٌكٌة فلها المدرة على العمل بصورة مستملة لتنفٌذ األعمال‬
‫المختلفة التً تتطلب لدرات خاصة‪ ،‬مثل تحرٌن العضبلت من أجل المٌام بالوظابؾ الحركٌة لئلنسان‪.‬‬
‫كما أن المعهد األمرٌكً للروبوت ‪ robot institute of American‬لد عرفه أن " الروبوت مناول‬
‫ٌدوي لابل إلعادة البرمجة ومتعدد الوظابؾ ومصمم لتحرٌن المواد واألجزاء واألدوات أو األجهزة الخاصة‬
‫من خبلل مختلؾ الحركات المبرمجة بهدؾ أداء مهمات متنوعٌه ‪ ، 01‬كما عرفه االتحاد الٌبانً للروبوتات‬
‫الصناعٌة على أن " الروبوتات آلة مخصصة لكل األؼراض وهً مزودة بؤطراؾ وجهاز للذاكرة وهً لادرة‬
‫على الدوران والحلول محل العامل البشري بواسطة األداء األوتوماتٌكً للحركات ‪".‬‬
‫إن الذكاء االصطناعً أصبح من أهم المفاهٌم الحٌاتٌة‪ ،‬فهو فً تطور مستمر‪ ،‬نتٌجة للتمدم السرٌع‬
‫للتكنولوجٌا‪ ،‬مما جعله هو المحور األساس للرلمنة‪ ،‬وحلمة مهمة فً حٌاة اإلنسان‪ ،‬وال ٌمكن االستؽناء عنه‬
‫بؤي وجه من األوجه‪ ،‬لما له من دور ملحوظ فً المجتمع‪ ،‬لكونه حاول أن ٌزٌل الستار عن كثٌر من األشٌاء‬
‫التً كان اإلنسان ٌجهل المٌام بها بمفرده ‪ ،‬فالذكاء االصطناعً بات جزء ال ٌتجزأ عن حٌاتنا الٌومٌة‪،‬‬
‫وأصبح مفروضا على اإلنسان لما له من مزاٌا عدة ال ٌمكن نكرانها‪ ،‬زد على ذلن أن اإلنسان كان وما زال‬
‫ٌبحث عن التطور والعمل البشري ال ٌمكن أن ٌتولؾ عن اإلبداع واالختراع‪ ،‬ولوال استخدامه لملكة العمل‬
‫والفكر‪ ،‬لما استطاع أن ٌنتج لنا ذكاء اصطناعٌا ٌهدؾ للمٌام بدور مهم فً المجتمع‪ ،‬وهذا ما سنحاول أن‬
‫نوضحه من خبلل األدوار المحورٌة للذكاء االصطناعً‪.‬‬
‫ولد عرفت البوادر األولى للشبكة العالمٌة ازدهارا مع بداٌة التسعٌنات‪ ،‬نتج عنها ظهور أول ثورة‬
‫روبوتاتٌة لادرة على التعلم وتبنً التؽٌٌرات التً تحدث فً البٌبة المحٌطة بها‪ 01 ،‬وما أن حلت بداٌة ‪0111‬‬
‫ظهرت معها أنظمة ذكٌة تسٌطر على العالم فً جمٌع بماع العالم‪ ،‬حتى وجدت لبوال من كل الدول من بٌنها‬
‫الدول العظمى كبرٌطانٌا والوالٌات المتحدة األمرٌكٌة والصٌن‪ ...‬الذٌن ٌعدون من الدول الرابدة فً هذا‬
‫المجال‪ ،‬أما الدول العربٌة‪ ،‬فبالرؼم من أن أؼلبها ما زالت لم تعرؾ هذا المجال بشكل كبٌر‪ ،‬إال أننا نجد على‬
‫رأسهم اإلمارات العربٌة المتحدة‪ ،‬والمملكة العربٌة السعودٌة ‪ ،‬اللذان ٌبذالن كل جهدهما فً سبٌل تطوٌر‬
‫منظومتهما بما ٌتماشى مع تمنٌات الذكاء االصطناعً‪.‬‬

‫‪Page 3‬‬
‫أهمٌة الموضوع‪:‬‬
‫إن موضوع دراستنا هذا‪ٌ ،‬كتسً أهمٌة بالؽة فً والعنا الحالً‪ ،‬وهذه األهمٌة ٌمكن توضٌحها فً ما هو‬
‫علمً‪ ،‬وفً ما هو عمل‪ .،‬فبالنسبة لؤلهمٌة العلمٌة‪ ،‬بالرؼم من ؼٌاب نصوص لانونٌة تنظم لنا الذكاء‬
‫االصطناعً فإن هذا ال ٌعنً أنه لن ٌكون له تشرٌع خاص ٌنظمه على اعتبار أن الدول حالٌا تسعى لتطوٌر‬
‫منظومتها الداخلٌة بناء على تمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬ولعل اإلمارات العربٌة المتحدة خٌر دلٌل على هذا‪،‬‬
‫حٌث تعتبر المثال األبرز فً مجال الذكاء االصطناعً بتبنٌها التحول اإللكترونً فً العمل الحكومً‪،‬‬
‫واالستثمار فً التكنولوجٌا من أجل دعم االلتصاد فً الرأسمال البشري‪ ،‬أما على المستوى الوطنً‪ ،‬فإن‬
‫التشرٌع المؽربً ما زال متؤخرا فً سنه ممتضٌات لانونٌة تتعلك بالذكاء االصطناعً‪ ،‬وهذا ال ٌعنً أن‬
‫تطبٌماته لم ٌتبناها بعد‪ ،‬بل إنه فً كثٌر من المناسبات ٌإكد على تبنً النظم الذكٌة والوسابل التكنولوجٌا‬
‫الحدٌثة ‪ ،‬بما ٌسد معه حاجٌات الببلد‪.‬‬
‫أما من الناحٌة العملٌة‪ ،‬فإن الوالع العملً أثبت فعبل أن الذكاء االصطناعً أزال الستار عن كثٌر من‬
‫األمور التً ما كان اإلنسان لٌفعلها لوال هذه النظم الذكٌة‪ ،‬بحٌث ٌموم بتشخٌص األمراض الصعبة التً‬
‫استعصى على اإلنسان معالجتها‪ ،‬كما ٌمدم استشارات لانونٌة ومهنٌة فً عدة مجاالت كما ٌُسهم فً صنع‬
‫المرارات التً تتمٌز بالدلة واالستمبللٌة والموضوعٌة‪ ،‬زد على ذلن أن تدخل الذكاء االصطناعً أحٌانا فً‬
‫بعض المسابل الخطرة‪ٌ ،‬سهم بشكل كبٌر فً التخفٌؾ على اإلنسان الكثٌر من المخاطر التً لوال الذكاء‬
‫االصطناعً لكان اإلنسان لمى حتفه‪ ،‬وأخٌرا ٌمكن أن ٌسهم فً تحمٌك التنمٌة المستدامة بشكل ٌجعل االلتصاد‬
‫الوطنً أو العالمً ٌزدهر وٌنمو‪ ،‬هذا من جهة‪.‬‬
‫دوافع اختٌار الموضوع ‪:‬‬
‫إن األسباب الكامنة وراء اختٌار هذا الموضوع نابعة من األهمٌة التً ٌحظى بها وإن كان بتحفٌز‬
‫واختٌار من طرؾ االستاذ المشرؾ ‪،‬فإنه لم ٌنشؤ تلمابٌا او اعتباطٌا وإنما جاء تعبٌرا عن اهتمامنا الجاد‬
‫بمواضٌع الذكاء االصطناعً وما ٌلعبه هذا األخٌر من أداور ربٌسٌة فً شتى المجاالت الٌومٌة التً نعٌشها‬
‫وكذلن للخدمات التً تمدما تمنٌات الذكاء االصطناعً فً مختلؾ المجاالت‪ ،‬بحٌث شهد الذكاء االصطناعً‬
‫فً السنوات األخٌرة تطورا متسارعا وؼٌر مسبوق بفعل التمنٌات الرلمٌة والتطور التكنولوجً‪.‬‬
‫صعوبات البحث ‪:‬‬
‫إن من بٌن أبرز الصعوبات التً واجهتنا فً اعداد هذا البحث هو اتساع محاور هدا الموضوع‪ ،‬وتشعب‬
‫اجزابه ‪ ،‬وكذلن ندرة وللة الدراسات الوطنٌة التً تناولت هذا الموضوع فً مجمله‪ ،‬او أجزاء منه خاصة ان‬

‫‪Page 4‬‬
‫بعض المحاور التً تم التطرق الٌها فً هذا البحث من المستجدات التً تعرفها الساحة الوطنٌة والدولٌة‬
‫خاصة بعض تمنٌات الذكاء االصطناعً المستجدة التً شهدها العالم‪.‬‬
‫إشكالٌة الموضوع‪:‬‬
‫من خبلل ما سبك تحلٌله ٌمكن معالجة هذا الموضوع من خبلل اإلشكالٌة الربٌسٌة التالٌة ‪:‬‬
‫إلى أي حد ٌساهم تأثٌر الذكاء االصطناعً على الماعدة المانونٌة وفك التشرٌعٌن الوطنً والدولً ؟‬
‫وتتفرع عن هذه اإلشكالٌة الربٌسٌة مجموعة من االسبلة الفرعٌة التالٌة ‪:‬‬
‫‪ ‬ما هو الذكاء االصطناعً ؟ وما خصائصه ؟‬
‫‪ ‬هل ٌمكن منح الروبوتات الشخصٌة المانونٌة ؟‬
‫‪ ‬هل ٌمكن مساءلة الروبوتات عن أضرارها فً التشرٌعٌن المغربً والدولً ؟‬
‫المناهج المعتمدة ‪:‬‬
‫كما هو معلوم فجل البحوث العلمٌة تتطلب االستعانة بمناهج البحث العلمً فً صٌاؼتها ‪ ،‬لذلن ارتؤٌنا‬
‫فً هذا الموضوع االعتماد على المنهج التحلٌلً لكً نستطٌع من خبلله تحلٌل مختلؾ الجوانب التً تتعلك‬
‫بموضوع الذكاء االصطناعً فً عبللته بالمانون‪ ،‬على اعتبار أن المانون ٌبمى على رأس أي مستجدات تطرأ‬
‫على أرض الوالع‪ ،‬لذلن فإنه ال ٌمكن أن نتصور الذكاء االصطناعً ٌإدي مهامه بمعزل عن النصوص‬
‫المانونٌة‪ ،‬محللٌن كذلن األدوار التً ٌموم بها الذكاء االصطناعً فً األنظمة المانونٌة‪ ،‬باإلضافة إلى إمكانٌة‬
‫تؤثٌره علٌها‪ ،‬مع استعانتنا ببعض نصوص المواعد العامة لتحلٌلها والبحث فً إمكانٌة اسماطها على الذكاء‬
‫االصطناعً‪ ،‬لمعرفة مدى مبلءمتها معه‪ ،‬خصوصا فً الجانب المتعلك بالمسإولٌة المانونً‪.‬‬
‫كما تمت االستعانة بالمنهج الممارن الذي حاولنا من خبلله الممارنة بٌن النصوص المانونٌة والمواعد‬
‫العامة لبعض التشرٌعات الوطنٌة والدولٌة لنبٌن مكانة الذكاء االصطناعً فٌها‪ ،‬إذا ما علمنا أنه لٌس هنان‬
‫إطار لانونً صرٌح ٌنظم الذكاء االصطناعً‪ ،‬زد على ذلن من خبلل هذا المنهج حاولنا االطبلع على‬
‫تجارب الدول العربٌة واألجنبٌة الرابدة فً مجال األنظمة الذكٌة أو الذكاء االصطناعً‪ ،‬لنبٌن هل حما المملكة‬
‫المؽربٌة بدورها ستموم بتبنً هذه التجارب وستعتمد على نظم ذكٌة فً األٌام المادمة‪ ،‬بهدؾ االرتماء‬
‫بااللتصاد الداخلً للبلد‪.‬‬
‫خطة البحث ‪:‬‬
‫التضت منا دراسة هذا الموضوع تمسٌمه إلى فصلٌن ‪:‬‬
‫‪ ‬الفصل األول ‪ :‬اإلطار المفاهٌمً للذكاء االصطناعً‬
‫‪ ‬الفصل الثانً‪ :‬المسؤولٌة المانونٌة للذكاء االصطناعً‬

‫‪Page 5‬‬
Page 6
‫الفصل األول ‪ :‬اإلطار المفاهٌمً للذكاء االصطناعً‬
‫لمد شهدت العمود الثبلثة الماضٌة تطورا رلمٌا متسارعا‪ ،‬مما أدى إلى اتساع رلعة الوالع االفتراضً‪،‬‬
‫وتزاٌد الطلب على إشباع رؼبات العالم ؼٌر المحدودة من التكنولوجٌا الحدٌثة‪ ،‬فلم ٌعد األفراد ٌستطٌعون‬
‫ممارسة نشاطاتهم من دون االعتماد على آلٌات الذكاء االصطناعً؛ التً أصبحت تموم ممام الذكاء البشري‬
‫فً مجموعة من المجاالت؛ لما تتسم به من سرعة فً تحلٌل البٌانات الموصلة للنتابج المنشودة حسب لدرة‬
‫المستخدم عبر أنظمة الحاسوب‪.‬‬
‫ولد عرؾ الذكاء االصطناعً بؤنه عملٌة محاكاة للذكاء البشري عبر أنظمة الكومبٌوتر‪ ،‬من خبلل‬
‫محاولة تملٌد سلون البشر ونمط التفكٌر وآلٌة اتخاذ المرار‪ ،‬وٌتم ذلن عن طرٌك دراسة السلون البشري من‬
‫خبلل عدد من التجارب والتصرفات‪ ،‬ووضع األفراد فً موالؾ سلوكٌة معٌنة ومرالبة أفعالهم‪ ،‬وردود‬
‫األفعال ونمط التفكٌر‪ ،‬ثم محاولة محاكاة طرٌمة التفكٌر وآلٌة اتخاذ المرار‪ ،‬من خبلل االستعانة بؤنظمة‬
‫الكومبٌوتر شدٌدة التعمٌد‪ .‬وعرؾ هذا األخٌر تطورا بفضل التطور التكنولوجً‪ ،‬والتحول الرلمً المتزاٌد‬
‫مما نتج عنه تزاٌد التساإالت الدلٌمة التً أنتجها استعمال هذه التنمٌة فً مختلؾ المجاالت التعلٌم والصحة‬
‫وااللتصاد‪ ،‬وؼٌرها‪ .‬كما كثر الحدٌث فً اآلونة األخٌرة عن الذكاء االصطناعً وعبللته بالعلوم األخرى‪،‬‬
‫لما ٌطرحه من وفرة اإلمداد فً النتابج ؼٌر المنضبطة بسبلمة االستمداد خاصة فً جانب العلوم الشرعٌة‪،‬‬
‫وذلن راجع لعوامل متعددة‪ ،‬منها استخدام الذكاء االصطناعً فً إصدار الفتاوى واألحكام دون التمٌد‬
‫بالمواعد والضوابط المعتبرة فً هذا الباب‪.1‬‬
‫وبناء على ذلن؛ ٌمكن تعرٌؾ الروبوت بؤنه " آلة تعمل بطرٌمة مٌكانٌكٌة تسمح بالمٌام بتنفٌذ المهام أو‬
‫األعمال بصورة مستملة‪ ،‬وذلن عن طرٌك اتخاذ المرار فٌما ٌتعلك ببعض اإلجراءات األساسٌة أو األولٌة التً‬
‫لامت بوضعها أو اتخاذها ‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الذكاء االصطناعً‬
‫إن التطور النوعً و المتسارع الذي أحدثته الثورة التكنولوجٌة خاصة فً المرن العشرٌن فً مجال‬
‫تمنٌات المعلومات أدت الى ظهور تطبٌمات و برامج جدٌدة تتمٌز بالتنوع و االبتكار المستمر مما زاد من حدة‬
‫المنافسة على مستوى السوق العالمً ففً اآلونة االخٌرة اتجهت التطبٌمات الحدٌثة لتمنٌات المعلومات‬
‫الستخدام الذكاء االصطناعً و االنظمة الذكٌة فً عالم االدارة المال واالعمال و كذا االستفادة من لدرة تلن‬
‫النظم الذكٌة على اتخاذ المرارات ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبدالعزٌز ببلوي ‪،‬الذكاء االصطناعً فً العلوم الشرعٌة والمانونٌة ‪ ،‬أعمال المإتمر الدولً االول اٌت ملول المملكة المؽربٌة ‪ 9_1‬نونبر ‪ 0102‬ص‬
‫‪.4،‬‬

‫‪Page 7‬‬
‫وٌمكن تعرٌؾ الذكاء االصطناعً بوجه عام بؤنه هو فرع من علم الحاسوب ‪ .‬و تعرؾ الكثٌر من‬
‫المإلفات الذكاء االصطناعً‪ ،‬على أنه " دراسة وتصمٌم العمبلء األذكٌاء"‪ ،‬والعمٌل الذكً هو نظام ٌستوعب‬
‫بٌبته وٌتخذ الموالؾ التً تزٌد من فرصته فً النجاح فً تحمٌك مهمته أو مهمة فرٌمه وهذا التعرٌؾ‪ ،‬من‬
‫حٌث األهداؾ واألفعال والتصور والبٌبة ٌرجع إلى ‪. 2Russell & Norvig‬‬
‫و لد صاغ عالم الحاسوب جون مكارثً هذا المصطلح باألساس فً عام ‪ ، 0991‬وعرفه بنفسه بؤنه‬
‫"علم وهندسة صنع اآلالت الذكٌة‪ " 3‬وٌعرؾ أندرٌاس كاببلن وماٌكل هاٌنلٌن الذكاء االصطناعً بؤنه "لدرة‬
‫النظام على تفسٌر البٌانات الخارجٌة بشكل صحٌح‪ ،‬والتعلم من هذه البٌانات‪ ،‬واستخدام تلن المعرفة لتحمٌك‬
‫أهداؾ ومهام محددة من خبلل التكٌؾ المرن‪.4‬‬
‫ولد عرؾ ‪ Alan Turing‬الذكاء االصطناعً بؤنه المدرة على التصرؾ كما لو كان اإلنسان هو الذي‬
‫ٌتصرؾ من خبلل محاولة خداع المستجوب وإظهار كما لو إن إنسانا هو الذي ٌموم باإلجابة على األسبلة‬
‫المطروحة من لبل المستجوب"‪.‬‬
‫وعرفه ‪ Elaine Rich‬بؤنه" دراسة لجعل أجهزة الكمبٌوتر أن تإدي أشٌاء ٌموم بها اإلنسان بطرٌمة‬
‫أفضل"‪ .‬كما عرفه كبل من ‪ Shortcliffe Buchanan‬مركزٌن على االختبلؾ فً تمنٌات البرمجة‬
‫المستخدمة فً الذكاء االصطناعً بؤنه فرع من علوم الكمبٌوتر ٌتعامل مع الرموز والطرق الؽٌر حسابٌة‬
‫لحل المشكلة"‪.‬‬
‫وعرفه ‪ Marvin Lee Minsky‬بؤنه بناء برامج الكمبٌوتر التً تنخرط فً المهام التً ٌموم بها البشر‬
‫بشكل مرضً‪ ،‬ألنها تتطلب عملٌات عملٌة عالٌة المستوي مثل‪ :‬اإلدران الحسً "التعلم وتنظٌم الذاكرة‬
‫والتفكٌر النمدي"‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Acificial hueligence: A Made Appounds anvenity mxibok no artificial analligence, witten by Stutt Rammell and Peter‬‬
‫‪Norvig.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪)Definition of Al as the study of intelligent agents, drawn from the leading Al textbooks.‬‬

‫‪Poole, Mackworth & Goebel (1998, p. 11, which provides the version that is used in this article. These authors use‬‬
‫‪the term computational intelligence as a synonym for artificial intelligence.‬‬

‫‪Russell & Norvig (2003, p. 55) who prater the term‬‬

‫‪"rational agent" and write "The whole-agent view is now widely accepted in the fild.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Stuart Russell and Patar Norvig characterize this definition as "thinking humanly" anci raject it in favor of "acting‬‬
‫‪rationally".‬‬

‫‪Page 8‬‬
‫فالذكاء االصطناعً هو أحد علوم الحاسب اآللً الحدٌثة التً تبحث عن أسالٌب متطورة للمٌام بؤعمال و‬
‫استنتاجات تشابه و لو فً حدود ضٌمة تلن االسباب التً تنسب لذكاء االنسان‪.5‬‬
‫ومن جمٌع ما تمدم ٌمكننا تعرٌؾ الذكاء االصطناعً بؤنه وسٌلة إلعداد الحاسوب أو الروبوت للتحكم فٌه‬
‫بواسطة برنامج ٌفكر بذكاء بنفس الطرٌمة التً ٌفكر بها البشر األذكٌاء‪ .‬فعلم الذكاء االصطناعً هو أحد‬
‫علوم الحاسب اآللً الحدٌثة التً تبحث عن أسالٌب متطورة لبرمجته للمٌام بؤعمال واستنتاجات تشابه فً‬
‫أضٌك الحدود األسالٌب التً تنسب لذكاء اإلنسان‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬خصائص الذكاء االصطناعً وأهدافه‬
‫ٌعتبر الذكاء االصطناعً ذلن العلم الذي ٌهتم بصنع آالت ذكٌة تتصرؾ كما هو متولع من االنسان أن‬
‫ٌتصرؾ‪ ,‬وٌتطرق الذكاء االصطناعً الى المجاالت التالٌة‪ 6:‬اللؽة الطبٌعٌة‪ ،‬الروبوت ‪ ،‬التعرؾ على الكبلم‬
‫‪ ،‬الشبكات العصبٌة االصطناعٌة االنظمة الخبٌرة‪.‬‬
‫ولمد شكل الذكاء االصطناعً لفزة نوعٌة فً حمول العلوم النظرٌة والتطبٌمٌة إذ استطاع هذا االخٌر نمل‬
‫الذكاء الذي ٌشبه ذكاء الدماغ البشري إلى اآلالت الحاسوبٌة و لمد أصبح الٌوم الذكاء االصطناعً ٌحاكً‬
‫المدرات الذهنٌة البشرٌة و أنماط عملها فً بعض عملٌات االدران االستنتاج المنطمً و كذا التعلم واكتساب‬
‫الخبرات و المهارات‪ ,‬و ذلن عن طرٌك عدة تمنٌات و برامج تتسم بالتنوع واالبتكار المستمر‪ٌ .‬تمتع الذكاء‬
‫االصطناعً بالعدٌد من الخصابص و الممٌزات سنحاول ذكرها (الفمرة األولى ) وكذا اهداؾ الذكاء‬
‫االصطناعً المتعددة ( كفمرة تانٌة)‬
‫الفمرة األولى ‪ :‬خصائص الذكاء االصطناعً‬
‫‪7‬‬
‫ٌتمتع الذكاء االصطناعً بالعدٌد من الخصابص و الممٌزات نذكر منها ‪:‬‬
‫‪ . ‬استخدام الذكاء فً حل المشاكل المعروضة مع ؼٌاب المعلومة الكاملة‬
‫‪ . ‬المدرة على التفكٌر و االدران ‪.‬‬
‫‪ . ‬المدرة على اكتساب المعرفة وتطبٌمها‬
‫‪ . ‬المدرة على التعلم والفهم من التجارب والخبرات السابمة ‪.‬‬
‫‪ ‬المدرة على استخدام الخبرات المدٌمة وتوظٌفها فً موالؾ جدٌدة ‪.‬‬
‫‪ . ‬المدرة على استخدام التجربة و الخطؤ الستكشاؾ األمور المختلفة‬
‫‪5‬‬
‫عبد المجٌد لتٌبة مازن استخدمات الذكاء الصناعً فً تطبٌمات الهندسة الكهربابٌة (دراسة ممارنة)‪ .‬رسالة ممدمة لنٌل شهادة ماجستٌر األكادٌمٌة‬
‫العربٌة الدنمارن ‪ ،0119 ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪6‬‬
‫روابح عٌلة بوداح عبد الجلٌل‪ ،‬تطور تمدٌر خطر الفرض فً ظل نماذج الذكاء االصطناعً‪ ،‬مجلة العلوم االنسانٌة ‪ ،‬المجلد ‪ ، 01‬العدد ‪ 14‬جامعة‬
‫منتوري لسنطٌنة سنة ‪ ، 0109‬ص ‪.012‬‬
‫‪7‬‬
‫النجار فاٌز جمعة نظم المعلومات اإلدارٌة منظور إداري الطبعة الثانٌة دار الحامد للنشر والتوزٌع عمان األردن ‪ ،0101‬ص ‪011‬‬

‫‪Page 9‬‬
‫‪ ‬المدرة على االستجابة السرٌعة للموالؾ والظروؾ الجدٌدة ‪.‬‬
‫‪ . ‬المدرة على التعامل مع الحاالت الصعبة و المعمدة ‪.‬‬
‫‪ . ‬المدرة على التعامل مع الموالؾ الؽامضة مع ؼٌاب المعلومة‪.‬‬
‫‪ . ‬المدرة على تمٌٌز االهمٌة النسبٌة لعناصر الحاالت المعروضة ‪.‬‬
‫‪ . ‬المدرة على التصور و االبداع و فهم األمور المربٌة و إدراكها ‪.‬‬
‫‪ ‬المدرة على تمدٌم المعلومة إلسناد المرارات االدارٌة ‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫بعبارة أخرى فإن الذكاء االصطناعً ٌتمتع بمجموعة الممٌزات التالٌة‪:‬‬
‫‪ -1-‬إمكانٌة تمثٌل المعرفة ‪ :‬إن برامج الذكاء االصطناعً على عكس البرامج االحصابٌة تحتوي على‬
‫أسلوب لتمثٌل المعلومات إذ تستخدم هٌكلة خاصة لوصؾ المعرفة و هذه الهٌكلة تتضمن الحمابك و العبللات‬
‫بٌن هذه الحمابك و المواعد التً تربط هذه العبللات‪ ....‬الخ‪ .‬و مجموعة الهٌاكل المعرفٌة تكون فٌما بٌنها‬
‫لاعدة المعرفة و هذه الماعدة توفر أكبر لدر ممكن من المعلومات عن المشكلة المراد إٌجاد حل لها ‪.‬‬
‫‪ 2‬استخدام االسلوب التجرٌبً المتفائل ‪ :‬من الصفات المهمة فً مجال الذكاء االصطناعً أن برامجها تمتحم‬
‫المسابل التً لٌس لها طرٌك حل عامة معروفة‪ ,‬و هذا ٌعنً أن البرامج ال تستخدم خطوات متسلسلة تإدي‬
‫الى الحل الصحٌح و لكنها تختار طرٌمة معٌنة للحل تبدو جٌدة مع االحتفاظ باحتمالٌة تؽٌٌر الطرٌمة إذا اتضح‬
‫أن الخٌار األول ال ٌإدي الى الحل سرٌعا‪ ،‬أي التركٌز على الحلول الوافٌة و عدم تؤكٌد الحلول المثلى أو‬
‫الدلٌمة كما هو معمول به فً البرامج التملٌدٌة الحالٌة‪ ،‬ومن هذا المنطلك فإن حل معادالت من الدرجة الثانٌة‬
‫ال ٌعد من برامج الذكاء االصطناعً ألن الطرٌمة معروفة و لكن برامج لعبة الشطرنج تعد من االمثلة الجٌدة‬
‫لبرامج الذكاء االصطناعً و ذلن لؽٌاب طرٌمة واضحة و أكٌدة لتحدٌد الحركة المادمة ‪.‬‬
‫‪ -2‬لابلٌة التعامل مع المعلومات النالصة ‪ :‬من الصفات األخرى التً تستطٌع برامج الذكاء االصطناعً‬
‫المٌام بها لابلٌتها على إٌجاد بعض الحلول حتى لو كانت المعلومات ؼٌر متوافرة بؤكملها فً الولت الذي‬
‫ٌتطلب فٌه الحل‪ ,‬و إن تبعات عدم تكامل المعلومات ٌإدي الى استنتاجات ألل والعٌة أو الل جدارة‪ ,‬و لكن‬
‫من جانب آخر لد تكون االستنتاجات صحٌحة ‪.‬‬
‫‪ -4‬المابلٌة على التعلم ‪ :‬من الصفات المهمة للتصرؾ الذكً المابلٌة على التعلم من الخبرات و الممارسات‬
‫السابمة إضافة الى لابلٌة تحسٌن االداء باألخذ بنظر االعتبار االخطاء السابمة‪ ،‬هذه المابلٌة ترتبط بالمابلٌة على‬
‫تعمٌم المعلومات و استنتاج حاالت مماثلة و انتمابٌة و إهمال بعض المعلومات الزابدة ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫مطاي عبد المادر‪ ،‬تحدٌات ومتطلبات استخدام الذكاء االصطناعً فً التطبٌمات الحدٌثة لعملٌات إدارة المعرفة فً منظمات األعمال الملتمى الوطنً‬
‫العاشر حول أنظمة المعلومات المعتمدة على الذكاء االصطناعً ودورها فً صنع لرارات المإسسة االلتصادٌة ‪ ،‬جامعة سكٌكدة ‪،‬الجزابر ص‪. 4-2 ،‬‬

‫‪Page 10‬‬
‫‪ -5-‬لابلٌة االستدالل ‪ :‬و هً المدرة على استنباط الحلول الممكنة لمشكلة معٌنة و من والع المعطٌات‬
‫المعروفة والخبرات السابمة و ال سٌما للمشكبلت التً ال ٌمكن معها استخدام الوسابل التملٌدٌة المعروفة للحل‬
‫هذه المابلٌة تتحمك على الحاسوب بخزن جمٌع الحلول الممكنة إضافة الى استخدام لوانٌن او استراتٌجٌات‬
‫‪9‬‬
‫االستدالل و لوانٌن المنطك ‪.‬‬
‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬أهداف الذكاء االصطناعً‬
‫ٌهدؾ علم الذكاء االصطناعً عموما الى فهم طبٌعة الذكاء االنسانً عن طرٌك عمل برامج للحاسب‬
‫اآللً لادرة على محاكاة السلون االنسانً المتسم بالذكاء‪ ,‬و تعنً لدرة برنامج الحاسب على جلب مسؤلة ما‬
‫أو اتخاذ لرار فً مولؾ ما‪ ,‬حٌث أن البرنامج نفسه ٌجد الطرٌمة التً ٌجب أن تتبع لحل المسؤلة أو للتوصل‬
‫الى المرار بالرجوع الى العدٌد من العملٌات االستداللٌة المتنوعة التً ؼذي بها البرنامج ‪.‬‬
‫و ٌضع كتاب ) وٌنستون و برندر جاست‪ ) 0914 .‬ثبلثة أهداؾ أساسٌة للذكاء االصطناعً تتمثل‬
‫‪10‬‬
‫فً‪:‬‬
‫‪ -0‬جعل االجهزة أكثر ذكاء ( هدؾ ربٌسً )‬
‫‪ -0‬فهم ماهٌة الذكاء‬
‫‪ -2‬جعل االجهزة أكثر فابدة ‪.‬‬
‫كما ٌكمن الؽرض من الذكاء االصطناعً فً تفسٌر المولؾ أو النص فً بعض االحٌان فهو ٌتعلك‬
‫بنشاط البناء‪ ,‬وظٌفة المولؾ والهدؾ من خبلل " حل المشكبلت " التً تخص‪: 11‬‬
‫‪ . ‬مشكبلت التصمٌم‬
‫‪ . ‬مشكبلت التخطٌط‬
‫‪ . ‬مشكبلت التشخٌص‬
‫و تؤسٌسا على ما سبك ٌمكن المول أن للذكاء االصطناعً عدة أهداؾ ٌمكن حصر أهمها فً النمطتٌن‬
‫التالٌتٌن ‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫مطاي عبد المادر‪ ،‬تحدٌات و متطلبات استخدام الذكاء االصطناعً فً التطبٌمات الحدٌثة لعملٌات إدارة المعرفة فً منظمات األعمال‪ ،‬المرجع السابك‬
‫ص‪.4‬‬
‫‪10‬‬
‫اللوزي موسى الذكاء االصطناعً فً االعمال بحث لدم المإتمر السنوي الحادي عشر ذكاء االعمال و التصاد المعرفة كلٌة االلتصاد والعلوم اإلدارٌة‬
‫جامعة الزٌتونة عمان األردن‪ ،0100 ،‬من ‪. 00‬‬
‫‪11‬‬
‫‪Cazenave Triston, Intelligence artificielle une approche ludique, Ellipse, Paris, Franc, 201, p06-07.‬‬

‫‪Page 11‬‬
‫‪ .0‬تمكٌن اآلالت من معالجة المعلومات بشكل ألرب طرٌمة االنسان فً حل المسابل بمعنى آخر‬
‫المعالجة المتوازٌة حٌث ٌتم تنفٌذ عدة أوامر فً نفس الولت و هذا ألرب طرٌمة لئلنسان فً حل‬
‫المسابل ‪.‬‬
‫‪ .0‬فهم أفضل لماهٌة الذكاء البشري عن طرٌك فن أؼوار الدماغ حتى ٌمكن محاكاته كما هو معروؾ‬
‫أن الجهاز العصبً و الدماغ البشري أكثر االعضاء تعمٌدا و هما ٌعمبلن بشكل مترابط و دابم فً‬
‫التعرؾ على االشٌاء‪. 12‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬حمٌمة الذكاء االصطناعً وأهمٌته‬
‫لم ٌعد الذكاء االصطناعً مجرد حلم ٌراود البعض أو ضرب من ضروب الخٌال العلمً بل أضحى‬
‫حمٌمة والعٌة تحظى بتطبٌمات عدة تحاكً الذكاء البشري حٌنا و تتفوق علٌه أحٌانا كثٌرة‪ ،‬إذ أنه ابرز ما‬
‫تتمٌز به هذه التطبٌمات هو لدرتها الفابمة على التعلم و اكتساب الخبرة و اتخاذ المرار باستمبللٌة دون‬
‫االشراؾ البشري المباشر فضبل عن تمتعها بمهارات التسبٌب واالستنباط و التكٌؾ مع البٌبة المحٌطة ونتٌجة‬
‫لهذه الخصابص تلعب تكنولوجٌا الذكاء االصطناعً دورا حٌوٌا فً تسرٌع االنجاز وزٌادة وتٌرة االنتاج من‬
‫خبلل مما ادى الى بعض الول الى اطبلق استراتٌجٌة متكاملة بشؤن تحوٌل الذكاء االصطناعً الى والع‬
‫ملموس إٌمانا بؤهمٌة استشراؾ المستمبل وخلك بٌبات عمل مبتكرة ترتمً بجودة االداء وتستثمر الطالات على‬
‫النحو االمثل ‪.‬‬
‫الفمرة األولى ‪ :‬أهم تطبٌمات الذكاء االصطناعً‬
‫ان التطبٌمات عدٌدة ومتنوعة مثل معالجة اللؽة الطبٌعٌة‪ ,‬النظم الخبٌرة‪ ,‬الشبكات العصبٌة‪ ,‬المنطك‬
‫الؽامض الضبابً)‪ ,‬استخدام الحاالت و الوكٌل الذكً ‪..‬‬
‫و ٌمكن سرد أنواع مختلفة فً حمول العلوم والتكنولوجٌا خاصة و أن حلمات االبتكار التكنولوجً فً‬
‫مجال الذكاء االصطناعً متجددة ومفتوحة على التطور و االبداع و مجموعة التطبٌمات الحالٌة و الجدٌدة فً‬
‫الحمول العلمٌة والنظرٌة المختلفة ال تعنً أبدا مجاالت محددة وثابتة ‪.‬‬
‫من ؼٌر الممكن دراسة كل مجاالت تطبٌك الذكاء االصطناعً فً عملٌات و أنشطة االدارة بصورة‬
‫عامة واالعمال االلكترونٌة على وجه الخصوص‪ ,‬فانه باإلمكان دراسة أهم منظومات الذكاء االصطناعً‬

‫‪12‬‬
‫اللوزي موسى الذكاء االصطناعً فً االعمال المرجع السابك ‪ .‬من ‪. 00‬‬

‫‪Page 12‬‬
‫المستخدمة لدعم المرارات االدارٌة من خبلل نوع االسناد الذي تمدمه لصانع المرار و مستوى المرار الذي‬
‫ٌسانده و طبٌعة المجال التطبٌمً المناسب‪.13‬‬
‫أوال ‪ :‬النظم الخبٌرة‬
‫النظام الخبٌر بكلمات أولٌة سهلة هو برنامج حاسوب مصمم لنمذجة لدرة الخبٌر االنسانً على حل‬
‫المشكبلت‪ .14‬بمعنى آخر ٌرتكز النظام الخبٌر على معرفة الخبٌر و تفكٌر و إدران الخبٌر أو على طرٌمته‬
‫فً تعمٌل و فهم االشٌاء‪.‬‬
‫من وجهة نظر أن النظم الخبٌرة هً اختراق السوق و المجتمع و انه ٌوجد توازن دلٌك بٌن هإالء‬
‫المإمنٌن بتكنولوجٌا النظم الخبٌرة و التملٌدٌن الذٌن ال ٌزالون مشككٌن فً مزاٌا النظم الخبٌرة و نحن ندخل‬
‫عصر المعرفة و من الواضح أن منظمات المعرفة و إدارة المعرفة و تكنولوجٌا المعرفة سوؾ تعتمد على‬
‫النظم الخبٌرة و المابمة على المعرفة و سوؾ تكون هذه النظم جزءا ال ٌتجزأ من صنع المنظمات العالمٌة‬
‫التنافسٌة و لابلة للتطبٌك فً البٌبة الدولٌة و بدأ العمل المبكر فً النظم الخبٌرة فً الخمسٌنات من لبل فرٌك‬
‫من المفكرٌن و فً السبعٌنات لامت أكبر المصالح الصناعٌة على تطوٌر النظم الخبٌرة و تستمر خبلل الٌوم‬
‫و ٌستخدم الخبراء النظم الخبٌرة فً مجاالت التطبٌمات مثل ‪ :‬التشخٌص‪ ,‬التصور طرٌمة التدرٌس‪ ،‬التعلم‬
‫اللعب البرمجة إثبات نمط التعرؾ على الكبلم‪ ,‬و أشار أن الذكاء االصطناعً و نظمها الخبٌرة لد بلؽت‬
‫مستوى نضج ال سٌما فً السنوات االخٌرة ‪.‬‬
‫و لد تطورت الى درجة أن المعرفة على أساس النظم الخبٌرة لد تصل إلى مستوى أداء مماثل لئلنسان‬
‫الخبٌر فً المجاالت المتخصصة مثل ‪ :‬النظم الحاسوبٌة‪ ,‬الحوسبة‪ ,‬التعلم و الهندسة هندسة المعرفة‬
‫الجٌولوجٌا و الطب و العلوم‪ ،‬أٌضا النظم الخبٌرة لها أداء عالً فً حل مشاكل ( البرمجٌات ( برنامج‬
‫‪15‬‬
‫كمبٌوتر‪ ,‬لادرة على محاكاة الخبرة البشرٌة فً مجال ضٌك‪.‬‬
‫و ٌرى بعض الخبراء أن النظم الخبٌرة سوؾ تؽٌر طرٌمة تنفٌذ االعمال من خبلل تؽٌر طرٌمة تفكٌر‬
‫الناس فً حل المشكبلت و منذ البداٌة كانت آمال العلماء بالنظم الخبٌرة كبٌرة فمد سبك أن لال أستاذ‬
‫المعلوماتٌة ‪ Minsky Marvin‬فً سنة ‪ ": 0911‬أنه خبلل ثبلث إلى ثمانً سنوات سوؾ تكون لنا آلة بذكاء‬

‫‪13‬‬
‫خوالد أبو بكر كتاب جماعً تطبٌمات الذكاء االصطناعً كتوجه حدٌث لتعزٌز تنافسٌة منظمات االعمال الطبعة األولى‪ .‬المركز الدٌممراطً العربً‬
‫للدراسات االستراتٌجٌة والسٌاسٌة وااللتصادٌة برلٌن‪ ,‬المانٌا ‪ 0109‬ص ‪. 01‬‬
‫‪14‬‬
‫ٌاسٌن سعد ؼالب تحلٌل وتصمٌم نظم المعلومات دار المناهج للنشر والتوزٌع عمان‪ ,‬االردن‪ 0111 ,‬ص ‪. 91-99‬‬
‫‪15‬‬
‫‪Liebowitz, J, Knowledge-Based/Expert Systems Technology in Life Support Systems, Kybernetes, New York, USA,‬‬
‫‪1997, P555-556.‬‬

‫‪Page 13‬‬
‫عام ٌمثل متوسط ذكاء االنسان العادي ‪ .‬أنا أعنً آلة تستطٌع تمرأ وتفهم مسرحٌات شكسبٌر و تمود السٌارة‬
‫‪16‬‬
‫مثبل‪ ،‬و تلعب أٌضا و تمزح ‪ ...........‬و تعٌش الحٌاة ‪...‬‬
‫و لكً ٌستطٌع النظام الخبٌر أن ٌحمك هذا المستوى المستهدؾ من الذكاء البد أن ٌكون لدى النظام كل‬
‫من لاعدة المعرفة ‪ Knowledge Base‬و آلة االستدالل ‪ .Engine Inference‬حٌث تحتوي لاعدة‬
‫المعرفة على المعرفة المتخصصة فً مجال الخبرة المتراكمة التً ٌموم بتجهٌزها الخبٌر أو مجموعة الخبراء‬
‫وتشمل هذه المعرفة المتخصصة على الحمابك المواعد المفاهٌم و العبللات‪ ،‬أما آلة االستدالل هً معالجة‬
‫معرفة تموم بممارنة المعلومات المتاحة عن المشكلة المعطاة مع المعرفة المخزونة فً لاعدة المعرفة و‬
‫اشتماق االستنتاجات والتوصٌات المفٌدة ‪ .‬و باإلضافة إلى لاعدة المعرفة و آلة االستدالل ٌحتاج النظام الخبٌر‬
‫الى وجود الواجهة البٌنٌة الوحدة التركٌبٌة التً تمدم تسهٌبلت التفسٌر‪. 17‬‬
‫فً الولت الحالً توجد لدى النظم الخبٌرة ذات التمنٌة العالٌة المدرة على انتاج االفكار المبدعة و الحلول‬
‫العلمٌة للمشكبلت الصعبة و المعمدة‪ ،‬فضبل عن ذلن تستخدم النظم الخبٌرة كتوثٌك المعرفة والخبرة االنسانٌة‬
‫و دعم عملٌات اتخاذ المرارات شبه ؼٌر المبرمجة‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬الشبكات العصبٌة‬
‫هً نظم معلومات محوسبة مصممة على ؼرار بنٌة الدماغ و بمحاكاة طرٌمة عمله ؼٌر أن الشبكة‬
‫العصبٌة المحوسبة هً أسهل بكثٌر من عمل الدماغ و من بنٌة الخلٌة العصبٌة نفسها‪ ,‬اذ تمثل نظاما دٌنامٌكٌا‬
‫بتؽذٌة عكسٌة‪ ,‬متوازي بكثافة و ؼٌر خطً و مع ذلن فان الشبكات العصبٌة تحاول أن تعمل بالطرٌمة نفسها‬
‫لعمل الدماغ و من خبلل الربط الداخلً للمعالجات التً تعمل بالتوازي و تتفاعل بطرٌمة دٌنامٌكٌة بٌن‬
‫االنماط و العبللات الموجودة فً البٌانات التً تموم بمعالجتها‪ ,‬و هذا ٌعنً أنها تتعلم لتمٌٌز ما تستلمه من‬
‫بٌانات و تستفٌد من أكبر لدر من المعرفة لتنفٌذ عدة محاوالت على نفس البٌانات وتتعلم الشبكات العصبٌة‬
‫من خبلل التمنٌات الرٌاضٌة واالحصابٌة كٌفٌة تمٌٌز االنماط و العبللات لكن من دون ان تستند هذه الشبكات‬
‫على نماذج رٌاضٌة أو إحصابٌة أي أن التمدٌرات االحصابٌة لهذه الشبكات ال تعمل وفك نموذج ٌوضح كٌفٌة‬
‫اعتماد المخرجات على المدخبلت ألنها تمدٌرات خالٌة من النموذج‪ 18‬و بالتالً ٌمكن المول ان الشبكات‬
‫العصبٌة هً نظم معلومات دٌنامٌكٌة تتشكل وتبرمج طٌلة مدة التطوٌر المخصصة للتدرٌب والتعلم ‪ .‬أي أنها‬

‫‪16‬‬
‫‪Davenport TH, Prusak I, Working Knomwledge: How Organizations Manage What They Know, Harvard Business‬‬
‫‪School, Boston, USA, 1999, P 127.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪Alter S, Information Systems: The Foundation Of E-Business, New York, Prentice Hall, USA, 2002. P 326.‬‬
‫‪18‬‬
‫ٌاسٌن سعد ؼالب نظم مساندة المرارات دار المناهج للنشر والتوزٌع‪ ,‬عمان‪ ,‬األردن‪ ,0101 ,‬ص ‪.011‬‬

‫‪Page 14‬‬
‫نظم تتعلم من التجربة وتكتسب إال أن دراسات و تطبٌمات الشبكات لد شكلت رافدا متماٌزا عن نظم الذكاء‬
‫الصناعً االخرى و بصورة خاصة النظم الخبٌرة‪.‬‬
‫و تموم هذه الشبكات على فكرة خلك لدرات الذكاء و التعلم فً منظومات الحاسوب و تمٌل الى استخدام‬
‫الرموز فً حل المشاكل من خبلل عملٌة التعلم و التكٌؾ الذاتً مع الظروؾ و المتؽٌرات موضوع الفحص‬
‫والتحلٌل و الدراسة‪ 19‬وتستخدم الٌوم الشبكات العصبٌة المحوسبة فً مختلؾ مجاالت أنشطة االعمال و المال‬
‫و الصناعة و الخدمات و التجارة و على وجه التحدٌد تستخدم الشبكات العصبٌة بصورة واسعة فً دعم‬
‫المرارات المالٌة و المصرفٌة‪ ،‬و تحلٌل و إدارة محفظة االستثمار والتنبإ بؤسعار االسهم والسندات و التنبإ‬
‫بؤسعار صرؾ العمبلت‪ ,‬كما تزدهر تطبٌمات الشبكات العصبٌة المحوسبة فً مجال إدارة العملٌات و لحل‬
‫المشكبلت اللوجستٌة و دعم لرارات الرلابة والسٌطرة‪...‬‬
‫لذلن ٌتطلب عند تصمٌم هذه الشبكة الحصر الدلٌك للبٌانات الداخلة فً التصمٌمو ترجمتها أرلام و ذلن‬
‫بمراعاة الخطوات التالٌة ‪:20‬‬
‫‪ ‬تحدٌد أهداؾ المرارات التً تتخذها و ترتبها حسب األولوٌة ‪.‬‬
‫‪ ‬اتخاذ أكثر المرارات فعالٌة من بٌن عدد من الخٌارات المحتملة ‪.‬‬
‫‪ ‬تنفٌذ المرار الذي تتخذه و تمٌٌم النتابج المترتبة علٌه‬
‫ثالثا ‪ :‬المنطك الضبابً ( الغامض ) ‪:‬‬
‫المنطك الضبابً ( الؽامض الذي ٌسمى أٌضا المنطك المبهم أو المابع هو لبل كل شًء طرٌمة معٌنة فً‬
‫اإلدران تحاكً طرٌمة إدران االنسان لتمدٌم المٌم و ما ٌرتبط بها من مرجعٌات و من خبلل بٌانات ؼٌر تامة‬
‫أو بٌانات ضبابٌة‪ ,‬فبدال من االستناد على التصنٌؾ الزوجً العددي ( نعم ال ) ٌمٌل المنطك الضبابً الى‬
‫استخدام عدة تصنٌفات احتمالٌة بٌن كلمة نعم و كلمة ال ‪.21‬‬
‫و منه ٌمكن المول أن المنطك الؽامض الضبابً هو شكل أو إطار إدران و تفكٌر ٌجعل من الممكن ربط‬
‫الحاالت الضبابٌة بشكل مشابه ألنماط الفبات الوصفٌة المتعددة الدرجات التً نستخدمها ‪.‬‬
‫ظهر المصطلح ألول مرة فً سنة ‪ 0914‬حٌث تمت صٌاؼته من لبل ‪ Lotfi Zadeh‬و االستاذ‬
‫‪ Berkeley‬و كانت الفكرة الربٌسٌة هً إنجاز تفكٌر من خبلل ربط لواعد الحاالت فً ضوء الشروط التً‬

‫‪19‬‬
‫‪Alter 5, Information Systems: The Foundation Of E-Business 326.‬‬
‫‪20‬‬
‫فروم دمحم الصالح‪ ،‬بوجعادة الٌاس‪ ،‬سلٌمانً عز الدٌن دور أنظمة المعلومات المعتمدة على الذكاء االصطناعً فً عملٌة صنع المرار اإلدارٌة‪.‬‬
‫الملتمى الوطنً السادس حول دور التمنٌات الكمٌة فً اتخاذ المرارات اإلدارٌة كلٌة العلوم االلتصادٌة و علوم التسٌٌر جامعة سكٌكدة الجزابر ‪،0119‬‬
‫ص‪.01.00,‬‬
‫‪21‬‬
‫ٌاسٌن سعد ؼالب نظم مساندة المرارات المرجع السابك‪ ،‬ص ‪094‬‬

‫‪Page 15‬‬
‫تخضع للتؽٌٌر حٌث ٌستعان بالمنطك الؽامض ( الضبابً ( المحوسب للتعبٌر عن الظواهر على حمٌمتها و‬
‫فً ضوء سٌرورة الظاهرة المتحولة باستمرار‪.22‬‬
‫ففً العالم الذي نعٌش فٌه‪ ,‬ال نستطٌع أن نإكد بصفة مطلمة أن االحداث التً تمع من حولنا هً صحٌحة‬
‫بدرجة مطلمة أو خاطبة بالدرجة نفسها‪ ،‬على العكس من ذلن توجد درجة من االعتماد فً الحدث‪ ،‬وتنعكس‬
‫درجة االعتماد فً حدوث الحدث باللؽة التً نستخدمها فنحن دابما نستخدم ربما من المحتمل‪ ،‬و هذا الوضع‬
‫ٌنعكس بالتالً على معظم نظم و تمنٌات ال ذكاء االصطناعً ‪.‬‬
‫إن نظم المنطك الضبابً المحوسبة المستخدمة فً مختلؾ تطبٌمات االعمال هً فً حد ذاتها نظم‬
‫دٌنامٌكٌة حٌث أن بٌانات العٌنة تتشكل و تبرمج طٌلة الولت الخاص على عكس التخمٌنات االحصابٌة تموم‬
‫نظم المنطك الضبابً الؽامض بوظٌفة التخمٌن من دون نموذج رٌاضً ٌوضح كٌفٌة اعتماد المخرجات على‬
‫المدخبلت ‪ .‬إنها تخمٌنات وتمدٌرات خالٌة من النموذج ‪ Modele - Free Estimates‬و بالتالً نستطٌع‬
‫تدرٌبها وتعلٌمها بمرونة و من خبلل التجربة العملٌة ‪ .‬و فً الولت الحاضر تستخدم تمنٌات و نظم المنطك‬
‫الؽامض أو الضبابً مع نظم مندمجة أخرى تعمل بتمنٌات الذكاء االصطناعً مثل النظم الخبٌرة التً تعمل‬
‫بالمنطك الؽامض‪ ,‬و الشبكات العصبٌة بالمنطك الؽامض أو شبكات المنطك الؽامض فً أهم مجاالت االعمال‬
‫و بصورة خاصة فً التطبٌمات المالٌة و المصرفٌة كالتنبإ بالعابد المتولع من األوراق المالٌة‪ ،‬و إدارة‬
‫المخاطر و تخطٌط السٌولة النمدٌة‪ ,‬و إدارة محفظة االستثمار إلى ذلن من التطبٌمات المهمة‪. 23‬‬
‫رابعا ‪ :‬الخوارزمٌات الجٌنٌة‬
‫من بٌن تطبٌمات الذكاء االصطناعً المهمة فً مجال أنشطة االعمال تمنٌة الخوارزمٌات الجٌنٌة التً‬
‫تستخدم بصورة واسعة فً مجال البحث عن أفضل الحلول و البدابل المتاحة ‪ .‬فتمنٌة الذكاء االصطناعً‬
‫المحوسب الذي ٌستخدم منهجٌة التطور و الصراع للوصول الى الحل االمثل بالطرٌمة نفسها التً تنشؤ و‬
‫تتطور فٌها الجٌنات كما تستخدم مثبل ما ٌعرؾ بالترابط الجٌنً ‪ Genetec Combination‬و ما ٌعرؾ‬
‫بمصطلح ‪ ، Mutation‬كما تموم بعملٌة االنتخاب الطبٌعً ‪ Natural Selection‬فً التصمٌم باالستناد‬
‫على مفاهٌم التطور ‪ . Evolution‬هذه المصطلحات و ؼٌرها مؤخوذة من مفاهٌم نظرٌة التطور التً لدمها‬
‫تشارلز داروٌن فً كتابه أصل االنواع ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪Alter S, Information Systems: The Foundation Of E-Business p ،333.‬‬
‫‪23‬‬
‫اد خوالد أبو بكر كتاب جماعً تطبٌمات الذكاء االصطناعً كتوجه حدٌث لتعزٌز تنافسٌة منظمات االعمال المرجع السابك‪ ،‬ص‪.20‬‬

‫‪Page 16‬‬
‫و هنا ٌبلحظ كٌؾ ٌلوذ علم الحاسوب وتطبٌماته فً تكنولوجٌا المعلومات بعلم البٌولوجٌة أي كٌؾ تلوذ‬
‫المادٌات بمنطك الحٌاة إذا صح التعبٌر‪. 24‬‬
‫تموم تمنٌة الخوارزمٌات الجٌنٌة على فكرة عملٌة لبرنامج محوسب تتنافس فٌه الحلول ( أو البدابل‬
‫الممكنة للمرار مع بعضها البعض اآلخر ‪ .‬و من خبلل الكفاح التطوري فان البماء هو الحل االفضل الذي‬
‫ٌبمى والفا فً هذا الكفاح التطوري من أجل البماء‪.25‬‬
‫وضعت نظم الخوارزمٌات الجٌنٌة لتصمٌم و التراح الحلول للمشكبلت التً تتعامل مع عدة متؽٌرات‬
‫مرشحة و مإثرة مثل وجود عدد من المرشحٌن للمرض و وجود عشرات بل و ربما مبات العوامل التً‬
‫ٌجب وزنها وتمدٌرها كؤساس للمفاضلة بٌن هإالء المرشحٌن كما تستخدم تمنٌات الخوارزمٌات الجٌنٌة فً‬
‫مجاالت االعمال المالٌة و المصرفٌة و فً تطبٌمات االستثمار كما تستخدم لحل مشكبلت العملٌات اللوجستٌة‬
‫و السٌطرة على حركة المواد‪ .26‬و تطبك فً مختلؾ أنواع التكنولوجٌات الحدٌثة بما فً ذلن تكنولوجٌا‬
‫الفضاء المواد التكنولوجٌا الحٌوٌة ‪.‬‬
‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬أهمٌة الذكاء االصطناعً فً المستمبل‬
‫إن االهتمام الكبٌر الذي ٌحظى به الذكاء االصطناعً على كل المستوٌات هو ابرز المإشرات على‬
‫اهمٌته ‪ ،‬و أهمٌة الذكاء االصطناعً و اآلالت هً امتداد ألهمٌة اآللة فً حٌاة البشر منذ أمد بعٌد‪ ,‬و مع‬
‫أهمٌة كل اختراع جدٌد و برٌمه تتضاءل االختراعات التً تسبمه‪ ,‬الن تطورات الطبٌعٌة لآلالت ضرورة‬
‫حتمٌة ألنها تجاري نسك الحٌاة التً تسٌر فً اتجاه التعمٌد و كلما زادة الحٌاة صعوبة تؤتً اآلالت الجدٌدة‬
‫لتساهم بشًء من الرفاهٌة و الٌسر و لد وصل عالمنا الٌوم الى مرحلة من التطور الهابل والتشابن فً‬
‫الوظابؾ و التعمٌد فً المهام و ٌحتاج فعبل الى آالت ؼٌر التملٌدٌة لتساٌر هذه المرحلة الزمنٌة و المراحل‬
‫المادمة التً سٌكون فٌها تسارع التعمٌد أكثر اطرادا مما عهدناه فً العصور السابمة – المرٌبة و البعٌدة ‪.27‬‬
‫و باختصار فإن أهمٌة الذكاء االصطناعً هً أكبر من أن تحصى فً نماط سرٌعة و لكن ٌمكن االشارة‬
‫الى بعض جوانبها ومنها ‪:‬‬
‫‪ٌ . ‬ساهم الذكاء االصطناعً فً المحافظة على الخبرات البشرٌة المتراكمة بنملها لآلالت الذكٌة ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ٌاسٌن سعد ؼالب نظم مساندة المرارات المرجع السابك‪ ،‬ص ‪.091‬‬
‫‪25‬‬
‫‪.Waston RT, Data Management: Databases And Organization, John Wiely & Sons, New York, USA1999, p 481‬‬
‫‪26‬‬
‫ٌاسٌن سعد ؼالب نظم مساندة المرارات المرجع السابك‪ ،‬ص ‪.099‬‬
‫‪27‬‬
‫د‪ .‬عادل عبد النور مدخل إلى عالم الذكاء االصطناعً مدٌنة الملن عبد العزٌز للعلوم والتمنٌة ‪ KACST‬السعودٌة ‪ ,0119‬ص ‪.1-9‬‬

‫‪Page 17‬‬
‫‪ . ‬تمكن االنسان من استخدام اللؽة االنسانٌة فً التعامل مع اآلالت و استخدامها فً متناول كل شرابح‬
‫المجتمع حتى من ذوي االحتٌاجات الخاصة بعد أن كان التعامل مع اآلالت المتمدمة حكرا على‬
‫المختصٌن و ذوي الخبرات‬
‫‪ . ‬للذكاء االصطناعً دورا مهما فً الكثٌر من المٌادٌن الحساسة كالمساعدة فً تشخٌص االمراض و‬
‫وصؾ األدوٌة واالستشارات المانونٌة و المهنٌة و التعلٌم التفاعلً‪ ,‬و المجاالت االمنٌة والعسكرٌة ‪.‬‬
‫‪ .‬تساهم االنظمة الذكٌة فً المجاالت التً ٌصنع فٌها المرار‪ ,‬فهذه االنظمة تتمتع باالستمبللٌة و الدلة‬
‫والموضعٌة و بالتالً تكون لراراتها بعٌدة عن الخطؤ و االنحٌاز و العنصرٌة أو االحكام المسبمة أو حتى‬
‫التدخبلت الخارجٌة أو الشخصٌة ‪ . .‬تخفؾ اآلالت الذكٌة عن االنسان الكثٌر من المخاطر و الضؽوطات‬
‫النفسٌة و تجعله ٌركز على أشٌاء أكثر أهمٌة و أكثر إنسانٌة و ٌكون ذلن بتوظٌؾ هذه اآلالت للمٌام باألعمال‬
‫الشالة والخطرة و استكشاؾ االماكن المجهولة و المشاركة فً عملٌات االنماذ أثناء الكوارث الطبٌعٌة‪ ،‬كما‬
‫سٌكون لهذه اآلالت دورا فعال فً المٌادٌن التً تتضمن تفاصٌل كثٌرة تتسم بالتعمٌد‪ ,‬و التً تحتاج الى تركٌز‬
‫عملً متعب و حضور ذهنً متواصل و لرارات حساسة و سرٌعة ال تحتمل التؤخٌر و الخطؤ ‪..28‬‬
‫فؤهمٌة الذكاء االصطناعً تشمل العدٌد من الجوانب وفعبل لٌس من السهل حصرها و علٌنا االعتراؾ‬
‫بؤن الذكاء االصطناعً لد ٌكون أكثر لدرة حتى على البحوث العلمٌة و لد ٌتسلم عجلة المٌادة للوصول الى‬
‫المزٌد من االكتشافات‪ ,‬و بالتالً سٌكون عامبل مهما فً زٌادة تسارع النمو والتطور فً المٌادٌن كافة‬
‫مستمببل‪.‬‬
‫ٌمكن المول ان تمنٌة الذكاء االصطناعً تمنٌة استراتٌجٌة حتمٌة تعمل على الحصول على كفاءة أكبر و‬
‫فرص جدٌدة لتحمٌك المٌزة التنافسٌة للعدٌد من المجاالت ‪ ،‬فمع الذكاء االصطناعً ٌمكن للمنظمات انجاز‬
‫المزٌد من المهام فً ولت ألل من خبلل دعم تطبٌماته الحدٌثة ( النظم الخبٌرة الشبكات العصبٌة االصطناعٌة‬
‫نظم المنطك الؽامض‪ ,‬نظم الخوارزمٌات الجٌنٌة ( للمرارات ‪ .‬و لكن الذكاء االصطناعً ال ٌزال تمنٌة جدٌدة‬
‫ومعمدة ‪ .‬فللحصول على ألصى استفادة منها‪ ،‬تحتاج المنظمة إلى خبرة فً كٌفٌة إنشاء حلول الذكاء‬
‫االصطناعً وإدارتها على نطاق واسع كما ٌتطلب مشروع الذكاء االصطناعً أكثر من مجرد توظٌؾ عالم‬
‫بٌانات فٌجب على المنظمات تنفٌذ األدوات و العملٌات و استراتٌجٌات االدارة لضمان نجاح تمنٌة الذكاء‬
‫االصطناعً ‪.‬‬
‫كما وجدنا أن تطبٌمات الذكاء االصطناعً تموم بعدة وظابؾ‪ ,‬أهمها ما ٌلً ‪:‬‬
‫‪ - 0‬إنتاج معرفة مفٌدة ‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫عادل عبد النور مدخل إلى عالم الذكاء االصطناعً المرجع السابك ص ‪.9‬‬

‫‪Page 18‬‬
‫‪ - 0‬تخزٌن المواعد المنهجٌة للتعامل مع المعرفة المخزونة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬العمل على اكتساب المعرفة االنسانٌة المتراكمة وتحدٌثها و المحافظة علٌها و بالتالً استثمارها فً حل‬
‫المشكبلت اإلدارٌة و بصورة خاصة المشكبلت االستراتٌجٌة ‪.‬‬
‫‪ - 4‬االستثمار االمثل للمعرفة والخبرات العلمٌة و التطبٌمٌة‬
‫‪ - 9‬تفعٌل المعرفة المخزونة الكترونٌا واستخدامها فً اتخاذ المرارات االستراتٌجٌة‪.‬‬
‫ومنه نستنتج أن التطبٌمات الحدٌثة لتمنٌات المعلومات تتجه نحو استخدام لدرات الذكاء االصطناعً فً‬
‫مجاالت الدعم االساسٌة لئلدارة و بصورة خاصة عملٌات اتخاذ المرارات بطرق ؼٌر تملٌدٌة ‪.‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬تجلٌات الذكاء االصطناعً فً االنظمة المانونٌة‬
‫إن الذكاء االصطناعً بات جزء ال ٌتجزأ من صناعة التكنولوجٌا الحدٌثة‪ ،‬لما له من خوارزمٌات‬
‫وتطبٌمات وتمنٌات تعتمد على النظم الذكٌة فً صناعة المرار‪ ،‬وله مزاٌا عدٌدة فً جمٌع المطاعات‬
‫االلتصادٌة واالجتماعٌة والتعلٌمٌة والمانونٌة‪.‬‬
‫وٌعد المجال المانونً من أهم المجاالت التً تسعى إلى تطوٌر منظومتها الرلمٌة واستجبلب تمنٌات‬
‫الذكاء االصطناعً إلٌها‪ ،‬لما لهذا المجال من أهمٌة بالؽة فً المجتمع الذي بانعدامه – المانون ال ٌمكن أن‬
‫نتصور لٌام دولة الحك والمانون‪.‬‬
‫أي إن المواعد المانونٌة مرتبطة بالتؽٌٌرات التً تطرأ فً دول العالم‪ ،‬وهً لٌست ثابتة ومرتكزة‪ ،‬بل‬
‫متجددة ‪ -‬ألن من خصابصها أنها لاعدة اجتماعٌة األمر الذي ٌوحً تماما أنه أي مستجد ٌطرأ فً الوالع إال‬
‫وٌإثر على النظم المانونٌة‪ ،‬وهذا ما نلمسه فً ظل التطور السرٌع للتكنولوجٌا الذي أدى بالتشرٌع المؽربً‬
‫إلى إصدار لوانٌن‪ 29‬أكثر دلة تتبلءم مع عصر الرلمنة الشًء الذي ٌمكن أن ٌمودنا تماما إلى ان التزاٌد‬
‫التكنولوجً هذا لد ٌإدي ال محالة فٌه إلى أن األنظمة الذكٌة لها ارتباط وثٌك بالمجال المانونً‪.‬‬
‫فؤصبح إذن الذكاء االصطناعً والعا مفروضا فً حٌاة البشر لكونه ٌتدخل فً جمٌع األنشطة الحٌاتٌة‬
‫التً ٌموم بها البشر‪ ،‬بل أكثر من هذا ٌتدخل فً جمٌع فروع المانون كالمانون المدنً والتجاري‬
‫واالجتماعً‪ ...‬ولذلن فإن الموجة التكنولوجٌا التً هً فً تزاٌد مستمر ستوضح أنه ال ٌمكن للبشر أن‬
‫ٌستؽنوا عن خدمات الذكاء االصطناعً‪ ،‬فالمستمبل المرٌب سٌكشؾ ال محالة فٌه أن التكنولوجٌا ستصبح من‬
‫األساسٌات التً سٌحتاج لها اإلنسان فً المٌام بواجبه المجتمعً‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تأثٌر الذكاء االصطناعً فً مجال العمود‬

‫‪29‬‬
‫على سبٌل المثال المانون رلم ‪ 92.19‬المتعلك بالتبادل اإللكترونً للمعطٌات المانونٌة الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ ‪ .‬رلم ‪ 0.11.009‬فً ‪ 21‬نونبر‬
‫‪ ،0111‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪ ،9914‬بتارٌخ ‪ 9‬دجنبر ‪ ،0111‬ص ‪.2119‬‬

‫‪Page 19‬‬
‫ٌعد مجال العمود من أهم المجاالت فً حٌاة اإلنسان‪ ،‬إذ إن الفرد ٌمع على عاتمه تحمل جمٌع االلتزامات‬
‫العمدٌة أو التصرفات المانونٌة التً أبرمها عن طواعٌة وبمحض إرادته الحرة‪ ،‬بمعنى أنه ال ٌضطر إلى‬
‫تحمل االلتزامات ؼٌر العمدٌة بتاتا‪ ،‬وبالرؼم من هذا فإنه لد ال ٌستطٌع أحٌانا أن ٌمنع عن التعالد مطلما‪،‬‬
‫‪30‬‬
‫أو العمود‬ ‫نظرا ألن أؼلب مصالحه الٌومٌة ترتبط بمجال العمود سواء تعلمت منها بالعمود المهمة‬
‫البسٌطة‪. 31‬‬
‫ونظرا لما عرفته الثورة الصناعٌة من تطورات فً المجال التكنولوجً والرلمً‪ ،‬جعل مجال العمود هذا‬
‫ال ٌبمى حبٌسا فٌما هو تملٌدي؛ بل تعداه إلى ما هو حدٌث وإلكترونً‪ ،‬وهو ما أصبحنا نراه فً والعنا هذا‪،‬‬
‫الذي ال تكاد التكنولوجٌا تخلو منه‪ ،‬بحٌث انتملنا من العمود العادٌة إلى العمود اإللكترونٌة ‪.‬‬
‫لكن التطور التكنولوجً لم ٌتولؾ هنا؛ بل إن العالم ٌشهد اآلن سبالا فً العولمة‪ ،‬والتً أصبحت تنافس‬
‫الذكاء اإلنسانً‪ ،‬بمعنى أن االختراعات اإلنسانٌة المرتبطة بمضاٌا التكنولوجٌا الحدٌثة أفرزت لنا نوعا جدٌدا‬
‫من االختراعات التً اصطلح علٌها بالذكاء االصطناعً‪ ،‬والذي ٌتمثل فً عدة خوارزمٌات وأنظمة متطورة‬
‫تسهم فً إنجاز مختلؾ المهام التً ٌموم بها البشر‪ ،‬وأخص بالذكر إبرام العمود‪.‬‬
‫ولد تولد عن الذكاء االصطناعً الحدٌث العمود الذكٌة ‪ ،‬التً تشبه لحد كبٌر العمود اإللكترونٌة أو العمود‬
‫المبرمة عن بعد‪ ،‬بحٌث ٌتم إبرامها من لبل أنظمة ذكٌة تنتج لنا فً األخٌر عمدا مكتمبل ألركانه وشروطه‪،‬‬
‫ونظرا لهذا فإن الذكاء االصطناعً له دور مهم فً مجال العمود‪ ،‬بؽض النظر عن كونه ما زال حدٌث العهد‪.‬‬
‫الفمرة األولى ‪ :‬إبرام العمود الذكٌة بواسطة الذكاء االصطناعً‬
‫ٌعد العمد من أهم المصادر الجوهرٌة لبللتزام‪ ،‬لكونه عبارة عن توافك إرادتٌن على إحداث أثر‬
‫لانونً‪ ،32‬وإذا كان المشرع المؽربً لم ٌعرؾ لنا العمد بتاتا ‪ -‬وهو ما أحسن صنعا من خبلله لكون أن مسؤلة‬
‫التعرٌؾ ٌجب أن تترن للفمه واالجتهاد‪ ،‬فإن المشرع الفرنسً ذهب عكس هذا‪ ،‬ولام بتعرٌؾ العمد بكونه "‬
‫اتفاق ٌلتزم بممتضاه شخص أو أكثر نحو شخص أو أكثر بإعطاء أو بعمل شًء أو االمتناع عن عمل‬
‫شًء‪.33‬‬

‫‪30‬‬
‫هً العمود المنظمة لانونا والمنصوص علٌها بنصوص لانونٌة والتً تستوجب شروطا واحكاما إلبرامها‪ ،‬كما تحدث آثارا لها بعد اإلبرام‪ ،‬على سبٌل‬
‫المثال عمد البٌع‪ ،‬عمد الكراء‪.....‬‬
‫‪31‬‬
‫‪ -‬مثبل‪ :‬عمد شراء الصحٌفة‪ ،‬أو التناء بعض اللوازم الضرورٌة للعٌش‪.....‬‬
‫‪32‬‬
‫مؤمون الكزٌري النظرٌة العامة لبللتزامات‪ ،‬فً ضوء لانون االلتزامات والعمود المؽربً ‪ -‬أوصاؾ االلتزامات"‪ ،‬ج ‪ ،0‬دون ذكر المطبعة ط ‪ 0‬لسنة‬
‫‪ 0910‬ص‪.00،‬‬
‫‪33‬‬
‫‪L'article 1101 du C.C.F stipule:" le contrat est un accord do volontés entre deux ou plusieurs personnes destiné à‬‬
‫"‪créer, modifier transmettre ou éteindre des obligations.‬‬

‫‪Page 20‬‬
‫بداٌة فالعمد الذكً ٌكون عبارة عن مجموعة من الوعود التً تكون محددة فً نمط رلمً على شكل‬
‫أكواد‪ ،‬وال ٌتم التعبٌر عنه فً صورة كتابٌة بل فً شكل أكواد رلمٌة‪ ،‬بما فً ذلن البروتوكوالت التً‬
‫بموجبها ٌإدي أطراؾ العمد الوعود وااللتزامات محل التعالد الذكً‪ ،‬والؽرض من هذه العمود هو إنشاء‬
‫سلسلة من اإلرشادات المابلة للتنفٌذ والمعالجة حاسوبٌا‪ ،‬وهذه اإلرشادات ؼالبا ما تنطوي إرادات األطراؾ‬
‫المتعالدة فعلها عند الترتٌب للتعالد ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬إبرام العمود الذكٌة عن طرٌك النٌابة‬
‫كما هو معلوم أن النٌابة فً التعالد‪ 34‬هً عبارة عن نظام لانونً ٌطلب بواسطته شخص ٌسمى المنٌب‬
‫(‪ ،)Déléguant‬من شخص آخر ٌسمى المناب (‪ ،)Délégue‬بؤن ٌموم بتصرؾ ما أو ٌلتزم بهذا التصرؾ‬
‫لمصلحة شخص آخر ٌسمى المناب لدٌه (‪ ، 35)Delegation‬بعبارة أخرى فالنٌابة فً التعالد تعد تصرفا‬
‫لانونٌا ٌتم من خبللها حلول إرادة النابب محل إرادة األصٌل من أجل إبرام تصرؾ لانونً معٌن‪ ،‬مع‬
‫انصراؾ آثار هذا التصرؾ إلى األصٌل‪.‬‬
‫وهذا ٌعنً الوكالة بمفهومها التملٌدي تعتمد بالدرجة األولى على ثمة الموكل بالوكٌل‪ ،‬وؼالبا ما ٌتم‬
‫إبرامها بتبللً الطرفٌن واتفالهما مباشرة على طبٌعة المهمة الموكلة للموكل‪ ،‬ؼٌر أن تطور طبٌعة التعامبلت‬
‫وانتمال األشخاص من العالم المادي المحسوس إلى العالم االفتراضً‪ ،‬تم إٌجاد برمجٌات إلكترونٌة حاسوبٌة‬
‫تسهل العمل فً العالم االفتراضً‪ ،‬وٌكون باستطاعة المتعاملٌن أن ٌفوضوا أعمالهم وتصرفاتهم إلى هذه‬
‫البرمجٌات التً ستتعامل معها بشكل ذاتً ومستمل مع بٌبتها المحٌطة للعمل وإكمال مهمتها بنجاح‪. 36‬‬
‫هذا‪ ،‬وأنه ال ٌوجد أي ؼموض بخصوص حلول خوارزمٌات الذكاء االصطناعً فً التعالد بالنٌابة‪ ،‬أي‬
‫أن األنظمة الذكٌة فً هذه الحالة ستكون عبارة عن وكٌل ذكً عن المصمم أو المالن فً إبرام التصرؾ‬
‫المانونً‪ ،‬بحٌث تتصرؾ كالوكٌل العادي‪ ،‬وٌحاكً ما ٌموم به الوكٌل العادي من األعمال والتصرفات‬
‫المانونٌة‪ ،‬وإذا كان المفهوم التملٌدي للوكٌل ارتكز على إبرام التصرفات المانونٌة فً مجلس العمد بٌن‬
‫حاضرٌن أو ؼاببٌن‪ ،‬فإن االنتشار السرٌع للرلمنة أفرز نوع جدٌد من الوكبلء التً تعتمد على برامج‬
‫حاسوبٌة وتموم بمهامها افتراضٌا على شكل معامبلت إلكترونٌة ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫ٌنص الفصل ‪ 001‬من لبل‪ .‬ع على أنه ‪ " :‬اإلنابة التصرؾ بممتضاء ٌحول الدابن حموله على المدٌن لدابنه هو ‪ ،‬وفاء لما هو مستحك علٌه له‪.‬‬
‫وتكون اإلنابة أٌضا فً تصرؾ من ٌكلؾ أحدا من الؽٌر بالوفاء عنه ولو لم ٌكن هذا الؽٌر مدٌنا لمن وكله على الوفاء"‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫مؤمون الكزٌري‪ " :‬نظرٌة االلتزامات فً ضوء لانون االلتزامات والعمود المؽربً ‪ -‬أوصاؾ االلتزام والمضاإه وانتماله ‪ ،‬ج ‪ ،0‬بدون ذكر المطبعة‪،‬‬
‫ط‪،0941 ،0‬ص ‪.001‬‬
‫‪36‬‬
‫أحمد لاسم فرح " استخدام الوكٌل الذكً فً التجارة اإللكترونٌة ‪ -‬دراسة لانونٌة ممارنة فً إطار ماهٌته ونفاذ تصرفه"‪ ،‬ممال منشور بمجلة المفكر‪،‬‬
‫المجلد ‪ ، 02‬ع ‪ ،0‬لسنة ‪ ،0101‬ص ‪.09‬‬

‫‪Page 21‬‬
‫إن مسؤلة تعرٌؾ الوكٌل الذكً عرفت نماشا فمهٌا عمٌما‪ ،‬ولم ٌتوصل إلى اتفاق معٌن على تعرٌفه‪،‬‬
‫بحٌث إن هنان من ٌعرفه بكونه " برنامج إلكترونً معد لٌتصرؾ نٌابة عن شخص معٌن"‪ ،‬أو هو‪" :‬‬
‫برنامج من برامج الحاسوب اآللً ٌتمٌز بخصابص االستمبللٌة والمدرة على التعامل مع ؼٌره من البرامج أو‬
‫األشخاص والمدرة على رد الفعل والمبادرة"‪.‬‬
‫وبالعودة للتشرٌع المؽربً خصوصا فً ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬نجده لم ٌعرؾ لنا الوكٌل الذكً بل إنه لضى فً المادة‬
‫‪ -21‬أن هنان إمكانٌة استخدام الوسابل اإللكترونٌة من أجل وضع عروض تعالدٌة أو معلومات متعلمة بسلع‬
‫أو خدمات رهن إشارة العموم من أجل عمد من العمود‪ ،‬لكن بالعودة إلى المانون رلم ‪ 3720.11‬نجده لد أشار‬
‫صراحة إلى كون أن أحكام الباب الثانً منه المتعلك بالعمود المبرمة عن بعد ال تطبك على العمود المبرمة‬
‫بواسطة موزعٌن آلٌٌن أو محبلت تجارٌة مجهزة باآلالت‪ ،‬وهذا اعتراؾ من المشرع المؽربً بتمنٌات الذكاء‬
‫االصطناعً منها الوكٌل الذكً‪.‬‬
‫وفً نفس الصدد‪ ،‬إذا تمعنا النظر فً المانون رلم ‪ 0.11‬المتعلك بحموق المإلؾ والحموق المجاورة‪، 38‬‬
‫نجده لد عرؾ لنا برنامج الحاسوب بكونه عبارة عن مجموعة من التعلٌمات المعبر عنها بكلمات أو رموز أو‬
‫رسوم او بؤي طرٌمة أخرى ‪ -‬حٌنما تدمج فً دعامة لابلة لفن رموزها بواسطة آلة ‪ -‬أن تنجز أو تحمك مهمة‬
‫محددة‪ ،‬أو تحصل على نتٌجة بواسطة حاسوب أو بؤي طرٌمة إلكترونٌة لادرة على معالجة المعلومات‪.‬‬
‫وبالتالً ٌتبٌن لنا أن المشرع المؽربً هو اآلخر لم ٌعرؾ لنا الوكٌل الذكً بطرٌمة صرٌحة بل إنه أشار‬
‫له بشكل محتشم ال ٌفهم إال بعد لراءة متؤنٌة للنصوص الواردة أعبله‪ ،‬وهذا إن دل على شًء فإنما ٌدل على‬
‫خصوصٌة هذا النظام وما ٌتمٌز به عن بالً األنظمة اإللكترونٌة األخرى‪.‬‬
‫وفً نفس الصدد ذهب المشرع الفرنسً‪ ،‬إلى االعتراؾ بالوكٌل الذكً بطرٌك ؼٌر مباشرة من خبلل‬
‫إجازته للتصرفات التً تتم عبر الوسابل والسجبلت اإللكترونٌة‪ .39‬وبالنظر لهذه الخصابص التً ٌتمتع بها‬
‫الوكٌل الذكً ‪ٌ ،‬مكن المول على أنه ال مانع فً إبرام العمود الذكٌة‪ ،‬مادام له رإٌة اجتماعٌة من خبلل المدرة‬
‫على الرد والتكٌٌؾ مع بٌبته‪ ،‬ولابلٌة للتؽٌٌر بشكل مستمر وفما لرؼبات أو سلون المستخدمٌن عبلوة على‬
‫ذلن‪ ،‬فإن الماعدة المشتركة بٌن العمود التملٌدٌة والعمود اإللكترونٌة والعمود الذكٌة هً اإلٌجاب والمبول‪،‬‬

‫‪37‬‬
‫راجع‪ :‬ظهٌر شرٌؾ رلم ‪ 0.00.12‬صادر فً ‪ 01‬فبراٌر ‪ ،0100‬بتنفٌذ المانون رلم ‪ 20.11‬الماضً بتحدٌد تدابٌر الحماٌة المستهلن‪ ،‬ج ر‪.‬ع‬
‫‪ 1090‬بتارٌخ ‪ 2‬أكتوبر ‪ ،0102‬ص ‪.1214‬‬
‫‪38‬‬
‫المادة األولى الرلم ‪ 02‬من المانون رلم ‪ 011‬المتعلك بحموق المإلؾ والحموق المجاورة الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ رلم ‪ 0.11.01‬بتارٌخ ‪09‬‬
‫فبراٌر ‪ ،0111‬ج رع ‪ ،4191‬بتارٌخ ‪ 01‬ماي ‪0111‬ص‪.0000 ،‬‬
‫‪39‬‬
‫المانون المتعلك بالثمة فً االلتصاد الرلمً لسنة ‪ ،0110‬المواد من ‪ 0011‬إلى ‪ 0219‬من المانون المدنً الفرنسً‪.‬‬

‫‪Page 22‬‬
‫والتً نجدها كذلن حاضرة فً مجال العمود الذكٌة عبارة عن برمجٌات آلٌة‪ ،‬ولذلن فالوكٌل الذكً ما هو إال‬
‫أداة من أدوات التعبٌر عن إرادة مستخدمه‪.‬‬
‫فاإلٌجاب والمبول إذن ٌعدان أهم لاعدة مشتركة بٌن هذه العمود‪ ،‬والوكٌل الذكً ٌفترض فٌه أنه سٌطبك‬
‫هذه الماعدة‪ ،‬ولذلن فاالحتكام لها ٌمكن تطبٌك المواعد العامة الواردة فً المانون المدنً المؽربً‪ ،‬خاصة فً‬
‫الجانب المتعلك بالوكالة فً العمود‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬إبرام العمود الذكٌة بصورة مستملة‬
‫إذا كانت خوارزمٌات الذكاء االصطناعً ٌمكن أن تتخذ صفة وكٌل عن المستخدم فً إبرام العمد ‪ -‬كما‬
‫سبك التطرق له ‪ -‬فإنه فً ممابل هذا لٌس هنان ما ٌمنع من أن تموم هذه الخوارزمٌات نفسها وبصورة مستملة‬
‫فً إبرام العمود ما دام أن العمد ٌنشؤ عن توافك إرادته الحرة إما بشكل صرٌح أو ضمنً‪.‬‬
‫ألجل ذلن‪ ،‬وحتى تموم خوارزمٌات الذكاء االصطناعً فً حد ذاتها بإبرام عمد من العمود الذكٌة‪ ،‬ال بد‬
‫من أن ٌتم مراعاة األركان األساسٌة للتعالد كما فً الحاالت التملٌدٌة‪ ،‬وهً الرضً المحل‪ ،‬السبب‪ ،‬فإن‬
‫اجتمعت هذه األركان الثبلث اعتبر العمد آنذان صحٌحا‪ ،‬واستوفى جمٌع شروطه‪ ،‬ؼٌر أنه ٌمكن أن نمؾ هنا‬
‫لحظة تمعن واستدران بخصوص مدى مبلءمة هذه األركان لتمنٌات الذكاء االصطناعً؟ ومادام التشرٌعات‬
‫لد نظمت هذه األركان بنصوص لانونٌة ‪.‬‬
‫إن ركنً المحل والسبب هنا ٌمكن اعتبارهما فً مجال الذكاء االصطناعً مثلهما مثل إبرام العمود‬
‫التملٌدٌة بعد استٌفاء شروطهما‪ ، 40‬أما بخصوص ركن التراضً فمد ٌمؾ أمام جملة من التساإالت‪ ،‬من‬
‫أهمها مدى استطاع تمنٌات الذكاء االصطناعً ولدرتها على التعبٌر عن إرادتها الحرة فً إبرام العمد؟‬
‫إن اإلجابة عن هذه التساإالت ٌمتضً منا بداٌة البحث عن أنواع العمود التً من الممكن أن تموم‬
‫‪41‬‬
‫‪ ،‬وهنا‬ ‫بإبرامها تمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬والتً هً إما أن تكون عبارة عن‪ :‬عمود مساومة حرة‬
‫ٌستدعً بالضرورة أن تدخل تمنٌات الذكاء االصطناعً فً تفاوض مع الطرؾ اآلخر‪ ،‬أي أن كبل األطراؾ‬

‫‪40‬‬
‫ٌشترط فً المحل أن ٌكون موجودا او لاببل للوجود فً المستمبل‪ ،‬أن ٌكون معٌنا أو لاببل للتعٌٌن أن ٌكون ممكنا ال مستحٌبل‪ ،‬وأن ٌكون مشروعا‬
‫ولاببل للتعامل فٌه‪ .‬و ٌشترط فً السبب أن ٌكون موجودا‪ ،‬حمٌمٌا‪ ،‬مشروعا‪.‬‬

‫راجع عبد المادر العرعاري‪" :‬نظرٌة العمد دراسة ممارنة الكتاب األول"‪ ،‬مطبعة دار األمان ‪ -‬الرباط ط ‪ 9‬لسنة ‪ ،0101‬ص ‪ 004‬وص ‪.091‬‬
‫‪41‬‬
‫ٌصطلح علٌها بالعمود االختٌارٌة وهً التً تتم فٌها منالشة بنود العمد بمحض اختٌار المتعالدٌن معا وفما لمبدأ العمد شرٌعة المتعالدٌن‪ ،‬وتتمٌز هذه‬
‫العمود ٌكون أن أطرافها ٌكونان متساوٌان من حٌث المراكز االلتصادٌة وأن كبل منهما ال ٌكون مجبرا على لبول الشروط التعسفٌة التً لد ٌملٌها الطرؾ‬
‫اآلخر فً العمد لوجود إمكانٌة للتعالد مع طرؾ آخر ؼٌر تعسفً ‪.‬‬

‫راجع‪ :‬عبد المادر العرعاري م ‪،‬س ص ‪.41‬‬

‫‪Page 23‬‬
‫المتعالدة ٌمومان بالدخول فً منالشات ومفاوضات بشؤن االتفاق على بنود العمد لٌتم فً األخٌر إبرام العمد‬
‫بشكل صحٌح‪.‬‬
‫ؼٌر أن تمنٌات الذكاء االصطناعً تختلؾ بحسب ما إذا كان الذكاء االصطناعً له نطالا عاما أو ضٌما‬
‫أو فابما‪ ،‬فبالنسبة للحالة األولى لد تكون فٌها خطورة كبٌرة لعدم معرفة هذه األنظمة ألبعاد اتخاذ المرارات‪،‬‬
‫بمعنى أنها ال تمتلن فً هذه الحالة المدرة على التفاوض والتمٌٌز بٌن ما ٌمع وما ٌضر‪ ،‬وما هو مجال الربح‬
‫والخسارة المتولع هنا‪ ، 42‬لذلن فإن التعبٌر عن إرادتها هنا تكون محدودة جدا‪.‬‬
‫الفمرة الثانٌة‪ :‬الذكاء االصطناعً فً مرحلة ما بعد إبرام العمد‬
‫عندما ٌستجمع العمد كافة العناصر البلزمة لنشونه وفما لما لرره المانون‪ ،‬فإننا نكون أمام عمد صحٌح‬
‫ملزم ألطرافه فً حدود ما تم االتفاق علٌه فً صلب العمد‪ ،‬وهذا ما ٌعرؾ بالموة الملزمة للعمد‪ ،‬فبمجرد‬
‫حصول التراضً فً حالة توفرت الحاالت الواردة أعبله بخصوص موضوع االتفاق إال وكان العمد أو‬
‫التصرؾ شرٌعة المتعالدٌن‪ ،‬بحٌث ال ٌحك لهما التراجع عن ممتضٌاته إال عن طرٌك التراضً المزدوج او‬
‫فً الحاالت التً ٌحددها المانون‪.43‬‬
‫وهو نفس الشًء بخصوص تمنٌات الذكاء االصطناعً التً تموم بإبرام العمود إما عن طرٌك النٌابة ‪-‬‬
‫الوكٌل الذكً مثبل أو بصورة مستملة‪ ،‬بحٌث إن العمد الذي ٌتم إبرامه هنا ٌكون ملزما لكبل األطراؾ المعنٌة‪،‬‬
‫ؼٌر إن مسؤلة تدخل خوارزمٌات الذكاء االصطناعً فً تنفٌذ العمد المبرم (أوال)‪ ،‬أو فً مراجعة هذا العمد‬
‫(ثانٌا)‪ ،‬تجعلنا نمؾ هنا لدراسة كل نمطة على حدة بشًء من التفصٌل‪.‬‬
‫أوال‪ :‬إسهام تمنٌات الذكاء االصطناعً فً تنفٌذ العمد‬
‫إن تدخل تمنٌات الذكاء االصطناعً فً إبرام العمود ال تتولؾ عنده‪ ،‬بل إنها على عكس ذلن لد تتعداها‬
‫إلى مرحلة ما بعد اإلبرام‪ ،‬وهً لدرتها على تنفٌذ هذه العمود‪ ،‬ولد سبمت اإلشارة إلى أن الذكاء االصطناعً‬
‫لد ٌجد رحبه فً مجال العمود الذكٌة بالدرجة األولى‪ ،‬لكون هذه األخٌرة تتمٌز بكونها عمودا محوسبة‪.‬‬
‫وبالرؼم من ؼٌاب نصوص لانونٌة منظمة للعمود الذكٌة كما بٌنا أعبله‪ ،‬فإن المواعد العامة الواردة فً‬
‫المانون المدنً تصلح للتطبٌك على هذا النوع من العمود‪ ،‬كما هو الشؤن بالنسبة للعمود اإللكترونٌة الذي لم‬
‫ٌتصورها المشرع المدنً بمعزل عن المواعد العامة بالرؼم من أنه لام بتخصٌصها بنصوص خاصة‪،‬‬
‫وبالممابل فهل العمود الذكٌة المبرمة بواسطة تمنٌات الذكاء االصطناعً تعد عمودا ذاتٌة التنفٌذ؟ وهل ستطبك‬
‫علٌه المواعد العامة لتنفٌذ العمود أم ال؟‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫أحمد على حسن عثمان انعكاسات الذكاء اإلصطناعً على المانون المدنً دراسة ممارنة "‪ ،‬مجلة البحوث المانونٌة وااللتصادٌة‪ ،‬ع ‪ 11‬لسنة ‪،0100‬‬
‫ص ‪.0910‬‬
‫‪43‬‬
‫عبد المادر العرعاري‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.221‬‬

‫‪Page 24‬‬
‫فتمنٌات الذكاء االصطناعً هنا ٌمكن أن ٌكون لها دور مهم‪ ،‬أي ٌمكن أن تحل محل أي تعالد بٌن‬
‫الشركات وبٌن األفراد‪ ،‬بحٌث تموم البرمجٌة بضمان وفاء كل طرؾ من األطراؾ المتعالدة بالتزاماته لبل‬
‫إتمام نتابج التعالد أو مبادلة المٌمة المتعالد علٌها‪ ، 44‬ألن دورها ٌعزز أكثر فؤكثر أثناء السهر على التنفٌذ‪،‬‬
‫وأن ٌتم تنفٌذ كل ما اتفك علٌه أثناء إبرام العمد‪.‬‬
‫فبمجرد ما ٌتم استجماع الشروط إال وٌتم تنفٌذ األداءات العمدٌة المتفك علٌها بشكل ذاتً بواسطة العمد‬
‫الذكً بطرٌمة الند للند‪ ،45‬وٌرتهن تنفٌذ العمد الذكً بحصولها‪ ،‬مثبل إذا تعلك األمر بعمد إشهار ٌرتبط الممابل‬
‫فٌه بعدد زٌارات المولع‪ ،‬فإن العمد الذكً ٌحتاج كً ٌنفذ األداءات العمدٌة‪ ،‬إلى الحد األدنى المنجز من هذه‬
‫الزٌارات‪ ،‬وهذا الحد ٌشكل عنصرا خارجٌا موجودا بالعالم المادي‪ ،‬أي أن كلتا الكتلتٌن من سلسلة الكتل‬
‫تتضمن معطٌات معلوماتٌة ٌتفاعل بعضها البعض‪ ،‬تخصص إحداهما لشروط العمد‪ ،‬فً حٌن تتعلك األخرى‬
‫بالمعطى الخارجً الذي ٌتولؾ تنفٌذ العمد الذكً على وجوده‪.46‬‬
‫وما تجب اإلشارة إلٌه‪ ،‬أن العمد الذكً لٌس من الضروري أن ٌعتمد على تمنٌة "البلون تشٌن"‪ ،‬بمعنى‬
‫ٌمكن أن ٌعمل بشكل مستمل تماما عنه‪ ،‬فإذا كان "البلون تشٌن" ٌتمتع بمٌزة المدرة على تخزٌن البٌانات‬
‫وتسٌٌر آثارها وتداعٌات العمد ‪ -‬مما ٌحد من األخطاء واالحتٌال؛ فإن العمد الذكً ٌتٌح إمكانٌة برمجة الرموز‬
‫التً سٌتم تنفٌذها تلمابٌا دون الحاجة إلى وسٌط‪ ،‬فمثبل العمد الذكً الذي ٌنص على صفمة مع تسلٌم مبلػ من‬
‫المال‪ٌ ،‬تم دمج الرموز فً سلسلة الكتل فً شكل كتلة معاملة جدٌدة‪ ،‬وبمجرد استٌفاء الشروط ٌتم تنفٌذ العمد‬
‫من تلماء نفسه إلرسال مبلػ المال‪. 47‬‬
‫وبالتالً ٌمكن المول إن تمنٌات الذكاء االصطناعً ٌبمى دورها مهما فً هذا الجانب المتعلك بتنفٌذ العمد‬
‫ممارنة بما هو تملٌدي ‪ -‬الذي ٌمكن معه إٌجاد صعوبات كثٌرة فً التنفٌذ‪ ،‬ولذلن فإن الذكاء االصطناعً ٌعد‬
‫مجاال خصبا‪ٌ ،‬حتوي على برامج متطورة تسهل أداء مهامه بالطرٌمة التً أعدها مصممه أو مبرمجه‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬استخدام تمنٌات الذكاء االصطناعً فً مراجعة العمود‬
‫ال أحد ٌستطٌع إنكار أو تجاهل دور الذكاء االصطناعً فً مختلؾ فروع المانون خاصة المانون المدنً‬
‫والتجاري والجنابً‪ ...‬بحٌث إن دوره ٌتمٌز بالدلة والسرعة كذلن فً مراجعة العمود أكثر من البشر‪ ،‬وذلن‬
‫‪44‬‬
‫أحمد على حسن عثمان‪ ،‬مس‪ ،‬ص ‪.0914‬‬
‫‪45‬‬
‫طرٌمة الند للند ما هً إال اختصار لكلمة ‪ ،P2P‬وهو برنامج للتبادل عبر شبكة تكون فٌها كل ند عمٌل وخادم (‪ ،)Client et Serveur‬فالند او العمدة‬
‫أو المستعمل كلها عناصر تشكل مكونات نظام الند للند‪.‬‬

‫راجع مصطفى مالن‪ ،‬ممن‪ ،‬ص ‪.001‬‬


‫‪46‬‬
‫مصطفى مالن‪ ،‬من‪ ،‬ص ‪.001‬‬
‫‪47‬‬
‫داود منصور عبد المادر رزفٌن‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬من ‪.909‬‬

‫‪Page 25‬‬
‫لكونه مبرمجا على برمجٌات وأنظمة معلوماتٌة متطورة‪ ،‬هذه األنظمة الذكٌة تساعده على المراجعة بدلة‬
‫كبٌرة وسرعة شدٌدة مما لد ٌترتب إمكانٌة االستؽناء على المحامٌن البشر فً بعض المهام خصوصا فً‬
‫مجال المراجعة هذه كما أنه ٌمكن استخدام هذه التمنٌات فً إجراء التحلٌبلت للسوابك المضابٌة‪.48‬‬
‫وإذا كانت مهمة مراجعة العمود فً الؽالب ٌتم إسنادها لمحامً متخصص‪ ،‬فإنه لم ٌعد ٌمنع أن ٌؤخذ هذه‬
‫المهام فً المستمبل ‪ -‬ذكاء اصطناعً‪ ،‬حتى وإن كان اآلن العدٌد من مكاتب المحاماة حالٌا ٌستخدمون الذكاء‬
‫االصطناعً فً أعمال متعلمة بإجراء األبحاث وحساب الفواتٌر‪ ،‬لكن ال ٌولون اهتماما بالتحول الكبٌر الذي‬
‫ٌحدث فً مجال المحاماة‪ ،‬إذ من المتولع أن تختفً العدٌد من الوظابؾ المانونٌة بحلول العمد المادم‪.‬‬
‫وبالتالً ٌمكن المول إن الوالع أصبح ٌظهر أهمٌة الذكاء االصطناعً فً المجتمع من أي ولت مضى‪،‬‬
‫وهذا ال ٌعنً أن البشرٌة ستنتهً بل إنها على العكس من ذلن ستعمل جنبا إلى جنب مع هذه التمنٌات‪،‬‬
‫فالمحامً فً حد ذاته سٌإدي دوره ومهمته بفضل المساعدة التً ستمدمها له هذه التمنٌات‪ ،‬وذلن بنوع من‬
‫الدلة والسرعة والمرونة‪ ،‬خصوصا فً الجانب المتعلك بمراجعة العمود الذي لربما تؤخذ من المحامً ولتا‬
‫أطول لصد مراجعة عمد واحد منها‪ ،‬فً حٌن أن تمنٌات الذكاء االصطناعً تستطٌع أن تراجع العمد أضعافا‬
‫مضاعفة عما ٌموم به العنصر البشري‪.‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬الذكاء االصطناعً والعدالة الجنائٌة‬
‫ٌعد مجال العدالة الجنابٌة من المجاالت التً ترتبط بالمصالح المجتمعً‪ ،‬وتحمٌه مما ٌهدد أمنه وسبلمته‬
‫والتً من بٌنها نجد الجرٌمة‪ .‬فالجرٌمة تزعزع استمرار المجتمعات‪ ،‬وتزرع فً نفوس األفراد الهلع‬
‫والخوؾ‪ ،‬وتدمر األمن وتمس بالنظام العام الداخلً للببلد‪ ،‬األمر الذي ٌجعل محاربة الظاهرة اإلجرامٌة فً‬
‫أي مجتمع من المجتمعات ضرورة حتمٌة ال ؼنى عنها‪ ،‬ؼٌر أنه ال ٌمكننا تسلٌم المول بؤن الجرٌمة سٌتم‬
‫محاربتها بشكل نهابً‪ ،‬بل على األلل مكافحتها ومنع ولوعها‪ ،‬وذلن باستصدار نصوص لانونٌة زجرٌة‬
‫وجنابٌة تخاطب كل من سولت له نفسه زعزعة أمن واستمرار المجتمع‪ ،‬وهذه النصوص المانونٌة تعد‬
‫مواجهة لكل سلون إجرامً ٌطرأ داخل المجتمع ‪ ،‬والثابت أن أجهزة العدالة الجنابٌة تتدخل من أجل العمل‬
‫والسهر على مكافحة الجرٌمة‪ ،‬بٌد أن األمر لم ٌعد ممتصرا على الجرابم التملٌدٌة‪ ،‬بل تعداه إلى جرابم ترتكب‬
‫عبر الوسابط االفتراضٌة أو الرلمٌة‪ٌ ،‬طلك علٌها اسم الجرابم اإللكترونٌة‪ ،‬والتً ٌنبؽً أن تواجهها أجهزة‬
‫العدالة الجنابٌة بما تملن من نصوص لانونٌة ألجل محاربتها أو التملٌل منها‪.‬‬
‫هذه الخوارزمٌات ستعد لٌمة مضافة فً مجال العدالة الجنابٌة لما لها من دور فً المجتمع فالذكاء‬
‫االصطناعً إذن ٌسهم فً المٌام بمساعدة ضباط الشرطة المضابٌة فً مكافحة الجرٌمة سواء تعلك األمر‬
‫‪48‬‬
‫أحمد على حسن عثمان‪ ،‬مس‪ ،‬ص ‪.0940‬‬

‫‪Page 26‬‬
‫بالتنبإ بالجرابم أو بمبلحمة مرتكبٌها الفمرة األولى‪ ،‬كما لد ٌكون له دور آخر ٌتمثل فً لدرة الذكاء‬
‫االصطناعً على محاكمة المجرمٌن ممترفً الجرابم الفمرة الثانٌة)‪.‬‬
‫الفمرة األولى‪ :‬إسهام الذكاء االصطناعً فً التنبؤ بالجرٌمة وعدم اإلفالت من العماب‬
‫لمد بلػ الذكاء االصطناعً من التطور فً حٌاة البشرٌة‪ ،‬إلى الحد الذي لم ٌعد ٌمتصر فمط على عبللاتهم‬
‫التعالدٌة فمط المدنٌة‪ ،‬التجارٌة ‪ ،)...‬بل تعداها إلى ما هو أبعد من ذلن‪ ،‬أي أنه ارتبط بؤجهزة العدالة‪ ،‬التً‬
‫تهتم بتنظٌم سلوكٌات األفراد داخل المجتمع‪ ،‬فالذكاء االصطناعً إذن بات أمرا ضرورٌا فً الحٌاة‬
‫المجتمعٌة‪ ،‬فهو ٌسهم فً المٌام بمجموعة من التصرفات‪ ،‬كون هذه األخٌرة تكتسب صبؽة تعالدٌة أو ٌمكن أن‬
‫تنصب على أمن وسبلمة المجتمع وحماٌته من الظواهر اإلجرامٌة التً هً فً تزاٌد مستمر‪.‬‬
‫فؤجهزة العدالة الجنابٌة أضحت فً حاجة ماسة إلى تجدٌد وسابل مكافحتها للجرٌمة‪ ،‬خصوصا وأن‬
‫الجرٌمة تتطور‪ ،‬ومن ذلن ظهور جرابم سٌبرانٌة أو معلوماتٌة‪ ،49‬وبروز نوع جدٌد من المجرمٌن ٌطلك‬
‫علٌهم بالمجرمٌن السٌبرانٌٌن‪ ، 50‬ولذلن بات من الضروري أن تنتمل هذه األجهزة مما هو تملٌدي‪ٌ ،‬متصر‬
‫فمط على ضبط الجرابم بالطرق التملٌدٌة‪ ،‬إلى ما هو حدٌث‪ ،‬أي ضبط الجرابم بالطرق الحدٌثة وعبر العالم‬
‫االفتراضً‪ ،‬كل هذا من أجل التمكن فً األخٌر من التملٌص من هذه الجرابم المرتكبة‪.‬‬
‫من هنا فالعدالة بمختلؾ أجهزتها تملٌدٌة كانت أم متطورة لها عبللة وطٌدة بمجال الذكاء االصطناعً‪،‬‬
‫لما له من أهمٌة بالؽة فً هذا الجانب‪ ،‬وذلن بالنظر للتمدم والتطور الذي ٌشهده العالم حالٌا‪ ،‬وهو ما ٌفرض‬
‫على كل الدول أن تساٌره وتجدد أجهزتها بما ٌتبلءم والحالة هذه مع التكنولوجٌا الذكٌة‪ ،‬وعلى رأسها الذكاء‬
‫االصطناعً فً المجال الجنابً‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مساهمة الذكاء االصطناعً فً التنبؤ بالجرٌمة‬
‫التنبإ بالجرٌمة‪ 51‬لبل حدوثها‪ ،‬ال ٌعد علما بالؽٌب‪ ،‬وإنما هو تولع محتمل بل لد ٌكون راجحا مناطه‬
‫تحلٌل كم هابل من البٌانات باالعتماد على خوارزمٌات الذكاء االصطناعً‪ ،52‬هذه األخٌرة أصبح لها أثر بالػ‬

‫‪49‬‬
‫هً كل سلون ٌتضمن تهدٌدا واضحا أو ضررا ٌمن بمصالح خاصة لؤلفراد أو عامة للدولة بمناسبة استخدام نظم المعلوماتٌة فً إطار المعالجة اآللٌة‬
‫للمعطٌات والبٌانات‪ ،‬والتً ٌنتج عنها ختاما عملٌات اإلتبلؾ المادي المكونات تلن الوسابل أو تعطٌل استخدامها‪ ،‬مثلما لد ٌنتج عنها تؽٌٌر وتعدٌل‬
‫محتوى البرامج والمعطٌات أو البٌانات‪ ،‬أو حذفها أو إتبلفها‪.‬‬

‫راجع‪ٌ :‬عٌش تمام شوفً " الجرٌمة المعلوماتٌة ‪ -‬دراسة تؤصٌلٌة ممارنة"‪ ،‬سلسلة مطبوعات المخٌر الجزابر‪ ،‬ط ‪ٌ ، 0‬ناٌر ‪ ،0109‬ص ‪.011‬‬
‫‪50‬‬
‫المجرم السٌبرانً هو ذلن المجرم الذي ٌتوفر على مهارات تمنٌة وعالٌة ودراٌة بالنظام المستخدم فً الحاسوب‪ ،‬وهذه المهارات هً التً تمكنه من‬
‫اختراق الحسابات البرٌدٌة‪ ،‬واألنظمة اإللكترونٌة المحمٌة أو إتبلؾ البٌانات أو محوها ‪ ....‬راجع رصاع فتٌحة " الحماٌة الجنابٌة للمعلومات على شبكة‬
‫األنترنٌت‪ ،‬شهادة لنٌل دبلوم الماستر فً المانون العام‪ ،‬كلٌة الحموق والعلوم السٌاسٌة‪ ،‬جامعة أبً بكر بلماٌد للمسان الجزابر‪ ،‬السنة الجامعٌة‬
‫‪ ،0100/0100‬ص ‪.99‬‬
‫‪51‬‬
‫ٌمصد بها أن ٌتم تولٌع حدوث الجرٌمة مستمببل‪ ،‬بؽٌة الحٌلولة دونها‪ ،‬وبمدة كافٌة تمكن السلطة المختصة من منعها‪ ،‬وترم جع فكرة التنبر الخوارزمً‬
‫للجرابم إلى الروابً األمرٌكً ‪ ،"Philipk Dick‬ولد اتسمت معظم أعماله بالخٌال العلمً‪ ،‬لعل أهمها رواٌة " ‪ ،"the Minority Report‬والتً نشرت‬
‫عام ‪ ،0991‬فً محلة " ‪ ،"Fantastic Universe‬وتروي المصة لدرة ثبلثة أشخاص على التنبإ بالجرٌمة لبل حدوثها‪.‬‬

‫‪Page 27‬‬
‫فً إجهاض الجرٌمة مبكرا‪ ،‬ولذلن فإن مكافحة اإلجرام أمر ضروري وحٌوي ٌتجدد وٌتكرر بما ٌناسب والع‬
‫مجتمعه‪.‬‬
‫وال ٌخفى علٌنا أن النظرٌات الفمهٌة طالما كانت تتربص بالمجرم‪ ،‬فتارة كانت تحلله نفسٌا‪ ،‬وتارة‬
‫اجتماعٌا‪ ،‬وتارة أخرى بٌولوجٌا‪ ،‬حتى تمٌم خطورته اإلجرامٌة‪ ،‬وتفرض علٌه التدابٌر المبلبمة لمنعه من‬
‫العودة الرتكاب الجرٌمة‪ ،‬فخوارزمٌات الذكاء االصطناعً هً األخرى أصبحت اآلن تإدي هذه المهام‬
‫بصورة أدق وأسرع‪ ،‬وبتكلفة ألل ‪ ،‬كما أنها تحتوي على تطبٌمات المطابمة الوجوه واألصوات والتعرؾ بدلة‬
‫على التصرفات الشاذة التً تنبا عن احتمال ولوع جرٌمة ما‪.‬‬
‫ولذلن فإن الذكاء االصطناعً ٌرتبط باألمن السٌبرانً مع تعلم لؽة اآللة‪ ،‬التً تعد رابطة دلٌمة فً التنبإ‬
‫وال ترحم بدلتها فً تحدٌد األمر مسبما لبل حدوثه واستشراؾ المستمبل والذي ٌتٌح لؤلجهزة األمنٌة اتخاذ‬
‫اإلجراءات البلزمة لتبلفً حدوثها‪ ،‬بحٌث أنها األنظمة الذكٌة تحدد هدفها بدلة عالٌة فً مكافحة الجرٌمة‪،53‬‬
‫وخاصة المتعلمة منها بالكشؾ عن المجرمٌن‪ ،‬أي أنها ال تسمح بتدخل البشر إال بإدخال المعطٌات فمط‪،‬‬
‫وتزوٌدها بالحاالت المشابهة وتموم هً بالتحدٌد بدلتها والتنبإ بالمستمبل‪ ،54‬وهو ما ٌجعلنا نذهب بالمول إلى‬
‫أن خوارزمٌات الذكاء االصطناعً أضافت الكثٌر فً مجال مواجهة الجرابم والجرٌمة السٌبرانٌة وحتى فً‬
‫مسرح الجرٌمة‪.‬‬
‫ومن أجل تحمٌك ؼاٌتها هذه تموم فً مجال العمل األمنً باالعتماد على مجموعة من التطبٌمات من‬
‫أهمها‪:55‬‬
‫تحلٌل فٌدٌو وتحلٌل الصور‬
‫فالذكاء االصطناعً هنا ٌستخدم من أجل الحصول على معلومات حول األشخاص واألشٌاء واإلجراءات‬
‫لدعم التحمٌمات الجنابٌة‪ ،‬أي أن خوارزمٌات الذكاء االصطناعً هنا لها المدرة على مطابمة الوجوه وتحدٌد‬
‫األسلحة‪ ،‬وؼٌرها ‪....‬‬
‫تحلٌل الحمض النووي‪:‬‬

‫‪52‬‬
‫الخوارزمٌات لد تعد تلن األداة التً تستخدمها تمنٌات الذكاء اإلصطناعً فً التنبإ بالجرٌمة‪ ،‬وفً كشؾ عملٌات االحتٌال‪ ،‬وعملٌات التسوٌك الفبات‬
‫معٌنة مستهدفة وحتى األداء ومدى اإللبال على شراء بعض المنتجات والسلع للمساعدة فً تطوٌر الصناعات التحوٌلٌة والتنبإ بالكوارث الطبٌعٌة‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫إن دور تكنولوجٌا الذكاء اإلصطناعً ال ٌنحصر فمط فً مكافحة الجرٌمة‪ ،‬بل ٌتعداه إلى مجاالت أخرى كعلم األدلة الجنابٌة وعلم الجرٌمة ساهمت‬
‫فً تمدٌم أدلة دامعة إلى الجهات المضابٌة حول الجرابم إلى جانب توفٌر معلومات ودالبل إلى األجهزة األمنٌة لفن الؽاز الجرابم المعمدة‪ ،‬زد على ذلن‬
‫تإدي دورها بجانب األمن السٌبرانً والتحمٌمات الرلمٌن الجنابٌة‪ ،‬وسنؤتً للحدٌث عن هذه النمط فً مستهل البحث‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫عبد العزٌز عبٌد البكرة" الذكاء االصطناعً فً عالم الجرابم المعلوماتٌة‪ ،‬ممال منشور بالمولع اإللكترونً تم االطبلع علٌه ٌوم ‪ 02‬ماي ‪،0104‬‬
‫على الساعة ‪09‬؛‪htpp://www.aljazirah.com 21‬‬
‫‪55‬‬
‫عماد ٌاسر دمحم زهٌر البابلً دور أنظمة الذكاء االصطناعً فً التنبإ بالجرٌمة"‪ ،‬مجلة الفكر الشرطً المجلد ‪ ،01‬ع ‪ٌ 001‬ولٌوز ‪ ،0109.‬ص ‪21‬‬
‫وما ٌلٌها‪.‬‬

‫‪Page 28‬‬
‫ٌمكن استخدام الذكاء االصطناعً فً اختبارات الحمض النووي الشرعً ‪ -‬التً كان لها تؤثٌر ؼٌر‬
‫مسبوق على أنظمة التحمٌك الجنابً طوال العمود الماضٌة لما لها من المدرة على المساعدة فً التحلٌبلت‬
‫المعمدة‪.‬‬
‫الطائرات بدون طٌار (‪:)Drones‬‬
‫تمتلن تمنٌة الذكاء االصطناعً هنا المدرة على مرالبة السبلمة وتوفٌر معلومات استخباراتٌة لٌمة‪ ،‬كما‬
‫تسهم فً توفٌر استجابات أفضل ومستنٌرة لؤلوضاع الخطرة المحتملة‪.‬‬
‫تعمب أصوات إطالق النار‪:‬‬
‫فالنظام الذكً لد ٌستخدم لتعمب أصوات إطبلق النار بواسطة مجموعة من أجهزة االستشعار للتعرؾ‬
‫على مصدر الطلمات وتنبٌه السلطات المضابٌة فً ؼضون ‪ 49‬ثانٌة من الضؽط على الزناد‪ ، 56‬مع إشعار‬
‫ألرب المستشفٌات‪.‬‬
‫نظام التعمب (‪)GPS‬‬
‫إن استخدام هذه التمنٌة ٌإدي إلى سهولة الحصول على البٌانات وتحدٌثها وتحلٌلها كمراءة لوحات‬
‫السٌارات وبطابك االبتمان وإتاحة الفرصة لتصمٌم النماذج ‪ ،Models‬والتراح البدابل‪ ،‬كما أنها تمنٌة تمثل‬
‫أداة تحلٌل جٌدة‪ ،‬وهً ذات فاعلٌة عالٌة ٌحتاج لها الكثٌر من المخططٌن وصانعً ومتخذي المرار‪.‬‬
‫وبالتالً‪ ،‬فخوارزمٌات الذكاء االصطناعً لها عبللة جد وطٌدة بمجال األمن وسبلمة المجتمع من‬
‫خبلل لدراتها العالٌة على التنبإ بالجرابم لبل حدوثها‪ ،‬لٌنضاؾ هذا األمر إلى جهاز الشرطة المضابٌة‬
‫التنبإي‪ ،‬والذي ما هو إال وسٌلة من أجل البحث لدر اإلمكان عن مرتكبً الجرابم والولوؾ لهم بالمرصاد‪.‬‬
‫ولد أصبحت الدول اآلن تلتجا لتجدٌد أجهزة العدالة الجنابٌة لكً تتوافك مع المستجدات التً ٌعرفها مجال‬
‫التكنولوجٌا الرلمٌة فمهمة الشرطة التنببٌة تسعى إلى التنمٌب والبحث فً مختلؾ التطبٌمات المذكورة‬
‫وؼٌرها‪ ،‬وعلى مستوى موالع التواصل االجتماعً‪ ،‬أو كامٌرا المرالبة الذكٌة الموزعة على الشوارع‪ ،‬من‬
‫أجل العثور على المعلومات التً تتصل بالعمل اإلجرامً والمخل للنظام العام‪.57‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬لٌام الذكاء االصطناعً بمالحمة المجرمٌن‬

‫‪56‬‬
‫هذا النظام ٌسمى ب "سوت سبوت ‪ ،‬تستخدمه حالٌا ‪ 91‬مدٌنة أؼلبها فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة‪ ،‬وبعضها فً جنوب إفرٌمٌا وأمرٌكا الجنوبٌة‪،‬‬
‫ؼٌر أن مدن أخرى تدرس إمكانٌة تطبٌمه‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫لال نابب وزٌر العلوم والتكنولوجٌا لدولة الصٌن الً منػ‪ :‬إذا تمكنا من استخدام أنظمتنا الذكٌة ولدراتنا التكنولوجٌا بشكل جٌد‪ٌ ،‬مكننا أن الكشؾ‬
‫مسبما األشخاص الذٌن لد ٌصبحون إرهابٌٌن فً المستمبل‪ ،‬أو هإالء الذٌن لد ٌرتكبون جرٌمة ما" ٌحً دهشان دور الذكاء االصطناعً فً مكافحة‬
‫‪20:00‬الجرابم والتنبإ بالجرٌمة‪ ،‬ممال منشور على المولع اإللكترونً تم االطبلع علٌه ٌوم ‪ 02‬ماي ‪ ،0104‬على الساعة ‪-‬‬
‫‪http://www.yahyadhshon.com‬‬

‫‪Page 29‬‬
‫إذا كانت مهمة األجهزة األمنٌة بصفة عامة فً أي زمان ومكان تنصب حول البحث عن ولوع الجرٌمة‪،‬‬
‫والكشؾ عن هوٌة مرتكبٌها‪ ،‬فً حالة ولوعها‪ ،‬ومبلحمتهم‪ ،‬فإن الذكاء االصطناعً ما هو إال تمنٌة من‬
‫التمنٌات التً أفرزتها التطورات التكنولوجٌا‪ٌ ،‬موم بالتنبإ بالجرٌمة والبحث عن مرتكبٌها ومبلحمتهم لبل‬
‫ارتكابهم للفعل الجرمً‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى لانون المسطرة الجنابٌة‪ 58‬نجد المشرع المؽربً لد نص على أنه ٌمكن لضابط الشرطة‬
‫المضابٌة أن ٌمنع أي شخص ٌفٌد فً التحرٌات من االبتعاد عن مكان ولوع الجرٌمة إلى أن تنتهً تحرٌاته‪،‬‬
‫وإذا أظهر أو تبٌن لضابط الشرطة المضابٌة أن شخصا من الضروري معاٌنته فٌجب أن ٌموم بهذا اإلجراء‬
‫وٌتحمك من هوٌته‪ ،‬وعلى هذا الشخص أن ٌمتثل للعملٌات التً ٌستلزمها هذا التدبٌر‪ ،‬كما أن ضابط الشرطة‬
‫المضابٌة له الحك فً المٌام بالبحث التمهٌدي والتحمٌك مع أي شخص ٌشتبه فٌه‪ ،‬كما ٌمكنه إجراء بحث‬
‫تلبسً فً حالة التلبس بالجرٌمة إذا توافرت الشروط المنصوص علٌها فً الفصل ‪ 91‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.59‬‬
‫أن الطفرة التكنولوجٌا الكبٌرة التً عرفها العالم تركت أثرها على العدٌد من المجاالت‪ ،‬وساعدت رجال‬
‫الشرطة على التعرؾ على المشتبه فٌهم واإلمسان بالمجرمٌن‪ ،‬بحٌث بات االعتماد على الروبوتات فً عمل‬
‫الشرطة لٌس باألمر الؽرٌب‪ ،60‬والتً ٌسند له المٌام بالمهام الخطٌرة بدال من تعرٌض رجال األمن للخطر‪،‬‬
‫الشًء الذي ٌجعل رجال الشرطة فً الكثٌر من األحٌان ٌستعٌنون بالروبوتات لمواجهة المشتبه فٌهم خاصة‬
‫المسلحٌن ‪ ،‬بل أكثر من هذا ٌمكن لهذه األنظمة الذكٌة أن تساعدهم فً البحث عن المشتبه فٌهم فً المناطك‬
‫الوعرة التً ٌصعب الوصول إلٌها‪ ،‬مثبل كالطابرات بدون طٌار ‪Drones‬‬

‫‪58‬‬
‫تنص المادة ‪ 19‬من ق‪.‬م‪.‬ج على أنه ٌمكن الضابط الشرطة المضابٌة أن ٌمنع أي شخص مفٌد فً التحرٌات من االبتعاد عن مكان ولوع الجرٌمة إلى‬
‫أن تنتهً تحرٌاته‪.‬‬

‫ٌجب على كل شخص ظهر من الضروري معاٌنة هوٌته أو التحمك منها‪ ،‬بناء على طلب من ضابط الشرطة المضابٌة‪ ،‬أن ٌمتثل للعملٌات التً ٌستلزمها‬
‫هذا التدبٌر‪ .‬وكل من خالؾ ممتضٌات الفمرة السابمة ٌتعرض لعموبة االعتمال لمدة تتراوح بٌن ٌوم واحد وعشرة أٌام وؼرامة ٌتراوح لدرها بٌن ‪ 011‬و‬
‫‪ 0.011‬درهم أو إلحدى هاتٌن العموبتٌن فمط"‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫تنص المادة ‪ 91‬من ق‪.‬م‪.‬ج على أنه ‪ " :‬تتحمك حالة التلٌس بجناٌة أو جنحة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إذا ضبط الفاعل أثناء ارتكابه الجرٌمة أو على إثر ارتكابها‬

‫ثانٌا‪ :‬إذا كان الفاعل ما زال مطاردا بصباح الجمهور على إثر ارتكابها ثالثا‪ :‬إذا وجد الفاعل بعد مرور ولت لصٌر على ارتكاب الفعل حامبل أسلحة أو‬
‫أشٌاء ٌستدل معها أنه شارن فً الفعل اإلحرامً‪ ،‬أو وجد علٌه اثر او عبلمات تثبت هذه المشاركة‪.‬‬

‫ٌعد بمثابة تلٌس بجناٌة أو جنحة ارتكاب جرٌمة داخل منزل فً ظروؾ ؼٌر الظروؾ المنصوص علٌها فً الفمرات السابمة إذا التمس مالن أو ساكن‬
‫المنزل من النٌابة العامة أو من ضابط الشرطة المضابٌة معاٌنتها‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫إن هذه التجربة خاضتها الشرطة األمرٌكٌة أمثر من مرة فً والٌة كالٌفورنٌا وباالس وؼٌرهما لمواجهة بعض المجرمٌن بل والمضاء علٌهم فً‬
‫بعض األحٌان‪.‬‬

‫‪Page 30‬‬
‫كما أن التشرٌع البرٌطانً ذهب بعٌدا فً مجال إعمال الذكاء االصطناعً فً مساعدة الشرطة‬
‫‪61‬‬
‫ٌتبلءم مع عصر العولمة‪ ،‬والذي ٌموم بمهمة مسح بصمات‬ ‫المضابٌة‪ ،‬بحٌث تم تصمٌم تطبٌك ذكً‬
‫األصابع‪ ،‬والؽاٌة منه هو تحدٌد هوٌة المشتبه بهم المحتملٌن فً ألصى سرعة ممكنة فً مكان الحادث‪ ،‬وحتى‬
‫ٌتم التعرؾ على مرتكبً الجرٌمة دون الحاجة ألخذ ولت أطول فً اإلجراءات الجنابٌة‪ ،‬بما فٌها التحمٌك‬
‫والوضع تحت الحراسة النظرٌة واالعتمال االحتٌاطً وؼٌرها ‪....‬‬
‫الفمرة الثانٌة‪ :‬الذكاء االصطناعً و المحاكمة الجنائٌة‬
‫مما ال شن فٌه أن الثورة التكنولوجٌا التً ٌشهدها العالم فً هذه اآلونة والتً هً فً تزاٌد مستمر‪،‬‬
‫أحدثت تحوالت جذرٌة فً مجال العدالة الجنابٌة ال سواء بخصوص األجهزة األمنٌة‪ ،‬وال بخصوص وسابل‬
‫اإلثبات الحدٌثة ‪ -‬كما سبمت اإلشارة إلٌه سابما أضؾ إلى ذلن التحوالت الكبرى التً حصلت بسببها أٌضا‬
‫حتى على مستوى المحاكم؛ حٌث صرنا ال نتحدث عن المحاكم التملٌدٌة فمط بل أصبحنا نتحدث إلى جانبها‬
‫عن المحاكم الرلمٌة ‪ ،‬والتً ترتكز باألساس على الوسابل اإللكترونٌة‪ ،‬وتموم بمختلؾ المهام الموكولة لها‬
‫لانونا باستخدام الحاسب اآللً‪.‬‬
‫وعلٌه‪ ،‬فإن المحكمة الجنابٌة الرلمٌة تهدؾ إلى تسرٌع البت فً المضاٌا لكونها تعفً أوال المتماضٌن فً‬
‫بعض الحاالت من الحضور إلى الجلسات وتملل النفمات‪ ،‬وتسهل االستعبلم عن المعامبلت المضابٌة المختلفة‪،‬‬
‫الشًء الذي ٌإدي إلى تحمٌك االزدحام فً المحاكم وتملٌل نسب المشاحنات بٌن الخصوم أطراؾ الدعوى‪،‬‬
‫ولذلن فإن هذه المحكمة تستخدم مجموعة من الوسابل اإللكترونٌة لتسهٌل عملها كؤجهزة الحاسوب وشبكة‬
‫األنترنت التً تموم من خبللها بتحوٌل إجراءات التماضً التملٌدٌة إلى إجراءات إلكترونٌة‪ ،‬أي االنتمال من‬
‫المستندات الورلٌة إلى الدعامات اإللكترونٌة‪.62‬‬
‫إن اآلونة األخٌرة التً ٌشهدها العالم من تطور مستمر فً المجال التكنولوجً‪ ،‬سٌإدي مما ال شن فٌه‬
‫إلى بروز نمط جدٌد من التعامبلت لم ٌشهده العالم من لبل هذا النمط سٌتمثل فً بروز محاكم ذكٌة وهذا لٌس‬
‫باألمر المستحٌل‪ ،‬وذلن لكون الثورة الرلمٌة تتزاٌد ٌوما بعد ٌوم بفضل العمل البشري الذي ٌخترع كل ما‬

‫‪61‬‬
‫هذا النظام ٌتضمن جهازا صؽٌرا ٌتصل بالهواتؾ الذكٌة‪ ،‬بحٌث ٌسمح الولوج لبوابة الخدمات البٌومترٌة للبحث فً السجبلت الموجودة فً لواعد‬
‫بٌانات الشرطة‪.‬‬

‫أوردته شٌماء ؼزالة " دور الذكاء االصطناعً فً تعزٌز العدالة الجنابٌة‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً المانون الخاص‪ ،‬كلٌة العلوم المانونٌة‬
‫وااللتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬جامعة الماضً عٌاض مراكش السنة الجامعٌة ‪ ،0100/0101‬ص ‪.11‬‬
‫‪62‬‬
‫شٌماء ؼزالة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪Page 31‬‬
‫ٌتماشى مع حاجٌات العصر‪ ،‬تعتمد على اإلنسؤلة فً تجاوبها مع المضاٌا المعروضة علٌها‪ ،‬مما سٌكرس‬
‫ظهور اآلالت هنا‪.‬‬
‫ولد اتضحت بوادر اعتماد النظم الذكٌة فً المهن المانونٌة فً ‪ :‬التجربة األمرٌكٌة‪ ،‬التً ما فتنت تساٌر‬
‫التمدم التكنولوجً‪ ،‬مما ٌجعلها تتبنى فكرة المحامً اآللً‪ ، 63‬وذلن بعد لٌام أكبر مكاتب المحاماة األمرٌكٌة‬
‫سنة ‪ ،0101‬بتشؽٌله والذي أطلك علٌه اسم " روس"‪ ،‬بحٌث أنه ٌتمتع بذكاء اصطناعً فابك ٌماثل ذكاء‬
‫اإلنسان‪ ،‬وٌموم باالطبلع على كل كتب المانون‪ ،‬وٌعود بؤجوبة مرفمة بالمراجع والتشرٌعات‪ ،‬وٌستطٌع‬
‫االستشهاد بمضاٌا مشابهة‪ .‬إضافة إلى ذلن ٌموم بمرالبة المانون على مدار الساعة من أجل االطبلع على‬
‫المرارات الجدٌدة المحدثة‪ ،‬مع إمكانٌة إٌجاد الحلول لمختلؾ المضاٌا التً تدخل فً االختصاصات التً برمج‬
‫علٌها‪ ،‬ومن ضمنها لضاٌا اإلفبلس‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى التشرٌع المؽربً‪ ،‬نجده ما زال متؤخرا فً هذا الباب المتعلك بتكرٌس المحامً اآللً‪،‬‬
‫ؼٌر أنه حاول االستعانة بالتكنولوجٌا الحدٌثة من أجل دعم مهنة المحاماة‪ ،‬بمعنى انطلمت نهاٌة ‪ 0114‬وبداٌة‬
‫‪ 0119‬خدمة تهم تتبع الملفات عبر األنترنت‪ ،‬لكن فً سنة ‪ 0101‬ستعلن بشكل رسمً وزارة العدل‬
‫والحرٌات عن إنشاء منصة المحامً االفتراضٌة‪ ،‬والتً طبمت سنة ‪ ،0100‬بحٌث مكنت من المٌام بجمٌع‬
‫اإلجراءات المتعلمة بتبادل الوثابك المضابٌة وإرسال المماالت وتسجٌلها واألداء عنها بواسطة األنترنت‪.64‬‬
‫مما ال خبلؾ بشؤنه أن المجال الجنابً مجال جد حساس‪ ،‬لما له من ارتباط كبٌر بحموق اإلنسان‪،‬‬
‫فالمحامً البشري له لدرات واسعة فً التفكٌر والفهم واإلدران واالستنتاج‪ ،‬باإلضافة إلى لدرته على التعلم‬
‫من التجارب السابمة‪ ،‬فً حٌن أن المحامً اآللً هو عبارة عن إنسان آلً مبرمج وفك برمجٌات‪ ،‬لد ال ترلى‬
‫إلى مستوى التخصص فً المضاٌا الجنابٌة‪ ،‬بمعنى أن المحامً اآللً لن ٌستطٌع اإللمام بكل حٌثٌات الوالعة‬
‫دون تدخل بشري‪ ،‬والدخول فً منالشة مختلؾ جوانب المضاٌا مع الموكل‪ ،‬زد على ذلن أن أنظمة الذكاء‬
‫االصطناعً ٌؽٌب عنها الوعً بالمٌم واألعراؾ البشرٌة فهً تنفذ فمط ما صممت من أجله دون التمٌٌز بٌن‬
‫الخطؤ والصواب‪.65‬‬
‫ولبل ختام هذه النمطة‪ ،‬ال بد من أن نشٌر إلى أن المملكة المؽربٌة خبلفا للدول السالفة الذكر‪ ،‬ما زالت‬
‫متؤخرة فً مجال الذكاء االصطناعً ولم تعرؾ ظهور الروبوتات الذكٌة التً تموم بمهام لانونٌة ولضابٌة‪،‬‬

‫‪63‬‬
‫لامت شركة المحاماة "بٌكر وهوستلر" بتوظٌؾ الروبوت "روس" الذكً اصطناعٌا والمنتج من لبل شركة ‪ IBM‬كمحام فً لسم لضاٌا اإلفبلس‬
‫الخاص‪ ،‬بحٌث ٌضم لسم اإلفبلس فً الشركة حوالً ‪ 91‬موظفا‪ ،‬ولد صمم هذا المحامً الذكً من أجل لراءة وفهم اللؽة وتكوٌن فرضٌات عند طرح‬
‫األسبلة علٌه‪ ،‬واإلجابة عنها باالعتماد على مصادر ومراجع لدعم استنتاجاته‪ .‬تم اإلطبلع علٌه ٌوم ‪ 09‬ماي ‪ ،0104‬على الساعة ‪09:29‬‬
‫‪ https://al3omk.com/amp/115454.html‬راجع المولع اإللكترونً‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫شٌماء ؼزالة‪ ،‬مسن‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪65‬‬
‫شٌماء ؼزالة‪ ،‬مس‪ ،‬ص ‪.92‬‬

‫‪Page 32‬‬
‫وهذا ما ٌؤخذنا للمول إنه مستمببل ٌمكن أن تعرؾ ؼزو الروبوتات علٌها بشكل كبٌر نظرا للثورة التكنولوجٌا‬
‫الً ٌعرفها العالم‪.‬‬

‫الفصل الثانً‪ :‬المسؤولٌة المانونٌة للذكاء االصطناعً‬


‫ال ٌمكننا الحدٌث عن المسإولٌة المانونٌة للذكاء االصطناعً ومدى مبلءمة المواعد العامة له‪ ،‬دون أن‬
‫نعرج بالحدٌث عن نمطة مهمة‪ ،‬والتً تتعلك بالشخصٌة المانونٌة‪ .‬فبالرجوع إلى مفهومها نبلحظ أنها حٌلة‬
‫استعملها الممنن إلعطاء الحموق وتحمل الواجبات سواء للشخص الطبٌعً أو للشخص المعنوي‪ ،‬ؼٌر أن‬
‫الذكاء االصطناعً لٌس بشخص طبٌعً أو معنوي‪ ،‬وإنما هو نتاج التطور التكنولوجً‪ ،‬والذي ٌمكن اعتباره‬
‫شخصا افتراضٌا لٌس إال‪ ،‬فهل ٌمكن منحه الشخصٌة المانونٌة؟ وإذا كانت اإلجابة بنعم‪ ،‬فهل ٌتمتع الذكاء‬
‫االصطناعً باإلرادة الحرة فً التصرؾ بؤفعاله؟ وهل ٌمكن ترتٌب مسإولٌة لانونٌة على أخطابه؟‪.‬‬
‫ما دام المشرع الفرنسً لد سلن خطوة مهمة فً سبٌل منح الشخصٌة المانونٌة للحٌوان‪ ،‬فلٌس هنان ما‬
‫ٌمنع فً مستمبل األٌام من إتٌان دور الذكاء االصطناعً ومنحه هو اآلخر شخصٌة لانونٌة‪ ،‬نفس األمر‬
‫بالنسبة للمشرع المؽربً الذي بالرؼم من تؤخره فً هذا المجال‪ ،‬إال أنه سٌكون له تنظٌم خاص‪ ،‬وإلى ذلن‬
‫الحٌن فإن النصوص المانونٌة الحالٌة تظل جد محدودة لكونها تخاطب الشخص الطبٌعً والمعنوي لٌس إال‪،‬‬
‫دون اإلشارة إلى هذا الكابن الذي ٌختلؾ تماما عن هإالء‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المسؤولٌة المدنٌة عن أضرار الذكاء االصطناعً‬

‫‪Page 33‬‬
‫تعتبر المسإولٌة المدنٌة من أهم الموضوعات التً اهتم بها الفمه والمضاء منذ بداٌة المرن العشرٌن‪ ،‬وال‬
‫زال هذا االهتمام فً تصاعد مستمر نتٌجة تجدد وتفالم المخاطر التً ٌتسبب فٌها اإلنسان بفعله أو بفعل‬
‫األشٌاء التً تحت حراسته‪.‬‬
‫وكما هو معلوم أن الثورة الصناعٌة أسفرت عن تطور هابل فً مجال التكنولوجٌا الحدٌثة التً كان لها‬
‫والع جد فعال فً تحمٌك األمال البشرٌة‪ ،‬من استمرار وشٌوع للرفاه االلتصادي واالجتماعً‪ ،‬ؼٌر أن هذا‬
‫التطور بالمدر الذي أسعد اإلنسان‪ ،‬فإنه بالممابل كان مصدر إزعاج له نتٌجة لكثرة المخاطر التً نجمت عن‬
‫سوء استعمال هذه اآللٌات والمنشآت الصناعٌة‪ ،‬فاآللة عادة ما تنطوي على لدر كبٌر من الخطر وؼالبا ما‬
‫ٌكون اإلنسان أول ضحاٌاها‪.66‬‬
‫ولد تنبهت أؼلب التشرٌعات لهذه األضرار التً تحدث فً المجتمع‪ ،‬فكان التفكٌر فً سن ممتضٌات‬
‫لانونٌة تتعلك بالتعوٌضات عن األضرار التً تحدث للؽٌر‪ ،‬وضمان للمضرور حمه فً الحصول على‬
‫التعوٌض من جراء األضرار التً تصٌبه‪ ،‬وهو ما تم تنظٌمه فً المانون المدنً‪ .‬إن المسؤلة ال تتولؾ عند‬
‫هذا الحد‪ ،‬فنتٌجة الستخدامات الذكاء االصطناعً فً هذه األونة وما لد ٌلحك األفراد من ضرر نتٌجة‬
‫االستخدام السلبً‪ ،‬خصوصا إذا علمنا أن حموق األفراد وحرٌاتهم أصبحت مرهونة بهذه التمنٌات الجدٌدة‪،‬‬
‫مما ٌمكن معه أن تإثر علٌهم‪ ،‬وتسبب لهم أضرارا جراء هذا االستخدام‪ ،‬فمد ٌتضرر الفرد من هذه التمنٌات‪،‬‬
‫مما ٌمكن معه أن ٌطالب بالتعوٌض عن األضرار التً لحمته من تمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬سواء كان‬
‫ضررا مادٌا أو معنوٌا‪.‬‬
‫ولبل هذا وذان‪ ،‬فإن الحدٌث عن المسإولٌة المدنٌة عن أضرار الذكاء االصطناعً‪ٌ ،‬تطلب منا معرفة‬
‫إمكانٌة لٌامها فً هذا المجال المطلب األول)‪ ،‬باإلضافة إلى اآلثار التً تنتج عنها فً حالة لٌامها (المطلب‬
‫الثانً)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬لٌام المسؤولٌة المدنٌة ألضرار الذكاء االصطناعً‬
‫إذا كان ٌمصد بالمسإولٌة " ‪ ،"La Responsabilite‬تحمل الشخص لنتابج وعوالب األفعال الصادرة‬
‫عنه أو عمن ٌتولى رلابته واإلشراؾ علٌه‪ ،‬بمعنى أن المسإولٌة ما هً إال عبارة عن االلتزامات التً‬
‫ٌتحملها الشخص نتٌجة لٌامه بارتكاب خطؤ تسبب فً ضرر للؽٌر‪ ،‬فٌتم مساءلته من خبلل التعوٌض عن هذه‬
‫األضرار التً تسبب فٌها للؽٌر‪.‬‬
‫وإذا علمنا أن تمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬أثناء استخدامها لامت بالدخول للبٌانات األشخاص الشخصٌة‬
‫وانتهاكها‪ ،‬وإفشابها للعموم لبلطبلع علٌها‪ ،‬بدون علم صاحبها أو بدون ما ٌعً ذلن‪ ،‬لكن االستخدام السلبً‬
‫‪66‬‬
‫عبد المادر العرعاري " مصادر االلتزام ‪ ،‬الكتاب الثانً‪ :‬المسإولٌة المدنٌة‪ ،‬مطبعة دار األمان الرباط‪ ،‬ط ‪ 9‬لسنة ‪ ،0101‬ص ‪.1‬‬

‫‪Page 34‬‬
‫لهذه التمنٌات أدى للمساس بهذا الحك‪ ،‬باإلضافة إلى أن الحك فً الخصوصٌة ٌعد من أبرز الحموق‪ ،‬فٌمكن‬
‫لهذه التمنٌات كما ذكرنا أن تتسبب فٌها وٌتم انتهاكها‪ ،‬ولم ٌعد هنان شًء اسمه الخصوصٌة سوى التسمٌة‬
‫فمط‪.‬‬
‫بل أكثر من هذا‪ ،‬أن تمنٌات الذكاء االصطناعً أحٌانا ٌمكن أن تكون طرفا فً العمد‪ ،‬وٌمكن لها أن تبرم‬
‫عمودا مدنٌة أو تجارٌة ‪ ...‬لكن لد ال تموم بالتنفٌذ إما لخطؤ فً البرمجة أو لعدم استطاعتها على التنفٌذ‪.‬‬
‫فكلها مسابل إجرابٌة‪ ،‬تخفً خلفها أضرارا ٌمكن أن تمس الفرد من هذه التمنٌات‪ ،‬مما ٌعنً أن‬
‫المسإولٌة المدنٌة هنا ٌنبؽً أن تحل لمحاولة جبر األضرار التً تلحك الؽٌر من هذه االستخدامات فبل ٌعمل‬
‫أن ٌتم انتهان حموق األفراد‪ ،‬ونظل مكتوفً األٌدي بدون أن نحرن ساكنا‪ ،‬وال نطرح مسؤلة التعوٌض عن‬
‫األضرار فً ظل عدم وجود لواعد حمابٌة تنظم هذه التمنٌات واالنتهاكات التً تتسبب فٌها‪.‬‬
‫ونتٌجة لهذا‪ ،‬فمد استدعى منا األمر لمعرفة لٌام المسإولٌة المدنٌة من عدمه‪ ،‬أن نبحث فً مدى لٌامها‬
‫بناء على نظرٌة االعتبار الذاتً الفمرة الثانٌة‪ ،‬ثم مدى إمكانٌة لٌامها بناء على نظرٌة االعتبار الموضوعً‬
‫(الفمرة االولى)‪ .‬بعبارة أخرى‪ ،‬إن أٌا من هذه المواعد المانونٌة المنظمة لكل نظرٌة تصلح للتطبٌك على‬
‫تمنٌات الذكاء االصطناعً‪.‬‬
‫الفمرة االولى‪ :‬المسؤولٌة المدنٌة للذكاء االصطناعً المائمة على االعتبار الموضوعً‬
‫إن مسؤلة تحدٌد المسإولٌة المدنٌة الناشبة عن تمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬من المسابل المهمة فً الناحٌة‬
‫العملٌة ومن المسابل المعمدة من الناحٌة المانونٌة‪ ،‬فتحدٌد هذه المسإولٌة ٌظل شاؼبل كبٌرا ألذهان المتعاملٌن‬
‫مع هذه التمنٌات‪ ،‬فالمسإولٌة عموما هً بمثابة صمام األمان الذي ٌضمن وٌحمً حموق كل شخص ٌضار‬
‫من أي أمر ٌثٌر إعمال المسإولٌة‪ ،‬بحٌث أن ما ٌصعب التعرض للمسإولٌة المدنٌة عن تمنٌات الذكاء‬
‫االصطناعً‪ ،‬هو عدم وجود تنظٌم تشرٌعً ٌحكم هذه المسؤلة‪ ،‬وإذا كانت المسإولٌة المدنٌة المابمة على‬
‫االعتبار الشخصً ؼٌر لابمة المحدودٌة لواعدها العامة فإن األمر التضى البحث عن المسإولٌة الموضوعٌة‬
‫للذكاء االصطناعً‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الذكاء االصطناعً ومفهوم الشًء‬
‫مما ال شن فٌه أن مفهوم الشًء بشكل عام ٌشمل جمٌع األشٌاء‪ ،‬بؽض النظر عما إذا كانت هذه األشٌاء‬
‫صلبة أو سابلة أو ؼازٌة أو منموالت أو عمارات‪.67‬‬

‫‪67‬‬
‫دمحم أحمد المعداوي عبد ربه مجاهد" المسإولٌة المدنٌة عن الروبوتات ذات الذكاء االصطناعً "‪ ،‬المجلة المانونٌة (مجلة متخصصة فً الدراسات‬
‫واألبحاث المانونٌة‪ ،‬المجلد ‪ 0‬دون ذكر السنة‪ ،‬ص ‪.200‬‬

‫‪Page 35‬‬
‫ومع اتساع مجال استعمال اآللة كنتٌجة للتطور التكنولوجً والصناعً‪ ،‬أدى إلى ازدٌاد حجم الحوادث‬
‫والمخاطر التً تلحك اإلنسان فً جسده أو ماله‪ ،‬األمر الذي استوجب إصباغ الحماٌة المانونٌة على ضحاٌا‬
‫هذه الحوادث‪ ،‬من خبلل إضفاء الطابع الموضوعً للمسإولٌة المدنٌة بخصوص األضرار التً ٌحدثها‬
‫اإلنسان بفعل األشٌاء التً تكون تحت حراسته‪ ،‬وإعفاء الضحاٌا من عبء إثبات خطؤ فً حراسة الشًء‬
‫مصدر الضرر‪ ،‬إن هذا المنحى شكل بداٌة تحول المسإولٌة المدنٌة التً لم تعد مسإولٌة شخصٌة فمط‪ ،‬بل‬
‫حتى مسإولٌة موضوعٌة فً ذات الولت‪ ،‬وال ٌنظر فٌها إلى سلون الشخص المسإول‪ ،‬وإنما ترتكز على‬
‫فكرة تحمل تبعت النشاط الضار دون استلزام للخطؤ‪ ،68‬وبالتالً لم ٌعد اإلنسان ٌسؤل عن فعله الشخصً فمط‬
‫بل حتى عن فعل األشٌاء التً تحت حراسته ‪.‬‬
‫ولذلن‪ ،‬فإن المسإولٌة المدنٌة الناجمة عن األضرار التً تسببها األشٌاء أصبحت لها أهمٌة كبٌرة فً ظل‬
‫هذا التطور السرٌع لآللة‪ ،69‬ولد حاولت أؼلب التشرٌعات التنظٌر المسإولٌة األشٌاء بمختلؾ النصوص‬
‫المانونٌة‪.‬‬
‫فالمشرع الفرنسً نص فً المادة ‪ 0214‬من المانون المدنً الفرنسً على أنه‪ ":‬ال ٌسؤل المرء عن‬
‫الضرر الذي ٌحدثه بفعله الشخصً فحسب‪ ،‬وإنما ٌسؤل كذلن عن الضرر الناجم عن فعل األشٌاء التً هً‬
‫بحراسته‪ ،70‬وهذا ٌعنً أن المشرع حمل المسإولٌة المدنٌة للشخص المسإول عن األضرار التً تسببها‬
‫األشٌاء التً تدخل فً حراسته نفس التوجه تبناه المشرع المصري فً المانون المدنً المصري فً المادة‬
‫‪. 01171.‬‬
‫فً حٌن أن المشرع المؽربً‪ ،‬باإلضافة إلى كونه لام بتنظٌم المسإولٌة المدنٌة عن الفعل الشخصً وعن‬
‫فعل الحٌوان تطرق كذلن للمسإولٌة المدنٌة عن فعل األشٌاء بصرٌح عبارة الفصل ‪ 11‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬وهذا‬
‫التوجه ما هو إال عبارة عن نفس التوجه الذي سلكه نظٌره الفرنسً‪ ،‬أي أن نفس الماعدة التً تم تكرٌسها فً‬
‫التشرٌع الفرنسً حاول هو اآلخر إعادتها‪.72‬‬

‫‪68‬‬
‫مصطفى الخطٌب المختصر فً المسإولٌة المدنٌة"‪ ،‬مطبعة دار العرفان أكادٌر‪ ،‬ط ‪ ، 0‬لسنة ‪ ،0101‬ص ‪.99‬‬
‫‪69‬‬
‫احمد ناصر لاسم‪ " :‬المسإولٌة المدنٌة الحارس األشٌاء دراسة ممارنة"‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الماجستٌر فً المانون الخاص بكلٌة الدراسات العلٌا فً‬
‫جامعة النجاح الوطنٌة بنابلس فلسطٌن‪ ،‬لسنة ‪ ،0101‬ص ‪.1‬‬
‫‪70‬‬
‫جمٌعً حسن عبد الباسط‪ ":‬شروط التحمٌك واإلعفاء من ضمان العٌوب الخفٌة دراسة ممارنة "‪ ،‬دار النهضة العربٌة الماهرة‪ ،‬من ‪ 0992‬مصر‪ ،‬ص‪،‬‬
‫‪.021‬‬
‫‪71‬‬
‫تنص الماد ‪ 011‬من المانون المدنً المصري الصادر ‪ 0941‬على أنه " كل من تولى حراسة حد أشٌاء تتطلب‪ .‬حراستها عناٌة خاصة أو حراسة‬
‫آالت مٌكانٌكٌة سٌكون مسإوال عما تحدثه هذه األشٌاء من ضرر مالم ٌثبت أن ولوع الضرر كان ٌسبب أجنبً ال ٌد له فٌه هذا مع عدم اإلخبلل بما ٌرد‬
‫فً ذلن من أحكام خاصة‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫ٌنص الفصل ‪ 11‬من لبل‪.‬ع على أنه‪" :‬كل شخص ٌسؤل عن الضرر الحاصل من األشٌاء التً فً حراسته‪ ،‬إذا تبٌن أن هذه األشٌاء هً السبب‬
‫المباشر للضرر‪ ،‬وذلن ما لم ٌثبت‪:‬‬

‫‪Page 36‬‬
‫ثانٌا‪ :‬الذكاء االصطناعً ومفهوم المنتوج‬
‫إن تحدٌد نطاق تطبٌك المسإولٌة عن المنتوجات المعٌبة ٌستدعً الولوؾ بداٌة عن مفهوم المنتج‪،‬‬
‫وبالرجوع إلى التشرٌع الفرنسً نجد المادة ‪ 0211.2‬تنص على أنه " ٌعد منتوجات كل مال منمول حتى وإن‬
‫ارتبط بعمار بما فً ذلن منتوجات األرض وتربٌة المواشً والدواجن والصٌد البحري‪ ،‬وتعتبر الكهرباء‬
‫منتوجا‪.73‬‬
‫المبلحظ من هذا التعرٌؾ‪ ،‬أن المشرع الفرنسً جعل مسإولٌة المنتج عامة؛ بحٌث لم ٌجعلها ممتصرة‬
‫على المنموالت فمط‪ ،‬بل حتى العمارات والحٌوانات وؼٌرها‪ ،‬فً حٌن المشرع المؽربً من خبلل المانون رلم‬
‫‪ ، 19.0474‬نجده لد تناول مفهوم المنتوج من خبلل المادة ‪ 2‬من المسم األول‪ 75‬وكذا المادة ‪ 011.0‬من نفس‬
‫المانون على أن المنتوج ٌعتبر شٌبا ممدما أو معروضا فً إطار نشاط مهنً أو تجاري بعوض أو بدون‪،‬‬
‫وهو كل األشٌاء المنمولة والعمارٌة وحتى الدواجن ومنتوجات األرض وؼٌرها‪ ،‬بذلن نبلحظ أن التوجه الذي‬
‫سلكه المشرع المؽربً هو نفس التوجه الذي سبك أن تبناه نظٌره الفرنسً‪ ،‬اللهم إذا تعلك األمر ببعض‬
‫االختبلفات فً استعمال المصطلحات‪.‬‬
‫وبالرؼم من أن مفهوم المنتوج ٌنصرؾ إلى األشٌاء المادٌة‪ ،‬وكون أن تمنٌات الذكاء االصطناعً لد‬
‫تعتبر أشٌاء ؼٌر مادٌة‪ ،‬إال أن البعض ٌرى إمكانٌة انطباق هذا التعرٌؾ على هذه التمنٌات‪ ،‬باعتباره األلرب‬
‫إلٌها‪ ،‬خصوصا وأن هذه التمنٌات تتضمن بعض األشٌاء المادٌة كالتصمٌم النهابً المادي للروبوتات‬
‫والشرابح التً توجد داخل األنظمة الذكٌة‪.‬‬
‫الفمرة الثانٌة‪ :‬المسؤولٌة المدنٌة للذكاء االصطناعً المائمة على االعتبار الذاتً‬
‫إن التحدي المانونً المطروح اآلن ٌتعلك بالمسإولٌة المانونٌة للذكاء االصطناعً‪ ،‬ذلن أن الذكاء‬
‫االصطناعً وصل إلى مرحلة اتخاذ لرارات مستملة بعٌدة تماما كل البعد عن إرادة البشر مما جعله ٌموم‬
‫بمختلؾ التصرفات واإلجراءات المانونٌة بنفسه دون الحاجة لتدخل العنصر البشري‪ ،‬بل أكثر من هذا أن‬

‫‪ -0‬أنه فعل ما كان ضرورٌا لمنع الضرر‪.‬‬

‫‪_0‬وأن الضرر ٌرجع إما لحادث فجانً‪ ،‬أو لموة لاهرة‪ ،‬أو لخطؤ المتضرر‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫رشٌد العراق‪ " :‬المسإولٌة المدنٌة عن فعل المنتوجات المعٌبة فً ضوء ‪ 04.11‬المتعلك بسبلمة المنتوجات والخدمات‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً‬
‫المانون الخاص‪ ،‬كلٌة العلوم المانونٌة وااللتصادٌة جامعة سٌدي دمحم بن عبد هللا فاس‪ ،‬لسنة ‪ ،0102/0100‬ص ‪.00‬‬
‫‪74‬‬
‫ظهٌر شرٌؾ ‪ 0.00.041‬الصادر فً ‪ 01‬عشت ‪ ،0100‬بتنفٌذ المانون رلم ‪ 04.19‬المتعلك بسبلمة المنتجات والخدمات‪ ،‬وبتتمٌم الظهٌر الشرٌؾ‬
‫الصادر فً ‪ 00‬ؼشت ‪ 0902‬بمثابة لانون االلتزامات والعمود‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ع ‪ 9911‬بتارٌخ ‪ 02‬شتنبر ‪ ،0100‬ص ‪.4111‬‬
‫‪75‬‬
‫تنص المادة ‪ 2‬من المانون ‪ 04.19‬رلم على أنه"‪ ..‬المنتوج كل شًء ممدم أو معروض فً إطار نشاط مهنً أو تجاري بعوض أو بدونه سواء كان‬
‫جدٌدا أو مستعمبل وسواء كان لاببل لبلستهبلن أو ؼٌر لابل له أو كان محل تحوٌل أو توضٌب أو لم ٌكن محل ذلن ‪..‬‬

‫‪Page 37‬‬
‫مسؤلة منحه الشخصٌة المانونٌة من عدمها والتً ال تزال موضوع نماش كبٌر فً أؼلبٌة الدول لد تعطً‬
‫للذكاء االصطناعً العدٌد من الحموق وااللتزامات‪ ،‬بحٌث سٌصبح كاإلنسان‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المسؤولٌة العمدٌة للذكاء االصطناعً‬
‫تعتبر المسإولٌة العمدٌة جزء ال ٌتجزأ عن المسإولٌة المدنٌة عموما‪ ،‬فكبلهما ٌهدفان إلى تعوٌض‬
‫الطرؾ المضرور عن األضرار والخسابر التً لحمت به سواء كان ذلن ناتجا عن اإلخبلل ببنود العمد أو‬
‫التؤخر فً تنفٌذه‪ ،‬أي أن المسإولٌة العمدٌة ال تعد أن تكون سوى أثر من آثار اإلخبلل بااللتزامات التعالدٌة‪،‬‬
‫أو بعبارة أخرى جزاء من جزاءات عدم تنفٌذ االلتزام‪.76‬‬
‫فالخطؤ العمدي‪ٌ ،‬تخذ أكثر من مظهر لانونً‪ٌ ،‬ختلؾ باختبلؾ نوعٌة اإلخبلل الذي ارتكبه المدٌن‪ ،‬فهو‬
‫لد ٌتمثل فً امتناع أحد المتعالدٌن عن الوفاء بااللتزامات التً تعهد بها‪ ،‬ولد ٌكون ذلن فً شكل تؤخر فً‬
‫التنفٌذ‪ ،‬األمر الذي ٌتسبب فً إلحاق الضرر بالطرؾ الدابن‪.77‬‬
‫أما الضرر العمدي‪ 78‬فهو الصورة الملموسة التً تتمثل فٌها نتابج الخطؤ العمدي‪ ،‬وهذا ٌعنً أن الخطؤ‬
‫إذا لم ٌترتب عنه ضرر فإنه ال مجال إلعمال لواعد المسإولٌة العمدٌة‪ ،‬والضرر‪ 79‬هو كل ما ٌلحك المتعالد‬
‫من خسارات مالٌة وتفوٌت الفرص الربح‪ ،‬بشرط أن ٌتصل ذلن اتصاال مباشرا بالفعل الموجب لهذه‬
‫المسإولٌة‪ .80‬ولذلن‪ ،‬إذا كانت المسإولٌة العمدٌة تموم عند اإلخبلل بالتزام عمدي ٌختلؾ باختبلؾ ما اشتمل‬
‫علٌه العمد من التزامات‪ ،‬فإن أحكامها اآلن أمام تحدٌات لانونٌة كبٌرة ال سٌما فً ظل ما وصل إلٌه الذكاء‬
‫االصطناعً من لدرات إدراكٌة هابلة‪ ،‬بحٌث أنه لد ٌموم بإبرام العمود ‪ -‬كما أشرنا لهذا فً الفصل األول ‪-‬‬
‫مع الزبابن أو العمبلء ‪ ،‬تنفٌذا لعمد الوساطة‪ ،81‬فنكون أمام احتمالٌن‪:82‬‬
‫‪ -‬إما أن الذكاء االصطناعً بصفة عامة‪ ،‬أو الروبوت بصفة خاصة‪ ،‬هو شخص تم تشؽٌله من وسٌط‬
‫مالً مثبل‪ ،‬وتكون له فً هذه الحالة ذمة مالٌة مستملة تكتسب الحموق وتتحمل االلتزامات وهنا ٌمكن لمن‬
‫تضرر من نشاطه ‪ -‬الذكاء االصطناعً ‪ -‬أن ٌرجع علٌه أو على الوسٌط‪ ،‬فتموم بذلن المسإولٌة العمدٌة على‬
‫الوسٌط المالً بمجرد اإلخبلل بالعمد على أساس مسإولٌة المتبوع عن أعمال التابع‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫عبد المادر العرعاري‪ ،‬الكتاب الثانً‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪77‬‬
‫عبد المادر العرعاري الكتاب الثانً‪ ،‬مس‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪78‬‬
‫ٌنص الفصل ‪ 014‬من لال‪.‬ع على أنه الضرر هو ما لحك الدابن من خسارة حمٌمٌة وما فاته من كسب متى كانا ناتجٌن مباشرة عن عدم الوفاء‬
‫بااللتزام‪ ،‬وتمدٌر الظروؾ الخاصة بكل حالة موكول للطنة المحكمة‪ ،‬التً ٌجب علٌها أن تمدر التعوٌضات بكٌفٌة مختلفة حسب خطؤ المدٌن أو تدلٌسه‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫ٌشترط فٌه أن ٌكون شخصٌا‪ ،‬مباشرا‪ ،‬محمك‪ ،‬متولعا عند إبرام العمد‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫عبد المادر العرعاري‪ ،‬الكتاب الثانً‪ ،‬مٌن‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪81‬‬
‫ونمصد هنا بعمد الوساطة‪ ،‬حسب ما ورد فً الفصل ‪ 201.99‬من فً عدم على أنه االتفاق الذي ٌلتزم فٌه أطراؾ نزاع ناشً بعرض هذا النزاع‬
‫على وسٌط‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫هشماري اسٌة المسإولٌة المدنٌة للروبوت بٌن الوالع واستشراؾ المستمبل"‪ ،‬مجلة المانون الدولً والتنمٌة‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬ع ‪ ،10‬لسنة ‪ 0100‬ص‪،‬‬
‫‪.241‬‬

‫‪Page 38‬‬
‫وإما أن نكون أمام ذكاء اصطناعً متمثل فً شخص الروبوت مرخص له بعمل الوساطة المالٌة بصفة‬
‫مستملة‪ ،‬وٌكون ممٌزا ولادرا على اإلدارة والحاصل على ترخٌص لممارسة نشاط معٌن‪ ،‬وهنا سٌكون هذا‬
‫اإلنسان وحٌدا أمام المسإولٌة العمدٌة عن عدم تنفٌذ عمد الوساطة‪ ،‬لكن بالرؼم من ذلن فإن المسإولٌة العمدٌة‬
‫هنا اعتبرها البعض بإمكانٌة الرجوع إلى المالن‪ ،‬لكن هذه الفكرة لن ترلى بالتؤٌٌد؛ ألن الشركات الضخمة‬
‫المالكة للذكاء االصطناعً ستعانً من ثمل التعوٌضات خصوصا فً مجال االستثمار‪ ،‬مما ٌمكن المول على‬
‫أن مسإولٌة المالن ال ٌمكن إعمالها وحدها هنا‪ ،‬بل ٌمكن أن تكون مسإولٌة مشتركة بٌن المالن لكون أن‬
‫الروبوت ممٌز وأن الشركة المالكة مثبل لها سلطة الرلابة والتتبع‪ ،‬بل حتى الروبوت ستثار مسإولٌته هنا‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬المسؤولٌة التمصٌرٌة للذكاء االصطناعً‬
‫إن المسإولٌة التمصٌرٌة الشخصٌة هً الجزاء المترتب عن الفعل الضار المرتكب من لبل شخص‬
‫ما‪ ،83‬فاألمر هنا ال ٌتعلك بمسإولٌة عمدٌة تترتب بمجرد اإلخبلل بتنفٌذ العمد‪ ،‬وإنما بمسإولٌة تمصٌرٌة‬
‫لانونٌة تكون نابعة من إرادة الشخص‪ .‬فحتى تحمك المسإولٌة التمصٌرٌة الشخصٌة‪ٌ ،‬جب توفر عناصرها‪.‬‬
‫فالخطؤ التمصٌري هو االنحراؾ عن السلون المؤلوؾ للشخص العادي الذي ٌصدر منه عن تمٌز‬
‫وإدران‪ ، 84‬وهو ما نجد المشرع المؽربً لد عرفه بؤنه هو ترن ما كان ٌجب فعله أو فعل ما كان ٌجب‬
‫اإلمسان عنه‪ ،‬وذلن من ؼٌر لصد لئلحداث الضرر"‪ ،‬أما المشرع الفرنسً فلم ٌمم بتعرٌؾ الخطؤ‪.‬‬
‫وإلى جانب الخطؤ نجد الضرر الذي ٌعد أساس المسإولٌة المدنٌة عموما والمسإولٌة التمصٌرٌة على‬
‫وجه الخصوص‪ ،‬بل إنه ٌعتبر الركن الذي تتمٌز به المسإولٌة المدنٌة عن مسإولٌة الجنابٌة‪ ،‬على اعتبار أن‬
‫هذه األخٌر ٌكفً لمٌامها مجرد ارتكاب الفعل المعالب علٌه فً حٌن أن األولى ‪ -‬المسإولٌة المدنٌة ‪ -‬أساس‬
‫لٌامها هو حدوث الضرر‪ ،‬وال ٌمكن لٌامها بدون حصوله حتى ولو وجد خطؤ مدنً‪. 85‬‬
‫وخبلفا للمشرع الفرنسً‪ ،‬الذي لم ٌضع لنا تعرٌفا مفصبل للضرر‪ ،‬فإن المشرع المؽربً ذهب عكس هذا‬
‫وخرج عن المؤلوؾ ولام بإعطاء تعرٌؾ للضرر‪ 86‬بكونه الخسارة التً لحمت المدعً فعبل والمصروفات‬
‫التً اضطر أو سٌضطر إلى إنفالها إلصبلح نتابج الفعل الذي ارتكب إضرارا به‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫عبد الرحمان الشرلاوي المانون المدنً دراسة حدٌثة للنظرٌة العامة لبللتزام فً ضوء تؤثرها بالمفاهٌم الجدٌدة للمانون االلتصادي‪ ،‬مصادر االلتزام‬
‫الوالعة المانونٌة"‪ ،‬مطبعة المعارؾ الجدٌدة الرباط‪ 41 ،‬لسنة ‪ ،0101‬ص ‪.00‬‬
‫‪84‬‬
‫عبد الرحمان الشرلاوي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪85‬‬
‫عبد الرحمان الشرلاوي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪86‬‬
‫ٌنص الفصل ‪ 91‬من لبل‪.‬ع على أنه الضرر فً الجرابم وأشٌاء الجرابم‪ ،‬هو الخسارة التً لحمت المدعى فعبل والمصروفات الضرورٌة التً اضطر‬
‫أو سٌضطر إلى اتفالها اإلصبلح نتابج الفعل الذي ارتكاب إضرارا به‪ ،‬وكذلن ما حرم منه من نمع فً دابرة الحدود العادٌة لنتابج هذا الفعل‪.‬‬

‫‪Page 39‬‬
‫وبالتالً ‪ ،‬فإن أي شخص ارتكب خطؤ تمصٌرٌا تجاه شخص آخر فإنه سٌكون مجبرا على جبر الضرر‬
‫الذي ألحمه بهذا الطرؾ‪ ،‬مما ٌعنً أن الضرر ٌكون لاببل للتعوٌض سواء مادٌا أو معنوٌا ‪ ،‬بشرط أن ٌكون‬
‫الضرر مباشرا‪ ،‬محمما‪ ،‬حاال‪ ،‬وشخصٌا‪.‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬اآلثار المانونٌة المترتبة عن تحمك المسؤولٌة المدنٌة عن الذكاء االصطناعً‬
‫تعد المسإولٌة المدنٌة هً األساس من أجل أن ٌحصل الشخص المتضرر على كافة حموله وأن ٌموم‬
‫الشخص المسإول ٌجبر األضرار التً تسبب فٌها وألحمت ضررا بالؽٌر‪ ،‬ولذلن فإن المسإولٌة دابما تترتب‬
‫علٌها مجموعة من اآلثار المانونٌة التً تهدؾ بالدرجة األولى إلى عدم ضٌاع حك المضرور‪ ،‬وإذا كان‬
‫استخدام تمنٌات الذكاء االصطناعً لد آثار نماشا واسعا فً مدى مساءلة الذكاء االصطناعً من عدمه‪ ،‬وفً‬
‫كون أنه فً ظل الفراؼات التشرٌعٌة الحالٌة فً الموانٌن المدنٌة‪ ،‬من الصعب معرفة من المسإول أوال عن‬
‫األضرار التً ٌرتكبها الذكاء االصطناعً‪ ،‬لكون أن لواعد المسإولٌة المدنٌة الحالٌة حتى وإن كان من بعض‬
‫الجوانب ٌمكن إعمالها ؼٌر إنه أحٌانا كثٌرة ال تستطٌع مواجهة هذه التمنٌات نظرا لمحدودٌتها‪.‬‬
‫وحٌث إن مسؤلة معرفة المسإولٌة تمتضً بداٌة أن ٌكون نص صرٌح ٌوضح ذلن وٌسند المسإولٌة‬
‫لجهة معٌنة بصرٌح العبارة دون ترن مجال للشن والؽوص فً متاهات البحث لمحاوالت إسماط النصوص‬
‫المدنٌة على تمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬التً ال نجدها مبلبمة ومناسبة لهذا النوع من المجال الذي ٌعد فً‬
‫األصل مجاال له خصوصٌاته‪ ،‬ومجاال فرضته التطورات التكنولوجٌا الحالٌة‪.‬‬
‫الفمرة األولى ‪ :‬التعوٌض عن أضرار الذكاء االصطناعً‬
‫كل شخص تعرض لضرر مباشر‪ ،‬ناتج عن عمل ؼٌر مشروع‪ٌ ،‬مكنه أن ٌطالب بتعوٌض ٌناسب ذلن‬
‫الضرر‪ ، 87‬والمشرع المؽربً تنبه لمسؤلة التعوٌضات فً لانون االلتزامات والعمود بحٌث أكد فً مختلؾ‬
‫النصوص المانونٌة على أن كل شخص ٌعد مسإوال عن جمٌع األضرار التً ٌتسبب فٌها‪ ،‬وبالتالً ملزم‬
‫بتعوٌضها وجبر األضرار الناجمة علٌه‪.‬‬
‫نفس األمر ٌنطبك على تمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬فبل ٌعمل أن نجعلها بمعزل عن تمدٌر لها مسؤلة جبر‬
‫األضرار عن استخداماتها السلبٌة‪ ،‬ما دامت المسإولٌة هً ثابتة ولابمة علٌها‪ ،‬ولذلن فإنه ٌلزم بالتعوٌض عن‬
‫كل األضرار التً تسببت فٌها‪ ،‬وعلى الشخص المتضرر أن ٌطالب بحمه وأن ٌحصل على التعوٌض لفابدته‪.‬‬
‫بحٌث إن التعوٌض عن أضرار الذكاء االصطناعً‪ٌ ،‬عد المرحلة التالٌة لمٌام المسإولٌة المدنٌة عن تلن‬
‫األضرار‪ ،‬وأن المضرور هنا شؤنه شؤن أي متضرر‪ٌ ،‬ترتب له الحك فً التعوٌض‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫عبد الرحمان الشرلاوي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.010‬‬

‫‪Page 40‬‬
‫والتعوٌض هنا من أضرار الذكاء االصطناعً‪ٌ ،‬تراوح بٌن تعوٌض لضابً‪ ،‬والذي من تسمٌته ٌتضح‬
‫أن الشخص المتضرر ٌمكنه اللجوء إلى المحكمة أو المضاء من أجل استصدار األمر له بالحصول على حمه‬
‫فً التعوٌض (أوال)‪ ،‬وهنان تعوٌض تلمابً الذي أفرزته صعوبة تمٌٌم المخاطر التً تتسبب فٌها تمنٌات‬
‫الذكاء االصطناعً ولتوفٌر الحماٌة أكثر للمتضررٌن تم التفكٌر فً إحداث هذا النوع من التعوٌضات دون‬
‫جعل المضرورٌن ٌتكبدون عناء وتكالٌؾ باهظة فً حصولهم على تعوٌضات مناسبة لهم (ثانٌا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التعوٌض المضائً عن أضرار الذكاء االصطناعً‬
‫التعوٌض هو وسٌلة المضاء فً جبر الضرر سواء كان ذلن بإزالته أو بتخفٌفه‪ ،‬وهذا ما ٌسمى بالتعوٌض‬
‫المضابً‪ ،‬بحٌث إن هذا األخٌر لد ٌنتهً بمنح حك المضرور فً التعوٌض العٌنً‪ ،‬أي إزالته والمضاء على‬
‫سببه ومصدره‪ ،‬متى كان ذلن ممكنا أو أن ٌتم منحه الحك فً التعوٌض بممابل نمدي أو ؼٌر نمدي‪. 88‬‬
‫ولما كان استخدامات الذكاء االصطناعً محط مساءلة لانونٌة فإن الشخص المتضرر منها له الحك فً‬
‫اللجوء إلى الجهاز المضابً من أجل الحصول على ممابل لؤلضرار التً لحمت به والمضاء علٌه أن ٌنظر فً‬
‫الدعوى الممدمة له للنظر مدى صحة االدعاء الممدم له لبل الحكم للشخص المدعً بالتعوٌض‪.‬‬
‫ورؼم وجود العدٌد من الطرق التً تستخدم فً حساب وتمٌٌم التعوٌض‪ ،‬فبل شًء منها ٌلزم الماضً‬
‫الذي ٌكون هو صاحب المرار فً االعتماد على بعضها دون البعض اآلخر‪ ،‬إال أنه ٌلتزم بالمبادئ العامة فً‬
‫لضاٌا التعوٌضات التً استمر علٌها الفمه والمضاء‪ ، 89‬وهذا ٌعنً أن التعوٌض ٌخضع الجتهاد الماضً‪ ،‬وهو‬
‫حري فً ذلن بشرط التسبٌب أو التعلٌل‪.‬‬
‫و مادام التعوٌض المضابً هو وسٌلة لجبر األضرار التً تسببت فٌها تمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬سواء‬
‫كانت هذه األضرار مادٌة أو أدبٌة‪ ،‬فإن التعوٌض ٌكون إما عٌنٌا أو بممابل وٌجد المضرور التعوٌض العٌنً‬
‫خٌر وسٌلة لجبر الضرر‪ ،‬ألنه ٌعٌده إلى الحالة التً كان علٌها لبل ولوعه‪ ،‬وهذا هو الهدؾ الذي ٌسعى له‬
‫كل متضرر من استخدامات الذكاء االصطناعً ؼٌر إنه ولبن كان هذا النوع من التعوٌضات ٌجد مسعاه فً‬
‫األضرار التً ٌتعرض لها األفراد فً والعهم المعاش‪ ،‬إال أنه فً إطار األضرار الناجمة عن الذكاء‬
‫االصطناعً ٌصعب الحكم بها‪ ،90‬وال ٌعمل أن ٌتم إعادة الطرؾ المضرور إلى المرحلة ما لبل إحداث‬
‫الضرر من لبل هذه التمنٌات الذكٌة‪ ،‬وبالتالً ال ٌبمى أمام المضرور هنا إال التعوٌض بممابل‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫عبد الخالك حسانً" مسإولٌة المنتج عن اإلخبلل بضمان السبلمة‪ ،‬رسالة للٌل دبلوم الماستر فً المانون الخاص‪ ،‬بكلٌة متعددة التخصصات تعنوان‬
‫جامعة عبد المالن السعدي السنة الجامعٌة ‪ ،0101/0109‬ص ‪.011‬‬
‫‪89‬‬
‫عبد الرزاق وهٌه سٌد أحمد دمحم " المسإولٌة المدنٌة عن أضرار الذكاء االصطناعً دراسة تحلٌلٌة "‪ ،‬مجلة جٌل األبحاث المانونٌة المعممة‪ ،‬ع ‪،42‬‬
‫أكتوبر ‪ ،0101‬س‪.20،‬‬
‫‪90‬‬
‫نٌبة على خمٌس دمحم خرور المهري" المسإولٌة المدنٌة عن أضرار اإلنسان اآللى دراسة تحلٌلٌة"‪ ،‬دبلوم لنٌل شهادة الماستر فً المانون الخاص كلٌة‬
‫المانون‪ ،‬جامعة اإلمارات العربٌة المتحدة لسنة ‪ ،0101‬ص ‪.10‬‬

‫‪Page 41‬‬
‫فالتعوٌض بممابل‪ٌ ،‬تمثل فً منح المضرور تعوٌضا عن الضرر الذي أصابه بمصد التخفٌؾ عنه ‪،‬‬
‫وحٌث إن التعوٌض عن األضرار المادٌة الناجمة عن تمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬إذا تعلمت بسبب عٌوب فً‬
‫تشؽٌل الروبوت‪ ،‬وتم إثباتها من لبل المضرور‪ ،‬فإنه ٌمكن إسنادها للمنتج‪ ،‬أو أحدث بسبب تؽٌر المكونات‬
‫المادٌة والمعنوٌة أو ضعؾ الصٌانة‪ ،‬فهذه األضرار ٌمكن تموٌمها بالنمود‪ ،‬مما ٌعنً أن طرٌمة التعوٌض‬
‫النمدي هً األكثر التً تناسبا مع خصوصٌات األضرار الناجمة عن استخدامات الذكاء االصطناعً‪ ،‬نظرا‬
‫لتعذر إرجاع الحالة لما كانت علٌه فً أؼلب األحٌان‪.91‬‬
‫من هنا‪ ،‬فإن لٌام المسإولٌة عن أضرار الذكاء االصطناعً ٌترتب عنها تعوٌض كما أشرنا إلى ذلن‬
‫أعبله وهذا التعوٌض حتى وإن لم ٌتحمك فً إرجاع الحالة لما كانت علٌه‪ ،‬إال أن التعوٌض بممابل (نمدي)‬
‫ٌظل لابما‪ ،‬وعلى الماضً أن ٌحكم بناء على سلطته التمدٌرٌة التً منحها له المانون بمبلػ التعوٌض للشخص‬
‫المتضرر‪ ،‬حتى ٌحاول لدر اإلمكان تخفٌؾ علٌه بعض األضرار التً لحمت به جراء االستخدام السلبً‬
‫لتمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬وحتى المواعد العامة الممررة للتعوٌض ٌمكن إعمالها هنا لكون أن مسؤلة‬
‫التعوٌض ترتبط بالشخص المتضرر الذي ال ٌعمل‪ ،‬وأن نسلم بؽٌاب نصوص لانونٌة للمسإولٌة المدنٌة للذكاء‬
‫االصطناعً‪ ،‬ونمنعه من استٌفاء حك عن األضرار التً لحمته جراء هذه التمنٌات‪ ،‬وهذا التعوٌض ٌتم بناء‬
‫على نوع المسإولٌة المثارة والشخص المسإول المباشر عن أضرار هذه التمنٌات‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬التعوٌض التلمائً عن أضرار الذكاء االصطناعً‬
‫إن فكرة التعوٌض التلمابً تتم من خبلل التؤمٌن‪ ،‬وكذا صنادٌك التعوٌض‪ ،‬وهو ما سنبٌنه فً اآلتً ‪:‬‬
‫التعوٌض التلمائً بناء على نظام التأمٌن‬
‫تموم شركة التؤمٌن بتجمٌع العدٌد من األخطار‪ ،‬طبما لموانٌن اإلحصاء‪ ،‬وإجراء المماصة بٌنها على‬
‫أساس علمً‪ ،‬لكً تتمكن من الوفاء بالتزاماتها عند تحمك الخطر المإمن منه من خبلل مجموعة األلساط‬
‫المدفوعة من لبل المإمن لهم‪ ،‬وهكذا ال لٌام للتؤمٌن إال فً إطار مجموعة من المخاطر المتجانسة داخل‬
‫مشروع منظم تنظٌما علمٌا‪ ،‬فالتؤمٌن ٌموم على حساب االحتماالت‪ ،‬وذلن بمصد التعرؾ على فرص تحمك‬
‫الخطر خبلل فترة زمنٌة معٌنة‪ ،‬وإذا كان تحمك المخاطر ٌحدث مصادفة إال أنه عن طرٌك فرص التعرؾ‬
‫على تحمك الخطر من خبلل علم اإلحصاء ولوانٌن الكثرة‪ ،‬جعل تمدٌر ولوع المخاطر ٌعطً نتابج إلى حد ما‬
‫سلٌمة‪ ،‬تمكن المإمن من تحدٌد التزاماته والمخاطر التً ٌتعٌن علٌه تؽطٌتها وممدار المسط الذي ٌلتزم‬
‫المستؤمن بدفعه له بصفة دورٌة ‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫الكرار حبٌب جهلول‪ ،‬حسام عبس عودة " المسإولٌة المدنٌة عن األضرار التً ٌسببها الروبوت دراسة تحلٌلٌة ممارنة"‪ ،‬مجلة الطرٌك للتربٌة‬
‫والعلوم االجتماعٌة‪ ،‬ع‪ ،1‬ماي ‪ ،0109‬ص ‪.191‬‬

‫‪Page 42‬‬
‫التعوٌض التلمائً بناء على صنادٌك التعوٌض‬
‫لمد ألر البرلمان األوروبً ‪ ، 0101‬نظام صنادٌك التعوٌض‪ ،‬والذي ٌعد أحد الحلول المبتكرة المواجهة‬
‫المسإولٌة المدنٌة عن األضرار التً تسببها تمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬والمكمل النظام التؤمٌن اإللزامً‪،‬‬
‫فإنشاء الصندوق ٌحمك العدٌد من المزاٌا؛ منها تجنب اآلثار المخٌفة من عدم وجود من ٌتحمل تبعة األضرار‬
‫التً تسببها الروبوتات‪ ،‬وعدم ثمل كاهل األطراؾ المتضررة من تحمل تكلفة عملٌة التحول وسد الفجوات فً‬
‫المسإولٌة إلى جانب مكافؤة المجتمع من خبلل تطوٌر استخدام أنظمة مستملة ‪.‬‬
‫والهدؾ من هذا الصندوق هو ضمان إمكانٌة التعوٌض عن األضرار فً الحاالت التً ال ٌوجد فٌها‬
‫ؼطاء تؤمٌنً‪ ،‬أو عدم وجود وثٌمة التؤمٌن لتؽطٌة المسإولٌة المدنٌة الناشبة عن استخدامات الذكاء‬
‫االصطناعً واألضرار التً تسببها للؽٌر‪.‬‬
‫الفمرة الثانٌة‪ :‬اإلعفاء من المسؤولٌة المدنٌة عن الذكاء االصطناعً‬
‫لٌس بالضرورة أن تكون المسإولٌة المدنٌة للذكاء االصطناعً لابمة دابما‪ ،‬إذ إنه ٌمكن لؤلطراؾ أن‬
‫ٌتفموا فٌما بٌنهم على إعفاء أحدهما من المسإولٌة عن األضرار التً تتسبب فٌها تمنٌات الذكاء االصطناعً‪،‬‬
‫وبالرجوع إلى مجال العمود نجد على أن األطراؾ المتعالدة ٌحك لهم االتفاق على إدراج شروط إضافٌة فً‬
‫العمد والمتعلمة أساسا باإلعفاء الكلً أو الجزبً من المسإولٌة العمدٌة‪.92‬‬
‫فاإلعفاء من المسإولٌة أو إنماصها جابز فً المسإولٌة العمدٌة‪ ،‬بمعنى إذا اتفما الطرفان عند التعالد على‬
‫محو المسإولٌة المترتبة على عدم الوفاء أو تم االتفاق على تخفٌضها‪ ،‬أو المٌام بحصرها فً ممدار معٌن‪ ،‬فإن‬
‫االتفاق جابز إال أن ٌكون المصد منه اإلعفاء من المسإولٌة الناتجة عن الؽش أو الخطؤ الجسٌم‪.93‬‬
‫وهو ما نلمسه فً حالة لٌام أنظمة ذكٌة بإبرام العمود مع الؽٌر‪ٌ ،‬مكن لهذا األخٌر أن ٌتفك بموجب عمد‬
‫من لبل على اإلعفاء من مسإولٌة العمود مع الؽٌر‪ ،‬بالرؼم من أن لواعد المسإولٌة العمدٌة الواردة اآلن ما‬
‫زالت ؼٌر كافٌة لتنظٌم تمنٌات الذكاء االصطناعً وال تصلح للتطبٌك علٌها كما أشرنا إلى ذلن أعبله‪،‬‬
‫وبالتالً ال ٌسؤل المدٌن أندان عن تعوٌض األضرار التً تسبب فٌها‪ .‬وٌشترط لصحة اإلعفاء من المسإولٌة‬
‫العمدٌة‪ ،‬أن ٌكون هذا االتفاق على شرط اإلعفاء لد حصل بٌن المتعالدٌن أو بٌن المسإول والدابن المتضرر‬
‫أو من ٌنوب علٌهم‪ ،‬وأن ٌكون هذا مستوفٌا لشروطه الموضوعٌة المتمثلة فً الرضا والمحل والسبب‪.‬‬
‫كما أن األطراؾ ٌمكنهم أن ٌتفموا على اإلعفاء من ضمان العٌوب الخفٌة ‪ ،‬وبالتالً من المسإولٌة فً‬
‫حالة ولوع أضرار مستمبلٌة ناتجة عن استخدامات الذكاء االصطناعً‪ ،‬ذلن أن الشخص المسإول ٌمكن أن‬

‫‪92‬‬
‫خوالده أحمد مفلح" شرط اإلعفاء من المسإولٌة العمدٌة‪ ،‬دار الثمافة للنشر والتوزٌع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط ‪ ، 0‬لسنة ‪ ،0100‬ص ‪.004‬‬
‫‪93‬‬
‫عابدٌن دمحم أحمد‪ " :‬التعوٌض بٌن المسإولٌة العمدٌة والتمصٌرٌة‪ ،‬دار المطبوعات الجامعٌة اإلسكندرٌة‪ ،‬ط ‪ ،0919‬ص ‪.1‬‬

‫‪Page 43‬‬
‫ٌتفك مع المتضرر على أن ٌتم إعفاإه من األضرار التً من المحتمل أن تصٌبه‪ ،‬إذا ما لامت تمنٌات الذكاء‬
‫االصطناعً بارتكاب خطؤ بناء على عٌب فً التصنٌع أو التصمٌم أو البرمجة‪ ،‬مما ٌمكن معه للمسإول أن‬
‫ٌتحلل من ضمان العٌوب الخفٌة وال ٌموم بالتعوٌض عنها‪.‬‬
‫ولذلن‪ ،‬على األشخاص المتضررٌن من عملٌات الذكاء االصطناعً أن ٌثبتوا السبب المباشر لحدوث‬
‫الضرر‪ ،‬على اعتبار أن الطرؾ المضرور ال ٌتمكن من الحصول على أي تعوٌض له إذا لم ٌبٌن فعبل أن‬
‫هذه التمنٌات الذكٌة هً من أحدثت الضرر به أم ال‪ ،‬وأن ٌثبت هذا بكافة الطرق المعروفة وفك المواعد العامة‬
‫كالكتابة اإللرار الٌمٌن البٌبة‪ ،‬الخبرة ‪ ..‬ؼٌر إن إثبات هذه العٌوب بالنسبة الذكاء االصطناعً فً الؽالب‬
‫ٌمكن إثباتها فمط بالمرابن المانونٌة والخبرة‪ ،‬مع استبعاد الٌمٌن والبٌبة فً الذكاء االصطناعً الذي ٌعد‬
‫مستحٌبل وؼٌر منطمً‪.94‬‬
‫ختاما‪ ،‬فإن التطورات التمنٌة التً نملت المجتمع على الصعٌدٌن المانونً واالجتماعً من مسابل إثبات‬
‫عادٌة إلى مسابل إثبات تستند على أدلة إلكترونٌة وذكٌة‪ ،‬وخاصة مفهوم "تتبع األثر" الذي سٌكون له تؤثٌر‬
‫كبٌر فً أدلة اإلثبات‪ ،‬وفعبل كذلن عندما نموم بتتبع المسإولٌة والدلٌل لبلستخدامات الصحٌحة والمابمة على‬
‫إدارة التطبٌمات الذكٌة‪ ،‬فإنه بالفعل سوؾ نحصل على نتابج مهمة فً معرفة من تمع المسإولٌة على عاتمه ‪.‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬المسؤولٌة الجنائٌة عن جرائم الذكاء االصطناعً‬
‫معلوم أن كل والع كان فً األصل فكرة عاشت فً الخٌال إلى أن كتب لها أن تصبح والعا وترى النور‪،‬‬
‫ومن ذلن نجد الذكاء االصطناعً الذي لم ٌعد الحدٌث عنه دربا من دروب الخٌال العلمً‪ ،‬ففً ضوء تزاٌد‬
‫التطبٌمات واآلالت التً تعتمد علٌه‪ ،‬والتحامه حٌاة البشر‪ ،‬فؤصبح والعا مفروضا فً حٌاة البشر متدخبل فً‬
‫العدٌد من األنشطة الهامة‪ ،‬كالسٌارات ذاتٌة المٌادة والروبوتات ‪.‬‬
‫فالمسإولٌة الجنابٌة ما هً إال عبارة عن ذلن األثر المترتب عن الجرٌمة كوالعة لانونٌة وتموم على‬
‫أساس تحمل الفاعل للجزاء الذي تفرضه المواعد المانونٌة الجنابٌة بسبب خرله لؤلحكام التً تمررها هذه‬
‫المواعد بعبارة أخرى هً تحمل نتابج أعمالنا‪ ،‬وتتحدد هذه المسإولٌة بوضوح ودلة فً نطاق المواعد‬
‫الجنابٌة‪ ،‬فً االلتزام بتحمل ما ٌترتب عن النشاط المجرم‪ ،‬وعن تنفٌذ الحكم باإلدانة فً واجب االلتزام بتنفٌذ‬
‫العموبة‪.95‬‬
‫وبالتالً‪ ،‬فإن الجرابم الناتجة عن الذكاء االصطناعً تكون محط مسإولٌة جنابٌة هً األخرى‪ ،‬لكونها‬
‫تمس بالمجتمع مما ٌستدعً كذلن إثارة هذه المسإولٌة الجنابٌة‪ ،‬لمعالبة ممترفً الفعل الجرمً‪.‬‬
‫‪94‬‬
‫مصعب ثابر عبد الستار‪ :‬المسإولٌة التمصٌرٌة المتعلمة بالذكاء االصطناعً"‪ ،‬مجلة العلوم المانونٌة والسٌاسٌة‪ ،‬المجلد العاشر‪ ،‬ع ‪ ،0‬لسنة ‪0100‬‬
‫ص ‪.412‬‬
‫‪95‬‬
‫عبد الواحد العلمً " شرح المانون الجنابً‪ ،‬المسم العام"‪ ،‬دون ذكر المطبعة ط ‪ ،9‬السنة ‪ ، ،0109‬ص ‪.209‬‬

‫‪Page 44‬‬
‫المطلب األول‪ :‬لٌام المسؤولٌة الجنائٌة عن الذكاء االصطناعً‬
‫إن الجرٌمة عندما تحدث‪ ،‬فإن هذا ٌعنً حدوث اضطراب اجتماعً‪ ،‬وٌجب معالبة ممترفً الفعل‬
‫الجرمً على ما لام به من سلون شنٌع تجاه المجتمع‪ ،‬مما ٌعنً أن الذكاء االصطناعً عندما ٌعزم على‬
‫ارتكاب جرٌمة ضد اإلنسان‪ ،‬فإنه ٌستحك أن تواجهه الموانٌن بهذا السلون ؼٌر المانونً ‪،‬ؼٌر أن جرابم‬
‫الذكاء االصطناعً أحٌانا لد تحمل خطورة كبٌرة على الشخص‪ ،‬لكونها تجعل الؽاٌة من صنع الذكاء‬
‫االصطناعً لٌست مساعدة اإلنسان فً إنجاز المهام‪ ،‬بل إن الخطورة لد تتحول عندما تصبح هذه الؽاٌة تهدد‬
‫البشرٌة وتزهك أرواحهم ‪.‬‬
‫ففكرة المسإولٌة الجنابٌة تفرض بداٌة أن ٌصدر خطؤ عن التفاعل وإمكانٌة نسبة هذا الخطؤ إلى من‬
‫صدر عنه ثانٌا‪ ،‬وهذا اإلسناد ال ٌكون ممكنا‪ ،‬إال إذا توافرت اإلرادة الحرة عند الفاعل وكان لادرا على‬
‫التمٌٌز واإلدران‪ ،‬بحٌث إذا انعدم أحدهما اإلدران والتمٌٌز ‪ -‬أو انتفت الحرٌة فً االختٌار‪ ،‬فبل ٌكون هنان‬
‫محل اإلثارة فكرة المسإولٌة بسبب أن هذه األخٌرة مسإولٌة معنوٌة‪.‬‬
‫من هنا‪ ،‬فإن لٌام أي جرٌمة ٌتطلب أن تتوفر فٌها األركان األساسٌة الموجبة لذلن‪ ،‬بعد أن ٌتم إحداث‬
‫النشاط اإلجرامً‪ ،‬زد على ذلن أن الجرٌمة ٌتطلب حدوثها ضرورة ارتكابها من لبل فاعل سواء كان أصلٌا‬
‫او مساهما أو مشاركا‪.‬‬
‫نفس األمر بالنسبة للجرابم التً ٌرتكبها الذكاء االصطناعً‪ ،‬فإنه إذا أردنا أن نتحدث عن لٌام المسإولٌة‬
‫الجنابٌة فً هذا النوع من الجرابم‪ ،‬فٌنبؽً علٌنا أن نتحدث عن الشروط األساسٌة لمٌام المسإولٌة الجنابٌة عن‬
‫جرابم الذكاء االصطناعً الفمرة األولى‪ ،‬على أن ننتمل للحدٌث عن األطراؾ المسإولٌن عن جرابم الذكاء‬
‫االصطناعً (الفمرة الثانٌة)‪.‬‬
‫الفمرة األولى ‪ :‬شروط لٌام المسؤولٌة الجنائٌة عن جرائم الذكاء االصطناعً‬
‫إذا كانت المسإولٌة المدنٌة للذكاء االصطناعً لابمة‪ ،‬وتوجب توفر مجموعة من األركان فٌها كالخطؤ‬
‫والضرر وعبللة السببٌة بٌنهما‪ ،‬فإن الذكاء االصطناعً لد تثار إمكانٌة مساءلته جنابٌا‪ ،‬فً حالة ارتكابه‬
‫أفعاال أو جرابم تودي بحٌاة األفراد داخل المجتمع‪ ،‬فكل شخص هو مسإول مدنٌا وجنابٌا عن جمٌع‬
‫التصرفات التً ٌرتكبها‪.‬‬
‫والجرٌمة كانت منذ عهد بعٌد‪ ،‬أي فً بداٌة العصور األولى‪ ،‬وإلى اآلن فً تطور مستمر إلى أن وصلت‬
‫لما هً علٌه اآلن بعد أن تم ظهور أنظمة ذكٌة‪ ،‬لابمة على الذكاء االصطناعً تموم بمختلؾ األنشطة‬
‫والوظابؾ فً المجتمع‪ ،‬ؼٌر أن هذه األخٌرة ٌمكن لها أن تتعدى فً بعض األحٌان حدودها وتموم بارتكاب‬
‫جرٌمة من الجرابم الممررة فً الموانٌن الجنابٌة‪ ،‬و لنفترض أنه لدٌنا " روبوتا ٌإدي عمبل استشارٌا جراحة‬

‫‪Page 45‬‬
‫الملب مثبل ‪ -‬وبسبب خطؤ طبً تسبب بنزٌؾ حاد للمرٌض‪ ،‬ما أودى بحٌاته‪ ،‬وتم فمدان المرٌض‪ ،96‬فهنا لبل‬
‫أن نؽوص فً البحث على من سٌتحمل المسإولٌة الجنابٌة فً هذه الحالة؟‪.‬‬
‫البد من التذكٌر بكون أن المسإولٌة الجنابٌة تعتبر األساس المانونً الذي ٌنبنً علٌه توجٌه أصابع‬
‫االتهام بالجرٌمة إلى شخص معٌن‪ ،‬ولذلن ال بد من أن تكون هنان شروطا تموم علٌها‪ ،‬والؽاٌة من إدراج هذه‬
‫النمطة فً موضوعنا هذا‪ ،‬هو معرفة مدى إمكانٌة تطبٌك الشروط المنصوص علٌها فً المانون الجنابً على‬
‫تمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬ذلن أن المشرع المؽربً نص فً الفصل ‪ 020‬من ق‪.‬ج على أنه‪ " :‬كل شخص‬
‫سلٌم العمل لادر على التمٌٌز ٌكون مسإوال شخصٌا عن الجرابم التً ٌرتكبها ‪...‬‬
‫إن المسإولٌة الجنابٌة بصفة عامة تعنً تحمل نتابج أعمالنا‪ ،‬وتتحدد بوضوح ودلة فً نطاق المواعد‬
‫الجنابٌة فً االلتزام بتحمل ما ٌترتب عن النشاط اإلجرامً‪ ،‬وعن تنفٌذ الحكم باإلدانة فً واجب االلتزام‬
‫بتنفٌذ العموبة‪ ،97‬بمعنى أن المسإولٌة الجنابٌة تكون عبارة عن جزاء للجانً عما لام به من سلون ٌهدد‬
‫المجتمع‪ ،‬سواء كان هذا السلون اإلجرامً أودى بحٌاة الشخص أو كان على إثر إزهاق روحه‪ ،‬فكبلهما‬
‫أفعال تعد من منظور المانون الجنابً سلوكات إجرامٌة توجب إثارة المسإولٌة الجنابٌة فً حك ممتر فً‬
‫الفعل الجرمً ‪.‬‬
‫إن المشرع المؽربً اشترط لثبوت المسإولٌة الجنابٌة ضرورة توفر شرط العمل‪ ،‬بمعنى أنه ال مسإولٌة‬
‫جنابٌة فً حالة ثبوت إصابة الشخص المرتكب للفعل الجرمً بخلل العملً‪ ،‬وتعتبر األمراض العملٌة من‬
‫المسابل الخفٌة الدلٌمة التً ٌرجع الفصل فٌها لذوي الخبرة من أهل االختصاص‪ ،‬وال ٌمكن للمحكمة أن تمرر‬
‫فٌها بناء على المبلحظة المباشرة‪ ،‬كما أن المرض العملً وال سٌما عندما ٌكون فً صٌؽة الجنون لد ٌكون‬
‫متصبل أو متمطعا لذلن ٌصعب اكتشافه بدون فحص طبً من لبل المتخصصٌن فً المجال‪ ،‬وال ٌمكن فمط‬
‫المول بانعدام مسإولٌة االدعاء بوجود نمص أو خلل فً الملكات الذهنٌة‪.98‬‬
‫وإذا كانت هذه الماعدة تطبك على اإلنسان‪ ،‬فإن الذكاء االصطناعً لد ٌشبه إلى حد كبٌر الشخص‬
‫الطبٌعً فً هذا الجانب‪ ،‬بالرؼم من أنه ال ٌملن عمبل بشرٌا‪ ،‬إال أن له عمبل اصطناعٌا‪ ،‬لكن هذا األخٌر لد‬
‫ٌتؤثر بسبب من األسباب كالفٌروسات على سبٌل المثال التً لد تتدخل فٌه وتصٌبه بخلل عملً‪ ،‬وهنا تنتفً‬
‫مسإولٌته ‪ -‬سنؤتً للحدٌث عن هذه النمطة بنوع من التفصٌل ‪ -‬وال ٌعتبر مسإوال أندان‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫هٌة على الزهرانً ‪ " :‬المسإولٌة الجنابٌة للذكاء االصطناعً "‪ ،‬ممال منشور بمجلة الوطن اإللكترونٌة‪ ،‬على الرابط‪:‬‬

‫‪ 1:21‬تم االطبلع علٌه ٌوم ‪ 00‬ماي ‪ ،0104‬على الساعة ‪http://www.alwatan.com.Sa/ampArticle/1063158‬‬


‫‪97‬‬
‫ممدوح البحر" الجرابم الوالعة على األموال فً لانون العموبات‪ ،‬دون ذكر المطبعة‪ ،‬ط‪ ،0‬لسنة ‪ -0119‬عمان‪ ،‬ص‪.09 ،‬‬
‫‪98‬‬
‫سعٌد الوردي‪ :‬الشرح المانون الجنابً العام المؽربً ‪ :‬دراسة فمهٌة ولضابٌة"‪ ،‬مطبعة األمنٌة الرباط دون ذكر الطبعة‪ ،‬ص ‪.022‬‬

‫‪Page 46‬‬
‫كما أنه إذا كانت الماعدة العامة تنص على أن ال مساءلة جنابٌة بدون المدرة على اإلدران والتمٌٌز‪ ،‬وال‬
‫ٌكون كافٌا المساءلة فمط بتحمك النشاط اإلجرامً وسبلمة العمل‪ ،‬بل ال بد أٌضا من توافر عنصر اإلدران‪،‬‬
‫أي أن ٌكون مرتكبا الفعل الجرمً عالما ملما وفً كامل لواه العملٌة بما ٌموم به من فعل منافً للنظام العام و‬
‫اآلداب العامة‪.‬‬
‫ولذلن فعنصر اإلدران والتمٌٌز‪ٌ ،‬موم على الصلة بٌن النشاط الذهنً والنشاط المادي‪ ،‬بمعنى أن أول ما‬
‫ٌستلزمه النشاط المادي للجرٌمة هو اإلرادة أو اإلدران‪ ،‬فإن لم ٌكن كذلن فبل تكون المسإولٌة الجنابٌة لابمة‬
‫ولو ترتب على توجٌهها ضرر‪ ،‬كما أن توجٌه اإلدران فً السلون ال ٌكفً اإللامة المسإولٌة‪ ،‬بل ٌجب أن‬
‫تكون هذه اإلرادة إجرامٌة‪ ،‬تربط الفاعل بالوالعة اإلجرامٌة‪.99‬‬
‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬األشخاص المسؤولون جنائٌا عن جرائم الذكاء االصطناعً‬
‫إن المسإولٌة الجنابٌة باتت إذن وسٌلة من وسابل ردع المجرمٌن‪ ،‬ولٌامها ٌإدي إلى عدم إفبلت ممتر‬
‫فً األفعال الجرمٌة من العماب‪ ،‬مع تحدٌد من هو المسإول بالدرجة األولى عن هذا الفعل‪ .‬وإذا كان المبدأ‬
‫ٌمتضً مساءلة الفاعل األصلً شخصٌا عن السلون الذي صدر من لبله‪ ،‬وأن ال تنتمل هذه المساءلة إلى‬
‫أطراؾ لٌس لهم عبللة بهذا السلون‪ ،‬باستثناء إذا تعلك األمر بالمساهمٌن أو المشاركٌن فً الجرٌمة‪.‬‬
‫فإن األمر عكس هذا‪ ،‬إذا ما علمنا أن برامج الذكاء االصطناعً هً من الترفت الجرٌمة‪ ،‬من لبٌل لٌام‬
‫روبوت بالتعدي على شخص ولتله‪ ،‬فهنا المسإولٌة الجنابٌة لابمة ‪ -‬كما أشرنا ‪ -‬لكن تطرح هنا إشكاالت هل‬
‫المسإولٌة الجنابٌة للمصنع (أوال)‪ ،‬أم للمالن (ثانٌا)‪ ،‬أم لطرؾ خارجً ؼٌرهما (ثالثا)‪ ،‬أم للذكاء االصطناعً‬
‫نفسه (رابعا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المسؤولٌة للجنائٌة لمصنع الذكاء االصطناعً‬
‫المصنع هو كل شخص صانع للسلعة فً شكلها النهابً أو أجزاء منها أو شارن فً تركٌبها أو أعد‬
‫المنتجات األولٌة لها‪ ،‬وتعد للمسإولٌة الجنابٌة لمصنع الذكاء االصطناعً أهم ما ٌثار عند ارتكاب هذا األخٌر‬
‫ألي سلون ٌشكل فً نظر المانون جرٌمة‪ ،‬فٌعتبر المنتج أو المصنع مسإوال جنابٌا عن كل ما ٌنجم عنهما من‬
‫أفعال نتٌجة عٌوب فً الصناعة‪.100‬‬
‫فالذكاء االصطناعً المتمتع باالستمبللٌة لد ٌجعل من الصعب إحكام السٌطرة علٌه ‪ ،‬وهو ما أشرنا إلٌه‬
‫أعبله‪ ،‬ذلن أن المسإولٌة المدنٌة ٌمكن إلرارها للمنتج أو المصنع‪ ،‬إذا ما ثبت فعبل أن هذه األضرار هً‬

‫‪99‬‬
‫محمود نجٌب حسنً" الخطؤ ؼٌر العمدي فً لانون العموبات مجلة المحاماة ع ‪ 1‬و ‪ 1‬لسنة ‪ ،0994‬ص ‪.9‬‬
‫‪100‬‬
‫وفاء دمحم أبو المعاطً صفر" المسإولٌة الجنابٌة عن جرابم الذكاء االصطناعً دراسة تحلٌلٌة استشرافٌة"‪ ،‬مجلة روح الموانٌن‪ ،‬ع ‪ 91‬أكتوبر‬
‫‪ ،0100‬ص ‪.004‬‬

‫‪Page 47‬‬
‫راجعة ألخطاء ارتكبها الذكاء االصطناعً نتٌجة عٌب من عٌوب المنتج‪ ،‬ؼٌر أن المسإولٌة الجنابٌة للمصنع‬
‫تموم فً حالة وجود خطؤ برمجً من مبرمج برنامج الذكاء االصطناعً‪ ،‬مما ٌإدي إلى أخطاء تتسبب فً‬
‫جرابم جنابٌة‪ ،‬وبالتالً ٌكون المصنع مسإوال عنها جنابٌا ‪ ،‬خاصة إذا ثبت أن الخلل المإدي إلى ولوع‬
‫الجرٌمة لد تم عمدٌا أو كان نتٌجة إهمال‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬المسؤولٌة الجنائٌة للمستخدم الذكاء االصطناعً‬
‫ٌحصل المستخدم أو المالن على الذكاء االصطناعً من أجل استخدامه أو االستفادة من لدراته الهابلة فً‬
‫مختلؾ المجاالت‪ ،‬ؼٌر أن هذه البرامج الذكٌة‪ ،‬ال تخلو من األخطاء مما تتسبب فً ارتكاب جرابم ضد‬
‫البشر‪ ،‬لكن لد ٌإدي بالممابل سوء استخدام تمنٌات الذكاء االصطناعً من لبل المستخدم إلى حدوث جرٌمة‬
‫معٌنة معالب علٌها‪.101‬‬
‫فالمستخدم بالرؼم من أنه ال ٌبرمج الذكاء االصطناعً‪ ،‬إال أنه استخدمه فً االعتداء على الؽٌر‪ ،‬وال‬
‫ٌختلؾ هنا الحال عن لٌامه بتسخٌر حٌوان فً االعتداء على اآلخرٌن‪ ،‬وبالتالً‪ٌ ،‬عتبر الجانً الحمٌمً هو‬
‫المستخدم أو المالن‪ ،‬على اعتبار أن الجرٌمة ولعت نتٌجة سلوكه ولوال هذا السلون لما ولعت الجرٌمة‪.‬‬
‫ؼٌر أن المسإولٌة الجنابٌة أحٌانا‪ ،‬لد تكون بصفة مشتركة إذا ما تم ارتكاب الجرٌمة من لبل مجموعة‬
‫من الفاعلٌن سواء كانوا أصلٌٌن أم مشاركٌن‪ ،‬وهً الحالة التً نجدها إذا ما استعان مالن الروبوت بشخص‬
‫متخصص لتؽٌٌر أوامر التشؽٌل الستخدامه فً ارتكاب جرٌمة ونفً المسإولٌة الجنابٌة عن نفسه وإلصالها‬
‫بالذكاء االصطناعً ومصنعه فً هذه الحالة تكون المسإولٌة الجنابٌة مشتركة بٌن مالن الروبوت والشخص‬
‫الذي ساعده فً هذا الفعل ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المسؤولٌة الجنائٌة للذكاء االصطناعً نفسه‬
‫إذا كان الذكاء االصطناعً لد ٌموم نتٌجة خطبه الشخصً بارتكاب جرٌمة ما‪ ،‬هذه الجرٌمة ال ٌكون فٌها‬
‫أي دخل لؤلطراؾ الذٌن سبك ذكرهم؛ حٌث إن المرارات المستمبلٌة التً لد ٌتخذها نظام الذكاء االصطناعً‬
‫فً بعض الموالؾ لد تإدي به لنتابج ال تحمد عمباها‪ ،‬بل إنه ‪ -‬الذكاء االصطناعً بناء على نظام التعلم‬
‫العمٌك من الممكن أن ٌكون فٌه خطر كذلن على البشرٌة فتصبح الجرٌمة المرتكبة من طرؾ الذكاء‬
‫االصطناعً لابمة‪ .‬ولكن هل تثار مسإولٌته الجنابٌة ؟ إذا كنا لد أشرنا إلى أن التشرٌعات ما زالت حالٌا لم‬
‫تصل إلى أي نص لانونً ٌجرم التصرفات الصادرة عن الذكاء االصطناعً ووجود فراغ تشرٌعً فً هذا‬
‫الجانب‪ ،‬وأن المشرع المؽربً اعترؾ صراحة بؤن المسإولٌة الجنابٌة تثار فً مسؤلة اإلدران العملً لٌس إال‬

‫‪101‬‬
‫) ٌحً إبراهٌم دهشان لواعد المسإولٌة الجنابٌة عن تطبٌمات الذكاء االصطناعً"‪ ،‬مجلة الشرٌعة والمانون‪ ،‬ع ‪ 10‬أبرٌل ‪ ،0101‬ص‪.09‬‬

‫‪Page 48‬‬
‫‪ ،102‬فهذا ٌعنً أن هذه الماعدة ال تصلح ألن تطبك على تمنٌات الذكاء االصطناعً لكن بالممابل تم ابتكار‬
‫نظام ٌتماشى وخصوصٌة الذكاء االصطناعً‪ ،‬وهو ما تم تسمٌته باإلدران االصطناعً‪ ،‬الذي ٌكاد ٌتشابه مع‬
‫اإلدران العملً لدى اإلنسان‪ ،‬مما ٌجعل من الذكاء االصطناعً إذا كانا لادرا على التمٌٌز واإلحاطة بكل‬
‫الظروؾ المحٌطة به‪ ،‬وفً حالة ما حاول االعتداء على الؽٌر‪ ،‬آنذان ستكون المسإولٌة الجنابٌة لابمة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬المسؤولٌة الجنائٌة للطرف الخارجً عن جرائم الذكاء االصطناعً‬
‫التطور المطروح فً هذه الحالة هو لٌام طرؾ خارجً بالدخول على نظام الذكاء االصطناعً عن‬
‫طرٌك اختراله بؤي طرٌمة والسٌطرة علٌه واستؽبلله فً ارتكاب الجرٌمة‪ ،‬كما فً حالة الدخول ؼٌر‬
‫المشروع إلى نظام الكومبٌوتر وزراعة الفٌروسات أو االستٌبلء على البٌانات المخزنة علٌه ‪ ،‬والتمكن من‬
‫استؽبلل تمنٌات الحاسوب نفسه فً ارتكاب الجرٌمة‪ ،‬لٌس هذا فحسب فمد ٌستؽل هذا الشخص من الؽٌر ثؽرة‬
‫متروكة بإهمال من مصنع الذكاء االصطناعً‪ ،‬بل لد ٌؤتً األمر فً صورة التواطإ بٌن مصنع أو مبرمج‬
‫الذكاء االصطناعً‪ ،‬وهذا الشخص من الؽٌر هنا تكون المسإولٌة مشتركة ‪ ،‬وبالتالً فإنه فً هذه الحالة‬
‫نصادؾ فرضٌتٌن ‪:‬‬
‫‪ -0‬فً حالة لٌام الطرؾ الخارجً باستؽبلل ثؽرة فً الذكاء االصطناعً‪ ،‬وجدت بإهمال من المنتج أو‬
‫المبرمج‪ ،‬فهنا تكون المسإولٌة الجنابٌة لابمة‪ ،‬بصفة مشتركة بٌنهما‪ ،‬كما فً حالة لٌام المالن بإعطاء شفرات‬
‫الدخول على نظام التحكم فً تمنٌة الذكاء االصطناعً لهذا الطرؾ الخارجً ‪ ،‬مما سهل علٌه إصدار أوامر‬
‫الذكاء االصطناعً وارتكاب الجرٌمة‪.‬‬
‫‪ 0‬فً حالة لٌام الطرؾ الخارجً بتخصٌص فً استؽبلل ثؽرة فً الذكاء االصطناعً وجدت دون‬
‫إهمال من المالن أو من المصنع فهنا المسإولٌة الجنابٌة تمع على الطرؾ الخارجً وحده‪ ،‬كان ٌموم هذا‬
‫الشخص باختراق السحابة اإللكترونٌة التً ٌتم تخزٌن وإرسال األمور من خبللها لتمنٌة الذكاء االصطناعً‬
‫ولٌامه بإصدار أوامر الذكاء االصطناعً على ارتكاب جرٌمة معٌنة‪ ،‬مثبل‪ :‬إعطاء أمر برمجً باالعتداء‬
‫على أشخاص ٌحملون صفات معٌنة مثل لون البشرة وؼٌرها‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬اآلثار المانونٌة الناتجة عن تحمك المسؤولٌة الجنائٌة عن الذكاء االصطناعً‪.‬‬
‫لمد تبٌن من خبلل الدراسة والبحث فً هذا الموضوع أن التكنولوجٌا هً فً تمدم مستمر وأن الذكاء‬
‫االصطناعً‪ٌ ،‬عد من أهم ما أنتجته الثورة الرلمٌة‪ ،‬وما اخترعته الٌد البشرٌة لئلنسان‪ ،‬فاإلنسان استطاع أن‬
‫‪102‬‬
‫ٌنص الفصل ‪ 020‬من ق‪.‬ج على أنه كل شخص سلٌم العمل لادر على التمٌٌز ٌكون مسإوال شخصٌا عن‪:‬‬

‫الجرابم التً ٌرتكبها‪ .‬الجناٌات أو الجنح التً ٌكون مشاركا فً ارتكابها‪ .‬محاوالت الجناٌات‪ .‬محاوالت بعض الجنح ضمن الشروط الممررة فً المانون‬
‫العماب علٌها‪ .‬وال ٌستثنى من هذا المبدأ إال الحاالت التً ٌنص فٌها المانون صراحة على خبلؾ ذلن"‪.‬‬

‫‪Page 49‬‬
‫ٌصل بفضل جهده ومجهوده‪ ،‬وذكابه وفطنته إلى اختراع مذهل‪ ،‬أذهل البشرٌة أال وهو الذكاء االصطناعً‬
‫بصفة عامة واإلنسؤلة بصفة خاصة‪.‬‬
‫ؼٌر أن هذا الذكاء االصطناعً كما ذكرنا لم ٌكتؾ بالمٌام بؤدواره فمط‪ ،‬بل إنه ٌموم بارتكاب جرابم ضد‬
‫البشرٌة‪ ،‬وهذه الجرابم المرتكبة من لبل الذكاء االصطناعً لد تثار بشؤنها مسإولٌة جنابٌة والتً تعود‬
‫باألساس إلى األطراؾ األربع السالفٌن الذكر‪.‬‬
‫ؼٌر أن المسإولٌة الجنابٌة عن جرابم الذكاء االصطناعً‪ ،‬حتى وإن تم تمرٌرها‪ ،‬فإنه بالممابل تترتب‬
‫عنها آثار لانونٌة‪ ،‬هذه اآلثار تجعلنا نمؾ بصددها عن استفسارٌن؛ ما نوع الجزاء الجنابً الممررة بشؤن‬
‫جرابم الذكاء االصطناعً؟ الفمرة الثانً)‪ ،‬ثم كٌؾ ٌمكن للذكاء االصطناعً أن ٌتحلل من المسإولٌة الجنابٌة‬
‫الممررة فً حمه؟ (الفمرة الثانٌة)‪.‬‬
‫الفمرة األولى ‪ :‬العموبات الممررة عن جرائم الذكاء االصطناعً‬
‫ٌعد مبدأ الشرعٌة الجنابٌة من المبادئ األساس فً المانون الجنابً‪ ،‬فكما نعلم أنه "ال جرٌمة وال عموبة‬
‫إال بنص"‪ ،‬أي ال ٌمكن أن نمرر سلوكا إجرامٌا وال نفرض جزاء جنابٌا على هذا السلون إال بوجود نص‬
‫لانونً صرٌح ٌمر ذلن‪.‬‬
‫فبالرجوع إلى التشرٌع المؽربً نجده لد نص على هذه الماعدة من خبلل الفصل الثالث من مجموعة‬
‫المانون الجنابً‪ ،‬والذي جاء فٌه ما ٌلً‪ ":‬ال ٌسوغ مإاخذة أحد على فعل ال ٌعد جرٌمة بصرٌح المانون وال‬
‫معالبته بعموبات لم ٌمررها المانون"‪.‬‬
‫فً حٌن أن المشرع المصري هو اآلخر نص فً المادة ‪ 99‬من الدستور المصري‪ 103‬على أنه "العموبة‬
‫شخصٌة وال جرٌمة وال عموبة إال بناء على لانون‪ ،‬وال تولع عموبة إال بحكم لضابً‪ ،‬وال عموبة إال على‬
‫األفعال البلحمة للتارٌخ نفاذ المانون"‪ .‬مما الشن فٌه‪ ،‬أن الظاهرة اإلجرامٌة‪ ،‬تفرضها األحداث المجتمعٌة‪،‬‬
‫والنص المانونً ٌؤتً بعد ظهور الجرٌمة‪ ،‬ولٌس للمشرع رإٌة استبالٌة للنص على الجرٌمة لبل حدوثها‪،‬‬
‫وهذا ما ٌتضح لنا إذا ما تمعنا للٌبل فً األحداث اإلرهابٌة التً سبك أن تعرض لها المؽرب فً كل من الدار‬
‫البٌضاء ومراكش‪ ،104‬بحٌث أن ما تعرض له المجتمع المؽربً آنذان من تهدٌد فً منظومته األمنٌة وفً‬
‫زعزعة استمراره‪ ،‬دفع بالمشرع المؽربً إلى اإلسراع فً سن لانون ٌتعلك بمكافحة الجرابم اإلرهابٌة وٌحدد‬
‫العموبات الضرورٌة حتى ال ٌتكرر األمر مرة أخرى‪ ،‬وحتى ٌكون هنان نص لانونً ٌموم بزجر وردع كل‬
‫من سولت له نفسه المساس بؤمن الدولة الداخلً والخارجً‪ ،‬نفس األمر ٌمكن إسماطه على الجرابم الناتجة‬
‫‪103‬‬
‫الدستور المصري لٌوم ‪ٌ 09‬ناٌر ‪ 0104‬وفك آخر تعدٌل له أبرٌل ‪.0109‬‬
‫‪104‬‬
‫األحداث التً عرفتها مدٌنة الدار البٌضاء سنة ‪ ،0112‬من تفجٌرات إرهابٌة وإزهاق أرواح العدٌد من الضحاٌا‪ ،‬وتم من لانونا ٌتعلك بمكافحة‬
‫اإلرهاب‪ ،‬وبالفعل صدر أول لانون فً الببلد سنة ‪ ،0112‬زد على ذلن أن مدٌنة مراكش فً األخرى ستعرؾ تفجٌرا إرهابٌا ٌوم ‪ 01‬أبرٌل‪.0100‬‬

‫‪Page 50‬‬
‫عن الذكاء االصطناعً‪ ،‬فمادام أن هذه التمنٌات ال ٌزال الحدٌث عنها ضعٌفا‪ ،‬وما دامت لم تظهر لحٌز‬
‫الوجود بشكل كبٌر فً مختلؾ الدول ومن بٌنها المملكة المؽربٌة‪ ،‬فإن النص المانونً سٌظل ؼاببا‪ ،‬ونحن‬
‫نعً تماما أن األٌام الممبلة سٌكون لها تنظٌم لانونً وتشرٌع ٌإطرها‪ ،‬ؼٌر أن هذا ال ٌعنً أن نعفٌها من‬
‫المسإولٌة الجنابٌة‪ ،‬بل كما ذكرنا أن المسإولٌة الجنابٌة ثابتة ولابمة‪ ،‬مما ٌمكن معه تمرٌر عموبة علٌها‪،‬‬
‫وهذه العموبة ستكون إما للمصنع أو المستخدم أو للذكاء االصطناعً نفسه أو للطرؾ الخارجً فً الجرٌمة‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمصنع فٌشترط فٌه أن ٌراعً معاٌٌر الجودة واألمان فً الذكاء االصطناعً وعدم تعمده‬
‫بوضع برمجة برامج تسمح للنظام الذكً بارتكاب الجرٌمة‪ ،‬وإذا لم ٌمم بهذا فإن المسإولٌة الجنابٌة تعد لابمة‬
‫فً حمه‪ ،‬وبالتالً تفرض علٌه العموبة جنابٌا نتٌجة عدم التزامه بهذه الضوابط‪.105‬‬
‫وأما بالنسبة للمستخدم فهو ٌحصل على تمنٌات الذكاء االصطناعً من المصنع أو المنتج وهو ٌعد أكثر‬
‫شخص ٌمكنه استخدامه فً ارتكاب جرٌمته كؤنه ٌستخدمه فً االعتداء على اآلخرٌن و استخدام الذكاء‬
‫االصطناعً فً الجرٌمة أكبر عنه فً حالة استخدام الحٌوانات نظرا ألن الذكاء االصطناعً لدٌه لدرات‬
‫فابمة وٌمكنه تنفٌذ أوامر أكثر صعوبة وتعمٌد ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للذكاء االصطناعً نفسه‪ ،‬فنتٌجة للتحول الذي سٌعرفه الذكاء االصطناعً حول مسؤلة‬
‫اإلدران االصطناعً‪ ،‬سٌمكنه من الحرٌة وتحمل مسإولٌة أفعاله‪ ،‬فالمدرات الهابلة له‪ ،‬من المتصور مستمببل‬
‫أن ترتكب جرابم بإرادتها الحرة المنفردة دون تدخل من الؽٌر سواء كان منتجا أو مستخدما‪ ،‬وبالتالً تكون‬
‫أمام مسإولٌة جنابٌة ٌتوجب معها معالبة الذكاء االصطناعً‪.‬‬
‫أما بخصوص العماب‪ ،‬فإنه من المعروؾ أن العموبات السالبة الحرٌة ال ٌمكن تطبٌمها إال على اإلنسان‬
‫فمط بمعنى أنه لٌس هنان إمكانٌة تطبٌك عموبات اإلعدام والمإبد أو العموبات السالبة الحرٌة‪ 106‬على كٌانات‬
‫الذكاء االصطناعً‪ ،‬فً حٌن أن هنان عموبات ٌمكن أن تتبلءم مع الذكاء االصطناعً‪ ،‬كالؽرامات المالٌة‪،‬‬
‫فهذه األخٌرة تصلح ألن تطبك على الذكاء االصطناعً والروبوتات وفما لمفهوم الشخصٌة المانونٌة الرلمٌة‬
‫أو اإللكترونٌة للذكاء االصطناعً ‪.‬‬
‫والمبلحظ من هنا‪ ،‬أن الذكاء االصطناعً فً حالة ثبوت مسإولٌته فإن المواعد الجنابٌة العامة التً تنص‬
‫على عموبات سالبة الحرٌة ال تصلح لمواجهة هذا النوع من المجرمٌن‪ ،‬على اعتبار أنها تتنافى وخصوصٌة‬
‫الذكاء االصطناعً ولكون أننا لن نستفٌد شٌبا فً حالة الحكم على هذا الكابن بهذا النوع من العموبات والزج‬

‫‪105‬‬
‫كان ٌموم المصنع بوضع برنامج داخل الروبوت ٌجعله ٌحرق المصنع لٌبل‪ ،‬فإنه بعد مسإوال جنابٌا عن جرٌمة الحرق العمد‪.‬‬

‫راجع محمود دمحم سوٌؾ‪ ،‬مٌن‪ ،‬ص ‪.040‬‬


‫‪106‬‬
‫دمحم سبلمة عبد المنعم الشرٌؾ‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.092‬‬

‫‪Page 51‬‬
‫به فً السجن‪ ،‬ؼٌر أن العموبات األخرى ؼٌر السالبة الحرٌة ٌمكن تطبٌك المواعد العامة بشؤنها فً جرابم‬
‫الذكاء االصطناعً كالؽرامات والمصادرة وإٌماؾ تشؽٌله أو إعادة تؤهٌله وؼٌرها ‪...‬‬
‫الفمرة الثانٌة‪ :‬حاالت انتفاء المسؤولٌة الجنائٌة عن جرائم الذكاء االصطناعً‬
‫إن مسؤلة تحدٌد العموبة تبمى للماضً بحسب سلطته التمدٌرٌة‪ ،‬وبالطرٌمة التً ٌراها مناسبة الردع‬
‫المجرم بداللة عنصرٌن فمط وهما خطورة الجرٌمة وشخصٌة المجرم‪ ،‬وهو إذ ٌفعل ذلن ٌكون لد حدد‬
‫العموبة وأفردها‪ ، 107‬لكن االستثناء من هذا األصل أن المشرع ٌتدخل لٌمرر إما رفع العموبة أو تخفٌفها أو‬
‫اإلعفاء منها تماما‪ ،‬ألسباب إما تكون عابدة لشخصٌة المجرم‪ ،‬أو مادٌة عابدة لظروؾ ارتكاب الجرٌمة لدر‬
‫ضرورة تؤثٌرها فً ممدار العموبة عند تحدٌد الماضً للعموبة‪ ،108‬بحٌث ٌكون توافر أحدها أو أكثر فارضا‬
‫نفسه على الماضً وجوبا‪ ،‬فبل ٌجوز له حٌنبذ تحدٌد العموبة دون مراعاة هذا السبب الذي ٌإثر فً‬
‫ممدارها‪.109‬‬
‫وتعد من بٌن األسباب المإدٌة إلى تخفٌؾ العموبة‪ ،‬نجد حالة الدفاع الشرعً التً نلمسها عندما ٌموم‬
‫الشخص بالدفاع عن نفسه نتٌجة لٌام شخص آخر باالعتداء علٌه فؤودى بحٌاته‪ ،‬ؼٌر إن أؼلب التشرٌعات ال‬
‫تعترؾ بحالة الدفاع الشرعً إال للنفس البشرٌة‪.110‬‬
‫ولذلن‪ ،‬ال ٌمكن التسلٌم للروبوت اآللً بالدفاع عن ذاته وذلن لعدم التناسب بٌن المصلحتٌن التً ٌهدؾ‬
‫المانون لحماٌتها النفس البشرٌة فبل ٌمكن االعتراؾ للروبوت بحمه فً لتل اإلنسان الطبٌعً بسبب خطر حال‬
‫ولابم تعرض له الروبوت بسبب اإلنسان الطبٌعً‪ ،‬فٌمكن مساءلة اإلنسان الطبٌعً عما الترفه من جرٌمة فً‬
‫شؤن الروبوت بعد ذلن دون االعتراؾ لؤلخٌر باالعتداء على اإلنسان الطبٌعً تحت عنوان حك الدفاع‬
‫الشرعً‪ ،‬وهذا ال ٌعنً إفبلت الشخص الطبٌعً من المساءلة المانونٌة إذا كان لد لام بإتبلؾ الروبوت‪ ،‬أو‬
‫تعرض له بشكل ٌشكل جرٌمة ‪.‬‬
‫بالممابل‪ ،‬فإن حال الدفاع الشرعً نجدها لابمة فً حك اإلنسان الطبٌعً‪ ،‬الذي من حمه الدفاع عن نفسه‬
‫من خطر ٌهدده‪ ،‬لكن فً مجال الذكاء االصطناعً إذا كانت هذه الحالة ؼٌر لابمة‪ ،‬لكونه لٌس إنسانا طبٌعٌا‬

‫‪107‬‬
‫ٌنص الفصل ‪ 040‬من ق‪.‬ج على على أنه " للماضً سلطة تمدٌرٌة فً تحدٌد العموبة وتفرٌدها‪ ،‬فً نطاق الحدٌن األدنى واأللصى الممررٌن فً‬
‫المانون المعالب على الجرٌمة‪ ،‬مراعٌا فً ذلن خطورة الجرٌمة المرتكبة من ناحٌة‪ ،‬وشخصٌة المجرم من ناحٌة أخرى"‪.‬‬
‫‪108‬‬
‫عبد الواحد العلمً‪ ،‬مٌن‪ ،‬ص ‪.299‬‬
‫‪109‬‬
‫ٌنص الفصل ‪ 040‬من ق‪.‬ج على أنه ٌتعٌن على الماضً أن ٌطبك على المواخذ عموبة مخففة أو مشددة‪ ،‬حسب األحوال كلما ثبت لدٌه واحد أو أكثر‬
‫من األعذار المانونٌة المخفضة للعموبة أو واحد أو أكثر من الظروؾ المشددة الممررة فً المانون‪...‬‬
‫‪110‬‬
‫نص المشرع المصري فً المادة ‪ 049‬من لانون العموبات على أنه‪ " :‬ال عموبة مطلما على من لبل ؼٌره أو أصحابه بجراح أو ضربه أثناء‬
‫استعماله حك الدفاع الشرعً عن نفسه أو ماله أو عن نفس ؼٌره أو ماله كما تنص المادة ‪ 041‬من نفس المانون على أنه حك الدفاع الشرعً عن النفس‬
‫ٌبٌح للشخص إال فً األحوال االستثنابٌة المبنٌة بعد استعمال الموة البلزمة لدفع كل فعل ٌعتبر جرٌمة على النفس منصوصا علٌه فً هذا المانون ‪........‬‬
‫فً حٌن المشرع المؽربً نص على أنه‪ " :‬تعتبر الجرٌمة نتٌجة الضرورة الحالة الدفاع الشرعً فً الحالتٌن اآلتٌتٌن‪.‬‬

‫‪Page 52‬‬
‫نخشى فمدانه ‪،‬ؼٌر إنه هل ٌحك للروبوت أن ٌدافع عن مالكه؟ اي هل ٌمكن للروبوت العمل كمدافع عن‬
‫اإلنسان الطبٌعً من تعرضه ألي اعتداء؟ اختلفت اآلراء هنا‪:‬‬
‫فالرأي األول ٌرى‪ ،‬إمكانٌة تصور االستعانة بالروبوت كمدافع عن اإلنسان‪ ،‬بشرط أن ٌتمتع الروبوت‬
‫بؤنظمة برمجة متطورة إلى حد ٌستطٌع معه الموازنة بٌن فعل االعتداء على صاحبه ‪ .‬المكلؾ بالدفاع عنه‬
‫وبٌن سلوكه المتمثل فً الدفاع الشرعً عنه ‪ ،‬وفً حالة عدم توافر هذا الشرط فإن مستخدم الروبوت ٌعد‬
‫مسإوال مسإولٌة جنابٌة كاملة‪ ،‬عما ٌمكن أن ٌتسبب فٌه الروبوت المدافع للؽٌر من أذى‪ ،‬لكونه ال ٌعدو هنا‬
‫أن ٌكون مجرد أداة ٌستخدمها هذا المالن ‪.‬‬
‫أما الرأي الثانً فٌرى‪ ،‬إمكانٌة تصور اإللرار بحك الروبوت فً الدفاع عن نفسه ضد أي اعتداء‬
‫ٌتعرض له شرٌطة أن تكون لدٌه المدرة على التعامل بحدود معٌنه مثل اإلنسان والمدرة على التمٌٌز ‪.‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬
‫ٌعد الذكاء االصطناعً من المواضٌع التً ٌنبؽً أن تحظى بالعناٌة فً مجال البحث العلمً‪ ،‬لكون أن‬
‫الذكاء االصطناعً ما هو إال تطور فرضته التكنولوجٌا‪ ،‬والتً ما زالت فً تزاٌد مستمر‪ ،‬وبفضل هذا‬
‫التطور وذكاء اإلنسان تم التوصل لذكاء اصطناعً‪ٌ ،‬موم بتؤدٌة مختلؾ المهام التً ٌإدٌها اإلنسان بل لد‬
‫ٌتعداها أحٌانا‪.‬‬
‫و حاولنا فً هذا البحث لراءة مختلؾ النصوص المانونٌة المطبمة فً التشرٌعات الممارنة وفً التشرٌع‬
‫المؽربً‪ ،‬فتوصلنا إلى أن هذه النصوص الحالٌة ما زالت ضعٌفة ال تصلح فً كثٌر من األحٌان للتطبٌك على‬
‫تمنٌات الذكاء االصطناعً‪ ،‬والتً تتسم بنوع من الخصوصٌة عن بالً المواضٌع األخرى‪ ،‬األمر الذي ٌإكد‬
‫أن تمنٌات الذكاء االصطناعً ٌنبؽً أن ٌتم مواجهتها بمواعد لانونٌة تتماشى وخصوصٌاتها‪ ،‬حتى ال نؽوص‬
‫فً المواعد المانونٌة المتفرلة ومعرفة من منها ٌصلح للتطبٌك‪ ،‬ومن منها ٌتجاوب مع هذه التمنٌات التً‬
‫فرضها التطور التكنولوجً المزاٌد الذي ما فتا أي مجتمع ٌسلم منه‪.‬‬
‫ولد توصلنا من خبلل هذا البحث إلى عدة نتابج أهمها‪:‬‬
‫‪ -0‬للذكاء االصطناعً المدرة الكاملة على إبرام العمود‪ ،‬إما بواسطة الوكٌل الذكً أو بطرٌمة مستملة‪ ،‬و ٌجد‬
‫مسعاه فً العمود النموذجٌة دون العمود االختٌارٌة‪ ،‬وله لدرة عالٌة على مراجعة هذه العمود فً ولت وجٌز‬
‫ممارنة مع المحامً‪.‬‬
‫‪ -0‬إن تمنٌات الذكاء االصطناعً تسهم فً تنفٌذ العمود الذكٌة المبرمة باالعتماد عل‬
‫خوارزمٌات الذكاء االصطناعً ‪.‬‬

‫‪Page 53‬‬
‫‪ -2‬امتبلن خوارزمٌات الذكاء االصطناعً المدرة على التنبإ بالجرٌمة لبل حدوثها‪ ،‬والبحث ومبلحمة‬
‫المجرمٌن دون جعل ضباط الشرطة المضابٌة ٌخاطرون بؤنفسهم لمبلحمة المجرمٌن الخطٌرٌن‪ٌ ،‬طرح هنا‬
‫إمكانٌة تؽٌٌر وتطوٌر أجهزة الشرطة المضابٌة بما ٌتبلءم وهذه التمنٌات‪.‬‬
‫‪ -4‬مادام تم االعتراؾ للحٌوان بالشخصٌة المانونٌة؛ فإن الذكاء االصطناعً أحك بها‪ ،‬خصوصا ذلن الذي له‬
‫المدرة على التعلم العمٌك واتخاذ المرارات بشكل مستمل‪.‬‬
‫‪ -9‬جمٌع األضرار التً ٌتسبب فً الذكاء االصطناعً لابلة للتعوٌض عنها‪ ،‬إما بموجب حكم لضابً‪ ،‬أو عن‬
‫طرٌك شركات التؤمٌن‪ ،‬أو عن طرٌك الصندوق التؤمٌن المحدثة لهذه الؽاٌة‪ ،‬وذلن فً حالة ؼٌاب وثٌمة‬
‫التؤمٌن أو استحالة معرفة من المسإول عن أخطاء الذكاء االصطناعً‪.‬‬
‫‪-1‬المسإولٌة الجنابٌة تثار فً حك كل من مصنع ومبرمج‪ ،‬ومستخدم الذكاء االصطناعً وللطرؾ الخارجً‪،‬‬
‫فكل شخص من هإالء ٌتحمل المسإولٌة بحسب مولعه وزاوٌة تعمده لبلرتكاب الفعل اإلجرامً إما عمدٌا أو‬
‫ؼٌر عمدي‪.‬‬
‫‪ ‬وبالرؼم من هذه النتابج المتوصل إلٌها‪ ،‬إال أنه ال تفوتنا الفرصة إلبداء بعض التوصٌات التً نرى‬
‫ضرورة األخذ بها وهً كاآلتً‪:‬‬
‫‪ ‬ضرورة إعداد إطار تشرٌعً ولانونً خاص بالذكاء االصطناعً‪ ،‬وبذل المجهودات مع مختلؾ‬
‫الفاعلٌن والمختصٌن ال سواء على المستوى الوطنً أو الدولً إن التضى الحال‪ ،‬لئلسهام فً إصدار‬
‫نصوص لانونٌة له‪.‬‬
‫‪ ‬تشجٌع استخدام تمنٌات الذكاء االصطناعً فً كافة المجاالت‪ ،‬واستؽبلل تمنٌات الذكاء االصطناعً‬
‫فً مجال العدالة و األمن لتحمٌك أكبر لدر من الشفافٌة والمساواة‪ ،‬والتً تتوفر من خبلل تلن‬
‫التمنٌات‪.‬‬
‫‪ ‬االرتماء بتمنٌات الذكاء االصطناعً لدر اإلمكان‪ ،‬ومراعاة كافة معاٌٌر الجودة واألمان أثناء تصنٌعها‬
‫وبرمجتها‪ ،‬وذلن حتى ٌكون استخدامها فٌه حماٌة لحموق األفراد‪.‬‬
‫‪ ‬تعدٌل لواعد المسإولٌة المدنٌة والجنابٌة بما ٌتماشى مع خصوصٌات الذكاء االصطناعً وتشدٌد‬
‫العموبة فٌها بالنظر إلى الخطورة والضرر الذي لد تحدثه تمنٌات الذكاء االصطناعً فً المجتمع‪.‬‬

‫‪Page 54‬‬
‫لائمة المصادر والمراجع ‪:‬‬

‫‪ ‬كتب عامة‬
‫‪ .1‬إٌغبس فبٌض عّؼخ ٔظُ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بد اإلداسٌخ ِٕظ‪ٛ‬س ئداسي اٌطجؼخ اٌضبٍٔخ داس اٌؾبِذ ٌٍٕشش ‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬صٌغ‬
‫ػّبْ األسدْ ‪2010‬‬
‫‪ٌ .2‬بعٍٓ عؼذ غبٌت رؾًٍٍ ‪ٚ‬رصٍُّ ٔظُ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بد داس إٌّب٘ظ ٌٍٕشش ‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬صٌغ ػّبْ‪ ,‬االسدْ‪.2000 ,‬‬
‫‪ .3‬د‪ .‬ػبدي ػجذ إٌ‪ٛ‬س ِذخً ئٌى ػبٌُ اٌزوبء االصطٕبػً ِذٌٕخ اٌٍّه ػجذ اٌؼضٌض ٌٍؼٍ‪ٚ َٛ‬اٌزمٍٕخ‬
‫‪ KACST‬اٌغؼ‪ٛ‬دٌخ ‪2005‬‬
‫‪ِ .4‬أِ‪ ْٛ‬اٌىضٌشي إٌظشٌخ اٌؼبِخ ٌالٌزضاِبد‪ ،‬فً ظ‪ٛ‬ء لبٔ‪ ْٛ‬االٌزضاِبد ‪ٚ‬اٌؼم‪ٛ‬د اٌّغشثً ‪ -‬أ‪ٚ‬صبف‬
‫االٌزضاِبد"‪ ،‬ط ‪ ،1‬د‪ ْٚ‬روش اٌّطجؼخ غ ‪ٌ 2‬غٕخ ‪1972‬‬
‫‪ِ .5‬أِ‪ ْٛ‬اٌىضٌشي‪ٔ " :‬ظشٌخ االٌزضاِبد فً ظ‪ٛ‬ء لبٔ‪ ْٛ‬االٌزضاِبد ‪ٚ‬اٌؼم‪ٛ‬د اٌّغشثً ‪ -‬أ‪ٚ‬صبف االٌزضاَ‬
‫‪ٚ‬اٌمعبؤٖ ‪ٚ‬أزمبٌٗ ‪ ،‬ط ‪ ،2‬ثذ‪ ْٚ‬روش اٌّطجؼخ‪ ،‬غ‪1947 ،2‬‬
‫‪ٌ .6‬ؼٍش رّبَ ش‪ٛ‬فً " اٌغشٌّخ اٌّؼٍ‪ِٛ‬برٍخ ‪ -‬دساعخ رأصٍٍٍخ ِمبسٔخ"‪ ،‬عٍغٍخ ِطج‪ٛ‬ػبد اٌّخٍش‬
‫اٌغضائش‪ ،‬غ ‪ٌٕ ، 1‬بٌش ‪2019‬‬
‫‪ .7‬ػجذ اٌمبدس اٌؼشػبسي " ِصبدس االٌزضاَ ‪ ،‬اٌىزبة اٌضبًٔ‪ :‬اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌّذٍٔخ‪ِ ،‬طجؼخ داس األِبْ‬
‫اٌشثبغ‪ ،‬غ ‪ٌ 5‬غٕخ ‪2016‬‬
‫‪ .8‬ػجذ اٌشؽّبْ اٌششلب‪ٚ‬ي اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌّذًٔ دساعخ ؽذٌضخ ٌٍٕظشٌخ اٌؼبِخ ٌالٌزضاَ فً ظ‪ٛ‬ء رأصش٘ب ثبٌّفبٍُ٘‬
‫اٌغذٌذح ٌٍمبٔ‪ ْٛ‬االلزصبدي‪ِ ،‬صبدس االٌزضاَ اٌ‪ٛ‬الؼخ اٌمبٔ‪ٍٔٛ‬خ"‪ِ ،‬طجؼخ اٌّؼبسف اٌغذٌذح اٌشثبغ‪46 ،‬‬
‫ٌغٕخ ‪2020‬‬
‫‪ِ .9‬صطفى اٌخطٍت "اٌّخزصش فً اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌّذٍٔخ"‪ِ ،‬طجؼخ داس اٌؼشفبْ أوبدٌش‪ ،‬غ ‪ٌ ، 1‬غٕخ ‪،2017‬‬
‫‪ .11‬عٍّؼً ؽغٓ ػجذ اٌجبعػ‪ ":‬شش‪ٚ‬غ اٌزؾمٍك ‪ٚ‬اإلػفبء ِٓ ظّبْ اٌؼٍ‪ٛ‬ة اٌخفٍخ دساعخ ِمبسٔخ "‪ ،‬داس‬
‫إٌ‪ٙ‬عخ اٌؼشثٍخ اٌمب٘شح‪ِ 1993 ِٓ ،‬صش‬
‫‪ .11‬خ‪ٛ‬اٌذٖ أؽّذ ِفٍؼ" ششغ اإلػفبء ِٓ اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌؼمذٌخ‪ ،‬داس اٌضمبفخ ٌٍٕشش ‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬صٌغ‪ ،‬ػّبْ‪ ،‬غ ‪، 1‬‬
‫ٌغٕخ ‪2011‬‬
‫‪ .12‬ػبثذٌٓ دمحم أؽّذ‪ " :‬اٌزؼ‪ٌٛ‬ط ثٍٓ اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌؼمذٌخ ‪ٚ‬اٌزمصٍشٌخ‪ ،‬داس اٌّطج‪ٛ‬ػبد اٌغبِؼٍخ‬
‫اإلعىٕذسٌخ‪ ،‬غ ‪1985‬‬
‫‪ .13‬ػجذ اٌ‪ٛ‬اؽذ اٌؼًٍّ " ششػ اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌغٕبئً‪ ،‬اٌمغُ اٌؼبَ"‪ ،‬د‪ ْٚ‬روش اٌّطجؼخ غ ‪ ،9‬اٌغٕخ ‪2019‬‬
‫‪ِّ .14‬ذ‪ٚ‬ػ اٌجؾش" اٌغشائُ اٌ‪ٛ‬الؼخ ػٍى األِ‪ٛ‬اي فً لبٔ‪ ْٛ‬اٌؼم‪ٛ‬ثبد‪ ،‬د‪ ْٚ‬روش اٌّطجؼخ‪ ،‬غ‪ٌ ،1‬غٕخ‬
‫‪ -2009‬ػّبْ‬
‫‪ .15‬عؼٍذ اٌ‪ٛ‬سدي‪ :‬اٌششػ اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌغٕبئً اٌؼبَ اٌّغشثً ‪ :‬دساعخ فم‪ٍٙ‬خ ‪ٚ‬لعبئٍخ"‪ِ ،‬طجؼخ األٍِٕخ اٌشثبغ‬
‫د‪ ْٚ‬روش اٌطجؼخ‬
‫‪ ‬كتب متخصصة‬

‫‪Page 55‬‬
‫‪ .16‬ػجذاٌؼضٌض ثال‪ٚ‬ي ‪،‬اٌزوبء االصطٕبػً فً اٌؼٍ‪ َٛ‬اٌششػٍخ ‪ٚ‬اٌمبٔ‪ٍٔٛ‬خ ‪ ،‬أػّبي اٌّإرّش اٌذ‪ ًٌٚ‬اال‪ٚ‬ي‬
‫اٌذ ٍِ‪ٛ‬ي اٌٍّّىخ اٌّغشثٍخ ‪ٔٛٔ 9_8‬جش ‪2023‬‬
‫‪ِ .17‬طبي ػجذ اٌمبدس‪ ،‬رؾذٌبد ‪ِٚ‬زطٍجبد اعزخذاَ اٌزوبء االصطٕبػً فً اٌزطجٍمبد اٌؾذٌضخ ٌؼٍٍّبد ئداسح‬
‫اٌّؼشفخ فً ِٕظّبد األػّبي اٌٍّزمى اٌ‪ٛ‬غًٕ اٌؼبشش ؽ‪ٛ‬ي أٔظّخ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بد اٌّؼزّذح ػٍى اٌزوبء‬
‫االصطٕبػً ‪ٚ‬د‪ٚ‬س٘ب فً صٕغ لشاساد اٌّإعغخ االلزصبدٌخ ‪ ،‬عبِؼخ عىٍىذح ‪،‬اٌغضائش‪.‬‬
‫‪ .18‬اٌٍ‪ٛ‬صي ِ‪ٛ‬عى اٌزوبء االصطٕبػً فً االػّبي ثؾش لذَ اٌّإرّش اٌغٕ‪ٛ‬ي اٌؾبدي ػشش روبء االػّبي‬
‫‪ ٚ‬الزصبد اٌّؼشفخ وٍٍخ االلزصبد ‪ٚ‬اٌؼٍ‪ َٛ‬اإلداسٌخ عبِؼخ اٌضٌز‪ٔٛ‬خ ػّبْ األسدْ‪2012 ،‬‬
‫‪ .19‬خ‪ٛ‬اٌذ أث‪ ٛ‬ثىش وزبة عّبػً رطجٍمبد اٌزوبء االصطٕبػً وز‪ٛ‬عٗ ؽذٌش ٌزؼضٌض رٕبفغٍخ ِٕظّبد‬
‫االػّبي اٌطجؼخ األ‪ٌٚ‬ى‪ .‬اٌّشوض اٌذٌّمشاغً اٌؼشثً ٌٍذساعبد االعزشارٍغٍخ ‪ٚ‬اٌغٍبعٍخ ‪ٚ‬االلزصبدٌخ‬
‫ثشٌٍٓ‪ ,‬اٌّبٍٔب ‪.2019‬‬
‫‪ .21‬فش‪ َٚ‬دمحم اٌصبٌؼ‪ ،‬ث‪ٛ‬عؼبدح اٌٍبط‪ ،‬عٍٍّبًٔ ػض اٌذٌٓ د‪ٚ‬س أٔظّخ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بد اٌّؼزّذح ػٍى اٌزوبء‬
‫االصطٕبػً فً ػٍٍّخ صٕغ اٌمشاس اإلداسٌخ‪ .‬اٌٍّزمى اٌ‪ٛ‬غًٕ اٌغبدط ؽ‪ٛ‬ي د‪ٚ‬س اٌزمٍٕبد اٌىٍّخ فً‬
‫ارخبر اٌمشاساد اإلداسٌخ وٍٍخ اٌؼٍ‪ َٛ‬االلزصبدٌخ ‪ ٚ‬ػٍ‪ َٛ‬اٌزغٍٍش عبِؼخ عىٍىذح اٌغضائش ‪2009‬‬
‫‪ .21‬ػّبد ٌبعش دمحم صٍ٘ش اٌجبثًٍ د‪ٚ‬س أٔظّخ اٌزوبء االصطٕبػً فً اٌزٕجإ ثبٌغشٌّخ"‪ِ ،‬غٍخ اٌفىش اٌششغً‬
‫اٌّغٍذ ‪ ،28‬ع ‪ٌٌٍٛٛ 110‬ص ‪2019.‬‬
‫‪ ‬المماالت‬
‫‪ .22‬س‪ٚ‬ائؼ ػٍٍخ ث‪ٛ‬داػ ػجذ اٌغًٍٍ‪ ،‬رط‪ٛ‬س رمذٌش خطش اٌفشض فً ظً ّٔبرط اٌزوبء االصطٕبػً‪ِ ،‬غٍخ‬
‫اٌؼٍ‪ َٛ‬االٔغبٍٔخ ‪ ،‬اٌّغٍذ ‪ ، 26‬اٌؼذد ‪ 04‬عبِؼخ ِٕز‪ٛ‬سي لغٕطٍٕخ عٕخ ‪2015‬‬
‫‪ .23‬أؽّذ لبعُ فشػ " اعزخذاَ اٌ‪ٛ‬وًٍ اٌزوً فً اٌزغبسح اإلٌىزش‪ٍٔٚ‬خ ‪ -‬دساعخ لبٔ‪ٍٔٛ‬خ ِمبسٔخ فً ئغبس‬
‫ِبٍ٘زٗ ‪ٔٚ‬فبر رصشفٗ"‪ِ ،‬مبي ِٕش‪ٛ‬س ثّغٍخ اٌّفىش‪ ،‬اٌّغٍذ ‪ ، 13‬ع ‪.2‬‬
‫‪ .24‬ػجذ اٌمبدس اٌؼشػبسي‪ٔ" :‬ظشٌخ اٌؼمذ دساعخ ِمبسٔخ اٌىزبة األ‪ٚ‬ي"‪ِ ،‬طجؼخ داس األِبْ ‪ -‬اٌشثبغ غ ‪5‬‬
‫ٌغٕخ ‪ ،2016‬ص ‪.224‬‬
‫‪ٍ٘ .25‬خ ػٍى اٌض٘شأً ‪ " :‬اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌغٕبئٍخ ٌٍزوبء االصطٕبػً "‪ِ ،‬مبي ِٕش‪ٛ‬س ثّغٍخ اٌ‪ٛ‬غٓ‬
‫اإلٌىزش‪ٍٔٚ‬خ‪ ،‬ػٍى اٌشاثػ‪ 8:30 :‬رُ االغالع ػٍٍٗ ٌ‪ِ 21 َٛ‬بي ‪ ،2024‬ػٍى اٌغبػخ‬
‫‪http://www.alwatan.com.Sa/ampArticle/1063158‬‬
‫‪ .26‬أؽّذ ػٍى ؽغٓ ػضّبْ أؼىبعبد اٌزوبء اإلصطٕبػً ػٍى اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌّذًٔ دساعخ ِمبسٔخ "‪ِ ،‬غٍخ‬
‫اٌجؾ‪ٛ‬س اٌمبٔ‪ٍٔٛ‬خ ‪ٚ‬االلزصبدٌخ‪ ،‬ع ‪ٌ 76‬غٕخ ‪2021‬‬
‫‪ .27‬ػجذ اٌؼضٌض ػجٍذ اٌجىشح" اٌزوبء االصطٕبػً فً ػبٌُ اٌغشائُ اٌّؼٍ‪ِٛ‬برٍخ‪ِ ،‬مبي ِٕش‪ٛ‬س ثبٌّ‪ٛ‬لغ‬
‫رُ االغالع ػٍٍٗ ٌ‪ِ 13 َٛ‬بي ‪ ،2024‬ػٍى اٌغبػخ ‪15‬؛‪30‬‬ ‫اإلٌىزش‪ًٔٚ‬‬
‫‪htpp://www.aljazirah.com‬‬
‫‪ٌ .28‬ؾً د٘شبْ د‪ٚ‬س اٌزوبء االصطٕبػً فً ِىبفؾخ اٌغشائُ ‪ٚ‬اٌزٕجإ ثبٌغشٌّخ‪ِ ،‬مبي ِٕش‪ٛ‬س ػٍى اٌّ‪ٛ‬لغ‬
‫رُ االغالع ػٍٍٗ ٌ‪ِ 13 َٛ‬بي ‪ ،2024‬ػٍى اٌغبػخ ‪20:00-‬‬ ‫اإلٌىزش‪ًٔٚ‬‬
‫‪http://www.yahyadhshon.com‬‬
‫‪ .29‬دمحم ؽّضح ‪ ":‬اٌّؾبًِ اٌش‪ٚ‬ث‪ٛ‬د ٌمذَ خذِبرٗ ِغبٔب ٌٍّزششدٌٓ "‪ِٕ ،‬ش‪ٛ‬س ػٍى اٌّ‪ٛ‬لغ اإلٌىزش‪ًٔٚ‬‬
‫‪ http://www.nokia.net‬رُ االغالع ػٍٍٗ ٌ‪ِ 16 َٛ‬بي ‪ 2024‬ػٍى اٌغبػخ ‪.20:18‬‬

‫‪Page 56‬‬
‫‪٘ .31‬شّبسي اعٍخ اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌّذٍٔخ ٌٍش‪ٚ‬ث‪ٛ‬د ثٍٓ اٌ‪ٛ‬الغ ‪ٚ‬اعزششاف اٌّغزمجً"‪ِ ،‬غٍخ اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌذ‪ًٌٚ‬‬
‫‪ٚ‬اٌزٍّٕخ‪ ،‬اٌّغٍذ ‪ ،10‬ع ‪ٌ ،01‬غٕخ ‪2022‬‬
‫‪ .31‬دمحم أؽّذ اٌّؼذا‪ٚ‬ي ػجذ سثٗ ِغب٘ذ" اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌّذٍٔخ ػٓ اٌش‪ٚ‬ث‪ٛ‬ربد راد اٌزوبء االصطٕبػً "‪،‬‬
‫اٌّغٍخ اٌمبٔ‪ٍٔٛ‬خ (ِغٍخ ِزخصصخ فً اٌذساعبد ‪ٚ‬األثؾبس اٌمبٔ‪ٍٔٛ‬خ‪ ،‬اٌّغٍذ ‪ 2‬د‪ ْٚ‬روش اٌغٕخ‬
‫‪ .32‬ػجذ اٌشصاق ‪ ٍٗ٘ٚ‬عٍذ أؽّذ دمحم " اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌّذٍٔخ ػٓ أظشاس اٌزوبء االصطٕبػً دساعخ رؾٍٍٍٍخ "‪،‬‬
‫ِغٍخ عًٍ األثؾبس اٌمبٔ‪ٍٔٛ‬خ اٌّؼّمخ‪ ،‬ع ‪ ،43‬أوز‪ٛ‬ثش ‪،2020‬‬
‫‪ .33‬اٌىشاس ؽجٍت ع‪ٍٛٙ‬ي‪ ،‬ؽغبَ ػجظ ػ‪ٛ‬دح " اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌّذٍٔخ ػٓ األظشاس اٌزً ٌغجج‪ٙ‬ب اٌش‪ٚ‬ث‪ٛ‬د‬
‫دساعخ رؾٍٍٍٍخ ِمبسٔخ"‪ِ ،‬غٍخ اٌطشٌك ٌٍزشثٍخ ‪ٚ‬اٌؼٍ‪ َٛ‬االعزّبػٍخ‪ ،‬ع‪ِ ،6‬بي ‪2019‬‬
‫‪ٚ .34‬فبء دمحم أث‪ ٛ‬اٌّؼبغً صفش" اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌغٕبئٍخ ػٓ عشائُ اٌزوبء االصطٕبػً دساعخ رؾٍٍٍٍخ‬
‫اعزششافٍخ"‪ِ ،‬غٍخ س‪ٚ‬ػ اٌم‪ٛ‬أٍٓ‪ ،‬ع ‪ 96‬أوز‪ٛ‬ثش ‪.2021‬‬
‫‪ ‬رسائل‬
‫‪ .35‬ػجذ اٌّغٍذ لزٍجخ ِبصْ اعزخذِبد اٌزوبء اٌصٕبػً فً رطجٍمبد اٌ‪ٕٙ‬ذعخ اٌى‪ٙ‬شثبئٍخ (دساعخ ِمبسٔخ)‪.‬‬
‫سعبٌخ ِمذِخ ًٌٍٕ ش‪ٙ‬بدح ِبعغزٍش األوبدٌٍّخ اٌؼشثٍخ اٌذّٔبسن ‪2009 ،‬‬
‫‪ .36‬شٍّبء غضاٌخ " د‪ٚ‬س اٌزوبء االصطٕبػً فً رؼضٌض اٌؼذاٌخ اٌغٕبئٍخ‪ ،‬سعبٌخ ًٌٍٕ دثٍ‪ َٛ‬اٌّبعزش فً‬
‫اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌخبص‪ ،‬وٍٍخ اٌؼٍ‪ َٛ‬اٌمبٔ‪ٍٔٛ‬خ ‪ٚ‬االلزصبدٌخ ‪ٚ‬االعزّبػٍخ‪ ،‬عبِؼخ اٌمبظً ػٍبض ِشاوش اٌغٕخ‬
‫اٌغبِؼٍخ ‪2021/2020‬‬
‫‪ .37‬اؽّذ ٔبصش لبعُ‪ " :‬اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌّذٍٔخ اٌؾبسط األشٍبء دساعخ ِمبسٔخ"‪ ،‬سعبٌخ ًٌٍٕ دثٍ‪ َٛ‬اٌّبعغزٍش‬
‫فً اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌخبص ثىٍٍخ اٌذساعبد اٌؼٍٍب فً عبِؼخ إٌغبػ اٌ‪ٛ‬غٍٕخ ثٕبثٍظ فٍغطٍٓ‪ٌ ،‬غٕخ ‪2018‬‬
‫‪ .38‬سشٍذ اٌؼشاق‪ " :‬اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌّذٍٔخ ػٓ فؼً إٌّز‪ٛ‬عبد اٌّؼٍجخ فً ظ‪ٛ‬ء ‪ 24.00‬اٌّزؼٍك ثغالِخ‬
‫إٌّز‪ٛ‬عبد ‪ٚ‬اٌخذِبد‪ ،‬سعبٌخ ًٌٍٕ دثٍ‪ َٛ‬اٌّبعزش فً اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌخبص‪ ،‬وٍٍخ اٌؼٍ‪ َٛ‬اٌمبٔ‪ٍٔٛ‬خ ‪ٚ‬االلزصبدٌخ‬
‫عبِؼخ عٍذي دمحم ثٓ ػجذ هللا فبط‪ٌ ،‬غٕخ ‪2013/2012‬‬
‫‪ .39‬ػجذ اٌخبٌك ؽغبًٔ" ِغإ‪ٌٍٚ‬خ إٌّزظ ػٓ اإلخالي ثعّبْ اٌغالِخ‪ ،‬سعبٌخ ًٌٍٍ دثٍ‪ َٛ‬اٌّبعزش فً‬
‫اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌخبص‪ ،‬ثىٍٍخ ِزؼذدح اٌزخصصبد رؼٕ‪ٛ‬اْ عبِؼخ ػجذ اٌّبٌه اٌغؼذي اٌغٕخ اٌغبِؼٍخ‬
‫‪2016/2015‬‬
‫‪ٍٔ .41‬ئخ ػٍى خٍّظ دمحم خش‪ٚ‬س اٌّ‪ٙ‬شي" اٌّغإ‪ٌٍٚ‬خ اٌّذٍٔخ ػٓ أظشاس اإلٔغبْ اٌَى دساعخ رؾٍٍٍٍخ"‪،‬‬
‫دثٍ‪ ًٌٍٕ َٛ‬ش‪ٙ‬بدح اٌّبعزش فً اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌخبص وٍٍخ اٌمبٔ‪ ،ْٛ‬عبِؼخ اإلِبساد اٌؼشثٍخ اٌّزؾذح ٌغٕخ‬
‫‪2020‬‬
‫‪ ‬النصوص المانونٌة‪:‬‬
‫‪ .41‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬سلُ ‪ 53.05‬اٌّزؼٍك ثبٌزجبدي اإلٌىزش‪ٌٍّ ًٔٚ‬ؼطٍبد اٌمبٔ‪ٍٔٛ‬خ اٌصبدس ثزٕفٍزٖ اٌظ‪ٍٙ‬ش اٌششٌف ‪.‬‬
‫سلُ ‪ 1.07.129‬فً ‪ٔٛٔ 30‬جش ‪ ،2007‬ط‪.‬س‪.‬ع ‪ ،5584‬ثزبسٌخ ‪ 5‬دعٕجش ‪ ،2007‬ص ‪.3879‬‬
‫‪ .42‬ظ‪ٍٙ‬ش ششٌف سلُ ‪ 1.11.03‬صبدس فً ‪ 18‬فجشاٌش ‪ ،2011‬ثزٕفٍز اٌمبٔ‪ ْٛ‬سلُ ‪ 31.08‬اٌمبظً ثزؾذٌذ‬
‫رذاثٍش اٌؾّبٌخ اٌّغز‪ٍٙ‬ه‪ ،‬ط س‪.‬ع ‪ 6192‬ثزبسٌخ ‪ 3‬أوز‪ٛ‬ثش ‪ ،2013‬ص ‪.6384‬‬
‫‪ .43‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬سلُ ‪ 200‬اٌّزؼٍك ثؾم‪ٛ‬ق اٌّإٌف ‪ٚ‬اٌؾم‪ٛ‬ق اٌّغب‪ٚ‬سح اٌصبدس ثزٕفٍزٖ اٌظ‪ٍٙ‬ش اٌششٌف سلُ‬
‫‪ 1.00.20‬ثزبسٌخ ‪ 15‬فجشاٌش ‪ ،2000‬ط سع ‪ ،4796‬ثزبسٌخ ‪ِ 18‬بي ‪2000‬ص‪.1112 ،‬‬

‫‪Page 57‬‬
‫ اٌّزؼٍك ثغالِخ‬24.09 ُ‫ْ سل‬ٛٔ‫ ثزٕفٍز اٌمب‬،2011 ‫ ػشذ‬17 ً‫ اٌصبدس ف‬1.11.140 ‫ٍش ششٌف‬ٙ‫ ظ‬.44
‫ْ االٌزضاِبد‬ٛٔ‫ ثّضبثخ لب‬1913 ‫ غشذ‬12 ً‫ٍش اٌششٌف اٌصبدس ف‬ٙ‫ثززٍُّ اٌظ‬ٚ ،‫اٌخذِبد‬ٚ ‫إٌّزغبد‬
.4678 ‫ ص‬،2011 ‫ شزٕجش‬23 ‫ ثزبسٌخ‬5980 ‫ع‬.‫ س‬.‫ ط‬،‫د‬ٛ‫اٌؼم‬ٚ
‫ الموالع االلكترونٌة‬
ًٔٚ‫االٌىزش‬ ‫لغ‬ٌّٛ‫ا‬ ‫ػٍى‬ ‫س‬ٛ‫ِٕش‬، ً‫اإلصطٕبػ‬ ‫اٌزوبء‬ ‫أعبعٍبد‬ ‫ػجٍذ‬ ‫ ِصطفى‬.45
: ٌَٛ ٍٍٗ‫ رُ االغالع ػ‬https://www.mdrscenter.com/%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9
.19:15 ‫ ػٍى اٌغبػخ‬،2024 ‫ ِبي‬13

1. Poole, Mackworth & Goebel (1998, p. 11, which provides the version that is
used in this article. These authors use the term computational intelligence as
a synonym for artificial intelligence.
2. Russell & Norvig (2003, p. 55) who prater the term
3. Cazenave Triston, Intelligence artificielle une approche ludique, Ellipse,
Paris, Franc, 201
4. Liebowitz, J, Knowledge-Based/Expert Systems Technology in Life Support
Systems, Kybernetes, New York, USA, 1997
5. Davenport TH, Prusak I, Working Knomwledge: How Organizations Manage
What They Know, Harvard Business School, Boston, USA, 1999, .
6. Alter S, Information Systems: The Foundation Of E-Business, New York,
Prentice Hall, USA, 2002..
7. Alter S, Information Systems: The Foundation Of E-Business
8. Waston RT, Data Management: Databases And Organization, John Wiely &
Sons, New York, USA1999,

Page 58
‫الفهرس‬
‫مقدمة ‪....................................................................................................... :‬‬
‫‪1‬‬
‫‪‬لفصل األول ‪ :‬اإلطار المفاهٌمً للذكاء االصطناعً ‪1 .................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الذكاء االصطناعً ‪1 ............................................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬خصائص الذكاء االصطناعً وأهدافه ‪9 .............................................‬‬
‫الفمرة األولى ‪ :‬خصائص الذكاء االصطناعً ‪9 .....................................................‬‬
‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬أهداف الذكاء االصطناعً ‪00 .......................................................‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬حمٌمة الذكاء االصطناعً وأهمٌته ‪00 ...............................................‬‬
‫أوال ‪ :‬النظم الخبٌرة‪02 ..................................................................................‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬الشبكات العصبٌة ‪04 ............................................................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬المنطك الضبابً ( الغامض ) ‪09 ........................................................... :‬‬
‫رابعا ‪ :‬الخوارزمٌات الجٌنٌة ‪01 .......................................................................‬‬
‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬أهمٌة الذكاء االصطناعً فً المستمبل ‪01 .......................................‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬تجلٌات الذكاء االصطناعً فً االنظمة المانونٌة ‪09 .............................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تأثٌر الذكاء االصطناعً فً مجال العمود ‪09 ........................................‬‬
‫الفمرة األولى ‪ :‬إبرام العمود الذكٌة بواسطة الذكاء االصطناعً ‪01 .............................‬‬
‫أوال ‪ :‬إبرام العمود الذكٌة عن طرٌك النٌابة ‪00 .....................................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬إبرام العمود الذكٌة بصورة مستملة ‪02 ........................................................‬‬
‫الفمرة الثانٌة‪ :‬الذكاء االصطناعً فً مرحلة ما بعد إبرام العمد ‪04 .............................‬‬
‫أوال‪ :‬إسهام تمنٌات الذكاء االصطناعً فً تنفٌذ العمد ‪04 .........................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬استخدام تمنٌات الذكاء االصطناعً فً مراجعة العمود ‪09 ................................‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬الذكاء االصطناعً والعدالة الجنائٌة ‪01 ..........................................‬‬
‫الفمرة األولى‪ :‬إسهام الذكاء االصطناعً فً التنبؤ بالجرٌمة وعدم اإلفالت من العماب ‪01 .‬‬
‫أوال‪ :‬مساهمة الذكاء االصطناعً فً التنبؤ بالجرٌمة ‪01 .........................................‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬لٌام الذكاء االصطناعً بمالحمة المجرمٌن ‪09 .............................................‬‬
‫الفمرة الثانٌة‪ :‬الذكاء االصطناعً و المحاكمة الجنائٌة ‪20 .......................................‬‬
‫‪‬الفصل الثانً‪ :‬المسؤولٌة المانونٌة للذكاء االصطناعً ‪22 ...........................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المسؤولٌة المدنٌة عن أضرار الذكاء االصطناعً ‪22 .............................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬لٌام المسؤولٌة المدنٌة ألضرار الذكاء االصطناعً ‪24 ............................‬‬
‫الفمرة االولى‪ :‬المسؤولٌة المدنٌة للذكاء االصطناعً المائمة على االعتبار الموضوعً‪29‬‬
‫أوال‪ :‬الذكاء االصطناعً ومفهوم الشًء ‪29 ........................................................‬‬

‫‪Page 59‬‬
‫ثانٌا‪ :‬الذكاء االصطناعً ومفهوم المنتوج‪21 .......................................................‬‬
‫الفمرة الثانٌة‪ :‬المسؤولٌة المدنٌة للذكاء االصطناعً المائمة على االعتبار الذاتً‪21 .......‬‬
‫أوال‪ :‬المسؤولٌة العمدٌة للذكاء االصطناعً ‪21 .....................................................‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬المسؤولٌة التمصٌرٌة للذكاء االصطناعً ‪29 ...............................................‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬اآلثار المانونٌة المترتبة عن تحمك المسؤولٌة المدنٌة عن الذكاء‬
‫االصطناعً ‪41 ..............................................................................................‬‬
‫الفمرة األولى ‪ :‬التعوٌض عن أضرار الذكاء االصطناعً ‪41 .....................................‬‬
‫أوال‪ :‬التعوٌض المضائً عن أضرار الذكاء االصطناعً ‪40 ......................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬التعوٌض التلمائً عن أضرار الذكاء االصطناعً ‪40 .......................................‬‬
‫الفمرة الثانٌة‪ :‬اإلعفاء من المسؤولٌة المدنٌة عن الذكاء االصطناعً ‪42 .....................‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬المسؤولٌة الجنائٌة عن جرائم الذكاء االصطناعً ‪44 ............................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬لٌام المسؤولٌة الجنائٌة عن الذكاء االصطناعً ‪49 ................................‬‬
‫الفمرة األولى ‪ :‬شروط لٌام المسؤولٌة الجنائٌة عن جرائم الذكاء االصطناعً ‪49 ...........‬‬
‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬األشخاص المسؤولون جنائٌا عن جرائم الذكاء االصطناعً ‪41 ..............‬‬
‫أوال‪ :‬المسؤولٌة للجنائٌة لمصنع الذكاء االصطناعً ‪41 ..........................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬المسؤولٌة الجنائٌة للمستخدم الذكاء االصطناعً ‪41 ......................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬المسؤولٌة الجنائٌة للذكاء االصطناعً نفسه ‪41 ............................................‬‬
‫رابعا‪ :‬المسؤولٌة الجنائٌة للطرف الخارجً عن جرائم الذكاء االصطناعً ‪49 ...............‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬اآلثار المانونٌة الناتجة عن تحمك المسؤولٌة الجنائٌة عن الذكاء‬
‫االصطناعً‪49 ............................................................................................. .‬‬
‫الفمرة األولى ‪ :‬العموبات الممررة عن جرائم الذكاء االصطناعً ‪91 ............................‬‬
‫الفمرة الثانٌة‪ :‬حاالت انتفاء المسؤولٌة الجنائٌة عن جرائم الذكاء االصطناعً ‪90 ..........‬‬
‫خاتمة ‪92 ...................................................................................................... :‬‬
‫لائمة المصادر والمراجع ‪99 .............................................................................. :‬‬
‫الفهرس ‪99 .....................................................................................................‬‬

‫‪Page 60‬‬

You might also like