دور الخبرة الطبية في إثبات ونفي النسب وفق مدونة الأسرة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 99

‫دور اخلربة الطبية يف إثبات‬

‫ونفي النسب وفق مدونة‬


‫األسرة‬
‫ممدمة ‪:‬‬

‫تعد األسرة ظاهرة اجتماعٌة فطرٌة ال انفكان ألي حً عنها واإلنسان فً االعتبار األول فً أمس‬

‫الحاجة إلٌها من حٌث كونه حٌا عالبل ٌرغب فً االستمرار والسكٌنة والتساكن لال تعالى ومن آٌاته " أن‬

‫خلك لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إلٌها وجعل بٌنكم مودة ورحمة»‪(.‬الروم اآلٌة ‪.)58‬‬

‫وعلى اعتبار أن اإلنسان اجتماعً بطبعه كونه ال ٌموى على العٌش منفردا فً استمرار وطمؤنٌنة‪ ،‬ألنه مٌال‬

‫المساكنة اآلخر من نوعه عن طرٌك الزواج‪ .‬لذا ٌرى اإلنسان إذ لم ٌكون أسرة وولً عنه زمانه‪ ،‬فإنه‬

‫ٌصاب بالحسرة والندم‪ ،‬خصوصا عندما تغزوه الوحدة ال أصل وال فرع وال أمل فً العودة إلى بسمة‬

‫الشباب ذهب الكل وبمً الكل‪ ،‬ومادام األوالد هم ثمرة الحٌاة الزوجٌة وغاٌتها وهم بهجة الدنٌا وزٌنتها فمن‬

‫أجل ذلن عنً اإلسبلم بشؤنهم فشرع لهم من الحموق ما ٌحفظهم من االنحبلل والفساد‪ ،‬وضمن حمهم فً‬

‫االنتساب إلى آباء معٌنٌن‪ٌ ،‬شكلون امتدادا لهم‪.‬‬

‫فالزواج هو وسٌلة تضفً المشروعٌة على تلن العبللة الرابطة بٌن الزوجٌن لتحل للطرفٌن االستمتاع‬

‫ببعضهما لتحمٌك الغاٌة التً جاء من أجلها الزواج وهً التناسل‪ ،‬وبذلن ٌعتبر الولد الناتج عن هذه العبللة‬

‫ابنا شرعٌا ٌثبت حمه فً النسب بكافة الوسابل المعتبرة شرعا ولانونا على خبلف البنوة غٌر الشرعٌة التً‬

‫ال ٌعترف بها ال الشرع وال المانون مطلما‪ ،‬وال ٌترتب علٌها أي أثر لانونً لؤلب‪ ،‬لكن تبمى ثابتة لؤلم وتنتج‬

‫كافة أثارها الشرعٌة بالنسبة لها ومنها الحضانة‪ ،‬فً حٌن أن البنوة الشرعٌة ٌترتب عنها جمٌع أثار المرابة‪،‬‬

‫‪Page 2‬‬
‫فٌمنع الزواج بالمصاهرة أو الرضاع وتستحك بها نفمة المرابة واإلرث‪ ،‬كما ٌعتمدها المشرع كشرط أساسً‬

‫لثبوت نسب األوالد ألبٌهم فً حالة وجود نزاع بٌن الزوجٌن‪ ،‬وبذلن ٌعد النسب أول ما ٌثبت لهم من‬

‫حموق‪ ،‬وفك ما هو ممرر فً الشرٌعة اإلسبلمٌة لٌكون المجتمع طاهرا نمٌا ودفعا الختبلط األنساب‬

‫وضٌاعها‪.‬‬

‫لذلن أولت الشرٌعة اإلسبلمٌة النسب مزٌدا من العناٌة وأحاطته ببالغ الرعاٌة وال أدل على ذلن من جعله‬

‫فً طلٌعة الضرورٌات الخمس التً اتفمت الشرابع السماوٌة على وجوب حفظها ورعاٌتها‪ ،‬ومن أجل ذلن‬

‫عنً اإلسبلمً أٌما عناٌة بتنظٌم العبللة بٌن الرجل والمرأة ضمانا لحماٌة األنساب وجعلها مبنٌة على‬

‫أصول شرعٌة وحرم كل اتصال جنسً خارج إطار الشرعٌة ولم ٌبح إال تلن المابمة على زواج شرعً‬

‫بشروطه المعتبرة ‪.‬‬

‫ومن مظاهر عناٌة اإلسبلم بالنسب أٌضا أنه بالغ فً التهدٌد لآلباء واألمهات حٌن ٌمدمون على إنكار نسب‬

‫أوالدهم‪ ،‬لال الرسول علٌه الصبلة والسبلم ( أٌما رجل جحد ولده وهو ٌنظر إلٌه احتجب هللا منه وفضحه‬

‫على رإوس الخبلبك ) كما حرم اإلسبلم على المرأة أن تنسب إلى زوجها من تعلم أنه لٌس من صلبه ‪ ،‬فمال‬

‫‪ :‬أٌما امرأة أدخلت على لوم من لٌس منهم‪ ،‬فلٌست من هللا فً شًء ولن ٌدخلها جنته‪ ،‬كما حرم على األبناء‬

‫االنتساب إلى غٌر آبابهم لال علٌه الصبلة والسبلم من ادعى إلى غٌر أبٌه وهو ٌعلم أنه غٌر أبٌه فالجنة‬

‫علٌه حرام»‪ ،‬وما ٌنبغً اإلشارة إلٌه أن المشرع المغربً اهتم بدوره بموضوع النسب وأواله العناٌة‬

‫الخاصة سواء فً مدونة األحوال الشخصٌة الملغاة أو فً مدونة األسرة‪ ،‬حٌث خصص له فً هذه األخٌرة‬

‫‪Page 3‬‬
‫المسم األول من الكتاب الثالث المتعلك بالوالدة ونتابجها تحت عنوان " البنوة والنسب وما ٌبلحظ أن الفمهاء‬

‫المسلمٌن لم ٌعطوا تعرٌفا موحدا لمفهوم النسب‪ ،‬بل تحدثوا عن مسابله وعالجوا لضاٌاه‪.‬‬

‫وتعتبر رابطة النسب فً اإلسبلم من أبرز آثار عمد الزوج الذي اعتبره هللا مٌثالا غلٌظا بٌن الزوجٌن‪،‬‬

‫ورتب علٌه حمولا‪ ،‬أولها ثبوت نسب كل فرد إلى أبٌه حتى ال تختلط األنساب وٌضٌع األوالد‪ .‬ولم ٌمل‬

‫اهتمام الشرٌعة اإلسبلمٌة بنفً النسب كما كان لها أكبر االهتمام بإثباته‪ ،‬وذلن لما ٌتمتع به من مكانة ممدسة‬

‫بٌن نصوص الشرع وأحكامه الفمهٌة‪ ،‬إذ ٌعد أحد أركان ومماصد الشرٌعة الخمسة التً من بٌنها النسل و‬

‫النسب"‪.‬‬

‫والنسب باعتباره صلة اإلنسان بمن ٌنتمى إلٌه من اآلباء واألجداد ٌدور حول محورٌن أساسٌٌن‪ ،‬وهما‬

‫اإلثبات بمعنى تؤكٌد حك متنازع فٌه له أثر لانونً بالدلٌل الذي أباحه المانون إلثبات ذلن الحك‪ ،‬والنفً وفك‬

‫الشروط والضوابط الشرعٌة والمانونٌة‪ .‬وإذا استمر النسب التحك المنسب بمرابته وتعلمت به سابر األحكام‬

‫الشرعٌة المرتبطة بهذا النسب من مٌراث ونفمة وموانع الزواج وترتبت علٌه حموق وواجبات‪ ،‬فكان‬

‫استمرار النسب استمرارا للمعامبلت فً المجتمع‪.‬‬

‫وتعد لواعد النسب‪ ،‬من أهم المواضٌع التً استؤثرت باالهتمام فً النماشات الدابرة حول المانون المنظم‬

‫للعبللات األسرٌة بالمغرب‪.‬‬

‫‪Page 4‬‬
‫ولد ارتكزت الكثٌر من هذه النماشات حول دور الخبرة الطبٌة فً مجال إثبات ونفً النسب‪ ،‬خصوصا وأنه‬

‫كان هنان خبلف حول مولف الشرٌعة اإلسبلمٌة فً هذا المجال‪.‬‬

‫ولد عرفت لواعد النسب فً الكثٌر من التشرٌعات الممارنة‪ ،‬ومنها فً بعض الدول اإلسبلمٌة‪ ،‬تطورا‬

‫منمطع النظٌر منذ مدة‪ ،‬بفعل اعتمادها على نتابج أحدث األبحاث العلمٌة المرتبطة بعلم الجٌنات الذي ٌسمح‬

‫بتوفٌر نتابج لطعٌة وحاسمة‪ ،‬حال حصول خبلف أو نزاع فً هذا المجال‪ .‬ولد ألر المشرع بإمكانٌة‬

‫االعتداد بالخبرة أمام المضاء المغربً فً الكثٌر من المجاالت‪ ،‬منذ مدة طوٌلة ومنها االعتداد بالخبرة الطبٌة‬

‫فً مجال لانون األسرة منذ صدوره‪ ،‬وفً عدة لواعد غٌر لواعد إثبات ونفً النسب التً أورد سند اللجوء‬

‫إلٌها فمط ابتداء من مدونة األسرة الصادرة فً ‪.5007‬‬

‫ولد نظم المشرع المغربً أحكام النسب فً المواد ‪ 080‬إلى ‪ 095‬ضمن الباب الثانً من الكتاب الثالث‬

‫بمدونة األسرة والتً جاءت بمستجدات هامة وفً ممدمتها الخبرة الطبٌة إلثبات النسب أو نفٌه التً تعتبر‬

‫من التطورات العلمٌة الجدٌدة‪ ،‬كما سمحت بإلحاق نسب االبن المزداد خبلل فترة الخطبة بالخاطب للشبهة‬

‫شرٌطة توفر شروط منصوص علٌها فً المادة ‪ 089‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫والنسب حسب مدونة األسرة هو لحمة شرعٌة بٌن األب وولده تنتمل من السلف إلى الخلف المادة ‪080‬‬

‫من مدونة األسرة‪.‬‬

‫‪Page 5‬‬
‫والنسب فً اللغة ٌعنى المرابة‪ ،‬وسمٌت المرابة نسبا لما بٌنهما من صلة واتصال‪ ،‬فٌمال نسبت فبلنا إلى‬

‫أبٌه أنسبه نسبا إذا رفعت فً نسبه إلى جده األكبر‪ ،‬أما اصطبلحا فهو سبللة الدم أو رباط سبللة الدم الذي‬

‫ٌربط اإلنسان بؤصوله وفروعه وحواشٌه ‪.‬‬

‫والنسب حك للولد ٌدفع به عن نفسه المعرة والضٌاع وحك ألمه تدرا به الفضٌحة واالتهام بالفحشاء‪ ،‬وحك‬

‫ألبٌه ٌحفظ به نسبه وولده على أن ٌضٌع أو ٌنسب إلٌه ‪ ،‬كما أنه حك ٌكتسً طابعا أمرا متعلما بالنظام العام‪،‬‬

‫وطبما للمواعد األمرة فإن البنت ملحمة بنسب أبٌها وال ٌعتد بؤي اعتراف بالحمل لبل العمد لتعلك لاعدة‬

‫النسب بالنظام العام والمواعد المطبمة فٌه آمرة‪ ،‬ومن هنا ٌبرز الدور األساسً الذي ٌلعبه االجتهاد المضابً‬

‫فً حل اإلشكاالت العملٌة وبلورة المواعد من خبلل النوازل المعروضة علٌه باعتباره مصدرا من مصادر‬

‫الماعدة المانونٌة وخاصة فً حالة تعارض الخبرة كوسٌلة علمٌة حدٌثة إلثبات ونفً النسب مع بالً الطرق‬

‫الشرعٌة األخرى‪.‬‬

‫أهمٌة الموضوع‪:‬‬

‫تكمن أهمٌة هذا الموضوع فً كون الخبرة الطبٌة تعد كوسٌلة أساسٌة إلثبات النسب وهً أٌضا من الوسابل‬

‫المعتمدة فً نفٌه‪ ،‬باإلضافة إلى الوسابل الشرعٌة األخرى‪ ،‬غٌر أن الخبرة الطبٌة تبمى من األمور الجدٌدة‬

‫والمستحدثة ممارنة ببالً الوسابل األخرى ‪ ،‬بكونها وسٌلة ناجعة و من أهم الوسابل المستخدمة والمساعدة‬

‫للمضاء فً شتى المضاٌا ومنها لضاٌا النسب ‪ ،‬إد ٌعتبر النسب من أهم الروابط االجتماعٌة‪ ،‬وللنسب مكان‬

‫خاصة فً المجتمعات اإلسبلمٌة ومنها المجتمع المغربً ‪.‬‬

‫‪Page 6‬‬
‫دوافع اختٌار الموضوع‪:‬‬

‫نظرا ألهمٌة النسب الرتباطه الوطٌد بمضاٌا المجتمع على اعتبار أن لضاٌا النسب أصبحت تشكل‬

‫أغلب الدعاوى المعروضة على المضاء األسري وما ٌثٌره ذلن من إشكاالت عملٌة لتباٌن األحكام المضابٌة‬

‫بخصوص المضاٌا المتشابهة‪ ،‬ولمد كان الدافع الختٌار هذا الموضوع كمحور لهذه الدراسة كون أن النسب‬

‫بالغ الخطورة وله أبعاد وآثار نفسٌة على الولد بدرجة أولى كما له بعد اجتماعً لكونه ٌحمك مصلحة عامة‬

‫للمتجمع وٌتضمن حرمات هللا‪.‬‬

‫ونظرا الهتمامنا بمادة األسرة‪ ،‬كلها عوامل دفعت بنا إلى اختٌار موضوع البحث علنا نتمكن من سبر‬

‫أغواره واستجبلء خفاٌاه من خبلل التطرق بالدراسة والتحلٌل والمنالشة لدور الخبرة الطبٌة كوسٌلة إلتباث‬

‫النسب ونفٌه وفك مدونة األسرة وكٌفٌة تعامل المضاء معها وتبٌان النمابص التً تعتري األحكام الصادرة فً‬

‫الموضوع مع إبراز وجهات نظر الفمه المختلفة بخصوص أهم المستجدات التً جاءت بها مدونة األسرة‪.‬‬

‫صعوبات البحث‪:‬‬

‫وفً خضم ذلن واجهتنا عدة صعوبات‪ ،‬أهمها ٌتجلى فً كون هذا البحث هو أول تجربة لنا فً إطار البحث‬

‫العلمً‪ ،‬حٌث لم تكن لدٌنا فكرة مسبمة حول كٌفٌة االشتغال وال منهجٌة البحث‪ ،‬إضافة إلى للة المراجع‬

‫داخل خزانة الكلٌة والمكتبات العمومٌة المحلٌة‪ ،‬كما أنه فً إطار البحث عن المعلومات فً رحاب المحاكم‪،‬‬

‫‪Page 7‬‬
‫واجهنا بعض رجال المانون بمولهم أن الموضوع صعب ومتشعب ٌصعب اإللمام به من جمٌع الجوانب‪ ،‬إال‬

‫أن هذا لم ٌكن حاجزا أمامنا فً مواصلة البحث‪ ،‬بل كان نمطة لوة بالنسبة لنا‪ ،‬وأخٌرا وجدنا تحدي‬

‫وصعوبة فً التوفٌك بٌن حضور المحاضرات والتحضٌر لبلمتحانات والبحث العلمً نظرا لظروفً‬

‫األسرٌة الماهرة‪.‬‬

‫كما أٌضا من بٌن أبرز الصعوبات التً واجهتنً فً اعداد هذا البحث هو اتساع محاور هدا الموضوع‪،‬‬

‫وتشعب اجزابه ‪ ،‬وكذلن ندرة وللة الدراسات الوطنٌة التً تناولت هذا الموضوع فً مجمله‪ ،‬او أجزاء منه‪.‬‬

‫إشكالٌة الموضوع‪:‬‬

‫من خبلل ما سبك تحلٌله ٌمكن معالجة الموضوع من خبلل االشكالٌة المحورٌة التالٌة‪:‬‬

‫إلى أي حد ساهمت الخبرة الطبٌة كوسٌلة علمٌة حدٌثة فً اتباث النسب ونفٌه فً لانون األسرة‬

‫المغربً؟‬

‫وتتفرع عن هذه االشكالٌة الربٌسٌة مجموعة من األسبلة الفرعٌة التالٌة ‪:‬‬

‫‪ ‬ما مدى نجاعة الخبرة الطبٌة فً إثبات النسب و نفٌه؟‬

‫‪ ‬ما المضامٌن الجدٌدة التً جاءت بها مدونة األسرة فً إثبات النسب ونفٌه؟‬

‫‪ ‬و كٌف تعامل االجتهاد المضابً مع كل هذه الوسابل ؟‬

‫‪ ‬وماذا عن اإلشكالٌات العملٌة التً ٌفرزها التطبٌك المضابً من حٌن اآلخر فً لضاٌا النسب ؟‬

‫‪Page 8‬‬
‫المنهج المعتمد ‪:‬‬

‫إن دراسة موضوع إشكالٌة دور الخبرة الطبٌة فً اتباث ونفً النسب وفك مدونة األسرة ٌمتضً منا‬

‫ضرورة اعتماد منهجٌة معٌنة لمعالجة هذا الموضوع‪ ،‬ومن هنا عالجت هذا الموضوع وفك منهج تحلٌلً‪،‬‬

‫من خبلل تحلٌل مجموعة من النصوص المانونٌة المتعلمة بالنسب والمضمنة فً مدونة األسرة‪ ،‬وأٌضا‬

‫األحكام والمرارات الصادرة فً هذا الموضوع‪.‬‬

‫انطبللا مما سبك‪ ،‬سنجٌب عن هذا اإلشكال من خبلل تمسٌم هذا البحث إلى الفصلٌن التالٌٌن ‪:‬‬

‫‪ ‬الفصل األول ‪ :‬الوسائل الشرعٌة التملٌدٌة إلتباث النسب‬

‫‪ ‬الفصل الثانً ‪ :‬الخبرة الطبٌة كوسٌلة لنفً النسب‬

‫‪Page 9‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الوسائل‬

‫الشرعية التقليدية إلثبات‬

‫النسب‬

‫‪Page 10‬‬
‫ٌعتبر النسب من أهم الحموق التً اعتنى بها اإلسبلم‪ ،‬ونظمها المشرع فً نصوص تشرٌعٌة حٌث عمل‬

‫على تحدٌد وسابل إثباتها حماٌة لؤلعراض ودفعا الختبلط األنساب‪.‬‬

‫لمد نصت المادة ;‪ 08‬من مدونة األسرة على أنه ٌثبت النسب بالفراش أو بإلرار األب أو بشهادة عدلٌن‬

‫أو ببٌنة السماع وبكل الوسابل األخرى الممررة شرعا بما فً ذلن الخبرة »‬

‫وجاء فً المادة ‪ 085‬من نفس المدونة أسباب لحوق النسب ‪ :‬الفراش اإللرار والشبهة»‪ ،‬ومن خبلل‬

‫هاتٌن المادتٌن‪ ،‬فالنسب ٌثبت بالفراش واإللرار و الشبهة والشهادة بنوعٌها والخبرة‪.‬‬

‫وٌتبٌن من ممارنة نص المادة ;‪ 08‬أعبله مع ممتضٌات الفصل <; من مدونة األحوال الشخصٌة‬

‫الملغاة‪ ،‬أن مدونة األسرة لد جاءت بجدٌد ٌتمثل فً الخبرة ‪ ،‬وٌكون المشرع بذلن لد وسع من نطاق ثبوت‬

‫النسب حفظا لؤلنساب ولحموق األطفال ومساٌرة للتطور العلمً الحاصل فً هذا الباب‪ ،‬كما أن تحدٌد وسابل‬

‫اإلثبات بدلة فٌه تٌسٌر مادام الشرع متشوف لثبوت النسب وكون الماعدة الفمهٌة تمضً " بؤنه ال تعجٌز فً‬

‫النسب‪.‬‬

‫‪Page 11‬‬
‫ٌعتبر الفراش السبب الحمٌمً إلثبات النسب‪ 1‬وبالً الوسابل األخرى أسبابا ظاهرٌة والحمة بهذا السبب‬

‫األصلً لهذا ٌتعٌن تحدٌد الممصود بالفراش وشروطه‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬وسائل إثبات النسب‬

‫لمد نصت المادة ;‪ 08‬من مدونة األسرة على أنه ‪ٌ" :‬ثبت النسب بالفراش أو بإلرار األب أو بشهادة‬

‫عدلٌن أو بٌبة السماع وبكل الوسابل األخرى الممررة شرعا بما فً ذلن الخبرة المضابٌة محددة بذلن طرق‬

‫تملٌدٌة وأخرى علمٌة فً إثبات النسب وكاشفة عن تطور فً لواعد إثبات النسب فً المانون المغربً ‪،‬‬

‫فالفراش لغة هو ما بسط عادة للنوم والجلوس علٌه‪ ،‬وٌطلك على المرأة التً ٌستمتع بها زوجها‪ ،2‬لموله‬

‫تعالى " وفرش مرفوعة إنا أنشؤناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا ألصحاب الٌمٌن"‪.3‬‬

‫واصطبلحا‪ ،‬الزوجٌة المابمة أي أن المرأة متعٌنة للوالدة لشخص واحد وال ٌكون ذلن عادة إال بالزواج‬

‫الصحٌح أو ما ألحمه به المشرع استثناءا كالزواج الباطل أو الفاسد واالتصال عن طرٌك الشبهة بخصوص‬

‫ثبوت النسب‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫هنان من ٌعتد بالفراش وحده كسبب للحوق النسب وأن اإللرار والشبهة وسٌلتان السبٌان‪ ،‬أنظر فً هذا الباب عبد السبلم الرفعً الولد‬
‫للفراش فً فمه النوازل واالجتهاد المضابً المغربً‪ ،‬مطبعة إفرٌمٌا الشرق ‪ ،5009‬ص ‪.85‬‬
‫‪2‬دمحم ابن منظور‪" :‬لسان العرب" ‪ ،‬دار صادر بٌروت ج ‪ 9‬ص ‪.659 :‬‬
‫‪3‬اآلٌات من ‪ 68‬إلى ;‪ 6‬من سورة الوالعة‬
‫‪4‬دمحم الكشبور‪ :‬البنوة والنسب فً مدونة األسرة‪ ،‬لراءة فً المستجدات البٌولوجٌة‪ ،‬دراسة لانونٌة وشرعٌة ممارنة‪ ،‬سلسلة الدراسات‬
‫المانونٌة المعاصرة ‪ ،500: / 07‬ص ‪.9: :‬‬

‫‪Page 12‬‬
‫وعلٌه‪ ،‬سؤلسم هذا المبحث إلى مطلبٌن أخصص (األول) للحدٌث عن ثبوت النسب فً الزواج‬

‫الصحٌح‪ ،‬وفً المطلب الثانً أتحدث عن ثبوت النسب فً الزواج غٌر الصحٌح والوطء بشبهة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ثبوت النسب بالفراش فً الزواج الصحٌح‬

‫جاء فً المادة ‪ 80‬من مدونة األسرة إذا توفرت فً عمد الزواج أركانه وشروط صحته وانتفت موانعه‪،‬‬

‫فٌعتبر صحٌحا وٌنتج جمٌع آثاره من الحموق والواجبات التً رتبتها الشرٌعة بٌن الزوجٌن واألبناء‬

‫واأللارب‪ ،‬المنصوص علٌها فً هذه المدونة"‪.‬‬

‫وال شن أن من أبرز وأهم اآلثار ثبوت نسب الولد الذي ٌزداد على فراش الزوجٌة لصاحب هذا‬

‫الفراش‪.‬‬

‫كما جاء فً المادة ‪ 087‬من مدونة األسرة الشروط المعتبرة فً الفراش إلثبات النسب وهكذا نصت‬

‫هذه المادة على أنه ٌثبت نسب الولد بفراش الزوجٌة‬

‫‪ -0-‬إذا ولد لستة أشهر من تارٌخ العمد وأمكن االتصال سواء كان العمد صحٌحا أم فاسدا‪.‬‬

‫‪ -5-‬إذا ولد خبلل سنة من تارٌخ الفراق‬

‫وعلٌه ٌمكن الحدٌث عن هذه الشروط فً النمط التالٌة‪:‬‬

‫‪Page 13‬‬
‫الفمرة األولى‪ :‬إبرام عمد زواج صحٌح‬

‫إن العمل بماعدة الولد للفراش تستوجب توفر عمد زواج صحٌح مستوف األركان والشروط‬

‫وموثما‪ .‬وهكذا جاء فً لرار للمجلس األعلى "‪ ...‬أنه لما كان عمد الزواج موثما والطبلق ثابتا بتارٌخه وتم‬

‫الوضع خبلل األجل المانونً وفً ظل غٌاب أي دلٌل لوي لما ٌدعٌه الطاعن ألنه ال وجود ألي تمرٌر ٌفٌد‬

‫العمم فإن لرار المحكمة كان مرتكزا على أساس لانونً وما جاء فً الوسٌلة عدٌم الجدوى"‪.5‬‬

‫وهو نفس ما تعتمده محاكم الموضوع‪ ،‬إذ جاء فً لرار صادر عن محكمة االستبناف بمكناس "‪...‬‬

‫بالرجوع إلى نسخة عمد الزواج المدلى بها بالملف‪ٌ ،‬تبٌن أن الزواج تم بٌن طرفً الدعوى بتارٌخ‬

‫‪ 05/05/0<<:‬فً حٌن أن االبن المذكور ازداد بتارٌخ <<<‪ 50/7/0‬أي بعد سنة وأربعة أشهر من تارٌخ‬

‫عمد الزواج وبالتالً فهو ال ٌحك للمستؤنف وتعٌن تبعا لذلن رد الدفع المذكور"‪ .6‬كما جاء فً حكم صادر‬

‫عن المحكمة االبتدابٌة بمكناس ‪ ....‬وحٌث إن العبللة الزوجٌة لابمة بٌن الطرفٌن استنادا إلى نسخة مشهود‬

‫بمطابمتها لؤلصل من نسخة عمد زواج‪ ...‬وأن المدعى علٌه عمد على المدعٌة بتارٌخ ‪ ;/0:/0<<:‬وأن‬

‫الوالدة تمت بتارٌخ ;<<‪. 60/00/0‬‬

‫‪5‬لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) صادر بتارٌخ <‪ ،0;/6/500‬الملف رلم ‪ 7:</5/0/500:‬تحت عند ‪ ،009‬منشور بكتاب(‬
‫أهم لرارات المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) فً تطبٌك الكتاب الثالث من مدونة األسرة‪ ،‬على ادكل للطباعة والنشر‪ ،‬الرباط‬
‫‪ ،500:‬ص <‪.:‬‬
‫‪6‬لرار عدد ‪ 6068‬صادر عن محكمة االستبناف بمكناس بتارٌخ ;‪ 56/</500‬فً الملف الشرعً عدد ‪ - 0000/0;/‬غٌر منشور‪.‬‬

‫‪Page 14‬‬
‫وحٌث إنه فً غٌاب الدالبل الموٌة ٌمتنع اللجوء إلى الخبرة لنفً النسب المستند إلى فراش صحٌح"‪.7‬‬

‫كما جاء فً حكم صادر عن لسم لضاء األسرة التابع البتدابٌة تاونات ‪ " :‬حٌث أنكر المدعى علٌه‬

‫بواسطة دفاعه أٌة عبللة له بالمدعٌة وابنها ولم تدل المدعٌة بما ٌثبت زواجها منه ‪.‬‬

‫وحٌث إنه وفضبل عن ذلن أجري البحث بواسطة السلطة المحلٌة فوردت نتٌجته مكذبة إلدعاء المدعٌة‪.‬‬

‫كما أن أغلب الشهود المستمع إلٌهم ال ٌإكدون تلن العبللة‪ ،‬الشًء الذي ٌكون معه الطلب غٌر مإسس‬

‫وٌتعٌن رفضه‪.8"...‬‬

‫فمن خبلل هذا العمل المضابً ٌتضح أن إعمال لرٌنة الولد للفراش تتطلب أن ٌصب عمد الزواج‬

‫الصحٌح فً رسم مكتوب من طرف عدلٌن منتصبٌن لئلشهاد ومخاطب علٌه من طرف لاضً التوثٌك‪ .‬مع‬

‫مبلحظة أن الكتابة فً هذا الصدد هً لئلثبات ال النعماد حسب ما ٌفهم من المادة ‪ 09‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫غٌر أن اإلشكال الذي ٌطرح حول ما إذا كان نسب الولد ٌثبت بمجرد إبرام عمد الزواج ومرور المدة‬

‫المعتبرة شرعا أم ال بد للمدعً من إثبات والعة الدخول بالزوجة بعد إبرام العمد ؟‬

‫‪7‬حكم المحكمة االبتدابٌة بمكناس بتارٌخ ‪ </8/0:‬فً الملف الشرعً عدد ‪0:;6/8/8‬ج‪ ،‬منشور بكتاب المنتمى من عمل المضاء فً‬
‫تطبٌك مدونة األسرة‪ ،‬الجزء األول منشورات جمعٌة نشر المعلومة المانونٌة والمضابٌة سلسلة الشروح والدالبل‪ ،‬العدد ‪ 00‬فبراٌر <‪،500‬‬
‫ط‪ /‬بدون‪ ،‬من ‪.58:‬‬
‫‪8‬حكم رلم ‪ ، 6;0‬ملف ‪ 5/09‬ج ‪ ،‬صادر بتارٌخ ‪ ;/00/09‬لسم لضاء األسرة التابع البتدابٌة تاونات (غٌر منشور) أوردته الملحمة‬
‫المضابٌة عزٌزة حمٌدي فً بحث نهابٌة التمرٌن الفوج ‪ ،67‬ص ‪.05‬‬

‫‪Page 15‬‬
‫هذا السإال كان محط خبلفات فمهٌة‪ ،‬غٌر أن مدونة األسرة لررت ثبوت النسب إن مر على عمد‬

‫الزواج ألل مدة الحمل مع إمكان االتصال ودون تكلٌف مدعً النسب بإثبات والعة الدخول الفمرة األولى من‬

‫المادة ‪ 087‬من مدونة األسرة)‪.‬‬

‫وهكذا اعتبر محكمة النمض االتصال حاصبل ودونما حاجة إلثباته فً الوالعة التً ٌتم االتفاق فٌها على‬

‫بعد مرور أدنى أمد الحمل وٌنفً الزوج االتصال دون إثبات‪ .‬ألن الخلوة بٌن الزوجٌن ثابتة‪ ،‬وألنها هً‬

‫األصل‪ ،‬ولم ٌثبت خبلف هذا األصل‪.9‬‬

‫ففً هذا المرار اكتفى محكمة النمض بالعمد ومرور ألل أمد الحمل للتدلٌل على حصول االتصال وأنه ال‬

‫حاجة إلثباته‪ ،‬ألن الخلوة لٌست شرطا من شروط لٌام العبللة الزوجٌة وما ٌنتج عنها من آثار‪ ،‬بل هً‬

‫مفترضة بمجرد كتابة عمد الزواج وعلى من ٌدعً خبلف ذلن أن ٌثبته بؤدلة والعٌة ومحسوسة‪.‬‬

‫الفثرة الثانٌة‪ :‬مدة الحمل المعتبرة شرعا‬

‫ال ٌكفً لكً ٌلحك النسب بالزوج حسب مدونة األسرة إبرام عمد زواج صحٌح‪ ،‬بل البد من تحمك مدة‬

‫الحمل المعتبرة شرعا إما فً حدها األدنى أي ستة أشهر من تارٌخ العمد‪ ،‬وإما فً حدها األلصى أي سنة‬

‫من تارٌخ انتهاء عمد الزواج‪.‬‬

‫‪9‬لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) الصادر بتارٌخ <<<‪ 09/5/0‬منشور بمجلة لضاء المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا)‬
‫عدد ‪ ،88‬ص ‪ 0056‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪Page 16‬‬
‫ولعل هذا ما كرسه محكمة النمض من خبلل لرارات متواترة عنه‪ ،‬إذ جاء فً إحدى لراراته ‪ ....‬لكن‬

‫حٌث إن الولد للفراش إن مضى على عمد الزواج ألل مدة الحمل وأمكن االتصال وكذا إذا ولد بعد فراق‬

‫داخل سنة واحدة ‪ ....‬والمحكمة لما ثبت لها أن المطلوبة فً الطعن لد أتت بالمولودة‪ ...‬ألكثر من ستة‬

‫شهور من تارٌخ العمد وأللل من سنة من تارٌخ الطبلق مما ٌجعلها الحمة بنسب والدها الطاعن بناء على‬

‫فراش الزوجٌة ‪ ...‬تكون لد ألامت لضاءها على أساس "‪ 10‬وجاء فً لرار آخر ‪ ....‬لكن حٌث إن المادة‬

‫‪ 087‬من مدونة األسرة تنص على انه ٌثبت نسب الولد للفراش إذا ولد لستة أشهر من تارٌخ العمد‪ .‬والثابت‬

‫من أوراق الملف أن الولد‪ ...‬ازداد على فراش الزوجٌة بتارٌخ ‪ 6/05/5000‬أي بعد ستة أشهر من تارٌخ‬

‫العمد‪ ...‬والمحكمة لما ردت دفوع الطاعن بعلة أن الفراش ٌعتبر حجة لاطعة على النسب بصرٌح المادة‬

‫‪ 086‬من مدونة األسرة‪ ...‬تكون لد بنت لضاءها على أساس"‪.11‬‬

‫ونفس النهج سارت علٌه محاكم الموضوع‪ ،‬إذ جاء فً لرار المحكمة االستبناف بمكناس " بالرجوع‬

‫إلى نسخة عمد الزواج ‪ٌ ...‬تبٌن أن الزواج تم بٌن طرفً الدعوى بتارٌخ ‪ 05/05/0<<:‬فً حٌن أن االبن‬

‫المذكور ازداد بتارٌخ <<<‪ 50/7/0‬أي بعد سنة وأربعة أشهر من تارٌخ العمد وبالتالً فهو الحك للمستؤنف‬

‫‪10‬لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) صادر بتارٌخ ‪ 5;/09/5009‬رلم ‪ 5008 0;;/5/0‬تحت عدد ;‪ ،70‬منشور بكتاب أهم‬
‫لرارات المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) فً تطبٌك الكتاب الثالث من مدونة األسرة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.:8‬‬
‫‪11‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) صادر بتارٌخ ‪ 08/00/5009‬الملف رلم ‪ 60:/5/0/5008‬تحت عدد <‪ ،96‬المرجع‬
‫نفسه ص‪.::‬‬

‫‪Page 17‬‬
‫‪ .12"...‬وجاء فً لرار آخر لها " وٌحث إن العبللة الزوجٌة ربطت بٌن طرفً النزاع ابتداء من تارٌخ‬

‫‪ 5/8/5008‬وانتهت بالحكم بالتطلٌك بتارٌخ ‪ 59/:/0:‬مما ٌجعل ازدٌاد االبن‪ ...‬بتارٌخ ‪07/5/500:‬‬

‫حصل أثناء العبللة الزوجٌة ‪ ...‬مما ٌجعل نسبه لوالده تابتا استنادا لماعدة الولد للفراش"‪.13‬‬

‫وجاء فً لرار آخر لها " وحٌث إن االبن‪ ...‬ازداد خبلل مدة ‪ :‬أشهر و <‪ٌ 0‬وم من تارٌخ الطبلق أي‬

‫خبلل سنة‪ ،‬وأن المحكمة كانت على صواب لما اعتبرت نسبه ثابتا لوالده‪ ... 14‬وجاء فً حكم لمسم لضاء‬

‫األسرة التابع للمحكمة االبتدابٌة بمكناس" وحٌث تبٌن للمحكمة من خبلل إطبلعها على عمد الزواج المذكور‬

‫مراجعه أعبله ورسم والدة البنت ‪ ...‬آنها ازدادت داخل األجل المانونً‪ ،‬وبذلن ٌعتبر الفراش حجة لاطعة‬

‫على ثبوت النسب‪ .15" ...‬وجاء فً حكم صادر عن لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة لبولمان بمٌسور‬

‫"وحٌث أدلى المدعً بنسخة ممررة بزواج‪ ...‬مما ٌعنً أن والدته كانت ألكثر من ستة أشهر من تارٌخ‬

‫العمد‪ .‬وحٌث إن الولد الذي ٌولد أثناء فترة العبللة الزوجٌة المحددة فً المادة ‪ 087‬من مدونة األسرة ٌثبت‬

‫نسبه إلى الزوج بمرٌنة لانونٌة لاطعة‪"... 16‬‬

‫‪12‬لرار محكمة االستبناف بمكناس عدد ‪ 6068‬فً الملف عدد ;‪ 0000/0;/‬والصادر بتارٌخ ;‪ ،56/</500‬غٌر منشور‪.‬‬
‫‪ 13‬لرار محكمة االستبناف بمكناس عدد ‪ 8<0‬فً الملف عدد ;‪ 600</0;/‬والصادر بتارٌخ <‪ ،57/5/500‬غٌر منشور‪.‬‬
‫‪ 14‬لرار محكمة االستبناف بمكناس عدد ‪ 50;5‬فً الملف عدد ;‪ 00<5/07/‬والصادر بتارٌخ ‪ ،0</00/5007‬غٌر منشور‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫حكم المحكمة االبتدابٌة بمكناس لسم لضاء األسرة عدد ‪ 50;6‬فً الملف عدد ;‪ )50:;/8/0‬والصادر بتارٌخ ‪ ;/9/5000‬غسر‬
‫منشور‪.‬‬
‫‪ 16‬حكم المحكمة االبتدابٌة لبولمان لسم لضاء األسرة عدد ‪ 6:;/08‬والصادر بتارٌخ ‪ 5;/00/08‬فً الملف عدد ‪ 08 5:5‬غٌر منشور‪.‬‬

‫‪Page 18‬‬
‫والمبلحظ أن المضاء المغربً ٌتشدد فً ضرورة توفر ألل أمد الحمل ففً لرار صادر عن محكمة‬

‫النمض جاء فٌه الولد للفراش متى ولد لستة أشهر من عمد الزواج وهً أدنى مدة الحمل إن أمكن االتصال‬

‫وإال فبل ٌلحك نسبه"‪ .17‬أما فٌما ٌخص ألصى أمد الحمل ‪ ،‬فمد تم تحدٌده فً سنة من تارٌخ الفراق‪ ،‬ومع‬

‫ذلن فإن محكمة النمض ٌتساهل فً هذه المدة فمد جاء فً إحدى لراراته " على أن ما بٌن تارٌخ الطبلق‬

‫وفاتح أبرٌل ال ٌتعدى أسبوعا ولد نص الفمهاء على أن مثل هذه المدة غٌر مإثرة الشًء الذي كان معه‬

‫الحكم المطعون فٌه نالص التعلٌل"‪ .18‬هذا وتجدر اإلشارة إلى أن المادة ‪ 087‬من مدونة األسرة أغفلت‬

‫اإلشارة إلى التموٌم المعتبر فً احتساب المدة الشرعٌة للحمل هل هو الممري أو الشمسً وهو ما خلف‬

‫إشكاال خاصة أن التموٌم الشمسً ٌفوق التموٌم الممري بإحدى عشر ٌوما ‪.‬‬

‫هذا ولد حسم محكمة النمض فً هذا اإلشكال من خبلل عدة لرارات ‪ ،‬بحٌث جاء فً إحدى لراراته‬

‫لكن حٌث إنه من جهة أولى فإن المحكمة مصدرة المرار المطعون فٌه لما اعتمدت التموٌم الممري فً‬

‫احتساب ألل مدة الحمل بدال من التموٌم الشمسً فإنها تكون لد طبمت ما هو ممرر فمها وما جرى به العمل‬

‫‪ 17‬لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) رلم ‪ 0606‬صادر بتارٌخ ‪ 05/05/0<<0‬منشور بمجلسة لضاء المجلس األعلى (محكمة‬
‫النمض حالٌا) عدد ‪.00: <8-;6‬‬
‫‪18‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) رلم ‪ 0790‬صادر بتارٌخ ;;<‪ 5</00/0‬فً الملف عدد ‪ 9:00/;:‬أشارت إلٌه مغنٌة‬
‫رشٌدي‪ ،‬حك الطفل فً النسب ‪ ،‬دراسة فمهٌة تشرٌعٌة لضابٌة ر‪.‬ل‪ .‬د‪ .‬د‪ .‬ع‪.‬م فً المانون الخاص وحدة األسرة والطفولة جامعة سٌدي‬
‫دمحم بن عبد هللا فاس‪ -5006-5005 ،‬ص ‪<5‬‬

‫‪Page 19‬‬
‫المضابً"‪ .19‬وجاء فً لرار المحكمة االستبناف بمكناس " وحٌث إنه بممتضى مدونة األسرة‪ ،‬فإن ألل أمد‬

‫الحمل هو ستة أشهر‪ ،‬والمعروف عند الفمهاء أن الحساب فً ذلن ٌكون بالشهور الممرٌة‪.20‬‬

‫فمن خبلل حٌثٌات هذٌن المرارٌن ٌتضح أن العمل المضابً ٌعتمد التموٌم الهجري أخذا باألحواط‬

‫وتفادٌا لئلضرار بحك الطفل فً النسب إلى أبٌه‪ ،‬وهو فً الحمٌمٌة إعمال للمادة ‪ 700‬من مدونة األسرة التً‬

‫تحٌل على المذهب المالكً واالجتهاد الذي ٌراعً فٌه تحمٌك لٌم اإلسبلم فٌما لم ٌرد علٌه نص فً المدونة‪.‬‬

‫إضافة إلى ما سبك‪ ،‬فهل ٌجب مراعاة أمد الحمل إلثبات نسب الولد للفراش حتى ولو أثبتت الخبرة‬

‫البنوة ؟ ‪.‬‬

‫ال بد من مراعاة ألل مدة الحمل وأكثرها إلثبات النسب بالفراش ولو أثبتت الخبرة البنوة‪ ،‬لكون الخبرة‬

‫لاصرة على إثبات العبللة الطبٌعٌة فمط‪ ،‬ولكن الفراش ٌثبت اإلطار الشرعً الذي تكونت فٌه هذه‬

‫العبللة‪.21‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن من ٌرفع دعوى تخص إثبات النسب وحتى ٌستفٌد من الممتضٌات التشرٌعٌة‬

‫التً تحدد ألل مدة الحمل وألصاها علٌه أن ٌحدد بكل دلة تارٌخ إبرام العمد فً الحالة األولى وتارٌخ ولوع‬

‫الطبلق فً الحالة الثانٌة باإلضافة إلى تارٌخ الوالدة‪ ،‬والمسؤلة لانونٌة تتصل بجوهر النظام العام وتخضع‬

‫‪19‬‬
‫المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) لرار عدد ‪ 76‬بتارٌخ ‪ 0;/0/5009‬منشور بكتاب المنتمى من عمل المضاء ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‬
‫‪.55:‬‬

‫‪ 20‬محكمة االستبناف بمكناس المرار عدد ‪ 6890‬صادر بتارٌخ ;‪ ،00/00/500‬فً الملف عدد ;‪ 0<80/0;/‬غٌر منشور‪.‬‬
‫‪ 21‬عمر لمٌن ‪ :‬در ملحك بوزارة العدل‪ ،‬ربٌس غرفة بمحكمة االستبناف فً ندوة ثم إلماإها بالمعهد العالً للمضاء سنة ‪.500:‬‬

‫‪Page 20‬‬
‫بالتالً الرلابة محكمة النمض‪ .22‬وهكذا جاء فً إحدى لراراته بغرفتٌن"‪ .‬لبن كان الفراش الشرعً لرٌنة‬

‫لاطعة على إثبات النسب‪ ،‬فإن ذلن مشروط بؤن تكون الوالدة ثابتة التارٌخ وداخل األمد المعتبر شرعا بشكل‬

‫ال مراء وال جدال فٌه‪ ....‬وأنه وأمام اختبلف الزوجٌن بشؤن تارٌخ ازدٌاد االبن المذكور‪ ،‬فإنه كان على‬

‫المحكمة أن تبحث بوسابل اإلثبات المعتمدة شرعا ومنها الخبرة التً ال ٌوجد نص لانونً صرٌح ٌمنع‬

‫المحكمة من االستعانة بها‪ .23‬كما أن محاكم الموضوع تستند إلى وسابل اإلثبات المعتمدة لتحدٌد تارٌخ‬

‫الوالدة بكل دلة لترتب األثر المناسب علٌها‪ .‬وهكذا جاء فً لرار لمحكمة االستبناف بمكناس " حٌث تبث‬

‫للمحكمة أن الطفل مزداد بتارٌخ‪ .‬حسب أوراق الملف‪ ،‬وأن الشهادة اإلدارٌة المسلمة فً هذا الشؤن تعد حجة‬

‫على ذلن إلى أن ٌثبت ما ٌخالفها"‪.24‬‬

‫وهكذا ٌتضح من خبلل حٌثٌات هذٌن المرارٌن أن المحكمة ملزمة باعتماد جمٌع الوسابل الممررة‬

‫شرعا لتحدٌد تارٌخ االزدٌاد من نسخة عمد زواج أو رسم طبلق أو شهادة الوفاة وشهادة الوالدة إلثبات‬

‫االزدٌاد وتارٌخه مع اإلشارة إلى أن هذه الوثٌمة األخٌرة ٌجب أن تتضمن البٌانات البلزمة وصادرة عن‬

‫الجهة المختصة وإال فبل ٌعتد بها كما هو حال الشهادة الصادرة عن ضابط الحالة المدنٌة والمحررة من‬

‫طرفه بناء على تصرٌح ٌحتمل الصدق والكذب‪.‬‬

‫‪ 22‬دمحم الكشٌور ‪" :‬البنوة والنسب فً مدونة األسرة"‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.<6‬‬
‫‪ 23‬لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) بغرفتٌن بتارٌخ ‪ </06/5008‬فً الملف عدد ‪ ،908/5/0/5006‬منشور بكتاب المنتمى م‪.‬‬
‫س‪.559 ،‬‬
‫‪ 24‬لرار محكمة االستبناف بمكناس عدد ‪ 05<8‬صادر بتارٌخ;‪ ;/7/500‬فً الملف عدد ;‪ -6606/0:/‬غٌرمنشور ‪.‬‬

‫‪Page 21‬‬
‫بمى أن أشٌر إلى نمطة تتعلك بؤلصى أمد الحمل ومشكلة الرٌبة فٌه‪ ،‬فمد جاء فً المادة ‪ 067‬من مدونة‬

‫األسرة فً حالة إدعاء المعتدة الرٌبة فً الحمل وحصول المنازعة فً ذلن‪ٌ ،‬رفع األمر إلى المحكمة التً‬

‫تستعٌن بذوي االختصاص من الخبراء للتؤكد من وجود الحمل وفترة نشوءه لتمرر استمرار العدة أو‬

‫انتهابها"‪ .‬فإذا تؤكد من ذوي االختصاص أن ما فً بطن المرأة هو حمل وجب الحكم آنذان باستمرار العدة‬

‫وبكٌفٌة غٌر مباشرة الزٌادة فً ألصى أمد الحمل ‪.‬‬

‫ومن بعض الخرافات المتداولة أن الحمل لد ٌرلد فً بطن أمه لسنوات طوال‪ ،‬فالثابت علمٌا أن الحمل‬

‫ال ٌمكن أن ٌمكث فً بطن األم أكثر من تسعة أشهر إال استثناءا جدا ولفترة جد لصٌرة‪ .‬ولد لرر المشرع‬

‫سواء فً المغرب أو مصر أن ألصى مدة الحمل سنة وذلن من باب االحتٌاط ال غٌر‪.25‬‬

‫الفمرة الثالثة ‪ :‬إمكانٌة االتصال بٌن الزوجٌن‬

‫تتعلك االستفادة من لرٌنة الولد للفراش باإلضافة إلى شرطً الزوجٌة والمدة على شرط آخر وهو‬

‫إمكانٌة اتصال الزوج بزوجته‪ ،‬أي اإلمكان المادي كما ٌستفاد من المادة ‪ 087‬من مدونة األسرة وأمكن‬

‫االتصال ‪ "...‬والمبلحظ أن هذا الفصل ٌتحدث عن إمكانٌة االتصال ال عن تحممه وفً هذا الصدد جاء فً‬

‫لرار للمجلس األعلى "‪ ...‬لكن حٌث إن محكمة المرار لما عللت لرارها بؤن الوضع المتفك على حصوله فً‬

‫غشت ‪ 0<<0‬لد جاء بعد عمد الزواج المإرخ فً <;‪ 50/05/‬أي بعد مرور أكثر من ستة أشهر أي داخل‬

‫األمد الذي ٌترتب عن الوضع خبلله ثبوت نسب المولود إلى الزوج طبما للفصول ‪ :9‬و ‪ ;7‬و ‪ ;8‬و ;<‬

‫‪ 25‬دمحم الكشبور ‪ " :‬البنوة والنسب‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪<:-<9‬‬

‫‪Page 22‬‬
‫‪26‬‬
‫وجاء فً لرار آخر له " ٌتحمك إمكان‬ ‫من المدونة وبذلن ٌكون االتصال لد حصل وال حاجة إلثباته"‬

‫االتصال بعد ما تبث أن الزوج الممٌم بالخارج كان ٌتردد على المغرب حٌث تمٌم الزوجٌة خبلل لٌام العبللة‬

‫الزوجٌة‪ .27‬وهو نفس ما تسٌر فٌه محكمة االستبناف بمكناس حٌث جاء فً لرار لها " وحٌث تبث للمحكمة‬

‫من خبلل أوراق الملف وإلرار المستؤنف نفسه كون هذا األخٌر لم ٌتم أسره من طرف ‪ ....‬إال بتارٌخ ‪7‬‬

‫‪28‬‬
‫ٌناٌر ‪ 0<;0‬أي بعد والدة المطلوب نفً نسبه‪ ،‬مما ٌكون الحكم المستؤنف صادف الصواب وٌتعٌن تؤٌٌده"‬

‫وٌستتبع إمكانٌة اتصال الزوج بزوجته إمكانٌة إنجابها منه بؤن ٌكون بالغا لادرا على الوطء‪ ،‬وأال ٌكون‬

‫مجبوبا وال عنٌنا وال مخصٌا أي اإلمكان الشرعً وهو ما سكتت عنه مدونة األسرة‪.‬‬

‫وٌموم المانع الشرعً الذي ٌحول دون انتساب الولد للزوج وذلن فٌما إذا كانت المدة الفاصلة بٌن وضع‬

‫الحمل وبٌن عمد الزواج ألل من ستة أشهر الن المابع مكتسب من دلٌل شرعً ما لم ٌمر الزوج بالمولود‬

‫فٌلحك حٌنها بنسبه‪ .‬كما جاء فً لرار محكمة النمض‪.29‬‬

‫‪26‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد ‪ ;7‬والصادر بتارٌخ <<‪ 09/5/‬فً الملف الشرعً عدد ‪ 8:5</5/5/<7‬منشور‬
‫بمجلة لضاء المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد ‪ -90‬ص ‪.:9 :‬‬
‫‪27‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد ;;‪ 7‬والصادر بتارٌخ ‪ 0</8/5008‬فً الملف الشرعً عدد ‪ 8:5/5/5/<8‬منشور‬
‫بمجلة لضاء المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد مزدوج <‪ -90-8‬ص ‪.096 :‬‬
‫‪ 28‬لرار محكمة االستبناف بمكناس عدد <‪ 08‬والصادر بتارٌخ ;‪ 08/0/0‬فً الملف الشرعً عدد ;‪ ،5058/:/‬غٌر منشور‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫لرار عدد ‪ 506‬صادر بتارٌخ ‪ 06/07/5008‬فً الملف عدد ‪ ، 689/5/5007‬منشور بمإلف إبراهٌم بحمانً( العمل المضابً فً‬
‫لضاٌا األسرة مرتكزاته ومستجداته فً مدونة األحوال الشخصٌة ومدونة األسرة ط‪ ،500;/‬مكتبة دار السبلم ‪ -‬الرباط ‪ -‬ص <‪ 6:‬وما‬
‫ٌلٌها ‪.‬‬

‫‪Page 23‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬ثبوت النسب فً الزواج غٌر الصحٌح‬

‫بعد ما سنحاول التحدث فً هذا المبحث عن ثبوت النسب فً الزواج غٌر الصحٌح (الفمرة األولى)‬

‫سننتمل للحدٌث عن ثبوت النسب للشبهة (الفمرة الثانٌة)‪.‬‬

‫الفمرة األولى ‪ :‬ثبوت النسب فً الزواج غٌر الصحٌح‬

‫نصت المادة ‪ <9‬من مدونة األسرة على أن " الزواج غٌر الصحٌح ٌكون إما باطبل وإما فاسدا"‪ .‬من‬

‫هنا سؤتحدث عن كل نوع على حدة لمعرفة آثارهما على ثبوت النسب‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الزواج الباطل‬

‫تطرلت المادة ‪ 80‬من مدونة األسرة لحاالت الزواج الباطل‪ ،‬بحٌث نصت على أنه ‪ٌ " :‬كون الزواج‬

‫باطبل‪:‬‬

‫‪ -0‬إذا اختل فٌه أحد األركان المنصوص علٌها فً المادة ‪ 00‬أعبله‪.‬‬

‫‪ -5‬إذا وجد بٌن الزوجٌن أحد موانع الزواج المنصوص علٌها فً المواد ‪ 68‬إلى <‪ 6‬أعبله‬

‫‪ -6-‬إذا انعدم التطابك بٌن اإلٌجاب والمبول‬

‫كما نصت المادة ;‪ 8‬من نفس المدونة على ما ٌلً ‪:‬‬

‫‪Page 24‬‬
‫" تصرح المحكمة ببطبلن الزواج تطبٌما ألحكام المادة ‪ <:‬أعبله بمجرد اطبلعها علٌه أو بطلب ممن‬

‫ٌعٌنه األمر‪.‬‬

‫ٌترتب على هذا الزواج بعد البناء الصداق واالستبراء كما ٌترتب علٌه عند حسن النٌة لحوق النسب‬

‫وحرمة المصاهرة"‪.‬‬

‫وهكذا فإذا تم بناء بالمرأة فً الزواج الباطل‪ ،‬ونتج عن هذا البناء حمل فإن المشرع لد مٌز بٌن حالة‬

‫حسن وسوء النٌة ونكون أمام حسن النٌة إذا كان الزوج المعنً جاهبل بسبب التحرٌم‪ ،‬أما إذا كان عالما بذلن‬

‫ومتٌمنا منه فنكون أمام سوء النٌة‪.‬‬

‫وفً هذا الصدد استنبط الفمهاء لاعدة عامة مفادها عدم اجتماع حد ونسب مع التنبٌه إلى أن األصل فً‬

‫الشخص أنه حسن النٌة‪ ،‬لكن متى ٌعتد بحسن النٌة ؟‬

‫ٌرى األستاذ إبراهٌم بحمانً‪ ،‬أن المعتبر لحسن المصد هو ولت صدور اإلٌجاب والمبول‪ ،‬وٌعتبر‬

‫اإلٌجاب والمبول متوافرا فً الحاالت التالٌة ‪:‬‬

‫‪)0‬عندما ٌثبت انه ولع حفل زواج أو خطبة بالشهود‪.‬‬

‫‪ )5‬وجود وثابك تفٌد اتصال الزوجٌن بنٌة الزواج وتكون صادرة عنهما فعبل‪.‬‬

‫‪Page 25‬‬
‫‪ )6‬إذا لام أحد الزوجٌن أو هما معا لدى المصالح اإلدارٌة بإنجاز وثابك ٌمرآن فٌها أو أحدهما‬

‫بالزواج كتسجٌل األبناء بمكتب الحالة المدنٌة مثبل‪.30‬‬

‫والمبلحظ أن مدونة األسرة تعتبر أن مدة الحمل فً الزواج الباطل تبدأ من تارٌخ الدخول ال من تارٌخ‬

‫العمد‪ .‬كما أن المعول علٌه هو لصد الزوج ال الزوجة‪.‬‬

‫هذا ولد كرس العمل المضابً الممتضٌات أعبله‪ ،‬إذ جاء فً لرار للمجلس األعلى لكن ردا على ما ورد‬

‫فً النعً أعبله‪ ،‬فإن المحكمة مصدرة المرار المطعون فٌه تبت لها أن المطلوب فً النمض عمد على‬

‫الطاعنة وهً حامل‪ ....‬ولضت تبعا لذلن بفسخ البطبلن حسب مدونة األسرة عمد النكاح المبرم بٌن‬

‫الطرفٌن‪ ،‬كما لضت بعدم لحوق نسب الولد للمطلوب فً النمض ‪ ...‬وبذلن تكون المحكمة لد عللت لرارها‬

‫تعلٌبل كافٌا وطبمت المانون تطبٌما صحٌحا" ‪ . 31‬وجاء فً حكم لمسم لضاء األسرة التابع للمحكمة االبتدابٌة‬

‫بفاس ما ٌلً ‪ " :‬وحٌث إن بطبلن العبللة الزوجٌة بٌن والدي البنت ‪ ...‬ال ٌإثر فً نسبها إلٌهما باعتبار أن‬

‫بطبلن العمد ٌرتب عند حسن النٌة لحوق النسب وأن حسن النٌة فً العبللات الزوجٌة هو األصل "‪ .‬وجاء‬

‫فً حكم آخر له " وحٌث إن الزوج عمد لرانه مع زوجته فً ولت كانت فٌه حامل مما ٌجعل المانع المإلت‬

‫من الزواج لابما ولت إبرام العمد مما ترتب عنه بطبلن هذا العمد تطبٌما لممتضٌات المادة ;‪ 8‬من مدونة‬

‫األسرة‪ ...‬وحٌث إن الولدٌن لد ازدادا خبلل المدة المعتبرة شرعا األمر الذي ٌجعل نسبهما إلى والدٌهما‬

‫‪30‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) بتارٌخ ‪ 00/8/5009‬فً الملف عدد ‪ 8<;/5/0/5008‬منشور بكتاب المنتمى من عمل‬
‫المضاء‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.560‬‬
‫‪ 31‬حكم لسم األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بماس رلم <‪ 500‬والصادر بتارٌخ <‪ 9/7/500‬فً الملف رلم ;‪ 69:7/5/‬غٌر منشور‪.‬‬

‫‪Page 26‬‬
‫المذكورٌن فً رسم الزواج الذي تم إبطاله ثابتا نظرا لوجود حسن النٌة لدى الزوجان اللذان ألرا أمام هٌبة‬

‫المحكمة خبلل جلسة البحث بؤن اإلٌجاب والمبول والتراضً على الزواج كان حاصبل بٌنهما وتمت إلامة‬

‫‪32‬‬
‫‪...‬‬ ‫حفل الزفاف الذي حضره جمع من الناس"‬

‫وهكذا ٌتضح من خبلل حٌثٌات العمل المضابً أعبله أن الزواج الباطل ٌترتب عنه عند حسن نٌة‬

‫الزوج إلحاق الولد به وٌترتب عن ذلن بالتبع ترتٌب جمٌع اآلثار المتعلمة بالمرابة بحٌث ٌحرم الزواج فً‬

‫الدرجات الممنوعة وتتحمك به نفمة المرابة واإلرث‪.‬‬

‫ثانٌا ‪ :‬الزواج الفاسد‬

‫ٌنمسم الزواج الفاسد طبما للمادتٌن ‪ 90‬و ‪ 90‬من مدونة األسرة إلى زواج فاسد لصداله وزواج فاسد‬

‫لعمده‪ ..‬والزواج الفاسد لصداله هو الذي اختل فٌه شرط كؤن ٌسمى للزوجة صداق مما ال ٌصح التعامل به‬

‫شرعا‪ ،‬وال ٌطرح هذا الزواج أي إشكال على مستوى النسب مادام أنه ٌفسخ لبل الدخول وٌصحح بعد‬

‫الدخول بصداق المثل‪.‬‬

‫وٌكون الزواج فاسدا لعمدة طبما ألحكام المادة ‪ 90‬فً الحاالت الثبلث اآلتٌة‪:‬‬

‫‪ )0‬إذا كان الزواج فً المرض المخوف ألحد الزوجٌن إال أن ٌشفى المرٌض بعد الزواج‪.‬‬

‫‪ )5‬إذا لصد الزوج بالزواج تحلٌل المبتوتة لمن طلمها ثبلثا‬

‫‪ 32‬حكم لسم األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بماس رلم ‪ 6<0‬والصادر بتارٌخ ‪ 5</0/500:‬فً الملف رلم ‪ :;6/0/09‬غٌر منشور‪.‬‬

‫‪Page 27‬‬
‫‪ - )6‬إذا أبرم الزواج بدون ولً فً حالة وجوبه‪.‬‬

‫والماعدة أن الزواج الفاسد لعمده ٌفسح لبل البناء وبعد وٌعتد فٌه بالطبلق‬

‫والتطلٌك إن حدث لبل الحكم بالفسخ‪ ،‬ولم ٌتطرق المشرع بكٌفٌة صرٌحة إلى مسؤلة ثبوت النسب فً‬

‫الزواج الفاسد لعمده‪ ،‬وإنما نص فً المادة ‪ 97‬من مدونة األسرة وبصٌغة العموم على ما ٌلً ‪:‬‬

‫"الزواج الذي ٌفسخ تطبٌما للمادتٌن ‪ 90‬و ‪ 90‬أعبله ال ٌنتج أي أثر لبل البناء وتترتب عنه بعد البناء‬

‫آثار العمد الصحٌح إلى أن ٌصدر الحكم بفسخه"‪.‬‬

‫ومن هنا فالزواج الفاسد لعمده ٌرتب آثار الزواج الصحٌح متى تم بناء بالزوجة ومن ثمة فالنسب ٌثبت‬

‫به دون اعتبار لنٌة الزوج خبلفا للزواج الباطل‪.33‬‬

‫هذا ولد كرس العمل المضابً الممتضٌات أعبله إذ جاء فً لرار للمجلس األعلى‪ ....‬والمحكمة لما‬

‫عللت لراراها بؤن رسم ثبوت الزوجٌة المحتج به ال ٌتضمن اإلٌجاب والمبول وبالتالً لٌس زواجا صحٌحا‪،‬‬

‫دون أن تنالش إذا كان زواجا فاسدا فً إطار المادة ‪ 08:‬من مدونة األسرة ‪ ...‬تكون لد جانبت الصواب‪"34‬‬

‫‪33‬دمحم الكشبور ‪ :‬البنوة والنسب‪ ،‬م‪ .‬م‪ ،‬ص‪ ;7 :‬وما بعدها‪.‬‬


‫للمزٌد من التوسع حول طبٌعة النسب فً الزواج الباطل والفاسد‪ ،‬راجع فً هذا الصدد ‪ .‬د‪ .‬إبراهٌم بحمانً‪ ،‬نسب األبناء فً الزواج‬
‫الفاسد‪ ،‬ممال منشور بمجلة المضاء والمانون العدد <‪ 07‬ص ‪ 56‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) صادر بتارٌخ <‪ 0;/6/500‬فً الملف رلم ;‪ 670/5/0/500‬تحت عدد ‪ ،006‬منشور‬
‫بكتاب أهم لرارات المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) ‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.<0-<0‬‬

‫‪Page 28‬‬
‫‪ .‬وجاء فً لرار آخر له " لكن حٌث إن المحكمة مصدرة المرار المطعون فٌه اعتبرت ما تم بٌن‬

‫الطرفٌن زواجا ‪ ...‬ولما لم ٌشهد علٌه ولم ٌسم فٌه الصداق فإنه ٌبمى زواجا فاسدا طبما لمدونة األحوال‬

‫الشخصٌة وأنه بممتضى الفصل ‪ 6:‬من المدونة المذكورة المادتان ‪ 97‬و ‪08:‬م‪ .‬األسرة فإن الزواج الفاسد‬

‫لعمده ٌفسخ لبل الدخول وبعده ومن أثاره لحوق النسب"‪. 35‬‬

‫وهكذا فمحكمة النمض ٌإكد على أنه متى تعلك األمر بزواج فاسد فعلى المحكمة أن تنالشه وترتب‬

‫لحوق النسب علٌه بعد تؤكدها من توفر شروطه من إبرام الزواج فاسد لصداله أو عمده وانصرام المدة‬

‫الشرعٌة من تارٌخ العمد أو اإلنهاء‪ ،‬وإمكانٌة والدة الزوجة من زوجها‪.‬‬

‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬ثبوت النسب للشبهة ‪( :‬المادة ‪ 651‬من مدونة األسرة نموذجا ً )‬

‫الشبهة‪ 36‬هً كل ما لم ٌتٌمن هل هو حبلل أم حرام‪ ،‬فهو ال ٌكون زنا وال ملحما بزنا وال ٌكون بناء‬

‫على نكاح صحٌح أو فاسد ومن هنا دخلته الشبهة التً أنزلته منزلة الفراش على مستوى ثبوت النسب‪.‬‬

‫‪ 35‬لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد <‪ 6‬الصادر بتارٌخ ‪ 5:/00/5000‬فً الملف عدد ;‪ ،608/5/0/500‬منشور بمجلة‬
‫لضاء المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا)‪ ،‬العدد ‪ :5‬مطبعة األمنٌة الرباط‪ 5000 ،‬من ‪.007‬‬

‫‪ 36‬والشبهة أنواع ‪:‬‬

‫‪ -‬شبهة العمد وهً ما كان االشتباه بحل الوطء فٌها ناشبا عن عمد غٌر صحٌح‪ .‬شبهة الفعل‪ :‬وهً ما كان االشتباه بحل الوطء فٌها ناشبا‬
‫عن خطؤ غٌر ممصود‪ ،‬كما لو زفت إلٌه غٌر الزوجة التً عمد علٌها ولٌل له زوجته ولم تكن كذلن فً والع األمر‪ .‬شبهة المحل ‪ :‬إذا‬
‫وجد على فراشه امرأة ظنها زوجته فوطبها ثم تبٌن أنها أجنبٌة‪.‬‬

‫‪Page 29‬‬
‫وفً التشرٌع األسري المغربً اعتبرت المادة ‪ 085‬من مدونة األسرة أن الشبهة تعتبر سببا من أسباب‬

‫لحوق النسب‪.‬‬

‫ونصت الفمرة األولى من المادة <‪ 08‬من نفس المدونة على ما ٌلً ‪:‬‬

‫"إذا نتج عن االتصال بشبهة حمل وولدت المرأة ما بٌن ألل مدة الحمل وأكثرها ثبت نسب الولد من‬

‫المتصل"‪.‬‬

‫والن االتصال بشبهة عبارة عن والعة مادٌة فمد جاء فً الفمرة الثانٌة من المادة ‪ 0<8‬أعبله أنه ٌثبت‬

‫النسب الناتج عن الشبهة بجمٌع الوسابل الممررة شرعا"‪.‬‬

‫وباعتبار االتصال عن طرٌك الشبهة والعة مادٌة فغالبا ٌبمى استخبلصها وتمدٌرها من مسابل الوالع‬

‫التً تخضع للسلطة التمدٌرٌة لمحاكم الموضوع وال رلابة علٌها فً ذلن من طرف محكمة النمض إال من‬

‫حٌث التعلٌل‪ ،‬وهً من الحاالت النادرة والتً ال تصل إن ولعت إلى ساحة المحاكم ألن األطراف تفضل‬

‫الستر على العلنٌة فً هذا المجال‪.37‬‬

‫هذا ولعل أبرز المستجدات التشرٌعٌة التً جاءت بها مدونة األسرة الماعدة المنصوص علٌها فً المادة‬

‫‪ " : 089‬إذا تمت الخطوبة وحصل اإلٌجاب والمبول وحالت ظروف لاهرة دون توثٌك عمد الزواج وظهر‬

‫حمل بالمخطوبة ٌنسب للخاطب إذا توفرت الشروط التالٌة‪:‬‬

‫‪ 37‬دمحم الكشبور ‪ " :‬البنوة والنسب‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪ :0 :‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪Page 30‬‬
‫إذا اشتهرت الخطبة بٌن أسرتٌهما ووافك ولً الزوجة علٌها عند االلتضاء‬

‫‪ ‬إذا تبٌن أن المخطوبة حملت أثناء الخطبة‪.‬‬

‫‪ ‬إذا ألر الخطٌبان أن الحمل منهما‪.‬‬

‫تتم معاٌنة هذه الشروط بممرر لضابً غٌر لابل للطعن‪ ،‬إذا أنكر الخاطب أن ٌكون ذلن الحمل منه أمكن‬

‫اللجوء إلى جمٌع الوسابل الشرعٌة فً إثبات النسب"‪.‬‬

‫من هنا فمد جاءت مدونة األسرة بممتضى جدٌد فً المادة ‪ 089‬منها إذا اعتبرت الحمل أثناء الخطبة‬

‫بمثابة شبهة ٌثبت بها النسب إذا توفرت الشروط المنصوص علٌها فً هذه المادة‪ ،‬ولد صار االجتهاد‬

‫المضابً فً هذا الصدد‪.‬‬

‫وهكذا جاء فً لرار للمجلس األعلى " لكن حٌث إنه بممتضى المادة ‪ 089‬من مدونة األسرة‪ ،‬فإن من‬

‫ضمن شروط إلحاق النسب بالخاطب للشبهة ثبوت الخطبة الناتج عنها الحمل‪ ،‬والمحكمة مصدرة المرار‬

‫المطعون فٌه رفضت طلب إلحاق النسب بالمطلوب بعلة أنه ال مجال لتطبٌك ممتضٌات المادة ‪ 089‬من‬

‫مدونة األسرة لما تبت لها عدم حصول الخبطة بٌن الطرفٌن‪ ،‬وأن الحمل ناتج عن عبللة فساد ‪ ،‬فتكون بذلن‬

‫أسست لضاءها على أساس"‪.38‬‬

‫‪ 38‬لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد ‪ 597‬والصادر بتارٌخ ‪ 59/7/5009‬منشور بكتاب المنتمى‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.560 :‬‬

‫‪Page 31‬‬
‫فمحكمة النمض ٌإكد على ضرورة حصول الخطبة بٌن الطرفٌن إللحاق االبن بالخاطب أما إذا كانت‬

‫العبللة عبارة عن عبللة جنسٌة عابرة ال تستند إلى اتفاق على زواج امتنع نسب الحمل إلى الخاطب‪ .‬وفً‬

‫هذا جاء فً حكم صادر عن لسم لضاء األسرة التابع للمحكمة االبتدابٌة بمكناس " لكن حٌث إن المدعٌة لم‬

‫تستطع إثبات وجود خطبة بٌنها وبٌن المدعى علٌه واشتهارها بٌن األسرتٌن‪ ،‬كما أنها لم تستطع إثبات وجود‬

‫حمل أثناء الخطبة‪.‬‬

‫وحٌث إن هذه الشروط هً الواجب توفرها فً ممتضٌات المادة ‪ 089‬من مدونة األسرة حتى ٌمكن‬

‫الحدٌث عن أسباب لحوق النسب‪.39‬‬

‫وفً نفس السٌاق نجد محكمة النمض ٌإكد على ضرورة اشتهار الخطبة بٌن أسرتً الخطٌبٌن وإلرار‬

‫الخطٌبٌن بان الحمل منهما وولوعه أثناء الخطبة‪ ،‬إذ جاء فً إحدى لراراته " لبن كانت المادة ‪ 089‬من‬

‫مدونة األسرة تجٌز لحوق نسب حمل المخطوبة للخاطب للشبهة‪ ،‬فإن ذلن رهٌن باشتهار الخطبة بٌن‬

‫أسرتٌهما‪ ،‬وإلرار الخطٌبٌن معا بؤن الحمل منهما وبثبوت ولوعه أثناء الخطبة‪ .‬كما أن الشهود المستمع إلٌهم‬

‫من طرف المحكمة استمى معظمهم علمه بالخطوبة عن طرٌك السماع والمحكمة لما لضت بثبوت النسب‬

‫إلى الطاعن رغم إنكاره تكون لد أساءت تطٌك المادة المحتج بها"‪.40‬‬

‫‪39‬‬
‫حكم صادر عن لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بمكناس عدد <‪ 005‬والصادر بتارٌخ ‪ 56/6/5000‬فً الملف عدد‬
‫‪0:<8/</8‬ج‪ ،‬غٌر منشور‬
‫‪40‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) صادر بتارٌخ ‪ 0;/7/500:‬فً الملف رلم ‪ 5;5/5/0/5009‬تحت عدد ‪ .559‬منشور‬
‫بكتاب أهم لرارات المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) ‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.;:‬‬

‫‪Page 32‬‬
‫وهكذا فمحكمة النمض ٌإكد على أنه ال ٌكفً التواعد السري بٌن الرجل والمرأة‪ ،‬بل ضروري من‬

‫اشتهار الخطبة بٌن أسرتٌهما حتى ٌساهما فً إثبات هذه الخطبة عند النزاع ولدرء مظنة التستر على حمل‬

‫كان نتٌجة سفاح‪ .‬وٌمع عبى إثبات اشتهار الخطبة على الخطٌبٌن‪ ،‬ففً حكم صادر عن لسم لضاء األسرة‬

‫بالمحكمة االبتدابٌة بمٌسور جاء فٌه ‪ " :‬وحٌث إن الخطبة تمت واشتهرت بٌن الناس لمدة ‪ 8‬سنوات حسب‬

‫الشاهد والذي صرح أمامنا بعد ازدٌاد االبن أنه له‪ ،‬وهذا ٌعد لرٌنة على أن االبن ازداد داخل فترة‬

‫الخطوبة‪.41‬‬

‫كما أن موافمة ولً المخطوبة إذا كانت لاصرة ضرورٌة ألجل أن تكون الخطبة صحٌحة ومنتجة‬

‫آلثارها المانونٌة ‪ ،‬وإن كان فٌه تعارض مع ممتضٌات المادة ‪ 06‬من مدونة األسرة ألن الولً شرط لصحة‬

‫عمد الزواج ال الخطبة‪ .‬ففً حكم لمسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بمكناس جاء فٌه " وحٌث إن‬

‫الخطوبة اشتهرت بٌن الطرفٌن حسب ما أكدته المخطوبة وكذا الخاطب ووالدٌها‪ ،‬كما وافك أب المدعٌة‬

‫وهو ولٌها علٌها ‪ ...‬مما ٌتعٌن معه االستجابة لطلب ثبوت نسب البنت‪.42‬‬

‫هذا ولد ذهب محكمة النمض إلى أنه إذا تمت الخطبة وحصل معها حمل من المخطوبة ٌنسب للخاطب‬

‫بشروط المادة ‪ 089‬وال ٌشترط لذلن لٌام العبللة الزوجٌة‪ ،‬إذ جاء فً لرار صار عنه والبٌن من أوراق‬

‫‪41‬حكم صادر عن لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة لٌومان بمٌسور رلم ‪ 57/08‬الصادر بتارٌخ ‪ 5;/5/08‬فً الملف الشرعً عدد‬
‫‪ ،606/07‬حكم غٌر منشور ‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫حكم صادر عن لسم لضاء األسرة التابع للمحكمة االبتدابٌة بمكناس رلم <‪ 5;8/0‬الصادر بتارٌخ <‪ 5/00/0‬فً الملف رلم‬
‫;‪ 7<6/0</0‬غٌر منشور‪.‬‬

‫‪Page 33‬‬
‫الملف ومن شهادة الشهود المستمع إلٌهم من طرف المحكمة أن تصرٌحاتهم التصرت على وجود خطبة بٌن‬

‫الطالب والمطلوبة فً النمض واشتهار هذه الخطبة بٌن الناس دون أن تكون فً هذه التصرٌحات ما ٌفٌد‬

‫انعماد الزواج بٌنهما بحصول اإلٌجاب والمبول بالشكل الممرر فً المادة ‪ 09‬من مدونة األسرة ‪ ...‬وكان‬

‫على المحكمة أن تتحمك من توفر شروط المادة ‪ 089‬وترتب علٌها أثارها بدل أن تطبك المادة ‪.43"09‬‬

‫والسإال الذي ٌطرح هل ٌشترط ألل مدة الحمل فً إثبات النسب بالشبهة فً الخطوبة أم أنه لاصر‬

‫على فراش الزوجٌة فمط ؟‬

‫إن إعمال المادة ‪ 089‬من مدونة األسرة ٌمتضً مراعاة المادة ‪ 087‬من نفس المدونة والتً تتحدث عن‬

‫مدة الحمل المعتبرة شرعا‪ ،‬طبما للمادة ‪ 088‬من المدونة والتً تشترط ألل مدة الحمل أو ألصاها عند‬

‫االتصال بشبهة والذي ٌبدأ من التارٌخ الذي انعمدت فٌه الخطبة بالنسبة أللل مدة الحمل أو من تارٌخ العدول‬

‫عن الخطبة أو فسخها أو الوفاة بالنسبة أللصى مدة الحمل‪ ،‬وهو ما ٌمكن إثباته بكل وسابل اإلثبات المعتمدة‬

‫فً مجال إثبات النسب‪.‬‬

‫كذلن ما الحكم إذا نازع الخطٌب أن الولد لٌس منه‪ ،‬فهل ٌمكن إثبات نسبه بوسٌلة أخرى ؟‬

‫تشٌر الفمرة األخٌرة من المادة ‪ 089‬من مدونة األسرة إلى الجواب عن هذا السإال " إذا أنكر الخاطب‬

‫أن ٌكون ذلن الحمل منه‪ ،‬أمكن اللجوء إلى جمٌع الوسابل الشرعٌة فً إثبات النسب" والممصود بها طبعا‬
‫‪43‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) بتارٌخ <‪ 0;/06/0‬فً الملف رلم ‪ 506/5/0/0:‬تحت عدد ;‪ ،00‬منشور بكتاب أهم‬
‫لرارات المجلس ‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ;;‪.‬‬

‫‪Page 34‬‬
‫الخبرة الطبٌة للتحمك من النسب‪ ،‬ففً حكم لمسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بفاس جاء فٌه‪ " :‬وحٌث‬

‫نصت المادة ‪ 089‬على أنه إذا أنكر الخاطب ‪ ...‬وحٌث إنه إعماال لهذا الممتضى فمد أمرت المحكمة تمهٌدٌا‬

‫بإجراء خبرة على الحامض النووي لكل من المدعى علٌه والطفلة ‪ ...‬لمعرفة ما إذا كانت هذه األخٌرة لد‬

‫تنصلت من صلبه ‪ ....‬وحٌث إنه بناء على العلل مجتمعة‪ ،‬التنعت المحكمة جازمة بؤن الشروط المنصوص‬

‫علٌها بممتضى المادة ‪ 089‬من المدونة لام الدلٌل على توافرها فً نازلة الحال‪ .‬كما أن تمرٌر الخبرة جاء‬

‫شاهدا بلسان حاله على تنسل الطفلة ‪ ...‬من صلب والدها المدعى علٌه "‪ .44‬على أنه إذا تؤكدت المحكمة من‬

‫عدم توفر شروط المادة ‪ 089‬من مدونة األسرة فإنها ال تلجؤ إلى إجراء الخبرة‪ .‬ففً لرار للمجلس األعلى‬

‫جاء فٌه " المحكمة مصدرة المرار المطعون لما رفضت طلب إلحاق النسب بالمطلوب بعلة أنه ال مجال‬

‫لتطبٌك ممتضٌات المادة ‪ 089‬من مدونة األسرة بما فً ذلن إجراء خبرة لما تبث لها عدم حصول الخطبة‬

‫بٌن الطرفٌن وأن العبللة المزعومة الناتج عنها الحمل موضوع النزاع مجرد عبللة فساد‪ٌ ...‬كون لد أسست‬

‫لضاءها على أساس لانونً صحٌح"‪.45‬‬

‫وجدٌر بالذكر فإنه من خبلل تصفح مجموعة من األحكام الصادرة عن لسم لضاء األسرة التابع‬

‫للمحكمة االبتدابٌة بمكناس بخصوص إثبات النسب وفك المادة ‪ 089‬من مدونة األسرة فهو ال ٌكلف نفسه‬

‫‪44‬‬
‫حكم صادر عن لسم األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بفاس عدد ‪ 7980‬والصادر بتارٌخ ‪ 08/00/500:‬فً الملف الشرعً عدد‬
‫‪ ،60;0/0/08‬غٌر منشور‬
‫‪45‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد ‪ 597‬والصادر بتارٌخ ‪ 50/07/5009‬فً الملف رلم ‪.، 90:/5/0/5008‬منشور‬
‫بكتاب أهم لرارات المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا)‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.;9‬‬

‫‪Page 35‬‬
‫عناء البحث فً وجود ظروف استثنابٌة حالت دون توثٌك عمد الزواج كالحصول على إذن لاضً األسرة‬

‫المكلف بالزواج إذا كان أحد طرفٌه لاصرا أو اإلذن بالتعدد‪ ،‬أو إذن السلطة الرباسٌة إذا تعلك األمر بزواج‬

‫العسكرٌٌن أو وجود ظروف مادٌة أو عابلٌة‪ .‬وهً مسابل موضوعٌة تخضع للسلطة التمدٌرٌة للمحكمة‬

‫والتً ٌجب علٌها أن تتعامل بنوع من المرونة تماشٌا مع المادة ‪ 080‬والتً تإكد على أن النسب ٌثبت بالظن‬

‫وال ٌنتفً إال بحكم لضابً‪ .‬وفً هذا اإلطار نجد أن المحكمة االبتدابٌة بفاس فً حكمها بتارٌخ‬

‫‪ 60/07/5009‬اعتبرت أن الظروف المادٌة والعابلٌة لم تسمح بتوثٌك عمد الزواج نظرا لمرض الجد‬

‫والوالدٌن بمثابة ظرف لاهر حال دون توثٌك عمد الزواج"‪.46‬‬

‫وجدٌر بالذكر أن الخاطب ال ٌجوز له مبلعنة المخطوبة فٌما إذا شكن فً سلوكها أثناء الخطبة ألن‬

‫النسب ال ٌثبت له إال بحكم لضابً وذلن عكس الفراش فً الزواج الصحٌح‪ .‬كما أن الحمل الناتج عن‬

‫الخطبة ال ٌمكن تسجٌله فً سجبلت الحالة المدنٌة لتولف ذلن على استصدار حكم لضابً ٌثبت توفر‬

‫شروط المادة ‪ 089‬من مدونة األسرة أوال لترتٌب اآلثار المانونٌة علٌه ثانٌا‪.‬‬

‫ولبل ختم هذا المبحث المتعلك بإثبات النسب بالفراش أود التؤكٌد على أنه عند توفر شروط الفراش فبل‬

‫ٌستجاب لطلب الزوج المبنً على أن الولد لٌس منه‪ ،‬وأنه ناتج عن عبللة الخٌانة الزوجٌة أو أنه عمٌم‪ .‬ففً‬

‫‪46‬‬
‫حكم رلم ‪ 66;5‬صادر عن لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بماس‪ ،‬فً الملف رلم ‪ 69:0/0;/09‬أشارت إلٌه الملحمة المضابٌة‬
‫عزٌزة حمٌدي فً بحث نهاٌة التمرٌن‪ ،‬الفوج ‪ ،67‬ص ‪.6:‬‬

‫‪Page 36‬‬
‫لرار للمجلس األعلى "إذا ثبت النسب بالفراش فبل ٌستجاب إلجراء طبً لنفٌه"‪ .47‬كما جاء فً لرار أخر "‬

‫لكن حٌث إنه لما كان الفراش الصحٌح حجة لاطعة على ثبوت البنت‪ ..‬فإن صدور حكم بإدانة المطلوبة فً‬

‫النمض بالخٌانة الزوجٌة وإلرارها بذلن أمام الضابطة المضابٌة‪ ،‬ال تؤثٌر على ثبوت النسب"‪. 48‬‬

‫المبحث الثانً‪ :‬إثبات النسب باإللرار والبٌنة الشرعٌة‬

‫ٌعد اإللرار من وسابل إثبات النسب‪ ،‬فإذا كان الفراش منشبا له‪ ،‬فإن اإللرار كاشف له ولد تعرض له‬

‫المشرع فً المادة ‪ 085‬من مدونة األسرة التً جاء فٌها‪ ،‬أسباب لحوق النسب ‪ -‬الفراش ‪ 5-‬اإللرار ‪-‬‬

‫الشبهة وكذلن فً المادة ;‪ 08‬من نفس المدونة التً حددت وسابل إثبات النسب‪ ،‬ولئلحاطة بالموضوع‬

‫سنتطرق لمفهوم اإللرار وأركانه وأنواعه (مطلب أول) ثم لشروطه واثباته وآثاره فً( مطلب ثان)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم اإللرار أركانه وانواعه‬

‫مفهوم اإللرار ‪ٌ :‬عتبر اإللرار أو االستلحاق وسٌلة من وسابل إثبات النسب ولد تعرضت له مدونة األسرة‪،‬‬

‫فً المادة ‪ 085‬منها كسبب من أسباب لحوق النسب‪ .‬وكذلن فً المادة ;‪ 08‬كوسٌلة من وسابل إثبات‬

‫النسب‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد ‪ ،607‬صادر بتارٌخ ‪ 05/9/5006‬فً الملف عدد ‪ ،6:7/5/5/5000‬أورده فً‬
‫إبراهٌم بحمانً فً مإلفه م‪ .‬س ص ‪.65< :‬‬
‫‪48‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) الصادر بتارٌخ ‪ 7/00/5009‬فً الملف عدد ‪ 87:/5/0/5007‬منشور بكتاب المنتمى م‪.‬‬
‫م‪ ،‬ص ‪.567‬‬

‫‪Page 37‬‬
‫واإللرار فً اللغة هو اإلذعان للحك واالعتراف به‪ 49‬واصطبلحا خبر ٌجب على لابله فمط بلفظه أو‬

‫بلفظ ناببه واإللرار بالنسب إخبار شخص بوجود المرابة بٌنه وبٌن شخص آخر‪.50‬‬

‫و لال تعالى ‪« :‬لال ألررتم وأخذتم على ذلن إصري‪ ،‬لالوا ألررنا‪ 51‬كما أنه‪ ،‬اإلخبار عن ثبوت حك‬

‫للغٌر على المخبر‪ ،52‬وٌسمى الشهادة على النفس وعرفه ابن عرفة بؤنه خبر ٌوجب حكم صدله على لابله‬

‫فمط بلفظه أو لفظ ناببه‪ ،‬وحمٌمة اإللرار اإلخبار عن أمر ٌتعلك به حك الغٌر وحكمه اللزوم وهو أبلغ من‬

‫الشهادة‪.53‬‬

‫واإللرار عند الفمهاء ٌطلك علٌه لفظ االستلحاق وعرفه ابن معجوز بؤن ٌدعً الرجل أنه أبا لغٌره بؤن‬

‫ٌمول هذا ابنً أو فبلن ابنً حٌا كان هذا المستلحك أو مٌتا‪ ،‬ذكرا كان أو أنثى كان كبٌرا أو صغٌرا وسواء‬

‫كان المستلحك صحٌحا أو مرٌضا مرض الموت عند االستلحاق‪.54‬‬

‫ولد نظمت مدونة األسرة اإللرار فً المواد من ‪ 090‬إلى ‪ ،095‬حٌث نجدها فً المادة ‪ 090‬لد‬

‫استعملت لفظً اإللرار واالستلحاق بمعنى واحد‪.55‬‬

‫‪ 49‬ابن منظور ‪ " :‬لسان العرب ‪ ،‬ج ‪ 8‬م ‪ .‬س ‪ -‬ص ;;‪.‬‬

‫‪ 50‬دمحم مصطفى شلبً أحكام األسرة فً اإلسبلم ط ‪ 5‬سنة ‪ 0<:6‬ص ‪. 9;6‬‬


‫‪ 51‬اآلٌة ‪ ;0‬من سورة آل عمران‬
‫‪ 52‬أبو عبد هللا الحطاب ‪ :‬مواهب الجلٌل لشرح مختصر خلٌل ‪ -‬مطبعة السعادة الطبعة ا‪065< ،‬هـ‪ ،‬ج الخامس‪ ،‬ص ‪.509‬‬
‫‪ 53‬المعطً الجبوجً ‪ :‬المواعد الموضوعٌة والشكلٌة لئلثبات وأسباب الترجٌح بٌن الحجج‪ ،‬الطبعة األولى‪ 5005 ،‬مكتبة الرشاد بسطات‪،‬‬
‫ص ‪.66‬‬
‫‪54‬‬
‫دمحم ابن معجوز ‪ :‬أحكام األسرة فً الشرٌعة اإلسبلمٌة وفك مدونة األحوال الشخصٌة ج || ‪ -‬الوالدة ونتابجها األهلٌة والنٌابة‬
‫الشرعٌة‪ ،‬طبعة ;<<‪ ،0‬ص ‪.7:‬‬

‫‪Page 38‬‬
‫الفمرة األولى ‪ :‬أركان اإللرار‬

‫أركان اإللرار أربعة وهً‪ :‬الممر ‪ -‬الممر له ‪ -‬الممر به والصٌغة‬

‫أوال الممر‪ :‬وهو الشخص الذي ٌعترف بنسب االبن إلٌه وهنا هو األب وٌشترط فٌه شروط منها ‪:‬‬

‫‪ ‬أن ٌكون مكلفا‪ ،‬أي عالبل وبالغا ألنه ال ٌتصور إلرار الصبً والمجنون‪.‬‬

‫‪ ‬لمول خلٌل‪ :‬وٌإخذ مكلف ببل حجر بإلراره»‪.‬‬

‫‪ ‬أن ٌكون ذكرا وبممتضى هذا الشرط فٌجب أن ٌصدر اإللرار عن الزوج حسب فمهاء المالكٌة‬

‫والشافعٌة لكون االستلحاق من خصابص الذكورة وٌثبت نسب الولد الممر له بإلرار الزوج وحده‪.‬‬

‫‪ ‬أن ٌكون لادرا على الوطء ‪ :‬ألنه ٌستحٌل اإلنجاب من غٌر البالغ‬

‫‪ ‬أن ٌكون طابعا غٌر مكره ‪ :‬فإن أكره الممر على االعتراف بالولد واستلحمه لم ٌعتد بإلراره‪.‬‬

‫ثانٌا ‪ :‬الممر له وهو الولد المجهول النسب الذي ال ٌعرف له أب ٌنتسب إلٌه‪.‬‬

‫‪ 55‬جاء فً لول النابغة الدبٌانً ‪ :‬إنا أناس الحمون بؤصلنا فالحك بؤصلن خارج بن سنان‪.‬‬

‫جاء فً حكم محكمة االستبناف العلٌا دابرة التمٌٌز بالكوٌت تحت عدد ‪ : 006‬اإللرار بالنسب مشروط فً المذهب المالكً بؤن ٌكون‬
‫الممر له مجهول النسب أي ال ٌعلم له أب‪ ،‬وأن ٌكون من الممر له بحٌث ٌمكن أن ٌولد لمثله‪ ،‬وأال ٌصرح الممر بؤنه من الزنا » منشور‬
‫بالمجلة العربٌة للفمه والمضاء‪ ،‬عدد ‪ 0:‬أكتوبر ‪ ،0<<9‬ص ‪.058‬‬

‫‪Page 39‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الممر به وهً البنوة‪ ،‬أي صلة المرابة بٌن الممر والممر له‪ ،‬بٌن الفرع واألصل مدعً االنتساب إلٌه‬

‫وٌتعلك األمر باإللرار المباشر بالنسب أما فً اإللرار غٌر المباشر‪ ،‬فالممر به ٌشمل على تفرع عن أصل‬

‫النسب كاألخوة والعمومة‪.56‬‬

‫رابعا ‪ :‬الصٌغة وهً اللفظ أو ما ٌموم ممامه من كل ما ٌدل على االعتراف بالنسب من الممر للممر له وأجمع‬

‫الفمهاء على أن اإللرار ٌصح سواء بلفظ الكناٌة أو الكتابة أو باإلشارة من العاجز عن الكبلم‪ ،‬ولد ٌستفاد من‬

‫السكوت عندما تحٌط به ظروف ومبلبسات تخلع علٌه داللة المبول‪.57‬‬

‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬أنواع اإللرار‬

‫ٌنمسم اإللرار إلى لسمٌن ‪ :‬إلرار مباشر وغٌر مباشر‬

‫أوال اإللرار المباشر ‪ :‬وهو إدعاء الممر أنه أب لغٌره متى توفرت الشروط المنصوص علٌها فً المادة‬

‫‪ 090‬من المدونة ومثاله أن ٌمول الممر هذا ابنً أو أبً أو هذه ابنتً وٌتعلك األمر هنا باإللرار بؤصل‬

‫النسب‪ ،‬وهذا النوع من اإللرار هو الذي ٌثبت به النسب وال ٌمكن الرجوع فٌه‪ ،‬من طرف من صدر عنه‬
‫‪ 56‬المشرع المغربً استبعد الرأي الذي ٌؤخذ بإلرار الساكت حٌنما نص فً المادة ‪ 095‬من مدونة األسرة (الفصل ‪ <8‬من مدونة األحوال‬
‫الشخصٌة الملغاة ٌثبت اإللرار بإشهاد رسمً أو بخط ٌد الممر الذي ال شن فٌه»‪ .‬بخصوص اإللرار غٌر المباشر‪ ،‬أنظر الفمرة الثالثة‪:‬‬
‫أنواع اإللرار ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫ٌرى د‪ .‬أحمد الخملٌشً أنه فً ولتنا الحاضر ال ٌبدو كافٌا االعتراف بالنسب عند إدعابه من طرف األب وإنما ٌنبغً أن ٌلزم بهذا‬
‫النسب كلما أمكن التعرف علٌه‪ ،‬فالعبللات غٌر الشرعٌة تكاد تكون عامة والعزوف عن الزواج ظاهرة متنامٌة بشكل خطٌر وعشرات‬
‫آالف من األطفال ٌلمى بهم فً الشوارع ومستشفٌات الوالدة‪ ،‬لذلن فإن إلزام األب بانتساب ولده من الزنى إلٌه ٌحمك هدفا مزدوجا من‬
‫ناحٌة الحماٌة لنسبة مهمة جدا من هإالء األطفال الذٌن ال ذنب لهم وإنما حملوا جرٌمة ارتكبها آباإهم العابثون بالدٌن واألخبلق ولٌم‬
‫المجتمع ومن جهة ثانٌة الحد من تزاٌد أطفال الشوارع فعندما ٌعلم أباء هإالء األطفال أن النسب ٌبلحمهم ولو كانت العبللة غٌر شرعٌة‬
‫سٌحتاط أغلبهم وٌفضلون العٌش داخل الشرعٌة واالحتماء بنظام األسرة‪.‬‬

‫‪Page 40‬‬
‫وهذا ما أكده محكمة النمض فً لراره «اإللرار بالبنوة ٌلزم الممر وال ٌمبل منه طلب نفً النسب بدعوى أنه‬

‫اكتشف فٌما بعد أنه عمٌم‪ ،‬ألن الولد للفراش وال ٌنتفً إال بالشروط المحددة شرعا‪ ، 58‬مادام فٌه إلرار‬

‫بالنسب على نفس الممر وٌمتصر على عبللة النسب بٌن الممر والممر له‪.‬‬

‫ثانٌا ‪ :‬اإللرار غٌر المباشر‪ :‬وٌمصد به إلرار غٌر األب بما فٌه تحمٌل النسب علٌه‬

‫وٌسمى باإللرار بفرع النسب كؤن ٌمر شخص آلخر بؤنه أخوه أو ابن ابنه أو بنت ابنه وهذا النوع من‬

‫اإللرار فٌه تحمٌل النسب على غٌر الممر‪ ،‬و ال ٌإخذ به فً إثبات النسب بصرٌح المادة ‪ 090‬من مدونة‬

‫األسرة التً جاء فٌها «ال ٌثبت النسب بإلرار غٌر األب‪. 59‬‬

‫والممر له ٌشارن الممر فً نصٌبه فً اإلرث على اعتبار أن اإللرار حجة لاصرة ال تتعدى الممر إلى‬

‫غٌره‪ ،‬أي ال ٌلزم الورثة اآلخرٌن به ما لم ٌوجد تصدٌك منهم على هذا االلرار الفرق بٌن اإللرار والتبنً‬

‫والتنزٌل واإللرار ٌختلف عن التبنً والتنزٌل فً األحكام واآلثار‪ ،‬فإذا كان اإللرار كوسٌلة من وسابل إثبات‬

‫النسب متى توفرت شروطه وتترتب علٌه آثار أهمها النسب والتوارث وحرمة المصاهرة إلخ‪ ،‬فإن التبنً‬

‫محرم شرعا بموله تعالى ‪ :‬وما جعل أدعٌاءكم أبناءكم ذلن لولكم بؤفواهكم وهللا ٌمول الحك وهو ٌهدي‬

‫‪58‬‬
‫لرار عدد ‪ 7<5‬بتارٌخ ‪ 59/00/5009‬فً الملف الشرعً عدد ‪ 5<6/5/0/508‬أورده د‪ .‬إبراهٌم بحمانً فً مإلفه‪ .....‬مس‪ ،‬ص‬
‫‪.700‬‬
‫‪ 59‬بالممابل فإنه ال ٌمكن نفً النسب من غٌر األب‪ ،‬فإذا توفً األب فإن دعوى لفً النسب ال تسمع من الورثة إذا جاءت دعواهم مجردة‬
‫عن حك آخر‪ ،‬جاء فً لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد ‪ 7<8‬بتارٌخ ‪ 9/</5009‬الملف الشرعً‪ ،‬عدد ‪009/5/0/5008‬‬
‫دعوى نفً النسب ال ٌجوز سماعها من طرف الورثة إذا ألٌمت مجردة عن حك أو مال طالما أن نفً النسب المجرد حك لبلب المعنً به‬
‫ال ٌجوز التعامل فٌه من طرف الغٌر‪ ،‬منشور بمجلة لضاء المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا)‪،‬عدد ‪ ،9:‬ص ‪.000‬‬

‫‪Page 41‬‬
‫السبٌل‪ 60‬ولانونا بممتضى المادة <‪ 07‬من المدونة «ٌعتبر التبنً باطبل وال ٌنتج عنه أي آثر من آثار البنوة‬

‫الشرعٌة» أما التنزٌل فٌنصرف إلى المال ال النسب ( التنزٌل او الوصٌة)‬

‫المطلب الثانً‪ :‬إثبات النسب بالبٌنة الشرعٌة‬

‫كما ٌثبت النسب بالفراش أو اإللرار ‪ ،‬فإنه لد ٌثبت بشهادة عدلٌن أو بٌنٌة السماع وفً هذا نصت‬

‫مدونة األسرة فً المادة ;‪ 08‬على أنه ٌثبت النسب‪ ....‬بشهادة عدلٌن أو بٌنة السماع ‪.‬‬

‫الفمرة األولى ‪ :‬ماهٌة شهادة عدلٌن وبٌنة السماع‬

‫فالشهادة فً حمٌمتها إخبار اإلنسان بحك لغٌره على غٌره‪ ،‬ولد اعتبرها المشرع المغربً فً مدونة‬

‫األسرة حجة كافٌة إلثبات النسب‪ ،‬إال أنه لم ٌنظمها بممتضٌات خاصة ‪ ،‬ومن هنا فالمعول علٌه هو أحكام‬

‫الفمه المالكً والذي تحٌل علٌه المادة ‪ 700‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫والماعدة العامة أن شهادة الشهود التً ٌثبت بها النسب فً الفمه اإلسبلمً عموما والفمه المالكً على‬

‫وجه الخصوص هً شهادة رجلٌن أو شهادة رجل وامرأتٌن‪ ،‬على أنه متى تعلك األمر بإثبات الوالدة فٌمكن‬

‫مبدبٌا أن ٌمع اإلثبات عن طرٌك شهادة امرأتٌن فمط على أساس أن الوالدة من األمور التً ال ٌطلع علٌها‬

‫‪ 60‬اآلٌة ‪ 7‬من سورة األحزاب‪.‬‬

‫‪Page 42‬‬
‫إال النساء عادة دون الرجال‪ 61‬والفمه المالكً ٌمٌز فً الشهادة بٌن الشهادة األصلٌة والتً ٌكون موضوعها‬

‫من إمبلء المشهود علٌه‪ ،‬وبٌن الشهادة االسترعابٌة وهً شهادة الشاهد بما فً علمه‪.‬‬

‫أما بٌنة السماع فهً نمل خبر مشاع بٌن الناس‪ ، 62‬وهً اللفٌف التً ٌشهد فٌها ‪ 05‬شاهدا بؤنهم سمعوا‬

‫سماعا شافٌا بٌن الناس بالوالعة موضوع الشهادة أي أنهم ال ٌشهدون بعلمهم المباشر بالوالعة كما أنهم ال‬

‫ٌرونها أو ٌنملونها عن شخص أو أشخاص معٌنٌن‪ ،‬وإنما ٌعتمدون فٌما ٌشهدون به على السماع الفاشً‬

‫والمنتشر بٌن الناس‪ .63‬فبٌنة السماع كافٌة إلثبات النسب حسب الفمه المالكً بشروط وهً‪ :‬االستفاضة‬

‫‪64‬‬
‫والسبلمة من الرٌبة‪ .‬وأداء الٌمٌن تزكٌة لها‪ ،‬وطول المدة‬

‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬مولف المضاء من شهادة عدلٌن وبٌنة السماع‬

‫لمد ذهب المضاء إلى اعتبار شهادة عدلٌن وبٌبة السماع وسٌلتان إلثبات النسب من أجل تحمٌك الغاٌة‬

‫السامٌة للشارع وهً حماٌة األنساب‪ ،‬ففً لرار للمجلس األعلى جاء فٌه ٌثبت النسب بالفراش أو بإلرار‬

‫األب أو بشهادة عدلٌن أو بٌبة السماع بؤنه ابنه ولد على فراشه‪ .65‬وجاء فً لرار أخر له " وإذ هً استندت‬

‫‪ 61‬دمحم الكشبور ‪ " :‬البنوة والنسب‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.060‬‬


‫‪ 62‬مرزق أٌت الحاج ‪ " :‬الوجٌز فً التوثٌك العدلً ‪ ،5008 0‬مطبعة طوب برٌس‪ ،‬ص <‪.50‬‬

‫‪ 63‬احمد الخملٌشً ‪ " :‬التعلٌك على لانون األحوال الشخصٌة ج ‪ ،5‬ط‪ ، 0<<7 .0/‬المعارف الجدٌدة‪ ،‬الرباط‪.90 :‬‬
‫‪ 64‬دمحم الكشٌور ‪ :‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.066‬‬
‫‪65‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد ‪ 05‬بتارٌخ ;‪ 5</00/8‬منشور بمجلة لضاء المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا)‬
‫عدد ‪ ، 00‬ص <‪.7‬‬

‫‪Page 43‬‬
‫فً ثبوت نسب المطلوب للهالن على اإلراثة عدد ; التً تعتبر بٌنة شرعٌة ‪ ...‬فمد بنت لضاءها على‬

‫أساس"‪.66‬‬

‫و جاء فً لرار آخر له‪ " :‬والبٌن من وثابك الملف وخصوصا الموجب عدد‪ ...‬والذي ٌشهد شهوده بؤن‬

‫الطالب والمطلوبة كان ٌتعاشران معاشرة األزواج إلى أن ازداد ابنهما ‪ ...‬وأن سندهم فً ذلن المخالطة‬

‫والمجاورة وبعضهم السماع الفاشً المستفٌض‪ ،‬والكل بشدة االطبلع على األحوال ولما لامت بإلحاق االبن‬

‫المذكور بنسب الطالب استنادا إلى ما ذكر‪ .. .‬فإن لرارها جاء مبنٌا على أساس‪.67‬‬

‫ولد سارت محكمة االستبناف بمكناس فً نفس توجه محكمة النمض بحٌث جاء فً إحدى لراراتها "‬

‫وحٌث إن بٌبة ثبوت النسب أنجزت بتارٌخ ‪ ،60/6/5007‬وأن المحكمة استنتجت من خبلل االستماع‬

‫لشهودها أن العبللة الزوجٌة بٌن طرفً النزاع ابتدأت منذ ما ٌفوق ‪ 9‬سنوات من تارٌخ اإلشهاد‪ .‬مما ٌجعل‬

‫البنت ‪ ...‬والتً ازدادت بتارٌخ <<<‪ ،08/;/0‬ازدادت على فراش الزوجٌة وفً إطار شرعً ونسبها الحك‬

‫بالمستؤنفة والمستؤنف علٌه"‪.68‬‬

‫وهكذا ٌتضح من خبلل الحٌثٌات أعبله أن النسب ٌثبت بشهادة عدلٌن أو ما ٌموم ممامها من بٌبة السماع‬

‫شرٌطة‪ ،‬أن تكون صالحة وذلن باكتمال نصابها‪.‬‬


‫‪66‬لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد ;<‪ 7‬بتارٌخ ;‪ 5</00/500‬فً الملف عدد ‪ 8;</5/0/09‬منشور بكتاب أهم لرارات‬
‫المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا)‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ;<‪.‬‬
‫‪67‬لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد ‪ 9‬صادر بتارٌخ ;‪ 5/0/0‬فً الملف ‪ 8<0/5/0/5009‬منشور بؤهم لرارات المجلس‬
‫األعلى (محكمة النمض حالٌا) م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.<9‬‬
‫‪68‬لرار محكمة االستبناف بمكناس عدد ‪ 68<0‬والصادر بتارٌخ ‪ 5:/00/500:‬فً الملف عدد ;‪ ،:87/0:/‬غٌر منشور‪.‬‬

‫‪Page 44‬‬
‫وفً هذا الصدد جاء فً لرار صادر عن محكمة النمض " ولما لضت أي المحكمة بنفً نسبه تبعا لذلن‬

‫تكون لد استبعدت ضمنٌا بٌبة النسب عدد ‪ 068‬التً لم تعد حجة صالحة فً إثباته بعد رجوع سبعة من‬

‫شهودها عن شهادتهم وبمً منهم خمسة شهود‪ .‬وهو نصاب ال ٌستمل الحكم به فً دعوى النسب التً ال‬

‫تثبت إال بشهادة عدلٌن أو ما ٌموم ممامها كما جرى به العمل فمها ولضاء وباعتبار رجوع من تراجع عن‬

‫رجوعه غٌر معتبر لما هو ممرر فمها من أن الرجوع فً الرجوع غٌر ممبول و ٌإدي إلى إبطال الشهادة‬

‫"‪.69‬‬

‫غٌر أنه فً بعض األحٌان لد تتعارض شهادة العدول مع شهادة اللفٌف ففً هذه الحالة فاألسبمٌة لشهادة‬

‫العدول ألنها شهادة لطع ال شهادة نمل‪ ،‬فمد جاء فً لرار للمجلس األعلى "إن ما شهد به العدول ممدم على‬

‫ما شهد به اللفٌف‪.70‬‬

‫‪69‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) صادر بتارٌخ ‪ 5;/9/5009‬فً الملف عدد ‪ 9;:/5/0/5006‬منشور بكتاب المنتمى‪،‬‬
‫م‪.‬س ص‪. 565،‬‬
‫‪70‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد ‪ 687‬بتارٌخ ‪ 56/9/0<;6‬م‪ .‬ج‪ .‬ع ‪ ;;;:0‬أشار إلٌه دمحم الكشور‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‬
‫‪.06:‬‬

‫‪Page 45‬‬
‫الفصل الجاني‪ :‬اخلربة‬

‫الطبية كوسيلة لنفي النسب‬

‫‪Page 46‬‬
‫حعخبر انخبرة انطبٍت يٍ أهى انىسائم انًسخخذيت وانًساعذة نهقضاء فً شخى انقضاٌا ويُها قضاٌا انُسب ‪ ،‬إد‬

‫ٌعخبر انُسب يٍ أهى انروابط االجخًاعٍت‪ ،‬ونهُسب يكاٌ خاطت فً انًجخًعاث اإلساليٍت ويُها انًجخًع‬

‫انًغربً ‪.‬‬

‫فانخبرة انطبٍت هً يٍ اإلجراءاث انخقٍُت وانفٍُت انخً حخرج يٍ اخخظاص انقاضً انًكىٌ حكىٌُا قاَىٍَا ‪،‬‬

‫وانخبرة فً انعًىو هً إجراء نهخحقٍق ٌعهذ به انقاضً إنى شخض يخخض ٌُعج بانخبٍر ‪ ،‬نٍقىو بًهًت‬

‫يحذدة حخعهق بىاقعت يٍ انىقائع انًادٌت حسخهزو بحثها أو حقذٌرها أو عًىيا إبذاء رأي ٌخعهق بها ‪ ،‬بغاٌت حقذٌى‬

‫رأي فًُ ال ٌسخطٍع انقاضً انىطىل إنٍه‪.‬‬

‫و بما أن الخبرة الطبٌة تعتبر وسٌلة أساسٌة إلثبات النسب فهً أٌضا من الوسابل المعتمدة فً نفٌه‪،‬‬

‫باإلضافة إلى الوسابل الشرعٌة األخرى‪ ،‬غٌر أن الخبرة الطبٌة تبمى من األمور الجدٌدة والمستحدثة ممارنة‬

‫ببالً الوسابل فهً من الوسابل األكثر طلبا من أجل نفً النسب فً ولتنا الراهن‪ ،‬إال أن نفً النسب من‬

‫اإلجراءات الخطٌرة التً لها من االنعكاسات على حٌاة األسرة بشكل عام وحٌاة األبناء بشكل خاص‪.‬‬

‫‪Page 47‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬نفً النسب عن طرٌك إثبات اختالل أحد شروط الفراش او باللعان‬

‫ٌعتبر الفراش بشروطه حجة لاطعة على ثبوت النسب ال ٌمكن الطعن فٌه إال من الزوج عن طرٌك‬

‫اللعان‪ ،‬أو بواسطة خبرة تفٌد المطع بشرطٌن‪ ،‬إدالء الزوج المعنً بدالبل لوٌة على ادعابه‪ ،‬وصدور أمر‬

‫لضابً بهده الخبرة ‪.‬‬

‫فاللعان من الوسابل الشرعٌة لنفً النسب التً احتفظت بها مدونة األسرة ‪ ،‬واللعان ٌمكن تعرٌفه من‬

‫الناحٌة الشرعٌة حٌث عرفه ابن عرفة بموله‪ :‬حلف الزوج على زنا زوجته أو نفً حملها البلزم له وحلفها‬

‫على تكذٌبه إن أوجب نكولها حدها بحكم الماضً‪.‬‬

‫بعدما سؤتعرض لنفً النسب عن طرٌك إثبات اختبلل أحد شروط الفراش( كمطلب أول) سؤعرج على‬

‫نفً النسب باللعان فً (المطلب الثانً‪).‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نفً النسب عن طرٌك اتبات اختالل احد شروط الفراش‬

‫ٌعتبر الفراش ألوى األسباب المانونٌة لثبوت للنسب ولاعدة الولد للفراش هً مستمدة فً أصلها من حدٌث‬

‫نبوي شرٌف لموله صلى هللا علٌه وسلم فً خطبة ٌوم حجة الوداع ‪ " .‬الولد للفراش وللعاهر الحجر‪ .‬وهكذا‬

‫فإن الفراش ٌعتبر حجة لاطعة على ثبوت النسب إذا ما توفرت شروطه مجتمعة وذلن بصرٌح المادة ‪086‬‬

‫و ‪ 087‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫‪Page 48‬‬
‫إذا كان الفراش ٌعتبر لرٌنة لاطعة ال تمبل إثبات عكسها فً مٌدان إثبات النسب فإن إعمالها رهٌن‬

‫بتوفر شروطها مجتمعة كما ٌستفاد صراحة من ممتضٌات المادة ‪ 087‬من مدونة األسرة‪ .‬وهكذا فإن لرٌنة‬

‫الفراش تختل وفك الحاالت التً سنحاول دكرها فً هذا المطلب‪.‬‬

‫الفمرة األولى ‪ :‬عدم وجود عمد زواج صحٌح‬

‫إن عمد الزواج هو مناط الفراش ٌدور معه وجودا وعدما حتى صار عمد الزواج لدى جانب من الفمه‬

‫مرادفا للفراش‪ .‬ومن هنا ٌمكن للشخص أن ٌنفً النسب عنه كلما استطاع إثبات عدم وجود الرابطة الزوجٌة‬

‫أثناء الحمل أو الوالدة‪ .‬وهذا اإلثبات لٌس فً حمٌمته حكرا على الرجل والمرأة المعنٌٌن بؤمر الحمل أو الولد‬

‫مباشرة وإنما هو حك ثابت لكل ذي مصلحة فً نفً الحمل أو الولد‪ .‬ومن ذلن الورثة مثبل بعد وفاة الرجل‬

‫أو المرأة الستبعاد ذلن الحمل أو الولد من نطاق اإلرث حٌث تكون الدعوى فً هذه الحالة األخٌرة مالٌة ال‬

‫دعوى نسب"‪ 71‬وعلٌه ٌمكن لكل شخص له مصلحة أن ٌنفً النسب عنه أو عن غٌره كلما استطاع إثبات‬

‫عدم وجود رابطة الزوجٌة أثناء الحمل أو الوالدة‪ .‬وفً هذا اإلطار جاء فً حكم صادر عن لسم لضاء‬

‫األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بمكناس "وحٌث إن من شروط ثبوت النسب للفراش وجود عمد سواء أكان‬

‫صحٌحا أو فاسدا حسبما ٌستفاد من المادة ‪ 087‬من مدونة األسرة وحٌث إن اللفٌف المدلى بنسخة منه‬

‫اإلثبات لٌام العبللة الزوجٌة والمنجز سنة ‪ 0<<6‬ال ٌموم حجة على وجود عمد بٌن الطرفٌن أي زواج‬

‫‪ 71‬دمحم الكشبور‪ :‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪.077‬‬

‫‪Page 49‬‬
‫بمفهومه الشرعً وما ٌشترط فٌه من إٌجاب ولبول كشرطً انعماد ذلن انه منجز من طرف المدعٌة فمط‬

‫وال تتوفر فٌه شروط المادة ‪ 09‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫وحٌث إنه اعتبارا للعلل أعبله مجتمعة فإن طلب المدعٌة الرامً إلى إثبات النسب للفراش غٌر مإسس‬

‫لانونا "‪.72‬‬

‫ولد ذهب محكمة النمض فً العدٌد من لراراته إلى تؤكٌد هذه الماعدة بحٌث ذهب إلى المول فً إحدى‬

‫حٌثٌاته ‪ .....‬لما ثبت أن الزواج كان بعد الوضع فإن المولود ال ٌلحك بنسب المدعى علٌه‪ ،‬ولو ألر‬

‫ببنوته"‪.73‬‬

‫فمن خبلل حٌثٌات العمل المضابً أعبله ٌتضح أن االتصال الجنسً الذي ٌحصل بٌن رجل وامرأة‬

‫خارج نطاق عمد الزواج الصحٌح أو ما ٌدخل فً حكمه ال ٌرتب علٌه المانون لحوق النسب فً حالة نشوء‬

‫حمل أو والدة عن هذه العبللة مع األخذ بعٌن االعتبار المستجد الجدٌد الذي جاءت به المادة ‪ 089‬من مدونة‬

‫األسرة باإلضافة إلى المواعد الخاصة باالستلحاق‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫حكم لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بمكناس عدد ‪ 5000/00‬صادر بتارٌخ ‪ .6/</5000‬فً الملف رلم ‪5859/8‬ج‪:500;/‬‬
‫غٌر منشور‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد ‪ 779‬الصادر فً ‪ 60‬مارس ‪ 0<;6‬منشور بمجلة لضاء المجلس األعلى (محكمة‬
‫النمض حالٌا)‪ ،‬العدد <‪ 6‬ص <‪.00‬‬

‫‪Page 50‬‬
‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬عدم تحمك مدة الحمل المعتبرة شرعا ً‬

‫إن المدة المعتبرة شرعا للحمل ترتبط بؤلل مدة الحمل وألصاها‪ ،‬وعلٌه فإذا أنت الزوجٌة بالولد أللل‬

‫من ستة أشهر من تارٌخ إبرام عمد الزواج‪ ،‬أو أكثر من سنة من تارٌخ انتهاء عمد الزواج‪ ،‬فإن النسب ال‬

‫ٌلحك بالزوج كماعدة‪ ،‬بل أكثر من ذلن فإن نفً نسب الولد هنا ال ٌحتاج إلى لعان‪.‬‬

‫وفً هذا الصدد جاء فً لرار المحكمة االستبناف بمكناس "وحٌث إن المستؤنفة اعترفت بوضع الحمل‬

‫لمدة دون مدة ألل الحمل التً هً ستة أشهر ‪ ..‬فبل ٌلحك النسب ألن الولد وضع بتارٌخ <;‪ 7/05/‬وتارٌخ‬

‫عمد النكاح هو ‪ 00‬غشت <;<‪ ،0‬فتكون مدة حمله ألل من المدة الشرعٌة المنصوص علٌها للحوق‬

‫النسب"‪ .74‬وجاء فً لرار آخر لنفس المحكمة وحٌث إنه وفك الشهادة الطبٌة المرفمة بالممال االفتتاحً فإن‬

‫البنت المذكورة مزدادة فً ‪ 8/</5000‬وهذا ما تؤكد بعمد ازدٌادها عدد‪ ...‬بمعنى أن البنت المذكورة لد‬

‫ازدادت بعد حوالً أكثر من شهرٌن بعد سنة من ٌوم العلم بالطبلق‪.‬‬

‫وحٌث لذلن وما دام لد مر أكثر من سنة على االزدٌاد المذكور فإن نسب البنت ال ٌلحك المستؤنف‬

‫شرعا‪. 75‬‬

‫وفً نفس االتجاه نجد محكمة النمض ٌإكد من خبلل العدٌد من لراراته على نفً النسب فً حالة عدم‬

‫تحمك مدة الحمل المعتبرة شرعا‪ ،‬حٌث جاء فً إحدى لراراته " حٌث إنه لما كانت ممتضٌات الفصل ‪087‬‬

‫‪74‬لرار محكمة االستبناف بمكناس عدد ‪ 668:‬صادر بتارٌخ ‪ 06/05/5007‬فً الملف الشرعً عدد ;‪ 7;/07/‬غٌر منشور‪.‬‬
‫‪ 75‬لرار محكمة االستناف بمكناس عدد ‪ 0:09‬صادر بتارٌخ <‪ 05/08/500‬فً الملف الشرعً عدد ;‪ 5:;5/07/‬غٌر منشور‪.‬‬

‫‪Page 51‬‬
‫من مدونة األسرة تنص على أن ألل مدة الحمل ستة أشهر من تارٌخ العمد‪ ،‬وكان البٌن من أورق الملف أن‬

‫الطالبة وضعت حملها بتارٌخ ‪ 09/05/500‬واأللل من ستة أشهر من تارٌخ العمد المبرم بتارٌخ‬

‫‪ ،50/00/5000‬فإن المحكمة لما اعتبرت أن الولد‪ ...‬غٌر الحك بنسب المطلوب فً النمض الذي ٌنفٌه عنه‬

‫تكون لد طبمت الفصل المحتج به تطبٌما صحٌحا ولم تكن فً حاجة إلى إجراء خبرة طبٌة فً هذا‬

‫الشؤن‪ ....76‬وجاء فً لرار آخر له ‪ ....‬والثابت من وثابك الملف أن الطالبة طلمت من المطلوب فً‬

‫;<‪ 06/00/‬ولم ٌراجعها من هذا الطبلق إال فً ‪ 0;/:/5005‬أي بعد انتهاء عدتها ‪ ...‬واالبن المذكور لم‬

‫ٌولد إال فً ‪ 0</00/5000‬أي بعد انتهاء أجل السنة من تارٌخ الطبلق المذكور ولبل مراجعتها بسنة‬

‫ونصف تمرٌبا‪ .‬والمحكمة لما اعتبرت أن نسب االبن المذكور ال ٌلحك بالمطلوب استنادا إلى ما ذكر فإن‬

‫لرارها جاء مبنٌا على أساس ولم تكن فً حاجة إلى إجراء الخبرة الجٌنٌة أو مسطرة اللعان طالما أن‬

‫المحكمة كانت تتوفر على العناصر الكافٌة للحسم فً الموضوع ‪.77" ...‬‬

‫فمن خبلل الحٌثٌات أعبله فالمضاء تعامل بنوع من الصرامة فمد تبث له أن الزوجة التً ولدت أللل‬

‫مدة الحمل المعتبرة شراعا لد عمد علٌها زوجها وهً حامل من غٌره وبالتالً ال ٌنبغً أن ٌنسب له الولد‬

‫طالما أنه ٌنكره وال ٌمر به وٌنفً أن ٌكون الحمل منه وعمد علٌها وهو عالم بذلن‪ ،‬وهو األمر الذي ٌغنً‬

‫‪76‬‬
‫لرار المجلس األعنى عدد ‪ 506‬والصادر بتارٌخ ‪ 06/7/5008‬فً الملف الشرعً عدد ‪ ،689/5/0/5007‬أشار إلٌه فً مصطفى‬
‫زروفً فً مٌزان الذهب فً لواعد اللعان والنسب من خبلل لرارات المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) ‪ ،500: ،0/‬مطبعة‬
‫سٌرٌنور فام‪ ،‬ص ‪ 0:8‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد ‪ 085‬والصادر بتارٌخ <‪ ;/7/500‬فً الملف رلم ;‪ ،5<6/5/0/500‬أهم لرارات‬
‫المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪.;0 :‬‬

‫‪Page 52‬‬
‫المحكمة من إجراء خبرة جٌنٌة وٌعفً الزوج من اللجوء إلى مسطرة اللعان وهو نفس األمر بالنسبة للمطلمة‬

‫والتً ولدت بعد مرور أكثر من سنة على طبللها حٌث ٌدل ذلن على أن الولد لٌس ماء المطلك بل من ماء‬

‫غٌره‪.‬‬

‫الفمرة الثالثة ‪ :‬عدم إمكانٌة االتصال بٌن الزوجٌن‬

‫إن لرٌنة الفراش ٌمكن هدمها وذلن بإثبات عدم إمكانٌة حمل الزوجة من زوجها كما لو كان مخصٌا أو‬

‫مجبوب أو لم ٌكن كذلن إال أنه لم تكن له مناسبة االتصال بزوجته كان عمد شخص ٌمطن بدولة أخرى على‬

‫امرأة تسكن بدولة أخرى عبر توكٌل ولم ٌحضر إلى بٌت الزوجٌة إال بعد مرور مدة معٌنة وعند حضوره‬

‫ٌجدها حامل أو وضعت حملها‪ ،‬والمضاء ٌإكد على شرط إمكان االتصال كشرط أساسً لثبوت النسب‪.‬‬

‫مما ٌعنً بمفهوم المخالفة انتفاء النسب باختبلل هذا الشرط بالتبعٌة‪ .‬وهكذا جاء فً لرار للمجلس‬

‫األعلى حٌث صح ما عابه السبب‪ ،‬ذلن أن الفراش ٌكون حجة لاطعة على ثبوت النسب شرط تحمك‬

‫اإلمكانٌن العادي والشرعً والتا بث من أوراق الملف أن الطاعن نازع فً نسب االبن إلٌه وادعى أنه لم‬

‫ٌتصل بالمطلوبة منذ ازدٌاد االبن األول‪ ،‬أي أنه استبرأها بعد هذا الوضع ‪ ،‬وأدى ٌمٌن اللعان على ذلن ‪..‬‬

‫ورفضت الزوجة أداءها رغم توصلها والمحكمة لما عللت لضاءها بؤن الخبرة لٌست من وسابل نفً النسب‬

‫شرعا تكون لد ألامت لضاءها على غٌر أساس"‪ 78‬وجاء فً لرار آخر له حٌث صح ما عابه الطاعن على‬

‫‪78‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد ‪ 6:‬صادر بتارٌخ ‪ 0;/00/5009‬فً الملف رلم ‪ ،00;/5/0/5008‬أهم لرارات‬
‫المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) ‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.80‬‬

‫‪Page 53‬‬
‫المرار ذلن أن الفراش ٌكون حجة لاطعة على ثبوت النسب شرط تحمك االتصال الشرعً والثابت من‬

‫أوراق الملف‪ ...‬أن الطاعن ادعى على أنه لم ٌتصل بالمطلوبة خبلل الفترة التً لضاها بعٌدا عن زوجته‬

‫بدولة اٌطالٌا واستدل على ذلن بموجب لفٌف الشًء الذي ٌإكده أٌضا جواز سفره ولم تنكره المطلوبة‬

‫والتمس إجراء خبرة ‪ ...‬والمحكمة لما لضت برفض طلبه ‪ ...‬تكون لد ألامت لضاءها على غٌر‪ "79‬أساس‬

‫فمن خبلل حٌثٌات هذٌن المرارٌن للمجلس األعلى ٌتضح أنه نمض لرار محكمة االستبناف التً لم تستجب‬

‫لطلب إجراء خبرة لنفً النسب عن الزوج والذي أدى ٌمٌن اللعان ورفضت الزوجة أدابها بدون مبرر أو‬

‫التً لم تستجب لها بعدما لم تتحمك من االتصال الشرعً وذلن بغٌاب الزوج عن زوجته خارج البلد الذي‬

‫تمٌم فٌه‪.‬‬

‫والمبلحظ أن المضاء المغربً ال ٌتساهل فً مسؤلة إثبات عدم إمكانٌة االتصال وٌلمٌها على عاتك‬

‫الزوج‪ ،‬عبلوة على أنه ال ٌمبل شهادة الشهود إلثبات عدم الدخول‪ ،‬وهكذا جاء فً لرار للمجلس األعلى "‬

‫شهادة الشهود إنما تعتمد فً إثبات والعة الزنا بشروطها المحددة شرعا وال ٌعتد بها فً إثبات عدم االتصال‬

‫الجنسً بٌن الزوجٌن إذا أمكن االتصال ‪.80"...‬‬

‫‪79‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد ‪ 887‬صادر بتارٌخ ‪ 5:/0</5009‬فً الملف رلم ‪ ،5:/0</5009‬أهم لرارات‬
‫المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) ‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪80‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد ;‪ 8:‬صادر بتارٌخ ‪ 60/8/5000‬فً الملف رلم ‪ ،78;/5/8/0<<8‬أورده د‪.‬‬
‫إبراهٌم بحمانً م‪ ،‬س ص ‪. 5::-5:;،‬‬

‫‪Page 54‬‬
‫والمبلحظ أن المضاء المغربً ال ٌؤخذ بادعاء الزوج العمم إال إذا عززه بؤدلة لوٌة ‪ ،‬وفً هذا اإلطار‬

‫جاء فً حكم لمسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بفاس " وحٌث ألرت أي المدعى علٌها بؤن المدعً كان‬

‫عالرا ولم تنجب معه أبناء خبلل فترة زواجهما ‪....‬‬

‫وحٌث وجدت المحكمة فً هذه اإلفادة دالبل لوٌة ارتؤت على ضوبها إجراء خبرة جنٌنٌة ‪.81...‬‬

‫وفً لرار للمجلس األعلى‪ "...‬والطاعن ادعى العمم واستدل على ذلن بشواهد طبٌة وتحلٌبلت مخبرٌة‬

‫تإٌد ادعاءه والمحكمة لما اعتبرت هذه الحجج لوٌة وأمرت بإجراء خبرتٌن‪ ...‬واللتٌن أثبتا بصفة لطعٌة بؤن‬

‫‪82‬‬
‫البنت‪ ...‬لٌست من صلب المطلوب ولضت تبعا لذلن بنفً نسبها عنه ‪ ...‬جاء لرارها معلبل تعلٌبل كافٌا‬

‫كما ذهب محكمة النمض إلى أن العٌب الجنسً بالزوج ال ٌمنع زوجته من الحمل منه‪ ،‬وأن الزوجة‬

‫ٌمكن أن تحمل دون افتضاض بكارتها‪.83‬‬

‫‪ 81‬حكم لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بفاس عدد ‪ 0508‬صادر بتارٌخ <‪ 5/6/500‬فً الملف رلم ‪ ،6:07/0/0:‬غٌر منشور‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد ‪ 79‬صادر بتارٌخ <‪ 5;/00/0‬فً الملف رلم ;‪ ،565/5/0/500‬أهم لرارات‬
‫المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) ‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪83‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد ‪ 77‬صادر بتارٌخ ‪ 58/0/09‬فً الملف رلم ‪ ،98/5/0/5007‬الكشبور ‪ :‬م‪ .‬س‪،‬‬
‫ص‪ .5:8‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪Page 55‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬نفً النسب باللعان‬

‫اللعان نظام شرعً ٌهدف من ضمن ما ٌهدف إلٌه إلى نفً النسب‪ ،‬وهو نظام إسبلمً خالص ال نظٌر‬

‫له مطلما فً بالً التشرٌعات السماوٌة أو الموانٌن الوضعٌة غٌر اإلسبلمٌة األخرى‪ ،‬لذلن فهو ال ٌمبل‬

‫التطبٌك على معتنمً الدٌانة الٌهودٌة والنصرانٌة إال إذا ارتضوا ذلن صراحة أمام لضابنا المسلم‪.84‬‬

‫واللعان لغة ٌفٌد البعد ٌمال عادة لعنه هللا أي أبعده عنه فهو لعٌن وملعون‪.85‬‬

‫وفً االصطبلح عرفه الفمه المالكً بؤنه ‪ :‬حلف الزوج على زنا زوجته أو نفً حملها البلزم له وحلفها‬

‫على تكذٌبه إن أوجب نوكلها حدها بحكم لاض‪ .86‬ومن خبلل ممتضٌات المادة ‪ 086‬من مدونة األسرة اعتبر‬

‫المشرع المغربً اللعان سببا لنفً النسب دون أن ٌضع له أحكاما خاصة‪ ،‬مما ال مناص معه من الرجوع‬

‫إلى أحكام الفمه المالكً تطبٌما للمادة ‪ 700‬من مدونة األسرة‪ .‬وهكذا بعد ما سؤلف عند إجراءات وشروط‬

‫اللعان (الفمرة األولى) سؤنتمل لدراسة اللعان على ضوء العمل المضابً (الفمرة الثانٌة)‪.‬‬

‫الفمرة األولى ‪ :‬إجراءات اللعان وشروطه‬

‫بداٌة فاللعان ٌجب أن ال ٌتم إال بحكم ٌصدر عن محكمة مختصة بذلن بناء على طلب من الزوج‬

‫صاحب المصلحة فً حالتٌن اثنتٌن‪:‬‬

‫‪ 84‬دمحم الكشبور ‪ ،‬م ‪،‬س ص ‪.086‬‬


‫‪ 85‬ابن منظور ‪ " :‬لسان العرب" م ‪ .‬س ج ‪ ،06‬ص ‪.6;:‬‬
‫‪ 86‬الرضاع‪ :‬شرح حدود ابن عرفة المكتبة العلمٌة‪ ،‬تونس ‪ ،‬ص ‪.500‬‬

‫‪Page 56‬‬
‫أ‪ :‬أن ٌدعً انه رأى زوجته تزنً‬

‫ب‪ :‬أن ٌنفً حملها عنه‪.‬‬

‫وعلى المحكمة التً رفعت دعوى اللعان أمامها أن تستدعً الطرفٌن أي الزوج والزوجٌة ‪ -‬وفما‬

‫للمواعد المضمنة فً لانون المسطرة المدنٌة وتطبك بصددها األحكام المضمنة فً آٌة المبلعنة المنصوص‬

‫علٌها فً سورة النور وصورتها أن ٌحلف الزوج أربع مرات أنه صادق فً اتهامه لزوجته‪ ،‬والخامسة أن‬

‫لعنة هللا علٌه إن كان كاذبا فً ادعابه‪ ،‬وإن أصرت الزوجة على تكذٌبه فٌجب علٌها بدورها أن تحلف أربع‬

‫مرات بؤنه كاذب فٌما ٌدعٌه‪ ،‬وفً الخامسة أن غضب هللا علٌها إن كان صادق فٌما رماها به‪.‬‬

‫والمحكمة المختصة وفما لما استمر علٌه الفمه المالكً ال ٌمكنها مطلما أن تمضً باللعان إال بعد تحممها‬

‫من الشروط الفمهٌة اآلتً بٌانها ‪:‬‬

‫‪)0‬فً حالة اللعان بسبب الزنا ٌشترط أن تكون الزوجة فً العصمة إما حمٌمة أو حكما‪ ،‬أما فً حالة‬

‫نفً الحمل فٌشترط أن ٌكون هذا الحمل الحما بالمبلعن كما هو الحال فً االتصال فً حالة الشبهة والزوج‬

‫الباطل والفاسد‪.‬‬

‫‪)5‬أال ٌتصل الزوج مطلما بزوجته بعد استمراره على مبلعنتها‪ ،‬وأن ٌموم باستبرابها بحٌضة واحدة فً‬

‫‪87‬‬
‫لول لئلمام مالن أو بثبلث حٌضات فً لول آخر له‬

‫‪ 87‬ابن جزي " الموانٌن الفمهٌة‪ ،‬دار الكتب العلمٌة‪ ،‬بٌروت لبنان (بدون تارٌخ)‪ ،‬ص ‪.090‬‬

‫‪Page 57‬‬
‫‪ٌ)6‬جب أال ٌكون الولد غٌر الحك شرعا بالزوج كما لو أنت به الزوجة أللل مدة من أدنى مدة الحمل‬

‫بعد العمد علٌها أو ألكثر من مدة من ألصى أمد الحمل‪ ،‬أو لم ٌكن هنالن اتصال أصبل بٌن الزوجٌن‬

‫المتنازعٌن أو كان الزوج مما ال ٌولد لمثله‪.‬‬

‫‪)7‬أن ٌسارع الزوج إلى رفع دعوى اللعان مباشرة بعد تؤكده من الوالعة التً تستوجب شرعا اللجوء‬

‫إلى تحرٌن مسطرة اللعان‪.‬‬

‫‪ٌ)8‬جب أال ٌكون الزوج لد اعترف صراحة أو ضمنا بالنسب الذي ٌبلعن عن بسببه‪.‬‬

‫كما ال ٌشترط فً اللعان أن ٌكون الزوج لد بنا بزوجته وإنما له أن ٌبلعن عنها لبل البناء وبعده‪.‬‬

‫وإذا تمت وانتهت إجراءات اللعان فرق الماضً بٌن الزوج وزوجته وحرمت علٌه حرمة مإبدة وسمط‬

‫الحد‪ ،‬وكذا النسب عن الزوج وعدم اعتبار الحمل أو الولد أنه لد تخلف عن والعة زنا‪.‬‬

‫وإذا نكل الزوج عن اللعان فإن جمهور الفمهاء ٌرون حسبه حتى ٌبلعن أو حده بسبب المذف وتبمى‬

‫الزوجة فً عصمته وٌلحك به الحمل أو الولد‪ .‬أما إذا نكلت الزوجة فإنها تحد للزنا وٌنتفً الولد عن الزوج‬

‫المبلعن وتبمى الزوجة فً عصمته‪.88‬‬

‫‪ 88‬دمحم الكشور ‪ :‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪ 08:‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪Page 58‬‬
‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬نفً النسب باللعان على ضوء العمل المضائً‬

‫ٌظهر من المرارات الشرعٌة الصادرة عن محكمة االستبناف بمكناس أنها تعتبر اللعان مسطرة شرعٌة‬

‫لنفً النسب متى توفرت شروطه‪ ،‬ومنها ضرورة اإلسراع برفع دعوى اللعان مباشرة بعد العلم بالحمل‬

‫بواسطة ممال مإدى عنه ال فً إطار دفع وإال فالنسب ٌلحك بالزوج‪ .‬وهكذا جاء فً لرار صادر عن محكمة‬

‫االستبناف بمكناس" وحٌث فٌما ٌرجع لنفً نسب الولد فهذا من شروطه رفع الدعوى بصورة مستعجلة‬

‫وداخل ثبلثة أٌام من تارٌخ العلم بالوضع "‪ .89‬وجاء فً لرار آخر لها وحٌث إن نفً النسب كان ٌتطلب‬

‫ممارسة دعوى اللعان داخل األجل المعمول بها فمها ولضاء‪ .‬وأن عدم ممارسة ذلن ٌجعل دفوعات‬

‫المستؤنف ال تنبنً على أساس‪ .90‬كما جاء فً حكم صادر عن لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة‬

‫بمكناس " ٌعتبر الفراش بشروطه حجة لاطعة على ثبوت النسب وال ٌمكن الطعن فٌه إال من الزوج عن‬

‫طرٌك اللعان‪ ،‬إال أن المدعً لم ٌسلن هذه المسطرة خاصة أنه لم ٌلجؤ إلى نفً النسب إال بعد سبع سنوات‬

‫من تارٌخ والدة البنت‪.... 91‬‬

‫فمن خبلل هذه الحٌثٌات ٌتضح جلٌا أن الزوج الذي ٌعلم بحمل زوجته وال ٌعجل بطلب نفً النسب ال‬

‫تمبل منه دعوى اللعان إال إذا أثبت أن له عذر فً تؤخٌر ذلن‪ .‬هذا العذر الذي ٌترن للماضً تمدٌره مع األخذ‬

‫‪ 89‬لرار محكمة االستبناف بمكناس عند ‪ :6:‬وتارٌخ ‪ 07/6/5008‬فً الملف الشرعً عدد ‪ ، 5;;7/07/7‬غٌر منشور‪.‬‬
‫‪ 90‬لرار محكمة االستبناف بمكناس عدد ‪ 8<0‬وتارٌخ <‪ 57/5/500‬فً الملف الشرعً عدد ;‪ 600</0;/‬غٌر منشور‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫حكم صادر عن لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بمكناس عدد ‪ 50;6‬وتارٌخ ‪ ;/9/5000‬فً الملف رلم ‪50:;/8‬ج‪،500;/‬‬
‫غٌر منشور‪.‬‬

‫‪Page 59‬‬
‫بعٌن االعتبار الظروف الزمانٌة والمكانٌة وشخص المتبلعن من الناحٌة االجتماعٌة والثمافٌة وااللتصادٌة‬

‫فسلون مسطرة اللعان لنفً النسب ٌستلزم الفورٌة و الزوج فً حالة تؤخره فً رفع دعوى اللعان علٌه أن‬

‫ٌثبت عدم علمه بحمل الزوجة ‪ ،‬وهذه األخٌرة ال تلزم بإعبلمه‪.‬‬

‫وفً هذا الصدد جاء فً لرار صادر عن محكمة االستبناف بمكناس "‪ .‬وأن تذرعه باللعان ونفً النسب‬

‫فً مدة الحمة للوضع أي ‪ </6/08‬أي بعد تسعة أشهر ونٌف من الوالدة‪ ،‬كان طلبه ال ٌسمع لعدم تمدٌمه‬

‫مدعم بما ٌثبت استحالة العشرة ولعدم دعمه أٌضا بما ٌثبت العلم بالمحل ‪ .92"...‬وجاء فً لرار للمجلس‬

‫األعلى "ال تلزم المدعٌة بإعبلم المدعى علٌه بالحمل فطرق هذا العلم جد متعددة"‪.93‬‬

‫هذا ولد ذهبت محكمة االستبناف بمكناس إلى أن الزوج الذي ٌتصل بزوجته بعد علمه بالحمل أو الولد‬

‫ال تسمع منه بعد ذلن دعوى نفً النسب باللعان وهكذا جاء فً أحد لراراتها ما ٌلً ‪ " :‬وحٌث إنه من الثابت‬

‫فمها فً المذهب المالكً أن اللعان حجة ضرورٌة لنفً النسب وال عذر لزوج تؤكد من أن الحمل لٌس منه‪.‬‬

‫ثم استمر فً معاشرة زوجته رغم ذلن وال ٌسمع منه بعد ذلن دعوى نفً النسب أو غٌرها ولكون النسب‬

‫نسبه ال ٌنتفً عنه بؤلوال صادرة عن الزوجة بنفٌه عنه‪.94‬‬

‫‪ 92‬لرار محكمة االستبناف بمكناس عدد ‪ 6595‬وتارٌخ ‪ 60/00/0:‬فً الملف الشرعً عدد ;‪ ،95;/0:/‬غٌر منشور‬
‫‪93‬‬
‫لرار شرعً صادر عن المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) فً ;‪ ،;/00/0<9‬منشور بمجلة المضاء والمانون العددان <;‪- ;;/‬‬
‫ص ‪.700 :‬‬
‫‪ 94‬لرار محكمة االستبناف بمكناس عند ‪ 5<05‬بتارٌخ ‪ 58/</500:‬فً الملف الشرعً عدد ;‪ 59:8/09/‬ن غٌر منشور‬

‫‪Page 60‬‬
‫وفً نفس اإلطار جاء فً لرار صادر عن محكمة النمض ‪ .....‬لكن حٌث إنه بخبلف ما أثاره الطالب‬

‫فإن المحكمة لما اعتبرت أن شروط اللعان غٌر متوفرة ‪ ،‬وهو التحمك من عدم معاشرة الطالب المطلوبة بعد‬

‫طهرها باعتبار أنهما كانا معا ببٌت الزوجٌة‪ ،‬وأن إمكانٌة المعاشرة مستمرة بٌنهما وبذلن فالمحكمة لما‬

‫لضت برفض الطلب استنادا إلى ما ذكر تكون لد عللت لرارها تعلٌبل كافٌا‪.95‬‬

‫وهكذا فمحكمة االستبناف بمكناس لما ثبت لها إمكانٌة المسٌس فً النازلة أعبله لضت بعدم لبول‬

‫دعوى اللعان من الزوج لما هو ممرر فمها من شرط عدم المسٌس بعد رإٌة الزنا أو العلم بالحمل الممارسة‬

‫دعوى اللعان وأٌضا ادعاء االستبراء الذي ٌموم ممام العدة بالنسبة لمن تم االتصال بها جنسٌا خارج إطار‬

‫العبللة الزوجٌة‪ ،‬وفً هذا الصدد جاء فً لرار للمجلس األعلى "‪ ...‬لكن حٌث إن المحكمة مصدرة المرار‬

‫المطعون فٌه لما عللته بان الطاعن ٌإكد فً مماله المرفوع من طرفه فً دعوى سابمة بؤنه حاز زوجته بعد‬

‫العمد علٌها فً بٌت الزوجٌة مدة ‪ٌ 07‬وما تمرٌبا وغادرته بتارٌخ ‪ 60/0/5005‬وطالب الحكم علٌها‬

‫بالرجوع‪ ،‬بٌنما لم ٌرفع هذه الدعوى التً ترمً إلى اللعان إال فً ‪ 07/9/5009‬الشًء الذي ٌكذب ادعاءه‬

‫عدم الخلوة‪ .‬وانه ما دام لم ٌدع االستبراء طبما لما هو ممرر فمها ولم ٌدع عدم المسٌس والخلوة معتبرة‬

‫شروط اللعان غٌر متوافرة فً النازلة ‪ ...‬تكون لد عللت لرارها بما فٌه الكفاٌة"‪.96‬‬

‫‪ 95‬لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد ‪ 79‬الصادر بتارٌخ ‪ 0:/00/500:‬فً الملف الشرعً عدد ‪ ، 577/5/0/5009‬أهم‬
‫لرارات المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا)‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪96‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد ‪ <9‬والصادر بتارٌخ ;‪ 5:/05/500‬فً الملف الشرعً عدد ‪،090/5/0/5008‬‬
‫المرجع نفسه من ‪.90 :‬‬

‫‪Page 61‬‬
‫وهكذا فمحكمة النمض أٌد لرار محكمة االستبناف فٌما لضت به لما ثبت لها عدم توفر شرط ادعاء‬

‫االستبراء وهو ما ٌإكد أن محكمة النمض ٌتعامل بدلة مع مسطرة اللعان وٌتشدد فً إعمال الشروط الواردة‬

‫فً الفمه المالكً لصحة اللعان وٌثٌرها تلمابٌا لتعلك لواعد النسب بالنظام العام‪ .‬وهذا ما ٌندرج كمبدأ عام فً‬

‫إطار مبادئ الفمه اإلسبلمً التً تجعل الشارع دابما متشوف للحوق النسب وهو نفس ما ٌمكن لوله بالنسبة‬

‫لمحكمة االستبناف بمكناس من خبلل المرارات الصادرة عنها أعبله‪.‬‬

‫المبحث الثانً‪ :‬نفً النسب عن طرٌك الخبرة الطبٌة‬

‫تعتبر الخبرة الطبٌة بمثابة استشارة فنٌة ٌستعٌن بها الماضً فً مجال اإلثبات لمساعدته فً المسابل‬

‫الفنٌة التً ٌحتاج تمدٌرها إلى دراٌة علمٌة وتتمٌز عن بمٌة وسابل اإلثبات بطابعها العلمً‪.97‬‬

‫وفً إطار مدونة األسرة تطرق المشرع المغربً إلى الخبرة المضابٌة كوسٌلة من وسابل إثبات ونفً‬

‫النسب‪ ،‬والممصود بها الخبرة الطبٌة‪ ،‬التً لم تبك ممتصرة على الفحوصات األولٌة فحسب وإنما تطورت‬

‫إلى فحص دم الفصٌلة التً ٌنتسب إلٌها دم الزوجٌن والولد‪ ،‬حٌث أفادت الحمابك العلمٌة المسلم بها فً‬

‫الطب الشرعً مإخرا أن تحلٌل فصابل الدم لد تفٌد فً التحمك من انتفاء النسب عند المنازعة فٌه‪ ،‬أما بشؤن‬

‫‪ 97‬المنتدى مدونة األسرة تمٌٌم ومعالجة‪ ،‬مجلة دورٌة ٌصدرها منتدى البحث المانونً‪ ،‬مراكش العدد ‪ ،5008 -8‬ص ‪.0;8‬‬

‫‪Page 62‬‬
‫ثبوته فاألمر مجرد احتماالت‪ ،‬والٌوم تمدمت العلوم البٌولوجٌة فؤصبح ممكنا عن طرٌك اختبارات علم‬

‫الوراثة التحمك من ثبوت النسب ال انتفابه فمط‪.98‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أنواع الخبرة الطبٌة فً مجال النسب‬

‫إن الخبرة كما هو معلوم إجراء من إجراءات التحمٌك ٌعهد بممتضاها الماضً إلى شخص مختص‬

‫بإنجاز خبرة تدخل فً إطار اختصاصه ولد نظمها المشرع المغربً فً الفصول من <‪ 8‬إلى ‪ 99‬من لانون‬

‫المسطرة المدنٌة والخبرة مبدبٌا ممررة من أجل االستبناس فمط وال تلزم المحكمة فً شًء وإال أحللنا الخبٌر‬

‫مكانها للفصل فً المنازعات المثارة بٌن األفراد‪.99‬‬

‫وإلى زمن لرٌب كانت الخبرة الطبٌة فً مجال النسب تعتمد على تحلٌل الفصابل الدموٌة للزوجٌن‬

‫والولد‪ ،‬إال أنها كانت ال تفٌد إال التحمك من نفً النسب وبتطور العلم تم اكتشاف ما ٌسمى بالبصمة الوراثٌة‬

‫بحٌث أصبحت الخبرة الطبٌة تفٌد المطع فً إثبات النسب ونفٌه‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫دمحم دمحم أبو زٌد دور التمدم البٌولوجً فً إثبات النسب‪ ،‬منشور بمجلة الحموق الكوٌتٌة السنة العشرون‪ ،‬العدد األول‪ ،‬مارس‬
‫‪،0<<9‬ص ‪.5:5‬‬
‫‪ 99‬دمحم الكشبور ‪ :‬مركز الخبرة الطبٌة فً مادة األحوال الشخصٌة‪ ،‬منشور بمجلة المحاكم المغربٌة‪ ،‬عدد مزدوج ;‪ ،::/:‬ص ‪.78‬‬

‫‪Page 63‬‬
‫الفمرة األولى ‪ :‬فصٌلة الدم‬

‫لمد أظهرت األبحاث العلمٌة منذ مدة لٌست بالمصٌرة أن دم اإلنسان ٌتنوع إلى فصابل عدة‪ .100‬وأن‬

‫لكل فصٌلة خصابصها المحددة‪ ،‬وعن طرٌك هذا الفحص‬

‫أمكن التوصل إلى أحد الفرضٌن ‪:‬‬

‫الفرض األول ‪ :‬ظهور فصٌلة دم الطفل مخالفة لممتضٌات تناسل فصٌلتً دم الزوجٌن‪ ،‬وهذا معناه أن‬

‫الزوج لٌس األب الحمٌمً للطفل بكٌفٌة مإكدة‪.‬‬

‫الفرض الثانً ‪ :‬ظهور فصٌلة دم الطفل موافمة لممتضٌات تناسل فصٌلتً دم الزوجٌن وهذا معناه أن‬

‫الزوج لد ٌكون األب الحمٌمً ولد ال ٌكون‪ ،‬ذلن أن الفصٌلة الواحدة لد ٌشترن فٌها أناس كثٌرون ٌحتمل أن‬

‫ٌكون الزوج المدعى علٌه واحدا منهم‪.‬‬

‫وكنتٌجة لهذه المعطٌات العلمٌة المتاحة فً ذلن الولت تبٌن أن فصابل الدم تفٌد فً نفً لاطع ولكنها‬

‫ال تفٌد فً الحصول على إثبات مإكد‪.101‬‬

‫‪ 100‬تتنوع فصابل الدم إلى أربعة أنواع وهً ‪ A-BABO :‬غٌر أن هذه الفصابل فً الغالب ما تكون مضافة إلٌها مادة ‪ RH‬فإذا كانت هذه‬
‫المادة موجودة فً الدم ٌرمز إلٌها بعبلمة ‪ +‬وتكتب هكذا ‪ RH+A‬وإذا كان الدم خالٌا منها ٌرمز إلى الفصٌلة بعبلمة ‪ -‬وتكتب حٌنبذ‬
‫هكذا ‪ ،ARH‬وباعتبار المادة المذكورة تكون مجموع فصابل الدم ثمانٌة‪ ،‬عبد السبلم بوزٌدي إشكالٌة الخبٌرة الطبٌة فً إثبات النسب أو‬
‫نفٌه مدونة األسرة بعد ثبلث سنوات من التطبٌك‪ :‬الحصٌلة واآلفاق‪ ،‬أشغال الندوة الدولٌة المنظمة من طرف مجموعة البحث فً المانون‬
‫واألسرة ٌومً ‪ 08/09‬مارس ‪ 500:‬بكلٌة الحموق وجدة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة الجسور‪ ،‬وجدة ;‪ 500‬سلسلة الندوات ‪ ،5‬ص ‪.0<0‬‬
‫‪ 101‬المرجع السابك‪ ،‬ص ‪.0<0‬‬

‫‪Page 64‬‬
‫الفمرة الثانٌة‪ :‬البصمة الوراثٌة‬

‫البصمة الوراثٌة هً تعٌٌن هوٌة اإلنسان عن طرٌك تحلٌل جزء أو أجزاء من حمض الدنا المتمركز‬

‫فً نواة آٌة خلٌة من خبلٌا جسمه‪.102‬‬

‫وهكذا على إثر اكتشاف حمض معٌن ٌسكن فً نواة الخلٌة فً جسم اإلنسان‪ ،‬أمكن فً ذات الولت‬

‫اكتشاف جزء معٌن فً تركٌب هذا الحمض الذي ٌتكون من خٌطان ٌحمبلن الصفات الوراثٌة الخاصة بكل‬

‫إنسان والتً تظل مبلزمة له مدى حٌاته فمعرفة البصمة الوراثٌة لشخص ما ٌتم عن طرٌك فحص الحمض‬

‫النووي (‪ )ADN‬ألحد المواد السابلة فً جسمه كالدم‪ ،‬والمنً واللعاب‪ ،‬أو ألحد أنسجة الجسم (اللحم أو الجلد‬

‫أو مواد أخرى (كالشعر أو العظام)‪.103‬‬

‫وعلٌه فاالبن ٌحمل خٌطان واحد من األب واآلخر من األم‪ ،‬وعند تحلٌل الحمض النووي له وألبٌه‬

‫ٌنبغً أن ٌكون هنان تطابك فً نصف ‪ ADN‬عند الرجل مع النصف الموجود عند االبن‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫سعد الدٌن مسعد هبللً‪ :‬البصمة الوراثٌة وعبلبمها الشرعٌة دراسة فمهٌة ممارنة مجلة النشر العلمً‪ ،‬جامعة الكوٌت سنة ‪5000‬‬
‫ص‪.:،‬‬
‫‪ 103‬دمحم الكشبور‪ :‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪ 0;:‬وما ٌلٌها‪.‬‬

‫‪Page 65‬‬
‫وهكذا أمكن االستفادة من هذا الكشف العلمً الرابد فً التوصل إلى ما إذا كان األثر اآلدمً الخاضع‬

‫للفحص ٌخص شخصا معٌنا أم ال‪ ،‬فحسب المتخصصٌن تعتبر البصمة الوراثٌة هً أدق وسٌلة عرفت حتى‬

‫اآلن فً تحدٌد هوٌة اإلنسان وذلن ألن نتابجها لطعٌة ال تمبل الشن والظن وذلن بنسبة ‪.104%000‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬شروط اللجوء إلى الخبرة الطبٌة فً مدونة األسرة‬

‫جاء فً المادة ‪ 086‬من مدونة األسرة‪ٌ :‬ثبت الفراش بما تثبت به الزوجٌة‪ٌ .‬عتبر الفراش بشروطه‬

‫حجة لاطعة على ثبوت النسب‪ ،‬ال ٌمكن الطعن فٌه إال من الزوج عن طرٌك اللعان‪ ،‬أو بواسطة خبرة تفٌد‬

‫المطع بشرطٌن ‪:‬‬

‫‪ -‬إدالء الزوج بدالبل لوٌة على ادعابه‪.‬‬

‫‪ -‬صدور حكم لضابً بهذه الخبرة"‪.‬‬

‫وهكذا حسب ممتضٌات هذه المادة‪ ،‬فإن اللجوء إلى الخبرة الطبٌة لنفً النسب ال ٌتم إال بشرطٌن سٌتم‬

‫دكرهما فً هذا المطلب ‪.‬‬

‫الفمرة األولى‪ :‬إدالء الزوج بدالئل لوٌة على ادعائه‬

‫لم ٌحدد المشرع المغربً من خبلل المادة ‪ 086‬من مدونة األسرة الممصود بالدالبل الموٌة وترن ذلن‬

‫للسلطة التمدٌرٌة لمحكمة الموضوع‪ ،‬ولد فسرها الفمه بما إذا كانت الزوجة تتعاطى بكٌفٌة اعتٌادٌة للخٌانة‬

‫‪ 104‬خلٌفة على الكعبً البصمة الوراثٌة وأثرها على األحكام الفمهٌة‪ ،‬دار الجامعة الجدٌدة للنشر اإلسكندرٌة ‪ 5007‬ص ;‪ 5‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪Page 66‬‬
‫الزوجٌة‪ ،‬أو أن ٌتؤكد أن الغٌر لد اتصل بها عن طرٌك الشبهة أو أن ٌدلى بشهادة طبٌة تثبت عممه أو أن‬

‫ٌتضح أن ألل مدة الحمل أو ألصاها غٌر مضبوطة‪.105‬‬

‫وهكذا فمد ذهبت محكمة االستبناف بمكناس إلى رفض طلب إجراء خبرة طبٌة لنفً النسب بعلة عدم‬

‫إدالء الزوج بدالبل لوٌة على ادعابه‪ ،‬حٌث جاء فً إحدى لراراتها وحٌث إن الفراش بتوافر شروطه ٌعتبر‬

‫حجة لاطعة على ثبوت النسب وال ٌطعن فٌه إال من الزوج عن طرٌك اللعان أو بواسطة خبرة بشرط إدالء‬

‫الزوج بدالبل لوٌة على ادعاءه‪.‬‬

‫وحٌث إن المستؤنف علٌه لم ٌدل بؤي دلٌل ٌدعم ادعاءه حتى ٌستجاب لطلبه "‪ .106‬وذلن ردا على‬

‫ادعاء الزوج بكونه ٌعانً من العمم دون تعزٌز ذلن بشواهد طبٌة‪ ،‬وأٌضا كون زوجته تتعاطى للفساد‪.‬‬

‫وجاء فً لرار آخر صادر عنها وحٌث التمس المستؤنف إجراء خبرة للتؤكد من صحة النسب إال أن‬

‫المادة ‪ 086‬من لانون األسرة تشترط لذلن شرطٌن إدالء الزوج بدالبل لوٌة على ادعابه‪ ،‬وصدور أمر‬

‫لضابً بهذه الخبرة‪ ،‬فهذا الفصل ٌنص على أنه لٌستجاب لعرض االبن على خبرة ٌجب أن ٌدلً األب‬

‫بدالبل لوٌة لصدق ادعابه وهو لم ٌدل بشًء فٌتعٌن التؤٌٌد "‪ .107‬وذلن ردا على ادعاء األب بكونه مرٌض‬

‫جنسٌا وال ٌستطٌع اإلنجاب ودون تعزٌز ذلن بشواهد طبٌة كما جاء فً حكم صادر عن لسم لضاء األسرة‬

‫‪ 105‬فً سعد أصبان‪ :‬النسب بٌن لواعد الشرٌعة ونتابج الخبرة‪ ،‬عرض لدم لطلبة المعهد العالً للمضاء‪ ،‬الفوح ‪ ،67‬ص ‪.8‬‬
‫‪ 106‬لرار محكمة االستبناف بمكناس عدد ‪ 05;9‬والصادر بتارٌخ ‪ 58/07/5009‬فً الملف الشرعً ;‪ 66<;/08/‬غٌر منشور‪.‬‬
‫‪ 107‬لرار محكمة االستبناف بمكناس عدد ‪ :6:‬والصادر بتارٌخ ‪ 07/06/5008‬فً الملف الشرعً عدد ;‪ 5;;7/07/‬غٌر منشور‪.‬‬

‫‪Page 67‬‬
‫بالمحكمة االبتدابٌة بمكناس "وحٌث إن المدعً لم ٌلجؤ لمسطرة اللعان المنصوص علٌها فمها ولانونا‪ ،‬كما‬

‫أنه لم ٌدل بدالبل لوٌة تفٌد بؤن البنت‪ ...‬لٌست من صلبه‪.‬‬

‫وحٌث إنه فً غٌاب الدالبل الموٌة ٌمتنع اللجوء إلى الخبرة لنفً النسب المستند إلى الفراش‬

‫صحٌح‪ .108‬وجاء فً حكم آخر صادر عنه ومن جهة أخرى لم ٌدل بدالبل لوٌة على ادعابه بنفً النسب‬

‫حتى تستجٌب المحكمة لطلب الخبرة المضابٌة استنادا للمادة ‪ 086‬من المدونة وأن ما أثاره المدعً كون‬

‫المدعى علٌها تغادر مرارا بٌت الزوجٌة دون علمه ال ٌمكن اعتباره بؤي حال من األحوال سببا لوٌا لنفً‬

‫النسب"‪.109‬‬

‫فمن خبلل حٌثٌات العمل المضابً أعبله‪ ،‬فإن الدالبل الممدمة من الزوج تبمى خاضعة للسلطة‬

‫التمدٌرٌة لمحكمة الموضوع‪ ،‬فإذا لم ترلى إلى مستوى الدلٌل الموي‪ ،‬كشهادة الشهود بنفً النسب أو إثبات‬

‫أن الزوج مصاب بعمم أو مجبوب أو عنٌن أو أسٌر وكل الحجج التً تفٌد عدم إمكانٌة اتصال الزوج‬

‫بزوجته امتنع االستجابة لطلب اللجوء إلى الخبرة لنفً النسب المستند إلى فراش صحٌح‪.‬‬

‫وهذا المعطى أكده محكمة النمض فً عدة لرارات صادرة عنه‪ ،‬حٌث جاء فً أحد لراراته حٌت صح‬

‫ما عابه الطاعن على المرار ذلن أنه لبن كانت المادة ‪ 086‬من مدونة األسرة تعتبر الفراش حجة لاطعة على‬

‫‪108‬‬
‫حكم صادر عن لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بمكناس عدد ‪ 0857‬بتارٌخ ‪ 0</08/5009‬منشور بمجلة لضاء األسرة العدد‬
‫‪ 6-‬دجنبر ‪ ،5009‬ص ‪ 076‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 109‬حكم صادر عن لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بمكناس عدد ‪ 50;6‬والصادر بتارٌخ ‪ 0;/09/5000‬فً الملف رلم ‪/50:;/8‬‬
‫;‪ 500‬غٌر منشور‪.‬‬

‫‪Page 68‬‬
‫ثبوت النسب فإنها أجازت دحضه عن طرٌك اللعان أو بواسطة طلب إجراء خبرة طبٌة المعززة بدالبل لوٌة‬

‫"‪ .110‬وجاء فً لرار آخر صادر عنه والبٌن" من أوراق الملف أن البنت المطلوب نفً نسبها ازدادت أثناء‬

‫لٌام العبللة الزوجٌة بٌن الطرفٌن والزوجة فً عصمته‪ ،‬وكانت ممٌمة معه والمحكمة لما لم تستجب لطلب‬

‫الخبرة أمام عجز الطاعن عن اإلدالء بدالبل لوٌة على ادعابه تكون لد طبمت ممتضٌات المادة ‪ 086‬من‬

‫مدونة األسرة التطبٌك السلٌم‪ ،‬وعللت لرارها تعلٌبل كافٌا"‪.111‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن محكمة النمض ذهب فً كثٌر من لراراته إلى اعتبار إدالء الزوج بشواهد‬

‫طبٌة تفٌد عممه من األدلة الموٌة التً تبرر االستجابة لطلبه بإجراء خبرة وهكذا جاء فً إحدى لراراته‬

‫والطالب نازع فً نسب البنت إلٌه وادعى أنه عمٌم‪ ،‬واستدل بتحلٌل طبً على ذلن‪ ،‬والمحكمة لما لم ترد‬

‫على طلبه سلبا أو إٌجابا فً هذا الخصوص تكون لد أساءت تطبٌك المانون"‪ .112‬كما اعتبر إدانة الزوجة‬

‫بالخٌانة الزوجٌة دلٌل لوٌا أٌضا وفً هذا اإلطار جاء فً إحدى لراراته حٌث إن المحكمة مصدرة المرار‬

‫المطعون فٌه‪ ،‬لما اعتمدت فً لضابها على الدلٌل المكتمل فً الحكم الجنحً الذي أدان أخ الزوج المطلوب‬

‫فً النمض من أجل جنحة المشاركة فً الخٌانة الزوجٌة مع الطاعنة‪ ،‬واعتبرت أن هذه الحجة دلٌل على‬

‫ادعابه ولررت بناء على ذلن إجراء خبرة جٌنٌة أثبتت أن الولد المتنازع فً نسبه لٌس من صلب الزوج‬
‫‪110‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد ‪ 807‬صادر بتارٌخ ‪ 09/0</5009‬فً الملف الشرعً عدد ‪ 6<6/5/0/7‬نشره ذ‪.‬‬
‫إبراهٌم بحمانً‪ :‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.79:‬‬
‫‪111‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد ‪ 077‬والصادر بتارٌخ <‪ 00/07/500‬فً الملف رلم ;‪ 879/5/0/500‬أهم‬
‫لرارات المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا)‪ :‬م‪ .‬من ص ‪.99‬‬
‫‪ 112‬لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد ‪ 807‬صادر بتارٌخ ‪ 09/0</5009‬ملف شرعً عدد ‪ 6<6/5/0/7‬نشره د‪ .‬إبراهٌم‬
‫بحمانً ‪ :‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪.79:‬‬

‫‪Page 69‬‬
‫لعدم وجود أي عبللة بٌولوجٌة بٌن الطرفٌن ولضت تبعا لذلن بنفً نسب الولد عنه تكون لد طبمت المادة‬

‫المحتج بها تطبٌما صحٌحا ولم تخرق المانون"‪.113‬‬

‫وغنً عن البٌان أن الخبرة تفٌد فً التوصل إلى وجود عبللة بٌولوجٌة بٌن الولد واألب المحتمل دون‬

‫الحسم فً مسؤلة النسب‪ ،‬وفً هذا الصدد جاء فً حكم صادر عن لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة‬

‫بمكناس "وحٌث إنه وإن كانت نتابج الخبرة الجٌنٌة لد بٌنت وجود عبللة بنوة بٌولوجٌة بٌن الطفل‪....‬‬

‫والمسمى‪ ...‬إال أن هذه البنوة ال ٌترتب علٌها أي اثر من آثار البنوة الشرعٌة مادامت أن البنوة غٌر شرعٌة‪،‬‬

‫وذلن باعتراف المدعٌة نفسها استنادا لممتضٌات المادة ;‪ 07‬من مدونة األسرة"‪.114‬‬

‫فمن خبلل حٌثٌات هذا الحكم أرى أن المحكمة لم تكن فً حاجة إلجراء خبرة طبٌة مادام لد ثبت لها‬

‫أن البنت مزدادة من عبللة غٌر شرعٌة باعتراف المدعٌة‪ .‬كما أن الزوج ال ٌحتاج فً مثل هذه الحالة إلى‬

‫اللجوء إلى اللعان أو الخبرة الطبٌة لنفً النسب عنه مادام الولد غٌر الحك شرعا بالزوج‪ ،‬ذلن أن الخبرة‬

‫ٌكون لها محل فً ما إذا ازداد الولد على فراش صحٌح أو الحاالت الملحمة به مثل حالة االتصال بشبهة‬

‫وحالة الزواج غٌر الصحٌح‪ ،‬وهو ما ٌفٌد أن الخبرة لٌست وسٌلة مستملة ٌثبت بها النسب ألن من شؤن ذلن‬

‫إلحاق أبناء الزنا بآبابهم‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد ‪ 8;9‬والصادر بتارٌخ ‪ 50/00/500:‬فً الملف الشرعً عدد ‪608/5/0/500:‬‬
‫نشره د‪ .‬إبراهٌم بحمانً‪ :‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪ 860‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪114‬‬
‫حكم لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بمكناس عدد ‪ 0067‬وتارٌخ ‪ 55/06/5000‬فً الملف عدد ‪ 006:/:8/5000‬غٌر‬
‫منشور‪.‬‬

‫‪Page 70‬‬
‫وأختم هذه النمطة بكبلم نفٌس لؤلستاذ إبراهٌم بحمانً ربٌس الغرفة الشرعٌة لدى محكمة النمض أنه‬

‫ٌتعٌن اللجوء إلى الفحوص الطبٌة لمعرفة من ٌنسب إلٌه الولد عند االلتضاء‪ ،‬ولكن ذلن ال ٌكون إال فً‬

‫الحالة التً ٌمع فٌها نزاع حول نسبه وال ٌوجد حل لانونً لذلن النزاع‪ ،‬أما إذا وجد الحل المانونً بفراش‬

‫صحٌح فإنه ال ٌبمى مبرر للجوء للفحص الطبً ألن الولد للفراش وألن البنوة الشرعٌة ممدمة على البنوة‬

‫الطبٌعٌة‪ ،‬كما ٌرى أنه فً حالة عدم ثبوت البنوة الشرعٌة بالنسبة لؤلب معالجة الموضوع بإجراء تحلٌل‬

‫طبً على المولود‪ ،‬فإذا ثبت أنه من ماء المتهم فً حالة االغتصاب ٌمكن إلزامه باإلنفاق علٌه إلى أن ٌبلغ‬

‫‪115‬‬
‫لادرا على الكسب استنادا لمواعد المسإولٌة التمصٌرٌة (الفصل ‪ ::‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬م)‬

‫الفمرة الثانٌة‪ :‬صدور أمر لضائً بهذه الخبرة‬

‫عند التناع المحكمة بالدالبل الموٌة المدلى بها من طرف الزوج تصدر حكما تمهٌدٌا بإجراء خبرة‬

‫جٌنٌة ٌخضع لها كل من الزوج والزوجة والولد المراد نفً نسبه‪ ،‬وفً هذا اإلطار جاء فً حكم صادر عن‬

‫لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بمٌسور" وحٌث أن المدعً ٌنفً نسب االبن على اعتبار أن المدعً‬

‫علٌها حملت به وهً خارج بٌت الزوجٌة وأنجبته ألكثر من سنة من تارٌخ مغادرتها لهذا البٌت فً ولت لم‬

‫ٌتصل بها خبللها‪.‬‬

‫وحٌث إن المادة ‪ 086‬من مدونة األسرة تنص على أن‪...‬‬

‫‪ 115‬إبراهٌم بحمانً ‪ :‬ممال نسب األبناء فً الزواج الفاسد ‪ ....‬م‪ .‬م‪ ،‬ص <‪ 6‬و ;‪.8‬‬

‫‪Page 71‬‬
‫وحٌث إن المحكمة حكمت تمهٌدٌا بإجراء خبرة طبٌة جٌنٌة إلثبات ما إذا كان الطفل‪ٌ ...‬تنسل من‬

‫صلب المدعً‪ ...‬أم ال‪.‬‬

‫وحٌث إن تمرٌر الخبرة الطبٌة المنجز من طرف مختبر الشرطة العلمٌة بالدار البٌضاء‪ ،‬خلص فٌه‬

‫من خبلل نتابجها وبعد سلسلة من الفحوصات إلى عدم ثبوت بنوة الطفل‪ ...‬للمسمى ‪.116"...‬‬

‫وجدٌر بالذكر إلى أنه فً حالة غٌاب الزوج أو امتناعه عن إجراء خبرة طبٌة علٌه فً دعوى نفً‬

‫النسب فإن ذلن بعد لرٌنة على عدم صحة ادعابه إذا كان مدعٌا ولرٌنة على صحة ما جاء فً ممال المدعٌة‬

‫إذا كان مدعى علٌه‪ .117‬أما فً حالة وفاته فٌمكن اللجوء إلى وسابل اإلثبات الممررة شرعا لما هو ممرر من‬

‫أنه ال تعجٌز فً النسب‪ ،‬كما ٌمكن إجراء الخبرة على بماٌا عظام الهالن‪ ،‬علما أن عدم أداء أتعاب الخبرة‬

‫ٌعد سببا موجبا لصرف النظر عن الخبرة التً ٌمكن للمحكمة أن تؤمر بها تلمابٌا‪.118‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن الخبرة الطبٌة ٌجب أن تفٌد المطع لؤلخذ بنتابجها خصوصا وأن األمر ٌتعلك‬

‫بمجال خطٌر وهو نفً النسب والشرع متشوف للحوله‪ ،‬علما أنه ٌمكن اللجوء إلى خبرة تكمٌلٌة أو مضادة‪،‬‬

‫وفً هذا اإلطار جاء فً حكم صادر عن لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بمٌسور "وحٌث إن تمرٌر‬

‫‪116‬‬
‫حكم لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بمٌسور عدد ‪ :8‬والصادر بتارٌخ ‪ 05/06/500:‬فً الملف الشرعً عدد ‪:0/5009‬‬
‫غٌر منشور ‪.‬‬
‫‪117‬‬
‫وفً هذا اإلطار جاء فً حكم صادر عن لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بفاس وحٌث إن تخلف المدعى علٌهم عن إجراء‬
‫الخبرة رغم توصلهما بصفة لانونٌة وبدون عذر ممبول تعتبره المحكمة لرٌنة لوٌة على صحة ادعاءات المدعٌن"‪ ،‬حكم عدد <‪:9‬‬
‫والصادر بتارٌخ <‪ 0</05/500‬فً الملف الشرعً عدد ‪ 5:99/00/09‬غٌر منشور ‪.‬‬
‫‪ 118‬عمر المٌن‪ :‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪ 07‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪Page 72‬‬
‫الخبرة الطبٌة جاء مستوفٌا لكافة الشروط الشكلٌة المتطلبة لانونا ولم ٌكن محل طعن من طرف المدعى‬

‫علٌها‪ ،‬مما ٌتعٌن معه األخذ بنتابجه‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫وحٌث إنه ال ٌسع المحكمة تبعا لذلن سوى الحكم بنفً نسب االبن‪ ...‬عن المدعً "‬

‫وجاء فً حكم صادر عن لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بمكناس "وحٌث إن الخبرة المذكورة‬

‫لم تكن محل أي طعن شكلً أو موضوعً مما جعل المحكمة تعتمدها"‪.120‬‬

‫والمبلحظ أن المشرع أعطى المحكمة وحدها الحك فً إصدار األمر بإجراء الخبرة الطبٌة وأن تكون‬

‫مختصة وكل ذلن لحساسٌة موضوع النسب‪ ،‬وهو األمر الذي ٌدفع المحاكم إلى إسناد مهمة الخبرة الطبٌة‬

‫لجهات تتوفر على اإلمكانٌات التمنٌة والمإهبلت البشرٌة البلزمة كالمختبر الوطنً العلمً للشرطة بالدار‬

‫البٌضاء‪.‬‬

‫وأشٌر فً آخر هذه النمطة إلى أن محكمة النمض ذهب إلى عدم اشتراط مدة معٌنة لنفً النسب‬

‫بواسطة الخبرة الطبٌة‪ ،‬وهكذا جاء فً أحد لراراته " والمحكمة لما لضت برفض طلبه بعلة أنه عاد إلى‬

‫المغرب وزوجته حامل فً شهرها الثامن وسكت عن ذلن ولم ٌمارس دعوى اللعان ونفً النسب داخل‬

‫األجل الممرر شرعا والحال أن المادة ‪ 086‬من مدونة األسرة لم تشترط مدة معٌنة الممارسة دعوى نفً‬

‫‪ 119‬حكى قسى قضاء األسرة بانًحكًت االبخذائٍت بًٍسىر عذد ‪ 57‬وانظادر بخارٌخ ‪ 12/03/2005‬فً انًهف انشرعً عذد ‪ 51/2002‬غٍر‬
‫يُشىر‪.‬‬
‫حكى قسى قضاء األسرة بانًحكًت االبخذائٍت بًكُاس عذد ‪ 602‬وانظادر بخارٌخ ‪ 06/03/10‬فً انًهف انشرعً عذد ‪353/7/2010‬‬ ‫‪120‬‬

‫غٍر يُشىر‪.‬‬

‫‪Page 73‬‬
‫النسب بواسطة خبرة لضابٌة تفٌد المطع فإنها تكون بذلن لد ألامت لضابها على غٌر أساس ولم تعلل لرارها‬

‫تعلٌبل سلٌما ما ٌعرضه للنمض "‪.121‬‬

‫الفمرة الثالثة ‪ :‬االشكالٌات العملٌة المثارة بشأن إمكانٌة اللجوء للخبرة فً إثبات ونفً النسب‬

‫من المعلوم أن من بٌن المستجدات التً اتت بها مدونة األسرة فً موضوع النسب‪ ،‬كونها تضمنت مجموعة‬

‫من الحموق لفابدة الطفل‪ .‬معززة مكانته داخل األسرة‪ .‬وذلن بتثبٌت حمه فً االنتساب إلى أبٌه من خبلل‬

‫اعتماد وسٌلة إثبات جدٌدة‪ .‬أال وهً الخبرة الطبٌة باعتبارها وسٌلة إثبات إلى جانب بالً الوسابل األخرى‬

‫التً اعتمدها المشرع فً إثبات أو نفً النسب‪ ،‬ومن اإلشكالٌات العملٌة المطروحة فً هذا المجال ‪:‬‬

‫أوال) تأثٌر الخبرة على الوسائل الشرعٌة إلثبات النسب ‪:‬‬

‫ما الحكم عندما تتعارض نتابج الخبرة ‪ ADN‬مع لاعدة الولد للفراش أو مع اإللرار بالنسب ؟‬

‫أ‪ -‬التنازع بٌن الفراش والخبرة الطبٌة ‪:‬‬

‫لم ٌتطرق المشرع لهاته المسؤلة‪ ،‬لكن محكمة النمض‪ ،‬لما عرضت علٌه نازلة من هذا النوع أصدر لرارا‬

‫تحت عدد ‪ 98; :‬المإرخ فً ‪ 5007/05/60 :‬بغرفة الست المجتمعة‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫لرار المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا) عدد ‪ 887‬والصادر بتارٌخ ‪ 5:/0</5009‬فً الملف الشرعً عدد ‪6<0/5/0/5008‬‬
‫أهم لرارات المجلس األعلى (محكمة النمض حالٌا)‪ ،‬م‪ .‬م‪ ،‬ص ‪.87‬‬

‫‪Page 74‬‬
‫ونعتمد أن االتجاه الذي سار علٌه محكمة النمض حٌنما رجح الفراش على الخبرة الطبٌة هو عٌن الصواب إذ‬

‫ال ٌجوز استخدام البصمة الوراثٌة بمصد التؤكد من صحة األنساب الثابتة شرعا وذلن حماٌة األعراض‬

‫الناس وصونا ألنسابهم‪ ،‬ومن المواعد األصولٌة والفمهٌة أن درء المفاسد تمدم على جلب المصالح‪ ،‬وأن‬

‫الذرابع المإدٌة للفساد ٌجب سدها ولاعدة الحكم بالظاهر وهللا ٌتولى السرابر وكل ذلن ٌمتضً منع اعتماد‬

‫الخبرة أو البصمة الوراثٌة لنفً نسب ثابت شرعا بحٌث متى ثبت النسب بالفراش ٌعتبر حجة غٌر لابلة‬

‫إلجراء أي ترجٌح بٌنه وبٌن غٌره من تلن األسباب‪ ،‬وال لبول إثبات عكس ما صح بالفراش بؤٌة وسٌلة من‬

‫وسابل اإلثبات لذلن فالنسب الثابت بالفراش ال ٌمبل االنتماء إذا توفرت سابر شروطه وال ٌنتفً الولد عن‬

‫الزوج ما دامت شروط الفراش متوفرة من مدة الحمل وإمكان االتصال بنوعٌه المادي والمعنوي‪.‬‬

‫ب التنازع بٌن االستلحاق والخبرة الطبٌة ‪:‬‬

‫االستلحاق فً عرف الفمهاء عبارة عن إلرار‪ ،‬واإللرار فً الفمه هو االعتراف بما ٌوجب حما على لابله‬

‫بشرطه‪ ،‬وعرفه ابن عرفة بموله ‪" :‬ادعاء المدعً أنه أب لغٌره"‪ .‬ونص علٌه المشرع ضمن المواد ‪090 :‬‬

‫‪ 090‬و ‪ 095‬من مدونة األسرة‪ ،‬لكن ما الحكم إذا ما ألر شخص بنسب آخر‪ ،‬ثم عاد فطلب بنفً النسب‬

‫اعتماد على البصمة الوراثٌة ‪ ADN‬؟ لم ٌتعرض المشرع لهذا اإلشكال إن اإللرار متى تم صحٌحا ال ٌمبل‬

‫الرجوع فٌه من الناحٌة الفمهٌة فمد جاء فً كتاب جواهر اإلكلٌل لمإلفه صالح عبد السمٌع اآلبً األزهري ‪:‬‬

‫" وإن استلحك المكلف ولدا فً صورة ٌلحك به فٌها‪ ،‬ثم أنكره أي نفاه عن نفسه بعد استلحاله ولال لٌس‬

‫بولدي‪ ،‬ثم مات الولد عن مال ومستلحمه حً فبل ٌرثه أي ال ٌرث المستلحك المستلحك لنفٌه عن نفسه‬

‫‪Page 75‬‬
‫واعترافه‪ ،‬أنه الحك له فً إرثه وولف ماله‪ ،‬أي المال الذي تركه المستلحك‪ ،‬فإن مات األب الذي استلحك‬

‫ورجع عن استلحاله فالمال المولف لورثته‪ ،‬أي األب ألن رجوعه عن استلحاله غٌر معتبر بالنسبة لهم"‪.‬‬

‫وجاء فً كتاب أحكام األسرة فً الشرٌعة اإلسبلمٌة وفك مدونة األحوال الشخصٌة‪ ،‬الجزء الثانً للدكتور‬

‫دمحم المعجوز صفحة ‪ 80‬وإذا استلحك الرجل ولدا بالشروط المذكورة‪ ،‬ثم رجع فً استلحاله‪ ،‬فإن هذا الولد‬

‫ٌثبت نسبه لمن استلحمه وال ٌسمط بذلن الرجوع‪ ،‬ثم إن مات األب فإن ابنه المستلحك ٌرثه كما ٌرث اإلبن‬

‫فً أبٌه‪ .‬وإن مات اإلبن المستلحك فإن والده الذي رجع فً استلحاله ال ٌؤخذ نصٌبه من إرثه‪ .‬ألن رجوعه‬

‫فً االستلحاق ٌعتبر إنكارا منه لحمه فً إرث هذا الولد‪ ،‬وإنما ٌولف ذلن النصٌب لحساب هذا الوالد‪ ،‬فبل‬

‫ٌتصرف فٌه شخصٌا إلى أن ٌموت هذا األب‪ ،‬وحٌنبذ ٌدخل ذلن النصٌب فً تركته وٌوزع بٌن ورثته"‪.‬‬

‫وأغلب الفمه المعاصر مجمع على أن اإللرار بالنسب ٌمدم على النفً بالبصمة الوراثٌة تغلٌبا لحك الطفل‬

‫المجهول النسب والذي تدعمه لاعدة أن الشرع متشوف للعوق األنساب‪.‬‬

‫ولرر مجلس المجمع الفمهً فً دورته السادسة عشرة التً انعمدت فً ممر رابطة العالم اإلسبلمً بمكة‬

‫المكرمة فً الفترة من ‪ 59-50‬شوال ‪ 0755‬هـ‪ ،‬جواز االعتماد على البصمة الوراثٌة فً مجال إثبات‬

‫النسب فً حاالت التنازع على مجهول النسب ‪.122‬‬

‫‪ 122‬الهٌبة العالمٌة لئلعجاز العلمً فً المرآن والسنة مكة المكرمة البصمة الوراثٌة واثبات النسب‪.‬‬

‫‪Page 76‬‬
‫ولد انتهى المشاركون فً اعمال الندوة المنعمدة بالكوٌت على مدار ٌومً األربعاء والخمٌس ‪ 6‬و ‪ 7‬ماي‬

‫‪ 5000‬فً موضوع ‪ :‬حجٌة البصمة الوراثٌة فً موضوع النسب إلى حصر المنالشات فً المحاور التالٌة ‪:‬‬

‫‪ 0-‬االحتكام إلى البصمة الوراثٌة فً حالة تنازع إثنٌن فً أبوة مجهول النسب‪ ،‬وفً حالة عدول األب عن‬

‫استلحاق مجهول النسب أو إنكار أبنابه ذلن بعد وفاته‪ ،‬وفً تورٌث مجهول النسب إذا ألر بعض اإلخوة‬

‫بؤخوته ونفاها البعض اآلخر‪.‬‬

‫إال أنه ومن خبلل وجهة نظرنا متواضعة نعتمد أن االستلحاق شؤنه شؤن الفراش ال ٌمبل االنتفاء إذا توفرت‬

‫سابر شروطه‪ ،‬إال فً حالة إدالء المستلحك بدالبل لوٌة على ادعابه والتناع المحكمة بها‪.‬‬

‫ثانٌا)‪ -‬تأثٌر الخٌرة على العمل باللعان ‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 086‬من مدونة األسرة على ما ٌلً ‪:‬‬

‫ٌثبت الفراش بما تثبت به الزوجٌة ٌعتبر الفراش بشروطه حجة لاطعة على ثبوت النسب‪ ،‬ال ٌمكن الطعن‬

‫فٌه إال من الزوج عن طرٌك اللعان أو بواسطة خبرة تفٌد المطع بشرطٌن‪.‬‬

‫• إدالء الزوج المعنً بدالبل لوٌة على ادعابه‪.‬‬

‫• صدور أمر لضابً بهذه الخبرة"‬

‫‪Page 77‬‬
‫كل طفل ٌولد أثناء فترة العبللة الزوجٌة المحددة فً المادة ‪ٌ 087‬ثبت نسبه إلى الزوج بمرٌنة لانونٌة غٌر‬

‫لابلة إلثبات العكس من أي كان ما عدا الزوج نفسه الذي ٌمكنه أن ٌطعن فً نسب الطفل إلٌه عن طرٌك‬

‫المطالبة باللعان‪ ،‬أو بخبرة طبٌة تفٌد المطع بوجود أو عدم وجود العبللة البٌولوجٌة بٌنه وبٌن الطفل المعنً‪،‬‬

‫وذلن مثل الحامض النووي الذي ٌعبر عنه بالبصمات الوراثٌة‪ .‬وال ٌمبل من الزوج طلب الخبرة الطبٌة إال‬

‫إذا عزز ادعاءه بمرابن لوٌة ترجح صدله فٌه‪ 123‬فحسب هذه المادة ٌمكن االعتماد على وسٌلتٌن لنفً النسب‬

‫‪ :‬اللعان أو الخبرة الطبٌة (‪ )ADN‬فالعدول عن اللعان واالحتكام إلى الخبرة ٌعتبر فً نظر أحد الفمهاء‬

‫المغاربة‪ 124‬ظلم للزوجة وحرمان لها من حمولها التً ضمنها لها اإلسبلم باللعان والمتمثلة ‪:‬‬

‫‪ -0-‬حمها فً الدفاع عن نفسها وشرفها‪ ،‬واالكتفاء منها بمجرد أٌمانها لرد أٌمان الزوج مثبل بمثل وعددا‬

‫بعدد دون تدخل طرف ثالث لد ٌخطا أو ٌتبلعب بالنتابج ودون تكالٌف مالٌة كما لال تعالى ‪ " :‬وٌدرأ عنها‬

‫العذاب أن تشهد أربع شهادات باهلل إنه لمن الكاذبٌن والخامسة أن غضب هللا علٌها إن كان من الصادلٌن"‬

‫(سورة النور اآلٌة ‪.)< :‬‬

‫‪ 5‬سموط دعوى الزوج ضدها وبطبلن اتهامه لها‪ ،‬فبل ٌدري الناس من الكاذب منهما ؟ كما لال النبً (ص)‬

‫للمتبلعنٌن ‪ :‬هللا ٌعلم أن أحدكما كاذب) (رواه أبو داود والبخاري)‪.‬‬

‫‪ 6‬احتفاظها بصفة العفاف والحصانة التً كانت تتمتع بها لبل لذفها ولعانها‪.‬‬

‫‪ 123‬دلٌل عملً لمدونة األسرة‪ ،‬وزارة العدل‪ ،‬سلسلة الشروح والدالبل العدد ‪ 5007 - 0‬صفحة <<‪.<;-‬‬
‫‪ 124‬الدكتور دمحم التاوٌل الموضوع ‪ :‬اعتماد الخبرة لنفً الولد عن الزوج نشر على األنترنٌت)‪.‬‬

‫‪Page 78‬‬
‫‪ -7-‬الستر علٌها وعدم فضحها‪ ،‬فاللعان ستر لها وألهلها‪ ،‬والبصمة الوراثٌة فضٌحة لها وتشهٌر بها وبؤهلها‬

‫كما أن العدول عن اللعان واالحتكام للخبرة ٌعتبر إضرارا بالولد وحرمانا له من حموله المضمونة له فً‬

‫اللعان التً تتلخص فً ‪:‬‬

‫‪ 0‬بماء فرصة استلحاله بعد اللعان إذا ندم الزوج وأكذب نفسه فإنه ٌعد وٌلحك به الولد وهذا بخبلف الخبرة‬

‫فإنها تفوت علٌه هذه الفرصة إذا تبٌن أنه لٌس من الزوج فإنه ال ٌمكنه استلحاله مستمببل‪.‬‬

‫‪ -5‬حماٌته من المذف‪ ،‬ففً حدٌث ابن عباس أنه صلى هللا علٌه وسلم لضى أن ال ترمى المبلعنة وال ٌرمى‬

‫ولدها إال أن اإلشكال المطروح ‪ :‬هل ٌمكن اعتماد الوسٌلتٌن معا ‪ :‬اللعان والخبرة الطبٌة وما الحل فً حالة‬

‫تعارضهما ؟ مولف فمهً ٌرى أن البصمة الوراثٌة تحل محل اللعان ألن نتابجها ٌمٌنٌة واللعان مبنً على‬

‫الشن ال الٌمٌن‪ ،‬فمتى أثبتت البصمة الوراثٌة النسب فبل ٌصح بعد ذلن نفٌه بواسطة اللعان والعكس صحٌح‬

‫ومولف آخر ٌرى أن البصمة الوراثٌة ال تمدم على اللعان ألن من شؤن ذلن أنه سٌإدي إلى تعطٌل نص‬

‫لطعً فً كتاب هللا فالجواب إذن ٌبمى على الزوج أن ٌختار إحدى الوسٌلتٌن‪ ،‬وهو إن اختار ال ٌرجع وفً‬

‫نظر أحد فمهاء المانون‪ ،‬تظل البصمة الوراثٌة وسٌلة احتٌاطٌة ال ٌمكن اللجوء إلٌها بعد التحمك من شروطها‬

‫إال فً حالة عدم االحتكام إلى اللعان‪ 125‬وفً لضٌة عرضت أمام المحكمة االبتدابٌة بالحً الحسنً عٌن‬

‫الشك بالدار البٌضاء تتعلك بنفً نسب البنت مع تطبٌك مسطرة اللعان بناء على طلب الزوج‪ ،‬لضت‬

‫المحكمة برفض الطلبٌن األصلً واإلصبلحً لكون المدعً لم ٌمتثل للخبرة الطبٌة المؤمور بها بممتضى‬

‫‪ 125‬الدكتور دمحم الكشبور‪ ،‬المرجع السابك صفحة ‪.609 :‬‬

‫‪Page 79‬‬
‫الحكم التمهٌدي‪ ،‬وبناء على ما جاء فً مضمون الشواهد الطبٌة التً تبٌن من خبللها أن بداٌة حمل المدعى‬

‫علٌها ترجع لتارٌخ ‪ 5006/0;/5< :‬فً حٌن ألر المدعً كونه ظل على اتصال بزوجته وٌعاشرها معاشرة‬

‫األزواج إلى غاٌة متم شهر غشت ‪ 5006‬مما ٌتبٌن معه كون اعتزال المدعً لزوجته المدعى علٌها لم ٌتم‬

‫إال بعد ولوع الحم وبالتالً تبمى دعوى اللعان هاته مفتمرة ألهم شروطها المتمثلة فً استبراء الزوجة‬

‫واعتزال الزوج لها مباشرة بعد طهرها من الحٌض مما ٌجعل طلب المدعً لكل ذلن غٌر مإسس لانونا‬

‫وٌتعٌن بالتالً رفضه‪.126‬‬

‫‪ 6‬كما أنه من اإلشكالٌات العملٌة المثارة والتً ال تمل أهمٌتها عن سابمتها فً حالة امتناع األب عن إجراء‬

‫تحلٌل الحمض النووي إلتباث النسب ؟‬

‫كان جواب الدكتور ٌوسف المرضاوي‪ ،‬ربٌس االتحاد العالمً لعلماء المسلمٌن ‪ " :‬إنه فً حال رفض الزوج‬

‫الخضوع لتحلٌل البصمة الوراثٌة‪ ،‬فٌعد هذا دلٌبل ضده ولٌس له‪ ،‬وٌكون من حك الماضً أن ٌفعله رغما‬

‫‪127‬‬
‫عن الزوج "‬

‫وفً حوار لجرٌدة األحداث المغربٌة مع األستاذة زهور الحر اعتبرت رفض الزوج بمثابة اعتراف ضمنً‬

‫بنسب الطفل‪ ،‬مضٌفة بؤن هنان أحكام عدٌدة صدرت فً هذا الشؤن وتم تؤٌٌدها من طرف محكمة‬

‫االستبناف‪.‬‬
‫‪126‬‬
‫حكم رلم ‪ 09/08;0‬بتارٌخ ‪ 5008/06/00‬ملف عدد[ ‪ 06/:9:‬مجلة لضاء األسرة العدد ‪ 6‬دجنبر ‪ 5009‬صفحة من ‪ 090‬إلى‬
‫‪.099‬‬
‫‪ 127‬مولع على اإلنترنٌت ‪ :‬إسبلم أون الٌن‪.‬‬

‫‪Page 80‬‬
‫إن اإلشكالٌات العملٌة المثارة بشؤن اللجوء إلى الخبرة فً إثبات ونفً النسب كثٌرة ال حصر لها والتصرنا‬

‫على بعضها فمط ألن هذا الموضوع ٌصعب معالجته من جمٌع جوانبه فً هذا الممال كما أن اإلشكالٌات‬

‫التً تطرحها المادة ‪ 086 :‬تحتاج إلى مزٌد من الولت للحصول على اجتهادات مستمرة وحلول لضابٌة‬

‫مبلبمة‪.‬‬

‫‪Page 81‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬

‫ونخلص بالمول على أن الخبرة الطبٌة تبمى من الوسابل الناجعة سواء تعلك األمر بإثبات‬

‫النسب أو نفٌه‪ ،‬وٌعد موضوع النسب بحك من المواضٌع المعمدة والشابكة والتً ٌصعب على‬

‫كل مهتم ودارس مهما بلغ من العلم اإلحاطة بجمٌع جوانبه والتدلٌك فً كل تفاصٌله‪ ،‬ومن‬

‫خبلل بحثنا المتواضع هذا فمد حاولنا جهد اإلمكان تسلٌط الضوء على وسابل إثبات النسب‬

‫معتمدٌن فً ذلن ممارنة بٌن نصوص مدونة األحوال الشخصٌة الملغاة‪ ،‬وكذا مدونة األسرة‬

‫والموانٌن الممارنة واتجاهات العمل المضابً ذات الصلة بالموضوع‪.‬‬

‫والمبلحظ من خبلل اطبلعنا على المواد المتعلمة بالنسب أن مدونة األسرة لد أحدثت طفرة‬

‫نوعٌة لما نصت صراحة على الخبرة المضابٌة كوسٌلة إثبات ونفً فً مجال النسب مساٌرة‬

‫منها لطابع الحداثة ومواكبة للتطور العلمً وخروجها عن المفهوم التملٌدي الذي كانت تتسم به‬

‫مدونة األحوال الشخصٌة فضبل عن تدخل المشرع للحفاظ على األنساب السٌما فً حالة‬

‫ظهور حمل بالخطٌبة من خبلل التنصٌص على ذلن فً المادة ‪ ،089‬عبلوة على التوسع فً‬

‫موضوع اإللرار حٌنما أخذت باإللرار الصادر عن األم‪.‬‬

‫‪Page 82‬‬
‫لكن رغم ذلن وجب تسجٌل بعض المبلحظات التً تمت مبلمستها من خبلل بحثنا فً‬

‫الموضوع ‪:‬‬

‫وأول هذه المبلحظات أنه إذا كانت مدونة األسرة لد توسعت فً وسابل إثبات النسب من خبلل‬

‫تمنٌن نسب الحمل الظاهر بالمخطوبة بعلة أن المشرع متشوف للحوق األنساب فمد كان لزاما‬

‫معالجة اإلشكال الذي ٌطرحه نسب األبناء المزدادٌن لبل توثٌك عمد الزواج بحٌث نجد اتجاها‬

‫ببعض المحاكم الزال متشبثا باجتهاد محكمة النمض الصادر فً ظل مدونة األحوال الشخصٌة‬

‫الملغاة والذي صنفهم فً خانة أبناء الزنا والحال أنه إذا كان ابن الخطٌبة ٌلحك نسبه بالخاطب‬

‫إذا ألربه‪ ،‬فمن باب أولى أن ٌلحك نسب هإالء بآبابهم‪ ،‬فً حٌن نجد اتجاها آخر لد أخذ بإلرار‬

‫المطلك رغم ازدٌاد االبن الممر به خارج أمد السنة من تارٌخ الطبلق‪.‬‬

‫كما أن مدونة األسرة لم تعط تعرٌفا موحدا لمفهوم الدالبل الموٌة المنصوص علٌها فً المادة‬

‫‪ ،086‬والمضاء من خبلل البث فً النوازل التً تعرض علٌه ٌتعامل مع هذه الدالبل بشًء من‬

‫التشدد بعلة أنه كان بوسع الزوج سلون مسطرة اللعان‪ ،‬وال ندري لما ٌتبرر المضاء باللعان‬

‫والحال أن الخبرة أصبحت من بٌن الوسابل الشرعٌة المعتمدة فً مجال النسب‪.‬‬

‫‪Page 83‬‬
‫وما تجب اإلشارة إلٌه كذلن أن المضاء ال ٌصرح ببطبلن عمد الزواج رغم توافر موجبات‬

‫ذلن‪ ،‬ومادام المضاء هو مرآة المانون‪ ،‬فٌجب على المحاكم مساٌرة االجتهاد المضابً‪ ،‬ألنه من‬

‫العٌب أن ٌبمى لضاإنا منكمشا حول نفسه بخصوص لضاٌا النسب التً تتسم بالخطورة بمكان‬

‫مادام محكمة النمض بدوره لد تراجع عن مجموعة من المرارات مساٌرة منه للتطور الذي‬

‫عرفه المجتمع المغربً وتفعٌبل للممتضٌات الجدٌدة التً جاءت بها مدونة األسرة والهادفة إلى‬

‫حماٌة األنساب عمبل بمبدأ كون النسب ٌثبت بالظن وال ٌنتفً إال بالٌمٌن»‪ ،‬هذه بعض‬

‫المبلحظات التً ارتؤٌنا إثارتها فً هذه الخاتمة مادام البحث ٌتضمن إشكاالت أخرى‪ٌ ،‬مكن‬

‫الرجوع إلٌها‪.‬‬

‫وإذا كانت مدونة األسرة ‪ ،‬لد أشارت إلى "الخبرة" والخبرة المضابٌة"‪ ،‬كوسٌلة ٌمكن اللجوء‬

‫إلٌها للفصل فً النزاعات المتعلمة بالنسب‪ ،‬فإن هذه العبارات لها دالالت كبٌرة‪ ،‬حٌث إن‬

‫المشرع لم ٌشر بوضوح وبشكل صرٌح إلى "الخبرة الطبٌة" وخصوصا فً جانبها المعتمد‬

‫على علم الجٌنات‪.‬‬

‫وحتى ال نطٌل الكبلم‪ ،‬فمد حاولنا لدر المتٌسر وعلى طول صفحات هذا البحث إعطاء نظرة‬

‫عامة حول الموضوع دون إغفال لئلشكاالت التً طفت على السطح من خبلل التطبٌك العملً‬

‫‪Page 84‬‬
‫لمدونة األسرة والحمٌمة التً ٌجب االعتراف بها أنه ٌصعب اإللمام بمختلف جوانب‬

‫الموضوع‪ ،‬نظرا لتشعبه‪ ،‬والباحث فٌه كالباحث عن حبة خردل فً بحر لجً‪.‬‬

‫وبمدر اهتمامنا ودراستنا لمختلف المراجع المعتمدة‪ ،‬وكذا االجتهادات المضابٌة‪ ،‬بمدر ما كانت‬

‫تنجلً أمامنا حمابك أخرى لم ٌسعف الولت لئلحاطة بها‪ ،‬لذلن ال ندعً أننا عالجنا الموضوع‬

‫بالمدر الذي ٌستحك‪ ،‬لكن ٌمكن المول أننا عالجناه بالمدر الذي سمح به الولت رغم رغبتنا‬

‫الصادلة فً ذلن‪.‬‬

‫‪Page 85‬‬
‫التوصٌات ‪:‬‬

‫وهذا ٌجعلنا نخرج بمجوعة من توصٌات بخصوص هذا الموضوع ‪:‬‬

‫‪ ‬التوسع من خبلل مدونة األسرة فً الخبرة الطبٌة المتعلمة بإثبات النسب باعتبارها‬

‫الوسٌلة الدلٌمة إلثباته‪.‬‬

‫‪ ‬تغلٌب نتابج الخبرة الطبٌة فً حالة تعارض مع بالً الوسابل الشرعٌة األخرى‪.‬‬

‫‪ ‬تمكٌن االستفادة من هذه الخبرة بؤثمنة مناسبة‪.‬‬

‫‪ ‬إلزامٌة الخبرة فً حالة األمر المضابً وترتٌب الجزاء فً حالة المماطلة على إجرابه ‪.‬‬

‫‪Page 86‬‬
‫لائمة المصادر والمراجع ‪:‬‬

‫‪ ‬كتب عامة‬

‫أبو عبد هللا الحطاب ‪ :‬مواهب الجلٌل لشرح مختصر خلٌل ‪ -‬مطبعة السعادة الطبعة ا‪،‬‬ ‫‪.0‬‬

‫<‪065‬هـ‪ ،‬ج الخامس‬

‫المعطً الجبوجً ‪ :‬المواعد الموضوعٌة والشكلٌة لئلثبات وأسباب الترجٌح بٌن الحجج‪،‬‬ ‫‪.5‬‬

‫الطبعة األولى‪ 5005 ،‬مكتبة الرشاد بسطات‬

‫دمحم ابن معجوز ‪ :‬أحكام األسرة فً الشرٌعة اإلسبلمٌة وفك مدونة األحوال الشخصٌة ج || ‪-‬‬ ‫‪.6‬‬

‫الوالدة ونتابجها األهلٌة والنٌابة الشرعٌة‪ ،‬طبعة ;<<‪0‬‬

‫مرزق أٌت الحاج ‪ " :‬الوجٌز فً التوثٌك العدلً ‪ ،5008 0‬مطبعة طوب برٌس‬ ‫‪.7‬‬

‫احمد الخملٌشً ‪ " :‬التعلٌك على لانون األحوال الشخصٌة ج ‪ ،5‬ط‪ ، 0<<7 .0/‬المعارف‬ ‫‪.8‬‬

‫الجدٌدة‪ ،‬الرباط‬

‫ابن جزي " الموانٌن الفمهٌة‪ ،‬دار الكتب العلمٌة‪ ،‬بٌروت لبنان (بدون تارٌخ)‬ ‫‪.9‬‬

‫‪ ‬كتب متخصصة‬

‫عبد السبلم الرفعً الولد للفراش فً فمه النوازل واالجتهاد المضابً المغربً‪ ،‬مطبعة إفرٌمٌا‬ ‫‪.:‬‬

‫الشرق ‪.5009‬‬

‫دمحم الكشبور‪ :‬البنوة والنسب فً مدونة األسرة‪ ،‬لراءة فً المستجدات البٌولوجٌة‪ ،‬دراسة‬ ‫;‪.‬‬

‫لانونٌة وشرعٌة ممارنة‪ ،‬سلسلة الدراسات المانونٌة المعاصرة ‪500: / 07‬‬

‫‪Page 87‬‬
‫عمر لمٌن ‪ :‬دور ملحك بوزارة العدل‪ ،‬ربٌس غرفة بمحكمة االستبناف فً ندوة ثم إلماإها‬ ‫<‪.‬‬

‫بالمعهد العالً للمضاء سنة ‪.500:‬‬

‫‪ .00‬خلٌفة على الكعبً البصمة الوراثٌة وأثرها على األحكام الفمهٌة‪ ،‬دار الجامعة الجدٌدة للنشر‬

‫اإلسكندرٌة ‪5007‬‬

‫‪ .00‬سعد أصبان‪ :‬النسب بٌن لواعد الشرٌعة ونتابج الخبرة‪ ،‬عرض لدم لطلبة المعهد العالً‬

‫للمضاء‪ ،‬الفوح ‪.67‬‬

‫‪ .05‬مصطفى زروفً‪ .‬مٌزان الذهب فً لواعد اللعان والنسب من خبلل لرارات محكمة النمض‬

‫‪ ،500: ،0/‬مطبعة سٌرٌنور فام‪.‬‬

‫‪ .06‬مغنٌة رشٌدي‪ ،‬حك الطفل فً النسب ‪ ،‬دراسة فمهٌة تشرٌعٌة لضابٌة ر‪.‬ل‪ .‬د‪ .‬د‪ .‬ع‪.‬م فً‬

‫المانون الخاص وحدة األسرة والطفولة جامعة سٌدي دمحم بن عبد هللا فاس‪5006-5005 ،‬‬

‫‪ .07‬إبراهٌم بحمانً (العمل المضابً فً لضاٌا األسرة مرتكزاته ومستجداته فً مدونة األحوال‬

‫الشخصٌة ومدونة األسرة ط‪ ،500;/‬مكتبة دار السبلم – الرباط‬

‫‪ .08‬دمحم مصطفى شلبً أحكام األسرة فً اإلسبلم ط ‪ 5‬سنة ‪0<:6‬‬

‫‪ ‬المماالت‬

‫‪ .09‬د‪ .‬إبراهٌم بحمانً‪ ،‬نسب األبناء فً الزواج الفاسد‪ ،‬ممال منشور بمجلة المضاء والمانون العدد‬

‫<‪07‬‬

‫‪ .0:‬لرار محكمة النمض عدد ‪ 05‬بتارٌخ ;‪ 5</00/8‬منشور بمجلة لضاء محكمة النمض عدد ‪00‬‬

‫‪Page 88‬‬
‫;‪ .0‬لرار محكمة النمض عدد <‪ 6‬الصادر بتارٌخ ‪ 5:/00/5000‬فً الملف عدد‬

‫;‪ ،608/5/0/500‬منشور بمجلة لضاء محكمة النمض‪ ،‬العدد ‪ :5‬مطبعة األمنٌة الرباط‪،‬‬

‫‪.5000‬‬

‫<‪ .0‬لرار محكمة النمض عدد ;;‪ 7‬والصادر بتارٌخ ‪ 0</8/5008‬فً الملف الشرعً عدد‬

‫‪ 8:5/5/5/<8‬منشور بمجلة لضاء محكمة النمض عدد مزدوج <‪.90-8‬‬

‫‪ .50‬لرار محكمة النمض عدد ‪ ;7‬والصادر بتارٌخ <<‪ 09/5/‬فً الملف الشرعً عدد‬

‫‪ 8:5</5/5/<7‬منشور بمجلة لضاء محكمة النمض عدد ‪-90‬‬

‫‪ .50‬لرار محكمة النمض رلم ‪ 0606‬صادر بتارٌخ ‪ 05/05/0<<0‬منشور بمجلة لضاء محكمة‬

‫النمض عدد ‪. <8-;6‬‬

‫‪ .55‬لرار محكمة النمض الصادر بتارٌخ <<<‪ 09/5/0‬منشور بمجلة لضاء محكمة النمض عدد‬

‫‪.88‬‬

‫‪ .56‬لرار محكمة النمض عدد ‪ 779‬الصادر فً ‪ 60‬مارس ‪ 0<;6‬منشور بمجلة لضاء محكمة‬

‫النمض‪ ،‬العدد <‪6‬‬

‫‪ .57‬المنتدى مدونة األسرة تمٌٌم ومعالجة‪ ،‬مجلة دورٌة ٌصدرها منتدى البحث المانونً‪ ،‬مراكش‬

‫العدد ‪5008 -8‬‬

‫‪ .58‬دمحم أبو زٌد دور التمدم البٌولوجً فً إثبات النسب‪ ،‬منشور بمجلة الحموق الكوٌتٌة السنة‬

‫العشرون‪ ،‬العدد األول‪ ،‬مارس ‪0<<9‬‬

‫‪Page 89‬‬
‫‪ .59‬دمحم الكشبور ‪ :‬مركز الخبرة الطبٌة فً مادة األحوال الشخصٌة‪ ،‬منشور بمجلة المحاكم‬

‫المغربٌة‪ ،‬عدد مزدوج ;‪::/:‬‬

‫‪ .5:‬سعد الدٌن مسعد هبللً‪ :‬البصمة الوراثٌة وعبلبمها الشرعٌة دراسة فمهٌة ممارنة مجلة النشر‬

‫العلمً‪ ،‬جامعة الكوٌت سنة ‪5000‬‬

‫‪ ‬النصوص المانونٌة‪:‬‬

‫;‪ .5‬ظهٌر شرٌف رلم ‪ 0005055‬صادر فً ذي الحجة ‪ 6( 0757‬فبراٌر ‪ )5007‬بتنفٌذ المانون‬

‫رلم ‪ :0006‬بمثابة مدونة األسرة‪ .‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 80;7‬بتارٌخ ‪ 07‬ذو الحجة ‪0757‬‬

‫(‪ 8‬فبراٌر ‪ )5007‬ص ;‪.70‬‬

‫‪ ‬احكام لضائٌة‬

‫‪ .92‬لرار محكمة النمض صادر بتارٌخ <‪ ،0;/6/500‬الملف رلم ‪ 7:</5/0/500:‬تحت عند‬

‫‪ ،009‬منشور بكتاب( أهم لرارات محكمة النمض فً تطبٌك الكتاب الثالث من مدونة األسرة‪،‬‬

‫على ادكل للطباعة والنشر‪ ،‬الرباط ‪)500:‬‬

‫‪ .60‬لرار محكمة النمض عدد ‪ 79‬الصادر بتارٌخ ‪ 0:/00/500:‬فً الملف الشرعً عدد‬

‫‪. 577/5/0/5009‬‬

‫‪ .60‬لرار شرعً صادر عن محكمة النمض فً ;‪ ،;/00/0<9‬منشور بمجلة المضاء والمانون‬

‫العددان <;‪;;/‬‬

‫‪Page 90‬‬
‫‪ .65‬لرار محكمة النمض عدد ‪ 085‬والصادر بتارٌخ <‪ ;/7/500‬فً الملف رلم ;‪ /5/0/500‬العدد‬

‫‪.5<6‬‬

‫‪ .66‬لرار محكمة النمض عدد ‪ 506‬والصادر بتارٌخ ‪ 06/7/5008‬فً الملف الشرعً عدد‬

‫‪.689/5/0/5007‬‬

‫‪ .67‬لرار محكمة النمض عدد ;<‪ 7‬بتارٌخ ;‪ 5</00/500‬فً الملف عدد ‪ 8;</5/0/09‬منشور‬

‫بكتاب أهم لرارات محكمة النمض‪.‬‬

‫‪ .68‬لرار محكمة النمض عدد ‪ ،607‬صادر بتارٌخ ‪ 05/9/5006‬فً الملف عدد ‪/5/5/5000‬‬

‫‪. 6:7‬‬

‫‪ .69‬لرار محكمة النمض عدد ‪ 597‬والصادر بتارٌخ ‪ 50/07/5009‬فً الملف رلم ‪/5/0/5008‬‬

‫‪. 90:‬‬

‫‪ .6:‬لرار محكمة النمض صادر بتارٌخ ‪ 0;/7/500:‬فً الملف رلم ‪ 5;5/5/0/5009‬تحت عدد‬

‫‪.559‬‬

‫;‪ .6‬لرار محكمة النمض بتارٌخ ‪ 00/8/5009‬فً الملف عدد ‪ 8<;/5/0/5008‬منشور بكتاب‬

‫المنتمى من عمل المضاء‪.‬‬

‫<‪ .6‬لرار محكمة النمض بغرفتٌن بتارٌخ ‪ </06/5008‬فً الملف عدد ‪ ،908/5/0/5006‬منشور‬

‫بكتاب المنتمى ‪.‬‬

‫‪ .70‬لرار محكمة النمض رلم ‪ 0790‬صادر بتارٌخ ;;<‪ 5</00/0‬فً الملف عدد ‪. 9:00/;:‬‬

‫‪Page 91‬‬
‫‪ .70‬لرار محكمة النمض صادر بتارٌخ ‪ 08/00/5009‬الملف رلم ‪ 60:/5/0/5008‬تحت عدد‬

‫<‪.96‬‬

‫‪ .75‬لرار عدد ‪ 6068‬صادر عن محكمة االستبناف بمكناس بتارٌخ ;‪ 56/</500‬فً الملف‬

‫الشرعً عدد ‪ - 0000/0;/‬غٌر منشور‪.‬‬

‫‪ .76‬لرار محكمة النمض صادر بتارٌخ ‪ 5;/09/5009‬رلم ‪ 5008 0;;/5/0‬تحت عدد ;‪،70‬‬

‫منشور بكتاب أهم لرارات محكمة النمض فً تطبٌك الكتاب الثالث من مدونة األسرة‪،‬‬

‫‪ .77‬لرار محكمة االستبناف بمكناس عدد ‪ 8<0‬فً الملف عدد ;‪ 600</0;/‬والصادر بتارٌخ‬

‫<‪ ،57/5/500‬غٌر منشور‪.‬‬

‫‪ .78‬لرار محكمة االستبناف بمكناس عدد ‪ 50;5‬فً الملف عدد ;‪ 00<5/07/‬والصادر بتارٌخ‬

‫‪ ،0</00/5007‬غٌر منشور‪.‬‬

‫‪ .79‬لرار محكمة االستبناف بمكناس المرار عدد ‪ 6890‬صادر بتارٌخ ;‪ ،00/00/500‬فً الملف‬

‫عدد ;‪ 0<80/0;/‬غٌر منشور‬

‫‪ .7:‬لرار محكمة االستبناف بمكناس عدد ‪ 05<8‬صادر بتارٌخ;‪ ;/7/500‬فً الملف عدد‬

‫;‪ -6606/0:/‬غٌر منشور‬

‫;‪ .7‬لرار محكمة االستبناف بمكناس عدد <‪ 08‬والصادر بتارٌخ ;‪ 08/0/0‬فً الملف الشرعً‬

‫عدد ;‪ ،5058/:/‬غٌر منشور‪.‬‬

‫‪Page 92‬‬
‫<‪ .7‬لرار محكمة االستبناف بمكناس عدد ‪ 68<0‬والصادر بتارٌخ ‪ 5:/00/500:‬فً الملف عدد‬

‫;‪ ،:87/0:/‬غٌر منشور‬

‫‪ .80‬لرار محكمة االستبناف بمكناس عدد ‪ 0:09‬صادر بتارٌخ <‪ 05/08/500‬فً الملف الشرعً‬

‫عدد ;‪ 5:;5/07/‬غٌر منشور‬

‫‪ .80‬لرار محكمة االستبناف بمكناس عدد ‪ 668:‬صادر بتارٌخ ‪ 06/05/5007‬فً الملف الشرعً‬

‫عدد ;‪ 7;/07/‬غٌر منشور‪.‬‬

‫‪ .85‬لرار محكمة االستبناف بمكناس عند ‪ :6:‬وتارٌخ ‪ 07/6/5008‬فً الملف الشرعً عدد‬

‫‪ ، 5;;7/07/7‬غٌر منشور‬

‫‪ .86‬لرار محكمة االستبناف بمكناس عدد ‪ 8<0‬وتارٌخ <‪ 57/5/500‬فً الملف الشرعً عدد‬

‫;‪ 600</0;/‬غٌر منشور‬

‫‪ .87‬لرار محكمة االستبناف بمكناس عدد ‪ 6595‬وتارٌخ ‪ 60/00/500:‬فً الملف الشرعً عدد‬

‫;‪ ،95;/0:/‬غٌر منشور‬

‫‪ .88‬لرار محكمة االستبناف بمكناس عند ‪ 5<05‬بتارٌخ ‪ 58/</500:‬فً الملف الشرعً عدد‬

‫;‪ 59:8/09/‬ن غٌر منشور‬

‫‪ .89‬لرار محكمة االستبناف بمكناس عدد ‪ 05;9‬والصادر بتارٌخ ‪ 58/07/5009‬فً الملف‬

‫الشرعً ;‪ 66<;/08/‬غٌر منشور‪.‬‬

‫‪Page 93‬‬
‫‪ .8:‬حكم المحكمة االبتدابٌة بمكناس بتارٌخ ‪ </8/0:‬فً الملف الشرعً عدد ‪0:;6/8/8‬ج‪،‬‬

‫منشور بكتاب المنتمى من عمل المضاء فً تطبٌك مدونة األسرة‪ ،‬الجزء األول منشورات‬

‫جمعٌة نشر المعلومة المانونٌة والمضابٌة سلسلة الشروح والدالبل‪ ،‬العدد ‪ 00‬فبراٌر <‪،500‬‬

‫ط‪ /‬بدون‪ ،‬من ‪.58:‬‬

‫;‪ .8‬حكم رلم ‪ ، 6;0‬ملف ‪ 5/09‬ج ‪ ،‬صادر بتارٌخ ‪ ;/00/09‬لسم لضاء األسرة التابع البتدابٌة‬

‫تاونات (غٌر منشور) أوردته الملحمة المضابٌة عزٌزة حمٌدي فً بحث نهابٌة التمرٌن الفوج‬

‫‪ ،67‬ص ‪.05‬‬

‫<‪ .8‬حكم لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بمكناس عدد ‪ 5000/00‬صادر بتارٌخ‬

‫‪ .6/</5000‬فً الملف رلم ‪5859/8‬ج‪ :500;/‬غٌر منشور‬

‫‪ .90‬حكم صادر عن لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بمكناس عدد ‪ 50;6‬وتارٌخ‬

‫‪ ;/9/5000‬فً الملف رلم ‪50:;/8‬ج‪ ،500;/‬غٌر منشور‬

‫‪ .90‬حكم المحكمة االبتدابٌة بمكناس لسم لضاء األسرة عدد ‪ 50;6‬فً الملف عدد ;‪)50:;/8/0‬‬

‫والصادر بتارٌخ ‪ ;/9/5000‬غٌر منشور‪.‬‬

‫‪ .95‬حكم المحكمة االبتدابٌة لبولمان لسم لضاء األسرة عدد ‪ 6:;/08‬والصادر بتارٌخ ‪5;/00/08‬‬

‫فً الملف عدد ‪ 08 5:5‬غٌر منشور‪.‬‬

‫‪ .96‬حكم لسم األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بماس رلم <‪ 500‬والصادر بتارٌخ <‪ 9/7/500‬فً الملف‬

‫رلم ;‪ 69:7/5/‬غٌر منشور‪.‬‬

‫‪Page 94‬‬
‫‪ .97‬حكم لسم األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بماس رلم ‪ 6<0‬والصادر بتارٌخ ‪ 5</0/500:‬فً الملف‬

‫رلم ‪ :;6/0/09‬غٌر منشور‪.‬‬

‫‪ .98‬حكم صادر عن لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بمكناس عدد <‪ 005‬والصادر بتارٌخ‬

‫‪ 56/6/5000‬فً الملف عدد ‪0:<8/</8‬ج‪ ،‬غٌر منشور‬

‫‪ .99‬حكم صادر عن لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة لٌومان بمٌسور رلم ‪ 57/08‬الصادر‬

‫بتارٌخ ‪ 5;/5/08‬فً الملف الشرعً عدد ‪ ،606/07‬حكم غٌر منشور ‪.‬‬

‫‪ .9:‬حكم صادر عن لسم لضاء األسرة التابع للمحكمة االبتدابٌة بمكناس رلم <‪ 5;8/0‬الصادر‬

‫بتارٌخ <‪ 5/00/0‬فً الملف رلم ;‪ 7<6/0</0‬غٌر منشور‪.‬‬

‫;‪ .9‬حكم صادر عن لسم األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بفاس عدد ‪ 7980‬والصادر بتارٌخ‬

‫‪ 08/00/500:‬فً الملف الشرعً عدد ‪ ،60;0/0/08‬غٌر منشور‬

‫<‪ .9‬حكم لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بفاس عدد ‪ 0508‬صادر بتارٌخ <‪ 5/6/500‬فً‬

‫الملف رلم ‪ ،6:07/0/0:‬غٌر منشور‪.‬‬

‫‪ .:0‬حكم صادر عن لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بمكناس عدد ‪ 0857‬بتارٌخ‬

‫‪ 0</08/5009‬منشور بمجلة لضاء األسرة العدد ‪ 6-‬دجنبر ‪5009‬‬

‫‪ .:0‬حكم صادر عن لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بمكناس عدد ‪ 50;6‬والصادر بتارٌخ‬

‫‪ 0;/09/5000‬فً الملف رلم ‪ 500; /50:;/8‬غٌر منشور‪.‬‬

‫‪Page 95‬‬
‫‪ .:5‬حكم لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بمكناس عدد ‪ 0067‬وتارٌخ ‪ 55/06/5000‬فً‬

‫الملف عدد ‪ 006:/:8/5000‬غٌر منشور‪.‬‬

‫‪ .:6‬حكم لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بمٌسور عدد ‪ :8‬والصادر بتارٌخ ‪05/06/500:‬‬

‫فً الملف الشرعً عدد ‪ :0/5009‬غٌر منشور‬

‫‪ .:7‬حكم لسم لضاء األسرة بالمحكمة االبتدابٌة بمكناس عدد ‪ ;09‬والصادر بتارٌخ ‪0;/06/00‬‬

‫فً الملف الشرعً عدد ‪ 6:6/8/5000‬غٌر منشور‪.‬‬

‫‪Page 96‬‬
‫فهرس البحث‪:‬‬

‫مقدمة ‪2 ......................................................................................................... :‬‬

‫‪11 ..................‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث األول‪ :‬وسائل إثبات النسب ‪05 ................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ثبوت النسب بالفراش فً الزواج الصحٌح ‪06 ..................................‬‬

‫الفمرة األولى‪ :‬إبرام عمد زواج صحٌح ‪07 .........................................................‬‬

‫الفثرة الثانٌة‪ :‬مدة الحمل المعتبرة شرعا ‪09 ......................................................‬‬

‫الفمرة الثالثة ‪ :‬إمكانٌة االتصال بٌن الزوجٌن ‪55 .................................................‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬ثبوت النسب فً الزواج غٌر الصحٌح‪57 .......................................‬‬

‫الفمرة األولى ‪ :‬ثبوت النسب فً الزواج غٌر الصحٌح ‪57 .....................................‬‬

‫أوال‪ :‬الزواج الباطل‪57 .................................................................................‬‬

‫ثانٌا ‪ :‬الزواج الفاسد ‪5: ...............................................................................‬‬

‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬ثبوت النسب للشبهة ‪5< ..........................................................:‬‬

‫‪Page 97‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬إثبات النسب باإللرار والبٌنة الشرعٌة ‪6: .........................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم اإللرار أركانه وانواعه ‪6: .................................................‬‬

‫الفمرة األولى ‪ :‬أركان اإللرار ‪6< .....................................................................‬‬

‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬أنواع اإللرار ‪70 .....................................................................‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬إثبات النسب بالبٌنة الشرعٌة ‪75 .................................................‬‬

‫الفمرة األولى ‪ :‬ماهٌة شهادة عدلٌن وبٌنة السماع ‪75 ...........................................‬‬

‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬مولف المضاء من شهادة عدلٌن وبٌنة السماع ‪76 ............................‬‬

‫‪74 ...........................‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬نفً النسب عن طرٌك إثبات اختالل أحد شروط الفراش او باللعان ‪7; ......‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نفً النسب عن طرٌك اتبات اختالل احد شروط الفراش ‪7; ..................‬‬

‫الفمرة األولى ‪ :‬عدم وجود عمد زواج صحٌح ‪7< .................................................‬‬

‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬عدم تحمك مدة الحمل المعتبرة شرعا ً ‪80 .......................................‬‬

‫الفمرة الثالثة ‪ :‬عدم إمكانٌة االتصال بٌن الزوجٌن ‪86 ...........................................‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬نفً النسب باللعان ‪89 ..............................................................‬‬

‫الفمرة األولى ‪ :‬إجراءات اللعان وشروطه ‪89 ......................................................‬‬

‫‪Page 98‬‬
‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬نفً النسب باللعان على ضوء العمل المضائً ‪8< .............................‬‬

‫المبحث الثانً‪ :‬نفً النسب عن طرٌك الخبرة الطبٌة ‪95 ...........................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أنواع الخبرة الطبٌة فً مجال النسب‪96 .........................................‬‬

‫الفمرة األولى ‪ :‬فصٌلة الدم ‪97 .......................................................................‬‬

‫الفمرة الثانٌة‪ :‬البصمة الوراثٌة ‪98 ..................................................................‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬شروط اللجوء إلى الخبرة الطبٌة فً مدونة األسرة ‪99 .......................‬‬

‫الفمرة األولى‪ :‬إدالء الزوج بدالئل لوٌة على ادعائه ‪99 .........................................‬‬

‫الفمرة الثانٌة‪ :‬صدور أمر لضائً بهذه الخبرة ‪:0 ................................................‬‬

‫الفمرة الثالثة ‪ :‬االشكالٌات العملٌة المثارة بشأن إمكانٌة اللجوء للخبرة فً إثبات ونفً‬

‫النسب ‪:7 .................................................................................................‬‬

‫خاتمة ‪;5 ............................................................................................... :‬‬

‫لائمة المصادر والمراجع ‪74 ............................................................................... :‬‬

‫فهرس البحث‪74 .............................................................................................. :‬‬

‫‪Page 99‬‬

You might also like