ضمانات الموظف المحال على المجلس التأديبي

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 51

‫ضمانات املوظف املحال على‬

‫املجلس التأديبي‬

‫‪Page 1‬‬
‫ممدمة‪:‬‬

‫إن مجال الوظٌفة العمومٌة أصبح ٌكتسً أهمٌة كبرى فً الدراسات واألبحاث‬
‫اإلدارٌة‪ ،‬وتؤتً هذه األهمٌة انطبللا من الدور الذي أصبحت تلعبه الٌوم‪ ،‬والمتمثل أساسا‬
‫فً تنظٌم نشاط الدولة وتدخبلتها فً مختلؾ األنشطة االلتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬فالوظٌفة‬
‫العمومٌة أصبحت الٌوم تعد أداة أساسٌة إلنجاح السٌاسة العامة للدولة‪ ،‬وتحمٌك أهدافها‬
‫التنموٌة‪.‬‬

‫فالدولة تباشر وظابفها واختصاصاتها عن طرٌك األشخاص الذٌن تستخدمهم لهذه‬


‫الؽاٌة‪ ،‬وهإالء األشخاص هم أداة الدولة التً تعتمد علٌهم فً المٌام بجمٌع أوجه نشاطها‪،‬‬
‫وهم على هذا األساس عمال الدولة‪ ،‬وٌطلك علٌهم اصطبلحا الموظفون ؼٌر أنه لٌس كل‬
‫من ٌعمل فً اإلدارة العمومٌة ٌعد موظفا‪ ،‬إنما ال ٌستفٌد من هذه الصفة ومن تطبٌك لانون‬
‫الوظٌفة العمومٌة إال أولبن الذٌن ٌحددهم المشرع بنص صرٌح‪.‬‬

‫كما أن المؽرب لم ٌكن ٌتوفر لبل الحماٌة على إدارة متطورة وحدٌثة وال على أي نظام‬
‫خاص بالوظٌفة العمومٌة‪ ،‬ومن ثم كانت جل المفاهٌم المعاصرة فً المانون اإلداري ؼاببة‪،‬‬
‫من بٌنها مفهوم الموظؾ‪ ،‬إال أن هذا األخٌر كان موجودا لكن فً إطار تملٌدي ؼٌر ممنن‬
‫إلى جانب الحكومة المخزنٌة‪ ،‬بحٌث كان النظام المخزنً فً المؽرب ٌسهر علٌه طالم‬
‫إداري تملٌدي‪ ،‬متكون من العمال والباشوات والمٌاد‪ ،‬والشٌوخ والممدمٌن‪ ،‬هإالء كانوا‬
‫ٌمومون بخدمة العرش والمحافظة علٌه‪ ،‬وكذلن تدبٌر الشإون المخزنٌة المختلفة‪ ،‬فكان بذلن‬
‫"المخزنً" كمفهوم تملٌدي لفكرة الموظؾ العمومً‪.‬‬

‫وعمب دخول المؽرب عهد الحماٌة الفرنسٌة‪ ،‬شهد عدة إصبلحات إدارٌة‪ ،‬كان للحمل‬
‫المانونً نصٌبا منها‪ ،‬حٌث جاء ظهٌر االلتزامات والعمود بتارٌخ ‪ 21‬ؼشت ‪ ،2721‬لٌنص‬
‫ألول مرة فً المؽرب على مفهوم الموظؾ‪ ،‬وذلن عند تؤسٌسه ألحكام مسإولٌة الدولة‬
‫والبلدٌات عن األضرار الناتجة مباشرة عن تسٌٌر مختلؾ إدارتها‪ ،‬وعن األخطاء المصلحٌة‬
‫ألحد مستخدمٌها فً الفصلٌن (‪ )57‬و (‪ ،)68‬لكن توظٌؾ هذا المفهوم لم ٌرلى إلى مستوى‬
‫تحدٌد معنى هذا المصطلح‪.‬‬

‫‪Page 2‬‬
‫بذلن تعد مرحلة حصول المؽرب على االستمبلل المرحلة األساسٌة فً بناء الدولة‬
‫الحدٌثة‪ ،‬حٌث شهد المؽرب حركة تشرٌعٌة واسعة‪ ،‬كان من بٌنها صدور أول نظام أساسً‬
‫عام للوظٌفة العمومٌة بموجب ظهٌر شرٌؾ رلم ‪ 28368886‬بتارٌخ ‪ 12‬فبراٌر ‪،2736‬‬
‫حدد المشرع المؽربً فً الفصل الثانً من هذا النظام تعرٌفا دلٌما لمفهوم الموظؾ‪.‬‬

‫ونشٌر فً هذا اإلطار أن التعرٌؾ الذي جاء فً الفصل الثانً من النظام األساسً العام‬
‫للوظٌفة العمومٌة ٌعتبر ضٌما‪ ،‬ممارنة مع التعرٌؾ الذي جاء فً الفصل ‪ 112‬من المانون‬
‫الجنابً‪ ،‬فهذا األخٌر أعطى تعرٌفا واسعا للموظؾ بحٌث ٌسري هذا المفهوم طبما لذات‬
‫الفصل‪ ،‬على جمٌع مستخدمً الدولة كٌؾ ما كانت أصنافهم ودرجاتهم فهم ٌعتبرون‬
‫موظفٌن حتى ولو كانت وظٌفتهم عرضٌة أو مإلتة‪.‬‬

‫فتمكٌن اإلدارة من سلطة العماب وفك منطك الفعالٌة‪ٌ ،‬فرض علٌها واجب تحمٌك‬
‫التوازن بٌن مصلحة الجهاز اإلداري واحترام ضمانات وحموق الموظؾ بدون انحٌاز أو‬
‫تفرٌط أو تؽلٌب كفة على أخرى‪ .‬لذلن‪ ،‬فحفاظا على ضمانات الخاضع للتؤدٌب‪ ،‬أطر‬
‫المشرع تولٌع الجزاء بضوابط دلٌمة ٌإدي اإلخبلل بها إلى بطبلن المسطرة برمتها لما لد‬
‫ٌنطوي ذلن على نٌة التعسؾ أو مساس بحموق وضمانات الموظؾ الذي ٌعتبر طرفا‬
‫ضعٌفا فً هذه المعادلة‪.‬‬

‫فالهدؾ من فرض العموبات الـتؤدٌبٌة هو ضمان استمرارٌة المرافك العمومٌة‪ ،‬وتلبٌة‬


‫الحاجٌات الضرورٌة للمواطنٌن‪ ،‬فإلى جانب الحماٌة المانونٌة التً ٌحظى بها الموظؾ‬
‫العمومً‪ ،‬هنان حماٌة لضابٌة ‪ ،‬تتجلى فً السلطات الواسعة التً ٌتمتع بها المضاء‬
‫اإلداري بالمؽرب‪ ،‬وخاصة فً المجال التؤدٌبً حٌث ٌتصدى الماضً اإلداري لكل لرار‬
‫تؤدٌبً مشوب بعٌب من عٌوب المشروعٌة الواردة فً المادة ‪ 18‬من لانون ‪ 22878‬المنظم‬
‫للمحاكم اإلدارٌة‪ ،‬التً تنص على أن ” كل لرار إداري صدر من جهة ؼٌر مختصة أو‬
‫لعٌب فً شكله أو النحراؾ فً السلطة أو النعدام التعلٌل أو لمخالفة المانون ٌشكل تجاوزا‬
‫فً استعمال السلطة‪ٌ ،‬حك للمتضرر الطعن فٌه أمام اللجنة المضابٌة اإلدارٌة المختصة”‪.‬‬

‫‪Page 3‬‬
‫بحٌث تعد دعوى اإللؽاء وسٌلة لانونٌة للحد من السلطات التمدٌرٌة لئلدارة فً اختٌار‬
‫العموبة التؤدٌبٌة ضد الموظؾ‪.‬‬

‫أهمٌة الموضوع‪:‬‬

‫وٌحتل موضوع تؤدٌب الموظفٌن أهمٌة بالؽة فً الولت الراهن‪ ،‬وعلة ذلن أنه ال ٌمكن‬
‫أن تعمل الدولة على تحمٌك سٌاستها وأهدافها‪ ،‬إال عبر جهاز إداري على لدر عال من‬
‫الكفاءة اإلدارٌة واألخبللٌة‪ .‬وٌعتبر التؤدٌب فً المجال اإلداري وسٌلة لضمان احترام لواعد‬
‫النظام الوظٌفً وتحمٌك السٌر المنتظم والفعال للمرافك العمومٌة‪ ،‬فهو بذلن إجراء تنظٌمً‬
‫خاص بالوحدات اإلدارٌة‪ ،‬ناشا ومرتب على رابطة التوظٌؾ المابمة بٌن الموظؾ‬
‫والجهات اإلدارٌة المنتمً إلٌها‪.‬‬

‫صعوبات البحث‪:‬‬

‫واجهتنا فً بحثنا هذا عدة صعوبات أهمها إتساع الموضوع وتشعب أجزابه وكذلن ندرة‪،‬‬
‫وللة الدراسات الوطنٌة التً تناولت هذا الموضوع فً مجمله او اجزاء منه‪.‬‬

‫إشكالٌة البحث‪:‬‬

‫تؤسٌسا على ما سبك ٌمكن طرح اإلشكالٌة الربٌسٌة التالٌة‪:‬‬

‫ما هً اإلجراءات المسطرٌة والضمانات المانونٌة التً خولها المشرع للموظف‬


‫العمومً المتابع تأدٌبٌا؟‬

‫وعلى ضوء هذه اإلشكالٌة الربٌسٌة ارتؤٌنا طرح األسبلة الفرعٌة ذات الصلة بالموضوع‬
‫وهً كالتالً‪:‬‬

‫ماذا نمصد بالموظف؟ وما هً العناصر األساسٌة المحددة لتعرٌف هذا المفهوم؟‬

‫ما هً المسطرة المتبعة فً تولٌع العموبة التأدٌبٌة؟‬

‫وما هً ضمانات الموظف العمومً فً مجال التأدٌب؟‬

‫المنهج المعتمد‪:‬‬
‫‪Page 4‬‬
‫ارتؤٌنا لمحاولة دراسة هذا الموضوع اعتماد المنهج التحلٌلً‪ ،‬باعتباره المنهج‬
‫المناسب لمعالجة هذا الموضوع وذلن من خبلل تحلٌل النصوص المانونٌة التً تضمنها‬
‫ظهٌر ‪ 12‬فبراٌر ‪ 2736‬بكونه الذي ٌنظم الحٌاة اإلدارٌة للموظفٌن العمومٌٌن منذ ولوجهم‬
‫الى الوظٌفة العمومٌة لؽاٌة انتهاء عبللاتهم بها‪.‬‬

‫خطة البحث‪:‬‬

‫التضت منا دراسة هذا الموضوع تمسٌمه الى فصلٌن‪:‬‬

‫‪ ‬الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهٌمً للموظف العمومً‬


‫‪ ‬الفصل الثانً‪ :‬األخطاء المستوجبة للعموبة التأدٌبٌة والضمانات المانونٌة لتأدٌب الموظف‬

‫‪Page 5‬‬
‫‪‬‬

‫تعتبر الوظٌفة العمومٌة خدمة عامة ٌإدٌها موظؾ عام لؤلفراد أو للدولة أو أحد‬
‫فروعها أو مصالحها العامة فً نطاق لانونً معٌن ٌحدد عبللته بمن ٌإدي لهم هذه الخدمة‬
‫وعبللتهم بهم منظما لحموله وواجباته‪ ،‬وهنان من ٌمول بؤن الوظٌفة‬

‫العمومٌة هً مجموع األشخاص الطبٌعٌٌن والمعنوٌٌن الذٌن تتؤلؾ منهم ادارة الدولة‬
‫المسٌرة للمرافك العامة‪ .‬وٌخضع هإالء األشخاص للمانون اإلداري ولعبللة نظامٌة‪ ،‬وبهذه‬
‫الصفة ٌتمتعون بنظام لانونً خاص ٌختلؾ عن لانون الشؽل المطبك على العمال‬
‫وبامتٌازات وضمانات مهمة نظرا لكونهم ٌعملون لخدمة المرافك العمومٌة والصالح العام‬
‫ومن هذا المنطلك فالموظفون ٌعملون فً خدمة الدولة وهم رهن إشارتها‪ .‬فهً التً تعٌنهم‬
‫وتدفع لهم أجورهم من أجل تسٌٌر وظٌفة لئلدارة وإحسان أدابها‪.‬‬

‫وباعتبار الدولة شخصا معنوٌا عاما ال تستطٌع أن تموم برسالتها وال تإدي دورها اال‬
‫عن طرٌك شخص معنوي ٌموم بالتعبٌر عن إرادتها‪ ،‬هذا الشخص ٌتمثل فً الشخص الذي‬
‫ٌجب أن ٌكون محل ثمة المتعاملٌن معه وللوصول إلى هذه الؽاٌة وتحمٌك نتابج مرضٌة‬
‫ٌجب على الدولة أن تهتم بفعالٌة االختٌار لتطبٌك لاعدة الرجل المناسب فً المكان المناسب‬

‫والتساإل الذي ٌطرح نفسه فً هذا اإلطار وبإلحاح ٌتجلى فً تعرٌؾ الموظؾ‬
‫العمومً وطرق تعٌٌنه وشروط توظٌفه (كمبحث أول)‪ ،‬وتمٌٌز الموظؾ عن العون‬
‫العمومً (كمبحث ثانً)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تعرٌف الموظف‬

‫سنتناول فً هذا المبحث إبراز العناصر األساسٌة المحددة لمفهوم الموظؾ‪ ،‬بناء على‬
‫التعرٌؾ الذي ورد فً الفصل الثانً من النظام األساسً العام للوظٌفة العمومٌة المطلب‬
‫األول)‪ ،‬إضافة إلى دور الفمه والمضاء فً تحدٌد هذا المفهوم المطلب الثانً)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬العناصر األساسٌة المحددة لتعرٌف الموظف‬

‫‪Page 6‬‬
‫عرؾ المشرع المؽربً الموظؾ فً الفصل الثانً من ظهٌر ‪ 12‬فبراٌر ‪،2736‬‬
‫المتعلك بالنظام األساسً العام للوظٌفة العمومٌة بؤنه‪ٌ ":‬عد موظفا كل شخص ٌعٌن فً‬
‫وظٌفة لارة وٌرسم فً إحدى رتب السلم الخاص بؤسبلن اإلدارة التابعة للدولة"‪.1‬‬

‫كما عرفه المشرع الفرنسً فً النظام العام للوظٌفة العمومٌة الصادر بتارٌخ ‪27‬‬
‫أكتوبر ‪ 2724‬بؤنه كل شخص ولع تعٌنه فً عمل مستمر ومرسم فً السلم اإلداري بٌن‬
‫أطر اإلدارة المركزٌة التابعة للدولة أو المصالح الخارجٌة المستملة أو المإسسات العمومٌة‬
‫للدولة‪.2‬‬

‫من خبلل هذٌن التعرٌفٌن نبلحظ أن كبل المشرعٌن‪ٌ ،‬شترط ثبلثة عناصر الكتساب‬
‫صفة الموظؾ وهً‪:‬‬

‫‪+‬التعٌٌن فً وظٌفة عمومٌة‪.‬‬

‫‪ +‬أن تكون الوظٌفة لارة‪.‬‬

‫‪ +‬الترسٌم فً درجة‪.‬‬

‫الفمرة األولى‪ :‬التعٌٌن فً وظٌفة عمومٌة‬

‫إن اصطبلح الوظٌفة ال ٌدل على عمل محدد بذاته وإنما هو مجرد وحدات إدارٌة مالٌة‬
‫وبهذا المعنى تكون الوظٌفة العمومٌة هً مجموع الموظفٌن الذٌن ٌعملون بمختلؾ األجهزة‬
‫الحكومٌة وفً خدمة الدولة أي سواء فً الوزارات أو هٌباتها أو مصالحها المختلفة أو فً‬
‫وحدات الحكم المحلً أو فً الجماعات المحلٌة‪ ،‬كما ٌمكن اعتبار الوظٌفة العمومٌة هٌكبل‬
‫تنظٌمٌا ٌتولى مباشرة األنشطة اإلدارٌة للدولة أو الجماعة المحلٌة فً ظل نظام لانونً‬
‫ٌهدؾ إلى تحمٌك المصلحة العامة للمجتمع‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫الفصل الثانً من ظهٌر رلم ‪ 28368886‬الصادر بتارٌخ ‪ 12‬فبراٌر ‪ 2736‬المتعلك بالنظام األساسً العام للوظٌفة العمومٌة‪ ،‬الجرٌدة الرسمٌة‬
‫عدد ‪ 1151‬بتارٌخ ‪ 22‬أبرٌل ‪.2736‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الحك ذهبً ‪" :‬المفهوم اإلداري الجنابً للموظؾ العمومً فً التشرٌع والفمه والمضاء المؽربً" دراسة ممارنة مجلة المصور‪ ،‬عدد‬
‫‪،28‬طبعة ‪ ،1883‬ص ‪.212‬‬
‫‪3‬د‪ .‬بو عبلم السنوسً "تشرٌعات الوظٌفة العمومٌة"‪ ،‬مطبعة دار النشر المؽربٌة‪ ،‬عٌن السبع الدار البٌضاء‪ ،‬طبعة ‪ ،1882‬ص ‪.3 -‬‬

‫‪Page 7‬‬
‫فلكً ٌتصؾ الشخص بصفة الموظؾ ٌجب أن ٌكون لد شؽل وظٌفته وفما إلجراءات‬
‫لانونٌة صحٌحة‪ ،‬وترتكز هذه اإلجراءات ؼالبا فً صدور لرار بالتعٌٌن من لبل سلطة‬
‫إدارٌة مختصة ومإهلة إلصدار لرار التعٌٌن وذلن طبما لؤلوضاع التً ٌمررها المانون‪.4‬‬

‫وهكذا ال ٌعتبر موظفا الشخص المعٌن فً وظٌفة من لبل سلطة ؼٌر مختصة فالسلطة‬
‫المفوض لها اختصاص التعٌٌن فً حاالت معٌنة ال ٌمكن لها أن تتجاوز هذه الحاالت‪ ،‬كما‬
‫أن السلطة المختصة بالتعٌٌن فً زمان محدد ال ٌمكن لها التعٌٌن خارج هذه المدة المحددة‪،‬‬
‫ثم السلطة المخول لها التعٌٌن داخل حدود جؽرافٌة معٌنة ال ٌمكن لها أن تموم بالتعٌٌن‬
‫خارج هذه الحدود‪ ،‬وإال كان لرارها معٌبا‪ ،‬وبالتالً لن نكون أمام موظؾ شرعً‪ .5‬ولكن‬
‫لد نكون أمام موظؾ فعلً‪ ،‬وهو الشخص الذي لم ٌصدر فً حمه لرار بالتعٌٌن‪ ،6‬ومع ذلن‬
‫اعترؾ المضاء اإلداري بمشروعٌة أعماله حماٌة لمصالح الؽٌر‪ ،‬وبذلن ألر له بعض‬
‫الحموق والواجبات‪. 7‬‬

‫إال أنه الكتساب الشخص صفة الموظؾ ٌجب أن ٌتم تعٌنه بمرار تصدره السلطة‬
‫المختصة لانونا والحكمة من هذا المرار هو أنه سٌصبح الشخص من خبلله موظفا ألن عدم‬
‫توفره ٌفمد الشخص صفة الموظؾ‪.8‬‬

‫الفمرة الثانٌة‪ :‬أن تكون الوظٌفة لارة‬

‫باإلضافة إلى ضرورة التعٌٌن الكتساب الشخص صفة الموظؾ‪ ،‬وجب أن تكون‬
‫الوظٌفة التً ٌشؽلها الشخص لارة بمعنى أن ٌتصؾ العمل الذي ٌموم به بصفة الدوام‬
‫واالستمرارٌة‪.‬‬

‫وهكذا ٌستبعد بعض األشخاص من نطاق الوظٌفة العمومٌة‪ ،‬ألن الوظابؾ التً ٌمومون‬
‫بها‪ ،‬ال تتصؾ باالستمرارٌة والدوام‪ ،‬ومن هإالء أعضاء الحكومة‪ ،‬والمستشارون‬
‫بالجماعات الترابٌة‪ ،‬وكذلن األشخاص المعٌنٌن فً بعض المناصب السٌاسٌة‪ ،‬وهذا ما أكده‬
‫‪4‬‬
‫د‪.‬دمحم األعرج "المانون اإلداري‬
‫‪5‬‬
‫د‪ .‬عبد المادر باٌنة ‪ " :‬الموظفون العمومٌون بالمؽرب‪ ،‬دار توبمال للنشر الدار البٌضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،1881‬ص ‪.18‬‬
‫‪6‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪7‬‬
‫د‪ .‬دمحم األعرج‪ " :‬المانون اإلداري المؽربً"‪ - ،‬منشورات المجلة المؽربٌة لئلدارة المحلٌة والتنمٌة عدد ‪ 44‬مكرر‪ ،‬الجزء الثانً‪ ،‬الطبعة الثانٌة‬
‫‪،1821‬ص‪.75-‬‬
‫‪8‬‬
‫د‪ .‬الحاج شكرة‪" :‬الوظٌفة والموظؾ فً المانون اإلداري المؽربً‪ ،‬دار الملم للنشر‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ ،1828‬ص‪.22‬‬

‫‪Page 8‬‬
‫الفصل السادس من النظام األساسً للوظٌفة العمومٌة ظهٌر ‪ 12‬فبراٌر ‪ 2736‬حٌث نصت‬
‫الفمرة األخٌرة منه صراحة على أنه ال ٌنتج عن تعٌٌنهم فً أي حال من األحوال حك‬
‫الترسٌم فً هذه الوظابؾ داخل أسبلن اإلدارة‪.9‬‬

‫وعموما فإن دوام واستمرارٌة العمل فً منصب معٌن ٌكسب الشخص صفة الموظؾ‪،‬‬
‫لكن شرٌطة أن ٌكون معٌن من طرؾ سلطة إدارٌة مختصة‪ ،‬ومرسم فً إحدى رتب‬
‫التسلسل اإلداري‪.‬‬

‫الفمرة الثالثة‪ :‬الترسٌم فً درجة‬

‫ٌشترط لكً ٌكون الشخص موظفا أن ٌكون مرسما فً درجة السلم الخاص بؤسبلن‬
‫اإلدارة التابعة للدولة‪ ،10‬فبل ٌكفً اعتبار الشخص موظفا لمجرد تعٌنه فً وظٌفة عمومٌة‪،‬‬
‫أو أن ٌشؽل وظٌفة لارة‪ ،‬بل ٌجب أٌضا أن ٌتم ترسٌمه فً إحدى رتب السلم الخاص‬
‫بؤسبلن اإلدارة التابعة للدولة‪.‬‬

‫والترسٌم هو ذلن المرار الذي تتخذه السلطة اإلدارٌة المختصة لانونا بعد لضاء‬
‫الشخص مدة معٌنة فً شؽل المنصب‪ ،‬أو اجتٌاز مباراة أو امتحان‪ ،‬وبواسطته ٌتم إدخال‬
‫ذلن الشخص ضمن فبة الموظفٌن بإحدى أسبلن اإلدارة‪ ،‬وبالتالً تحدٌد المنصب واإلطار‬
‫والدرجة المخولة له‪ ،‬وتبعا لذلن تحدٌد مكانه داخل الهرم اإلداري واستفادته من كل النتابج‬
‫المانونٌة والمادٌة والمعنوٌة المترتبة عن الترسٌم‪.11‬‬

‫وبهذا ال ٌمكن اعتبار العاملٌن باإلدارات التابعة للدولة‪ ،‬أي بمختلؾ األجهزة الحكومٌة‬
‫أو هٌباتها أو مصالحها موظفٌن إال إذا توفرت فٌهم العناصر األساسٌة المنصوص علٌها فً‬
‫الفصل الثانً من ظهٌر ‪ 12‬فبراٌر ‪ 2736‬بمعنى أن ٌكون الشخص معٌن من طرؾ سلطة‬
‫إدارٌة مختصة لانونا‪ ،‬وأن ٌشؽل وظٌفة لارة وأن ٌكون مرسما فً إحدى درجات السلم‬

‫‪9‬‬
‫د‪ .‬عبد المادر باٌنة المرجع السابك‪ ،‬ص‪.14-‬‬
‫‪10‬‬
‫د‪ .‬دمحم األعرج‪ ،‬المرجع السابك‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫‪11‬د‪ .‬عبد المادر ٌاٌنة المرجع السابك‪ ،‬ص‪.15‬‬

‫‪Page 9‬‬
‫الخاص بؤسبلن اإلدارة التابعة للدولة‪ ،‬فإذا توفرت هذه الشروط كاملة اكتسب الشخص‬
‫صفة الموظؾ‪.‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬دور الفمه والمضاء فً تعرٌف الموظف‬

‫باإلضافة إلى مختلؾ النصوص التشرٌعٌة التً تعرؾ مفهوم الموظؾ فً المانون‬
‫اإلداري‪ ،‬حاول الفمه والمضاء بدورهم إعطاء تعرٌفا دلٌما للموظؾ‪ ،‬سعٌا منهم فً الوصول‬
‫إلى تحدٌد العناصر األساسٌة التً ٌجب توفرها فً الشخص العامل بالمإسسات والهٌبات‬
‫التابعة للدولة‪ ،‬حتى ٌمكن اعتباره موظفا وبالتالً تمٌٌزه عن بالً األشخاص الذٌن ٌعملون‬
‫بها‪.‬‬

‫الفمرة األولى‪ :‬الفمه‬

‫إنه ومما ال شن فٌه‪ ،‬فالفمه الفرنسً ٌرجع له الفضل فً تؤصٌل مفهوم الموظؾ‪،‬‬
‫ومبادئ المانون اإلداري بصفة عامة ونشٌر فً البداٌة إلى أن هنان تباٌن فً بعض‬
‫التعارٌؾ الممدمة من لبل الفمهاء فً فرنسا‪ ،‬وهذا راجع إلى اختبلؾ المدارس بٌنهم‪ ،‬حٌث‬
‫نجد أنصار معٌار السلطة العامة‪ ،‬وأنصار معٌار المرفك العام كؤساس لتطبٌك المانون‬
‫اإلداري‪.12‬‬

‫ففً الولت الذي تبنى فٌه الفمٌه "أالن ببلنتً" تعرٌفا واسعا وؼٌر دلٌك للموظؾ‪ ،‬من‬
‫خبلل تؤكٌده على أنه كل شخص ٌساعد وبشكل مستمر على المٌام بمهمة تعمل على تنفٌذ‬
‫خدمة إدارٌة عامة‪ ،‬لدم الفمٌه "أندري هوري تعرٌفا مهما ٌتضمن مختلؾ العناصر‬
‫األساسٌة المكونة لصفة الموظؾ‪ ،‬وهو ٌماثل بذلن ما جاء به لانون ‪ 27‬أكتوبر ‪2724‬‬
‫المتعلك بالنظام األساسً للوظٌفة العمومٌة‪ ،‬حٌث ٌعرفه بؤنه "كل شخص تم تعٌٌنه من‬
‫طرؾ السلطة العامة المختصة داخل اإلطارات الدابمة لمرفك تدٌره الدولة أو اإلدارات‬
‫التابعة لها"‪.13‬‬

‫‪12‬‬
‫المرجع السابك‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪13‬‬
‫د‪ .‬عبد الحك ذهبً ‪":‬المفهوم اإلداري والجنابً للموظؾ العمومً فً التشرٌع والفمه والمضاء المؽربً" دراسة ممارنة‪ ،‬مجلة المصور‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،28‬طبعة ٌناٌر ‪ ،1883‬ص‪.213-‬‬

‫‪Page 10‬‬
‫فً حٌن ٌعرؾ الفمٌه "أوندري دو لوبادٌر" الموظؾ بؤنه "مبدبٌا هو العون العمومً‬
‫الذي تم تكلٌفه بعمل عمومً ‪،‬دابم وموجود فً إطار سلم إداري لمرفك عام تشرؾ علٌه‬
‫هٌبة عامة‪. 14‬‬

‫ونبلحظ أنه بالرؼم من التباٌن فً التعرٌفات الممدمة من لبل الفمه لمفهوم الموظؾ‪ ،‬نجد أن‬
‫معظم الفمه الفرنسً ٌلتؾ حول ثبلث عناصر أساسٌة ٌشترطونها لتحدٌد مدلول الموظؾ‬
‫وهً‪:‬‬

‫‪ -‬المٌام بالعمل بصفة دابمة‪.‬‬

‫‪ -‬العمل بمرفك عام معٌن‪.‬‬

‫‪ -‬التعٌٌن من لبل سلطة مختصة‪.15‬‬

‫وهً نفس العناصر التً ٌشترطها الفمه العربً‪ ،‬بحٌث اعتبر الفمٌه "دمحم سلٌمان الطماوي"‬
‫بؤن صفة الموظؾ العام ال ٌمكن أن تطلك على الشخص‪ ،‬وال ٌمكن أن تسري علٌه أحكام‬
‫ولواعد ومبادئ الوظٌفة العمومٌة إال إذا ما تم تعٌنه فً عمل مستمر ودابم فً خدمة مرفك‬
‫عام تدٌره الدولة أو السلطة اإلدارٌة بشكل مباشر‪.16‬‬

‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬المضاء‬

‫كما هو معلوم فإن جمٌع مبادئ المانون اإلداري مستمدة من أحكام المضاء هذا األخٌر‬
‫حاول بدوره تمدٌم تعرٌؾ لمفهوم الموظؾ‪.‬‬

‫وهكذا عرؾ االجتهاد المضابً الفرنسً الموظؾ بؤنه‪ ":‬كل شخص عهد إلٌه بوظٌفة‬
‫دابمة مدرجة ضمن أسبلن الوظٌفة العمومٌة"‪ ،17‬وفً هذا اإلطار ذهب مجلس الدولة‬
‫الفرنسً فً لضٌة مستعمرة مدؼشمر إلى اعتبار الموظؾ‪ ":‬عامل ٌشؽل وظٌفة دابمة فً‬
‫إطار مرفك عام"‪ ،‬وأخذت بنفس التعرٌؾ محكمة التنازع سنة ‪ 2725‬فً لضٌة ‪"Galeirdi‬‬

‫‪14‬‬
‫أنظر فً هذا اإلطار ‪Traité De droit administratif », tome II, 10ème A. DELAUBADERE : » :‬ر‪.édi, 1995, p -13-12‬‬
‫أورده ‪ -‬د عبدالمادر باٌنة‪ ،‬المرجعالسابك‪ ،‬ص‪.28 -‬‬
‫‪15‬‬
‫د‪ .‬عبد المادر باٌنة ‪ :‬المرجع السابك‪ ،‬ص‪.22-‬‬
‫‪16‬‬
‫أنظر‪ :‬د‪ .‬دمحم سلٌمان الطماوي ‪" :‬الوجٌز فً المانون اإلداري" دراسة ممارنة‪ ،‬مطبعة جامعة عٌن شمس الماهرة‪ ،‬طبعة ‪ ،2762‬ص‪.214-‬‬
‫‪17‬‬
‫د‪ .‬ضوان بوجمعة ‪" :‬الوظٌفة العمومٌة المؽربٌة على درب التحدٌث"‪ ،‬طبعة ‪ ،1881‬ص ‪.11‬‬

‫‪Page 11‬‬
‫حٌث لضت أن الموظؾ هو‪ " :‬كل عامل سمً فً وظٌفة دابمة فً إطار إدارة عمومٌة"‪.18‬‬
‫كما أكدت المحكمة اإلدارٌة العلٌا بمصر على أنه‪ " :‬العتبار الشخص موظفا ٌتعٌن مراعاة‬
‫ولٌام العناصر التالٌة‪:‬‬

‫‪ o‬أن ٌساهم فً العمل فً مرفك عام تدٌره الدولة عن طرٌك االستؽبلل المباشر‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون المساهمة فً إدارة المرافك العامة عن طرٌك التعٌٌن أساسا‪.‬‬
‫‪ o‬أن ٌشؽل وظٌفة دابمة وأن ٌكون شؽله لهذه الوظٌفة بطرٌمة مستمرة ال عرضٌة"‪.19‬‬

‫ونبلحظ أن االجتهاد المضابً الحدٌث بفرنسا عمل على التمٌٌز بٌن العاملٌن فً المرافك‬
‫العامة اإلدارٌة‪ ،‬والمرافك العامة الصناعٌة والتجارٌة‪ ،‬بحٌث اعتبر العاملٌن بالمرافك العامة‬
‫اإلدارٌة أعوان عمومٌٌن‪ ،‬باستثناء المتعالدٌن مع اإلدارة بعمد المانون الخاص الذٌن‬
‫اعتبرهم أجراء خاضعون للمانون الخاص‪ ،‬فً حٌن اعتبر العاملٌن بالمرافك العامة‬
‫الصناعٌة والتجارٌة أجراء المانون الخاص‪ ،‬باستثناء المدٌر والمحاسب اعتبرهم أعوان‬
‫عمومٌٌن‪.20‬‬

‫وهو نفس التوجه الذي صار علٌه االجتهاد المضابً فً المؽرب‪ ،‬حٌث اعتبرت الؽرفة‬
‫اإلدارٌة بالمجلس األعلى أن المدٌر العام للصندوق الوطنً للضمان االجتماعً المعٌن‬
‫بظهٌر والمنفذ لمرارات المجلس اإلداري له صفة العون العمومً‪"21 .‬‬

‫كما اعتبرت الؽرفة اإلدارٌة أن المحاسب بمكتب ري بن عمٌر وبن موسى ٌخضع لمواعد‬
‫االختصاص والمسطرة الممررة لؤلعوان العمومٌٌن‪"22 .‬‬

‫‪18‬‬
‫سلٌمان محمود إبراهٌم أبو حسان ‪":‬الموظؾ العمومً وتؤدٌبه فً المانون المؽربً"‪ ،‬دراسة ممارنة‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا فً‬
‫المانون العام‪ ،‬جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق الرابط‪ ،‬سنة ‪ ،2763‬ص ‪.23‬‬
‫‪19‬‬
‫حكم المحكمة اإلدارٌة العلٌا بمصر رلم ‪ ،421‬السنة السادسة لضابٌة‪ ،‬ورد هذا الحكم فً مرجع الدكتور عبد المادر باٌنة‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪-‬‬
‫‪.22‬‬
‫‪20‬د‪ .‬عبد الخالك عبلوي‪ :‬محاضرة تحت عنوان مفهوم الموظؾ" ألمٌت على طلبة ماستر المضاء اإلداري‪ ،‬الفوج الرابع‪ ،‬الفصل‬
‫الثانً‪ ،‬السنة الجامعٌة‪.1821- 1822.‬‬
‫‪21‬‬
‫لرار الؽرفة اإلدارٌة بالمجلس األعلى رلم ‪ 131‬صادر بتارٌخ ‪ٌ 22‬ناٌر ‪ ،2741‬فً لضٌة بوجبار عبد الكرٌم‪ ،‬أورده الدكتور عبد المادر باٌنة‬
‫المرجع السابك‪ ،‬ص ‪ ،11-‬نشٌر فً هذا اإلطار أن عبد المادر باٌنة اعتبر المدٌر له صفة الموظؾ‪ ،‬لكن الحكم ال ٌمضً بذلن وإنما جاء فٌه أن‬
‫المدٌر له صفة عون عمومً‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫لرار الؽرفة اإلدارٌة بالمجلس األعلى رلم ‪ 156‬صادر بتارٌخ ‪ 18‬ماي ‪ 2741‬فً لضٌة ‪ ،ligelser‬أورده الدكتور عبد المادر باٌنة‪ ،‬المرجع‬
‫السابك‪ ،‬ص‪ ،11-‬كذلن نجد أن عبد المادر باٌنة ٌعتبر أن المحاسب له صفة موظؾ‪ ،‬لكن حٌثٌات الحكم تشٌر إلى أن المحاسب ٌخضع لمواعد‬
‫المسطرة الممررة لؤلعوان العمومٌٌن ولٌس الموظفٌن‪.‬‬

‫‪Page 12‬‬
‫وهكذا ٌتضح لنا مما سبك أنه من الصعب الفصل بٌن التعرٌؾ الذي ٌمدمه الفمه والمضاء‬
‫للموظؾ‪ ،‬إال أنه ٌبلحظ أن االجتهاد المضابً كان أكثر دلة فً تؤصٌل مفهوم الموظؾ‪، 23‬‬
‫وبالتالً تمٌٌزه عن بالً األشخاص العاملٌن فً المإسسات والهٌبات التابعة للدولة‪ ،‬وهو‬
‫نفس الشًء ٌنطبك على تعرٌؾ الموظؾ فً المانون األساسً للوظٌفة العمومٌة فً‬
‫المؽرب‪.‬‬

‫المبحث الثانً‪ :‬تمٌٌز الموظف عن العون العمومً‬

‫كما سبك الذكر فاإلدارة تحتاج إلى مجموعة من األفراد لممارسة المهام المنوطة بها‪،‬‬
‫وٌمكن التمٌٌز بٌن طوابؾ متعددة من األشخاص الذٌن تستعٌن بهم اإلدارة‪ ،‬فمنهم‬
‫الخاضعون ألحكام المانون الخاص‪ ،‬ومنهم الخاضعون ألحكام المانون العام‪ ،‬وهذه الطابفة‬
‫األخٌرة تشتمل على موظفٌن وعلى أعوان عمومٌٌن ٌجري علٌهم أحكام المانون العام‪.24‬‬

‫وبخصوص مفهوم العون ال نكاد نجد تعرٌفا ٌحدد مدلوله‪ ،‬وبالتالً فهو ٌختلؾ عن‬
‫التعرٌؾ الذي أتى به المانون األساسً للوظٌفة العمومٌة عند تعرٌفه للموظؾ‪ ،‬ونشٌر إلى‬
‫أنه وإن كان خضوع العون إلى أحكام لانون الوظٌفة العمومٌة هو األصل‪ ،‬رؼم أنه لم ٌشٌر‬
‫هذا المانون إلى ذلن صراحة‪ ،‬فإنه ال ٌخضع إلى جمٌع لواعده‪ ،‬ومن ثم فهو لٌس بموظؾ‬
‫ألنه فً وضعٌة ؼٌر دابمة مإلتة وعرضٌة‪.25‬‬

‫ولكً نفهم مدلول العون العمومً بشكل أوضح‪ ،‬سوؾ نتولى تمٌٌز مفهوم الموظؾ‬
‫عن مفهوم األعوان المإلتٌن والعرضٌٌن والمٌاومٌن فً (المطلب األول‪ ،‬ثم تمٌٌز الموظؾ‬
‫عن األعوان المتعالدون والمتمرنون فً المطلب الثانً)‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تمٌٌز الموظف عن األعوان المؤلتٌن والعرضٌٌن والمٌاومٌن‬

‫إن األعوان المإلتٌن هم فبة من عمال اإلدارة ؼٌر مرتبٌن فً السلم اإلداري اضطرت‬
‫اإلدارة إلى توظٌفهم للمٌام بؤعمال مإلتة أو مواجهة حاجات مستعجلة ال تتناسب ومسطرة‬
‫‪23‬‬
‫عبد الحك ذهبً ‪ :‬المرجع السابك‪ ،‬ص‪.214-‬‬
‫‪24‬‬
‫د‪ .‬الحاج شكرة‪ ،‬المرجع السابك‪ ،‬ص‪.17-‬‬
‫‪25‬د‪ .‬بو عبلم السنوسً‪" ،‬تشرٌعات الوظٌفة العمومٌة"‪ ،‬مطبعة دار النشر المؽربٌة‪ ،‬عٌن السبع الدار البٌضاء‪ ،‬طبعة ‪ ،1882‬ص‪-‬‬
‫‪.241‬‬

‫‪Page 13‬‬
‫التوظٌؾ العادٌة‪ ،‬ولم ٌتم ترسٌمهم فً السلم اإلداري‪ ،‬مما ٌخول لئلدارة صبلحٌة االستؽناء‬
‫عنهم إذا تطلب مصلحة المرفك العام ذلن‪ ،‬دون أن ٌكون من حمهم االحتجاج بحك مكتسب‬
‫للبماء فً العمل لصالح المرفك‪ ،‬ألن طبٌعة وجودهم مإلتة وعارضة‪.26‬‬

‫فلم ٌعتبر المجلس األعلى األعوان المإلتون موظفون‪ ،‬حٌث لضت الؽرفة اإلدارٌة فً‬
‫لرارها الصادر بتارٌخ ‪ 13‬نونبر ‪ 2744‬أن الطاعن بوصفه "معلم" مإلت ال ٌستفٌد من‬
‫الضمانات الممنوحة للموظؾ فً حالة فصله عن العمل‪ ،‬وبالتالً رفضت طلبه الرامً إلى‬
‫إلؽاء الممرر الصادر عن النابب اإلللٌمً لوزارة التربٌة الوطنٌة بإللٌم الدار البٌضاء‬
‫الماضً بفصل المعلم المإلت عن العمل دون أن ٌؤخذ علٌه أٌة إخبلل بواجبات الوظٌفة‪.27‬‬

‫لكن إذا كان العون العمومً ال ٌستفٌد من االمتٌازات المخولة للموظؾ فإن له الحك فً‬
‫الحصول على التعوٌض عن األضرار التً لد تصٌبه من جراء فصله عن العمل‪ ،‬أمام‬
‫المحكمة المختصة‪ ،‬وهذا ما أكدته الؽرفة اإلدارٌة بالمجلس األعلى فً لرارها الصادر‬
‫بتارٌخ ‪ 7‬دٌسمبر ‪.282744‬‬

‫فرؼم أن األعوان المإلتٌن ٌشتؽلون بالمرافك العمومٌة‪ ،‬فإنهم ؼٌر مرسمٌن كما أن‬
‫وظٌفتهم ال تتصؾ باالستمرار والدٌمومة و بالتالً ال تتوفر فٌهم شروط اكتساب صفة‬
‫الموظؾ‪ ،‬فالمجندون فً الخدمة العسكرٌة مثبل ال ٌعتبرون موظفٌن ألن مدة هذه الخدمة‬
‫محدد و مإلتة و من تم ال ٌمكن اعتبارهم موظفٌن بالموات المسلحة الملكٌة إال بعد إدماجهم‬
‫بصفة دابمة فً صفوؾ تلن الموات‪.29‬‬

‫وكذلن فاألعوان المٌاومون ال ٌعتبرون موظفون عمومٌون‪ ،‬نظرا لعدم استمرارٌة‬


‫مزاولتهم للعمل‪ ،‬وهكذا اعتبرت الؽرفة اإلدارٌة بالمجلس األعلى فً إحدى لراراتها أن‬
‫المعنً باألمر "وهو شخص ٌعمل كعون مٌاوم بوزارة السكنى والتعمٌر والسٌاحة‬

‫‪26‬‬
‫د‪ .‬عبد السبلم العبادي‪ -‬د‪ .‬دمحم سلٌم ‪" :‬لانون الوظٌفة العمومٌة"‪ ،‬بدون دار نشر‪ ،‬مإلؾ جامعً‪ ،‬الطبعة الثانٌة ‪ ،1887-1886‬ص‪.16-‬‬
‫‪27‬‬
‫لرار الؽرفة اإلدارٌة‪ ،‬صادر بتارٌخ ‪ 13‬نونبر ‪ 2744‬ؼٌر منشور‪ ،‬أورده د‪.‬عبد المادر باٌنة‪ :‬المرجع السابك‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪28‬‬
‫د‪.‬عبد المادر باٌنة‪ :‬المرجع السابك‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪29‬‬
‫نفس المرجع و نفس الصفحة‪.‬‬

‫‪Page 14‬‬
‫والمحافظة على البٌبة والطبٌعة مجرد عون مٌاوم لٌست له صفة موظؾ عمومً حتى‬
‫ٌخضع للمانون الخاص بالوظٌفة العمومٌة الصادر بتارٌخ ‪ 12‬فبراٌر ‪.302736‬‬

‫ومما سبك ٌتضح لنا أن األعوان المإلتٌن والعرضٌٌن والمٌاومٌن لٌسوا بموظفٌن‪ ،‬ألن‬
‫المهام التً ٌمومون بها تكون محددة بفترة زمنٌة معٌنة‪ ،‬كما أنهم ؼٌر مرسمٌن فً إحدى‬
‫درجات السلم الخاص بؤسبلن اإلدارة الشًء الذي ٌصح معه المول بؤنهم أعوان عمومٌون‬
‫ولٌس موظفٌن‪ ،‬ألنه ال تتوفر فٌهم عناصر اكتساب صفة الموظؾ‪.‬‬

‫و لد جاء تحدٌد النظام الخاص باألعوان المإلتون فً منشور الوظٌفة العمومٌة رلم ‪12‬‬
‫الصادر بتارٌخ ‪ 11‬ؼشت ‪ ، 2745،‬كما بٌن المانون رلم ‪ ،16861‬والمنفذ بظهٌر ‪ 3‬أكتوبر‬
‫‪ 2762‬الشروط المتعلمة بترسٌم بعض أعوان الدولة فً أسبلن الموظفٌن‪ ،‬ومما جاء فً هذا‬
‫المانون رلم ‪ -61‬أنه" بالرؼم عن جمٌع الممتضٌات التشرٌعٌة والتنظٌمٌة المنافٌة‪ٌ ،‬رسم فً‬
‫أسبلن موظفً اإلدارات العمومٌة أعوان الدولة المإلتون والمٌاومون والعرضٌون الذٌن‬
‫ٌشؽلون منصبا عمومٌا والذٌن ٌتوفرون على سبع سنوات من الخدمات العمومٌة المنجزة‬
‫فً اإلدارة المؽربٌة منذ بلوؼهم من العمر السنة الثامنة عشرة"‪.31‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن االجتهاد المضابً لد أخضع األعوان المإلتٌن ألحكام المانون العام‬
‫والختصاص المضاء اإلداري‪ ،‬وذلن بخبلؾ العمال المٌاومٌن الذٌن ٌخضعون ألحكام‬
‫المانون الخاص والختصاص المحاكم العادٌة‪.32‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬تمٌٌز الموظف عن األعوان المتعالدٌن والمتمرنٌن‬

‫إن اإلدارة لد تدعو فً بعض األحٌان األفراد سواء كانوا مؽاربة أو أجانب للعمل فً‬
‫بعض مرافمها‪ ،‬متبعة فً ذلن أسلوب العمد‪ ،‬وٌجوز لئلدارة فً كل ولت االلتجاء إلى هذه‬
‫التمنٌة للحصول على خدمات بعض األعوان‪ ،‬نظرا لما لها من مزاٌا ؼٌر متوفرة فً‬

‫‪30‬‬
‫لرار الؽرفة اإلدارٌة بالمجلس األعلى عدد ‪ . 277‬صادر بتارٌخ ‪ 12‬فبراٌر ‪.2736‬‬
‫‪31‬‬
‫د‪ .‬عبد السبلم العبادي ‪ -‬د‪.‬دمحم سلٌم‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪32‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.16 -‬‬

‫‪Page 15‬‬
‫الوضعٌة النظامٌة حٌث تمكن اإلدارة على الخصوص من مواجهة حاجة ال ٌمكن سدها‬
‫باستعمال طرق التوظٌؾ العادٌة‪.33‬‬

‫فالمتعالدون مع اإلدارة ال ٌعتبرون موظفٌن ولو تم هذا التعالد فً إطار المانون العام‪،‬‬
‫ألنهم ٌمارسون مهامهم بصفة مإلتة ترتبط بالمدة المحددة فً العمد وبالتالً ال ٌستفٌدون من‬
‫االمتٌازات الممدمة للموظفٌن‪ ،‬ومن بٌنها الترسٌم فً أسبلن اإلدارة هذا ما أكدت علٌه‬
‫الؽرفة اإلدارٌة بالمجلس األعلى فً لضٌة بنفرجً دمحم ضد وزٌر التربٌة الوطنٌة بتارٌخ‬
‫‪ 12‬ماي ‪ 2746‬حٌث أن األشخاص الذٌن ٌمومون بؤعمال استثنابٌة داخل الوظٌفة العمومٌة‬
‫ال ٌعتبرون موظفٌن كالمتعالدٌن مع اإلدارة‪.34‬‬

‫ومن تم ٌخضع المتعالدون مع اإلدارة بصفة أساسٌة إلى ممتضٌات بنود العمد المبرم‬
‫بٌنهم وبٌن اإلدارة وكذلن لممتضٌات الموانٌن الخاصة التً تنظم‪ ،‬وضعٌاتهم أو إلى الموانٌن‬
‫التً تشٌر إلٌها هذه العمود‪ ،‬ولد ٌخضع المتعالدون لممتضٌات الوظٌفة العمومٌة إضافة إلى‬
‫المبادئ والمواعد العامة‪ ،‬عندما ال ٌوجد تنصٌص فً عمودهم أو لوانٌنهم الخاصة‪ ،‬هذا ما‬
‫جاء فً منشور الوزارة المكلفة بالوظٌفة العمومٌة رلم ‪ 16‬الصادر بتارٌخ ‪ 28‬شتنبر‬
‫‪.352741‬‬

‫كما ال ٌعتبر موظفا الشخص المتمرن الذي ٌمضً فترة تدرٌب أو تمرٌن عند التحاله‬
‫ألول مرة بالوظٌفة العمومٌة‪ ، 36‬وهذا ما لضت به الؽرفة اإلدارٌة بالمجلس األعلى فً‬
‫لضٌة بخاخ دمحم بن حجو ضد وزٌر الفبلحة واإلصبلح الزراعً بتارٌخ ‪ٌ 7‬ناٌر ‪،2746‬‬
‫حٌث لضت " أن الطاعن بوصفه موظفا متمرنا ال ٌمكنه التمتع بممتضٌات ظهٌر ‪12‬‬
‫فبراٌر ‪ 2736‬المتعلك بالنظام األساسً العام للوظٌفة العمومٌة الخاصة بالمسطرة التؤدٌبٌة‬
‫لكون المانون األساسً المذكور ال ٌسري إال على الموظفٌن بالمعنى المنصوص علٌه فً‬

‫‪33‬‬
‫إدرٌس البصري‪-‬جان كرانون‪ -‬مٌشال روسً‪ -‬أحمد بلحاج‪:‬المانون اإلداري المؽربً‪،‬المطبعة الملكٌة‪،‬طبعة أولى‪ 2766‬ص ‪.123‬‬
‫‪34‬‬
‫د‪.‬عبد المادر باٌنة‪ :‬المرجع السابك‪ ،‬ص‪.14-‬‬
‫‪35‬دمحم البخاري‪-‬دمحم الخلٌفً‪ :‬الوظٌفة العمومٌة المؽربٌة‪،‬الطبعة الثانٌة ٌناٌر ‪ 2221‬الدار البٌضاء‪ ،‬ص‪.13-‬‬
‫‪36‬‬
‫د‪.‬عبد المادر باٌنة‪ :‬المرجع السابك‪ ،‬ص‪.15-‬‬

‫‪Page 16‬‬
‫الفصل الثانً‪ ،‬أي كل شخص عٌن فً وظٌفة لارة ورسم فً إحدى رتب السلم بؤسبلن‬
‫اإلدارة التابعة للدولة"‪.37‬‬

‫والموظؾ المتمرن هو كل شخص ولع تعٌٌنه فً وظٌفة دابمة ولم ٌعلن عن ترسٌمه‬
‫بعد فً إحدى الدرجات اإلدارٌة ألسبلن اإلدارة التابعة للدولة وٌخضع الموظفون‬
‫المتمرنون لممتضٌات خاصة جاء بها المرسوم الملكً المإرخ فً ‪ 25‬ماي ‪ 2746‬مع‬
‫مراعاة أحكام النظام األساسً العام للوظٌفة العمومٌة‪.38‬‬

‫وإجماال ٌمكن المول إن كل األعوان العمومٌون‪ ،‬سواء الذٌن ٌشتؽلون بالمرافك اإلدارٌة‬
‫أو االلتصادٌة لٌسوا بموظفٌن وال ٌنطبك علٌهم الفصل الثانً من ظهٌر ‪ 12‬فبراٌر ‪،2736‬‬
‫بالرؼم من خضوعهم فً بعض األحٌان لممتضٌات النظام األساسً العام للوظٌفة العمومٌة‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة فً األخٌر إلى أن بعض الموظفٌن بالمعنى الدلٌك والذي ٌنطبك علٌهم‬
‫تعرٌؾ الفصل الثانً من ظهٌر ‪ 12‬فبراٌر ‪ 2736‬لد ٌستبعدون من تطبٌك بعض ممتضٌات‬
‫نفس المانون علٌهم وفما لنص الفصل الرابع أو لنصوص أخرى صرٌحة ومن هإالء‬
‫المضاة‪ ،‬والعسكرٌون التابعون للموات المسلحة الملكٌة وهٌبة المتصرفٌن بوزارة الداخلٌة‪،‬‬
‫فهإالء ٌخضعون ألنظمة خاصة بهم‪.39‬‬

‫‪37‬‬
‫لرار الؽرفة اإلدارٌة بالمجلس األعلى عدد‪ ،7‬صادر بتارٌخ ‪ٌ 7‬ناٌر ‪،2746‬لرار ؼٌر منشور أورده د‪.‬عبد المادر باٌنة‪:‬المرجع السابك‪ ،‬ص‪-‬‬
‫‪.15‬‬
‫‪38‬د‪ .‬عبد السبلم العبادي د‪ .‬دمحم سلٌم‪ :‬المرجع سابك‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪39‬‬
‫د‪ .‬بوعبلم السنوسً‪":‬لانون الوظٌفة العمومٌة"‪ ،‬مطبعة دار النشر المؽربٌة‪ ،‬عٌن السبع الدار البٌضاء طبعة ‪،1828‬ص‪.14-‬‬

‫‪Page 17‬‬
‫‪‬‬

‫تعد المخالفات التؤدٌبٌة التً لد ٌمع فٌها الموظؾ من أهم األسباب التً تستند علٌها‬
‫اإلدارة فً تحرٌن المسطرة التؤدٌبٌة لمواجهة السلون المنحرؾ للموظؾ‪ ،‬حٌث ٌمكنها من‬
‫خبلل هذه اآللٌة التً نص علٌها المشرع المؽربً أن تضمن تحمٌك الصالح العام بتسخٌر‬
‫لوة الردع فً مواجهة كل فعل خارج عن ممتضٌات الواجب الوظٌفً والذي ٌشكل تهدٌدا‬
‫لمبدأ حسن سٌر المرافك العامة بانتظام واضطراد‪.‬‬

‫إذا كانت سلطة التؤدٌب ضرورٌة لسٌادة النظام داخل المرافك العمومٌة فإنها فً ؼاٌة‬
‫الخطورة إذا أساء الرإساء استخدامها‪ ،‬لذلن نص المشرع على ضمانات تؤدٌبٌة حماٌة‬
‫للموظفٌن من تعسؾ رإسابهم أو تجاوزهم فً استعمال سلطتهم التؤدٌبٌة أو استؽبلل تلن‬
‫السلطات فً تحمٌك اؼراض شخصٌة‪.40‬‬

‫المبحث األول‪ :‬االخطاء الوظٌفٌة المستوجبة للعموبات التأدٌبٌة‬

‫تموم المسإولٌة التؤدٌبٌة على أساس خطا تؤدٌبً الذي ٌموم على إخبلل الموظؾ‬
‫بواجباته الوظٌفٌة‪ ،‬سنعالج فً (مطلب أول) االختبلالت الموجبة للعموبة التؤدٌبٌة وفً‬
‫(مطلب ثانً) نرصد فٌه أصناؾ العموبات والسبٌل إلى سحبها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬االختالالت الموجبة للعموبة التأدٌبٌة‬

‫حفاظا على سٌرورة العمل اإلداري وتجنبا ألي إخبلل بالوظٌفة المناطة بالموظؾ‪،‬‬
‫أوجب المشرع عموبة ممابل كل فعل تمدر السلطة اإلدارٌة أنه مخل بالنظام الوظٌفً‪،‬‬
‫ضمانا لتناسب العموبة مع الخطؤ المرتكب ٌتعٌن التمٌٌز بٌن الخطؤ التؤدٌبً والجرٌمة‬
‫التؤدٌبٌة‪ .‬سنتناول فً هذا المطلب مفهوم الخطؤ التؤدٌبً (الفمرة األولى) والجرٌمة التؤدٌبٌة‬
‫(الفمرة الثانٌة)‬

‫الفمرة األولى‪ :‬مفهوم الخطأ التأدٌبً‬

‫‪40‬‬
‫ملٌكة الصروخ‪ ،‬المانون اإلداري دراسة ممارنة‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،2774‬ص ‪.142‬‬

‫‪Page 18‬‬
‫ٌعتبر الخطؤ التؤدٌبً أساس المانون التؤدٌبً بل إحدى النتابج المهمة المترتبة على‬
‫التزامات الموظؾ العمومً‪ ،‬على اعتبار أن المانون التؤدٌبً وبإجماع فمهاء المانون هو‬
‫جزء من الوظٌفة العمومٌة‪.41‬‬

‫وإذا كان المشرع لد استنكؾ عن تحدٌد مفهوم الخطؤ المهنً لشساعته أو تعدده أو عدم‬
‫ثبوتٌته‪ ،‬فإنه تؽاضى كذلن عن التمٌٌز بٌن الخطؤ الجسٌم والخطؤ البسٌط‪ ،‬ودفع بخصابص‬
‫المسإولٌة التؤدٌبٌة كً تحٌط بالفعل من خبلل مجموعة من المعاٌٌر االحتٌاطٌة والزجرٌة‬
‫أكثر من العمابٌة المحضة بمعنى الفعل ورد الفعل‪ ،‬وأهم هذه الخصابص أنها تتحدد من‬
‫طرؾ سلطة التسمٌة وأنها مسإولٌة إدارٌة ومهنٌة ال تمس إال الوضعٌة اإلدارٌة والمهنٌة‬
‫للموظؾ وأن مجالها محدود بظروؾ الوالعة والحالة الخاصة للموظؾ‪ .‬إال أنه ٌمكن أن‬
‫نستخرج مفهوم ممرب من خبلل توضٌح بعض المهام وااللتزامات الواجبة على الموظؾ‬
‫العمومً‪: 42‬‬

‫‪ٌ ‬جب على الموظؾ أن ٌشؽل الوظٌفة بصورة مستمرة تماشٌا مع المبدأ الذي ٌحكم‬
‫المرافك العامة؛‬
‫‪ٌ ‬جب أن ٌموم بهمته بصفة شخصٌة وأال ٌنٌب عنه ؼٌره إال بما ٌمضً به المانون وٌعتبر‬
‫مسإوال عن كل ما ٌتعلك بمهمته؛‬
‫‪ ‬احترام السلم اإلداري من خبلل المٌام بعمله استنادا لؤلوامر التً توجهها له السلطة العلٌا‪.‬‬

‫وبعد االطبلع على المهام السابك ذكرها‪ٌ ،‬تحمك الخطؤ التؤدٌبً فً الحاالت التالٌة‪:‬‬

‫عندما تتوفر اإلرادة التامة لدى الموظؾ بارتكابه الفعل اإلٌجابً والسلبً المخل بواجبات‬
‫الوظٌفة وتحٌن سٌر المرافك العامة؛‬

‫عندما ٌصدر من الموظؾ إهمال أو التمصٌر فً تؤدٌته لعمله‪ ،‬وإن لم ٌكن هذا اإلهمال‬
‫صادر عن لصد أو سوء نٌة لدٌه؛‬

‫‪41‬‬
‫الحاج شكرة ‪ ،‬الوظٌفة والموظؾ فً المانون االداري المؽربً الطبعة الثانٌة ‪، 1885‬ص ‪.268‬‬
‫‪42‬‬
‫الحاج شكرة مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.262‬‬

‫‪Page 19‬‬
‫متى ٌتبٌن بشكل واضح وجود خرق إلحدى االلتزامات‪ ،‬وهنا ال ٌهم الكٌفٌة التً تم بها‬
‫الخرق‪.‬‬

‫ولكن هنان بعض الحاالت ٌجب األخذ بها بعٌن االعتبار‪ ،‬وهً أن ضعؾ الكفاءة المهنٌة‬
‫من جانب الموظؾ ال ٌمكن تولٌع العموبة التؤدٌبٌة وأن ٌجب إعادة تؤهٌله وتدرٌبه على‬
‫المهمة المكلؾ بها‪.‬‬

‫أٌضا فً حالة تبات انعدام الرابطة النظامٌة التً هً بٌن اإلدارة والموظؾ ال ٌمكن نعت‬
‫أفعال من خرج على هذه الرابطة باألخطاء التؤدٌبٌة‪ ،‬كحالة المتوفً أو الذي خرج عن‬
‫السلن االداري بصفة نهابٌة‪ .‬إال أنه فً هذه األخٌرة ٌوجد استثناء كحالة الموظؾ المتماعد‪،‬‬
‫فبالرؼم من انعدام أٌة صلة لانونٌة بٌنه وبٌن اإلدارة إال أنه وثبت وجود تجاوزات ولو‬
‫خارج العمل ضار بسٌر المصلحة اعتبر ذلن األخطاء التؤدٌبٌة الواجبة للعموبة‪.‬‬

‫هنا نستطٌع أن نمول بؤن الخطؤ التؤدٌبً هو كل إخبلل أو تمصٌر أو إهمال الموظؾ لما‬
‫نسب إلٌه من مهام وواجبات مما أدى إلى عرللة عملٌة المرفك العام وإحداث الضرر به‪.‬‬

‫الفمرة الثانٌة‪ :‬الخطأ الجنائً (الجرٌمة التأدٌبٌة)‬

‫تختلؾ المصطلحات فً هذا المجال‪ ،‬فمنها ما تسمٌها الجرٌمة التؤدٌبٌة ومنها من ٌطلك‬
‫علٌها اسم المخالفات التؤدٌبٌة‪ .‬ورؼم هذه االختبلفات فً التسمٌة إال أنها تعبر عن معنى‬
‫واحد‪ ،‬وهو ٌعنً اإلخبلل بالواجبات أو المٌام بالممنوعات المتعلمة بالوظٌفة أو األفعال‬
‫الخارجة عن الوظٌفة وتكون منافٌة لها‪ .‬وللجرٌمة التؤدٌبٌة كما للجرٌمة الجنابٌة ركنان‬
‫وهما‪ :‬الركن المادي والركن المعنوي بحسب المشرع المصري الذي تناولها بإسهاب‪.‬‬

‫أوال‪ .‬الركن المادي‬

‫وهو المظهر الخارجً لها وٌتمثل فً السلون‪ ،‬وٌتعلك هذا الركن بمادٌات الجرٌمة‬
‫ومظهرها الخارجً لكً ٌكون فعل الموظؾ مسوؼا للمساءلة التؤدٌبٌة وٌجب أن ٌكون‬
‫محددا وثابتا‪ .‬فبل لٌام للركن المادي استنادا للظن أو الشابعات لذلن فان االتهامات العامة ال‬
‫ٌمكن أن تعتبر مكونه لهذا الركن‪ .‬كما أن مجرد التفكٌر من دون إن ٌتخذها هذا التفكٌر‬

‫‪Page 20‬‬
‫مظهرا خارجٌا ملموسا ال ٌشكل مخالفة ٌستوجب علٌة المساءلة التؤدٌبٌة‪ ،‬وبالمثل فإن‬
‫األعمال التحضٌرٌة التً تتمثل فً إعداد وسابل تنفٌذ الجرٌمة ال ٌعالب علٌها‪.‬‬

‫ثانٌا‪ .‬الركن المعنوي‬

‫ٌموم الركن المعنوي للجرٌمة التؤدٌبٌة إذا كان الفعل الذي ألترفه الموظؾ العام ٌشكل‬
‫جرما تؤدٌبٌا أو االمتناع عن أداء الواجب الوظٌفً نابؽا عن إرادة حرة دون أكراه مادي أو‬
‫أدبً‪ ،‬وترتٌبا على ذلن ال ٌسؤل الموظؾ فً الحاالت التالٌة‪:‬‬

‫‪ -2‬الموة الماهرة؛‬

‫‪-1‬اإلكراه المادي واألدبً؛‬

‫‪-1‬الحادث المفاجا؛‬

‫‪ -2‬فمد اإلدران والتمٌز‪.‬‬

‫ولد ذهب بعض الفمه إلى أن اإلرادة اآلثمة هً وحدها التً تجعل الموظؾ مذنبا‬
‫مستحما للمسؤلة التؤدٌبٌة‪ ،‬ألن الؽاٌة من تولٌع الجزاء ال تتمثل فمط فً إصبلح ضرر لحك‬
‫بالدولة وإنما تتمثل أٌضا فً منع من معاودة ارتكاب المخالفة فً المستمبل‪ .‬كما أن خطؤ‬
‫الموظؾ فً فهم المانون ال المخالؾ ٌعفٌه من المسإولٌة التؤدٌبٌة ألن المفروض التطبٌك‬
‫السلٌم للمانون من لبل الموظؾ‪.‬‬

‫فالجرٌمة التؤدٌبٌة فً نظر الفمه ال ٌموم إال إذا توافرت فٌها األركان المنصوص علٌها‬
‫فً المانون الجنابً‪ ،‬واألمر ٌتعلك بالركن المادي والمعنوي كما أسلفا‪.‬‬

‫أنواع الخطؤ الجنابً (الجرابم التؤدٌبٌة)‬

‫تشكل جرٌمة تؤدٌبٌة كل ما ٌصدر عن الموظؾ من أعمال تخل بواجباته الوظٌفٌة‬


‫سواء سلبٌا أو إٌجابٌا سواء تلن التً ٌنص أو لم ٌنص علٌها المانون‪ ،‬وٌستوجب الجزاء‬
‫علٌه‪.‬‬

‫‪Page 21‬‬
‫ولم ٌورد المشروع تحدٌدا دلٌما لؤلخطاء الجنابٌة (الجرٌمة التؤدٌبٌة) حٌث وصفها‬
‫المشرع فً المادة (‪ )25‬من النظام األساسً العام للوظٌفة العمومٌة بؤن "‪ ...‬كل هفوة‬
‫ٌرتكبها الموظؾ فً تؤدٌة وظٌفته أو عند مباشرتها تعرض لعموبة تؤدٌبٌة زٌادة –ان‬
‫ألتضى الحال ‪-‬عن العموبات التً ٌنص علٌها المانون الجنابً‪ .‬وعند متابعة أحد الموظفٌن‬
‫من طرؾ الؽٌر بسبب هفوة ارتكبها فً عمله ٌتعٌن على المجتمع العمومً أن ٌتحمل‬
‫الؽرامات المالٌة المحكوم بها علٌة مدنٌا‪ ،‬فالهفوة أو الخطؤ او المخالفة التؤدٌبٌة حسب الفمه‬
‫والمضاء‪ ،‬تشمل كل ٌمكن اعتباره اخبلال ظاهرا من الموظؾ بواجبات وظٌفته‪ ،‬وبما نصت‬
‫علٌة الموانٌن واألنظمة سواء كان نشاطا إٌجابٌا أو سلبٌا وبالشكل الذي ٌإثر سلبٌا فً سٌر‬
‫خدمات المرفك العام بانتظام واضطراد‪.‬‬

‫ولد حاول الفصل ‪ 51‬من النظام األساسً الوظٌفة العمومٌة لٌاس الخطؤ التؤدٌبً‬
‫بالهفوة الخطٌرة‪ ،‬سواء ما تعلك منها بإخبلل الموظؾ بالتزاماته المهنٌة أم بجنحة ماسة‬
‫بالحك العام‪ ،‬فهذه األعمال المإاخذ علٌها المعنى باألمر (الفصل ‪ 46‬من النظام األساسً‬
‫للوظٌفة العمومٌة) لم ٌحددها المشروع المؽربً‪ ،‬وترن لئلرادة الحرٌة فً تبٌانها وتكٌٌفها‬
‫لانونٌا‪ ،‬حٌث تضطلع آنذان بالدور الذي تموم به النٌابة العامة اثناء إلامة وممارسة الدعوى‬
‫العمومٌة فً المجال الزجري‪ .‬ومن أمثلة المخالفات التؤدٌبٌة على سبٌل المثال‪:‬‬

‫‪ - 2‬االمتناع عن المٌام بالعمل؛‬

‫‪ -1‬عدم االلتزام بمواعٌد العمل؛‬

‫‪ -1‬اتبلؾ ممتلكات اإلدارة؛‬

‫‪ -2‬اإلكثار من اإلدالء بالشواهد الطبٌة بؽٌة التنصل من المٌام بالعمل؛‬

‫‪ -3‬التصرفات البلأخبللٌة؛‬

‫‪ -4‬الرشوة‬

‫‪ -5‬االختبلس‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫‪Page 22‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬العموبات التأدٌبٌة وسحبها‬

‫ٌتعرض الموظؾ للمسؤلة التؤدٌبٌة إذا أخل أو أهمل بواجباته الوظٌفٌة أو خرج على‬
‫ممتضٌاتها أي ارتكب خطؤ أو ذنبا إدارٌا‪ ،‬والماعدة أنه ال ٌولع على الموظؾ عموبة تؤدٌبٌة‬
‫إال من جهة االختصاص‪ ،‬شرٌطة أن تكون العموبة منصوصا علٌها لانونا مع تخوٌل‬
‫الموظؾ مختلؾ الضمانات المانونٌة‪ ،‬حٌث تتمٌز العموبة التؤدٌبٌة بطابعها الشخصً ألنها‬
‫تولع على الموظؾ المخالؾ أو من ارتكب الخطؤ اإلداري دون ؼٌره من أفراد أسرته‪ ،‬كما‬
‫ٌجب أن تتناسب العموبة المولعة مع المخالفة المرتكبة بحٌث ال ٌشوبها تعسؾ أو مبالؽة‬
‫كذلن ال ٌجوز فرض أكثر من عموبة تؤدٌبٌة على نفس المخالفة إال إذا أجاز المانون ذلن‪.43‬‬
‫ولد عمل المشرع المؽربً على تولٌع العموبات التؤدٌبٌة وسحبها بموجب النظام األساسً‬
‫للوظٌفة العمومٌة التً تطبك على الموظؾ فً حالة ارتكابه لخطؤ تؤدٌبً على سبٌل‬
‫الحصر‪ .44‬وهذا ما سنتولى منالشته من خبلل تولٌع العموبات التؤدٌبٌة (الفمرة األولى)‬
‫وسحبها فً (الفمرة الثانٌة)‪.‬‬

‫الفمرة األولى‪ :‬العموبات التأدٌبٌة‬

‫لمد حددت المادة ‪ 44‬من لانون الوظٌفة العمومٌة سبع عموبات تؤدٌبٌة على سبٌل الحصر‬
‫تختلؾ من حٌث الدرجة واألثر‪ .‬وهً مرتبة حسب تزاٌد الخطورة‪ .‬وفٌما ٌلً توضٌح لهذه‬
‫العموبات‪. 45‬‬

‫أوال‪ :‬لائمة العموبات التأدٌبٌة‬

‫‪ .2‬اإلنذار (‪ :)L'avertissement‬هو إجراء لتحذٌر الموظؾ ذي التصرؾ المعٌب لتموٌم‬


‫سلوكه واالمتناع عن تكراره حتى ال تترتب على ذلن عموبات أخرى وهً عموبة‬
‫المخالفات الوظٌفٌة البسٌطة التً ٌرتكبها الموظؾ‪ ،‬لذا فإن هذه العموبة كانت شفوٌة أو‬
‫كتابٌة تعد إجراء تحذٌرٌا وولابٌا من سلون معٌب‪ ،‬وتجنبا الجزاءات ألوى تطبك على‬
‫الموظفٌن المرسمٌن والمتدربٌن دون استشارة المجلس التؤدٌبً‪ ،‬ومما ٌبلحظ أن عموبة‬
‫‪43‬‬
‫كرٌم لحرش المانون اإلداري المؽربً‪ ،‬الجزء الثانً‪ ،‬نشاط اإلدارة وامتٌازاتها‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.1822 ،‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل ‪ 44‬من النظام األساسً للوظٌفة العمومٌة‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫مجلة المانون واألعمال‪ ،‬تؤدٌب الموظؾ العمومً ‪.‬‬

‫‪Page 23‬‬
‫اإلنذار لٌس لها أثر حاسم على ترلٌة الموظؾ أو على راتبه‪ .‬وإنما ٌمكن أن تؤخذ باالعتبار‬
‫فً مجال التنمٌط عند تمٌٌم كفاءة الموظؾ من طرؾ الربٌس‪.‬‬

‫ٌتم اتخاد هده العموبة من طرؾ اإلدارة بمرار معلل وٌتم تسلٌمه للموظؾ مع اإلشعار‬
‫باالستبلم‪.46‬‬

‫‪ .1‬التوبٌخ (‪ٌ :)Le blâme‬مصد به استنكار سلون الموظؾ ولومه على المخالفات التً‬
‫ٌمترفها أثناء مزاولة نشاطه داخل اإلدارة‪ ،‬وهو ٌفوق اإلنذار من حٌث درجة حساسة‪ .‬فهو‬
‫إجراء معٌن ٌضم نوعا من تحمٌر للموظؾ إلعماله لواجباته الوظٌفٌة وعلٌه فإن التوبٌخ‬
‫ٌعد عموبة تؤدٌبٌة ٌتم تولعها السلطة الرباسٌة على الموظؾ بهدؾ ردع بعض المخالفات‪.‬‬

‫‪ .3‬الحذف من جدول الترلً ( ‪La radiation du tableau d’avancement‬‬

‫أي تؤخٌر الموظؾ من االرتماء إلى درجة أعلى من تلن التً ٌوجد فٌها لمدة سنة بحٌث‬
‫ٌشطب على اسمه فً البحة الترلً السنوي‪ ،‬ومما ال شن فٌه أن هذا الحذؾ ٌحرم الموظؾ‬
‫‪47‬‬
‫من مزاٌا مالٌة وبالتالً ٌإدي حرمانه من الترلٌة باالختٌار لمدة (سنة)‪ ،‬كما ٌتسبب له فً‬
‫ضرر معنوي ٌتمثل فً تمدٌم زمبلبه علٌه فً الترلٌة بعد أن كان أو أدى للحصول علٌها‬
‫وتتخذ هذه العموبة بعد استشارة المجلس التؤدٌبً‪ ،‬الذي تحال علٌه المضٌة من لبل السلطات‬
‫التً لها حك التؤدٌب‪ ،‬بتمرٌر كتابً ٌتضمن األفعال التً سٌعالب علٌها الموظؾ والظروؾ‬
‫التً ارتكبت فٌها‪ .‬ولمد عبر المضاء المؽربً عن مولفه اتجاه هذه العموبة مإكدا أنه لٌس‬
‫من حك اإلدارة أن تلجؤ إلى حرمان الموظؾ من الترلٌة وذلن بحذؾ اسمه من البحتها إال‬
‫إذا وجد ما ٌبرر ذلن‪.48‬‬

‫‪ .4‬االنحدار من الطبمة (‪)l’abaissement d'échelon‬‬

‫ٌترتب عنها إنزال الموظؾ من درجته األصلٌة إلى درجة أدنى دون أن ٌترتب عنها‬
‫إخراجه من إطاره وتمترح من طرؾ المجلس التؤدٌبً‪ ،‬لم تتخذ هذه العموبة إال فً الحالة‬

‫‪46‬‬
‫لرار الؽرفة اإلدارٌة للمجلس األعلى عدد ‪ 2837‬بتارٌخ ‪ 2776/22/14‬منشور بالدلٌل العملً‪ ،‬االجتهاد المضابً فً المادة اإلدارٌة الجزء‬
‫الثانً‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1882‬‬
‫‪47‬‬
‫الحاج شكرة مرجع سابك ‪،‬ص ‪.14‬‬
‫‪48‬‬
‫لرار المجلس األعلى عدد ‪ 22‬بتارٌخ ‪ 25/81/2751‬نباتً دمحم المهدي ضد الوزٌر األول ومن معه مجموعة األحكام اإلدارٌة ‪ ،2751‬ص ‪.18‬‬

‫‪Page 24‬‬
‫التً ٌكون فٌها إطار الموظؾ مكون من عدة درجات وٌكون فً درجة أعلى مع وجود‬
‫درجة أدنى ٌمكن انحداره إلٌها‪.49‬‬

‫‪ .5‬المهمرة من الرتبة (‪)La rétrogradation‬‬

‫ٌمصد بها تخفٌض إلى الرتبة األدنى وتمترح من طرؾ المجلس التؤدٌبً‪ ،‬ال تمترح هذه‬
‫العموبة فً الحالة التً ٌمكن أن ٌترتب عن المهمرة تؽٌٌر وضعٌة الموظؾ من رسمً إلى‬
‫متدرب لمهمرته من الرتبة الثانٌة إلى الرتبة األولى‪ ،‬لكن الوالع العملً لد اثبت عدم تطبٌك‬
‫هذه العموبة نظرا لما ٌكتنفها من ؼموض ومن ٌترتب علٌها من أخطار‪.‬‬

‫‪ .6‬العزل من غٌر تولٌف حك التماعد ( ‪La révocation Suspension des droits a‬‬
‫‪pension‬‬

‫ٌعتبر العزل من ؼٌر تولٌؾ حك التماعد من أشد العموبات التؤدٌبٌة التً تحك للموظؾ‪ ،‬ذلن‬
‫من أن هدفها ٌرمً إلى لطع الصلة بٌنه وبٌن اإلدارة التً ٌعمل لدٌها‪ .‬ولد تلجؤ اإلدارة إلٌها‬
‫بإرادتها الممرة وبحكم سلطتها التمدٌرٌة‪ ،‬كما أنها ملزمة لتعدٌل لرارها ومطالبة بؤخذ رأي‬
‫المجلس التؤدٌبً‪ ،‬وذلن لما لها من تؤثٌرات جسٌمة نفسً ومالٌة على الحٌاة اإلدارٌة‬
‫للموظؾ‪ ،‬فالموظؾ ترفع عنه والٌته الوظٌفٌة وذلن فً شكل حرمان نهابً من االستمرار‬
‫مباشرة فً الوظٌفة أو العودة إلٌها مدى الحٌاة باستثناء حمه فً المعاش وذلن لعدم الرضى‬
‫على الحرمان منه فً العموبة التؤدٌبٌة ومن ثم فإنه من المسلم به أن عزل الموظؾ الذي‬
‫ترن عمله بدون مبررات لانونٌة ال ٌمكنه من التمتع بالضمانات التؤدٌبٌة‪.‬‬

‫‪ .7‬العزل المصحوب بإٌماف حك التماعد ( ‪la avec suspension des droits a‬‬
‫‪pension révocation‬‬

‫شكل العزل‪ 50‬المصحوب بإٌماؾ حك التماعد أدنى درجات الجزاء التؤدٌبً بحٌث جعلها‬
‫المشرع فً نهاٌة البلبحة التصاعدٌة للعموبات التؤدٌبٌة التً ٌمكن تولٌعها على الموظؾ‬

‫‪49‬‬
‫إسماعٌل صفاهً‪ ،‬التادٌب فً المجالٌن اإلداري والعسكري بؤطروحة لنٌل الدكتوراه فً المانون العام جامعة دمحم الخامس الرباط فً أكدال‬
‫‪.1888-751882‬‬
‫‪50‬‬
‫رضوان بوجمعة‪ ،‬الوظٌفة العمومٌة المؽربٌة على درب التحدٌث‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة‪ ،‬أسفً‪ ،‬ص ‪.76‬‬

‫‪Page 25‬‬
‫المخطا‪ ،‬نظرا لآلثار الخطٌرة التً ٌترتب على تطبٌمها مادٌا أو معنوٌا ال بالنسبة للموظؾ‬
‫المعنً فحسب بل تمتد تبعاتها كذلن ألسرته نظرا لكونها تمصٌه من المحال الوظٌفً حاال‬
‫وتحرمه من الحك فً المعاش ماال‪.‬‬

‫ولذا فإن اللجوء إلى هذه العموبة الماسٌة من طرؾ اإلدارة ال ٌتم فً أحوال نادرة كارتكاب‬
‫خطؤ جسٌم جدا كما هو الحال بالنسبة للممدسات مثبل‪.‬‬

‫لمد أضاؾ المشرع المؽربً إلى لابمة العموبات السالفة الذكر توعٌن من العموبات الخاصة‬
‫وهما‪:‬‬

‫‪ .8‬الحرمان المؤلت من كل األجرة‬

‫باستثناء التعوٌضات العابلٌة‪ ،‬وذلن لمدة ال تتجاوز ستة أشهر‪ ،‬وتعتبر هذه العموبات من‬
‫العموبات المالٌة المباشرة‪ .‬وهً تصب مباشرة على المرتب الذي ٌحرم منه لمدة مإلتة‪،‬‬
‫ونظرا لخطورة هذه العموبة فمد لٌدت السلطة التؤدٌبٌة بعدة شروط أثناء تولٌعها‪ ،‬حٌث‬
‫وضع لمشرع حدا ألصى لمدة الحرمان ال تتجاوز ‪ 4‬أشهر‪ .‬ولمد استثنى المشرع من هذا‬
‫الحرمان التعوٌضات العابلٌة‪." 51‬‬

‫‪ :9‬اإلحالة الحتمٌة على التماعد‬

‫تعد هذه العموبة أشد العموبات التؤدٌبٌة لكونها تنهً الرابطة الوظٌفٌة وهً تختلؾ عن‬
‫اإلجراءات التً تتخذها السلطة اإلدارٌة عند بلوغ الموظؾ سن التماعد أو عند تمدمه بطلب‬
‫ذلن‪.‬‬

‫إال أن تطبٌك هذه العموبة ال ٌتم إال بالنسبة للموظفٌن الذٌن استوفوا الخدمة البلزم توفرها‬
‫وفما لنصوص لانون التماعد‪ ،‬تمترح من طرؾ المجلس التؤدٌبً‪ .‬وتجدر اإلشارة أن الفمه‬
‫ٌمسم العموبات التؤدٌبٌة التً نص علٌها المشرع فً الفصل ‪ 44‬من لانون الوظٌفة العمومٌة‬
‫إلى‪:‬‬

‫‪ ‬جزاءات معنوٌة‪ :‬اإلنذار والتوبٌخ‬


‫‪51‬‬
‫الفصل ‪ 54‬من المانون األساسً للوظٌفة العمومٌة‪.‬‬

‫‪Page 26‬‬
‫‪ ‬جزاءات مالٌة‪ :‬كالحذؾ من البحة الترلً واالنحدار من الطبمة ولمهمرة من الرتبة‪.‬‬
‫‪ ‬الجزاءات المإدٌة إلى إنهاء التوظٌؾ‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬العموبات المطبمة على الموظفٌن المتمرنٌن‬

‫لمد نص الفصل ‪ 4‬من المرسوم الملكً رلم ‪ 41846‬بتارٌخ ‪ 25‬ماٌو ‪ 2746‬بتحدٌد‬


‫الممتضٌات المطبمة على الموظفٌن المتمرنٌن باإلدارات العمومٌة على أن العموبات التؤدٌبٌة‬
‫التً ٌمكن اتخادها فً حك الموظؾ المتمرن‪:‬‬

‫✓اإلنذار‬

‫✓االلصاء المإلت لمدة ال تتجاوز شهرٌن مع الحرمان من كل االجرة باستثناء‬


‫التعوٌضات العابلٌة‬

‫✓التوبٌخ‬

‫✓االعفاء‬

‫بالنسبة للعموبات االولى والثانٌة والثالثة فهً تخضع لنفس الشروط والكٌفٌات المطبمة على‬
‫الموظؾ الرسمً التً سبمت االشارة الٌها‪ ،‬أما االعفاء فٌمصد بها حذؾ الموظؾ من‬
‫االسبلن االدارٌة‪.‬‬

‫نستنتج أن عموبات اإلنذار –التوبٌخ الحذؾ البحة الترلً تخول للموظؾ المولوؾ حك‬
‫استرجاع رواتبه المحجوزة أما االلصاء المإلت من العمل ٌتم خصم مدة التولٌؾ المإلت‬
‫مع مدة عموبة االلصاء المإلت من راتبه وتحذؾ من الدمٌته االدارٌة وحموله المعاشٌة‪.‬‬

‫أما بالنسبة لبالً العموبات ٌتم حرمانه من أجرته باستثناء التعوٌضات العابلٌة وحذؾ المدة‬
‫الفاصلة بٌن تارٌخ سرٌان مفعول العموبة التؤدٌبٌة من ألدمٌته االدارٌة وحموله المعاشٌة‪.‬‬

‫الفمرة الثانٌة‪ :‬سحب العموبة التأدٌبٌة‬

‫‪Page 27‬‬
‫لمد نص المشرع فً لانون الوظٌفة العمومٌة على حك الموظؾ فً محو العموبة المرتكبة‬
‫فً ملؾ بعد مرور مدة معٌنة على تولٌعها وذلن تشجٌعا له على عدم تكرار الولوع فً‬
‫الخطؤ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اآلجال‬

‫وفما لممتضٌات الفصل ‪ 53‬من النظام األساسً العام للوظٌفة العمومٌة فإن لكل موظؾ‬
‫‪52‬‬
‫الحك فً طلب محو آثار العموبة التؤدٌبٌة من ملؾ اإلداري بعد انصرام اآلجال التالٌة؛‬

‫‪ -‬خمس سنوات بالنسبة لعموبة اإلنذار أو عموبة التوبٌخ‬

‫‪ -‬عشر سنوات بالنسبة لبالً العموبات المنصوص علٌها فً الفصل ‪ 44‬من النظام‬
‫األساسً العام للوظٌفٌة العمومٌة والفصل ‪ 4‬من المرسوم الملكً رلم ‪ 41846‬بتارٌخ‬
‫‪ 25‬ماٌو ‪ 2746‬الخاص بالموظفٌن المتمرنٌن‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬الشروط‬

‫أن ٌكون الموظؾ المطالب بسحب العموبة التؤدٌبٌة فً وضعٌة المٌام بالعمل ‪ -‬أن ٌتمدم‬
‫بطلب كتابً فً الموضوع مشفوعا برأي ربٌس المباشر ونسخة من لرار العموبة المراد‬
‫سحبها‪:‬‬

‫‪ -‬إذا كانت العموبة موضوع طلب السحب صادرة عن اإلدارة (اإلنذار أو (التوبٌخ تسحب‬
‫من طرفها‪ .‬إذا كانت العموبة موضوع طلب السحب صادرة بناء على التراح من المجلس‬
‫التؤدٌبً‪ ،‬فٌتعٌن عرض ملؾ السحب على المجلس التؤدٌبً للبث فٌه دون حضور المعنً‬
‫باألمر‪.‬‬

‫المبحث الثانً‪ :‬المسطرة التأدٌبٌة والضمانات المانونٌة الممنوحة للموظف‬


‫‪53‬‬
‫بممتضى النظام األساسً العام للوظٌفة العمومٌة‪ ،‬تتمتع السلطة التً لها حك التسمٌة‬
‫بصبلحٌة إحالة ملؾ كل موظؾ تابع لها على أنظار المجلس التؤدٌبً كلما تبٌن لها أن‬

‫‪52‬‬
‫الفصل ‪ 53‬من المانون األساسً للوظٌفة العمومٌة‪.‬‬

‫‪Page 28‬‬
‫الموظؾ ارتكب فعبل مخبل باألعراؾ اإلدارٌة والضوابط النظامٌة ٌمتضً اتخاذ‪ ،‬فً حمه‪،‬‬
‫عموبة أشد من اإلنذار أو التوبٌخ (الفصل ‪ 44‬من النظام األساسً العام للوظٌفة العمومٌة)‪.‬‬

‫وتبعا لهذا‪ٌ ،‬تولى هذا المجلس دراسة نوع المخالفة المنسوبة للموظؾ واالطبلع على ملفه‬
‫اإلداري واستدعابه للمثول أمامه لصد إبداء رأٌه فً المنسوب إلٌه‪ ،‬وذلن فً إطار‬
‫اإلجراءات المسطرٌة المانونٌة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلجراءات المانونٌة لممارسة سلطة تأدٌب الموظف العمومً‬

‫لضمان لانونٌة السلطة التؤدٌبٌة من طرؾ اإلدارة‪ ،‬فإنه البد من االحترام مجموعة من‬
‫اإلجراءات المسطرٌة‪ ،‬من حٌث استدعاء المجلس التؤدٌبً لبلجتماع وإبداء رأٌه فً العموبة‬
‫التؤدٌبٌة (الفمرة األولى)‪ ،‬ولد عمل المشرع المؽربً على تنظٌم اختصاصات اللجنة‬
‫اإلدارٌة المتساوٌة األعضاء التً تنظر فً العموبة التؤدٌبٌة‪ ،‬وذلن لكً تكون الجلسة لانونٌة‬
‫(الفمرة الثانٌة)‬

‫الفمرة األولى‪ :‬اإلجراءات الخاصة بانعماد المجلس التأدٌبً‬

‫ٌجتمع المجلس التؤدٌبً بكافة األعضاء من ممثلً اإلدارة وممثلً الموظفٌن باستدعاء‬
‫كتابً من طرؾ اإلدارة التً ٌرجع لها اختصاص تحدٌد تارٌخ اجتماعه‪ ،‬وبذلن ال ٌنبؽً‬
‫حضور أي عضو ٌكون مرتبا فً درجة ألل من درجة الموظؾ المعروض حالته على‬
‫المجلس التؤدٌبً‪ ،‬وفً حالة تؽٌب عن الحضور أي عضو رسمً بسبب مشروع ٌتم‬
‫استدعاء العضو النابب سواء تعلك األمر بممثلً الموظفٌن أو ممثلً اإلدارة‪.54‬‬

‫وعند اجتماع المجلس التؤدٌبً ألول مرة فإن مداوالته تصح بحضور ربع أعضابه‪ ،‬وٌعتبر‬
‫النصاب متوفرا‪ ،‬أما فً حالة تعذر االجتماع األول ألعضاء المجلس التؤدٌبً ٌتم استدعاء‬
‫أعضاء المجلس المذكور فً ظرؾ ‪ 6‬أٌام‪ ،‬وٌكون اجتماعه صحٌحا فً حالة حضور‬
‫النصؾ‪ ،‬وعند حدوث صعوبة فً اجتماع لجنة من اللجان اإلدارٌة المتساوٌة األعضاء‬
‫‪53‬الفصل ‪ 43‬من النظام األساسً العام للوظٌفة العمومٌة صادر فً شؤنه ظهٌر شرٌؾ رلم ‪ 28368886‬بتارٌخ ‪ 2‬شعبان ‪2155‬‬
‫(‪ )12‬فبراٌر (‪ 2736‬كما تم تعدٌله وتتمٌمه (ج) ‪ .‬ر ‪ .‬عدد ‪ 1151‬بتارٌخ ‪ 22‬أبرٌل ‪ 2736‬صفحة (‪.)722‬‬

‫‪54‬‬
‫دمحم والضحى‪“ ،‬اللجان اإلدارٌة المتساوٌة األعضاء بٌن النص التنظٌمً والممارسة”‪ ،‬مطبعة ورالة تمارة‪ ،‬سنة ‪ ،1887‬ص ‪.75‬‬

‫‪Page 29‬‬
‫بسبب رفض أعضابها الحضور ٌتم حل اللجنة المذكورة من طرؾ ربٌس اإلدارة المعنٌة‪،‬‬
‫بعد موافمة السلطة الحكومٌة المكلفة بالوظٌفة العمومٌة‪ ،‬وٌجب أن تتضمن االستدعاءات‬
‫الموجهة ألعضاء المجلس التؤدٌبً‪ ،‬تارٌخ وساعة ومكان االجتماع ونسخ من الملؾ‬
‫التؤدٌبً فً ظرؾ مختوم‪ ،‬وٌتعٌن على أعضاء المجلس االلتزام بكتمان السر المهنً فٌما‬
‫ٌتعلك بجمٌع المعطٌات المتعلمة بهذا الملؾ‪.‬‬

‫أما فٌما ٌتعلك بسٌر جلسات المجلس التؤدٌبً‪ ،‬فإن ربٌس لمجلس التؤدٌبً ٌعمل فً بداٌة‬
‫االجتماع على التؤكد من توفر النصاب المانونً‪ ،‬و ٌعلن عن افتتاح الجلسة‪ ،‬ثم ٌعرض على‬
‫أعضاء المجلس التؤدٌبً جمٌع المعطٌات المتعلمة بالملؾ التؤدٌبً للموظؾ المتابع‪ ،‬وٌتم‬
‫استدعاء الموظؾ المتابع للحضور أمام المجلس حٌث ٌتم تذكٌره فً البداٌة باألفعال‬
‫المنسوبة إلٌه واستفساره بشؤن اطبلعه على ملفه التؤدٌبً‪ ،‬وتمكٌنه من اإلدالء بمبلحظاته‬
‫حول األفعال المنسوبة إلٌه‪ ،‬إذا كان مإازرا بمحام ٌتم السماح له لحضور الجلسة‪ ،‬أو أي‬
‫موظؾ من نفس اإلدارة‪ ،‬وٌتم السماح للموظؾ المتابع بدعوة الشهود حول األفعال المنسوبة‬
‫إلٌه ‪.‬‬

‫وعندما ٌُمدّم طلب التماس سواء من طرؾ الموظؾ المتابع أو دفاعه أو أحد أعضاء‬
‫المجلس التؤدٌبً ألجل تؤجٌل البحث فً الملؾ التؤدٌبً لئلدالء بوثابك تهم الملؾ أو‬
‫الستحضار شهود آخرٌن‪ ،‬فإنه ٌتعٌن على المجلس تحدٌد أجل لبلجتماع الممبل‪ ،‬مع تحدٌد‬
‫تارٌخ وساعة ومكان االجتماع دون تجاوز اآلجال المحدد فً ‪ٌ 18‬وم من تارٌخ االجتماع‬
‫األول دون توجٌه استدعاء جدٌد‪ ،‬وٌضمن ذلن فً محضر الجلسة‪ ،‬أما إذا كان األمر ٌتعلك‬
‫بإجراء بحث تكمٌلً فإن هذا األجل ٌتمدد إلى ؼاٌة ‪ 1‬أشهر من تارٌخ االجتماع األول‪،‬‬
‫وٌجب أن ٌدلً المجلس التؤدٌبً برأٌه االستشاري فً أجل شهر واحد ابتداء من ٌوم رفع‬
‫النازلة إلٌه‪ ،‬وٌمتد هذا األجل إلى ؼاٌة ثبلثة أشهر عند المٌام ببحث وفً حالة المتابعة‬
‫المضابٌة ٌمكن للمجلس التؤدٌبً أن ٌإجل اإلدالء برأٌه إلى ؼاٌة صدور الحكم من المحكمة‬
‫المختصة‪ ،‬شرط أن ٌكون نهابٌا فً أي مرحلة من مراحل التماضً (أي فً حالة صدور‬
‫الحكم ابتدابٌا ولم ٌتم استبنافه وأصبح نهابٌا فإنه ٌعتد به)‪.‬‬

‫‪Page 30‬‬
‫أما عن مداوالت المجلس التؤدٌبً فٌجب أن تكون سرٌة ولٌست عمومٌة وال ٌمكن حضور‬
‫أي شخص أجنبً‪ ،‬وتمتصر مداوالت المجلس فمط عل األعضاء الذٌن شاركوا فً جمٌع‬
‫مراحل منالشة الملؾ التؤدٌبً‪ ،‬وٌمكن لئلدارة استدعاء محامً للدفاع عنها أمام المجلس‬
‫التؤدٌبً‪ ،‬وٌتخذ هذا األخٌر التراحات سواء باإلجماع أو بؤؼلبٌة األعضاء الحاضرٌن‪ ،‬وفً‬
‫حالة تعادل األصوات فإنه ٌرجح الجانب الذي ٌوجد به ربٌس المجلس‪ ،‬وٌكون التصوٌت‬
‫برفع األٌدي وأن ٌشارن فٌه كل أعضاء اللجنة الحاضرٌن‪ ،‬وٌجب أن ٌكون ممرر اللجنة‬
‫موظفا تعٌنه اإلدارة لهذا الؽرض‪ ،‬على أساس أن ال تكون له صلة بالملؾ التؤدٌبً‪ ،‬كما أنه‬
‫ال ٌسمح له اإلدالء برأٌه أثناء سٌر جلسات المجلس إذا كان لٌس عضو لٌس عضوا به‪،‬‬
‫وٌمكن للمجلس التؤدٌبً أن ٌطلب إجراء بحث إن لم ٌكتفً بالمعلومات المعطاة له عن‬
‫األعمال المآخذ علٌها الموظؾ المعنً أو عن الظروؾ التً ارتكبت فٌها تلن األفعال‪ ،‬وتبعا‬
‫للمبلحظات الكتابٌة التً تمدم له وتصرٌحات الموظؾ المتابع والشهود ونظرا لنتٌجة‬
‫التحمٌك ٌعطً المجلس رأٌه معلبل باألسباب فً العموبة ٌمترح اتخاذه إزاء األعمال التً‬
‫‪55‬‬
‫عولب علٌها المعنً باألمر‪ ،‬وٌوجه هذا الرأي إلى السلطة الرباسٌة‬

‫الفمرة الثانٌة‪ :‬اختصاصات المجلس التأدٌبً (اللجان اإلدارٌة المتساوٌة األعضاء)‬

‫تموم اللجان اإلدارٌة المتساوٌة األعضاء بوظٌفة المجالس التؤدٌبٌة وتعرض علٌها مخالفات‬
‫الموظفٌن لؤلخذ برأٌها لبل اتخاذ أي لرار تؤدٌبً‪ ،‬وتعمل تحت نفوذ كل وزٌر فً اإلدارات‬
‫أو المصالح التً تدٌرها وٌكون لها الحك ضمن الحدود الممررة فً المانون األساسً وفً‬
‫المصادر الصادرة لتطبٌمه‪ ،‬ولد أعطى المشرع المؽربً لهذه اللجان حك التدخل بصفة‬
‫استشارٌة فً جمٌع أنواع العموبات المنصوص علٌها فً الفصل ‪ 44‬من ظهٌر ‪ 12‬فبراٌر‬
‫‪ 2736‬المتعلك بالنظام األساسً للوظٌفة العمومٌة ما عدا عموبتً اإلنذار والتوبٌخ‪ ،‬وهً‬
‫تنظر فً المضٌة إال بعد أن تحال إلٌه من طرؾ السلطة التً لها حك التؤدٌب‪ ،‬وذلن بتمرٌر‬

‫‪55‬‬
‫دمحم والضحى‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.77-76‬‬

‫‪Page 31‬‬
‫كتابً ٌتضمن بوضوح األعمال التً ٌعالب علٌها الموظؾ وإن التضى الحال الظروؾ‬
‫‪56‬‬
‫التً ارتكبت فٌها‬

‫فالمجلس التؤدٌبً ( اللجان اإلدارٌة المتساوٌة األعضاء)‪ٌ ،‬نظر فً المضاٌا المتعلمة بالتؤدٌب‬
‫والترلٌة‪ ،‬وفً طلب سحب العموبات التؤدٌبٌة من ملؾ الموظفٌن‪ ،‬فدور اللجان المتساوٌة‬
‫األعضاء ال ٌمتصر فً االستشارة بل ٌمتد دورها إلى مجاالت أخرى‪ ،‬كؤن تنظر فً لضٌة‬
‫امتناع السلطة عن لبول االستمالة والتً تحال إلٌها من طرؾ المعنً باألمر‪ ،‬وٌكون من‬
‫حمها إبداء رأي معلل باألسباب وتوجٌهه إلى السلطة‪ ،57‬ولها كذلن الحك فً النظر فً‬
‫لضٌة امتناع الموظؾ المولوؾ مإلتا عن الرجوع إلى منصبه فً اآلجال الممررة‪ ،‬والتً‬
‫ٌترتب علٌها حذفه من أسبلن الوظٌفة بطرٌك االمتناع‪.58‬‬

‫وصبلحٌات المجلس التؤدٌبً هو البث فً المضاٌا المعروضة علٌه وٌموم بالتراحات بشؤنها‬
‫داخل أجل شهر واحد‪ٌ ،‬حسب ابتداء من الٌوم التً عرضت فٌه المضٌة على األنظار‪ ،‬ؼٌر‬
‫أنه ٌجوز للمجلس تمدٌد هذا األجل فً حالة إجراء بحث تكمٌلً‪ ،‬فً إطار التحمٌك البعدي‬
‫أو متابعته من طرؾ المحكمة إلى ثبلثة أشهر‪.‬‬

‫وارتباطا بما سبك‪ ،‬فإن اللجان اإلدارٌة المتساوٌة األعضاء أنشؤت ال محال من أجل حماٌة‬
‫المصلحة العامة‪ ،‬التً هً فوق كل اعتبار‪ ،‬كما أنها أحدثت لحماٌة الموظؾ العمومً كونه‬
‫ارتكب مخالفة‪ ،‬وأصبح محل مساءلة من طرفها وكونها ستحمٌه من أي تعسؾ من طرؾ‬
‫الجانب الثانً (اإلدارة)‪ ،‬حتى وإن كانت آراء هذه المجالس لٌست سوى استشارٌة‪.‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬الضمانات المانونٌة للموظف العمومً فً مجال التأدٌب‬

‫ال ٌمكن الحدٌث عن تؤدٌب الموظؾ العمومً دون التطرق للضمانات المخولة له‪ ،‬سواء‬
‫الضمانات السابمة إلحالة الموظؾ على المجلس التؤدٌبً (الفمرة الثانٌة) أو الضمانات‬
‫المواكبة لتولٌع العموبة التؤدٌبٌة (الفمرة الثانٌة)‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل ‪ 44‬من الظهٌر الشرٌؾ ‪ 12‬فبراٌر‪ 2732‬بمثابة النظام األساسً للوظٌفة العمومٌة رلم ‪ ، 2388‬المنشور بالجرٌدة الرسمٌة‪ ،‬عدد ‪1151‬‬
‫بتارٌخ ‪ 22‬أبرٌل ‪ ، 2736‬الصفحة ‪.412‬‬
‫‪57‬‬
‫الفصل ‪ 56‬من نفس الظهٌر الشرٌؾ‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫الفصل ‪ 41‬من نفس الظهٌر الشرٌؾ‪.‬‬

‫‪Page 32‬‬
‫الفمرة األولى‪ :‬الضمانات السابمة إلحالة الموظف العمومً على المجلس التأدٌبً‬

‫إذا كانت لئلدارة كامل الحرٌة فً تحرٌن مسطرة تؤدٌب الموظؾ عند إخبلله بواجباته‬
‫المهنٌة‪ ،‬أو ارتكابه لفعل أو تصرؾ اعتبرته حسب سلطتها التمدٌرٌة خطؤ‪ ،‬فإنه لٌس لها‬
‫الحك فً إحالة الموظؾ المتهم على المجلس التؤدٌبً دون احترام مجموعة من الممتضٌات‪،‬‬
‫بمعنى أنه لبل إلدام اإلدارة على إحالة الموظؾ على المجلس التؤدٌبً‪ٌ ،‬متضً علٌها‬
‫ضرورة حماٌة حموق الدفاع (أوال)‪ ،‬وكذلن التحمٌك مع المتهم وأخذ استفساراته(ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬حماٌة حموق الدفاع‬

‫من المسلم به أنه ال ٌولع على الموظؾ عموبة تؤدٌبٌة إال إذا أحٌط تؤدٌبه بضمان حموله فً‬
‫الدفاع‪ ،‬حٌث ٌمتضً ضرورة إشعار الموظؾ بما هو منسوب إلٌه وتمكٌنه من االطبلع‬
‫على ملفه‪.‬‬

‫• إشعار الموظف بالمخالفات المنسوبة إلٌه‬

‫ٌعتبر حك إشعار الموظؾ العمومً بما نسب إلٌه من الضمانات األساسٌة التً ٌتمتع بها‬
‫والتً أصبحت لها لٌمة دستورٌة ‪ ،59‬حٌث ال ٌمكن للسلطة التؤدٌبٌة تجاهله أثناء اتخاذها‬
‫لرارا معٌنا‪ ،‬وٌجب أن ٌتضمن إشعار الموظؾ العمومً جمٌع تفاصٌل التهم الموجهة إلٌه‪،‬‬
‫وكافة األدلة التً فً حوزة اإلدارة التً تبثث ولوع هذه المخالفات ونسبتها إلٌه وإال اعتبر‬
‫لرار اإلدارة معٌبا‪.60‬‬

‫وٌمكن أن ٌتخذ اإلشعار صورتٌن‪:‬‬

‫• أن ٌكون اإلشعار على شكل إنذار للموظؾ لحثه على العودة إلى عمله فً حالة ترن‬
‫الوظٌفة وذلن فً أجل ‪ 5‬اٌام وفك ما جاءت به ممتضٌات الفصل ‪ 53‬مكرر من النظام‬
‫األساسً للوظٌفة العمومٌة؛‬

‫‪59‬‬
‫الفصل ‪ 52‬من الدستور المؽربً ‪.1822‬‬
‫‪60‬‬
‫المجلس األعلى‪ ،‬لرار الؽرفة اإلدارٌة بالمجلس األعلى رلم ‪ ،1877811‬بتارٌخ ‪ 6‬أبرٌل ‪.2777‬‬

‫‪Page 33‬‬
‫• توجٌه اتهام للموظؾ المعنً باألمر وإعطاءه الفرصة كاملة لرد االتهام عن نفسه‪ 61‬؛‬

‫وعموما فإن مسطرة ضمانة حك الدفاع فً المانون المؽربً‪ ،‬تمدم للموظؾ العمومً‬
‫إٌضاحات حول الخطؤ الذي ارتكبه‪ ،‬وذلن لبل استكمال بالً اإلجراءات المسطرٌة األخرى‬
‫كالمثول أمام المجلس التؤدٌبً مثبل‪ ،‬إذ أن ما ٌمكن مبلحظته حول مبدأ تمدٌم اإلٌضاحات‬
‫واالستفس ارات هو أن تطبٌمها ٌتطرق إلى كل األخطاء سواء كانت بسٌطة أو جسٌمة أن‬
‫عموبة اإلنذار والتوبٌخ التً تختص بها السلطة الرباسٌة ال ٌمكن تولٌعها إال بعد استفسار‬
‫المعنً باألمر‪ ،‬لكن ما ٌجب التؤكٌد علٌه بخصوص هاتٌن العموبتٌن هو تولٌعها المتزاٌد‬
‫بالرؼم من مسطرة اإلٌضاح هاته‪ ،‬وذلن ال لشًء سوى لعدم خضوعها لسلطة المجلس‬
‫التؤدٌبً من جهة‪ ،‬ولعدم لدرة أي موظؾ فً متابعة اإلدارة لضابٌا بخصوص هاتٌن‬
‫‪62‬‬
‫العموبتٌن من جهة ثانٌة‬

‫ولد استمر المضاء اإلداري منذ المدم على أن كل مخالفة لهذا اإلجراء ٌترتب عنها عدم‬
‫مشروعٌة الجزاء‪ ،‬حٌث لضى مجلس الدولة الفرنسً‪ ،63‬بؤنه على الجهة المختصة واجب‬
‫إشعار المتهم بالمنسوب إلٌه وإؼفال اي عنصر من عناصر االتهام ٌجعل المرار التؤدٌبً‬
‫معٌبا ولاببل لئلبطال إال إذا كان هذا العنصر ؼٌر جوهري وؼٌر مإثر”‪ ،‬وهذا ما ذهبت‬
‫إلٌه المحكمة اإلدارٌة بمكناس‪ ،64‬حٌث أحاطت سلطة تولٌع الجزاءات التؤدٌبٌة بمجموعة‬
‫من المٌود من جملتها إشعار المعنً باألمر موضوع المساءلة التؤدٌبٌة حول المنسوب إلٌه‬
‫لبل تولٌع الجزاء‪ ،‬وحٌث أنه بمراجعة وثابك الملؾ ٌتبٌن أن الجهة المدعى علٌها لامت‬
‫بتولٌع عموبة اإلنذار على المدعً دون استفساره حول المنسوب إلٌه ودون االستماع إلٌه‬
‫واإلدالء ببٌاناته‪ ،‬لذلن تكون لد خرلت المانون وحرمت المدعً من إحدى الضمانات‬
‫التؤدٌبٌة األساسٌة األمر الذي ٌجعل المرار الذي لد صدر مخالفا للشكلٌات اإلجرابٌة البلزم‬

‫‪61‬‬
‫فدوى صبحً النظام التؤدٌبً للموظؾ العمومً فً المؽرب”‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعممة‪ ،‬شعبة المانون العام‪ ،‬جامعة عبد الملن‬
‫السعدي‪ ،‬كلٌة العلوم المانونٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬طنجة‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪ ، 1884-1883‬ص‪.215‬‬
‫‪62‬‬
‫الحاج شكرة‪ ” ،‬الوظٌفة العمومٌة والموظؾ فً المانون اإلداري المؽربً دار الملم للطباعة والنشر والتوزٌع الرباط‪ ،‬الطبعة الثانٌة‪ ،‬سنة ‪1885‬‬
‫ص ‪.275‬‬
‫‪63‬‬
‫حكم مجلس الدولة الفرنسً الصادر بتارٌخ ‪ 16‬مارس ‪ 2736‬أورده عمر وفإاد وأحمد بركات‪ ،‬السلطة التؤدٌبٌة دراسة ممارنة‪ ،‬مكتبة النهضة‬
‫العربٌة‪ ،‬الماهرة‪ ،2757 ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪64‬‬
‫المحكمة اإلدارٌة بمكناس‪ ،‬حكم رلم ‪ ، 21‬بتارٌخ ‪ 13‬أبرٌل ‪ ،2774‬عبد الحك نورالدٌن ضد الوكالة المستملة لتوزٌع الماء والكهرباء بمكناس‪،‬‬
‫المجلة المؽربٌة لئلدارة والتنمٌة‪ ،‬عدد ‪ 25‬أكتوبر – دجنبر‪ ،2775 ،‬ص ‪.248‬‬

‫‪Page 34‬‬
‫احترامها فً مسطرة التؤدٌب‪ ،‬وبالتالً ٌتعٌن الحكم بإلؽابه وذلن دونما حاجة إلى منالشة‬
‫أسباب الطعن األخرى‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬وإذا كان األصل أن المشرع لم ٌشترط خضوع اإلشعار لشكل معٌن وإنما ٌكتفً‬
‫إشعار المعنً باألمر بؤي وسٌلة‪ ،65‬إال أن الماضً اإلداري استمر على أن إثبات اإلشعار‬
‫ٌبمى على عاتك اإلدارة فً محل إلامة المعنً باألمر وداخل أجل معمول‪ ،‬وكل مخالفة لهذه‬
‫الممتضٌات ٌترتب عنها اإللؽاء‪ ،‬على أنه ال ٌمكن لئلدارة أن تتذرع بتوجٌه اإلشعار إلى‬
‫المعنً باألمر‪ ،‬ولكن ٌشترط أن تثبت بؤن هذا األخٌر لد استلم اإلشعار فعبل‪ ،‬وال ٌعفٌها فً‬
‫ذلن أن تستند إلى صعوبة تنفٌذ اإلخطار إال إذا كان عدم االستبلم راجعا إلى خطؤ من جانب‬
‫الموظؾ‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه من حك اإلدارة اتخاذ لرار العزل فً حك الموظؾ الذي ترن‬
‫وظٌفته دون إحالته إلى المجلس التؤدٌبً‪ ،‬لكن شرٌطة أن توجه له إنذار من أجل االلتحاق‬
‫بعمله خبلل السبعة اٌام الموالٌة لتبلٌػ اإلنذار إلٌه‪ ،‬والذي ٌبمى بدون جدوى وذلن طبما‬
‫للفصل ‪ 53‬مكرر من النظام األساسً للوظٌفة العمومٌة‪.‬‬

‫لذا ٌمكن المول إن اإلنذار‪ٌ ،‬عتبر من الشكلٌات األساسٌة التخاذ لرار العزل فً حالة ترن‬
‫الوظٌفة‪ ،‬والتً ٌإدي اإلخبلل بها إلى جعل هذا المرار متسما بتجاوز السلطة لعٌب مخالفة‬
‫الشكل وموجبا بالتالً للتصرٌح بإلؽابه‪ ،‬كما ٌعد إجراءات جوهرٌا على اإلدارة مراعاته‬
‫حٌث ٌمع علٌها عبء إثبات تبلٌػ هذا اإلنذار‪ ،‬وإن أدلت بنسخة منه التً تفٌد أنه و ّجه إلى‬
‫الطاعن بتارٌخ كذا… تحت عدد كذا…إال أن شهادة االستبلم ال تحمل تولٌعه مما ٌجب معه‬
‫إلؽاء الممرر‪.‬‬

‫والوالع أن اإلدارات العمومٌة ؼالبا ما تجد صعوبات كثٌرة فً التعامل مع نص الفصل ‪53‬‬
‫مكرر من النظام األساسً للوظٌفة العمومٌة خصوصا فً مجال إثبات والعة تبلٌػ الموظؾ‬
‫باإلنذار الموجه إلٌه‪ ،‬ومن بٌن هذه الصعوبات أن الموظؾ المعنً باإلنذار ؼالبا ما ٌعرؾ‬
‫مضمونه‪ ،‬وٌفضل عدم سحبه من البرٌد أو أن هذا الموظؾ ال ٌترن عنوانه صحٌحا‬
‫‪65‬‬
‫دمحم األعرج‪“ ،‬لاضً المحاكم اإلدارٌة وحماٌة حموق الموظؾ من خبلل الرلابة على مسطرة حك الدفاع”‪ ،‬منشورات المجلة المؽربٌة لئلدارة‬
‫والتنمٌة‪ ،‬سلسلة مواضٌع الساعة‪ ،‬العدد ‪ ،1882 ،25‬ص ‪.284‬‬

‫‪Page 35‬‬
‫إلدارته أو أنه ٌنتمل إلى عنوان جدٌد دون إشعار إدارته بذلن‪ ،‬أو أن ٌدلً بعنوانه الشخصً‬
‫الذي لد ٌؽادره فً اتجاه العنوان الذي تمٌم به أسرته ؼٌر المعروؾ من طرؾ اإلدارة‪ ،‬فكل‬
‫هذه الصعوبات تإدي إلى عدم توصل المعنً باألمر باإلنذار وفً حالة اتخاذ عموبة العزل‬
‫فً حمه فإن المضاء ٌتصدى لهذا المرار اإلداري باإللؽاء لكون اإلدارة لم تستطع إثبات‬
‫حصول تبلٌػ الموظؾ باإلنذار‪ ،‬وجدٌر بالذكر أن الفصل السالؾ ذكره لم ٌنص صراحة‬
‫على طرٌمة خاصة لتبلٌػ اإلنذار‪ ،‬هل بالبرٌد المضمون أو البرٌد العادي أو بطرٌمة‬
‫أخرى‪.66‬‬

‫إال أن المجلس األعلى فً لراره الصادر بتارٌخ ‪ٌ 14‬ولٌوز ‪ 2762‬تحت عدد ‪ 246‬اشترط‬
‫أن ٌتم التبلٌػ وفك المواعد المنصوص علٌه فً لانون المسطرة المدنٌة‪ ،‬فمد جاء فً هذا‬
‫المرار بالحرؾ” ٌكون مشوبا بالتجاوز فً استعمال السلطة المرار اإلداري الذي فصل‬
‫الموظؾ بدعوى عدم االلتحاق بالعمل دون أن ٌوجه إلٌه إنذار مسبك بذلن وٌبلػ به وفك‬
‫المواعد المنصوص علٌها فً لانون المسطرة المدنٌة‪ ،‬وٌعد سحب اإلنذار بمثابة رفض‬
‫له”‪.67‬‬

‫• حك الموظف فً االطالع على ملفه‬

‫ٌعتبر هذا الحك من الضمانات األساسٌة التً ٌتمتع بها الموظؾ العمومً المؽربً‪ ،‬لتولٌع‬
‫عموبة تؤدٌبٌة‪ ،‬وهو ٌهدؾ إلى حماٌة الموظؾ عن طرٌك إعطاءه فرصة لبلستفادة من ملفه‬
‫اإلداري لتحضٌر دفاعه‪ ،‬ولد كرس هذا الحك فً النظام األساسً للوظٌفة العمومٌة حٌث‬
‫ٌنص الفصل ‪ 45‬على ما ٌلً” للموظؾ المتهم الحك فً أن ٌطلع على ملفه الشخصً‬
‫بتمامه وعلى جمٌع الوثابك الملحمة به‪ ،‬وذلن بمجرد ما تمام علٌه الدعوى التؤدٌبٌة…”‪.‬‬

‫وبذلن استمر كل من الفمه والمانون والمضاء على اعتبار حموق الدفاع‪ ،‬وخاصة تمكٌن‬
‫الموظؾ من االطبلع على ملفه التؤدٌبً من المبادئ العامة للمانون‪ ،‬إذ أن اإلخبلل به ٌإدي‬
‫إلى اتسام المرار اإلداري بعدم المشروعٌة الموجبة لئللؽاء‪ ،‬وٌعتبر الشكل الكتابً فً تمدٌم‬

‫‪66‬‬
‫المصطفى التراب‪“ ،‬المختصر العملً فً المضاء والمانون مطبعة األمنٌة‪ ،‬الرباط‪ ،‬سنة ‪ ،1821‬ص ‪.262 – 261‬‬
‫‪67‬‬
‫أورده مصطفً التراب فً” المنازعات اإلدارٌة فً مجال الوظٌفة العمومٌة على ضوء اجتهادات المجلس األعلى”‪ ،‬منشورات المجلة المؽربٌة‬
‫لئلدارة المحلٌة والتنمٌة‪ 28-‬سنة من المضاء اإلداري المؽربً‪ ،‬مواضٌع الساعة‪ ،‬عدد ‪ ،22‬ص ‪.17‬‬

‫‪Page 36‬‬
‫وسابل الدفاع وإطبلع الموظؾ على ملفه الشخصً هو أكثر تناسبا مع حسن سٌر العمل‬
‫اإلداري‪ ،‬ألنه ٌشكل حجٌة استٌفاء هذا الحك من طرؾ الموظؾ‪ ،‬إضافة إلى أنه ٌشكل‬
‫إثبات فً حالة التنازع على األمر فً ولت الحك‪ ،‬وٌتمثل المبدأ األصلً هنا فً مسإولٌة‬
‫اإلدارة فً تسهٌل كافة الصعوبات التً تعترض سبٌل الموظؾ فً اإلحاطة بمضمون‬
‫الوثابك اإلدارٌة‪.‬‬

‫والعمل بهذا االلتزام من طرؾ اإلدارة ٌكتنفه العدٌد من المصاعب خاصة فٌما ٌتعلك‬
‫بالنسبة السلٌمة لئلدارة فً تسهٌل الولوج للملؾ الشخصً‪ ،‬ومدى توفٌر بٌانات صحٌحة أو‬
‫مشوبة بالخطؤ‪ ،‬وهو الشًء الذي من شؤنه أن ٌإثر سلبا أو إٌجابا على الموظؾ محل‬
‫التؤدٌب‪ ،‬اضؾ إلى ذلن ان تمة حدود ولٌود الزم مراعاتها بشؤن توفٌر اإلدارة التٌسٌر‬
‫والمساعدة بشؤن االطبلع‪ ،‬والعلم بتلن الوثابك حرصا على العدٌد من االعتبارات المتصلة‬
‫بسرٌة وثابك اإلدارة وسبلمتها‪ ،‬األمر الذي لد ٌحد إلى درجة كبٌرة من التمتع بحك االطبلع‬
‫على الملؾ أو الوثابك اإلدارٌة‪ ،‬ذلن الحك الذي أصبح فً الولت الحالً من بٌن اهم‬
‫مفردات الحرٌات العامة لؤلفراد تطبٌما لمبدأ “دممرطة اإلدارة” بشمٌه األساسٌٌن المتمثلٌن‬
‫فً المشاركة اإل ٌجابٌة فً لواعد اإلجراء المهددة إلصدار المرارات اإلدارٌة من ناحٌة‪،‬‬
‫ومن جهة أخرى فً كفالة تمتع األفراد بالدفاع عن حمولهم بالوسٌلة األكثر مبلءمة لهم فً‬
‫ضوء ما أحٌطوا به علما من معلومات‪.68‬‬
‫‪69‬‬
‫كما أن منشور الوزٌر األول المتعلك بتمثٌل المحامٌن للموظفٌن أمام المجالس التؤدٌبٌة‬
‫شدد على ذات المبدأ وأوصى صراحة بوجوب تٌسٌر عملٌة إطبلع الموظؾ على ملفه‪:‬‬
‫“… باإلضافة إلى ذلن فإن حك الموظؾ المتهم فً الدفاع عن نفسه ترتب عنه ضمانات‬
‫تؤدٌبٌة أخرى تمثل أساسا فً وجوب اطبلعه على ملفه الشخصً بتمامه وعلى جمٌع‬
‫الوثابك الملحمة به لبل اجتماع المجلس التؤدٌبً‪ ،‬وعلٌه أطلب منكم تمدٌم التسهٌبلت‬
‫الضرورٌة”‪.‬‬

‫‪68‬شاٌب أناس عبد اإلله‪“ ،‬الضمانات الممنوحة للموظؾ العمومً عند تعرضه للتؤدٌب مساهمة تحلٌلٌة ‪،‬المجلة المؽربٌة لئلدارة‬
‫المحلٌة و التنمٌة‪ ،‬مارس‪-‬أبرٌل‪ ،1821 ،‬العدد ‪ ،281‬ص‪.57‬‬
‫‪69‬‬
‫منشور الوزٌر األول (ربٌس الحكومة حالٌا) رلم ‪ 2874‬بتارٌخ فاتح فبراٌر ‪ 2774‬حول تمثٌل المحامٌن للموظفٌن المتابعٌن أمام المجلس‬
‫التؤدٌبً‪ ،‬المنشور بالمجلة المؽربٌة لئلدارة المحلٌة والتنمٌة‪ ،‬سلسلة نصوص ووثابك‪ ،‬عدد‪ ،261‬سنة ‪ ،1885‬ص ‪.112‬‬

‫‪Page 37‬‬
‫وعلٌه فحك االطبلع على الملؾ ٌعتبر ضمانة جوهرٌة فً المساءلة التؤدٌبٌة لكونه‪ٌ ،‬فسح‬
‫المجال أمام الموظؾ المتهم لبلستفادة من ملفه فً تحضٌر وسابل دفاعه لصد دفع التهم‬
‫المنسوبة إلٌه‪ ،‬وكل إخبلل بهذا اإلجراء ٌجعل المرار التؤدٌبً معرضا لئللؽاء‪ ،‬وفً ذلن‬
‫لضت الؽرفة اإلدارٌة فً لضٌة موالي الٌزٌد العلوي‪ 70‬بؤنه‪ٌ“ :‬ستفاد من البحث أن اإلدارة‬
‫أثناء المسطرة التؤدٌبٌة امتنعت عن تمكٌن الطاعن من االطبلع على ملفه اإلداري بدعوى‬
‫أنه سر‪ ،‬األمر الذي أدى بالسلطة التؤدٌبٌة استناد إلى رأي المجلس التؤدٌبً إلى أن تصدر‬
‫فً حك المعنً باألمر لرار العزل من الوظٌفة دون أن ٌتمكن هذا األخٌر من الدفاع عن‬
‫نفسه معززا فً هذا الشؤن بمساعدة المحامً الذي اختاره لهذه المهمة‪ ،‬مما ٌشكل إخبلال‬
‫جوهرٌا بحموق الدفاع‪.‬‬

‫إجماال فمد عمل الماضً اإلداري جاهدا وفً حاالت عدٌدة من أجل ضبط الموازنة بٌن كل‬
‫من المصلحتٌن اإلدارٌة والفردٌة‪ ،‬بصدد تحمٌك لاعدة التمكٌن من االطبلع على الوثابك‬
‫اإلدارٌة ممررا عدم منح هذا الحك إال للفرد الذي ٌعنٌه المرار اإلداري المزمع إصداره‪،‬‬
‫فضبل عن ذلن إلزام اإلدارة فً هذه الحالة بتمكٌن المعنً باألمر من المعرفة واالطبلع‬
‫الكاملٌن وبصورة شاملة على الوثابك اإلدارٌة‪ ،‬إضافة إلى إلزام اإلدارة بتسهٌل عملٌة‬
‫مراجعة الملؾ التؤدٌبً فً محل اإلدارة‪ ،‬وذلن لتٌسٌر األمر على العاملٌن وإحاطتهم بكافة‬
‫الظروؾ والمبلبسات التً على ضوبها ستصدر اإلدارة لرارها التؤدٌبً‪.71‬‬

‫ثانٌا‪ :‬التحمٌك مع المتهم وأخذ تصرٌحاته‬

‫ٌعتبر التحمٌك مع المتهم من بٌن أهم الضمانات التً خولها المشرع للموظؾ العمومً‪،‬‬
‫وٌبدأ بجمع األدلة المثبتة بولوع المخالفة أو عدم ولوعها‪ ،‬فالمشرع المؽربً لم ٌحدد الجهة‬
‫المختصة بتحمٌك اإلداري وال بكٌفٌة المٌام به‪ ،‬وعلٌه فإن الجهة التً لها الحك المٌام بهذه‬
‫المهم ة هً السلطة التً تملن حك التؤدٌب‪ ،‬بمساعدة المجلس التؤدٌبً بناء على تمرٌر كتابً‬
‫من طرؾ السلطة التؤدٌبٌة‪ ،‬حٌث ٌجب أن ٌتضمن هذا األخٌر بوضوح األعمال التً سوؾ‬

‫‪70‬‬
‫الؽرفة اإلدارٌة بالمجلس األعلى‪ ،‬لرار رلم ‪ 323‬بتارٌخ ‪ 22‬مارس ‪ 2744‬أورده فإاد لٌشوح‪“ ،‬دور الماضً اإلداري فً تكرٌس حك الموظؾ‬
‫العمومً فً الدفاع خبلل سٌر الدعوى التؤدٌبٌة”‪ ،‬تعلٌك على حكم المحكمة اإلدارٌة بالرباط‪ ،‬رلم ‪ 444‬المإرخ فً ‪ 11‬فبراٌر ‪ ،1821‬ص ‪.146‬‬
‫‪71‬شاٌب أناس عبد اإلله‪“ ،‬الضمانات الممنوحة للموظؾ ‪،‬العمومً عند تعرضه للتؤدٌب‪-‬مساهمة تحلٌلٌة”‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.62‬‬

‫‪Page 38‬‬
‫ٌعالب علٌها الموظؾ وعند االلتضاء الظروؾ التً ارتكبت فٌها تلن األعمال‪ ،‬وفً حالة‬
‫لصور المعلومات الممدمة للمجلس التؤدٌبً ٌمكن أن ٌؤمر هذا األخٌر بالمٌام ببحث حول‬
‫األفعال موضوع المتابعة حول الظروؾ المحٌطة به‪.72‬‬

‫وٌجب أن ٌصدر المجلس التؤدٌبً لرارا معلبل استنادا إلى التمرٌر الممدم إلٌه باإلضافة إلى‬
‫شهادة الشهود والتصرٌحات المعنً باألمر‪ ،‬وكذا نتابج التحمٌك وذلن فً أجل شهر واحد‬
‫ابتداء من ٌوم النازلة على أن ٌمتد هذا األجل إلى ثبلث أشهر عند المٌام ببحث‪ ،‬أما فً حالة‬
‫المتابعة من طرؾ المحكمة الزجرٌة فإنه ٌمكن للجنة اإلدارٌة المتساوٌة األعضاء أن تإجل‬
‫اإلدالء برأٌها إلى ؼاٌة صدور الحكم من تلن المحكمة‪.73‬‬

‫هذا وتجدر اإلشارة إلى أن لانون الوظٌفة العمومٌة لم ٌتضمن أي إشارة إلى ولت إجراء‬
‫تحمٌك وال الجهة المختصة بإجرابه‪ 74‬حٌث ٌمكن أن نستنج من خبلل لراءتنا الباب المتعلك‬
‫بالتؤدٌب أن التحمٌك ٌكون سابما على إحالة المضٌة على المجلس التؤدٌبً‪ ،‬باعتبار أنه ٌنظر‬
‫فً المضٌة بناء على نتابج التحمٌك المجرى مع الموظؾ‪.‬‬

‫ونظرا لما للتؤدٌب من انعكاسات سلبٌة على الحٌاة اإلدارٌة للموظؾ‪ ،‬فٌنبؽً التؤكد من‬
‫ضرورة الحرص على تطبٌك مسطرة التحمٌك بكل دلة‪ ،‬والتؤكد من صحة التمارٌر التؤدٌبٌة‬
‫الواردة على الرإساء اإلدارٌٌن‪ ،‬وإن أمكن إٌفاء لجنة للتمصً تموم باالستماع إلى ألوال‬
‫الربٌس المباشر حول األفعال المنسوبة إلى المتهم‪ ،‬وبتفتٌش دلٌك للوثابك والمستندات‪ ،‬وفً‬
‫هذا اإلطار ٌنبؽً التركٌز على الجوانب الؽامضة والظروؾ المحٌطة بالحادث والتعامل‬
‫معها لدر اإلمكان بنوع من الحذر والحٌطة بهدؾ التؤكد والوصول إلى الحمٌمة من خبلل‬
‫ربط الولابع ببعضها البعض‪ ،75‬وإذا كانت الحمٌمة هً الهدؾ األخٌر الذي ٌرجو المحمك‬
‫بلوؼه‪ ،‬فمد بات من المإكد تسلحه باإلٌمان والموضوعٌة والصدق فً التحمٌك من جهة‪،‬‬

‫‪72‬‬
‫فدوى الصبحً‪“ ،‬النظام التؤدٌبً للموظؾ العمومً فً المؽرب”‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعممة‪ ،‬المانون العام‪ ،‬جامعة عبد الملن‬
‫السعدي‪ ،‬كلٌة العلوم المانونٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬طنجة السنة الجامعٌة ‪ ،1884-1883‬ص‪.216‬‬
‫‪73‬‬
‫الفصل ‪ 58‬من الظهٌر الشرٌؾ ‪ 12‬فبراٌر ‪ 2736‬المتعلك بالنظام األساسً للوظٌفة العمومٌة‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫سلٌمان محمود إبراهٌم حسان‪“ ،‬الموظؾ العمومً وتؤدٌبه فً المانون المؽربً‪ ،‬دراسة ممارنة” ‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا فً المانون‬
‫العام‪ ،‬جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة العلوم المانونٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة جامعة دمحم الخامس الرباط السنة الجامعٌة ‪ ،2763-2762‬ص ‪.281‬‬
‫‪75‬‬
‫مذكرة وزارة التربٌة الوطنٌة رلم ‪ 281‬بتارٌخ ‪ 12‬جمادي األولى ‪ 27(2177‬أبرٌل ‪.)2757‬‬

‫‪Page 39‬‬
‫واعتماد منهج الشن الموصل إلى الٌمٌن وسٌلة لبلوغ الحمٌمة التً ٌرجى من لجنة التحمٌك‬
‫بلوؼها مع استحضار اآلثار التً سوؾ تترتب على التحمٌك‪.‬‬

‫هذا وتختلؾ تزكٌة الجهة المختصة بالتحمٌك حسب السلم اإلداري‪ ،‬وؼالبا ما تستند إلى أحد‬
‫الموظفٌن فً المصلحة أو المسم ٌشتؽل به المتهم إال أنه فً بعض الحاالت فالمفتشٌة العامة‬
‫للوزارة هً التً تسهر على ذلن‪ ،‬وٌعتبر النظام التؤدٌبً فً الوظٌفة العمومٌة محركا‬
‫نشٌطا داخل الجهاز اإلداري‪ ،‬ألنه ٌضمن تنظٌما محكما فً مجتمع الوظٌفة التً تهدؾ إلى‬
‫تحمٌك الصالح العام باألساس‪.76‬‬

‫كما أن األخذ بتصرٌحات الموظؾ المخل بالتزاماته المهنٌة من الضمانات األساسٌة التً‬
‫منحها المشرع للموظؾ للدفاع عن حموله‪ ،‬حٌث ٌنص الفصل ‪ 45‬من النظام األساسً‬
‫للوظٌفة العمومٌة بؤنه” ٌمكن للموظؾ المتهم أن ٌمدم إلى المجلس التؤدٌبً مبلحظات كتابٌة‬
‫أو شفاهٌة…”‪ ،‬لهذا فإن السلطة المختصة بالتؤدٌب ال ٌحك أن تتخذ أي إجراء تؤدٌبً فً‬
‫حك مرتكب المخالفة إال بعد إبداء الموظؾ العمومً مبلحظاته حول األفعال المنسوبة‬
‫إلٌه‪.77‬‬

‫هكذا ٌمكن المول إن عدم األخذ بتصرٌحات المتهم ٌمثل خروجا عن مبدأ حك الدفاع من‬
‫منطك العدالة بصفة عامة‪ ،‬ألن هذا المبدأ وجد أصبل لحماٌة الموظؾ من كل التعسفات‬
‫اإلدارٌة‪ ،‬وحفاظا على هذا المبدأ ألزم المشرع المضاء واإلدارة بضرورة استشارة هٌبات‬
‫استشارٌة لبل تولٌع أي لرار تؤدٌبً باستثناء عموبتً والتوبٌخ اللتان اشترط فٌه أن ٌكون‬
‫معلبل‪ ،‬وإال اعتبر المرار المتخذ بشؤنهما ملؽى بسبب التجاوز فً استعمال السلطة‪.78‬‬

‫‪76‬‬
‫عمروشً دمحم‪“ ،‬السلطة التؤدٌبٌة فً الوظٌفة العمومٌة”‪ ،‬أطروحة لنٌل الدكتوراه فً المانون العام‪ ،‬جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة العلوم المانونٌة‬
‫وااللتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬أكدال‪ ،‬الرباط‪ ،1884-1883 ،‬ص‪.271 ،‬‬
‫‪77‬‬
‫فدوى الصبحً‪“ ،‬النظام التؤدٌبً للموظؾ العمومً فً المؽرب”‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.218‬‬
‫‪78‬‬
‫حكم المحكمة اإلدارٌة بمكناس‪ ،‬عدد ‪ 1824821‬الصادر بتارٌخ ‪ 13‬أبرٌل ‪ ،2774‬منشور بالمجلة المؽربٌة لئلدارة المحلٌة والتنمٌة‪ ،‬عدد ‪،6-5‬‬
‫سنة ‪.2772‬‬

‫‪Page 40‬‬
‫وٌتجلى دور المجلس التؤدٌبً المعروض علٌه لضٌة الموظؾ المتابع تؤدٌبٌا أن ٌستدعٌه‬
‫من أجل سماع ألواله وأن ٌستحضر معه بعض الشهود مدافعا باختٌاره ‪ ،79‬حٌث تعد‬
‫االستعانة بمحام من أهم ضمانات التحمٌك‪ ،‬والمحاكمة العادلة وذلن للعدٌد من األسباب‪:‬‬

‫أن حضور المحامً مع موكله أثناء التحمٌك أو المحاكمة فٌه ضمان لسبلمة اإلجراءات‬
‫ولعدم استعمال الوسابل ؼٌر الجابز استعمالها ضده‪ ،‬فضبل أنه ٌهدأ المتهم وٌساعده على‬
‫االتزان والهدوء فً إجابته؛ للمحامً دوره فً المساعدة للوصول إلى الحمٌمة بصدد األفعال‬
‫المنسو بة إلى الموظؾ‪ ،‬ومن تم فهو ال ٌخدم المتهم وحده بل وٌخدم سلطة العماب كذلن‪،‬‬
‫وهو ما ٌمكن أن ٌإدي إلى حفظ التحمٌك أو إلناع سلطة التحمٌك بتولٌع عموبة خفٌفة‪ ،‬ومن‬
‫تم ال ٌحال الموظؾ على مجلس التؤدٌب او المحاكمة التؤدٌبٌة‪ ،‬وهذا ما ٌحد من طول‬
‫إجراءات التؤدٌب وٌختصر المدة التً ٌظل فٌها الموظؾ رهن التحمٌك والمحاكمة‪ ،‬مما‬
‫ٌحمك مصلحة المرفك والموظؾ معا‪ ،80‬كما أنه ونظرا ألهمٌة شهادة الشهود فإن ؼالبٌة‬
‫التشرٌعات تنص على أنها من ممتضٌات حك الدفاع ومظاهره األساسٌة أن ٌسمح للموظؾ‬
‫بإحضار الشهود‪ ،‬والمضاء اإلداري المؽربً ٌحرص على ممارسة الموظؾ المتهم حك‬
‫إحضار الشهود فً إطار لاعدة حك الدفاع‪ ،‬وأن أي إؼفال أو حرمان من الحك ٌعد تجاوزا‬
‫فً استعمال السلطة وإخبلال جوهرٌا بمبدأ حك الدفاع نظرا لما لشهادة الشهود من دور‬
‫كبٌر فً إثبات التهم المنسوبة للموظؾ أو نفٌها‪81‬؛‬

‫الفمرة الثانٌة‪ :‬الضمانات المواكبة لتولٌع العموبات التأدٌبٌة‬

‫ٌمكن تلخٌص الضمانات المواكبة لتولٌع العموبة التؤدٌبٌة فً ضمانات الحٌدة أو الحٌاد‬
‫(أوال) وكذا تعلٌل المرارات اإلدارٌة التؤدٌبٌة (ثانٌا)‬

‫أوال‪ :‬الحٌدة أو الحٌاد‬

‫‪79‬‬
‫انظر الفصل ‪ 45‬من الظهٌر الشرٌؾ ‪ 12‬فبراٌر ‪ 2736‬المتعلك بالنظام األساسً للوظٌفة العمومٌة‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫أمانً زٌن بدر فراج‪“ ،‬النظام المانونً لتؤدٌب الموظؾ العام فً بعض الدول العربٌة واألوربٌة – دراسة ممارنة”‪ ،‬دار الفكر‬
‫والمانون للنشر والتوزٌع‪ ،‬الطبعة ‪ ،1828‬ص ‪.131‬‬
‫‪81‬‬
‫دمحم األعرج‪“ ،‬المساطر اإلدارٌة ؼٌر المضابٌة “دراسة لانونٌة لفاعلٌة لواعد اإلجراء والشكل فً المرارات اإلدارٌة”‪ ،‬منشورات المجلة‬
‫المؽربٌة لئلدارة المحلٌة والتنمٌة‪ ،‬سلسلة مإلفات واعمال جامعٌة عدد ‪ ،1881 ،25‬ص ‪.47‬‬

‫‪Page 41‬‬
‫ٌمكن إجمال مبادئ الحٌدة فً إجراءات التحمٌك‪ ،‬حٌث ٌجب على المحمك أال ٌإثر أثناء‬
‫أجوبة الموظؾ المتهم لمول ما ال ٌرٌد لوله‪ ،‬بل البد أن ٌترن للمتهم الحرٌة الواسعة فً‬
‫الجواب وأال ٌمارس علٌه أي أشكل من أشكال الضؽط‪ ،‬كما ٌجب على هذا المحمك أال‬
‫ٌشترن فً عضوٌة المجلس التؤدٌبً‪ ،‬وبعٌدا عن المحمك فإن العضو المإهل للمشاركة فً‬
‫االستشارة التؤدٌبٌة أال ٌكون فً درجة أدنى من الموظؾ المتهم‪ ،‬أن ٌكون عضو المجلس‬
‫التؤدٌبً لد اتهم فً لضٌة مشابهة لتلن التً دعً إلبداء الرأي فٌها‪.82‬‬

‫ولد نص المانون الوظٌفً على مجموعة من الشروط التً ٌنبؽً توفرها فً المجالس‬
‫التؤدٌبٌة‪ ،‬والتً تتعلك باألساس بطرٌمة عمل هذه المجالس وفً التركٌبة البشرٌة المكونة‬
‫لها‪ ،‬وهً شروط تتوخى ضمان نزاهة المجالس التؤدٌبٌة وإضفاء الطابع الدٌممراطً على‬
‫تسٌٌر شإونها بدلٌل وجود منتخبٌن ٌمثلون الموظفٌن وٌحضون بتمثٌلٌة متساوٌة لتمثٌلٌة‬
‫اإلدارة‪ ،‬كما أن المجلس األعلى حرص على التزام اإلدارة بعرض كل الحاالت الواردة فً‬
‫الفصل ‪ 44‬من النظام األساسً للوظٌفة العمومٌة ورتب على عدم احترام اإلدارة لهذه‬
‫التشكٌلة بطبلن لراراتها التؤدٌبٌة‪ ،‬وهذا ما جاء فً لرار المجلس األعلى حٌث‬
‫صرح”… وحٌث ال ٌوجد بالملؾ ما ٌثبت مراعاة اإلدارة للضمانات التؤدٌبٌة المتمثلة فً‬
‫استشارة المجلس ألتؤدٌبً‪ 83‬ولضى بإلؽاء المرار المطعون فٌه‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬تعلٌل المرارات التأدٌبٌة‬

‫ٌعتبر تعلٌل المرارات اإلدارٌة التؤدٌبٌة من الضمانات األساسٌة للموظؾ العمومً‪ ،‬إذ أنه‬
‫ٌبٌن للمعنً باألمر ما إذا كانت األخطاء التً ولع العماب على أساسها لد تمت مواجهته‬
‫بها‪ ،‬ومدى أخذ السلطة التؤدٌبٌة بما لدمه من دفاع ومدى التزام هاته السلطة باالعتبارات‬
‫المانونٌة فً تولٌع العماب‪.84‬‬

‫وٌعد التعلٌل شرط شكلً فً المرار اإلداري من خبلل الوظٌفة التً ٌإدٌها سواء بالنسبة‬
‫لؤلفراد‪ ،‬ألن ٌساهم فً التناعهم أو تفهمهم للمرارات مما ٌمكنهم من ممارسة حمهم فً‬
‫‪82‬‬
‫الحاج شكرة‪“ ،‬الوظٌفة والموظؾ فً المانون اإلداري المؽربً”‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.277‬‬
‫‪83‬‬
‫الؽرفة اإلدارٌة بالمجلس األعلى لرار رلم ‪ 26‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ 25‬ولٌوز ‪ 2747‬منشور بمرارات المجلس األعلى فً المادة اإلدارٌة ‪– 2736‬‬
‫‪.2775‬‬
‫‪84‬‬
‫الحاج شكرة‪“ ،‬الوظٌفة والموظؾ فً المانون اإلداري المؽربً”‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.188‬‬

‫‪Page 42‬‬
‫التظلم اإلداري‪ ،‬أو المضابً فً ظل إحاطة شاملة بؤسباب المرارات‪ ،‬أو بالنسبة للماضً‬
‫الذي سوؾ ٌتضح له أن مهمته فً الرلابة على مشروعٌة المرار أصبحت تتم بسهولة‬
‫وٌسر‪ ،‬باإلضافة إلى ذلن كله ٌموم التعلٌل بدور هام فً حماٌة مبدأ المشروعٌة‪.85‬‬

‫ولمد استمرت أحكام المضاء اإلداري على لاعدة مفادها أنه ال وجوب للتعلٌل إال بنص‬
‫لانونً صرٌح أو حتى إذا لم ٌتدخل المشرع المؽربً‪ ،‬وٌلزم بالتعلٌل ٌتعٌن الرجوع إلى‬
‫المبدأ العام الذي ٌمتضً بؤن ال إلزام بالتعلٌل وأن اإلدارة مطالبة باإلفصاح عن على المرار‬
‫فً مذكراته ا الجوابٌة‪ ،‬وحتى إذا تماعست عن ذلن رؼم إنذارها تكون الموافمة على ولابع‬
‫الطلب تعرض لرارها لئللؽاء‪ ،‬وهذا ما ذهب إلٌه المجلس األعلى وهو ٌمضً برفض‬
‫الطعن الممدم ضد الممرر الصادر عن لابد مركز الفمٌه بن صالح الماضً بإٌماؾ الطاعن‬
‫عن عمله كسابك ألنه لم ٌكن ٌوجد أي نص لانونً ٌوجب على اإلدارة تعلٌل لرارها‪ ،‬وأن‬
‫اإلدارة بٌنت أسباب لراراها فً مذكراتها الجوابٌة‪ ،‬وعززت ذلن بوثابك تثبت ما نسب إلى‬
‫الطاعن من إخبلل بواجباته المهنٌة‪.‬‬

‫لذلن واستنادا للمبررات السالفة الذكر فمد استمر المضاء اإلداري المؽربً‪ ،‬سواء لبل دخول‬
‫لانون المحاكم اإلداري‪ 22-78.‬حٌز التنفٌذ أم بعده وأٌضا لبل صدور لانون ‪ 81-82‬على‬
‫لاعدة مفادها ال وجب للتعلٌل بدون نص صرٌح ‪ ،‬وإذا كانت اإلدارة لم تكن ملزمة سابما‬
‫تعلٌل لراراتها اإلدارٌة‪ ،‬فإن بعد صدور لانون ‪ 81-82‬أصبح تعلٌل لراراتها ضرورة ملحة‬
‫فً الولت الراهن‪ ،‬وذلن لتعزٌز المإسسات المانونٌة المابمة على صٌانة حموق الموظفٌن‬
‫وحرٌاتهم‪ ،‬إن شاءوا ٌمارسوا حمهم فً التظلم اإلداري أو المضابً فً ظل إحاطة شاملة‬
‫بؤسباب المرارات‪ ،‬أو بالنسبة لئلدارة ألنه سٌفرض علٌها دراسة كل حالة بما ٌستحك من‬
‫االهتمام البلزم‪ ،‬أو سواء بالنسبة للماضً اإلداري الذي سوؾ ٌرى أن مهمته فً الرلابة‬
‫على مشروعٌة المرار أصبحت تتم بسهول وٌسر‪.‬‬

‫وإذا كان التعلٌل هو إفصاح كتابة فً صلب المرار اإلداري عن االعتبارات الوالعٌة‬
‫والمانونٌة التً كانت وراء إصدار المرار اإلداري‪ ،‬فإنه بهذا المعنى ٌختلؾ عن السبب فً‬

‫‪85‬‬
‫دمحم األعرج‪“ ،‬المساطر اإلدارٌة ؼٌر المضابٌة “دراسة لانونٌة لفاعلٌة لواعد اإلجراء والشكل فً المرارات اإلدارٌة”‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.32‬‬

‫‪Page 43‬‬
‫المرار اإلداري ا لذي ٌظل ركنا من أركانه ولابم بذاته‪ ،‬سواء ألزم المانون بتعلٌله أم ال‪ ،‬كما‬
‫ٌختلؾ عن مسطرة اإلفصاح عن األسباب وعن مسطرة الطعن المضابً‪ ،‬وعلى الرؼم من‬
‫صدور المانو‪ 81- 82‬المتعلك بإلزامٌة التعلٌل لد ظل المبدأ المابم فً التشرٌع واالجتهاد‬
‫المضابً وهو ال لزوم للتعلٌل إال بنص خاص‪ ،‬وتعلٌل المرار اإلداري بنص صرٌح لٌس‬
‫بجدٌد فً التشرٌع المؽربً‪ ،‬فمد كان لابما فً مجاالت مختلفة خصوصا منها فً مجال‬
‫التؤدٌب والمجاالت التً تتعلك بالبلمركزٌة والتنظٌم الجماعً ولانون الجهة وبعض‬
‫المجاالت المرتبطة بالحموق والحرٌات‪ ،‬كمانون الصحافة‪.86‬‬

‫لهذا فالتعلٌل ٌعتبر وسٌلة فعالة تجعل الموظؾ ٌتؤكد وٌتحمك من مدى صحة المرار ومدى‬
‫مطابمتها للوالع‪ ،‬وهذا ما نص علٌه المانون ‪ 81-82‬بشؤن إلزام اإلدارات العمومٌة‬
‫والجماعات الترابٌة والمإسسات العمومٌة بتعلٌل لراراتها‪ 87‬لما لهذا المانون من إٌجابٌات‬
‫والتً تتمثل فً احترام حموق الموظفٌن وإلزام السلطات اإلدارٌة للتمٌد بؤحكام‬
‫المشروعٌة‪.88‬‬

‫‪86‬‬
‫دمحم لصري‪“ ،‬تعلٌل المرارات اإلدارٌة – ضمانة للحموق والحرٌات ورلابة لضابٌة فعالة‪ ،‬مجلة المضاء اإلداري المؽربً“‪ ،‬العدد ‪ ،3‬سنة‬
‫‪ ،1822‬ص ‪.21‬‬
‫‪87‬‬
‫المادة األولى من لانون‪ 81-82‬جاء فٌها “تلزم إدارات الدولة والجماعات الترابٌة وهٌباتها والمإسسات العمومٌة والمصالح التابعة لها التً عهد‬
‫إلٌها تسٌٌر مرفك عام تعلٌل لراراتها اإلدارٌة الفردٌة السلبٌة الصادرة لؽٌر فابدة المعنً المشار إلٌها فً المادة الثانٌة بعده‪ ،‬تحت طابلة عدم‬
‫الشرعٌة‪ ،‬وذلن باإلفصاح كتابة فً صلب هذه المرارات عن األسباب المانونٌة والوالعٌة الداعٌة إلى اتخاذها”‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫دمحم األعرج‪“ ،‬إٌجابٌات لانون رلم ‪ 81-82‬المتعلك بإلزام إدارات الدولة والجماعات الترابٌة وهٌباتها والمإسسات العمومٌة والمصالح التابعة‬
‫لها التً عهد إلٌها تسٌٌر مرفك عام بتعلٌل لراراتها اإلدارٌة الفردٌة السلبٌة”‪ ،‬المجلة المؽربٌة لؤلنظمة المانونٌة والسٌاسٌة‪ ،‬عدد مزدوج ‪،2-1‬‬
‫السنة الثانٌة أكتوبر ‪ ،1881‬ص ‪.13‬‬

‫‪Page 44‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫من خبلل ما سبك تحلٌله‪ ،‬وبعد استعراض مختلؾ مراحل ومحطات المسطرة التؤدٌبٌة‬
‫وكدا الضمانات المانونٌة المخولة للموظؾ فً مجال التؤدٌب والتفصٌل فً مكوناتهما‪ٌ ،‬تبٌن‬
‫ألول وهلة أن المشرع المؽربً حاول جاهدا أن ٌإطر هذه المسطرة بالعدٌد من الضمانات‬
‫التً تحمك الحماٌة للموظؾ المتابع حٌث مكنه من ضمانات سابمة لعمد المجلس التؤدٌبً‬
‫ومواكبة له والحمة‪ ،‬هذا باإلضافة إلى توفره على دفاع متٌن ٌتكون من دفاع خارجً عن‬
‫المجلس ودفاع من ممثلً الموظفٌن مع ضمان حمه فً إمكانٌة إحضار الشهود واللجوء إلى‬
‫التظلم اإلداري‪.‬‬

‫وهكذا ٌمكن المول أن أهم حماٌة لانونٌة أفردها المشرع المؽربً للموظؾ العمومً‬
‫المتعرض للتؤدٌب هً ضرورة احترام اإلدارة لمجموعة من اإلجراءات المسطرٌة لضمان‬
‫لانونٌة التؤدٌب‪ ،‬من حٌث انعماد اللجنة متساوٌة األعضاء‪ ،‬وضرورة تبلٌػ لرار التؤدٌب‬
‫للموظؾ‪ ،‬من أجل بدء سرٌان العموبة التؤدٌبٌة‪ ،‬وٌمكن إجمال الضمانات الضرورٌة‬
‫لحماٌة الموظؾ العمومً المتعرض لتؤدٌب فً الضمانات السابمة للعموبة التؤدٌبٌة‪ ،‬والتً‬
‫تبرز فً حماٌة حموق الدفاع و حك الموظؾ فً االطبلع على ملفه‪ ،‬والتحمٌك مع المتهم‬
‫وأخذ تصرٌحاته‪ ،‬ثم ضمانات مواكبة التخاذ العموبة التؤدٌبٌة‪ ،‬تتجلى فً ضمانات حٌاد‬
‫اللجنة متساوٌة األعضاء أثناء نظرها فً العموبة التؤدٌبٌة‪ ،‬وكذا تعلٌل المرار اإلداري‬
‫التؤدٌبً صادر ضد الموظؾ‪ ،‬لكون مبدأ التعلٌل ٌعد وسٌلة فعالة تجعل الموظؾ ٌتؤكد‬
‫وٌتحمك من مدى صحة أسباب المرار‪ ،‬ومدى مطابمتها للوالع‪.‬‬

‫وبالتالً فإن هذه الضمانات تعد تمٌدا لسلطات الواسعة لئلدارة فً المجال التؤدٌبً‪،‬‬
‫وتجعل الماضً االداري ٌبسط رلابته على المرار التؤدٌبً‪ ،‬من خبلل مرالبته على‬
‫مشروعٌة المرار التؤدٌبً‪ ،‬ثم ٌتؤكد من وجود الضمانات التً سطرها المشرع المؽربً‬
‫لفابدة الموظؾ العمومً وهل تم احترامها أم ال‪.‬‬

‫‪Page 45‬‬
‫لائمة المصادر والمراجع ‪:‬‬

‫‪ ‬الكتب ‪:‬‬

‫‪ ‬د‪ .‬بو عبلم السنوسً "تشرٌعات الوظٌفة العمومٌة"‪ ،‬مطبعة دار النشر المؽربٌة‪ ،‬عٌن السبع‬
‫الدار البٌضاء‪ ،‬طبعة ‪1882‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬بوعبلم السنوسً‪":‬لانون الوظٌفة العمومٌة"‪ ،‬مطبعة دار النشر المؽربٌة‪ ،‬عٌن السبع‬
‫الدار البٌضاء طبعة ‪1828‬‬

‫‪ ‬د‪ .‬عبد المادر باٌنة ‪ " :‬الموظفون العمومٌون بالمؽرب‪ ،‬دار توبمال للنشر الدار البٌضاء‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪1881‬‬
‫‪ ‬د‪.‬الحاج شكرة‪" :‬الوظٌفة والموظؾ فً المانون اإلداري المؽربً‪ ،‬دار الملم للنشر‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫الطبعة الرابعة ‪1828‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬دمحم سلٌمان الطماوي ‪" :‬الوجٌز فً المانون اإلداري" دراسة ممارنة‪ ،‬مطبعة جامعة عٌن‬
‫شمس الماهرة‪ ،‬طبعة ‪2762‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬عبد السبلم العبادي‪ -‬د‪ .‬دمحم سلٌم ‪" :‬لانون الوظٌفة العمومٌة"‪ ،‬بدون دار نشر‪ ،‬مإلؾ‬
‫جامعً‪ ،‬الطبعة الثانٌة ‪1887-1886‬‬
‫اإلداري‬ ‫بلحاج‪:‬المانون‬ ‫أحمد‬ ‫روسً‪-‬‬ ‫مٌشال‬ ‫كرانون‪-‬‬ ‫البصري‪-‬جان‬ ‫‪ ‬إدرٌس‬
‫المؽربً‪،‬المطبعة الملكٌة‪،‬طبعة أولى‪2766‬‬

‫‪ ‬دمحم البخاري‪-‬دمحم الخلٌفً‪ :‬الوظٌفة العمومٌة المؽربٌة‪،‬الطبعة الثانٌة ٌناٌر ‪ 2221‬الدار‬


‫البٌضاء‬
‫‪ ‬ملٌكة الصروخ‪ ،‬المانون اإلداري دراسة ممارنة‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪2774‬‬
‫‪ ‬كرٌم لحرش المانون اإلداري المؽربً‪ ،‬الجزء الثانً‪ ،‬نشاط اإلدارة وامتٌازاتها‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة‪.1822 ،‬‬

‫‪Page 46‬‬
‫‪ ‬رضوان بوجمعة‪ ،‬الوظٌفة العمومٌة المؽربٌة على درب التحدٌث‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة‪،‬‬
‫أسفً‬
‫‪ ‬دمحم والضحى‪“ ،‬اللجان اإلدارٌة المتساوٌة األعضاء بٌن النص التنظٌمً والممارسة”‪،‬‬
‫مطبعة ورالة تمارة‪ ،‬سنة ‪1887‬‬

‫‪ ‬الحاج شكرة‪ ” ،‬الوظٌفة العمومٌة والموظؾ فً المانون اإلداري المؽربً” دار الملم‬
‫للطباعة والنشر والتوزٌع الرباط‪ ،‬الطبعة الثانٌة‪ ،‬سنة ‪1885‬‬
‫‪ ‬المصطفى التراب‪“ ،‬المختصر العملً فً المضاء والمانون مطبعة األمنٌة‪ ،‬الرباط‪ ،‬سنة‬
‫‪1821‬‬

‫‪ ‬األطروحات والرسائل‪:‬‬

‫‪ ‬فدوى صبحً النظام التؤدٌبً للموظؾ العمومً فً المؽرب”‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الدراسات‬
‫العلٌا المعممة‪ ،‬شعبة المانون العام‪ ،‬جامعة عبد الملن السعدي‪ ،‬كلٌة العلوم المانونٌة‬
‫وااللتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬طنجة‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪1884-1883‬‬
‫‪ ‬سلٌمان محمود إبراهٌم حسان‪“ ،‬الموظؾ العمومً وتؤدٌبه فً المانون المؽربً‪ ،‬دراسة‬
‫ممارنة” ‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا فً المانون العام‪ ،‬جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة العلوم‬
‫المانونٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة جامعة دمحم الخامس الرباط السنة الجامعٌة ‪2763-2762‬‬
‫‪ ‬عمروشً دمحم‪“ ،‬السلطة التؤدٌبٌة فً الوظٌفة العمومٌة”‪ ،‬أطروحة لنٌل الدكتوراه فً المانون‬
‫العام‪ ،‬جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة العلوم المانونٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬أكدال‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫‪1884-1883‬‬

‫‪ ‬المماالت والمجالت ‪:‬‬

‫‪ ‬د‪ .‬دمحم األعرج‪ " :‬المانون اإلداري المؽربً"‪ - ،‬منشورات المجلة المؽربٌة لئلدارة المحلٌة‬
‫والتنمٌة عدد ‪ 44‬مكرر‪ ،‬الجزء الثانً‪ ،‬الطبعة الثانٌة ‪1821‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬عبد الحك ذهبً ‪":‬المفهوم اإلداري والجنابً للموظؾ العمومً فً التشرٌع والفمه‬
‫والمضاء المؽربً" دراسة ممارنة‪ ،‬مجلة المصور‪ ،‬عدد ‪ ،28‬طبعة ٌناٌر ‪،1883‬‬
‫‪Page 47‬‬
‫‪ )43 ‬دمحم األعرج‪“ ،‬لاضً المحاكم اإلدارٌة وحماٌة حموق الموظؾ من خبلل الرلابة على‬
‫مسطرة حك الدفاع”‪ ،‬منشورات المجلة المؽربٌة لئلدارة والتنمٌة‪ ،‬سلسلة مواضٌع الساعة‪،‬‬
‫العدد ‪ ،1882 ،25‬ص ‪.284‬‬
‫‪ ‬أورده مصطفً التراب فً” المنازعات اإلدارٌة فً مجال الوظٌفة العمومٌة على ضوء‬
‫اجتهادات المجلس األعلى”‪ ،‬منشورات المجلة المؽربٌة لئلدارة المحلٌة والتنمٌة‪ 28-‬سنة من‬
‫المضاء اإلداري المؽربً‪ ،‬مواضٌع الساعة‪ ،‬عدد ‪،22‬‬
‫‪ ‬شاٌب أناس عبد اإلله‪“ ،‬الضمانات الممنوحة للموظؾ العمومً عند تعرضه للتؤدٌب مساهمة‬
‫تحلٌلٌة ‪،‬المجلة المؽربٌة لئلدارة المحلٌة و التنمٌة‪ ،‬مارس‪-‬أبرٌل‪ ،1821 ،‬العدد ‪،281‬‬

‫‪ ‬منشور الوزٌر األول (ربٌس الحكومة حالٌا) رلم ‪ 2874‬بتارٌخ فاتح فبراٌر ‪ 2774‬حول‬
‫تمثٌل المحامٌن للموظفٌن المتابعٌن أمام المجلس التؤدٌبً‪ ،‬المنشور بالمجلة المؽربٌة لئلدارة‬
‫المحلٌة والتنمٌة‪ ،‬سلسلة نصوص ووثابك‪ ،‬عدد‪ ،261‬سنة ‪،1885‬‬

‫‪ ‬حكم المحكمة اإلدارٌة بمكناس‪ ،‬عدد ‪ 1824821‬الصادر بتارٌخ ‪ 13‬أبرٌل ‪ ،2774‬منشور‬


‫بالمجلة المؽربٌة لئلدارة المحلٌة والتنمٌة‪ ،‬عدد ‪ ،6-5‬سنة ‪.2772‬‬
‫‪ ‬دمحم األعرج‪“ ،‬المساطر اإلدارٌة ؼٌر المضابٌة “دراسة لانونٌة لفاعلٌة لواعد اإلجراء والشكل‬
‫فً المرارات اإلدارٌة”‪ ،‬منشورات المجلة المؽربٌة لئلدارة المحلٌة والتنمٌة‪ ،‬سلسلة مإلفات‬
‫واعمال جامعٌة عدد ‪،1881 ،25‬‬

‫‪ ‬دمحم األعرج‪“ ،‬إٌجابٌات لانون رلم ‪ 81-82‬المتعلك بإلزام إدارات الدولة والجماعات الترابٌة‬
‫وهٌباتها والمإسسات العمومٌة والمصالح التابعة لها التً عهد إلٌها تسٌٌر مرفك عام بتعلٌل‬
‫لراراتها اإلدارٌة الفردٌة السلبٌة”‪ ،‬المجلة المؽربٌة لؤلنظمة المانونٌة والسٌاسٌة‪ ،‬عدد مزدوج‬
‫‪ ،2-1‬السنة الثانٌة أكتوبر ‪،1881‬‬

‫‪Page 48‬‬
‫الفهرس‬
‫‪1....................................‬‬ ‫ممدمة‪:‬‬

‫‪4 .....................................‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تعرٌف الموظف ‪4 .....................................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬العناصر األساسٌة المحددة لتعرٌف الموظف ‪4 ...................................................‬‬

‫الفمرة األولى‪ :‬التعٌٌن فً وظٌفة عمومٌة ‪5 ........................................................................‬‬

‫الفمرة الثانٌة‪ :‬أن تكون الوظٌفة لارة ‪6 ..............................................................................‬‬

‫الفمرة الثالثة‪ :‬الترسٌم فً درجة‪7 ....................................................................................‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬دور الفمه والمضاء فً تعرٌف الموظف ‪28 ......................................................‬‬

‫الفمرة األولى‪ :‬الفمه ‪28 .................................................................................................‬‬

‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬المضاء ‪22 .............................................................................................‬‬

‫المبحث الثانً‪ :‬تمٌٌز الموظف عن العون العمومً ‪21 ...........................................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تمٌٌز الموظف عن األعوان المؤلتٌن والعرضٌٌن والمٌاومٌن ‪21 ...........................‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬تمٌٌز الموظف عن األعوان المتعالدٌن والمتمرنٌن ‪23 ........................................‬‬

‫‪26 .................‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث األول‪ :‬االخطاء الوظٌفٌة المستوجبة للعموبات التأدٌبٌة ‪26 ............................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬االختالالت الموجبة للعموبة التأدٌبٌة ‪26 ..........................................................‬‬

‫الفمرة األولى‪ :‬مفهوم الخطأ التأدٌبً ‪26 .............................................................................‬‬

‫الفمرة الثانٌة‪ :‬الخطأ الجنائً (الجرٌمة التأدٌبٌة) ‪18 ..............................................................‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬العموبات التأدٌبٌة وسحبها ‪11 .....................................................................‬‬

‫الفمرة األولى‪ :‬العموبات التأدٌبٌة ‪11 .................................................................................‬‬

‫الفمرة الثانٌة‪ :‬سحب العموبة التأدٌبٌة ‪15 ...........................................................................‬‬

‫‪Page 49‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬المسطرة التأدٌبٌة والضمانات المانونٌة الممنوحة للموظف ‪16 ..............................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلجراءات المانونٌة لممارسة سلطة تأدٌب الموظف العمومً ‪17 ............................‬‬

‫الفمرة األولى‪ :‬اإلجراءات الخاصة بانعماد المجلس التأدٌبً ‪17 ..................................................‬‬

‫الفمرة الثانٌة‪ :‬اختصاصات المجلس التأدٌبً (اللجان اإلدارٌة المتساوٌة األعضاء) ‪12 .....................‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬الضمانات المانونٌة للموظف العمومً فً مجال التأدٌب ‪11 ..................................‬‬

‫الفمرة األولى‪ :‬الضمانات السابمة إلحالة الموظف العمومً على المجلس التأدٌبً ‪11 ......................‬‬

‫الفمرة الثانٌة‪ :‬الضمانات المواكبة لتولٌع العموبات التأدٌبٌة ‪22 .................................................‬‬

‫‪23..................................‬‬ ‫خاتمة‪:‬‬

‫‪24..................................‬‬ ‫لائمة المصادر والمراجع ‪:‬‬

‫‪27..................................‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪Page 50‬‬
Page 51

You might also like