Professional Documents
Culture Documents
ضمانات الموظف المحال على المجلس التأديبي
ضمانات الموظف المحال على المجلس التأديبي
ضمانات الموظف المحال على المجلس التأديبي
املجلس التأديبي
Page 1
ممدمة:
إن مجال الوظٌفة العمومٌة أصبح ٌكتسً أهمٌة كبرى فً الدراسات واألبحاث
اإلدارٌة ،وتؤتً هذه األهمٌة انطبللا من الدور الذي أصبحت تلعبه الٌوم ،والمتمثل أساسا
فً تنظٌم نشاط الدولة وتدخبلتها فً مختلؾ األنشطة االلتصادٌة واالجتماعٌة ،فالوظٌفة
العمومٌة أصبحت الٌوم تعد أداة أساسٌة إلنجاح السٌاسة العامة للدولة ،وتحمٌك أهدافها
التنموٌة.
كما أن المؽرب لم ٌكن ٌتوفر لبل الحماٌة على إدارة متطورة وحدٌثة وال على أي نظام
خاص بالوظٌفة العمومٌة ،ومن ثم كانت جل المفاهٌم المعاصرة فً المانون اإلداري ؼاببة،
من بٌنها مفهوم الموظؾ ،إال أن هذا األخٌر كان موجودا لكن فً إطار تملٌدي ؼٌر ممنن
إلى جانب الحكومة المخزنٌة ،بحٌث كان النظام المخزنً فً المؽرب ٌسهر علٌه طالم
إداري تملٌدي ،متكون من العمال والباشوات والمٌاد ،والشٌوخ والممدمٌن ،هإالء كانوا
ٌمومون بخدمة العرش والمحافظة علٌه ،وكذلن تدبٌر الشإون المخزنٌة المختلفة ،فكان بذلن
"المخزنً" كمفهوم تملٌدي لفكرة الموظؾ العمومً.
وعمب دخول المؽرب عهد الحماٌة الفرنسٌة ،شهد عدة إصبلحات إدارٌة ،كان للحمل
المانونً نصٌبا منها ،حٌث جاء ظهٌر االلتزامات والعمود بتارٌخ 21ؼشت ،2721لٌنص
ألول مرة فً المؽرب على مفهوم الموظؾ ،وذلن عند تؤسٌسه ألحكام مسإولٌة الدولة
والبلدٌات عن األضرار الناتجة مباشرة عن تسٌٌر مختلؾ إدارتها ،وعن األخطاء المصلحٌة
ألحد مستخدمٌها فً الفصلٌن ( )57و ( ،)68لكن توظٌؾ هذا المفهوم لم ٌرلى إلى مستوى
تحدٌد معنى هذا المصطلح.
Page 2
بذلن تعد مرحلة حصول المؽرب على االستمبلل المرحلة األساسٌة فً بناء الدولة
الحدٌثة ،حٌث شهد المؽرب حركة تشرٌعٌة واسعة ،كان من بٌنها صدور أول نظام أساسً
عام للوظٌفة العمومٌة بموجب ظهٌر شرٌؾ رلم 28368886بتارٌخ 12فبراٌر ،2736
حدد المشرع المؽربً فً الفصل الثانً من هذا النظام تعرٌفا دلٌما لمفهوم الموظؾ.
ونشٌر فً هذا اإلطار أن التعرٌؾ الذي جاء فً الفصل الثانً من النظام األساسً العام
للوظٌفة العمومٌة ٌعتبر ضٌما ،ممارنة مع التعرٌؾ الذي جاء فً الفصل 112من المانون
الجنابً ،فهذا األخٌر أعطى تعرٌفا واسعا للموظؾ بحٌث ٌسري هذا المفهوم طبما لذات
الفصل ،على جمٌع مستخدمً الدولة كٌؾ ما كانت أصنافهم ودرجاتهم فهم ٌعتبرون
موظفٌن حتى ولو كانت وظٌفتهم عرضٌة أو مإلتة.
فتمكٌن اإلدارة من سلطة العماب وفك منطك الفعالٌةٌ ،فرض علٌها واجب تحمٌك
التوازن بٌن مصلحة الجهاز اإلداري واحترام ضمانات وحموق الموظؾ بدون انحٌاز أو
تفرٌط أو تؽلٌب كفة على أخرى .لذلن ،فحفاظا على ضمانات الخاضع للتؤدٌب ،أطر
المشرع تولٌع الجزاء بضوابط دلٌمة ٌإدي اإلخبلل بها إلى بطبلن المسطرة برمتها لما لد
ٌنطوي ذلن على نٌة التعسؾ أو مساس بحموق وضمانات الموظؾ الذي ٌعتبر طرفا
ضعٌفا فً هذه المعادلة.
Page 3
بحٌث تعد دعوى اإللؽاء وسٌلة لانونٌة للحد من السلطات التمدٌرٌة لئلدارة فً اختٌار
العموبة التؤدٌبٌة ضد الموظؾ.
أهمٌة الموضوع:
وٌحتل موضوع تؤدٌب الموظفٌن أهمٌة بالؽة فً الولت الراهن ،وعلة ذلن أنه ال ٌمكن
أن تعمل الدولة على تحمٌك سٌاستها وأهدافها ،إال عبر جهاز إداري على لدر عال من
الكفاءة اإلدارٌة واألخبللٌة .وٌعتبر التؤدٌب فً المجال اإلداري وسٌلة لضمان احترام لواعد
النظام الوظٌفً وتحمٌك السٌر المنتظم والفعال للمرافك العمومٌة ،فهو بذلن إجراء تنظٌمً
خاص بالوحدات اإلدارٌة ،ناشا ومرتب على رابطة التوظٌؾ المابمة بٌن الموظؾ
والجهات اإلدارٌة المنتمً إلٌها.
صعوبات البحث:
واجهتنا فً بحثنا هذا عدة صعوبات أهمها إتساع الموضوع وتشعب أجزابه وكذلن ندرة،
وللة الدراسات الوطنٌة التً تناولت هذا الموضوع فً مجمله او اجزاء منه.
إشكالٌة البحث:
وعلى ضوء هذه اإلشكالٌة الربٌسٌة ارتؤٌنا طرح األسبلة الفرعٌة ذات الصلة بالموضوع
وهً كالتالً:
ماذا نمصد بالموظف؟ وما هً العناصر األساسٌة المحددة لتعرٌف هذا المفهوم؟
المنهج المعتمد:
Page 4
ارتؤٌنا لمحاولة دراسة هذا الموضوع اعتماد المنهج التحلٌلً ،باعتباره المنهج
المناسب لمعالجة هذا الموضوع وذلن من خبلل تحلٌل النصوص المانونٌة التً تضمنها
ظهٌر 12فبراٌر 2736بكونه الذي ٌنظم الحٌاة اإلدارٌة للموظفٌن العمومٌٌن منذ ولوجهم
الى الوظٌفة العمومٌة لؽاٌة انتهاء عبللاتهم بها.
خطة البحث:
Page 5
تعتبر الوظٌفة العمومٌة خدمة عامة ٌإدٌها موظؾ عام لؤلفراد أو للدولة أو أحد
فروعها أو مصالحها العامة فً نطاق لانونً معٌن ٌحدد عبللته بمن ٌإدي لهم هذه الخدمة
وعبللتهم بهم منظما لحموله وواجباته ،وهنان من ٌمول بؤن الوظٌفة
العمومٌة هً مجموع األشخاص الطبٌعٌٌن والمعنوٌٌن الذٌن تتؤلؾ منهم ادارة الدولة
المسٌرة للمرافك العامة .وٌخضع هإالء األشخاص للمانون اإلداري ولعبللة نظامٌة ،وبهذه
الصفة ٌتمتعون بنظام لانونً خاص ٌختلؾ عن لانون الشؽل المطبك على العمال
وبامتٌازات وضمانات مهمة نظرا لكونهم ٌعملون لخدمة المرافك العمومٌة والصالح العام
ومن هذا المنطلك فالموظفون ٌعملون فً خدمة الدولة وهم رهن إشارتها .فهً التً تعٌنهم
وتدفع لهم أجورهم من أجل تسٌٌر وظٌفة لئلدارة وإحسان أدابها.
وباعتبار الدولة شخصا معنوٌا عاما ال تستطٌع أن تموم برسالتها وال تإدي دورها اال
عن طرٌك شخص معنوي ٌموم بالتعبٌر عن إرادتها ،هذا الشخص ٌتمثل فً الشخص الذي
ٌجب أن ٌكون محل ثمة المتعاملٌن معه وللوصول إلى هذه الؽاٌة وتحمٌك نتابج مرضٌة
ٌجب على الدولة أن تهتم بفعالٌة االختٌار لتطبٌك لاعدة الرجل المناسب فً المكان المناسب
والتساإل الذي ٌطرح نفسه فً هذا اإلطار وبإلحاح ٌتجلى فً تعرٌؾ الموظؾ
العمومً وطرق تعٌٌنه وشروط توظٌفه (كمبحث أول) ،وتمٌٌز الموظؾ عن العون
العمومً (كمبحث ثانً).
سنتناول فً هذا المبحث إبراز العناصر األساسٌة المحددة لمفهوم الموظؾ ،بناء على
التعرٌؾ الذي ورد فً الفصل الثانً من النظام األساسً العام للوظٌفة العمومٌة المطلب
األول) ،إضافة إلى دور الفمه والمضاء فً تحدٌد هذا المفهوم المطلب الثانً).
Page 6
عرؾ المشرع المؽربً الموظؾ فً الفصل الثانً من ظهٌر 12فبراٌر ،2736
المتعلك بالنظام األساسً العام للوظٌفة العمومٌة بؤنهٌ ":عد موظفا كل شخص ٌعٌن فً
وظٌفة لارة وٌرسم فً إحدى رتب السلم الخاص بؤسبلن اإلدارة التابعة للدولة".1
كما عرفه المشرع الفرنسً فً النظام العام للوظٌفة العمومٌة الصادر بتارٌخ 27
أكتوبر 2724بؤنه كل شخص ولع تعٌنه فً عمل مستمر ومرسم فً السلم اإلداري بٌن
أطر اإلدارة المركزٌة التابعة للدولة أو المصالح الخارجٌة المستملة أو المإسسات العمومٌة
للدولة.2
من خبلل هذٌن التعرٌفٌن نبلحظ أن كبل المشرعٌنٌ ،شترط ثبلثة عناصر الكتساب
صفة الموظؾ وهً:
+الترسٌم فً درجة.
إن اصطبلح الوظٌفة ال ٌدل على عمل محدد بذاته وإنما هو مجرد وحدات إدارٌة مالٌة
وبهذا المعنى تكون الوظٌفة العمومٌة هً مجموع الموظفٌن الذٌن ٌعملون بمختلؾ األجهزة
الحكومٌة وفً خدمة الدولة أي سواء فً الوزارات أو هٌباتها أو مصالحها المختلفة أو فً
وحدات الحكم المحلً أو فً الجماعات المحلٌة ،كما ٌمكن اعتبار الوظٌفة العمومٌة هٌكبل
تنظٌمٌا ٌتولى مباشرة األنشطة اإلدارٌة للدولة أو الجماعة المحلٌة فً ظل نظام لانونً
ٌهدؾ إلى تحمٌك المصلحة العامة للمجتمع.3
1
الفصل الثانً من ظهٌر رلم 28368886الصادر بتارٌخ 12فبراٌر 2736المتعلك بالنظام األساسً العام للوظٌفة العمومٌة ،الجرٌدة الرسمٌة
عدد 1151بتارٌخ 22أبرٌل .2736
2
عبد الحك ذهبً " :المفهوم اإلداري الجنابً للموظؾ العمومً فً التشرٌع والفمه والمضاء المؽربً" دراسة ممارنة مجلة المصور ،عدد
،28طبعة ،1883ص .212
3د .بو عبلم السنوسً "تشرٌعات الوظٌفة العمومٌة" ،مطبعة دار النشر المؽربٌة ،عٌن السبع الدار البٌضاء ،طبعة ،1882ص .3 -
Page 7
فلكً ٌتصؾ الشخص بصفة الموظؾ ٌجب أن ٌكون لد شؽل وظٌفته وفما إلجراءات
لانونٌة صحٌحة ،وترتكز هذه اإلجراءات ؼالبا فً صدور لرار بالتعٌٌن من لبل سلطة
إدارٌة مختصة ومإهلة إلصدار لرار التعٌٌن وذلن طبما لؤلوضاع التً ٌمررها المانون.4
وهكذا ال ٌعتبر موظفا الشخص المعٌن فً وظٌفة من لبل سلطة ؼٌر مختصة فالسلطة
المفوض لها اختصاص التعٌٌن فً حاالت معٌنة ال ٌمكن لها أن تتجاوز هذه الحاالت ،كما
أن السلطة المختصة بالتعٌٌن فً زمان محدد ال ٌمكن لها التعٌٌن خارج هذه المدة المحددة،
ثم السلطة المخول لها التعٌٌن داخل حدود جؽرافٌة معٌنة ال ٌمكن لها أن تموم بالتعٌٌن
خارج هذه الحدود ،وإال كان لرارها معٌبا ،وبالتالً لن نكون أمام موظؾ شرعً .5ولكن
لد نكون أمام موظؾ فعلً ،وهو الشخص الذي لم ٌصدر فً حمه لرار بالتعٌٌن ،6ومع ذلن
اعترؾ المضاء اإلداري بمشروعٌة أعماله حماٌة لمصالح الؽٌر ،وبذلن ألر له بعض
الحموق والواجبات. 7
إال أنه الكتساب الشخص صفة الموظؾ ٌجب أن ٌتم تعٌنه بمرار تصدره السلطة
المختصة لانونا والحكمة من هذا المرار هو أنه سٌصبح الشخص من خبلله موظفا ألن عدم
توفره ٌفمد الشخص صفة الموظؾ.8
باإلضافة إلى ضرورة التعٌٌن الكتساب الشخص صفة الموظؾ ،وجب أن تكون
الوظٌفة التً ٌشؽلها الشخص لارة بمعنى أن ٌتصؾ العمل الذي ٌموم به بصفة الدوام
واالستمرارٌة.
وهكذا ٌستبعد بعض األشخاص من نطاق الوظٌفة العمومٌة ،ألن الوظابؾ التً ٌمومون
بها ،ال تتصؾ باالستمرارٌة والدوام ،ومن هإالء أعضاء الحكومة ،والمستشارون
بالجماعات الترابٌة ،وكذلن األشخاص المعٌنٌن فً بعض المناصب السٌاسٌة ،وهذا ما أكده
4
د.دمحم األعرج "المانون اإلداري
5
د .عبد المادر باٌنة " :الموظفون العمومٌون بالمؽرب ،دار توبمال للنشر الدار البٌضاء ،الطبعة األولى ،1881ص .18
6
نفس المرجع ،ص.12
7
د .دمحم األعرج " :المانون اإلداري المؽربً" - ،منشورات المجلة المؽربٌة لئلدارة المحلٌة والتنمٌة عدد 44مكرر ،الجزء الثانً ،الطبعة الثانٌة
،1821ص.75-
8
د .الحاج شكرة" :الوظٌفة والموظؾ فً المانون اإلداري المؽربً ،دار الملم للنشر ،الرباط ،الطبعة الرابعة ،1828ص.22
Page 8
الفصل السادس من النظام األساسً للوظٌفة العمومٌة ظهٌر 12فبراٌر 2736حٌث نصت
الفمرة األخٌرة منه صراحة على أنه ال ٌنتج عن تعٌٌنهم فً أي حال من األحوال حك
الترسٌم فً هذه الوظابؾ داخل أسبلن اإلدارة.9
وعموما فإن دوام واستمرارٌة العمل فً منصب معٌن ٌكسب الشخص صفة الموظؾ،
لكن شرٌطة أن ٌكون معٌن من طرؾ سلطة إدارٌة مختصة ،ومرسم فً إحدى رتب
التسلسل اإلداري.
ٌشترط لكً ٌكون الشخص موظفا أن ٌكون مرسما فً درجة السلم الخاص بؤسبلن
اإلدارة التابعة للدولة ،10فبل ٌكفً اعتبار الشخص موظفا لمجرد تعٌنه فً وظٌفة عمومٌة،
أو أن ٌشؽل وظٌفة لارة ،بل ٌجب أٌضا أن ٌتم ترسٌمه فً إحدى رتب السلم الخاص
بؤسبلن اإلدارة التابعة للدولة.
والترسٌم هو ذلن المرار الذي تتخذه السلطة اإلدارٌة المختصة لانونا بعد لضاء
الشخص مدة معٌنة فً شؽل المنصب ،أو اجتٌاز مباراة أو امتحان ،وبواسطته ٌتم إدخال
ذلن الشخص ضمن فبة الموظفٌن بإحدى أسبلن اإلدارة ،وبالتالً تحدٌد المنصب واإلطار
والدرجة المخولة له ،وتبعا لذلن تحدٌد مكانه داخل الهرم اإلداري واستفادته من كل النتابج
المانونٌة والمادٌة والمعنوٌة المترتبة عن الترسٌم.11
وبهذا ال ٌمكن اعتبار العاملٌن باإلدارات التابعة للدولة ،أي بمختلؾ األجهزة الحكومٌة
أو هٌباتها أو مصالحها موظفٌن إال إذا توفرت فٌهم العناصر األساسٌة المنصوص علٌها فً
الفصل الثانً من ظهٌر 12فبراٌر 2736بمعنى أن ٌكون الشخص معٌن من طرؾ سلطة
إدارٌة مختصة لانونا ،وأن ٌشؽل وظٌفة لارة وأن ٌكون مرسما فً إحدى درجات السلم
9
د .عبد المادر باٌنة المرجع السابك ،ص.14-
10
د .دمحم األعرج ،المرجع السابك ،ص.75
11د .عبد المادر ٌاٌنة المرجع السابك ،ص.15
Page 9
الخاص بؤسبلن اإلدارة التابعة للدولة ،فإذا توفرت هذه الشروط كاملة اكتسب الشخص
صفة الموظؾ.
باإلضافة إلى مختلؾ النصوص التشرٌعٌة التً تعرؾ مفهوم الموظؾ فً المانون
اإلداري ،حاول الفمه والمضاء بدورهم إعطاء تعرٌفا دلٌما للموظؾ ،سعٌا منهم فً الوصول
إلى تحدٌد العناصر األساسٌة التً ٌجب توفرها فً الشخص العامل بالمإسسات والهٌبات
التابعة للدولة ،حتى ٌمكن اعتباره موظفا وبالتالً تمٌٌزه عن بالً األشخاص الذٌن ٌعملون
بها.
إنه ومما ال شن فٌه ،فالفمه الفرنسً ٌرجع له الفضل فً تؤصٌل مفهوم الموظؾ،
ومبادئ المانون اإلداري بصفة عامة ونشٌر فً البداٌة إلى أن هنان تباٌن فً بعض
التعارٌؾ الممدمة من لبل الفمهاء فً فرنسا ،وهذا راجع إلى اختبلؾ المدارس بٌنهم ،حٌث
نجد أنصار معٌار السلطة العامة ،وأنصار معٌار المرفك العام كؤساس لتطبٌك المانون
اإلداري.12
ففً الولت الذي تبنى فٌه الفمٌه "أالن ببلنتً" تعرٌفا واسعا وؼٌر دلٌك للموظؾ ،من
خبلل تؤكٌده على أنه كل شخص ٌساعد وبشكل مستمر على المٌام بمهمة تعمل على تنفٌذ
خدمة إدارٌة عامة ،لدم الفمٌه "أندري هوري تعرٌفا مهما ٌتضمن مختلؾ العناصر
األساسٌة المكونة لصفة الموظؾ ،وهو ٌماثل بذلن ما جاء به لانون 27أكتوبر 2724
المتعلك بالنظام األساسً للوظٌفة العمومٌة ،حٌث ٌعرفه بؤنه "كل شخص تم تعٌٌنه من
طرؾ السلطة العامة المختصة داخل اإلطارات الدابمة لمرفك تدٌره الدولة أو اإلدارات
التابعة لها".13
12
المرجع السابك ،ص.21
13
د .عبد الحك ذهبً ":المفهوم اإلداري والجنابً للموظؾ العمومً فً التشرٌع والفمه والمضاء المؽربً" دراسة ممارنة ،مجلة المصور ،عدد
،28طبعة ٌناٌر ،1883ص.213-
Page 10
فً حٌن ٌعرؾ الفمٌه "أوندري دو لوبادٌر" الموظؾ بؤنه "مبدبٌا هو العون العمومً
الذي تم تكلٌفه بعمل عمومً ،دابم وموجود فً إطار سلم إداري لمرفك عام تشرؾ علٌه
هٌبة عامة. 14
ونبلحظ أنه بالرؼم من التباٌن فً التعرٌفات الممدمة من لبل الفمه لمفهوم الموظؾ ،نجد أن
معظم الفمه الفرنسً ٌلتؾ حول ثبلث عناصر أساسٌة ٌشترطونها لتحدٌد مدلول الموظؾ
وهً:
وهً نفس العناصر التً ٌشترطها الفمه العربً ،بحٌث اعتبر الفمٌه "دمحم سلٌمان الطماوي"
بؤن صفة الموظؾ العام ال ٌمكن أن تطلك على الشخص ،وال ٌمكن أن تسري علٌه أحكام
ولواعد ومبادئ الوظٌفة العمومٌة إال إذا ما تم تعٌنه فً عمل مستمر ودابم فً خدمة مرفك
عام تدٌره الدولة أو السلطة اإلدارٌة بشكل مباشر.16
كما هو معلوم فإن جمٌع مبادئ المانون اإلداري مستمدة من أحكام المضاء هذا األخٌر
حاول بدوره تمدٌم تعرٌؾ لمفهوم الموظؾ.
وهكذا عرؾ االجتهاد المضابً الفرنسً الموظؾ بؤنه ":كل شخص عهد إلٌه بوظٌفة
دابمة مدرجة ضمن أسبلن الوظٌفة العمومٌة" ،17وفً هذا اإلطار ذهب مجلس الدولة
الفرنسً فً لضٌة مستعمرة مدؼشمر إلى اعتبار الموظؾ ":عامل ٌشؽل وظٌفة دابمة فً
إطار مرفك عام" ،وأخذت بنفس التعرٌؾ محكمة التنازع سنة 2725فً لضٌة "Galeirdi
14
أنظر فً هذا اإلطار Traité De droit administratif », tome II, 10ème A. DELAUBADERE : » :ر.édi, 1995, p -13-12
أورده -د عبدالمادر باٌنة ،المرجعالسابك ،ص.28 -
15
د .عبد المادر باٌنة :المرجع السابك ،ص.22-
16
أنظر :د .دمحم سلٌمان الطماوي " :الوجٌز فً المانون اإلداري" دراسة ممارنة ،مطبعة جامعة عٌن شمس الماهرة ،طبعة ،2762ص.214-
17
د .ضوان بوجمعة " :الوظٌفة العمومٌة المؽربٌة على درب التحدٌث" ،طبعة ،1881ص .11
Page 11
حٌث لضت أن الموظؾ هو " :كل عامل سمً فً وظٌفة دابمة فً إطار إدارة عمومٌة".18
كما أكدت المحكمة اإلدارٌة العلٌا بمصر على أنه " :العتبار الشخص موظفا ٌتعٌن مراعاة
ولٌام العناصر التالٌة:
oأن ٌساهم فً العمل فً مرفك عام تدٌره الدولة عن طرٌك االستؽبلل المباشر.
أن تكون المساهمة فً إدارة المرافك العامة عن طرٌك التعٌٌن أساسا.
oأن ٌشؽل وظٌفة دابمة وأن ٌكون شؽله لهذه الوظٌفة بطرٌمة مستمرة ال عرضٌة".19
ونبلحظ أن االجتهاد المضابً الحدٌث بفرنسا عمل على التمٌٌز بٌن العاملٌن فً المرافك
العامة اإلدارٌة ،والمرافك العامة الصناعٌة والتجارٌة ،بحٌث اعتبر العاملٌن بالمرافك العامة
اإلدارٌة أعوان عمومٌٌن ،باستثناء المتعالدٌن مع اإلدارة بعمد المانون الخاص الذٌن
اعتبرهم أجراء خاضعون للمانون الخاص ،فً حٌن اعتبر العاملٌن بالمرافك العامة
الصناعٌة والتجارٌة أجراء المانون الخاص ،باستثناء المدٌر والمحاسب اعتبرهم أعوان
عمومٌٌن.20
وهو نفس التوجه الذي صار علٌه االجتهاد المضابً فً المؽرب ،حٌث اعتبرت الؽرفة
اإلدارٌة بالمجلس األعلى أن المدٌر العام للصندوق الوطنً للضمان االجتماعً المعٌن
بظهٌر والمنفذ لمرارات المجلس اإلداري له صفة العون العمومً"21 .
كما اعتبرت الؽرفة اإلدارٌة أن المحاسب بمكتب ري بن عمٌر وبن موسى ٌخضع لمواعد
االختصاص والمسطرة الممررة لؤلعوان العمومٌٌن"22 .
18
سلٌمان محمود إبراهٌم أبو حسان ":الموظؾ العمومً وتؤدٌبه فً المانون المؽربً" ،دراسة ممارنة ،رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا فً
المانون العام ،جامعة دمحم الخامس ،كلٌة الحموق الرابط ،سنة ،2763ص .23
19
حكم المحكمة اإلدارٌة العلٌا بمصر رلم ،421السنة السادسة لضابٌة ،ورد هذا الحكم فً مرجع الدكتور عبد المادر باٌنة ،مرجع سابك ،ص -
.22
20د .عبد الخالك عبلوي :محاضرة تحت عنوان مفهوم الموظؾ" ألمٌت على طلبة ماستر المضاء اإلداري ،الفوج الرابع ،الفصل
الثانً ،السنة الجامعٌة.1821- 1822.
21
لرار الؽرفة اإلدارٌة بالمجلس األعلى رلم 131صادر بتارٌخ ٌ 22ناٌر ،2741فً لضٌة بوجبار عبد الكرٌم ،أورده الدكتور عبد المادر باٌنة
المرجع السابك ،ص ،11-نشٌر فً هذا اإلطار أن عبد المادر باٌنة اعتبر المدٌر له صفة الموظؾ ،لكن الحكم ال ٌمضً بذلن وإنما جاء فٌه أن
المدٌر له صفة عون عمومً.
22
لرار الؽرفة اإلدارٌة بالمجلس األعلى رلم 156صادر بتارٌخ 18ماي 2741فً لضٌة ،ligelserأورده الدكتور عبد المادر باٌنة ،المرجع
السابك ،ص ،11-كذلن نجد أن عبد المادر باٌنة ٌعتبر أن المحاسب له صفة موظؾ ،لكن حٌثٌات الحكم تشٌر إلى أن المحاسب ٌخضع لمواعد
المسطرة الممررة لؤلعوان العمومٌٌن ولٌس الموظفٌن.
Page 12
وهكذا ٌتضح لنا مما سبك أنه من الصعب الفصل بٌن التعرٌؾ الذي ٌمدمه الفمه والمضاء
للموظؾ ،إال أنه ٌبلحظ أن االجتهاد المضابً كان أكثر دلة فً تؤصٌل مفهوم الموظؾ، 23
وبالتالً تمٌٌزه عن بالً األشخاص العاملٌن فً المإسسات والهٌبات التابعة للدولة ،وهو
نفس الشًء ٌنطبك على تعرٌؾ الموظؾ فً المانون األساسً للوظٌفة العمومٌة فً
المؽرب.
كما سبك الذكر فاإلدارة تحتاج إلى مجموعة من األفراد لممارسة المهام المنوطة بها،
وٌمكن التمٌٌز بٌن طوابؾ متعددة من األشخاص الذٌن تستعٌن بهم اإلدارة ،فمنهم
الخاضعون ألحكام المانون الخاص ،ومنهم الخاضعون ألحكام المانون العام ،وهذه الطابفة
األخٌرة تشتمل على موظفٌن وعلى أعوان عمومٌٌن ٌجري علٌهم أحكام المانون العام.24
وبخصوص مفهوم العون ال نكاد نجد تعرٌفا ٌحدد مدلوله ،وبالتالً فهو ٌختلؾ عن
التعرٌؾ الذي أتى به المانون األساسً للوظٌفة العمومٌة عند تعرٌفه للموظؾ ،ونشٌر إلى
أنه وإن كان خضوع العون إلى أحكام لانون الوظٌفة العمومٌة هو األصل ،رؼم أنه لم ٌشٌر
هذا المانون إلى ذلن صراحة ،فإنه ال ٌخضع إلى جمٌع لواعده ،ومن ثم فهو لٌس بموظؾ
ألنه فً وضعٌة ؼٌر دابمة مإلتة وعرضٌة.25
ولكً نفهم مدلول العون العمومً بشكل أوضح ،سوؾ نتولى تمٌٌز مفهوم الموظؾ
عن مفهوم األعوان المإلتٌن والعرضٌٌن والمٌاومٌن فً (المطلب األول ،ثم تمٌٌز الموظؾ
عن األعوان المتعالدون والمتمرنون فً المطلب الثانً).
إن األعوان المإلتٌن هم فبة من عمال اإلدارة ؼٌر مرتبٌن فً السلم اإلداري اضطرت
اإلدارة إلى توظٌفهم للمٌام بؤعمال مإلتة أو مواجهة حاجات مستعجلة ال تتناسب ومسطرة
23
عبد الحك ذهبً :المرجع السابك ،ص.214-
24
د .الحاج شكرة ،المرجع السابك ،ص.17-
25د .بو عبلم السنوسً" ،تشرٌعات الوظٌفة العمومٌة" ،مطبعة دار النشر المؽربٌة ،عٌن السبع الدار البٌضاء ،طبعة ،1882ص-
.241
Page 13
التوظٌؾ العادٌة ،ولم ٌتم ترسٌمهم فً السلم اإلداري ،مما ٌخول لئلدارة صبلحٌة االستؽناء
عنهم إذا تطلب مصلحة المرفك العام ذلن ،دون أن ٌكون من حمهم االحتجاج بحك مكتسب
للبماء فً العمل لصالح المرفك ،ألن طبٌعة وجودهم مإلتة وعارضة.26
فلم ٌعتبر المجلس األعلى األعوان المإلتون موظفون ،حٌث لضت الؽرفة اإلدارٌة فً
لرارها الصادر بتارٌخ 13نونبر 2744أن الطاعن بوصفه "معلم" مإلت ال ٌستفٌد من
الضمانات الممنوحة للموظؾ فً حالة فصله عن العمل ،وبالتالً رفضت طلبه الرامً إلى
إلؽاء الممرر الصادر عن النابب اإلللٌمً لوزارة التربٌة الوطنٌة بإللٌم الدار البٌضاء
الماضً بفصل المعلم المإلت عن العمل دون أن ٌؤخذ علٌه أٌة إخبلل بواجبات الوظٌفة.27
لكن إذا كان العون العمومً ال ٌستفٌد من االمتٌازات المخولة للموظؾ فإن له الحك فً
الحصول على التعوٌض عن األضرار التً لد تصٌبه من جراء فصله عن العمل ،أمام
المحكمة المختصة ،وهذا ما أكدته الؽرفة اإلدارٌة بالمجلس األعلى فً لرارها الصادر
بتارٌخ 7دٌسمبر .282744
فرؼم أن األعوان المإلتٌن ٌشتؽلون بالمرافك العمومٌة ،فإنهم ؼٌر مرسمٌن كما أن
وظٌفتهم ال تتصؾ باالستمرار والدٌمومة و بالتالً ال تتوفر فٌهم شروط اكتساب صفة
الموظؾ ،فالمجندون فً الخدمة العسكرٌة مثبل ال ٌعتبرون موظفٌن ألن مدة هذه الخدمة
محدد و مإلتة و من تم ال ٌمكن اعتبارهم موظفٌن بالموات المسلحة الملكٌة إال بعد إدماجهم
بصفة دابمة فً صفوؾ تلن الموات.29
26
د .عبد السبلم العبادي -د .دمحم سلٌم " :لانون الوظٌفة العمومٌة" ،بدون دار نشر ،مإلؾ جامعً ،الطبعة الثانٌة ،1887-1886ص.16-
27
لرار الؽرفة اإلدارٌة ،صادر بتارٌخ 13نونبر 2744ؼٌر منشور ،أورده د.عبد المادر باٌنة :المرجع السابك ،ص.13
28
د.عبد المادر باٌنة :المرجع السابك ،ص .13
29
نفس المرجع و نفس الصفحة.
Page 14
والمحافظة على البٌبة والطبٌعة مجرد عون مٌاوم لٌست له صفة موظؾ عمومً حتى
ٌخضع للمانون الخاص بالوظٌفة العمومٌة الصادر بتارٌخ 12فبراٌر .302736
ومما سبك ٌتضح لنا أن األعوان المإلتٌن والعرضٌٌن والمٌاومٌن لٌسوا بموظفٌن ،ألن
المهام التً ٌمومون بها تكون محددة بفترة زمنٌة معٌنة ،كما أنهم ؼٌر مرسمٌن فً إحدى
درجات السلم الخاص بؤسبلن اإلدارة الشًء الذي ٌصح معه المول بؤنهم أعوان عمومٌون
ولٌس موظفٌن ،ألنه ال تتوفر فٌهم عناصر اكتساب صفة الموظؾ.
و لد جاء تحدٌد النظام الخاص باألعوان المإلتون فً منشور الوظٌفة العمومٌة رلم 12
الصادر بتارٌخ 11ؼشت ، 2745،كما بٌن المانون رلم ،16861والمنفذ بظهٌر 3أكتوبر
2762الشروط المتعلمة بترسٌم بعض أعوان الدولة فً أسبلن الموظفٌن ،ومما جاء فً هذا
المانون رلم -61أنه" بالرؼم عن جمٌع الممتضٌات التشرٌعٌة والتنظٌمٌة المنافٌةٌ ،رسم فً
أسبلن موظفً اإلدارات العمومٌة أعوان الدولة المإلتون والمٌاومون والعرضٌون الذٌن
ٌشؽلون منصبا عمومٌا والذٌن ٌتوفرون على سبع سنوات من الخدمات العمومٌة المنجزة
فً اإلدارة المؽربٌة منذ بلوؼهم من العمر السنة الثامنة عشرة".31
وتجدر اإلشارة إلى أن االجتهاد المضابً لد أخضع األعوان المإلتٌن ألحكام المانون العام
والختصاص المضاء اإلداري ،وذلن بخبلؾ العمال المٌاومٌن الذٌن ٌخضعون ألحكام
المانون الخاص والختصاص المحاكم العادٌة.32
إن اإلدارة لد تدعو فً بعض األحٌان األفراد سواء كانوا مؽاربة أو أجانب للعمل فً
بعض مرافمها ،متبعة فً ذلن أسلوب العمد ،وٌجوز لئلدارة فً كل ولت االلتجاء إلى هذه
التمنٌة للحصول على خدمات بعض األعوان ،نظرا لما لها من مزاٌا ؼٌر متوفرة فً
30
لرار الؽرفة اإلدارٌة بالمجلس األعلى عدد . 277صادر بتارٌخ 12فبراٌر .2736
31
د .عبد السبلم العبادي -د.دمحم سلٌم ،مرجع سابك ،ص .16
32
المرجع نفسه ،ص.16 -
Page 15
الوضعٌة النظامٌة حٌث تمكن اإلدارة على الخصوص من مواجهة حاجة ال ٌمكن سدها
باستعمال طرق التوظٌؾ العادٌة.33
فالمتعالدون مع اإلدارة ال ٌعتبرون موظفٌن ولو تم هذا التعالد فً إطار المانون العام،
ألنهم ٌمارسون مهامهم بصفة مإلتة ترتبط بالمدة المحددة فً العمد وبالتالً ال ٌستفٌدون من
االمتٌازات الممدمة للموظفٌن ،ومن بٌنها الترسٌم فً أسبلن اإلدارة هذا ما أكدت علٌه
الؽرفة اإلدارٌة بالمجلس األعلى فً لضٌة بنفرجً دمحم ضد وزٌر التربٌة الوطنٌة بتارٌخ
12ماي 2746حٌث أن األشخاص الذٌن ٌمومون بؤعمال استثنابٌة داخل الوظٌفة العمومٌة
ال ٌعتبرون موظفٌن كالمتعالدٌن مع اإلدارة.34
ومن تم ٌخضع المتعالدون مع اإلدارة بصفة أساسٌة إلى ممتضٌات بنود العمد المبرم
بٌنهم وبٌن اإلدارة وكذلن لممتضٌات الموانٌن الخاصة التً تنظم ،وضعٌاتهم أو إلى الموانٌن
التً تشٌر إلٌها هذه العمود ،ولد ٌخضع المتعالدون لممتضٌات الوظٌفة العمومٌة إضافة إلى
المبادئ والمواعد العامة ،عندما ال ٌوجد تنصٌص فً عمودهم أو لوانٌنهم الخاصة ،هذا ما
جاء فً منشور الوزارة المكلفة بالوظٌفة العمومٌة رلم 16الصادر بتارٌخ 28شتنبر
.352741
كما ال ٌعتبر موظفا الشخص المتمرن الذي ٌمضً فترة تدرٌب أو تمرٌن عند التحاله
ألول مرة بالوظٌفة العمومٌة ، 36وهذا ما لضت به الؽرفة اإلدارٌة بالمجلس األعلى فً
لضٌة بخاخ دمحم بن حجو ضد وزٌر الفبلحة واإلصبلح الزراعً بتارٌخ ٌ 7ناٌر ،2746
حٌث لضت " أن الطاعن بوصفه موظفا متمرنا ال ٌمكنه التمتع بممتضٌات ظهٌر 12
فبراٌر 2736المتعلك بالنظام األساسً العام للوظٌفة العمومٌة الخاصة بالمسطرة التؤدٌبٌة
لكون المانون األساسً المذكور ال ٌسري إال على الموظفٌن بالمعنى المنصوص علٌه فً
33
إدرٌس البصري-جان كرانون -مٌشال روسً -أحمد بلحاج:المانون اإلداري المؽربً،المطبعة الملكٌة،طبعة أولى 2766ص .123
34
د.عبد المادر باٌنة :المرجع السابك ،ص.14-
35دمحم البخاري-دمحم الخلٌفً :الوظٌفة العمومٌة المؽربٌة،الطبعة الثانٌة ٌناٌر 2221الدار البٌضاء ،ص.13-
36
د.عبد المادر باٌنة :المرجع السابك ،ص.15-
Page 16
الفصل الثانً ،أي كل شخص عٌن فً وظٌفة لارة ورسم فً إحدى رتب السلم بؤسبلن
اإلدارة التابعة للدولة".37
والموظؾ المتمرن هو كل شخص ولع تعٌٌنه فً وظٌفة دابمة ولم ٌعلن عن ترسٌمه
بعد فً إحدى الدرجات اإلدارٌة ألسبلن اإلدارة التابعة للدولة وٌخضع الموظفون
المتمرنون لممتضٌات خاصة جاء بها المرسوم الملكً المإرخ فً 25ماي 2746مع
مراعاة أحكام النظام األساسً العام للوظٌفة العمومٌة.38
وإجماال ٌمكن المول إن كل األعوان العمومٌون ،سواء الذٌن ٌشتؽلون بالمرافك اإلدارٌة
أو االلتصادٌة لٌسوا بموظفٌن وال ٌنطبك علٌهم الفصل الثانً من ظهٌر 12فبراٌر ،2736
بالرؼم من خضوعهم فً بعض األحٌان لممتضٌات النظام األساسً العام للوظٌفة العمومٌة.
وتجدر اإلشارة فً األخٌر إلى أن بعض الموظفٌن بالمعنى الدلٌك والذي ٌنطبك علٌهم
تعرٌؾ الفصل الثانً من ظهٌر 12فبراٌر 2736لد ٌستبعدون من تطبٌك بعض ممتضٌات
نفس المانون علٌهم وفما لنص الفصل الرابع أو لنصوص أخرى صرٌحة ومن هإالء
المضاة ،والعسكرٌون التابعون للموات المسلحة الملكٌة وهٌبة المتصرفٌن بوزارة الداخلٌة،
فهإالء ٌخضعون ألنظمة خاصة بهم.39
37
لرار الؽرفة اإلدارٌة بالمجلس األعلى عدد ،7صادر بتارٌخ ٌ 7ناٌر ،2746لرار ؼٌر منشور أورده د.عبد المادر باٌنة:المرجع السابك ،ص-
.15
38د .عبد السبلم العبادي د .دمحم سلٌم :المرجع سابك ،ص .13
39
د .بوعبلم السنوسً":لانون الوظٌفة العمومٌة" ،مطبعة دار النشر المؽربٌة ،عٌن السبع الدار البٌضاء طبعة ،1828ص.14-
Page 17
تعد المخالفات التؤدٌبٌة التً لد ٌمع فٌها الموظؾ من أهم األسباب التً تستند علٌها
اإلدارة فً تحرٌن المسطرة التؤدٌبٌة لمواجهة السلون المنحرؾ للموظؾ ،حٌث ٌمكنها من
خبلل هذه اآللٌة التً نص علٌها المشرع المؽربً أن تضمن تحمٌك الصالح العام بتسخٌر
لوة الردع فً مواجهة كل فعل خارج عن ممتضٌات الواجب الوظٌفً والذي ٌشكل تهدٌدا
لمبدأ حسن سٌر المرافك العامة بانتظام واضطراد.
إذا كانت سلطة التؤدٌب ضرورٌة لسٌادة النظام داخل المرافك العمومٌة فإنها فً ؼاٌة
الخطورة إذا أساء الرإساء استخدامها ،لذلن نص المشرع على ضمانات تؤدٌبٌة حماٌة
للموظفٌن من تعسؾ رإسابهم أو تجاوزهم فً استعمال سلطتهم التؤدٌبٌة أو استؽبلل تلن
السلطات فً تحمٌك اؼراض شخصٌة.40
تموم المسإولٌة التؤدٌبٌة على أساس خطا تؤدٌبً الذي ٌموم على إخبلل الموظؾ
بواجباته الوظٌفٌة ،سنعالج فً (مطلب أول) االختبلالت الموجبة للعموبة التؤدٌبٌة وفً
(مطلب ثانً) نرصد فٌه أصناؾ العموبات والسبٌل إلى سحبها.
حفاظا على سٌرورة العمل اإلداري وتجنبا ألي إخبلل بالوظٌفة المناطة بالموظؾ،
أوجب المشرع عموبة ممابل كل فعل تمدر السلطة اإلدارٌة أنه مخل بالنظام الوظٌفً،
ضمانا لتناسب العموبة مع الخطؤ المرتكب ٌتعٌن التمٌٌز بٌن الخطؤ التؤدٌبً والجرٌمة
التؤدٌبٌة .سنتناول فً هذا المطلب مفهوم الخطؤ التؤدٌبً (الفمرة األولى) والجرٌمة التؤدٌبٌة
(الفمرة الثانٌة)
40
ملٌكة الصروخ ،المانون اإلداري دراسة ممارنة ،الطبعة الثالثة ،2774ص .142
Page 18
ٌعتبر الخطؤ التؤدٌبً أساس المانون التؤدٌبً بل إحدى النتابج المهمة المترتبة على
التزامات الموظؾ العمومً ،على اعتبار أن المانون التؤدٌبً وبإجماع فمهاء المانون هو
جزء من الوظٌفة العمومٌة.41
وإذا كان المشرع لد استنكؾ عن تحدٌد مفهوم الخطؤ المهنً لشساعته أو تعدده أو عدم
ثبوتٌته ،فإنه تؽاضى كذلن عن التمٌٌز بٌن الخطؤ الجسٌم والخطؤ البسٌط ،ودفع بخصابص
المسإولٌة التؤدٌبٌة كً تحٌط بالفعل من خبلل مجموعة من المعاٌٌر االحتٌاطٌة والزجرٌة
أكثر من العمابٌة المحضة بمعنى الفعل ورد الفعل ،وأهم هذه الخصابص أنها تتحدد من
طرؾ سلطة التسمٌة وأنها مسإولٌة إدارٌة ومهنٌة ال تمس إال الوضعٌة اإلدارٌة والمهنٌة
للموظؾ وأن مجالها محدود بظروؾ الوالعة والحالة الخاصة للموظؾ .إال أنه ٌمكن أن
نستخرج مفهوم ممرب من خبلل توضٌح بعض المهام وااللتزامات الواجبة على الموظؾ
العمومً: 42
ٌ جب على الموظؾ أن ٌشؽل الوظٌفة بصورة مستمرة تماشٌا مع المبدأ الذي ٌحكم
المرافك العامة؛
ٌ جب أن ٌموم بهمته بصفة شخصٌة وأال ٌنٌب عنه ؼٌره إال بما ٌمضً به المانون وٌعتبر
مسإوال عن كل ما ٌتعلك بمهمته؛
احترام السلم اإلداري من خبلل المٌام بعمله استنادا لؤلوامر التً توجهها له السلطة العلٌا.
وبعد االطبلع على المهام السابك ذكرهاٌ ،تحمك الخطؤ التؤدٌبً فً الحاالت التالٌة:
عندما تتوفر اإلرادة التامة لدى الموظؾ بارتكابه الفعل اإلٌجابً والسلبً المخل بواجبات
الوظٌفة وتحٌن سٌر المرافك العامة؛
عندما ٌصدر من الموظؾ إهمال أو التمصٌر فً تؤدٌته لعمله ،وإن لم ٌكن هذا اإلهمال
صادر عن لصد أو سوء نٌة لدٌه؛
41
الحاج شكرة ،الوظٌفة والموظؾ فً المانون االداري المؽربً الطبعة الثانٌة ، 1885ص .268
42
الحاج شكرة مرجع سابك ،ص .262
Page 19
متى ٌتبٌن بشكل واضح وجود خرق إلحدى االلتزامات ،وهنا ال ٌهم الكٌفٌة التً تم بها
الخرق.
ولكن هنان بعض الحاالت ٌجب األخذ بها بعٌن االعتبار ،وهً أن ضعؾ الكفاءة المهنٌة
من جانب الموظؾ ال ٌمكن تولٌع العموبة التؤدٌبٌة وأن ٌجب إعادة تؤهٌله وتدرٌبه على
المهمة المكلؾ بها.
أٌضا فً حالة تبات انعدام الرابطة النظامٌة التً هً بٌن اإلدارة والموظؾ ال ٌمكن نعت
أفعال من خرج على هذه الرابطة باألخطاء التؤدٌبٌة ،كحالة المتوفً أو الذي خرج عن
السلن االداري بصفة نهابٌة .إال أنه فً هذه األخٌرة ٌوجد استثناء كحالة الموظؾ المتماعد،
فبالرؼم من انعدام أٌة صلة لانونٌة بٌنه وبٌن اإلدارة إال أنه وثبت وجود تجاوزات ولو
خارج العمل ضار بسٌر المصلحة اعتبر ذلن األخطاء التؤدٌبٌة الواجبة للعموبة.
هنا نستطٌع أن نمول بؤن الخطؤ التؤدٌبً هو كل إخبلل أو تمصٌر أو إهمال الموظؾ لما
نسب إلٌه من مهام وواجبات مما أدى إلى عرللة عملٌة المرفك العام وإحداث الضرر به.
تختلؾ المصطلحات فً هذا المجال ،فمنها ما تسمٌها الجرٌمة التؤدٌبٌة ومنها من ٌطلك
علٌها اسم المخالفات التؤدٌبٌة .ورؼم هذه االختبلفات فً التسمٌة إال أنها تعبر عن معنى
واحد ،وهو ٌعنً اإلخبلل بالواجبات أو المٌام بالممنوعات المتعلمة بالوظٌفة أو األفعال
الخارجة عن الوظٌفة وتكون منافٌة لها .وللجرٌمة التؤدٌبٌة كما للجرٌمة الجنابٌة ركنان
وهما :الركن المادي والركن المعنوي بحسب المشرع المصري الذي تناولها بإسهاب.
وهو المظهر الخارجً لها وٌتمثل فً السلون ،وٌتعلك هذا الركن بمادٌات الجرٌمة
ومظهرها الخارجً لكً ٌكون فعل الموظؾ مسوؼا للمساءلة التؤدٌبٌة وٌجب أن ٌكون
محددا وثابتا .فبل لٌام للركن المادي استنادا للظن أو الشابعات لذلن فان االتهامات العامة ال
ٌمكن أن تعتبر مكونه لهذا الركن .كما أن مجرد التفكٌر من دون إن ٌتخذها هذا التفكٌر
Page 20
مظهرا خارجٌا ملموسا ال ٌشكل مخالفة ٌستوجب علٌة المساءلة التؤدٌبٌة ،وبالمثل فإن
األعمال التحضٌرٌة التً تتمثل فً إعداد وسابل تنفٌذ الجرٌمة ال ٌعالب علٌها.
ٌموم الركن المعنوي للجرٌمة التؤدٌبٌة إذا كان الفعل الذي ألترفه الموظؾ العام ٌشكل
جرما تؤدٌبٌا أو االمتناع عن أداء الواجب الوظٌفً نابؽا عن إرادة حرة دون أكراه مادي أو
أدبً ،وترتٌبا على ذلن ال ٌسؤل الموظؾ فً الحاالت التالٌة:
-2الموة الماهرة؛
-1الحادث المفاجا؛
ولد ذهب بعض الفمه إلى أن اإلرادة اآلثمة هً وحدها التً تجعل الموظؾ مذنبا
مستحما للمسؤلة التؤدٌبٌة ،ألن الؽاٌة من تولٌع الجزاء ال تتمثل فمط فً إصبلح ضرر لحك
بالدولة وإنما تتمثل أٌضا فً منع من معاودة ارتكاب المخالفة فً المستمبل .كما أن خطؤ
الموظؾ فً فهم المانون ال المخالؾ ٌعفٌه من المسإولٌة التؤدٌبٌة ألن المفروض التطبٌك
السلٌم للمانون من لبل الموظؾ.
فالجرٌمة التؤدٌبٌة فً نظر الفمه ال ٌموم إال إذا توافرت فٌها األركان المنصوص علٌها
فً المانون الجنابً ،واألمر ٌتعلك بالركن المادي والمعنوي كما أسلفا.
Page 21
ولم ٌورد المشروع تحدٌدا دلٌما لؤلخطاء الجنابٌة (الجرٌمة التؤدٌبٌة) حٌث وصفها
المشرع فً المادة ( )25من النظام األساسً العام للوظٌفة العمومٌة بؤن " ...كل هفوة
ٌرتكبها الموظؾ فً تؤدٌة وظٌفته أو عند مباشرتها تعرض لعموبة تؤدٌبٌة زٌادة –ان
ألتضى الحال -عن العموبات التً ٌنص علٌها المانون الجنابً .وعند متابعة أحد الموظفٌن
من طرؾ الؽٌر بسبب هفوة ارتكبها فً عمله ٌتعٌن على المجتمع العمومً أن ٌتحمل
الؽرامات المالٌة المحكوم بها علٌة مدنٌا ،فالهفوة أو الخطؤ او المخالفة التؤدٌبٌة حسب الفمه
والمضاء ،تشمل كل ٌمكن اعتباره اخبلال ظاهرا من الموظؾ بواجبات وظٌفته ،وبما نصت
علٌة الموانٌن واألنظمة سواء كان نشاطا إٌجابٌا أو سلبٌا وبالشكل الذي ٌإثر سلبٌا فً سٌر
خدمات المرفك العام بانتظام واضطراد.
ولد حاول الفصل 51من النظام األساسً الوظٌفة العمومٌة لٌاس الخطؤ التؤدٌبً
بالهفوة الخطٌرة ،سواء ما تعلك منها بإخبلل الموظؾ بالتزاماته المهنٌة أم بجنحة ماسة
بالحك العام ،فهذه األعمال المإاخذ علٌها المعنى باألمر (الفصل 46من النظام األساسً
للوظٌفة العمومٌة) لم ٌحددها المشروع المؽربً ،وترن لئلرادة الحرٌة فً تبٌانها وتكٌٌفها
لانونٌا ،حٌث تضطلع آنذان بالدور الذي تموم به النٌابة العامة اثناء إلامة وممارسة الدعوى
العمومٌة فً المجال الزجري .ومن أمثلة المخالفات التؤدٌبٌة على سبٌل المثال:
-3التصرفات البلأخبللٌة؛
-4الرشوة
-5االختبلس ...الخ.
Page 22
المطلب الثانً :العموبات التأدٌبٌة وسحبها
ٌتعرض الموظؾ للمسؤلة التؤدٌبٌة إذا أخل أو أهمل بواجباته الوظٌفٌة أو خرج على
ممتضٌاتها أي ارتكب خطؤ أو ذنبا إدارٌا ،والماعدة أنه ال ٌولع على الموظؾ عموبة تؤدٌبٌة
إال من جهة االختصاص ،شرٌطة أن تكون العموبة منصوصا علٌها لانونا مع تخوٌل
الموظؾ مختلؾ الضمانات المانونٌة ،حٌث تتمٌز العموبة التؤدٌبٌة بطابعها الشخصً ألنها
تولع على الموظؾ المخالؾ أو من ارتكب الخطؤ اإلداري دون ؼٌره من أفراد أسرته ،كما
ٌجب أن تتناسب العموبة المولعة مع المخالفة المرتكبة بحٌث ال ٌشوبها تعسؾ أو مبالؽة
كذلن ال ٌجوز فرض أكثر من عموبة تؤدٌبٌة على نفس المخالفة إال إذا أجاز المانون ذلن.43
ولد عمل المشرع المؽربً على تولٌع العموبات التؤدٌبٌة وسحبها بموجب النظام األساسً
للوظٌفة العمومٌة التً تطبك على الموظؾ فً حالة ارتكابه لخطؤ تؤدٌبً على سبٌل
الحصر .44وهذا ما سنتولى منالشته من خبلل تولٌع العموبات التؤدٌبٌة (الفمرة األولى)
وسحبها فً (الفمرة الثانٌة).
لمد حددت المادة 44من لانون الوظٌفة العمومٌة سبع عموبات تؤدٌبٌة على سبٌل الحصر
تختلؾ من حٌث الدرجة واألثر .وهً مرتبة حسب تزاٌد الخطورة .وفٌما ٌلً توضٌح لهذه
العموبات. 45
Page 23
اإلنذار لٌس لها أثر حاسم على ترلٌة الموظؾ أو على راتبه .وإنما ٌمكن أن تؤخذ باالعتبار
فً مجال التنمٌط عند تمٌٌم كفاءة الموظؾ من طرؾ الربٌس.
ٌتم اتخاد هده العموبة من طرؾ اإلدارة بمرار معلل وٌتم تسلٌمه للموظؾ مع اإلشعار
باالستبلم.46
.1التوبٌخ (ٌ :)Le blâmeمصد به استنكار سلون الموظؾ ولومه على المخالفات التً
ٌمترفها أثناء مزاولة نشاطه داخل اإلدارة ،وهو ٌفوق اإلنذار من حٌث درجة حساسة .فهو
إجراء معٌن ٌضم نوعا من تحمٌر للموظؾ إلعماله لواجباته الوظٌفٌة وعلٌه فإن التوبٌخ
ٌعد عموبة تؤدٌبٌة ٌتم تولعها السلطة الرباسٌة على الموظؾ بهدؾ ردع بعض المخالفات.
أي تؤخٌر الموظؾ من االرتماء إلى درجة أعلى من تلن التً ٌوجد فٌها لمدة سنة بحٌث
ٌشطب على اسمه فً البحة الترلً السنوي ،ومما ال شن فٌه أن هذا الحذؾ ٌحرم الموظؾ
47
من مزاٌا مالٌة وبالتالً ٌإدي حرمانه من الترلٌة باالختٌار لمدة (سنة) ،كما ٌتسبب له فً
ضرر معنوي ٌتمثل فً تمدٌم زمبلبه علٌه فً الترلٌة بعد أن كان أو أدى للحصول علٌها
وتتخذ هذه العموبة بعد استشارة المجلس التؤدٌبً ،الذي تحال علٌه المضٌة من لبل السلطات
التً لها حك التؤدٌب ،بتمرٌر كتابً ٌتضمن األفعال التً سٌعالب علٌها الموظؾ والظروؾ
التً ارتكبت فٌها .ولمد عبر المضاء المؽربً عن مولفه اتجاه هذه العموبة مإكدا أنه لٌس
من حك اإلدارة أن تلجؤ إلى حرمان الموظؾ من الترلٌة وذلن بحذؾ اسمه من البحتها إال
إذا وجد ما ٌبرر ذلن.48
ٌترتب عنها إنزال الموظؾ من درجته األصلٌة إلى درجة أدنى دون أن ٌترتب عنها
إخراجه من إطاره وتمترح من طرؾ المجلس التؤدٌبً ،لم تتخذ هذه العموبة إال فً الحالة
46
لرار الؽرفة اإلدارٌة للمجلس األعلى عدد 2837بتارٌخ 2776/22/14منشور بالدلٌل العملً ،االجتهاد المضابً فً المادة اإلدارٌة الجزء
الثانً ،الطبعة األولى .1882
47
الحاج شكرة مرجع سابك ،ص .14
48
لرار المجلس األعلى عدد 22بتارٌخ 25/81/2751نباتً دمحم المهدي ضد الوزٌر األول ومن معه مجموعة األحكام اإلدارٌة ،2751ص .18
Page 24
التً ٌكون فٌها إطار الموظؾ مكون من عدة درجات وٌكون فً درجة أعلى مع وجود
درجة أدنى ٌمكن انحداره إلٌها.49
ٌمصد بها تخفٌض إلى الرتبة األدنى وتمترح من طرؾ المجلس التؤدٌبً ،ال تمترح هذه
العموبة فً الحالة التً ٌمكن أن ٌترتب عن المهمرة تؽٌٌر وضعٌة الموظؾ من رسمً إلى
متدرب لمهمرته من الرتبة الثانٌة إلى الرتبة األولى ،لكن الوالع العملً لد اثبت عدم تطبٌك
هذه العموبة نظرا لما ٌكتنفها من ؼموض ومن ٌترتب علٌها من أخطار.
.6العزل من غٌر تولٌف حك التماعد ( La révocation Suspension des droits a
pension
ٌعتبر العزل من ؼٌر تولٌؾ حك التماعد من أشد العموبات التؤدٌبٌة التً تحك للموظؾ ،ذلن
من أن هدفها ٌرمً إلى لطع الصلة بٌنه وبٌن اإلدارة التً ٌعمل لدٌها .ولد تلجؤ اإلدارة إلٌها
بإرادتها الممرة وبحكم سلطتها التمدٌرٌة ،كما أنها ملزمة لتعدٌل لرارها ومطالبة بؤخذ رأي
المجلس التؤدٌبً ،وذلن لما لها من تؤثٌرات جسٌمة نفسً ومالٌة على الحٌاة اإلدارٌة
للموظؾ ،فالموظؾ ترفع عنه والٌته الوظٌفٌة وذلن فً شكل حرمان نهابً من االستمرار
مباشرة فً الوظٌفة أو العودة إلٌها مدى الحٌاة باستثناء حمه فً المعاش وذلن لعدم الرضى
على الحرمان منه فً العموبة التؤدٌبٌة ومن ثم فإنه من المسلم به أن عزل الموظؾ الذي
ترن عمله بدون مبررات لانونٌة ال ٌمكنه من التمتع بالضمانات التؤدٌبٌة.
.7العزل المصحوب بإٌماف حك التماعد ( la avec suspension des droits a
pension révocation
شكل العزل 50المصحوب بإٌماؾ حك التماعد أدنى درجات الجزاء التؤدٌبً بحٌث جعلها
المشرع فً نهاٌة البلبحة التصاعدٌة للعموبات التؤدٌبٌة التً ٌمكن تولٌعها على الموظؾ
49
إسماعٌل صفاهً ،التادٌب فً المجالٌن اإلداري والعسكري بؤطروحة لنٌل الدكتوراه فً المانون العام جامعة دمحم الخامس الرباط فً أكدال
.1888-751882
50
رضوان بوجمعة ،الوظٌفة العمومٌة المؽربٌة على درب التحدٌث ،مطبعة النجاح الجدٌدة ،أسفً ،ص .76
Page 25
المخطا ،نظرا لآلثار الخطٌرة التً ٌترتب على تطبٌمها مادٌا أو معنوٌا ال بالنسبة للموظؾ
المعنً فحسب بل تمتد تبعاتها كذلن ألسرته نظرا لكونها تمصٌه من المحال الوظٌفً حاال
وتحرمه من الحك فً المعاش ماال.
ولذا فإن اللجوء إلى هذه العموبة الماسٌة من طرؾ اإلدارة ال ٌتم فً أحوال نادرة كارتكاب
خطؤ جسٌم جدا كما هو الحال بالنسبة للممدسات مثبل.
لمد أضاؾ المشرع المؽربً إلى لابمة العموبات السالفة الذكر توعٌن من العموبات الخاصة
وهما:
باستثناء التعوٌضات العابلٌة ،وذلن لمدة ال تتجاوز ستة أشهر ،وتعتبر هذه العموبات من
العموبات المالٌة المباشرة .وهً تصب مباشرة على المرتب الذي ٌحرم منه لمدة مإلتة،
ونظرا لخطورة هذه العموبة فمد لٌدت السلطة التؤدٌبٌة بعدة شروط أثناء تولٌعها ،حٌث
وضع لمشرع حدا ألصى لمدة الحرمان ال تتجاوز 4أشهر .ولمد استثنى المشرع من هذا
الحرمان التعوٌضات العابلٌة." 51
تعد هذه العموبة أشد العموبات التؤدٌبٌة لكونها تنهً الرابطة الوظٌفٌة وهً تختلؾ عن
اإلجراءات التً تتخذها السلطة اإلدارٌة عند بلوغ الموظؾ سن التماعد أو عند تمدمه بطلب
ذلن.
إال أن تطبٌك هذه العموبة ال ٌتم إال بالنسبة للموظفٌن الذٌن استوفوا الخدمة البلزم توفرها
وفما لنصوص لانون التماعد ،تمترح من طرؾ المجلس التؤدٌبً .وتجدر اإلشارة أن الفمه
ٌمسم العموبات التؤدٌبٌة التً نص علٌها المشرع فً الفصل 44من لانون الوظٌفة العمومٌة
إلى:
Page 26
جزاءات مالٌة :كالحذؾ من البحة الترلً واالنحدار من الطبمة ولمهمرة من الرتبة.
الجزاءات المإدٌة إلى إنهاء التوظٌؾ.
✓اإلنذار
✓التوبٌخ
✓االعفاء
بالنسبة للعموبات االولى والثانٌة والثالثة فهً تخضع لنفس الشروط والكٌفٌات المطبمة على
الموظؾ الرسمً التً سبمت االشارة الٌها ،أما االعفاء فٌمصد بها حذؾ الموظؾ من
االسبلن االدارٌة.
نستنتج أن عموبات اإلنذار –التوبٌخ الحذؾ البحة الترلً تخول للموظؾ المولوؾ حك
استرجاع رواتبه المحجوزة أما االلصاء المإلت من العمل ٌتم خصم مدة التولٌؾ المإلت
مع مدة عموبة االلصاء المإلت من راتبه وتحذؾ من الدمٌته االدارٌة وحموله المعاشٌة.
أما بالنسبة لبالً العموبات ٌتم حرمانه من أجرته باستثناء التعوٌضات العابلٌة وحذؾ المدة
الفاصلة بٌن تارٌخ سرٌان مفعول العموبة التؤدٌبٌة من ألدمٌته االدارٌة وحموله المعاشٌة.
Page 27
لمد نص المشرع فً لانون الوظٌفة العمومٌة على حك الموظؾ فً محو العموبة المرتكبة
فً ملؾ بعد مرور مدة معٌنة على تولٌعها وذلن تشجٌعا له على عدم تكرار الولوع فً
الخطؤ.
أوال :اآلجال
وفما لممتضٌات الفصل 53من النظام األساسً العام للوظٌفة العمومٌة فإن لكل موظؾ
52
الحك فً طلب محو آثار العموبة التؤدٌبٌة من ملؾ اإلداري بعد انصرام اآلجال التالٌة؛
-عشر سنوات بالنسبة لبالً العموبات المنصوص علٌها فً الفصل 44من النظام
األساسً العام للوظٌفٌة العمومٌة والفصل 4من المرسوم الملكً رلم 41846بتارٌخ
25ماٌو 2746الخاص بالموظفٌن المتمرنٌن.
ثانٌا :الشروط
أن ٌكون الموظؾ المطالب بسحب العموبة التؤدٌبٌة فً وضعٌة المٌام بالعمل -أن ٌتمدم
بطلب كتابً فً الموضوع مشفوعا برأي ربٌس المباشر ونسخة من لرار العموبة المراد
سحبها:
-إذا كانت العموبة موضوع طلب السحب صادرة عن اإلدارة (اإلنذار أو (التوبٌخ تسحب
من طرفها .إذا كانت العموبة موضوع طلب السحب صادرة بناء على التراح من المجلس
التؤدٌبً ،فٌتعٌن عرض ملؾ السحب على المجلس التؤدٌبً للبث فٌه دون حضور المعنً
باألمر.
52
الفصل 53من المانون األساسً للوظٌفة العمومٌة.
Page 28
الموظؾ ارتكب فعبل مخبل باألعراؾ اإلدارٌة والضوابط النظامٌة ٌمتضً اتخاذ ،فً حمه،
عموبة أشد من اإلنذار أو التوبٌخ (الفصل 44من النظام األساسً العام للوظٌفة العمومٌة).
وتبعا لهذاٌ ،تولى هذا المجلس دراسة نوع المخالفة المنسوبة للموظؾ واالطبلع على ملفه
اإلداري واستدعابه للمثول أمامه لصد إبداء رأٌه فً المنسوب إلٌه ،وذلن فً إطار
اإلجراءات المسطرٌة المانونٌة.
لضمان لانونٌة السلطة التؤدٌبٌة من طرؾ اإلدارة ،فإنه البد من االحترام مجموعة من
اإلجراءات المسطرٌة ،من حٌث استدعاء المجلس التؤدٌبً لبلجتماع وإبداء رأٌه فً العموبة
التؤدٌبٌة (الفمرة األولى) ،ولد عمل المشرع المؽربً على تنظٌم اختصاصات اللجنة
اإلدارٌة المتساوٌة األعضاء التً تنظر فً العموبة التؤدٌبٌة ،وذلن لكً تكون الجلسة لانونٌة
(الفمرة الثانٌة)
ٌجتمع المجلس التؤدٌبً بكافة األعضاء من ممثلً اإلدارة وممثلً الموظفٌن باستدعاء
كتابً من طرؾ اإلدارة التً ٌرجع لها اختصاص تحدٌد تارٌخ اجتماعه ،وبذلن ال ٌنبؽً
حضور أي عضو ٌكون مرتبا فً درجة ألل من درجة الموظؾ المعروض حالته على
المجلس التؤدٌبً ،وفً حالة تؽٌب عن الحضور أي عضو رسمً بسبب مشروع ٌتم
استدعاء العضو النابب سواء تعلك األمر بممثلً الموظفٌن أو ممثلً اإلدارة.54
وعند اجتماع المجلس التؤدٌبً ألول مرة فإن مداوالته تصح بحضور ربع أعضابه ،وٌعتبر
النصاب متوفرا ،أما فً حالة تعذر االجتماع األول ألعضاء المجلس التؤدٌبً ٌتم استدعاء
أعضاء المجلس المذكور فً ظرؾ 6أٌام ،وٌكون اجتماعه صحٌحا فً حالة حضور
النصؾ ،وعند حدوث صعوبة فً اجتماع لجنة من اللجان اإلدارٌة المتساوٌة األعضاء
53الفصل 43من النظام األساسً العام للوظٌفة العمومٌة صادر فً شؤنه ظهٌر شرٌؾ رلم 28368886بتارٌخ 2شعبان 2155
( )12فبراٌر ( 2736كما تم تعدٌله وتتمٌمه (ج) .ر .عدد 1151بتارٌخ 22أبرٌل 2736صفحة (.)722
54
دمحم والضحى“ ،اللجان اإلدارٌة المتساوٌة األعضاء بٌن النص التنظٌمً والممارسة” ،مطبعة ورالة تمارة ،سنة ،1887ص .75
Page 29
بسبب رفض أعضابها الحضور ٌتم حل اللجنة المذكورة من طرؾ ربٌس اإلدارة المعنٌة،
بعد موافمة السلطة الحكومٌة المكلفة بالوظٌفة العمومٌة ،وٌجب أن تتضمن االستدعاءات
الموجهة ألعضاء المجلس التؤدٌبً ،تارٌخ وساعة ومكان االجتماع ونسخ من الملؾ
التؤدٌبً فً ظرؾ مختوم ،وٌتعٌن على أعضاء المجلس االلتزام بكتمان السر المهنً فٌما
ٌتعلك بجمٌع المعطٌات المتعلمة بهذا الملؾ.
أما فٌما ٌتعلك بسٌر جلسات المجلس التؤدٌبً ،فإن ربٌس لمجلس التؤدٌبً ٌعمل فً بداٌة
االجتماع على التؤكد من توفر النصاب المانونً ،و ٌعلن عن افتتاح الجلسة ،ثم ٌعرض على
أعضاء المجلس التؤدٌبً جمٌع المعطٌات المتعلمة بالملؾ التؤدٌبً للموظؾ المتابع ،وٌتم
استدعاء الموظؾ المتابع للحضور أمام المجلس حٌث ٌتم تذكٌره فً البداٌة باألفعال
المنسوبة إلٌه واستفساره بشؤن اطبلعه على ملفه التؤدٌبً ،وتمكٌنه من اإلدالء بمبلحظاته
حول األفعال المنسوبة إلٌه ،إذا كان مإازرا بمحام ٌتم السماح له لحضور الجلسة ،أو أي
موظؾ من نفس اإلدارة ،وٌتم السماح للموظؾ المتابع بدعوة الشهود حول األفعال المنسوبة
إلٌه .
وعندما ٌُمدّم طلب التماس سواء من طرؾ الموظؾ المتابع أو دفاعه أو أحد أعضاء
المجلس التؤدٌبً ألجل تؤجٌل البحث فً الملؾ التؤدٌبً لئلدالء بوثابك تهم الملؾ أو
الستحضار شهود آخرٌن ،فإنه ٌتعٌن على المجلس تحدٌد أجل لبلجتماع الممبل ،مع تحدٌد
تارٌخ وساعة ومكان االجتماع دون تجاوز اآلجال المحدد فً ٌ 18وم من تارٌخ االجتماع
األول دون توجٌه استدعاء جدٌد ،وٌضمن ذلن فً محضر الجلسة ،أما إذا كان األمر ٌتعلك
بإجراء بحث تكمٌلً فإن هذا األجل ٌتمدد إلى ؼاٌة 1أشهر من تارٌخ االجتماع األول،
وٌجب أن ٌدلً المجلس التؤدٌبً برأٌه االستشاري فً أجل شهر واحد ابتداء من ٌوم رفع
النازلة إلٌه ،وٌمتد هذا األجل إلى ؼاٌة ثبلثة أشهر عند المٌام ببحث وفً حالة المتابعة
المضابٌة ٌمكن للمجلس التؤدٌبً أن ٌإجل اإلدالء برأٌه إلى ؼاٌة صدور الحكم من المحكمة
المختصة ،شرط أن ٌكون نهابٌا فً أي مرحلة من مراحل التماضً (أي فً حالة صدور
الحكم ابتدابٌا ولم ٌتم استبنافه وأصبح نهابٌا فإنه ٌعتد به).
Page 30
أما عن مداوالت المجلس التؤدٌبً فٌجب أن تكون سرٌة ولٌست عمومٌة وال ٌمكن حضور
أي شخص أجنبً ،وتمتصر مداوالت المجلس فمط عل األعضاء الذٌن شاركوا فً جمٌع
مراحل منالشة الملؾ التؤدٌبً ،وٌمكن لئلدارة استدعاء محامً للدفاع عنها أمام المجلس
التؤدٌبً ،وٌتخذ هذا األخٌر التراحات سواء باإلجماع أو بؤؼلبٌة األعضاء الحاضرٌن ،وفً
حالة تعادل األصوات فإنه ٌرجح الجانب الذي ٌوجد به ربٌس المجلس ،وٌكون التصوٌت
برفع األٌدي وأن ٌشارن فٌه كل أعضاء اللجنة الحاضرٌن ،وٌجب أن ٌكون ممرر اللجنة
موظفا تعٌنه اإلدارة لهذا الؽرض ،على أساس أن ال تكون له صلة بالملؾ التؤدٌبً ،كما أنه
ال ٌسمح له اإلدالء برأٌه أثناء سٌر جلسات المجلس إذا كان لٌس عضو لٌس عضوا به،
وٌمكن للمجلس التؤدٌبً أن ٌطلب إجراء بحث إن لم ٌكتفً بالمعلومات المعطاة له عن
األعمال المآخذ علٌها الموظؾ المعنً أو عن الظروؾ التً ارتكبت فٌها تلن األفعال ،وتبعا
للمبلحظات الكتابٌة التً تمدم له وتصرٌحات الموظؾ المتابع والشهود ونظرا لنتٌجة
التحمٌك ٌعطً المجلس رأٌه معلبل باألسباب فً العموبة ٌمترح اتخاذه إزاء األعمال التً
55
عولب علٌها المعنً باألمر ،وٌوجه هذا الرأي إلى السلطة الرباسٌة
تموم اللجان اإلدارٌة المتساوٌة األعضاء بوظٌفة المجالس التؤدٌبٌة وتعرض علٌها مخالفات
الموظفٌن لؤلخذ برأٌها لبل اتخاذ أي لرار تؤدٌبً ،وتعمل تحت نفوذ كل وزٌر فً اإلدارات
أو المصالح التً تدٌرها وٌكون لها الحك ضمن الحدود الممررة فً المانون األساسً وفً
المصادر الصادرة لتطبٌمه ،ولد أعطى المشرع المؽربً لهذه اللجان حك التدخل بصفة
استشارٌة فً جمٌع أنواع العموبات المنصوص علٌها فً الفصل 44من ظهٌر 12فبراٌر
2736المتعلك بالنظام األساسً للوظٌفة العمومٌة ما عدا عموبتً اإلنذار والتوبٌخ ،وهً
تنظر فً المضٌة إال بعد أن تحال إلٌه من طرؾ السلطة التً لها حك التؤدٌب ،وذلن بتمرٌر
55
دمحم والضحى ،مرجع سابك ،ص .77-76
Page 31
كتابً ٌتضمن بوضوح األعمال التً ٌعالب علٌها الموظؾ وإن التضى الحال الظروؾ
56
التً ارتكبت فٌها
فالمجلس التؤدٌبً ( اللجان اإلدارٌة المتساوٌة األعضاء)ٌ ،نظر فً المضاٌا المتعلمة بالتؤدٌب
والترلٌة ،وفً طلب سحب العموبات التؤدٌبٌة من ملؾ الموظفٌن ،فدور اللجان المتساوٌة
األعضاء ال ٌمتصر فً االستشارة بل ٌمتد دورها إلى مجاالت أخرى ،كؤن تنظر فً لضٌة
امتناع السلطة عن لبول االستمالة والتً تحال إلٌها من طرؾ المعنً باألمر ،وٌكون من
حمها إبداء رأي معلل باألسباب وتوجٌهه إلى السلطة ،57ولها كذلن الحك فً النظر فً
لضٌة امتناع الموظؾ المولوؾ مإلتا عن الرجوع إلى منصبه فً اآلجال الممررة ،والتً
ٌترتب علٌها حذفه من أسبلن الوظٌفة بطرٌك االمتناع.58
وصبلحٌات المجلس التؤدٌبً هو البث فً المضاٌا المعروضة علٌه وٌموم بالتراحات بشؤنها
داخل أجل شهر واحدٌ ،حسب ابتداء من الٌوم التً عرضت فٌه المضٌة على األنظار ،ؼٌر
أنه ٌجوز للمجلس تمدٌد هذا األجل فً حالة إجراء بحث تكمٌلً ،فً إطار التحمٌك البعدي
أو متابعته من طرؾ المحكمة إلى ثبلثة أشهر.
وارتباطا بما سبك ،فإن اللجان اإلدارٌة المتساوٌة األعضاء أنشؤت ال محال من أجل حماٌة
المصلحة العامة ،التً هً فوق كل اعتبار ،كما أنها أحدثت لحماٌة الموظؾ العمومً كونه
ارتكب مخالفة ،وأصبح محل مساءلة من طرفها وكونها ستحمٌه من أي تعسؾ من طرؾ
الجانب الثانً (اإلدارة) ،حتى وإن كانت آراء هذه المجالس لٌست سوى استشارٌة.
ال ٌمكن الحدٌث عن تؤدٌب الموظؾ العمومً دون التطرق للضمانات المخولة له ،سواء
الضمانات السابمة إلحالة الموظؾ على المجلس التؤدٌبً (الفمرة الثانٌة) أو الضمانات
المواكبة لتولٌع العموبة التؤدٌبٌة (الفمرة الثانٌة).
56
الفصل 44من الظهٌر الشرٌؾ 12فبراٌر 2732بمثابة النظام األساسً للوظٌفة العمومٌة رلم ، 2388المنشور بالجرٌدة الرسمٌة ،عدد 1151
بتارٌخ 22أبرٌل ، 2736الصفحة .412
57
الفصل 56من نفس الظهٌر الشرٌؾ.
58
الفصل 41من نفس الظهٌر الشرٌؾ.
Page 32
الفمرة األولى :الضمانات السابمة إلحالة الموظف العمومً على المجلس التأدٌبً
إذا كانت لئلدارة كامل الحرٌة فً تحرٌن مسطرة تؤدٌب الموظؾ عند إخبلله بواجباته
المهنٌة ،أو ارتكابه لفعل أو تصرؾ اعتبرته حسب سلطتها التمدٌرٌة خطؤ ،فإنه لٌس لها
الحك فً إحالة الموظؾ المتهم على المجلس التؤدٌبً دون احترام مجموعة من الممتضٌات،
بمعنى أنه لبل إلدام اإلدارة على إحالة الموظؾ على المجلس التؤدٌبًٌ ،متضً علٌها
ضرورة حماٌة حموق الدفاع (أوال) ،وكذلن التحمٌك مع المتهم وأخذ استفساراته(ثانٌا).
من المسلم به أنه ال ٌولع على الموظؾ عموبة تؤدٌبٌة إال إذا أحٌط تؤدٌبه بضمان حموله فً
الدفاع ،حٌث ٌمتضً ضرورة إشعار الموظؾ بما هو منسوب إلٌه وتمكٌنه من االطبلع
على ملفه.
ٌعتبر حك إشعار الموظؾ العمومً بما نسب إلٌه من الضمانات األساسٌة التً ٌتمتع بها
والتً أصبحت لها لٌمة دستورٌة ،59حٌث ال ٌمكن للسلطة التؤدٌبٌة تجاهله أثناء اتخاذها
لرارا معٌنا ،وٌجب أن ٌتضمن إشعار الموظؾ العمومً جمٌع تفاصٌل التهم الموجهة إلٌه،
وكافة األدلة التً فً حوزة اإلدارة التً تبثث ولوع هذه المخالفات ونسبتها إلٌه وإال اعتبر
لرار اإلدارة معٌبا.60
• أن ٌكون اإلشعار على شكل إنذار للموظؾ لحثه على العودة إلى عمله فً حالة ترن
الوظٌفة وذلن فً أجل 5اٌام وفك ما جاءت به ممتضٌات الفصل 53مكرر من النظام
األساسً للوظٌفة العمومٌة؛
59
الفصل 52من الدستور المؽربً .1822
60
المجلس األعلى ،لرار الؽرفة اإلدارٌة بالمجلس األعلى رلم ،1877811بتارٌخ 6أبرٌل .2777
Page 33
• توجٌه اتهام للموظؾ المعنً باألمر وإعطاءه الفرصة كاملة لرد االتهام عن نفسه 61؛
وعموما فإن مسطرة ضمانة حك الدفاع فً المانون المؽربً ،تمدم للموظؾ العمومً
إٌضاحات حول الخطؤ الذي ارتكبه ،وذلن لبل استكمال بالً اإلجراءات المسطرٌة األخرى
كالمثول أمام المجلس التؤدٌبً مثبل ،إذ أن ما ٌمكن مبلحظته حول مبدأ تمدٌم اإلٌضاحات
واالستفس ارات هو أن تطبٌمها ٌتطرق إلى كل األخطاء سواء كانت بسٌطة أو جسٌمة أن
عموبة اإلنذار والتوبٌخ التً تختص بها السلطة الرباسٌة ال ٌمكن تولٌعها إال بعد استفسار
المعنً باألمر ،لكن ما ٌجب التؤكٌد علٌه بخصوص هاتٌن العموبتٌن هو تولٌعها المتزاٌد
بالرؼم من مسطرة اإلٌضاح هاته ،وذلن ال لشًء سوى لعدم خضوعها لسلطة المجلس
التؤدٌبً من جهة ،ولعدم لدرة أي موظؾ فً متابعة اإلدارة لضابٌا بخصوص هاتٌن
62
العموبتٌن من جهة ثانٌة
ولد استمر المضاء اإلداري منذ المدم على أن كل مخالفة لهذا اإلجراء ٌترتب عنها عدم
مشروعٌة الجزاء ،حٌث لضى مجلس الدولة الفرنسً ،63بؤنه على الجهة المختصة واجب
إشعار المتهم بالمنسوب إلٌه وإؼفال اي عنصر من عناصر االتهام ٌجعل المرار التؤدٌبً
معٌبا ولاببل لئلبطال إال إذا كان هذا العنصر ؼٌر جوهري وؼٌر مإثر” ،وهذا ما ذهبت
إلٌه المحكمة اإلدارٌة بمكناس ،64حٌث أحاطت سلطة تولٌع الجزاءات التؤدٌبٌة بمجموعة
من المٌود من جملتها إشعار المعنً باألمر موضوع المساءلة التؤدٌبٌة حول المنسوب إلٌه
لبل تولٌع الجزاء ،وحٌث أنه بمراجعة وثابك الملؾ ٌتبٌن أن الجهة المدعى علٌها لامت
بتولٌع عموبة اإلنذار على المدعً دون استفساره حول المنسوب إلٌه ودون االستماع إلٌه
واإلدالء ببٌاناته ،لذلن تكون لد خرلت المانون وحرمت المدعً من إحدى الضمانات
التؤدٌبٌة األساسٌة األمر الذي ٌجعل المرار الذي لد صدر مخالفا للشكلٌات اإلجرابٌة البلزم
61
فدوى صبحً النظام التؤدٌبً للموظؾ العمومً فً المؽرب” ،رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعممة ،شعبة المانون العام ،جامعة عبد الملن
السعدي ،كلٌة العلوم المانونٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة ،طنجة ،السنة الجامعٌة ، 1884-1883ص.215
62
الحاج شكرة ” ،الوظٌفة العمومٌة والموظؾ فً المانون اإلداري المؽربً دار الملم للطباعة والنشر والتوزٌع الرباط ،الطبعة الثانٌة ،سنة 1885
ص .275
63
حكم مجلس الدولة الفرنسً الصادر بتارٌخ 16مارس 2736أورده عمر وفإاد وأحمد بركات ،السلطة التؤدٌبٌة دراسة ممارنة ،مكتبة النهضة
العربٌة ،الماهرة ،2757 ،ص .132
64
المحكمة اإلدارٌة بمكناس ،حكم رلم ، 21بتارٌخ 13أبرٌل ،2774عبد الحك نورالدٌن ضد الوكالة المستملة لتوزٌع الماء والكهرباء بمكناس،
المجلة المؽربٌة لئلدارة والتنمٌة ،عدد 25أكتوبر – دجنبر ،2775 ،ص .248
Page 34
احترامها فً مسطرة التؤدٌب ،وبالتالً ٌتعٌن الحكم بإلؽابه وذلن دونما حاجة إلى منالشة
أسباب الطعن األخرى.
هذا ،وإذا كان األصل أن المشرع لم ٌشترط خضوع اإلشعار لشكل معٌن وإنما ٌكتفً
إشعار المعنً باألمر بؤي وسٌلة ،65إال أن الماضً اإلداري استمر على أن إثبات اإلشعار
ٌبمى على عاتك اإلدارة فً محل إلامة المعنً باألمر وداخل أجل معمول ،وكل مخالفة لهذه
الممتضٌات ٌترتب عنها اإللؽاء ،على أنه ال ٌمكن لئلدارة أن تتذرع بتوجٌه اإلشعار إلى
المعنً باألمر ،ولكن ٌشترط أن تثبت بؤن هذا األخٌر لد استلم اإلشعار فعبل ،وال ٌعفٌها فً
ذلن أن تستند إلى صعوبة تنفٌذ اإلخطار إال إذا كان عدم االستبلم راجعا إلى خطؤ من جانب
الموظؾ.
وتجدر اإلشارة إلى أنه من حك اإلدارة اتخاذ لرار العزل فً حك الموظؾ الذي ترن
وظٌفته دون إحالته إلى المجلس التؤدٌبً ،لكن شرٌطة أن توجه له إنذار من أجل االلتحاق
بعمله خبلل السبعة اٌام الموالٌة لتبلٌػ اإلنذار إلٌه ،والذي ٌبمى بدون جدوى وذلن طبما
للفصل 53مكرر من النظام األساسً للوظٌفة العمومٌة.
لذا ٌمكن المول إن اإلنذارٌ ،عتبر من الشكلٌات األساسٌة التخاذ لرار العزل فً حالة ترن
الوظٌفة ،والتً ٌإدي اإلخبلل بها إلى جعل هذا المرار متسما بتجاوز السلطة لعٌب مخالفة
الشكل وموجبا بالتالً للتصرٌح بإلؽابه ،كما ٌعد إجراءات جوهرٌا على اإلدارة مراعاته
حٌث ٌمع علٌها عبء إثبات تبلٌػ هذا اإلنذار ،وإن أدلت بنسخة منه التً تفٌد أنه و ّجه إلى
الطاعن بتارٌخ كذا… تحت عدد كذا…إال أن شهادة االستبلم ال تحمل تولٌعه مما ٌجب معه
إلؽاء الممرر.
والوالع أن اإلدارات العمومٌة ؼالبا ما تجد صعوبات كثٌرة فً التعامل مع نص الفصل 53
مكرر من النظام األساسً للوظٌفة العمومٌة خصوصا فً مجال إثبات والعة تبلٌػ الموظؾ
باإلنذار الموجه إلٌه ،ومن بٌن هذه الصعوبات أن الموظؾ المعنً باإلنذار ؼالبا ما ٌعرؾ
مضمونه ،وٌفضل عدم سحبه من البرٌد أو أن هذا الموظؾ ال ٌترن عنوانه صحٌحا
65
دمحم األعرج“ ،لاضً المحاكم اإلدارٌة وحماٌة حموق الموظؾ من خبلل الرلابة على مسطرة حك الدفاع” ،منشورات المجلة المؽربٌة لئلدارة
والتنمٌة ،سلسلة مواضٌع الساعة ،العدد ،1882 ،25ص .284
Page 35
إلدارته أو أنه ٌنتمل إلى عنوان جدٌد دون إشعار إدارته بذلن ،أو أن ٌدلً بعنوانه الشخصً
الذي لد ٌؽادره فً اتجاه العنوان الذي تمٌم به أسرته ؼٌر المعروؾ من طرؾ اإلدارة ،فكل
هذه الصعوبات تإدي إلى عدم توصل المعنً باألمر باإلنذار وفً حالة اتخاذ عموبة العزل
فً حمه فإن المضاء ٌتصدى لهذا المرار اإلداري باإللؽاء لكون اإلدارة لم تستطع إثبات
حصول تبلٌػ الموظؾ باإلنذار ،وجدٌر بالذكر أن الفصل السالؾ ذكره لم ٌنص صراحة
على طرٌمة خاصة لتبلٌػ اإلنذار ،هل بالبرٌد المضمون أو البرٌد العادي أو بطرٌمة
أخرى.66
إال أن المجلس األعلى فً لراره الصادر بتارٌخ ٌ 14ولٌوز 2762تحت عدد 246اشترط
أن ٌتم التبلٌػ وفك المواعد المنصوص علٌه فً لانون المسطرة المدنٌة ،فمد جاء فً هذا
المرار بالحرؾ” ٌكون مشوبا بالتجاوز فً استعمال السلطة المرار اإلداري الذي فصل
الموظؾ بدعوى عدم االلتحاق بالعمل دون أن ٌوجه إلٌه إنذار مسبك بذلن وٌبلػ به وفك
المواعد المنصوص علٌها فً لانون المسطرة المدنٌة ،وٌعد سحب اإلنذار بمثابة رفض
له”.67
ٌعتبر هذا الحك من الضمانات األساسٌة التً ٌتمتع بها الموظؾ العمومً المؽربً ،لتولٌع
عموبة تؤدٌبٌة ،وهو ٌهدؾ إلى حماٌة الموظؾ عن طرٌك إعطاءه فرصة لبلستفادة من ملفه
اإلداري لتحضٌر دفاعه ،ولد كرس هذا الحك فً النظام األساسً للوظٌفة العمومٌة حٌث
ٌنص الفصل 45على ما ٌلً” للموظؾ المتهم الحك فً أن ٌطلع على ملفه الشخصً
بتمامه وعلى جمٌع الوثابك الملحمة به ،وذلن بمجرد ما تمام علٌه الدعوى التؤدٌبٌة…”.
وبذلن استمر كل من الفمه والمانون والمضاء على اعتبار حموق الدفاع ،وخاصة تمكٌن
الموظؾ من االطبلع على ملفه التؤدٌبً من المبادئ العامة للمانون ،إذ أن اإلخبلل به ٌإدي
إلى اتسام المرار اإلداري بعدم المشروعٌة الموجبة لئللؽاء ،وٌعتبر الشكل الكتابً فً تمدٌم
66
المصطفى التراب“ ،المختصر العملً فً المضاء والمانون مطبعة األمنٌة ،الرباط ،سنة ،1821ص .262 – 261
67
أورده مصطفً التراب فً” المنازعات اإلدارٌة فً مجال الوظٌفة العمومٌة على ضوء اجتهادات المجلس األعلى” ،منشورات المجلة المؽربٌة
لئلدارة المحلٌة والتنمٌة 28-سنة من المضاء اإلداري المؽربً ،مواضٌع الساعة ،عدد ،22ص .17
Page 36
وسابل الدفاع وإطبلع الموظؾ على ملفه الشخصً هو أكثر تناسبا مع حسن سٌر العمل
اإلداري ،ألنه ٌشكل حجٌة استٌفاء هذا الحك من طرؾ الموظؾ ،إضافة إلى أنه ٌشكل
إثبات فً حالة التنازع على األمر فً ولت الحك ،وٌتمثل المبدأ األصلً هنا فً مسإولٌة
اإلدارة فً تسهٌل كافة الصعوبات التً تعترض سبٌل الموظؾ فً اإلحاطة بمضمون
الوثابك اإلدارٌة.
والعمل بهذا االلتزام من طرؾ اإلدارة ٌكتنفه العدٌد من المصاعب خاصة فٌما ٌتعلك
بالنسبة السلٌمة لئلدارة فً تسهٌل الولوج للملؾ الشخصً ،ومدى توفٌر بٌانات صحٌحة أو
مشوبة بالخطؤ ،وهو الشًء الذي من شؤنه أن ٌإثر سلبا أو إٌجابا على الموظؾ محل
التؤدٌب ،اضؾ إلى ذلن ان تمة حدود ولٌود الزم مراعاتها بشؤن توفٌر اإلدارة التٌسٌر
والمساعدة بشؤن االطبلع ،والعلم بتلن الوثابك حرصا على العدٌد من االعتبارات المتصلة
بسرٌة وثابك اإلدارة وسبلمتها ،األمر الذي لد ٌحد إلى درجة كبٌرة من التمتع بحك االطبلع
على الملؾ أو الوثابك اإلدارٌة ،ذلن الحك الذي أصبح فً الولت الحالً من بٌن اهم
مفردات الحرٌات العامة لؤلفراد تطبٌما لمبدأ “دممرطة اإلدارة” بشمٌه األساسٌٌن المتمثلٌن
فً المشاركة اإل ٌجابٌة فً لواعد اإلجراء المهددة إلصدار المرارات اإلدارٌة من ناحٌة،
ومن جهة أخرى فً كفالة تمتع األفراد بالدفاع عن حمولهم بالوسٌلة األكثر مبلءمة لهم فً
ضوء ما أحٌطوا به علما من معلومات.68
69
كما أن منشور الوزٌر األول المتعلك بتمثٌل المحامٌن للموظفٌن أمام المجالس التؤدٌبٌة
شدد على ذات المبدأ وأوصى صراحة بوجوب تٌسٌر عملٌة إطبلع الموظؾ على ملفه:
“… باإلضافة إلى ذلن فإن حك الموظؾ المتهم فً الدفاع عن نفسه ترتب عنه ضمانات
تؤدٌبٌة أخرى تمثل أساسا فً وجوب اطبلعه على ملفه الشخصً بتمامه وعلى جمٌع
الوثابك الملحمة به لبل اجتماع المجلس التؤدٌبً ،وعلٌه أطلب منكم تمدٌم التسهٌبلت
الضرورٌة”.
68شاٌب أناس عبد اإلله“ ،الضمانات الممنوحة للموظؾ العمومً عند تعرضه للتؤدٌب مساهمة تحلٌلٌة ،المجلة المؽربٌة لئلدارة
المحلٌة و التنمٌة ،مارس-أبرٌل ،1821 ،العدد ،281ص.57
69
منشور الوزٌر األول (ربٌس الحكومة حالٌا) رلم 2874بتارٌخ فاتح فبراٌر 2774حول تمثٌل المحامٌن للموظفٌن المتابعٌن أمام المجلس
التؤدٌبً ،المنشور بالمجلة المؽربٌة لئلدارة المحلٌة والتنمٌة ،سلسلة نصوص ووثابك ،عدد ،261سنة ،1885ص .112
Page 37
وعلٌه فحك االطبلع على الملؾ ٌعتبر ضمانة جوهرٌة فً المساءلة التؤدٌبٌة لكونهٌ ،فسح
المجال أمام الموظؾ المتهم لبلستفادة من ملفه فً تحضٌر وسابل دفاعه لصد دفع التهم
المنسوبة إلٌه ،وكل إخبلل بهذا اإلجراء ٌجعل المرار التؤدٌبً معرضا لئللؽاء ،وفً ذلن
لضت الؽرفة اإلدارٌة فً لضٌة موالي الٌزٌد العلوي 70بؤنهٌ“ :ستفاد من البحث أن اإلدارة
أثناء المسطرة التؤدٌبٌة امتنعت عن تمكٌن الطاعن من االطبلع على ملفه اإلداري بدعوى
أنه سر ،األمر الذي أدى بالسلطة التؤدٌبٌة استناد إلى رأي المجلس التؤدٌبً إلى أن تصدر
فً حك المعنً باألمر لرار العزل من الوظٌفة دون أن ٌتمكن هذا األخٌر من الدفاع عن
نفسه معززا فً هذا الشؤن بمساعدة المحامً الذي اختاره لهذه المهمة ،مما ٌشكل إخبلال
جوهرٌا بحموق الدفاع.
إجماال فمد عمل الماضً اإلداري جاهدا وفً حاالت عدٌدة من أجل ضبط الموازنة بٌن كل
من المصلحتٌن اإلدارٌة والفردٌة ،بصدد تحمٌك لاعدة التمكٌن من االطبلع على الوثابك
اإلدارٌة ممررا عدم منح هذا الحك إال للفرد الذي ٌعنٌه المرار اإلداري المزمع إصداره،
فضبل عن ذلن إلزام اإلدارة فً هذه الحالة بتمكٌن المعنً باألمر من المعرفة واالطبلع
الكاملٌن وبصورة شاملة على الوثابك اإلدارٌة ،إضافة إلى إلزام اإلدارة بتسهٌل عملٌة
مراجعة الملؾ التؤدٌبً فً محل اإلدارة ،وذلن لتٌسٌر األمر على العاملٌن وإحاطتهم بكافة
الظروؾ والمبلبسات التً على ضوبها ستصدر اإلدارة لرارها التؤدٌبً.71
ٌعتبر التحمٌك مع المتهم من بٌن أهم الضمانات التً خولها المشرع للموظؾ العمومً،
وٌبدأ بجمع األدلة المثبتة بولوع المخالفة أو عدم ولوعها ،فالمشرع المؽربً لم ٌحدد الجهة
المختصة بتحمٌك اإلداري وال بكٌفٌة المٌام به ،وعلٌه فإن الجهة التً لها الحك المٌام بهذه
المهم ة هً السلطة التً تملن حك التؤدٌب ،بمساعدة المجلس التؤدٌبً بناء على تمرٌر كتابً
من طرؾ السلطة التؤدٌبٌة ،حٌث ٌجب أن ٌتضمن هذا األخٌر بوضوح األعمال التً سوؾ
70
الؽرفة اإلدارٌة بالمجلس األعلى ،لرار رلم 323بتارٌخ 22مارس 2744أورده فإاد لٌشوح“ ،دور الماضً اإلداري فً تكرٌس حك الموظؾ
العمومً فً الدفاع خبلل سٌر الدعوى التؤدٌبٌة” ،تعلٌك على حكم المحكمة اإلدارٌة بالرباط ،رلم 444المإرخ فً 11فبراٌر ،1821ص .146
71شاٌب أناس عبد اإلله“ ،الضمانات الممنوحة للموظؾ ،العمومً عند تعرضه للتؤدٌب-مساهمة تحلٌلٌة” ،م.س ،ص.62
Page 38
ٌعالب علٌها الموظؾ وعند االلتضاء الظروؾ التً ارتكبت فٌها تلن األعمال ،وفً حالة
لصور المعلومات الممدمة للمجلس التؤدٌبً ٌمكن أن ٌؤمر هذا األخٌر بالمٌام ببحث حول
األفعال موضوع المتابعة حول الظروؾ المحٌطة به.72
وٌجب أن ٌصدر المجلس التؤدٌبً لرارا معلبل استنادا إلى التمرٌر الممدم إلٌه باإلضافة إلى
شهادة الشهود والتصرٌحات المعنً باألمر ،وكذا نتابج التحمٌك وذلن فً أجل شهر واحد
ابتداء من ٌوم النازلة على أن ٌمتد هذا األجل إلى ثبلث أشهر عند المٌام ببحث ،أما فً حالة
المتابعة من طرؾ المحكمة الزجرٌة فإنه ٌمكن للجنة اإلدارٌة المتساوٌة األعضاء أن تإجل
اإلدالء برأٌها إلى ؼاٌة صدور الحكم من تلن المحكمة.73
هذا وتجدر اإلشارة إلى أن لانون الوظٌفة العمومٌة لم ٌتضمن أي إشارة إلى ولت إجراء
تحمٌك وال الجهة المختصة بإجرابه 74حٌث ٌمكن أن نستنج من خبلل لراءتنا الباب المتعلك
بالتؤدٌب أن التحمٌك ٌكون سابما على إحالة المضٌة على المجلس التؤدٌبً ،باعتبار أنه ٌنظر
فً المضٌة بناء على نتابج التحمٌك المجرى مع الموظؾ.
ونظرا لما للتؤدٌب من انعكاسات سلبٌة على الحٌاة اإلدارٌة للموظؾ ،فٌنبؽً التؤكد من
ضرورة الحرص على تطبٌك مسطرة التحمٌك بكل دلة ،والتؤكد من صحة التمارٌر التؤدٌبٌة
الواردة على الرإساء اإلدارٌٌن ،وإن أمكن إٌفاء لجنة للتمصً تموم باالستماع إلى ألوال
الربٌس المباشر حول األفعال المنسوبة إلى المتهم ،وبتفتٌش دلٌك للوثابك والمستندات ،وفً
هذا اإلطار ٌنبؽً التركٌز على الجوانب الؽامضة والظروؾ المحٌطة بالحادث والتعامل
معها لدر اإلمكان بنوع من الحذر والحٌطة بهدؾ التؤكد والوصول إلى الحمٌمة من خبلل
ربط الولابع ببعضها البعض ،75وإذا كانت الحمٌمة هً الهدؾ األخٌر الذي ٌرجو المحمك
بلوؼه ،فمد بات من المإكد تسلحه باإلٌمان والموضوعٌة والصدق فً التحمٌك من جهة،
72
فدوى الصبحً“ ،النظام التؤدٌبً للموظؾ العمومً فً المؽرب” ،رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعممة ،المانون العام ،جامعة عبد الملن
السعدي ،كلٌة العلوم المانونٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة ،طنجة السنة الجامعٌة ،1884-1883ص.216
73
الفصل 58من الظهٌر الشرٌؾ 12فبراٌر 2736المتعلك بالنظام األساسً للوظٌفة العمومٌة.
74
سلٌمان محمود إبراهٌم حسان“ ،الموظؾ العمومً وتؤدٌبه فً المانون المؽربً ،دراسة ممارنة” ،رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا فً المانون
العام ،جامعة دمحم الخامس ،كلٌة العلوم المانونٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة جامعة دمحم الخامس الرباط السنة الجامعٌة ،2763-2762ص .281
75
مذكرة وزارة التربٌة الوطنٌة رلم 281بتارٌخ 12جمادي األولى 27(2177أبرٌل .)2757
Page 39
واعتماد منهج الشن الموصل إلى الٌمٌن وسٌلة لبلوغ الحمٌمة التً ٌرجى من لجنة التحمٌك
بلوؼها مع استحضار اآلثار التً سوؾ تترتب على التحمٌك.
هذا وتختلؾ تزكٌة الجهة المختصة بالتحمٌك حسب السلم اإلداري ،وؼالبا ما تستند إلى أحد
الموظفٌن فً المصلحة أو المسم ٌشتؽل به المتهم إال أنه فً بعض الحاالت فالمفتشٌة العامة
للوزارة هً التً تسهر على ذلن ،وٌعتبر النظام التؤدٌبً فً الوظٌفة العمومٌة محركا
نشٌطا داخل الجهاز اإلداري ،ألنه ٌضمن تنظٌما محكما فً مجتمع الوظٌفة التً تهدؾ إلى
تحمٌك الصالح العام باألساس.76
كما أن األخذ بتصرٌحات الموظؾ المخل بالتزاماته المهنٌة من الضمانات األساسٌة التً
منحها المشرع للموظؾ للدفاع عن حموله ،حٌث ٌنص الفصل 45من النظام األساسً
للوظٌفة العمومٌة بؤنه” ٌمكن للموظؾ المتهم أن ٌمدم إلى المجلس التؤدٌبً مبلحظات كتابٌة
أو شفاهٌة…” ،لهذا فإن السلطة المختصة بالتؤدٌب ال ٌحك أن تتخذ أي إجراء تؤدٌبً فً
حك مرتكب المخالفة إال بعد إبداء الموظؾ العمومً مبلحظاته حول األفعال المنسوبة
إلٌه.77
هكذا ٌمكن المول إن عدم األخذ بتصرٌحات المتهم ٌمثل خروجا عن مبدأ حك الدفاع من
منطك العدالة بصفة عامة ،ألن هذا المبدأ وجد أصبل لحماٌة الموظؾ من كل التعسفات
اإلدارٌة ،وحفاظا على هذا المبدأ ألزم المشرع المضاء واإلدارة بضرورة استشارة هٌبات
استشارٌة لبل تولٌع أي لرار تؤدٌبً باستثناء عموبتً والتوبٌخ اللتان اشترط فٌه أن ٌكون
معلبل ،وإال اعتبر المرار المتخذ بشؤنهما ملؽى بسبب التجاوز فً استعمال السلطة.78
76
عمروشً دمحم“ ،السلطة التؤدٌبٌة فً الوظٌفة العمومٌة” ،أطروحة لنٌل الدكتوراه فً المانون العام ،جامعة دمحم الخامس ،كلٌة العلوم المانونٌة
وااللتصادٌة واالجتماعٌة ،أكدال ،الرباط ،1884-1883 ،ص.271 ،
77
فدوى الصبحً“ ،النظام التؤدٌبً للموظؾ العمومً فً المؽرب” ،مرجع سابك ،ص .218
78
حكم المحكمة اإلدارٌة بمكناس ،عدد 1824821الصادر بتارٌخ 13أبرٌل ،2774منشور بالمجلة المؽربٌة لئلدارة المحلٌة والتنمٌة ،عدد ،6-5
سنة .2772
Page 40
وٌتجلى دور المجلس التؤدٌبً المعروض علٌه لضٌة الموظؾ المتابع تؤدٌبٌا أن ٌستدعٌه
من أجل سماع ألواله وأن ٌستحضر معه بعض الشهود مدافعا باختٌاره ،79حٌث تعد
االستعانة بمحام من أهم ضمانات التحمٌك ،والمحاكمة العادلة وذلن للعدٌد من األسباب:
أن حضور المحامً مع موكله أثناء التحمٌك أو المحاكمة فٌه ضمان لسبلمة اإلجراءات
ولعدم استعمال الوسابل ؼٌر الجابز استعمالها ضده ،فضبل أنه ٌهدأ المتهم وٌساعده على
االتزان والهدوء فً إجابته؛ للمحامً دوره فً المساعدة للوصول إلى الحمٌمة بصدد األفعال
المنسو بة إلى الموظؾ ،ومن تم فهو ال ٌخدم المتهم وحده بل وٌخدم سلطة العماب كذلن،
وهو ما ٌمكن أن ٌإدي إلى حفظ التحمٌك أو إلناع سلطة التحمٌك بتولٌع عموبة خفٌفة ،ومن
تم ال ٌحال الموظؾ على مجلس التؤدٌب او المحاكمة التؤدٌبٌة ،وهذا ما ٌحد من طول
إجراءات التؤدٌب وٌختصر المدة التً ٌظل فٌها الموظؾ رهن التحمٌك والمحاكمة ،مما
ٌحمك مصلحة المرفك والموظؾ معا ،80كما أنه ونظرا ألهمٌة شهادة الشهود فإن ؼالبٌة
التشرٌعات تنص على أنها من ممتضٌات حك الدفاع ومظاهره األساسٌة أن ٌسمح للموظؾ
بإحضار الشهود ،والمضاء اإلداري المؽربً ٌحرص على ممارسة الموظؾ المتهم حك
إحضار الشهود فً إطار لاعدة حك الدفاع ،وأن أي إؼفال أو حرمان من الحك ٌعد تجاوزا
فً استعمال السلطة وإخبلال جوهرٌا بمبدأ حك الدفاع نظرا لما لشهادة الشهود من دور
كبٌر فً إثبات التهم المنسوبة للموظؾ أو نفٌها81؛
ٌمكن تلخٌص الضمانات المواكبة لتولٌع العموبة التؤدٌبٌة فً ضمانات الحٌدة أو الحٌاد
(أوال) وكذا تعلٌل المرارات اإلدارٌة التؤدٌبٌة (ثانٌا)
79
انظر الفصل 45من الظهٌر الشرٌؾ 12فبراٌر 2736المتعلك بالنظام األساسً للوظٌفة العمومٌة.
80
أمانً زٌن بدر فراج“ ،النظام المانونً لتؤدٌب الموظؾ العام فً بعض الدول العربٌة واألوربٌة – دراسة ممارنة” ،دار الفكر
والمانون للنشر والتوزٌع ،الطبعة ،1828ص .131
81
دمحم األعرج“ ،المساطر اإلدارٌة ؼٌر المضابٌة “دراسة لانونٌة لفاعلٌة لواعد اإلجراء والشكل فً المرارات اإلدارٌة” ،منشورات المجلة
المؽربٌة لئلدارة المحلٌة والتنمٌة ،سلسلة مإلفات واعمال جامعٌة عدد ،1881 ،25ص .47
Page 41
ٌمكن إجمال مبادئ الحٌدة فً إجراءات التحمٌك ،حٌث ٌجب على المحمك أال ٌإثر أثناء
أجوبة الموظؾ المتهم لمول ما ال ٌرٌد لوله ،بل البد أن ٌترن للمتهم الحرٌة الواسعة فً
الجواب وأال ٌمارس علٌه أي أشكل من أشكال الضؽط ،كما ٌجب على هذا المحمك أال
ٌشترن فً عضوٌة المجلس التؤدٌبً ،وبعٌدا عن المحمك فإن العضو المإهل للمشاركة فً
االستشارة التؤدٌبٌة أال ٌكون فً درجة أدنى من الموظؾ المتهم ،أن ٌكون عضو المجلس
التؤدٌبً لد اتهم فً لضٌة مشابهة لتلن التً دعً إلبداء الرأي فٌها.82
ولد نص المانون الوظٌفً على مجموعة من الشروط التً ٌنبؽً توفرها فً المجالس
التؤدٌبٌة ،والتً تتعلك باألساس بطرٌمة عمل هذه المجالس وفً التركٌبة البشرٌة المكونة
لها ،وهً شروط تتوخى ضمان نزاهة المجالس التؤدٌبٌة وإضفاء الطابع الدٌممراطً على
تسٌٌر شإونها بدلٌل وجود منتخبٌن ٌمثلون الموظفٌن وٌحضون بتمثٌلٌة متساوٌة لتمثٌلٌة
اإلدارة ،كما أن المجلس األعلى حرص على التزام اإلدارة بعرض كل الحاالت الواردة فً
الفصل 44من النظام األساسً للوظٌفة العمومٌة ورتب على عدم احترام اإلدارة لهذه
التشكٌلة بطبلن لراراتها التؤدٌبٌة ،وهذا ما جاء فً لرار المجلس األعلى حٌث
صرح”… وحٌث ال ٌوجد بالملؾ ما ٌثبت مراعاة اإلدارة للضمانات التؤدٌبٌة المتمثلة فً
استشارة المجلس ألتؤدٌبً 83ولضى بإلؽاء المرار المطعون فٌه.
ٌعتبر تعلٌل المرارات اإلدارٌة التؤدٌبٌة من الضمانات األساسٌة للموظؾ العمومً ،إذ أنه
ٌبٌن للمعنً باألمر ما إذا كانت األخطاء التً ولع العماب على أساسها لد تمت مواجهته
بها ،ومدى أخذ السلطة التؤدٌبٌة بما لدمه من دفاع ومدى التزام هاته السلطة باالعتبارات
المانونٌة فً تولٌع العماب.84
وٌعد التعلٌل شرط شكلً فً المرار اإلداري من خبلل الوظٌفة التً ٌإدٌها سواء بالنسبة
لؤلفراد ،ألن ٌساهم فً التناعهم أو تفهمهم للمرارات مما ٌمكنهم من ممارسة حمهم فً
82
الحاج شكرة“ ،الوظٌفة والموظؾ فً المانون اإلداري المؽربً” ،مرجع سابك ،ص .277
83
الؽرفة اإلدارٌة بالمجلس األعلى لرار رلم 26الصادر بتارٌخ ٌ 25ولٌوز 2747منشور بمرارات المجلس األعلى فً المادة اإلدارٌة – 2736
.2775
84
الحاج شكرة“ ،الوظٌفة والموظؾ فً المانون اإلداري المؽربً” ،مرجع سابك ،ص .188
Page 42
التظلم اإلداري ،أو المضابً فً ظل إحاطة شاملة بؤسباب المرارات ،أو بالنسبة للماضً
الذي سوؾ ٌتضح له أن مهمته فً الرلابة على مشروعٌة المرار أصبحت تتم بسهولة
وٌسر ،باإلضافة إلى ذلن كله ٌموم التعلٌل بدور هام فً حماٌة مبدأ المشروعٌة.85
ولمد استمرت أحكام المضاء اإلداري على لاعدة مفادها أنه ال وجوب للتعلٌل إال بنص
لانونً صرٌح أو حتى إذا لم ٌتدخل المشرع المؽربً ،وٌلزم بالتعلٌل ٌتعٌن الرجوع إلى
المبدأ العام الذي ٌمتضً بؤن ال إلزام بالتعلٌل وأن اإلدارة مطالبة باإلفصاح عن على المرار
فً مذكراته ا الجوابٌة ،وحتى إذا تماعست عن ذلن رؼم إنذارها تكون الموافمة على ولابع
الطلب تعرض لرارها لئللؽاء ،وهذا ما ذهب إلٌه المجلس األعلى وهو ٌمضً برفض
الطعن الممدم ضد الممرر الصادر عن لابد مركز الفمٌه بن صالح الماضً بإٌماؾ الطاعن
عن عمله كسابك ألنه لم ٌكن ٌوجد أي نص لانونً ٌوجب على اإلدارة تعلٌل لرارها ،وأن
اإلدارة بٌنت أسباب لراراها فً مذكراتها الجوابٌة ،وعززت ذلن بوثابك تثبت ما نسب إلى
الطاعن من إخبلل بواجباته المهنٌة.
لذلن واستنادا للمبررات السالفة الذكر فمد استمر المضاء اإلداري المؽربً ،سواء لبل دخول
لانون المحاكم اإلداري 22-78.حٌز التنفٌذ أم بعده وأٌضا لبل صدور لانون 81-82على
لاعدة مفادها ال وجب للتعلٌل بدون نص صرٌح ،وإذا كانت اإلدارة لم تكن ملزمة سابما
تعلٌل لراراتها اإلدارٌة ،فإن بعد صدور لانون 81-82أصبح تعلٌل لراراتها ضرورة ملحة
فً الولت الراهن ،وذلن لتعزٌز المإسسات المانونٌة المابمة على صٌانة حموق الموظفٌن
وحرٌاتهم ،إن شاءوا ٌمارسوا حمهم فً التظلم اإلداري أو المضابً فً ظل إحاطة شاملة
بؤسباب المرارات ،أو بالنسبة لئلدارة ألنه سٌفرض علٌها دراسة كل حالة بما ٌستحك من
االهتمام البلزم ،أو سواء بالنسبة للماضً اإلداري الذي سوؾ ٌرى أن مهمته فً الرلابة
على مشروعٌة المرار أصبحت تتم بسهول وٌسر.
وإذا كان التعلٌل هو إفصاح كتابة فً صلب المرار اإلداري عن االعتبارات الوالعٌة
والمانونٌة التً كانت وراء إصدار المرار اإلداري ،فإنه بهذا المعنى ٌختلؾ عن السبب فً
85
دمحم األعرج“ ،المساطر اإلدارٌة ؼٌر المضابٌة “دراسة لانونٌة لفاعلٌة لواعد اإلجراء والشكل فً المرارات اإلدارٌة” ،مرجع سابك ،ص .32
Page 43
المرار اإلداري ا لذي ٌظل ركنا من أركانه ولابم بذاته ،سواء ألزم المانون بتعلٌله أم ال ،كما
ٌختلؾ عن مسطرة اإلفصاح عن األسباب وعن مسطرة الطعن المضابً ،وعلى الرؼم من
صدور المانو 81- 82المتعلك بإلزامٌة التعلٌل لد ظل المبدأ المابم فً التشرٌع واالجتهاد
المضابً وهو ال لزوم للتعلٌل إال بنص خاص ،وتعلٌل المرار اإلداري بنص صرٌح لٌس
بجدٌد فً التشرٌع المؽربً ،فمد كان لابما فً مجاالت مختلفة خصوصا منها فً مجال
التؤدٌب والمجاالت التً تتعلك بالبلمركزٌة والتنظٌم الجماعً ولانون الجهة وبعض
المجاالت المرتبطة بالحموق والحرٌات ،كمانون الصحافة.86
لهذا فالتعلٌل ٌعتبر وسٌلة فعالة تجعل الموظؾ ٌتؤكد وٌتحمك من مدى صحة المرار ومدى
مطابمتها للوالع ،وهذا ما نص علٌه المانون 81-82بشؤن إلزام اإلدارات العمومٌة
والجماعات الترابٌة والمإسسات العمومٌة بتعلٌل لراراتها 87لما لهذا المانون من إٌجابٌات
والتً تتمثل فً احترام حموق الموظفٌن وإلزام السلطات اإلدارٌة للتمٌد بؤحكام
المشروعٌة.88
86
دمحم لصري“ ،تعلٌل المرارات اإلدارٌة – ضمانة للحموق والحرٌات ورلابة لضابٌة فعالة ،مجلة المضاء اإلداري المؽربً“ ،العدد ،3سنة
،1822ص .21
87
المادة األولى من لانون 81-82جاء فٌها “تلزم إدارات الدولة والجماعات الترابٌة وهٌباتها والمإسسات العمومٌة والمصالح التابعة لها التً عهد
إلٌها تسٌٌر مرفك عام تعلٌل لراراتها اإلدارٌة الفردٌة السلبٌة الصادرة لؽٌر فابدة المعنً المشار إلٌها فً المادة الثانٌة بعده ،تحت طابلة عدم
الشرعٌة ،وذلن باإلفصاح كتابة فً صلب هذه المرارات عن األسباب المانونٌة والوالعٌة الداعٌة إلى اتخاذها”.
88
دمحم األعرج“ ،إٌجابٌات لانون رلم 81-82المتعلك بإلزام إدارات الدولة والجماعات الترابٌة وهٌباتها والمإسسات العمومٌة والمصالح التابعة
لها التً عهد إلٌها تسٌٌر مرفك عام بتعلٌل لراراتها اإلدارٌة الفردٌة السلبٌة” ،المجلة المؽربٌة لؤلنظمة المانونٌة والسٌاسٌة ،عدد مزدوج ،2-1
السنة الثانٌة أكتوبر ،1881ص .13
Page 44
خاتمة:
من خبلل ما سبك تحلٌله ،وبعد استعراض مختلؾ مراحل ومحطات المسطرة التؤدٌبٌة
وكدا الضمانات المانونٌة المخولة للموظؾ فً مجال التؤدٌب والتفصٌل فً مكوناتهماٌ ،تبٌن
ألول وهلة أن المشرع المؽربً حاول جاهدا أن ٌإطر هذه المسطرة بالعدٌد من الضمانات
التً تحمك الحماٌة للموظؾ المتابع حٌث مكنه من ضمانات سابمة لعمد المجلس التؤدٌبً
ومواكبة له والحمة ،هذا باإلضافة إلى توفره على دفاع متٌن ٌتكون من دفاع خارجً عن
المجلس ودفاع من ممثلً الموظفٌن مع ضمان حمه فً إمكانٌة إحضار الشهود واللجوء إلى
التظلم اإلداري.
وهكذا ٌمكن المول أن أهم حماٌة لانونٌة أفردها المشرع المؽربً للموظؾ العمومً
المتعرض للتؤدٌب هً ضرورة احترام اإلدارة لمجموعة من اإلجراءات المسطرٌة لضمان
لانونٌة التؤدٌب ،من حٌث انعماد اللجنة متساوٌة األعضاء ،وضرورة تبلٌػ لرار التؤدٌب
للموظؾ ،من أجل بدء سرٌان العموبة التؤدٌبٌة ،وٌمكن إجمال الضمانات الضرورٌة
لحماٌة الموظؾ العمومً المتعرض لتؤدٌب فً الضمانات السابمة للعموبة التؤدٌبٌة ،والتً
تبرز فً حماٌة حموق الدفاع و حك الموظؾ فً االطبلع على ملفه ،والتحمٌك مع المتهم
وأخذ تصرٌحاته ،ثم ضمانات مواكبة التخاذ العموبة التؤدٌبٌة ،تتجلى فً ضمانات حٌاد
اللجنة متساوٌة األعضاء أثناء نظرها فً العموبة التؤدٌبٌة ،وكذا تعلٌل المرار اإلداري
التؤدٌبً صادر ضد الموظؾ ،لكون مبدأ التعلٌل ٌعد وسٌلة فعالة تجعل الموظؾ ٌتؤكد
وٌتحمك من مدى صحة أسباب المرار ،ومدى مطابمتها للوالع.
وبالتالً فإن هذه الضمانات تعد تمٌدا لسلطات الواسعة لئلدارة فً المجال التؤدٌبً،
وتجعل الماضً االداري ٌبسط رلابته على المرار التؤدٌبً ،من خبلل مرالبته على
مشروعٌة المرار التؤدٌبً ،ثم ٌتؤكد من وجود الضمانات التً سطرها المشرع المؽربً
لفابدة الموظؾ العمومً وهل تم احترامها أم ال.
Page 45
لائمة المصادر والمراجع :
الكتب :
د .بو عبلم السنوسً "تشرٌعات الوظٌفة العمومٌة" ،مطبعة دار النشر المؽربٌة ،عٌن السبع
الدار البٌضاء ،طبعة 1882
د .بوعبلم السنوسً":لانون الوظٌفة العمومٌة" ،مطبعة دار النشر المؽربٌة ،عٌن السبع
الدار البٌضاء طبعة 1828
د .عبد المادر باٌنة " :الموظفون العمومٌون بالمؽرب ،دار توبمال للنشر الدار البٌضاء،
الطبعة األولى 1881
د.الحاج شكرة" :الوظٌفة والموظؾ فً المانون اإلداري المؽربً ،دار الملم للنشر ،الرباط،
الطبعة الرابعة 1828
د .دمحم سلٌمان الطماوي " :الوجٌز فً المانون اإلداري" دراسة ممارنة ،مطبعة جامعة عٌن
شمس الماهرة ،طبعة 2762
د .عبد السبلم العبادي -د .دمحم سلٌم " :لانون الوظٌفة العمومٌة" ،بدون دار نشر ،مإلؾ
جامعً ،الطبعة الثانٌة 1887-1886
اإلداري بلحاج:المانون أحمد روسً- مٌشال كرانون- البصري-جان إدرٌس
المؽربً،المطبعة الملكٌة،طبعة أولى2766
Page 46
رضوان بوجمعة ،الوظٌفة العمومٌة المؽربٌة على درب التحدٌث ،مطبعة النجاح الجدٌدة،
أسفً
دمحم والضحى“ ،اللجان اإلدارٌة المتساوٌة األعضاء بٌن النص التنظٌمً والممارسة”،
مطبعة ورالة تمارة ،سنة 1887
الحاج شكرة ” ،الوظٌفة العمومٌة والموظؾ فً المانون اإلداري المؽربً” دار الملم
للطباعة والنشر والتوزٌع الرباط ،الطبعة الثانٌة ،سنة 1885
المصطفى التراب“ ،المختصر العملً فً المضاء والمانون مطبعة األمنٌة ،الرباط ،سنة
1821
األطروحات والرسائل:
فدوى صبحً النظام التؤدٌبً للموظؾ العمومً فً المؽرب” ،رسالة لنٌل دبلوم الدراسات
العلٌا المعممة ،شعبة المانون العام ،جامعة عبد الملن السعدي ،كلٌة العلوم المانونٌة
وااللتصادٌة واالجتماعٌة ،طنجة ،السنة الجامعٌة 1884-1883
سلٌمان محمود إبراهٌم حسان“ ،الموظؾ العمومً وتؤدٌبه فً المانون المؽربً ،دراسة
ممارنة” ،رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا فً المانون العام ،جامعة دمحم الخامس ،كلٌة العلوم
المانونٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة جامعة دمحم الخامس الرباط السنة الجامعٌة 2763-2762
عمروشً دمحم“ ،السلطة التؤدٌبٌة فً الوظٌفة العمومٌة” ،أطروحة لنٌل الدكتوراه فً المانون
العام ،جامعة دمحم الخامس ،كلٌة العلوم المانونٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة ،أكدال ،الرباط،
1884-1883
د .دمحم األعرج " :المانون اإلداري المؽربً" - ،منشورات المجلة المؽربٌة لئلدارة المحلٌة
والتنمٌة عدد 44مكرر ،الجزء الثانً ،الطبعة الثانٌة 1821
د .عبد الحك ذهبً ":المفهوم اإلداري والجنابً للموظؾ العمومً فً التشرٌع والفمه
والمضاء المؽربً" دراسة ممارنة ،مجلة المصور ،عدد ،28طبعة ٌناٌر ،1883
Page 47
)43 دمحم األعرج“ ،لاضً المحاكم اإلدارٌة وحماٌة حموق الموظؾ من خبلل الرلابة على
مسطرة حك الدفاع” ،منشورات المجلة المؽربٌة لئلدارة والتنمٌة ،سلسلة مواضٌع الساعة،
العدد ،1882 ،25ص .284
أورده مصطفً التراب فً” المنازعات اإلدارٌة فً مجال الوظٌفة العمومٌة على ضوء
اجتهادات المجلس األعلى” ،منشورات المجلة المؽربٌة لئلدارة المحلٌة والتنمٌة 28-سنة من
المضاء اإلداري المؽربً ،مواضٌع الساعة ،عدد ،22
شاٌب أناس عبد اإلله“ ،الضمانات الممنوحة للموظؾ العمومً عند تعرضه للتؤدٌب مساهمة
تحلٌلٌة ،المجلة المؽربٌة لئلدارة المحلٌة و التنمٌة ،مارس-أبرٌل ،1821 ،العدد ،281
منشور الوزٌر األول (ربٌس الحكومة حالٌا) رلم 2874بتارٌخ فاتح فبراٌر 2774حول
تمثٌل المحامٌن للموظفٌن المتابعٌن أمام المجلس التؤدٌبً ،المنشور بالمجلة المؽربٌة لئلدارة
المحلٌة والتنمٌة ،سلسلة نصوص ووثابك ،عدد ،261سنة ،1885
دمحم األعرج“ ،إٌجابٌات لانون رلم 81-82المتعلك بإلزام إدارات الدولة والجماعات الترابٌة
وهٌباتها والمإسسات العمومٌة والمصالح التابعة لها التً عهد إلٌها تسٌٌر مرفك عام بتعلٌل
لراراتها اإلدارٌة الفردٌة السلبٌة” ،المجلة المؽربٌة لؤلنظمة المانونٌة والسٌاسٌة ،عدد مزدوج
،2-1السنة الثانٌة أكتوبر ،1881
Page 48
الفهرس
1.................................... ممدمة:
المطلب األول :تمٌٌز الموظف عن األعوان المؤلتٌن والعرضٌٌن والمٌاومٌن 21 ...........................
Page 49
المبحث الثانً :المسطرة التأدٌبٌة والضمانات المانونٌة الممنوحة للموظف 16 ..............................
المطلب األول :اإلجراءات المانونٌة لممارسة سلطة تأدٌب الموظف العمومً 17 ............................
الفمرة الثانٌة :اختصاصات المجلس التأدٌبً (اللجان اإلدارٌة المتساوٌة األعضاء) 12 .....................
المطلب الثانً :الضمانات المانونٌة للموظف العمومً فً مجال التأدٌب 11 ..................................
الفمرة األولى :الضمانات السابمة إلحالة الموظف العمومً على المجلس التأدٌبً 11 ......................
23.................................. خاتمة:
27.................................. الفهرس
Page 50
Page 51