Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 73

‫يقديت‬

‫‪Page 2‬‬
‫ممدمة‪:‬‬

‫إن الجرٌمة ظاهرة اجتماعٌة موجودة بوجود اإلنسان والمجتمع‪ ،‬وتتطور بتطورهما‪،‬‬

‫وال شن أن اإلنسان ٌحاول االستفادة من التمدم التمنً‪ ،‬الذي أثر علٌه فً كل المجاالت‪،‬‬

‫وخاصة أنه أمام عصر ٌتمٌز بثورة تكنولوجٌة‪ ،‬وبزوغ أنماط جدٌدة من الجرابم التً لم‬

‫تكن موجودة فً السابك‪ ،‬أصبحت تهدد عالمنا جراء األضرار الوخٌمة الناتجة عنها‪،‬‬

‫فجرٌمة التشهٌر تعد من الجرابم المستحدثة حالٌا وتعتمد على تمنٌة المعلومات خاصة على‬

‫وسابل التواصل اإلجتماعً كما أنها انتشرت بوتٌرة سرٌعة داخل كل المجتمعات فً‬

‫السنوات االخٌرة ‪،‬فإذا كانت موالع التواصل االجتماعً توفر ممٌزات للمستخدمٌن‬

‫كالتواصل والتبادل عبر شبكة االنترنت فهً بالممابل تعد مسرحا خصب لظهور أنواع‬

‫وأسالٌب مستحدثة للجرابم‪ ،‬حٌث سمحت هذه الجرابم بانتهاكات تمس الحٌاة الخاصة فً‬

‫نطاق واسع كونها تجعل من المعلومات الشخصٌة متاحة للعامة حٌث أنهم ٌمومون بنشر‬

‫صور تمس كٌان الشخص وتسًء لذاته أو أحد أفراد عابلته وتمس شرفه وسمعته‬

‫واعتباراته والذي ساعد على انتشار مثل هذه الجرابم هو االستخدام الواسع والكبٌر لوسابل‬

‫التواصل االجتماعً مع عدم الحاجة إلى الجهد والولت‪ ،‬مع كذلن توفر الدوافع النفسٌة؛‬

‫الحسد أو االنتمام الرؼبة فً الشهرة‪ ،‬إلى ؼٌر ذلن ‪ ،‬فجرٌمة المذؾ العلنً عبر شبكة‬

‫االنترنت من الجرابم الحدٌثة التً لها األثر البالػ سلبا فً شخص اإلنسان وهً من لبٌل‬

‫جرابم االعتداء على الشرؾ واالعتبار األكثر شٌوعا وانتشارا عبر موالع شبكة االنترنت؛‬

‫إذ ٌساء استخدام هذه الشبكة للنٌل من شرؾ واعتبار األفراد بما ٌتم نشره من ادعاءات‬

‫‪Page 3‬‬
‫وولابع كاذبة‪ ،‬ومثال ذلن‪ :‬أن ٌموم الجانً بنشر أخبار كاذبة عن شخص آخر من لبٌل أنه‬

‫ٌتبللى الرشوة أو ٌتاجر فً المحرمات الخ‪.‬‬

‫فالتمدم التكنولوجً والتطور فً وسابل االتصال الحدٌثة وما توفره من سرعة وسهولة‬

‫انتشار األخبار وانتمال المعلومات جعلت البعض ٌستؽل هذه الوسابل فً لذؾ الؽٌر من‬

‫خبلل إسناد ادعاءات وولابع كاذبة وعبارات محمرة وخادشة للشرؾ واالعتبار‪ ،‬األمر الذي‬

‫حدا بالكثٌر من الدول إلى إصدار تشرٌعات خاصة بمكافحة الجرابم االلكترونٌة نصت فٌها‬

‫على تجرٌم المذؾ عبر الوسابل االلكترونٌة ‪،‬كما أصبحت جرٌمة التشهٌر وما ٌرتبط بها‬

‫من جرابم تمس الحٌاة الخاصة من الظواهر األكثر رواجا داخل المجتمعات العربٌة‬

‫والؽربٌة‪ ،‬ال سٌما بعد الطفرة التكنولوجٌة التً حدثت فً األعوام األخٌرة‪ ،‬و التً جعلت‬

‫جمٌع األشخاص ٌستعملون الحواسٌب و الهواتؾ الذكٌة المتصلة باإلنترنت سواء فً‬

‫األؼراض اإلٌجابٌة‪ ،‬أو فً األؼراض السلبٌة وتسا بالحٌاة الخاصة لؤلفراد بحسن أو سوء‬

‫نٌة‪ .‬بل أحٌانا ٌتم ذلن فً إطار منظم عن طرٌك عصابات إلكترونٌة أو ما ٌسمى بالذباب‬

‫اإللكترونً الذي ٌستهدؾ شخصٌة عامة أو خاصة بواسطة تشوٌه صورته داخل المجتمع و‬

‫الخوض فً تفاصٌل حٌاته الخاصة و الحمٌمٌة ‪ ،‬كما أن جرٌمة التشهٌر من الجرابم التً‬

‫تمس سمعة اإلنسان وكرامته‪ ،‬وتإثر فً حٌاته بالسلب ولد تسبب له مشكبلت عدٌدة‪ .‬وٌمكن‬

‫المول أن التشهٌر هو فضح أسرار تخص حٌاة شخص ما فً وسابل اإلعبلم‪ ،‬وٌهدؾ إلى‬

‫تشوٌه سمعة الشخص‪ ،‬كما لد ٌصاحب جرٌمة التشهٌر االبتزاز اإللكترونً فً معظم‬

‫أضرارا معنوٌة ومادٌة بالضحٌة‪.‬‬


‫ً‬ ‫الحاالت كما أنها تلحك‬

‫‪Page 4‬‬
‫وتصنؾ جرٌمة التشهٌر جرٌمة خطٌرة ألنها ال تكون بالضرورة وحدها بل تمترن‬
‫بجرابم أخرى ولمساسها بسمعة الفرد وحٌاته وعبللاته‪ ،‬لذلن ابدى المشرع المؽربً‬
‫كبٌرا لها للتصدي والحد من خطورتها و تكمن الصعوبة فً إثبات الجرٌمة‬
‫ً‬ ‫اهتما ًما‬
‫والتوصل إلى شخصٌة المجرم‪ ،‬ألنه لٌس بالضرورة أن ٌكون معروفًا للضحٌة فربما ٌكون‬
‫مجرم مجهول معتاد على هذا النوع من األفعال للحصول على المال‪.‬‬

‫أهمٌة الموضوع‪:‬‬

‫تكمن اهمٌة هدا الموضوع فً كون أن جرابم التشهٌر المرتكبة عبر وسابل التواصل‬
‫االجتماعً ضد األشخاص تعد من الموضوعات الحدٌثة التً فرضت نفسها على المستوى‬
‫الوطنً والدولً على حد سواء‪ ،‬وصارت تهدد أمن األفراد والمجتمع كما ان جرٌمة‬
‫التشهٌر االلكترونً تتسم بالحداثة وماسة بالشرؾ والسمعة‪ ،‬ومرتبطة بالتطور التكنولوجً‪،‬‬
‫لذا كان ٌنبؽً على المشرع الجنابً مواجهتها بتشرٌعات حاسمة؛ لتحمٌك األمن كما أن‬
‫جرٌمة التشهٌر هً إحدى الجرابم التً تهدد الضرورٌات الخمس التً حثنا الشرع بحفظها‬
‫ومن أبرزها (حفظ العرض)‬

‫وتساهم جرٌمة التشهٌر بانهٌار أخبلق المجتمع ككل‪ ،‬والبد من الولوؾ بحزم اتجاه‬
‫هذا الداء الخطٌر المتفشً ‪.‬‬

‫دواعً اختٌار الموضوع‪:‬‬

‫ان اختٌارنا لموضوع جرٌمة التشهٌر االلكترونً لم ٌكن صدفه او اعتباطٌا وانما جاء‬
‫لعده اسباب منها‪:‬‬

‫االهتمام المتزاٌد بالجرابم االلكترونٌة بصفه عامة وجرٌمة التشهٌر بصفه خاصه التً‬
‫تتم عبر مختلؾ موالع التواصل االجتماعً كما انه هذا االختٌار جاء تعبٌرا عن اٌمان‬
‫عامك بما تشكله هذه الجرٌمة البشعه فً حك االنسان من خطر كبٌر خصوصا انها‬
‫تستهدؾ جمٌع شرابح وفبات المجتمع واٌضا اٌجاد حل لمعضله والعٌه تهدد بخطر كل ما‬
‫جعلته الظروؾ ٌمع ضحٌه لها‪.‬‬

‫‪Page 5‬‬
‫صعوبات البحث‪:‬‬

‫من بٌن الصعوبات التً واجهتنا فً انجاز هذا البحث وهً نظره الكتب والمراجع‬
‫المتخصصه فً هذا المجال وخاصه موضوع التشهٌر االلكترونً مما ٌصعب التنمٌب على‬
‫ما هو حدٌث فً هذا المجال مما ٌتطلب الكثٌر من الجهد والبحث الختٌار االفضل واالجود‬
‫علمٌا‪.‬‬

‫وتؤسٌسا على ما سبك ٌمكن طرح اإلشكالٌة الربٌسٌة التالٌة ‪:‬‬

‫إنى أي حد تىفق انتشزٌع انىطًُ واندونً فً يكافحت وانحد يٍ جزائى انتشهٍز‬


‫اإلنكتزوًَ ؟‬

‫وتتفرع عن هذه اإلشكالٌة الربٌسٌة مجموعة من التساإالت الفرعٌة ولعل أهمها ‪:‬‬

‫‪ ‬مالممصود بجرٌمة التشهٌر اإللكترونً وماهً اركانها ؟‬


‫‪ ‬وما المواعد اإلجرابٌة لجرٌمة التشهٌر ؟‬
‫‪ ‬وماهً اهم سبل مكافحة جرٌمة التشهٌر اإللكترونً ؟‬

‫المناهج المعتمده‪:‬‬

‫ارتبٌنا لمحاوله دراسه هذا الموضوع االعتماد على مجموعه من المناهج و من اهمها‬
‫المنهج التحلٌلً الوصفً بؽٌه الولوؾ على االحكام العامه المحدده لماهٌه التشهٌر‬
‫االلكترونً والممتضٌات المانونٌه المنظمه لها وكذلن االعتماد على المنهج الممارن‬
‫االستجبلء المنظور الدولً واالللٌمً وتعامله للحد من جرٌمه التشهٌر كما تمت االحاطه‬
‫بالمنهج الممارن البراز التشابه واالختبلؾ بٌن النصوص المانونٌه الوطنٌه والتشرٌعات‬
‫الدولٌه‪.‬‬

‫خطه البحث‪:‬‬

‫التضت منا دراسه هذا الموضوع تمسٌمه الى فصلٌن ‪:‬‬

‫‪ ‬الفصل االول‪ :‬االطار المفاهمً لجرٌمه التشهٌر االلكترونً باالشخاص‬

‫‪Page 6‬‬
‫‪ ‬الفصل الثانً ‪ :‬المواعد االجرائٌة لجرٌمه التشهٌر االلكترونً وسبل مكافحتها‬

‫‪Page 7‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلطار‬

‫املفاهيني جلرمية التشهري‬

‫اإللكرتوني باألشخاص‬

‫‪Page 8‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلطار املفاهيني جلرمية التشهري اإللكرتوني باألشخاص‬
‫تعتبر جرابم التشهٌر وما ٌرتبط بها من مس بالحٌاة الخاصة لؤلفراد وجرابم المذؾ‬
‫والسب ظاهرة عالمٌة لم تستثن أي مجتمع خصوصا فً العصر الحدٌث الذي عرؾ تزاٌدا‬
‫واسعا لهذه الجرابم بفعل التطور التكنولوجً واإلعبلمً الذي مٌز العمود األخٌرة‪ ،‬بحٌث‬
‫أصبح أؼلب سكان العالم ومعظم ساكنة المجتمع المؽربً ٌستعملون األجهزة اإللكترونٌة‬
‫المرتبطة بشبكة اإلنترنٌت‪ ،‬وفً بعض األحٌان ٌصبح هذا اإلستعمال فً مساره السلبً لما‬
‫ٌستهدؾ نشر ما ٌتعلك بالحٌاة الخاصة لؤلفراد أو شرفهم وإعتبارهم الشخصً‪.‬‬
‫ؼالبا ما ٌتم المس بحٌاة األفراد واإلساءة إلٌهم على الموالع والصفحات اإللكترونٌة‬
‫وبؽرض اإلضرار بشخص معٌن واإلساءة إلى سمعته وما ٌترتب عن ذلن فً إطار محٌطه‬
‫اإلجتماعً والعابلً‪ ،‬وعدد ضحاٌا التشهٌر واإلساءة فً تزاٌد ٌومً مستمر حتى أصبحت‬
‫بعض الصفحات والموالع اإللكترونٌة واإلعبلمٌة تتخذ الحٌاة الخاصة لؤلفراد مادة دسمة‬
‫لمنشوراتها ومماالتها تجاوزا منها لحدود حرٌة التعبٌر‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم جرٌمة التشهٌر اإللكترونً باألشخاص‬
‫إن التشهٌر مصطلح لانونً ٌتناول جمٌع أشكال التعبٌر صراحة أو ضمنا للنٌل من‬
‫كرامة وسمعة أو شرؾ شخص ما؛ وٌعالب على التشهٌر فً معظم الدول وفما لمانون‬
‫العموبات وٌعتبر التشهٌر انتهان لحك الخصوصٌة‪ .‬وللتشهٌر تعرٌفات عدة نذكر منها‪:‬‬
‫تعرٌؾ عادل عزام‪" :‬التشهٌر هو الجرابم التً ٌنشر فٌه المعتدي أسانٌد جارحة تنال‬
‫من شرؾ المعتدي علٌه وكرامته وتعرضه لكره الناس‪.1‬‬
‫وٌعرؾ التشهٌر بؤنه" إلدام شخص طبٌعً أو معنوي على كتابة ما ٌتضمن منا بسمعة‬
‫‪2‬‬
‫شخص طبٌعً أو معنوي بهدؾ تشوٌهها‬
‫وٌعرؾ كذلن بؤنه "نشر ألوال زابفة تنطوي على تشهٌر فً حك شخص آخر بدون‬
‫مسوغ لانونً‪ ،‬وٌشترط فً الشخص الذي ٌشهر به أن ٌكون حٌا‪ ،‬وال تمبل دعوى عن‬
‫شخص متوفى‪ ،‬وال ترفع دعوى بشؤنها مهما سببت من ألم وؼم أللاربه ما لم تتضمن‬
‫األلوال تشهٌرا بهم‪.3‬‬
‫فالممصود بالجرٌمة بصفة عامة فعل صادر عن إرادة آثمة ٌعالب علٌها المانون‬
‫النطوابه على مساس بحك أو مصلحة جدٌرة بالحماٌة‪ ،‬وجرٌمة التشهٌر ال تخرج عن ذلن‬
‫النطاق فهً جرابم عادٌة ٌبدو أنها ترتكب بوسٌلة معٌنة‪ ،‬فمثبل ٌستوي فً جرٌمة المتل أن‬
‫ٌخنك الجانً ضحٌته بٌدٌه‪،‬أو أن ٌضربه بٌدٌه‪ ،‬أو ٌركله بمدمه‪ ،‬أو ٌطلك علٌه النار من‬
‫سبلح ناري‪ ،‬أو أن ٌضربه بآلة حادة‪ ،‬وال ٌعتد المانون بالوسٌلة‪ ،‬إال إذا اعتبرها ظرؾ‬
‫‪1‬‬
‫عادل عزام‪ ،‬سمؾ الحٌط‪ ،‬جرابم الذم والمدح والتحمٌر المرتكبة عبر الوسابط اإللكترونٌة‪ ،‬دار الثمافة‪ ،‬األردن‪ ،3122،‬ص‪.27:‬‬
‫‪2‬‬
‫نحلة مورٌس نخلة وآخرون‪ ،3113،‬الماموس المانونً الثبلثً‪ ،‬ط‪ ،2‬منشورات الحلبً الحمولٌة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬ص‪.622‬‬
‫‪3‬‬
‫النجار‪ ،‬عبد هللا مبرون‪ ،‬الضرر األدبً‪ ،‬دار المرٌخ‪ ،‬الرٌاض‪ ،‬المملكة العربٌة السعودٌة‪2526،‬هـ‪ ،‬ص‪.525‬‬

‫‪Page 9‬‬
‫مشدد فً جرٌمة محددة دون ؼٌرها‪ ،‬كجرابم المذؾ والسب عبر استخدام وسابل التواصل‬
‫االجتماعً حٌث اعتبر المشرع أن النشر ظرؾ مشدد لها‪.4‬‬
‫والتشهٌر على االنترنت ٌختلؾ عن التشهٌر التملٌدي كونه ٌجمع بٌن التشهٌر المطبوع‬
‫والتشهٌر المسموع والمربً‪ ،‬حٌث ٌجمع محتوى االنترنت بٌن النص والصوت والصورة‪،‬‬
‫والنشر وهو ما ٌوفر عنصر العبلنٌة‪ ،‬بوصفه مكتوبا ومسجبل ومذاعا وٌمكن طبعه‪ ،‬األمر‬
‫الذي ٌجعله أكثر دٌمومة‪ ،‬وأكثر تعمدا‪ ،‬وأكثر ضرر‪ 5‬إن التشهٌر عبر االنترنت عرؾ‬
‫"بؤنه استخدام االنترنت لنشر مواضٌع مضرة بسمعة وكرامة لؽٌر‪ ،‬سواء كان ذلن عن‬
‫طرٌك إحدى الصحؾ االلكترونٌة أو بواسطة البرٌد اإللكترونً أو من خبلل النشر على‬
‫لوحة اإلعبلنات اإللكترونٌة أو وسابل التواصل االجتماعً أو أٌة وسٌلة إلكترونٌة أخرى‬
‫متاحة على شبكات االنترنت"‪ 6‬وعرؾ بؤنه "عبارات مكتوبة ٌبثها الجانً بمصد إٌذاء سمعة‬
‫الؽٌر أمام الجمٌع للتشهٌر به وجرح سمعته باستخدام الشبكة المعلوماتٌة أو إحدى وسابل‬
‫التمنٌة‪ 7‬المبلحظ على هذا التعرٌؾ أنه التصر على العبارات المكتوبة بٌد أن التشهٌر لد‬
‫ٌكون بنشر صور أو فٌدٌوهات أو تسجٌبلت أو إٌماءات أو تعلٌمات ذلن أن له صور عدٌدة‪.‬‬
‫كما عرؾ بؤنه‪ ":‬الجرابم التً ٌنشر فٌها المعتدي أسانٌد جارحة تنال من شرؾ المعتدي‬
‫علٌه وتمس كرامته وتعرضه لكره الناس‪ ،8‬والمبلحظ على هذا التعرٌؾ أنه ذكر النشر‬
‫بصفة عامة ‪ ،‬وإن كان هذا األخٌر لد ٌكون بالصحؾ العادٌة أو اإلذاعة أو االنترنت فهو‬
‫ٌحتمل عدة صور‪.‬‬
‫وتتمٌز الجرابم اآلنفة الذكر المرتكبة بواسطة االنترنت بخطورتها الكبٌرة إذ تكمن‬
‫خطورة ارتكاب هذه الجرابم عبر االنترنت فً سرعة انتشار الخبر وعدم السٌطرة علٌها‪،‬‬
‫وذلن أنه فً حال ولوع هذه الجرابم ونشرت مثبل فً الصحؾ الٌومٌة أو حدثت فً مجلس‬
‫معٌن ٌمكن السٌطرة علٌها بالتحفظ على النسخ أو عدم النشر أو مصادرة المنشورات‪ ،‬لكن‬
‫فً حالة النشر عن طرٌك شبكة االنترنت أو عبر موالع التواصل االجتماعً فإنه ٌصعب‬
‫السٌطرة على األمر‪.‬‬
‫ومن هنا نستطٌع أن نعرؾ جرٌمة التشهٌر اإللكترونً بؤنها‪" :‬نشر كل ما شؤنه‬
‫مساس بشرؾ وسمعة اآلخرٌن سواء تعلك األمر بسب أو لذؾ أو فضح أو إفشاء لسر أو‬
‫كذب عبر استخدام االنترنت وسواء كان المحتوى المنشور مادة صوتٌة أو مربٌة أو‬
‫مسموعة استنادا لهذا التعرٌؾ نستنتج بؤن جرٌمة التشهٌر اإللكترونً مناطها االعتداء على‬
‫سمعة اإلنسان بكل ما تحوٌه الكلمة من معنى‪ ،‬بالسب والشتم‪ ،‬أو المذؾ‪ ،‬وربما فضح ولابع‬
‫أو أخبار عن الضحٌة ولعلها تكون أسرار فٌفشٌها أو نشر أخبار مؽلوطة عن المشهر به‪،‬‬
‫كما نستفٌد من هذا التعرٌؾ أن جرٌمة التشهٌر اإللكترونً ترتكز على أمرٌن‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫ٌنظر ‪ :‬البرعً‪ ،‬نجاد‪ ،‬المجموعة المتحدة للمانون‪ ،‬التشهٌر باستخدام االنترنت سإال وجواب‪ ،‬سلسلة األوراق المانونٌة رلم‪،7‬ص‪.23‬‬
‫‪5‬‬
‫ٌنظر‪ :‬الفٌصل‪ ،‬عبد األمٌر ‪ ،‬دراسات فً اإلعبلم اإللكترونً‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص‪.428‬‬
‫‪6‬‬
‫نمبل عن سامان فوزي عمر‪ ،‬المسإولٌة المدنٌة للصحفً – دراسة ممارنة ‪-‬دار وابل للنشر‪ ،‬األردن‪ ،3118 ،‬ص‪.354‬‬
‫‪7‬‬
‫التمٌمً‪ ،‬تمٌم عبد هللا التمٌمً‪2548 ،‬هـ‪ ،‬الجرابم المعلوماتٌة فً االعتداء على األشخاص‪ ،‬ط‪ ،2‬الرٌاض‪ ،‬مكتبة االلتصاد والمانون‪ ،‬ص‪.22:‬‬
‫‪8‬عادل عزام‪ ،‬سمؾ الحٌط‪،،‬جرابم الذم والمدح والتحمٌر المرتكبة عبر الوسابط اإللكترونٌة‪ ،‬دار الثمافة للنشر والتوزٌع‪،‬ص ‪.23:‬‬

‫‪Page 10‬‬
‫االول‪ :‬المحتوى المنشور ٌتسع لكل ما فٌه مساس بالسمعة‪ 9‬والشرؾ واالعتبار اٌه صوره‬
‫كانت كتابات مراسبلت تسجٌبلت صور رسومات فٌدٌوهات وٌبمى المجال مفتوحا ٌتسع‬
‫للتطور الحاصل فً التكنولوجٌا اعبلم واالتصال‪.‬‬
‫الثانً ‪ :‬وسٌلة النشر تتمٌز جرٌمة التشهٌر االلكترونً بوسٌله ارتكابها ذلن ان جرٌمة‬
‫التشهٌر معروفه من المدم الى ان لكل عصر اسلوبه ووسابله التً ٌستخدمها فً التشهٌر‬
‫باألشخاص‪ ،‬والتطور الحاصل فً تمنٌه المعلومات فً عصرنا واالنتشار الكبٌر فً‬
‫استخدام وسابل التواصل االجتماعً بٌن كل فبات المجتمع جعل التشهٌر بهذه الوسٌلة اكثر‬
‫استخداما من الوسابل التملٌدٌة‬
‫هذا وٌبمى تحدٌد مفهوم جرٌمة التشهٌر من لبل المشرع ضرورة لبٌان ما هو التشهٌر‬
‫وما هو دونه لرفع اللبس لدى البعض بٌن الحك فً حرٌه التعبٌر وبٌنما ٌعد جرٌمة وبٌنما‬
‫ٌعتبر البعض تظلم وشكوى سٌما حٌن ٌتعلك االمر بشخصٌات بارٌه او موظؾ عام او‬
‫شخصٌه عامه ومع ؼٌاب تعرٌؾ محكم لمصطلح التشهٌر فانه ال تزال االشكال جلد البعض‬
‫بٌن هذه المفاهٌم‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬صور جرٌمة التشهٌر اإللكترونً‬
‫إن الناظر فً جرٌمة التشهٌر عبر وسابل التواصل االجتماعً ٌجد أنها تتخذ عدة‬
‫صور من حٌث المادة المنشورة وطرٌمة نشرها عبر تلن الوسابل وهذا التعدد هو تبعا لما‬
‫توفره وسابل التواصل االجتماعً من ممٌزات وخدمات لمستخدمٌها من إمكانٌة نشر‬
‫الصور أو المواد الصوتٌة أو مماطع الفٌدٌو باإلضافة للكتابة النصٌة وفً هذا المطلب‬
‫سنتناول تلن الصور على النحو التالً‪:‬‬
‫أوال‪-‬التشهٌر بالكتابة‪:‬‬
‫األصل فً الشرع أن الكتابة والخط بالشكل المتعارؾ علٌه والمعتاد بؤي صورة‬
‫كانت‪ ،‬سواء أكانت بالوسابل المدٌمة كالكتابة بالملم فً األوراق‪ ،‬أم كانت الكتابة بالوسابل‬
‫المعاصرة كالكتابة اإللكترونٌة فً الحاسب اآللً وما ٌتصل به من الموالع اإللكترونٌة‬
‫وسابل البرٌد اإللكترونً وموالع التواصل االجتماعً والرسابل النصٌة بالهاتؾ النمال‪،‬‬
‫فكلها تعتبر فً الشرع حجة على اإلنسان ٌإاخذ علٌها وٌساءل عن كتابته دٌانة ولضاء ‪-‬‬
‫خبل الحدود والمصاص ‪ -‬إذا ثبتت وتؤكدت نسبتها إلٌه‪ ،‬فكما ٌإاخذ على ألواله اللفظٌة‬
‫بلسانه‪ٌ ،‬إاخذ على ألواله الكتابٌة ولد لٌل الخط أحد اللسانٌن‪.10‬‬
‫ٌمول ابن المٌم‪ " :‬فإن الخط دال على اللفظ‪ ،‬واللفظ دال على المصد واإلرادة‪ ،‬وؼاٌة ما‬
‫ٌمدر ‪ :‬اشتباه الخطوط‪ ،‬وذلن كما ٌعرض من اشتباه الصور واألصوات ولد جعل هللا‬
‫سبحانه وتعالى لخط كل كاتب ما ٌتمٌز به عن خط ؼٌره كتمٌز صورته وصوته عن‬

‫‪9‬‬
‫السمعة ‪ :‬هً الدكر المسموع او ما ٌسمع به من صٌت او ذكر الحسن او سًء اي لٌراه الناس وٌسمعوه المعجم الوسٌط مرجع سابك‪ ،‬ج‪، 2‬ص‬
‫‪.563‬‬
‫‪10‬‬
‫ٌنظر ‪ :‬حولٌة كلٌة اللؽة العربٌة بجرجا ‪ ،‬مجلة علمٌة محكمة‪ ،‬الرلم الدولً ‪ :161-3467‬ع‪ ،312: ،34‬ممال بعنوان ‪ :‬األحكام الفمهٌة لجرابم‬
‫المذؾ والسب والتشهٌر عبر شبكات التواصل االجتماعً دراسة فمهٌة ممارنة‪ ،‬ص‪.6349‬‬

‫‪Page 11‬‬
‫صورته وصوته‪ 11‬ونستخلص مما سبك أن الكتابة تعبر على رأي الشخص وتخرج أفكاره‬
‫إلى إطار مادي وجودي ٌكون مسإوال عنه‪.‬‬
‫فحٌن ٌموم المستخدم لوسابل التواصل االجتماعً بكتابة ما ٌنطوي على إساءة‬
‫لشخص ٌمصد اإلساءة وإلحاق الضرر به بنص مكتوب إن كان لذفا أو سبا أو اعتداء على‬
‫الخصوصٌة بما ٌسًء فالنص الكتابً هو صورة من صور التعبٌر المفهوم وله داللته‬
‫ومعناه‪.‬‬
‫ثانٌا‪-‬التشهٌر بالتصوٌر‪:‬‬
‫ونمصد هنا بالصورة الملتمطة عن طرٌك اآللة أو رسم أو رمز أو مجسم أو فٌدٌو أو‬
‫ؼٌره‪ ،‬وذلن حٌن ٌكون التشهٌر باألشخاص عن طرٌك نشر صورة دون رضا الضحٌة‬
‫عبر استخدام وسابل التواصل االجتماعً بمصد اإلساءة وإلحاق الضرر بالضحٌة‪.12‬‬
‫وبؽض النظر عن طرٌمة الحصول علٌها بموافمة الضحٌة أم ال‪ ،‬بعلمه أو دون علمه‪.‬‬
‫ولد تكون حمٌمة فً حاالت‪:‬‬
‫‪ ‬نشر صور لشخص ؼٌر معروؾ بٌن الناس فً وضع ؼٌر البك اجتماعٌا‪.‬‬
‫‪ ‬نشر صور شخص فً فعل حمٌمً‪ ،‬كؤن ٌمارس الجنس مع زوجته‪ ،‬أو مع امرأة ال‬
‫تحل له‪ ،‬كذا ٌمكن أن تكون الصورة عبارة عن رسم كرتونً ‪.‬‬
‫ولد تكون هذه الصور ؼٌر حمٌمٌة كاستخدام تمنٌة الفوتوشوب للتموٌه كنشر رأس‬
‫شخص فً وضع مضحن أو شخص متدٌن ٌصور كمؽنً‪ ،‬أو تركٌب صور على بعضها‪،‬‬
‫ولد تكون هذه الصورة بآلة أو بالٌد كالرسومات الكارٌكاتورٌة‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬التشهٌر بإعادة النشر‪:‬‬
‫وذلن بإعادة ما تم نشره من تشهٌر باآلخرٌن‪ ،‬حٌث ٌوفر تطبٌك الفاٌسبون باإلضافة‬
‫لتطبٌمات أخرى خاصٌة إعادة المنشور كما هو معروؾ مع اإلشارة إلى المصدر‪ ،‬وهو ما‬
‫ٌسمى فً الفاٌسبون بمشاركة المنشور وإعادة نشره‪ ،‬أو فً التوٌتر ب‪:‬‬
‫"رتوٌت" ولد عرؾ المشرع السعودي النشر اإللكترونً بؤنه‪" :‬استخدام وسابل تمنٌة‬
‫المعلومات الحدٌثة فً بث أو إرسال أو استمبال أو نمل المعلومات المكتوبة والمربٌة‬
‫والمسموعة سواء كانت نصوصا أو مشاهد أو أصوات أو صور ثابتة أو متحركة لؽرض‬
‫التداول"‪ ...‬وٌرى المتؤمل أن إعادة النشر فً الحمٌمة نشر آخر‪ ،‬وإن لم ٌتساوى مع الناشر‬
‫األصلً‪ ،‬ولد ٌكون صورة من صور التروٌج ولد أحسن المشرع السعودي حٌن اعتبر‬
‫إعادة النشر كالنشر ابتداء‪ ،‬وتفرد بذلن عن التشرٌعات الممارنة وجاءت اإلشارة إلى هذه‬
‫الصورة فً المادة الخامسة من نظام مكافحة جرابم المعلوماتٌة فً فمرتها األولى‬
‫"‪....‬الدخول ؼٌر المشروع إللؽاء بٌانات‪...‬أو إعادة نشرها‪ 13،‬فجعل إعادة النشر جرٌمة‬
‫‪11‬‬
‫ابن لٌم الجوزٌة‪ ،‬دمحم بن أبً بكر بن أٌوب بن سعد الزرعً الدمشمً أبو عبد هللا شمس الدٌن‪ ،‬الطرق الحكمٌة‪ ،‬مجمع الفمه اإلسبلمً‪ ،‬جدة‪،‬‬
‫ج‪ ،2‬ص ‪.286‬‬
‫‪12‬‬
‫صمر‪ ،‬نبٌل‪ ،‬الوسٌط فً جرابم األشخاص‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬عٌن ملٌلة ‪ -‬الجزابر‪ ،‬ص‪.292‬‬
‫‪13‬‬
‫نظام مكافحة الجرابم المعلوماتٌة السعودي لرار مجلس الوزراء رلم ‪ 8:‬فً ‪8/14/2539‬هـ المرسوم الملكً رلم م‪1/14/2539 28/‬‬

‫‪Page 12‬‬
‫من الجرابم المعلوماتٌة إذا ما انطوت على جرٌمة‪ .‬وأخذ المشرع الكوٌتً بتجرٌم إعادة‬
‫النشر واعتبر من لام بذلن مشاركا فً الجرٌمة‪.‬‬
‫رابعا‪-‬اإلشارة باإلعجاب‪:‬‬
‫وهً وضع عبلمة اإلعجاب من منشور ٌتضمن تشهٌر بؤحد األشخاص فمجرد وضع‬
‫عبلمة اإلعجاب أو ما "الٌن" فإن ذلن ٌزٌد من انتشار تلن المادة‪ ،‬وإن كان التشرٌع‬
‫المؽربً ومعه تشرٌعات أخرى لم تنص على هذه الصورة إال أنه ٌمكن التماطها من النشر‬
‫المجرم‪ ،‬ألن عبلمة اإلعجاب تعنً التؤٌٌد كما أنها فً حمٌمتها تساهم فً نشر هذا المحتوى‬
‫حٌث تزٌد حظوظ المادة فً االنتشار تحت ما ٌسمى الخبر األكثر إعجابا‪.‬‬
‫كما ٌذهب المشرع المؽربً لعدم مساءلة من ٌشٌر باإلعجاب جنابٌا إال إذا كان‬
‫شخصٌة مهمة ورأٌه ذو أهمٌة وله اعتبار ووزن فً المجتمع فً هذه الحالة ٌمكن مساءلته‪،‬‬
‫وأما ما دون ذلن فبل عبرة به والحكمة من ذلن أنه لو حوسب كل من أشار باإلعجاب لم‬
‫ٌبك من لم ٌحاسب فهو بلوى عامة‪.14‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬أركان جرٌمة التشهٌر اإللكترونً‬
‫لكل جرٌمة أركان ال تتحمك إال بتوافرها وهً تنمسم إلى لسمٌن أركان عامة تكون فً‬
‫كل الجرابم عموما وأركان خاصة وهً التً ٌنص علٌها المانون لكل جرٌمة على حده‪،‬‬
‫وهً أركان تتفاوت من جرٌمة إلى أخرى‪ ،‬وما ستناوله فً مطلبنا هو األركان العامة التً‬
‫تكون فً كل الجرابم‪ ،‬ولد اختلؾ الفمه بشؤن تمسٌم األركان العامة منهم من عدها ثبلث‬
‫أركان الركن المادي والركن المعنوي والركن الشرعً‪ ،‬ومنهم من عدها ركنٌن المادي‬
‫والمعنوي فمط وهذا ما سنتطرق إلٌه وفما لهذا الترتٌب‪ ،‬باإلضافة لعنصر العبلنٌة الذي‬
‫ٌمكن أن نعده من األركان الخاصة لجرٌمة التشهٌر اإللكترونً ألنه إن لم ٌتوفر لم تكن‬
‫هنان جرٌمة بهذا الوصؾ ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الركن المادي‪:‬‬
‫ٌتمثل الركن المادي للجرٌمة فً المظهر الخارجً لنشاط الجانً الذي ٌكون مناطا‬
‫للتجرٌم ومحبل للعماب ذلن أن لانون العموبات ال ٌعالب على النواٌا فً ارتكاب الجرٌمة‬
‫واألفكار الباطنة وإنما إذا الترنت األفكار بنشاط إجرامً حل التجرٌم والعماب ‪.‬‬
‫ومن الصعوبة بمكان تحدٌد الركن المادي فً جرٌمة التشهٌر اإللكترونً ذلن أن‬
‫األمر ٌتعلك بجرٌمة مسرحها هو بٌبة افتراضٌة‪ ،‬مما ٌجعل تحدٌد السلون اإلجرامً‬
‫والنتٌجة والعبللة السببٌة لهذه الجرٌمة أمر شابن وسنتناولها بالتفصٌل كاآلتً ‪:‬‬
‫أوال‪-‬السلون اإلجرامً‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫لماء لابد الفرلة اإلللٌمٌة للدرن الوطنً(ع‪،‬م)‪ ،‬والٌة الوادي فً ‪.35/14/3133‬‬

‫‪Page 13‬‬
‫هو عنصر مهم وضروري فً تكوٌن الجرٌمة‪ ،‬وٌعرؾ بؤنه‪" :‬فعل الجانً الذي‬
‫ٌحدث أثرا فً العالم الخارجً‪ ،‬وبؽٌر هذا السلون ال ٌمكن محاسبة الشخص"‪ 15،‬وجرٌمة‬
‫التشهٌر اإللكترونً تمع بسلون إٌجابً ‪.‬‬
‫والنشاط اإلجرامً لجرٌمة التشهٌر عبر االنترنت هو كل سلون ٌتم من خبلله نشر‬
‫معلومات خاصة باألشخاص باستخدام منظومة رلمٌة منشبة بواسطة برٌد إلكترونً أو رلم‬
‫هاتؾ‪،‬وٌسمح ألعضابه بإنشاء صفحة ومجموعة على ذلن المولع‪ ،‬ووضع تعلٌمات‬
‫ومشاركات فٌه‪،‬كما تتٌح للعضو تحمٌل محتوى أو صورة على صفحته‪ ،‬وكتابة تعلٌمات أو‬
‫إبداء إعجابات أو مشاركات ‪ ،16‬سواء كانت فً شكل صور أو فٌدٌوهات أو رسابل صوتٌة‬
‫أو دردشة مكتوبة‪ ،‬مما ٌضر بسمعته‪ ،‬وفمدان الثمة به‪ ،‬وتؽٌر االنطباع علٌه‪ ،‬سواء تم األمر‬
‫بعلم الضحٌة أم ال‪ ،‬فً حضوره أو ؼٌابه‪ ،‬مما ٌستوجب توافر شرط النشر للمحتوى بشكل‬
‫علنً ‪.‬‬
‫فالسلون اإلجرامً فً هذه الجرٌمة ٌتخذ عدة صور منها‪::‬‬
‫أ‪ -‬الحصول على معلومات وبٌانات و أسرار متعلمة بالحٌاة الخاصة لؤلشخاص الضحاٌا‪:‬‬
‫سواء عن طرٌك الثمة أو عن طرٌك مسًء لؤلشخاص أو عن طرٌك اختراق جهازه‬
‫وسرلة محتوٌاته من صور وفٌدٌوهات وتسجٌبلت ودردشات ‪......‬الخ‪.‬‬
‫كؤن ٌموم شخص باستؽبلل معلومات خاصة جدا فً هاتؾ ضابع أو تمت سرلته أو‬
‫اشتراه عن طرٌك استرجاع صور وفٌدٌوهات حساسة تم مسحها من طرؾ صاحبها الذي‬
‫هو نفسه الضحٌة بواسطة تطبٌمات مختصة‪.‬‬
‫ب‪-‬المٌام بصناعة محتوى مسًء للشخص وانتهان حرمة حٌاته الخاصة وإرفالها بكبلم‬
‫للسمعة واالعتبار ثم نشره‪ ،‬سواء أكان صورا أو فٌدٌوهات أو كتابة أو دردشات ما سنجرٌة‬
‫عبر الفاٌسبون أو تحتوي على معلومات أو أخبار كاذبة أو مفبركة لعدد كبٌر من مسًء‬
‫المستخدمٌن‪.‬‬
‫ج‪-‬التنصت واستراق السمع‪ :‬للمحادثات الخاصة أو السرٌة‪ ،‬وٌمكن تعرٌفه بؤنه‪:‬‬
‫"االستماع سرا بؤي وسٌلة كانت أٌا كان نوعها إلى كبلم له صفة الخصوصٌة أو‬
‫سري صادر من شخص ما أو متبادل بٌن شخصٌن أو أكثر دون رضاه" ‪ ،‬ولد نهً هللا عز‬
‫وجل عن التدخل والتفتٌش فً أسرار الناس لال تعالى‪« :‬وال تمؾ ما لٌس لن به علم إن‬
‫السمع والبصر والفإاد كل أولٌن كان عنه مسبوال ﴾ [اإلسراء‪ .]47‬وبمجرد االستماع‬
‫واستخدام هذا التسجٌل الذي حصل علٌه بطرٌك ؼٌر مشروع للتشهٌر بشخص ما أو التهدٌد‬
‫بالتشهٌر ٌتحمك الركن المادي للجرٌمة‪ .‬والمبلحظ أن المشرع لم ٌشترط استخدام أجهزة‬
‫معٌنة المهم أنها تإدي للنتٌجة الجرمٌة‪ ،‬مما ٌعنً اتساع نطاق استعمال أٌة أجهزة لد تظهر‬
‫فً المستمبل‪ ،‬مما ٌعكس مساٌرة المشرع للتطور العلمً المذهل فً مجال االتصاالت ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫رحمانً‪ ،‬منصور‪ ،‬الوجٌز فً المانون الجنابً العام‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزٌع‪ ،‬عنابة‪،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص‪.:9‬‬
‫‪16‬‬
‫ٌنظر ‪ :‬البرعً‪ ،‬نجاد‪ ،‬التشهٌر باستخدام االنترنت‪ ،‬سإال وجواب‪ ،‬المجموعة المتحدة للمانون‪،‬مرجع سابك‪ ،‬ص‪.23‬‬

‫‪Page 14‬‬
‫د‪-‬النشر‪:‬‬
‫ٌتسع مفهوم النشر لٌشمل إضافة إلى المفهوم التملٌدي وهو السماح للؽٌر واطبلعهم‬
‫كذلن على الصورة أو سماعهم للمحادثة والؽٌر هنا ٌعنً عدد ؼٌر محدود من الناس‪،‬‬
‫وسوى المشرع بٌن المٌام "بالوضع أو بالسماح بالوضع"‪ .‬بمعنى أنه نشر بنفسه أو مكن‬
‫ؼٌره من نشر ما بحوزته من محتوى‪ ،‬فالمٌام بنشر أو مشاركة منشور مسًء مرفما بتعلٌك‬
‫ٌفٌد تؤٌٌدا أو إعجابا بمضمونه‪ ،‬مسإولٌته تكون مشتركة بٌن الناشر األصلً و الشخص‬
‫المعلك‪ .‬بٌنما لو كان التعلٌك مسًء على منشور ؼٌر مسًء فإن المسإولٌة الجنابٌة تمع‬
‫على صاحب التعلٌك وحده‪.‬‬
‫و ٌكفً فً تحمك المسإولٌة الجزابٌة أن ٌموم الناشر بنشاط ٌمكن من خبلله أن ٌطلع‬
‫على محتوى خاص‪ .‬فمتى نشرها فً موالع التواصل االجتماعً فمد تحممت المسإولٌة دون‬
‫اشتراط أن ٌتم االطبلع علٌه بالفعل من الؽٌر ‪.‬‬
‫أما عن وسابل نشر المعلومات‪ :‬ال ٌشترط المانون وسٌلة أو طرٌمة معٌنة‪ ،‬فالمهم هو‬
‫إشاعة الخبر وسط الجمهور‪ .‬وهو األمر الذي ٌحدث عبر النشر فً وسابل التواصل‬
‫االجتماعً فً هذا السٌاق انتهت المحاكم األمرٌكٌة إلى جنحة التشهٌر اإللكترونً تكتمل إذا‬
‫كان النشر داخل مجموعات تواصلٌة ذلن أن مفهوم النشر لد تحمك فعبل بوجود الناشر وهو‬
‫المتهم والمستمبل وهو الضحٌة والطرؾ الثالث متمثبل فً آالؾ المستخدمٌن‪.‬‬
‫فالسلون اإلجرامً ٌتمحور حول لٌام شخص باستؽبلل محتوى مسًء صنعه بنفسه‬
‫أو صنعه ؼٌره فً التشهٌر‪ .‬هذا النشاط اإلجرامً بكافة صوره ٌإدي إلى ضرر ٌمع على‬
‫المجنً علٌه بصفة خاصة وعلى المجتمع بصفة عامة وهذا ما سنراه فً العنصر الموالً‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ -‬النتٌجة اإلجرامٌة ‪:‬‬
‫ٌمصد بها‪ " :‬األثر المترتب على السلون الجرمً والذي ٌتمثل فً الجرٌمة اإلٌجابٌة‬
‫فً التؽٌٌر الذي ٌحدث فً العالم الخارجً سواء كان مادٌا أو نفسٌا‪ 17‬وٌمكن تعرٌؾ‬
‫النتٌجة بؤنها ما ٌسببه السلون اإلجرامً من ضرر أو خطر ٌصٌب أو ٌهدد مصلحة ٌحمٌها‬
‫المانون‪ ،‬كما الحال فً جرٌمة المتل ولد ٌكون معنوي كما الحال فً جرٌمتنا محل هو‬
‫البحث‪.‬‬
‫تمع النتٌجة اإلجرامٌة فً جرٌمة التشهٌر اإللكترونً متى تم إٌداع المحتوى المسًء‬
‫فً موالع ‪ 59‬التواصل االجتماعً بؽض النظر عن الؽرض‪ ،‬فجرٌمة التشهٌر تكون‬
‫متحممة لتوفر عنصر العبلنٌة و بالتالً فهو عنصر مفترض الولوع كما هو مفترض فً‬
‫التشهٌر عبر الصحؾ‪ ،‬الذي هو ألل نطالا‪ ،‬ومن باب أولى ٌكون التشهٌر عبر التواصل‬
‫االجتماعً بالؽة الجرمٌة‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬العاللة السببٌة ‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫رحمانً‪ ،‬منصور‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.213‬‬

‫‪Page 15‬‬
‫ال ٌكفً لمٌام الركن المادي للجرٌمة أن ٌصدر سلون إجرامً من الجانً فً حك‬
‫المجنً علٌه وأن تحدث نتٌجة إجرامٌة بل البد من لٌام عبللة بٌن السلون والنتٌجة وهً‬
‫العبللة السببٌة‪ .‬وٌمكن تعرٌؾ العبللة السبٌة بؤنها المجموعة العوامل اإلنجابٌة والسلبٌة‬
‫التً ٌستتبع تحممها حدوث النتٌجة على نمو الزم‪.18‬‬
‫وال تثار أٌة مشكلة حول موضوع السببٌة إذا كان ظاهرا أن فعل الجانً وسلوكه‬
‫اإلجرامً هو سبب النتٌجة الضارة كمن ٌضرب شخص بسكٌن فؤرداه لتٌبل ولكن الصعوبة‬
‫تكمن إذا تداخلت عدة أسباب فً إحداث النتٌجة الجرمٌة‪.19‬‬
‫وتحدٌد العبللة السببٌة فً هذه الجرٌمة جد صعب بسبب التعمٌدات المتعلمة بها ألنها‬
‫تمع فً بٌبة افتراضٌة‪ ،‬وما ٌعنٌه ذلن من تشابن مراحل المدخبلت و المخرجات‬
‫اإللكترونٌة وتسببها فً حدوث النتٌجة المراد الحصول علٌها و هً اإلساءة للضحاٌا‪،‬‬
‫وانتهان سمعتهم واعتبارهم من هذا المنطلك فالعبللة السببٌة فً جرٌمة التشهٌر االلكترونً‬
‫باألشخاص تكون بٌن لٌام الجانً بالنشر فً موالع التواصل االجتماعً ألسرار و‬
‫معلومات و بٌانات تتعلك بخصوصٌات الضحاٌا‪ ،‬والنتٌجة الحاصلة وهً التشهٌر‬
‫باألشخاص‪.‬‬
‫عرؾ بؤنه العلم بعناصر الجرٌمة مع اتجاه اإلرادة إلى تحمٌمها أو لبولها أو هو اتجاه‬
‫إرادة الجانً نحو ارتكاب الجرٌمة مع العلم ٌتوافر أركانها المانونٌة‪ ،20‬ومن التعرٌؾ‬
‫نستخلص أن هذا الركن ٌتكون من عنصرٌن هما العلم واإلرادة‪ ،‬فالعلم هو إدران األمور‬
‫على نحو مطابك للوالع ٌسبك اإلرادة‪ ،‬أما هذه األخٌرة فتتمثل فً االتجاه من أجل تحمٌك‬
‫السلون اإلجرامً‪ ،‬وٌمكن تفصٌل المول كاآلتً‪:‬‬
‫أوال‪ -‬العلم‪ :‬وٌعرؾ بؤنه ‪" :‬حالة ذهنٌة أو لدر من الوعً ٌسٌل تحمك اإلرادة وٌعمل على‬
‫إدران األمور على نحو صحٌح‪ 21‬بمعنى أن العلم هو الحالة النفسٌة التً تموم فً ذهن‬
‫المشهر جوهرها الوعً بحمٌمة عناصر الوالعة اإلجرامً التً ٌتشكل منها الركن المادي‬
‫بشؤن التشهٌر عبر استخدام وسابل التواصل االجتماعً مع تصور ولوع النتٌجة اإلجرامٌة‪.‬‬
‫وعناصر الوالعة اإلجرامٌة التً ٌلزم العلم بها للمٌام بالمصد الجنابً هً ما ٌتطلبه المشرع‬
‫إلعطاء الوالعة وصفها المانونً وتمٌٌزها عن ؼٌرها من الولابع اإلجرامٌة األخرى وأٌضا‬
‫عن الولابع المشروعة‪ 22‬فاشتراط علم الجانً أن نشره المعلومات خاصة باألشخاص‬
‫الضحاٌا عبلنٌة فً موالع التواصل االجتماعً مع ما ٌرافك ذلن من أذى جسٌم هو جرٌمة‬
‫معالب علٌها لانونا‪ .‬كما ٌعلم كل عناصر الجرٌمة من أول أخد أول أخد معلوماتهم الخاصة‬
‫وصورهم وتسجٌبلتهم واتصاالتهم سواء تحصل علٌها الجانً بنفسه أو عن طرٌك الؽٌر‬

‫‪18‬‬
‫حسنً‪ ،‬محمود نحٌب‪ ،‬المسم الخاص ‪ -‬جرابم االعتداء على األشخاص‪ ،‬دار النهضة العربٌة‪ ،‬الماهرة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪19‬‬
‫ٌنظر رحمانً‪ ،‬منصور‪ ،‬مرجع سابك ص‪.216،215،‬‬
‫‪20‬‬
‫رحمانً‪ ،‬منصور الوجٌز فً المانون الجنابً العام‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.225‬‬
‫‪21‬‬
‫سلٌمان‪ ،‬عبد هللا‪ ،‬شرح لانون العموبات الجزابري‪ ،‬المسم العام‪ ،‬ج ‪ ،2‬د‪.‬ط‪ ،‬دٌوان المطبوعات الجامعٌة‪ ،‬ص‪.361‬‬
‫‪22‬‬
‫مؤمون‪ ،‬سبلمة‪ ،‬لانون العموبات‪ ،‬دار سبلمة للنشر والتوزٌع‪ ،‬مصر‪ ،3129 ،‬ص ‪.361‬‬

‫‪Page 16‬‬
‫وسواء تم ذلن عن طرٌك الثمة واألمان لوجود عبللة تربطهم أو عن طرٌك االختراق‬
‫والسرلة أو حتى عن طرٌك الصدفة‪ ،‬ثم نشرها عبلنٌة فً منصة إلكترونٌة‪.23‬‬
‫ثانٌا ‪ -‬اإلرادة ‪ :‬للنا فً العنصر السابك أن العلم إرادة ذهنٌة بها ترتسم الجرٌمة فً ذهن‬
‫جسم الجانً‪ ،‬فٌوازن بٌن اإللدام واإلحجام وما ٌترتب عن كل منهما واإلرادة تإدي دورٌن‬
‫أولهما االختٌار‪ ،‬وثانٌهما نمل الفكرة من الذهن إلى الوالع‪ .24‬إن نتٌجة نٌة الجانً اتجاه نشر‬
‫معلومات مسٌبة عن أشخاص و نشرها فً موالع التواصل االجتماعً‪ ،‬مع علمه األكٌد‬
‫بكونها تسبب له أذى جسٌما‪ ،‬أي انه ٌستلزم توافر اتجاه إرادته نحو تحمٌك العناصر المادٌة‬
‫للجرٌمة بتعدٌل إعداد الخصوصٌة لبل الضؽط على زر (النشر) الذي ٌجعل المنشور متاحا‬
‫للعامة من المستخدمٌن‪ ،‬أو فً حالة جعله متاحا لرإٌة جمٌع أصدلاء المستخدم المسجلٌن‬
‫فً حسابه‪ .‬وبذلن تكون شروط العبلنٌة البلزمة لولوع الجرٌمة متوافرة‪.‬‬
‫ثالثا ‪ -‬صور المصد الجنائً فً جرٌمة التشهٌر االلكترونً عبر وسائل التواصل‬
‫االجتماعً‪ :‬وٌتخذ المصد الجنابً عدة صور منها المصد العام والمصد الخاص‪.‬‬
‫أ‪ -‬المصد الجنابً العام هو الهدؾ الفوري والمباشر للسلون اإلجرامً وٌنحصر فً حدود‬
‫تحمٌك الؽرض من الجرٌمة أي ال ٌمتد لما بعدها‪.‬‬
‫ب‪-‬المصد الجنابً الخاص ‪ :‬هو ما ٌتطلب توافره فً بعض الجرابم فبل ٌكفً مجرد تحمٌك‬
‫الؽرض من الجرٌمة بل هو أبعد من ذلن أي أنه ٌبحث فً نواٌا المجرم‪ ،‬من هنا نتساءل‬
‫عن المصد الجنابً الذي ٌجب توافره فً جرٌمة التشهٌر اإللكترونً‪.‬‬
‫إن المجرم اإللكترونً ٌتوجه من أجل ارتكاب فعل ؼٌر مشروع أو ؼٌر مسموح مع علم‬
‫ٌبررون أفعالهم بؤنهم مجرد‬
‫هذا المجرم بؤركان الجرٌمة وبالرؼم من أن بعض المخترلٌن ّ‬
‫فضولٌٌن وأنهم لد تسلّلوا صدفة‪ ،‬فبل انتفاء للعلم كركن للمصد الجنابً‪ ،‬وكان ٌجب علٌهم‬
‫أن ٌتراجعوا بمجرد دخولهم وال ٌستمروا فً االطبلع على أسرار األفراد والمإسسات ألن‬
‫جمٌع المجرمٌن واألشخاص الذٌن ٌرتكبون هذه األفعال ٌتمتعون بمهارات عملٌة ومعرفٌة‬
‫كبٌرة‪.‬‬
‫فالمصد الجنابً العام متوافر فً جمٌع الجرابم المعلوماتٌة دون أي استثناء ولكن هذا ال أن‬
‫هنان بعض الجرابم المعلوماتٌة تتطلب أن ٌتوافر المصد الجنابً الخاص مثل جرابم تشوٌه‬
‫ٌمنع السمعة عبراالنترن ت‪ . 25‬وخبلصة ما سبك أنه حتى تكتمل جرٌمة التشهٌر‬
‫اإللكترونً‪ٌ ،‬شترط أن تكون اإلثارة لابمة على سوء النٌة‪ ،‬وتستهدؾ اإلساءة إلى السمعة‬
‫الشخصٌة‪ ،‬أو انتهان الخصوصٌة‪ ،‬واألمن الشخصً‪ ،‬وإثارة المشاعر واالنتماص من‬
‫الكرامة واالعتبار أو االحتمار والسخرٌة والكذب المتعمد‪ .‬كما ٌشترط أن ترى وتمرأ من‬

‫‪23‬‬
‫ٌنظر ‪ :‬مجلة دورٌة دولٌة محكمة متخصصة فً مجال العلوم المانونٌة والسٌاسٌة تصدر عن جامعة عمار ثلٌجً باألؼواط‪ ،‬ممال بعنوان‪:‬‬
‫التكٌٌؾ المانونً الجرٌمة المذؾ عٌر وسابل التواصل االجتماعً‪ ،‬إعداد ط‪ .‬د لسود موسى‪ ،‬جامعة العربً التبسً‪ ،‬ص ‪.395‬‬
‫‪24‬‬
‫رحمانً‪ ،‬منصور الوجٌز فً المانون الجنابً العام‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.22:‬‬
‫‪25‬‬
‫ونوؼً نبٌل‪ ،‬الجرٌمة اإللكترونٌة فً التشرٌع الجزابري‪ ،‬مجلة العلوم المانونٌة واالجتماعٌة جامعة زٌان عاشور الجلفة الجزابر‪،‬مج ‪ -5‬ع‪، 4‬‬
‫‪ 4‬سبتمبر ‪ ،312:‬ص‪.23‬‬

‫‪Page 17‬‬
‫خبلل طرؾ ثالث‪ ،‬أي توافر عنصر العبلنٌة‪ ،‬ومن تم فإن جرٌمة التشهٌر اإللكترونً ال‬
‫تكتمل إذا انحصرت فً دابرة المراسبلت الثنابٌة‪ .26‬فما الممصود بالعبلنٌة؟‬
‫الفرع الثالث‪ :‬عنصر العالنٌة‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬مفهوم العالنٌة‪" :‬اإلظهار والجهر واالنتشار ‪،‬والذٌوع‪ ،‬والنشر‪ ،‬أي اتصال علم‬
‫الجمهور بفعل أو لول أو كتاب أو تمثٌل‪ .27‬وتعرؾ بؤنها ‪ :‬اتصال علم الجمهور بفعل أو‬
‫لول أو كتاب أو تمثٌل‪. 28‬‬
‫"وتعتبر العبلنٌة جوهر جرٌمة التشهٌر اإللكترونً‪ ،‬وعدم وجودها ٌعنً عدم وجود هذه‬
‫الجرٌمة‪ ،‬حتى وإن توافرت أركانها األخرى‪ ،‬كذلن فإن العبلنٌة تدل على أن المتهم ٌرٌد أن‬
‫ٌولع بالمجنً علٌه ضررا ال حدود له فهو إذن ٌظهر خطورة الجانً وخطورة الجرٌمة‬
‫التً ٌمدم علٌها"‪29‬وولد تتحمك العبلنٌة بصور متعددة سنذكرها فً العنصر البلحك‬
‫ثانٌا صور العالنٌة لد تكون باألعمال ‪،‬والحركات أو بالكالم والصراخ‪ ،‬أو بالكتابة‪،‬‬
‫والصور بكافة أشكالها وما شابهها‪.‬‬
‫‪ -2‬عبلنٌة األعمال والحركات تتحمك عبلنٌة األعمال والحركات إذا حصلت فً محل‬
‫عام أو مكان مباح للجمهور‪ ،‬أو معرض لؤلنظار‪ ،‬حٌث تتحمك العبلنٌة فً هذه‬
‫الصورة نظرا لطبٌعة المكان الذي تم الجهر فٌه بعبارات الذم والمدح والتحمٌر‪.‬‬
‫وتتحمك عبلنٌة األعمال والحركات إذا ولعت فً مكان خاص ؼٌر األماكن المذكورة وكان‬
‫فً مثل تلن األماكن مشاهدة مثل تلن األفعال‪ .‬وتتحمك أٌضا عبلنٌة باستطاعة كان من‬
‫األعمال والحركات إذا ولعت فً مكان خاص وتحول هذا المكان إلى مكان عام بالمصادفة‬
‫‪.30‬‬
‫ولما كانت تمنٌات االنترنت تتٌح نمل الصوت والصورة من مستخدم آلخر فً أي مكان فً‬
‫العالم‪ ،‬فإن عبلنٌة األعمال والحركات ٌمكن تصورها فً نطاق االنترنت‪.‬‬
‫وإذا كان األصل فً المذؾ والسب والذم والتحمٌر ٌمع بالمول والكتابة‪ ،‬فإنه نادرا ما ٌتحمك‬
‫باألعمال والحركات كحركات الصم والبكم‪.‬‬
‫‪ -3‬عبلنٌة المول والصٌاح تتحمك عبلنٌة الكبلم والصراخ إذا جهر بهما أو نمبل بالوسابل‬
‫اآللٌة‪ ،‬بحٌث ٌسمعها فً كبل الحالٌن من ال دخل له فً الفعل‪.‬‬
‫فإذا كان المول أو الصٌاح فً محل عمومً بطبٌعته فتتحمك العبلنٌة ولو كان المحل خالٌا‬
‫من الناس‪ ،‬إذ من المحتمل دابما سماعه‪ ،‬أما إذا كان المحل العمومً بالتخصٌص أو‬

‫‪26‬‬
‫الفٌصل ‪ 4‬عبد األمٌر ‪ ،‬دراسات فً اإلعبلم اإللكترونً‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.433‬‬
‫‪27‬‬
‫إبراهٌم عبد الخالك‪ ،‬الوجٌز فً جرابم الصحافة والنشر ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬المكتب الفنً لئلصدارات المانونٌة‪ ،3113 ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪28‬‬
‫علً عبود جعفر‪ ،‬جرابم تكنولوجٌا اإلعبلم الحدٌثة الوالعة على األشخاص والحكومة دراسة ممارن ‪ ،‬منشورات زٌن الحمولٌة‪ ،‬البماع‪،3124 ،‬‬
‫ط‪ ،2‬ص ‪.448‬‬
‫‪29‬أحمد أمٌن‪ ،‬علً راشد‪ ،‬شرح لانون العموبات المصري‪ ،‬المسم الخاص‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.216‬‬
‫‪30‬‬
‫ٌنظر‪ :‬الشوابكة دمحم أمٌن ‪ ،‬جرابم الحاسوب واالنترنت (الجرٌمة المعلوماتٌة) ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار الثمافة للنشر والتوزٌع‪ 311: ،‬ص‪.61،‬‬

‫‪Page 18‬‬
‫بالمصادفة فبل تتوفر العبلنٌة إال إذا حصل الجهر بالمول والصٌاح حال اجتماع الجمهور‬
‫ألن المحل تحول لمكان عام بوجود هذا الجمهور‪ .‬وفً كل األحوال ٌرجع لماضً‬
‫الموضوع تمدٌر ما إذا كان المحل الخصوصً لد تحول عمومٌا بالمصادفة‪.31‬‬
‫وتتحمك عبلنٌة هذا الفعل أٌضا إذا تم نمل الكبلم والصراخ بالوسابل اآللٌة‪ ،‬وٌمصد بها‬
‫االستعانة باألجهزة التً تجعل الكبلم مسموعا فً أنحاء المكان دون تمٌٌز‪ ،‬سواء تم ذلن‬
‫بمكبرات الصوت أو المٌكروفونات أو أٌة وسٌلة ٌكشؾ عنها العلم وتإدي ذات الؽرض‪،‬‬
‫ومناط ذلن أن المشرع لم ٌحصر الممصود بالوسابل اإللكترونٌة ولم ٌمصرها على زمان‬
‫ومكان‪ ،‬وبالتالً إذا تم نمل الكبلم والصراخ بواسطة االنترنت باعتبارها من الوسابل اآللٌة‬
‫فً نمل األصوات فإن عنصر العبلنٌة ٌتحمك فٌما لو سمعها من ال دخل له فً الفعل أما إذا‬
‫التصرت المراسبلت بٌن طرفٌن دون علم طرؾ ثالث فبل تتحمك االعبلنٌة‬
‫‪ -4‬عبلنٌة الكتابة‪ :‬تتحمك عبلنٌة الكتابة فً عرض الكتابة والرسوم الٌدوٌة والشمسٌة‬
‫واألفبلم والشارات والتصاوٌر على اختبلفها فً محل عام أو مكان مباح للجمهور أو‬
‫معرض ‪ ..‬ومن ذلن ما ٌنشر فً وسابل التواصل االجتماعً حٌث ٌصبح ما عرض‬
‫متاحا لجمٌع المستخدمٌن‪.32‬‬
‫ثالثا ‪ :‬مدى تحمك شرط العالنٌة فً جرٌمة التشهٌر اإللكترونً عبر تطبٌك الفاٌسبون‪:‬‬
‫مع تعد موالع التواصل االجتماعً وسٌلة من وسابل التعبٌر‪ ،‬ولد نشؤت هذه الموالع‬
‫باألساس لمساعدة األفراد إلى التمارب والتشارن‪ ،‬وكذلن التواصل األصدلاء والعابلة‬
‫واكتشاؾ األحداث المحلٌة والعالمٌة والعثور على المجموعات لبلنضمام إلٌها إال أن هذه‬
‫الموالع هً سبلح ذو حدٌن‪ ،‬ألن البعض لد ٌموم بارتكاب األفعال الؽٌر مشروعة من جرابم‬
‫التشهٌر بواسطة النشر واإلذاعة حٌث أن تلن الجرابم ال تختلؾ طبٌعتها بتؽٌر الوسٌلة التً‬
‫‪33‬‬
‫ترتكب من خبللها‬
‫ولد استمر الفمه والمضاء المصري على اعتبار وسابل التواصل االجتماعً وسٌلة من‬
‫وسابل النشر التً ٌتحمك معها العبلنٌة لاعدة مإداها ‪ " :‬أن الفعل ٌعتبر علنٌا إذ لمسه الؽٌر‬
‫بحواسه‪ ،‬أو كان ذلن ممكنا‪.‬‬
‫ومعنى ذلن أن العبلنٌة لها صورتان صورة فعلٌة وصورة حكمٌة‪ ،‬ففً الصورة الفعلٌة‬
‫ٌلمس الؽٌر بحواسه أي ببصره أو بسمعه أو بؤٌة حاسة أخرى‪ ،‬وذلن الفعل المادي الذي‬
‫‪34‬‬
‫ٌؤتٌهالجانً كمن لام بفعل التشهٌر فً الطرق والشوارع واألماكن العامة‪.‬‬
‫أما الصورة الحكمٌة فبل ٌلمس الؽٌر ذلن الفعل بحواسه فعبل ولكن ٌكون ذلن ممكنا‪ ،‬أي‬
‫ٌكون فً استطاعة الؽٌر أن ٌلمسه‪ ،‬فالعلنٌة تكون لابمة حكما ال فعبل‪ ،‬أي أنها تعتبر لابمة‬
‫لانونا ولو أنها لم تمع فعبل وهذا ما ٌنطبك على النشر على االنترنت‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫ٌنظر‪ :‬بوسمٌعة‪ ،‬حسن‪ ،‬الوجٌز فً المانون الجنابً الخاص‪ ،‬المرجع سابك‪ ،‬ص ‪.314‬‬
‫‪32‬‬
‫دمحم أمٌن الشوابكة‪ ،‬جرابم الحاسوب واالنترنت (الجرٌمة المعلوماتٌة) ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.64-61‬‬
‫‪33‬‬
‫طارق فتحً سرور‪ ،‬الوسٌط فً لانون العموبات المسم الخاص‪ ،‬ط‪ ،3‬ص ‪ 71‬ص ‪.72‬‬
‫‪34‬‬
‫ٌنظر البرعً نجاد ‪ ،‬مرجع سابك ‪ ،‬ص ‪.22،‬‬

‫‪Page 19‬‬
‫ومن المبلحظ أن التشرٌعات العربٌة أؼلبها ذكر المول والصٌاح واإلٌماء أو الحركات‬
‫والصور والرموز والرسوم والكتابة على سبٌل المثال طرلا للعبلنٌة ‪ ،‬والبعض استطرد‬
‫كالمشرع المصري جله ذكر فً المادة ‪ 282‬من لانون العموبات حٌث أردؾ على ذلن أو‬
‫بؤي وسٌلة أخرى من وسابل العبلنٌة"‪.35‬‬
‫مما سبك من التعرٌؾ بماهٌة جرٌمة التشهٌر اإللكترونً ٌتضح بؤنها جرٌمة كاملة األركان‬
‫وإن اختلفت عن جرٌمة التشهٌر بالصورة التملٌدٌة وذلن الختبلؾ الوسٌلة ومسرح الجرٌمة‬
‫‪.‬‬
‫المبحث التانً ‪ :‬األحكام العامة لجرائم السب والمذف فً التشرٌع المغربً‬
‫لمد ذهبت التشرٌعات الوضعٌة فً مجملها إلى تجرٌم أفعال السب والمذؾ والمعالبة علٌها‪،‬‬
‫ومن ضمنها التشرٌع المؽربً الذي تضمن عدة نصوص متفرلة بٌن المانون الجنابً‬
‫ولانون الصحافة والنشر تجرم أفعال السب والمذؾ وتعالب علٌها بعموبات زجرٌة‪.‬‬
‫لكن رؼم ذلن فمد أصبحت المضاٌا التً تعرض على المضاء فً هذا الشؤن فً تزاٌد‬
‫مستمر بات ٌفرض على رجال المانون ضرورة التدخل للولوؾ على الظاهرة وتحلٌلها‬
‫ورسم ما هو مسموح به وما هو مجرم وجب اإلحتراز منه‪ .‬ولد جرم التشرٌع المؽربً‬
‫أفعال السب والمذؾ‪ ،‬ووضع أحكاما عامة لهما تتعلك بكٌفٌة تحرٌن الدعوى العمومٌة طرق‬
‫ووسابل إثبات هذا الجرابم‪ ،‬ثم أجال التمادم فٌها‪.‬‬
‫‪ - 2‬إلامة الدعوى العمومٌة فً جرابم السب والمذؾ‬
‫المادة ‪ 4‬حسب من لانون المسطرة الجنابٌة فإن الدعوى العمومٌة تمارس ضد الفاعل‬
‫األصلً للجرٌمة والمساهمٌن والمشاركٌن فً ارتكابها‪ .‬وٌمٌم الدعوى العمومٌة وٌمارسها‬
‫لضاة النٌابة العامة‪ ،‬كما ٌمكن أن ٌمٌمها الموظفون المكلفون بذلن لانونا ً‪ .‬وٌمكن أن ٌمٌمها‬
‫الطرؾ المتضرر طبما للشروط المحددة فً هذا المانون‪.‬‬
‫فاألصل إذن أن المشرع جعل تحرٌن الدعوى العمومٌة بٌد النٌابة العامة باعتبارها ممثلة‬
‫للمجتمع‪ ،‬لكنه منح على سبٌل اإلستثناء إمكانٌة ممارسة هذا الحك من طرؾ الشخص‬
‫المتضرر من الجرٌمة‪ .‬وهذا اإلستثناء تبرز أهمٌته بشكل كبٌر فً جرابم المذؾ والسب‬
‫العلنً بسبب تحفظ النٌابة العامة مبدبٌا عن تحرٌن الدعوى العمومٌة بشؤنه‪.‬‬
‫ذلن أنه تنفٌذا لتوجهات السٌاسة الجنابٌة الرامٌة إلى دعم ‪ :‬ممارسة الحموق والحرٌات‬
‫الدستورٌة ومنها حرٌة الصحافة والنشر ‪ ،‬فإن النٌابات العامة ال تحرن المتابعة تلمابٌا فً‬
‫حك الصحفٌٌن بشؤن جرابم الصحافة إال فً حاالت للٌلة تمتضٌها االجراءات المانونٌة أو‬
‫تتطلبها ضرورة الحفاظ على النظام العام والمإسسات‪ .‬أما فً بالً الحاالت‪ ،‬فٌتم إعمال‬
‫مبدأ المبلءمة بشؤنها‪ ،‬وٌترن للمتضررٌن الخٌار لتمدٌم شكاٌات مباشرة أمام المضاء من‬

‫‪35‬‬
‫دمحم دمحم سٌد أحمد عامر‪ ،‬المسإولٌة الجنابٌة عن تروٌج اإلشاعات عبر وسابل التواصل االجتماعً دراسة فمهٌة ممارنة بالمانون المصري‬
‫والنظام السعودي‪ ،‬بحث ممدم لمإتمر وسابل التواصل االجتماعً‪ ،‬التطبٌمات واإلشكاالت المنهجٌة جامعة اإلمام دمحم بن سعود اإلسبلمٌة‪ ،‬الرٌاض‪،‬‬
‫‪3126-21‬‬

‫‪Page 20‬‬
‫أجل ما تعرضوا له من لذؾ أو سب‪ ،‬حٌث عرفت سنة ‪ 3129‬تسجٌل ‪ 253‬شكاٌة مباشرة‬
‫تتعلك بجرابم الصحافة‪ ،‬فً حٌن لم تتجاوز المتابعات التً حركتها النٌابة العامة تلمابٌا‬
‫خمس متابعات‪ 36‬وهذا ما ٌبرز بشكل جلً دور الشكاٌة المباشرة فً تحرٌن الدعوى‬
‫العمومٌة فً جرابم السب والمذؾ‪ .‬واإلدعاء المباشر هو وسٌلة المدعً بالحك المدنً‬
‫(المتضرر من الجرٌمة ) فً تحرٌن ورفع الدعوى مباشرة أمام المحكمة‪ ،‬وذلن عن طرٌك‬
‫إلامة دعواه المدنٌة بالتعوٌض عن الضرر الذي لد لحمه من الجرٌمة أمام المضاء‪ ،‬دون‬
‫المرور بمرحلة التحمٌك اإلبتدابً‪ " . 37‬وهً مإطرة فً المانون المؽربً بموجب الفصول‬
‫‪ 45: - :6 - 4‬من لانون المسطرة الجنابٌة‪. 38‬‬
‫وبما أن المناسبة ال تسمح بالتعمك فً موضوع الشكاٌة المباشرة " فإننا سنكتفً بإبراز أهم‬
‫االشكاالت التً طرحت بشؤنها أمام المضاء‪.‬‬
‫وأول ما ٌجب التنبٌه إلٌه فً هذا اإلطار هو أن اإلدعاء المباشر ال بد أن ٌتم من طرؾ‬
‫المتضرر من الجرٌمة وهو من لحمه ضرر مادي أو أدبً مباشرة عن الجرٌمة سواء أكان‬
‫هو المجنً علٌه أو ؼٌره‪ . 39‬وٌجب أن ٌتضمن هذا اإلدعاء جمٌع البٌانات الضرورٌة‬
‫المتعلمة سواء بوالعة السب والمذؾ‪ ،‬الظروؾ التً تمت فٌها الجرٌمة‪ ،‬مدى تحمك الشروط‬
‫المتطلبة لمٌامها‪ ،‬تحدٌد هوٌة األشخاص المتهمٌن مع مراعاة الترتٌب الذي حدده المشرع‬
‫لذلن‪ ،‬أداء الرسوم المضابٌة ‪ .‬إلى ؼٌر ذلن مما هو مطلوب لانونا لتفادي الحكم بعدم لبول‬
‫الشكاٌة‪.‬‬
‫ؼٌر أنه بالنسبة لبٌانات الهوٌة فمد ٌتعذر على المشتكً الحصول علٌها كاملة‪ ،‬فٌموم‬
‫بتضمٌن بعضها دون البعض اآلخر‪ ،‬فإذا استجاب المشتكى به المتهم لبلستدعاء وحضر‬
‫أمام المحكمة فإنه ٌمكن لهذه األخٌرة أن تموم بإتمام المعلومات النالصة‪ .‬فمد اعتبرت‬

‫‪36‬‬
‫رباسة النٌابة العامة ‪ " :‬تمرٌر حول تنفٌذ السٌاسة الجنابٌة وسٌر النٌابة العامة ‪ 3129 -‬ص ‪ ،322‬منشور على المولع االكترونً لرباسة النٌابة‬
‫العامة ‪.www.pmp.ma :‬‬
‫‪37‬‬
‫مجٌد خضر أحمد السبعاوي ‪ -‬كوفند جوتٌار دمحم ‪ " :‬اإلفراج عن المتهم فً الدعوى الجزابٌة ‪ :‬دراسة ممارنة "‪ ،‬المركز العربً للنشر‬
‫والتوزٌع‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،3128‬ص ‪.2:9‬‬
‫‪38‬تنص المادة ‪ :6‬على أنه ‪ٌ :‬جب على الطرؾ المدنً عند إلامته للدعوى العمومٌة‪ ،‬ما لم ٌكن محصبلً على المساعدة المضابٌة‪ ،‬أن‬
‫ٌودع بكتابة الضبط المبلػ الذي ٌفترض أنه ضروري لمصارٌؾ الدعوى‪ ،‬وٌحدد له أجل لئلٌداع وذلن تحت طابلة عدم لبول شكاٌته‪،‬‬
‫وٌحدد هذا المبلػ بؤمر من لاضً التحمٌك الذي علٌه أن ٌراعً اإلمكانٌات المالٌة للمشتكً‪ .‬إذا ألٌمت هذه الدعوى ضد لاض أو‬
‫موظؾ عمومً أو عون تابع للسلطة أو الموة العمومٌة‪ ،‬وظهر أن الدولة ٌمكن أن تتحمل المسإولٌة المدنٌة من جراء أعمال تابعها‪،‬‬
‫ٌتعٌن على لاضً التحمٌك أن ٌشعر بإلامتها الوكٌل المضابً للمملكة‪.‬‬
‫و تنص المادة ‪ 45:‬على أنه ‪:‬‬

‫ٌجب أن ‪ٌ ،‬ستدعى أمام هٌبة الحكم الطرؾ المدنً الذي سبك أن تمدم بطلبه إلى هٌبة التحمٌك‪ .‬وٌشترط لصحة تمدٌم طلب التعوٌض‬
‫أمام هٌبة الحكم‪ ،‬أن ٌودع الطرؾ المدنً لزوما ً لبل الجلسة بكتابة الضبط أو أثناءها بٌن ٌدي الربٌس مذكرة مرفمة بصورة لوصل‬
‫أداء الرسم المضابً الجزافً‪ ،‬وأن ٌحدد مطالبه األساسٌة ومبلػ التعوٌض المطلوب‪.‬‬
‫‪39‬وٌمكن لمن أراد التعمك فً موضوع الشكاٌة المباشرة أن ٌرجع لبعض المراجع التً تناولتها بتفصٌل منها مثبل ‪ :‬أحمد بن عجٌبة‬
‫‪" :‬الشكاٌة المباشرة فً لانون المسطرة الجنابٌة المؽربً "‪ ،‬منشور بالمولع اإللكترونً‪:‬‬
‫‪https://www.coursdroitarab.com/2017/03/pdf_3.htm‬‬

‫‪Page 21‬‬
‫المحكمة االبتدابٌة بالرباط " أن حضور المشتكى به أمام المحكمة وتؤكد هذه األخٌرة من‬
‫هوٌته كاملة وتدوٌنها تكون لد أصلحت ما تم إؼفاله من طرؾ المشتكً بخصوص هوٌة‬
‫المشتكى به‪ ،‬وذلن استنادا للفصل ‪ 421‬من ق م ج وكذا احتراما الجتهادات محكمة النمض‬
‫فً هذا الباب‪ 40‬كما أنه من المعلوم لانونا فً لواعد المسطرة الجنابٌة أن الشكاٌة المباشرة‬
‫الممدمة من طرؾ المشتكً والمصحوبة بطلب التعوٌض عن األضرار المادٌة والمعنوٌة‬
‫البلحمة به هً المعتمد لانونا وأن النٌابة العامة ال تكون فً مثل هذه الدعاوي طرفا أصلٌا‬
‫وإنما هً طرؾ منضم فمط إلى الشكاٌة المباشرة‪ .‬ذلن أن المشرع الجنابً منح الحك‬
‫للمتضرر من أٌة جرٌمة كٌفما كان نوعها التوجه مباشرة إلى المحكمة بواسطة الشكاٌة‬
‫المباشرة فً حالة تهاون النٌابة العامة عن المٌام بواجب المتابعة فً أٌة جرٌمة كٌفما كان‬
‫نوعها والنٌابة العامة تبعا لذلن تتبنى فمط محتوى الشكاٌة المباشرة‪.41‬‬
‫وتبعا لذلن فإنه لٌس من الضروري تضمٌن الشكاٌة المباشرة عبارة بحضور السٌد وكٌل‬
‫الملن‪ ،‬ففً نازلة عرضت على المضاء تشبت خبللها المشتكى به بكون المشتكً لم ٌضمن‬
‫شكاٌته المباشرة حضور السٌد وكٌل الملن مخالفا بذلن المادة ‪ 4‬من ق م ج الذي ٌعطً‬
‫لمضاة النٌابة العامة وحدهم حك ممارسة الدعوى العمومٌة‪ ،‬وأنه بعدم تضمٌن المشتكً‬
‫بحضور السٌد وكٌل الملن بشكاٌته المباشرة ٌكون لد أعطى لنفسه باإلضافة إلى الحك فً‬
‫تحرٌن الدعوى العمومٌة حك ممارستها وهو ما ردت علٌه المحكمة بكون حضور النٌابة‬
‫العامة فً المضاٌا الجنحٌة من األمور المتعلمة بالنظام العام‪ ،‬وشرط أساسً النعماد‬
‫الجلسات الجنحٌة وهو حضور ال ٌجد مصدره فً تضمٌنه بالشكاٌة المباشرة من عدمه‪،‬‬
‫وإنما من نص المانون‪ ،‬األمر الذي ٌكون معه الدفع عدٌم الجدوى وٌتعٌن رده ‪.42‬‬
‫والشكاٌة المباشرة ٌجب أن تكون واضحة من حٌث التعبٌر عن طلب تحرٌن المتابعة‬
‫المضابٌة‪ ،‬فمد لضت المحكمة االبتدابٌة بالرباط بعدم لبول الشكاٌة التً تمدم بها وزٌر‬
‫الداخلٌة فً لضٌة لذؾ للمصالح األمنٌة‪ ،‬معتبرة أنه وعلى فرض أن وزٌر الداخلٌة هو‬
‫ربٌس مختلؾ األجهزة األمنٌة بالمملكة‪ ،‬والمخول له لانونا تمدٌم الشكاٌة عنها‪ ،‬فإن الثابت‬
‫من خبلل كتابه الموجه بتارٌخ ‪ 18/16/3124‬إلى وزٌر العدل أنه التصر فمط على طلب‬
‫إجراء بحث لضابً فً الموضوع دون أن ٌشٌر صراحة إلى المتابعة بإحالة الدعوى‬
‫العمومٌة إلى المحكمة الزجرٌة المختصة‪ ،‬على اعتبار أن الشكاٌة التً اشترط المشرع‬
‫توفرها فً المادة ‪ 82‬أعبله‪ ،‬تمتضً أن تتضمن مطالبة صرٌحة من المجنً علٌه للسلطة‬
‫‪43‬‬
‫المختصة بمتابعة الجانً ومعالبته وهو ما ؼاب عن كتاب وزٌر الداخلٌة المرفك بالملؾ‬
‫‪ .‬وأخٌرا ال بد من اإلشارة إلى أن الحك فً إثارة الدعوى العمومٌة بواسطة اإلدعاء‬
‫المباشر لٌس حكرا على التشرٌع المؽربً بل نجده ثابت أٌضا فً عدة تشرٌعات ممارنة‬
‫‪40‬‬
‫كمال عبد الواحد الجوهري‪" :‬موسوعة ممومات التمٌز والكفاءة فً أداء أعمال المحاماة ‪ :‬العلم والطرٌمة والخبرة ولواعد وآلٌات الممارسة‬
‫العملٌة النموذجٌة ألعمال المهنة "‪ ،‬المركز المومً لئلصدارات المانونٌة‪ ،‬الماهرة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،3126‬ص ‪.453‬‬
‫‪41‬‬
‫لرار صادر عن الؽرفة الجنحٌة بمحكمة االستبناؾ بالرباط تحت عدد ‪ ،55:9‬بتارٌخ ‪ ،41/21/3119‬فً الملؾ رلم ‪،2995/3119/31‬‬
‫منشور بالعمل المضابً فً جرابم ‪،‬الصحافة‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص‪.61‬‬
‫‪42‬‬
‫حكم صادر عن المحكمة االبتدابٌة بشفشاون تحت عدد ‪ 316/1:‬بتارٌخ ‪ ،13/15/311:‬فً ملؾ جنحً ‪ .‬عدد ‪ ،758/19/3‬منشور بالعمل‬
‫المضابً فً جرابم الصحافة‪ ،‬مرجع سابك‪،‬ص‪.225،‬‬
‫‪43‬‬
‫حكم صادر عن المحكمة االبتدابٌة بالرباط بتارٌخ ‪ ،23/14/3125‬فً الملؾ الجنحً عدد ‪ ،221:/3213/3124‬منشور بالمولع اإللكترونً‬
‫لمجلة مؽرب المانون ‪www.maroclaw.com :‬‬

‫‪Page 22‬‬
‫منها مثبل التشرٌع التونسً‪ ،‬حٌث ٌنص الفصل ‪ 47‬من مجلة اإلجراءات الجنابٌة‪ ،‬على أن‬
‫" حفظ المضٌة من طرؾ وكٌل الجمهورٌة ال ٌمنع المتضرر من إثارة الدعوى العمومٌة‬
‫على مسإولٌته الشخصٌة وفً هذه الصورة ٌمكنه عن طرٌك المٌام بالحك الشخصً إما‬
‫طلب إحالة المضٌة على التحمٌك أو المٌام مباشرة لدى المحكمة "‪.‬‬
‫إذن فالشكاٌة المباشرة تحظى بؤهمٌة كبرى فً جرابم السب والمذؾ‪ ،‬فهً السبٌل الوحٌد‬
‫اللتضاء الحموق بعد تحفظ النٌابة العامة عن تحرٌن المتابعة‪ ،‬ؼٌر أنها على الرؼم من ذلن‬
‫فهً لٌست فعالة بسبب ما تفرضه على المواطنٌن من رسوم لضابٌة لمبولها‪ ،‬تحددها‬
‫المحكمة وتحدد أجل تسدٌدها‪ ،‬وال ٌتم المٌام بؤي إجراء لبل أدابها‪ ،‬مما ٌشكل حاجزا أمام‬
‫العدٌد من المتضررٌن فً اللجوء إلى المضاء‪ٌ ،‬ضاؾ إلى المشكل المتعلك بعبء إثبات‬
‫الجرٌمة‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬أركان جرٌمة المدف ووسائل تحمٌك العلنٌة‬
‫المشرع المؽربً لد عرؾ المذؾ فً الفصل ‪ 553‬من المانون الجنابً الذي ٌنص على أنه‬
‫" ٌعد لذفا إدعاء والعة أو نسبتها إلى شخص أو هٌبة‪ ،‬إذا كانت هذه الوالعة تمس شرؾ أو‬
‫اعتبار الشخص أو الهٌبة التً نسبت إلٌها "‪ .‬وهو نفس التعرٌؾ الذي أورده المشرع أٌضا‬
‫فً المادة ‪ 94‬من المانون رلم ‪ 99.24‬التً ورد فٌها أنه " ٌمصد فً مدلول هذا المانون‬
‫بالمذؾ ‪ :‬إدعاء والعة أو نسبتها إلى شخص أو هٌبة إذا كانت هذه الوالعة تمس شرؾ أو‬
‫اعتبار الشخص أو الهٌبة التً نسبت إلٌه أو إلٌها ‪.‬‬
‫إن المذؾ كؽٌره من الجرابم ٌحتاج لمٌامه إلى ركنٌن أحدهما مادي ‪ -‬الفمرة األولى ‪-‬‬
‫واآلخر معنوي ‪ -‬الفمرة الثانٌة‬
‫الفمرة األولى ‪ :‬الركن المادي لجنحة المذف‬
‫تنص المادة ‪ 94‬من المانون رلم ‪ 99.24‬على أنه ٌمصد فً مدلول هذا المانون بالمذؾ إدعاء‬
‫والعة أو نسبتها إلى شخص أو هٌبة إذا كانت هذه الوالعة تمس شرؾ أو اعتبار الشخص أو‬
‫الهٌبة التً نسبت إلٌه أو إلٌها‪ٌ ...‬عالب على نشر المذؾ أو السب مباشرة أو عن طرٌك‬
‫النمل‪ ،‬حتى لو ورد هذا النشر بصٌؽة الشن أو كان موجها إلى شخص أو هٌبة لم ٌعٌنها أو‬
‫لم ٌحددها هذا النشر بكٌفٌة صرٌحة ولكن ٌمكن التعرؾ علٌها من خبلل العبارات الواردة‬
‫فً الخطب أو الصٌاح أو التهدٌدات أو المكتوبات أو المطبوعات أو الملصمات‪ ،‬المجرمة‬
‫وكذا المضامٌن المنشورة أو المبثوثة أو المذاعة‪ .‬وال تعتبر الولابع المثارة فً تعرٌؾ‬
‫المذؾ موجبة لتحرٌن دعوى المذؾ إال إذا كانت ولابع ٌعالب علٌها المانون‪ .‬وٌتضح من‬
‫خبلل هذه المادة أن الركن المادي لجنحة المذؾ ٌتطلب فعل إدعاء أو إسناد موجه لشخص‬
‫معٌن ‪ -‬أوال ‪ٌ -‬نصب على والعة ٌشترط فٌها شرطان أن تكون محددة ‪ ،‬وأن ٌكون من‬
‫شؤنها لو صحت عماب من أسندت إلٌه أو المس بشرفه أو اعتباره ‪ -‬ثانٌا ‪ -‬كما ٌتعٌن أن‬
‫ٌكون هذا اإلسناد علنٌا –‬
‫أوال ‪ :‬نشاط إجرامً ٌتمثل فً فعل اإلدعاء أو اإلسناد لشخص معٌن‬

‫‪Page 23‬‬
‫ذلن أن النشاط اإلجرامً المتمثل فً المذؾ ٌتطلب أن ٌكون هنان فعل إدعاء أو إسناد ‪2 -‬‬
‫‪ -‬وأن ٌتم تعٌٌن الشخص الممذوؾ موضوع هذا اإلدعاء أو اإلسناد ‪-3 -‬‬
‫‪ - 1‬فعل اإلدعاء أو اإلسناد‬
‫ٌختلؾ مصطلح اإلدعاء عن مصطلح اإلسناد من حٌث المعنى‪ ،‬بدلٌل أن اإلدعاء ٌمصد به‬
‫الرواٌة عن الؽٌر أو تروٌج ألوال تحتمل الصدق والكذب‪ ،‬أما اإلسناد فٌنصرؾ إلى إسناد‬
‫أمر أو والعة إلى شخص معٌن على وجه الٌمٌن والتعٌٌن‪. 44‬‬
‫فبل ٌهم مدی وٌتحمك اإلسناد أو اإلدعاء بنسبة الوالعة إلى الشخص الممذوؾ على سبٌل‬
‫التؤكٌد سواء كانت الولابع المدعى بها صحٌحة أو كاذبة‪ 45‬فـ صحة الوالعة المسندة بمدر ما‬
‫ٌهم اإلدعاء أو اإلسناد‪.‬‬
‫وهو ٌتحمك بؤي وسٌلة من وسابل التعبٌر سواء بالمول أو الكتابة أو اإلشارة سواء تم على‬
‫سبٌل المطع أو الشن‪ ،‬المهم أن ٌكون من شؤنه أن ٌلمً فً أذهان العامة من الناس عمٌدة‬
‫ولو ولتٌة فً صحة اإلسناد أو اإلدعاء‪. 46‬‬
‫وبالرؼم من اختبلؾ المعنى بٌن مصطلحى اإلدعاء واإلسناد‪ ،‬فإن المشرع المؽربً لد جعل‬
‫الجزاء ‪،‬واحدا‪ ،‬حٌث وحد الجزاء فً هذه الجرٌمة سواء تم المدؾ‪ ،‬عن طرٌك اإلدعاء أو‬
‫اإلسناد‪ ،‬مما ٌإكد أن الماذؾ ال ٌمكنه أن ٌكون فً حل من المسإولٌة الجنابٌة أٌا كانت‬
‫الصٌؽة المستعملة تشكٌكا أو ٌمٌنا‪ ،‬وسواء تم المذؾ عن طرٌك النشر أو المراسلة المكشوفة‬
‫أو بالطرق اإللكترونٌة‪.‬‬
‫وهو ٌتحمك بؤي وسٌلة من وسابل التعبٌر سواء بالمول أو الكتابة أو اإلشارة سواء تم على‬
‫سبٌل المطع أو الشن‪ ،‬المهم أن ٌكون من شؤنه أن ٌلمً فً أذهان العامة من الناس عمٌدة‬
‫ولو ولتٌة فً صحة اإلسناد أو اإلدعاء ‪.‬‬
‫بل اكثر من دلن ذلن فالمادة ‪ 98‬من لانون الصحافة والنشر تنص على أنه " ٌمكن ألي‬
‫شخص ٌعتبر نفسه ضحٌة لنشر لذؾ أو سب أو مس بالحٌاة الخاصة أو مس بالحك فً‬
‫الصورة بطرٌمة مباشرة أو عن طرٌك النمل ‪ ،"...‬وهو ما ٌعنً أن اإلسناد لد ٌكون بطرٌمة‬
‫مباشرة أي نابع من إرادة الماذؾ‪ ،‬ولد ٌكون مجرد نمل عن صحٌفة أخرى أو أي مصدر‬
‫آخر‪ .‬وفً كلتا الحالتٌن تموم المسإولٌة عن المذؾ وال ٌمكن دفعها بكون المتهم إنما لام‬
‫بإعادة نمل ما تم نشره سابما‪ .‬وفً هذا اإلطار لضت محكمة النمض بنمض المرار الذي‬
‫لضى بعدم ا االختصاص بالبث فً المطالب المدنٌة تبعا لبراءة المطلوب من جنحتً السب‬
‫والمذؾ بعلة أن المطلوب لم ٌمم هو شخصٌا بالمذؾ والسب ولم ٌنسبه بصفته الشخصٌة‬
‫للطاعنة وأن كل ما لام به هو نشر ما عاٌنه دون منالشة ما نشر فً إطار ما نصت علٌه‬

‫‪44‬‬
‫حسن فتوخ ‪ :‬دور المضاء المؽربً فً حماٌة حرٌة الصحافة (جنحة) المذؾ) ‪ :‬دراسة فً المفهوم والمسطرة والمعاٌٌر المضابٌة "‪ ،‬ممال‬
‫منشور بالمولع اإللكترونً‪https://www.maroclaw.com :‬‬
‫‪45‬‬
‫عبد المجٌد زعبلنً‪ " :‬لانون العموبات الخاص " ‪ ،‬دار هومة ‪،‬الجزابر‪ ،‬الطبعة الثانٌة‪ ،3117 ،‬ص‪.221،‬‬
‫‪46‬‬
‫عٌاط سارة‪ " :‬جرٌمة المذؾ على شبكة األنترنت "‪ ،‬مذكرة مكملة من ممتضٌات نٌل شهادة الماستر فً الحموق‪ ،‬جامعة دمحم خٌضر بسكرة‬
‫الجزابر الموسم الجامعً ‪ ،3124/3125‬ص‪.26،‬‬

‫‪Page 24‬‬
‫الفمرة الثالثة ‪ .‬المادة ‪ 55‬المذكورة أعبله والتً تعالب على السب والمذؾ سواء كان النشر‬
‫بطرٌمة مباشرة أو بطرٌك النمل حتى ولو أفرغ ذلن فً صٌؽة الشن واإلرتٌاب‪ ،‬وبذلن‬
‫فالمرار المطعون فٌه الذي أٌد الحكم االبتدابً وتبنى علله نالص التعلٌل الموازي النعدامه‬
‫فٌما لضى به فً الدعوى المدنٌة فمط مما ٌتعٌن معه التصرٌح بنمضه بهذا الشؤن‪.47‬‬
‫إذن فاإلسناد ٌتحمك سواء أفرغ فً صٌؽة الٌمٌن أو مجرد الشن‪ ،‬وسواء استعملت فً المذؾ‬
‫وسابل النشر أو تم عبر المراسبلت المكشوفة أو بموالع التواصل اإلجتماعً والصحؾ‬
‫اإللكترونٌة‪ .‬وال ٌعفى الماذؾ من المسإولٌة إال إذا تعلك األمر بمجرد انتماد شخص دون‬
‫توجٌه اتهام له بما ٌشٌنه ‪ 48.‬أو تعذر تعٌٌنه سواء بصفة صرٌحة أو ضمنٌة‪ - 3 .‬تعٌٌن‬
‫الشخص الممذوؾ‬
‫حتى لو ورد هذا تنص المادة ‪ 94‬أعبله على أنه ٌعالب على نشر المذؾ ‪ ....‬النشر بصٌؽة‬
‫الشن أو كان موجها إلى شخص أو هٌبة لم ٌعٌنها أو لم ٌحددها هذا النشر بكٌفٌة صرٌحة‬
‫ولكن ٌمكن التعرؾ علٌها من خبلل العبارات الواردة فً الخطب أو الصٌاح أو التهدٌدات‬
‫أو المكتوبات أو المطبوعات أو الملصمات‪ ،‬المجرمة وكذا المضامٌن المنشورة أو المبثوثة‬
‫أو المذاعة‪.‬‬
‫وبناء علٌه فالمطلوب فً لٌام جرٌمة المذؾ لٌس هو التعٌٌن الصرٌح للممذوؾ بذكر إسمه‬
‫وهوٌته الكاملة‪ ،‬بل ٌتحمك المذؾ سواء تم تعٌٌن الممذوؾ وفما لما ذكر‪ ،‬أو تم اإلكتفاء‬
‫بالتلمٌح والتعرٌض بعبارات لد ٌفهم منها الشخص الممصود بالمذؾ‪.‬‬
‫فتعٌٌن الممذوؾ إذن كما ٌكون صرٌحا لد ٌكون ضمنٌا‪ ،‬وذلن عن طرٌك اإلٌماء والتشبٌه‬
‫والترمٌز واإلشارة ونحو ذلن‪ ،‬كؤن ٌطلك أوصافا بدٌبة‪ ،‬ولد ٌكون لذفا وٌلصمها بشخص ما‬
‫بذكر صفة تمٌزه عن ؼٌره‪ ،‬كؤن ٌصفه باألبرص أو األعور ونحوه‪ ،‬وٌجعل هذا دلٌبل علٌه‬
‫‪ " 49.‬وبما أن الممذوؾ لد ٌكون شخصا طبٌعٌا أو اعتبارٌا فإن هذا الحكم ٌسري علٌهما‬
‫معا‪ ،‬فٌموم المذؾ كلما كانت العبارات الدالة علٌه تسعؾ فً تحدٌد الممذوؾ كٌفما كانت‬
‫طبٌعته‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬والعة لذف محددة من شأنها عماب من أسندت إلٌه أو المس بشرفهأو اعتباره‬
‫انطبللا من ممتضٌات المادة ‪ 94‬أعبله ٌتضح لنا أن والعة المذؾ ٌجب أن ٌتوفر فٌها‬
‫شرطٌن أساسٌٌن هما أن تكون محددة ‪ - 2‬وأن ٌكون من شؤنها عماب من أسندت إلٌه أو‬
‫المس بشرفه أو اعتباره ‪- 3 -‬‬
‫‪ -1-‬أن تكون والعة المذف محددة‬

‫‪47‬‬
‫لرار صادر عن محكمة النمض تحت عدد ‪ 596‬بتارٌخ ‪ 13‬أبرٌل ‪ ،3125‬فً الملؾ الجنحً عدد ‪ ، :622/7/4/3124‬منشور بمجلة لضاء‬
‫محكمة النمض عدد ‪ ،3125 ،88‬ص ‪.453‬‬
‫‪48‬‬
‫حسن فتوخ ‪ :‬مرجع سابك‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫عبد ال رحمن بن سعد الدوسري ‪" :‬إساءة حك التعبٌر فً اإلعبلم السعودي "‪ ،‬بحث تكمٌلً لمرحلة الماجٌستٌر المعهد العالً للمضاء‪ ،‬السعودٌة‪،‬‬
‫‪ ، 2542‬ص ‪6:.‬‬

‫‪Page 25‬‬
‫ٌشترط فً الوالعة موضوع اإلسناد أو اإلدعاء أن تكون محددة‪ " 50‬فإن لم تكن الوالعة‬
‫محددة فبل ٌكون الفعل لذفا وإنما ‪،‬سب فمن ٌصؾ مثبل شخص‬
‫باإلرتشاء دون نسبة والعة محددة له ٌكون لد ارتكب والعة السب دون المذؾ ومن ٌمول‬
‫لشخص ما بؤنه لص هو سب ألنه لٌس به ولابع محددة‪ 51.‬وتكون الوالعة محددة فً هذٌن‬
‫المثالٌن عندما ٌمول الماذؾ بؤن فبلن لد أخذ رشوة من فبلن ممابل التوسط له لبلستفادة من‬
‫صفمة عمومٌة مثبل‪ ،‬أو ٌمول بؤن فبلن لام بسرلة معدات من المستودع البلدي‪.‬‬
‫فتعٌٌن والعة المذؾ ٌعنً أن ٌنصب اإلدعاء أو اإلسناد على والعة معٌنة أو محددة‪ ،‬ؼٌر‬
‫أنه ال ٌستلزم أن ٌكون هذا التحدٌد مطلما وشامبل‪ ،‬بل ٌكفً التحدٌد النسبً إن كان ٌدل فً‬
‫الظروؾ التً تم فٌها عن لصد الجانً‪.52‬‬
‫فكما هو الحال فً تعٌٌن الممذوؾ ال ٌشترط أن تكون الوالعة المسندة محددة تحدٌدا تاما‬
‫بذكر كل التفاصٌل المتعلمة بها حتى ٌعتبر إسنادها محمما لجرٌمة المذؾ‪ ،‬بل ٌكفً أن ٌكون‬
‫هذا التحدٌد نسبٌا‪ ،‬أي ٌكون متضمنا العناصر األساسٌة التً ٌمكن عن طرٌمها استنباط‬
‫والعة محددة من صٌؽة اإلسناد‪ ،‬فٌعتبر لاذفا رؼم عدم تحدٌد الوالعة تحدٌدا كامبل نسبة‬
‫شخص إلى ؼٌره أنه سارق أو مرتشً إذا كان ٌمصد بذلن والعة معٌنة ٌمكن تحدٌدها‬
‫باإلستعانة بالظروؾ المحٌطة باإلسناد‪ " . 53‬كؤن ٌكون الحدٌث مثبل عن سرلة محل‬
‫للمجوهرات فٌمول الماذؾ للممذوؾ أنت هو السارق‪ ،‬ففً هذه الحالة بالرؼم من عدم تعٌٌن‬
‫الوالعة فظروؾ إسنادها تدل على أن الممصود بها هو سرلة المحل‪.‬‬
‫أما المرجع فً تعرٌؾ حمٌمة ألفاظ السب أو المذؾ فهو بما ٌطمبن إلٌه الماضً من تحصٌله‬
‫لفهم الوالع فً الدعوى‪ ،‬وال رلابة علٌه فً ذلن لمحكمة النمض ما دام لم ٌخطا فً التطبٌك‬
‫المانونً على الوالعة‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن ٌكون شأن والعة المذف عماب من أسندت إلٌه أو المس من بشرفه أو اعتباره‬
‫إلى جانب ضرورة تحدٌد والعة المذؾ‪ ،‬ال بد أن تكون العبارات المستعملة فً المذؾ تمس‬
‫بشرؾ الممذوؾ أو اعتباره أو توجب عمابه‬
‫فاإلنسان ٌحتاج فً حٌاته إلى سبلمته الجسدٌة‪ ،‬مثلما ٌحتاج إلى السبلمة المعنوٌة‪ ،‬حتى‬
‫ٌحٌا الحٌاة الكرٌمة الهادبة وٌنعم بها‪ ،‬ولٌستطٌع تؤدٌة دوره فً المجتمع على أكمل وجه‪،‬‬
‫وٌصبح عضوا نافعا إٌجابٌا ال سلبٌا‪ ،‬فحٌاة العز والكرامة تعطً لئلنسان دافعا لخدمة دٌنه‬
‫وبلده ومجتمعه‪54 .‬وكل خدش لئلعتبار أو الشرؾ أو السمعة ٌنمص من هذه الكرامة وٌحط‬
‫من لدر اإلنسان داخل مجتمعه‬

‫‪50‬‬
‫نوال طارق ابراهٌم العبٌدي ‪ " :‬الجرابم الماسة بحرٌة التعبٌر عن الفكر "‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزٌع‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،3119 ،‬ص‬
‫‪.314‬‬
‫‪51‬‬
‫أحمد بن عجٌبة ‪ :‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪52‬‬
‫عٌاط سارة ‪ :‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪53‬‬
‫إٌهاب عبد المطلب‪ " :‬الموسوعة الجنابٌة الحدٌثة فً شرح لانون العموبات "‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.731‬‬
‫‪54‬‬
‫إحسان علو حسٌن‪" :‬األضرار التً تلحك بالمتهم وعبلجها ‪ :‬دراسة ممارنة فً الفمه والمانون"‪ ،‬نشر دار الكتب العلمٌة بٌروت بدون طبعة وال‬
‫تارٌخ النشر‪ ،‬ص ‪.83‬‬

‫‪Page 26‬‬
‫وللتمٌٌز بٌن ما ٌمس الشرؾ وما ٌمس اإلعتبار ٌرى ذ حسن فتوخ أن المساس بالشرؾ ٌهم‬
‫الشخص فً ذاته أو فً كرامته واستمامته‪ .‬أما المساس باإلعتبار فهو ٌتعلك بالتمدٌر‬
‫والمكانة التً ٌحظى بها الشخص داخل المجتمع‪ .‬وأن العمل المضابً لد مٌز بٌن هذٌن‬
‫المفهومٌن معتبرا أن " أن لوانٌن المهنة اإلعبلمٌة وضوابطها تنبنً على الموضوعٌة‬
‫والحٌاد االٌجابً بعٌدا عن المذؾ واإلهانة والمس بالحٌاة الخاصة لؤلفراد "‪.55‬‬
‫وبناء علٌه لكً نكون أمام المذؾ ٌجب أن ٌمس موضوعه الشرؾ أو اإلعتبار‪ ،‬وبالتالً فإن‬
‫كل تعبٌر لٌس من شؤنه أن ٌمس بشرؾ أو اعتبار من وجه إلٌه‪ ،‬أو ٌسًء إلى سمعته‪ ،‬أو‬
‫أن ما تضمنه ال ٌعتبر جرابم ٌعالب علٌها‪ ،‬فإنه ال ٌعتبر لذفا وال ٌمكن تحرٌن دعوى‬
‫المذؾ بناء علٌه‪ ،‬وهذا ال أنه لد أصبح مباحا‪ ،‬بل ٌمكن تكٌٌفه على أنه سب أو تشهٌر ٌعنً‬
‫‪ ....‬حسب الحالة‪.‬‬
‫أما األسلوب الذي تصاغ فٌه عبارات المذؾ فبل عبرة به‪ ،‬فمتى كان المفهوم من عبارات‬
‫الماذؾ أنه ٌرٌد بها إسناد أمر شابن إلى شخص الممذوؾ بحٌث لو صح ‪ 86‬ذلن األمر‬
‫ألوجب عماب من أسند إلٌه أو احتماره والمس باعتباره عند أهل وطنه فإن ذلن اإلسناد‬
‫ٌكون مستحك العماب أٌا كان المالب أو األسلوب الذي صٌػ به‪. 56‬‬
‫فمد اعتبر المضاء أنه من تطبٌمات المذؾ وصؾ المشتكً بؤنه مواطن فوق العادة وبؤن‬
‫صفته "كولونٌل" فً الجٌش‪ ،‬هً السبب المباشر فً حصوله على حكم نهابً‪ ،‬وأن ذلن‬
‫ٌعنً كونه استؽل نفوذه فً الجٌش للتؤثٌر على المحكمة فً إصدار حكم لصالحه واإلسراع‬
‫باألمر فً تنفٌذه‪ 57.‬ففً هذه النازلة اعتبرت المحكمة أن وصؾ الممذوؾ بكونه مواطن‬
‫فوق العادة ‪ .‬واعتباره ألنه مواطن عادي وال ٌرؼب فً أن ٌكون مواطن فوق العادة‪ ،‬كما‬
‫أن ذكر صفته ككولونٌل فً الجٌش واإلدعاء بكونه استؽل نفوذه من أجل الحصول على‬
‫حكم لصالحه ٌستدعً إن صح متابعته بجرٌمة استؽبلل النفوذ وعمابه علٌها‪ .‬مما ٌدل على‬
‫أن المحكمة كانت موفمة فً اعتبار الولابع أعبله لذفا فً حك ٌمس سمعته المشتكً‪.‬‬
‫وفً نازلة أخرى اعتبرت المحكمة االبتدابٌة بالرباط أن وصؾ الممذوؾ بكونه عمٌبل‬
‫للمخابرات الجزابرٌة والمطرٌة هو وصؾ ٌنطوي على المساس بكرامة المجنً علٌه وٌحط‬
‫من لدره واعتباره فً نظر الؽٌر وٌدعو إلى احتماره بٌن مخالطٌه ومن ٌعاشرهم فً الوسط‬
‫الذي ٌعٌش فٌه وبصفة خاصة فً الوسط الصحفً الذي ٌنتمً إلٌه المجنً علٌه وتتوافر به‬
‫العناصر التكوٌنٌة الجرٌمة معرفة لانونا ‪ "58.‬وهو أٌضا توجه صابب ألن العمالة من‬
‫األمور التً من كرامة الشخص واعتباره بٌن الناس وتوجب عمابه فً حالة المذؾ كما هً‬
‫تحط ثبوتها‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تحمك العلنٌة فً فعل اإلسناد‬
‫‪55‬‬
‫حسن فتوخ ‪ :‬مرجع سابك‬
‫‪56‬‬
‫إٌهاب عبد المطلب ‪ " :‬الموسوعة الجنابٌة الحدٌثة فً شرح لانون العموبات "‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.745‬‬
‫‪57‬‬
‫لرار صادر عن محكمة االستبناؾ بوجدة تحت عدد ‪ 292:‬بتارٌخ ‪ ،2:/14/311:‬فً الملؾ الجنحً عدد ‪ ،52/1:‬منشور بالعمل المضابً‬
‫فً جرابم الصحافة‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.21:‬‬
‫‪58‬‬
‫حكم صادر عن المحكمة االبتدابٌة بالرباط بتارٌخ ‪ ،24/14/311:‬فً ملؾ شكاٌة مباشرة رلم ‪ ،79/19‬منشور بالعمل المضابً فً جرابم‬
‫الصحافة‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.86‬‬

‫‪Page 27‬‬
‫العبلنٌة هً خبلؾ السرٌة‪ ،‬وهً الجهر بالشًء وتعمٌمه أو إظهاره‪ ،‬وإحاطة الجمهور‬
‫علما به‪ ،‬حٌث ٌشترط لمٌام جرٌمة المذؾ أن ٌكون إسناد الوالعة التً تإدي إلى احتمار‬
‫الناس للمجنً علٌه هو إسناد علنً‪ ،‬ألن العبلنٌة هً الركن الممٌز لهذه الجرٌمة‪ ،‬وخطورة‬
‫جرٌمة المذؾ ال تكمن فً العبارات المشٌنة نفسها‪ ،‬وإنما فً إعبلنها‪ ،‬ألن هذا االعبلن‬
‫‪59‬‬
‫ٌحٌط علم كثٌر من الناس بالوالعة المشٌنة المنسوبة إلى المجنً علٌه ‪.‬‬
‫هً من ‪ 8:‬فعبلنٌة اإلسناد أهم عناصر الركن المادي فً جرٌمة المذؾ‪ ،‬فهو العنصر‬
‫الممٌز لجرٌمة المذؾ وبدونه ال تموم هذه الجرٌمة فً صورة من الصو‪ .60‬ولد ولع‬
‫التنصٌص علٌه فً المادة ‪ 83‬من المانون رلم ‪ 99.24‬الذي حدد وسابل العبلنٌة فً أٌة‬
‫وسٌلة من الوسابل وال سٌما بواسطة الخطب أو الصٌاح أو التهدٌدات المفوه بها فً األماكن‬
‫أو اإلجتماعات العمومٌة‪ ،‬وإما بواسطة المكتوبات والمطبوعات المبٌعة أو الموزعة أو‬
‫المعروضة فً األماكن أو اإلجتماعات العمومٌة وإما بواسطة الملصمات المعروضة على‬
‫أنظار العموم وإما بواسطة مختلؾ وسابل اإلعبلم السمعٌة البصرٌة أو اإللكترونٌة وأٌة‬
‫وسٌلة أخرى تستعمل لهذا الؽرض دعامة إلكترونٌة‪.‬‬
‫فالعبلنٌة إذن تتحمك بإحدى الوسابل المذكورة أعبله‪ ،‬أو بؤٌة وسٌلة من شؤنها أن تسمح‬
‫بإٌصال الوالعة إلى علم الجمهور‪ .‬ولد حدد بعض الفمه الطرق والوسابل التً تتحمك بها‬
‫العبلنٌة فً جرٌمة المذؾ فً ثبلث طرق أساسٌة وهً ‪ :‬عبلنٌة المول أو الصٌاح‪ ،‬عبلنٌة‬
‫‪61‬‬
‫الفعل أو اإلٌماء‪ ،‬ثم عبلنٌة الكتابة ‪.‬‬
‫وتتحمك العبلنٌة بالمول أو الصٌاح فٌما لو تحدث الجانً بصوت مرتفع بحٌث ٌستطٌع‬
‫سماعه من وجه إلٌه المول وؼٌره‪ ،‬أما المول أو الصٌاح الذي ال ٌصل إال إلى‪ .‬شخص واحد‬
‫فبل تتوفر فٌه صفة العبلنٌة‪.62‬‬
‫والعبلنٌة هً من الولابع التً ٌمع عبء إثبات توفرها على كاهل النٌابة العامة أو على‬
‫عاتك المطالب بالحك المدنً فً اإلدعاء المباشر (الشكاٌة المباشرة)‪ * .63‬والمحكمة تكون‬
‫ملزمة فً حكمها بإبراز العناصر التً اعتمدت علٌها الستخبلص عنصر | العلنٌة‪.‬‬
‫هذا وفً بعض التشرٌعات الممارنة ورد النص أٌضا على العبلنٌة كركن فً جرٌمة المذؾ‪،‬‬
‫حٌث نصت علٌه المادة ‪ 413‬من لانون العموبات المصري على أنه ٌعد لاذفا كل من أسند‬
‫لؽٌره بواسطة إحدى الطرق المبٌنة بالمادة ‪ 282‬من ‪ .‬المانون أمورا لو كانت صادلة‬
‫ألوجبت عماب من أسندت إلٌه بالعموبات الممررة لذلن لانونا"‪ ،‬أما وسابل العلنٌة فنصت‬
‫علٌها الفمرة األخٌرة من المادة ‪ 282‬من هذا المانون بمولها أنه "تعتبر الكتابة والرسوم‬
‫والصور الشمسٌة والرموز وؼٌرها من طرق التمثٌل علنٌة إذا وزعت بؽٌر تمٌٌز على‬
‫عدد من الناس"‪.‬‬
‫ممدوح خلٌل البحر ‪ " :‬الجرابم الوالعة على األشخاص فً لانون العموبات اإلماراتً"‪ ،‬دار إثراء للنشر والتوزٌع‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى ‪،311:‬‬
‫‪59‬‬
‫ص ‪.323‬‬
‫‪60‬‬
‫إٌهاب عبد المطلب ‪ " :‬الموسوعة الجنابٌة الحدٌثة فً شرح لانون العموبات "‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.735‬‬
‫‪61‬‬
‫فوزٌة عبد الستار ‪ :‬شرح لانون العموبات ‪ :‬المسم الخاص "‪ ،‬دار النهضة العربٌة‪ ،‬الماهرة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،3123 ،‬ص ‪.685‬‬
‫‪62‬‬
‫سارة عٌاط ‪ :‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪. 49‬‬
‫‪63‬‬
‫أحمد بن عجٌبة ‪ :‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.9‬‬

‫‪Page 28‬‬
‫وتبعا لذلن اعتبر المضاء المصري أنه من الممرر أن العبلنٌة فً جرٌمة المذؾ المنصوص‬
‫علٌها فى المادة ‪ 413‬من لانون العموبات‪ ،‬ال ٌتحمك إال بتوافر عنصرٌن‪ ،‬أولهما توزٌع‬
‫الكتابة المتضمنة عبارات المذؾ على عدد من الناس بؽٌر تمٌٌز وثانٌهما انتواء الجانى‬
‫إذاعة ما هو مكتوب‪ ،‬وال ٌتطلب المانون أن ٌكون التوزٌع بالؽا ً حدا ً معٌناً‪ ،‬بل ٌكفى أن‬
‫ٌكون المكتوب لد وصل إلى عدد من الناس ولو كان للٌبلً‪ ،‬سواء أكان ذلن عن طرٌك‬
‫تداول نسخة واحدة منه‪ ،‬أم بوصول عدة ‪ :‬نسخ أو صور منها‪ ،‬ما دام ذلن لم ٌكن إال بفعل‬
‫المتهم‪ ،‬أو كان‬
‫نتٌجة حتمٌة لعمله ال ‪ٌ .‬تصور أنه كان ٌجهلها‪ ،‬ولما كان مفاد ما أورده الحكم فً مدوناته‬
‫أن الطاعن ألدم على تمدٌم شكوى إلى جهة عمل المجنى علٌه تضمنت اؼتصابه أرضا ً‬
‫لٌست له وإنكاره لدٌونه وأنه ٌحمل معول التخرٌب هو وزوجته وأن التحاله وظٌفٌا ً بمركز‬
‫البحوث لد جاء وفما ً لتمدٌرات خاطبة فإن هذا مما ٌتوافر به عنصرا العبلنٌة فى جرٌمة‬
‫المذؾ‪ ،‬لما ‪ .‬معلوم بالضرورة من أن تلن الشكوى تداولتها أٌدى الموظفٌن المختصٌن‬
‫زمبلء المجنى علٌه بالعمل كنتٌجة حتمٌة إلرسال الشكوى وضرورة اإلطبلع علٌها منهم‬
‫‪64‬‬
‫ومن ثم ٌكون النعً على الحكم فى هذا الصدد على ؼٌر سند‬
‫ففً هذه النازلة اعتبر المضاء أن العبلنٌة تتحمك عن طرٌك لٌام الماذؾ بتمدٌم شكاٌة إلى‬
‫جهات رسمٌة تتضمن عبارات المذؾ‪ ،‬ألن هذه الشكاٌة سٌتم اإلطبلع علٌها من لبل‬
‫الموظفٌن والعاملٌن بالمرفك العمومً وهو ما تتحمك معه العبلنٌة‪.‬‬
‫إذن ٌتضح لنا من خبلل ما سبك أن الركن المادي لجرٌمة المذؾ ٌموم على تحمك فعل إدعاء‬
‫أو إسناد موجه لشخص معٌن سواء كان طبٌعٌا أو اعتبارٌا وٌنصب على والعة ٌشترط فٌها‬
‫أن تكون محددة‪ ،‬وأن ٌكون من شؤنها عماب من أسندت إلٌه أو فٌها مساس بشرفه أو‬
‫اعتباره كما ٌتعٌن أن ٌتحمك فً هذا اإلسناد إضافة لشروطه المذكورة أعبله شرط العلنٌة‪.‬‬
‫ؼٌر أن توفر الركن المادي ال ٌكفً لوحده لتحمك جنحة المذؾ بل ال بد باإلضافة إلى ذلن‬
‫من توفر الركن المعنوي‪.‬‬
‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬الركن المعنوي فً جنحة المذف‬
‫الركن المعنوي أو المصد الجنابً هو األصل فً الجرابم‪ ،‬ذلن أن الخطؤ استثناء‪ ،‬وأؼلب‬
‫الجرابم التً تمع هً من لبٌل العمد‪ ،‬وأساس التفرٌك بٌنهما ٌتحدد بمولؾ اإلرادة من الفعل‬
‫المادي‪ ،‬ففً العمد تتجه إرادة الجانً إلى إحداث نتٌجة معٌنة ٌجرمها المانون أما فً الخطؤ‬
‫فإن اإلرادة ال تتجه إلى تحمٌك نتٌجة جرمٌة وإن اتجهت إلى الفعل‪ .65‬ومن أجل اإلحاطة‬
‫بماهٌة الركن المعنوي فً جنحة المذؾ سوؾ نتحدث عن المصد الجنابً فً هذه الجنحة ‪-‬‬
‫أوال ‪ -‬ثم نتطرق بعد ذلن لرصد تطبٌماته أمام المضاء المؽربً والممارن ‪ -‬ثانٌا‪-‬‬
‫‪64‬‬
‫الطعن رلم ‪ 22743‬لسنة ‪ 71‬ق – جلسة ‪ 2::7/23/26‬س‪ 58‬ص‬
‫‪65‬‬
‫الطعن رلم ‪ 24134‬لسنة ‪ ،73‬أوردته ذة سارة ابراهٌم فً صفحتها على الفاٌس بون ‪:‬‬

‫‪/https://www.facebook.com/sarahebrahim1992127/posts/230838467594941‬‬

‫‪Page 29‬‬
‫أوال ‪ :‬المصد الجنائً‬
‫‪ٌ 96‬تمثل المصد الجنابً فً النٌة المتجهة إلى خرق المانون الجنابً‪ ،‬أو فً اإلرادة المتجهة‬
‫إلى ارتكاب فعل مجرم مع العلم بهذا التجرٌم‪ ،‬وهو ٌستوعب علم مرتكب الجرٌمة بؤن‬
‫الفعل الذي لام به مخالؾ للمانون الجنابً‪. 66‬‬
‫فهو ال ٌتحمك إال إذا كان الجانً على علم بالعناصر األساسٌة لمٌام الجرٌمة سواء تعلك ذلن‬
‫بسلوكه اإلجرامً‪ ،‬أم بموضوع اإلعتداء‪ ،‬فإذا كان جاهبل بشًء من ذلن فبل ٌتحمك المصد‬
‫الجنابً‪ .67‬ونكون أمام جرٌمة ؼٌر لصدٌة‪.‬‬
‫وتبرز أهمٌة التمٌٌز بٌن الجرٌمة المصدٌة والجرٌمة ؼٌر المصدٌة فً اإلثبات‪ ،‬حٌث إن‬
‫إثبات الجرٌمة ؼٌر المصدٌة ٌكون أسهل من إثبات الجرٌمة المصدٌة‪ ،‬ألن إثبات الخطؤ‬
‫ٌكون دابما أٌسر من إثبات المصد أو النٌة اإلجرامٌة لدى الفاعل‪ ،‬فالمصد لكونه ٌتمثل فً‬
‫عنصر نفسً وباطنً بحث‪ ،‬ال ٌثبت إال باعتراؾ صاحبه‪ ،‬أو بالمرابن التً مهما تعددت‬
‫وتظافرت تبمى ؼٌر كافٌة للتؤكد من توفره بصفة لطعٌة‪ ،‬أما الخطؤ فؽالبا ما تدل علٌه‬
‫عوامل والعٌة أو مادٌة متٌسرة اإلثبات مثل عدم احترام لواعد السبلمة أو السٌر على‬
‫الطرلات‪. 68‬‬
‫وبصفة عامة فالسلون الصادر عن اإلنسان أو الفعل المادي ال ٌمكن أن ٌتصؾ بالجرٌمة ما‬
‫لم ٌصدر عن إرادة آثمة حرة مختارة‪ ،‬فبل ٌتصؾ فعل أحدث ضررا اجتماعٌا بكونه جرٌمة‬
‫إال إذا أراده فاعله وأراد أن ٌخالؾ به المانون‪ ،‬أو على األلل لم ٌستخدم إرادته لمنعه‬
‫فٌرتكب خطؤ كان بممدوره أن ٌتفاداه لو كان ٌمظا ‪.69‬‬
‫وبالرجوع إلى المانون الجنابً المؽربً نجد بؤن أؼلب الجرابم الواردة فٌه هً جرابم‬
‫عمدٌة ال تموم إذا انتفى المصد الجنابً فٌها‪ * 70 ،‬وجرٌمة المذؾ تدخل ضمن هذا الصنؾ‬
‫من الجرابم‪ ،‬فهً جرٌمة عمدٌة ولذلن ال بد لمٌامها من توافر المصد الجنابً‪ ،‬ؼٌر أن‬
‫المصد المتطلب لمٌامها هو المصد العام فمط‪ ،‬بحٌث ال ٌتطلب المانون لمٌامها لصدا جنابٌا‬
‫خاصا ‪ 71.‬والمصد الجنابً العام ٌمصد به انصراؾ إرادة الجانً إلى ارتكاب الجرٌمة مع‬
‫توفر العلم بؤركانها التً ٌتطلبها المانون‪.‬‬
‫وتبعا لذلن ٌتحمك المصد الجنابً فً جرٌمة المذؾ إذا حصل لدى الماذؾ العلم بداللة‬
‫الوالعة التى ٌسندها إلى المجنى علٌه وبعبلنٌة اإلسناد‪ ،‬وتوفرت لدٌه اإلرادة لتحمٌك ذلن‬
‫اإلسناد والعبلنٌة‪ .‬أما المصد الخاص باعتباره ذلن الباعث أو الدافع النفسً الذي كان وراء‬
‫ارتكاب جرٌمة المذؾ‪ ،‬فهو ؼٌر متطلب لمٌام الركن المعنوي لهذه الجرٌمة وبالتالً ال‬

‫‪66‬‬
‫منصور رحمانً ‪ " :‬الوجٌز فً المانون الجنابً العام "‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزٌع‪ ،‬عنابة‪ ،3117 ،‬ص‪.218‬‬
‫‪67‬‬
‫فرج المصٌر ‪" :‬المانون الجنابً العام " ‪ ،‬مركز النشر الجامعً‪ ،‬تونس‪ ،3117 ،‬ص ‪.235‬‬
‫‪68‬‬
‫منصور رحمانً‪ :‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.219‬‬
‫‪69‬‬
‫فرج المصٌر ‪ :‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.246‬‬
‫‪70‬‬
‫سعٌد الوردي ‪" :‬شرح المانون الجنابً العام ‪ :‬دراسة فمهٌة ولضابٌة "‪ ،‬مطبعة األمنٌة الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،3131‬ص ‪53‬‬
‫‪71‬‬
‫نفس المرجع ‪ :‬ص ‪.54‬‬

‫‪Page 30‬‬
‫مجال للحدٌث مثبل عن مدى توفر نٌة اإلضرار بالمجنً علٌه أو علمه بؤن الوالعة التً‬
‫ٌسندها إلى المجنً علٌه كاذبة‪.‬‬
‫فالركن المعنوي الممصود به حسب المضاء المؽربً هو المصد الجنابً والذي ٌتحمك كلما‬
‫ثبت أن الماذؾ ٌعلم بؤن ما أسنده للممذوؾ من شؤنه لو صح أن ٌلحك الضرر بهذا األخٌر‬
‫‪ " 72.‬وهو ٌتحمك حسب المضاء المصري بتوفر عنصرٌه العلم واإلرادة بؤن ٌكون الماذؾ‬
‫‪73‬‬
‫عالما بمباشرة النشاط اإلجرامً محل الركن المادي وأن تتجه إرادته إلى تحمٌك ذلن‪.‬‬
‫وتبعا لما سبك ذكره أعبله وجب التؤكٌد على أن المذؾ هو فى جمٌع حاالته ‪ .‬جرٌمة‬
‫عمدٌة وأن ركنه المعنوى ٌتخذ فمط صورة المصد الجنابً العام‪ ،‬أما سوء النٌة الذي ٌدل‬
‫على المصد الجنابً الخاص فهو مفترض فً جرابم السب والمذؾ‪ ،74‬وذلن ما سٌتضح لنا‬
‫بشكل أكبر عند التعرض لتطبٌمات المضاء بخصوص الركن المعنوي فً جرٌمة المذؾ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬تطبٌمات المضاء فً المصد الجنائً لجرٌمة المذف‬
‫انسجاما مع الممتضٌات المانونٌة أعبله ذهب المضاء المؽربً فً العدٌد من لراراته إلى‬
‫التؤكٌد على جرٌمة المذؾ تموم فً حك ممترفها بمجرد توافر الركن المعنوي المتمثل فً‬
‫المصد الجنابً العام بعنصرٌه العلم واإلرادة‪ ،‬ولم ٌمل بضرورة توفر المصد الجنابً‬
‫الخاص المتمثل فً سوء نٌة الماذؾ ورؼبته فً النٌل من سمعة وشرؾ الممذوؾ أو‬
‫اعتباره‪.‬‬
‫فمد اعتبرت المحكمة اإلبتدابٌة بالرباط أن "المانون ال ٌتطلب فً جرٌمة المذؾ لصدا خاصا‬
‫بل ٌكفً توافر المصد العام الذي ٌتحمك متى نشر الماذؾ األمور المتضمنة للمذؾ وهو عالم‬
‫أنها لو كانت صادلة ألوجب عماب الممذوؾ فً حمه أو احتماره‪ ،‬وهذا العلم مفترض إذا‬
‫كانت عبارات المذؾ شابنة بذاتها ‪ ...‬ومتى تحمك هذا المصد فبل ٌكون محل للتحدث ‪.‬‬
‫سبلمة النٌة "‪ " .75‬وهو ما ٌعنً أن المحكمة اعتبرت أن نشر عبارات شابنة فً حك‬
‫الممذوؾ ٌموم لرٌنة على علم الماذؾ بؤن ما لام بنشره ٌمس شرؾ واعتبار الممذوؾ‬
‫وٌوجب عمابه إن كان صحٌحا‪.‬‬
‫أما المحكمة اإلبتدابٌة بالدار البٌضاء فمد اعتبرت بؤن الممصود بالركن المعنوي هو المصد‬
‫الجنابً والذي ٌتحمك كلما ثبت أن الماذؾ ٌعلم بؤن ما أسنده للممذوؾ لو صح أن ٌلحك‬
‫الضرر بهذا األخٌر‪ .‬وحٌث إنه بالرجوع إلى نازلة الحال ٌتبٌن أن الظنٌن لام بنشر والعة‬

‫‪72‬‬
‫إٌهاب عبد المطلب ‪ " :‬الموسوعة الجنابٌة الحدٌثة فً شرح لانون العموبات "‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.738‬‬
‫‪73‬‬
‫حكم صادر عن المحكمة االبتدابٌة بالدار البٌضاء تحت عدد ‪ 32173‬بتارٌخ ‪ ،2:/18/3129‬ملؾ شكاٌة مباشرة عدد ‪ ،97/3:13/29‬منشور‬
‫على صفحتنا الرسمٌة على مولع فاٌس بون ‪/https://www.facebook.com/ritaje2014/notifications :‬‬
‫‪74‬حكم صادر عن محكمة طنطا االلتصادٌة بجمهورٌة مصر الدابرة الثالثة االبتدابٌة بتارٌخ ‪ 41/19/3129‬فً المضٌة عدد ‪21::‬‬
‫لسنة ‪ ،3129‬ؼٌر منشور‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫عبد العزٌز النوٌضً‪ " :‬الصحافة أمام المضاء " ‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة‪ ،‬الدار البٌضاء‪ ،3119 ،‬ص ‪.75‬‬

‫‪Page 31‬‬
‫اتهامه للمشتكى‪ ،‬وهو ٌعلم ٌمٌنا أن من شؤن ذلن تعرٌضه للمساءلة المانونٌة وكذا لئلحتمار‬
‫وسط محٌطه المهنً والعابلً‪. 76‬‬
‫أما المضاء المصري فمد سار بدوره فً نفس اإلتجاه مكرسا فً أحدث لراراته راته أن‬
‫لضاء النمض المصري لد سار على اعتبار أن المصد الجنابً فً جرابم السب والمذؾ‬
‫ٌعتبر متوفرا متى كانت ألفاظ السب وعبارات اإلهانة متضمنة لعٌب معٌن أو خادشة‬
‫للناموس واإلعتبار‪ 77.‬فإذا كان الحكم لم ٌتحدث صراحة عن توافر المصد الجنابً لدى‬
‫المتهم فً جرٌمة المذؾ‪ ،‬ولكن كان هذا المصد ذات عبارة المذؾ التً أوردها الحكم نمبل‬
‫عن المماالت التً نشرها المتهم فً حك المجنً علٌه فإن هذا ٌكفً‪ 78‬وهذا التوجه دأبت‬
‫علٌه محكمة النمض المصرٌة وكرسته فً العدٌد من لراراتها معتبرة أن " المصد الجنابً‬
‫فً جرابم المذؾ والسب ٌتحمك متى كانت األلفاظ الموجهة إلى المجنً علٌه شابنة بذاتها‬
‫وال حاجة إلى اإلستدالل علٌه ذلن بؤكثر من ذلن وال على المحكمة إن هً لم تتحدث عن‬
‫لصد اإلذاعة على الحكم استمبلل طالما أن هذا المصد ٌستفاد من عبلنٌة اإلسناد التً‬
‫استظهرها بؤدلة سابؽة ومن تم ٌكون منحى الطاعنة فً هذا الصدد فً ؼٌر محله‪.79‬‬
‫واستنادا لما سبك ذكره ٌمكن التؤكٌد على أن المصد الجنابً أو الركن المعنوي فً جرٌمة‬
‫المذؾ ٌموم متى كانت األلفاظ الدالة علٌه شابنة وتشكل فً حد ذاتها مساس بشرؾ أو‬
‫اعتبار وسمعة المجنً علٌه‪ .‬فذلن ٌؽنً الماضً عن البحث فً عناصر أخرى للمول بمدى‬
‫توافر المصد الجنابً من عدمه‪ ،‬وهو ما تم تكرٌسه ‪ -‬كما اتضح ذلن أعبله ‪ -‬سواء من‬
‫طرؾ المضاء المؽربً أو نظٌره المصري‪ .‬ؼٌر أن ذلن ال ٌعفً الماضً من البحث فً‬
‫الوسٌلة التً تحمك بها العبلنٌة‪.‬‬
‫المطلب التانً ‪ :‬أركان وعموبة جرٌمة السب العلنً‬
‫عرؾ المشرع المؽربً السب فً الفصل ‪ 554‬من ق ج بؤنه " ٌعد سبا كل تعبٌر شابن‬
‫أو عبارة تحمٌر أو لدح ال تتضمن نسبة أي والعة معٌنة "‪ .‬وعرفه كذلن فً المادة ‪ 94‬من‬
‫لانون الصحافة والنشر بؤنه " كل تعبٌر شابن أو مشٌن أو عبارة تحمٌر حاطة من الكرامة‬
‫أو لدح ال تتضمن نسبة أٌة والعة معٌنة " ‪.‬‬
‫وعرفت المادة ‪ 417‬من لانون العموبات المصري السب بؤنه " كل سب ال ٌشتمل على‬
‫إسناد والعة معٌنة بل ٌتضمن بؤي وجه من الوجوه خدشا للشرؾ أو اإلعتبار ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫حكم صادر عن المحكمة االبتدابٌة بالرباط بتارٌخ ‪ ،24/14/311:‬فً ملؾ شكاٌة مباشرة رلم ‪ ،79/19‬منشور بالعمل المضابً فً جرابم‬
‫الصحافة‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪77‬حكم صادر عن محكمة طنطا االلتصادٌة بجمهورٌة مصر العربٌة الدابرة الثالثة االبتدابٌة‪ ،‬بتارٌخ ‪ 41/19/3129‬فً المضٌة عدد‬
‫‪ 21::‬لسنة ‪ ،3129‬ؼٌر منشور‪.‬‬

‫‪78‬لطعن رلم ‪ 855‬السنة ‪ 24‬ق مجموعة الربع لرن ص ‪ 842،‬أورده إٌهاب عبد المطلب فً " الموسوعة الجنابٌة الحدٌثة فً شرح‬
‫لانون العموبات "‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.883‬‬
‫‪79‬‬
‫الطعن رلم ‪ 24985‬لسنة ‪ 71‬ق جلسة ‪ ،16/14/2::9‬أورده مصطفى مجدي هرجة‪" :‬جرابم السب والمذؾ والببلغ الكاذب " ‪ ،‬دار محمود‬
‫للنشر والتوزٌع الماهرة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،312:‬ص ‪.99.‬‬

‫‪Page 32‬‬
‫وعرفته المادة ‪ 3:2‬من لانون العموبات الٌمنً بؤنه " هو إسناد والعة جارحة للؽٌر لو كانت‬
‫صادلة ألوجبت عماب من أسندت إلٌه لانونا أو أوجبت احتماره عند أهل ‪،‬وطنه‪ ،‬وكذلن كل‬
‫إهانة للؽٌر بما ٌخدش شرفه أو اعتباره دون أن ٌتضمن ذلن إسناد والعة معٌنة إلٌه " ‪.‬‬
‫و كؤي جرٌمة أخرى‪ ،‬تحتاج جرٌمة السب العلنً إلى ركنٌن أحدهما مادي ‪ -‬الفمرة األولى‬
‫‪ -‬واآلخر معنوي ‪ -‬الفمرة الثانٌة –‬
‫الفمرة األولى ‪ :‬الركن المادي‬
‫بالرجوع إلى الفصل ‪ 554‬من ق ج نجده ٌعرؾ السب بؤنه كل تعبٌر شابن أو عبارة تحمٌر‬
‫أو لدح ال تتضمن نسبة أي والعة معٌنة‪ ،‬وهو نفس التعرٌؾ الذي تبناه لانون الصحافة‬
‫والنشر فً المادة ‪ 94‬منه والمحال علٌه بموجب الفصل ‪ 555‬من المانون الجنابً‪ ،‬مع‬
‫إضافة عبارة واحدة تفٌد كون عبارات التحمٌر تكون حاطة من الكرامة‪.‬‬
‫كما أنه بالرجوع إلى المادة ‪ 94‬من المانون رلم ‪ 99.24‬نجدها تنص على أنه ‪ٌ ...‬عالب‬
‫على نشر المذؾ أو السب مباشرة أو عن طرٌك النمل‪ ،‬حتى لو ورد هذا النشر بصٌؽة الشن‬
‫أو كان موجها إلى شخص أو هٌبة لم ٌعٌنها أو لم ٌحددها هذا النشر بكٌفٌة صرٌحة ولكن‬
‫ٌمكن التعرؾ علٌها من خبلل العبارات الواردة فً الخطب أو الصٌاح أو التهدٌدات أو‬
‫المكتوبات أو المطبوعات أو الملصمات‪ ،‬المجرمة وكذا المضامٌن المنشورة أو المبثوثة أو‬
‫المذاعة‪.‬‬
‫ومن خبلل استمراء هذه الممتضٌات ٌتبٌن لنا أن الركن المادي لجرٌمة السب ٌتحمك بإسناد‬
‫تعبٌر شابن أو عبارة تحمٌر أو لدح ال تتضمن نسبة أي والعة معٌنة ‪ -‬أوال ‪ -‬وأن تكون‬
‫عبارات السب موجهة لشخص معٌن ‪ -‬ثانٌا ‪ -‬ثم أن ٌكون السب علنٌا ‪ -‬ثالثا –‬
‫أوال ‪ :‬إسناد تعبٌر شائن أو عبارة تحمٌر أو لدح ال تتضمن نسبة أي والعة معٌنة‬
‫ٌتحمك هذا اإلسناد عن طرٌك لٌام الفاعل بتوجٌه عبارات خادشة للشرؾ أو اإلعتبار‬
‫للمجنً علٌه‪ ،‬أو تتضمن تحمٌرا له‪ .‬فهو ٌتحمك بمجرد رمً المجنً علٌه بما ٌخدش حٌاءه‬
‫وشرفه واعتباره ودون أن تسند له والعة معٌنة مثل توصٌؾ المجنً علٌه بؤنه لص أو‬
‫‪80‬‬
‫محتال‬
‫فاشتراط أن ٌكون السب بإسناد تعبٌر شابن أو عبارة تحمٌر أو لدح ودون أن تتضمن أٌة‬
‫نسبة لوالعة معٌنة هو الذي ٌمٌز السب عن المذؾ حٌث إن هذا األخٌر ال ٌتحمك إال بإسناد‬
‫هذه الوالعة‪.‬‬
‫أما التعبٌر الشابن وؼٌره من عبارات التحمٌر والمدح فٌشمل كل عبارة تمس شرؾ المجنً‬
‫علٌه أو تحط من كرامته‪ ،‬وهذا المعنى على إطبلله ٌدخل فٌه أٌضا إسناد ‪،‬العٌوب‪ ،‬ولد ال‬

‫‪80‬‬
‫مرٌفان مصطفی رشٌد ‪ :‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.269‬‬

‫‪Page 33‬‬
‫ٌكون هنان إسناد لعٌب‪ ،‬وٌتحمك التحمٌر والمساس بالكرامة‪ ،‬كمن ٌمول عن آخر أنه حٌوان‬
‫‪81‬‬
‫أو كلب أو ابن كلب‪ ،‬أو ٌمول عنه أسوأ خلك هللا وأول من ٌسعى إلى الفساد‪.‬‬

‫فالسب فً نظر البعض ٌرتكب ولو لم ٌنسب المتهم إلى المجنً علٌه عٌبا معٌنا أو ؼٌر‬
‫معٌن وإنما عبر فحسب عن ازدرابه له كموله عنه أنه حٌوان أو كلب‪ 82.‬وفً هذا اإلطار‬
‫أدانت المحكمة االبتدابٌة بصفرو المتهم الذي لام بتدوٌن عبارة بمولع إلكترونً ٌصؾ من‬
‫‪83‬‬
‫خبللها شخص آخر بؤنه كلب أجرب ‪.‬‬
‫ومن تطبٌمات السب أمام المضاء المؽربً نذكر حكما صادر عن المحكمة اإلبتدابٌة بالرباط‬
‫اعتبرت فٌه أن وصؾ المجنً علٌه بؤنه ال دٌن له وال ملة ٌعتبر سبا فً حمه معتبرة " أن‬
‫الممال المشار إلٌه ٌتضمن مجموعة من عبارات السب ( مشترن إعبلمً‪ ،‬ال ملة وال دٌن‬
‫له ال حسن وال رشد له)‪ ،‬وحٌث إن جنحة السب تتطلب لمٌامها توافر عنصري إسناد‬
‫الوصؾ المبٌح والعلنٌة والتعرٌؾ بالمسند إلٌه‪ ،‬وحٌث إن المشتكى به أسند صراحة فً‬
‫مماله أعبله وبشكل واضح وجلً أوصاؾ لبٌحة تمس شرؾ المشتكً ‪ ...‬فإن العناصر‬
‫‪84‬‬
‫التكوٌنٌة لجنحة السب متوافرة فً نازلة الحال وٌتعٌن مإاخذة المتهم من أجلها " ‪.‬‬
‫وفً نفس السٌاق ٌرى جانب من الفمه الممارن أن توجٌه عبارات الؽزل إلى المرأة هو سب‬
‫لها سواء اتخذ ذلن صورة اإلطراء المجرد أم جاوز ذلن إلى حثها على سلون مخل‬
‫بحٌابها‪ ،‬وعلة اعتبار الؽزل سبا على الرؼم مما فً ظاهره من إطراء أنه ٌتضمن افتراض‬
‫ابتذال المرأة وأنها تتمبل إطراء محاسنها من أي شخص‪ ،‬وهو ؼٌر سلون المرأة الشرٌفة‪،‬‬
‫وٌكون األمر أكثر وضوحا إذا تضمن الؽزل حثا على سلون مخل بالحٌاء‪. 85‬‬
‫وهذا الرأي ٌإٌده أٌضا لضاء محكمة النمض المصرٌة التً اعتبرت أنه " ٌعد سبا توجٌه‬
‫المتهم للمجنً علٌها فً الطرٌك " راٌحة فٌن ٌا باشا ٌا سبلم ٌا صباح الخٌر ردي ٌا باشا‬
‫هو حرام أنا أكلمن أنت الظاهر علٌكً خارجة زعبلنة معلش" فإن هذه ألفاظ تخدش المجنً‬
‫‪86‬‬
‫علٌها فً شرفها واعتبارها وتجرح كرامتها "‬
‫ثانٌا ‪ :‬أن تكون عبارات السب موجهة لشخص معٌن‬
‫ال تموم جرٌمة السب إال إذا تضمنت عبارات المتهم تحدٌدا لشخص المجنً علٌه‪ ،‬وٌعلل‬
‫ذلن بؤن اإلعتداء على الشرؾ واإلعتبار ؼٌر متصور ما لم ٌوجد شخص ٌكون له هذا‬

‫‪81‬‬
‫مصطفى مجدي هرجة ‪ :‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪82‬‬
‫حسٌن ابراهٌم خلٌل ‪ :‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪83‬‬
‫حكم صادر عن المحكمة االبتدابٌة بصفرو بتارٌخ ‪ 12/21/3129‬فً ملؾ جنحً رلم ‪ ،3283/28‬ؼٌر منشور‪( ،‬أنظر نص الحكم كامبل فً‬
‫الملحك)‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫حكم صادر عن المحكمة االبتدابٌة بالرباط بتارٌخ ‪ ،24/14/311:‬فً ملؾ الشكاٌة المباشرة رلم ‪ 7:/19‬و ‪ ،81/19‬منشور بالعمل المضابً‬
‫فً جرابم الصحافة‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪85‬‬
‫إٌهاب عبد المطلب ‪ " :‬الموسوعة الحدٌثة فً شرح لانون الجزاء الكوٌتً "‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.444‬‬
‫‪86‬الطعن رلم ‪ 466‬لسنة ‪ 21‬ق جلسة ‪ ، 37/13/2:51‬أورده مصطفى مجدي هرجة ‪ :‬مرجع سابك ص‪.88 ،‬‬

‫‪Page 34‬‬
‫الحك‪ .‬لكن المشرع ال ٌتطلب أن ٌكون هذا التحدٌد دلٌما‪ ،‬وإنما ٌكتفً بؤن ٌكون نسبٌا‪،‬‬
‫وضابطه أن ٌكون ممكنا لفبة من الناس التعرؾ على المجنً علٌه ‪" 87.‬‬
‫فجرٌمة السب إذن تموم بإسناد التعبٌر المشٌن أو العبارة التً تتضمن تحمٌرا إلى شخص‬
‫محدد‪ ،‬ؼٌر أنه ال ٌشترط فً هذا التحدٌد ذكر إسم الشخص كامبل‪ ،‬بل ٌكفً استطاعة‬
‫األفراد أو بعضهم تحدٌد الشخص الممصود من العبارات بؤي وسٌلة أخرى وبدون عناء‪.88‬‬
‫فكثٌرا من األشخاص هم معروفون لدى الناس بؤسماء مستعارة أو كنٌات‪ ،‬أكثر مما ٌعرفون‬
‫بؤسمابهم‪ ،‬وتوجد كذلن فبة تعرؾ فً محٌطها بمهنتها أو حرفتها أو صفات أخرى معٌنة‪،‬‬
‫لذلن فٌكفً التران ألفاظ السب بهذه الصفة أو اإلسم المستعار متى كان كافٌا للتدلٌل على‬
‫تحدٌد شخصٌة المجنً علٌه‪ ،‬وال ٌشترط ذكر اسمه الحمٌمً أو بالً هوٌته‪ ،‬فالعبرة لٌست‬
‫بكثرة البٌانات وإنما بالتدلٌل على شخصٌة المجنً علٌه وجعلها معلومة بسهولة لدى العدٌد‬
‫من الناس‪.‬‬
‫وتعتبر محكمة الموضوع هً المختصة بتحدٌد مدى كفاٌة العبارات التً ذكرها المتهم‬
‫للمول بؤنه حدد المجنً علٌه تحدٌدا كافٌا تموم به جرٌمة السب من عدمه‪ ،‬وذلن فً ضوء‬
‫جمٌع المعطٌات والمبلبسات المحٌطة بالنازلة‪ ،‬وٌعد هذا األمر من الولابع التً ال تعمٌب‬
‫علٌها من طرؾ محكمة النمض‪.‬‬
‫ففً لرار صادر عن محكمة النمض المصرٌة اعتبرت فٌه أنه "لمحكمة الموضوع أن‬
‫تتعرؾ شخص من وجه إلٌه السب من عبارات السب وظروؾ حصوله والمبلبسات التً‬
‫اكتنفته إذا احتاط الجانً فلم ٌذكر إسم المجنً علٌه صراحة فً عباراته ومتى استبانت‬
‫المحكمة من ذلن الشخص الممصود بالذات فبل تجوز إثارة الجدل بشؤنه لدى محكمة‬
‫النمض‪.89‬‬
‫ثالثا ‪ :‬أن ٌكون السب علنٌا‬
‫إن عنصر العبلنٌة هو الركن الثالث من أركان لٌام جرٌمة السب العلنً‪ ،‬حٌث إنه ال ٌمكن‬
‫الحدٌث عن لٌام هذه الجرٌمة بدون توفر ركن العبلنٌة‪ ،‬ولو توفرت بالً األركان األخرى‪،‬‬
‫حٌث نكون آنذان أمام جرٌمة السب ؼٌر العلنً التً سلؾ الحدٌث عنها‪ ،‬ولٌس أمام جرٌمة‬
‫السب العلنً‪ .‬والعبلنٌة تؤتً على مثال الكراهٌة والفراهٌة وهً خبلؾ السر وتعنً ظهور‬
‫األمر‪ ،‬وبذلن فإن العبلنٌة فً األصل تعنً إظهار األمر‪ ،‬والجهر واالنتشار والذٌوع‬
‫والشٌوع والنشر ‪ ،‬أي اتصال علم الجمهور بفعل أو لول أو كتابة أو تمثٌل‪ .90‬وهً عنصر‬
‫جوهري فً السب مثلما هو الحال فً المذؾ‪ ،‬شؤنها شؤن الجرابم التً تمع بواسطة العبلنٌة‪،‬‬
‫ؼٌر أن انتفاء العبلنٌة فً جرٌمة السب ال تنتفً معه الجرٌمة‪ ،‬وإنما تتحول من جنحة إلى‬
‫مخالفة‪.91‬‬
‫‪87‬‬
‫إٌهاب عبد المطلب ‪ " :‬الموسوعة الحدٌثة فً شرح لانون الجزاء الكوٌتً "‪ ،‬مرجع سابك ‪ ،‬ص ‪.445‬‬
‫‪88‬‬
‫الطٌب بلواضح ‪ :‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪89‬‬
‫الطعن رلم ‪ 2413‬لسنة ‪ 9‬ق جلسة ‪ ،29/15/2:49‬أورده مصطفى مجدي هرجه ‪:‬مرجع سابك ص ‪.88‬‬
‫‪90‬‬
‫عبد المادر دمحم المٌسً ‪ " :‬إجراءات التحمٌك الجنابً فً الشرٌعة اإلسبلمٌة ‪ :‬دراسة تارٌخٌة لانونٌة ممارنة "‪ ،‬منشورات دار الكتب العلمٌة‪،‬‬
‫بٌروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،312: ،‬ص ‪.2:8‬‬
‫‪91‬‬
‫الطٌب بلواضح ‪ :‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.4:‬‬

‫‪Page 35‬‬
‫والعبلنٌة تتحمك فً جرٌمة السب العلنً بنفس الوسابل التً تتحمك بها فً جرٌمة المذؾ‬
‫وال سٌما عن طرٌك موالع التواصل اإلجتماعً والموالع اإللكترونٌة‪ ،‬وحٌث إنه لد سبك‬
‫الحدٌث عنها بتفصٌل فً الفصل األول‪ ،‬فإنه ال داعً لتكرار ما تم تفصٌله‪.‬‬
‫لكن مع ذلن وجب التؤكٌد على ضرورة توافر هذا الشرط وإبرازه فً نص الحكم الماضً‬
‫باإلدانة فالحكم الماضً بالعموبة الجرٌمة السب العلنً ٌجب أن ٌحرص على ذكر المكان أو‬
‫الظروؾ التً تحممت بها العبلنٌة وال ٌصح اإلكتفاء بذكر لفظ العبلنٌة وصفا للسب‪.92‬‬
‫والؽاٌة من ذلن هً إبراز شرط العبلنٌة والطرٌمة التً استخلصته بها المحكمة‪.‬‬
‫فالمضاء المصري ٌإكد على ضرورة تبٌان ألفاظ السب والظروؾ التً حصل فٌها بما‬
‫ٌكفً إلبراز عنصر العبلنٌة‪ .‬فمد أكدت محكمة النمض المصرٌة على أنه ٌجب لتطبٌك‬
‫المادة ‪ 376‬عموبات أن تتوافر شروط منها حصول السب علنا ً أي فً محل أو محفل‬
‫‪،‬عمومً ‪ ،‬فإذا إلتصر الحكم على ذكر أن التهمة ثابتة من شهادة المدعً المدنً وكانت‬
‫شهادة المدعً المدنً لاصرة على ذكر ألفاظ السب بدون بٌان المحل الذى حصل فٌه السب‬
‫وهل هو عمومً او خصوصً كان ‪،‬‬
‫الحكم باطبلً واجبا ً نمضه ‪93 .‬و من أجل استٌعاب شرط العبلنٌة فً السب العلنً بشكل جٌد‬
‫نورد بعض تطبٌماته فً المضاء المؽربً والممارن السب عبر فمن تطبٌمات المضاء‬
‫المؽربً لجرٌمة السب أنه عمل على تكٌٌؾ والعة الهاتؾ بؤنها ‪ .‬اسب ؼٌر علنً‪ ،‬ففً‬
‫نازلة تتلخص ولابعها فً أن النٌابة العامة تابعت المتهم بارتكابه مخالفة السب والشتم ؼٌر‬
‫العلنً طبما للمادة ‪ 27‬من ظهٌر ‪ 53.21‬المتعلك بمضاء المرب واختصاصاته‪ .‬وأن المتهم‬
‫اعترؾ تمهٌدٌا بؤنه فً ؼضون شهر أكتوبر من سنة ‪ 3126‬حوالً منتصؾ اللٌل تلمى‬
‫مكالمة هاتفٌة عبر رلم ندابه ‪ ...‬من المشتكً المذكور عبر ‪ .‬هاتفه النمال وشرع فً سبه‬
‫وشتمه بكلمات نابٌة‪ ،‬آنذان لم ٌتمالن أعصابه ورد علٌه بعبارات " هللا ٌلعن الطاسٌبل دٌال‬
‫امن ٌا ولد الك‪ ..‬أمن كانت تعطٌه لمن "واال" ‪ ...‬حٌث اعتبرت المحكمة أن تصرٌحات‬
‫المتهم أمام الضابطة المضابٌة جاءت عن طواعٌة ومسترسلة ال لبس فٌها كونه لام بسب‬
‫وشتم المشتكً فً عرضه بعبارات نابٌة‪ ،‬وأن ألواله هاته تشكل عناصر المادة ‪ 27‬من‬
‫المانون ‪ 53.21‬المتعلك بمضاء المرب واختصاصاته وأن المحكمة انطبللا مما ذكر أعبله‬
‫‪94‬‬
‫التنعت بؤن ما نسب إلى المتهم أعبله ثابت فً حمه وٌتعٌن مإاخذته من أجله‪.‬‬
‫نخلص إذن إلى أن الركن المادي لجرٌمة السب العلنً ٌتحمك بتوفر ثبلث‬
‫عناصر أساسٌة وهً إسناد تعبٌر شابن أو عبارة تحمٌر أو لدح ال تتضمن نسبة أي والعة‬
‫معٌنة‪ ،‬وأن ٌكون هذا اإلسناد موجها لشخص معٌن أو لابل للتعٌٌن‪ ،‬ثم أن ٌتم ذلن اإلسناد‬

‫‪92‬‬
‫مصطفى مجدي هرجة‪ :‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪93‬‬
‫لرار صادر عن محكمة النمض المصرٌة فً الطعن رلم ‪ 1373‬لسنة ‪ 12‬مجموعة عمر ‪ 3 :‬ع صفحة رلم ‪ 452‬بتارٌخ ‪،2:42-17-22‬‬
‫منشور بالمولع االكترونً ‪https://eleslam-elqanon.yoo7.com/t1702-topic :‬‬
‫‪94‬‬
‫حكم صادر عن مركز الماضً الممٌم بمرٌة با دمحم المحكمة االبتدابٌة بتاونات‪ ،‬بتارٌخ ‪ ،13/12/3128‬ملؾ لضاء المرب مخالفات رلم‬
‫‪ ،71/3127‬ؼٌر منشور‬

‫‪Page 36‬‬
‫عبلنٌة بحٌث ٌصل إلى علم الجمهور بؤي وسٌلة من الوسابل‪ .‬ؼٌر أن لٌام جرٌمة السب‬
‫العلنً ال ٌحتاج فمط إلى ركن مادي‪ ،‬بل ال بد من توفر الركن المعنوي أٌضا‪.‬‬
‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬الركن المعنوي‬
‫ٌعرؾ فمهاء المانون الجنابً الركن المعنوي للجرٌمة بكونه النٌة اإلجرامٌة‪ ،‬أي إرادة‬
‫ارتكاب الفعل الجرمً وتحمك هذه النٌة على أساس افتراض معرفة الشخص للممتضٌات‬
‫‪95‬‬
‫المانونٌة التً ٌموم بمخالفتها ‪.‬‬
‫وجرٌمة السب العلنً تعتبر من الجرابم العمدٌة‪ ،‬لذلن ٌجب أن ٌتوافر فٌها المصد الجنابً‪،‬‬
‫وهو ٌتحمك حٌن تتجه إرادة الجانً إلى إسناد عبارات المدح إلى المجنً علٌه علنا مع علمه‬
‫بؤنه من شؤن هذه العبارات أن تإدي إلى احتماره‪ ،‬أو إلى المساس بكرامته ومكانته‬
‫اإلجتماعٌة‪96 .‬ؼٌر أنه إذا كانت عبارات السب مشٌنة وممدحة بذاتها وجب افتراض المصد‬
‫‪97‬‬
‫الجنابً فً هذه الحالة وعلى المتهم إثبات العكس‪.‬‬
‫فجرٌمة السب فً جمٌع حاالتها تعتبر جرٌمة عمدٌة ٌتخذ ركنها المعنوي صورة المصد‬
‫الجنابً‪ ، ،‬والمصد فً السب لصد عام عنصرٌه العلم واإلرادة‪ ،‬أي علم المتهم بمعنى‬
‫األلفاظ التً صدرت عنه وإدراكه لما ٌتضمن هذا المعنى من خدش لشرؾ المجنً علٌه‬
‫واعتباره‪ ،‬وٌفترض هذا العلم إذا كانت األلفاظ فً ذاتها شابنة وال ٌتوافر المصد إال إذا علم‬
‫المتهم بعبلنٌة نشاطه‪ ،‬وٌفترض هذا العلم إذا صدرت عبارات السب فً مكان عام أو لام‬
‫هو نفسه بتوزٌع المادة التً تحمل عبارات السب على عدد ؼٌر محدود من األشخاص أو‬
‫‪98‬‬
‫عرضها على من ٌوجدون فً مكان عام ‪" .‬‬
‫وٌكفً فً إثبات المصد الجنابً فً جرٌمة السب أن ٌمول الحكم أن المصد الجنابً ثابت من‬
‫نفس ألفاظ السب ومدلولها ومن ظروؾ المنالشة التً صدرت فٌها‪ ،‬ما دامت األلفاظ التً‬
‫أثبت الحكم صدورها من المتهم هً فً ذاتها مما ٌخدش الشرؾ واإلعتبار وٌحط من لدر‬
‫‪99‬‬
‫المجنً علٌه فً أعٌن الناس‪.‬‬
‫ففً جرٌمة السب ٌجب توافر عناصر العلنٌة واإلسناد لشخص محدد فٌما ٌتعلك باألوصاؾ‬
‫التً تشكل سبا‪ ،‬وال ٌحتاج فً هذه المسؤلة إلى سوء النٌة ألن المفترض أن الشخص ٌعرؾ‬
‫مضمون ما ٌتفوه به أو ما ٌكتبه أو ٌنشره من عبارات السب‪ 100.‬لذلن ال نكون فً حاجة‬

‫‪95‬‬
‫ادمحم البلً ‪ -‬عابد العمرانً المٌلودي‪" :‬المانون الجنابً الخاص المعمك فً شروح"‪ ،‬مكتبة الرشاد‪ ،‬مكتبة الرشاد سطات الطبعة االولى ‪3131‬‬
‫ص ‪.339‬‬
‫‪96‬‬
‫مرٌفان مصطفى رشٌد ‪ " :‬جرٌمة العنؾ المعنوي ضد المرأة ‪ ،‬المركز المومً لئلصدارات المانونٌة‪ ،‬الماهرة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، 3127‬ص ‪:‬‬
‫‪.273.‬‬
‫‪97‬‬
‫مصطفى مجدي هرجة ‪ :‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.225‬‬
‫‪98‬‬
‫دمحم نجٌب حسنً ‪ :‬شرح لانون العموبات ‪ :‬المسم الخاص ‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪ 817‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪99‬‬
‫الطعن رلم ‪ 258‬السنة ‪ 26‬ق جلسة ‪ ،26/12/2:56‬مجموعة الربع لرن‪ ،‬أورده إٌهاب عبد المطلب ‪ -‬سمٌر صبحً ‪" :‬الموسوعة الجنابٌة‬
‫الحدٌثة فً شرح المانون الجنابً المؽربً فً ضوء الفمه وأحكام المجلس األعلى المؽربً ومحكمة النمض المصرٌة "‪ ،‬المجلد الثالث المركز‬
‫المومً لئلصدارات المانونٌة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،3122 - 3121‬ص ‪.643‬‬
‫‪100‬أحمد بن عجٌبة ‪ :‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.24‬‬

‫‪Page 37‬‬
‫إلى لصد جنابً خاص ٌتمثل فً سوء نٌة الجانً‪ ،‬بل المصد الجنابً العام المابم على ركنً‬
‫العلم واإلرادة ٌكفً لمٌام هذه الجرٌمة‪.‬‬
‫وتبعا لذلن ال ٌمكن لمن ٌموم بكتابة تعلٌمات على صحٌفة إلكترونٌة‪ ،‬أو على حابط صفحته‬
‫بالفٌس بون‪ ،‬أو وضع تؽرٌدة على حسابه بمولع توٌتر‪ ،‬تتضمن عبارات مسٌبة تخدش من‬
‫شرؾ واعتبار شخص آخر أو تحط كرامته‪ ،‬أن ٌتمسن فً دفاعه بعدم توفر سوء النٌة‬
‫لدٌه‪ ،‬فهذا األمر ٌعتبر مفترضا طالما كانت العبارات المستعملة واضحة فٌما تدل علٌه من‬
‫أفعال التعٌٌب أو من المدح والحط من الكرامة‪.‬‬
‫وتطبٌما لما ورد ذكره أعبله‪ ،‬اعتبرت المحكمة اإلبتدابٌة بالرباط أنه ٌكفً لتوافر المصد‬
‫الجنابً فً جنحة السب أن تتجه إرادة المتهم إلى إسناد األوصاؾ المبٌحة لاصدا علنٌتها‬
‫وهو عالم بذلن ‪ -‬وحٌث إنه لٌس شرط أن ٌتوافر لدى المتهم لصدا جنابٌا خاصا وال أن‬
‫تتوفر لدٌه حسن نٌة بل ٌكفً معاٌنة إرادة إسناد األوصاؾ ومعاٌنة نشرها‪ ،‬وحٌث إن سوء‬
‫النٌة أو اإلضرار بالمشتكً مفترضة فً عبارات السب نفسها فإن العناصر التكوٌنٌة لجنحة‬
‫‪101‬‬
‫السب متوافرة فً نازلة الحال وٌتعٌن مإاخذة المتهم من أجلها"‪.‬‬
‫إذن نخلص مما سبك تفصٌله أعبله إلى أن جرٌمة السب العلنً هً جرٌمة عمدٌة ٌكفً‬
‫لمٌامها توفر المصد الجنابً العام‪ ،‬وال ٌهم مدى توفر حسن النٌة لدى الجانً‪ ،‬طالما تحمك‬
‫عنصر العلنٌة فً ألفاظ السب التً تإدي إلى خدش اإلعتبار والحط من كرامة المجنً علٌه‬
‫أو احتماره من طرؾ الؽٌر‪ .‬وبمٌام الركن المادي بعناصره المحددة أعبله‪ ،‬ولٌام الركن‬
‫المعنوي‪ ،‬تتحمك جرٌمة السب العلنً وٌترتب على ذلن ترتٌب المسإولٌة الجنابٌة على‬
‫مرتكبها وتولٌع العماب علٌه‪.‬‬
‫الفمرة التالثة ‪ :‬عموبة جرٌمة السب العلنً‬
‫ٌنص الفصل ‪ 555‬من مجموعة المانون الجنابً المؽربً على أن " المذؾ والسب العلنً‬
‫ٌعالب علٌهما وفما للظهٌر رلم ‪ 2.69.489‬المإرخ فً ‪ 4‬جمادى األولى ‪ 2489‬موافك ‪26‬‬
‫نونبر ‪ 2:69‬المعتبر بمثابة لانون الصحافة " ‪ .‬وهو ما ٌعنً أن المانون الجنابً لد أحال‬
‫فً شؤن عموبة السب على نصوص لانون الصحافة والنشر‪ ،‬ولذلن فالعموبة المستحمة‬
‫لمرتكبً هذه الجرٌمة هً المنصوص علٌها فً هذا المانون بؽض النظر عن صفة مرتكبها‬
‫وما إذا كان صحافٌا أم ؼٌره‪ .‬وبالرجوع إلى المانون رلم ‪ 99.24‬المتعلك بالصحافة والنشر‬
‫نجده لد نوع فً العموبات المستحمة على مرتكبً جرٌمة السب العلنً حسب الجهة‬
‫المستهدفة بالسب ‪ -‬الفمرة األولى ‪ -‬ؼٌر أنه باستمراء نصوص المانون الجنابً المؽربً نجد‬
‫بؤنه رؼم هذه اإلحالة فإنه هنان نصوص أخرى فً هذا المانون تعالب على السب فً‬
‫حاالت معٌنة ‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫حكم صادر عن المحكمة االبتدابٌة بالرباط بتارٌخ ‪ ،24/14/311:‬فً ملؾ الشكاٌة المباشرة رلم ‪ 7:/19‬و ‪ ،81/19‬منشور بالعمل المضابً‬
‫فً جرابم الصحافة‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.61‬‬

‫‪Page 38‬‬
‫بالرجوع إلى مواد المانون رلم ‪ 99.24‬نجد بؤن المشرع لد أفرد عموبات متنوعة لعموبة‬
‫السب تختلؾ بحسب الجهة المستهدفة بالسب وكٌفٌة وظروؾ إسناده حٌث ٌمكن تحدٌد‬
‫مختلؾ هذه العموبات كما ٌلً‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬السب فً حك رجال ونساء المضاء والموظفٌن العمومٌٌن ورؤساء أو رجال الموة‬
‫العمومٌة أثناء لٌامهم بمهامهم أو هٌئة منظمة‪.‬‬
‫ٌعالب علٌه بموجب الفمرة األخٌرة من المادة ‪ 83‬من المانون المذكور بؽرامة من ‪31.111‬‬
‫إلى ‪ 211.111‬درهم وهذه الفمرة تخص كل أشكال اإلهانة وال شن أن السب ٌعتبر من‬
‫ضمنها ‪ .‬وٌشترط للعماب على السب الموجه لرجال ونساء المضاء والموظفٌن العمومٌٌن‬
‫ورإساء أو رجال الموة العمومٌة أثناء لٌامهم بمهامهم أو لهٌبة منظمة أن ٌرتكب بؤٌة وسٌلة‬
‫من الوسابل وال سٌما تلن الواردة فً الفمرة األولى من هذه المادة وهً الخطب أو الصٌاح‬
‫أو التهدٌدات المفوه بها فً األماكن أو اإلجتماعات العمومٌة أو بواسطة المكتوبات‬
‫والمطبوعات المبٌعة أو الموزعة أو المعروضة للبٌع أو المعروضة فً األماكن أو‬
‫اإلجتماعات العمومٌة وإما بواسطة الملصمات المعروضة على أنظار العموم وإما بواسطة‬
‫مختلؾ وسابل اإلعبلم السمعٌة البصرٌة أو اإللكترونٌة وأٌة وسٌلة أخرى تستعمل لهذا‬
‫الؽرض دعامة إلكترونٌة‪ .‬وٌسري هذا الشرط على سابر أنواع السب المذكورة أدناه‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬السب الموجه لرؤساء الدول ورؤساء الحكومات ووزراء الشؤون الخارجٌة للدول‬
‫األجنبٌة‬
‫تنص المادة ‪ 92‬على أنه ٌعالب بؽرامة من ‪ 211.111‬إلى ‪ 411.111‬درهم على اإلساءة‬
‫لشخص وكرامة رإساء الدول ورإساء الحكومات ووزراء الشإون الخارجٌة للدول‬
‫األجنبٌة بواسطة إحدى الوسابل المنصوص علٌها فً المادة ‪83‬‬
‫أعبله‪ .‬وبدٌهً أن السب ٌعتبر أحد وسابل اإلساءة لؤلشخاص والمس بكرامتهم‪ ،‬لذلن فهو‬
‫ٌدخل ضمن ممتضٌات هذه المادة إذا وجه لؤلشخاص المذكورٌن بالوسابل المشار إلٌها‬
‫أعبله‪ .‬كما نسجل بؤن هذه العموبة تعتبر من أشد العموبات التً أوردها المشرع للعماب على‬
‫السب‪ ،‬ولعل ذلن راجع إلى حساسٌة المناصب التً تشؽلها الفبة المستهدفة والتً تتطلب‬
‫تمتٌعها بحماٌة خاصة من كل أسالٌب اإلساءة والتحمٌر التً لد تتجاوز الشخص الذي‬
‫وجهت له لتشمل المإسسة التً ٌمثلها‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬السب فً حك المؤسسات والهٌئات المنظمة والوزراء والموظفٌن العمومٌٌن‬
‫المادة ‪ 95‬حسب من المانون رلم ‪ 99.24‬فإنه ٌعالب بؽرامة من ‪ 6.111‬إلى ‪31.111‬‬
‫درهم عن كل سب ٌرتكب بإحدى الوسابل المبٌنة فً المادة ‪ 83‬أعبله‪ ،‬فً حك المجالس أو‬
‫الهٌبات المضابٌة أو المحاكم أو الجٌوش البرٌة أو البحرٌة أو الجوٌة أو الهٌبات المإسسة أو‬
‫المنظمة أو اإلدارات العمومٌة بالمؽرب‪ ،‬أو فً حك وزٌر أو عدة وزراء من أجل مهامهم‬
‫أو صفاتهم أو فً حك موظؾ أو أحد رجال أو أعوان السلطة العمومٌة أو كل شخص‬
‫مكلؾ بمصلحة أو مهمة عمومٌة مإلتة كانت أو مستمرة أو مساعد لضابً أو شاهد من‬
‫جراء تؤدٌة شهادته‪.‬‬

‫‪Page 39‬‬
‫والمبلحظ أن المشرع لد جرم وعالب على السب الذي ٌوجه بإحدى الوسابل المذكورة‬
‫أعبله إلى السلطة المضابٌة سواء تعلك األمر بالمجالس أو الهٌبات المضابٌة أو المحاكم‬
‫وذلن لما تمتضٌه ضرورة تمتع هذه السلطة باإلحترام من طرؾ الجمٌع‪ .‬كما عالب أٌضا‬
‫بنفس العموبة على السب الموجه إلى الجٌوش بمختلؾ تشكٌبلتها البرٌة أو البحرٌة أو‬
‫الجوٌة أو الهٌبات المإسسة أو المنظمة أو اإلدارات العمومٌة بالمؽرب وذلن لنفس الؽاٌة‪،‬‬
‫ألن هذه كلها مإسسات للدولة وٌجب أن تحظى باإلحترام من طرؾ الجمٌع وأن ال تكون‬
‫عرضة للسب والتحمٌر واإلهانة من طرؾ األشخاص‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬سب الممثلٌن الدبلوماسٌٌن أو المنصلٌٌن األجانب المعتمدٌن أو المندوبٌن لدى‬
‫جاللة الملن‬
‫نظرا للدور الهام الذي ٌموم به ممثلً الهٌبات الدبلوماسٌة والمناصلة األجانب المعتمدٌن فً‬
‫المملكة أو المندوبٌن لدى جبللة الملن‪ ،‬فً مد جسور التعاون بٌن البلدان فً مختلؾ‬
‫المجاالت السٌاسٌة واإللتصادٌة واإلٌدٌولوجٌة لخدمة المضاٌا المشتركة‪ ،‬فإن هذه التمثٌلٌات‬
‫ٌجب أن تحظى باإلحترام الواجب والتعامل البلبك‪ ،‬وأن ال تكون عرضة للسب واالحتمار‬
‫من طرؾ أي كان‪.‬‬
‫لذلن نجد بؤن المشرع المؽربً لد جرم السب الموجه لهإالء األشخاص وعالب علٌه بعموبة‬
‫مشددة تحددها المادة ‪ 93‬من لانون الصحافة والنشر التً تنص على أنه "ٌعالب بؽرامة من‬
‫‪ 61.111‬إلى ‪ 311.111‬درهم على اإلساءة لشخص وكرامة الممثلٌن الدبلوماسٌٌن أو‬
‫المنصلٌٌن األجانب المعتمدٌن أو المندوبٌن لدى جبللة الملن‪ ،‬بواسطة إحدى الوسابل‬
‫المنصوص علٌها فً المادة‬
‫‪ 83‬أعبله"‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬السب الموجه لألفراد‬
‫كل سب موجه إلى ؼٌر من ذكر فً الفمرات السابمة‪ٌ ،‬عتبر سبا موجها لؤلفراد‪ ،‬وٌعالب‬
‫علٌه بموجب الفمرة الثانٌة من المادة ‪ 96‬من المانون رلم ‪99.24‬‬
‫بؽرامة من ‪ 21.111‬إلى ‪ 61.111‬درهم‪ .‬وٌعتبر هذا السب هو األكثر شٌوعا‪ ،‬حٌث ٌشمل‬
‫ؼالبٌة المضاٌا التً تروج أمام المحاكم‪ ،‬وهو الذي ٌوجه إلى األشخاص مهما كانت صفتهم‬
‫ومهامهم أو مستواهم ما لم ٌندرجوا ضمن الفبات السابك ذكرها أعبله‪ .‬إذن كانت هذه مجمل‬
‫العموبات التً ألرها المشرع على جرٌمة السب العلنً‪ ،‬وهً ؼرامات تتراوح ما بٌن‬
‫‪ 6.111‬و‪ 411.111‬درهم حسب الحاالت المفصلة أعبله‪ ،‬وهذه الؽرامات بطبٌعة الحال‬
‫تبمى خاصة بالدعوى العمومٌة وال تإثر فٌما ما ٌمكن أن ٌحكم به من تعوٌض مدنً‬
‫للطرؾ المتضرر‪ ،‬وفما لما تم تفصٌله فً الفصل األول بمناسبة الحدٌث عن أحكام جبر‬
‫الضرر فً جرٌمة المذؾ‪ .‬كما أن هذه العموبات لٌست الوحٌدة فً جرٌمة السب بل إن‬
‫المانون الجنابً ٌعالب فضبل عما ذكر على بعض حاالت السب التً لم ٌحٌل فً شؤنها على‬
‫لانون الصحافة والنشر‪.‬‬
‫الفمرة الرابعة‪ :‬حاالت السب العلنً المعالب علٌها فً المانون الجنائً‪.‬‬

‫‪Page 40‬‬
‫بالرجوع إلى مجموعة المانون الجنابً نجده ٌتضمن بخصوص العموبة على جرٌمة السب‬
‫العلنً‪ ،‬الفصل ‪ 28:‬الذي ٌعالب على السب الموجه إلى شخص الملن أو أحد أفراد أسرته‬
‫‪ -‬أوال ‪ -‬والفصل ‪ 555.2‬الذي ٌعالب على السب الموجه للمرأة بسبب جنسها ‪ -‬ثانٌا ‪-‬‬
‫أوال ‪ : :‬عموبة السب الموجه ضد شخص الملن أو أحد أفراد أسرته‬
‫ٌنص الفصل ‪ 28:‬من المانون الجنابً ‪ 102‬على أنه ٌعالب بالحبس من ستة أشهر إلى‬
‫سنتٌن وبؽرامة من ‪ 31.111‬إلى ‪ 311.111‬درهم أو بإحدى هاتٌن‬
‫العموبتٌن‪ ،‬كل من ارتكب لذفا أو سبا أو مسا بالحٌاة الخاصة‪ ،‬لشخص الملن أو لشخص‬
‫ولً العهد أو أخل بواجب التولٌر واإلحترام لشخص الملن‪ .‬وٌعالب بالحبس من ثبلثة أشهر‬
‫إلى سنة وبؽرامة من ‪ 21.111‬إلى ‪ 211.111‬درهم أو بإحدى هاتٌن العموبتٌن كل من‬
‫ارتكب لذفا أو سبا أو مسا بالحٌاة الخاصة‪ ،‬ألعضاء األسرة المالكة المشار إلٌهم فً الفصل‬
‫‪ 279‬من هدا المانون‬
‫تضاعؾ العموبة المشار إلٌها فً الفمرتٌن أعبله‪ ،‬إذا ارتكب المذؾ أو السب أو المس‬
‫بالحٌاة الخاصة لشخص الملن أو لشخص ولً العهد أو ألعضاء األسرة المالكة‪ ،‬أو اإلخبلل‬
‫بواجب التولٌر واإلحترام لشخص الملن‪ ،‬بواسطة الخطب أو الصٌاح أو التهدٌدات المفوه‬
‫بها فً األماكن والتجمعات العمومٌة أو بواسطة الملصمات المعروضة على أنظار العموم‬
‫أو بواسطة البٌع أو التوزٌع أو اسطة كل وسٌلة تحمك شرط العلنٌة بما فٌها الوسابل‬
‫اإللكترونٌة والورلٌة بو والسمعٌة البصرٌة‪.‬‬
‫وٌبلحظ من خبلل هذا الفصل أن المشرع لد سوى فً العموبة بٌن ارتكاب أفعال السب‬
‫والمذؾ والمس بالحٌاة الخاصة للملن وأفرد لها عموبة واحدة‪ ،‬كما سوى أٌضا بٌن كون هذه‬
‫الجرابم موجهة إلى شخص الملن أو إلى ولً عهده‪.‬‬
‫ولد خفؾ المشرع العموبة بالنسبة للحاالت التً ترتكب فٌها نفس الجرابم ضد أعضاء‬
‫األسرة الملكٌة‪ ،‬والذٌن ٌندرج ضمنهم حسب الفصل ‪ 279‬من ق ج أصول الملن وفروعه‬
‫وزوجاته وإخوته وأوالدهم‪ ،‬ذكورا وإناثا‪ ،‬وأخواته وأعمامه‪.‬‬
‫كما لام أٌضا بتشدٌد العموبة وذلن بمضاعفة العموبة الممررة فً الحالة العادٌة إذا ارتكب‬
‫المذؾ أو السب أو المس بالحٌاة الخاصة لشخص الملن أو لشخص ولً العهد أو ألعضاء‬
‫األسرة المالكة‪ ،‬أو اإلخبلل بواجب التولٌر واإلحترام لشخص الملن بواسطة إحدى الوسابل‬
‫التً ٌتحمك بها عنصر العلنٌة كما هً محددة أعبله‪.‬‬
‫األس ؼٌر أن هذه لٌست وحدها العموبات الممررة على مرتكبً المذؾ أو السب أو المس‬
‫بالحٌاة الخاصة لشخص الملن أو لشخص ولً العهد أو ألعضاء ألسرة المالكة‪ ،‬أو اإلخبلل‬
‫بواجب التولٌر واإلحترام لشخص الملن‪ .‬ذلن أنه بالرجوع إلى الفصل ‪ 291‬من ق ج نجده‬

‫‪102‬‬
‫تم نسخ وتعوٌض المادة ‪ 28:‬أعبله ‪ ،‬بممتضى المادة الثانٌة من المانون رلم ‪ 84.26‬الماضً بتؽٌٌر وتتمٌم بعض أحكام مجموعة المانون‬
‫الجنابً الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ رلم ‪ 2.27.215‬بتارٌخ ‪ 24‬من شوال ‪ٌ )29( 2548‬ولٌو ‪)3127‬؛ الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 75:2‬بتارٌخ‬
‫‪ 22‬ذو المعدة ‪ 26( 2548‬أؼسطس ‪ ،)3127‬ص ‪.6::3‬‬

‫‪Page 41‬‬
‫ٌنص على أنه " فً الحاالت التً تكون فٌها العموبة الممررة عموبة جنحٌة فمط‪ ،‬أحد فصول‬
‫هذا الفرع‪ٌ ،‬جوز عبلوة على ذلن‪ ،‬أن ٌحكم على المجرمٌن بالحرمان من واحد أو أكثر من‬
‫الحموق علٌها فً الفصل ‪ 51‬من هذا المانون من خمس على األلل إلى عشرٌن سنة على‬
‫األكثر‪ ،‬كما ٌمكن أن ٌحكم علٌهم أٌضا بالمنع من اإللامة من سنتٌن إلى بموجب المنصوص‬
‫عشر سنوات‪.‬‬
‫هً وبما أن العموبات الممررة فً الفصل ‪ 28:‬أعبله كلها عموبات جنحٌة فإنه ٌمكن تطبٌك‬
‫ممتضٌات الفصل ‪ 291‬وإضافة إحدى العموبات المنصوص علٌها فً الفصل ‪ 51‬من ‪ ،‬ق‬
‫ج أو الحكم على الجانً بالمنع من اإللامة من سنتٌن إلى عشر سنوات‪ .‬ؼٌر أنه ال بد من‬
‫التؤكٌد على أن الفصل ‪ 291‬لد جعل الحكم بهذه العموبات اإلضافٌة جوازٌا للمحكمة حٌث‬
‫ٌمكنها إعماله أو ؼض الطرؾ عنه حسب ما تمتضٌه ظروؾ ومبلبسات كل نازلة على‬
‫حدة‪.‬‬
‫وبما أننا بصدد دراسة جرابم السب العلنً التً ترتكب بواسطة وسابل التواصل اإلجتماعً‬
‫ال بد من التؤكٌد على أن ما تم تفصٌله من عموبات أعبله تسري فً حالة ارتكاب إحدى هذه‬
‫الجرابم عن طرٌك أحد موالع التواصل اإلجتماعً أو الموالع اإللكترونٌة‪ ،‬وذلن بصرٌح‬
‫الفصل ‪ 28:‬أعبله الذي أدخل الوسابل اإللكترونٌة والورلٌة والسمعٌة البصرٌة ضمن‬
‫الوسابل التً تتحمك بها العبلنٌة‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬عموبة السب المرتكب ضد المرأة بسبب جنسها‬
‫ٌنص الفصل ‪ 555.2‬الذي تمت إضافته إلى مجموعة المانون الجنابً بممتضى المادة ‪ 6‬من‬
‫المانون رلم ‪ 214.24‬المتعلك بمحاربة العنؾ ضد النساء ‪ ،103‬على أنه "ٌعالب على السب‬
‫المرتكب ضد المرأة بسبب جنسها بؽرامة مالٌة من ‪ 23.111‬إلى ‪ 71.111‬درهم"‪.‬‬
‫ومن خبلل لراءتنا المتواضعة لهذا الفصل نسجل ثبلث مبلحظات أساسٌة‪ ،‬األولى شكلٌة‪،‬‬
‫والثانٌة تتعلك بالعموبة الممررة فً هذا الفصل‪ ،‬والثالثة تخص عنصر العبلنٌة‪.‬‬
‫فمن حٌث الشكل ظهر هذا الفصل ٌتٌما فً المانون الجنابً بعدما أحال هذا األخٌر‬
‫بخصوص عماب جرٌمة السب على لانون الصحافة‪ ،‬لذلن لم ٌكن هنان من مبرر إلضافة‬
‫هذا الفصل للمانون الجنابً حٌث كان باإلمكان إدخال هذا الممتضى فً لانون الصحافة حتى‬
‫ٌحصل اإلنسجام المطلوب بٌن النصوص المانونٌة‪.‬‬
‫ومن أما من حٌث العموبة فالمبلحظ أن هذا الفصل لد ألر للسب الموجه ضد المرأة بسبب‬
‫جنسها عموبة جنحٌة عبارة عن ؼرامة تتراوح بٌن ‪ 23.111‬و‪ 71.111‬در هم ؼاٌته فً‬
‫ذلن تشدٌد العموبة لزجر كل أشكال العنؾ ضد النساء بٌنها العنؾ المعنوي المتمثل فً‬
‫السب‪ .‬ؼٌر أننا نعتبر أن المشرع لم ٌكن موفما فً ذلن وأن الحاجة لهذا الفصل لم تكن‬
‫‪،‬ملحة‪ ،‬وذلن لكون المادة ‪ 96‬من المانون رلم ‪ 99.24‬التً تعالب على السب الموجه ضد‬

‫‪103‬‬
‫الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ رلم ‪ 2.29.2:‬بتارٌخ ‪ 6‬جمادى اآلخرة ‪ )33( 254:‬فبراٌر ‪ ،)3129‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 7766‬بتارٌخ ‪34‬‬
‫جمادى اآلخرة ‪ )23( 254:‬مارس (‪ )3129‬ص ‪.255:‬‬

‫‪Page 42‬‬
‫األفراد تنص على ؼرامة ٌتراوح حدٌها األدنى واأللصى بٌن ‪ 21.111‬و ‪ 61.111‬درهم‪.‬‬
‫وبالتالً ٌظهر عدم وجود فرق ٌبرر ذلن نظرا للتمارب الحاصل فً النصٌن معا بخصوص‬
‫الحدٌن األدنى واأللصى للعموبة‪ ،‬وال ٌمكن إلضافة حوالً ألل من خمس الؽرامة للحد‬
‫األلصى للعموبة أن ٌخلك الفرق فً توفٌر الحماٌة الفعالة لضحاٌا جرٌمة السب‪.‬‬

‫‪Page 43‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬القواعد‬

‫اإلجرائية جلرمية التشهري‬

‫اإللكرتوني وسبل مكافحتها‬

‫‪Page 44‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬القواعد اإلجرائية جلرمية التشهري اإللكرتوني وسبل‬
‫مكافحتها‬
‫تعد جرٌمة السب والمذؾ والتعرض للحٌاة الخاصة لؤلفراد واالعتداء على شرفهم‬
‫واعتبارهم وإفشاء أسرارهم و الخوض فً أؼراضهم من أكبر الجرابم التً ٌتم تجرٌمها فً‬
‫كافة الموانٌن سواء فً الدول العربٌة أو األجنبٌة أٌا كانت الطرٌمة أو الوسٌلة التً تتم بها‬
‫تلن الجرٌمة سواء تملٌدٌة كالصحؾ أم حدٌثة باستخدام شبكة االنترنت بواسطة إنشاء موالع‬
‫خاصة بمذؾ وسب و التشهٌر سواء بشخص معٌن أو بدولة من الدول أو بدٌن من األدٌان ‪.‬‬
‫وٌهدؾ مرتكبو هذه الجرٌمة إما إلى تشوٌه سمعة بعض الرموز الدٌنٌة أو السٌاسٌة أو‬
‫الفكرٌة بهدؾ تشكٌن الناس فً مدى مصدالٌتهم ومحاولة فض الناس من حولهم‪ ،‬ولد ٌكون‬
‫الهدؾ محاولة ابتزاز بعض األشخاص مالٌا أو جنسٌا وإذا لم ٌرضخوا لبلبتزاز ٌموم‬
‫الجانً بتشوٌه سمعتهم‪.‬‬
‫وأسباب ذلن التجرٌم هً أن الحرٌة و الدٌممراطٌة ال ٌجب أن تنطوي على اإلخبلل‬
‫بها وتجرٌح األشخاص فً أعراضهم ومبادبهم وشرفهم ونسب أمور ؼٌر صحٌحة لهم‬
‫بؽرض التشهٌر بهم وبمبادبهم و الخوض فً أعراضهم وفً حٌاتهم الخاصة التً هً ‪.‬‬
‫دون أن ٌكون ألي شخص آخر أن ٌخوض أو ٌتدخل فٌها بؤي شكل من األشكال‪ .‬ملن لهم‬
‫وحدهم‬
‫وعلٌه فإن جرٌمة المذؾ و السب و التشهٌر التً تتم عن طرٌك االنترنت بواسطة‬
‫إنشاء موالع أو إرسال برٌد الكترونً ٌكون هدفها فمط لذؾ أو سب أو التشهٌر سواء‬
‫بشخص أو دولة أو دٌن ما تمع تحت طابلة نفس النصوص المانونٌة التملٌدٌة التً تجرم تلن‬
‫األفعال‪ .‬وسنحاول التطرق فً هذا الفصل إلى مبحثٌن‪ ،‬المبحث األول خطورة جرٌمة‬
‫التشهٌر اإللكترونً ولواعدها اإلجرابٌة والمبحث الثانً سنتطرق فٌه إلى مولؾ التشرٌعات‬
‫من جرٌمة التشهٌر اإللكترونً وسبل مكافحتها‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬خطورة جرٌمة التشهٌر اإللكترونً ولواعدها اإلجرائٌة‬
‫كما أسلفنا المول‪ ،‬تعد جرابم المذؾ من الجرابم التً لها األثر البالػ سلبا على شخص‬
‫اإلنسان وهً األكثر شٌوعا وانتشارا بعد ظهور شبكة االنترنت‪ ،‬إذ ٌساء استخدامها للنٌل‬
‫من شرؾ الؽٌر أو كرامته أو اعتباره أو تعرضه لبؽض الناس واحتمارهم بما ٌتم نشره‬
‫عبر شبكة االنترنت على شكل رسابل نصٌة أو ممال كتابٌة أو تسجٌبلت صوتٌة أو مربٌة‬
‫تتضمن عبارات المذؾ‪.‬‬
‫وإذا كان فعل المذؾ عبر شبكة االنترنت ٌعد جرٌمة معالب علٌها لانونا‪ ،‬فإنه فً‬
‫حاالت أخرى استثنابٌة ٌمكن أن تنتفً معها هذه الجرٌمة‪ ،‬بحٌث أصبحت وسابل التواصل‬
‫االجتماعً ضرورة ملحة لحٌاة الناس سواء على الصعٌد الفردي أو المجتمعً وال ٌمكن‬
‫االستؽناء عنها بل وأضحى هذا الفضاء االفتراضً ٌسامً العالم الوالعً فً أهمٌته‪ ،‬لذا‬
‫وجب توضٌح خطورة استخدام هذه الوسابل فً االعتداء على سمعة وشرؾ األشخاص‬

‫‪Page 45‬‬
‫وهذا ما سنراه فً المطلب األول‪ ،‬أما المطلب الثانً فسنتناول فٌه المواعد اإلجرابٌة لهذه‬
‫الجرابم‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬خطورة جرٌمة التشهٌر باألشخاص عبر وسائل التواصل االجتماعً‪:‬‬
‫إن بٌان الحدود الواجب اتباعها أثناء استخدام وسابل التواصل االجتماعً التً‬
‫مجرم‪ ،‬فمن المجرم‬
‫ّ‬ ‫ٌفترض على الفرد أن ال ٌتعداها والتً تفصل بٌن ما هو مباح وما هو‬
‫التشهٌر باألشخاص ونشر ما ٌسوء سمعتهم وكرامتهم‪ ،‬وعلٌه وجب بٌان خطورة هذه‬
‫الجرٌمة لنتجنبها فً فمرتٌن األولى نخصصها لتوضٌح أهمٌة تجرٌم جرٌمة التشهٌر‬
‫اإللكترونً بالنسبة للفرد ثم الفمرة الثانٌة نبٌن فٌها خطورة هذه الجرٌمة بالنسبة للمجتمع‪.‬‬
‫الفمرة األولى ‪ :‬أهمٌة تجرٌم جرٌمة التشهٌر اإللكترونً بالنسبة لألفراد‬
‫لضمان األمن واالستمرار فً الفضاء األزرق وتسهٌل استخدامه لتحمٌك الؽاٌة التً‬
‫أنشا ن أجلها وتحمٌك التواصل اآلمن بٌن األشخاص‪ٌ ،‬جب أن ٌعرؾ كل مستخدم لوسابل‬
‫التواصل االجتماعً ما له من حموق وما علٌه من التزامات وسنذكرها وفما لهذا الترتٌب‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬حموق األشخاص المنتمٌن لوسائل التواصل االجتماعً‬
‫انطبللا من الخصابص التً تتمٌز بها وسابل التواصل االجتماعً فإنها فرضت عددا من‬
‫الحموق المانونٌة التً ٌجب أن تعطى للمستخدمٌن لها من أبرز تلن الحموق‪:‬‬
‫‪ -2‬الحك فً حرٌة التعبٌر‪ :‬ال شن أن الحك فً حرٌة الرأي والتعبٌر حك محترم ومصون‬
‫فً العدٌد من التشرٌعات واالتفالٌات ولكن من المهم هنا أٌضا التؤكٌد على أن حرٌة التعبٌر‬
‫لٌست لٌمة كونٌة ال ٌمود علٌها حرٌة التؽٌر مكفولة لؤلشخاص وكفلتها لهم الموانٌن‬
‫والتشرٌعات‪ .‬ولكن ذلن الحك ال ٌجب أن ٌتجاوز الحدود المسموح بها لٌصل الى المساس‬
‫بحرٌة الؽٌر واالعتداء على سمعتهم وكرامتهم حٌث هنا ٌصبح ضبط الحرٌة ممٌدا باحترام‬
‫حموق اآلخرٌن وسمعتم وعدم التعدي علٌها وحماٌة األمن المومً والنظام العام والصحة‬
‫‪104‬‬
‫العامة أو اآلداب العامة‪ .‬وهذا تضمنه اإلعبلن العالمً لحموق اإلنسان‪.‬‬
‫" وفً عام ‪ 2::4‬لامت لجنة األمم المتحدة المتعلمة بحموق اإلنسان بتؤسٌس مكتب‬
‫ممرر اللجنة الخاص التابع لؤلمم المتحدة والمتعلك بحرٌة الرأي والتعبٌر وتعتبر عملٌة‬
‫‪105‬‬
‫إٌضاح المحتوى الدلٌك لحرٌة الرأي والتعبٌر جزء من تفوض ممرر اللجنة الخاص‬
‫ولم نعلم تشرٌعا ٌحمً هذا الحك مطلما دون أي لٌود فاإلعبلن العالمً لحموق اإلنسان‬
‫نص على أن الفرد ٌخضع فً ممارسة حموله وحرٌاته لتلن المٌود التً ٌمررها المانون فمط‬
‫لضمان االعتراؾ بحموق الؽٌر وحرٌاته وتحمٌك الممتضٌات العادلة لنظام العام والمصلحة‬
‫العامة واألخبلق‪ .‬وهو بذلن لم ٌحمً ذلن الحك حماٌة مطلمة دون لٌود بل جعل ذلن ممٌدا‬
‫باحترام حموق اآلخرٌن ومن بٌنها الحك فً السمعة‪ ،‬فالمتصفح لصفحات موالع التواصل‬
‫االجتماعً‪ ،‬أو المارئ لتعلٌمات الزوار بالصحؾ اإللكترونٌة‪ ،‬سٌبلحظ سوء استعمال هذه‬
‫‪104‬‬
‫ٌنظر المادة ‪ 2:‬من اإلعبلن العالمً لحموق اإلنسان المعتمد بمرار الجمعٌة العامة ‪ -‬المإرخ فً ‪ 21‬كانون األول دٌسمبر ‪.2:59‬‬
‫‪105‬‬
‫اللٌمانً‪ ،‬أحمد علً الحك فً الحصول على المعلومات دار النهضة العربٌة‪ ،‬الماهرة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.85‬‬

‫‪Page 46‬‬
‫الوسابط وذلن بتجاوزهم الحد المسموح به فً حرٌة التعبٌر مما ٌإدي بارتكاب جرٌمة‬
‫التشهٌر فً حك األشخاص فٌنهشون فً كرامة ؼٌرهم بدون أخبلق وال ضمٌر ضنا من‬
‫بعض مرتكبٌها أنها تعبٌرا عن الحرٌات الشخصٌة ولكنها فً الحمٌمة تعرض أصحابه‬
‫‪106‬‬
‫للولوع تحت طابلة لوانٌن العموبات والجرابم اإللكترونٌة واإلجراءات الجنابٌة‬
‫‪ -3‬الحك فً الخصوصٌة‪" :‬إذا كان من المتفك علٌه أن الحٌاة الخاصة ٌنبؽً أن تحضً‬
‫بالحماٌة المانونٌة وٌظل نطالها بعٌدا عن انتهان الؽٌر وتدخله إال أن هذا الحك ال زال‬
‫تعرٌفه من األمور الدلٌمة التً ٌثار حولها جدل كبٌر ونماش فً المانون الممارن ‪ ، 107‬ولد‬
‫حاول الفمه والمضاء كثٌرا وضع مفهوم محدد لها‪ 108.‬وٌرجع ذلن إلى أنها فكرة مرنة ال‬
‫حدود ثابتة أو مستمرة لها‪" .‬فالخصوصٌة أحد الحموق اإلنسان الربٌسٌة التً تتعلك بكرامة‬
‫اإلنسان وبمٌم مادٌة ومعنوٌة أخرى كالحك فً الرأي والحك فً التعبٌر ‪109‬والتشرٌعات‬
‫نصت صراحة على حرمة الحٌاة الخاصة لم تمم فً والع األمر بوضع تعرٌؾ لهذا الحك‬
‫‪ 110‬واختلفت فٌما بٌنها وٌمكن المول بان الحك فً الخصوصٌة هو‪" :‬حك الشخص فً أن‬
‫ٌحترم الؽٌر كل ما ٌعد من خصوصٌاته مادٌة كانت أو معنوٌة أم تعلمت بحرٌاته على أن‬
‫ٌتحدد ذلن بمعٌار الشخص العادي وفك للعادات والتمالٌد والنظام والمانون المابم فً المجتمع‬
‫ومبادئ الشرٌعة اإلسبلمٌة"‪ 111،‬أما لجنة "‪ " CALCUTT‬البرٌطانٌة فمد لالت أنها لم تتمكن‬
‫من الوصول لتعرٌؾ مرضً وكافً للحك فً الحٌاة الخاصة ولكن رؼما عن ذلن تبنت‬
‫تعرٌفا لانونٌا ضمنته تمرٌرها حول الخصوصٌة وهو "حك األفراد فً الحماٌة ضد التدخل‬
‫فً الحٌاة الخاصة وشإونهم وشإون عاببلتهم بوسابل مادٌة مباشرة أو عن طرٌك نشر‬
‫المعلومات عنهم‪ ."112‬لم ٌحدد هنا التعرٌؾ طرٌمة النشر التملٌدي أو المستحدث وتركت‬
‫عامة لتشمل الكل‪.‬‬
‫وبالنظر إلى التعرٌفات السابمة نجد أن هنان تباٌن فً وضع تعرٌؾ واضح المعالم‬
‫للحك فً الخصوصٌة ألن هذا الحك ٌرتبط بمنظومة التمالٌد والثمافة والمٌم الدٌنٌة السابدة‬
‫والنظام السٌاسً فً كل مجتمع ‪ .‬فمفهوم الحك فً الخصوصٌة فً دولة مسلمة ٌختلؾ عن‬
‫مفهومه فً دولة علمانٌة أو مسٌحٌة‪.‬‬
‫والجدٌر بالذكر أن االعتداء على الخصوصٌة زاد على معدل ارتكابه مع استؽبلل‬
‫ضعاؾ النفوس للتكنولوجٌا وتزاوجها مع تمنٌة االتصاالت وشبكات المعلومات ونتٌجة‬
‫استخدام الهواتؾ الذكٌة‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫الجرابم االلكترونٌة خطر ٌهدد مستخدمً االنترنت‪ :‬ممال منشور على مولع الكترونً‪.https//al .sharq.com/article/07/04/2022- :‬‬
‫‪107‬‬
‫األهوابً‪ ،‬د‪ .‬حسام الدٌن األهوابً ‪24:8 ،‬هـ ‪2:89 -‬م‪ ،‬الحك فً احترام الحٌاة الخاصة" الحك فً الخصوصٌة ‪ ،‬مصر ‪،‬دار النهضة العربٌة‬
‫‪57-58. ،‬‬
‫‪108‬‬
‫ٌنظر ‪ :‬بحر‪ ،‬ممدوح خلٌل بحر ‪ 3122 ،‬م‪ ،3‬حماٌة شبكات المعلوماتٌة الحٌاة الخاصة فً المانون الجنابً‪ ،‬دراسة ممارنة‪ ،‬مصر‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربٌة‪ ،‬ص ‪.51-4:‬‬
‫‪109‬‬
‫اللٌمانً‪ ،‬أحمد علً‪ ،‬الحك فً الحصول على المعلومات‪ ،‬دار النهضة العربٌة‪ ،‬الماهرة‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪110‬‬
‫حسان د احمد دمحم حسان‪ 3112_2532 ،‬نحو نظرٌة عامة لحماٌة الحك فً الحٌاة الخاصة فً العبللة بٌن الدولةواألفراد ‪ ،‬دراسة ممارنة ‪،‬‬
‫ط‪ ،2‬دار النهضة العربٌة‪ ،‬الماهرة‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪111‬‬
‫لحجازي‪ ،‬مصطفى احمد عبد الجواد حجازي‪ 3111/3112 ،‬م‪ ،‬الحٌاة الخاصة و مسإولٌة الصحفً‪ ،‬الماهرة‪ ،‬دار الفكرالعربً‪ ،‬ص ‪ 63‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫‪112‬‬
‫ٌنظر اللٌمانً‪ ،‬أحمد علً الحك فً الحصول على المعلومات‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.59‬‬

‫‪Page 47‬‬
‫وال شن أن الخصوصٌة عبر االنترنت خاصة فً وسابل التواصل االجتماعً مشمولة فً‬
‫الحماٌة فً تشرٌعات العربٌة والؽربٌة وٌنبؽً أن تكون كذلن‪ .‬ومن صور حماٌة‬
‫الخصوصٌة‪:‬‬
‫أ‪ -‬احترام خصوصٌة االتصاالت من مكالمات أو المعلومات المتبادلة بٌن األشخاص عبر‬
‫شبكات االتصال العامة وأضفى علٌها الحرمة بعدم جواز االطبلع علٌها أو تسجٌلها أو‬
‫االستماع إلٌها إال فً حاالت محددة‬
‫ب‪ -‬تجرٌم االعتداء على الخصوصٌة بؤي شكل سواء بالتصنت على ما هو مرسل عبر‬
‫الشبكة المعلوماتٌة أو اعتراضه أو التماطه دون مسوغ لانونً‪.‬‬
‫ج ‪ -‬تحرٌم المساس باالعتبار األدبً لئلنسان فاإلنسان له اعتبار ذاتً ممٌز‪ ،‬هذا االعتبار‬
‫ٌمكن تسمٌته "بالكٌان األدبً "لئلنسان واعتبار اإلنسان الذاتً أو كٌانه األدبً ٌشتمل على‬
‫العدٌد من العناصر والمجاالت التً تتمثل فً عرض اإلنسان وشرفه واعتباره سمعته إلى‬
‫ؼٌر ذلن من الصفات‪ .‬والخصابص األدبٌة لئلنسان‪ ،‬والتً هً موضع مدح وذم وٌتؤثر‬
‫اإلنسان رفعة ووضعة‪ .‬سواء كان هذا االعتداء على الحٌاة الخاصة عن طرٌك استخدام‬
‫الهواتؾ النمالة المزودة بكامٌرا أو ما فً‬
‫حكمها‪.‬‬
‫‪4‬؛الحك فً السمعة‪ :‬تعد السمعة أو الشرؾ واالعتبار أحد أهم حموق األشخاص لكونها‬
‫تتعلك بجانب عزٌز وؼالً لئلنسان وجوهر مكون للروح ‪ ،‬وتعرؾ السمعة بؤنها " المكانة‬
‫االجتماعٌة التً ٌتمتع بها الشخص فً مجتمع من الناس"‪ ،‬فلكل شخص مستخدم لوسابل‬
‫التواصل االجتماعً الحك فً السمعة الطٌبة‪ ،‬ولد نصت المادة ‪ 23‬من اإلعبلن العالمً‬
‫لحموق اإلنسان ولررت ذلن الحك حٌث منعت أن " ٌتعرض أحد لتدخل تعسفً فً حٌاته‬
‫‪113‬‬
‫الخاصة أو أسرته أو مسكنه أو مراسبلته أو لحمبلت على شرفه وسمعته‪.‬‬
‫‪ -5‬الحك فً الحماٌة المانونٌة والتواصل اآلمن مع تطور وسابل التواصل االجتماعً‬
‫سواء فً ما تمدمه من خدامات باإلضافة إلى الزٌادة المطردة فً عدد المستخدمٌن لها وما‬
‫ٌكتنؾ ذلن تحدٌات نتٌجة إساءة استخدامها الذي ال ٌمؾ عند حدود المساس باألشخاص أو‬
‫انتهان من الخصوصٌة إنما تجاوزه لٌمتد إلى سبلمة أمن الدول و المجتمعات واستؽبللها‬
‫إلثارة الشعوب وإحداث الفوضى ونشر اإلشاعات‪ .‬جعل من الضروري التؤكد على أن‬
‫تكون بٌبته آمنة والتؤكٌد على حك المستخدم فً الحماٌة المانونٌة لخصوصٌته ومراسبلته‬
‫عبر استخدام وسابل التواصل االجتماعً من خبلل سن تشرٌعات تواكب التطور الحاصل‬
‫فً مجال المعلوماتٌة‪ ،‬واتخاذ اإلجراءات واالحتٌاطات والتدابٌر لضمان سبلمة األشخاص‬
‫عند استخدامهم لوسابل التواصل االجتماعً‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫ٌنظر‪ :‬بوعبدلً‪ ،‬جمال‪ ،‬حرٌة التعبٌر وحماٌة الحك فً السمعة مجلة العلوم المانونٌة والسٌاسٌة‪ ،‬مج ‪ ،21‬ع‪ ، 13‬سبتمبر ‪.249312:‬‬

‫‪Page 48‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬اإللتزمات التً تمع على مستخدمً موالع التواصل االجتماعً ‪ :‬بعد أن ذكرنا‬
‫حموق مستخدمً وسابل التواصل االجتماعً ننتمل فً هذا العنصر لبٌان التزامات‬
‫األشخاص المنتمٌن لوسابل التواصل االجتماعً ألن كل حك ٌمابله التزام والعكس‪ ،‬وهذه‬
‫االلتزامات لها شمان‪ ،‬الشك األول ٌتعلك بالمشرع ألنه هو من ٌحدد هذه االلتزامات وٌجعل‬
‫لها نطاق لانونً أما الشك الثانً فٌتعلك بالتزامات األشخاص المستخدمٌن سواء تعلك األمر‬
‫بمزودي الخدمة أو المنتمٌن‬
‫العادٌٌن لهذه الموالع‪.‬‬
‫‪ -1-‬التزامات متعلمة بالمشرع المانونً‪ :‬إن إٌجاد تشرٌع ٌحكم الممارسات التً تتم عبر‬
‫وسابل التواصل االجتماعً وٌستوعب كافة اإلشكالٌات التً تثٌرها تلن الممارسات هو‬
‫التزام ٌمع على المشرع‪ ،‬حٌث ٌجب علٌه توفٌر الحماٌة البلزمة لمستخدمً وسابل التواصل‬
‫االجتماعً وذلن بوضع ضوابط ٌؤمن معها المستخدمٌن لتلن الوسابل وٌضمن لهم الحماٌة‬
‫المانونٌة واالستمرار واألمن المعلوماتً‪ ،‬واالستفادة الخدمات التً توفرها تطبٌمات موالع‬
‫التواصل االجتماعً‪ .‬مما ٌنتج عنه الحد من ولوع جرابم المعلوماتٌة وحفظ الحموق‬
‫المترتبة على االستخدام المشروع لشبكات المعلوماتٌة وحماٌة المصلحة العامة واألخبلق‬
‫واآلداب العامة وحماٌة أمن المواطن والوطن‪ .‬من‬
‫فنجد مثبل فً الوالٌات المتحدة صدر" لانون فً ‪ 9‬فبراٌر ‪2::7‬م ٌخص االتصاالت التً‬
‫تهتم بتمٌٌد حرٌة المصر فً االطبلع على الصور والمواد المخلة باآلداب أو التً ٌكون‬
‫األوالد المصر طرفا فٌها وٌمكن االطبلع علٌها من خبلل التعامل مع االنترنت‪ ،‬ولد لضً‬
‫بعدم دستورٌة هذا المانون لمنافاته لحرٌة الرأي والتعبٌر "‪.114‬‬
‫أما على الصعٌد العربً‪ ،‬فهنان لرار صادر عن مجلس وزراء العدل العرب بجامعة الدول‬
‫العربٌة بشؤن لانون عربً استرشادي لمكافحة جرابم تمنٌة أنظمة المعلومات وما فً‬
‫حكمها‪ٌ ،‬تكون من ‪ 38‬مادة وضع من خبللها المواعد األساسٌة التً ٌتعٌن على التشرٌعات‬
‫العربٌة االستعانة به عند وضع لانون المكافحة اإللكترونٌة‪ ،‬وعلى ؼرار ذلن صدر فً‬
‫الجزابر مرسوم تنفٌذي رلم ‪418‬‬
‫‪115‬‬
‫لسنة ‪ 3111‬بشؤن ضوابط وشروط وكٌفٌة إلامة الخدمات االنترنت واستؽبللها‪.‬‬
‫‪ -3‬التزامات المتعلمة بالمتواصلٌن عبر وسائل التواصل االجتماعً‪ٌ :‬مع على عاتك‬
‫المستخدمٌن لوسابل التواصل االجتماعً الحدٌثة عبر االنترنت عدة التزامات وإن كان‬
‫ٌؽلب على هذه االلتزامات الطابع المزدوج فهً التزامات لانونٌة وتمنٌة فً نفس الولت‪.‬‬
‫ومن بٌن هذه االلتزامات على سبٌل المثال التزامات مزودي الخدمة والتً تتلخص فً‬
‫احترام الخصوصٌة والمراسبلت وإببلغ السلطات عند حدوث خلل ما ٌمثل جرٌمة تهدد‬
‫األفراد أو الدولة‪ ،‬وعدم حذؾ أو إلؽاء أو تدمٌر أو إفشاء أو إتبلؾ أو تؽٌٌر أو إعادة نشر‬
‫بٌانات أو معلومات دون موافمة صرٌحة‪ .‬كما التطبٌك‪ٌ ،‬جب على المستخدمٌن االلتزام‬
‫‪114‬‬
‫الدلوع أحمد أٌمن مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.:79‬‬
‫‪115‬‬
‫الدلوع أحمد أٌمن‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.:79‬‬

‫‪Page 49‬‬
‫بمواعد وشروط الخدمة التً لد وافموا علٌها عند تسجٌلهم فً كما ٌجب علٌهم االلتزام‬
‫بمواعد المانون وعدم التراؾ كل ما اعتبره المانون مساس بالشرؾ واالعتبار‪ ،‬كما ٌجب‬
‫علٌهم االلتزام بمواعد العرؾ التً تمتضٌها طبٌعة الوسٌلة اإللكترونٌة (شبكة االنترنت)‪،‬‬
‫واحترام المراسبلت والخصوصٌة والتعامل بحذر وهذا االلتزام التزام احترازي وولابً‪.‬‬
‫وعدم التعرض لخصوصٌات الناس بالتعلٌك أو المشاركات التً ال فابدة منها‪ ،‬أو نشر‬
‫أخبار عنهم تعرضهم للنظر إلٌهم بعٌن النمص‪.‬‬
‫الفمرة الثانٌة‪ :‬أهمٌة تجرٌم جرٌمة التشهٌر االلكترونً لألشخاص بالنسبة للمجتمع‬
‫أوال ‪ -‬االغتٌال المعنوي‪ :‬فإن كان االعتداء على النفس بالضرب أو المتل اعتداء مادٌا فإن‬
‫التشهٌر باألشخاص بالوسابل التملٌدٌة أو اإللكترونٌة اعتداء معنوي ال ٌمل أترا عن اإلعتداء‬
‫المادي بل لعله أثره ٌكون أبلػ ألنه ٌهدؾ إلى اإللصاء والتحطٌم دون التصفٌة الجسدٌة‬
‫بخلك صورة ذهنٌة مسٌبة له مخالفة للحمٌمة ولتله معنوٌا بٌنما ال ٌزال حٌا‪.116‬‬
‫ثانٌا ‪ -‬هدم المبدأ الستر‪ٌ :‬عد هذا المبدأ من الوسابل الولابٌة لحٌاة اإلنسان االجتماعٌة‪،‬‬
‫وٌعنً ذلن أال ٌشٌع الفاحشة داخل أسرته الصؽٌرة ومجتمعه اإلسبلمً الذي ٌعٌش فٌه‪ .‬كما‬
‫ٌستحب الستر مطلما ً على مرتكب المعصٌة الموجبة للحد لبل الرفع إلى اإلمام‪ ، 117‬لحدٌث‬
‫‪118‬‬
‫أبً هرٌرة عند الترمذي والحاكم ومن ستر على مسلم ستره هللا فً الدنٌا واآلخرة‬
‫وحدٌث ابن عباس مرفوعا ً عند ابن ماجه‪« :‬من ستر عورة أخٌه المسلم‪ ،‬ستر هللا كشؾ هللا‬
‫عورته حتى ٌفضحه فً بٌته ‪119‬فمن ٌرتكب جرٌمة ما‪ ،‬ال أن ٌعلن ذلن على الناس‪ ،‬فهو‬
‫بذلن مجاهر بالسوء وٌحرض ؼٌره على ارتكاب الجرابم فٌساعد على انتشار االنحراؾ‬
‫داخل الدولة‪ .‬لال تعالى‪ :‬إِن الذٌِن ٌ ُِحبُّون أ ْن ت ِشٌع ْالف ِ‬
‫احشةُ فًِ الذٌِن آمنُوا ل ُه ْم عذاب أ ِلٌم فًِ‬
‫ال ُّد ْنٌا و ْاآل ِخر ِة وّللاُ ٌ ْعل ُم وأ ْنت ُ ْم ال ت ْعل ُمون ﴾ [النور ‪ ،]2:،‬لذلن فإن الجماعة المسلمة ال تخسر‬
‫إذا عملت بمبدأ الستر وحافظت على لحمتها ككٌان واحد وسعت لحصر الولابع المخلة‬
‫باآلداب العامة فً إطار ضٌك مع تولٌع العماب علٌها وعدم نشرها‪.‬‬
‫تصدع المجتمع ‪ :‬لجرٌمة التشهٌر تؤثٌر بالػ فً تصدع المجتمع واألسرة فتنشؤ عن ولوع‬
‫الكثٌر من الخبلفات بٌن افراد المجتمع الواحد وٌتسبب بالتفكن األسري والطبلق وإصابة‬
‫الكثٌر من األشخاص باالنهٌار النفسً والعزوؾ عن العمل واالنعزال خوفا من أعٌن‬
‫اآلخرٌن لما لحك به من العار‪ ،‬والمضاٌا العدٌدة فً المحاكم تشهد على ذلن‪ ،‬وكما ذكرنا أن‬
‫من عوالب جرٌمة التشهٌر تدمٌر األسرة التً تعتبر نواة المجتمع ذلن أن إلصاق تهما‬
‫وأوصافا لبٌحة بالناس ٌجر تصورا فً األذهان وٌترتب علٌه تؤثٌر رديء فً النفوس‬
‫كالعداوة والبؽضاء والتنافر فٌإثر على روابط الزواج والمرابة والصدالة فٌدمرها وتصدع‬
‫األسرة حتما ٌإدي إلى تصدع المجتمع‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫ٌنظر ‪ :‬إبراهٌم دمحم فندي بنً عامر اؼتٌال الشخصٌة المعنوٌة من منظور إسبلمً‪ ،‬دراسة مماصدٌة‪ ،‬رسالة ماجستٌر‪ ،‬األردن‪ ،‬جامعة آل‬
‫البٌت‪3126 ،‬م‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪117‬‬
‫ٌنظر الزحٌلً وهبة الفمه اإلسبلمً وأدلته‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬دمشك ‪ ،‬سورٌة‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪.6646‬‬
‫‪118‬‬
‫الترمذي‪ ،‬دمحم بن عٌسى بن سورة بن عٌسى ‪ ،‬سنن الترمذي‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬باب ماجاء فً الستر على المسلم‪ 471 ،‬ص‪.2:41،‬‬
‫‪119‬‬
‫ابن ماجة أبو عبد هللا دمحم بن ٌزٌد المزوٌنً‪ ،‬وماجة اسم أبٌه ٌزٌد (ت ‪394‬هـ)‪ ،‬سنن بن ماجة‪ ،‬دار إحٌاء الكتب العربٌة‪ ،‬سورٌا‪ ،‬ج ‪ ،3‬ح‬
‫‪ ،3657‬ص ‪.961‬‬

‫‪Page 50‬‬
‫‪ 4‬زعزعة لٌم المجتمع وآدابه‪ :‬التشهٌر باستحمار وازدراء المٌم التً ٌإمن بها المجتمع‬
‫واآلداب التً ٌتحلى بها حتما سٌإدي إلى زعزعتها فً نفوس السذج من الناس وفً نفوس‬
‫الصؽار والتشكٌن فً مسلمات الدٌن وأصول االعتماد فٌتبلشى فً نفوس أفراده أو ٌضعؾ‬
‫اإلٌمان بتمالٌده الفاضلة فتشٌع الفاحشة وٌسود المنكر وٌتولد التمرد على تلن المٌم وعلى‬
‫الشرٌعة والمانون‪.‬‬
‫‪ 5‬التأثٌر والتشكٌن فً األشخاص الذٌن ٌمودون مراكز هامة‪ :‬لكل مجتمع من المجتمعات‬
‫لٌم ٌإمن بها ورموزا ٌعتز بها لها مشاركتها الفاعلة وأثرها االٌجابً فً حٌاة المجتمع‬
‫السٌاسٌة والثمافٌة والدٌنٌة وااللتصادٌة وؼٌرها فالتشهٌر بمٌم المجتمع ورموزه من شانه أن‬
‫ٌمضً على تلن المٌم وٌذهب بمٌمة تلن الرموز وٌنفر منه والتشهٌر بالحكام بالسب أو‬
‫التحمٌر أو التملٌل من شانهم أو تتبع سمطاتهم أو الجرأة على أعراضهم ضرر عام وعوالبه‬
‫وخٌمة وأثرها تفرٌك األمة‪ ،‬وإساءة للمجتمع بؤسرة ‪ 2‬لذلن نجد أن أعداء الدولة والمجتمع‬
‫ٌحاولون النٌل من الحكام وأهل الفتوى ومإسسات االلتصاد لتشكٌن المجتمع بهم وزعزعة‬
‫ثمته والتنفٌر منهم ٌنالوا من لحمة المجتمع وتماسكه ووالبه ‪.‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬المواعد اإلجرائٌة لجرٌمة التشهٌر اإللكترونً واالشكاالت المانونٌة‬
‫المتعلمة بها‬
‫إن استخدام وسابل التواصل من لبل األفراد دون ضوابط‪ ،‬ودون مسإولٌة أدى إلى‬
‫المساهمة بصورة أساسٌة فً تفشً وانتشار جرابم المساس واالعتداء على الحٌاة الخاصة‪،‬‬
‫خاصة وأنها متعددة ومتنوعة وتسمح ألي فرد بالولوج إلٌها دون الحاجة إلى مستوى‬
‫تعلٌمً معٌن‪ ،‬و سنمسم هذا المطلب إلى فمرتٌن الفمرة األولى وفٌها إجراءات رفع‬
‫الدعوى والفمرة الثانٌة سنتناول فٌها اإلشكاالت المانونٌة المتعلمة بجرٌمة التشهٌر‬
‫اإللكترونً‪.‬‬
‫الفمرة األولى‪ :‬إجراءات رفع دعوى التشهٌر اإللكترونً‬
‫تعد جرٌمة التشهٌر اإللكترونً من الجرابم المستحدثة العابرة للحدود الوطنٌة حٌث ذابت‬
‫فٌها الفواصل والخارطة الجؽرافٌة وهً تختلؾ عن الجرٌمة التملٌدٌة من حٌث مسرح‬
‫الجرٌمة وماهٌة األدلة وسرعة المٌام به ولذلن فإن كل جرٌمة لها مجموعة من اإلجراءات‬
‫والمواعد لمتابعتها‪ ،‬وعلٌه سوؾ نتطرق فً هذا الفرع إلجراءات متابعة جرٌمة التشهٌر‬
‫اإللكترونً بدءا بالشكوى وفترة تمادمها إلى االختصاص بنوعٌه المحلً والنوعً ثم إثبات‬
‫الجرٌمة وتسبٌب الحكم‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أ‪ -‬الشكوى ‪ :‬تعرؾ الدعوة الجنابٌة بؤنها سلطة توجٌه طلب إلى المضاء له أثره‬
‫‪120‬‬
‫المانونً نحو اتخاذ اإلجراءات الممررة لتولٌع الجزاء الجنابً"‬
‫لم ٌكن لانون العموبات الجزابري‪ ،‬لبل تعدٌله ٌستوجب شكوى المجنً علٌه للمتابعة من‬
‫أجل المذؾ أو السب بؤي وسٌلة كانت ومهما كانت الجهة الموجهة إلٌها المذؾ أو السب‪،‬‬

‫‪120‬‬
‫عبلم‪ ،‬حسن‪ ،‬لانون اإلجراءات الجزابٌة د‪.‬ن‪ ،‬ط‪ ،)2::2(3‬ص ‪.34‬‬

‫‪Page 51‬‬
‫وذلن لعدم النص على وجوب الشكوى ولكن إثر تعدٌل لانون العموبات بموجب المانون‬
‫‪ 1:-12‬المإرخ فً ‪ 3112-17-37‬نص لانون العموبات الجزابري على أن المذؾ الموجه‬
‫للرسول صلى هللا علٌه وسلم وبمٌة األنبٌاء أو االستهزاء بالدٌن أو بالشعابر الدٌنٌة أو ربٌس‬
‫‪121‬‬
‫الجمهورٌة‪ ،‬فإن المتابعة تباشرها النٌابة العامة بصورة تلمابٌة دون الحاجة لرفع شكوى‪.‬‬
‫أما فً جرٌمة التشهٌر اإللكترونً باألشخاص فتكون المتابعة بناء شكوى المجنً علٌه‪ ،‬أو‬
‫بمبادرة النٌابة العامة وكذا للنٌابة سلطة مبلبمة المتابعة " ورفع الدعوى أو إحالتها إلى‬
‫المحكمة أعطى المانون فً شؤنه حما لمن أصابه ضرر من الجرٌمة أن ٌحٌل الدعوى إلى‬
‫‪122‬‬
‫محكمة الجنح والمخالفات بتكلٌؾ المتهم مباشرة بالحضور أمامها المادة ‪ 333‬إج ‪4‬‬
‫ؼٌر أنه إذا تمت المتابعة بناء على شكوى المجنً علٌه فإن سحب شكواه ال ٌولؾ المتابعة‬
‫ألن المشرع لم ٌعلك المتابعة على شكوى‪ ،‬ولضاء المحكمة العلٌا مستمر فً هذا المجال‬
‫"عدا الحاالت االستثنابٌة المنصوص علٌها فً المانون‪ ،‬ال تتؤثر الدعوى العمومٌة بسحب‬
‫شكوى الضحٌة"‪.3‬‬
‫بالتمادم بالرجوع إلى لانون العموبات الجزابري ال نلمس من المشرع أنه خص هذه الجرابم‬
‫التً تتضمن التشهٌر اإللكترونً بمدة معٌنة للتمادم ولد تابعة المضاء‪ ،‬من أجل ذلن نطبك‬
‫المواعد العامة لمانون اإلجراءات الجزابٌة فإذا لحك بجرٌمة التشهٌر اإللكترونً وصؾ‬
‫الجنحة‪ ،‬فطبما للمادة من لانون اإلجراءات الجزابٌة تتمادم الدعوى العمومٌة فٌها بمرور‬
‫ثبلث سنوات من تارٌخ الترافها إذا لم ٌتخذ فً شؤنها أي إجراء‪ .‬أما إذا أخذت جرٌمة‬
‫التشهٌر اإللكترونً وصؾ المخالفة فٌكون التمادم وفك المادة ‪ 1:‬من لانون اإلجراءات‬
‫الجزابري سنتٌن كاملتٌن‪19 .‬‬
‫وبخبلؾ التشرٌع الجزابري‪ ،‬فإن معظم التشرٌعات الممارنة نصت على فترة ألل من‬
‫المشرع الجزابري فنجد مثبل المشرع المصري نص على أنه الشكوى ال تمبل بعد ثبلثة‬
‫أشهر من ٌوم علم المجنً علٌه بالجرٌمة ‪،‬ومرتكبها والمشرع الفرنسً حدد كذلن مدة‬
‫التمادم بثبلثة أشهر من تارٌخ ارتكابها‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬مرحلة التحمٌك واإلثبات "التحمٌك هو بذل الجهد للكشؾ عن حمٌمة أمر ما‪ ،‬فالتحمٌك‬
‫فً الدعوى العمومٌة معناه كشؾ حمٌمة األمر فٌها بتمحٌص أدلتها وتعزٌزها للنظر فً‬
‫مدى صبلحٌتها لعرضها على لضاء الحكم " ‪ .‬وكما توجد جهات مختصة فً المعاٌنة‬
‫وتلمً الببلؼات‪ ،‬فإن الحال كذلن بالنسبة للتحمٌك فً هذه الجرٌمة‪ ،‬وإلى ذلن ذهب المشرع‬
‫الجزابري حٌث سن لوانٌن إجرابٌة جدٌدة تتعلك بالتحمٌك تتماش مع الطبٌعة الممٌزة‬
‫للجرابم اإللكترونٌة وذلن من خبلل تعدٌل لانون اإلجراءات الجزابٌة بموجب لانون رلم‬
‫‪ .233-17‬وٌرى البعض أن المحمك هو‪" :‬من ٌموم بمباشرة التحمٌك بمعناه المانونً‪ ،‬أي‬
‫أعضاء النٌابة العامة أو لضاة التحمٌك‪ ،‬فبل ٌنصرؾ هذا اللفظ إلى مؤموري الضبط‬
‫المضابً الذٌن ٌباشرون جمع االستدالالت "‪.3‬‬

‫‪121‬‬
‫بوسمٌعة‪ ،‬حسن الوجٌز فً المانون الخاص‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ج ‪2‬ص‪.321‬‬
‫‪122‬‬
‫عبلم‪ ،‬حسن ‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.35‬‬

‫‪Page 52‬‬
‫وٌرى البعض أن المحمك هو من ٌتولى التحمٌك من رجال الضبط المضابً أو أعضاء‬
‫النٌابة العامة أو رجال المضاء "‪. 4‬‬
‫إن البحث والتحمٌك الجنابً الرلمً ٌتطلب إعدادا خاصا ال ٌتوفر فً التدرٌب التملٌدي‬
‫للبحث الجنابً العام نظرا لطبٌعة السلون الجرمً وطبٌعة األدلة الرلمٌة ‪ .‬وهو ما تداركه‬
‫المشرع الجزابري بتضمٌن المانون رلم ‪ -33-17‬المعدل لمانون اإلجراءات الجزابٌة تدابٌر‬
‫إجرابٌة احترازٌة مستحدثة تتعلك بالتحمك فً الجرابم اإللكترونٌة تتمثل فً مرالبة‬
‫االتصاالت اإللكترونٌة وتسجٌلها‪.‬‬
‫اختصاص لاضً التحمٌك‪ :‬إن المعاٌٌر المانونٌة الختصاص لاضً التحمٌك تختلؾ بٌن‬
‫االختصاص الشخصً و النوعً والمحلً‪.‬‬
‫االختصاص الشخصً ‪ٌ :‬تعلك هذا األمر بشخص المتهم أي مرتكب الجرٌمة والشرٌن فٌها‬
‫والمحرض علٌها‪ ،‬فالماعدة العامة أن لاضً التحمٌك مكلؾ بالتحمٌك مع أي شخص ٌكون‬
‫محل اتهام من النٌابة العامة أو المدعً المدنً مهما كانت وضعٌته أو مكانته أو جنسٌته‬
‫باستثناء الفبات التً خصها المشرع نظرا للمناصب التً ٌشؽلونها‪.‬‬
‫االختصاص النوعً‪ٌ :‬تعلك هذا المعٌار بنوع الجرٌمة موضوع الطلب االفتتاحً أو شكوى‬
‫المدعً المدنً‪ ،‬سواء تعلك األمر بجناٌة أو جنحة أو مخالفة طبما ألحكام المادتٌن ‪ 77‬و‬
‫‪ 83‬من لانون اإلجراءات الجزابٌة " ‪ . 123‬وتعتبر المواعد المتعلمة باالختصاص النوعً‬
‫من النظام العام ٌترتب على مخالفتها البطبلن‪.‬‬
‫االختصاص المحلً‪ٌ :‬ستفاد من نص الفمرة األولى من المادة ‪ 51‬من لانون اإلجراءات‬
‫الجزابٌة‪ ،‬أن االختصاص المحلً لماضً التحمٌك ٌتحدد إما بمكان ولوع جرٌمة التشهٌر‪،‬‬
‫أو محل إلامة أحد المشتبه فً مساهمتهم فً الترافها مع صعوبة تحدٌد ذلن فً هذا النوع‬
‫من الجرابم ألن محلها الفضاء االفتراضً‪ ،‬أو محل إلماء المبض على أحد هإالء األشخاص‬
‫المتهمٌن بالتشهٌر‪ ،‬حتى ولو حصل المبض لسبب آخر ولد ٌمتد اختصاص لاضً التحمٌك‬
‫بمرار وزاري فً جرابم أخرى ٌحددها المانون ‪.‬‬
‫مسؤلة صحة الوالعة محل التشهٌر ال ٌعتد المانون الجزابري بصحة الوالعة المسندة ؼٌر أنه‬
‫ٌستشؾ من بعض لرارات المحكمة العلٌا أنها ال تمٌل إلى األخذ بصحة الوالعة محل‬
‫التشهٌر إلباحة التشهٌر‪ ،‬وهكذا لضى بؤنه ال ٌمع تحت طابلة المانون إسناد االدعاء بوالعة‬
‫إال إذا لم ٌتمكن صاحب االدعاء من إثبات ادعابه ومن لم ٌتعرض للنمض للمرار الذي لم‬
‫‪124‬‬
‫ٌصدر الوالعة محل الشكوى ؼٌر حمٌمٌة‬
‫ٌصدر ثالثا ‪ :‬الحكم تنص المادة ‪ 323‬من لانون اإلجراءات الجزابٌة على " ٌجوز إثبات‬
‫الجرابم بؤي طرٌك من طرق اإلثبات ما عدا األحوال التً ٌنص فٌها المانون على ؼٌر‬
‫ذلن‪ ،‬وللماضً أن حكمه تبعا اللتناعه"‪" ،‬منح المانون للماضً الجزابً على خبلؾ الماضً‬

‫‪123‬‬
‫الشمبللً‪ ،‬علً‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪124‬‬
‫ٌنظر ‪ :‬بوسمٌعة‪ ،‬حسن‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.327-326‬‬

‫‪Page 53‬‬
‫المدنً) السلطة التمدٌرٌة المطلمة لتمدٌر لٌمة األدلة والمرابن المعروضة علٌه ومدى كفاٌتها‬
‫فً اإلثبات كماعدة عامة"‪ ،125‬فالمبلحظ أن المشرع الجزابري منح للماضً حرٌة تمدٌر‬
‫ظروؾ المضٌة وحٌثٌاتها واألدلة المجموعة‪ ،‬وله أن ٌصدر حكمه بناء على لناعته الخاصة‬
‫وتمدٌره الشخصً لؤلدلة‪ .‬وكذا األمر بالنسبة لبلعتراؾ شؤنه شؤن بالً األدلة للماضً أن‬
‫ٌرفضه‪ ،‬وهذا ما نصت علٌه المادة ‪ 324‬من لانون اإلجراءات الجزابٌة االعتراؾ شؤنه‬
‫كشؤن جمٌع عناصر اإلثبات ٌترن لحرٌة تمدٌر الماضً"‪ .‬وتسبٌب الحكم الجزابً البد أن‬
‫ٌتضمن بٌانا كافٌا للوالعة المسندة إلى المتهم بالتشهٌر فضبل عن بٌانات أخرى باإلضافة‬
‫إلى األسباب التً بنً علٌها الماضً الحكم‪.‬‬
‫على الرؼم أن لانون اإلجراءات الجزابٌة الجزابري أعطً للماضً حرٌة إصدار الحكم‬
‫بناء على معٌار االلتناع الشخصً باألدلة‪ ،‬إال أن ذلن ال ٌعفٌه من تسبٌب الحكم الذي‬
‫أصدره ‪ ،‬المادة ‪ 48:‬من لانون اإلجراءات الجزابٌة ووفما لمساٌرة المضاء لذلن تطرلت‬
‫المحكمة العلٌا فً ‪ ،‬وحسب لرارها إلى إعطاء تعرٌؾ األسباب ‪ " :‬األسباب الحٌثٌات التً‬
‫ٌستند إلٌها الماضً للتدلٌل على النتٌجة التً ٌصل إلٌها فً منطوق الحكم"‪.‬‬
‫الفمرة الثانٌة ‪ :‬اإلشكاالت المانونٌة لجرٌمة التشهٌر اإللكترونً‬
‫أوال‪ :‬صعوبات تتعلك بتطبٌك المانون الجنائً‪:‬‬
‫الحدٌث هنا ٌتعلك بمبدأ إللٌمٌة المانون الجنابً‪ ،‬والممصود بهذا المبدأ هو أن تبسط الدولة‬
‫سلطانها على الجرابم التً ترتكب فً إللٌم الدولة سواء كان الجانً مواطنا أو أجنبٌا‬
‫والضحٌة كذلن وسواء هدد بجرٌمته مصالح الدولة أو مصالح دولة أخرى‪ ،‬فكل ما ٌرتكب‬
‫فً إللٌم الدولة من جرابم ٌعد عمبل ٌمس سٌادتها ال تتسامح معه‪126 ،‬وتطبٌما لهذا المبدأ‬
‫نص لانون العموبات الجزابري فً المادة ‪ٌ : 4‬طبك لانون العموبات على كافة الجرابم االت‬
‫ترتكب على أراضً الجمهورٌة"‪.‬‬
‫إن التطور السرٌع فً أسالٌب الجرٌمة واالنتشار الواسع لجرٌمة التشهٌر اإللكترونً بٌن‬
‫فبات المجتمع المختلفة وعبر الحدود‪ ،‬أضحت معه التشرٌعات الجنابٌة التملٌدٌة لاصرة عن‬
‫التجاوب مع المجتمع معطٌات الجرٌمة ومكوناتها الموضوعٌة واإلجرابٌة ألن تلن الجرابم‬
‫‪127‬‬
‫سنّت ابتداء لتجرٌم السلون واألسالٌب التملٌدٌة للجرٌمة‪.‬‬
‫ُ‬
‫تثٌر مشكلة المانون الواجب التطبٌك بالنسبة الجرٌمة التشهٌر عبر االنترنت‪ ،‬فالمعروؾ أن‬
‫األصل فً الموانٌن هو إللٌمٌة المانون الجنابً‪ ،‬فالمشكلة ال تظهر إذا ارتكب شخص ما‬
‫جرٌمة التشهٌر بشخص بداخل الدولة وتحممت نتٌجتها بذات الدولة فالمانون الواجب التطبٌك‬
‫هو المانون الوطنً بؽض النظر عن جنسٌة الجانً والمجنً علٌه‪ ،‬لكن المشكلة التً لد‬
‫تثٌرها عندما ٌموم شخص ٌعٌش فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة على سبٌل المثال بتوجٌه‬

‫‪125‬‬
‫نجٌمً‪ ،‬جمال‪ ،‬لانون اإلجراءات الجزابٌة الجزابري على ضوء االجتهاد المضابً‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزابر ‪ ،‬ط‪ ،2‬ج ‪ ،3‬ص ‪.24‬‬
‫‪ٌ126‬نظر‪ :‬سلٌمان‪ ،‬عبد هللا ‪ ،‬شرح لانون العموبات الجزابري‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص‪ .214‬جرٌمة التشهٌر ‪:‬‬
‫‪127‬‬
‫ٌنظر ‪ :‬عبد المإمن صؽٌر‪ ،‬جامعة سعٌدة ‪ -‬الجزابر ممال بعنوان تطبٌك النص الجنابً بٌن اإلللٌمٌة والعالمٌة فً ظل عولمة مكافحة الجرابم‬
‫المستحدثة مجلة العلوم المانونٌة والسٌاسٌة‪ ،‬مج ‪ ،21‬ع‪ ،5‬دٌسمبر ‪ ،312:‬ص ‪.4‬‬

‫‪Page 54‬‬
‫رسالة إلى شخص ٌمٌم فً العراق وتحمك النتٌجة فً العراق تحتوي هذه الرسالة على ألفاظ‬
‫ؼٌر البمة تخل بسمعته‪ 128.‬أو شخص فً بلجٌكا لام بنشر صور فاضحة على صفحته فً‬
‫الفاٌسبون لشخص ٌمٌم فً الجزابر وهذه الصفحة ٌمكن للعامة االطبلع علٌها وبالتالً تحمك‬
‫الضرر فً حك المجنً علٌه الممٌم فً الجزابر‪ ،‬فما هو المانون الواجب التطبٌك فً هذه‬
‫الحالة هل ٌطبك لانون بلد إلامة الجانً أم المجنً علٌه؟ أو لد ٌكون الفعل ؼٌر معالب علٌه‬
‫فً بلد الجانً فما الحكم هنا؟‬
‫الماعدة العامة فً الفمه المانونً‪ ،‬أن االختصاص المضابً للجرابم المرتكبة عبر االنترنت‬
‫ٌنصرؾ إلى مكان تحمك النتٌجة الجرمٌة‪ ،‬وبذلن ٌتساوى أن ٌكون مرتكب النشاط‬
‫اإلجرامً ممٌما فً دولة بعٌدة‪ ،‬أو أنه ممٌم بجانب منزل المجنً علٌه‪ ،‬فالعبرة بمكان تحمك‬
‫‪129‬‬
‫النتٌجة الجرمٌة‪.‬‬
‫ثانٌا‪-‬صعوبات تتعلك بكشف الدلٌل فً جرٌمة التشهٌر اإللكترونً‪ :‬من الصعوبات التً‬
‫تتعلك بكشف الدلٌل الرلمً ‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -2‬بعض الصعوبات تتعلك بالنواحً الفنٌة ‪ ،‬كنمص المهارة الفنٌة من لبل الجهات‬
‫المختصة للتحمٌك فً هذا النوع من الجرابم ونمص المهارة فً كشؾ الدلٌل الرلمً‪ ،‬وللة‬
‫الخبرة فً مجال التحمٌك فً جرابم االنترنت سٌما وإن للعاملٌن فً مجال االنترنت‬
‫مصطلحاتهم الخاصة التً تمٌزهم‪.‬‬
‫‪ -3‬إعالة الوصول إلى الدلٌل إلحاطته بوسابل الحماٌة الفنٌة كاستخدام كلمات السر حول‬
‫موالعهم تمنع الوصول إلٌها أو ترمٌزها أو تشفٌرها إلعالة المحاوالت الرامٌة إلى الوصول‬
‫إلٌها واالطبلع علٌها أو استنتاجها‪.‬‬
‫‪ -4‬أضؾ إلى ذلن أن الدلٌل الرلمً وحده ال ٌكفً لنسبة النشاط اإلجرامً إلى شخص ما‪،‬‬
‫فمعرفة عنوان األنترنت (‪ٌ )IP‬شٌر إلى الجهاز الذي ارتكبت به الجرٌمة بٌد أننا ال نعرؾ‬
‫من بحوزته الجهاز ولت الجرٌمة‪ ،‬ما لم ٌتم بالعدٌد من التحمٌمات واإلجراءات األخرى‬
‫لكشؾ شخص الجانً‪.‬‬
‫‪ -5‬سهولة محو الدلٌل أو تدمٌره فً زمن لصٌر جدا خاصة إذا علم المشهر بالتبلٌػ علٌه‬
‫من لبل الضحٌة فٌباشر بحذؾ الدلٌل لبل الوصول إلٌه‪ ،‬فالجانً ٌمكنه أن ٌمحو الدلٌل أو‬
‫ٌدمره‪ ،‬بحٌث ال تستطٌع الجهات المعنٌة أن تكشؾ الجرٌمة إذا علمت ‪،‬به وبالتالً عدم‬
‫استطاعة السلطات إلامة الدلٌل ضده مما تنصله ٌعنً من المساءلة المضابٌة ‪ ،‬هنا نطرح‬
‫سإال من الجانً؟ وهل مزود الخدمة ٌعتبر مسإول عن الجرٌمة؟‬
‫وبصفة عامة فإن المابم بالتشؽٌل أو تمنٌة تكنولوجٌا وسٌطة لبلنترنت" تتنوع المسإولٌة‬
‫الجنابٌة بٌن مزود الخدمة المستضٌؾ ‪ -‬والناشر‪ ،‬والمبلحظ أن النصوص المانونٌة‬

‫‪ٌ128‬نظر ‪ :‬كشاو معروؾ سٌده البرزنجً نوزاد أحمد ٌاسٌن الشوانً‪ ،‬التشهٌر عبر االنترنت وإشكاالته المانونٌة فً العراق دراسة‬
‫ممارنة ‪ -‬مجلة كلٌة المانون للعلوم المانونٌة والسٌاسٌة‪ ،‬ص ‪.278‬‬
‫‪129‬‬
‫عادل عزام ‪ ،‬سمؾ الحٌط‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.491‬‬

‫‪Page 55‬‬
‫تعرؾ الناشر‪ .‬أما االتفالٌة العربٌة لمكافحة جرابم تمنٌة المعلومات‬
‫والنظامٌة الممارنة لم ّ‬
‫مزود الخدمة بؤنه "أي شخص طبٌعً أو معنوي عام أو خاص ٌزود المشتركٌن بالخدمات‬
‫للتواصل بواسطة تمنٌة المعلومات أو ٌموم بمعالجة أو تخزٌن المعلومات نٌابة عن خدمة‬
‫االتصاالت أو مستخدمٌها"‪.‬‬
‫لذا فمد أثارت مسإولٌة مزود خدمة االنترنت أو ما ٌسمى متعهد الوصول فً الفمه تمضً‬
‫باعتبار مزود خدمات االنترنت مسإوال عن الجرابم التً ترتكب عن طرٌك االنترنت فً‬
‫حالة عدم معرفة شخصٌة الجانً الحمٌمٌة على أساس مبدأ افتراض مسإولٌة الؽٌر‬
‫كالمشرع اإلماراتً حٌث ٌحكم بمصادرة األجهزة وربما إؼبلق المحل‪ ،‬والبعض اآلخر‬
‫ذهب إلى عدم لٌام المسإولٌة الجنابٌة ضد مزود الخدمة كما ذهب لذلن المشرع األمرٌكً‬
‫حٌث نفى أن ٌعامل مزود الخدمة أو مجهز الخدمة مناطك للمعلومة أو ناشر زود بها‬
‫طرؾ آخر ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬صعوبة تطبٌك الحكم على الجناة وهذا العنصر له عبللة بما سبك فً العنصرٌن‬
‫السابمٌن ذلن أن مبدأ إللٌمٌة المانون الجنابً ٌسهل فرار الجناة من العدالة فكون المشهر‬
‫مثبل فً إٌطالٌا والمشهر به فً الجزابر والضرر المترتب عن الجرٌمة ولع فً الجزابر‪،‬‬
‫فمن ٌمٌم فً إٌطالٌا ال ٌخضع لمانون العموبات الجزابري ذلن أن الجزابر وإٌطالٌا ال‬
‫تجمعهما اتفالٌة تعاون أمنً فً الجرابم المستحدثة‪ ،‬وربما كان هذا الفعل لٌس مجرم فً‬
‫دولة الجانً وٌدخل فً نطاق حرٌة التعبٌر‪.‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬مولف التشرٌعات من جرٌمة التشهٌر اإللكترونً وسبل‬
‫مكافحتها‬
‫إن جرٌمة التشهٌر اإللكترونً تعد من الجرابم التملٌدٌة المنصوص علٌها فً أؼلب‬
‫الموانٌن الجنابٌة‪ ،‬بحٌث أصبحت فً الولت الحالً‪ ،‬ومع التطور الكبٌر فً تكنولوجٌا‬
‫المعلومات ووسابل االتصال تتم بواسطة وسابل مستحدثة منها شبكة االنترنت‪ ،‬كما ان‬
‫مختلؾ التشرٌعات الؽربٌة وكدلن التشرٌعات العربٌة تجرم هدا الفعل وتعالب علٌه بشتى‬
‫أنواع العموبات المخولة لانونا ‪،‬‬
‫حٌث إنه بالرجوع إلى الشرٌعة اإلسبلمٌة السمحة نجدها تحرم المذؾ بنصوص لطعٌة من‬
‫الكتاب والسنة‪ ،‬وتعتبره جرٌمة عظمى وكبٌرة من كبابر الذنوب‪ ،‬دل على تحرٌمها الكتاب‬
‫‪130‬‬
‫والسنة واإلجماع ‪.‬‬
‫ت ثُم ل ْم ٌؤْتُوا‬‫أما الدلٌل على تحرٌمها من الكتاب لوله تعالى ‪( :‬والذٌِن ٌ ْر ُمون ْال ُم ْحصنا ِ‬
‫اج ِلدُو ُه ْم ثمانٌِن ج ْلدة ً وال ت ْمبلُوا ُه ْم شهادة ً أبدًا وأُولبِن ُه ُم ْالفا ِسمُون ‪ 131،‬و‬ ‫بِؤ ْربع ِة ُ‬
‫شهداء ف ْ‬
‫اجت ِنبُوا السبْع‬‫من السنة النبوٌة الشرٌفة ما رواه أبو هرٌرة عن الرسول ص لوله " ْ‬
‫س ْح ُر ‪ ،‬ولتْ ُل الن ْف ِس التًِ حرم‬ ‫الموبماتِ‪ ،‬لالوا‪ٌ :‬ا رسول هللا وما ُهن ؟ لال‪ :‬الش ْرنُ باهلل‪ ،‬وال ِ ّ‬
‫‪130‬‬
‫عبد الرحمن بن عبد هللا الخلٌفً‪ " :‬جرٌمة التشهٌر وعموبتها ‪ :‬دراسة تؤصٌلٌة ممارنة تطبٌمٌة "‪ ،‬أطروحة ممدمة استكماال لمتطلبات الحصول‬
‫على درجة دكتوراه الفلسفة فً العلوم األمنٌة‪ ،‬جامعة ناٌؾ العربٌة للعلوم األمنٌة‪ ،‬كلٌة الدراسات العلٌا الرٌاض ‪ 3119 ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪131‬‬
‫هذه اآلٌة الكرٌمة فٌها بٌان حكم جلد الماذؾ للمحصنة‪ ،‬وهً الحرة البالؽة العفٌفة‪ ،‬فإذا كان الممذوؾ رجبل فكذلن ٌجلد لاذفه أٌضا ‪ ،‬لٌس فً‬
‫هذا نزاع بٌن العلماء ‪ .‬فؤما إن ألام الماذؾ بٌنة على صحة ‪.‬‬

‫‪Page 56‬‬
‫ؾ ْال ُم ْحصنا ِ‬
‫ت‬ ‫ك‪ ،‬وأ ْك ُل الربا‪ ،‬وأكل ما ِل الٌ ِت ٌِم‪ ،‬والتو ِلًّ ٌوم الز ْح ِ‬
‫ؾ‪ ،‬ول ْذ ُ‬ ‫ّللاُ ِإال بِالح ّ ِ‬
‫‪132‬‬
‫ت الؽافبلت"‬ ‫ْال ُمإْ ِمنا ِ‬
‫ومن الطبٌعً أن ما وردت فً شؤنه نصوص صرٌحة ولطعٌة من المرآن والسنة فإنه ٌكون‬
‫محل إجماع من طرؾ الفمهاء بمختلؾ مذاهبهم‪ .‬فالشرٌعة اإلسبلمٌة تمتاز بالسمو والتفوق‬
‫فً مبادبها العامة التً تحل جمٌع المسابل اإلجرامٌة‪ ،‬فمد فالت ؼٌرها من التشرٌعات‪ ،‬كما‬
‫فالت المانون الجنابً الوضعً فً سابر المواضع‪ ،‬لذلن جاءت أحكامها محكمة ودلٌمة فٌما‬
‫‪133‬‬
‫ٌتعلك بتنظٌم العماب على الماذؾ‪.‬‬
‫وما لٌل عن المذؾ ٌسري أٌضا على السب فهو محرم فً الشرٌعة اإلسبلمٌة بنصوص‬
‫لطعٌة‪ ،‬حٌث نهى المرآن الكرٌم عن السب والشتم بؤلفاظ صرٌحة بموله تعالى وال تسبوا‬
‫الذٌن ٌدعون من دون هللا فٌسبوا هللا عدوا بؽٌر علم ‪ ، " "134‬كما ورد فً لوله تعالى "‬
‫احتملُوا بُ ْهتانًا و ِإثْ ًما ُم ِبٌنًا‪ ، " 135‬أما‬ ‫والذٌِن ٌُإْ ذُون ْال ُمإْ ِم ِنٌن و ْال ُمإْ ِمنا ِ‬
‫ت ِبؽٌ ِْر ما ا ْكتسبُوا فم ِد ْ‬
‫ش ْعبةُ ‪،‬‬ ‫دلٌل تحرٌم السب من السنة فهو لوله ص "حدثنا ُمحم ُد ب ُْن ع ْرعرة ‪ ،‬لال ‪ :‬حدثنا ُ‬
‫ع ْن ُزب ٌْ ِد ‪ ،‬لال ‪ :‬سؤ ْلتُ أبا وا ِب ِل ع ْن ْال ُم ْر ِجٌ ِة‪ ،‬فمال ‪ :‬حدث ِنً ع ْب ُد ّللاِ أن الن ِبً صلى ّللاُ عل ٌْ ِه‬
‫سوق‪ ، 136‬ولِتالُهُ ُك ْفر"‪.137‬‬ ‫اب ال ُم ْس ِلم فُ ُ‬
‫وسلم لال ‪ِ :‬سب ُ‬
‫المطلب االول ‪ :‬مولف التشرٌعات الممارنة من جرٌمة التشهٌر اإللكترونً وسبل‬
‫مكافحتها‬
‫سنعرض فً هدا المطلب مولؾ التشرٌعات الجنابٌة الممارنة من هذه الجرابم الماسة‬
‫باالعتبار وشرؾ األشخاص و ذلن بتمسٌمها إلى فمرتٌن نخصص أولهما لتبٌان مولؾ‬
‫التشرٌعات الؽربٌة‪ ،‬وفً الممابل نخصص ثانٌهما لتبٌان مولؾ التشرٌعات العربٌة مركزٌن‬
‫على مولؾ المشرع المؽربً ٌلٌها مولؾ الشرٌعة اإلسبلمٌة خاصة حٌال هذه الجرٌمة‬
‫التملٌدٌة المرتكبة عبر وسابل التواصل االجتماعً‪.‬‬
‫الفمرة األولى‪ :‬مولف التشرٌعات الغربٌة من جرٌمة التشهٌر باألشخاص عبر وسائل‬
‫التواصل االجتماعً‬

‫‪132‬‬
‫أخرجه البخاري (‪ )3877‬واللفظ له‪ ،‬ومسلم (‪ ،)9:‬الصفحة أو الرلم ‪.3877‬‬
‫‪133‬‬
‫عبد الرحمن بن عبد هللا الخلٌفً مرجع سابك ص‪.24‬‬
‫‪134‬‬
‫سورة األنعام‪ ،‬اآلٌة ‪.219‬‬
‫‪135‬‬
‫سورة األحزاب‪ ،‬اآلٌة ‪.69‬‬
‫سو ِل ِه وهُو فًِ ع ُْرؾِ الش ْرعِ أش ُّد مِن ْال ِع ْ‬ ‫ْك فِى اللُّؽ ِة ْال ُخ ُرو ُج وفِى الش ْرع ال ُخ ُرو ُج ع ْن طاع ِة هللا ور ُ‬ ‫سو ُق ْال ِفس ُ‬
‫فُ ُ‬
‫‪136‬‬
‫ان لال هللاُ تعالى‬
‫صٌ ِ‬
‫ك و ُم ْمتضاهُ الر ُّد على‬‫ث تعْظِ ٌ ُم ح ٌّك ال ُم ْس ِل ِم و ْال ُح ْك ُم على م ْن سبه ُ بِؽٌْر ح ٌّك بِ ْال ِف ْس ِ‬
‫وكره إل ٌْ ُكم الكفر والفسوق والعصٌان ففِى الحدٌِ ِ‬
‫ً صلى هللاُ عل ٌْ ِه وسلم ٌمُو ُل هذا‬ ‫ب أبًِ وابِل لِلسُّإا ِل ع ْن ُه ْم كؤنه ُ لال كٌْؾ ت ُكونُ ممالتْ ُه ْم حمًّا والنبِ ُّ‬ ‫ْال ُم ْر ِجٌ ِة وع ُِرؾ مِ ْن هذا ُمطابمة ُ جوا ٍ‬
‫‪ .‬شرح الحدٌث بالمولع اإللكترونً‪:‬‬
‫‪http://hadithportal.com/index.php?show=hadith&h_id=48&sharh=1673&book=33‬‬

‫‪137‬صحٌح البخاري حدٌث رلم ‪ 59‬منشور بالمولع اإللكترونً جامع السنة وشروحها ‪:‬‬

‫‪http://hadithportal.com/index.php‬‬

‫‪Page 57‬‬
‫سنعرض فً هذه النمطة مولؾ التشرٌعات الؽربٌة من الجرابم الماسة باالعتبار وشرؾ‬
‫األشخاص عبر وسابل التواصل االجتماعً وذلن كاآلتً‪:‬‬
‫أوال ‪ -‬مولف المشرع األمرٌكً‪:‬‬
‫فٌما ٌتعلك بالوالٌات المتحدة فمد ذهبت المحكمة العلٌا عام ‪ 2::3‬إلى عدم دستورٌة لانون‬
‫(منٌسوتا) بشؤن تجرٌم وحضر الكبلم ألنه ٌفترض حظرا خاصا على المتحدث فً أمور‬
‫تتعلك بالعرق أو اللون أو العمٌدة أو الجنس‪.‬‬
‫كما ٌحضر المانون الجنابً األمرٌكً البث اإلذاعً أو اللفظ البذيء فً المادة (‪)2575‬‬
‫حٌث ٌجرم اإلساءة لآلخرٌن عن طرٌك سبهم أو جرحهم بكلمات مهٌنة‪ ،‬كما تنص المادة‬
‫ذاتها ان "كل تلفظ بؤي كبلم إباحً أو فاحش أو كبلم بمصد التحمٌر بؤي وسٌلة من اتصاالت‬
‫الرادٌو‪ٌ ،‬عالب بؽرامة ال تزٌد عن (‪ )21111‬دوالر‪ ،‬أو بالحبس لمدة ال تزٌد عن عامٌن‬
‫‪138‬‬
‫أو بكلتا العموبتٌن (معا) وٌبمى األمر تمدٌري للماضً حسب حٌثٌات المضٌة‪.‬‬
‫ثانٌا‪-‬مولف المشرع الفرنسً‪:‬‬
‫جرم المشرع الفرنسً جرابم المذؾ والسب العلنً بنصوص خاصة فً لانون ‪ 3:‬جوٌلٌة‬
‫‪2992‬م بشان حرٌة الصحافة ‪ ،‬إذ عرفت المادة ‪ 3:‬منه فً فمرتٌها األولى والثانٌة هاتٌن‬
‫الجرٌمتٌن كالتالً‪ٌ" :‬عتبر لذفا علنً إخبارا أو إسناد لفعل ٌمس شرؾ واعتبار الشخص أو‬
‫الهٌبة التً أُسند إلٌها هذا الفعل ‪ ."139‬نص المادة ‪ 3:‬منه ٌعد لاذفا" كل من أ أخبر أو أسند‬
‫لؽٌره والعة محددة ماسة بالشرؾ واالعتبار‪ 140‬و ٌعتبر سبا علنٌا كل تعبٌر مهٌن أو ألفاظ‬
‫تحمٌر أو لدح ال تشمل على أي فعل محدد" ‪ .‬وهً تستوجب لمٌام هاتٌن الجرٌمتٌن توافر‬
‫شرط العبلنٌة‪ ،‬والذي ٌتحمك عن طرٌك وسٌلتٌن وسٌلة المول أو الصٌاح‪ ،‬ووسٌلة الكتابة أو‬
‫وسابل التمثٌل األخرى كالصور والرسوم والرموز والنموش‪ ،‬ولمد اعترؾ صراحة بإمكانٌة‬
‫ولوع هذه الجرٌمة عبر شبكة اإلنترنت من خبلل المادة ‪ 34‬من ذات المانون‪ .‬ولمد طبك‬
‫المضاء الفرنسً هذه النصوص على جرٌمة المذؾ والسب عبر شبكة االنترنت واعتبرها‬
‫صورة من جرابم النشر‪.‬‬
‫الفمرة الثانٌة‪ :‬مولف التشرٌعات العربٌة من الجرائم الماسة باالعتبار وشرف األشخاص‬
‫الوالعة عبر موالع التواصل االجتماعً‪:‬‬
‫سنعرض فً هذه النمطة مولؾ التشرٌعات العربٌة بصفة عامة حٌال الجرابم الماسة باعتبار‬
‫وشرؾ األشخاص الوالعة عبر وسابل التواصل االجتماعً ‪ ،‬لنوضح بعدها مولؾ التشرٌع‬
‫المؽربً بصفة خاصة‬
‫‪ٌ138‬نظر‪ :‬الشوابكة‪ ،‬دمحم أمٌن‪ ،‬جرابم الحاسوب واالنترنت‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.78-67‬‬
‫‪139‬‬
‫دمحم األلفً‪ ،‬المسإولٌة الجنابٌة عن جرابم األخبلق عبر االنترنت ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬المكتب المصري الحدٌث‪ ،‬الماهرة‪ ، 3116 ،‬ص ‪223‬‬
‫‪140‬الشوابكة‪ ،‬دمحم أمٌن‪ ،‬جرابم الحاسوب واالنترنت‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.68‬‬

‫‪*Articl 29/2:"Toute expression outragean termes de mépris ou invective qui ne renferme‬‬


‫‪limputationdàucun fait est une injure.‬‬

‫‪Page 58‬‬
‫أوال ‪ -‬مولف التشرٌعات العربٌة من جرٌمة التشهٌر اإللكترونً باألشخاص عبر وسائل‬
‫التواصل االجتماعً‪:‬‬
‫أما فً ما ٌخص التكٌؾ المانونً لهذه الجرٌمة الماسة بسمعة األشخاص واعتبارهم التً‬
‫تتم من خبلل استخدام وسابل التواصل االجتماعً للتشهٌر أو وسابل اإلعبلم المإدى ‪،‬واحد‬
‫سواء كان ذلن بشخص معٌن أو بؤشخاص‪ ،‬فٌمكن المول بؤن التشرٌعات العربٌة انمسمت‬
‫إلى لسمٌن لسم فضل تكٌؾ هذه الجرابم تحت طابلة نفس النصوص المانونٌة التً تحرم‬
‫تلن األفعال متى تمت بالطرق التملٌدٌة مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬المشرع المصري‪ :‬الذي جرم تلن األفعال و عالب علٌها من خبلل المواد من ‪421-413‬‬
‫من المانون المصري‪.‬‬
‫ولسم آخر خصها بموانٌن خاصة تبلإم طبٌعة المحٌط المرتكب فٌه مثل نظام مكافحة جرابم‬
‫المعلوماتٌة والتعامبلت اإللكترونٌة السعودي حٌث جرم المشرع السعودي جرٌمة التشهٌر‬
‫عبر االنترنت فً المادة ‪ 4/6‬منه ‪ 141‬وإللماء الضوء على هذا النظام نذكر هنا على سبٌل‬
‫المثال ما جاء فً المادة ‪ 42‬الفمرة (‪ )3‬ما ٌلً‪:‬‬
‫"المساس بالحٌاة الخاصة عن طرٌك إساءة استخدام الهواتؾ النمالة المزودة بالكامٌرا‪ ،‬أو‬
‫فً حكمها والتشهٌر باآلخرٌن وإلحاق الضرر بهم عبر وسابل تمنٌة المعلومات المختلفة"‪.‬‬
‫ج‪-‬المشرع اإلماراتً ‪ :‬وذلن فً المادة ‪ 142 26‬من المانون االتحادي رلم لسنة ‪ 3117‬بشان‬
‫جرابم تمنٌة المعلومات‪ ،‬إذ جرم فعل السب واإلساءة إلى الممدسات والشعابر الدنٌة وإلى‬
‫إحدى األدٌان السماوٌة‪ ،‬وبمدر ما ٌتعلك بموضوعنا فمد عالج المشرع اإلماراتً جرٌمة‬
‫التشهٌر فً المادة (‪ )27‬حٌث نصت على أن "كل من اعتدى على أي من المبادئ أو المٌم‬
‫األسرٌة أو نشر أخبارا أو صورا تتصل بحرمة الحٌاة الخاصة أو العملٌة لؤلفراد ‪ -‬ولو‬
‫كانت صحٌحة عن طرٌك شبكة المعلومات أو إحدى وسابل تمنٌة المعلومات ٌعالب بالحبس‬
‫ال تمل عن سنة‪ ،‬وبالؽرامة ال تمل عن خمسٌن ألؾ درهم أو بإحدى هاتٌن العموبتٌن" "‬
‫وأسباب ذلن التجرٌم تنطوي على أن الحرٌة والدٌممراطٌة التً تنعم بها الشعوب ال ٌجب‬
‫أن تنطوي على اإلخبلل بها وتجرٌح األشخاص فً أعراضهم ومبادبهم وشرفهم ونسب‬
‫أمور ؼٌر صحٌحة لهم لؽرض التشهٌر بهم وبمبادبهم والخوض فً أعراضهم وفً حٌاتهم‬
‫الخاصة التً هً ملن لهم وحدهم دون أن ٌكون ألي شخص آخر الحك فً أن ٌخوض أو‬
‫ٌتدخل فٌها بؤي شكل من األشكال‪.‬‬
‫د‪-‬مولف المشرع األردنً‪ :‬إذا كانت الماعدة العامة تمتضً عماب كل من ٌسند والعة معٌنة‬
‫إلى شخص تستوجب احتماره والتملٌل من شؤنه حٌث تمس حمه فً شرفه واعتباره‪ ،‬إال أنه‬
‫‪141‬‬
‫تنص المادة ‪ 4/6‬من نظام مكافحة جرابم المعلوماتٌة والتعامبلت االلكترونٌة السعودٌة على ‪ٌ :‬عالب بالسجن مدة ال تزٌد عن سنة وبؽرامة ال‬
‫تزٌد على خمسمابة ألؾ ‪ ،‬أو بإحدى هاتٌن العموبتٌن كل شخص ٌرتكب أٌا من جرابم المعلوماتٌة اآلتٌة‪ -6. ..‬التشهٌر باآلخرٌن ‪ ،‬وإلحاق الضرر‬
‫بهم عبر وسابل تمنٌات المعلومات المختلفة‪.‬‬
‫‪142‬‬
‫تنص المادة ‪ 26‬من المانون االتحادي رلم ‪ 3‬لسنة ‪ 3117‬بشؤن جرابم تمنٌة المعلومات على ‪ٌ" :‬عالب بالحبس وبالؽرامة أو إحدى هاتٌن‬
‫العموبتٌن كل من ارتكب إحدى الجرابم التالٌة عبر شبكة المعلوماتٌة أو إحدى وسابل تمنٌة المعلومات أ‪ -‬اإلساءة إلى إحدى الممدسات أو الشعابر‬
‫اإلسبلمٌة ‪.‬‬

‫‪Page 59‬‬
‫نزوال على اعتبارات الصالح العام خرج المشرع عن هذه الماعدة‪ ،‬وأعطى المتهم الحك فً‬
‫اإلعفاء من المسإولٌة الجنابٌة إن هو ألام الدلٌل على صحة الولابع المسندة إلى المجنً‬
‫علٌه بشروط مختلفة (الدفع بالحمٌمة) وكما هو مبٌن فً حك النمد وحك النشر‪.‬‬
‫ولد فرض المشرع األردنً حماٌة إضافٌة لشرؾ اإلنسان واعتباره فً المادة (‪/86‬أ) من‬
‫لانون االتصاالت رلم ‪ 24‬لسنة ‪ 2::6‬مما ٌسمح بانطبالها على شبكة االنترنت‪.143‬‬
‫وتطبٌما للمادة (‪ )29:‬من لانون العموبات األردنً فإنه ال عماب على فعل الذم أو المدح إال‬
‫إذا حصل بوسٌلة من وسابل التعبٌر عن العبلنٌة الواردة فٌها على سبٌل الحصر والتعٌٌن‪،‬‬
‫على النمٌض من المادة (‪ )319‬من لانون العموبات السوري التً أوردتها على سبٌل المثال‬
‫ال الحصر ‪.‬‬
‫ثانٌاً‪ :‬مولف التشرٌع المغربً من الجرائم الماسة بإعتبار وشرف األشخاص الوالعة عبر‬
‫االنترنٌت‬
‫تنص المادة ‪ 558-2‬من المانون الجنابً على أنه "ٌعالب بالحبس من ستة أشهر إلى ثبلث‬
‫سنوات وؼرامة من ‪ 3111‬إلى ‪ 31111‬درهم كل من لام عمدا‪ ،‬وبؤي وسٌلة بما فً ذلن‬
‫األنظمة المعلوماتٌة‪ ،‬بالتماط أو تسجٌل أو بث أو توزٌع ألوال أو معلومات صادرة بشكل‬
‫خاص أو سري‪ ،‬دون موافمة أصحابها‪.‬‬
‫ٌعالب بنفس العموبة‪ ،‬من لام عمدا وبؤي وسٌلة بتثبٌت أو تسجٌل أو بث أو توزٌع صورة‬
‫شخص أثناء تواجده فً مكان خاص دون موافمته‪.‬‬
‫وتنص المادة ‪ 558 3-3‬على أنه “ٌعالب بالحبس سنة واحدة إلى ثبلث سنوات وؼرامة‬
‫مالٌة من ‪ 3111‬إلى ‪ 31111‬درهم كل من لام بؤي وسٌلة بما فً ذلن األنظمة المعلوماتٌة‪،‬‬
‫ببث أو توزٌع تركٌبة مكونة من ألوال شخص أو صورته‪ ،‬دون موافمته أو لام ببث أو‬
‫توزٌع إدعاءات أو ولابع كاذبة‪ ،‬بمصد المس بالحٌاة الخاصة لؤلشخاص أو التشهٌر بهم‪".‬‬
‫وتنص المادة ‪ 558- 4‬على أنه “ٌعالب بالحبس من سنة واحدة إلى خمس سنوات وؼرامة‬
‫من ‪ 6111‬إلى ‪ 61.111‬درهم إذا إرتكبت األفعال المنصوص علٌها فً الفصلٌن ‪558-2‬‬
‫‪ 3-558‬فً حالة العود وفً حالة إرتكاب الجرٌمة من طرؾ الزوج أو الطلٌك أو الخاطب‬
‫أو أحد الفروع أو أحد األصول أو الكافل أو شخص له والٌة أو سلطة على الضحٌة أو‬
‫مكلؾ برعاٌتها أو ضد امرأة بسبب جنسها أو ضد لاصر‪.‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 9:‬من لانون الصحافة والنشر على أنه "ٌعد تدخبل فً الحٌاة الخاصة كل‬
‫تعرض لشخص ٌمكن التعرؾ علٌه وذلن عن طرٌك إختبلق إدعاءات أو إفشاء ولابع أو‬
‫صور فوتوؼرافٌة أو أفبلم حمٌمٌة ألشخاص أو تتعلك بحٌاتهم الخاصة ما لم تكن لها عبللة‬
‫وثٌمة بالحٌاة العامة أو تؤثٌر على تدبٌر الشؤن العام‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫السعدي‪ ،‬عبد الرحمن بن ناصر تٌسٌر الكرٌم الرحمن فً تفسٌر كبلم المنان مركز فجر للطباعة والنشر‪ ،‬الماهرة‪ ،‬ط‪ ،2‬ص‪675،‬‬

‫‪Page 60‬‬
‫ٌعالب على هذا التدخل إذا تم نشره دون موافمة الشخص المعنى باألمر دون رضاه‬
‫المسبمٌن بالعموبة المنصوص علٌها فً الفمرة الثانٌة من المادة ‪ 96‬أعبله المتعلمة بالسب‪.‬‬
‫وفً حالة تم النشر بدون موافمة ورضى مسبمٌن وبؽرض المس بالحٌاة الخاصة لؤلشخاص‬
‫والتشهٌر بهم ٌعالب بالعموبة المنصوص علٌها فً الفمرة األولى من المادة ‪ 96‬أعبله‬
‫المتعلمة بالمذؾ مع بماء الحك فً التعوٌض المنصوص علٌه فً المادة ‪ 98‬أعبله‪".‬‬
‫كل هذه المواد جاء مضمونها تؤكٌدا للمادة ‪ 35‬من الدستور المؽربً الذي نص على أنه "‬
‫ذلن شخص الحك فً حماٌة حٌاته الخاصة ‪ "...‬المإسسة كذلن على مضمون المادة ‪ 23‬من‬
‫اإلعبلن العالمً لحموق اإلنسان التً نصت على أنه " ال ٌجوز تعرٌض أحد لتدخل تعسفً‬
‫فً حٌاته الخاصة ‪ ،“ ...‬كما نصت أٌضا المادة ‪ 28‬من العهد الدولً للحموق المدنٌة‬
‫والسٌاسة على أنه “ال ٌجوز التدخل بشكل تعسفً أو ؼٌر لانونً بخصوصٌات أحد أو‬
‫عابلته أو بٌته أو مراسبلته"‪.‬‬
‫ثالثا ‪ -‬مولف الشرٌعة اإلسالمٌة من جرائم التشهٌر باألشخاص الوالعة عبر موالع‬
‫التواصل االجتماعً ‪:‬‬
‫لمد منع الشارع الحكٌم التعرض لؤلشخاص والتشهٌر بهم ولو على مستوى محدود‪ ،‬فكٌؾ‬
‫إذا كان األمر عبر وسابل إعبلمٌة‪ ،‬لال تعالى‪ِ ﴿ :‬إن الذٌِن ٌ ُِحبُّون أ ْن ت ِشٌع ْالف ِ‬
‫احشةُ فًِ الذٌِن‬
‫آمنُوا ل ُه ْم عذاب أ ِلٌم ﴾ [النور ‪ ،]:‬لال بن السعدي فً تفسٌر هذه اآلٌة "أي األمور الشنٌعة‬
‫المستمبحة المستعظمة فٌحبون أن تشتهر وإن كان هذا الوعٌد لمجرد محبة أن تشٌع الفاحشة‬
‫واستحبلء الملب‪ ،‬فكٌؾ بما هو أعظم من ذلن من إظهاره ونمله"‪.‬‬
‫ونظرا لما ٌإدي إلٌه المذؾ عبر وسابل التواصل االجتماعً من مخاطر مثل لحوق العار‬
‫والمعرة واإلساءة لسمعة وتشعب الظنون بالناس وتفكن األسرة والعداء بٌن أفرادها وأحٌانا‬
‫ٌإدي إلى المشاجرات وسفن الدماء‪ ،‬فإنه ٌحرم شرعا لذؾ المسلم والتشهٌر به واالعتداء‬
‫على شرفه واعتباره بؤي وسٌلة كانت فالعبرة بالمإدى والنتٌجة وال ٌختلؾ إن كان التشهٌر‬
‫بالوسابل التملٌدٌة أو الوسابل اإللكترونٌة والتمنٌة الحدٌثة وبؤي صورة كانت بالمول أو‬
‫صبة ِم ْن ُك ْم‬ ‫الكتابة أو الصورة صرٌحا أو ضمنا ‪ ،‬لال تعالى‪﴿ :‬إِن الذٌِن جا ُءوا بِ ْ ِ‬
‫اإل ْف ِن ُ‬
‫‪144‬‬
‫ع ْ‬
‫اإلثْ ِم والذِي تولى ِكبْرهُ‬ ‫ئ ِم ْن ُه ْم ما ا ْكتسب ِمن ْ ِ‬‫ال ت ْحسبُوهُ ش ًّرا ل ُك ْم ب ْل ُهو خٌْر ل ُك ْم ِل ُك ِّل ْام ِر ٍ‬
‫ِم ْن ُه ْم لهُ عذاب ع ِظٌم﴾ [النور ‪ ،]22‬هذه اآلٌة شاهد عظٌم ودلٌل واضح على خطر التشهٌر‬
‫بالناس على الفرد وعلى المجتمع على حد سواء ولال فً آٌة أخرى‪ :‬إِن الذٌِن ٌ ْر ُمون‬
‫ت لُ ِعنُوا ِفً ال ُّد ْنٌا و ْاآل ِخر ِة ول ُه ْم عذاب ع ِظٌم ﴾ [النور ‪]34،‬‬ ‫ت ْال ُمإْ ِمنا ِ‬
‫ت ْالؽا ِفبل ِ‬
‫ْال ُم ْحصنا ِ‬
‫‪145‬‬
‫كما عد لذؾ المحصنات من السبع الموبمات‪ .‬ولد لال رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم ‪:‬‬
‫( من الكبابر استطالة الرجل فً عرض أخٌه المسلم بؽٌر حك‪ 146‬كما ٌعد التشهٌر ؼٌبة‬
‫وهً محرمة بإجماع الفمهاء ‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫ٌنظر ‪ :‬حولٌة كلٌة اللؽة العربٌة بجرجا ‪ ،‬مجلة علمٌة دورٌة دولٌة محكمة‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.634:‬‬
‫‪145‬‬
‫ٌنظر ‪ :‬حولٌة كلٌة اللؽة العربٌة بجرجا ‪ ،‬مجلة علمٌة محكمة‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪6351-634:‬‬
‫‪146‬‬
‫السبكً‪ ،‬العرالً‪ ،‬تخرٌج أحادٌث إحٌاء علوم الدٌن دار العاصمة للنشر ‪ -‬الرٌاض‪ ،‬ح ‪ ،43:4‬ج‪ ،6‬ص ‪.31:4‬‬

‫‪Page 61‬‬
‫كما حذرت الشرٌعة اإلسبلمٌة من خطر اإلشاعات‪ ،‬وأمرهم هللا عز وجل أن ٌتحروا عن‬
‫األخبار التً تصل إلى آذانهم فمال تعالى‪ٌ ﴿ :‬ا أٌُّها الذٌِن آمنُوا إِ ْن جاء ُك ْم فا ِسك بِنبإ ٍ فتبٌنُوا‬
‫ص ِب ُحوا على ما فع ْلت ُ ْم ناد ِِمٌن ﴾ [الحجرات (‪ ،]7‬فعلى المستخدم أن‬ ‫صٌبُوا ل ْو ًما ِبجهال ٍة فت ُ ْ‬
‫أ ْن ت ُ ِ‬
‫ٌتحرى على المنشور لبل التعلٌك علٌه أو مشاركته أو إعادة نشره‪ ،‬ألن اإلشاعة فً وسابل‬
‫التواصل االجتماعً سرٌعة جدا‪.‬‬
‫تعالب الشرٌعة اإلسبلمٌة الماذؾ بالعموبة الحدٌة سواء حصل المذؾ عبلنٌة أمام الناس أم‬
‫كان محصورا بٌن الماذؾ والممذوؾ‪ ،‬بٌنما ٌشترط لتطبٌك حد عموبة التشهٌر العبلنٌة‬
‫الحصول الردع بٌن الناس أوال‪ ،‬ثم إن الجزاء من جنس العمل المشهر ٌشهر به تطبٌما لمبدأ‬
‫تناسب الجرم مع العماب فً الشرٌعة اإلسبلمٌة‪ ،‬وهذا ما ال ٌكون فً المانون الوضعً ذلن‬
‫أن عموبة جرٌمة التشهٌر فً الموانٌن الوضعٌة ال تتناسب مع الجرم وآثاره خاصة إذا كان‬
‫األمر ٌتعلك بتفكن أسرة ونشوء عداوات فؤي عموبة وأي تعوٌض مناسب ٌجبر ماكسر‬
‫وٌعٌد األمر إلى ما كان علٌه‪.‬‬
‫وعلٌه فإن لذؾ المحصنات والتشهٌر بالناس والزنى ولطع الطرٌك‪ ،‬وسابر االعتداء على‬
‫األموال واألنفس‪ ،‬وكل هذه العموبات لها عموبات ممررة فً اإلسبلم وٌطبمها المضاة فً‬
‫الدنٌا‪ ،‬وٌنفذها الحكام‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬شروط إباحة التشهٌر فً المانون الممارن‬
‫المانون الفرنسً‪ :‬نظم لانون الصحافة الفرنسً الصادر فً ‪ 3:/18/2992‬الجرابم التً‬
‫ترتكب عن طرٌك الصحافة أو أي وسٌلة أخرى ‪ ،‬ومنها جرٌمة المذؾ ضد ذوي الوظابؾ‬
‫العامة و الممصود بهم أولبن األشخاص الذٌن ٌتم التشهٌر بهم وانتهان سمعتم وخصوصٌتهم‬
‫فالمادة ‪ 46‬من هذا المانون اعتبرت إثبات حمٌمة الوالعة المسندة إلى الممذوؾ دفاعا‬
‫محضا‪ ،‬سواء أكان اإلسناد موجه للموظفٌن والسلطات العامة‪ ،‬أم الموجه إلى ؼٌرهم من‬
‫األشخاص العادٌن‪ ،‬ولكن استتنت من تلن الوالعة المتعلمة بالحٌاة الخاصة أو إذا كان‬
‫موضوع الجرٌمة والعة مضى علٌها أكثر ‪ 21‬سنوات‪ ،‬أو إذا كانت هذه الوالعة تموم على‬
‫مخالفة عفً عنها أو مر علٌها الزمن‪ .‬أو كانت سببا إلدانة ملؽٌة بسبب رد االعتبار أو‬
‫المراجعة‪.‬‬
‫ب المانون المصري‪ :‬لانون العموبات المصري رلم (‪ )69‬لسنة ‪ 2:48‬نص على إباحة‬
‫المذؾ الموجه لذوي الوظابؾ العامة أو من فً حكمهم فً المادة (‪ )413‬حٌث جاء فٌها "‬
‫فالطعن أعمال موظؾ عام أو شخص صفة نٌابٌة عامة أو مكلؾ بخدمة عامة ال ٌدخل‬
‫تحت حكم الفمرة السابمة إذا حصل بسبلمة نٌته وكان ال ٌتعدى أعمال الوظٌفة أو النٌابة أو‬
‫الخدمة العامة وبشرط أن ٌثبت مرتكب الجرٌمة حمٌمة كل فعل أسند إلٌه وال ٌؽنً عن ذلن‬
‫اعتماده صحة هذا الفعل‪" .‬‬
‫و المادة (‪ )55‬فً لانون تنظٌم الصحافة المصري رلم (‪ ):7‬لسنة ‪ 2::7‬وهً نسخة‬
‫مطابمة لما جاء فً المادة السابمة‪ ،‬عدا فمرتها األخٌرة "‪ ...‬وال ٌؽنً عن ذلن اعتماده صحة‬
‫هذا الفعل"‪ ،‬من حٌث تنص على أنه ال ٌعالب على الطعن بطرٌمة النشر فً أعمال موظؾ‬
‫عام أو شخص دي صفة نٌابٌة أو عامة أو مكلؾ بخدمة عامة‪ ،‬إذا كان النشر بسبلمة نٌة‬

‫‪Page 62‬‬
‫وكان ال ٌتعدى أعمال الوظٌفة أو النٌابة أو الخدمة العامة وبشرط أن ٌثبت كل فعل أسند‬
‫إلٌهم"‪ .‬إذن شروط إباحة النمد فً كلتا المادتٌن هً ‪:‬‬
‫أوال ‪ -‬كون الممذوؾ موظفا أو مكلفا بخدمة عامة‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ -‬أن ٌتعلك الولابع المسندة بؤعمال الوظٌفة أو النٌابة أو الخدمة العامة‪.‬‬
‫ثالثا ‪ -‬أن ٌثبت الماذؾ حمٌمة ما ٌسنده إلى الممذوؾ‪.‬‬
‫‪147‬‬
‫رابعا ‪ -‬توافر حسن النٌة لدى الماذؾ‪.‬‬
‫مما سبك نلحظ أن كل التشرٌعات اشترطت فً بادئ األمر حسن النٌة من الماذؾ وأن ال‬
‫ٌكون هذا المذؾ واإلساءة للسمعة بدافع الحمد‪ ،‬كما اشترطوا إثبات الوالعة المنسوبة‪ ،‬كما‬
‫ذكروا أن هذا االستثناء ٌخص الموظؾ العام وأن ٌكون هذا الولابع المنسوبة والتشهٌر‬
‫ٌخص العمل أو الوظٌفة ال الشخص نفسه باستثناء المشرع النٌوزٌلندي والسوٌدي فلم‬
‫ٌمتصر هذا االستثناء على الموظؾ فمط بل تعداه لٌشمل كل ما ٌخص الحٌاة العامة وذلن‬
‫العتبارات عدة منها ضمان حرٌة التعبٌر والرأي‪.‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬السبل الولائٌة واإلجرائٌة لمكافحة جرٌمة التشهٌر اإللكترونً‬
‫هنان نوعٌن من سبل المكافحة الفمرة االولى السبل الولابٌة التحفظٌة التً من ‪ .‬شانها تفادي‬
‫ولوع الجرٌمة اإللكترونٌة ولدٌنا السبل اإلجرابٌة فً الفمرة الثانٌة والتً من شؤنها الكشؾ‬
‫المبكر للجرٌمة مما ٌسمح بتدارن مخاطرها ولتسهٌل الوصول للجناة‪.‬‬
‫الفمرة األولى‪ :‬السبل الولائٌة لمكافحة جرٌمة التشهٌر اإللكترونً‬
‫وهً الوسابل والحواجز التً تحول دون ولوع الجرٌمة والتً نذكرها كاآلتً ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬االرتماء بمهارات رجال التحمٌك فً الجرائم المعلوماتٌة‪ :‬هنان جملة من المهارات‬
‫التً ٌلزم توافرها فً رجال التحمٌك فً الجرابم اإللكترونٌة من أهمها‪:‬‬
‫‪ -2-‬تكرٌس العمل العلمً والفنً إلعداد نخب متمٌزة من المحممٌن ٌتمتعون بمهارات‬
‫‪148‬‬
‫متمدمة تساٌر ما تتطلبه طبٌعة هذا التحمٌك فً هذا النوع من الجرابم‪.‬‬
‫‪ٌ -3‬ستلزم من األجهزة األمنٌة إنشاء وحدات مختصة فً مكافحة جرٌمة التشهٌر‬
‫اإللكترونً بشكل خاص وجرابم المعلوماتٌة بشكل عام‪.‬‬
‫‪ -4‬انتشرت فً اآلونة األخٌرة االنتهاكات المعلوماتٌة التً تمس السمعة ‪ ،‬حٌث أن‬
‫المعلوماتٌة بؤدواتها المختلفة والمتمثلة بصفة أساسٌة فً جهاز الحاسب اآللً أو الجواالت‬
‫المتطورة ‪149‬لٌام األجهزة األمنٌة بعمد دورات تدرٌبٌة نظرٌة وعلمٌة وتطبٌمٌة فً مجال‬

‫‪147‬‬
‫ٌنظر ‪ :‬بوعبدلً جمال حرٌة التعبٌر وحماٌة الحك فً السمعة‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.254‬‬
‫‪148‬‬
‫السراء‪ ،‬دمحم حسن األسالٌب الحدٌث والمهارات المتمدمة فً تحمٌك الجرابم اإللكترونٌة‪ ،‬الفكر الشرطً‪ ،‬مج ‪453123.92.32-55‬‬
‫‪149‬‬
‫طرشً نورة‪ ،‬مكافحة الجرٌمة المعلوماتٌة‪ ،‬مذكرة ماستر فً المانون الجنابً‪ ،‬جامعة الجزابر ‪ ،2‬سنة ‪3122/3123‬م ص‪46،‬‬

‫‪Page 63‬‬
‫المعلوماتٌة وكل ما ٌختص بها الكتساب مهارات تسمح باستٌعاب تمنٌات الحاسب اآللً من‬
‫حٌث برامجه وأنظمته؛ أي اإللمام‬
‫والمعرفة الجٌدة بمجال الحاسب اآللً واالنترنت وكٌفٌة االستفادة من هذه المعرفة‬
‫واستخدامها بكفاءة فً التحمٌك والتحري واستخبلص األدلة واستخبلص ما ٌمكن استخدامه‬
‫‪150‬‬
‫كدلٌل فً المحكمة‪.‬‬
‫‪ .5‬األدلة اإلثباتٌة اإللكترونٌة هشة بطبٌعتها فهً لابلة للتحرٌؾ أو اإلتبلؾ أو التدمٌر من‬
‫خبلل سوء المناولة أو الفحص بطرٌمة ؼٌر سلٌمة لذا ٌنبؽً اتخاذ احتٌاطات خاصة من‬
‫أجل توثٌك هذا النوع من األدلة اإلثباتٌة ؛ ألن باتخاذ هذه االحتٌاطات تصبح األدلة‬
‫المتحصل علٌه صالحة لبلستعمال أثناء إثبات الجرٌمة‪.‬‬
‫‪ -8‬تكلٌؾ عناصر أمن متخصصٌن بالتحمٌك فً هذه الجرابم للتوصل إلى كشؾ هوٌة‬
‫الجانً اإللكترونً ومبلحمته‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬دور الهٌئات المدنٌة والمحلٌة ‪ :‬إن التؤثٌر السلبً للجرابم اإللكترونٌة ال ٌتولؾ عند‬
‫الجوانب المادٌة والمالٌة للمجتمع‪ ،‬بل ٌتعداه لٌشمل المٌم األخبللٌة لؤلفراد ومن ثم للمجتمع‪.‬‬
‫لذا ٌعد الدور الذي تموم به الهٌبات المدنٌة والمحلٌة فً ترسٌخ وزٌادة الوعً األمنً لدى‬
‫المواطنٌن وتحفٌزهم فً المشاركة لمكافحة جرٌمة التشهٌر اإللكترونً عبر وسابل‬
‫التواصل االجتماعً خاصة والجرٌمة عموما‪ ،‬من بٌنها (األسرة ‪ ،‬المسجد ‪ ،‬المدرسة‪،‬‬
‫الجامعة‪.)..... ،‬‬
‫فٌمع على عاتك األسرة التنشبة الحسنة لؤلجٌال‪ ،‬ذلن أن األسرة هً اللبنة األولى لبناء‬
‫المجتمع فإذا صلحت صلح المجتمع كله والعكس بالعكس‪ ،‬ولتحمٌك هذا الصبلح ٌستلزم‬
‫وعً اآلباء أن أبناءهم خلموا لزمان ؼٌر زمانهم وبالتالً ٌستوجب تنشبتهم وتوعٌتهم وفك‬
‫التطورات الحاصلة فً هذا الزمان‪ ،‬وهذا ما ٌعبر عنه بالتربٌة المتجددة لؤلبناء ولد أشار‬
‫لذلن لول علً بن أبً طالب‪:‬‬
‫‪151‬‬
‫علموا أوالدكم خٌر ما تعلمتم فإنهم خلموا لزمان ؼٌر زمانكم"‪.‬‬
‫أما المسجد فله دوره الهام والمهم فً عملٌة تنمٌة المٌم الخلمٌة اإلسبلمٌة لدى األفراد‬
‫والجماعات‪ ،‬خاصة إذا توافرت له اإلمكانٌات من لوى بشرٌة وإمكانٌات مادٌة‪ ،‬وإذا كان‬
‫دوره فً حاضرنا المعاصر لد تراجع إلى حد ما‪ -‬لوجود المدارس ووسابل اإلعبلم‪ ،‬فإن‬
‫ذلن ال ٌعنً اختفاء دوره فدوره لابم ‪ .‬ذلن أن أهم وظٌفة للمسجد األمر بالمعروؾ والنهً‬
‫عن المنكر ‪.‬‬
‫وهذا األمر والنهً وما ٌتفرع عنهما من كلٌات ولواعد لهما صلة وثٌمة باألخبلق الفاضلة‪،‬‬
‫كما ٌوضح هذا المبدأ شدة اهتمام الشرٌعة اإلسبلمٌة بالحبلل والحرام وإذا كان ذلن مما‬

‫‪150‬عادل دمحم الشرنجً‪ ،‬عبد السبلم دمحم الماٌل علً لابوسة الجرٌمة االلكترونٌة فً المضاء االلكترونً‪ ،‬مجلة األفاق للبحوث‬
‫والدراسات السداسٌة‪ ،‬المركز الجامعً الٌزي‪ ،‬العدد ‪ 15‬جوان ‪.312:‬‬
‫‪151‬‬
‫ٌنظر ‪ :‬مرسً‪ ،‬دمحم منٌر‪ ،‬التربٌة اإلسبلمٌة أصولها وتطورها فً الببلد العربٌة عالم الكتب‪ ،‬ط ‪ ،3116‬ص ‪.88‬‬

‫‪Page 64‬‬
‫ٌنفرد به النظام‪ ،‬فهو فً الولت نفسه ضمان لكل الحموق العامة والخاصة‪ 4 .‬لال تعالى‪:‬‬
‫عون إِلى ْالخٌ ِْر وٌؤ ْ ُم ُرون بِ ْالم ْع ُر ِ‬
‫وؾ وٌ ْنه ْون ع ِن ْال ُم ْنك ِر وأُولبِن ُه ُم‬ ‫﴿و ْلت ُك ْن ِم ْن ُك ْم أُمة ٌ ْد ُ‬
‫ْال ُم ْف ِل ُحون ﴾ [آل عمران ‪ .]215‬ولال أٌضا ‪﴿ :‬وتعاونُوا على ْال ِب ِ ّر والت ْموى وال تعاونُوا على‬
‫ب﴾ [المابدة ‪.]3‬‬ ‫ان واتمُوا ّللا ِإن ّللا شدٌِ ُد ْال ِعما ِ‬
‫اإلثْ ِم و ْالعُدْو ِ‬ ‫ِْ‬
‫فاألمر بالمعروؾ والنهً عن المنكر ٌحًٌ الضمٌر اإلنسانً وٌموي الوازع الدٌنً لدى كل‬
‫شخص و ٌحً فٌه الجانب األخبللً الرافض للجرٌمة عموما‪.‬‬
‫ونفس الكبلم ٌنطبك على المدرسة والجامعة وكل الهٌبات التً تعمل على التوعٌة واإلرشاد‬
‫فكلها ٌمكن االستفادة منها لدرء تفشً الجرٌمة فً المجتمع وإحٌاء الضمٌر األخبللً‪ .‬لال‬
‫الشاعر شولً‪ :‬وإنما األمم األخبلق ما بمٌت ‪ ...‬فإن همو ذهبت أخبللهم ذهبوا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تعاون رجال األمن ووسائل اإلعالم واالتصال فً مكافحة جرٌمة التشهٌر‬
‫اإللكترونً‪:‬‬
‫‪ٌ -2-‬إدي اإلعبلم دورا هاما فً توعٌة الجمهور المشاهد وذلن من خبلل بث حصص‬
‫تلفزٌونٌة باستضافة أحد المسإولٌن بشرح فٌه أسالٌب الولاٌة من هذه الجرٌمة أو عن‬
‫طرٌك زٌادة عدد الحصص التمثٌلٌة الممدمة فً اإلذاعة والتلفاز المصرح بها من طرؾ‬
‫وزارة الدفاع الوطنً‪ ،‬التً تمثل جرابم حمٌمٌة‪ ،‬نذكر من هذه الحصص (لؽز الجرٌمة‬
‫جناٌات تحرٌات ‪ )...‬فً المنوات الوطنٌة ‪ ،152‬أو عن طرٌك الحمبلت التحسٌسٌة التً ٌموم‬
‫بها رجال األمن من خبلل توزٌع مناشٌر فً الحواجز األمنٌة أو فً األٌام المفتوحة التً‬
‫ٌموم بها الدرن الوطنً سنوٌا‪ ،‬أو المٌام بمحاضرات أو ملتمٌات لتوضٌح خطورة هذه‬
‫الجرابم واإلجراءات االحترازٌة الواجب تطبٌمها ‪153‬وكذا بٌان طرق االحتفاظ بالبٌانات‬
‫الحساسة خشٌة ولوعها فً أٌادي مجرمٌن ٌستخدمونها لئلساءة إلى السمعة وكذا التنبٌه‬
‫بعدم إرسال الصور الشخصٌة عبر وسابل التواصل االجتماعً عند التواصل مع الؽرباء‬
‫وعدم لبول أي طلب صدالة إال من أشخاص موثوق بهم‪.‬‬
‫‪ - 3‬إنشاء خطوط هاتفٌة تابعة للجهات األمنٌة مباشرة لئلببلغ عن الجرابم المعلوماتٌة‬
‫مباشرة‪ 4- .‬إرسال رسابل لصٌرة إرشادٌة عبر الهاتؾ بالتعاون بٌن الجهات األمنٌة‬
‫وشركات االتصاالت‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬دور المشرع ‪ :‬البد لنا أن نضع نصب أعٌٌننا اعتبار هام هو أ أن ؼٌاب التشرٌع‬
‫المانونً سٌشجع المجرمٌن اللتراؾ المزٌد من الجرابم‪ 154‬ولذلن ٌمع على عاتك المشرع‬
‫دور كبٌر فً‪:‬‬
‫‪ -2‬سن لوانٌن رادعة والتؤكٌد على المساهمة إلٌجاد الحلول المانونٌة لتحمٌك التوازن بٌن‬
‫مصلحة المجتمع فً االستفادة من المستحدثات العلمٌة والحاجة إلى المانون إلسباغ صفة‬

‫‪152‬‬
‫لماء مع العمٌد (ع‪ ،‬م) لابد المجموعة اإلللٌمٌة للدرن الوطنً بالوادي ٌوم ‪ 3133\14\35‬على الساعة التاسعة والنصؾ صباحا‬
‫‪153‬‬
‫طرشً نورة مكافحة الجرٌمة المعلوماتٌة‪ ،‬المرجع السابك‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪154‬‬
‫ممدوح عبد الحمٌد عبد المطلب‪ ،‬البحث والتحمٌك الجنابً الرلمً‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص‪.371‬‬

‫‪Page 65‬‬
‫عدم المشروعٌة على انتهان هذه المصالح " ‪ .‬وهذا لملء الفراغ الحاصل فً هذا المجال‬
‫ولسد الفرص أمام المجرمٌن وردعهم‪.‬‬
‫‪-3‬البد من توجٌه التشرٌعات والموانٌن وتحدٌثها بما ٌتماشى مع التطورات المعلوماتٌة‬
‫وفرض عموبات تتناسب الضرر الحاصل على مرتكبً هذه الجرٌمة لكً ال ٌستسهل‬
‫األشخاص ارتكابها‪ ،‬وللحد من ازدٌاد هذه الجرٌمة البل أخبللٌة‪.‬‬
‫‪ - 4‬المساهمة الدولٌة للتعاون إلنشاء لانون دولً موحد معروؾ على مستوى الدول لجعل‬
‫المجرم ٌفكر لبل ارتكاب مثل هذه الجرٌمة أي تؤسٌس منظمة خاصة لمكافحة الجرٌمة‬
‫التشهٌر اإللكترونً‪.‬‬
‫‪ -5‬إصدار المشرع لموانٌن تنظٌمٌة تخص مستعملً وسابل التواصل االجتماعً سواء أكان‬
‫ذلن فً مماهً االنترنت أو الهاتؾ النمال أو أي وسٌلة أخرى تإذي إلى المساس بحرٌة‬
‫عبر األشخاص أو انتهان حرمتهم‪.‬‬
‫الفمرة الثانٌة‪ :‬السبل اإلجرائٌة لمكافحة جرٌمة التشهٌر اإللكترونً‪:‬‬
‫ونمصد بالسبل اإلجرابٌة هً التً تمع أثناء أو بعد ولوع الجرٌمة مباشرة وهً عبارة عن‬
‫إجراءات تساهم فً تملٌص ضررها أللل حد ممكن وتسرٌع التحمٌك والمبض على الجناة‬
‫نذكر منها‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬تكاتف أفراد األسرة حالة علم بولوع أو بعد ولوع أحد أفرادها ضحٌة للتشهٌر‪:‬‬
‫ونمصد هنا أن ؼالبا من ٌمع ضحٌة للتشهٌر أو تهدٌد بالتشهٌر ٌخاؾ على سمعته بٌن‬
‫الناس‪ ،‬وربما أكثر ما ٌخاؾ منه رإٌة أفراد أسرته له وخاصة إذا كان التشهٌر سببه عبللة‬
‫سرٌة‪ ،‬فاألجدر هنا بؤفراد األسرة التعاون لمواجهة خطر الجرٌمة وتملٌل أضرارها أللل‬
‫لدر ممكن‪ ،‬وتجاوز الخبلفات لحٌن إببلغ الجهات الرسمٌة وتدخلها‪ ،‬ألن الضحٌة لو‬
‫تصرؾ بمفرده وبمعزل عن عابلته‪ ،‬واستسلم البتزازات الجانً فإن هذا األمر ال ٌمكن‬
‫التكهن بما تإول األمور إلٌه من تفالم األضرار والتبعات بل سٌزٌد ولن تُحمد عالبته‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬تعاون الضحاٌا مع الجهات المختصة لإلبالغ عن الجرائم‪:‬‬
‫إن الحجم الحمٌمً لجرابم الكمبٌوتر ال ٌزال ٌشوبه الؽموض إما بسبب عدم التمكن من‬
‫ضبطها أو إحجام الضحاٌا عن اإلببلغ عنها إلى الجهات المختصة‪ ،‬وذلن بسبب ترددهم أو‬
‫خوؾ نظرة المجتمع لهم‪ .‬وتشٌر نتابج الدراسة أن ‪ :1%‬من جرابم المتعلمة بالتشهٌر‪،‬‬
‫‪155‬‬
‫تعالج عن طرٌك التصحٌح‪ ،‬فً حٌن أن ‪ %21‬بدعاوى فً ساحات المحاكم"‪.‬‬
‫إن اإلببلغ بدلة عن الجرابم اإللكترونٌة ٌوفر فابدة أخرى عظٌمة‪ ،‬حٌث أنه كلما كثر كم‬
‫المعلومات الذي ٌحصل علٌه رجال إنفاذ المانون حول االتجاهات الجدٌدة لهذه الجرابم كلما‬

‫‪155‬‬
‫الفٌصل‪ 3 :‬عبد األمٌر‪ ،‬دراسات فً اإلعبلم اإللكترونً‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.423‬‬

‫‪Page 66‬‬
‫مكنهم ذلن من مواءمة وتكٌٌؾ الطرق الحالٌة للضبط لمواجهتها بشكل أفضل‪ ،156‬ذلن من‬
‫خبلل‪:‬‬
‫‪ -2‬تشجٌع المواطنٌن للتبلٌػ وتوفٌر ضمانات للمبلؽٌن علٌها وحماٌتهم من أي تهدٌد‬
‫ٌمس حٌاتهم أو أجسادهم وأعراضهم‪.‬‬
‫‪ -3‬الصدق فً المول عند اإلدالء بالمعلومات أو أثناء اإلببلغ عن الجرٌمة وهذا‬
‫ٌساعد على الكشؾ السرٌع عن الجانً والمبض عن الجانً الحمٌمً وكذا تسلٌط‬
‫العموبة المناسبة للجانً‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التعاون الدولً فً جرٌمة التشهٌر االلكترونً‪:‬‬
‫إن المعاهدات الدولٌة هً األساس الذي ٌرتكز علٌه التعاون الدولً فً مكافحة جرابم‬
‫االنترنت ومن بٌنها جرابم الماسة باألخبلق واآلداب العامة ومن ضمنها جرٌمة التشهٌر‬
‫ولد عمدت العدٌد من المعاهدات فً هذا المجال أهمها معاهدة بودابست لمكافحة جرابم‬
‫االنترنت عام ‪ 3112‬كما تم اتفالٌة األمم المتحدة لمكافحة الجرٌمة المنظمة باعتبارها‬
‫أساسا للتعاون الدولً فً مجال تسلٌم المجرمٌن ومصادرة األؼراض والرامٌة إلى‬
‫تعزٌزالتعاون فٌما بٌن السلطات‪.‬‬
‫من هنا ٌمع على عاتك المشرع وجوب تولٌع بعض االتفالٌات الدولٌة للتعاون فٌما بٌنها‬
‫للحد هذه الجرٌمة العابرة للحدود الن فً بعض األحٌان نجد مرتكب هذه الجرٌمة فً دولة‬
‫بٌنما ضررها والمشهر به فً دولة أخرى مما ٌصعب الوصول أو المبض على الجانً ومن‬
‫جهة أخرى فإن سرعة انتشار المعلومة عبر االنترنت ومشاركتها أو اإلعجاب بها من‬
‫طرؾ مستخدمً وسابل التواصل االجتماعً ٌصعب األمر وٌجعل ضررها أشد ولعا ً ‪،157‬‬
‫وأمام هذا التطور الكبٌر بات ارتكاب هذه الجرابم من دولة ألخرى من السهولة بمكان وإن‬
‫كان االختصاص بنظر تلن الجرابم ٌنعمد لبلختصاص المكانً للدولة التً حدث ارتكاب‬
‫الجرٌمة على أراضٌها تبعا لمبدأ سٌادة الدولة‪ 158،‬فإن هذا ٌجعل التدخل الحكومً الدولً‬
‫ضرورة ملحة وتسرٌع العمل إلبرام اتفالٌات دولٌة ‪ .‬من شؤنها أن تسهل التعاون األمنً‬
‫فٌما بٌنها سواء تعلك األمر بإجراءات التحمٌك أو تسلٌم الجناة‪ .‬ومن هذه االتفالٌات ما هو‬
‫على المستوى اإلللٌمً ومنها ما كان على المستوى الدولً حٌث تهدؾ إلى حماٌة النظام‬
‫االجتماعً لكل الجماعات اإلنسانٌة والمحافظة على كرامة اإلنسان‪. 159‬‬

‫‪156‬‬
‫ٌنظر ‪ :‬ممدوح عبد الحمٌد عبد المطلب‪ ،‬البحث والتحمٌك الجنابً الرلمً‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪372-371‬‬
‫‪157‬‬
‫تصرٌح لام به العمٌد (ع‪ ،‬م) لابد المجموعة اإلللٌمٌة للدرن الوطنً بالوادي ٌوم ‪ 3133\14\35‬على الساعة التاسعة و النصؾ صباحا‪.‬‬
‫‪158‬‬
‫ٌنظر ‪ :‬فن التحمٌك الجنابً الرلمً‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪345‬‬
‫‪159‬‬
‫ٌنظر عبد المإمن بن صؽٌر ‪ ،‬تطبٌك النص الجنابً بٌن االللٌمٌة و العالمٌة فً ظل عولمة مكافحة الجرابم المستحدثة‪ ،‬ممال جامعة سعٌدة‪،‬‬
‫‪ ،39/23/312:‬الجزابر‪ ،‬ص ‪.87‬‬

‫‪Page 67‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫إذا كانت شبكة االنترنت لد أتاحت لمستخدمٌها على مستوى العالم إمكانٌات ولدرات‬
‫ؼٌر مسبولة فً مجاالت االتصاالت والحصول على المعلومات‪ ،‬وإطبلق حرٌة التفكٌر‬
‫والمعرفة وإبداء الرأي‪ ،‬فإنه مع ذلن ترتب على هذه التكنولوجٌا الفرٌدة مشاكل تمنٌة‬
‫ولانونٌة ناجمة عن سوء استخدام للخدمات التً تمدمها تلن الشبكة‪ ،‬حٌث ٌستؽل البعض‬
‫حرٌة تداول المعلومات واالتصاالت فً نشر العدٌد من الكتابات المنحرفة للتعبٌر عن‬
‫أفكارهم المزٌفة ونفوسهم المشوهة‪ ،‬الشًء الذي ٌشكل مساسا بمصالح ٌفرض علٌها المانون‬
‫حماٌته مثل العبارات المإدٌة التً تشكل مساسا بالشرؾ واالعتبار‪.‬‬
‫وتعد جرٌمة التشهٌر بواسطة المذؾ عبر شبكة االنترنت من أكثر الجرابم الماسة‬
‫بشرؾ واعتبار األفراد‪ ،‬الشًء الذي فرض على المشرع المؽربً استحداث لوانٌنه‬
‫لمواجهتها‪ .‬وهو ما استجاب له المشرع من خبلل تعدٌل لانون رلم ‪ 29-246‬المتعلك‬
‫بالصحافة والنشر‪ ،‬والمانون رلم ‪ 2-4-24‬المتعلك بمحاربة العنؾ ضد المرأة وذلن بإضافة‬
‫ثبلثة فصول إلى مجموعة المانون الجنابً وهً ‪ 558-2‬و ‪ 558-3‬و ‪ 558-4‬وبالتالً‬
‫ٌكون المشرع المؽربً من خبللها هذه التعدٌبلت‪ ،‬لد نجح فً تجاوز التحدٌات المانونٌة‬
‫التً فرضتها الظواهر المستحدثة فً مجال االتصال عن بعد‪ ،‬والتً تشكل جرٌمة المذؾ‬
‫أحد مظاهرها‪.‬‬
‫وعلٌه‪ ،‬تبٌن لنا من خبلل دراستنا لجرٌمة المذؾ على ضوء المانونٌن المشار إلٌهما أعبله‪،‬‬
‫أن ‪:‬‬
‫علة تجرٌم المذؾ عبر شبكة االنترنت ترجع إلى مساس الوالعة بشرؾ المجنً علٌه‬ ‫‪‬‬
‫واعتبار‪ ،‬أو المس بالكرامة عن طرٌك تعابٌر شابنة ومحمرة؛‬
‫جرٌمة المذؾ عبر شبكة االنترنت كبمٌة الجرابم األخرى‪ ،‬التً تتطلب وجود ثبلث‬ ‫‪‬‬
‫أركان ركن شرعً ومادي وآخر معنوي‪ ،‬إذ ٌتكون الركن المادي فٌها من ثبلثة‬
‫عناصر وهً نشاط إجرامً‪ ،‬وموضوع النشاط‪ ،‬وصفة لهذا النشاط والمتمثلة‬
‫بالعبلنٌة؛ ‪ -‬جرٌمة المذؾ تموم على فعلٌن‪ :‬أولهما اإلفصاح عن الوالعة‪ ،‬وثانٌها هو‬
‫ما ٌحدث فً حالة التعبٌر عن الوالعة؛‬
‫الحظنا من خبلل نص المادة ‪ 83‬من لانون الصحافة والنشر رلم ‪ -24‬والتً عالبت‬ ‫‪‬‬
‫على نشر ادعاءات أو ولابع أو أخبار كاذبة إلى الؽٌر بإحدى طرق العبلنٌة ‪ ،‬إذ ذكر‬
‫المشرع عبارات وإما بواسطة مختلؾ وسابل اإلعبلم السمعٌة البصرٌة وااللكترونٌة‬
‫أو أٌة وسٌلة أخرى تستعمل لهذا الؽرض دعامة الكترونٌة لٌشمل جمٌع الوسابل‬
‫الحدٌثة ووسابل التكنولوجٌا المعلوماتٌة؛‬
‫عبلنٌة اإلسناد هً الركن الممٌز لجرٌمة المذؾ‪ ،‬وخطورتها تمس الشرؾ واالعتبار‬ ‫‪‬‬
‫نفسها حٌنما ٌتم إعبلنها عبر موالع شبكة اإلنترنت‪ ،‬ألن هذا اإلعبلن ٌحٌط به علم‬
‫كثٌر من الناس بالوالعة المشٌنة المنسوبة إلى المجنً علٌه‪.‬‬

‫‪Page 68‬‬
‫الئحة المراجع ‪:‬‬
‫‪ ‬الكتب ‪:‬‬
‫•سعٌد الوردي‪ ،‬جرابم السب والمدؾ عبر وسابل التواصل اإلجتماعً والموالع اإللكترونٌة‬
‫‪،‬دراسة فمهٌة ولضابٌة ممارنة ‪ ،‬فً ضوء أحكام المانون الجنابً المؽربً والمانون رلم‬
‫‪ 99.24‬المتعلك بالصحافة والنشر والعمل المضابً المؽربً و الممارن الطبعة ‪.3131،‬‬
‫•أبو الحسن علً بن إسماعٌل بن سٌده المرسً (ت ‪569‬هـ)‪ ،‬المخصص‪ ،‬دار إحٌاء‬
‫التراث العربً‪ ،‬بٌروت‬
‫•أبو عمر شهاب الدٌن أحمد بن دمحم بن عبد ربه ابن حبٌب ابن حدٌر بن سالم المعروؾ‬
‫بابن عبد ربه األندلسً (ت ‪439‬هـ)‪ ،‬العمد الفرٌد‪ ،‬دار الكتب العلمٌة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬ط‪2‬‬
‫‪2515‬هـ ‪.‬‬
‫•الرافعً‪ ،‬مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعٌد بن أحمد بن عبد المادر الرافعً (ت)‬
‫(‪٦٥٣١‬هـ ‪ ،‬وحً الملم دار الكتب العلمٌة‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫• مرسً‪ ،‬دمحم منٌر‪ ،‬التربٌة اإلسبلمٌة أصولها وتطورها فً الببلد العربٌة عالم الكتب‪ ،‬ط‬
‫‪.3116‬‬
‫•إبراهٌم عبد الخالك الوجٌز فً جرابم الصحافة والنشر ‪ ،‬ط‪ ،2‬المكتب الفنً لئلصدارات‬
‫المانونٌة‪.3113 ،‬‬
‫• أحمد أمٌن‪ ،‬علً راشد شرح لانون العموبات المصري‪ ،‬المسم الخاص ج ‪.2‬‬
‫•أحمد خضر شعبان ضمانات حرمة الحٌاة الخاصة فً الشرع والمانون دراسة ممارنة ‪-‬‬
‫منشورات الحلبً الحمولٌة‪ ،‬ط‪.3128 ،2‬‬
‫• األهوانً‪ ،‬د‪ .‬حسام الدٌن األهوانً‪24:8 ،‬هـ ‪2:89 -‬م‪ ،‬الحك فً احترام الحٌاة الخاصة"‬
‫الحك فً الخصوصٌة ‪ ،‬مصر ‪ ،‬دار النهضة العربٌة‪.‬‬
‫•باطلً‪ ،‬ؼنٌة الجرٌمة اإللكترونٌة ‪ -‬دراسة ممارنة‪ ،‬الدار الجزابرٌة‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫• بحر‪ ،‬ممدوح خلٌل بحر ‪ . 3122 ،‬م ‪ ، 3،‬حماٌة شبكات المعلوماتٌة الحٌاة الخاصة فً‬
‫المانون الجنابً‪ ،‬دراسة ممارنة‪ ،‬مصر‪ ،‬دار النهضة العربٌة‪.‬‬
‫‪ ‬األطروحات والرسائل‪:‬‬
‫•الخلٌفً‪ ،‬عبد الرحمن جرٌمة التشهٌر وعموبتها ‪-‬دراسة تؤصٌلٌة ممارنة تطبٌمٌة ‪، -‬‬
‫أطروحة لنٌل درجة الدكتوراه جامعة ناٌؾ األمنٌة الرٌاض ‪.3119 -‬‬

‫‪Page 69‬‬
‫• طرشً نورة مكافحة الجرٌمة المعلوماتٌة‪ ،‬مذكرة ماستر فً المانون الجنابً‪ ،‬جامعة‬
‫الجزابر ‪ 2‬سنة ‪3122/3123‬م‪.‬‬
‫‪ ‬المماالت ‪:‬‬
‫•الفاسً ٌاسٌن التشهٌر والمس بالحٌاة الخاصة فً المانون المؽربً ‪ ،‬مؽرب المانون ‪38 ،‬‬
‫فبراٌر ‪ ،3132‬فً الواجهة متفرلات لانونٌة ‪.‬‬
‫•بشاشة زٌاد ط‪ .‬د مدى مواءمة المواعد المانونٌة لحماٌة سمعة االنسان‪ ،‬مجلة الجامعة‬
‫اإلسبلمٌة للدراسات االلتصادٌة واإلدارٌة‪ ،‬مج‪ ،31‬ع‪ٌ ،3‬ونٌو ‪.3123‬‬
‫•بوشكٌوة‪ ،‬عبد الحلٌم أستاذ بكلٌة الحموق جامعة جٌجل آلٌات مكافحة الجرابم الماسة‬
‫باألخبلق واآلداب العامة على االنترنت‪.،‬‬
‫•بوعبدلً‪ ،‬جمال‪ ،‬حرٌة التعبٌر وحماٌة الحك فً السمعة مجلة العلوم المانونٌة والسٌاسٌة ‪/‬‬
‫مجلد ‪ ،21‬ع‪ ، 13‬سبتمبر ‪ .312:‬جمع و تبادل األدلة االثباتٌة واإللكترونٌة ‪ ،‬ورلة‬
‫معلومات أساسٌة من إعداد الفرٌك العامل المعنً بالتعاون الدولً ‪ ،‬مإتمر األطراؾ فً‬
‫اتفالٌة األمم المتحدة لمكافحة الجرٌمة المنظمة عبر الوطنٌة ‪.15‬‬
‫• جمع و تبادل األدلة االثباتٌة واإللكترونٌة ‪ ،‬ورلة معلومات أساسٌة من إعداد الفرٌك‬
‫العامل المعنً بالتعاون الدولً ‪ ،‬مإتمر األطراؾ فً اتفالٌة األمم المتحدة لمكافحة الجرٌمة‬
‫المنظمة عبر الوطنٌة‪،‬‬
‫•د‪ ،‬عبد المإمن صؽٌر‪ ،‬جامعة سعٌدة ‪،‬الجزابر‪ ،‬ممال بعنوان تطبٌك النص الجنابً بٌن‬
‫اإلللٌمٌة والعالمٌة فً ظل عولمة مكافحة الجرابم المستحدثة‪ ،‬مجلة العلوم المانونٌة‬
‫والسٌاسٌة مجلد ‪ ، 21،‬العدد ‪ ، 14‬ص ‪ 98-69‬دٌسمبر ‪.312:‬‬
‫دراسة علمٌة ممدمة لمإتمر ٌعمد فً جامعة النجاح بعنوان‪ :‬المإتمر الدولً لمكافحة الجرابم‬
‫اإل لكترونٌة فً فلسطٌن بعنوان‪ :‬دور المضاء الفلسطٌنً فً رد االعتبار للذٌن ٌتعرضون‬
‫للتجرٌح والتشهٌر عبر صفحات التواصل االجتماعً‪ ،‬إعداد د‪ .‬مجدي خضر الكردي‪،‬‬
‫‪.3127‬‬
‫•الدلوع‪ ،‬أٌمن أحمد المسإولٌة المدنٌة الناشبة عن الممارسات ؼٌر المشروعة عبر موالع‬
‫التواصل االجتماعً‪ ،‬مح ‪ ، 8‬ع ‪ ،44‬لحولٌة كلٌة الدراسات اإلسبلمٌة والعربٌة للبنات‬
‫باإلسكندرٌة‪.‬‬
‫• سبل و آلٌات مكافحة الجرابم اإللكترونٌة‪ :‬لراءة فً التجربة المطرٌة (‪3116‬م‪3125/‬م)‬
‫مجلة التمٌز الفكري للعلوم االجتماعٌة و اإلنسانٌة‪ ،‬العدد الخامس جانفً ‪.3132‬‬
‫• السراء‪ ،‬دمحم حسن األسالٌب الحدٌث والمهارات المتمدمة فً تحمٌك الجرابم اإللكترونٌة‪،‬‬
‫الفكر الشرطً مجلد ‪ ، 32‬ع (‪.3123)92‬‬

‫‪Page 70‬‬
‫•عادل دمحم الشر ٌجً عبد السبلم‪ ،‬دمحم الماٌل ‪ ،‬علً لابوسة الجرٌمة االلكترونٌة فً المضاء‬
‫االلكترونً مجلة األفاق للبحوث والدراسات السداسٌة‪ ،‬المركز الجامعً الٌزي‪ ،‬العدد ‪15‬‬
‫جوان ‪.312:‬‬
‫• الؽفٌلً‪ ،‬عبد الرحمن ‪ ،‬حكم التشهٌر بالمسلم فً الفمه اإلسبلمً ‪ ،‬بحث منشور فً مجلة‬
‫الشرٌعة والدراسات اإلسبلمٌة السنة ‪ ،7‬العدد ‪ ،58‬المملكة العربٌة السعودٌة‪ ،‬المصٌم‪،‬‬
‫(‪2533‬هـ ‪3112 -‬م)‪.‬‬

‫‪Page 71‬‬
‫الفهرس‬
‫انممذمح‪3...............................................................................................‬‬
‫انفصم األول ‪ :‬اإلطار انًفاهًًٍ نجزًٌت انتشهٍز اإلنكتزوًَ باألشخاص‪9..............‬‬
‫انًبحث األول ‪ :‬يفهىو جزًٌت انتشهٍز اإلنكتزوًَ باألشخاص‪9..........................‬‬
‫‪ ‬انًطهب األول ‪ :‬صىر جزًٌت انتشهٍز اإلنكتزوًَ‪01..................................................‬‬
‫أَال‪-‬انرشٍٕز تانكراتح‪11............................................................................ 7‬‬
‫ثاوٕا‪-‬انرشٍٕز تانرظُٔز‪11......................................................................... 7‬‬
‫ثانثا‪-‬انرشٍٕز تإعادج انىشز‪11...................................................................... 7‬‬
‫راتعا‪-‬اإلشارج تاإلعجاب‪13........................................................................ 7‬‬
‫‪ ‬انًطهب انثاًَ‪ :‬أركاٌ جزًٌت انتشهٍز اإلنكتزوًَ‪01..................................................‬‬
‫‪ ‬انفزع األَل‪ 7‬انزكه انمادْ‪15............................................................ 7‬‬
‫أَال‪-‬انضهُن اإلجزامٓ‪16.......................................................................... 7‬‬
‫ثاوٕا ‪ -‬انىرٕجح اإلجزامٕح ‪11........................................................................ 7‬‬
‫ثانثا‪ -‬انعاللح انضثثٕح ‪11............................................................................. 7‬‬
‫ثانثا ‪ -‬طُر انمظذ انجىائٓ فٓ جزٔمح انرشٍٕز االنكرزَوٓ عثز َصائم انرُاطم‬
‫االجرماعٓ‪12...........................................................................................‬‬
‫‪ ‬انفزع انثانث‪ 7‬عىظز انعالوٕح‪14........................................................... 7‬‬
‫انًبحث انثاًَ ‪ :‬األحكاو انعايت نجزائى انسب وانقذف فً انتشزٌع انًغزبً ‪99.............‬‬
‫‪ ‬انًطهب األول ‪ :‬أركاٌ جزًٌت انقدف ووسائم تحقٍق انعهٍُت‪01.........................................‬‬
‫‪ ‬انفمزج األَنّ ‪ 7‬انزكه انمادْ نجىحح انمذف ‪13............................................‬‬
‫أَال ‪ 7‬وشاط إجزامٓ ٔرمثم فٓ فعم اإلدعاء أَ اإلصىاد نشخض معٕه‪11.......................‬‬
‫ثاوٕا ‪َ 7‬العح لذف محذدج مه شأوٍا عماب مه أصىذخ إنًٕ أَ انمش تشزفٍأَ اعرثاري‪11.....‬‬
‫ثانثا ‪ 7‬ذحمك انعهىٕح فٓ فعم اإلصىاد‪12................................................................‬‬
‫‪ ‬انفمزج انثاوٕح ‪ 7‬انزكه انمعىُْ فٓ جىحح انمذف ‪14........................................‬‬
‫أَال ‪ 7‬انمظذ انجىائٓ‪14.................................................................................‬‬
‫ثاوٕا ‪ 7‬ذطثٕماخ انمضاء فٓ انمظذ انجىائٓ نجزٔمح انمذف‪16.....................................‬‬
‫‪ ‬انًطهب انثاًَ ‪ :‬أركاٌ وعقىبت جزًٌت انسب انعهًُ‪01.................................................‬‬
‫‪ ‬انفمزج األَنّ ‪ 7‬انزكه انمادْ‪13.............................................................‬‬
‫أَال ‪ 7‬إصىاد ذعثٕز شائه أَ عثارج ذحمٕز أَ لذح ال ذرضمه وضثح أْ َالعح معٕىح‪11.......‬‬
‫ثاوٕا ‪ 7‬أن ذكُن عثاراخ انضة مُجٍح نشخض معٕه‪11........................................‬‬
‫ثانثا ‪ 7‬أن ٔكُن انضة عهىٕا‪11........................................................................‬‬
‫‪ ‬انفمزج انثاوٕح ‪ 7‬انزكه انمعىُْ‪11...........................................................‬‬
‫‪ ‬انفمزج انثانثح ‪ 7‬عمُتح جزٔمح انضة انعهىٓ ‪12............................................‬‬
‫‪ ‬انفمزج انزاتعح‪ 7‬حاالخ انضة انعهىٓ انمعالة عهٍٕا فٓ انماوُن انجىائٓ‪13......... .‬‬
‫انفصم انثاًَ‪ :‬انقىاعد اإلجزائٍت نجزًٌت انتشهٍز اإلنكتزوًَ وسبم يكافحتها‪01..........‬‬
‫انًبحث األول‪ :‬خطىرة جزًٌت انتشهٍز اإلنكتزوًَ وقىاعدها اإلجزائٍت ‪01...............‬‬

‫‪Page 72‬‬
‫‪ ‬انًطهب األول‪ :‬خطىرة جزًٌت انتشهٍز باألشخاص عبز وسائم انتىاصم االجتًاعً‪09........... :‬‬
‫‪ ‬انفمزج األَنّ ‪ 7‬أٌمٕح ذجزٔم جزٔمح انرشٍٕز اإلنكرزَوٓ تانىضثح نألفزاد‪23........‬‬
‫أَال ‪ 7‬حمُق األشخاص انمىرمٕه نُصائم انرُاطم االجرماعٓ‪23...........................‬‬
‫ثاوٕا ‪ 7‬اإلنرزماخ انرٓ ذمع عهّ مضرخذمٓ مُالع انرُاطم االجرماعٓ ‪21 ................ 7‬‬
‫‪ ‬انفمزج انثاوٕح‪ 7‬أٌمٕح ذجزٔم جزٔمح انرشٍٕز االنكرزَوٓ نألشخاص تانىضثح‬
‫نهمجرمع‪21.................................................................................. .‬‬
‫‪ ‬انًطهب انثاًَ‪ :‬انقىاعد اإلجزائٍت نجزًٌت انتشهٍز اإلنكتزوًَ واالشكاالث انقاَىٍَت انًتعهقت بها ‪22..‬‬
‫‪ ‬انفمزج األَنّ‪ 7‬إجزاءاخ رفع دعُِ انرشٍٕز اإلنكرزَوٓ‪22.........................‬‬
‫‪ ‬انفمزج انثاوٕح ‪ 7‬اإلشكاالخ انماوُوٕح نجزٔمح انرشٍٕز اإلنكرزَوٓ ‪23................‬‬
‫أَال‪ 7‬طعُتاخ ذرعهك ترطثٕك انماوُن انجىائٓ‪23............................................. 7‬‬
‫ثاوٕا‪ -‬طعُتاخ ذرعهك تكشف انذنٕم فٓ جزٔمح انرشٍٕز اإلنكرزَوٓ‪ 7‬مه انظعُتاخ انرٓ‬
‫ذرعهك تكشف انذنٕم انزلمٓ ‪ ،‬وذكز مىٍا‪25................................................... 7‬‬
‫انًبحث انثاًَ‪ :‬يىقف انتشزٌعاث يٍ جزًٌت انتشهٍز اإلنكتزوًَ وسبم يكافحتها ‪01..‬‬
‫‪ ‬انًطهب االول ‪ :‬يىقف انتشزٌعاث انًقارَت يٍ جزًٌت انتشهٍز اإلنكتزوًَ وسبم يكافحتها‪01...‬‬
‫‪ ‬انفمزج األَنّ‪ 7‬مُلف انرشزٔعاخ انغزتٕح مه جزٔمح انرشٍٕز تاألشخاص عثز َصائم‬
‫انرُاطم االجرماعٓ‪33...................................................................‬‬
‫أَال ‪ -‬مُلف انمشزع األمزٔكٓ‪31............................................................ 7‬‬
‫ثاوٕا‪-‬مُلف انمشزع انفزوضٓ‪31.............................................................. 7‬‬
‫‪ ‬انفمزج انثاوٕح‪ 7‬مُلف انرشزٔعاخ انعزتٕح مه انجزائم انماصح تاالعرثار َشزف‬
‫األشخاص انُالعح عثز مُالع انرُاطم االجرماعٓ‪31........................... 7‬‬
‫أَال ‪ -‬مُلف انرشزٔعاخ انعزتٕح مه جزٔمح انرشٍٕز اإلنكرزَوٓ تاألشخاص عثز َصائم‬
‫انرُاطم االجرماعٓ‪31........................................................................ 7‬‬
‫ثاوٕاً‪ 7‬مُلف انرشزٔع انمغزتٓ مه انجزائم انماصح تإعرثار َشزف األشخاص انُالعح عثز‬
‫االورزوٕد ‪32....................................................................................‬‬
‫ثانثا ‪ -‬مُلف انشزٔعح اإلصالمٕح مه جزائم انرشٍٕز تاألشخاص انُالعح عثز مُالع انرُاطم‬
‫االجرماعٓ ‪33................................................................................. 7‬‬
‫راتعا‪ 7‬شزَط إتاحح انرشٍٕز فٓ انماوُن انممارن ‪34.......................................‬‬
‫‪ ‬انًطهب انثاًَ‪ :‬انسبم انىقائٍت واإلجزائٍت نًكافحت جزًٌت انتشهٍز اإلنكتزوًَ‪09.............‬‬
‫انفمزج األَنّ‪ 7‬انضثم انُلائٕح نمكافحح جزٔمح انرشٍٕز اإلنكرزَوٓ‪36...................‬‬
‫انفمزج انثاوٕح‪ 7‬انضثم اإلجزائٕح نمكافحح جزٔمح انرشٍٕز اإلنكرزَوٓ‪43............... 7‬‬
‫خاذمح ‪41........................................................................................ 7‬‬
‫الئحح انمزاجع ‪41............................................................................. 7‬‬
‫انفٍزس‪42.................... ....................................................................‬‬

‫‪Page 73‬‬

You might also like