Professional Documents
Culture Documents
جريمة التشهير الإلكتروني
جريمة التشهير الإلكتروني
Page 2
ممدمة:
إن الجرٌمة ظاهرة اجتماعٌة موجودة بوجود اإلنسان والمجتمع ،وتتطور بتطورهما،
وال شن أن اإلنسان ٌحاول االستفادة من التمدم التمنً ،الذي أثر علٌه فً كل المجاالت،
وخاصة أنه أمام عصر ٌتمٌز بثورة تكنولوجٌة ،وبزوغ أنماط جدٌدة من الجرابم التً لم
تكن موجودة فً السابك ،أصبحت تهدد عالمنا جراء األضرار الوخٌمة الناتجة عنها،
فجرٌمة التشهٌر تعد من الجرابم المستحدثة حالٌا وتعتمد على تمنٌة المعلومات خاصة على
وسابل التواصل اإلجتماعً كما أنها انتشرت بوتٌرة سرٌعة داخل كل المجتمعات فً
السنوات االخٌرة ،فإذا كانت موالع التواصل االجتماعً توفر ممٌزات للمستخدمٌن
كالتواصل والتبادل عبر شبكة االنترنت فهً بالممابل تعد مسرحا خصب لظهور أنواع
وأسالٌب مستحدثة للجرابم ،حٌث سمحت هذه الجرابم بانتهاكات تمس الحٌاة الخاصة فً
نطاق واسع كونها تجعل من المعلومات الشخصٌة متاحة للعامة حٌث أنهم ٌمومون بنشر
صور تمس كٌان الشخص وتسًء لذاته أو أحد أفراد عابلته وتمس شرفه وسمعته
واعتباراته والذي ساعد على انتشار مثل هذه الجرابم هو االستخدام الواسع والكبٌر لوسابل
التواصل االجتماعً مع عدم الحاجة إلى الجهد والولت ،مع كذلن توفر الدوافع النفسٌة؛
الحسد أو االنتمام الرؼبة فً الشهرة ،إلى ؼٌر ذلن ،فجرٌمة المذؾ العلنً عبر شبكة
االنترنت من الجرابم الحدٌثة التً لها األثر البالػ سلبا فً شخص اإلنسان وهً من لبٌل
جرابم االعتداء على الشرؾ واالعتبار األكثر شٌوعا وانتشارا عبر موالع شبكة االنترنت؛
إذ ٌساء استخدام هذه الشبكة للنٌل من شرؾ واعتبار األفراد بما ٌتم نشره من ادعاءات
Page 3
وولابع كاذبة ،ومثال ذلن :أن ٌموم الجانً بنشر أخبار كاذبة عن شخص آخر من لبٌل أنه
فالتمدم التكنولوجً والتطور فً وسابل االتصال الحدٌثة وما توفره من سرعة وسهولة
انتشار األخبار وانتمال المعلومات جعلت البعض ٌستؽل هذه الوسابل فً لذؾ الؽٌر من
خبلل إسناد ادعاءات وولابع كاذبة وعبارات محمرة وخادشة للشرؾ واالعتبار ،األمر الذي
حدا بالكثٌر من الدول إلى إصدار تشرٌعات خاصة بمكافحة الجرابم االلكترونٌة نصت فٌها
على تجرٌم المذؾ عبر الوسابل االلكترونٌة ،كما أصبحت جرٌمة التشهٌر وما ٌرتبط بها
من جرابم تمس الحٌاة الخاصة من الظواهر األكثر رواجا داخل المجتمعات العربٌة
والؽربٌة ،ال سٌما بعد الطفرة التكنولوجٌة التً حدثت فً األعوام األخٌرة ،و التً جعلت
جمٌع األشخاص ٌستعملون الحواسٌب و الهواتؾ الذكٌة المتصلة باإلنترنت سواء فً
األؼراض اإلٌجابٌة ،أو فً األؼراض السلبٌة وتسا بالحٌاة الخاصة لؤلفراد بحسن أو سوء
نٌة .بل أحٌانا ٌتم ذلن فً إطار منظم عن طرٌك عصابات إلكترونٌة أو ما ٌسمى بالذباب
اإللكترونً الذي ٌستهدؾ شخصٌة عامة أو خاصة بواسطة تشوٌه صورته داخل المجتمع و
الخوض فً تفاصٌل حٌاته الخاصة و الحمٌمٌة ،كما أن جرٌمة التشهٌر من الجرابم التً
تمس سمعة اإلنسان وكرامته ،وتإثر فً حٌاته بالسلب ولد تسبب له مشكبلت عدٌدة .وٌمكن
المول أن التشهٌر هو فضح أسرار تخص حٌاة شخص ما فً وسابل اإلعبلم ،وٌهدؾ إلى
تشوٌه سمعة الشخص ،كما لد ٌصاحب جرٌمة التشهٌر االبتزاز اإللكترونً فً معظم
Page 4
وتصنؾ جرٌمة التشهٌر جرٌمة خطٌرة ألنها ال تكون بالضرورة وحدها بل تمترن
بجرابم أخرى ولمساسها بسمعة الفرد وحٌاته وعبللاته ،لذلن ابدى المشرع المؽربً
كبٌرا لها للتصدي والحد من خطورتها و تكمن الصعوبة فً إثبات الجرٌمة
ً اهتما ًما
والتوصل إلى شخصٌة المجرم ،ألنه لٌس بالضرورة أن ٌكون معروفًا للضحٌة فربما ٌكون
مجرم مجهول معتاد على هذا النوع من األفعال للحصول على المال.
أهمٌة الموضوع:
تكمن اهمٌة هدا الموضوع فً كون أن جرابم التشهٌر المرتكبة عبر وسابل التواصل
االجتماعً ضد األشخاص تعد من الموضوعات الحدٌثة التً فرضت نفسها على المستوى
الوطنً والدولً على حد سواء ،وصارت تهدد أمن األفراد والمجتمع كما ان جرٌمة
التشهٌر االلكترونً تتسم بالحداثة وماسة بالشرؾ والسمعة ،ومرتبطة بالتطور التكنولوجً،
لذا كان ٌنبؽً على المشرع الجنابً مواجهتها بتشرٌعات حاسمة؛ لتحمٌك األمن كما أن
جرٌمة التشهٌر هً إحدى الجرابم التً تهدد الضرورٌات الخمس التً حثنا الشرع بحفظها
ومن أبرزها (حفظ العرض)
وتساهم جرٌمة التشهٌر بانهٌار أخبلق المجتمع ككل ،والبد من الولوؾ بحزم اتجاه
هذا الداء الخطٌر المتفشً .
ان اختٌارنا لموضوع جرٌمة التشهٌر االلكترونً لم ٌكن صدفه او اعتباطٌا وانما جاء
لعده اسباب منها:
االهتمام المتزاٌد بالجرابم االلكترونٌة بصفه عامة وجرٌمة التشهٌر بصفه خاصه التً
تتم عبر مختلؾ موالع التواصل االجتماعً كما انه هذا االختٌار جاء تعبٌرا عن اٌمان
عامك بما تشكله هذه الجرٌمة البشعه فً حك االنسان من خطر كبٌر خصوصا انها
تستهدؾ جمٌع شرابح وفبات المجتمع واٌضا اٌجاد حل لمعضله والعٌه تهدد بخطر كل ما
جعلته الظروؾ ٌمع ضحٌه لها.
Page 5
صعوبات البحث:
من بٌن الصعوبات التً واجهتنا فً انجاز هذا البحث وهً نظره الكتب والمراجع
المتخصصه فً هذا المجال وخاصه موضوع التشهٌر االلكترونً مما ٌصعب التنمٌب على
ما هو حدٌث فً هذا المجال مما ٌتطلب الكثٌر من الجهد والبحث الختٌار االفضل واالجود
علمٌا.
وتتفرع عن هذه اإلشكالٌة الربٌسٌة مجموعة من التساإالت الفرعٌة ولعل أهمها :
المناهج المعتمده:
ارتبٌنا لمحاوله دراسه هذا الموضوع االعتماد على مجموعه من المناهج و من اهمها
المنهج التحلٌلً الوصفً بؽٌه الولوؾ على االحكام العامه المحدده لماهٌه التشهٌر
االلكترونً والممتضٌات المانونٌه المنظمه لها وكذلن االعتماد على المنهج الممارن
االستجبلء المنظور الدولً واالللٌمً وتعامله للحد من جرٌمه التشهٌر كما تمت االحاطه
بالمنهج الممارن البراز التشابه واالختبلؾ بٌن النصوص المانونٌه الوطنٌه والتشرٌعات
الدولٌه.
خطه البحث:
Page 6
الفصل الثانً :المواعد االجرائٌة لجرٌمه التشهٌر االلكترونً وسبل مكافحتها
Page 7
الفصل األول :اإلطار
اإللكرتوني باألشخاص
Page 8
الفصل األول :اإلطار املفاهيني جلرمية التشهري اإللكرتوني باألشخاص
تعتبر جرابم التشهٌر وما ٌرتبط بها من مس بالحٌاة الخاصة لؤلفراد وجرابم المذؾ
والسب ظاهرة عالمٌة لم تستثن أي مجتمع خصوصا فً العصر الحدٌث الذي عرؾ تزاٌدا
واسعا لهذه الجرابم بفعل التطور التكنولوجً واإلعبلمً الذي مٌز العمود األخٌرة ،بحٌث
أصبح أؼلب سكان العالم ومعظم ساكنة المجتمع المؽربً ٌستعملون األجهزة اإللكترونٌة
المرتبطة بشبكة اإلنترنٌت ،وفً بعض األحٌان ٌصبح هذا اإلستعمال فً مساره السلبً لما
ٌستهدؾ نشر ما ٌتعلك بالحٌاة الخاصة لؤلفراد أو شرفهم وإعتبارهم الشخصً.
ؼالبا ما ٌتم المس بحٌاة األفراد واإلساءة إلٌهم على الموالع والصفحات اإللكترونٌة
وبؽرض اإلضرار بشخص معٌن واإلساءة إلى سمعته وما ٌترتب عن ذلن فً إطار محٌطه
اإلجتماعً والعابلً ،وعدد ضحاٌا التشهٌر واإلساءة فً تزاٌد ٌومً مستمر حتى أصبحت
بعض الصفحات والموالع اإللكترونٌة واإلعبلمٌة تتخذ الحٌاة الخاصة لؤلفراد مادة دسمة
لمنشوراتها ومماالتها تجاوزا منها لحدود حرٌة التعبٌر.
المبحث األول :مفهوم جرٌمة التشهٌر اإللكترونً باألشخاص
إن التشهٌر مصطلح لانونً ٌتناول جمٌع أشكال التعبٌر صراحة أو ضمنا للنٌل من
كرامة وسمعة أو شرؾ شخص ما؛ وٌعالب على التشهٌر فً معظم الدول وفما لمانون
العموبات وٌعتبر التشهٌر انتهان لحك الخصوصٌة .وللتشهٌر تعرٌفات عدة نذكر منها:
تعرٌؾ عادل عزام" :التشهٌر هو الجرابم التً ٌنشر فٌه المعتدي أسانٌد جارحة تنال
من شرؾ المعتدي علٌه وكرامته وتعرضه لكره الناس.1
وٌعرؾ التشهٌر بؤنه" إلدام شخص طبٌعً أو معنوي على كتابة ما ٌتضمن منا بسمعة
2
شخص طبٌعً أو معنوي بهدؾ تشوٌهها
وٌعرؾ كذلن بؤنه "نشر ألوال زابفة تنطوي على تشهٌر فً حك شخص آخر بدون
مسوغ لانونً ،وٌشترط فً الشخص الذي ٌشهر به أن ٌكون حٌا ،وال تمبل دعوى عن
شخص متوفى ،وال ترفع دعوى بشؤنها مهما سببت من ألم وؼم أللاربه ما لم تتضمن
األلوال تشهٌرا بهم.3
فالممصود بالجرٌمة بصفة عامة فعل صادر عن إرادة آثمة ٌعالب علٌها المانون
النطوابه على مساس بحك أو مصلحة جدٌرة بالحماٌة ،وجرٌمة التشهٌر ال تخرج عن ذلن
النطاق فهً جرابم عادٌة ٌبدو أنها ترتكب بوسٌلة معٌنة ،فمثبل ٌستوي فً جرٌمة المتل أن
ٌخنك الجانً ضحٌته بٌدٌه،أو أن ٌضربه بٌدٌه ،أو ٌركله بمدمه ،أو ٌطلك علٌه النار من
سبلح ناري ،أو أن ٌضربه بآلة حادة ،وال ٌعتد المانون بالوسٌلة ،إال إذا اعتبرها ظرؾ
1
عادل عزام ،سمؾ الحٌط ،جرابم الذم والمدح والتحمٌر المرتكبة عبر الوسابط اإللكترونٌة ،دار الثمافة ،األردن ،3122،ص.27:
2
نحلة مورٌس نخلة وآخرون ،3113،الماموس المانونً الثبلثً ،ط ،2منشورات الحلبً الحمولٌة ،بٌروت ،ص.622
3
النجار ،عبد هللا مبرون ،الضرر األدبً ،دار المرٌخ ،الرٌاض ،المملكة العربٌة السعودٌة2526،هـ ،ص.525
Page 9
مشدد فً جرٌمة محددة دون ؼٌرها ،كجرابم المذؾ والسب عبر استخدام وسابل التواصل
االجتماعً حٌث اعتبر المشرع أن النشر ظرؾ مشدد لها.4
والتشهٌر على االنترنت ٌختلؾ عن التشهٌر التملٌدي كونه ٌجمع بٌن التشهٌر المطبوع
والتشهٌر المسموع والمربً ،حٌث ٌجمع محتوى االنترنت بٌن النص والصوت والصورة،
والنشر وهو ما ٌوفر عنصر العبلنٌة ،بوصفه مكتوبا ومسجبل ومذاعا وٌمكن طبعه ،األمر
الذي ٌجعله أكثر دٌمومة ،وأكثر تعمدا ،وأكثر ضرر 5إن التشهٌر عبر االنترنت عرؾ
"بؤنه استخدام االنترنت لنشر مواضٌع مضرة بسمعة وكرامة لؽٌر ،سواء كان ذلن عن
طرٌك إحدى الصحؾ االلكترونٌة أو بواسطة البرٌد اإللكترونً أو من خبلل النشر على
لوحة اإلعبلنات اإللكترونٌة أو وسابل التواصل االجتماعً أو أٌة وسٌلة إلكترونٌة أخرى
متاحة على شبكات االنترنت" 6وعرؾ بؤنه "عبارات مكتوبة ٌبثها الجانً بمصد إٌذاء سمعة
الؽٌر أمام الجمٌع للتشهٌر به وجرح سمعته باستخدام الشبكة المعلوماتٌة أو إحدى وسابل
التمنٌة 7المبلحظ على هذا التعرٌؾ أنه التصر على العبارات المكتوبة بٌد أن التشهٌر لد
ٌكون بنشر صور أو فٌدٌوهات أو تسجٌبلت أو إٌماءات أو تعلٌمات ذلن أن له صور عدٌدة.
كما عرؾ بؤنه ":الجرابم التً ٌنشر فٌها المعتدي أسانٌد جارحة تنال من شرؾ المعتدي
علٌه وتمس كرامته وتعرضه لكره الناس ،8والمبلحظ على هذا التعرٌؾ أنه ذكر النشر
بصفة عامة ،وإن كان هذا األخٌر لد ٌكون بالصحؾ العادٌة أو اإلذاعة أو االنترنت فهو
ٌحتمل عدة صور.
وتتمٌز الجرابم اآلنفة الذكر المرتكبة بواسطة االنترنت بخطورتها الكبٌرة إذ تكمن
خطورة ارتكاب هذه الجرابم عبر االنترنت فً سرعة انتشار الخبر وعدم السٌطرة علٌها،
وذلن أنه فً حال ولوع هذه الجرابم ونشرت مثبل فً الصحؾ الٌومٌة أو حدثت فً مجلس
معٌن ٌمكن السٌطرة علٌها بالتحفظ على النسخ أو عدم النشر أو مصادرة المنشورات ،لكن
فً حالة النشر عن طرٌك شبكة االنترنت أو عبر موالع التواصل االجتماعً فإنه ٌصعب
السٌطرة على األمر.
ومن هنا نستطٌع أن نعرؾ جرٌمة التشهٌر اإللكترونً بؤنها" :نشر كل ما شؤنه
مساس بشرؾ وسمعة اآلخرٌن سواء تعلك األمر بسب أو لذؾ أو فضح أو إفشاء لسر أو
كذب عبر استخدام االنترنت وسواء كان المحتوى المنشور مادة صوتٌة أو مربٌة أو
مسموعة استنادا لهذا التعرٌؾ نستنتج بؤن جرٌمة التشهٌر اإللكترونً مناطها االعتداء على
سمعة اإلنسان بكل ما تحوٌه الكلمة من معنى ،بالسب والشتم ،أو المذؾ ،وربما فضح ولابع
أو أخبار عن الضحٌة ولعلها تكون أسرار فٌفشٌها أو نشر أخبار مؽلوطة عن المشهر به،
كما نستفٌد من هذا التعرٌؾ أن جرٌمة التشهٌر اإللكترونً ترتكز على أمرٌن:
4
ٌنظر :البرعً ،نجاد ،المجموعة المتحدة للمانون ،التشهٌر باستخدام االنترنت سإال وجواب ،سلسلة األوراق المانونٌة رلم،7ص.23
5
ٌنظر :الفٌصل ،عبد األمٌر ،دراسات فً اإلعبلم اإللكترونً ،مرجع سابك ،ص.428
6
نمبل عن سامان فوزي عمر ،المسإولٌة المدنٌة للصحفً – دراسة ممارنة -دار وابل للنشر ،األردن ،3118 ،ص.354
7
التمٌمً ،تمٌم عبد هللا التمٌمً2548 ،هـ ،الجرابم المعلوماتٌة فً االعتداء على األشخاص ،ط ،2الرٌاض ،مكتبة االلتصاد والمانون ،ص.22:
8عادل عزام ،سمؾ الحٌط،،جرابم الذم والمدح والتحمٌر المرتكبة عبر الوسابط اإللكترونٌة ،دار الثمافة للنشر والتوزٌع،ص .23:
Page 10
االول :المحتوى المنشور ٌتسع لكل ما فٌه مساس بالسمعة 9والشرؾ واالعتبار اٌه صوره
كانت كتابات مراسبلت تسجٌبلت صور رسومات فٌدٌوهات وٌبمى المجال مفتوحا ٌتسع
للتطور الحاصل فً التكنولوجٌا اعبلم واالتصال.
الثانً :وسٌلة النشر تتمٌز جرٌمة التشهٌر االلكترونً بوسٌله ارتكابها ذلن ان جرٌمة
التشهٌر معروفه من المدم الى ان لكل عصر اسلوبه ووسابله التً ٌستخدمها فً التشهٌر
باألشخاص ،والتطور الحاصل فً تمنٌه المعلومات فً عصرنا واالنتشار الكبٌر فً
استخدام وسابل التواصل االجتماعً بٌن كل فبات المجتمع جعل التشهٌر بهذه الوسٌلة اكثر
استخداما من الوسابل التملٌدٌة
هذا وٌبمى تحدٌد مفهوم جرٌمة التشهٌر من لبل المشرع ضرورة لبٌان ما هو التشهٌر
وما هو دونه لرفع اللبس لدى البعض بٌن الحك فً حرٌه التعبٌر وبٌنما ٌعد جرٌمة وبٌنما
ٌعتبر البعض تظلم وشكوى سٌما حٌن ٌتعلك االمر بشخصٌات بارٌه او موظؾ عام او
شخصٌه عامه ومع ؼٌاب تعرٌؾ محكم لمصطلح التشهٌر فانه ال تزال االشكال جلد البعض
بٌن هذه المفاهٌم.
المطلب األول :صور جرٌمة التشهٌر اإللكترونً
إن الناظر فً جرٌمة التشهٌر عبر وسابل التواصل االجتماعً ٌجد أنها تتخذ عدة
صور من حٌث المادة المنشورة وطرٌمة نشرها عبر تلن الوسابل وهذا التعدد هو تبعا لما
توفره وسابل التواصل االجتماعً من ممٌزات وخدمات لمستخدمٌها من إمكانٌة نشر
الصور أو المواد الصوتٌة أو مماطع الفٌدٌو باإلضافة للكتابة النصٌة وفً هذا المطلب
سنتناول تلن الصور على النحو التالً:
أوال-التشهٌر بالكتابة:
األصل فً الشرع أن الكتابة والخط بالشكل المتعارؾ علٌه والمعتاد بؤي صورة
كانت ،سواء أكانت بالوسابل المدٌمة كالكتابة بالملم فً األوراق ،أم كانت الكتابة بالوسابل
المعاصرة كالكتابة اإللكترونٌة فً الحاسب اآللً وما ٌتصل به من الموالع اإللكترونٌة
وسابل البرٌد اإللكترونً وموالع التواصل االجتماعً والرسابل النصٌة بالهاتؾ النمال،
فكلها تعتبر فً الشرع حجة على اإلنسان ٌإاخذ علٌها وٌساءل عن كتابته دٌانة ولضاء -
خبل الحدود والمصاص -إذا ثبتت وتؤكدت نسبتها إلٌه ،فكما ٌإاخذ على ألواله اللفظٌة
بلسانهٌ ،إاخذ على ألواله الكتابٌة ولد لٌل الخط أحد اللسانٌن.10
ٌمول ابن المٌم " :فإن الخط دال على اللفظ ،واللفظ دال على المصد واإلرادة ،وؼاٌة ما
ٌمدر :اشتباه الخطوط ،وذلن كما ٌعرض من اشتباه الصور واألصوات ولد جعل هللا
سبحانه وتعالى لخط كل كاتب ما ٌتمٌز به عن خط ؼٌره كتمٌز صورته وصوته عن
9
السمعة :هً الدكر المسموع او ما ٌسمع به من صٌت او ذكر الحسن او سًء اي لٌراه الناس وٌسمعوه المعجم الوسٌط مرجع سابك ،ج، 2ص
.563
10
ٌنظر :حولٌة كلٌة اللؽة العربٌة بجرجا ،مجلة علمٌة محكمة ،الرلم الدولً :161-3467ع ،312: ،34ممال بعنوان :األحكام الفمهٌة لجرابم
المذؾ والسب والتشهٌر عبر شبكات التواصل االجتماعً دراسة فمهٌة ممارنة ،ص.6349
Page 11
صورته وصوته 11ونستخلص مما سبك أن الكتابة تعبر على رأي الشخص وتخرج أفكاره
إلى إطار مادي وجودي ٌكون مسإوال عنه.
فحٌن ٌموم المستخدم لوسابل التواصل االجتماعً بكتابة ما ٌنطوي على إساءة
لشخص ٌمصد اإلساءة وإلحاق الضرر به بنص مكتوب إن كان لذفا أو سبا أو اعتداء على
الخصوصٌة بما ٌسًء فالنص الكتابً هو صورة من صور التعبٌر المفهوم وله داللته
ومعناه.
ثانٌا-التشهٌر بالتصوٌر:
ونمصد هنا بالصورة الملتمطة عن طرٌك اآللة أو رسم أو رمز أو مجسم أو فٌدٌو أو
ؼٌره ،وذلن حٌن ٌكون التشهٌر باألشخاص عن طرٌك نشر صورة دون رضا الضحٌة
عبر استخدام وسابل التواصل االجتماعً بمصد اإلساءة وإلحاق الضرر بالضحٌة.12
وبؽض النظر عن طرٌمة الحصول علٌها بموافمة الضحٌة أم ال ،بعلمه أو دون علمه.
ولد تكون حمٌمة فً حاالت:
نشر صور لشخص ؼٌر معروؾ بٌن الناس فً وضع ؼٌر البك اجتماعٌا.
نشر صور شخص فً فعل حمٌمً ،كؤن ٌمارس الجنس مع زوجته ،أو مع امرأة ال
تحل له ،كذا ٌمكن أن تكون الصورة عبارة عن رسم كرتونً .
ولد تكون هذه الصور ؼٌر حمٌمٌة كاستخدام تمنٌة الفوتوشوب للتموٌه كنشر رأس
شخص فً وضع مضحن أو شخص متدٌن ٌصور كمؽنً ،أو تركٌب صور على بعضها،
ولد تكون هذه الصورة بآلة أو بالٌد كالرسومات الكارٌكاتورٌة.
ثالثا-التشهٌر بإعادة النشر:
وذلن بإعادة ما تم نشره من تشهٌر باآلخرٌن ،حٌث ٌوفر تطبٌك الفاٌسبون باإلضافة
لتطبٌمات أخرى خاصٌة إعادة المنشور كما هو معروؾ مع اإلشارة إلى المصدر ،وهو ما
ٌسمى فً الفاٌسبون بمشاركة المنشور وإعادة نشره ،أو فً التوٌتر ب:
"رتوٌت" ولد عرؾ المشرع السعودي النشر اإللكترونً بؤنه" :استخدام وسابل تمنٌة
المعلومات الحدٌثة فً بث أو إرسال أو استمبال أو نمل المعلومات المكتوبة والمربٌة
والمسموعة سواء كانت نصوصا أو مشاهد أو أصوات أو صور ثابتة أو متحركة لؽرض
التداول" ...وٌرى المتؤمل أن إعادة النشر فً الحمٌمة نشر آخر ،وإن لم ٌتساوى مع الناشر
األصلً ،ولد ٌكون صورة من صور التروٌج ولد أحسن المشرع السعودي حٌن اعتبر
إعادة النشر كالنشر ابتداء ،وتفرد بذلن عن التشرٌعات الممارنة وجاءت اإلشارة إلى هذه
الصورة فً المادة الخامسة من نظام مكافحة جرابم المعلوماتٌة فً فمرتها األولى
"....الدخول ؼٌر المشروع إللؽاء بٌانات...أو إعادة نشرها 13،فجعل إعادة النشر جرٌمة
11
ابن لٌم الجوزٌة ،دمحم بن أبً بكر بن أٌوب بن سعد الزرعً الدمشمً أبو عبد هللا شمس الدٌن ،الطرق الحكمٌة ،مجمع الفمه اإلسبلمً ،جدة،
ج ،2ص .286
12
صمر ،نبٌل ،الوسٌط فً جرابم األشخاص ،دار الهدى ،عٌن ملٌلة -الجزابر ،ص.292
13
نظام مكافحة الجرابم المعلوماتٌة السعودي لرار مجلس الوزراء رلم 8:فً 8/14/2539هـ المرسوم الملكً رلم م1/14/2539 28/
Page 12
من الجرابم المعلوماتٌة إذا ما انطوت على جرٌمة .وأخذ المشرع الكوٌتً بتجرٌم إعادة
النشر واعتبر من لام بذلن مشاركا فً الجرٌمة.
رابعا-اإلشارة باإلعجاب:
وهً وضع عبلمة اإلعجاب من منشور ٌتضمن تشهٌر بؤحد األشخاص فمجرد وضع
عبلمة اإلعجاب أو ما "الٌن" فإن ذلن ٌزٌد من انتشار تلن المادة ،وإن كان التشرٌع
المؽربً ومعه تشرٌعات أخرى لم تنص على هذه الصورة إال أنه ٌمكن التماطها من النشر
المجرم ،ألن عبلمة اإلعجاب تعنً التؤٌٌد كما أنها فً حمٌمتها تساهم فً نشر هذا المحتوى
حٌث تزٌد حظوظ المادة فً االنتشار تحت ما ٌسمى الخبر األكثر إعجابا.
كما ٌذهب المشرع المؽربً لعدم مساءلة من ٌشٌر باإلعجاب جنابٌا إال إذا كان
شخصٌة مهمة ورأٌه ذو أهمٌة وله اعتبار ووزن فً المجتمع فً هذه الحالة ٌمكن مساءلته،
وأما ما دون ذلن فبل عبرة به والحكمة من ذلن أنه لو حوسب كل من أشار باإلعجاب لم
ٌبك من لم ٌحاسب فهو بلوى عامة.14
المطلب الثانً :أركان جرٌمة التشهٌر اإللكترونً
لكل جرٌمة أركان ال تتحمك إال بتوافرها وهً تنمسم إلى لسمٌن أركان عامة تكون فً
كل الجرابم عموما وأركان خاصة وهً التً ٌنص علٌها المانون لكل جرٌمة على حده،
وهً أركان تتفاوت من جرٌمة إلى أخرى ،وما ستناوله فً مطلبنا هو األركان العامة التً
تكون فً كل الجرابم ،ولد اختلؾ الفمه بشؤن تمسٌم األركان العامة منهم من عدها ثبلث
أركان الركن المادي والركن المعنوي والركن الشرعً ،ومنهم من عدها ركنٌن المادي
والمعنوي فمط وهذا ما سنتطرق إلٌه وفما لهذا الترتٌب ،باإلضافة لعنصر العبلنٌة الذي
ٌمكن أن نعده من األركان الخاصة لجرٌمة التشهٌر اإللكترونً ألنه إن لم ٌتوفر لم تكن
هنان جرٌمة بهذا الوصؾ .
الفرع األول :الركن المادي:
ٌتمثل الركن المادي للجرٌمة فً المظهر الخارجً لنشاط الجانً الذي ٌكون مناطا
للتجرٌم ومحبل للعماب ذلن أن لانون العموبات ال ٌعالب على النواٌا فً ارتكاب الجرٌمة
واألفكار الباطنة وإنما إذا الترنت األفكار بنشاط إجرامً حل التجرٌم والعماب .
ومن الصعوبة بمكان تحدٌد الركن المادي فً جرٌمة التشهٌر اإللكترونً ذلن أن
األمر ٌتعلك بجرٌمة مسرحها هو بٌبة افتراضٌة ،مما ٌجعل تحدٌد السلون اإلجرامً
والنتٌجة والعبللة السببٌة لهذه الجرٌمة أمر شابن وسنتناولها بالتفصٌل كاآلتً :
أوال-السلون اإلجرامً:
14
لماء لابد الفرلة اإلللٌمٌة للدرن الوطنً(ع،م) ،والٌة الوادي فً .35/14/3133
Page 13
هو عنصر مهم وضروري فً تكوٌن الجرٌمة ،وٌعرؾ بؤنه" :فعل الجانً الذي
ٌحدث أثرا فً العالم الخارجً ،وبؽٌر هذا السلون ال ٌمكن محاسبة الشخص" 15،وجرٌمة
التشهٌر اإللكترونً تمع بسلون إٌجابً .
والنشاط اإلجرامً لجرٌمة التشهٌر عبر االنترنت هو كل سلون ٌتم من خبلله نشر
معلومات خاصة باألشخاص باستخدام منظومة رلمٌة منشبة بواسطة برٌد إلكترونً أو رلم
هاتؾ،وٌسمح ألعضابه بإنشاء صفحة ومجموعة على ذلن المولع ،ووضع تعلٌمات
ومشاركات فٌه،كما تتٌح للعضو تحمٌل محتوى أو صورة على صفحته ،وكتابة تعلٌمات أو
إبداء إعجابات أو مشاركات ،16سواء كانت فً شكل صور أو فٌدٌوهات أو رسابل صوتٌة
أو دردشة مكتوبة ،مما ٌضر بسمعته ،وفمدان الثمة به ،وتؽٌر االنطباع علٌه ،سواء تم األمر
بعلم الضحٌة أم ال ،فً حضوره أو ؼٌابه ،مما ٌستوجب توافر شرط النشر للمحتوى بشكل
علنً .
فالسلون اإلجرامً فً هذه الجرٌمة ٌتخذ عدة صور منها::
أ -الحصول على معلومات وبٌانات و أسرار متعلمة بالحٌاة الخاصة لؤلشخاص الضحاٌا:
سواء عن طرٌك الثمة أو عن طرٌك مسًء لؤلشخاص أو عن طرٌك اختراق جهازه
وسرلة محتوٌاته من صور وفٌدٌوهات وتسجٌبلت ودردشات ......الخ.
كؤن ٌموم شخص باستؽبلل معلومات خاصة جدا فً هاتؾ ضابع أو تمت سرلته أو
اشتراه عن طرٌك استرجاع صور وفٌدٌوهات حساسة تم مسحها من طرؾ صاحبها الذي
هو نفسه الضحٌة بواسطة تطبٌمات مختصة.
ب-المٌام بصناعة محتوى مسًء للشخص وانتهان حرمة حٌاته الخاصة وإرفالها بكبلم
للسمعة واالعتبار ثم نشره ،سواء أكان صورا أو فٌدٌوهات أو كتابة أو دردشات ما سنجرٌة
عبر الفاٌسبون أو تحتوي على معلومات أو أخبار كاذبة أو مفبركة لعدد كبٌر من مسًء
المستخدمٌن.
ج-التنصت واستراق السمع :للمحادثات الخاصة أو السرٌة ،وٌمكن تعرٌفه بؤنه:
"االستماع سرا بؤي وسٌلة كانت أٌا كان نوعها إلى كبلم له صفة الخصوصٌة أو
سري صادر من شخص ما أو متبادل بٌن شخصٌن أو أكثر دون رضاه" ،ولد نهً هللا عز
وجل عن التدخل والتفتٌش فً أسرار الناس لال تعالى« :وال تمؾ ما لٌس لن به علم إن
السمع والبصر والفإاد كل أولٌن كان عنه مسبوال ﴾ [اإلسراء .]47وبمجرد االستماع
واستخدام هذا التسجٌل الذي حصل علٌه بطرٌك ؼٌر مشروع للتشهٌر بشخص ما أو التهدٌد
بالتشهٌر ٌتحمك الركن المادي للجرٌمة .والمبلحظ أن المشرع لم ٌشترط استخدام أجهزة
معٌنة المهم أنها تإدي للنتٌجة الجرمٌة ،مما ٌعنً اتساع نطاق استعمال أٌة أجهزة لد تظهر
فً المستمبل ،مما ٌعكس مساٌرة المشرع للتطور العلمً المذهل فً مجال االتصاالت .
15
رحمانً ،منصور ،الوجٌز فً المانون الجنابً العام ،دار العلوم للنشر والتوزٌع ،عنابة،د.ط ،ص.:9
16
ٌنظر :البرعً ،نجاد ،التشهٌر باستخدام االنترنت ،سإال وجواب ،المجموعة المتحدة للمانون،مرجع سابك ،ص.23
Page 14
د-النشر:
ٌتسع مفهوم النشر لٌشمل إضافة إلى المفهوم التملٌدي وهو السماح للؽٌر واطبلعهم
كذلن على الصورة أو سماعهم للمحادثة والؽٌر هنا ٌعنً عدد ؼٌر محدود من الناس،
وسوى المشرع بٌن المٌام "بالوضع أو بالسماح بالوضع" .بمعنى أنه نشر بنفسه أو مكن
ؼٌره من نشر ما بحوزته من محتوى ،فالمٌام بنشر أو مشاركة منشور مسًء مرفما بتعلٌك
ٌفٌد تؤٌٌدا أو إعجابا بمضمونه ،مسإولٌته تكون مشتركة بٌن الناشر األصلً و الشخص
المعلك .بٌنما لو كان التعلٌك مسًء على منشور ؼٌر مسًء فإن المسإولٌة الجنابٌة تمع
على صاحب التعلٌك وحده.
و ٌكفً فً تحمك المسإولٌة الجزابٌة أن ٌموم الناشر بنشاط ٌمكن من خبلله أن ٌطلع
على محتوى خاص .فمتى نشرها فً موالع التواصل االجتماعً فمد تحممت المسإولٌة دون
اشتراط أن ٌتم االطبلع علٌه بالفعل من الؽٌر .
أما عن وسابل نشر المعلومات :ال ٌشترط المانون وسٌلة أو طرٌمة معٌنة ،فالمهم هو
إشاعة الخبر وسط الجمهور .وهو األمر الذي ٌحدث عبر النشر فً وسابل التواصل
االجتماعً فً هذا السٌاق انتهت المحاكم األمرٌكٌة إلى جنحة التشهٌر اإللكترونً تكتمل إذا
كان النشر داخل مجموعات تواصلٌة ذلن أن مفهوم النشر لد تحمك فعبل بوجود الناشر وهو
المتهم والمستمبل وهو الضحٌة والطرؾ الثالث متمثبل فً آالؾ المستخدمٌن.
فالسلون اإلجرامً ٌتمحور حول لٌام شخص باستؽبلل محتوى مسًء صنعه بنفسه
أو صنعه ؼٌره فً التشهٌر .هذا النشاط اإلجرامً بكافة صوره ٌإدي إلى ضرر ٌمع على
المجنً علٌه بصفة خاصة وعلى المجتمع بصفة عامة وهذا ما سنراه فً العنصر الموالً.
ثانٌا -النتٌجة اإلجرامٌة :
ٌمصد بها " :األثر المترتب على السلون الجرمً والذي ٌتمثل فً الجرٌمة اإلٌجابٌة
فً التؽٌٌر الذي ٌحدث فً العالم الخارجً سواء كان مادٌا أو نفسٌا 17وٌمكن تعرٌؾ
النتٌجة بؤنها ما ٌسببه السلون اإلجرامً من ضرر أو خطر ٌصٌب أو ٌهدد مصلحة ٌحمٌها
المانون ،كما الحال فً جرٌمة المتل ولد ٌكون معنوي كما الحال فً جرٌمتنا محل هو
البحث.
تمع النتٌجة اإلجرامٌة فً جرٌمة التشهٌر اإللكترونً متى تم إٌداع المحتوى المسًء
فً موالع 59التواصل االجتماعً بؽض النظر عن الؽرض ،فجرٌمة التشهٌر تكون
متحممة لتوفر عنصر العبلنٌة و بالتالً فهو عنصر مفترض الولوع كما هو مفترض فً
التشهٌر عبر الصحؾ ،الذي هو ألل نطالا ،ومن باب أولى ٌكون التشهٌر عبر التواصل
االجتماعً بالؽة الجرمٌة.
ثالثا -العاللة السببٌة :
17
رحمانً ،منصور ،مرجع سابك ،ص .213
Page 15
ال ٌكفً لمٌام الركن المادي للجرٌمة أن ٌصدر سلون إجرامً من الجانً فً حك
المجنً علٌه وأن تحدث نتٌجة إجرامٌة بل البد من لٌام عبللة بٌن السلون والنتٌجة وهً
العبللة السببٌة .وٌمكن تعرٌؾ العبللة السبٌة بؤنها المجموعة العوامل اإلنجابٌة والسلبٌة
التً ٌستتبع تحممها حدوث النتٌجة على نمو الزم.18
وال تثار أٌة مشكلة حول موضوع السببٌة إذا كان ظاهرا أن فعل الجانً وسلوكه
اإلجرامً هو سبب النتٌجة الضارة كمن ٌضرب شخص بسكٌن فؤرداه لتٌبل ولكن الصعوبة
تكمن إذا تداخلت عدة أسباب فً إحداث النتٌجة الجرمٌة.19
وتحدٌد العبللة السببٌة فً هذه الجرٌمة جد صعب بسبب التعمٌدات المتعلمة بها ألنها
تمع فً بٌبة افتراضٌة ،وما ٌعنٌه ذلن من تشابن مراحل المدخبلت و المخرجات
اإللكترونٌة وتسببها فً حدوث النتٌجة المراد الحصول علٌها و هً اإلساءة للضحاٌا،
وانتهان سمعتهم واعتبارهم من هذا المنطلك فالعبللة السببٌة فً جرٌمة التشهٌر االلكترونً
باألشخاص تكون بٌن لٌام الجانً بالنشر فً موالع التواصل االجتماعً ألسرار و
معلومات و بٌانات تتعلك بخصوصٌات الضحاٌا ،والنتٌجة الحاصلة وهً التشهٌر
باألشخاص.
عرؾ بؤنه العلم بعناصر الجرٌمة مع اتجاه اإلرادة إلى تحمٌمها أو لبولها أو هو اتجاه
إرادة الجانً نحو ارتكاب الجرٌمة مع العلم ٌتوافر أركانها المانونٌة ،20ومن التعرٌؾ
نستخلص أن هذا الركن ٌتكون من عنصرٌن هما العلم واإلرادة ،فالعلم هو إدران األمور
على نحو مطابك للوالع ٌسبك اإلرادة ،أما هذه األخٌرة فتتمثل فً االتجاه من أجل تحمٌك
السلون اإلجرامً ،وٌمكن تفصٌل المول كاآلتً:
أوال -العلم :وٌعرؾ بؤنه " :حالة ذهنٌة أو لدر من الوعً ٌسٌل تحمك اإلرادة وٌعمل على
إدران األمور على نحو صحٌح 21بمعنى أن العلم هو الحالة النفسٌة التً تموم فً ذهن
المشهر جوهرها الوعً بحمٌمة عناصر الوالعة اإلجرامً التً ٌتشكل منها الركن المادي
بشؤن التشهٌر عبر استخدام وسابل التواصل االجتماعً مع تصور ولوع النتٌجة اإلجرامٌة.
وعناصر الوالعة اإلجرامٌة التً ٌلزم العلم بها للمٌام بالمصد الجنابً هً ما ٌتطلبه المشرع
إلعطاء الوالعة وصفها المانونً وتمٌٌزها عن ؼٌرها من الولابع اإلجرامٌة األخرى وأٌضا
عن الولابع المشروعة 22فاشتراط علم الجانً أن نشره المعلومات خاصة باألشخاص
الضحاٌا عبلنٌة فً موالع التواصل االجتماعً مع ما ٌرافك ذلن من أذى جسٌم هو جرٌمة
معالب علٌها لانونا .كما ٌعلم كل عناصر الجرٌمة من أول أخد أول أخد معلوماتهم الخاصة
وصورهم وتسجٌبلتهم واتصاالتهم سواء تحصل علٌها الجانً بنفسه أو عن طرٌك الؽٌر
18
حسنً ،محمود نحٌب ،المسم الخاص -جرابم االعتداء على األشخاص ،دار النهضة العربٌة ،الماهرة ،د.ط ،ص.35
19
ٌنظر رحمانً ،منصور ،مرجع سابك ص.216،215،
20
رحمانً ،منصور الوجٌز فً المانون الجنابً العام ،مرجع سابك ،ص .225
21
سلٌمان ،عبد هللا ،شرح لانون العموبات الجزابري ،المسم العام ،ج ،2د.ط ،دٌوان المطبوعات الجامعٌة ،ص.361
22
مؤمون ،سبلمة ،لانون العموبات ،دار سبلمة للنشر والتوزٌع ،مصر ،3129 ،ص .361
Page 16
وسواء تم ذلن عن طرٌك الثمة واألمان لوجود عبللة تربطهم أو عن طرٌك االختراق
والسرلة أو حتى عن طرٌك الصدفة ،ثم نشرها عبلنٌة فً منصة إلكترونٌة.23
ثانٌا -اإلرادة :للنا فً العنصر السابك أن العلم إرادة ذهنٌة بها ترتسم الجرٌمة فً ذهن
جسم الجانً ،فٌوازن بٌن اإللدام واإلحجام وما ٌترتب عن كل منهما واإلرادة تإدي دورٌن
أولهما االختٌار ،وثانٌهما نمل الفكرة من الذهن إلى الوالع .24إن نتٌجة نٌة الجانً اتجاه نشر
معلومات مسٌبة عن أشخاص و نشرها فً موالع التواصل االجتماعً ،مع علمه األكٌد
بكونها تسبب له أذى جسٌما ،أي انه ٌستلزم توافر اتجاه إرادته نحو تحمٌك العناصر المادٌة
للجرٌمة بتعدٌل إعداد الخصوصٌة لبل الضؽط على زر (النشر) الذي ٌجعل المنشور متاحا
للعامة من المستخدمٌن ،أو فً حالة جعله متاحا لرإٌة جمٌع أصدلاء المستخدم المسجلٌن
فً حسابه .وبذلن تكون شروط العبلنٌة البلزمة لولوع الجرٌمة متوافرة.
ثالثا -صور المصد الجنائً فً جرٌمة التشهٌر االلكترونً عبر وسائل التواصل
االجتماعً :وٌتخذ المصد الجنابً عدة صور منها المصد العام والمصد الخاص.
أ -المصد الجنابً العام هو الهدؾ الفوري والمباشر للسلون اإلجرامً وٌنحصر فً حدود
تحمٌك الؽرض من الجرٌمة أي ال ٌمتد لما بعدها.
ب-المصد الجنابً الخاص :هو ما ٌتطلب توافره فً بعض الجرابم فبل ٌكفً مجرد تحمٌك
الؽرض من الجرٌمة بل هو أبعد من ذلن أي أنه ٌبحث فً نواٌا المجرم ،من هنا نتساءل
عن المصد الجنابً الذي ٌجب توافره فً جرٌمة التشهٌر اإللكترونً.
إن المجرم اإللكترونً ٌتوجه من أجل ارتكاب فعل ؼٌر مشروع أو ؼٌر مسموح مع علم
ٌبررون أفعالهم بؤنهم مجرد
هذا المجرم بؤركان الجرٌمة وبالرؼم من أن بعض المخترلٌن ّ
فضولٌٌن وأنهم لد تسلّلوا صدفة ،فبل انتفاء للعلم كركن للمصد الجنابً ،وكان ٌجب علٌهم
أن ٌتراجعوا بمجرد دخولهم وال ٌستمروا فً االطبلع على أسرار األفراد والمإسسات ألن
جمٌع المجرمٌن واألشخاص الذٌن ٌرتكبون هذه األفعال ٌتمتعون بمهارات عملٌة ومعرفٌة
كبٌرة.
فالمصد الجنابً العام متوافر فً جمٌع الجرابم المعلوماتٌة دون أي استثناء ولكن هذا ال أن
هنان بعض الجرابم المعلوماتٌة تتطلب أن ٌتوافر المصد الجنابً الخاص مثل جرابم تشوٌه
ٌمنع السمعة عبراالنترن ت . 25وخبلصة ما سبك أنه حتى تكتمل جرٌمة التشهٌر
اإللكترونًٌ ،شترط أن تكون اإلثارة لابمة على سوء النٌة ،وتستهدؾ اإلساءة إلى السمعة
الشخصٌة ،أو انتهان الخصوصٌة ،واألمن الشخصً ،وإثارة المشاعر واالنتماص من
الكرامة واالعتبار أو االحتمار والسخرٌة والكذب المتعمد .كما ٌشترط أن ترى وتمرأ من
23
ٌنظر :مجلة دورٌة دولٌة محكمة متخصصة فً مجال العلوم المانونٌة والسٌاسٌة تصدر عن جامعة عمار ثلٌجً باألؼواط ،ممال بعنوان:
التكٌٌؾ المانونً الجرٌمة المذؾ عٌر وسابل التواصل االجتماعً ،إعداد ط .د لسود موسى ،جامعة العربً التبسً ،ص .395
24
رحمانً ،منصور الوجٌز فً المانون الجنابً العام ،مرجع سابك ،ص .22:
25
ونوؼً نبٌل ،الجرٌمة اإللكترونٌة فً التشرٌع الجزابري ،مجلة العلوم المانونٌة واالجتماعٌة جامعة زٌان عاشور الجلفة الجزابر،مج -5ع، 4
4سبتمبر ،312:ص.23
Page 17
خبلل طرؾ ثالث ،أي توافر عنصر العبلنٌة ،ومن تم فإن جرٌمة التشهٌر اإللكترونً ال
تكتمل إذا انحصرت فً دابرة المراسبلت الثنابٌة .26فما الممصود بالعبلنٌة؟
الفرع الثالث :عنصر العالنٌة:
أوال :مفهوم العالنٌة" :اإلظهار والجهر واالنتشار ،والذٌوع ،والنشر ،أي اتصال علم
الجمهور بفعل أو لول أو كتاب أو تمثٌل .27وتعرؾ بؤنها :اتصال علم الجمهور بفعل أو
لول أو كتاب أو تمثٌل. 28
"وتعتبر العبلنٌة جوهر جرٌمة التشهٌر اإللكترونً ،وعدم وجودها ٌعنً عدم وجود هذه
الجرٌمة ،حتى وإن توافرت أركانها األخرى ،كذلن فإن العبلنٌة تدل على أن المتهم ٌرٌد أن
ٌولع بالمجنً علٌه ضررا ال حدود له فهو إذن ٌظهر خطورة الجانً وخطورة الجرٌمة
التً ٌمدم علٌها"29وولد تتحمك العبلنٌة بصور متعددة سنذكرها فً العنصر البلحك
ثانٌا صور العالنٌة لد تكون باألعمال ،والحركات أو بالكالم والصراخ ،أو بالكتابة،
والصور بكافة أشكالها وما شابهها.
-2عبلنٌة األعمال والحركات تتحمك عبلنٌة األعمال والحركات إذا حصلت فً محل
عام أو مكان مباح للجمهور ،أو معرض لؤلنظار ،حٌث تتحمك العبلنٌة فً هذه
الصورة نظرا لطبٌعة المكان الذي تم الجهر فٌه بعبارات الذم والمدح والتحمٌر.
وتتحمك عبلنٌة األعمال والحركات إذا ولعت فً مكان خاص ؼٌر األماكن المذكورة وكان
فً مثل تلن األماكن مشاهدة مثل تلن األفعال .وتتحمك أٌضا عبلنٌة باستطاعة كان من
األعمال والحركات إذا ولعت فً مكان خاص وتحول هذا المكان إلى مكان عام بالمصادفة
.30
ولما كانت تمنٌات االنترنت تتٌح نمل الصوت والصورة من مستخدم آلخر فً أي مكان فً
العالم ،فإن عبلنٌة األعمال والحركات ٌمكن تصورها فً نطاق االنترنت.
وإذا كان األصل فً المذؾ والسب والذم والتحمٌر ٌمع بالمول والكتابة ،فإنه نادرا ما ٌتحمك
باألعمال والحركات كحركات الصم والبكم.
-3عبلنٌة المول والصٌاح تتحمك عبلنٌة الكبلم والصراخ إذا جهر بهما أو نمبل بالوسابل
اآللٌة ،بحٌث ٌسمعها فً كبل الحالٌن من ال دخل له فً الفعل.
فإذا كان المول أو الصٌاح فً محل عمومً بطبٌعته فتتحمك العبلنٌة ولو كان المحل خالٌا
من الناس ،إذ من المحتمل دابما سماعه ،أما إذا كان المحل العمومً بالتخصٌص أو
26
الفٌصل 4عبد األمٌر ،دراسات فً اإلعبلم اإللكترونً ،مرجع سابك ،ص .433
27
إبراهٌم عبد الخالك ،الوجٌز فً جرابم الصحافة والنشر ،ط ، 2المكتب الفنً لئلصدارات المانونٌة ،3113 ،ص .21
28
علً عبود جعفر ،جرابم تكنولوجٌا اإلعبلم الحدٌثة الوالعة على األشخاص والحكومة دراسة ممارن ،منشورات زٌن الحمولٌة ،البماع،3124 ،
ط ،2ص .448
29أحمد أمٌن ،علً راشد ،شرح لانون العموبات المصري ،المسم الخاص ،ج ،2ص .216
30
ٌنظر :الشوابكة دمحم أمٌن ،جرابم الحاسوب واالنترنت (الجرٌمة المعلوماتٌة) ،ط ، 2دار الثمافة للنشر والتوزٌع 311: ،ص.61،
Page 18
بالمصادفة فبل تتوفر العبلنٌة إال إذا حصل الجهر بالمول والصٌاح حال اجتماع الجمهور
ألن المحل تحول لمكان عام بوجود هذا الجمهور .وفً كل األحوال ٌرجع لماضً
الموضوع تمدٌر ما إذا كان المحل الخصوصً لد تحول عمومٌا بالمصادفة.31
وتتحمك عبلنٌة هذا الفعل أٌضا إذا تم نمل الكبلم والصراخ بالوسابل اآللٌة ،وٌمصد بها
االستعانة باألجهزة التً تجعل الكبلم مسموعا فً أنحاء المكان دون تمٌٌز ،سواء تم ذلن
بمكبرات الصوت أو المٌكروفونات أو أٌة وسٌلة ٌكشؾ عنها العلم وتإدي ذات الؽرض،
ومناط ذلن أن المشرع لم ٌحصر الممصود بالوسابل اإللكترونٌة ولم ٌمصرها على زمان
ومكان ،وبالتالً إذا تم نمل الكبلم والصراخ بواسطة االنترنت باعتبارها من الوسابل اآللٌة
فً نمل األصوات فإن عنصر العبلنٌة ٌتحمك فٌما لو سمعها من ال دخل له فً الفعل أما إذا
التصرت المراسبلت بٌن طرفٌن دون علم طرؾ ثالث فبل تتحمك االعبلنٌة
-4عبلنٌة الكتابة :تتحمك عبلنٌة الكتابة فً عرض الكتابة والرسوم الٌدوٌة والشمسٌة
واألفبلم والشارات والتصاوٌر على اختبلفها فً محل عام أو مكان مباح للجمهور أو
معرض ..ومن ذلن ما ٌنشر فً وسابل التواصل االجتماعً حٌث ٌصبح ما عرض
متاحا لجمٌع المستخدمٌن.32
ثالثا :مدى تحمك شرط العالنٌة فً جرٌمة التشهٌر اإللكترونً عبر تطبٌك الفاٌسبون:
مع تعد موالع التواصل االجتماعً وسٌلة من وسابل التعبٌر ،ولد نشؤت هذه الموالع
باألساس لمساعدة األفراد إلى التمارب والتشارن ،وكذلن التواصل األصدلاء والعابلة
واكتشاؾ األحداث المحلٌة والعالمٌة والعثور على المجموعات لبلنضمام إلٌها إال أن هذه
الموالع هً سبلح ذو حدٌن ،ألن البعض لد ٌموم بارتكاب األفعال الؽٌر مشروعة من جرابم
التشهٌر بواسطة النشر واإلذاعة حٌث أن تلن الجرابم ال تختلؾ طبٌعتها بتؽٌر الوسٌلة التً
33
ترتكب من خبللها
ولد استمر الفمه والمضاء المصري على اعتبار وسابل التواصل االجتماعً وسٌلة من
وسابل النشر التً ٌتحمك معها العبلنٌة لاعدة مإداها " :أن الفعل ٌعتبر علنٌا إذ لمسه الؽٌر
بحواسه ،أو كان ذلن ممكنا.
ومعنى ذلن أن العبلنٌة لها صورتان صورة فعلٌة وصورة حكمٌة ،ففً الصورة الفعلٌة
ٌلمس الؽٌر بحواسه أي ببصره أو بسمعه أو بؤٌة حاسة أخرى ،وذلن الفعل المادي الذي
34
ٌؤتٌهالجانً كمن لام بفعل التشهٌر فً الطرق والشوارع واألماكن العامة.
أما الصورة الحكمٌة فبل ٌلمس الؽٌر ذلن الفعل بحواسه فعبل ولكن ٌكون ذلن ممكنا ،أي
ٌكون فً استطاعة الؽٌر أن ٌلمسه ،فالعلنٌة تكون لابمة حكما ال فعبل ،أي أنها تعتبر لابمة
لانونا ولو أنها لم تمع فعبل وهذا ما ٌنطبك على النشر على االنترنت.
31
ٌنظر :بوسمٌعة ،حسن ،الوجٌز فً المانون الجنابً الخاص ،المرجع سابك ،ص .314
32
دمحم أمٌن الشوابكة ،جرابم الحاسوب واالنترنت (الجرٌمة المعلوماتٌة) ،ط ، 2مرجع سابك ،ص .64-61
33
طارق فتحً سرور ،الوسٌط فً لانون العموبات المسم الخاص ،ط ،3ص 71ص .72
34
ٌنظر البرعً نجاد ،مرجع سابك ،ص .22،
Page 19
ومن المبلحظ أن التشرٌعات العربٌة أؼلبها ذكر المول والصٌاح واإلٌماء أو الحركات
والصور والرموز والرسوم والكتابة على سبٌل المثال طرلا للعبلنٌة ،والبعض استطرد
كالمشرع المصري جله ذكر فً المادة 282من لانون العموبات حٌث أردؾ على ذلن أو
بؤي وسٌلة أخرى من وسابل العبلنٌة".35
مما سبك من التعرٌؾ بماهٌة جرٌمة التشهٌر اإللكترونً ٌتضح بؤنها جرٌمة كاملة األركان
وإن اختلفت عن جرٌمة التشهٌر بالصورة التملٌدٌة وذلن الختبلؾ الوسٌلة ومسرح الجرٌمة
.
المبحث التانً :األحكام العامة لجرائم السب والمذف فً التشرٌع المغربً
لمد ذهبت التشرٌعات الوضعٌة فً مجملها إلى تجرٌم أفعال السب والمذؾ والمعالبة علٌها،
ومن ضمنها التشرٌع المؽربً الذي تضمن عدة نصوص متفرلة بٌن المانون الجنابً
ولانون الصحافة والنشر تجرم أفعال السب والمذؾ وتعالب علٌها بعموبات زجرٌة.
لكن رؼم ذلن فمد أصبحت المضاٌا التً تعرض على المضاء فً هذا الشؤن فً تزاٌد
مستمر بات ٌفرض على رجال المانون ضرورة التدخل للولوؾ على الظاهرة وتحلٌلها
ورسم ما هو مسموح به وما هو مجرم وجب اإلحتراز منه .ولد جرم التشرٌع المؽربً
أفعال السب والمذؾ ،ووضع أحكاما عامة لهما تتعلك بكٌفٌة تحرٌن الدعوى العمومٌة طرق
ووسابل إثبات هذا الجرابم ،ثم أجال التمادم فٌها.
- 2إلامة الدعوى العمومٌة فً جرابم السب والمذؾ
المادة 4حسب من لانون المسطرة الجنابٌة فإن الدعوى العمومٌة تمارس ضد الفاعل
األصلً للجرٌمة والمساهمٌن والمشاركٌن فً ارتكابها .وٌمٌم الدعوى العمومٌة وٌمارسها
لضاة النٌابة العامة ،كما ٌمكن أن ٌمٌمها الموظفون المكلفون بذلن لانونا ً .وٌمكن أن ٌمٌمها
الطرؾ المتضرر طبما للشروط المحددة فً هذا المانون.
فاألصل إذن أن المشرع جعل تحرٌن الدعوى العمومٌة بٌد النٌابة العامة باعتبارها ممثلة
للمجتمع ،لكنه منح على سبٌل اإلستثناء إمكانٌة ممارسة هذا الحك من طرؾ الشخص
المتضرر من الجرٌمة .وهذا اإلستثناء تبرز أهمٌته بشكل كبٌر فً جرابم المذؾ والسب
العلنً بسبب تحفظ النٌابة العامة مبدبٌا عن تحرٌن الدعوى العمومٌة بشؤنه.
ذلن أنه تنفٌذا لتوجهات السٌاسة الجنابٌة الرامٌة إلى دعم :ممارسة الحموق والحرٌات
الدستورٌة ومنها حرٌة الصحافة والنشر ،فإن النٌابات العامة ال تحرن المتابعة تلمابٌا فً
حك الصحفٌٌن بشؤن جرابم الصحافة إال فً حاالت للٌلة تمتضٌها االجراءات المانونٌة أو
تتطلبها ضرورة الحفاظ على النظام العام والمإسسات .أما فً بالً الحاالت ،فٌتم إعمال
مبدأ المبلءمة بشؤنها ،وٌترن للمتضررٌن الخٌار لتمدٌم شكاٌات مباشرة أمام المضاء من
35
دمحم دمحم سٌد أحمد عامر ،المسإولٌة الجنابٌة عن تروٌج اإلشاعات عبر وسابل التواصل االجتماعً دراسة فمهٌة ممارنة بالمانون المصري
والنظام السعودي ،بحث ممدم لمإتمر وسابل التواصل االجتماعً ،التطبٌمات واإلشكاالت المنهجٌة جامعة اإلمام دمحم بن سعود اإلسبلمٌة ،الرٌاض،
3126-21
Page 20
أجل ما تعرضوا له من لذؾ أو سب ،حٌث عرفت سنة 3129تسجٌل 253شكاٌة مباشرة
تتعلك بجرابم الصحافة ،فً حٌن لم تتجاوز المتابعات التً حركتها النٌابة العامة تلمابٌا
خمس متابعات 36وهذا ما ٌبرز بشكل جلً دور الشكاٌة المباشرة فً تحرٌن الدعوى
العمومٌة فً جرابم السب والمذؾ .واإلدعاء المباشر هو وسٌلة المدعً بالحك المدنً
(المتضرر من الجرٌمة ) فً تحرٌن ورفع الدعوى مباشرة أمام المحكمة ،وذلن عن طرٌك
إلامة دعواه المدنٌة بالتعوٌض عن الضرر الذي لد لحمه من الجرٌمة أمام المضاء ،دون
المرور بمرحلة التحمٌك اإلبتدابً " . 37وهً مإطرة فً المانون المؽربً بموجب الفصول
45: - :6 - 4من لانون المسطرة الجنابٌة. 38
وبما أن المناسبة ال تسمح بالتعمك فً موضوع الشكاٌة المباشرة " فإننا سنكتفً بإبراز أهم
االشكاالت التً طرحت بشؤنها أمام المضاء.
وأول ما ٌجب التنبٌه إلٌه فً هذا اإلطار هو أن اإلدعاء المباشر ال بد أن ٌتم من طرؾ
المتضرر من الجرٌمة وهو من لحمه ضرر مادي أو أدبً مباشرة عن الجرٌمة سواء أكان
هو المجنً علٌه أو ؼٌره . 39وٌجب أن ٌتضمن هذا اإلدعاء جمٌع البٌانات الضرورٌة
المتعلمة سواء بوالعة السب والمذؾ ،الظروؾ التً تمت فٌها الجرٌمة ،مدى تحمك الشروط
المتطلبة لمٌامها ،تحدٌد هوٌة األشخاص المتهمٌن مع مراعاة الترتٌب الذي حدده المشرع
لذلن ،أداء الرسوم المضابٌة .إلى ؼٌر ذلن مما هو مطلوب لانونا لتفادي الحكم بعدم لبول
الشكاٌة.
ؼٌر أنه بالنسبة لبٌانات الهوٌة فمد ٌتعذر على المشتكً الحصول علٌها كاملة ،فٌموم
بتضمٌن بعضها دون البعض اآلخر ،فإذا استجاب المشتكى به المتهم لبلستدعاء وحضر
أمام المحكمة فإنه ٌمكن لهذه األخٌرة أن تموم بإتمام المعلومات النالصة .فمد اعتبرت
36
رباسة النٌابة العامة " :تمرٌر حول تنفٌذ السٌاسة الجنابٌة وسٌر النٌابة العامة 3129 -ص ،322منشور على المولع االكترونً لرباسة النٌابة
العامة .www.pmp.ma :
37
مجٌد خضر أحمد السبعاوي -كوفند جوتٌار دمحم " :اإلفراج عن المتهم فً الدعوى الجزابٌة :دراسة ممارنة " ،المركز العربً للنشر
والتوزٌع ،الطبعة األولى ،3128ص .2:9
38تنص المادة :6على أنه ٌ :جب على الطرؾ المدنً عند إلامته للدعوى العمومٌة ،ما لم ٌكن محصبلً على المساعدة المضابٌة ،أن
ٌودع بكتابة الضبط المبلػ الذي ٌفترض أنه ضروري لمصارٌؾ الدعوى ،وٌحدد له أجل لئلٌداع وذلن تحت طابلة عدم لبول شكاٌته،
وٌحدد هذا المبلػ بؤمر من لاضً التحمٌك الذي علٌه أن ٌراعً اإلمكانٌات المالٌة للمشتكً .إذا ألٌمت هذه الدعوى ضد لاض أو
موظؾ عمومً أو عون تابع للسلطة أو الموة العمومٌة ،وظهر أن الدولة ٌمكن أن تتحمل المسإولٌة المدنٌة من جراء أعمال تابعها،
ٌتعٌن على لاضً التحمٌك أن ٌشعر بإلامتها الوكٌل المضابً للمملكة.
و تنص المادة 45:على أنه :
ٌجب أن ٌ ،ستدعى أمام هٌبة الحكم الطرؾ المدنً الذي سبك أن تمدم بطلبه إلى هٌبة التحمٌك .وٌشترط لصحة تمدٌم طلب التعوٌض
أمام هٌبة الحكم ،أن ٌودع الطرؾ المدنً لزوما ً لبل الجلسة بكتابة الضبط أو أثناءها بٌن ٌدي الربٌس مذكرة مرفمة بصورة لوصل
أداء الرسم المضابً الجزافً ،وأن ٌحدد مطالبه األساسٌة ومبلػ التعوٌض المطلوب.
39وٌمكن لمن أراد التعمك فً موضوع الشكاٌة المباشرة أن ٌرجع لبعض المراجع التً تناولتها بتفصٌل منها مثبل :أحمد بن عجٌبة
" :الشكاٌة المباشرة فً لانون المسطرة الجنابٌة المؽربً " ،منشور بالمولع اإللكترونً:
https://www.coursdroitarab.com/2017/03/pdf_3.htm
Page 21
المحكمة االبتدابٌة بالرباط " أن حضور المشتكى به أمام المحكمة وتؤكد هذه األخٌرة من
هوٌته كاملة وتدوٌنها تكون لد أصلحت ما تم إؼفاله من طرؾ المشتكً بخصوص هوٌة
المشتكى به ،وذلن استنادا للفصل 421من ق م ج وكذا احتراما الجتهادات محكمة النمض
فً هذا الباب 40كما أنه من المعلوم لانونا فً لواعد المسطرة الجنابٌة أن الشكاٌة المباشرة
الممدمة من طرؾ المشتكً والمصحوبة بطلب التعوٌض عن األضرار المادٌة والمعنوٌة
البلحمة به هً المعتمد لانونا وأن النٌابة العامة ال تكون فً مثل هذه الدعاوي طرفا أصلٌا
وإنما هً طرؾ منضم فمط إلى الشكاٌة المباشرة .ذلن أن المشرع الجنابً منح الحك
للمتضرر من أٌة جرٌمة كٌفما كان نوعها التوجه مباشرة إلى المحكمة بواسطة الشكاٌة
المباشرة فً حالة تهاون النٌابة العامة عن المٌام بواجب المتابعة فً أٌة جرٌمة كٌفما كان
نوعها والنٌابة العامة تبعا لذلن تتبنى فمط محتوى الشكاٌة المباشرة.41
وتبعا لذلن فإنه لٌس من الضروري تضمٌن الشكاٌة المباشرة عبارة بحضور السٌد وكٌل
الملن ،ففً نازلة عرضت على المضاء تشبت خبللها المشتكى به بكون المشتكً لم ٌضمن
شكاٌته المباشرة حضور السٌد وكٌل الملن مخالفا بذلن المادة 4من ق م ج الذي ٌعطً
لمضاة النٌابة العامة وحدهم حك ممارسة الدعوى العمومٌة ،وأنه بعدم تضمٌن المشتكً
بحضور السٌد وكٌل الملن بشكاٌته المباشرة ٌكون لد أعطى لنفسه باإلضافة إلى الحك فً
تحرٌن الدعوى العمومٌة حك ممارستها وهو ما ردت علٌه المحكمة بكون حضور النٌابة
العامة فً المضاٌا الجنحٌة من األمور المتعلمة بالنظام العام ،وشرط أساسً النعماد
الجلسات الجنحٌة وهو حضور ال ٌجد مصدره فً تضمٌنه بالشكاٌة المباشرة من عدمه،
وإنما من نص المانون ،األمر الذي ٌكون معه الدفع عدٌم الجدوى وٌتعٌن رده .42
والشكاٌة المباشرة ٌجب أن تكون واضحة من حٌث التعبٌر عن طلب تحرٌن المتابعة
المضابٌة ،فمد لضت المحكمة االبتدابٌة بالرباط بعدم لبول الشكاٌة التً تمدم بها وزٌر
الداخلٌة فً لضٌة لذؾ للمصالح األمنٌة ،معتبرة أنه وعلى فرض أن وزٌر الداخلٌة هو
ربٌس مختلؾ األجهزة األمنٌة بالمملكة ،والمخول له لانونا تمدٌم الشكاٌة عنها ،فإن الثابت
من خبلل كتابه الموجه بتارٌخ 18/16/3124إلى وزٌر العدل أنه التصر فمط على طلب
إجراء بحث لضابً فً الموضوع دون أن ٌشٌر صراحة إلى المتابعة بإحالة الدعوى
العمومٌة إلى المحكمة الزجرٌة المختصة ،على اعتبار أن الشكاٌة التً اشترط المشرع
توفرها فً المادة 82أعبله ،تمتضً أن تتضمن مطالبة صرٌحة من المجنً علٌه للسلطة
43
المختصة بمتابعة الجانً ومعالبته وهو ما ؼاب عن كتاب وزٌر الداخلٌة المرفك بالملؾ
.وأخٌرا ال بد من اإلشارة إلى أن الحك فً إثارة الدعوى العمومٌة بواسطة اإلدعاء
المباشر لٌس حكرا على التشرٌع المؽربً بل نجده ثابت أٌضا فً عدة تشرٌعات ممارنة
40
كمال عبد الواحد الجوهري" :موسوعة ممومات التمٌز والكفاءة فً أداء أعمال المحاماة :العلم والطرٌمة والخبرة ولواعد وآلٌات الممارسة
العملٌة النموذجٌة ألعمال المهنة " ،المركز المومً لئلصدارات المانونٌة ،الماهرة ،الطبعة األولى ،3126ص .453
41
لرار صادر عن الؽرفة الجنحٌة بمحكمة االستبناؾ بالرباط تحت عدد ،55:9بتارٌخ ،41/21/3119فً الملؾ رلم ،2995/3119/31
منشور بالعمل المضابً فً جرابم ،الصحافة ،مرجع سابك ،ص.61
42
حكم صادر عن المحكمة االبتدابٌة بشفشاون تحت عدد 316/1:بتارٌخ ،13/15/311:فً ملؾ جنحً .عدد ،758/19/3منشور بالعمل
المضابً فً جرابم الصحافة ،مرجع سابك،ص.225،
43
حكم صادر عن المحكمة االبتدابٌة بالرباط بتارٌخ ،23/14/3125فً الملؾ الجنحً عدد ،221:/3213/3124منشور بالمولع اإللكترونً
لمجلة مؽرب المانون www.maroclaw.com :
Page 22
منها مثبل التشرٌع التونسً ،حٌث ٌنص الفصل 47من مجلة اإلجراءات الجنابٌة ،على أن
" حفظ المضٌة من طرؾ وكٌل الجمهورٌة ال ٌمنع المتضرر من إثارة الدعوى العمومٌة
على مسإولٌته الشخصٌة وفً هذه الصورة ٌمكنه عن طرٌك المٌام بالحك الشخصً إما
طلب إحالة المضٌة على التحمٌك أو المٌام مباشرة لدى المحكمة ".
إذن فالشكاٌة المباشرة تحظى بؤهمٌة كبرى فً جرابم السب والمذؾ ،فهً السبٌل الوحٌد
اللتضاء الحموق بعد تحفظ النٌابة العامة عن تحرٌن المتابعة ،ؼٌر أنها على الرؼم من ذلن
فهً لٌست فعالة بسبب ما تفرضه على المواطنٌن من رسوم لضابٌة لمبولها ،تحددها
المحكمة وتحدد أجل تسدٌدها ،وال ٌتم المٌام بؤي إجراء لبل أدابها ،مما ٌشكل حاجزا أمام
العدٌد من المتضررٌن فً اللجوء إلى المضاءٌ ،ضاؾ إلى المشكل المتعلك بعبء إثبات
الجرٌمة.
المطلب األول :أركان جرٌمة المدف ووسائل تحمٌك العلنٌة
المشرع المؽربً لد عرؾ المذؾ فً الفصل 553من المانون الجنابً الذي ٌنص على أنه
" ٌعد لذفا إدعاء والعة أو نسبتها إلى شخص أو هٌبة ،إذا كانت هذه الوالعة تمس شرؾ أو
اعتبار الشخص أو الهٌبة التً نسبت إلٌها " .وهو نفس التعرٌؾ الذي أورده المشرع أٌضا
فً المادة 94من المانون رلم 99.24التً ورد فٌها أنه " ٌمصد فً مدلول هذا المانون
بالمذؾ :إدعاء والعة أو نسبتها إلى شخص أو هٌبة إذا كانت هذه الوالعة تمس شرؾ أو
اعتبار الشخص أو الهٌبة التً نسبت إلٌه أو إلٌها .
إن المذؾ كؽٌره من الجرابم ٌحتاج لمٌامه إلى ركنٌن أحدهما مادي -الفمرة األولى -
واآلخر معنوي -الفمرة الثانٌة
الفمرة األولى :الركن المادي لجنحة المذف
تنص المادة 94من المانون رلم 99.24على أنه ٌمصد فً مدلول هذا المانون بالمذؾ إدعاء
والعة أو نسبتها إلى شخص أو هٌبة إذا كانت هذه الوالعة تمس شرؾ أو اعتبار الشخص أو
الهٌبة التً نسبت إلٌه أو إلٌهاٌ ...عالب على نشر المذؾ أو السب مباشرة أو عن طرٌك
النمل ،حتى لو ورد هذا النشر بصٌؽة الشن أو كان موجها إلى شخص أو هٌبة لم ٌعٌنها أو
لم ٌحددها هذا النشر بكٌفٌة صرٌحة ولكن ٌمكن التعرؾ علٌها من خبلل العبارات الواردة
فً الخطب أو الصٌاح أو التهدٌدات أو المكتوبات أو المطبوعات أو الملصمات ،المجرمة
وكذا المضامٌن المنشورة أو المبثوثة أو المذاعة .وال تعتبر الولابع المثارة فً تعرٌؾ
المذؾ موجبة لتحرٌن دعوى المذؾ إال إذا كانت ولابع ٌعالب علٌها المانون .وٌتضح من
خبلل هذه المادة أن الركن المادي لجنحة المذؾ ٌتطلب فعل إدعاء أو إسناد موجه لشخص
معٌن -أوال ٌ -نصب على والعة ٌشترط فٌها شرطان أن تكون محددة ،وأن ٌكون من
شؤنها لو صحت عماب من أسندت إلٌه أو المس بشرفه أو اعتباره -ثانٌا -كما ٌتعٌن أن
ٌكون هذا اإلسناد علنٌا –
أوال :نشاط إجرامً ٌتمثل فً فعل اإلدعاء أو اإلسناد لشخص معٌن
Page 23
ذلن أن النشاط اإلجرامً المتمثل فً المذؾ ٌتطلب أن ٌكون هنان فعل إدعاء أو إسناد 2 -
-وأن ٌتم تعٌٌن الشخص الممذوؾ موضوع هذا اإلدعاء أو اإلسناد -3 -
- 1فعل اإلدعاء أو اإلسناد
ٌختلؾ مصطلح اإلدعاء عن مصطلح اإلسناد من حٌث المعنى ،بدلٌل أن اإلدعاء ٌمصد به
الرواٌة عن الؽٌر أو تروٌج ألوال تحتمل الصدق والكذب ،أما اإلسناد فٌنصرؾ إلى إسناد
أمر أو والعة إلى شخص معٌن على وجه الٌمٌن والتعٌٌن. 44
فبل ٌهم مدی وٌتحمك اإلسناد أو اإلدعاء بنسبة الوالعة إلى الشخص الممذوؾ على سبٌل
التؤكٌد سواء كانت الولابع المدعى بها صحٌحة أو كاذبة 45فـ صحة الوالعة المسندة بمدر ما
ٌهم اإلدعاء أو اإلسناد.
وهو ٌتحمك بؤي وسٌلة من وسابل التعبٌر سواء بالمول أو الكتابة أو اإلشارة سواء تم على
سبٌل المطع أو الشن ،المهم أن ٌكون من شؤنه أن ٌلمً فً أذهان العامة من الناس عمٌدة
ولو ولتٌة فً صحة اإلسناد أو اإلدعاء. 46
وبالرؼم من اختبلؾ المعنى بٌن مصطلحى اإلدعاء واإلسناد ،فإن المشرع المؽربً لد جعل
الجزاء ،واحدا ،حٌث وحد الجزاء فً هذه الجرٌمة سواء تم المدؾ ،عن طرٌك اإلدعاء أو
اإلسناد ،مما ٌإكد أن الماذؾ ال ٌمكنه أن ٌكون فً حل من المسإولٌة الجنابٌة أٌا كانت
الصٌؽة المستعملة تشكٌكا أو ٌمٌنا ،وسواء تم المذؾ عن طرٌك النشر أو المراسلة المكشوفة
أو بالطرق اإللكترونٌة.
وهو ٌتحمك بؤي وسٌلة من وسابل التعبٌر سواء بالمول أو الكتابة أو اإلشارة سواء تم على
سبٌل المطع أو الشن ،المهم أن ٌكون من شؤنه أن ٌلمً فً أذهان العامة من الناس عمٌدة
ولو ولتٌة فً صحة اإلسناد أو اإلدعاء .
بل اكثر من دلن ذلن فالمادة 98من لانون الصحافة والنشر تنص على أنه " ٌمكن ألي
شخص ٌعتبر نفسه ضحٌة لنشر لذؾ أو سب أو مس بالحٌاة الخاصة أو مس بالحك فً
الصورة بطرٌمة مباشرة أو عن طرٌك النمل ،"...وهو ما ٌعنً أن اإلسناد لد ٌكون بطرٌمة
مباشرة أي نابع من إرادة الماذؾ ،ولد ٌكون مجرد نمل عن صحٌفة أخرى أو أي مصدر
آخر .وفً كلتا الحالتٌن تموم المسإولٌة عن المذؾ وال ٌمكن دفعها بكون المتهم إنما لام
بإعادة نمل ما تم نشره سابما .وفً هذا اإلطار لضت محكمة النمض بنمض المرار الذي
لضى بعدم ا االختصاص بالبث فً المطالب المدنٌة تبعا لبراءة المطلوب من جنحتً السب
والمذؾ بعلة أن المطلوب لم ٌمم هو شخصٌا بالمذؾ والسب ولم ٌنسبه بصفته الشخصٌة
للطاعنة وأن كل ما لام به هو نشر ما عاٌنه دون منالشة ما نشر فً إطار ما نصت علٌه
44
حسن فتوخ :دور المضاء المؽربً فً حماٌة حرٌة الصحافة (جنحة) المذؾ) :دراسة فً المفهوم والمسطرة والمعاٌٌر المضابٌة " ،ممال
منشور بالمولع اإللكترونًhttps://www.maroclaw.com :
45
عبد المجٌد زعبلنً " :لانون العموبات الخاص " ،دار هومة ،الجزابر ،الطبعة الثانٌة ،3117 ،ص.221،
46
عٌاط سارة " :جرٌمة المذؾ على شبكة األنترنت " ،مذكرة مكملة من ممتضٌات نٌل شهادة الماستر فً الحموق ،جامعة دمحم خٌضر بسكرة
الجزابر الموسم الجامعً ،3124/3125ص.26،
Page 24
الفمرة الثالثة .المادة 55المذكورة أعبله والتً تعالب على السب والمذؾ سواء كان النشر
بطرٌمة مباشرة أو بطرٌك النمل حتى ولو أفرغ ذلن فً صٌؽة الشن واإلرتٌاب ،وبذلن
فالمرار المطعون فٌه الذي أٌد الحكم االبتدابً وتبنى علله نالص التعلٌل الموازي النعدامه
فٌما لضى به فً الدعوى المدنٌة فمط مما ٌتعٌن معه التصرٌح بنمضه بهذا الشؤن.47
إذن فاإلسناد ٌتحمك سواء أفرغ فً صٌؽة الٌمٌن أو مجرد الشن ،وسواء استعملت فً المذؾ
وسابل النشر أو تم عبر المراسبلت المكشوفة أو بموالع التواصل اإلجتماعً والصحؾ
اإللكترونٌة .وال ٌعفى الماذؾ من المسإولٌة إال إذا تعلك األمر بمجرد انتماد شخص دون
توجٌه اتهام له بما ٌشٌنه 48.أو تعذر تعٌٌنه سواء بصفة صرٌحة أو ضمنٌة - 3 .تعٌٌن
الشخص الممذوؾ
حتى لو ورد هذا تنص المادة 94أعبله على أنه ٌعالب على نشر المذؾ ....النشر بصٌؽة
الشن أو كان موجها إلى شخص أو هٌبة لم ٌعٌنها أو لم ٌحددها هذا النشر بكٌفٌة صرٌحة
ولكن ٌمكن التعرؾ علٌها من خبلل العبارات الواردة فً الخطب أو الصٌاح أو التهدٌدات
أو المكتوبات أو المطبوعات أو الملصمات ،المجرمة وكذا المضامٌن المنشورة أو المبثوثة
أو المذاعة.
وبناء علٌه فالمطلوب فً لٌام جرٌمة المذؾ لٌس هو التعٌٌن الصرٌح للممذوؾ بذكر إسمه
وهوٌته الكاملة ،بل ٌتحمك المذؾ سواء تم تعٌٌن الممذوؾ وفما لما ذكر ،أو تم اإلكتفاء
بالتلمٌح والتعرٌض بعبارات لد ٌفهم منها الشخص الممصود بالمذؾ.
فتعٌٌن الممذوؾ إذن كما ٌكون صرٌحا لد ٌكون ضمنٌا ،وذلن عن طرٌك اإلٌماء والتشبٌه
والترمٌز واإلشارة ونحو ذلن ،كؤن ٌطلك أوصافا بدٌبة ،ولد ٌكون لذفا وٌلصمها بشخص ما
بذكر صفة تمٌزه عن ؼٌره ،كؤن ٌصفه باألبرص أو األعور ونحوه ،وٌجعل هذا دلٌبل علٌه
" 49.وبما أن الممذوؾ لد ٌكون شخصا طبٌعٌا أو اعتبارٌا فإن هذا الحكم ٌسري علٌهما
معا ،فٌموم المذؾ كلما كانت العبارات الدالة علٌه تسعؾ فً تحدٌد الممذوؾ كٌفما كانت
طبٌعته.
ثانٌا :والعة لذف محددة من شأنها عماب من أسندت إلٌه أو المس بشرفهأو اعتباره
انطبللا من ممتضٌات المادة 94أعبله ٌتضح لنا أن والعة المذؾ ٌجب أن ٌتوفر فٌها
شرطٌن أساسٌٌن هما أن تكون محددة - 2وأن ٌكون من شؤنها عماب من أسندت إلٌه أو
المس بشرفه أو اعتباره - 3 -
-1-أن تكون والعة المذف محددة
47
لرار صادر عن محكمة النمض تحت عدد 596بتارٌخ 13أبرٌل ،3125فً الملؾ الجنحً عدد ، :622/7/4/3124منشور بمجلة لضاء
محكمة النمض عدد ،3125 ،88ص .453
48
حسن فتوخ :مرجع سابك.
49
عبد ال رحمن بن سعد الدوسري " :إساءة حك التعبٌر فً اإلعبلم السعودي " ،بحث تكمٌلً لمرحلة الماجٌستٌر المعهد العالً للمضاء ،السعودٌة،
، 2542ص 6:.
Page 25
ٌشترط فً الوالعة موضوع اإلسناد أو اإلدعاء أن تكون محددة " 50فإن لم تكن الوالعة
محددة فبل ٌكون الفعل لذفا وإنما ،سب فمن ٌصؾ مثبل شخص
باإلرتشاء دون نسبة والعة محددة له ٌكون لد ارتكب والعة السب دون المذؾ ومن ٌمول
لشخص ما بؤنه لص هو سب ألنه لٌس به ولابع محددة 51.وتكون الوالعة محددة فً هذٌن
المثالٌن عندما ٌمول الماذؾ بؤن فبلن لد أخذ رشوة من فبلن ممابل التوسط له لبلستفادة من
صفمة عمومٌة مثبل ،أو ٌمول بؤن فبلن لام بسرلة معدات من المستودع البلدي.
فتعٌٌن والعة المذؾ ٌعنً أن ٌنصب اإلدعاء أو اإلسناد على والعة معٌنة أو محددة ،ؼٌر
أنه ال ٌستلزم أن ٌكون هذا التحدٌد مطلما وشامبل ،بل ٌكفً التحدٌد النسبً إن كان ٌدل فً
الظروؾ التً تم فٌها عن لصد الجانً.52
فكما هو الحال فً تعٌٌن الممذوؾ ال ٌشترط أن تكون الوالعة المسندة محددة تحدٌدا تاما
بذكر كل التفاصٌل المتعلمة بها حتى ٌعتبر إسنادها محمما لجرٌمة المذؾ ،بل ٌكفً أن ٌكون
هذا التحدٌد نسبٌا ،أي ٌكون متضمنا العناصر األساسٌة التً ٌمكن عن طرٌمها استنباط
والعة محددة من صٌؽة اإلسناد ،فٌعتبر لاذفا رؼم عدم تحدٌد الوالعة تحدٌدا كامبل نسبة
شخص إلى ؼٌره أنه سارق أو مرتشً إذا كان ٌمصد بذلن والعة معٌنة ٌمكن تحدٌدها
باإلستعانة بالظروؾ المحٌطة باإلسناد " . 53كؤن ٌكون الحدٌث مثبل عن سرلة محل
للمجوهرات فٌمول الماذؾ للممذوؾ أنت هو السارق ،ففً هذه الحالة بالرؼم من عدم تعٌٌن
الوالعة فظروؾ إسنادها تدل على أن الممصود بها هو سرلة المحل.
أما المرجع فً تعرٌؾ حمٌمة ألفاظ السب أو المذؾ فهو بما ٌطمبن إلٌه الماضً من تحصٌله
لفهم الوالع فً الدعوى ،وال رلابة علٌه فً ذلن لمحكمة النمض ما دام لم ٌخطا فً التطبٌك
المانونً على الوالعة.
- 2أن ٌكون شأن والعة المذف عماب من أسندت إلٌه أو المس من بشرفه أو اعتباره
إلى جانب ضرورة تحدٌد والعة المذؾ ،ال بد أن تكون العبارات المستعملة فً المذؾ تمس
بشرؾ الممذوؾ أو اعتباره أو توجب عمابه
فاإلنسان ٌحتاج فً حٌاته إلى سبلمته الجسدٌة ،مثلما ٌحتاج إلى السبلمة المعنوٌة ،حتى
ٌحٌا الحٌاة الكرٌمة الهادبة وٌنعم بها ،ولٌستطٌع تؤدٌة دوره فً المجتمع على أكمل وجه،
وٌصبح عضوا نافعا إٌجابٌا ال سلبٌا ،فحٌاة العز والكرامة تعطً لئلنسان دافعا لخدمة دٌنه
وبلده ومجتمعه54 .وكل خدش لئلعتبار أو الشرؾ أو السمعة ٌنمص من هذه الكرامة وٌحط
من لدر اإلنسان داخل مجتمعه
50
نوال طارق ابراهٌم العبٌدي " :الجرابم الماسة بحرٌة التعبٌر عن الفكر " ،دار الحامد للنشر والتوزٌع ،عمان ،الطبعة األولى ،3119 ،ص
.314
51
أحمد بن عجٌبة :مرجع سابك ،ص .24
52
عٌاط سارة :مرجع سابك ،ص .28
53
إٌهاب عبد المطلب " :الموسوعة الجنابٌة الحدٌثة فً شرح لانون العموبات " ،مرجع سابك ،ص .731
54
إحسان علو حسٌن" :األضرار التً تلحك بالمتهم وعبلجها :دراسة ممارنة فً الفمه والمانون" ،نشر دار الكتب العلمٌة بٌروت بدون طبعة وال
تارٌخ النشر ،ص .83
Page 26
وللتمٌٌز بٌن ما ٌمس الشرؾ وما ٌمس اإلعتبار ٌرى ذ حسن فتوخ أن المساس بالشرؾ ٌهم
الشخص فً ذاته أو فً كرامته واستمامته .أما المساس باإلعتبار فهو ٌتعلك بالتمدٌر
والمكانة التً ٌحظى بها الشخص داخل المجتمع .وأن العمل المضابً لد مٌز بٌن هذٌن
المفهومٌن معتبرا أن " أن لوانٌن المهنة اإلعبلمٌة وضوابطها تنبنً على الموضوعٌة
والحٌاد االٌجابً بعٌدا عن المذؾ واإلهانة والمس بالحٌاة الخاصة لؤلفراد ".55
وبناء علٌه لكً نكون أمام المذؾ ٌجب أن ٌمس موضوعه الشرؾ أو اإلعتبار ،وبالتالً فإن
كل تعبٌر لٌس من شؤنه أن ٌمس بشرؾ أو اعتبار من وجه إلٌه ،أو ٌسًء إلى سمعته ،أو
أن ما تضمنه ال ٌعتبر جرابم ٌعالب علٌها ،فإنه ال ٌعتبر لذفا وال ٌمكن تحرٌن دعوى
المذؾ بناء علٌه ،وهذا ال أنه لد أصبح مباحا ،بل ٌمكن تكٌٌفه على أنه سب أو تشهٌر ٌعنً
....حسب الحالة.
أما األسلوب الذي تصاغ فٌه عبارات المذؾ فبل عبرة به ،فمتى كان المفهوم من عبارات
الماذؾ أنه ٌرٌد بها إسناد أمر شابن إلى شخص الممذوؾ بحٌث لو صح 86ذلن األمر
ألوجب عماب من أسند إلٌه أو احتماره والمس باعتباره عند أهل وطنه فإن ذلن اإلسناد
ٌكون مستحك العماب أٌا كان المالب أو األسلوب الذي صٌػ به. 56
فمد اعتبر المضاء أنه من تطبٌمات المذؾ وصؾ المشتكً بؤنه مواطن فوق العادة وبؤن
صفته "كولونٌل" فً الجٌش ،هً السبب المباشر فً حصوله على حكم نهابً ،وأن ذلن
ٌعنً كونه استؽل نفوذه فً الجٌش للتؤثٌر على المحكمة فً إصدار حكم لصالحه واإلسراع
باألمر فً تنفٌذه 57.ففً هذه النازلة اعتبرت المحكمة أن وصؾ الممذوؾ بكونه مواطن
فوق العادة .واعتباره ألنه مواطن عادي وال ٌرؼب فً أن ٌكون مواطن فوق العادة ،كما
أن ذكر صفته ككولونٌل فً الجٌش واإلدعاء بكونه استؽل نفوذه من أجل الحصول على
حكم لصالحه ٌستدعً إن صح متابعته بجرٌمة استؽبلل النفوذ وعمابه علٌها .مما ٌدل على
أن المحكمة كانت موفمة فً اعتبار الولابع أعبله لذفا فً حك ٌمس سمعته المشتكً.
وفً نازلة أخرى اعتبرت المحكمة االبتدابٌة بالرباط أن وصؾ الممذوؾ بكونه عمٌبل
للمخابرات الجزابرٌة والمطرٌة هو وصؾ ٌنطوي على المساس بكرامة المجنً علٌه وٌحط
من لدره واعتباره فً نظر الؽٌر وٌدعو إلى احتماره بٌن مخالطٌه ومن ٌعاشرهم فً الوسط
الذي ٌعٌش فٌه وبصفة خاصة فً الوسط الصحفً الذي ٌنتمً إلٌه المجنً علٌه وتتوافر به
العناصر التكوٌنٌة الجرٌمة معرفة لانونا "58.وهو أٌضا توجه صابب ألن العمالة من
األمور التً من كرامة الشخص واعتباره بٌن الناس وتوجب عمابه فً حالة المذؾ كما هً
تحط ثبوتها.
ثالثا :تحمك العلنٌة فً فعل اإلسناد
55
حسن فتوخ :مرجع سابك
56
إٌهاب عبد المطلب " :الموسوعة الجنابٌة الحدٌثة فً شرح لانون العموبات " ،مرجع سابك ،ص .745
57
لرار صادر عن محكمة االستبناؾ بوجدة تحت عدد 292:بتارٌخ ،2:/14/311:فً الملؾ الجنحً عدد ،52/1:منشور بالعمل المضابً
فً جرابم الصحافة ،مرجع سابك ،ص .21:
58
حكم صادر عن المحكمة االبتدابٌة بالرباط بتارٌخ ،24/14/311:فً ملؾ شكاٌة مباشرة رلم ،79/19منشور بالعمل المضابً فً جرابم
الصحافة ،مرجع سابك ،ص .86
Page 27
العبلنٌة هً خبلؾ السرٌة ،وهً الجهر بالشًء وتعمٌمه أو إظهاره ،وإحاطة الجمهور
علما به ،حٌث ٌشترط لمٌام جرٌمة المذؾ أن ٌكون إسناد الوالعة التً تإدي إلى احتمار
الناس للمجنً علٌه هو إسناد علنً ،ألن العبلنٌة هً الركن الممٌز لهذه الجرٌمة ،وخطورة
جرٌمة المذؾ ال تكمن فً العبارات المشٌنة نفسها ،وإنما فً إعبلنها ،ألن هذا االعبلن
59
ٌحٌط علم كثٌر من الناس بالوالعة المشٌنة المنسوبة إلى المجنً علٌه .
هً من 8:فعبلنٌة اإلسناد أهم عناصر الركن المادي فً جرٌمة المذؾ ،فهو العنصر
الممٌز لجرٌمة المذؾ وبدونه ال تموم هذه الجرٌمة فً صورة من الصو .60ولد ولع
التنصٌص علٌه فً المادة 83من المانون رلم 99.24الذي حدد وسابل العبلنٌة فً أٌة
وسٌلة من الوسابل وال سٌما بواسطة الخطب أو الصٌاح أو التهدٌدات المفوه بها فً األماكن
أو اإلجتماعات العمومٌة ،وإما بواسطة المكتوبات والمطبوعات المبٌعة أو الموزعة أو
المعروضة فً األماكن أو اإلجتماعات العمومٌة وإما بواسطة الملصمات المعروضة على
أنظار العموم وإما بواسطة مختلؾ وسابل اإلعبلم السمعٌة البصرٌة أو اإللكترونٌة وأٌة
وسٌلة أخرى تستعمل لهذا الؽرض دعامة إلكترونٌة.
فالعبلنٌة إذن تتحمك بإحدى الوسابل المذكورة أعبله ،أو بؤٌة وسٌلة من شؤنها أن تسمح
بإٌصال الوالعة إلى علم الجمهور .ولد حدد بعض الفمه الطرق والوسابل التً تتحمك بها
العبلنٌة فً جرٌمة المذؾ فً ثبلث طرق أساسٌة وهً :عبلنٌة المول أو الصٌاح ،عبلنٌة
61
الفعل أو اإلٌماء ،ثم عبلنٌة الكتابة .
وتتحمك العبلنٌة بالمول أو الصٌاح فٌما لو تحدث الجانً بصوت مرتفع بحٌث ٌستطٌع
سماعه من وجه إلٌه المول وؼٌره ،أما المول أو الصٌاح الذي ال ٌصل إال إلى .شخص واحد
فبل تتوفر فٌه صفة العبلنٌة.62
والعبلنٌة هً من الولابع التً ٌمع عبء إثبات توفرها على كاهل النٌابة العامة أو على
عاتك المطالب بالحك المدنً فً اإلدعاء المباشر (الشكاٌة المباشرة) * .63والمحكمة تكون
ملزمة فً حكمها بإبراز العناصر التً اعتمدت علٌها الستخبلص عنصر | العلنٌة.
هذا وفً بعض التشرٌعات الممارنة ورد النص أٌضا على العبلنٌة كركن فً جرٌمة المذؾ،
حٌث نصت علٌه المادة 413من لانون العموبات المصري على أنه ٌعد لاذفا كل من أسند
لؽٌره بواسطة إحدى الطرق المبٌنة بالمادة 282من .المانون أمورا لو كانت صادلة
ألوجبت عماب من أسندت إلٌه بالعموبات الممررة لذلن لانونا" ،أما وسابل العلنٌة فنصت
علٌها الفمرة األخٌرة من المادة 282من هذا المانون بمولها أنه "تعتبر الكتابة والرسوم
والصور الشمسٌة والرموز وؼٌرها من طرق التمثٌل علنٌة إذا وزعت بؽٌر تمٌٌز على
عدد من الناس".
ممدوح خلٌل البحر " :الجرابم الوالعة على األشخاص فً لانون العموبات اإلماراتً" ،دار إثراء للنشر والتوزٌع ،األردن ،الطبعة األولى ،311:
59
ص .323
60
إٌهاب عبد المطلب " :الموسوعة الجنابٌة الحدٌثة فً شرح لانون العموبات " ،مرجع سابك ،ص .735
61
فوزٌة عبد الستار :شرح لانون العموبات :المسم الخاص " ،دار النهضة العربٌة ،الماهرة ،الطبعة الثالثة ،3123 ،ص .685
62
سارة عٌاط :مرجع سابك ،ص . 49
63
أحمد بن عجٌبة :مرجع سابك ،ص .9
Page 28
وتبعا لذلن اعتبر المضاء المصري أنه من الممرر أن العبلنٌة فً جرٌمة المذؾ المنصوص
علٌها فى المادة 413من لانون العموبات ،ال ٌتحمك إال بتوافر عنصرٌن ،أولهما توزٌع
الكتابة المتضمنة عبارات المذؾ على عدد من الناس بؽٌر تمٌٌز وثانٌهما انتواء الجانى
إذاعة ما هو مكتوب ،وال ٌتطلب المانون أن ٌكون التوزٌع بالؽا ً حدا ً معٌناً ،بل ٌكفى أن
ٌكون المكتوب لد وصل إلى عدد من الناس ولو كان للٌبلً ،سواء أكان ذلن عن طرٌك
تداول نسخة واحدة منه ،أم بوصول عدة :نسخ أو صور منها ،ما دام ذلن لم ٌكن إال بفعل
المتهم ،أو كان
نتٌجة حتمٌة لعمله ال ٌ .تصور أنه كان ٌجهلها ،ولما كان مفاد ما أورده الحكم فً مدوناته
أن الطاعن ألدم على تمدٌم شكوى إلى جهة عمل المجنى علٌه تضمنت اؼتصابه أرضا ً
لٌست له وإنكاره لدٌونه وأنه ٌحمل معول التخرٌب هو وزوجته وأن التحاله وظٌفٌا ً بمركز
البحوث لد جاء وفما ً لتمدٌرات خاطبة فإن هذا مما ٌتوافر به عنصرا العبلنٌة فى جرٌمة
المذؾ ،لما .معلوم بالضرورة من أن تلن الشكوى تداولتها أٌدى الموظفٌن المختصٌن
زمبلء المجنى علٌه بالعمل كنتٌجة حتمٌة إلرسال الشكوى وضرورة اإلطبلع علٌها منهم
64
ومن ثم ٌكون النعً على الحكم فى هذا الصدد على ؼٌر سند
ففً هذه النازلة اعتبر المضاء أن العبلنٌة تتحمك عن طرٌك لٌام الماذؾ بتمدٌم شكاٌة إلى
جهات رسمٌة تتضمن عبارات المذؾ ،ألن هذه الشكاٌة سٌتم اإلطبلع علٌها من لبل
الموظفٌن والعاملٌن بالمرفك العمومً وهو ما تتحمك معه العبلنٌة.
إذن ٌتضح لنا من خبلل ما سبك أن الركن المادي لجرٌمة المذؾ ٌموم على تحمك فعل إدعاء
أو إسناد موجه لشخص معٌن سواء كان طبٌعٌا أو اعتبارٌا وٌنصب على والعة ٌشترط فٌها
أن تكون محددة ،وأن ٌكون من شؤنها عماب من أسندت إلٌه أو فٌها مساس بشرفه أو
اعتباره كما ٌتعٌن أن ٌتحمك فً هذا اإلسناد إضافة لشروطه المذكورة أعبله شرط العلنٌة.
ؼٌر أن توفر الركن المادي ال ٌكفً لوحده لتحمك جنحة المذؾ بل ال بد باإلضافة إلى ذلن
من توفر الركن المعنوي.
الفمرة الثانٌة :الركن المعنوي فً جنحة المذف
الركن المعنوي أو المصد الجنابً هو األصل فً الجرابم ،ذلن أن الخطؤ استثناء ،وأؼلب
الجرابم التً تمع هً من لبٌل العمد ،وأساس التفرٌك بٌنهما ٌتحدد بمولؾ اإلرادة من الفعل
المادي ،ففً العمد تتجه إرادة الجانً إلى إحداث نتٌجة معٌنة ٌجرمها المانون أما فً الخطؤ
فإن اإلرادة ال تتجه إلى تحمٌك نتٌجة جرمٌة وإن اتجهت إلى الفعل .65ومن أجل اإلحاطة
بماهٌة الركن المعنوي فً جنحة المذؾ سوؾ نتحدث عن المصد الجنابً فً هذه الجنحة -
أوال -ثم نتطرق بعد ذلن لرصد تطبٌماته أمام المضاء المؽربً والممارن -ثانٌا-
64
الطعن رلم 22743لسنة 71ق – جلسة 2::7/23/26س 58ص
65
الطعن رلم 24134لسنة ،73أوردته ذة سارة ابراهٌم فً صفحتها على الفاٌس بون :
/https://www.facebook.com/sarahebrahim1992127/posts/230838467594941
Page 29
أوال :المصد الجنائً
ٌ 96تمثل المصد الجنابً فً النٌة المتجهة إلى خرق المانون الجنابً ،أو فً اإلرادة المتجهة
إلى ارتكاب فعل مجرم مع العلم بهذا التجرٌم ،وهو ٌستوعب علم مرتكب الجرٌمة بؤن
الفعل الذي لام به مخالؾ للمانون الجنابً. 66
فهو ال ٌتحمك إال إذا كان الجانً على علم بالعناصر األساسٌة لمٌام الجرٌمة سواء تعلك ذلن
بسلوكه اإلجرامً ،أم بموضوع اإلعتداء ،فإذا كان جاهبل بشًء من ذلن فبل ٌتحمك المصد
الجنابً .67ونكون أمام جرٌمة ؼٌر لصدٌة.
وتبرز أهمٌة التمٌٌز بٌن الجرٌمة المصدٌة والجرٌمة ؼٌر المصدٌة فً اإلثبات ،حٌث إن
إثبات الجرٌمة ؼٌر المصدٌة ٌكون أسهل من إثبات الجرٌمة المصدٌة ،ألن إثبات الخطؤ
ٌكون دابما أٌسر من إثبات المصد أو النٌة اإلجرامٌة لدى الفاعل ،فالمصد لكونه ٌتمثل فً
عنصر نفسً وباطنً بحث ،ال ٌثبت إال باعتراؾ صاحبه ،أو بالمرابن التً مهما تعددت
وتظافرت تبمى ؼٌر كافٌة للتؤكد من توفره بصفة لطعٌة ،أما الخطؤ فؽالبا ما تدل علٌه
عوامل والعٌة أو مادٌة متٌسرة اإلثبات مثل عدم احترام لواعد السبلمة أو السٌر على
الطرلات. 68
وبصفة عامة فالسلون الصادر عن اإلنسان أو الفعل المادي ال ٌمكن أن ٌتصؾ بالجرٌمة ما
لم ٌصدر عن إرادة آثمة حرة مختارة ،فبل ٌتصؾ فعل أحدث ضررا اجتماعٌا بكونه جرٌمة
إال إذا أراده فاعله وأراد أن ٌخالؾ به المانون ،أو على األلل لم ٌستخدم إرادته لمنعه
فٌرتكب خطؤ كان بممدوره أن ٌتفاداه لو كان ٌمظا .69
وبالرجوع إلى المانون الجنابً المؽربً نجد بؤن أؼلب الجرابم الواردة فٌه هً جرابم
عمدٌة ال تموم إذا انتفى المصد الجنابً فٌها * 70 ،وجرٌمة المذؾ تدخل ضمن هذا الصنؾ
من الجرابم ،فهً جرٌمة عمدٌة ولذلن ال بد لمٌامها من توافر المصد الجنابً ،ؼٌر أن
المصد المتطلب لمٌامها هو المصد العام فمط ،بحٌث ال ٌتطلب المانون لمٌامها لصدا جنابٌا
خاصا 71.والمصد الجنابً العام ٌمصد به انصراؾ إرادة الجانً إلى ارتكاب الجرٌمة مع
توفر العلم بؤركانها التً ٌتطلبها المانون.
وتبعا لذلن ٌتحمك المصد الجنابً فً جرٌمة المذؾ إذا حصل لدى الماذؾ العلم بداللة
الوالعة التى ٌسندها إلى المجنى علٌه وبعبلنٌة اإلسناد ،وتوفرت لدٌه اإلرادة لتحمٌك ذلن
اإلسناد والعبلنٌة .أما المصد الخاص باعتباره ذلن الباعث أو الدافع النفسً الذي كان وراء
ارتكاب جرٌمة المذؾ ،فهو ؼٌر متطلب لمٌام الركن المعنوي لهذه الجرٌمة وبالتالً ال
66
منصور رحمانً " :الوجٌز فً المانون الجنابً العام " ،دار العلوم للنشر والتوزٌع ،عنابة ،3117 ،ص.218
67
فرج المصٌر " :المانون الجنابً العام " ،مركز النشر الجامعً ،تونس ،3117 ،ص .235
68
منصور رحمانً :مرجع سابك ،ص .219
69
فرج المصٌر :مرجع سابك ،ص .246
70
سعٌد الوردي " :شرح المانون الجنابً العام :دراسة فمهٌة ولضابٌة " ،مطبعة األمنٌة الرباط ،الطبعة األولى ،3131ص 53
71
نفس المرجع :ص .54
Page 30
مجال للحدٌث مثبل عن مدى توفر نٌة اإلضرار بالمجنً علٌه أو علمه بؤن الوالعة التً
ٌسندها إلى المجنً علٌه كاذبة.
فالركن المعنوي الممصود به حسب المضاء المؽربً هو المصد الجنابً والذي ٌتحمك كلما
ثبت أن الماذؾ ٌعلم بؤن ما أسنده للممذوؾ من شؤنه لو صح أن ٌلحك الضرر بهذا األخٌر
" 72.وهو ٌتحمك حسب المضاء المصري بتوفر عنصرٌه العلم واإلرادة بؤن ٌكون الماذؾ
73
عالما بمباشرة النشاط اإلجرامً محل الركن المادي وأن تتجه إرادته إلى تحمٌك ذلن.
وتبعا لما سبك ذكره أعبله وجب التؤكٌد على أن المذؾ هو فى جمٌع حاالته .جرٌمة
عمدٌة وأن ركنه المعنوى ٌتخذ فمط صورة المصد الجنابً العام ،أما سوء النٌة الذي ٌدل
على المصد الجنابً الخاص فهو مفترض فً جرابم السب والمذؾ ،74وذلن ما سٌتضح لنا
بشكل أكبر عند التعرض لتطبٌمات المضاء بخصوص الركن المعنوي فً جرٌمة المذؾ.
ثانٌا :تطبٌمات المضاء فً المصد الجنائً لجرٌمة المذف
انسجاما مع الممتضٌات المانونٌة أعبله ذهب المضاء المؽربً فً العدٌد من لراراته إلى
التؤكٌد على جرٌمة المذؾ تموم فً حك ممترفها بمجرد توافر الركن المعنوي المتمثل فً
المصد الجنابً العام بعنصرٌه العلم واإلرادة ،ولم ٌمل بضرورة توفر المصد الجنابً
الخاص المتمثل فً سوء نٌة الماذؾ ورؼبته فً النٌل من سمعة وشرؾ الممذوؾ أو
اعتباره.
فمد اعتبرت المحكمة اإلبتدابٌة بالرباط أن "المانون ال ٌتطلب فً جرٌمة المذؾ لصدا خاصا
بل ٌكفً توافر المصد العام الذي ٌتحمك متى نشر الماذؾ األمور المتضمنة للمذؾ وهو عالم
أنها لو كانت صادلة ألوجب عماب الممذوؾ فً حمه أو احتماره ،وهذا العلم مفترض إذا
كانت عبارات المذؾ شابنة بذاتها ...ومتى تحمك هذا المصد فبل ٌكون محل للتحدث .
سبلمة النٌة " " .75وهو ما ٌعنً أن المحكمة اعتبرت أن نشر عبارات شابنة فً حك
الممذوؾ ٌموم لرٌنة على علم الماذؾ بؤن ما لام بنشره ٌمس شرؾ واعتبار الممذوؾ
وٌوجب عمابه إن كان صحٌحا.
أما المحكمة اإلبتدابٌة بالدار البٌضاء فمد اعتبرت بؤن الممصود بالركن المعنوي هو المصد
الجنابً والذي ٌتحمك كلما ثبت أن الماذؾ ٌعلم بؤن ما أسنده للممذوؾ لو صح أن ٌلحك
الضرر بهذا األخٌر .وحٌث إنه بالرجوع إلى نازلة الحال ٌتبٌن أن الظنٌن لام بنشر والعة
72
إٌهاب عبد المطلب " :الموسوعة الجنابٌة الحدٌثة فً شرح لانون العموبات " ،مرجع سابك ،ص .738
73
حكم صادر عن المحكمة االبتدابٌة بالدار البٌضاء تحت عدد 32173بتارٌخ ،2:/18/3129ملؾ شكاٌة مباشرة عدد ،97/3:13/29منشور
على صفحتنا الرسمٌة على مولع فاٌس بون /https://www.facebook.com/ritaje2014/notifications :
74حكم صادر عن محكمة طنطا االلتصادٌة بجمهورٌة مصر الدابرة الثالثة االبتدابٌة بتارٌخ 41/19/3129فً المضٌة عدد 21::
لسنة ،3129ؼٌر منشور.
75
عبد العزٌز النوٌضً " :الصحافة أمام المضاء " ،مطبعة النجاح الجدٌدة ،الدار البٌضاء ،3119 ،ص .75
Page 31
اتهامه للمشتكى ،وهو ٌعلم ٌمٌنا أن من شؤن ذلن تعرٌضه للمساءلة المانونٌة وكذا لئلحتمار
وسط محٌطه المهنً والعابلً. 76
أما المضاء المصري فمد سار بدوره فً نفس اإلتجاه مكرسا فً أحدث لراراته راته أن
لضاء النمض المصري لد سار على اعتبار أن المصد الجنابً فً جرابم السب والمذؾ
ٌعتبر متوفرا متى كانت ألفاظ السب وعبارات اإلهانة متضمنة لعٌب معٌن أو خادشة
للناموس واإلعتبار 77.فإذا كان الحكم لم ٌتحدث صراحة عن توافر المصد الجنابً لدى
المتهم فً جرٌمة المذؾ ،ولكن كان هذا المصد ذات عبارة المذؾ التً أوردها الحكم نمبل
عن المماالت التً نشرها المتهم فً حك المجنً علٌه فإن هذا ٌكفً 78وهذا التوجه دأبت
علٌه محكمة النمض المصرٌة وكرسته فً العدٌد من لراراتها معتبرة أن " المصد الجنابً
فً جرابم المذؾ والسب ٌتحمك متى كانت األلفاظ الموجهة إلى المجنً علٌه شابنة بذاتها
وال حاجة إلى اإلستدالل علٌه ذلن بؤكثر من ذلن وال على المحكمة إن هً لم تتحدث عن
لصد اإلذاعة على الحكم استمبلل طالما أن هذا المصد ٌستفاد من عبلنٌة اإلسناد التً
استظهرها بؤدلة سابؽة ومن تم ٌكون منحى الطاعنة فً هذا الصدد فً ؼٌر محله.79
واستنادا لما سبك ذكره ٌمكن التؤكٌد على أن المصد الجنابً أو الركن المعنوي فً جرٌمة
المذؾ ٌموم متى كانت األلفاظ الدالة علٌه شابنة وتشكل فً حد ذاتها مساس بشرؾ أو
اعتبار وسمعة المجنً علٌه .فذلن ٌؽنً الماضً عن البحث فً عناصر أخرى للمول بمدى
توافر المصد الجنابً من عدمه ،وهو ما تم تكرٌسه -كما اتضح ذلن أعبله -سواء من
طرؾ المضاء المؽربً أو نظٌره المصري .ؼٌر أن ذلن ال ٌعفً الماضً من البحث فً
الوسٌلة التً تحمك بها العبلنٌة.
المطلب التانً :أركان وعموبة جرٌمة السب العلنً
عرؾ المشرع المؽربً السب فً الفصل 554من ق ج بؤنه " ٌعد سبا كل تعبٌر شابن
أو عبارة تحمٌر أو لدح ال تتضمن نسبة أي والعة معٌنة " .وعرفه كذلن فً المادة 94من
لانون الصحافة والنشر بؤنه " كل تعبٌر شابن أو مشٌن أو عبارة تحمٌر حاطة من الكرامة
أو لدح ال تتضمن نسبة أٌة والعة معٌنة " .
وعرفت المادة 417من لانون العموبات المصري السب بؤنه " كل سب ال ٌشتمل على
إسناد والعة معٌنة بل ٌتضمن بؤي وجه من الوجوه خدشا للشرؾ أو اإلعتبار .
76
حكم صادر عن المحكمة االبتدابٌة بالرباط بتارٌخ ،24/14/311:فً ملؾ شكاٌة مباشرة رلم ،79/19منشور بالعمل المضابً فً جرابم
الصحافة ،مرجع سابك ،ص .86
77حكم صادر عن محكمة طنطا االلتصادٌة بجمهورٌة مصر العربٌة الدابرة الثالثة االبتدابٌة ،بتارٌخ 41/19/3129فً المضٌة عدد
21::لسنة ،3129ؼٌر منشور.
78لطعن رلم 855السنة 24ق مجموعة الربع لرن ص 842،أورده إٌهاب عبد المطلب فً " الموسوعة الجنابٌة الحدٌثة فً شرح
لانون العموبات " ،مرجع سابك ،ص .883
79
الطعن رلم 24985لسنة 71ق جلسة ،16/14/2::9أورده مصطفى مجدي هرجة" :جرابم السب والمذؾ والببلغ الكاذب " ،دار محمود
للنشر والتوزٌع الماهرة ،الطبعة األولى ،312:ص .99.
Page 32
وعرفته المادة 3:2من لانون العموبات الٌمنً بؤنه " هو إسناد والعة جارحة للؽٌر لو كانت
صادلة ألوجبت عماب من أسندت إلٌه لانونا أو أوجبت احتماره عند أهل ،وطنه ،وكذلن كل
إهانة للؽٌر بما ٌخدش شرفه أو اعتباره دون أن ٌتضمن ذلن إسناد والعة معٌنة إلٌه " .
و كؤي جرٌمة أخرى ،تحتاج جرٌمة السب العلنً إلى ركنٌن أحدهما مادي -الفمرة األولى
-واآلخر معنوي -الفمرة الثانٌة –
الفمرة األولى :الركن المادي
بالرجوع إلى الفصل 554من ق ج نجده ٌعرؾ السب بؤنه كل تعبٌر شابن أو عبارة تحمٌر
أو لدح ال تتضمن نسبة أي والعة معٌنة ،وهو نفس التعرٌؾ الذي تبناه لانون الصحافة
والنشر فً المادة 94منه والمحال علٌه بموجب الفصل 555من المانون الجنابً ،مع
إضافة عبارة واحدة تفٌد كون عبارات التحمٌر تكون حاطة من الكرامة.
كما أنه بالرجوع إلى المادة 94من المانون رلم 99.24نجدها تنص على أنه ٌ ...عالب
على نشر المذؾ أو السب مباشرة أو عن طرٌك النمل ،حتى لو ورد هذا النشر بصٌؽة الشن
أو كان موجها إلى شخص أو هٌبة لم ٌعٌنها أو لم ٌحددها هذا النشر بكٌفٌة صرٌحة ولكن
ٌمكن التعرؾ علٌها من خبلل العبارات الواردة فً الخطب أو الصٌاح أو التهدٌدات أو
المكتوبات أو المطبوعات أو الملصمات ،المجرمة وكذا المضامٌن المنشورة أو المبثوثة أو
المذاعة.
ومن خبلل استمراء هذه الممتضٌات ٌتبٌن لنا أن الركن المادي لجرٌمة السب ٌتحمك بإسناد
تعبٌر شابن أو عبارة تحمٌر أو لدح ال تتضمن نسبة أي والعة معٌنة -أوال -وأن تكون
عبارات السب موجهة لشخص معٌن -ثانٌا -ثم أن ٌكون السب علنٌا -ثالثا –
أوال :إسناد تعبٌر شائن أو عبارة تحمٌر أو لدح ال تتضمن نسبة أي والعة معٌنة
ٌتحمك هذا اإلسناد عن طرٌك لٌام الفاعل بتوجٌه عبارات خادشة للشرؾ أو اإلعتبار
للمجنً علٌه ،أو تتضمن تحمٌرا له .فهو ٌتحمك بمجرد رمً المجنً علٌه بما ٌخدش حٌاءه
وشرفه واعتباره ودون أن تسند له والعة معٌنة مثل توصٌؾ المجنً علٌه بؤنه لص أو
80
محتال
فاشتراط أن ٌكون السب بإسناد تعبٌر شابن أو عبارة تحمٌر أو لدح ودون أن تتضمن أٌة
نسبة لوالعة معٌنة هو الذي ٌمٌز السب عن المذؾ حٌث إن هذا األخٌر ال ٌتحمك إال بإسناد
هذه الوالعة.
أما التعبٌر الشابن وؼٌره من عبارات التحمٌر والمدح فٌشمل كل عبارة تمس شرؾ المجنً
علٌه أو تحط من كرامته ،وهذا المعنى على إطبلله ٌدخل فٌه أٌضا إسناد ،العٌوب ،ولد ال
80
مرٌفان مصطفی رشٌد :مرجع سابك ،ص .269
Page 33
ٌكون هنان إسناد لعٌب ،وٌتحمك التحمٌر والمساس بالكرامة ،كمن ٌمول عن آخر أنه حٌوان
81
أو كلب أو ابن كلب ،أو ٌمول عنه أسوأ خلك هللا وأول من ٌسعى إلى الفساد.
فالسب فً نظر البعض ٌرتكب ولو لم ٌنسب المتهم إلى المجنً علٌه عٌبا معٌنا أو ؼٌر
معٌن وإنما عبر فحسب عن ازدرابه له كموله عنه أنه حٌوان أو كلب 82.وفً هذا اإلطار
أدانت المحكمة االبتدابٌة بصفرو المتهم الذي لام بتدوٌن عبارة بمولع إلكترونً ٌصؾ من
83
خبللها شخص آخر بؤنه كلب أجرب .
ومن تطبٌمات السب أمام المضاء المؽربً نذكر حكما صادر عن المحكمة اإلبتدابٌة بالرباط
اعتبرت فٌه أن وصؾ المجنً علٌه بؤنه ال دٌن له وال ملة ٌعتبر سبا فً حمه معتبرة " أن
الممال المشار إلٌه ٌتضمن مجموعة من عبارات السب ( مشترن إعبلمً ،ال ملة وال دٌن
له ال حسن وال رشد له) ،وحٌث إن جنحة السب تتطلب لمٌامها توافر عنصري إسناد
الوصؾ المبٌح والعلنٌة والتعرٌؾ بالمسند إلٌه ،وحٌث إن المشتكى به أسند صراحة فً
مماله أعبله وبشكل واضح وجلً أوصاؾ لبٌحة تمس شرؾ المشتكً ...فإن العناصر
84
التكوٌنٌة لجنحة السب متوافرة فً نازلة الحال وٌتعٌن مإاخذة المتهم من أجلها " .
وفً نفس السٌاق ٌرى جانب من الفمه الممارن أن توجٌه عبارات الؽزل إلى المرأة هو سب
لها سواء اتخذ ذلن صورة اإلطراء المجرد أم جاوز ذلن إلى حثها على سلون مخل
بحٌابها ،وعلة اعتبار الؽزل سبا على الرؼم مما فً ظاهره من إطراء أنه ٌتضمن افتراض
ابتذال المرأة وأنها تتمبل إطراء محاسنها من أي شخص ،وهو ؼٌر سلون المرأة الشرٌفة،
وٌكون األمر أكثر وضوحا إذا تضمن الؽزل حثا على سلون مخل بالحٌاء. 85
وهذا الرأي ٌإٌده أٌضا لضاء محكمة النمض المصرٌة التً اعتبرت أنه " ٌعد سبا توجٌه
المتهم للمجنً علٌها فً الطرٌك " راٌحة فٌن ٌا باشا ٌا سبلم ٌا صباح الخٌر ردي ٌا باشا
هو حرام أنا أكلمن أنت الظاهر علٌكً خارجة زعبلنة معلش" فإن هذه ألفاظ تخدش المجنً
86
علٌها فً شرفها واعتبارها وتجرح كرامتها "
ثانٌا :أن تكون عبارات السب موجهة لشخص معٌن
ال تموم جرٌمة السب إال إذا تضمنت عبارات المتهم تحدٌدا لشخص المجنً علٌه ،وٌعلل
ذلن بؤن اإلعتداء على الشرؾ واإلعتبار ؼٌر متصور ما لم ٌوجد شخص ٌكون له هذا
81
مصطفى مجدي هرجة :مرجع سابك ،ص .83
82
حسٌن ابراهٌم خلٌل :مرجع سابك ،ص .88
83
حكم صادر عن المحكمة االبتدابٌة بصفرو بتارٌخ 12/21/3129فً ملؾ جنحً رلم ،3283/28ؼٌر منشور( ،أنظر نص الحكم كامبل فً
الملحك).
84
حكم صادر عن المحكمة االبتدابٌة بالرباط بتارٌخ ،24/14/311:فً ملؾ الشكاٌة المباشرة رلم 7:/19و ،81/19منشور بالعمل المضابً
فً جرابم الصحافة ،مرجع سابك ،ص .61
85
إٌهاب عبد المطلب " :الموسوعة الحدٌثة فً شرح لانون الجزاء الكوٌتً " ،مرجع سابك ،ص .444
86الطعن رلم 466لسنة 21ق جلسة ، 37/13/2:51أورده مصطفى مجدي هرجة :مرجع سابك ص.88 ،
Page 34
الحك .لكن المشرع ال ٌتطلب أن ٌكون هذا التحدٌد دلٌما ،وإنما ٌكتفً بؤن ٌكون نسبٌا،
وضابطه أن ٌكون ممكنا لفبة من الناس التعرؾ على المجنً علٌه " 87.
فجرٌمة السب إذن تموم بإسناد التعبٌر المشٌن أو العبارة التً تتضمن تحمٌرا إلى شخص
محدد ،ؼٌر أنه ال ٌشترط فً هذا التحدٌد ذكر إسم الشخص كامبل ،بل ٌكفً استطاعة
األفراد أو بعضهم تحدٌد الشخص الممصود من العبارات بؤي وسٌلة أخرى وبدون عناء.88
فكثٌرا من األشخاص هم معروفون لدى الناس بؤسماء مستعارة أو كنٌات ،أكثر مما ٌعرفون
بؤسمابهم ،وتوجد كذلن فبة تعرؾ فً محٌطها بمهنتها أو حرفتها أو صفات أخرى معٌنة،
لذلن فٌكفً التران ألفاظ السب بهذه الصفة أو اإلسم المستعار متى كان كافٌا للتدلٌل على
تحدٌد شخصٌة المجنً علٌه ،وال ٌشترط ذكر اسمه الحمٌمً أو بالً هوٌته ،فالعبرة لٌست
بكثرة البٌانات وإنما بالتدلٌل على شخصٌة المجنً علٌه وجعلها معلومة بسهولة لدى العدٌد
من الناس.
وتعتبر محكمة الموضوع هً المختصة بتحدٌد مدى كفاٌة العبارات التً ذكرها المتهم
للمول بؤنه حدد المجنً علٌه تحدٌدا كافٌا تموم به جرٌمة السب من عدمه ،وذلن فً ضوء
جمٌع المعطٌات والمبلبسات المحٌطة بالنازلة ،وٌعد هذا األمر من الولابع التً ال تعمٌب
علٌها من طرؾ محكمة النمض.
ففً لرار صادر عن محكمة النمض المصرٌة اعتبرت فٌه أنه "لمحكمة الموضوع أن
تتعرؾ شخص من وجه إلٌه السب من عبارات السب وظروؾ حصوله والمبلبسات التً
اكتنفته إذا احتاط الجانً فلم ٌذكر إسم المجنً علٌه صراحة فً عباراته ومتى استبانت
المحكمة من ذلن الشخص الممصود بالذات فبل تجوز إثارة الجدل بشؤنه لدى محكمة
النمض.89
ثالثا :أن ٌكون السب علنٌا
إن عنصر العبلنٌة هو الركن الثالث من أركان لٌام جرٌمة السب العلنً ،حٌث إنه ال ٌمكن
الحدٌث عن لٌام هذه الجرٌمة بدون توفر ركن العبلنٌة ،ولو توفرت بالً األركان األخرى،
حٌث نكون آنذان أمام جرٌمة السب ؼٌر العلنً التً سلؾ الحدٌث عنها ،ولٌس أمام جرٌمة
السب العلنً .والعبلنٌة تؤتً على مثال الكراهٌة والفراهٌة وهً خبلؾ السر وتعنً ظهور
األمر ،وبذلن فإن العبلنٌة فً األصل تعنً إظهار األمر ،والجهر واالنتشار والذٌوع
والشٌوع والنشر ،أي اتصال علم الجمهور بفعل أو لول أو كتابة أو تمثٌل .90وهً عنصر
جوهري فً السب مثلما هو الحال فً المذؾ ،شؤنها شؤن الجرابم التً تمع بواسطة العبلنٌة،
ؼٌر أن انتفاء العبلنٌة فً جرٌمة السب ال تنتفً معه الجرٌمة ،وإنما تتحول من جنحة إلى
مخالفة.91
87
إٌهاب عبد المطلب " :الموسوعة الحدٌثة فً شرح لانون الجزاء الكوٌتً " ،مرجع سابك ،ص .445
88
الطٌب بلواضح :مرجع سابك ،ص .49
89
الطعن رلم 2413لسنة 9ق جلسة ،29/15/2:49أورده مصطفى مجدي هرجه :مرجع سابك ص .88
90
عبد المادر دمحم المٌسً " :إجراءات التحمٌك الجنابً فً الشرٌعة اإلسبلمٌة :دراسة تارٌخٌة لانونٌة ممارنة " ،منشورات دار الكتب العلمٌة،
بٌروت ،الطبعة األولى ،312: ،ص .2:8
91
الطٌب بلواضح :مرجع سابك ،ص .4:
Page 35
والعبلنٌة تتحمك فً جرٌمة السب العلنً بنفس الوسابل التً تتحمك بها فً جرٌمة المذؾ
وال سٌما عن طرٌك موالع التواصل اإلجتماعً والموالع اإللكترونٌة ،وحٌث إنه لد سبك
الحدٌث عنها بتفصٌل فً الفصل األول ،فإنه ال داعً لتكرار ما تم تفصٌله.
لكن مع ذلن وجب التؤكٌد على ضرورة توافر هذا الشرط وإبرازه فً نص الحكم الماضً
باإلدانة فالحكم الماضً بالعموبة الجرٌمة السب العلنً ٌجب أن ٌحرص على ذكر المكان أو
الظروؾ التً تحممت بها العبلنٌة وال ٌصح اإلكتفاء بذكر لفظ العبلنٌة وصفا للسب.92
والؽاٌة من ذلن هً إبراز شرط العبلنٌة والطرٌمة التً استخلصته بها المحكمة.
فالمضاء المصري ٌإكد على ضرورة تبٌان ألفاظ السب والظروؾ التً حصل فٌها بما
ٌكفً إلبراز عنصر العبلنٌة .فمد أكدت محكمة النمض المصرٌة على أنه ٌجب لتطبٌك
المادة 376عموبات أن تتوافر شروط منها حصول السب علنا ً أي فً محل أو محفل
،عمومً ،فإذا إلتصر الحكم على ذكر أن التهمة ثابتة من شهادة المدعً المدنً وكانت
شهادة المدعً المدنً لاصرة على ذكر ألفاظ السب بدون بٌان المحل الذى حصل فٌه السب
وهل هو عمومً او خصوصً كان ،
الحكم باطبلً واجبا ً نمضه 93 .و من أجل استٌعاب شرط العبلنٌة فً السب العلنً بشكل جٌد
نورد بعض تطبٌماته فً المضاء المؽربً والممارن السب عبر فمن تطبٌمات المضاء
المؽربً لجرٌمة السب أنه عمل على تكٌٌؾ والعة الهاتؾ بؤنها .اسب ؼٌر علنً ،ففً
نازلة تتلخص ولابعها فً أن النٌابة العامة تابعت المتهم بارتكابه مخالفة السب والشتم ؼٌر
العلنً طبما للمادة 27من ظهٌر 53.21المتعلك بمضاء المرب واختصاصاته .وأن المتهم
اعترؾ تمهٌدٌا بؤنه فً ؼضون شهر أكتوبر من سنة 3126حوالً منتصؾ اللٌل تلمى
مكالمة هاتفٌة عبر رلم ندابه ...من المشتكً المذكور عبر .هاتفه النمال وشرع فً سبه
وشتمه بكلمات نابٌة ،آنذان لم ٌتمالن أعصابه ورد علٌه بعبارات " هللا ٌلعن الطاسٌبل دٌال
امن ٌا ولد الك ..أمن كانت تعطٌه لمن "واال" ...حٌث اعتبرت المحكمة أن تصرٌحات
المتهم أمام الضابطة المضابٌة جاءت عن طواعٌة ومسترسلة ال لبس فٌها كونه لام بسب
وشتم المشتكً فً عرضه بعبارات نابٌة ،وأن ألواله هاته تشكل عناصر المادة 27من
المانون 53.21المتعلك بمضاء المرب واختصاصاته وأن المحكمة انطبللا مما ذكر أعبله
94
التنعت بؤن ما نسب إلى المتهم أعبله ثابت فً حمه وٌتعٌن مإاخذته من أجله.
نخلص إذن إلى أن الركن المادي لجرٌمة السب العلنً ٌتحمك بتوفر ثبلث
عناصر أساسٌة وهً إسناد تعبٌر شابن أو عبارة تحمٌر أو لدح ال تتضمن نسبة أي والعة
معٌنة ،وأن ٌكون هذا اإلسناد موجها لشخص معٌن أو لابل للتعٌٌن ،ثم أن ٌتم ذلن اإلسناد
92
مصطفى مجدي هرجة :مرجع سابك ،ص .28
93
لرار صادر عن محكمة النمض المصرٌة فً الطعن رلم 1373لسنة 12مجموعة عمر 3 :ع صفحة رلم 452بتارٌخ ،2:42-17-22
منشور بالمولع االكترونً https://eleslam-elqanon.yoo7.com/t1702-topic :
94
حكم صادر عن مركز الماضً الممٌم بمرٌة با دمحم المحكمة االبتدابٌة بتاونات ،بتارٌخ ،13/12/3128ملؾ لضاء المرب مخالفات رلم
،71/3127ؼٌر منشور
Page 36
عبلنٌة بحٌث ٌصل إلى علم الجمهور بؤي وسٌلة من الوسابل .ؼٌر أن لٌام جرٌمة السب
العلنً ال ٌحتاج فمط إلى ركن مادي ،بل ال بد من توفر الركن المعنوي أٌضا.
الفمرة الثانٌة :الركن المعنوي
ٌعرؾ فمهاء المانون الجنابً الركن المعنوي للجرٌمة بكونه النٌة اإلجرامٌة ،أي إرادة
ارتكاب الفعل الجرمً وتحمك هذه النٌة على أساس افتراض معرفة الشخص للممتضٌات
95
المانونٌة التً ٌموم بمخالفتها .
وجرٌمة السب العلنً تعتبر من الجرابم العمدٌة ،لذلن ٌجب أن ٌتوافر فٌها المصد الجنابً،
وهو ٌتحمك حٌن تتجه إرادة الجانً إلى إسناد عبارات المدح إلى المجنً علٌه علنا مع علمه
بؤنه من شؤن هذه العبارات أن تإدي إلى احتماره ،أو إلى المساس بكرامته ومكانته
اإلجتماعٌة96 .ؼٌر أنه إذا كانت عبارات السب مشٌنة وممدحة بذاتها وجب افتراض المصد
97
الجنابً فً هذه الحالة وعلى المتهم إثبات العكس.
فجرٌمة السب فً جمٌع حاالتها تعتبر جرٌمة عمدٌة ٌتخذ ركنها المعنوي صورة المصد
الجنابً ، ،والمصد فً السب لصد عام عنصرٌه العلم واإلرادة ،أي علم المتهم بمعنى
األلفاظ التً صدرت عنه وإدراكه لما ٌتضمن هذا المعنى من خدش لشرؾ المجنً علٌه
واعتباره ،وٌفترض هذا العلم إذا كانت األلفاظ فً ذاتها شابنة وال ٌتوافر المصد إال إذا علم
المتهم بعبلنٌة نشاطه ،وٌفترض هذا العلم إذا صدرت عبارات السب فً مكان عام أو لام
هو نفسه بتوزٌع المادة التً تحمل عبارات السب على عدد ؼٌر محدود من األشخاص أو
98
عرضها على من ٌوجدون فً مكان عام " .
وٌكفً فً إثبات المصد الجنابً فً جرٌمة السب أن ٌمول الحكم أن المصد الجنابً ثابت من
نفس ألفاظ السب ومدلولها ومن ظروؾ المنالشة التً صدرت فٌها ،ما دامت األلفاظ التً
أثبت الحكم صدورها من المتهم هً فً ذاتها مما ٌخدش الشرؾ واإلعتبار وٌحط من لدر
99
المجنً علٌه فً أعٌن الناس.
ففً جرٌمة السب ٌجب توافر عناصر العلنٌة واإلسناد لشخص محدد فٌما ٌتعلك باألوصاؾ
التً تشكل سبا ،وال ٌحتاج فً هذه المسؤلة إلى سوء النٌة ألن المفترض أن الشخص ٌعرؾ
مضمون ما ٌتفوه به أو ما ٌكتبه أو ٌنشره من عبارات السب 100.لذلن ال نكون فً حاجة
95
ادمحم البلً -عابد العمرانً المٌلودي" :المانون الجنابً الخاص المعمك فً شروح" ،مكتبة الرشاد ،مكتبة الرشاد سطات الطبعة االولى 3131
ص .339
96
مرٌفان مصطفى رشٌد " :جرٌمة العنؾ المعنوي ضد المرأة ،المركز المومً لئلصدارات المانونٌة ،الماهرة ،الطبعة األولى ، 3127ص :
.273.
97
مصطفى مجدي هرجة :مرجع سابك ،ص .225
98
دمحم نجٌب حسنً :شرح لانون العموبات :المسم الخاص ،مرجع سابك ،ص 817وما بعدها.
99
الطعن رلم 258السنة 26ق جلسة ،26/12/2:56مجموعة الربع لرن ،أورده إٌهاب عبد المطلب -سمٌر صبحً " :الموسوعة الجنابٌة
الحدٌثة فً شرح المانون الجنابً المؽربً فً ضوء الفمه وأحكام المجلس األعلى المؽربً ومحكمة النمض المصرٌة " ،المجلد الثالث المركز
المومً لئلصدارات المانونٌة ،الطبعة األولى ،3122 - 3121ص .643
100أحمد بن عجٌبة :مرجع سابك ،ص .24
Page 37
إلى لصد جنابً خاص ٌتمثل فً سوء نٌة الجانً ،بل المصد الجنابً العام المابم على ركنً
العلم واإلرادة ٌكفً لمٌام هذه الجرٌمة.
وتبعا لذلن ال ٌمكن لمن ٌموم بكتابة تعلٌمات على صحٌفة إلكترونٌة ،أو على حابط صفحته
بالفٌس بون ،أو وضع تؽرٌدة على حسابه بمولع توٌتر ،تتضمن عبارات مسٌبة تخدش من
شرؾ واعتبار شخص آخر أو تحط كرامته ،أن ٌتمسن فً دفاعه بعدم توفر سوء النٌة
لدٌه ،فهذا األمر ٌعتبر مفترضا طالما كانت العبارات المستعملة واضحة فٌما تدل علٌه من
أفعال التعٌٌب أو من المدح والحط من الكرامة.
وتطبٌما لما ورد ذكره أعبله ،اعتبرت المحكمة اإلبتدابٌة بالرباط أنه ٌكفً لتوافر المصد
الجنابً فً جنحة السب أن تتجه إرادة المتهم إلى إسناد األوصاؾ المبٌحة لاصدا علنٌتها
وهو عالم بذلن -وحٌث إنه لٌس شرط أن ٌتوافر لدى المتهم لصدا جنابٌا خاصا وال أن
تتوفر لدٌه حسن نٌة بل ٌكفً معاٌنة إرادة إسناد األوصاؾ ومعاٌنة نشرها ،وحٌث إن سوء
النٌة أو اإلضرار بالمشتكً مفترضة فً عبارات السب نفسها فإن العناصر التكوٌنٌة لجنحة
101
السب متوافرة فً نازلة الحال وٌتعٌن مإاخذة المتهم من أجلها".
إذن نخلص مما سبك تفصٌله أعبله إلى أن جرٌمة السب العلنً هً جرٌمة عمدٌة ٌكفً
لمٌامها توفر المصد الجنابً العام ،وال ٌهم مدى توفر حسن النٌة لدى الجانً ،طالما تحمك
عنصر العلنٌة فً ألفاظ السب التً تإدي إلى خدش اإلعتبار والحط من كرامة المجنً علٌه
أو احتماره من طرؾ الؽٌر .وبمٌام الركن المادي بعناصره المحددة أعبله ،ولٌام الركن
المعنوي ،تتحمك جرٌمة السب العلنً وٌترتب على ذلن ترتٌب المسإولٌة الجنابٌة على
مرتكبها وتولٌع العماب علٌه.
الفمرة التالثة :عموبة جرٌمة السب العلنً
ٌنص الفصل 555من مجموعة المانون الجنابً المؽربً على أن " المذؾ والسب العلنً
ٌعالب علٌهما وفما للظهٌر رلم 2.69.489المإرخ فً 4جمادى األولى 2489موافك 26
نونبر 2:69المعتبر بمثابة لانون الصحافة " .وهو ما ٌعنً أن المانون الجنابً لد أحال
فً شؤن عموبة السب على نصوص لانون الصحافة والنشر ،ولذلن فالعموبة المستحمة
لمرتكبً هذه الجرٌمة هً المنصوص علٌها فً هذا المانون بؽض النظر عن صفة مرتكبها
وما إذا كان صحافٌا أم ؼٌره .وبالرجوع إلى المانون رلم 99.24المتعلك بالصحافة والنشر
نجده لد نوع فً العموبات المستحمة على مرتكبً جرٌمة السب العلنً حسب الجهة
المستهدفة بالسب -الفمرة األولى -ؼٌر أنه باستمراء نصوص المانون الجنابً المؽربً نجد
بؤنه رؼم هذه اإلحالة فإنه هنان نصوص أخرى فً هذا المانون تعالب على السب فً
حاالت معٌنة .
101
حكم صادر عن المحكمة االبتدابٌة بالرباط بتارٌخ ،24/14/311:فً ملؾ الشكاٌة المباشرة رلم 7:/19و ،81/19منشور بالعمل المضابً
فً جرابم الصحافة ،مرجع سابك ،ص .61
Page 38
بالرجوع إلى مواد المانون رلم 99.24نجد بؤن المشرع لد أفرد عموبات متنوعة لعموبة
السب تختلؾ بحسب الجهة المستهدفة بالسب وكٌفٌة وظروؾ إسناده حٌث ٌمكن تحدٌد
مختلؾ هذه العموبات كما ٌلً:
أوال :السب فً حك رجال ونساء المضاء والموظفٌن العمومٌٌن ورؤساء أو رجال الموة
العمومٌة أثناء لٌامهم بمهامهم أو هٌئة منظمة.
ٌعالب علٌه بموجب الفمرة األخٌرة من المادة 83من المانون المذكور بؽرامة من 31.111
إلى 211.111درهم وهذه الفمرة تخص كل أشكال اإلهانة وال شن أن السب ٌعتبر من
ضمنها .وٌشترط للعماب على السب الموجه لرجال ونساء المضاء والموظفٌن العمومٌٌن
ورإساء أو رجال الموة العمومٌة أثناء لٌامهم بمهامهم أو لهٌبة منظمة أن ٌرتكب بؤٌة وسٌلة
من الوسابل وال سٌما تلن الواردة فً الفمرة األولى من هذه المادة وهً الخطب أو الصٌاح
أو التهدٌدات المفوه بها فً األماكن أو اإلجتماعات العمومٌة أو بواسطة المكتوبات
والمطبوعات المبٌعة أو الموزعة أو المعروضة للبٌع أو المعروضة فً األماكن أو
اإلجتماعات العمومٌة وإما بواسطة الملصمات المعروضة على أنظار العموم وإما بواسطة
مختلؾ وسابل اإلعبلم السمعٌة البصرٌة أو اإللكترونٌة وأٌة وسٌلة أخرى تستعمل لهذا
الؽرض دعامة إلكترونٌة .وٌسري هذا الشرط على سابر أنواع السب المذكورة أدناه.
ثانٌا :السب الموجه لرؤساء الدول ورؤساء الحكومات ووزراء الشؤون الخارجٌة للدول
األجنبٌة
تنص المادة 92على أنه ٌعالب بؽرامة من 211.111إلى 411.111درهم على اإلساءة
لشخص وكرامة رإساء الدول ورإساء الحكومات ووزراء الشإون الخارجٌة للدول
األجنبٌة بواسطة إحدى الوسابل المنصوص علٌها فً المادة 83
أعبله .وبدٌهً أن السب ٌعتبر أحد وسابل اإلساءة لؤلشخاص والمس بكرامتهم ،لذلن فهو
ٌدخل ضمن ممتضٌات هذه المادة إذا وجه لؤلشخاص المذكورٌن بالوسابل المشار إلٌها
أعبله .كما نسجل بؤن هذه العموبة تعتبر من أشد العموبات التً أوردها المشرع للعماب على
السب ،ولعل ذلن راجع إلى حساسٌة المناصب التً تشؽلها الفبة المستهدفة والتً تتطلب
تمتٌعها بحماٌة خاصة من كل أسالٌب اإلساءة والتحمٌر التً لد تتجاوز الشخص الذي
وجهت له لتشمل المإسسة التً ٌمثلها.
ثالثا :السب فً حك المؤسسات والهٌئات المنظمة والوزراء والموظفٌن العمومٌٌن
المادة 95حسب من المانون رلم 99.24فإنه ٌعالب بؽرامة من 6.111إلى 31.111
درهم عن كل سب ٌرتكب بإحدى الوسابل المبٌنة فً المادة 83أعبله ،فً حك المجالس أو
الهٌبات المضابٌة أو المحاكم أو الجٌوش البرٌة أو البحرٌة أو الجوٌة أو الهٌبات المإسسة أو
المنظمة أو اإلدارات العمومٌة بالمؽرب ،أو فً حك وزٌر أو عدة وزراء من أجل مهامهم
أو صفاتهم أو فً حك موظؾ أو أحد رجال أو أعوان السلطة العمومٌة أو كل شخص
مكلؾ بمصلحة أو مهمة عمومٌة مإلتة كانت أو مستمرة أو مساعد لضابً أو شاهد من
جراء تؤدٌة شهادته.
Page 39
والمبلحظ أن المشرع لد جرم وعالب على السب الذي ٌوجه بإحدى الوسابل المذكورة
أعبله إلى السلطة المضابٌة سواء تعلك األمر بالمجالس أو الهٌبات المضابٌة أو المحاكم
وذلن لما تمتضٌه ضرورة تمتع هذه السلطة باإلحترام من طرؾ الجمٌع .كما عالب أٌضا
بنفس العموبة على السب الموجه إلى الجٌوش بمختلؾ تشكٌبلتها البرٌة أو البحرٌة أو
الجوٌة أو الهٌبات المإسسة أو المنظمة أو اإلدارات العمومٌة بالمؽرب وذلن لنفس الؽاٌة،
ألن هذه كلها مإسسات للدولة وٌجب أن تحظى باإلحترام من طرؾ الجمٌع وأن ال تكون
عرضة للسب والتحمٌر واإلهانة من طرؾ األشخاص.
رابعا :سب الممثلٌن الدبلوماسٌٌن أو المنصلٌٌن األجانب المعتمدٌن أو المندوبٌن لدى
جاللة الملن
نظرا للدور الهام الذي ٌموم به ممثلً الهٌبات الدبلوماسٌة والمناصلة األجانب المعتمدٌن فً
المملكة أو المندوبٌن لدى جبللة الملن ،فً مد جسور التعاون بٌن البلدان فً مختلؾ
المجاالت السٌاسٌة واإللتصادٌة واإلٌدٌولوجٌة لخدمة المضاٌا المشتركة ،فإن هذه التمثٌلٌات
ٌجب أن تحظى باإلحترام الواجب والتعامل البلبك ،وأن ال تكون عرضة للسب واالحتمار
من طرؾ أي كان.
لذلن نجد بؤن المشرع المؽربً لد جرم السب الموجه لهإالء األشخاص وعالب علٌه بعموبة
مشددة تحددها المادة 93من لانون الصحافة والنشر التً تنص على أنه "ٌعالب بؽرامة من
61.111إلى 311.111درهم على اإلساءة لشخص وكرامة الممثلٌن الدبلوماسٌٌن أو
المنصلٌٌن األجانب المعتمدٌن أو المندوبٌن لدى جبللة الملن ،بواسطة إحدى الوسابل
المنصوص علٌها فً المادة
83أعبله".
خامسا :السب الموجه لألفراد
كل سب موجه إلى ؼٌر من ذكر فً الفمرات السابمةٌ ،عتبر سبا موجها لؤلفراد ،وٌعالب
علٌه بموجب الفمرة الثانٌة من المادة 96من المانون رلم 99.24
بؽرامة من 21.111إلى 61.111درهم .وٌعتبر هذا السب هو األكثر شٌوعا ،حٌث ٌشمل
ؼالبٌة المضاٌا التً تروج أمام المحاكم ،وهو الذي ٌوجه إلى األشخاص مهما كانت صفتهم
ومهامهم أو مستواهم ما لم ٌندرجوا ضمن الفبات السابك ذكرها أعبله .إذن كانت هذه مجمل
العموبات التً ألرها المشرع على جرٌمة السب العلنً ،وهً ؼرامات تتراوح ما بٌن
6.111و 411.111درهم حسب الحاالت المفصلة أعبله ،وهذه الؽرامات بطبٌعة الحال
تبمى خاصة بالدعوى العمومٌة وال تإثر فٌما ما ٌمكن أن ٌحكم به من تعوٌض مدنً
للطرؾ المتضرر ،وفما لما تم تفصٌله فً الفصل األول بمناسبة الحدٌث عن أحكام جبر
الضرر فً جرٌمة المذؾ .كما أن هذه العموبات لٌست الوحٌدة فً جرٌمة السب بل إن
المانون الجنابً ٌعالب فضبل عما ذكر على بعض حاالت السب التً لم ٌحٌل فً شؤنها على
لانون الصحافة والنشر.
الفمرة الرابعة :حاالت السب العلنً المعالب علٌها فً المانون الجنائً.
Page 40
بالرجوع إلى مجموعة المانون الجنابً نجده ٌتضمن بخصوص العموبة على جرٌمة السب
العلنً ،الفصل 28:الذي ٌعالب على السب الموجه إلى شخص الملن أو أحد أفراد أسرته
-أوال -والفصل 555.2الذي ٌعالب على السب الموجه للمرأة بسبب جنسها -ثانٌا -
أوال : :عموبة السب الموجه ضد شخص الملن أو أحد أفراد أسرته
ٌنص الفصل 28:من المانون الجنابً 102على أنه ٌعالب بالحبس من ستة أشهر إلى
سنتٌن وبؽرامة من 31.111إلى 311.111درهم أو بإحدى هاتٌن
العموبتٌن ،كل من ارتكب لذفا أو سبا أو مسا بالحٌاة الخاصة ،لشخص الملن أو لشخص
ولً العهد أو أخل بواجب التولٌر واإلحترام لشخص الملن .وٌعالب بالحبس من ثبلثة أشهر
إلى سنة وبؽرامة من 21.111إلى 211.111درهم أو بإحدى هاتٌن العموبتٌن كل من
ارتكب لذفا أو سبا أو مسا بالحٌاة الخاصة ،ألعضاء األسرة المالكة المشار إلٌهم فً الفصل
279من هدا المانون
تضاعؾ العموبة المشار إلٌها فً الفمرتٌن أعبله ،إذا ارتكب المذؾ أو السب أو المس
بالحٌاة الخاصة لشخص الملن أو لشخص ولً العهد أو ألعضاء األسرة المالكة ،أو اإلخبلل
بواجب التولٌر واإلحترام لشخص الملن ،بواسطة الخطب أو الصٌاح أو التهدٌدات المفوه
بها فً األماكن والتجمعات العمومٌة أو بواسطة الملصمات المعروضة على أنظار العموم
أو بواسطة البٌع أو التوزٌع أو اسطة كل وسٌلة تحمك شرط العلنٌة بما فٌها الوسابل
اإللكترونٌة والورلٌة بو والسمعٌة البصرٌة.
وٌبلحظ من خبلل هذا الفصل أن المشرع لد سوى فً العموبة بٌن ارتكاب أفعال السب
والمذؾ والمس بالحٌاة الخاصة للملن وأفرد لها عموبة واحدة ،كما سوى أٌضا بٌن كون هذه
الجرابم موجهة إلى شخص الملن أو إلى ولً عهده.
ولد خفؾ المشرع العموبة بالنسبة للحاالت التً ترتكب فٌها نفس الجرابم ضد أعضاء
األسرة الملكٌة ،والذٌن ٌندرج ضمنهم حسب الفصل 279من ق ج أصول الملن وفروعه
وزوجاته وإخوته وأوالدهم ،ذكورا وإناثا ،وأخواته وأعمامه.
كما لام أٌضا بتشدٌد العموبة وذلن بمضاعفة العموبة الممررة فً الحالة العادٌة إذا ارتكب
المذؾ أو السب أو المس بالحٌاة الخاصة لشخص الملن أو لشخص ولً العهد أو ألعضاء
األسرة المالكة ،أو اإلخبلل بواجب التولٌر واإلحترام لشخص الملن بواسطة إحدى الوسابل
التً ٌتحمك بها عنصر العلنٌة كما هً محددة أعبله.
األس ؼٌر أن هذه لٌست وحدها العموبات الممررة على مرتكبً المذؾ أو السب أو المس
بالحٌاة الخاصة لشخص الملن أو لشخص ولً العهد أو ألعضاء ألسرة المالكة ،أو اإلخبلل
بواجب التولٌر واإلحترام لشخص الملن .ذلن أنه بالرجوع إلى الفصل 291من ق ج نجده
102
تم نسخ وتعوٌض المادة 28:أعبله ،بممتضى المادة الثانٌة من المانون رلم 84.26الماضً بتؽٌٌر وتتمٌم بعض أحكام مجموعة المانون
الجنابً الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ رلم 2.27.215بتارٌخ 24من شوال ٌ )29( 2548ولٌو )3127؛ الجرٌدة الرسمٌة عدد 75:2بتارٌخ
22ذو المعدة 26( 2548أؼسطس ،)3127ص .6::3
Page 41
ٌنص على أنه " فً الحاالت التً تكون فٌها العموبة الممررة عموبة جنحٌة فمط ،أحد فصول
هذا الفرعٌ ،جوز عبلوة على ذلن ،أن ٌحكم على المجرمٌن بالحرمان من واحد أو أكثر من
الحموق علٌها فً الفصل 51من هذا المانون من خمس على األلل إلى عشرٌن سنة على
األكثر ،كما ٌمكن أن ٌحكم علٌهم أٌضا بالمنع من اإللامة من سنتٌن إلى بموجب المنصوص
عشر سنوات.
هً وبما أن العموبات الممررة فً الفصل 28:أعبله كلها عموبات جنحٌة فإنه ٌمكن تطبٌك
ممتضٌات الفصل 291وإضافة إحدى العموبات المنصوص علٌها فً الفصل 51من ،ق
ج أو الحكم على الجانً بالمنع من اإللامة من سنتٌن إلى عشر سنوات .ؼٌر أنه ال بد من
التؤكٌد على أن الفصل 291لد جعل الحكم بهذه العموبات اإلضافٌة جوازٌا للمحكمة حٌث
ٌمكنها إعماله أو ؼض الطرؾ عنه حسب ما تمتضٌه ظروؾ ومبلبسات كل نازلة على
حدة.
وبما أننا بصدد دراسة جرابم السب العلنً التً ترتكب بواسطة وسابل التواصل اإلجتماعً
ال بد من التؤكٌد على أن ما تم تفصٌله من عموبات أعبله تسري فً حالة ارتكاب إحدى هذه
الجرابم عن طرٌك أحد موالع التواصل اإلجتماعً أو الموالع اإللكترونٌة ،وذلن بصرٌح
الفصل 28:أعبله الذي أدخل الوسابل اإللكترونٌة والورلٌة والسمعٌة البصرٌة ضمن
الوسابل التً تتحمك بها العبلنٌة.
ثانٌا :عموبة السب المرتكب ضد المرأة بسبب جنسها
ٌنص الفصل 555.2الذي تمت إضافته إلى مجموعة المانون الجنابً بممتضى المادة 6من
المانون رلم 214.24المتعلك بمحاربة العنؾ ضد النساء ،103على أنه "ٌعالب على السب
المرتكب ضد المرأة بسبب جنسها بؽرامة مالٌة من 23.111إلى 71.111درهم".
ومن خبلل لراءتنا المتواضعة لهذا الفصل نسجل ثبلث مبلحظات أساسٌة ،األولى شكلٌة،
والثانٌة تتعلك بالعموبة الممررة فً هذا الفصل ،والثالثة تخص عنصر العبلنٌة.
فمن حٌث الشكل ظهر هذا الفصل ٌتٌما فً المانون الجنابً بعدما أحال هذا األخٌر
بخصوص عماب جرٌمة السب على لانون الصحافة ،لذلن لم ٌكن هنان من مبرر إلضافة
هذا الفصل للمانون الجنابً حٌث كان باإلمكان إدخال هذا الممتضى فً لانون الصحافة حتى
ٌحصل اإلنسجام المطلوب بٌن النصوص المانونٌة.
ومن أما من حٌث العموبة فالمبلحظ أن هذا الفصل لد ألر للسب الموجه ضد المرأة بسبب
جنسها عموبة جنحٌة عبارة عن ؼرامة تتراوح بٌن 23.111و 71.111در هم ؼاٌته فً
ذلن تشدٌد العموبة لزجر كل أشكال العنؾ ضد النساء بٌنها العنؾ المعنوي المتمثل فً
السب .ؼٌر أننا نعتبر أن المشرع لم ٌكن موفما فً ذلن وأن الحاجة لهذا الفصل لم تكن
،ملحة ،وذلن لكون المادة 96من المانون رلم 99.24التً تعالب على السب الموجه ضد
103
الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ رلم 2.29.2:بتارٌخ 6جمادى اآلخرة )33( 254:فبراٌر ،)3129الجرٌدة الرسمٌة عدد 7766بتارٌخ 34
جمادى اآلخرة )23( 254:مارس ( )3129ص .255:
Page 42
األفراد تنص على ؼرامة ٌتراوح حدٌها األدنى واأللصى بٌن 21.111و 61.111درهم.
وبالتالً ٌظهر عدم وجود فرق ٌبرر ذلن نظرا للتمارب الحاصل فً النصٌن معا بخصوص
الحدٌن األدنى واأللصى للعموبة ،وال ٌمكن إلضافة حوالً ألل من خمس الؽرامة للحد
األلصى للعموبة أن ٌخلك الفرق فً توفٌر الحماٌة الفعالة لضحاٌا جرٌمة السب.
Page 43
الفصل الثاني :القواعد
Page 44
الفصل الثاني :القواعد اإلجرائية جلرمية التشهري اإللكرتوني وسبل
مكافحتها
تعد جرٌمة السب والمذؾ والتعرض للحٌاة الخاصة لؤلفراد واالعتداء على شرفهم
واعتبارهم وإفشاء أسرارهم و الخوض فً أؼراضهم من أكبر الجرابم التً ٌتم تجرٌمها فً
كافة الموانٌن سواء فً الدول العربٌة أو األجنبٌة أٌا كانت الطرٌمة أو الوسٌلة التً تتم بها
تلن الجرٌمة سواء تملٌدٌة كالصحؾ أم حدٌثة باستخدام شبكة االنترنت بواسطة إنشاء موالع
خاصة بمذؾ وسب و التشهٌر سواء بشخص معٌن أو بدولة من الدول أو بدٌن من األدٌان .
وٌهدؾ مرتكبو هذه الجرٌمة إما إلى تشوٌه سمعة بعض الرموز الدٌنٌة أو السٌاسٌة أو
الفكرٌة بهدؾ تشكٌن الناس فً مدى مصدالٌتهم ومحاولة فض الناس من حولهم ،ولد ٌكون
الهدؾ محاولة ابتزاز بعض األشخاص مالٌا أو جنسٌا وإذا لم ٌرضخوا لبلبتزاز ٌموم
الجانً بتشوٌه سمعتهم.
وأسباب ذلن التجرٌم هً أن الحرٌة و الدٌممراطٌة ال ٌجب أن تنطوي على اإلخبلل
بها وتجرٌح األشخاص فً أعراضهم ومبادبهم وشرفهم ونسب أمور ؼٌر صحٌحة لهم
بؽرض التشهٌر بهم وبمبادبهم و الخوض فً أعراضهم وفً حٌاتهم الخاصة التً هً .
دون أن ٌكون ألي شخص آخر أن ٌخوض أو ٌتدخل فٌها بؤي شكل من األشكال .ملن لهم
وحدهم
وعلٌه فإن جرٌمة المذؾ و السب و التشهٌر التً تتم عن طرٌك االنترنت بواسطة
إنشاء موالع أو إرسال برٌد الكترونً ٌكون هدفها فمط لذؾ أو سب أو التشهٌر سواء
بشخص أو دولة أو دٌن ما تمع تحت طابلة نفس النصوص المانونٌة التملٌدٌة التً تجرم تلن
األفعال .وسنحاول التطرق فً هذا الفصل إلى مبحثٌن ،المبحث األول خطورة جرٌمة
التشهٌر اإللكترونً ولواعدها اإلجرابٌة والمبحث الثانً سنتطرق فٌه إلى مولؾ التشرٌعات
من جرٌمة التشهٌر اإللكترونً وسبل مكافحتها.
المبحث األول :خطورة جرٌمة التشهٌر اإللكترونً ولواعدها اإلجرائٌة
كما أسلفنا المول ،تعد جرابم المذؾ من الجرابم التً لها األثر البالػ سلبا على شخص
اإلنسان وهً األكثر شٌوعا وانتشارا بعد ظهور شبكة االنترنت ،إذ ٌساء استخدامها للنٌل
من شرؾ الؽٌر أو كرامته أو اعتباره أو تعرضه لبؽض الناس واحتمارهم بما ٌتم نشره
عبر شبكة االنترنت على شكل رسابل نصٌة أو ممال كتابٌة أو تسجٌبلت صوتٌة أو مربٌة
تتضمن عبارات المذؾ.
وإذا كان فعل المذؾ عبر شبكة االنترنت ٌعد جرٌمة معالب علٌها لانونا ،فإنه فً
حاالت أخرى استثنابٌة ٌمكن أن تنتفً معها هذه الجرٌمة ،بحٌث أصبحت وسابل التواصل
االجتماعً ضرورة ملحة لحٌاة الناس سواء على الصعٌد الفردي أو المجتمعً وال ٌمكن
االستؽناء عنها بل وأضحى هذا الفضاء االفتراضً ٌسامً العالم الوالعً فً أهمٌته ،لذا
وجب توضٌح خطورة استخدام هذه الوسابل فً االعتداء على سمعة وشرؾ األشخاص
Page 45
وهذا ما سنراه فً المطلب األول ،أما المطلب الثانً فسنتناول فٌه المواعد اإلجرابٌة لهذه
الجرابم.
المطلب األول :خطورة جرٌمة التشهٌر باألشخاص عبر وسائل التواصل االجتماعً:
إن بٌان الحدود الواجب اتباعها أثناء استخدام وسابل التواصل االجتماعً التً
مجرم ،فمن المجرم
ّ ٌفترض على الفرد أن ال ٌتعداها والتً تفصل بٌن ما هو مباح وما هو
التشهٌر باألشخاص ونشر ما ٌسوء سمعتهم وكرامتهم ،وعلٌه وجب بٌان خطورة هذه
الجرٌمة لنتجنبها فً فمرتٌن األولى نخصصها لتوضٌح أهمٌة تجرٌم جرٌمة التشهٌر
اإللكترونً بالنسبة للفرد ثم الفمرة الثانٌة نبٌن فٌها خطورة هذه الجرٌمة بالنسبة للمجتمع.
الفمرة األولى :أهمٌة تجرٌم جرٌمة التشهٌر اإللكترونً بالنسبة لألفراد
لضمان األمن واالستمرار فً الفضاء األزرق وتسهٌل استخدامه لتحمٌك الؽاٌة التً
أنشا ن أجلها وتحمٌك التواصل اآلمن بٌن األشخاصٌ ،جب أن ٌعرؾ كل مستخدم لوسابل
التواصل االجتماعً ما له من حموق وما علٌه من التزامات وسنذكرها وفما لهذا الترتٌب.
أوال :حموق األشخاص المنتمٌن لوسائل التواصل االجتماعً
انطبللا من الخصابص التً تتمٌز بها وسابل التواصل االجتماعً فإنها فرضت عددا من
الحموق المانونٌة التً ٌجب أن تعطى للمستخدمٌن لها من أبرز تلن الحموق:
-2الحك فً حرٌة التعبٌر :ال شن أن الحك فً حرٌة الرأي والتعبٌر حك محترم ومصون
فً العدٌد من التشرٌعات واالتفالٌات ولكن من المهم هنا أٌضا التؤكٌد على أن حرٌة التعبٌر
لٌست لٌمة كونٌة ال ٌمود علٌها حرٌة التؽٌر مكفولة لؤلشخاص وكفلتها لهم الموانٌن
والتشرٌعات .ولكن ذلن الحك ال ٌجب أن ٌتجاوز الحدود المسموح بها لٌصل الى المساس
بحرٌة الؽٌر واالعتداء على سمعتهم وكرامتهم حٌث هنا ٌصبح ضبط الحرٌة ممٌدا باحترام
حموق اآلخرٌن وسمعتم وعدم التعدي علٌها وحماٌة األمن المومً والنظام العام والصحة
104
العامة أو اآلداب العامة .وهذا تضمنه اإلعبلن العالمً لحموق اإلنسان.
" وفً عام 2::4لامت لجنة األمم المتحدة المتعلمة بحموق اإلنسان بتؤسٌس مكتب
ممرر اللجنة الخاص التابع لؤلمم المتحدة والمتعلك بحرٌة الرأي والتعبٌر وتعتبر عملٌة
105
إٌضاح المحتوى الدلٌك لحرٌة الرأي والتعبٌر جزء من تفوض ممرر اللجنة الخاص
ولم نعلم تشرٌعا ٌحمً هذا الحك مطلما دون أي لٌود فاإلعبلن العالمً لحموق اإلنسان
نص على أن الفرد ٌخضع فً ممارسة حموله وحرٌاته لتلن المٌود التً ٌمررها المانون فمط
لضمان االعتراؾ بحموق الؽٌر وحرٌاته وتحمٌك الممتضٌات العادلة لنظام العام والمصلحة
العامة واألخبلق .وهو بذلن لم ٌحمً ذلن الحك حماٌة مطلمة دون لٌود بل جعل ذلن ممٌدا
باحترام حموق اآلخرٌن ومن بٌنها الحك فً السمعة ،فالمتصفح لصفحات موالع التواصل
االجتماعً ،أو المارئ لتعلٌمات الزوار بالصحؾ اإللكترونٌة ،سٌبلحظ سوء استعمال هذه
104
ٌنظر المادة 2:من اإلعبلن العالمً لحموق اإلنسان المعتمد بمرار الجمعٌة العامة -المإرخ فً 21كانون األول دٌسمبر .2:59
105
اللٌمانً ،أحمد علً الحك فً الحصول على المعلومات دار النهضة العربٌة ،الماهرة ،د.ط ،ص .85
Page 46
الوسابط وذلن بتجاوزهم الحد المسموح به فً حرٌة التعبٌر مما ٌإدي بارتكاب جرٌمة
التشهٌر فً حك األشخاص فٌنهشون فً كرامة ؼٌرهم بدون أخبلق وال ضمٌر ضنا من
بعض مرتكبٌها أنها تعبٌرا عن الحرٌات الشخصٌة ولكنها فً الحمٌمة تعرض أصحابه
106
للولوع تحت طابلة لوانٌن العموبات والجرابم اإللكترونٌة واإلجراءات الجنابٌة
-3الحك فً الخصوصٌة" :إذا كان من المتفك علٌه أن الحٌاة الخاصة ٌنبؽً أن تحضً
بالحماٌة المانونٌة وٌظل نطالها بعٌدا عن انتهان الؽٌر وتدخله إال أن هذا الحك ال زال
تعرٌفه من األمور الدلٌمة التً ٌثار حولها جدل كبٌر ونماش فً المانون الممارن ، 107ولد
حاول الفمه والمضاء كثٌرا وضع مفهوم محدد لها 108.وٌرجع ذلن إلى أنها فكرة مرنة ال
حدود ثابتة أو مستمرة لها" .فالخصوصٌة أحد الحموق اإلنسان الربٌسٌة التً تتعلك بكرامة
اإلنسان وبمٌم مادٌة ومعنوٌة أخرى كالحك فً الرأي والحك فً التعبٌر 109والتشرٌعات
نصت صراحة على حرمة الحٌاة الخاصة لم تمم فً والع األمر بوضع تعرٌؾ لهذا الحك
110واختلفت فٌما بٌنها وٌمكن المول بان الحك فً الخصوصٌة هو" :حك الشخص فً أن
ٌحترم الؽٌر كل ما ٌعد من خصوصٌاته مادٌة كانت أو معنوٌة أم تعلمت بحرٌاته على أن
ٌتحدد ذلن بمعٌار الشخص العادي وفك للعادات والتمالٌد والنظام والمانون المابم فً المجتمع
ومبادئ الشرٌعة اإلسبلمٌة" 111،أما لجنة " " CALCUTTالبرٌطانٌة فمد لالت أنها لم تتمكن
من الوصول لتعرٌؾ مرضً وكافً للحك فً الحٌاة الخاصة ولكن رؼما عن ذلن تبنت
تعرٌفا لانونٌا ضمنته تمرٌرها حول الخصوصٌة وهو "حك األفراد فً الحماٌة ضد التدخل
فً الحٌاة الخاصة وشإونهم وشإون عاببلتهم بوسابل مادٌة مباشرة أو عن طرٌك نشر
المعلومات عنهم ."112لم ٌحدد هنا التعرٌؾ طرٌمة النشر التملٌدي أو المستحدث وتركت
عامة لتشمل الكل.
وبالنظر إلى التعرٌفات السابمة نجد أن هنان تباٌن فً وضع تعرٌؾ واضح المعالم
للحك فً الخصوصٌة ألن هذا الحك ٌرتبط بمنظومة التمالٌد والثمافة والمٌم الدٌنٌة السابدة
والنظام السٌاسً فً كل مجتمع .فمفهوم الحك فً الخصوصٌة فً دولة مسلمة ٌختلؾ عن
مفهومه فً دولة علمانٌة أو مسٌحٌة.
والجدٌر بالذكر أن االعتداء على الخصوصٌة زاد على معدل ارتكابه مع استؽبلل
ضعاؾ النفوس للتكنولوجٌا وتزاوجها مع تمنٌة االتصاالت وشبكات المعلومات ونتٌجة
استخدام الهواتؾ الذكٌة.
106
الجرابم االلكترونٌة خطر ٌهدد مستخدمً االنترنت :ممال منشور على مولع الكترونً.https//al .sharq.com/article/07/04/2022- :
107
األهوابً ،د .حسام الدٌن األهوابً 24:8 ،هـ 2:89 -م ،الحك فً احترام الحٌاة الخاصة" الحك فً الخصوصٌة ،مصر ،دار النهضة العربٌة
57-58. ،
108
ٌنظر :بحر ،ممدوح خلٌل بحر 3122 ،م ،3حماٌة شبكات المعلوماتٌة الحٌاة الخاصة فً المانون الجنابً ،دراسة ممارنة ،مصر ،دار النهضة
العربٌة ،ص .51-4:
109
اللٌمانً ،أحمد علً ،الحك فً الحصول على المعلومات ،دار النهضة العربٌة ،الماهرة ،ص.55
110
حسان د احمد دمحم حسان 3112_2532 ،نحو نظرٌة عامة لحماٌة الحك فً الحٌاة الخاصة فً العبللة بٌن الدولةواألفراد ،دراسة ممارنة ،
ط ،2دار النهضة العربٌة ،الماهرة ،ص .26
111
لحجازي ،مصطفى احمد عبد الجواد حجازي 3111/3112 ،م ،الحٌاة الخاصة و مسإولٌة الصحفً ،الماهرة ،دار الفكرالعربً ،ص 63وما
بعدها.
112
ٌنظر اللٌمانً ،أحمد علً الحك فً الحصول على المعلومات ،مرجع سابك ،ص .59
Page 47
وال شن أن الخصوصٌة عبر االنترنت خاصة فً وسابل التواصل االجتماعً مشمولة فً
الحماٌة فً تشرٌعات العربٌة والؽربٌة وٌنبؽً أن تكون كذلن .ومن صور حماٌة
الخصوصٌة:
أ -احترام خصوصٌة االتصاالت من مكالمات أو المعلومات المتبادلة بٌن األشخاص عبر
شبكات االتصال العامة وأضفى علٌها الحرمة بعدم جواز االطبلع علٌها أو تسجٌلها أو
االستماع إلٌها إال فً حاالت محددة
ب -تجرٌم االعتداء على الخصوصٌة بؤي شكل سواء بالتصنت على ما هو مرسل عبر
الشبكة المعلوماتٌة أو اعتراضه أو التماطه دون مسوغ لانونً.
ج -تحرٌم المساس باالعتبار األدبً لئلنسان فاإلنسان له اعتبار ذاتً ممٌز ،هذا االعتبار
ٌمكن تسمٌته "بالكٌان األدبً "لئلنسان واعتبار اإلنسان الذاتً أو كٌانه األدبً ٌشتمل على
العدٌد من العناصر والمجاالت التً تتمثل فً عرض اإلنسان وشرفه واعتباره سمعته إلى
ؼٌر ذلن من الصفات .والخصابص األدبٌة لئلنسان ،والتً هً موضع مدح وذم وٌتؤثر
اإلنسان رفعة ووضعة .سواء كان هذا االعتداء على الحٌاة الخاصة عن طرٌك استخدام
الهواتؾ النمالة المزودة بكامٌرا أو ما فً
حكمها.
4؛الحك فً السمعة :تعد السمعة أو الشرؾ واالعتبار أحد أهم حموق األشخاص لكونها
تتعلك بجانب عزٌز وؼالً لئلنسان وجوهر مكون للروح ،وتعرؾ السمعة بؤنها " المكانة
االجتماعٌة التً ٌتمتع بها الشخص فً مجتمع من الناس" ،فلكل شخص مستخدم لوسابل
التواصل االجتماعً الحك فً السمعة الطٌبة ،ولد نصت المادة 23من اإلعبلن العالمً
لحموق اإلنسان ولررت ذلن الحك حٌث منعت أن " ٌتعرض أحد لتدخل تعسفً فً حٌاته
113
الخاصة أو أسرته أو مسكنه أو مراسبلته أو لحمبلت على شرفه وسمعته.
-5الحك فً الحماٌة المانونٌة والتواصل اآلمن مع تطور وسابل التواصل االجتماعً
سواء فً ما تمدمه من خدامات باإلضافة إلى الزٌادة المطردة فً عدد المستخدمٌن لها وما
ٌكتنؾ ذلن تحدٌات نتٌجة إساءة استخدامها الذي ال ٌمؾ عند حدود المساس باألشخاص أو
انتهان من الخصوصٌة إنما تجاوزه لٌمتد إلى سبلمة أمن الدول و المجتمعات واستؽبللها
إلثارة الشعوب وإحداث الفوضى ونشر اإلشاعات .جعل من الضروري التؤكد على أن
تكون بٌبته آمنة والتؤكٌد على حك المستخدم فً الحماٌة المانونٌة لخصوصٌته ومراسبلته
عبر استخدام وسابل التواصل االجتماعً من خبلل سن تشرٌعات تواكب التطور الحاصل
فً مجال المعلوماتٌة ،واتخاذ اإلجراءات واالحتٌاطات والتدابٌر لضمان سبلمة األشخاص
عند استخدامهم لوسابل التواصل االجتماعً.
113
ٌنظر :بوعبدلً ،جمال ،حرٌة التعبٌر وحماٌة الحك فً السمعة مجلة العلوم المانونٌة والسٌاسٌة ،مج ،21ع ، 13سبتمبر .249312:
Page 48
ثانٌا :اإللتزمات التً تمع على مستخدمً موالع التواصل االجتماعً :بعد أن ذكرنا
حموق مستخدمً وسابل التواصل االجتماعً ننتمل فً هذا العنصر لبٌان التزامات
األشخاص المنتمٌن لوسابل التواصل االجتماعً ألن كل حك ٌمابله التزام والعكس ،وهذه
االلتزامات لها شمان ،الشك األول ٌتعلك بالمشرع ألنه هو من ٌحدد هذه االلتزامات وٌجعل
لها نطاق لانونً أما الشك الثانً فٌتعلك بالتزامات األشخاص المستخدمٌن سواء تعلك األمر
بمزودي الخدمة أو المنتمٌن
العادٌٌن لهذه الموالع.
-1-التزامات متعلمة بالمشرع المانونً :إن إٌجاد تشرٌع ٌحكم الممارسات التً تتم عبر
وسابل التواصل االجتماعً وٌستوعب كافة اإلشكالٌات التً تثٌرها تلن الممارسات هو
التزام ٌمع على المشرع ،حٌث ٌجب علٌه توفٌر الحماٌة البلزمة لمستخدمً وسابل التواصل
االجتماعً وذلن بوضع ضوابط ٌؤمن معها المستخدمٌن لتلن الوسابل وٌضمن لهم الحماٌة
المانونٌة واالستمرار واألمن المعلوماتً ،واالستفادة الخدمات التً توفرها تطبٌمات موالع
التواصل االجتماعً .مما ٌنتج عنه الحد من ولوع جرابم المعلوماتٌة وحفظ الحموق
المترتبة على االستخدام المشروع لشبكات المعلوماتٌة وحماٌة المصلحة العامة واألخبلق
واآلداب العامة وحماٌة أمن المواطن والوطن .من
فنجد مثبل فً الوالٌات المتحدة صدر" لانون فً 9فبراٌر 2::7م ٌخص االتصاالت التً
تهتم بتمٌٌد حرٌة المصر فً االطبلع على الصور والمواد المخلة باآلداب أو التً ٌكون
األوالد المصر طرفا فٌها وٌمكن االطبلع علٌها من خبلل التعامل مع االنترنت ،ولد لضً
بعدم دستورٌة هذا المانون لمنافاته لحرٌة الرأي والتعبٌر ".114
أما على الصعٌد العربً ،فهنان لرار صادر عن مجلس وزراء العدل العرب بجامعة الدول
العربٌة بشؤن لانون عربً استرشادي لمكافحة جرابم تمنٌة أنظمة المعلومات وما فً
حكمهاٌ ،تكون من 38مادة وضع من خبللها المواعد األساسٌة التً ٌتعٌن على التشرٌعات
العربٌة االستعانة به عند وضع لانون المكافحة اإللكترونٌة ،وعلى ؼرار ذلن صدر فً
الجزابر مرسوم تنفٌذي رلم 418
115
لسنة 3111بشؤن ضوابط وشروط وكٌفٌة إلامة الخدمات االنترنت واستؽبللها.
-3التزامات المتعلمة بالمتواصلٌن عبر وسائل التواصل االجتماعًٌ :مع على عاتك
المستخدمٌن لوسابل التواصل االجتماعً الحدٌثة عبر االنترنت عدة التزامات وإن كان
ٌؽلب على هذه االلتزامات الطابع المزدوج فهً التزامات لانونٌة وتمنٌة فً نفس الولت.
ومن بٌن هذه االلتزامات على سبٌل المثال التزامات مزودي الخدمة والتً تتلخص فً
احترام الخصوصٌة والمراسبلت وإببلغ السلطات عند حدوث خلل ما ٌمثل جرٌمة تهدد
األفراد أو الدولة ،وعدم حذؾ أو إلؽاء أو تدمٌر أو إفشاء أو إتبلؾ أو تؽٌٌر أو إعادة نشر
بٌانات أو معلومات دون موافمة صرٌحة .كما التطبٌكٌ ،جب على المستخدمٌن االلتزام
114
الدلوع أحمد أٌمن مرجع سابك ،ص .:79
115
الدلوع أحمد أٌمن ،مرجع نفسه ،ص .:79
Page 49
بمواعد وشروط الخدمة التً لد وافموا علٌها عند تسجٌلهم فً كما ٌجب علٌهم االلتزام
بمواعد المانون وعدم التراؾ كل ما اعتبره المانون مساس بالشرؾ واالعتبار ،كما ٌجب
علٌهم االلتزام بمواعد العرؾ التً تمتضٌها طبٌعة الوسٌلة اإللكترونٌة (شبكة االنترنت)،
واحترام المراسبلت والخصوصٌة والتعامل بحذر وهذا االلتزام التزام احترازي وولابً.
وعدم التعرض لخصوصٌات الناس بالتعلٌك أو المشاركات التً ال فابدة منها ،أو نشر
أخبار عنهم تعرضهم للنظر إلٌهم بعٌن النمص.
الفمرة الثانٌة :أهمٌة تجرٌم جرٌمة التشهٌر االلكترونً لألشخاص بالنسبة للمجتمع
أوال -االغتٌال المعنوي :فإن كان االعتداء على النفس بالضرب أو المتل اعتداء مادٌا فإن
التشهٌر باألشخاص بالوسابل التملٌدٌة أو اإللكترونٌة اعتداء معنوي ال ٌمل أترا عن اإلعتداء
المادي بل لعله أثره ٌكون أبلػ ألنه ٌهدؾ إلى اإللصاء والتحطٌم دون التصفٌة الجسدٌة
بخلك صورة ذهنٌة مسٌبة له مخالفة للحمٌمة ولتله معنوٌا بٌنما ال ٌزال حٌا.116
ثانٌا -هدم المبدأ السترٌ :عد هذا المبدأ من الوسابل الولابٌة لحٌاة اإلنسان االجتماعٌة،
وٌعنً ذلن أال ٌشٌع الفاحشة داخل أسرته الصؽٌرة ومجتمعه اإلسبلمً الذي ٌعٌش فٌه .كما
ٌستحب الستر مطلما ً على مرتكب المعصٌة الموجبة للحد لبل الرفع إلى اإلمام ، 117لحدٌث
118
أبً هرٌرة عند الترمذي والحاكم ومن ستر على مسلم ستره هللا فً الدنٌا واآلخرة
وحدٌث ابن عباس مرفوعا ً عند ابن ماجه« :من ستر عورة أخٌه المسلم ،ستر هللا كشؾ هللا
عورته حتى ٌفضحه فً بٌته 119فمن ٌرتكب جرٌمة ما ،ال أن ٌعلن ذلن على الناس ،فهو
بذلن مجاهر بالسوء وٌحرض ؼٌره على ارتكاب الجرابم فٌساعد على انتشار االنحراؾ
داخل الدولة .لال تعالى :إِن الذٌِن ٌ ُِحبُّون أ ْن ت ِشٌع ْالف ِ
احشةُ فًِ الذٌِن آمنُوا ل ُه ْم عذاب أ ِلٌم فًِ
ال ُّد ْنٌا و ْاآل ِخر ِة وّللاُ ٌ ْعل ُم وأ ْنت ُ ْم ال ت ْعل ُمون ﴾ [النور ،]2:،لذلن فإن الجماعة المسلمة ال تخسر
إذا عملت بمبدأ الستر وحافظت على لحمتها ككٌان واحد وسعت لحصر الولابع المخلة
باآلداب العامة فً إطار ضٌك مع تولٌع العماب علٌها وعدم نشرها.
تصدع المجتمع :لجرٌمة التشهٌر تؤثٌر بالػ فً تصدع المجتمع واألسرة فتنشؤ عن ولوع
الكثٌر من الخبلفات بٌن افراد المجتمع الواحد وٌتسبب بالتفكن األسري والطبلق وإصابة
الكثٌر من األشخاص باالنهٌار النفسً والعزوؾ عن العمل واالنعزال خوفا من أعٌن
اآلخرٌن لما لحك به من العار ،والمضاٌا العدٌدة فً المحاكم تشهد على ذلن ،وكما ذكرنا أن
من عوالب جرٌمة التشهٌر تدمٌر األسرة التً تعتبر نواة المجتمع ذلن أن إلصاق تهما
وأوصافا لبٌحة بالناس ٌجر تصورا فً األذهان وٌترتب علٌه تؤثٌر رديء فً النفوس
كالعداوة والبؽضاء والتنافر فٌإثر على روابط الزواج والمرابة والصدالة فٌدمرها وتصدع
األسرة حتما ٌإدي إلى تصدع المجتمع.
116
ٌنظر :إبراهٌم دمحم فندي بنً عامر اؼتٌال الشخصٌة المعنوٌة من منظور إسبلمً ،دراسة مماصدٌة ،رسالة ماجستٌر ،األردن ،جامعة آل
البٌت3126 ،م ،ص .67
117
ٌنظر الزحٌلً وهبة الفمه اإلسبلمً وأدلته ،دار الفكر ،دمشك ،سورٌة ،ج ،8ص .6646
118
الترمذي ،دمحم بن عٌسى بن سورة بن عٌسى ،سنن الترمذي ،مرجع سابك ،باب ماجاء فً الستر على المسلم 471 ،ص.2:41،
119
ابن ماجة أبو عبد هللا دمحم بن ٌزٌد المزوٌنً ،وماجة اسم أبٌه ٌزٌد (ت 394هـ) ،سنن بن ماجة ،دار إحٌاء الكتب العربٌة ،سورٌا ،ج ،3ح
،3657ص .961
Page 50
4زعزعة لٌم المجتمع وآدابه :التشهٌر باستحمار وازدراء المٌم التً ٌإمن بها المجتمع
واآلداب التً ٌتحلى بها حتما سٌإدي إلى زعزعتها فً نفوس السذج من الناس وفً نفوس
الصؽار والتشكٌن فً مسلمات الدٌن وأصول االعتماد فٌتبلشى فً نفوس أفراده أو ٌضعؾ
اإلٌمان بتمالٌده الفاضلة فتشٌع الفاحشة وٌسود المنكر وٌتولد التمرد على تلن المٌم وعلى
الشرٌعة والمانون.
5التأثٌر والتشكٌن فً األشخاص الذٌن ٌمودون مراكز هامة :لكل مجتمع من المجتمعات
لٌم ٌإمن بها ورموزا ٌعتز بها لها مشاركتها الفاعلة وأثرها االٌجابً فً حٌاة المجتمع
السٌاسٌة والثمافٌة والدٌنٌة وااللتصادٌة وؼٌرها فالتشهٌر بمٌم المجتمع ورموزه من شانه أن
ٌمضً على تلن المٌم وٌذهب بمٌمة تلن الرموز وٌنفر منه والتشهٌر بالحكام بالسب أو
التحمٌر أو التملٌل من شانهم أو تتبع سمطاتهم أو الجرأة على أعراضهم ضرر عام وعوالبه
وخٌمة وأثرها تفرٌك األمة ،وإساءة للمجتمع بؤسرة 2لذلن نجد أن أعداء الدولة والمجتمع
ٌحاولون النٌل من الحكام وأهل الفتوى ومإسسات االلتصاد لتشكٌن المجتمع بهم وزعزعة
ثمته والتنفٌر منهم ٌنالوا من لحمة المجتمع وتماسكه ووالبه .
المطلب الثانً :المواعد اإلجرائٌة لجرٌمة التشهٌر اإللكترونً واالشكاالت المانونٌة
المتعلمة بها
إن استخدام وسابل التواصل من لبل األفراد دون ضوابط ،ودون مسإولٌة أدى إلى
المساهمة بصورة أساسٌة فً تفشً وانتشار جرابم المساس واالعتداء على الحٌاة الخاصة،
خاصة وأنها متعددة ومتنوعة وتسمح ألي فرد بالولوج إلٌها دون الحاجة إلى مستوى
تعلٌمً معٌن ،و سنمسم هذا المطلب إلى فمرتٌن الفمرة األولى وفٌها إجراءات رفع
الدعوى والفمرة الثانٌة سنتناول فٌها اإلشكاالت المانونٌة المتعلمة بجرٌمة التشهٌر
اإللكترونً.
الفمرة األولى :إجراءات رفع دعوى التشهٌر اإللكترونً
تعد جرٌمة التشهٌر اإللكترونً من الجرابم المستحدثة العابرة للحدود الوطنٌة حٌث ذابت
فٌها الفواصل والخارطة الجؽرافٌة وهً تختلؾ عن الجرٌمة التملٌدٌة من حٌث مسرح
الجرٌمة وماهٌة األدلة وسرعة المٌام به ولذلن فإن كل جرٌمة لها مجموعة من اإلجراءات
والمواعد لمتابعتها ،وعلٌه سوؾ نتطرق فً هذا الفرع إلجراءات متابعة جرٌمة التشهٌر
اإللكترونً بدءا بالشكوى وفترة تمادمها إلى االختصاص بنوعٌه المحلً والنوعً ثم إثبات
الجرٌمة وتسبٌب الحكم.
أوال :أ -الشكوى :تعرؾ الدعوة الجنابٌة بؤنها سلطة توجٌه طلب إلى المضاء له أثره
120
المانونً نحو اتخاذ اإلجراءات الممررة لتولٌع الجزاء الجنابً"
لم ٌكن لانون العموبات الجزابري ،لبل تعدٌله ٌستوجب شكوى المجنً علٌه للمتابعة من
أجل المذؾ أو السب بؤي وسٌلة كانت ومهما كانت الجهة الموجهة إلٌها المذؾ أو السب،
120
عبلم ،حسن ،لانون اإلجراءات الجزابٌة د.ن ،ط ،)2::2(3ص .34
Page 51
وذلن لعدم النص على وجوب الشكوى ولكن إثر تعدٌل لانون العموبات بموجب المانون
1:-12المإرخ فً 3112-17-37نص لانون العموبات الجزابري على أن المذؾ الموجه
للرسول صلى هللا علٌه وسلم وبمٌة األنبٌاء أو االستهزاء بالدٌن أو بالشعابر الدٌنٌة أو ربٌس
121
الجمهورٌة ،فإن المتابعة تباشرها النٌابة العامة بصورة تلمابٌة دون الحاجة لرفع شكوى.
أما فً جرٌمة التشهٌر اإللكترونً باألشخاص فتكون المتابعة بناء شكوى المجنً علٌه ،أو
بمبادرة النٌابة العامة وكذا للنٌابة سلطة مبلبمة المتابعة " ورفع الدعوى أو إحالتها إلى
المحكمة أعطى المانون فً شؤنه حما لمن أصابه ضرر من الجرٌمة أن ٌحٌل الدعوى إلى
122
محكمة الجنح والمخالفات بتكلٌؾ المتهم مباشرة بالحضور أمامها المادة 333إج 4
ؼٌر أنه إذا تمت المتابعة بناء على شكوى المجنً علٌه فإن سحب شكواه ال ٌولؾ المتابعة
ألن المشرع لم ٌعلك المتابعة على شكوى ،ولضاء المحكمة العلٌا مستمر فً هذا المجال
"عدا الحاالت االستثنابٌة المنصوص علٌها فً المانون ،ال تتؤثر الدعوى العمومٌة بسحب
شكوى الضحٌة".3
بالتمادم بالرجوع إلى لانون العموبات الجزابري ال نلمس من المشرع أنه خص هذه الجرابم
التً تتضمن التشهٌر اإللكترونً بمدة معٌنة للتمادم ولد تابعة المضاء ،من أجل ذلن نطبك
المواعد العامة لمانون اإلجراءات الجزابٌة فإذا لحك بجرٌمة التشهٌر اإللكترونً وصؾ
الجنحة ،فطبما للمادة من لانون اإلجراءات الجزابٌة تتمادم الدعوى العمومٌة فٌها بمرور
ثبلث سنوات من تارٌخ الترافها إذا لم ٌتخذ فً شؤنها أي إجراء .أما إذا أخذت جرٌمة
التشهٌر اإللكترونً وصؾ المخالفة فٌكون التمادم وفك المادة 1:من لانون اإلجراءات
الجزابري سنتٌن كاملتٌن19 .
وبخبلؾ التشرٌع الجزابري ،فإن معظم التشرٌعات الممارنة نصت على فترة ألل من
المشرع الجزابري فنجد مثبل المشرع المصري نص على أنه الشكوى ال تمبل بعد ثبلثة
أشهر من ٌوم علم المجنً علٌه بالجرٌمة ،ومرتكبها والمشرع الفرنسً حدد كذلن مدة
التمادم بثبلثة أشهر من تارٌخ ارتكابها.
ثانٌا :مرحلة التحمٌك واإلثبات "التحمٌك هو بذل الجهد للكشؾ عن حمٌمة أمر ما ،فالتحمٌك
فً الدعوى العمومٌة معناه كشؾ حمٌمة األمر فٌها بتمحٌص أدلتها وتعزٌزها للنظر فً
مدى صبلحٌتها لعرضها على لضاء الحكم " .وكما توجد جهات مختصة فً المعاٌنة
وتلمً الببلؼات ،فإن الحال كذلن بالنسبة للتحمٌك فً هذه الجرٌمة ،وإلى ذلن ذهب المشرع
الجزابري حٌث سن لوانٌن إجرابٌة جدٌدة تتعلك بالتحمٌك تتماش مع الطبٌعة الممٌزة
للجرابم اإللكترونٌة وذلن من خبلل تعدٌل لانون اإلجراءات الجزابٌة بموجب لانون رلم
.233-17وٌرى البعض أن المحمك هو" :من ٌموم بمباشرة التحمٌك بمعناه المانونً ،أي
أعضاء النٌابة العامة أو لضاة التحمٌك ،فبل ٌنصرؾ هذا اللفظ إلى مؤموري الضبط
المضابً الذٌن ٌباشرون جمع االستدالالت ".3
121
بوسمٌعة ،حسن الوجٌز فً المانون الخاص ،مرجع سابك ،ج 2ص.321
122
عبلم ،حسن ،مرجع سابك ،ص .35
Page 52
وٌرى البعض أن المحمك هو من ٌتولى التحمٌك من رجال الضبط المضابً أو أعضاء
النٌابة العامة أو رجال المضاء ". 4
إن البحث والتحمٌك الجنابً الرلمً ٌتطلب إعدادا خاصا ال ٌتوفر فً التدرٌب التملٌدي
للبحث الجنابً العام نظرا لطبٌعة السلون الجرمً وطبٌعة األدلة الرلمٌة .وهو ما تداركه
المشرع الجزابري بتضمٌن المانون رلم -33-17المعدل لمانون اإلجراءات الجزابٌة تدابٌر
إجرابٌة احترازٌة مستحدثة تتعلك بالتحمك فً الجرابم اإللكترونٌة تتمثل فً مرالبة
االتصاالت اإللكترونٌة وتسجٌلها.
اختصاص لاضً التحمٌك :إن المعاٌٌر المانونٌة الختصاص لاضً التحمٌك تختلؾ بٌن
االختصاص الشخصً و النوعً والمحلً.
االختصاص الشخصً ٌ :تعلك هذا األمر بشخص المتهم أي مرتكب الجرٌمة والشرٌن فٌها
والمحرض علٌها ،فالماعدة العامة أن لاضً التحمٌك مكلؾ بالتحمٌك مع أي شخص ٌكون
محل اتهام من النٌابة العامة أو المدعً المدنً مهما كانت وضعٌته أو مكانته أو جنسٌته
باستثناء الفبات التً خصها المشرع نظرا للمناصب التً ٌشؽلونها.
االختصاص النوعًٌ :تعلك هذا المعٌار بنوع الجرٌمة موضوع الطلب االفتتاحً أو شكوى
المدعً المدنً ،سواء تعلك األمر بجناٌة أو جنحة أو مخالفة طبما ألحكام المادتٌن 77و
83من لانون اإلجراءات الجزابٌة " . 123وتعتبر المواعد المتعلمة باالختصاص النوعً
من النظام العام ٌترتب على مخالفتها البطبلن.
االختصاص المحلًٌ :ستفاد من نص الفمرة األولى من المادة 51من لانون اإلجراءات
الجزابٌة ،أن االختصاص المحلً لماضً التحمٌك ٌتحدد إما بمكان ولوع جرٌمة التشهٌر،
أو محل إلامة أحد المشتبه فً مساهمتهم فً الترافها مع صعوبة تحدٌد ذلن فً هذا النوع
من الجرابم ألن محلها الفضاء االفتراضً ،أو محل إلماء المبض على أحد هإالء األشخاص
المتهمٌن بالتشهٌر ،حتى ولو حصل المبض لسبب آخر ولد ٌمتد اختصاص لاضً التحمٌك
بمرار وزاري فً جرابم أخرى ٌحددها المانون .
مسؤلة صحة الوالعة محل التشهٌر ال ٌعتد المانون الجزابري بصحة الوالعة المسندة ؼٌر أنه
ٌستشؾ من بعض لرارات المحكمة العلٌا أنها ال تمٌل إلى األخذ بصحة الوالعة محل
التشهٌر إلباحة التشهٌر ،وهكذا لضى بؤنه ال ٌمع تحت طابلة المانون إسناد االدعاء بوالعة
إال إذا لم ٌتمكن صاحب االدعاء من إثبات ادعابه ومن لم ٌتعرض للنمض للمرار الذي لم
124
ٌصدر الوالعة محل الشكوى ؼٌر حمٌمٌة
ٌصدر ثالثا :الحكم تنص المادة 323من لانون اإلجراءات الجزابٌة على " ٌجوز إثبات
الجرابم بؤي طرٌك من طرق اإلثبات ما عدا األحوال التً ٌنص فٌها المانون على ؼٌر
ذلن ،وللماضً أن حكمه تبعا اللتناعه"" ،منح المانون للماضً الجزابً على خبلؾ الماضً
123
الشمبللً ،علً ،المرجع نفسه ،ص .47
124
ٌنظر :بوسمٌعة ،حسن ،مرجع سابك ،ص .327-326
Page 53
المدنً) السلطة التمدٌرٌة المطلمة لتمدٌر لٌمة األدلة والمرابن المعروضة علٌه ومدى كفاٌتها
فً اإلثبات كماعدة عامة" ،125فالمبلحظ أن المشرع الجزابري منح للماضً حرٌة تمدٌر
ظروؾ المضٌة وحٌثٌاتها واألدلة المجموعة ،وله أن ٌصدر حكمه بناء على لناعته الخاصة
وتمدٌره الشخصً لؤلدلة .وكذا األمر بالنسبة لبلعتراؾ شؤنه شؤن بالً األدلة للماضً أن
ٌرفضه ،وهذا ما نصت علٌه المادة 324من لانون اإلجراءات الجزابٌة االعتراؾ شؤنه
كشؤن جمٌع عناصر اإلثبات ٌترن لحرٌة تمدٌر الماضً" .وتسبٌب الحكم الجزابً البد أن
ٌتضمن بٌانا كافٌا للوالعة المسندة إلى المتهم بالتشهٌر فضبل عن بٌانات أخرى باإلضافة
إلى األسباب التً بنً علٌها الماضً الحكم.
على الرؼم أن لانون اإلجراءات الجزابٌة الجزابري أعطً للماضً حرٌة إصدار الحكم
بناء على معٌار االلتناع الشخصً باألدلة ،إال أن ذلن ال ٌعفٌه من تسبٌب الحكم الذي
أصدره ،المادة 48:من لانون اإلجراءات الجزابٌة ووفما لمساٌرة المضاء لذلن تطرلت
المحكمة العلٌا فً ،وحسب لرارها إلى إعطاء تعرٌؾ األسباب " :األسباب الحٌثٌات التً
ٌستند إلٌها الماضً للتدلٌل على النتٌجة التً ٌصل إلٌها فً منطوق الحكم".
الفمرة الثانٌة :اإلشكاالت المانونٌة لجرٌمة التشهٌر اإللكترونً
أوال :صعوبات تتعلك بتطبٌك المانون الجنائً:
الحدٌث هنا ٌتعلك بمبدأ إللٌمٌة المانون الجنابً ،والممصود بهذا المبدأ هو أن تبسط الدولة
سلطانها على الجرابم التً ترتكب فً إللٌم الدولة سواء كان الجانً مواطنا أو أجنبٌا
والضحٌة كذلن وسواء هدد بجرٌمته مصالح الدولة أو مصالح دولة أخرى ،فكل ما ٌرتكب
فً إللٌم الدولة من جرابم ٌعد عمبل ٌمس سٌادتها ال تتسامح معه126 ،وتطبٌما لهذا المبدأ
نص لانون العموبات الجزابري فً المادة ٌ : 4طبك لانون العموبات على كافة الجرابم االت
ترتكب على أراضً الجمهورٌة".
إن التطور السرٌع فً أسالٌب الجرٌمة واالنتشار الواسع لجرٌمة التشهٌر اإللكترونً بٌن
فبات المجتمع المختلفة وعبر الحدود ،أضحت معه التشرٌعات الجنابٌة التملٌدٌة لاصرة عن
التجاوب مع المجتمع معطٌات الجرٌمة ومكوناتها الموضوعٌة واإلجرابٌة ألن تلن الجرابم
127
سنّت ابتداء لتجرٌم السلون واألسالٌب التملٌدٌة للجرٌمة.
ُ
تثٌر مشكلة المانون الواجب التطبٌك بالنسبة الجرٌمة التشهٌر عبر االنترنت ،فالمعروؾ أن
األصل فً الموانٌن هو إللٌمٌة المانون الجنابً ،فالمشكلة ال تظهر إذا ارتكب شخص ما
جرٌمة التشهٌر بشخص بداخل الدولة وتحممت نتٌجتها بذات الدولة فالمانون الواجب التطبٌك
هو المانون الوطنً بؽض النظر عن جنسٌة الجانً والمجنً علٌه ،لكن المشكلة التً لد
تثٌرها عندما ٌموم شخص ٌعٌش فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة على سبٌل المثال بتوجٌه
125
نجٌمً ،جمال ،لانون اإلجراءات الجزابٌة الجزابري على ضوء االجتهاد المضابً ،دار هومة ،الجزابر ،ط ،2ج ،3ص .24
ٌ126نظر :سلٌمان ،عبد هللا ،شرح لانون العموبات الجزابري ،مرجع سابك ،ص .214جرٌمة التشهٌر :
127
ٌنظر :عبد المإمن صؽٌر ،جامعة سعٌدة -الجزابر ممال بعنوان تطبٌك النص الجنابً بٌن اإلللٌمٌة والعالمٌة فً ظل عولمة مكافحة الجرابم
المستحدثة مجلة العلوم المانونٌة والسٌاسٌة ،مج ،21ع ،5دٌسمبر ،312:ص .4
Page 54
رسالة إلى شخص ٌمٌم فً العراق وتحمك النتٌجة فً العراق تحتوي هذه الرسالة على ألفاظ
ؼٌر البمة تخل بسمعته 128.أو شخص فً بلجٌكا لام بنشر صور فاضحة على صفحته فً
الفاٌسبون لشخص ٌمٌم فً الجزابر وهذه الصفحة ٌمكن للعامة االطبلع علٌها وبالتالً تحمك
الضرر فً حك المجنً علٌه الممٌم فً الجزابر ،فما هو المانون الواجب التطبٌك فً هذه
الحالة هل ٌطبك لانون بلد إلامة الجانً أم المجنً علٌه؟ أو لد ٌكون الفعل ؼٌر معالب علٌه
فً بلد الجانً فما الحكم هنا؟
الماعدة العامة فً الفمه المانونً ،أن االختصاص المضابً للجرابم المرتكبة عبر االنترنت
ٌنصرؾ إلى مكان تحمك النتٌجة الجرمٌة ،وبذلن ٌتساوى أن ٌكون مرتكب النشاط
اإلجرامً ممٌما فً دولة بعٌدة ،أو أنه ممٌم بجانب منزل المجنً علٌه ،فالعبرة بمكان تحمك
129
النتٌجة الجرمٌة.
ثانٌا-صعوبات تتعلك بكشف الدلٌل فً جرٌمة التشهٌر اإللكترونً :من الصعوبات التً
تتعلك بكشف الدلٌل الرلمً ،نذكر منها:
-2بعض الصعوبات تتعلك بالنواحً الفنٌة ،كنمص المهارة الفنٌة من لبل الجهات
المختصة للتحمٌك فً هذا النوع من الجرابم ونمص المهارة فً كشؾ الدلٌل الرلمً ،وللة
الخبرة فً مجال التحمٌك فً جرابم االنترنت سٌما وإن للعاملٌن فً مجال االنترنت
مصطلحاتهم الخاصة التً تمٌزهم.
-3إعالة الوصول إلى الدلٌل إلحاطته بوسابل الحماٌة الفنٌة كاستخدام كلمات السر حول
موالعهم تمنع الوصول إلٌها أو ترمٌزها أو تشفٌرها إلعالة المحاوالت الرامٌة إلى الوصول
إلٌها واالطبلع علٌها أو استنتاجها.
-4أضؾ إلى ذلن أن الدلٌل الرلمً وحده ال ٌكفً لنسبة النشاط اإلجرامً إلى شخص ما،
فمعرفة عنوان األنترنت (ٌ )IPشٌر إلى الجهاز الذي ارتكبت به الجرٌمة بٌد أننا ال نعرؾ
من بحوزته الجهاز ولت الجرٌمة ،ما لم ٌتم بالعدٌد من التحمٌمات واإلجراءات األخرى
لكشؾ شخص الجانً.
-5سهولة محو الدلٌل أو تدمٌره فً زمن لصٌر جدا خاصة إذا علم المشهر بالتبلٌػ علٌه
من لبل الضحٌة فٌباشر بحذؾ الدلٌل لبل الوصول إلٌه ،فالجانً ٌمكنه أن ٌمحو الدلٌل أو
ٌدمره ،بحٌث ال تستطٌع الجهات المعنٌة أن تكشؾ الجرٌمة إذا علمت ،به وبالتالً عدم
استطاعة السلطات إلامة الدلٌل ضده مما تنصله ٌعنً من المساءلة المضابٌة ،هنا نطرح
سإال من الجانً؟ وهل مزود الخدمة ٌعتبر مسإول عن الجرٌمة؟
وبصفة عامة فإن المابم بالتشؽٌل أو تمنٌة تكنولوجٌا وسٌطة لبلنترنت" تتنوع المسإولٌة
الجنابٌة بٌن مزود الخدمة المستضٌؾ -والناشر ،والمبلحظ أن النصوص المانونٌة
ٌ128نظر :كشاو معروؾ سٌده البرزنجً نوزاد أحمد ٌاسٌن الشوانً ،التشهٌر عبر االنترنت وإشكاالته المانونٌة فً العراق دراسة
ممارنة -مجلة كلٌة المانون للعلوم المانونٌة والسٌاسٌة ،ص .278
129
عادل عزام ،سمؾ الحٌط ،مرجع سابك ،ص .491
Page 55
تعرؾ الناشر .أما االتفالٌة العربٌة لمكافحة جرابم تمنٌة المعلومات
والنظامٌة الممارنة لم ّ
مزود الخدمة بؤنه "أي شخص طبٌعً أو معنوي عام أو خاص ٌزود المشتركٌن بالخدمات
للتواصل بواسطة تمنٌة المعلومات أو ٌموم بمعالجة أو تخزٌن المعلومات نٌابة عن خدمة
االتصاالت أو مستخدمٌها".
لذا فمد أثارت مسإولٌة مزود خدمة االنترنت أو ما ٌسمى متعهد الوصول فً الفمه تمضً
باعتبار مزود خدمات االنترنت مسإوال عن الجرابم التً ترتكب عن طرٌك االنترنت فً
حالة عدم معرفة شخصٌة الجانً الحمٌمٌة على أساس مبدأ افتراض مسإولٌة الؽٌر
كالمشرع اإلماراتً حٌث ٌحكم بمصادرة األجهزة وربما إؼبلق المحل ،والبعض اآلخر
ذهب إلى عدم لٌام المسإولٌة الجنابٌة ضد مزود الخدمة كما ذهب لذلن المشرع األمرٌكً
حٌث نفى أن ٌعامل مزود الخدمة أو مجهز الخدمة مناطك للمعلومة أو ناشر زود بها
طرؾ آخر .
ثالثا :صعوبة تطبٌك الحكم على الجناة وهذا العنصر له عبللة بما سبك فً العنصرٌن
السابمٌن ذلن أن مبدأ إللٌمٌة المانون الجنابً ٌسهل فرار الجناة من العدالة فكون المشهر
مثبل فً إٌطالٌا والمشهر به فً الجزابر والضرر المترتب عن الجرٌمة ولع فً الجزابر،
فمن ٌمٌم فً إٌطالٌا ال ٌخضع لمانون العموبات الجزابري ذلن أن الجزابر وإٌطالٌا ال
تجمعهما اتفالٌة تعاون أمنً فً الجرابم المستحدثة ،وربما كان هذا الفعل لٌس مجرم فً
دولة الجانً وٌدخل فً نطاق حرٌة التعبٌر.
المبحث الثانً :مولف التشرٌعات من جرٌمة التشهٌر اإللكترونً وسبل
مكافحتها
إن جرٌمة التشهٌر اإللكترونً تعد من الجرابم التملٌدٌة المنصوص علٌها فً أؼلب
الموانٌن الجنابٌة ،بحٌث أصبحت فً الولت الحالً ،ومع التطور الكبٌر فً تكنولوجٌا
المعلومات ووسابل االتصال تتم بواسطة وسابل مستحدثة منها شبكة االنترنت ،كما ان
مختلؾ التشرٌعات الؽربٌة وكدلن التشرٌعات العربٌة تجرم هدا الفعل وتعالب علٌه بشتى
أنواع العموبات المخولة لانونا ،
حٌث إنه بالرجوع إلى الشرٌعة اإلسبلمٌة السمحة نجدها تحرم المذؾ بنصوص لطعٌة من
الكتاب والسنة ،وتعتبره جرٌمة عظمى وكبٌرة من كبابر الذنوب ،دل على تحرٌمها الكتاب
130
والسنة واإلجماع .
ت ثُم ل ْم ٌؤْتُواأما الدلٌل على تحرٌمها من الكتاب لوله تعالى ( :والذٌِن ٌ ْر ُمون ْال ُم ْحصنا ِ
اج ِلدُو ُه ْم ثمانٌِن ج ْلدة ً وال ت ْمبلُوا ُه ْم شهادة ً أبدًا وأُولبِن ُه ُم ْالفا ِسمُون 131،و بِؤ ْربع ِة ُ
شهداء ف ْ
اجت ِنبُوا السبْعمن السنة النبوٌة الشرٌفة ما رواه أبو هرٌرة عن الرسول ص لوله " ْ
س ْح ُر ،ولتْ ُل الن ْف ِس التًِ حرم الموبماتِ ،لالواٌ :ا رسول هللا وما ُهن ؟ لال :الش ْرنُ باهلل ،وال ِ ّ
130
عبد الرحمن بن عبد هللا الخلٌفً " :جرٌمة التشهٌر وعموبتها :دراسة تؤصٌلٌة ممارنة تطبٌمٌة " ،أطروحة ممدمة استكماال لمتطلبات الحصول
على درجة دكتوراه الفلسفة فً العلوم األمنٌة ،جامعة ناٌؾ العربٌة للعلوم األمنٌة ،كلٌة الدراسات العلٌا الرٌاض 3119 ،ص .43
131
هذه اآلٌة الكرٌمة فٌها بٌان حكم جلد الماذؾ للمحصنة ،وهً الحرة البالؽة العفٌفة ،فإذا كان الممذوؾ رجبل فكذلن ٌجلد لاذفه أٌضا ،لٌس فً
هذا نزاع بٌن العلماء .فؤما إن ألام الماذؾ بٌنة على صحة .
Page 56
ؾ ْال ُم ْحصنا ِ
ت ك ،وأ ْك ُل الربا ،وأكل ما ِل الٌ ِت ٌِم ،والتو ِلًّ ٌوم الز ْح ِ
ؾ ،ول ْذ ُ ّللاُ ِإال بِالح ّ ِ
132
ت الؽافبلت" ْال ُمإْ ِمنا ِ
ومن الطبٌعً أن ما وردت فً شؤنه نصوص صرٌحة ولطعٌة من المرآن والسنة فإنه ٌكون
محل إجماع من طرؾ الفمهاء بمختلؾ مذاهبهم .فالشرٌعة اإلسبلمٌة تمتاز بالسمو والتفوق
فً مبادبها العامة التً تحل جمٌع المسابل اإلجرامٌة ،فمد فالت ؼٌرها من التشرٌعات ،كما
فالت المانون الجنابً الوضعً فً سابر المواضع ،لذلن جاءت أحكامها محكمة ودلٌمة فٌما
133
ٌتعلك بتنظٌم العماب على الماذؾ.
وما لٌل عن المذؾ ٌسري أٌضا على السب فهو محرم فً الشرٌعة اإلسبلمٌة بنصوص
لطعٌة ،حٌث نهى المرآن الكرٌم عن السب والشتم بؤلفاظ صرٌحة بموله تعالى وال تسبوا
الذٌن ٌدعون من دون هللا فٌسبوا هللا عدوا بؽٌر علم ، " "134كما ورد فً لوله تعالى "
احتملُوا بُ ْهتانًا و ِإثْ ًما ُم ِبٌنًا ، " 135أما والذٌِن ٌُإْ ذُون ْال ُمإْ ِم ِنٌن و ْال ُمإْ ِمنا ِ
ت ِبؽٌ ِْر ما ا ْكتسبُوا فم ِد ْ
ش ْعبةُ ، دلٌل تحرٌم السب من السنة فهو لوله ص "حدثنا ُمحم ُد ب ُْن ع ْرعرة ،لال :حدثنا ُ
ع ْن ُزب ٌْ ِد ،لال :سؤ ْلتُ أبا وا ِب ِل ع ْن ْال ُم ْر ِجٌ ِة ،فمال :حدث ِنً ع ْب ُد ّللاِ أن الن ِبً صلى ّللاُ عل ٌْ ِه
سوق ، 136ولِتالُهُ ُك ْفر".137 اب ال ُم ْس ِلم فُ ُ
وسلم لال ِ :سب ُ
المطلب االول :مولف التشرٌعات الممارنة من جرٌمة التشهٌر اإللكترونً وسبل
مكافحتها
سنعرض فً هدا المطلب مولؾ التشرٌعات الجنابٌة الممارنة من هذه الجرابم الماسة
باالعتبار وشرؾ األشخاص و ذلن بتمسٌمها إلى فمرتٌن نخصص أولهما لتبٌان مولؾ
التشرٌعات الؽربٌة ،وفً الممابل نخصص ثانٌهما لتبٌان مولؾ التشرٌعات العربٌة مركزٌن
على مولؾ المشرع المؽربً ٌلٌها مولؾ الشرٌعة اإلسبلمٌة خاصة حٌال هذه الجرٌمة
التملٌدٌة المرتكبة عبر وسابل التواصل االجتماعً.
الفمرة األولى :مولف التشرٌعات الغربٌة من جرٌمة التشهٌر باألشخاص عبر وسائل
التواصل االجتماعً
132
أخرجه البخاري ( )3877واللفظ له ،ومسلم ( ،)9:الصفحة أو الرلم .3877
133
عبد الرحمن بن عبد هللا الخلٌفً مرجع سابك ص.24
134
سورة األنعام ،اآلٌة .219
135
سورة األحزاب ،اآلٌة .69
سو ِل ِه وهُو فًِ ع ُْرؾِ الش ْرعِ أش ُّد مِن ْال ِع ْ ْك فِى اللُّؽ ِة ْال ُخ ُرو ُج وفِى الش ْرع ال ُخ ُرو ُج ع ْن طاع ِة هللا ور ُ سو ُق ْال ِفس ُ
فُ ُ
136
ان لال هللاُ تعالى
صٌ ِ
ك و ُم ْمتضاهُ الر ُّد علىث تعْظِ ٌ ُم ح ٌّك ال ُم ْس ِل ِم و ْال ُح ْك ُم على م ْن سبه ُ بِؽٌْر ح ٌّك بِ ْال ِف ْس ِ
وكره إل ٌْ ُكم الكفر والفسوق والعصٌان ففِى الحدٌِ ِ
ً صلى هللاُ عل ٌْ ِه وسلم ٌمُو ُل هذا ب أبًِ وابِل لِلسُّإا ِل ع ْن ُه ْم كؤنه ُ لال كٌْؾ ت ُكونُ ممالتْ ُه ْم حمًّا والنبِ ُّ ْال ُم ْر ِجٌ ِة وع ُِرؾ مِ ْن هذا ُمطابمة ُ جوا ٍ
.شرح الحدٌث بالمولع اإللكترونً:
http://hadithportal.com/index.php?show=hadith&h_id=48&sharh=1673&book=33
137صحٌح البخاري حدٌث رلم 59منشور بالمولع اإللكترونً جامع السنة وشروحها :
http://hadithportal.com/index.php
Page 57
سنعرض فً هذه النمطة مولؾ التشرٌعات الؽربٌة من الجرابم الماسة باالعتبار وشرؾ
األشخاص عبر وسابل التواصل االجتماعً وذلن كاآلتً:
أوال -مولف المشرع األمرٌكً:
فٌما ٌتعلك بالوالٌات المتحدة فمد ذهبت المحكمة العلٌا عام 2::3إلى عدم دستورٌة لانون
(منٌسوتا) بشؤن تجرٌم وحضر الكبلم ألنه ٌفترض حظرا خاصا على المتحدث فً أمور
تتعلك بالعرق أو اللون أو العمٌدة أو الجنس.
كما ٌحضر المانون الجنابً األمرٌكً البث اإلذاعً أو اللفظ البذيء فً المادة ()2575
حٌث ٌجرم اإلساءة لآلخرٌن عن طرٌك سبهم أو جرحهم بكلمات مهٌنة ،كما تنص المادة
ذاتها ان "كل تلفظ بؤي كبلم إباحً أو فاحش أو كبلم بمصد التحمٌر بؤي وسٌلة من اتصاالت
الرادٌوٌ ،عالب بؽرامة ال تزٌد عن ( )21111دوالر ،أو بالحبس لمدة ال تزٌد عن عامٌن
138
أو بكلتا العموبتٌن (معا) وٌبمى األمر تمدٌري للماضً حسب حٌثٌات المضٌة.
ثانٌا-مولف المشرع الفرنسً:
جرم المشرع الفرنسً جرابم المذؾ والسب العلنً بنصوص خاصة فً لانون 3:جوٌلٌة
2992م بشان حرٌة الصحافة ،إذ عرفت المادة 3:منه فً فمرتٌها األولى والثانٌة هاتٌن
الجرٌمتٌن كالتالًٌ" :عتبر لذفا علنً إخبارا أو إسناد لفعل ٌمس شرؾ واعتبار الشخص أو
الهٌبة التً أُسند إلٌها هذا الفعل ."139نص المادة 3:منه ٌعد لاذفا" كل من أ أخبر أو أسند
لؽٌره والعة محددة ماسة بالشرؾ واالعتبار 140و ٌعتبر سبا علنٌا كل تعبٌر مهٌن أو ألفاظ
تحمٌر أو لدح ال تشمل على أي فعل محدد" .وهً تستوجب لمٌام هاتٌن الجرٌمتٌن توافر
شرط العبلنٌة ،والذي ٌتحمك عن طرٌك وسٌلتٌن وسٌلة المول أو الصٌاح ،ووسٌلة الكتابة أو
وسابل التمثٌل األخرى كالصور والرسوم والرموز والنموش ،ولمد اعترؾ صراحة بإمكانٌة
ولوع هذه الجرٌمة عبر شبكة اإلنترنت من خبلل المادة 34من ذات المانون .ولمد طبك
المضاء الفرنسً هذه النصوص على جرٌمة المذؾ والسب عبر شبكة االنترنت واعتبرها
صورة من جرابم النشر.
الفمرة الثانٌة :مولف التشرٌعات العربٌة من الجرائم الماسة باالعتبار وشرف األشخاص
الوالعة عبر موالع التواصل االجتماعً:
سنعرض فً هذه النمطة مولؾ التشرٌعات العربٌة بصفة عامة حٌال الجرابم الماسة باعتبار
وشرؾ األشخاص الوالعة عبر وسابل التواصل االجتماعً ،لنوضح بعدها مولؾ التشرٌع
المؽربً بصفة خاصة
ٌ138نظر :الشوابكة ،دمحم أمٌن ،جرابم الحاسوب واالنترنت ،مرجع سابك ،ص .78-67
139
دمحم األلفً ،المسإولٌة الجنابٌة عن جرابم األخبلق عبر االنترنت ،ط ، 2المكتب المصري الحدٌث ،الماهرة ، 3116 ،ص 223
140الشوابكة ،دمحم أمٌن ،جرابم الحاسوب واالنترنت ،مرجع سابك ،ص .68
Page 58
أوال -مولف التشرٌعات العربٌة من جرٌمة التشهٌر اإللكترونً باألشخاص عبر وسائل
التواصل االجتماعً:
أما فً ما ٌخص التكٌؾ المانونً لهذه الجرٌمة الماسة بسمعة األشخاص واعتبارهم التً
تتم من خبلل استخدام وسابل التواصل االجتماعً للتشهٌر أو وسابل اإلعبلم المإدى ،واحد
سواء كان ذلن بشخص معٌن أو بؤشخاص ،فٌمكن المول بؤن التشرٌعات العربٌة انمسمت
إلى لسمٌن لسم فضل تكٌؾ هذه الجرابم تحت طابلة نفس النصوص المانونٌة التً تحرم
تلن األفعال متى تمت بالطرق التملٌدٌة مثل:
أ -المشرع المصري :الذي جرم تلن األفعال و عالب علٌها من خبلل المواد من 421-413
من المانون المصري.
ولسم آخر خصها بموانٌن خاصة تبلإم طبٌعة المحٌط المرتكب فٌه مثل نظام مكافحة جرابم
المعلوماتٌة والتعامبلت اإللكترونٌة السعودي حٌث جرم المشرع السعودي جرٌمة التشهٌر
عبر االنترنت فً المادة 4/6منه 141وإللماء الضوء على هذا النظام نذكر هنا على سبٌل
المثال ما جاء فً المادة 42الفمرة ( )3ما ٌلً:
"المساس بالحٌاة الخاصة عن طرٌك إساءة استخدام الهواتؾ النمالة المزودة بالكامٌرا ،أو
فً حكمها والتشهٌر باآلخرٌن وإلحاق الضرر بهم عبر وسابل تمنٌة المعلومات المختلفة".
ج-المشرع اإلماراتً :وذلن فً المادة 142 26من المانون االتحادي رلم لسنة 3117بشان
جرابم تمنٌة المعلومات ،إذ جرم فعل السب واإلساءة إلى الممدسات والشعابر الدنٌة وإلى
إحدى األدٌان السماوٌة ،وبمدر ما ٌتعلك بموضوعنا فمد عالج المشرع اإلماراتً جرٌمة
التشهٌر فً المادة ( )27حٌث نصت على أن "كل من اعتدى على أي من المبادئ أو المٌم
األسرٌة أو نشر أخبارا أو صورا تتصل بحرمة الحٌاة الخاصة أو العملٌة لؤلفراد -ولو
كانت صحٌحة عن طرٌك شبكة المعلومات أو إحدى وسابل تمنٌة المعلومات ٌعالب بالحبس
ال تمل عن سنة ،وبالؽرامة ال تمل عن خمسٌن ألؾ درهم أو بإحدى هاتٌن العموبتٌن" "
وأسباب ذلن التجرٌم تنطوي على أن الحرٌة والدٌممراطٌة التً تنعم بها الشعوب ال ٌجب
أن تنطوي على اإلخبلل بها وتجرٌح األشخاص فً أعراضهم ومبادبهم وشرفهم ونسب
أمور ؼٌر صحٌحة لهم لؽرض التشهٌر بهم وبمبادبهم والخوض فً أعراضهم وفً حٌاتهم
الخاصة التً هً ملن لهم وحدهم دون أن ٌكون ألي شخص آخر الحك فً أن ٌخوض أو
ٌتدخل فٌها بؤي شكل من األشكال.
د-مولف المشرع األردنً :إذا كانت الماعدة العامة تمتضً عماب كل من ٌسند والعة معٌنة
إلى شخص تستوجب احتماره والتملٌل من شؤنه حٌث تمس حمه فً شرفه واعتباره ،إال أنه
141
تنص المادة 4/6من نظام مكافحة جرابم المعلوماتٌة والتعامبلت االلكترونٌة السعودٌة على ٌ :عالب بالسجن مدة ال تزٌد عن سنة وبؽرامة ال
تزٌد على خمسمابة ألؾ ،أو بإحدى هاتٌن العموبتٌن كل شخص ٌرتكب أٌا من جرابم المعلوماتٌة اآلتٌة -6. ..التشهٌر باآلخرٌن ،وإلحاق الضرر
بهم عبر وسابل تمنٌات المعلومات المختلفة.
142
تنص المادة 26من المانون االتحادي رلم 3لسنة 3117بشؤن جرابم تمنٌة المعلومات على ٌ" :عالب بالحبس وبالؽرامة أو إحدى هاتٌن
العموبتٌن كل من ارتكب إحدى الجرابم التالٌة عبر شبكة المعلوماتٌة أو إحدى وسابل تمنٌة المعلومات أ -اإلساءة إلى إحدى الممدسات أو الشعابر
اإلسبلمٌة .
Page 59
نزوال على اعتبارات الصالح العام خرج المشرع عن هذه الماعدة ،وأعطى المتهم الحك فً
اإلعفاء من المسإولٌة الجنابٌة إن هو ألام الدلٌل على صحة الولابع المسندة إلى المجنً
علٌه بشروط مختلفة (الدفع بالحمٌمة) وكما هو مبٌن فً حك النمد وحك النشر.
ولد فرض المشرع األردنً حماٌة إضافٌة لشرؾ اإلنسان واعتباره فً المادة (/86أ) من
لانون االتصاالت رلم 24لسنة 2::6مما ٌسمح بانطبالها على شبكة االنترنت.143
وتطبٌما للمادة ( )29:من لانون العموبات األردنً فإنه ال عماب على فعل الذم أو المدح إال
إذا حصل بوسٌلة من وسابل التعبٌر عن العبلنٌة الواردة فٌها على سبٌل الحصر والتعٌٌن،
على النمٌض من المادة ( )319من لانون العموبات السوري التً أوردتها على سبٌل المثال
ال الحصر .
ثانٌاً :مولف التشرٌع المغربً من الجرائم الماسة بإعتبار وشرف األشخاص الوالعة عبر
االنترنٌت
تنص المادة 558-2من المانون الجنابً على أنه "ٌعالب بالحبس من ستة أشهر إلى ثبلث
سنوات وؼرامة من 3111إلى 31111درهم كل من لام عمدا ،وبؤي وسٌلة بما فً ذلن
األنظمة المعلوماتٌة ،بالتماط أو تسجٌل أو بث أو توزٌع ألوال أو معلومات صادرة بشكل
خاص أو سري ،دون موافمة أصحابها.
ٌعالب بنفس العموبة ،من لام عمدا وبؤي وسٌلة بتثبٌت أو تسجٌل أو بث أو توزٌع صورة
شخص أثناء تواجده فً مكان خاص دون موافمته.
وتنص المادة 558 3-3على أنه “ٌعالب بالحبس سنة واحدة إلى ثبلث سنوات وؼرامة
مالٌة من 3111إلى 31111درهم كل من لام بؤي وسٌلة بما فً ذلن األنظمة المعلوماتٌة،
ببث أو توزٌع تركٌبة مكونة من ألوال شخص أو صورته ،دون موافمته أو لام ببث أو
توزٌع إدعاءات أو ولابع كاذبة ،بمصد المس بالحٌاة الخاصة لؤلشخاص أو التشهٌر بهم".
وتنص المادة 558- 4على أنه “ٌعالب بالحبس من سنة واحدة إلى خمس سنوات وؼرامة
من 6111إلى 61.111درهم إذا إرتكبت األفعال المنصوص علٌها فً الفصلٌن 558-2
3-558فً حالة العود وفً حالة إرتكاب الجرٌمة من طرؾ الزوج أو الطلٌك أو الخاطب
أو أحد الفروع أو أحد األصول أو الكافل أو شخص له والٌة أو سلطة على الضحٌة أو
مكلؾ برعاٌتها أو ضد امرأة بسبب جنسها أو ضد لاصر.
كما تنص المادة 9:من لانون الصحافة والنشر على أنه "ٌعد تدخبل فً الحٌاة الخاصة كل
تعرض لشخص ٌمكن التعرؾ علٌه وذلن عن طرٌك إختبلق إدعاءات أو إفشاء ولابع أو
صور فوتوؼرافٌة أو أفبلم حمٌمٌة ألشخاص أو تتعلك بحٌاتهم الخاصة ما لم تكن لها عبللة
وثٌمة بالحٌاة العامة أو تؤثٌر على تدبٌر الشؤن العام.
143
السعدي ،عبد الرحمن بن ناصر تٌسٌر الكرٌم الرحمن فً تفسٌر كبلم المنان مركز فجر للطباعة والنشر ،الماهرة ،ط ،2ص675،
Page 60
ٌعالب على هذا التدخل إذا تم نشره دون موافمة الشخص المعنى باألمر دون رضاه
المسبمٌن بالعموبة المنصوص علٌها فً الفمرة الثانٌة من المادة 96أعبله المتعلمة بالسب.
وفً حالة تم النشر بدون موافمة ورضى مسبمٌن وبؽرض المس بالحٌاة الخاصة لؤلشخاص
والتشهٌر بهم ٌعالب بالعموبة المنصوص علٌها فً الفمرة األولى من المادة 96أعبله
المتعلمة بالمذؾ مع بماء الحك فً التعوٌض المنصوص علٌه فً المادة 98أعبله".
كل هذه المواد جاء مضمونها تؤكٌدا للمادة 35من الدستور المؽربً الذي نص على أنه "
ذلن شخص الحك فً حماٌة حٌاته الخاصة "...المإسسة كذلن على مضمون المادة 23من
اإلعبلن العالمً لحموق اإلنسان التً نصت على أنه " ال ٌجوز تعرٌض أحد لتدخل تعسفً
فً حٌاته الخاصة ،“ ...كما نصت أٌضا المادة 28من العهد الدولً للحموق المدنٌة
والسٌاسة على أنه “ال ٌجوز التدخل بشكل تعسفً أو ؼٌر لانونً بخصوصٌات أحد أو
عابلته أو بٌته أو مراسبلته".
ثالثا -مولف الشرٌعة اإلسالمٌة من جرائم التشهٌر باألشخاص الوالعة عبر موالع
التواصل االجتماعً :
لمد منع الشارع الحكٌم التعرض لؤلشخاص والتشهٌر بهم ولو على مستوى محدود ،فكٌؾ
إذا كان األمر عبر وسابل إعبلمٌة ،لال تعالىِ ﴿ :إن الذٌِن ٌ ُِحبُّون أ ْن ت ِشٌع ْالف ِ
احشةُ فًِ الذٌِن
آمنُوا ل ُه ْم عذاب أ ِلٌم ﴾ [النور ،]:لال بن السعدي فً تفسٌر هذه اآلٌة "أي األمور الشنٌعة
المستمبحة المستعظمة فٌحبون أن تشتهر وإن كان هذا الوعٌد لمجرد محبة أن تشٌع الفاحشة
واستحبلء الملب ،فكٌؾ بما هو أعظم من ذلن من إظهاره ونمله".
ونظرا لما ٌإدي إلٌه المذؾ عبر وسابل التواصل االجتماعً من مخاطر مثل لحوق العار
والمعرة واإلساءة لسمعة وتشعب الظنون بالناس وتفكن األسرة والعداء بٌن أفرادها وأحٌانا
ٌإدي إلى المشاجرات وسفن الدماء ،فإنه ٌحرم شرعا لذؾ المسلم والتشهٌر به واالعتداء
على شرفه واعتباره بؤي وسٌلة كانت فالعبرة بالمإدى والنتٌجة وال ٌختلؾ إن كان التشهٌر
بالوسابل التملٌدٌة أو الوسابل اإللكترونٌة والتمنٌة الحدٌثة وبؤي صورة كانت بالمول أو
صبة ِم ْن ُك ْم الكتابة أو الصورة صرٌحا أو ضمنا ،لال تعالى﴿ :إِن الذٌِن جا ُءوا بِ ْ ِ
اإل ْف ِن ُ
144
ع ْ
اإلثْ ِم والذِي تولى ِكبْرهُ ئ ِم ْن ُه ْم ما ا ْكتسب ِمن ْ ِال ت ْحسبُوهُ ش ًّرا ل ُك ْم ب ْل ُهو خٌْر ل ُك ْم ِل ُك ِّل ْام ِر ٍ
ِم ْن ُه ْم لهُ عذاب ع ِظٌم﴾ [النور ،]22هذه اآلٌة شاهد عظٌم ودلٌل واضح على خطر التشهٌر
بالناس على الفرد وعلى المجتمع على حد سواء ولال فً آٌة أخرى :إِن الذٌِن ٌ ْر ُمون
ت لُ ِعنُوا ِفً ال ُّد ْنٌا و ْاآل ِخر ِة ول ُه ْم عذاب ع ِظٌم ﴾ [النور ]34، ت ْال ُمإْ ِمنا ِ
ت ْالؽا ِفبل ِ
ْال ُم ْحصنا ِ
145
كما عد لذؾ المحصنات من السبع الموبمات .ولد لال رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم :
( من الكبابر استطالة الرجل فً عرض أخٌه المسلم بؽٌر حك 146كما ٌعد التشهٌر ؼٌبة
وهً محرمة بإجماع الفمهاء .
144
ٌنظر :حولٌة كلٌة اللؽة العربٌة بجرجا ،مجلة علمٌة دورٌة دولٌة محكمة ،مرجع سابك ،ص .634:
145
ٌنظر :حولٌة كلٌة اللؽة العربٌة بجرجا ،مجلة علمٌة محكمة ،مرجع سابك ،ص 6351-634:
146
السبكً ،العرالً ،تخرٌج أحادٌث إحٌاء علوم الدٌن دار العاصمة للنشر -الرٌاض ،ح ،43:4ج ،6ص .31:4
Page 61
كما حذرت الشرٌعة اإلسبلمٌة من خطر اإلشاعات ،وأمرهم هللا عز وجل أن ٌتحروا عن
األخبار التً تصل إلى آذانهم فمال تعالىٌ ﴿ :ا أٌُّها الذٌِن آمنُوا إِ ْن جاء ُك ْم فا ِسك بِنبإ ٍ فتبٌنُوا
ص ِب ُحوا على ما فع ْلت ُ ْم ناد ِِمٌن ﴾ [الحجرات ( ،]7فعلى المستخدم أن صٌبُوا ل ْو ًما ِبجهال ٍة فت ُ ْ
أ ْن ت ُ ِ
ٌتحرى على المنشور لبل التعلٌك علٌه أو مشاركته أو إعادة نشره ،ألن اإلشاعة فً وسابل
التواصل االجتماعً سرٌعة جدا.
تعالب الشرٌعة اإلسبلمٌة الماذؾ بالعموبة الحدٌة سواء حصل المذؾ عبلنٌة أمام الناس أم
كان محصورا بٌن الماذؾ والممذوؾ ،بٌنما ٌشترط لتطبٌك حد عموبة التشهٌر العبلنٌة
الحصول الردع بٌن الناس أوال ،ثم إن الجزاء من جنس العمل المشهر ٌشهر به تطبٌما لمبدأ
تناسب الجرم مع العماب فً الشرٌعة اإلسبلمٌة ،وهذا ما ال ٌكون فً المانون الوضعً ذلن
أن عموبة جرٌمة التشهٌر فً الموانٌن الوضعٌة ال تتناسب مع الجرم وآثاره خاصة إذا كان
األمر ٌتعلك بتفكن أسرة ونشوء عداوات فؤي عموبة وأي تعوٌض مناسب ٌجبر ماكسر
وٌعٌد األمر إلى ما كان علٌه.
وعلٌه فإن لذؾ المحصنات والتشهٌر بالناس والزنى ولطع الطرٌك ،وسابر االعتداء على
األموال واألنفس ،وكل هذه العموبات لها عموبات ممررة فً اإلسبلم وٌطبمها المضاة فً
الدنٌا ،وٌنفذها الحكام.
رابعا :شروط إباحة التشهٌر فً المانون الممارن
المانون الفرنسً :نظم لانون الصحافة الفرنسً الصادر فً 3:/18/2992الجرابم التً
ترتكب عن طرٌك الصحافة أو أي وسٌلة أخرى ،ومنها جرٌمة المذؾ ضد ذوي الوظابؾ
العامة و الممصود بهم أولبن األشخاص الذٌن ٌتم التشهٌر بهم وانتهان سمعتم وخصوصٌتهم
فالمادة 46من هذا المانون اعتبرت إثبات حمٌمة الوالعة المسندة إلى الممذوؾ دفاعا
محضا ،سواء أكان اإلسناد موجه للموظفٌن والسلطات العامة ،أم الموجه إلى ؼٌرهم من
األشخاص العادٌن ،ولكن استتنت من تلن الوالعة المتعلمة بالحٌاة الخاصة أو إذا كان
موضوع الجرٌمة والعة مضى علٌها أكثر 21سنوات ،أو إذا كانت هذه الوالعة تموم على
مخالفة عفً عنها أو مر علٌها الزمن .أو كانت سببا إلدانة ملؽٌة بسبب رد االعتبار أو
المراجعة.
ب المانون المصري :لانون العموبات المصري رلم ( )69لسنة 2:48نص على إباحة
المذؾ الموجه لذوي الوظابؾ العامة أو من فً حكمهم فً المادة ( )413حٌث جاء فٌها "
فالطعن أعمال موظؾ عام أو شخص صفة نٌابٌة عامة أو مكلؾ بخدمة عامة ال ٌدخل
تحت حكم الفمرة السابمة إذا حصل بسبلمة نٌته وكان ال ٌتعدى أعمال الوظٌفة أو النٌابة أو
الخدمة العامة وبشرط أن ٌثبت مرتكب الجرٌمة حمٌمة كل فعل أسند إلٌه وال ٌؽنً عن ذلن
اعتماده صحة هذا الفعل" .
و المادة ( )55فً لانون تنظٌم الصحافة المصري رلم ( ):7لسنة 2::7وهً نسخة
مطابمة لما جاء فً المادة السابمة ،عدا فمرتها األخٌرة " ...وال ٌؽنً عن ذلن اعتماده صحة
هذا الفعل" ،من حٌث تنص على أنه ال ٌعالب على الطعن بطرٌمة النشر فً أعمال موظؾ
عام أو شخص دي صفة نٌابٌة أو عامة أو مكلؾ بخدمة عامة ،إذا كان النشر بسبلمة نٌة
Page 62
وكان ال ٌتعدى أعمال الوظٌفة أو النٌابة أو الخدمة العامة وبشرط أن ٌثبت كل فعل أسند
إلٌهم" .إذن شروط إباحة النمد فً كلتا المادتٌن هً :
أوال -كون الممذوؾ موظفا أو مكلفا بخدمة عامة.
ثانٌا -أن ٌتعلك الولابع المسندة بؤعمال الوظٌفة أو النٌابة أو الخدمة العامة.
ثالثا -أن ٌثبت الماذؾ حمٌمة ما ٌسنده إلى الممذوؾ.
147
رابعا -توافر حسن النٌة لدى الماذؾ.
مما سبك نلحظ أن كل التشرٌعات اشترطت فً بادئ األمر حسن النٌة من الماذؾ وأن ال
ٌكون هذا المذؾ واإلساءة للسمعة بدافع الحمد ،كما اشترطوا إثبات الوالعة المنسوبة ،كما
ذكروا أن هذا االستثناء ٌخص الموظؾ العام وأن ٌكون هذا الولابع المنسوبة والتشهٌر
ٌخص العمل أو الوظٌفة ال الشخص نفسه باستثناء المشرع النٌوزٌلندي والسوٌدي فلم
ٌمتصر هذا االستثناء على الموظؾ فمط بل تعداه لٌشمل كل ما ٌخص الحٌاة العامة وذلن
العتبارات عدة منها ضمان حرٌة التعبٌر والرأي.
المطلب الثانً :السبل الولائٌة واإلجرائٌة لمكافحة جرٌمة التشهٌر اإللكترونً
هنان نوعٌن من سبل المكافحة الفمرة االولى السبل الولابٌة التحفظٌة التً من .شانها تفادي
ولوع الجرٌمة اإللكترونٌة ولدٌنا السبل اإلجرابٌة فً الفمرة الثانٌة والتً من شؤنها الكشؾ
المبكر للجرٌمة مما ٌسمح بتدارن مخاطرها ولتسهٌل الوصول للجناة.
الفمرة األولى :السبل الولائٌة لمكافحة جرٌمة التشهٌر اإللكترونً
وهً الوسابل والحواجز التً تحول دون ولوع الجرٌمة والتً نذكرها كاآلتً :
أوال :االرتماء بمهارات رجال التحمٌك فً الجرائم المعلوماتٌة :هنان جملة من المهارات
التً ٌلزم توافرها فً رجال التحمٌك فً الجرابم اإللكترونٌة من أهمها:
-2-تكرٌس العمل العلمً والفنً إلعداد نخب متمٌزة من المحممٌن ٌتمتعون بمهارات
148
متمدمة تساٌر ما تتطلبه طبٌعة هذا التحمٌك فً هذا النوع من الجرابم.
ٌ -3ستلزم من األجهزة األمنٌة إنشاء وحدات مختصة فً مكافحة جرٌمة التشهٌر
اإللكترونً بشكل خاص وجرابم المعلوماتٌة بشكل عام.
-4انتشرت فً اآلونة األخٌرة االنتهاكات المعلوماتٌة التً تمس السمعة ،حٌث أن
المعلوماتٌة بؤدواتها المختلفة والمتمثلة بصفة أساسٌة فً جهاز الحاسب اآللً أو الجواالت
المتطورة 149لٌام األجهزة األمنٌة بعمد دورات تدرٌبٌة نظرٌة وعلمٌة وتطبٌمٌة فً مجال
147
ٌنظر :بوعبدلً جمال حرٌة التعبٌر وحماٌة الحك فً السمعة ،مرجع سابك ،ص .254
148
السراء ،دمحم حسن األسالٌب الحدٌث والمهارات المتمدمة فً تحمٌك الجرابم اإللكترونٌة ،الفكر الشرطً ،مج 453123.92.32-55
149
طرشً نورة ،مكافحة الجرٌمة المعلوماتٌة ،مذكرة ماستر فً المانون الجنابً ،جامعة الجزابر ،2سنة 3122/3123م ص46،
Page 63
المعلوماتٌة وكل ما ٌختص بها الكتساب مهارات تسمح باستٌعاب تمنٌات الحاسب اآللً من
حٌث برامجه وأنظمته؛ أي اإللمام
والمعرفة الجٌدة بمجال الحاسب اآللً واالنترنت وكٌفٌة االستفادة من هذه المعرفة
واستخدامها بكفاءة فً التحمٌك والتحري واستخبلص األدلة واستخبلص ما ٌمكن استخدامه
150
كدلٌل فً المحكمة.
.5األدلة اإلثباتٌة اإللكترونٌة هشة بطبٌعتها فهً لابلة للتحرٌؾ أو اإلتبلؾ أو التدمٌر من
خبلل سوء المناولة أو الفحص بطرٌمة ؼٌر سلٌمة لذا ٌنبؽً اتخاذ احتٌاطات خاصة من
أجل توثٌك هذا النوع من األدلة اإلثباتٌة ؛ ألن باتخاذ هذه االحتٌاطات تصبح األدلة
المتحصل علٌه صالحة لبلستعمال أثناء إثبات الجرٌمة.
-8تكلٌؾ عناصر أمن متخصصٌن بالتحمٌك فً هذه الجرابم للتوصل إلى كشؾ هوٌة
الجانً اإللكترونً ومبلحمته.
ثانٌا :دور الهٌئات المدنٌة والمحلٌة :إن التؤثٌر السلبً للجرابم اإللكترونٌة ال ٌتولؾ عند
الجوانب المادٌة والمالٌة للمجتمع ،بل ٌتعداه لٌشمل المٌم األخبللٌة لؤلفراد ومن ثم للمجتمع.
لذا ٌعد الدور الذي تموم به الهٌبات المدنٌة والمحلٌة فً ترسٌخ وزٌادة الوعً األمنً لدى
المواطنٌن وتحفٌزهم فً المشاركة لمكافحة جرٌمة التشهٌر اإللكترونً عبر وسابل
التواصل االجتماعً خاصة والجرٌمة عموما ،من بٌنها (األسرة ،المسجد ،المدرسة،
الجامعة.)..... ،
فٌمع على عاتك األسرة التنشبة الحسنة لؤلجٌال ،ذلن أن األسرة هً اللبنة األولى لبناء
المجتمع فإذا صلحت صلح المجتمع كله والعكس بالعكس ،ولتحمٌك هذا الصبلح ٌستلزم
وعً اآلباء أن أبناءهم خلموا لزمان ؼٌر زمانهم وبالتالً ٌستوجب تنشبتهم وتوعٌتهم وفك
التطورات الحاصلة فً هذا الزمان ،وهذا ما ٌعبر عنه بالتربٌة المتجددة لؤلبناء ولد أشار
لذلن لول علً بن أبً طالب:
151
علموا أوالدكم خٌر ما تعلمتم فإنهم خلموا لزمان ؼٌر زمانكم".
أما المسجد فله دوره الهام والمهم فً عملٌة تنمٌة المٌم الخلمٌة اإلسبلمٌة لدى األفراد
والجماعات ،خاصة إذا توافرت له اإلمكانٌات من لوى بشرٌة وإمكانٌات مادٌة ،وإذا كان
دوره فً حاضرنا المعاصر لد تراجع إلى حد ما -لوجود المدارس ووسابل اإلعبلم ،فإن
ذلن ال ٌعنً اختفاء دوره فدوره لابم .ذلن أن أهم وظٌفة للمسجد األمر بالمعروؾ والنهً
عن المنكر .
وهذا األمر والنهً وما ٌتفرع عنهما من كلٌات ولواعد لهما صلة وثٌمة باألخبلق الفاضلة،
كما ٌوضح هذا المبدأ شدة اهتمام الشرٌعة اإلسبلمٌة بالحبلل والحرام وإذا كان ذلن مما
150عادل دمحم الشرنجً ،عبد السبلم دمحم الماٌل علً لابوسة الجرٌمة االلكترونٌة فً المضاء االلكترونً ،مجلة األفاق للبحوث
والدراسات السداسٌة ،المركز الجامعً الٌزي ،العدد 15جوان .312:
151
ٌنظر :مرسً ،دمحم منٌر ،التربٌة اإلسبلمٌة أصولها وتطورها فً الببلد العربٌة عالم الكتب ،ط ،3116ص .88
Page 64
ٌنفرد به النظام ،فهو فً الولت نفسه ضمان لكل الحموق العامة والخاصة 4 .لال تعالى:
عون إِلى ْالخٌ ِْر وٌؤ ْ ُم ُرون بِ ْالم ْع ُر ِ
وؾ وٌ ْنه ْون ع ِن ْال ُم ْنك ِر وأُولبِن ُه ُم ﴿و ْلت ُك ْن ِم ْن ُك ْم أُمة ٌ ْد ُ
ْال ُم ْف ِل ُحون ﴾ [آل عمران .]215ولال أٌضا ﴿ :وتعاونُوا على ْال ِب ِ ّر والت ْموى وال تعاونُوا على
ب﴾ [المابدة .]3 ان واتمُوا ّللا ِإن ّللا شدٌِ ُد ْال ِعما ِ
اإلثْ ِم و ْالعُدْو ِ ِْ
فاألمر بالمعروؾ والنهً عن المنكر ٌحًٌ الضمٌر اإلنسانً وٌموي الوازع الدٌنً لدى كل
شخص و ٌحً فٌه الجانب األخبللً الرافض للجرٌمة عموما.
ونفس الكبلم ٌنطبك على المدرسة والجامعة وكل الهٌبات التً تعمل على التوعٌة واإلرشاد
فكلها ٌمكن االستفادة منها لدرء تفشً الجرٌمة فً المجتمع وإحٌاء الضمٌر األخبللً .لال
الشاعر شولً :وإنما األمم األخبلق ما بمٌت ...فإن همو ذهبت أخبللهم ذهبوا.
ثالثا :تعاون رجال األمن ووسائل اإلعالم واالتصال فً مكافحة جرٌمة التشهٌر
اإللكترونً:
ٌ -2-إدي اإلعبلم دورا هاما فً توعٌة الجمهور المشاهد وذلن من خبلل بث حصص
تلفزٌونٌة باستضافة أحد المسإولٌن بشرح فٌه أسالٌب الولاٌة من هذه الجرٌمة أو عن
طرٌك زٌادة عدد الحصص التمثٌلٌة الممدمة فً اإلذاعة والتلفاز المصرح بها من طرؾ
وزارة الدفاع الوطنً ،التً تمثل جرابم حمٌمٌة ،نذكر من هذه الحصص (لؽز الجرٌمة
جناٌات تحرٌات )...فً المنوات الوطنٌة ،152أو عن طرٌك الحمبلت التحسٌسٌة التً ٌموم
بها رجال األمن من خبلل توزٌع مناشٌر فً الحواجز األمنٌة أو فً األٌام المفتوحة التً
ٌموم بها الدرن الوطنً سنوٌا ،أو المٌام بمحاضرات أو ملتمٌات لتوضٌح خطورة هذه
الجرابم واإلجراءات االحترازٌة الواجب تطبٌمها 153وكذا بٌان طرق االحتفاظ بالبٌانات
الحساسة خشٌة ولوعها فً أٌادي مجرمٌن ٌستخدمونها لئلساءة إلى السمعة وكذا التنبٌه
بعدم إرسال الصور الشخصٌة عبر وسابل التواصل االجتماعً عند التواصل مع الؽرباء
وعدم لبول أي طلب صدالة إال من أشخاص موثوق بهم.
- 3إنشاء خطوط هاتفٌة تابعة للجهات األمنٌة مباشرة لئلببلغ عن الجرابم المعلوماتٌة
مباشرة 4- .إرسال رسابل لصٌرة إرشادٌة عبر الهاتؾ بالتعاون بٌن الجهات األمنٌة
وشركات االتصاالت.
رابعا :دور المشرع :البد لنا أن نضع نصب أعٌٌننا اعتبار هام هو أ أن ؼٌاب التشرٌع
المانونً سٌشجع المجرمٌن اللتراؾ المزٌد من الجرابم 154ولذلن ٌمع على عاتك المشرع
دور كبٌر فً:
-2سن لوانٌن رادعة والتؤكٌد على المساهمة إلٌجاد الحلول المانونٌة لتحمٌك التوازن بٌن
مصلحة المجتمع فً االستفادة من المستحدثات العلمٌة والحاجة إلى المانون إلسباغ صفة
152
لماء مع العمٌد (ع ،م) لابد المجموعة اإلللٌمٌة للدرن الوطنً بالوادي ٌوم 3133\14\35على الساعة التاسعة والنصؾ صباحا
153
طرشً نورة مكافحة الجرٌمة المعلوماتٌة ،المرجع السابك ،ص .9
154
ممدوح عبد الحمٌد عبد المطلب ،البحث والتحمٌك الجنابً الرلمً ،مرجع سابك ،ص.371
Page 65
عدم المشروعٌة على انتهان هذه المصالح " .وهذا لملء الفراغ الحاصل فً هذا المجال
ولسد الفرص أمام المجرمٌن وردعهم.
-3البد من توجٌه التشرٌعات والموانٌن وتحدٌثها بما ٌتماشى مع التطورات المعلوماتٌة
وفرض عموبات تتناسب الضرر الحاصل على مرتكبً هذه الجرٌمة لكً ال ٌستسهل
األشخاص ارتكابها ،وللحد من ازدٌاد هذه الجرٌمة البل أخبللٌة.
- 4المساهمة الدولٌة للتعاون إلنشاء لانون دولً موحد معروؾ على مستوى الدول لجعل
المجرم ٌفكر لبل ارتكاب مثل هذه الجرٌمة أي تؤسٌس منظمة خاصة لمكافحة الجرٌمة
التشهٌر اإللكترونً.
-5إصدار المشرع لموانٌن تنظٌمٌة تخص مستعملً وسابل التواصل االجتماعً سواء أكان
ذلن فً مماهً االنترنت أو الهاتؾ النمال أو أي وسٌلة أخرى تإذي إلى المساس بحرٌة
عبر األشخاص أو انتهان حرمتهم.
الفمرة الثانٌة :السبل اإلجرائٌة لمكافحة جرٌمة التشهٌر اإللكترونً:
ونمصد بالسبل اإلجرابٌة هً التً تمع أثناء أو بعد ولوع الجرٌمة مباشرة وهً عبارة عن
إجراءات تساهم فً تملٌص ضررها أللل حد ممكن وتسرٌع التحمٌك والمبض على الجناة
نذكر منها:
أوال :تكاتف أفراد األسرة حالة علم بولوع أو بعد ولوع أحد أفرادها ضحٌة للتشهٌر:
ونمصد هنا أن ؼالبا من ٌمع ضحٌة للتشهٌر أو تهدٌد بالتشهٌر ٌخاؾ على سمعته بٌن
الناس ،وربما أكثر ما ٌخاؾ منه رإٌة أفراد أسرته له وخاصة إذا كان التشهٌر سببه عبللة
سرٌة ،فاألجدر هنا بؤفراد األسرة التعاون لمواجهة خطر الجرٌمة وتملٌل أضرارها أللل
لدر ممكن ،وتجاوز الخبلفات لحٌن إببلغ الجهات الرسمٌة وتدخلها ،ألن الضحٌة لو
تصرؾ بمفرده وبمعزل عن عابلته ،واستسلم البتزازات الجانً فإن هذا األمر ال ٌمكن
التكهن بما تإول األمور إلٌه من تفالم األضرار والتبعات بل سٌزٌد ولن تُحمد عالبته.
ثانٌا :تعاون الضحاٌا مع الجهات المختصة لإلبالغ عن الجرائم:
إن الحجم الحمٌمً لجرابم الكمبٌوتر ال ٌزال ٌشوبه الؽموض إما بسبب عدم التمكن من
ضبطها أو إحجام الضحاٌا عن اإلببلغ عنها إلى الجهات المختصة ،وذلن بسبب ترددهم أو
خوؾ نظرة المجتمع لهم .وتشٌر نتابج الدراسة أن :1%من جرابم المتعلمة بالتشهٌر،
155
تعالج عن طرٌك التصحٌح ،فً حٌن أن %21بدعاوى فً ساحات المحاكم".
إن اإلببلغ بدلة عن الجرابم اإللكترونٌة ٌوفر فابدة أخرى عظٌمة ،حٌث أنه كلما كثر كم
المعلومات الذي ٌحصل علٌه رجال إنفاذ المانون حول االتجاهات الجدٌدة لهذه الجرابم كلما
155
الفٌصل 3 :عبد األمٌر ،دراسات فً اإلعبلم اإللكترونً ،مرجع سابك ،ص .423
Page 66
مكنهم ذلن من مواءمة وتكٌٌؾ الطرق الحالٌة للضبط لمواجهتها بشكل أفضل ،156ذلن من
خبلل:
-2تشجٌع المواطنٌن للتبلٌػ وتوفٌر ضمانات للمبلؽٌن علٌها وحماٌتهم من أي تهدٌد
ٌمس حٌاتهم أو أجسادهم وأعراضهم.
-3الصدق فً المول عند اإلدالء بالمعلومات أو أثناء اإلببلغ عن الجرٌمة وهذا
ٌساعد على الكشؾ السرٌع عن الجانً والمبض عن الجانً الحمٌمً وكذا تسلٌط
العموبة المناسبة للجانً.
ثالثا :التعاون الدولً فً جرٌمة التشهٌر االلكترونً:
إن المعاهدات الدولٌة هً األساس الذي ٌرتكز علٌه التعاون الدولً فً مكافحة جرابم
االنترنت ومن بٌنها جرابم الماسة باألخبلق واآلداب العامة ومن ضمنها جرٌمة التشهٌر
ولد عمدت العدٌد من المعاهدات فً هذا المجال أهمها معاهدة بودابست لمكافحة جرابم
االنترنت عام 3112كما تم اتفالٌة األمم المتحدة لمكافحة الجرٌمة المنظمة باعتبارها
أساسا للتعاون الدولً فً مجال تسلٌم المجرمٌن ومصادرة األؼراض والرامٌة إلى
تعزٌزالتعاون فٌما بٌن السلطات.
من هنا ٌمع على عاتك المشرع وجوب تولٌع بعض االتفالٌات الدولٌة للتعاون فٌما بٌنها
للحد هذه الجرٌمة العابرة للحدود الن فً بعض األحٌان نجد مرتكب هذه الجرٌمة فً دولة
بٌنما ضررها والمشهر به فً دولة أخرى مما ٌصعب الوصول أو المبض على الجانً ومن
جهة أخرى فإن سرعة انتشار المعلومة عبر االنترنت ومشاركتها أو اإلعجاب بها من
طرؾ مستخدمً وسابل التواصل االجتماعً ٌصعب األمر وٌجعل ضررها أشد ولعا ً ،157
وأمام هذا التطور الكبٌر بات ارتكاب هذه الجرابم من دولة ألخرى من السهولة بمكان وإن
كان االختصاص بنظر تلن الجرابم ٌنعمد لبلختصاص المكانً للدولة التً حدث ارتكاب
الجرٌمة على أراضٌها تبعا لمبدأ سٌادة الدولة 158،فإن هذا ٌجعل التدخل الحكومً الدولً
ضرورة ملحة وتسرٌع العمل إلبرام اتفالٌات دولٌة .من شؤنها أن تسهل التعاون األمنً
فٌما بٌنها سواء تعلك األمر بإجراءات التحمٌك أو تسلٌم الجناة .ومن هذه االتفالٌات ما هو
على المستوى اإلللٌمً ومنها ما كان على المستوى الدولً حٌث تهدؾ إلى حماٌة النظام
االجتماعً لكل الجماعات اإلنسانٌة والمحافظة على كرامة اإلنسان. 159
156
ٌنظر :ممدوح عبد الحمٌد عبد المطلب ،البحث والتحمٌك الجنابً الرلمً ،مرجع سابك ،ص 372-371
157
تصرٌح لام به العمٌد (ع ،م) لابد المجموعة اإلللٌمٌة للدرن الوطنً بالوادي ٌوم 3133\14\35على الساعة التاسعة و النصؾ صباحا.
158
ٌنظر :فن التحمٌك الجنابً الرلمً ،مرجع سابك ،ص 345
159
ٌنظر عبد المإمن بن صؽٌر ،تطبٌك النص الجنابً بٌن االللٌمٌة و العالمٌة فً ظل عولمة مكافحة الجرابم المستحدثة ،ممال جامعة سعٌدة،
،39/23/312:الجزابر ،ص .87
Page 67
خاتمة :
إذا كانت شبكة االنترنت لد أتاحت لمستخدمٌها على مستوى العالم إمكانٌات ولدرات
ؼٌر مسبولة فً مجاالت االتصاالت والحصول على المعلومات ،وإطبلق حرٌة التفكٌر
والمعرفة وإبداء الرأي ،فإنه مع ذلن ترتب على هذه التكنولوجٌا الفرٌدة مشاكل تمنٌة
ولانونٌة ناجمة عن سوء استخدام للخدمات التً تمدمها تلن الشبكة ،حٌث ٌستؽل البعض
حرٌة تداول المعلومات واالتصاالت فً نشر العدٌد من الكتابات المنحرفة للتعبٌر عن
أفكارهم المزٌفة ونفوسهم المشوهة ،الشًء الذي ٌشكل مساسا بمصالح ٌفرض علٌها المانون
حماٌته مثل العبارات المإدٌة التً تشكل مساسا بالشرؾ واالعتبار.
وتعد جرٌمة التشهٌر بواسطة المذؾ عبر شبكة االنترنت من أكثر الجرابم الماسة
بشرؾ واعتبار األفراد ،الشًء الذي فرض على المشرع المؽربً استحداث لوانٌنه
لمواجهتها .وهو ما استجاب له المشرع من خبلل تعدٌل لانون رلم 29-246المتعلك
بالصحافة والنشر ،والمانون رلم 2-4-24المتعلك بمحاربة العنؾ ضد المرأة وذلن بإضافة
ثبلثة فصول إلى مجموعة المانون الجنابً وهً 558-2و 558-3و 558-4وبالتالً
ٌكون المشرع المؽربً من خبللها هذه التعدٌبلت ،لد نجح فً تجاوز التحدٌات المانونٌة
التً فرضتها الظواهر المستحدثة فً مجال االتصال عن بعد ،والتً تشكل جرٌمة المذؾ
أحد مظاهرها.
وعلٌه ،تبٌن لنا من خبلل دراستنا لجرٌمة المذؾ على ضوء المانونٌن المشار إلٌهما أعبله،
أن :
علة تجرٌم المذؾ عبر شبكة االنترنت ترجع إلى مساس الوالعة بشرؾ المجنً علٌه
واعتبار ،أو المس بالكرامة عن طرٌك تعابٌر شابنة ومحمرة؛
جرٌمة المذؾ عبر شبكة االنترنت كبمٌة الجرابم األخرى ،التً تتطلب وجود ثبلث
أركان ركن شرعً ومادي وآخر معنوي ،إذ ٌتكون الركن المادي فٌها من ثبلثة
عناصر وهً نشاط إجرامً ،وموضوع النشاط ،وصفة لهذا النشاط والمتمثلة
بالعبلنٌة؛ -جرٌمة المذؾ تموم على فعلٌن :أولهما اإلفصاح عن الوالعة ،وثانٌها هو
ما ٌحدث فً حالة التعبٌر عن الوالعة؛
الحظنا من خبلل نص المادة 83من لانون الصحافة والنشر رلم -24والتً عالبت
على نشر ادعاءات أو ولابع أو أخبار كاذبة إلى الؽٌر بإحدى طرق العبلنٌة ،إذ ذكر
المشرع عبارات وإما بواسطة مختلؾ وسابل اإلعبلم السمعٌة البصرٌة وااللكترونٌة
أو أٌة وسٌلة أخرى تستعمل لهذا الؽرض دعامة الكترونٌة لٌشمل جمٌع الوسابل
الحدٌثة ووسابل التكنولوجٌا المعلوماتٌة؛
عبلنٌة اإلسناد هً الركن الممٌز لجرٌمة المذؾ ،وخطورتها تمس الشرؾ واالعتبار
نفسها حٌنما ٌتم إعبلنها عبر موالع شبكة اإلنترنت ،ألن هذا اإلعبلن ٌحٌط به علم
كثٌر من الناس بالوالعة المشٌنة المنسوبة إلى المجنً علٌه.
Page 68
الئحة المراجع :
الكتب :
•سعٌد الوردي ،جرابم السب والمدؾ عبر وسابل التواصل اإلجتماعً والموالع اإللكترونٌة
،دراسة فمهٌة ولضابٌة ممارنة ،فً ضوء أحكام المانون الجنابً المؽربً والمانون رلم
99.24المتعلك بالصحافة والنشر والعمل المضابً المؽربً و الممارن الطبعة .3131،
•أبو الحسن علً بن إسماعٌل بن سٌده المرسً (ت 569هـ) ،المخصص ،دار إحٌاء
التراث العربً ،بٌروت
•أبو عمر شهاب الدٌن أحمد بن دمحم بن عبد ربه ابن حبٌب ابن حدٌر بن سالم المعروؾ
بابن عبد ربه األندلسً (ت 439هـ) ،العمد الفرٌد ،دار الكتب العلمٌة ،بٌروت ،ط2
2515هـ .
•الرافعً ،مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعٌد بن أحمد بن عبد المادر الرافعً (ت)
(٦٥٣١هـ ،وحً الملم دار الكتب العلمٌة ،ط.2
• مرسً ،دمحم منٌر ،التربٌة اإلسبلمٌة أصولها وتطورها فً الببلد العربٌة عالم الكتب ،ط
.3116
•إبراهٌم عبد الخالك الوجٌز فً جرابم الصحافة والنشر ،ط ،2المكتب الفنً لئلصدارات
المانونٌة.3113 ،
• أحمد أمٌن ،علً راشد شرح لانون العموبات المصري ،المسم الخاص ج .2
•أحمد خضر شعبان ضمانات حرمة الحٌاة الخاصة فً الشرع والمانون دراسة ممارنة -
منشورات الحلبً الحمولٌة ،ط.3128 ،2
• األهوانً ،د .حسام الدٌن األهوانً24:8 ،هـ 2:89 -م ،الحك فً احترام الحٌاة الخاصة"
الحك فً الخصوصٌة ،مصر ،دار النهضة العربٌة.
•باطلً ،ؼنٌة الجرٌمة اإللكترونٌة -دراسة ممارنة ،الدار الجزابرٌة ،د.ط.
• بحر ،ممدوح خلٌل بحر . 3122 ،م ، 3،حماٌة شبكات المعلوماتٌة الحٌاة الخاصة فً
المانون الجنابً ،دراسة ممارنة ،مصر ،دار النهضة العربٌة.
األطروحات والرسائل:
•الخلٌفً ،عبد الرحمن جرٌمة التشهٌر وعموبتها -دراسة تؤصٌلٌة ممارنة تطبٌمٌة ، -
أطروحة لنٌل درجة الدكتوراه جامعة ناٌؾ األمنٌة الرٌاض .3119 -
Page 69
• طرشً نورة مكافحة الجرٌمة المعلوماتٌة ،مذكرة ماستر فً المانون الجنابً ،جامعة
الجزابر 2سنة 3122/3123م.
المماالت :
•الفاسً ٌاسٌن التشهٌر والمس بالحٌاة الخاصة فً المانون المؽربً ،مؽرب المانون 38 ،
فبراٌر ،3132فً الواجهة متفرلات لانونٌة .
•بشاشة زٌاد ط .د مدى مواءمة المواعد المانونٌة لحماٌة سمعة االنسان ،مجلة الجامعة
اإلسبلمٌة للدراسات االلتصادٌة واإلدارٌة ،مج ،31عٌ ،3ونٌو .3123
•بوشكٌوة ،عبد الحلٌم أستاذ بكلٌة الحموق جامعة جٌجل آلٌات مكافحة الجرابم الماسة
باألخبلق واآلداب العامة على االنترنت.،
•بوعبدلً ،جمال ،حرٌة التعبٌر وحماٌة الحك فً السمعة مجلة العلوم المانونٌة والسٌاسٌة /
مجلد ،21ع ، 13سبتمبر .312:جمع و تبادل األدلة االثباتٌة واإللكترونٌة ،ورلة
معلومات أساسٌة من إعداد الفرٌك العامل المعنً بالتعاون الدولً ،مإتمر األطراؾ فً
اتفالٌة األمم المتحدة لمكافحة الجرٌمة المنظمة عبر الوطنٌة .15
• جمع و تبادل األدلة االثباتٌة واإللكترونٌة ،ورلة معلومات أساسٌة من إعداد الفرٌك
العامل المعنً بالتعاون الدولً ،مإتمر األطراؾ فً اتفالٌة األمم المتحدة لمكافحة الجرٌمة
المنظمة عبر الوطنٌة،
•د ،عبد المإمن صؽٌر ،جامعة سعٌدة ،الجزابر ،ممال بعنوان تطبٌك النص الجنابً بٌن
اإلللٌمٌة والعالمٌة فً ظل عولمة مكافحة الجرابم المستحدثة ،مجلة العلوم المانونٌة
والسٌاسٌة مجلد ، 21،العدد ، 14ص 98-69دٌسمبر .312:
دراسة علمٌة ممدمة لمإتمر ٌعمد فً جامعة النجاح بعنوان :المإتمر الدولً لمكافحة الجرابم
اإل لكترونٌة فً فلسطٌن بعنوان :دور المضاء الفلسطٌنً فً رد االعتبار للذٌن ٌتعرضون
للتجرٌح والتشهٌر عبر صفحات التواصل االجتماعً ،إعداد د .مجدي خضر الكردي،
.3127
•الدلوع ،أٌمن أحمد المسإولٌة المدنٌة الناشبة عن الممارسات ؼٌر المشروعة عبر موالع
التواصل االجتماعً ،مح ، 8ع ،44لحولٌة كلٌة الدراسات اإلسبلمٌة والعربٌة للبنات
باإلسكندرٌة.
• سبل و آلٌات مكافحة الجرابم اإللكترونٌة :لراءة فً التجربة المطرٌة (3116م3125/م)
مجلة التمٌز الفكري للعلوم االجتماعٌة و اإلنسانٌة ،العدد الخامس جانفً .3132
• السراء ،دمحم حسن األسالٌب الحدٌث والمهارات المتمدمة فً تحمٌك الجرابم اإللكترونٌة،
الفكر الشرطً مجلد ، 32ع (.3123)92
Page 70
•عادل دمحم الشر ٌجً عبد السبلم ،دمحم الماٌل ،علً لابوسة الجرٌمة االلكترونٌة فً المضاء
االلكترونً مجلة األفاق للبحوث والدراسات السداسٌة ،المركز الجامعً الٌزي ،العدد 15
جوان .312:
• الؽفٌلً ،عبد الرحمن ،حكم التشهٌر بالمسلم فً الفمه اإلسبلمً ،بحث منشور فً مجلة
الشرٌعة والدراسات اإلسبلمٌة السنة ،7العدد ،58المملكة العربٌة السعودٌة ،المصٌم،
(2533هـ 3112 -م).
Page 71
الفهرس
انممذمح3...............................................................................................
انفصم األول :اإلطار انًفاهًًٍ نجزًٌت انتشهٍز اإلنكتزوًَ باألشخاص9..............
انًبحث األول :يفهىو جزًٌت انتشهٍز اإلنكتزوًَ باألشخاص9..........................
انًطهب األول :صىر جزًٌت انتشهٍز اإلنكتزوًَ01..................................................
أَال-انرشٍٕز تانكراتح11............................................................................ 7
ثاوٕا-انرشٍٕز تانرظُٔز11......................................................................... 7
ثانثا-انرشٍٕز تإعادج انىشز11...................................................................... 7
راتعا-اإلشارج تاإلعجاب13........................................................................ 7
انًطهب انثاًَ :أركاٌ جزًٌت انتشهٍز اإلنكتزوًَ01..................................................
انفزع األَل 7انزكه انمادْ15............................................................ 7
أَال-انضهُن اإلجزامٓ16.......................................................................... 7
ثاوٕا -انىرٕجح اإلجزامٕح 11........................................................................ 7
ثانثا -انعاللح انضثثٕح 11............................................................................. 7
ثانثا -طُر انمظذ انجىائٓ فٓ جزٔمح انرشٍٕز االنكرزَوٓ عثز َصائم انرُاطم
االجرماعٓ12...........................................................................................
انفزع انثانث 7عىظز انعالوٕح14........................................................... 7
انًبحث انثاًَ :األحكاو انعايت نجزائى انسب وانقذف فً انتشزٌع انًغزبً 99.............
انًطهب األول :أركاٌ جزًٌت انقدف ووسائم تحقٍق انعهٍُت01.........................................
انفمزج األَنّ 7انزكه انمادْ نجىحح انمذف 13............................................
أَال 7وشاط إجزامٓ ٔرمثم فٓ فعم اإلدعاء أَ اإلصىاد نشخض معٕه11.......................
ثاوٕا َ 7العح لذف محذدج مه شأوٍا عماب مه أصىذخ إنًٕ أَ انمش تشزفٍأَ اعرثاري11.....
ثانثا 7ذحمك انعهىٕح فٓ فعم اإلصىاد12................................................................
انفمزج انثاوٕح 7انزكه انمعىُْ فٓ جىحح انمذف 14........................................
أَال 7انمظذ انجىائٓ14.................................................................................
ثاوٕا 7ذطثٕماخ انمضاء فٓ انمظذ انجىائٓ نجزٔمح انمذف16.....................................
انًطهب انثاًَ :أركاٌ وعقىبت جزًٌت انسب انعهًُ01.................................................
انفمزج األَنّ 7انزكه انمادْ13.............................................................
أَال 7إصىاد ذعثٕز شائه أَ عثارج ذحمٕز أَ لذح ال ذرضمه وضثح أْ َالعح معٕىح11.......
ثاوٕا 7أن ذكُن عثاراخ انضة مُجٍح نشخض معٕه11........................................
ثانثا 7أن ٔكُن انضة عهىٕا11........................................................................
انفمزج انثاوٕح 7انزكه انمعىُْ11...........................................................
انفمزج انثانثح 7عمُتح جزٔمح انضة انعهىٓ 12............................................
انفمزج انزاتعح 7حاالخ انضة انعهىٓ انمعالة عهٍٕا فٓ انماوُن انجىائٓ13......... .
انفصم انثاًَ :انقىاعد اإلجزائٍت نجزًٌت انتشهٍز اإلنكتزوًَ وسبم يكافحتها01..........
انًبحث األول :خطىرة جزًٌت انتشهٍز اإلنكتزوًَ وقىاعدها اإلجزائٍت 01...............
Page 72
انًطهب األول :خطىرة جزًٌت انتشهٍز باألشخاص عبز وسائم انتىاصم االجتًاعً09........... :
انفمزج األَنّ 7أٌمٕح ذجزٔم جزٔمح انرشٍٕز اإلنكرزَوٓ تانىضثح نألفزاد23........
أَال 7حمُق األشخاص انمىرمٕه نُصائم انرُاطم االجرماعٓ23...........................
ثاوٕا 7اإلنرزماخ انرٓ ذمع عهّ مضرخذمٓ مُالع انرُاطم االجرماعٓ 21 ................ 7
انفمزج انثاوٕح 7أٌمٕح ذجزٔم جزٔمح انرشٍٕز االنكرزَوٓ نألشخاص تانىضثح
نهمجرمع21.................................................................................. .
انًطهب انثاًَ :انقىاعد اإلجزائٍت نجزًٌت انتشهٍز اإلنكتزوًَ واالشكاالث انقاَىٍَت انًتعهقت بها 22..
انفمزج األَنّ 7إجزاءاخ رفع دعُِ انرشٍٕز اإلنكرزَوٓ22.........................
انفمزج انثاوٕح 7اإلشكاالخ انماوُوٕح نجزٔمح انرشٍٕز اإلنكرزَوٓ 23................
أَال 7طعُتاخ ذرعهك ترطثٕك انماوُن انجىائٓ23............................................. 7
ثاوٕا -طعُتاخ ذرعهك تكشف انذنٕم فٓ جزٔمح انرشٍٕز اإلنكرزَوٓ 7مه انظعُتاخ انرٓ
ذرعهك تكشف انذنٕم انزلمٓ ،وذكز مىٍا25................................................... 7
انًبحث انثاًَ :يىقف انتشزٌعاث يٍ جزًٌت انتشهٍز اإلنكتزوًَ وسبم يكافحتها 01..
انًطهب االول :يىقف انتشزٌعاث انًقارَت يٍ جزًٌت انتشهٍز اإلنكتزوًَ وسبم يكافحتها01...
انفمزج األَنّ 7مُلف انرشزٔعاخ انغزتٕح مه جزٔمح انرشٍٕز تاألشخاص عثز َصائم
انرُاطم االجرماعٓ33...................................................................
أَال -مُلف انمشزع األمزٔكٓ31............................................................ 7
ثاوٕا-مُلف انمشزع انفزوضٓ31.............................................................. 7
انفمزج انثاوٕح 7مُلف انرشزٔعاخ انعزتٕح مه انجزائم انماصح تاالعرثار َشزف
األشخاص انُالعح عثز مُالع انرُاطم االجرماعٓ31........................... 7
أَال -مُلف انرشزٔعاخ انعزتٕح مه جزٔمح انرشٍٕز اإلنكرزَوٓ تاألشخاص عثز َصائم
انرُاطم االجرماعٓ31........................................................................ 7
ثاوٕاً 7مُلف انرشزٔع انمغزتٓ مه انجزائم انماصح تإعرثار َشزف األشخاص انُالعح عثز
االورزوٕد 32....................................................................................
ثانثا -مُلف انشزٔعح اإلصالمٕح مه جزائم انرشٍٕز تاألشخاص انُالعح عثز مُالع انرُاطم
االجرماعٓ 33................................................................................. 7
راتعا 7شزَط إتاحح انرشٍٕز فٓ انماوُن انممارن 34.......................................
انًطهب انثاًَ :انسبم انىقائٍت واإلجزائٍت نًكافحت جزًٌت انتشهٍز اإلنكتزوًَ09.............
انفمزج األَنّ 7انضثم انُلائٕح نمكافحح جزٔمح انرشٍٕز اإلنكرزَوٓ36...................
انفمزج انثاوٕح 7انضثم اإلجزائٕح نمكافحح جزٔمح انرشٍٕز اإلنكرزَوٓ43............... 7
خاذمح 41........................................................................................ 7
الئحح انمزاجع 41............................................................................. 7
انفٍزس42.................... ....................................................................
Page 73