Professional Documents
Culture Documents
مرجع رقم 3 في سوسيولوجيا المدرسة
مرجع رقم 3 في سوسيولوجيا المدرسة
اللهم اجز خير الجزاء لمن ساهم في هذا العمل وأخص بالذكر األستاذة كريمة حليم
#اإلمتحان_المهني
#إمتحانات_التفتيش
#إمتحانات_التعليم
#علوم_التربية_المجال_البيداغوجي_ديداكتيك
المفرد والمتعدد في علوم التربية -دة .كريمة حليم
تعتبر سوسيولوجيا المدرسة أو علم االجتماع التربوي أو كما يسميها البعض سوسيولوجيا التربية ،فرعا هاما من فروع علم االجتماع.
وتقوم في جوهرها على مقاربة الظاهرة التربوية من منظور سوسيولوجي .وذلك خالفا لسيكولوجيا التربية التي تهتم بدراسة وتحليل
الظاهرة التربوية انطالقا مما هو نفسي أو فردي ،حيث تركز على مواضيع محددة مثل النمو وآليات التعلم واالكتساب والقدرات الخاصة
واالستعداد وأنواع الذكاء والذاكرة ...وغير من المواضيع الخاصة .في حين تهتم سوسيولوجيا التربية بدراسة األنظمة التربوية
والتفاعالت االجتماعية داخل المحيط األسري والمدرسي وأدوار المدرسة في عمليتي التكيف والتغيير االجتماعي ،والبحث في أسباب
الفشل الدراسي ،وتكافؤ الفرص في التعليم ،ودمقرطة الحياة الدراسية ،وتحقيق العدالة االجتماعية ،باإلضافة إلى العديد من القضايا
المشابهة .ومن ثم نجد أن سوسيولوجيا التربية تنفتح بشكل أوسع على المجاالت االجتماعية واالقتصادية والسياسية في تحليلها للظواهر
التربوية.
يتكون مصطلح السوسيولوجيا ( )Sociologieمن كلمتين هما :لوغوس ( )logieبمعنى علم أو معرفة ،وكلمة ( )Sociétéوتعني
المجتمع .وبذلك ،يكون مفهوم السوسيولوجيا هو علم المجتمعات البشرية ،أو دراسة الظواهر االجتماعية ،في ضوء رؤية علمية.
ظهر علم االجتماع مع بن خلدون ،الذي أسس علم العمران البشري في ضوء فلسفة التاريخ والعلل العلمية والعقلية في القرن الثامن
الهجري .وبعد ستة قرون ظهر علم االجتماع في العالم الغربي وتحديدا خالل القرن التاسع عشر الميالدي على يد أوغست كونت
( )Auguste Comteالذي استخدم مصطلح علم االجتماع ( )Sociologieسنة 1332م ،وبعد ذلك ،استقل علم االجتماع عن الفلسفة مع
إميل دوركايم ( ،)Émile Durkheimبعد صدور كتابه (قواعد المنهج في علم االجتماع) سنة 1381م.
يندرج علم االجتماع ضمن العلوم اإلنسانية بصفة عامة ،والعلوم االجتماعية بصفة خاصة .والهدف األساس الذي يسعى إليه هو دراسة
المجتمع اإلنساني بصفة عامة ،ودراسة التنظيمات والجمعيات والجماعات والمؤسسات السياسية التي تنتمي إليها أو تشكلها جماعة من
األفراد بصفة خاصة.
وإذا كان علم النفس يدرس سلوك الفرد ،فإن علم االجتماع يدرس الظواهر المجتمعية .وهناك ،علم النفس االجتماعي الذي يدرس
الجماعات الصغيرة ومختلف التفاعالت التي تتم بين األفراد داخلها ،سواء أكانت سلبية أم إيجابية.
يمكن الحديث عن عدة ميادين لعلم االجتماع العام ،فهناك علم االجتماع الحضري ،وعلم االجتماع القروي ،وعلم االجتماع الصناعي،
وعلم االجتماع السياسي وعلم اجتماع األسرة ،وعلم اجتماع التربية ،وعلم اجتماع المعرفة...وغيرها من الفروع.
ويعني هذا أن علم االجتماع هو علم عام ،يتضمن العديد من الفروع والشعب والتخصصات العلمية ،ويتأرجح هذا العلم بين ما هو ذاتي
وموضوعي ،كما يتأرجح على المستوى المنهجي بين الفهم ،والتفسير ،والتأويل.
-0تعريف سوسيولوجيا المدرسة
يمكن تعريف سوسيولوجيا المدرسة sociologie de l’écoleأو سوسيولوجيا التربية sociologie de l’éducationبأنها فرع من
فروع علم االجتماع الذي يهتم بدراسة الظاهرة التربوية من منظور سوسيولوجي .وبذلك فهي تختلف عن سيكولوجيا التربية التي تهتم
بدراسة وتحليل الظاهرة التربوية انطالقا مما هو نفسي أو فردي حيث تركز على مواضيع محددة مثل النمو وآليات التعلم واالكتساب
والقدرات الخاصة واالستعداد وأنواع الذكاء والذاكرة ...وغير من المواضيع الخاصة بالفرد.
تهتم سوسيولوجيا التربية بدراسة األنظمة التربوية والتفاعالت االجتماعية داخل المحيط األسري والمدرسي وأدوار المدرسة ،مع التركيز
على مجموعة من الظواهر االجتماعية التربوية ،مثل :سلطة المدرسة ،والنجاح واإلخفاق ،والفوارق االجتماعية والطبقية داخل المؤسسة،
والهدر المدرسي ،وديناميكية الجماعات ،والشراكة التربوية ،والتوجيه التربوي ،والمسالك المهنية ،وديمقراطية التعليم ،وتفاعالت
المدرسة الداخلية والخارجية ،وقضية تكافؤ الفرص ،وتحقيق العدالة االجتماعية ،باإلضافة إلى العديد من القضايا المشابهة .ومن ثم نجد
أن سوسيولوجيا التربية تنفتح بشكل أوسع على المجاالت االجتماعية واالقتصادية والسياسية في تحليلها للظواهر التربوية.
لقد ظهرت سوسيولوجيا المدرسة في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين على مجموعة من الرواد األوائل ومن بينهم جون
ديوي بالواليات المتحدة األمريكية ،الذي نشر كتابه «المدرسة والمجتمع» سنة .1388وإميل دوركايم الذي كان أستاذا محاضرا في
جامعة بوردو .ومن أهم كتبه ،في هذا المجال ،كتاب (التربية األخالقية) الذي نشر ما بين سنتي 1820و .1823كما تطورت
سوسيولوجيا المدرسة في سنوات الستين من القرن الماضي؛ وعرفت ازدهارا علميا ومنهجيا مع مجموعة من الباحثين ،أمثال:
الفرنسيين :بيير بورديو ( ،)Pierre Bourdieuوكلود باسرون ( ،)Jean-Claude Passeronورايمون بودون ( Raymond
)Boudonوغيرهم من الباحثين األمريكيين والبريطانيين.
يمكن القول بأن المدرسة بشكل عام هي مؤسسة تعليمية وتربوية تقوم بعملية التكوين والتأطير والتأهيل ،إلى جانب وظائف أخرى
اجتماعية وسياسية وأيديولوجية وغيرها .وقد عرفت هذه المؤسسة في مختلف المجتمعات العديد من التطورات عبر المراحل التاريخية.
إال أن التركيز هنا سيتمحور باألساس حول تاريخ المدرسة المغربية على وجه الخصوص .فما هي إذن األشواط والمراحل التاريخية التي
قطعتها المدرسة المغربية؟ وما هي التطورات الالحقة التي عرفتها إلى حد اآلن؟
يمكن التمييز في تاريخ المدرسة المغربية بين مجموعة من المراحل وهي:
مرحلة المدارس العتيقة أو التقليدية -
مرحلة المدرسة االستعمارية -
مرحلة تأسيس المدرسة الوطنية -
المذهب التعليمي الجديد -
مرحلة األزمات واإلصالحات -
-3-1مرحلة المدارس العتيقة بالمغرب
ظهرت المدارس العتيقة بالمغرب في العهد المرابطي خالل القرن الخامس الهجري .ثم تطورت مع الموحدين الذين قاموا ببناء المدارس
في أفريقيا األندلس والمغرب .وقد عرفت هذه المدارس ازدهارا كبيرا في عهد المرينيين الذين أسسوا الكثير من المدارس في المدن
المغربية كفاس ومكناس وسال ومراكش وغيرها.
تميز المحتوى الدراسي ،في المدارس العتيقة المغربية ،بالطابع الموسوعي ،وتعدد المواد الدراسية التي كانت تجمع بين العلوم النقلية
والعقلية .كما استخدمت المدارس العتيقة مجموعة من الطرق التربوية في التدريس ،شملت الطريقة المعجمية االصطالحية ،الطريقة
العراقية ،الطريقة القيروانية ،الطريقة المغربية ،الطريقة الفاسية ،الطريقة األندلسية ،الطريقة الحديثة.
-3-0مرحلة المدرسة االستعمارية
ظهرت المدرسة االستعمارية إبان فترة الحماية منذ 1810إلى ،1811تميز التعليم في هذه المرحلة بالطابع النخبوي ،حيث كانت نسبة
التعليم في فترة الحماية ضئيلة جدا؛ ألن فرنسا لم تكن تسعى إلى تعميمه ،بل كانت تقصره على نخبة معينة .كما أصدرت فرنسا الظهير
البربري سنة 1832والذي يقضي بفصل األمازيغ عن إخوانهم العرب ،بإنشاء مدارس خاصة لألمازيغيين ،تكون مخالفة للمدارس
العربية اإلسالمية األصيلة أو ما يسمى بالمدارس العتيقة .والهدف من ذلك كله هو تطبيق سياسة فرق تسد وإثارة الخالفات العرقية بين
سكان المغرب.
-3-3مرحلة تأسيس المدرسة الوطنية
بعد استقالل المغرب سنة 1811م ،قرر المغرب تطبيق نظرية البديل الوطني بدل اتباع سياسة المحتل الفرنسي في مجال التعليم .وقد
أنشئت اللجنة الملكية إلصالح التعليم ،فعقدت أول اجتماع لها يوم 03شتنبر1811م .وقد أقرت اللجنة المبادئ األربعة إلصالح التعليم،
وهي :التعميم ،والتوحيد ،والتعريب ،والمغربة .والهدف من هذه المبادئ األربعة هو تحقيق التنمية المجتمعية الشاملة .إن النتائج العملية
لحصيلة الحكومات المغربية في السنوات األولى من االستقالل في ميدان التعليم ،قد جاءت متناقضة مع المذهب التعليمي الذي تم إقراره
والذي اعتمدت فيه المبادئ األربعة السابقة التي حظيت باإلجماع الوطني.
-4-3مرحلة المذهب التعليمي الجديد
بعد أن تحقق تعميم التعليم بالمغرب ،وتزايدت أعداد المتعلمين ،عجزت الدولة عن تحمل مصاريف هذه األعداد الضخمة ،فأرادت الدولة
التراجع عن سياسية التعميم ألن ميزانيتها ال تستطيع أن تتحمل نفقات هذه األفواج الضخمة من التالميذ والطلبة ،فأصدر وزير التعليم
آنذاك ،في بدايات الستينيات من القرن الماضي سياسة تعليمية جديدة تسمى بمذهب بنهيمة نسبة إلى وزير التعليم آنذاك الذي عين مباشرة
بعد إضرابات التالميذ بالدار البيضاء.
لذلك اضطرت الدولة إلى إخضاع التعليم للمحك االقتصادي ،والتراجع شيئا فشيئا عن قاعدة التعميم ،وتعريب التعليم االبتدائي استعدادا
لتعريب التعليم اإلعدادي والثانوي .والتحكم في وتيرة الخريطة المدرسية ،وتكييفها مع الفاتورة االقتصادية وميزانية الدولة .وتضييق
القاعدة الهرمية للخريطة التربوية.
-3-1مرحلة األزمات
شهد التعليم المغربي ،منذ استقالله سنة 1811م ،مجموعة من األزمات واالختالالت والتناقضات تطلبت إصالحات بنيوية وهيكلية
مستعجلة جزئيا أو كليا .من بين هذه األزمات :ازدياد عدد التالميذ ،وقلة المدارس والمؤسسات التربوية ،وقلة األطر المغربية ،وقضية
الترجمة والتعريب ،وتكاثر نفقات التعليم ،وضعف اإلنتاج االقتصادي المغربي ،ومحدودية الخريطة المدرسية ،وتبعية التعليم المغربي
للمنظومة الفرانكفونية ،وانتشار األمية ،وتفاقم ظاهرة الهدر المدرسي ،وأزمة الفشل الدراسي ،وانتشار البطالة ،وانفصام النظرية التربوية
عن واقع الشغل ،وارتفاع فاتورة قضية الصحراء ،وتراجع مصداقية الشهادة المغربية مع سنوات الثمانين من القرن الماضي ،وتراجع
المستوى التعليمي كما وكيفا مقارنة بالتعليم الخصوصي ،وغياب سياسة تعليمية محكمة وجيدة ،وضبابية فلسفة التعليم وغاياته ،وفشل
اإلصالحات التربوية المتعددة ،وغياب التحفيز المادي والمعنوي ،وانتشار العنف والغش والغياب في المؤسسات التعليمية ،وتردي
منظومة القيم ،واكتظاظ الجامعات بالطلبة والطالبات ،واإلقبال المتزايد على الشعب اإلنسانية والقانونية واالجتماعية ،وسد األبواب أمام
خريجي كليات العلوم والهندسة والطب والتقنيات التطبيقية ،وأزمة الالمساواة التعليمية الناتجة عن الالمساواة االجتماعية والطبقية
والثقافية.
-1-3مرحلة اإلصالحات
نظرا لألوضاع المتردية التي عرفتها المنظومة التربوية تم إحداث ورشات إصالحية كبرى منذ االستقالل إلى الوقت الراهن وهي
كالتالي:
إصالح 1811الذي استهدف تأسيس المدرسة الوطنية المغربية ،وقد ارتبط المنظور اإلصالحي بالمبادئ األربعة :التعميم ،والمغربة،
والتوحيد ،والتعريب.
إصالح 1831الذي كان بعنوان (نحو نظام تربوي جديد) ارتبط اإلصالح التربوي بتبني المقاربة باألهداف السلوكية ،ومراجعة الكتب
المدرسية ،وإعادة النظر في المناهج الدراسية وفي مضامينه وتنويع التعليم ،وتحسين تدريس اللغات ،وتعزيز مسلسل التعريب وإعطاء
األهمية للترجمة ،وفتح شعبة التبريز لتكوين المدرسين وتقويتهم في المواد العلمية ،وتنمية العلوم الرياضية والتقنية ،وإحداث مسالك
اللغات لتحقيق إصالح بيداغوجي ناجع.
إصالح 1884الذي استهدف تجديد منظومتنا التربوية والمؤسسات التعليمية ،وارتبطت الجودة فيه بمشروع المؤسسة والشراكة التربوية،
كما تنص على ذلك المذكرة الوزارية رقم 13بتاريخ 10أبريل 1884
إصالح 0222وهو «الميثاق الوطني للتربية والتكوين» ،والذي استهدف الرفع من جودة ف التربية والتكوين ،من خالل التعلم الذاتي،
وبيداغوجيا الكفايات ،ومدرسة النجاح ،والحياة المدرسية السعيدة .كما استهدف تطوير البرامج والمناهج الدراسية ،واالستفادة من
التكنولوجيا اإلعالمية ،وتكوين المدرسين تكوينا مستمرا ،مع تحسين أوضاعهم المادية والمعنوية .عالوة على ذلك ،دعا الميثاق الوطني
للتربية والتكوين إلى ترشيد النفقات ،وإصالح اإلدارة تخطيطا وتدبيرا وتقويما ومراقبة ،مع األخذ بالشراكة الداخلية والخارجية لتمويل
قطاع التعليم.
إصالح 0210- 0228سمي «المخطط االستعجالي» والذي جاء بعد فشل الميثاق الوطني للتربية والتكوين .إذ ارتأت وزارة التربية
الوطنية تجاوز هذا الميثاق لألخذ بسياسة المخطط االستعجالي .وقد تم إصدار مجموعة من المذكرات الوزارية الممهدة لتفعيل المخطط
في مجال التربية والتعليم ،وتتعلق هذه المذكرات ببعض الجوانب منها:
-محاربة ظاهرة االكتظاظ بتشييد البنايات المدرسية ،واالقتناء المرحلي لفضاءات تعليمية.
-إدخال المعلوميات إلى المدرسة المغربية من أجل عقلنة المنظومة التربوية ،وحوسبة اإلدارة للتحكم في التسيير والتدبير.
-التصدي لضعف الكفاءة التربوية عند ولوج مهنة التعليم ،بمراجعة المسارات التكوينية،
-وضع تصور أولي حول إطار تنظيمي لعمل النقابات الذي تحتاج إليه الوزارة ،وينبغي أن يقوم على التشارك والتعاقد والتمثيلية.
-إصالح أوضاع المدرسة في العالم القروي.
-تشجيع اإلبداع والبحث العلمي في المنظومتين التأهيلية والجامعية.
-ضرورة استقاللية الجامعة المغربية على مستوى اختياراتها األساسية وعلى المستوى التربوي.
-تعميم التمدرس حتى خمس عشرة سنة للحد من األمية ،والتحكم في الهدر المدرسي.
الرؤية االستراتيجية 0232-0211
جاءت الرؤية االستراتيجية في سياق مجموعة من التطورات الدولية وحاجة المجتمع إلصالح التعليم خاصة بعد فشل المخططات السابقة
باإلضافة إلى ضرورة العمل لوضع خارطة طريق لإلصالحات المرتقبة .وتهدف هذه االستراتيجية تحقيق مجموعة من األهداف وهي:
-مدرسة اإلنصاف وتكافؤ الفرص
-مدرسة الجودة للجميع
-مدرسة االرتقاء الفردي والمجتمعي.
-ريادة ناجعة وتدبير جديد للتغيير
وذلك باستخدام مجموعة من الرافعات ومن ضمنها:
القانون اإلطار 11.11ويتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي .ظهر هذا القانون في 18غشت سنة 0218وذلك بعد إخفاق
جميع اإلصالحات السابقة المرتبطة بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي ،وإصدار التقارير الدولية التي أعطت نظرة سلبية عن
التعليم المغربي باإلضافة إلى المالحظات التي قدمها البنك الدولي حول منظومة التربية والتكوين بالمغرب ،وكذا الخطب الملكية التي
أقرت بأن التعليم المغربي يعاني الكثير من المشاكل على جميع األصعدة ،باإلضافة إلى إصدار الرؤية االستراتيجية .0232-0211
يهدف القانون اإلطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين إلى تحقيق مجموعة من المبادئ وهي:
-اإلسهام في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
-إلزامية وتعميم التعليم بالنسبة لألطفال في سن التمدرس.
-تزويد المجتمع بالكفاءات العلمية والمفكرين والمثقفين واألطر والعاملين المؤهلين.
-تأمين شروط وفرص التعليم والتكوين مدى الحياة.
-احترام حرية اإلبداع والفكر.
-العمل على تطوير الوسائل لتحسين جودة التعلمات والتكوين.
وللمزيد من التفاصيل حول مجال اإلصالحات التربوية يمكن اعتماد المصادر والمراجع المتعلقة بالموضوع.
-4التنشئة المدرسية بالمغرب
يرتبط مفهوم التنشئة المدرسية بالمغرب أو خارجه بمجموعة من الجوانب السيكولوجية والسوسيولوجية واالنثروبولوجيا والثقافية
واأليديولوجية وغيرها .وهي تعني تعلم الحياة االجتماعية المدرسية بما في ذلك اكتساب الفرد للقيم والمعايير والنماذج السلوكية التي
تجعل منه عضوا مندمجا في المحيط المدرسي واالجتماعي .وال يختلف هذا المفهوم إال من حيث المضامين التربوية الخاصة بكل
مجتمع .فالتنشئة المدرسية هي عملية تربوية بامتياز تهدف إلى إدماج الفرد داخل مجتمع معين من خالل تشرب مجموعة من القيم
والمعايير .وتتم هذه العمليات وفق شروط تربوية تخضع للقصدية والتخطيط والتنظيم وتحكمها الصبغة الرسمية والمؤسسية.
-4-1الجوانب السيكوسوسيولوجية للتنشئة المدرسية
يمكن الحديث عن الجوانب السيكوسوسيولوجية للتنشئة المدرسية من خالل مجموعة من الوظائف التي تقوم بها سواء على المستوى
النفسي أو االجتماعي ،وتتجلى هذه الوظائف فيما يلي:
-وظيفة التنشئة االجتماعية
يقصد بالتنشئة االجتماعية Socialisationعملية التطبيع االجتماعي التي تقوم في جوهرها على التعليم والتعلم والتربية من خالل
التفاعل االجتماعي.
تهدف التنشئة االجتماعية إلى إكساب الفرد في مختلف مراحله العمرية جملة من المعايير واألنماط السلوكية واالتجاهات المناسبة ألدواره
االجتماعية .مما يساعده على التوافق السليم واالندماج الجيد في المجتمع.
يعتبر إميل دوركايم Émile Durkheimوبيير بورديو Pierre Bourdieuمن أبرز علماء االجتماع الذين اهتموا بوظيفة التنشئة
االجتماعية للمدرسة ،على أساس إدماج الفرد داخل المجتمع ليتأقلم مع وضعياته المجتمعية ،ويحترم عاداته وأعرافه وقوانينه وتشريعاته.
أضف إلى ذلك نقل قيم األجداد واآلباء إلى األبناء ضمن جدلية الماضي والحاضر ،وإعادة اإلنتاج نفسه.
-وظيفة التربية والتكوين
تمثل المؤسسة المدرسية فضاء للتربية والتكوين وتحصيل المعارف والحقائق العلمية والتنافس بين المتعلمين بهدف النجاح والحصول
على شهادات.
كما تعمل المدرسة على إكساب المتعلمين الكفايات األساسية التي تساعد على النمو المتكامل للشخصية في جميع جوانبها .باإلضافة إلى
تكوين أفراد قادرين على االستقالل الفكري واألخالقي ،والقيام بالبحث العلمي وتنمية مهارات اإلبداع واالبتكار.
-وظيفة التغيير االجتماعي
ال تقف المدرسة عند وظيفة المحافظة على إرث األجداد فقط ،بل تساهم في تغيير المجتمع كليا أو جزئيا .وفي هذا النطاق ،يمكن الحديث
عن ثالث مدارس :مدرسة تغير المجتمع كما في اليابان ،ومدرسة يغيرها المجتمع كما في دول العالم الثالث ،ومدرسة تتغير مع تغير
المجتمع كما هو حال المدرسة في الدول الغربية.
-الوظيفة األيدولوجية
تعمل المدرسة على إعادة إنتاج النظام االجتماعي القائم ،والحفاظ على الموروث الثقافي وإدماج الفرد داخل المجتمع .كما تشكل المدرسة
حسب ألتوسر جهازا أيديولوجيا وهي مؤسسة تعبر عن توجهات الدولة وتطلعاتها السياسية وأهدافها األيديولوجية من خالل مقرراتها
ومحتوياتها الدراسية ومناهجها .باإلضافة إلى ذلك تعتبر المدرسة عامل تنظيم وتوحيد .فهي تسعى للحفاظ على قيم المجتمع وعاداته
وتقاليده وتكوين المواطن الصالح الذي يساهم في تنمية المجتمع وتطويره وتغييره نحو األفضل.
-4-0بعض النماذج السوسيو ثقافية للمدرسة المغربية
تتجلى بعض النماذج السوسيوثقافية للمدرسة المغربية من خالل العمل على ترسيخ مجموعة من القيم المرتبطة بالجوانب التالية:
-الجانب الديني واحترام الهوية الحضارية.
-الجانب االجتماعي الذي يحث على المشاركة االجتماعية والتضامن واحترام اآلخرين
-الجانب السياسي المرتبط بقيم المواطنة والحرية والمشاركة السياسية والديمقراطية...
-الجانب الفكري ويتجلى في قيم االنفتاح على ثقافة اآلخر وتنمية المهارات الفكرية واكتساب المعارف العلمية والتكنولوجية.
المراجع
عبد هللا إبراهيم ( )0212االتجاهات والمدارس في علم االجتماع ،المركز الثقافي العربي ،بيروت ،لبنان ،الدار البيضاء ،المغرب،
الطبعة الثانية.
جميل حمداوي ( ،)0213سوسيولوجيا التربية ،منشورات حمداوي الثقافية ،الطبعة األولى ،تطوان.
على الحوات ( )1818أسس علم االجتماع التربوي ،جامعة الفاتح طرابلس ،ليبيا.
جون ديوي ( )1813المدرسة والمجتمع ،ترجمة أحمد حسن عبد الرحيم ،دار مكتبة الحياة للطباعة والنشر ،الطبعة الثانية ،العراق.
المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي .من أجل مدرسة اإلنصاف والجودة واالرتقاء .رؤية استراتيجية لإلصالح (-0211
.)0232
المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ( )0213مدرسة العدالة االجتماعية الرباط المغرب
وزارة التربية الوطنية ( )0222المدونة القانونية للتربية والتكوين ،إشراف :المهدي بنمير ،المطبعة والوراقة الوطنية ،مراكش.
Pierre Bourdieu et Jean-Claude Passeron. (1964). Les héritiers : les étudiants et la culture. Paris : Les
Éditions de Minuit
Mohamed Cherkaoui. (1979). Les Paradoxes de la réussite scolaire, Sociologie comparée des
systèmes d’enseignement. Paris : PUF
Marie Duru-Bellat & Agnès Van Zanten. (0210). Sociologie de l’école (4e édition). Paris : Armand Colin
Roger Establet et Christian Baudelot. (1971). L'école capitaliste en France. Paris : Maspero
Bernard Lahire. (2019). Culture écrite et inégalités scolaires : Sociologie de l’« échec scolaire ».
Presses universitaires de Lyon