Professional Documents
Culture Documents
العملية التعليمية الناشطة ومدى ارتباطها بتصورات المتعلم (1)
العملية التعليمية الناشطة ومدى ارتباطها بتصورات المتعلم (1)
70
HJRS 2722 (04) 13 (ص)88-07 يحي بوأحمد
يرى الفكر الرتبوي و النظرايت الرتبوية ،أن املتعلم حمور العملية التعليمية على غرار ما تقوم عليه األساليب
فعل عملييت التعليم و التعلم ،وينشط املتعلم و جيعله التقليدية ،ويف هناية القرن املاضي أتى التعلم النشط و الذي ي ّ
يشارك بفعالية ،إال أن أكثر ما يؤثر يف سري عملية التعلم أن يعمل املتعلم و يفكر فيما يعمله ،حىت يستطيع اختاذ
القرارات و القيام ابإلجراءات الالزمة للتغيري والتطوير والتقومي ،وتتمثل الغاية من هنج التعلم النشط مبساعدة
املتعلمني على إكساب جمموعة من املهارات واملعارف و االجتاهات واملبادئ والقيم ،إضافة إىل تطوير اسرتاتيجيات
التعلم احلديثة اليت متكن الطالب من االستقاللية يف التعليم وقدرته على حل مشاكله احلياتية واختاذ القرارات وحتمل
مسؤوليتها.
للتطور اهلائل لعلم النفس التكويين ،األثر العظيم يف ترسيخ االجتاهات املعاصرة يف تربية املتعلمني" ،فقد
ركزت هذه االجتاهات اهتمامها على دراسة خصائص الطفل و طبيعة تفكريه ابعتباره حمور العملية التعليمية النشطة
وأهدافها ،لذلك أكدت الرتبية احلديثة على أمهية االنطالق من املتعلم ،و أن يكون احملور احلقيقي للعملية التعليمية
وأن تكون الغاية هي تكوين شخصية املتعلم و تنميتها ،و أن جنعل الطرق و املناهج تدور حوله بدال من أن يدور
املتعلم حول مناهج أعدت يف معزل عنه"( .اللقائي ،0991 ،ص)011
ولذلك فاحلاجة تستدعي أن تتصدى كل النظم الرتبوية و من بينها النظام الرتبوي اجلزائري ملهمة تكوين
جيل من املتعلمني ذو جودة عالية ،ومن مث إجياد أفضل احللول لتلبية احتياجاهتم ،وميكن اعتبار املتعلمني كنز من
كنوز اجملتمع اجلزائري ،البد من استثماره واستغالله كقاعدة أساسية للمجتمع.
اهتمت العديد من الدراسات بتصورات املتعلمني يف العملية التعليمية ويف دورها يف إعاقة التعلم لدى
املتعلمني يف اكتساب املعارف املضامني الدراسية ابلطريقة الصحيحة ،حيث ركزت على أفكارهم و تصوراهتم عن
العملية التعليمية ،ويف هذا السياق يرى "خطايبة واخلليل" " أن الطلبة ال أيتون إىل املدرسة و عقوهلم صفحات
بيضاء ،ينقش عليها املعلمون ما يردون و لكنهم حيملون الكثري من املفاهيم من واقع حياهتم و خرباهتم اليومية ،و
هذا األمر طبيعي ألن األفراد يتعاملون مع موجودات البيئة تتفق مع خربهتم املباشرة يف هذا اجملال.
( خطايبة ،و اخلليل ،1110 ،ص )21
تعددت أراء العلماء حول موضوع تعلم اإلنسان ،واختلفت التصورات النظرية املفسرة له ،هذه التصورات
صنفها الكثري من الباحثني إىل تصنيف ثنائي يشتمل على فئتني أساسيتني :األوىل متثل التصورات الكمية و هي اليت
تشمل اكتساب املعلومات ،حفظها ،وإعادة إنتاجها وتطبيق احلقائق أو اإلجراءات ،أما التصورات الكيفية فتشمل
الفهم ،و إجياد معاين جديدة ،وتكوين الشخصية.
وقد أسفرت هذه احملاوالت عن ظهور جمموعة من التصورات اليت حتاول أن تصف الطرق املختلفة اليت
يستخدمها املتعلمون يف فهم املعلومات و تكوين املفاهيم و املبادئ للعملية التعليمية النشطة (التعلم الفعال).
ويف هذا السياق يرى الباحثون حتمية توجيه البحث الرتبوي والتعليمي حنو حتسني العمليات املعرفية
املسؤولة عن نواتج املفسرة للعملية التعليمية ،هذه الفكرة اليت تطورت من أجلها العديد من التصورات النظرية يف
علم النفس الرتبوي واملعريف.
جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية 71
HJRS 2722 (04) 13 (ص)88-07 العملية التعليمية الناشطة ومدى ارتباطها بتصورات المتعلم
ويشري العديد من الباحثني إىل أن هناك روابط قوية بني التصورات والسلوك الصفي ،وبيئة التعلم ،مما يؤكد
أهنا تلعب دورا جوهراي يف كيفية تفسري املعلمني للمعرفة البيداغوجية ويف فهم ملهمات التعلم عند التحاقهم ابلعملية
التعليمية ،(Brayan, 2003).و تعمل هذه التصورات كإطار عمل توجه سلوكات املعلمني وممارساهتم الصفية فيما
بعد ) (Cao,2002وقد أظهرت نتائج الدراسات كذلك أن تصورات الطلبة ومعتقداهتم ال تتسق غالبا مع النموذج
املقبول أو السائد يف التعليم حيث أهنا متتاز ابلثبات ومقاومة التعبري(Lumpe et all,2000) .
يتصور الكثري من املتعلمني أن العملية التعليمية عبارة عن عملية تلقني و اكتساب للمعارف وتقومي مدى
تذكرهم للمعلومات "وأن التعلم جمرد تذكر أو متثل للمعرفة ،وال تتجاوز نظرهتم لإلدارة الصفية أكثر من ضبط الطلبة
يف الصف" ) ،( Saban,3003وهذا يعين تعارض تصورات املتعلمني مع االجتاهات احلديثة للعملية التعليمية ،وتبني
كذلك وجود أراء خمتلفة ومتباينة حول مدى تغيري تصورات املتعلمني نتيجة تعرضهم خلربات اكتسبوها يف العملية
التعليمية.
ومن الدراسات احلديثة اليت أجريت يف هذا اجملال ،دراسة قام هبا " )2772( "Chanبعنوان :تصورات
الطلبة حول التعلم والتعليم يف سنغافورة ،وقد هدفت الدراسة إىل التعرف على تصورات الطلبة يف سنغافورة حول
التعلم والتعليم ،ودراسة أثر كل من الربانمج واجلنس والعرق والعمر والتخصصات الدراسية على تصوراهتم حنو التعلم
والتعليم ،وقد مت تطبيق استبيان على عينة الدراسة واليت ضمت ( )110من الطلبة الذين يدرسون يف سنغافورة،
أظهرت نتائج الدراسة أن الطلبة ميتلكون تصورات حول التعلم والتعليم ولكن تصوراهتم كانت متيل أكثر حنو البنائية
كما أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائيا يف تصوراهتم تعزى للتخصص الدراسي والعرق( Chan, 2004) .
كما توصلت دراسة "مرزوق" ( )0990إىل نتائج متشاهبة’ على عينة من طالب كلية الرتبية ابملدينة املنورة،
الذين طلب منهم قراءة قصة بعنوان " أهل الكهف" واإلجابة عن أسئلة مفتوحة متعلقة مبوضوع القصة وتصورات
الطالب عن التعلم.
وابستخدام التحليل العاملي أشارت نتائج دراسة " )2777( "Entwistle, Bإىل ظهور ثالث عوامل تربط
تصورات الطالب عن التعلم ومداخلهم الدراسية وتفضيالهتم التدريسية ،ابستخدام األقسام الثالثة املكونة لقائمة
مداخل ومهارات الدراسة لدى الطالب ،على عينة من طالب الفرقة األوىل بعشرة ( )13أقسام بست ()6
جامعات بريطانية ،وهي العامل األول الذي جيمع كل مكوانت املدخل العميق ومكون ضبط الفاعلية من املدخل
االسرتاتيجي مع التصورات الكيفية للتعلم ،العامل الثاين تشبعت عليه مجيع مكوانت املدخل االسرتاتيجي مع تشبع
غري دال لتصور التعلم كإعادة إنتاج ،العامل الثالث تشبعت عليه مجيع مكوانت املدخل السطحي غري املبايل ،مع
تشبع موجب صغري جدا لتصور التعلم كإعادة إنتاج( .عفيفي ،1101 ،ص)413- 412
وهدفت دراسة " )2772( "gravoson et allإىل حبث العالقة السببية بني خربات التعلم السابقة لدى
الطالب ،تصورات التعلم ،مداخل الدراسة ،وخمرجات التعلم ،على عينة من الطالب الفرقة األوىل ابجلامعة،
ابستخدام قائمة مداخل الدراسة ) (ASIاملطور بواسطة ) (Waugh,1999واختبار يف فهم املشكالت البيئية
وأداتني لقياس خربات التعلم السابقة وتصورات التعلم ،ومل تظهر نتائج حتليل املسار وجود أي مسارات دالة بني
تصورات التعلم ومداخل الدراسة ،يف حني ظهر مساران يؤكدان اآلاثر السلبية لكل من املداخل السطحي للتعلم
والتصور التعلم كتجميع معلومات على خمرجات التعلم .
كما قام " )2772( "Chan and Elliotبدراسة التصورات ليت حيمله الطالب حول التعلم والتعليم والعالقة
بني معتقداهتم املعرفية وتصوراهتم عن التعلم والتعليم ،مت تطبيق استبيانني على ( )083من الطلبة ،أظهرت نتائج
الدراسة أن الطلبة يعتقدون أنه يتم اكتساب املعرفة من خالل جهد الفرد و عملية التعلم ،وليس من خالل
االستماع إىل اخلرباء أو من ميتلكون السلطة ،أما فيما يتعلق بتصوراهتم حول التعلم و التعليم ،فقد وجد أن الطلبة
ميتلكون مزجيا من التصورات البنائية و التقليدية(Chan ,Elliot,2004, p817-831) .
ويف دراسة قام هبا " )2772( "Fajet and allللتعرف على تصورات الطلبة فيما يتعلق بنوعية وخصائص
املعلم اجليد والغري اجليد ،فقد تكونت عينة الدراسة من ( ) 103طالبا جامعيا يدرسون مساقات يف كلية الرتبية،
أظهرت نتائج الدراسة أن استجاابت الطلبة حول املعلم اجليد تقع ضمن حماور متعددة.
(غيث ،الشوارب، 1102 ،ص ) 7
كما قامت الباحثتان "غيث ،شوارب" ( ،)1102بدراسة هدفت إىل التعرف على تصورات الطلبة/
املعلمني يف ختصص معلم الصف حنو التعلم والتعليم يف عدد من اجلامعات األردنية احلكومية واخلاصة ،ومعرفة مدى
تطور هذه التصورات لدى الطلبة /املعلمني مع تقدمهم يف الدراسة اجلامعية يف برامج إعداد املعلمني .تكونت عينة
الدراسة من ( )224طالب وطالبة يدرسون يف عدد من اجلامعات األردنية احلكومية واخلاصة ،وقد استخدمت يف
الدراسة استبيان تكون من ( )02فقرة جلمع املعلومات واإلجابة عن أسئلة الدراسة ،ويف حتليل نتائج االستبيان مت
استخدام املتوسطات احلسابية واختبار ) (Tاإلحصائي ،أظهرت نتائج الدراسة امتالك الطلبة /املعلمني ملزيج من
التصورات حول التعلم والتعليم بني التصورات لبنائية والتصورات التقليدية ،كما بينت النتائج أيضا تغريا يف تصوراهتم
مع تقدمهم يف الدراسة ( .غيث ،الشوارب ،1102 ،ص)1
دراسة "إبراهيم و اجلزائري"( : )1102هدفت هذه الدراسة إىل حتديد تصورات معلمي الصف للحلقة
األوىل من التعلي م األساسي حول تكامل الرايضيات والعلوم ،وفوائد تكاملها ومتطلبات التكامل ومشكالته
ومهاراته ،واجتاهات املعلمني حنو التكامل الرايضيات والعلوم ،متت لدراسة على عينة بلغت ( )016معلما ،وقد
بينت نتائج أن تصورات املعلمني حول وجود التكامل كانت أدىن من املتوسط.
ويف نفس السياق دراسة "العنزي و اجلرب"( )1107اليت هدفت إىل التعرف على مستوى تصورات معلمي
العلوم حنو توجه ) (stemوعالقتها ببعض املتغريات ،استخدمت املنهج الوصفي ،ومتثلت أداة البحث يف استبيان
مكون من حمورين مها :املعرفة ) (stemومعرفة متطلبات تدريسه ،طبقت على عينة عشوائية من معلمي العلوم
ابملدينة املنورة ،بل عددهم ( )106معلم ،ومن أهم نتائج الدراسة ارتفاع مستوى تصورات معلمي العلوم حول
املعرفة بتوجه ) (stemومتطلبات تدريسه ،وعدم وجود فروق ذات داللة إحصائية تعود إىل اخلربة التدريسية.
ظل االعتقاد السائد لسنوات عديدة أبن املتعلم ما هو إال جمرد مستقبل سليب ،يتلقى يف خضوع اتم ما
يقدم له من معلمه الذي ميثل يف نظره املصدر األول للمعرفة ،على ضوء تلك النظرة الضيقة كان ينظر إىل عقل
املتعلم على أنه صفحة بيضاء يكتب عليها املعلم ما بدا له وميحو ما يشاء ،ويف هذا إهدار للمتعلم وإنسانيته ،لذا
فرض التغيري السريع يف املعرفة على النظم الرتبوية يف مراجعة جوانب عديدة يف العملية التعليمية ،الن امليادين
املستحدثة يف املعرفة تضاعفت بسرعة كبرية ،وأصبحت املؤسسات التعليمية عاجزة إزاءها عن استفاء املعلومات،
لذلك أصبح لزاما عليها املشاركة يف تبادل املعلومات ،مستعينة يف حتقيق رسالتها وفق االجتاهات الرتبوية احلديثة.
فواقع العملية التعليمية يف املنظومة الرتبوية اجلزائرية وطبيعة مدخالهتا اليت تقوم عليها واعتمادها على منوذج
تنميط األسئلة و إجاابهتا واعتبار التحصيل الدراسي املعيار الوحيد يف احلكم على مدى تفوق املتعلم ومتيزه من
خالل اختبارات تعتم د يف تقوميها على املستوايت املعرفية الدنيا ،كل هذا أسهم يف عدم ظهور نشاط تعليمي نشط
للمتعلم.
إن املتأمل لوضع املتعلمني يف منظومتنا الرتبوية بشكل عام ودورهم يف العملية التعليمية جيد أن البعض منهم
يتصور أن التعلم حيصل بتلقي املعلومات من املعلم ،فدوره ينحصر أبخذ املعلومات وختزينها يف ذاكرته ،مث
اسرتجاعها يوم االمتحان ،و هبذا يضمن جناحه وحصوله على التأهيل العلمي (الشهادة).
هذه الثقافة ظاهرها البحث العلمي العميق ،وابطنها النقل الروتيين السطحي ،تظهر اهتماما كبريا بشكل
وطريقة عرض املعلومة لتكون مجيلة املنظر وجذابة للمشاهد ،و لكنها تبطن الكم واإلطناب واخللط يف الطرح
ومناقشة املعلومة ،تضمن فيها وبصاحبها اجلد والصدق واإلخالص يف إجياد املعلومة ،ويعد التحقق فيها وبصاحبها
يظهر الكسل والكذب واخلداع يف عملية حتصيل املعلومة ،ولألسف ال يستنكر هذه الثقافة السيئة إال من رحم ريب
من الطلبة اجملتهدين يف دراستهم"( .حليمة ،1103 ،ص )071
أتثر التصورات يف املوافق التعليمية ويف األهداف اليت يسعى املتعلمني لتحقيقها ويف اختيار االسرتاتيجيات
اليت ميكن أن يوظفوها يف اكتساب املعارف بشىت أنواعها ،والتصور يف التعلم السريع فيه جند أن بعض املتمرسني
يتصورون أبن " التعلم حيدث بشكل سريع أو ليس سريعا على وجه اإلطالق بينما بعضهم األخر يعتقد أن التعلم
حيدث بشكل تدرجيي" ( .حبر ،1109 ،ص )12
إن املتتبع ملنظومتنا الرتبوية يف املمارسة التعليمية يوجه سؤاال حتميا :هل املنظومة الرتبوية من خالل العملية
التعليمية متارس حقا نشاطا فعاال نشطا يتماشى مع سرعة التغيري يف هذا العصر على كل صعيد؟ وكثريا ما أحالين
هذا السؤال إىل مفارقة تتجلى يف التناقض بني اخلطاب السياسي املتضمن اإلصالحات اجلديدة املستخلصة من
النماذج الرتبوية العاملية يف ممارسة التعليمية الرتبوية للنشاط التعليمي النشط و ما يطرحه املنهاج من فهم عميق ملعىن
وأسس النشاط الفعال وانعكاسه على حياة املتعلمني ومستقبلهم املهين.
من خالل ما سبق ميكن طرح التساؤالت التالية :ما املقصود ابلعملية التعليمية النشطة والتصورات التعليمية،
وما مدى أمهيتها واألسس اليت تقوم عليها؟ وما هي الكيفية اليت يعمل هبا املتعلمون داخل املهام األكادميية؟ وما
هي التغريات املعرفية اليت حتدث لدى املتعلمني أثناء العملية التعليمية؟ .
.2المفاهيم:
-0.1العملية التعليمية الناشطة:
عرف أهل الرتبية العملية التعليمية النشطة ابلكثري من التعريفات ،واليت رمبا تباينت واختلفت يف
أدخل لقد ّ
تناوهلا هلذا ملفهوم بني الدقة يف الوصف واالختصار يف العبارة أو العمومية والتفصيل يف العبارة ،ولكن الشيء
املشرتك بني كل تلك التعريفات املختلفة هو التأكيد على أمهية اجلانب اإلجرائي للعملية التعليمية ،وخاصة يف ظل
االجتاهات الرتبوية اجلديدة اليت تدفقت فيها كثرة املعرفة واملعلومات بشكل يصعب اإلحاطة هبا مما جيعل السبيل
الوحيد للتعامل معها هو إجياد نوع من التعلم الذي يعتمد يف تطبيقاته األسلوب النشط ،الذي يعطي األسس
والقواعد يف التعامل مع تلك املعرفة و املعلومات وحسن االختيار و التوظيف الفعال للمعلومات.
ويشري"سعادة" ( )1112إىل أن العملية التعليمية النشطة هي " طريقة تعلم وتعليم يف آن واحد ،يشرتك
فيها الطالب أبنشطة متنوعة تسمح هلم ابإلصغاء االجيايب و التفكري الواعي والتحليل السليم ملادة الدراسة ،حيث
يتشارك املتعلمون يف اآلراء بوجود املعلم امليسر لعملية التعلم مما يدفعهم حنو حتقيق أه ـ ـ ــداف التعلم ".
أما " )7990(" Felder and Brentفينظر للعملية التعليمية على أهنا إشغال الطلبة بشكل نشط ومباشر
يف عملي التعلم ،حيث يقومون بعمليات املشاركة والتطبيق بدال من االقتصار على عملية االستقبال املعلومات
أبشكاهلا املختلفة.
بينما "كوجك" ترى أبهنا " فلسفة تربوية تعتمد على اجيابية املتعلم يف املوقف التعليمي وتشمل مجيع
املمارسات الرتبوية اإلجراءات التدريسية اليت هتدف إىل تفعيل دور املتعلم وتعظيمه حيث يتم التعلم والبحث
والتجريب واعتماد املتعلم على ذاته يف احلصول على معلومات و اكتساب املهارات وتكوين القيم واالجتاهات وهو
تعلم قائم على األنشطة التعليمية املختلفة اليت ميارسها املتعلم و ينتج عنها السلوكيات املستهدفة اليت تعتمد على
املشاركة املتعلم الفاعلة و االجيابية يف املوقف التعليمي التعلمي" ( .كوجك كوثر ،1112 ،ص )031
أما "عصر" ( )1111فيعرفها أبهنا " ذلك التعلم الذي يوفر للطالب يف املدرسة األنشطة التعليمية املتنوعة،
واخلاصة بكل طالب ،وخربات تعلم مفتوحة النهاية وغري حمددة سلفا ،ويكون دور الطالب دور املشارك بفاعلية
ونشاط ،ويستطيع أن يكون خربات تعليمية مناسبة " ،ويصف "سعيد وعيد" ( )1112اسرتاتيجيات التعلم
النشط أبهنا اسرتاتيجيات تعلم موجهة حنو إشراك الطالب يف عمل شيء ما داخل الفصل مث التفكري حول ما يفعل،
يشرط أن تكون األفكار املوجودة يف البنية املعرفية للمتعلم مرتبطة ابألفكار املقدمة له ،وأن حيل التعارضات املعرفية
اليت رمبا تواجهه ،عن طريق املشاركة والتحاور والتفاعل الصفي ،ف ـ ــي جمموعات منظمة حتت إشراف وتوجيهه مباشرة
من املعلم".
ويؤكد "جلهوم" على أن التعلم النشط منط تدريس يهتم بتفعيل دور املتعلم ،وإجياد بيئة تعليمية هتدف
لتكوين بنية معرفية ترتبط فيها اخلربات السابقة املكتسبة ،لتنمية القدرات العقلية واللغوية ،من خالل املشاركة
والعمل بروح الفريق الواحد" ( جلهوم ،1112 ،ص ،)24بينما يرى "املطريف" أهنا " تعلم يوفر للتعلم جمموعة من
األنشطة العلمية الصفية والالصفية اليت تعتمد على التعاون والتحاور هبدف جعــل التعلـم ذا معىن.
( املطريف،1101 ،ص )12
يرى الباحث أن املتفحص ملا سبق ،أن العملية التعليمة النشطة هي أسلوب يعتمد على طرق التدريس
احلديثة و هي ردة فعل لطرق التدريس التقليدية املتمركزة حول املعلم ،وهي عملية هتدف إىل توفري البيئة الرتبوية
الغنية ابملثريات التعليمية ،و اليت تتيح للمتعلم مسؤولية تعليم نفسه بنفسه واملشاركة بفاعلية من خالل قيامه ابلبحث
والتجريب واستخدام قدراته العقلية العليا يف الوصول للمعرفة حتت توجيه وتيسري وإشراف املعلم ،ويف جو يسوده
التعاون بني أفراد الفصل الواحد أو اجملموعة معىن هذا أن الذي يقوم بناء الدرس هو املتعلم.
نرى أيضا أن العملية التعليمية النشطة تقتضي تغيري دور املعلم تغيريا شامال ،وذلك يفرض على املعلم إجرائيا
بعقد شراكة مع املتعلمني " هذه الشراكة ال تنحصر يف الصف بل تطال خربة املتعلم كلها ،لذلك فاملعلم ينهل ليس
من عملية فقط ليدير هذه العملية التأهيلية ،بل أيضا من كل مصدر معلومات ممكن يسمح للمتعلم أن يدخل يف
الشراكة املرجوة "( .جرداق ،0997 ،ص )12
-1.1التصورات:
-التصورات لغة :تصور أي تكونت له صورة وشكل ،وتصور الشيء ختيله واستحضر شكله يف ذهنه ،و التصور
واالستحضار صورة شيء حمسوس يف العقل دون التصرف فيه ( .بوزربية ،1101 ،ص )33
-التصورات اصطالحا :يرى "الطيب صيد" أن " التصور يعترب مبثابة اإلدراك والصور الذهنية اليت تتكون نتيجة
التفاعل مع احمليط اخلارجي ،يف إطار مواقف حتددها التجربة الذاتية و اخلربة السابقة مبعىن أن استجاابت الفرد
وتصوراته تكون حمددة يف تكوينه العقلي الذي حمتواه يرتبط مبوضوع أو وضعية يف العامل احملسوس ،أين يعيش موضوع
التصور" ( .الطيب صيد ،0922 ،ص )17
ويعرفها " "Norbert silamyعلى أهنا " ليس جمرد اسرتجاع صورة بسيطة للواقع فقط ،بل تكوين أو بناء
للنشاط العقلي أو العمل الذهين خالل عملية التصور الذي ال يقتصر على إعادة اسرتجاع صورة للواقع ،وإمنا يقوم
الفرد إبعادة بناء الواقع انطالقا من خرباته ومعارفه املرتبطة إبطاره االجتماعي" ( .بوزربية ،1101 ،ص )33
أما "جون البالنش" فيعرف التصورات أبهنا " مبثابة حالة ذاتية للوعي ،حبيث يتجسد على شكل صورة
واضحة وحمددة لألشياء أو لإلحداث اليت شهدها الشخص سابقا واليت مل تستقبلها حواسه بشكل موضوعي".
( بوزربية ،1101 ،ص )33
بينما يعرفها قاموس أكسفورد أبنه" نظام معريف جديد يهدف إىل جتميع املعلومات واالرتقاء مبستوى
األساليب واإلجراءات يف حيز القواعد واملبادئ اليت تتم على ضوئها عمليات صنع القرارات".
)(Dranda,1999, p42
وحيدد"("Abric.J.Cيف العتييب )1102 ،التصور بكون ه تصور للعامل الذي يسمح للفرد واجلماعة إبعطاء
معىن للتصرفات وفهم الواقع من خالل نظام مرجعي خاص ومن مث يسمح ابلتكيف مع هذا الواقع واالستقرار فيه.
وكذلك يعرفها "قاسم" (،1102ص )217أبهنا القدرة الذهنية حول طبيعة املعرفة من حيث مصدرها
وبنيتها وثباهتا ،وعملية التعلم من حيث ضبط وسرعة واكتساب املعرفة ،أما "شعالل" ( )1102فيشري إىل أهنا "
جمموع ة من األفكار حول مصدر املعرفة وبنائها وتنظيمها ومدى يقينها وصحتها والتحكم يف اكتساهبا وسرعة هذا
االكتساب"( .شعالل ،1102 ،ص)011-94
وهذا يعين أن التصورات هي جممل ما يستخدمه الفرد من حميطه اخلارجي ،ومن جل املدركات واالعتقادات
واالجتاهات و اآلراء حنو موضوع تعليمي معني ،أو نشاط تعليمي حمدد ،وهو عملية بناء معريف ذهين ،فرغم هذا
التحديد ملصطلح التصورات إال أننا جند يف الكثري من األحيان هناك خلط يف استعماله وتفسريه ،وربطه بنفس املعىن
والتفسري ببعض املفاهيم األخرى مثل :االعتقاد ،االجتاه ،القيم ،اإلدراك ،الرأي...
والتصورات يف اجملال الرتبوي فهي جممل اآلراء واألفكار والبىن العقلية ،أو التصورات الذهنية املوجودة لدى
املتعلم أثناء العملية التعليمية حول موقف تعليمي ما ،أو حدث أو موضوع أو إجراء أو عملية ما.
-3العملية التعليمية يف نظر املدرسة التقليدية و االجتاهات الرتبوية اجلديدة :
املعرفة يف نظر املدرسة التقليدية متثل حصيلة خربة األجيال السابقة اليت تساعد الفرد على االستفادة من
جتارب من سبقوه ،لذلك مل يكن عجيبا أن يرتكز االهتمام يف املدرسة التقليدية على التعلم التقليدي الذي يكرس
املعارف واملعلومات ،ويتمحور فيه التعلم حول املعلم الذي يعد املصدر الوحيد للمعرفة ،واستخدام أساليب وطرق
تدريس تقليدية تستهدف نقل املعلومات واملعارف ،واالهتمام بتخزين هذه املعارف يف أذهان التالميذ ،ويف مجيع
املراحل التعليمية املختلفة ،ويكون التالميذ وفق هذه الفلسفة جمرد متلقني للمعارف واملعلومات فقط ،وال يشاركون
يف مواقف وأنشطة التعلم املختلفة ،بل وجيعل من هذه املعارف الغاية ،واستخدام كافة األساليب الرتبوية ،وغري
الرتبوية حلسن إملامهم هبا.
ويتبني من هذا أن هذه الطريقة ال تساهم يف إجياد تعلم حقيقي ،وظهرت دعوات متكررة إىل تطوير وحتسني
طرق التدريس ،حبيث تتيح الفرص للمتعلم مشاركة ،والنقاشات اليت تدور أثناء التدريس ،وحتقق التفاعل بني
مكوانت العملية التعليمية ،ولكي يكون التعلم نشطا جيب أن يشارك املتعلمون يف قراءة أو كتابة أو مناقشة أو
حل مشكلة تتعلق مبا يتعلمونه أو يف إدارة مشروع أو برانمج أو عمل جترييب ،وبصورة أعمق يعد التعلم النشط هو
الذي ميارس فيه املتعلمون األنشطة ،والتطبيقات العملية فيما بينهم ،ويتفاعلون من خالل هذه املمارسات
والتطبيقات ،ويستخدمون مهارات التفكري العليا كالتفكري اإلبداعي ،وحل املشكالت ،والتقومي ملا يتعلمونه
وميارسونه من خربات.
ويف هذا السياق يرى "هنيدي" أن العملية التعليمية حتدث يف أشكال خمتلفة وحمورها املتعلم" (هنيدي،
،1111ص )092واتفق الباحثني على أن خاصية العملية التعليمية النشـ ــطة تتمثل يف ما يلي:
–املتعلم حمور العملية التعليمية :حيث يلعب املتعلم دورا أساسيا يف العملية التعليمية ،من خالل مبادرته يف
العملية التعليمية ،جتعله يكتسب خربات تعليمية واكتشاف الكثري من املعارف واملعلومات ،ضف إىل ذلك اكتسابه
مهارة حتمل املسؤولية والعمل هبا يف عملية التعلم و حىت يف حياته اليومية ،فاملتعلمون حباجة إىل أن يتأملوا فيما
تعلموه ،وما جيب أن يتعلموه ،وإىل تقييم ما تعلموه كما أنه يعزز قدرة املتعلم على االحتفاظ ابملعلومات وتنمية
مهارات التفكري العليا ،مما جيعل دافعية املتعلم مرتفع.
-قابلية مبادئ العملية التعليمية للتطبيق :يقوم املعلم بطرح مواضيع ومواقف تعليمية على شكل مشكالت ،تثري
اهتمام املتعلم ،على أن تكون هذه املواقف التعليمية يف مستوى قدرات املتعلم ،حبيث ال تكون صعبة ومعقدة جدا،
بل يفسح اجملال للمتعلم مواجهة املواقف التعليمية أو املشكالت اليت ميكن حلها ،أو تنفيذ خطوات اليت يتم
وضعها ،للتعامل معها بنجاح ،حىت ال حيبط هذا املتعلم من مواقف تعليمية غري قابلة للتنفيذ.
-دور املعلم كموجه وميسر :يف العملية التعليمية النشطة يكون املتعلم هو الباحث عن املعرفة ،واملكتشف هلا،
واملتفاعل مع الصعب والسهل فيها ،واملعلم هو امليسر لكل ما حييط ابلبيئة التعليمية داخل القسم الدراسي ،من
معارف ووسائل تعليمية اليت يصل هبا إىل خمتلف املعارف ،كما يزود املوجه املتعلمني ابإلرشادات املناسبة للبحث
والتعامل معها ،يتطلب هذا يف العملية التعليمية فتح وإجراء مناقشات كثرية ،وهذا ليتأكد املعلم من وصول هذه
املعارف إىل طالبه والعمل هبا.
-التغذية الراجعة يف العملية التعليمية النشطة :مير املتعلم خبربات تعليمية عند قيامه بنشاط تعليمي معني ،وهذا
يستدعي تغذية راجعة ،ودور املعلم هو دعم املتعلمني وتعزيز جناحهم ،دون البحث عن أخطائهم وجوانب ضعفهم
كهدف يف العملية التعليمية ،كما يتم مقارنة املتعلم مبعيار حمدد لإلتقان أو االجناز وال يتم مقارنته ابآلخرين ،ألن
التغذية الراجعة يف التعلم النشط اهلدف منها حتديد نقاط القوة من أجل دعمها ،ونقاط الضعف من أجل احلد
منها.
-متركز النشاط التعليمي حول حل املشكالت :يتم تصميم األنشطة التعليمية حبيث تتمحور حول مشكالت
حقيقية مرتبطة ابألهداف ،و مشكالت تعليمية و حياتية خمتلفة ،حىت حيصلون على نواتج تعليمية قيمة ،وذلك
بسبب املكاسب الكثرية اليت يكتسبوهنا معرفيا ،عند اإلملام أبسباب هذه املشكالت ومدى اتساعها ،وكيفية
مواجهتها ووضع احللول املناسبة هلا.
-جيب على املعلم توضيح خصائص طريقة حل املشكالت وصفات الشخص اجلدير حبل املشكلة ،مع بيان
خطواهتا ومن الشعور ابملشكلة و حتديدها إىل وضع الفرضيات أو احللول التجريبية إىل اختيار الفرضيات ابألدلة
املختلفة ،إىل الوصول إىل احللول الدقيقة ،مث تطبيق احللول يف مواقف تعليمية أخرى جديدة.
-تركيز العملية التعليمية النشطة على اإلبداع :يسعى التعلم النشط إىل اجناز أكرب عدد ممكن من املشاريع،
واألحسن مستوى ،اليت من خالهلا اكتشاف مشاريع إبداعية اليت توصل إليها بعض املتعلمني الذين يتمتعون
بقدرات متميزة و عالية ،سواء كانت عقلية أو حبثية أو رايضية أو علمية.
-البناء املعريف للمتعلم :يتم ذلك ابالعتماد على اخلربات السابقة ،و إضافة املزيد منها ،من أجل التعمق ،ويتم
اإلمل ام هبا عن طريق توجيه أسئلة متعددة هادفة للتعرف إليها ،أو من خالل املتعلم مباشرة منه أبن يتحدث عن
نفسه لفرتة كافية لتحديد املهمات أو األنشطة أو املشاريع البحثية ،واليت يقوم هبا منفردا ،أو مع اجملموعة أو
اجملموعات املختلفة ،فهو يعد عملية ذاتية نشطة يق ــوم هبا املتعلم ( .الزايدي ،1101 ،ص) 32
-استخدام طرق تدريس احلديثة النشطة :يعد املتعلم يف التعلم النشط حمور العملية التعليمية ،حيث يكون التعلم
مسؤولية املتعلم ابلدرجة األوىل ،إال أن املعلم هو من يقوم ابختيار طرائق التدريس يف التعلم النشط و أساليبه ،ال
سيما اليت جتعل املسؤولية الكربى على املتعلم ،وتتنوع أساليب التعلم النشط حسبما تتطلبه مواقف التعلم النشط
املختلفة ( .الزايدي ،1101 ،ص )37
-املناخ الصفي التفاعلي النشط :يف العملية التعليمة النشطة " يسود مناخ ودي وداعم ،يعرف كل فرد فيه
اآلخرين ،وخياطبهم أبمسائهم و حيرتمهـ ـ ــم ،ويشجعهـ ــم على املشاركـة النشطـة الفاعل ـ ــة ،أما املعلم فيجب " أال جيعل
عملية االتصال البيداغوجي تسري يف اجتاه واحد ،أي من املعلم إىل التلميذ ،وأن يتذكر أيضا أن التالميذ ميكنهم
تعليم بعضهم البعض" ( .جمدي عزيز إبراهيم و آخرون ،1112 ،ص )23
-4العناصر املكونة للعملية التعليمية النشطة :
-0.2دور املعلم يف العملية التعليمة النشــطة :الكثري من املعلمني يف العملية التعليمية ،السيما حدثي التوظيف
يف هذه املهنة ال يعلمون خصائص وطبيعة األدوار اليت يلعبوهنا يف العملية التعليمية ،وال يدركون أمهية توقعات
اجملتمع منهم ،وال يبالون آبمال وتوقعات الطالب منهم لذلك حتصل مشاكل تعليمية تعلمية بني املعلم واملتعلم،
تؤدي بدورها إىل فشل العملية التعليمية على مستوى املعلم والطالب واملؤسسة التعليمية.
( حليمة ،1103 ،ص )021
اهتمت العملية التعليمية النشطة " ابملعلم وجعلت له أدوارا ابرزة يؤديها من أجل احلصول على نتائج و
خمرجــات اجيابي ــة ،وهذه األدوار و املهام حتكمها أسس فلسفية اليت يستند إليها ،فاملعلم الذي يعترب التدريس جمرد
نقل وتوصيل معلومات سيكون جل اهتمامه منصبا على محل املتعلم على اجللوس يف هدوء ليستطيعوا مساع
واستيعاب ما يلقى عليهم من معلومات ،يف حني أن املعلم هو الذي يؤمن أبمهية تشجيع التعلم الذايت عن طريق
االكتشاف وحل املشكالت وذلك بتوفري الوقت واجلهد الكافيني يف تنظيم البيئة التعليمية لتمكني املتعلمني من
تعليم أنفسهم أبنفسهم ( ،شفشق و آخرون ،1111 ،ص .)000ومـ ــن تلك األدوار املهمة للمعلم فــي نذكرها يف ما
يلي:
-يشجع الطالب و يساعدهم على التعلم ،و إجياد التوازن بني األنشطة التعليمية الفردية و اجلماعية.
-يركز على القضااي اخلاصة أبخالقيات التعلم و التعليم ،وحيافظ على استمرارية الدافعية يف عملية التعلم.
-يدرب الطالب على التعلم النشط مع طرح التمرينات عليهم ،والبيئة التعليمية احمليطة ابلطالب و إثرائها.
-دور املعلم ليس موجها أو مرشدا فحسب بل هو الداعم احلقيقي للطالب كشخص منافس.
-دور املعلم ليس ميسرا للمعارف و املعلومات فقط ،بل أيضا هو شخص يعمل على حتويل التفامهات من طالب
ألخر أو من جمموعة طالبية إىل أخرى.
-دور املعلم تفسري الربامج املدرسية وما تعلمه الط ــالب و ليس تطبيق لـ ــها فقـ ــط.
-خيتار االسرتاتيجيات وأساليب التدريس املالئمة للتعلم النشط.
-يشجع الطالب على عمل األشياء وتنفيذ النشاطات أبنفسهم ،حيث إن حل الطالب للمشكالت اليت
تواجههم يزودهم بفرص تعليمية أكثر من تلك اليت تتوافر عندما يقوم آخرون ابلعمل نيابة عنهم وحبل مشكالهتم.
-يشجع الطالب وحيفزهم على التأمل يف ممارستهم وأعماهلم ،والتعبري عن ذلك بكلمات ،والتحدث معهم حول ما
يقومون به وكيف يفكرون.
-يوفـ ـ ـ ـ ـ ــر فرص االختي ـ ـ ـ ـ ــار للمتعلمني فيم ـ ـ ـ ـ ــا يتعل ـ ـ ــق ابألنشطة التعليمية.
-يطور اجتاهات إجيابية تقوم على تفهم أراء الطالب و رغباهتم و اهتماماهتم و أطرهم املرجعية.
( شفشق و آخرون ،1111 ،ص )000
أما "بدر" ( )1112فيضيف إىل دور املعلم ما يلي:
-يعمل على زايدة دافعية الطالب للتعلم ،وجيعله مكتشفا وفعاال فـ ـ ـ ــي العملية التعليمية.
-يضع الطالب دائما يف مواقف يشعر فيها ابلتحدي و اإلاثرة ملا لذلك من أثر يف عملية التعلم وإاثرة اهتمامه
ودوافعه وحفزه حنو التعلم.
-يتعاون مع زمالئه من معلمي املواد الدراسية واألنشطة املختلفة على تشجيع التعلم النشط.
(ب ــدر ،1112 ،ص )144
إن تبين األسلوب النشط يف العملية التعليمية جيعل دور املعلم يتغري من عنصر خامل سليب إىل دور اجيايب له
يف عملية التعلم و التعليم والرتبية ،سوى أنه املصدر الوحيد للمعلومات إىل دور أكثر حيوية و انسجاما مع التعلم
النشط وأدواره املختلفة ،فأصبح املعلم هو الراعي للتعلم النشط ،واملسهل لتطبيقه وتدريب املتعلمني عليه ،وأصبح
املعلم هو املرشد واملساعد على إدارة املوقف التعليمي خبربة وذكاء ،كذلك يقوم مبساعدة املتعلمني على اكتساب
املهارات و الصفات احلياتية املرغوب فيها.
إن معرفة املعلم خلصائص دوره وما يتوقعه املتعلم منه بصفته معلما هي من أهم عوامل جناح العملية التعليمية
ومن أهم األسس اليت تساعد على بناء جيل من املتعلمني عارفني ألمهية التعلم يف بناء شخصية املتعلم واجملتمع ،أما
دوره التعليمي يف العملية التعليمية يتمثل يف أتهيله يف جمال ختصصه ،وسعة فكره ،وكثرة جتربته وخربته يف التدريس
والتعامل مع الطالب ،حيث أيخذ طالبه منه املعرفة بعمق وفعالية ،إضافة إىل ذلك فهو يلعب أيضا دورا تربواي يف
تعليمه للطالب ،ومهما كانت نوعية املادة الدراسية اليت يدرسها ،فهو ال يقوم فقط بتوصيل املعرفة أو املهارة بشكل
فعال ،بل يقوم أيضا بطريقة قصدية أو غري قصدية على بث أفكار و مفاهيم وقيم ومعتقدات يتعلمها املتمدرسون.
-1.2دور املتعلم يف العملية التعليمة النشطة:
حىت تتحقق عملية التعلم النشط فإن دور املعلم ال يكفي وحده للقيام مبهام التعلم ،بل البد من دور إجيايب
للطالب ،و قد حدد "سعادة " تلك األدوار املهمة للطالب يف التعلم النشط فما يلي:
-املشاركة احلقيقية يف اخلربات التعليمية ،و تقدير قيمة تبادل األفكار واآلراء مع اآلخرين.
-بذل اجلهد املطلوب وختصيص الوقت الالزم من أجل اللقاءات املنتظمة مع املرشد النفسي.
-توضيح احلاجات اإلرشادية واآلمال و الطموحات لكل م ــن املعلم واملرشد النفس ــي.
-تفهم أبن منوه وتطوره كفرد يبدأ من ذاته أوال ،وابلتايل يتقبل النصائح واالقرتاحات من املعلمني واملهتمني
واملتخصصني على أساس من املودة و الصداقة.
-ثقة الطالب بقدرته يف التعامل بنجاح مع البيئة التعليمية احمليطة به ،وتوظيفه للمعارف واملهارات واالجتاهات اليت
اكتسبها يف مواقف تعليمية وحياتية جديدة.
-يتمتع الطالب يف املوقف التعليمي النشط ابالجيابية و الفاعلية ،واملشاركة يف ختطيط وتنفيذ الدروس.
-يبحث الطالب عن املعلومة بنفسه من مصادر متعددة ويشارك يف تقييم نفسه وحيدد مدى ما حققه من أهداف.
-يشرتك الطالب مع زمالئه يف تعاون مجاعي ،حبيث يبادر بطرح األسئلة أو التعليق على ما يقال أو يطرح من
أفكار أو أراء جديدة.
-يكون له القدرة على املناقشة وغدارة احل ـوار ،واملشاركة يف تصميم البيئة التعليمية.
-يعمل مستق ـ ـ ـ ــال أو ضمن جمموعة متعاونة حبيث يتواص ـ ـ ــل ويتفاعــل ويدعم.
-يفكر تفكريا انقدا يف طريقة تعلمه وجودة هذا التعلم ،مما يتيح له بناء املعرف ــة وتطويرها.
(سعادة ،1112 ،ص) 010
إن تبين طريقة التعلم النشط يف العملية التعليمية جتعل دور املتعلم يتغري من عنصر سليب متلقي إىل املعين
ابلتعليم والتعلم ،وهو العنصر املهم فيه ،مما جيعل عملية التعلم عملية حمببة ومشارك يف رسم وختطيط الربامج التدريبية
والتعليمية ،وقد الحظ الباحث من خالل تطبيق التجربة أن دور الطالب أصبح أكثر فاعلية ،وابلتايل أصبح الطالب
أكثر حبا وشوقا للتعلم ،وأتضح ذلك من خالل ارتفاع معدل التحصيل لدى الطالب وتغري اجتاهاهتم حنو
الرايضيات بشكل إجيايب و أكثر فاعلية.
-3اسرتاتيجيات العملية التعليمية النشطة:
يتجه استخدام الرتبويون ملصطلح التعلم النشط ليشمل العديد من أنواع التعلم القائم على نشاط واجيابية
الطالب ،واملشاركة الفكرية اليت تؤدي إىل حصول التعلم ذي املعىن القائم على الفهم ،ومن هنا تعددت اسرتاتيجيات
التعلم النشط نظرا الرتباطه ابلنظرية البنائية ( .مداح)1119 ،
يتمتع التعلم النشط بكم كبري من االسرتاتيجيات اجليدة وهذا ما مت مالحظته من خالل اطالعنا على بعض
الدراسات يف هذا اجملال ،وهذه االسرتاتيجيات اليت تؤدي إىل حتقيق األهداف املنشودة أبقل وقت وجهد ،ونتائج
اجيابية ،ولكن بشرط تعاون املتعلم واملعلم يف العمل اجلاد املثمر ،وتنويع هذه االسرتاتيجيات حسب مستوى
املتعلمني واألهداف املنشودة ،واملتتبع ألدبيات التعلم النشط جيد أن املختصني واملهتمني قد رصدوا اسرتاتيجيات
كثرية للتعلم النشط ،واليت حتتاج إىل دقة من املعلم يف استخدامها و ضرورة التدريب عليها قبل تطبيقها من أجل
نتائج مثمرة ،والبعد عن االرتباك و ملل الطالب يف حالة عدم معرفة املعلم ابلتطبيق الصحيح لإلسرتاتيجية.
يرى الكثري من الباحثني و من بينهم " "Schmackأن إسرتاتيجية التعلم هي قطاع من أنشطة معاجلة
املعلومات اليت يستخدمها الفرد حينما يواجه مهمة التعلم ،وحينما يظهر الفرد تفضيال الستخدام إسرتاتيجية حمددة
فانه بذلك قد حدد أسلوب تعلم معني.
يرى " )6791( "Paskأن منوذج أو األسلوب "الكلي يستوعب املعلومات من موضوعات متعددة لكي
يتعلم املوضوع األساسي ،بينما جند املتسلسل ال يتحرك يف موضوع أخر إال حينما يكون مركزا متاما على املوضوع
الذي يدرسه اآلن ،فالكليون مييلون إىل أن يكتشفوا وصفا شامال للموضوعات ،بينما جند املتسلسلون يصفون فقط
املوضوع الذي يشيدوا له منوذج تفسريي ( عفيفي ، 1101 ،ص) 11
ويذكر " )7981( "Childأن Paskمييز بني من جييدون النظر لألشياء كأجزاء من الكل (الكليون) ،وبني
من جييدون نظم املشكالت الفرعية يف سياق (ذو التفكري املسلسل ) ،ويبدوا التمييز واضحا يف األشخاص الذين
يفضلون دراسة مواد جديدة ،حيث يفضل بعض األشخاص أن جيول حول اجملال يستشعره ويقفز حوله ككل قبل
النزول إىل التفاصيل ،على حني أن البعض األخر يفضل متابعة عدد من اخلطوط التفصيلية قبل حماولة تكوين صورة
عامة للموضوع ( .عفيفي ،نفس املرجع )11،
يصف" "Martonأبن أسلوب أو منوذج " املتسلسل أبنه يسري خطوة خبطوة ،ويقدم فروضا بسيطة ويركز
على صفة واحدة للمهمة ،أما الكلي فينظر إىل البناء أو الرتكيب ككل ،ويقدم فروضا معقدة أتسست على صفات
عديدة يف نفس الوقت(Marton,1981, p118) .
كما تتميز هذه أبهنا بيئة مثرية للمتعلمني تشجعهم على استخدام مصادر التعلم املتاحة واملتوفرة وبشكل
دقيق وجيد ،يف النشاط التعليمي املقرر يف احلصة الدراسية ،كما جيب أن يتمتع الطالب يف هذه البيئة التعليمية
ابحلرية يف العملية التعليمية دون حواجز أو عوائق بيداغوجية ودون سلطة املعلم الغري الرتبوية ،ويصاحبها املسؤولية،
" والتحكم لتكوين خربات عقلية تتضمن إعادة البناء العقلي املعريف هلم" ( .سعادة و آخرون)44 ،1112 ،
ويف هذا السياق حدد "أمربوز"( )1101جمموعة من الطرق تقوم عليها البيئة الصفية للعملية التعليمية:
-بناء بيئة تعليمية اجيابية متحدية.
-تشجيع االجيابيات املتعددة.
-الشك ابفرتاضاهتم الذاتية.
-بناء أساليب ميكن للطلبة من خالهلا تقدمي تغذية راجعة بشأن البيئة الصفية.
-االنتباه إىل ما يقوله الطلبة ملعرفة ما يقصدونه.
-االلتزام ابحلضور حتويله لفرص تعليمية حتفز الطلبة على املشاركة الفعالة.
(أمربوز ،1101 ،نقال عن منال حسن رمضان)47 ،1102 ،
كذلك يرى الباحثون الرتبويون أيضا أن تكون البيئة التعليمية بيئة لتنمية التفكري اإلبداعي من حيث العوامل
امليسرة للتفكري االبتكاري " ،فالتفسريات املبنية على أساس البيئة اإلبداعية ،ركزت على السلوك اإلبداعي الذي ال
يعتمد على اخلصائص الشخصية ،ولكنه يعتمد على طبيعة املوقف والبيئة ،اليت يتواجد فيها الفرد وابلتايل ركزت
على أمهية البيئة اليت تقدي الفرد وإسهامه ،وتشجع على اخليال والغموض واألحداث غري املؤكدة ،ومن خصائص
هذه البيئات املقيدة تعريض الطالب الختبارات متعددة و بشكل مركز.
( Dineen and all.2005نقال عن منال حسن رمضان ،ص)013
كذلك ركز الباحثون يف جمال دراسات الرتبوية املتعلقة ابإلبداع يف عملية االكتساب املعريف ،أمثال
" )7981("Renzulliو " )7981( "Sternbergعلى النظر إىل تفاعل كل من املعلم واملنهج والطالب للوصول
إىل إنتاج إبداعي يف العملية التعليمية ،ويعد املعلم أهم عنصر يف أي نشاط تعليمي مقرر ،حيث يؤدي دورا فعاال
وهاما يف التطوير اإلبداعي لدى املتعلمني وذلك من خالل دعمهم وإسنادهم يف االعتماد على أنفسهم يف الوصول
اىل احللول املناسبة ،واكتساب املعارف أبنفسهم بتوجيه من املعلم ،وكذلك حتفيزهم ودفعهم يف تنمية مهاراهتم
التفكريية.
-7التصورات يف العملية التعليمية:
تعد التصورات من املوضوعات احلديثة اليت حظيت ابهتمام الباحثني وعلماء النفس والرتبية وذلك ألمهيتها
يف العملية التعليمية" ،اذ ثبت أهنا جزء أساس يف عملية التعلم ومؤثر يف سري العملية التعليمية من خالل أتثريه على
طريقة تفكري الطلبة ،ونوعية األهداف األكادميية ألنفسهم ،وكذلك أتثريها على مستوى التحصيل واالجناز
األكادميي للطالب ( .حبر ،1109 ،ص)22
بدأ البحث يف تصورات املتعلمني عن العملية التعليمية منذ عقود ،ويشري ( Saljoنقال عن عفيفي) 1101 ،
إىل أن املتعلمني يتصورون العملية التعليمية بطريقتني خمتلفتني ،كما قام هذا األخري بتطوير إطار يقدم تصورات
الطالب يف مخسة مستوايت مرتبة هرميا وهي:
-زايدة املعلومات -تذكر و إعادة اإلنتاج -اكتساب احلقائق واإلجراءات اليت ميكن استخدامها يف التطبيق -
جتريد املعىن ( الفهم) -عملية تفسريية هتدف إىل فهم الواقع
يرى أن استخالص هذه الطرق اخلمسة املنفصلة للنظر للتعلم من خالل طرح سؤالني مفتوحي النهاية عن
التعلم مها :ماذا تعين فعليا ابلتعلم؟ كيف تتعلم عادة؟،
ويف نفس السياق طور الباحث " )7991( "Marton et allما قام به Saljoوذلك ابستبدال املستوى
اخلامس "برؤية األشياء بطريقة خمتلفة" ،وإضافة مستوى سادس يعترب امتداد للمستوى اخلامس هو "التغري "التغري
الشخصي" مع االحتفاظ ابملستوايت األربعة كما هي ،كما قام أيضا كل من " )7982( "Rossum et Schenk
بتجميع مستوايت Saljoاخلمس ة يف فئتني مها :إعادة اإلنتاج والذي يضم املستوايت الثالثة والبناء ويضم
املستوايت الرابع واخلامس ،أما " )7992( "Biggsفقد تبىن نفس التصنيف للمستوايت الستة مطلقا على الفئتني:
التصور الكمي للتعلم والتصور الكيفي للتعلم ،حيث ترى النظرية الكمية للتعلم أن التعلم عبارة عن اكتساب
وتكديس احملتوى ،لذلك كلما تزيد معارفك فأنت متعلم أكثر كفاءة ،أما النظرة الكيفية للتعلم فرتى أن التعلم يركز
الفهم واملعىن ،املستوايت :األول والثاين والثالث ميكن اعتبارها مؤشرات للنظرة الكمية ،واملستوايت الرابع واخلامس
والسادس ميكن اعتبارها مؤشرات للنظرة الكيفية.
يرى " )7909( "Gregoreأن أسلوب التعلم يتكون من سلوكيات تعمل كمؤشرات لكيفية تعلم الفرد من
بيئته وكيفية تكيفه معها ،كما أنه يعطي دليال لكيفية عمل عقل الفرد" ،كما حدد " ،)7981( "Childمكونيني
ألسلوب التعلم مها :األسلوب املعريف الذي يتضمن األمناط املميزة إلدراك الشخص وتقديره مما يظهر الشخص يف
عملية حل املشكالت ،أما املكون األخر فهو العمليات الوجدانية وتتضمن الدافعية واملزاج ،اليت تؤثر يف الفرد أثناء
حل املشكالت.
-0 -7دور التصورات يف العملية التعليمية:
إن التصورات أو املعارف القبلية تشكل قاعدة هامة يف سريورة العملية التعليمية ،على اعتبار أن املعلم حيمل
نسقا من التصورات الصرحية و الضمنية اليت تسمح له مبواجهة و معاجلة الوضعية التعليمية (املشكل التعليمي) ،و
يف املقابل حيدث خالل العملية التعليمية تعديالت و تغريات يف حمتوى التصورات للمواضيع املتعلمة لتتكون
تصورات أخرى جديدة ،معتمدة على تفاعل املعلومات العلمية اجلديدة مع التصورات السابقة ،و يف ذلك يقول "
ابشالر " ) Bachelardغالبا ما أندهش من سلوك الذين يتصورون أن الفكر البشري يبدأ تعلمه عندما نبدأ
درسا" (علمي،1111 ،ص .)44
اختلف الباحثون يف العلوم الرتبوية ،و اختلفت أراء هم النظرية املفسرة لذلك وفق خلفيتهم العلمية ،ومع
هذا يتفقون يف وضع هذه التصورات من الناحية اإلجرائية أو الوظيفية يف تصنيف ثنائي يضم فئتني أساسيتني مها:
األوىل متثل التصورات الكمية للعملية التعليمية والثانية متثل التصورات الكيفية للعملية التعليمي ،مع وجود عدة
مستوايت داخل كل فئة " ،فالتصورات الكمية للتعلم تشمل اكتساب املعلومات ،حفظها ،وإعادة إنتاجها ،وتطبيق
احلقائق أو اإلجراءات ،أما التصورات الكيفية فتشمل الفهم ،إجياد معاين جديدة ،و تكوين الفلسفة الشخصية ".
( عفيفي)1101 ،
ويفرتض " "Martonأن تصورات املتعلمني عن العملية التعليمية تؤثر يف مداخل الدراسة أو اسرتاتيجيات
التعلم اليت يتبناها املتعلمون على مواجهة املهام التعليمية املختلف(Marton et all,1993) .
املتعلمون الذين يعتقدون أن العملية التعليمية هي عبارة عن عملية الكتساب املعارف يكونون هم األكثر احتماال
أن يتبنون مدخال سطحيا يف العملية التعليمية يف تعلم هذه املعارف ،أي أن هذا النوع من املتعلمني يرون يف العملية
التعليمية جمرد تذكر وإتقان الصي التطبيقية ،أما املتعلمون الذين يعتقدون أن العملية التعليمية هي عملية ابتكار
وإبداع ،و إعطاء معاين جديدة ،وأبنية جديدة أيضا وكذلك هي تطوير طرق لتفسري موقف تعليمي معني أو نشاط
تعليمي ،هذه الفئة من املتعلمني يتبنون املدخل العميق.
هذه االفرتاضات ثبتت صحتها يف الكثري من الدراسات من بينها دراسة "مرزوق" ( ،0990ص-219
،)232اليت توصلت إىل نتائج بوجود ارتباط دال إحصائيا بني مستوايت املعاجلة وتصورات على العملية التعليمية،
وكذلك دراسة " ،)2777( "Dart et allاليت هدفت إىل التحقق من صحة االفرتاض اخلاص بوجود عالقات بني
املتعلمني عن التعلم ،وإدراكهم لبيئة الفصل الدراسي ،ومداخلهم للتعلم ،أشارت نتائج هذه الدراسة إىل وجود
ارتباطات دالة بني تصورات التعلم ومداخل التعلم ،أي أن الطالب الذين سجلوا تصورات كيفية وذات خربة
استخدموا مدخال عميقا يف العملية التعليمية ،يف حني مييل الطالب ذوي التصورات الكمية إىل استخدام مدخل
سطحي.
تفرض تصورات املعلم يف العملية التعليمية أن يتصرف بشكل خمتلف يف الصف الدراسي ،فمنهم من يبذل
جهدا إلجياد جو مناسب حىت ميكنه من إعطاء املعارف املقررة وعلى أساسها يقوم بعملية التقييم والتقومي ،وعملية
النجاح تتوقف على مدى اسرتداد املتعلم ملا حفظه ،هذا النوع من املعلمني يهتم بتوصيل املعلومة فقط دون االهتمام
بتنمية اجلانب العاطفي ،والرفع من مستوى الدافعية ،وتنمية روح املسؤولية لدى املتعلمني ،وهناك نوع من املعلمني
ال حيتاج إىل أن يبذل جهدا كبريا يف ضبط الفصل الدراسي ألن املتعلمني مهتمني وراغبني يف كسب املعرفة وتطوير
شخصياهتم لذا يكرس املعلم جهده يف تعزيز وتطوير الشعور ابملسؤولية لدى املتعلمني حىت حتصل اجلودة يف التعلم
بشكل تلقائي ،ألن الفهم وا الستيعاب والقدرة على التحليل والنقد وإعادة تنظيم أفكارهم ،وليس حفظ احلقائق
متفرقة( .حليمة،1103 ،ص )071-023
خامتة:
جيب أن ما ميكن استخالصه يف النهاية أن العملية التعليمية يعتمد فيها التعلم على جمموعة صغرية لزايدة
تعلمهم ،وتفاعلهم ،وإىل كثري من قواعد العمل ،وتنظيم التعلم ،وإىل ممارسات بيداغوجية واضحة ،وهذا جيعل
استخدامها يف التدريس أكثر قيمة من التعلم االعتيادي القائم على التلقني و الذاكرة السرتجاع املعارف.
كذلك ضرورة اجلمع بني العديد من االسرتاتيجيات أو األساليب واليت من ضمنها إسرتاتيجية حل
املشكالت ،إسرتاتيجية التدريس ابلربجمية ،وإسرتاتيجية العصف الذهين ،ابإلضافة إىل االستعانة ابألساليب
التدريسية اليت هي ضمن هذه االسرتاتيجيات مثل املناقشة ،املشروعات..... ،اخل ،اليت جتعل دور املتعلم نشط
ومشارك يف عملية التعليمية ،حيث يقوم املتعلمون أبنشطة تتصل مبادة التدريس مثل طرح األسئلة واالشرتاك يف
املناقشات ،وقد تكون هذه االسرتاتيجيات أجنع السبل لتعلم أفضل ،وقد يتخذها األستاذ مرجعية يف ممارسته
اليومية ،لكن ال يعين هذا تطبيقها دون اسرتاتيجيات و طرائق تدريسية أخرى ،فهي ختضع خلصائص املتعلمني
وخصائص األستاذ ونوع املوضوع التعليمي والوسائل املتوفرة داخل قاعات الدراسة ،وبذلك اسرتاتيجيات النشطة
تكون انجحة وفعالة مبمارسات األستاذ املتمكن من التوفيق بينها و بني املتغريات احمليط به.
ميكننا القول أن العملية التعليمية النشطة هي اليت تسمح للمتعلمني بنوع من اإلشباع الذايت و االنفتاح على
التجارب واخلربات املكتسبة ،وأن يتعودوا على الطرائق واالسرتاتيجيات واألساليب اليت دعت إليها االجتاهات
اجلديدة يف التدريس ،كذلك ميكن للمتعلم ضمن هذه العملية التعليمية النشطة أن يقوم ببناء عالقة بينه وبني الواقع
املعاش ،هذه املهمة تقع على عاتق اهليئة الوصية على العملية التعليمية والعناصر املكونة هلا ،من إدارة و معلمني.
العملية التعليمية ليست حتضري املتعلمني للحياة العملية فقط ،بل هي احلياة حيث خيترب املتعلمون قدراهتم
العلمية والعملية ،ويتحررون من االتكالية و الروتينية يف تعلمهم ليصبحوا متعلمني أحرارا يف تفكريهم ودراستهم
وتطلعاهتم املستقبلية ،كما يسمح هلم تنمية شخصياهتم يف كل اجلوانب النابعة من تكوينهم الشخصي.
قائمة املراجع
1ـ إبراهيم هاشم ،والجزائري خلود ( ،)4112اعتقادات معلمي الصف حول تكامل الرياضيات والعلوم في الحلقة األولى من
التعليم األساسي في جنوب سوريا ،مجلة اتحاد الجامعات العربية للتربية وعلم النفس.)4( 14 ،
4ـ ادرسي عبد الرحمن علمي ( ،)4114قيمة و وظيفة التمثالت في األنشطة الديدكتيكية ،مجلة علوم التربية.)43( 3،
.451 -432
3ـ إيمان محمد غيث ،أسيل أكرم الشوارب ( ،)4112تطور تصورات الطلبة المعلمين في تخصص معلم صف حول التعلم
والتعليم ،مجلة البحوث التربوية و النفسية.99 – 42.)13( 11 ،
( ،)4119المعتقدات المعرفية وعالقتها باستراتيجيات التعلم المنظم ،مجلة البحوث التربوية 2ـ بحر امتثال خضير
والنفسية ،المجلد ،11العدد(،)13
5ـ بدر محمود إبراهيم ( ،)4112أثر مدخل مقترح في الرياضيات المعرفية على تحصيل الطالب واتجاهاتهم نحو
الرياضيات ،محلة البحوث التربوية والنفسية ،العدد( .113- 29 ،) 1
1ـ بوزربية سناء ( ،)4114- 4111مساهمة التصورات واالنتظارات المهنية في اختيار التخصص الدراسي ،رسالة ماجستير
غير منشورة ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية واالجتماعية ،جامعة عنابة.
4ـ جرداق مراد ( ،)1994الجديد و الممكن في تعليم الرياضيات حالة لبنان ،بيروت :الهيئة اللبنانية للعلوم التربوية.
2ـ جلهوم عدلي ( ،)4112فاعلية إستراتيجية التعلم النشط في تدريس األدب على تنمية مهارات الكتابة اإلبداعية لدى
طالب المرحلة الثانوية .مجلة كلية التربية ،)14( ،جامعة المنصورة ،مصر.
9ـ جون البالنش ( ،)4114معجم مصطلحات التحليل النفسي ،ترجمة :مصطفي الحجازي ،بيروت المؤسسة الجامعية
للدراسات والنشر والتوزيع.
11ـ حليمة أحمد مصطفى ( ،)4115جودة العملية التعليمية ،أفاق جديدة لتعليم معاصر.عمان :دار مجدالوي للنشر
والتوزيع.
11ـ خطايبة عبد هللا ،والخليل حسين ( ،)4111األخطاء المفاهمية في الكيمياء لدى طلبة األولى ثانوي على محافظة
أربد ،مجلة كلية التربية.413 - 195 . )45( ،
14ـ الزايدي بنت خلف هللا عمير ( ،)4111أثر التعلم النشط في التفكير االبتكاري بمادة العلوم لدى طالبات الصف الثالث
متوسط بالمدارس الحكومية ،رسالة ماجستير غير منشورة ،كلية التربية ،جامعة أم القرى ،المملكة العربية السعودية.
13ـ سعادة جودت أحمد ( ،)4111التعلم النشط بين النظرية والتطبيق ،األردن :دار الشروق. .
12ـ سعيد عاطف وعيد رجاء ( ،)4111أثر استخدام بعض استراتيجيات التعلم النشط في تدريس الدراسات االجتماعية
على تحصيل مهارات حل المشكالت لدى تالميذ المرحلة اإلعدادية ،مجلة دراسات في المناهج و طرق التدريس34 .)1 ( ،
.21-
15ـ شعالل عبد الوهاب ( ،)4112أثر المعتقدات المعرفية على استراتيجيات التعلم الذاتي لدى طلبة الجامعة ،مجلة
دراسة نفسية تربوية ،مخبر تطور الممارسات النفسية والتربوية.114- 93 .)12(.
11ـ العتيبي أريج عبد العزيز ( ،)4112تصورات معلمي ومعلمات العلوم للمرحلة االبتدائية والمتوسطة والثانوية نحو
التعلم عن طريق مدخل ) (stemفي محافظة عفيف ،مجلة كلية التربية.141- 113 .)21( ،
14ـ العنزي عبد هللا ،الجبر محمد ( ،)4114تصورات معلمي العلوم في المملكة العربية السعودية نحو توجه العلوم والتقنية
والهندسة و الرياضيات stemوعالقتها ببعض المتغيرات ،المجلة العلمية.414 -432 .)23( ،
12ـ قاسم إيمان ( ،)4112المعتقدات المعرفية وعالقتها بمتغيري الجنس والفرقة الدراسية لدى عينة من طلبة كلية التربية
ببور سعيد ،مجلة كلية التربية.231-214 ،)44( ،
19ـ كوجك كوثر ( ،)4112تنويع التدريس في الفصل ،دليل المعلم لتحسين طرق التعليم والتعلم في مدارس الوطن
العربي ،بيروت :اليونسكو.
41ـ اللقائي فاروق ( ،)1991الطفولة بين الرياض والتثقيف ،الكويت :مكتبة الفالح.
41ـ مداح سامية ( ،)4119أثر استخدام التعلم النشط في تحصيل بعض المفاهيم الرياضية واالتجاه نحو الرياضيات لدى
تلميذات الصف الخامس االبتدائي بمدينة مكة المكرمة .مجلة دراسات في المناهج واإلشراف التربوي– 114 ،)1(1 ،
.132
44ـ مرزوق عبد المجيد مرزوق ( ،)1991نوعية األداء ال تعليمي و عالقته بمفهوم التعلم وإستراتيجية المعالجة ،المؤتمر
السابع لعلم النفس في مصر ،القاهرة :مكتبة األنجلو المصرية.
43ـ المطرفي غازي ( ،)4111فاعلية برنامج تدريبي مقترح قائم على استراتيجيات التعلم النشط في تنمية المهارات
التدريسية لدى الطالب المعلمين تخصص علوم طبيعية بجامعة أم القرى .مجلة التربية العلمية.132- 112 ،)1( 13 ،
42ـ منال حسن رمضان منال حسن( ،)4111إستراتيجية التعلم النشط ،ضبط الذات ،التفكير االيجابي ،اإلبداع و الشعور
اإلبداعي ،األردن :دار األكاديميون للنشر و التوزيع.
45ـ وليد كامل عفيفي ( ،)4111علم اتثروبولوجيا التعلم،مصر :المكتبة العصرية للنشر و التوزيع،
26- Biggs, J,B, (1994), students learning research and theory: Where do we currently stand? In G. Gibbs (EDs),
inproving student learning: Using research to improving student learning (1-19).
27- Brayan,L (2003). Nestedness of beliefs : Examining a prospective elementary teacher s belief system about
science teaching and learning , Journal of research in science teaching, 40 (9), 835-862.
28- Cao, L, Guanzhou, PRC & Watking, D. A, (2002). Conception of teaching held by school science teacher in
R.R china: identification and cross cultural comparison INT.SCI. EDUC. 24(1), 61-79.
29- Chan, K.W, & Elliot, R.G (2004). Relational analysis of personal epistemology and conceptions about
teaching and learning . teaching and teacher education, 20(8), 817-831.
30- Dart, B , Burnett, P, Purdie ,N, (2000), students conceptions of learning, the classroom environment, and
approaches to learning, The journal of educational research, 93.
31- Felder,R , Brent,R (1997), Effective teaching workshop, north Carolina state university press .
32- Lumpe,A , Heney, J.J, Czerniak, C.M (2000). Assessing teacher s beliefs about their science teaching context,
Journal of research in science teaching, 37 (3), 275-292.
33- Marton , F. Dall Alba, G. and Beaty E, (1993), Conception of learning, international journal of education
research, 19, 277-300.
34- Rossum,E,J,& Schenk,S,M; (1984), The relationship between learning conception study strategy and learning
outcome, Br, J, of education psychology, Vol 54, 73-83.