الملامح-الفنية-في-صناعة-المخطوط-العربي-)شذرات-من-جهود-المسلمين-في-بلاد-الغرب-الإسلامي)

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 31

‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي‬

‫(شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫د‪ .‬عبد القادر ربوح‬


‫جامعة زيان عاشور بالجلفة‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫الكوديكولوجيا مصطلح غربي يعني علم دراسة الكتاب المخطوط أو صناعته‪ ،‬و باعتبار المخطوط كيان مادي يتكون من مادة‬

‫صنعة‬
‫يكتب عليها ‪ ،‬ومادة يُكتب بها ‪ ،‬وخط يختار للكتابة ‪ ،‬و أداة تستخدم في الكتابة ‪ ،‬ثم ألوان مختلفة تنضاف إليه منها َ‬
‫التجليد‪.‬‬

‫وتعد صناعة التجليد متممة للجهد و المحافظة على حصيلة الفكر و المحافظة على األوراق الكتاب من التلف‪ ،‬و التي تهتم‬

‫كذلك بالعناية بمظهر الكتاب الخارجي بحيث يتالئم مع قيمته و محتوياته ‪ ،‬وتظهر آثار هذه الصناعة الفنية عل الخصوص فيما‬

‫وصل إلينا من مصاحف كريمة و ربعات شريفة‪.‬‬

‫و لعله من الغريب أن كل المؤلفات التي وصلت إلينا عن صناعة الكتاب العربي المخطوط كتبت كلها في الغرب اإلسالمي (‬

‫المغرب و األندلس ) ‪ ،‬فرغم أن حرفة الوراقة و هي الحرفة المختصة بإنتاج و توزيع الكتاب فقد لعبت دورا هاما في الحضارة‬

‫اإلسالمية‪ ،‬فانه لم يصلنا أدب مشرقي يعرف بكيفية صناعة المخطوط‪.‬‬

‫ومنه ستروم هذه الورقة البحثية إلى التعريف بمالمح الصناعة الفنية للمخطوط العربي ضاربة أمثلة على جهود المسلمين في بالد‬

‫المغرب و األندلس (بالد الغرب اإلسالمي )‪ ،‬فجاءت هذه الورقة العلمية البحثية موسومة ب‪ :‬المالمح الفنية في صناعة المخطوط‬

‫العربي ( شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي ) ‪ ،‬وفي األخير نسأل الله التوفيق و السداد‪.‬‬

‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪164‬‬ ‫مجلة التراث‬


)‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي‬

Abstract :

Codiology is west terminology or apprehension of mansucripts study,also its

industry.but we exists that the manscript is hardware .

It composed by written substantiae and selected line, coloros have used in the

binding.

The binding industry was completement, and adherence papers to the

thought or maintenance against damage.

It concernt to the outward bearing just to accepted their value and contents.

The papers manufacture is croft attach importance for creation and

distribution books lamic civilization by attention no masherq courtesy to difined

the manuscript industry.

in the finally these article designe to take a distinctive of caracteristic the

manuscript job and talk of some fractions the muslums efforts.

I ask my god all conciliatory and discharge.

) ‫ الكوديكولوجيا ( قراءة في المفهوم و التطور‬: ‫أوال‬

‫ المجلد األول‬- 26 ‫العدد‬ 165 ‫مجلة التراث‬


‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫المصطلح من وضع العاالم الفرنسي ألفونس دان ) ‪ ،( A.Dain‬وهو عالم فيلولوجي مختص في المخطوطات اليونانية‬

‫والالتينية والكلمة مركبة من اللفظة الالتينية كوديكس ‪ ، codex‬أي ‪ :‬كتاب ‪ ،‬و اللفظة اليونانية لوغوس ‪ logos‬أو لوغي‬

‫‪logy‬بمعنى ‪ :‬دراسة أو علم ‪ ،‬فيكون المعنى ‪:‬دراسة الكتاب أو علم الكتاب ‪ ،‬وقد اقترح لفظ الكوديكواوجيا‬

‫‪codicology‬سنة ‪1144‬م ‪ ،‬كما أنها دخلت المعجم الفرنسي سنة ‪.1 1151‬‬

‫و كان هذا العلم يعني في أول بدراسة تاريخ المكتبات و المجموعات ‪ ،‬إال أنه أصبح بعد ذلك عني على األخص بدراسة‬

‫الشكل المادي للمخطوط ‪ ،‬بصرف النظر عن نص الكتاب ‪ ،‬وموضوعه ‪ :‬حوامل الكتابة ( البردي ‪ ،papyrus‬و الرق‬

‫‪ ،parchment‬و الكاغد ‪ ، ) papers‬و المواد ( اآلالت ) المستخدمة في الكتابة ( األقالم ‪ ،‬واألمدة ‪ ،‬و األلوان ‪ ،‬و‬

‫األصباغ ) ‪ ،‬وشكل الكراسات و أحجامها وترتيبها ‪ ،‬و شكل الصفحة و إخراجها وتسطيرها ‪ ،‬وتزويق المخطوط وتذهيبه ‪ ،‬والتجليد‬

‫أو التسفير‪.2...‬‬

‫و قد يرا د به عند القدماء مفهوم الوراقة ‪ ،‬أو كل ما يتعلق بالمخطوطات من كتابة ‪ ،‬وصناعة ‪ ،‬وتجارة ‪ ،‬وترميم ‪ ،‬وما إلى ذلك‬

‫‪ ،‬و بقي هذا العلم منحصرا في البعد التاريخي و الفهرسي زمنا طويال ‪ ،‬و يتجلى ذلك عند العديد من العلماء المؤسسين للعلم ‪،‬‬

‫فالفونس دان مثال يقدم تعريفا م ختلفا لما هو معروف ومتداول عندنا اليوم ‪ ،‬بيد أن يشكل اإلرهاصات األولى لهذا العلم في صورته‬

‫المنظمة ‪ ،‬فهو يُدخل في هذا العلم تاريخ المخطوطات وتاريخ مجموعات المخطوطات ‪ ،‬و البحث عن المواقع الحديثة‬

‫للمخطوطات ‪ ،‬و مشاكل الفهرسة ‪ ،‬و سجالت الفهارس‪ ،‬و تجارة المخطوطات و استعمالها ‪...‬الخ‪. 3‬‬

‫و نشير هنا إلى أن العرب قديما اهتموا بجانب له عالقة بعلم المخطوطات ‪ ،‬وان هذا المصطلح غير متداول في وقتهم‪ ،‬وهذا‬

‫الجانب هو صناعة الكتاب المخطوط ‪ ،‬وأدوات الكتابة و األمدة ‪ ،‬وعلى سبيل المثال ال الحصر كتاب صبح األعشى ‪ ،‬تناول فيه‬

‫الجزء الثاني – الباب الثاني ) ما يحتاج إليه الكاتب من األمور العليمة ‪ ،‬وهي الخط وتوابعه ولواحقه ‪ ،‬وعالجه في فصلين ‪:‬‬

‫الفصل األول حول آالت الخط ‪ ،‬و فيه ثالث أطراف ‪ :‬األول في الدواة و آالتها ‪ ،‬و الطرف الثاني ‪ :‬في اآلالت التي تشتمل‬

‫عليها الدواة ‪ ،‬وهي سبع عشر آلة ‪ ،‬و الطرف الثالث ‪ :‬فيما يكتب فيه ‪ ،‬والفص الثاني ‪ :‬حول الخط وفضله و حقيقته‪.4‬‬

‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪166‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫و هذا العلم جديد بالنسبة للتراث العربي المخطوط فقد بدأت كوديكولوجية المخطوطات بالحرف العربي متأخرة عن‬

‫كوديكولوجية المخطوطات اليونانية و الالتينية ‪ ،‬و نستطيع أن نعد عام ‪ 1180‬انطالق علم المخطوطات المكتوبة بالحرف‬

‫العربي ‪ ،‬فقد في هذا العام أول مؤتمر عن الكوديكولوجيا مخطوطات الشرق األوسط في استانبول ‪ ،‬نظمه مؤلف كتاب المدخل‬

‫إلى علم الكتاب المخطوط بالحرف العربي الباحث الفرنسي المرعوف فرانسو ديروش ‪ ،‬وتتابع عقد المؤتمرات عن علم المخطوطات‬

‫الشرقية في الرباط سنة ‪ ،1112‬و في لندن عام ‪ ، 1113‬وفي باريس سنة ‪ ،1114‬و في بولونيا بايطاليا سني ‪ 2000‬و‬

‫‪.52002‬‬

‫و بالرغم من مشاركة الباحثين العرب في التأليف في هذا الموضوع اعتبارا من العقد األخير للقرن العشرين ‪ ،‬فقد ظلت هذه‬

‫الدراسات حكرا على الباحثين الغربيين‪. 6‬‬

‫إننا حين نعيد النظر في كل هذه التعريفات التي استعرضناها نالحظ أوال أنها تختلف في بعض معطيات علم المخطوطات ‪،‬‬

‫بيد أنها تشترك في مجموعة من المفاهيم الجوهرية مثل استعمال مصطلح الحفر في اغلب التعريفات ‪ ،‬و استعمال كلمة العلم‪.7‬‬

‫ثانيا ‪ :‬قراءة تاريخية في أدوات الكتابة العربية‬

‫عند دراستنا للكتاب العربي المخطوط ينبغي أن نتعرف على مدى توافر هذه المقومات و دورها في نشأة المخطوط وتطوره عبر‬

‫القرون ‪ ،‬ونستطيع أن نميز في هذا السياق بين ثالث فئات من أدوات الكتابة العربية‪ .‬فهو محاولة الكشف عن المكونات األولى‬

‫التي تشكلت بها هده الصحيفة ‪ ،‬أو هذه اللفافة و ال غرابة في ذلك إذ علمنا أن لكل مادة من مراحل صناعته مواد خاصة‬

‫أسهمت في ايجادها ‪ ،‬و بالتالي إمكانية تعقب صناعة مادة الكتابة بواسطة التحليل الكيميائي لعينات من المادة المقصودة لتحديد‬

‫مكونات المادة و زمن صناعتها‪.8‬‬

‫َّ‬
‫إن صناعة الورق لم تلبث أن انتشرت في سائر األمصار اإلسالمية ‪،‬لم تعد حكرا على خراسان بعد أن نشأت مهنة الوراقة‪،‬عقد‬

‫ابن خلدون لهم فصال في مقدمته بسط فيه صناعاتهم فقال‪ ":‬كانت العناية قديما بالدواوين العلمية و السجالت في نسخها و‬

‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪167‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫تجليدها و تصحيحها بالضبط و الرواية ‪ ،‬وكان سبب ما وقع من ضخامة الدولة و توابع الحضارة ‪ ،‬وقد ذهب العهد بذهاب الدولة‬

‫و تقلص العمران ‪ ،‬بعد أن كان منه في الملة اإلسالمية بحر زاخر بالعراق و األندلس ‪ ،‬إذ هو كله من توابع العمران و اتساع نطاق‬

‫الدولة ‪ ،‬ونـَ َفاق أسواق ذلك لديهما ‪ ،‬فكثر التآليف العلمية و الدواوين ‪ ،‬و حرص الناس على تناقلهما في اآلفاق و األمصار ‪،‬‬

‫فانتسخت و جلدت و جاءت صناعة الوراقين المعانين لالنتساخ و التصحيح و التجليد و سائر األمور الكتبية و الدواوين ‪،‬‬

‫واختصت باألمصار العظيمة العمران ‪ ،‬وهي من أشهر التعريفات المتقدمة للوراقة‪.9‬‬

‫و يظهر أن هذه الشروح الثالثة للوراقة خضعت لمؤثرات محلية او زمنية ‪ ،‬فابن الحاج كتب المدخل بالقاهرة وابن خلدون‬

‫تجاوب مع مشموالتها أيام ازدهارها ‪ ،‬بينما كانت الطريقة الثالثة تعبيرا عن استعمال الورق على عهد الشرفاء السعديين‪.10‬‬

‫و قد كانت النساخة تقوم مقام الطباعة في العصر الحديث ‪ ،‬و حتى بعد ظهور المطبعة استمرت النساخة في خطاطة الطباعة‬

‫البحرية ‪ ،‬و في كتابات المخطوطات التي لم تنشر بعد ‪ ،‬ولم تفقد أهميتها في المغرب بالخصوص ال من زمن متأخر حيث شاعت‬

‫مخابر التصوير و انتشرت اآلالت الراقنة‪.11‬‬

‫يذكر ابن النديم أن العرب كانت تكتب في أكناف اإلبل ‪ ،‬واللخاف و هي الحجارة البيض العريضة الرقاق ‪ ،‬و في العسب‬

‫(عسب النخل) ‪ ، 12‬وأنهم بعد ذلك كتبوا في الجلود المدبوغة ‪ ،‬و يذكر أن الدباغة في أول األمر كانت بالنورة و هي شديدة‬

‫الجفاف ‪ ،‬ثم كانت الدباغة ال كوفية ستدبغ بالتمر و فيها لين ‪ ،‬ثم كتبوا في الورق الخراساني ‪ ،‬وكان يعمل من الكتان ‪ ،‬و حدث‬

‫صنعة في أيام بني أمية و قيل في الدولة العباسية ‪ ،‬وقيل إن صناعا من الصين عملوه بخراسان على مثال الورق الصيني الذي كان‬

‫يصنع من الحشيش ‪ ،‬و يذكر من أنواعه ‪ :‬السليماني ‪ ،‬و الطلحي و الطاهري‪.13‬‬

‫و يقول ابن خلدون ‪ " :‬وكانت السجالت أوال الستنساخ العلوم وكتب الرسائل السلطانية و االقطاعات و المسكوكات و‬

‫الصكوك‪ ، 14‬في الرقوق المهيأة بالصناعة الجلد ‪ ،‬لكثرة الرقة و قلة التآليف صدر الملة ‪ ،‬كما نذكره ‪ ،‬و قلة الرسائل السلطانية و‬

‫الصكوك مع ذلك ‪ ،‬فاقتصروا عل الكتاب في الرق تشريفا للمكتوبات ‪ ،‬وميال إلى الصحة و اإلتقان ‪ ،‬ثم طما بحر التأليف و‬

‫التدوين و كثر ترسيل السلطان و صكوكه ‪ ،‬وضاق الرق على ذلك ‪ ،‬فأشار الفضل بن يحيى بصناعة الكاغد ‪ ،‬و صنعه وكتب فيه‬
‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪168‬‬ ‫مجلة التراث‬
‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫رسائل السلطان وصكوكه ‪ ،‬و اتخذه الناس من بع ده صحفا لمكتوباته السلطانية و العلمية ‪ ،‬و بلغت اإلجادة في صناعته ما‬

‫شاءت‪، 15‬و يسجل الجهشياري أن الورق كان مستعمال بكثرة في أيام جعفر المنصور ‪ ،‬وانه كان يجتلب من مصر ‪ ،‬اذ لم تكن‬

‫صناعة الورق قد أقيمت في بغداد‪.16‬‬

‫وقد وجد الرق منافسة شديدة من الكاغد عند ظهوره و خاصة فيما يتعلق بالكتابات التي تنظم معامالت الناس و توثقها ‪ ،‬و‬

‫لهذا اصدر الخليفة العباسي هارون الرشيد أمرا ب‪ ":‬اال يكتب الناس إال في الكاغد الن الجلود و نحوها تقبل المحو و اإلعادة‬

‫فتقبل التزوير بخالف الورق فانه متى محي فسد ‪ ،‬وان كشط ظهر كشطه‪. 17‬‬

‫ويعين ابن النديم فترة من الزمن في ايام الدولة العباسية كانت الناس فيها ببغداد ال يكتبون إال في الطروس – و الطرس في اللغة‬

‫‪ :‬الصحيفة تمحى ثم تكتب – و هذه الفترة هي سنون تلت نهب الناس للدواوين في أيام محمد ابن زبيدة ‪ ،‬وكانت الدواوين في‬

‫جلود فكانت تمحى ثم يكتب فيها‪. 18‬‬

‫و الظاهر أن العرب كانوا يكتبون في كل من الجلود و األوراق في عهد الدولة األموية ‪ ،‬وصدر صالح من الدولة العباسية ‪ ،‬وان‬

‫الورق لم يستعمل بكثرة ظاهرة إال منذ أشار الفضل بن يحيى البرمكي بصناعة الكاغد‪.19‬‬

‫وقد ظلت صناعة الورق في الدولة اإلسالمية صناعة مصرية خالصة طوال القرن األول للهجرة ‪ ،‬و أوائل القرن الثاني للهجرة‬

‫حتى اخذ الورق الصيني الكاغد مكانه إلى جانبه و استخدم الورق أو الكاغد في مصر بطريقة منقطعة في ق‪3‬هـ ‪ ،‬و لكنه لم يعتبر‬

‫منافسا للبردي حتى أواسط القرن ‪5‬هـ‪. 20‬‬

‫وقد ظهرت صناعة الورق مع ازده ار حركة التأليف و الترجمة ‪ ،‬وبعد وجود الورق و انتشار صناعته في بغداد‪ ،‬في الربع األخير‬

‫من القرن ‪ 2‬هـ ‪ ،‬فلفظ الوراقة مشتق من الورق ‪ ،‬وأطلقت كتب األدب العربي على الطائفة التي تولت أمر هذه الصناعة اسم‬

‫الوراقين‪. 21‬‬

‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪169‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫وفي المغرب اإلسالمي كان التحول الستخدام الورق متأخرا حيث ظل الرق هو المادة المستخدمة في الكتابة حتى القرن ‪5‬هـ‬

‫‪ ،‬بل إن المصاحف المغربية ظلت حتى وقت قريب تكتب على الرق طلبا لطول البناء‪ ،22‬أما المصاحف و الكتب المكتوبة على‬

‫الرق فهي نماذج محفوظة في العديد من المكتبات العالمية للعمل كمدونة للمخطوطات المكتوبة على الرق‪. 23‬‬

‫كما يظهر إن الوراقة بدأت تزدهر في فاس منذ أواخر المائة الثالثة للهجرة أيام اإلمام اإلدريسي يحيى الرابع ‪305-212‬هـ ـ ‪،‬‬

‫فقد اثبت البكري انه كان ينسخ له عدد من الوراقين ‪ ،‬غير انه ال يزال لم يعرف اسم احد منهم ‪ ،‬ولم يقع العثور على شيء من‬

‫مستنسخاتهم ‪ ،‬وفد كانت وراقة المغرب ‪ -‬في هذه الفترة – دون خط األندلس وكان أهلها حسب المقدسي أحدق الناس في‬

‫الوراقة ‪ ،‬خطوطهم مدورة‪.24‬‬

‫و في هذه الفترة كانت النساخة على الرق ال تزال شائعة في الغرب اإلسالمي ‪ ،‬حيث يالحظ البشاري أن المغاربة لعهد كانوا‬

‫ال يزالون يكتبون على الرق في المصاحف و الدفاتر‪.25‬‬

‫ونجد حركة الوراقة و الخطاطة كبيرة على عهد الناصر ‪،‬وقد بلغت شأوا عظيما على عهد المستنصر كما هو معروف‪،‬وظهر‬

‫وراقون وخطاطون وخطاطات توجد أسماء منهم عند ابن الفرضي وابن اآلبار وابن بشكوال وغيرهم‪ .26‬أما عن صناعة الكتاب ‪:‬فقد‬

‫ح دد القدماء لصناعة الكتاب المخطوط أربعة أركان هي ‪ :‬الكاغد (الورق) و المداد (الحبر ) و القلم (الخط) و التجليد (التسفير‬

‫)‪.27‬‬

‫ولم يكن حظ هذه األركان األربعة متوازنا في معارفنا الن القادرين على التمييز و الكتابة و الوعي بضبط التجارب لألجيال يبدأ‬

‫اهتمامه بمرحل ة الخط و القلم ويخرجون منها إلى التدوين و التأليف ‪ ،‬و بهذا الجانب الكبير كثر الثراء موثقه أسراره في أدب حافل‬

‫محفوظ ‪ ،‬بالمصادر الكبرى لثقافة الكتاب‪. 28‬‬

‫أما الركائز الثالث األولى و األسبق في التسلسل من الخط وهي ‪ :‬الورق و الحبر و التجليد فان المادة التوثيقية عنها كانت‬

‫في غاية الضحالة ‪ ،‬و لم يكن في مستوى توشيح تقنيات التراث الضخم الذي سلم لنا على الزمن‪.29‬‬

‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪170‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫ثالثا ‪ :‬اآلمدة ‪Inks :‬‬

‫هو الحبر الذي يكتب به ‪ ،‬وقد سمي مدادا ألنه ما تمد به الدواة للكاتب ‪ ،‬و يسمى حبرا ‪ ،‬وكان العرب يجلبون األحبار من‬

‫الصين ‪ ،‬كما كانوا يصنعونه في بالدهم من مواد كثيرة بعضها نباتي ‪ ،‬وبعضها حيواني ( عسل النحل ) ‪ ،‬وكانت تستعمل هذه المواد‬

‫بمقادير مختلفة و بشروط معينة‪.30‬‬

‫وهناك أدب محدود وصل إلينا يعرف بصناعة األحبار و األلوان للمعز يدعى محمد بن ميمون المراكشي الحميري‪، 31‬و كتاب‬

‫تحفة الخواص في طرف الخواص ألبي بكر بن محمد بن محمد بن ادريس بن مالك القضاعي األندلسي من أهل اسطابونة ت‬

‫‪ 707‬هـ ‪ ،‬و هو عالم لغوي ‪ ،‬اشتهر بحفظ كتاب سيبويه و كان حجة في العروض و القوافي ‪ ،‬و قد نوه به لسان الدين بن‬

‫الخطيب بهذا الكتاب ‪ :‬انه رفع للوزير ا بن الحكيم " ابي عبد الله بن عبد الرحمان اللخمي االشبيلي كتابا في الخواص و صنعة‬

‫اآلمدة و قلع طبع الثياب غريبا في معناه‪.32‬‬

‫رابعا‪-‬دراسة الخطوط ‪Paleography :‬‬

‫وهو الفن الذي يعنى بفك الخطوط القديمة ‪ ،‬و رموز الكتابات الثرية ‪ ،‬و النقوش و المسكوكات ‪ ،‬و ذلك بدراسة أشكال‬

‫النقود ‪ ،‬وتطور هذه األشكال عبر القرون منذ أن كانت على شكل قضبان و حلقات ‪ ،‬ثم سبائك معدنية مختومة ‪ ،‬إلى أن‬

‫أصبحت نقودا بمعناها المعاصر ‪ ،‬ومحاولة قراءة وجهها وظهرها و حل ما تحمله من رموز و أشكال ‪ ،‬ومثل هذا التحليل يسري‬

‫على الوثائق بصورتها المختلفة‪. 33‬‬

‫خامسا‪-‬كراسات المخطوط‪handwriting :‬‬

‫كان الناسخ يقوم بتجهيز الكراسات وأنواعها واألشكال الغريبة للكراسات والتأكد من تسلسل النص‪ ،‬وتسطير الكراسات‬

‫باستخدام السن الجاف مع المسطرة وهناك عدة طرق للتسطير وكان عدد األسطر غير منتظم من ‪ 26 -22‬سطر‪ ،‬المرأة عملت‬

‫بالنسخ في شيراز واألندلس‪.34‬‬

‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪171‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫سادسا ‪:‬الزخرفة في التراث العربي اإلسالمي‪frontispies into islamic arab herilag :‬‬

‫و هي األشكال الهندسية و النباتية و الكتابية الزخرفية التي تضاف إلى المخطوط بعد االنتهاء من النسخة لتضفي ناحية‬

‫جمالية مجردة ليس لها أي عالقة بالموضوع المخطوط‪.35‬‬

‫و بما أن اإلسالم ال يشجع على تصوير األشياء الحية لذلك فقد اتجه الفنانون اتجاهات أخرى إلفراغ مواهبهم الفنية رغبة‬

‫وحرصا منهم على عدم الوقوع في الشبهات ‪ ،‬وبالتالي أدى إلى خلق عناصر زخرفية و أوجدت مباديء جديدة أثمرت نوعا من‬

‫الزخارف مختلفا وطريف ‪ ،‬و أبدعت طرقا إبداعية و صناعية لم تكن معروفة من قبل‪.36‬‬

‫فأولى الكتب التي كانت وما زالت تجد مكانة عالية في نفوس المسلمين هي المصاحف و هي التي خصها المسلمون بتلك‬

‫الزخارف المتنوعة ‪ ،‬فضال عن تجويد خطوطها و تذهيب صفحاتها وفواصل سورها وآياتها ‪ ،‬ومن ثمة زخرفة ما يغلفها من الجلود‬

‫‪.37‬‬

‫ولم تكن هذه األلوان المختلفة من الفن تسير مع كتابة المخط وط جنبا الى جنب ‪ ،‬و إنما كانت تتأخر عنها و تلحق بها ‪،‬‬

‫فكان النص يكتب كامال ‪ ،‬وكان الخطاط أو الناسخ يعمل حسب الصور فيترك الفراغات الالزمة ‪ ،‬و بعد رسم الصور المطلوبة‬

‫ياتي دور الزخرفة فتستغل ما بقي من فراغات‪.38‬‬

‫يُعد المصحف الشريف من المخطوطات األولى التي خصها الفنانون األندلسيون بجهدهم لتجميله و زخرفته وتطوير أساليب‬

‫رسمه وحفظه ‪ ،‬ولقد مهر جمهرة من الخطاطين االندلسيين و المغاربة ببراعة الخط وجماله ‪ ،‬وكتبوا المصاحف‪. 39‬‬

‫و يتناول هذا مسيرة الخط العربي األندلسي و دخوله إلى بالد المغرب أوال ثم األندلس ثانيا ‪ ،‬حيث كانت القيروان محطته‬

‫األولى التي انطلقت منا الحروف العربية إلى بقية األمصار الشمال االفريقي و األندلس ‪ ،‬ومدى التطور الذي حدث له في تلك‬

‫الربوع ‪ ،‬ثم استكمال رحلته إلى األندلس و تطوره في تلك البالد و خصائصه وأنواعه ‪ ،40‬كما تتناول اهتمام األندلسيين بتجليد و‬

‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪172‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫بزخرفة المصاحف ‪ ،‬حيث ارتقى األندلسيين درجة رفيعة في هذا الفن ‪ ،‬وكان االهتمام بتجليد القرآن العظيم بالغا و عظيما ‪ ،‬كما‬

‫سنلقي الضوء على أشهر الخطاطين األندلسيين (رجاال ونساء ) الذين عكفوا على نسخ وكتابة القران العظيم‪.41‬‬

‫و قد وضع بعض العلماء شروطا و آدابا لل نسخ الكتب و المصاحف ومن ذلك ما كتبه ابن جماعة الكناني حيث قال ‪ :‬اذا‬

‫نسخ شيئا من كتب العلوم الشرعية فينبغي أن يكون على طهارة مستقبال القبلة طاهر البدن و الثياب ‪ ....‬و يبتديء كل كتاب‬

‫بكتابة بسم الله الرحمان الرحيم فان كان الكتاب مبدوء فيه خطبة تتضمن حمد الله تعالى و الصالة على رسول الله كتبها بعد‬

‫البسملة و إال كتب هو ذلك بعدها‪. 42‬‬

‫ومن الخطاطين األندلسيين الذي خطوا المصحف الشريف نذكر منهم‪:‬‬

‫‪-1‬احمد بن عمر الشعري ت ‪300‬هـ الوراق المقريء ‪ ،‬قرطبي يكنى أبا بكر ‪ ،‬كان يكتب المصاحف و ينقطها ‪ ،‬و كان الناس‬

‫يتنافسون على ابتياعها لصحتها ‪ ،‬و حسن ضبطها وخطها‪. 43‬‬

‫‪-2‬ومن الخطاطين سليمان بن محمد المعروف بابن الشيخ القرطبي ت نحو ‪110‬هـ ‪ ،‬كان خطاطا بديع الخط ‪ ،‬فكتب بخطه‬

‫مصاحف كثيرة ‪ ،‬واستمر على ذلك من أول نشاته بقرطبة ‪ ،‬و حتى وفاته بطليطلة بعد ذلك‪.44‬‬

‫‪-3‬و ينسب إلى الوراق محمد بن إسماعيل بن محمد المعروف بحبيش القرطبي مهارته الفائقة في كتابة المصاحف ‪ ،‬حتى انه‬

‫كان يكتب المصاحف في جمعتين او نحوهما ‪ ،‬وكان أبوه إسماعيل متوليا قضاة اشبيلية للمستنصر األموي ‪ ،‬و بناء عليه فان‬

‫ابنه محمد قد يلحق بعصر الطوائف‪. 45‬‬

‫‪ -1‬ومن الخطاطين المشهورين في األندلس محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن مفرج األنصاري ‪ ،‬أبو عبد الله بن غطوس‬

‫ت ‪610‬هـ ‪ ،‬خطاط األندلس الشهير من بلنسية ‪ ،‬كان وحيد عصره في كتابة المصاحف باألندلس ‪ ،‬انفرد في وقته بالبراعة في‬

‫كتابة المصاحف ‪ ،‬ويقال انه كتب ألف نصحف ‪ ،‬تنافس فيها الملوك وكبار الناس ‪ ،‬وكان قد آلى على نفسه أال يكتب حرفا إال‬

‫من القران ‪ ،‬خلفه أباه و أخاه في هذه الصناعة‪. 46‬‬

‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪173‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫وممن برعن من النساء األندلسيات في الخط عائشة بنت احمد ‪ ،‬وهي شاعرة قديرة عفة جريئة أديبة خطاط ةدينة ‪ ،‬قال عنها‬

‫ابن حيان في المقتبس ‪ :‬لم يكن في زمانها من حرائر األندلس من يعدلها علما و فهما وأدبا و شعرا و فصاحة ‪ ،‬تمدح الملوك و‬

‫تخاطبهم بما يعرض لها من حاجة‪ ،‬وكانت حسنة الخط ‪ ،‬تكتب المصاحف ‪ ،‬وماتت عذراء و لم تنكح ت ‪100‬هـ‪.47‬‬

‫ومن الخطاطات األديبة صفية بنت عبد الله الربي ت‪117‬هـ كانت جميلة الخط ‪ ،‬مشهورة بذلك ‪ ،‬وحدثت أن عابت خطها‬

‫إحدى صديقاتها فقالت ‪:‬‬

‫فسوف اريك الدر في نظم اسطري‬ ‫و عائبة خطي فقلت لها اقصري‬

‫و قربت أقالمي و رقي و محبري‬ ‫وناديت كفي كي تجود بخطها‬

‫‪48‬‬
‫ليبدو بها خطي فقلت لها انظري‬ ‫فخطت بآبيات ثالث نظمتها‬

‫ويمكن أن نذكر من سيدات الطبقة العليا بقرطبة ممن اشتهرت بحب الكتب ووقفها راضية موالة الناصر ‪ ،‬و أعتقها ابنه الحكم‬

‫‪ ،‬وتزوجت لبيب الفتى ‪ ،‬وكان يعمل موظفا في قصر الخالفة ‪ ،‬وانتهى المطاف بكتبها (وقف) إلى أبي محمد بن خزرج ‪ ،‬وعمرت‬

‫طويال ‪ ،‬فعاشت مائة عام ونيف‪.49‬وخديجة بنت جعفر بن نصير ‪ ،‬وزوج عبد الله بن أسد الفقيه ‪ ،‬وقفت مكتبتها على ابنتها‪. 50‬‬

‫سابعا ‪:‬الوقل ل ل لف‪wakf :‬‬

‫يعتبر تنظيم المكتبة و إدارتها ‪ ،‬بل تنظيم النسخة الموقوفة أحيانا وتقيَّد استخدامها ‪ ،‬وهنا نصل إلى قناعة أن أساس بنية المكتبة‬

‫فهو إن كان سببا في قيامها ‪ ،‬فقد كان منطلق تنظيمها و إدارتها على ركائز ‪ ،‬وقواعد محددة في الغالب بغض النظر عن صالحية‬

‫الركائز والقواعد المقننة والمنظمة له(‪.)51‬‬

‫أ‪ -‬طرق إثبات الوقف ‪ :‬هناك ثالث طرق استخدمت في إثبات الوقف واإلعالن عنه وهي ‪:‬‬

‫‪ -‬كتابة نص الوقفية على الكتاب نفسه‪.‬‬

‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪174‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫‪ -‬كتابة وثيقة شاملة تبين الحدود واألهداف العامة وتُ َّسجل أمام القضاء ‪.‬‬

‫‪ -‬ختم صفحة العنوان وصفحات غيرها بخاتم يدل على الوقف ‪.‬‬

‫كتابة نص الوقف على الكتاب نفسه‪ :‬ويبدو أن هذا النمط هو أقدم ما استخدم إلثبات الوقف واإلعالن عنه ‪ ،‬و هو أمر طبيعي‬

‫مرده أن الوقف بدأ بنسخ مفردة من المصاحف‪ ،‬كانت تكتب على نصوص وقفية قصيرة يشار إليها باسم الواقف والتاريخ الذي تم‬

‫فيه الوقف‪ ،‬فمن أقدم النصوص الوقفية والتي أثبتت في آخر الكتاب اإلحاطة بتاريخ غرناطة للسان الدين الخطيب في النسخة التي‬

‫وقفها السلطان الغرناطي أبو عبد الله محمد النصري في المدرسة اليوسفية وكتب نصها القاضي والوزير يحي بن عاصم ‪ ،‬ويعد هذا‬

‫النص من طول النصوص الوقفية ‪ ،‬أما صيغته ‪:‬‬

‫وقد وقف سلطان األندلس من كتاب اإلحاطة نسخة على بعض مدارس غرناطة كتب بن عاصم حجة الوقفين بخطه سنة‬

‫‪120‬هـ‪1120/‬م‪ ، 52‬وتثبت فيها من الفوائد ما قاله أبو عبدالله بن الحداد الشهير بالوادي أشي ‪-‬نزيل تلمسان‪ -‬قال‪ :‬كان على‬

‫ظهر النسخة الرائعة الجمال‪ ،‬والفائقة الكمال‪ ،‬من اإلحاطة بتاريخ غرناطة المحبسة على المدرسة اليوسفية‪ ،‬من الحضرة العليا بخط‬

‫قاضي الجماعة‪ ،‬ومنفذ األحكام الشرعية المطاعة‪ ،‬صدر البلغاء وعلم العلماء أو وحيد الكبراء‪ ،‬الوزير الرئيس المعظم أبي يحى بن‬

‫عاصم رحمه الله تعالى(ت‪120‬هـ‪ 1120/‬م) ‪ ...‬فال حقاه أن كتاب اإلحاطة للشيخ الرئيس ذي الوزارتين لسان الدين بن‬

‫الخطيب(ت‪776‬هـ‪1371/‬م) من أثر هذه الدولة النصرية –أدامها الله تعالى بكل اعتبار ‪ ،53"....‬ويضيف‪ ":‬إنما هو حسنة من‬

‫حسنات هذه الدولة النصرية الكريمة‪ ،‬ونشأة من نشآت حدودها الشامل‪. 54"...‬‬

‫ثامنا‪ -‬التسطير ‪underline :‬‬

‫اهتم النساخ و الكتاب طوال عصر المخطوطات بالشكل العام للمخطوط ‪ ،‬اضافة الى اهتمامهم بالترتيب العلمي له و توثيق‬

‫معلومات ه ‪ ،‬و كل ذلك الخراج المخطوط في صورته النهائية ‪ /‬ومن ذلك حرصهم الشديد الى استواء السطور و استقامتها ‪ ،‬و‬

‫توازيها في الصفحة الواحدة ومن ثمة في صفحات المخطوط حكمها‪.55‬‬

‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪175‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫و لعل الطريقة الفنية التي كانت متبعة في التسطير هي الضغط على أماكن السطور في الصفحة ‪ ،‬وترك اثر رقيقا ‪.56‬‬

‫تاسعا ‪:‬عالمات التملك‪goting marks :‬‬

‫وتعني تملُّك النسخة وكان العرب يدونون أسماءهم على المخطوطات ويكتب االسم والتاريخ والمدينة ‪،‬وتكون مصحوبة بختم‬

‫يوضع في صفحة العنوان على شكل دائري أو مربع آو مستطيل صغير الحجم ؛وقد نجد ختم صاحب النسخة ‪ ،‬ثم ختم آخر‬

‫يحمل توقيع االبن ؛ كما أن هناك أختام للملوك واألعيان وأصحاب السيادة في الدولة‪.‬‬

‫ويلحق يتقييدات الوقف ما يجده المفهرس من تقييدات التملك أو القراءة ‪ ،‬أو المطالعة ‪ ،‬أو المفارضة ‪ ،‬أو غيرها من التقييدات‬

‫‪ ،‬تتقيد والدة أو وفاة ‪ ،‬أو قدوم قاض أو وال أو غير ذلك ‪ ،‬و هي عادة ما تكون مثبتة في صفحة العنوان ‪ ،‬أو في أثناء صفحاتها‬

‫‪ ،‬ألنها من أساليب التوثيق في المخطوطة‪.57‬‬

‫عرف المحدثون السماع من الشيخ بقولهم ‪ :‬أن يح ّد ث المحدث الراوي بحديث أو خبر ‪ ،‬أكان ذلك الحديث شفاها من‬

‫المصدر أم قراءة من كتاب ‪.58‬‬

‫فقد جرت عادة العلماء القدماء أن يقرأوا الكتاب المخطوط على يد شيخ عالم كبير ‪ ،‬و ان يثبتوا أسماء الذين قرأوه عليه في‬

‫آخر النسخة المخطوطة ‪ ،‬وعلة هذا فإننا نصادف كثيرا من إجازات السماع ‪ ،‬أو إجازات االقراء في آخر نسخ المخطوط‪. 59‬‬

‫و قد استعمل المحدثون السماع أو التسميع و القراءة بعد ان أصبح االعتماد في نقل السنة الشريفة على المصنفات التي يراد‬

‫بها جمع ما ترفق في الصحف و ‪ ،‬األجزاء و النسخ فانصرفت همة العلماء الى ضبط هذه المصنفات ‪ ،‬والتحري في نقلها ‪،‬‬

‫واستخدمت مجالس التحديث وسائل لهذا الضبط ببيان من قرأ الكتاب عليه أو تلقى منه ‪.60‬‬

‫عاشرا‪ -‬التعقيبة ‪:‬‬

‫هي الكلمات التي تثبت في آخر كل صفحة لتدل على أول كلمة من الصفحة القادمة و هي تدل على تتابع النص‪.61‬‬

‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪176‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫فالتعقيبة قد تكون كلمة أو جزء من كلمة أو عبارة أو رقما يكتب في آخر كل صفحة ‪ ،‬سواء كان ذلك داخل الجدول أو اإلطار‬
‫‪62‬‬
‫– أي في حدود النص – أو تحت نهاية السطر األخير في الصفحة اليمنى ‪ ،‬أي في الزاوية السفلى إلى يسار الصفحة اليمنى‬

‫حادي عشر‪-‬اإلجازة ‪leave :‬‬

‫وتعني أن يقوم الطالب بشرح كتاب من تأليف شيخه ‪ ،‬وكانت اإلجازات توضع في أوائل الصفحات ‪ ،‬وقد بدأت اإلجازة تكتب‬

‫في القرن الخامس هجري حتى القرن العاشر هجري ثم اصبحت نادره جداً وكانت توجد في كتب الحديث والقراءات ‪ .‬وقد عرف‬

‫مصطلح اإلجازة العلمية تطورا كبيرا حتى أنه يصعب تحديد تعريف شامل مانع لها ‪ ،‬ويتعدد مفهومها اللغوي وسنذكر أهم داللتها‬

‫التي غالب ما تأتي عليها الكلمة ‪.‬‬

‫اإلجازة مشتقة من الفعل جوز‪ ,‬و قد تأتي بمعنى ‪ :‬بمعنى السير أي جزت الموضع سرت فيه وتأتي بمعنى القطع ‪ ,‬يقال‪ :‬أجزته‬

‫خلفته وقطعته ‪ .‬ويقال ‪ :‬أجزت الشيء أنفذته‪.63‬‬

‫واإلجـ ـ ـ ـ ـ ـازة إذن لطالب بأن يلقن نفس المعارف التي تلقاها عن شيخه بنفس السند‪ 64‬الذي يمتد عادة إلى عدة أجيال ‪ ,‬ففي‬

‫نهاية دراستـ ـ ـ ـه عن أي شيخ يكون من حق الط ـ ـ ـ ـالب أن يستجيزه ‪ ,‬وكلما كثر الشيوخ واإلجازات كان ذلك دليال على سعة إطالعه‬

‫وعمق معارفه‪. 65‬‬

‫فهي ضرورة علمية يحرص عليها العالم لضمان انتشار علمه صحيحا خليا من التحريف واألغالط بقدر اإلمكان‪،‬ويحرص عليها‬

‫المتعلم لينال علما مضبوطا ال شك في نسبته إلى صاحبه وليثبت انتماؤه إلى عالم موثوق فيه ‪ ،‬ومن ثمة كانت اإلجازات عمال‬

‫شخصيا من اختصاص األستاذ وحده وال صلة له بالمؤسسات التعليمية‪. 66‬‬

‫وإذا كانت اإلجازة شهادة علمية أو م هنية أو ترخيصا بتحصيل الطالب مادة معينة ‪ ،‬أو إذنا له برواية علم من العلوم فإنها في‬

‫الوقت نفسه لم تكن درجة علمية تحدد مكانة علم من العلوم‪ ، 67‬واإلجازات العلمية كانت معروفة في المشرق فقد انتقلت إلى‬

‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪177‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫األندلس بانتقال الكثير من علماء المشارقة ‪ ،‬وأصبح منح األستاذ اإلجازة لطالبه أمرا شائعا بعد تتلمذهم عليه(‪.)68‬وكانت تسجل‬

‫في وثيقة من الرق أو الكاغد (الورق) أو في الكتب التي درسها الطالب‪.69‬‬

‫ولم تكن هذه اإلجازات مقصورة على الرجال بل النساء أيضا ‪ ،‬كما ذكر أبو عمر الداني (عثمان بن سعيد) المعروف بابن‬

‫الصيرفي( ت ‪ 111‬هـ‪ 1000/‬م )‪":‬كان يقرأ بالمرية ‪ ،‬وقرأت عليه امرأة تدعى ريحانة ‪ ،‬وكانت تقعد خلف ستر ‪ ،‬ويشير إليها‬

‫بقضيب في يده إلى الوقف ‪ ،‬وأنها أكملت السبع عليه وقرأت عليه خالف السبع روايات وطالبته باإلجازة ‪ ،‬فكتب لها بإجازتها‬

‫بعد توقف"‪ ،70‬وقد تعددت أسماء األلقاب العلمية ‪:‬‬

‫اإلمام‬ ‫المحدث‬ ‫الحافظ‬ ‫الفقيه‬ ‫العالمة‬ ‫العالم الشيخ‬

‫النحوي‬ ‫عامة‬
‫المقرئ‬ ‫الواقف على العلوم‬
‫واللغوي‬

‫المؤدب ‪ ،‬المعيد ‪ ،‬األستاذ ‪ ،‬شيخ الكتاب ‪ ،‬المعلم ‪،‬‬


‫الخاصة‬
‫ِ‬
‫السرأواإلنشاء‬
‫المدرس ‪ ،‬صاحب القلم األعلى ‪ ،‬كاتب ّ‬

‫ثاني عشر‪-‬التجليد في التراث العربي اإلسالمي‪pinding into islamic herilage :‬‬

‫صناعة التجليد إحدى أركان صناعة المخطوط الذي يعنى بالدراسة المادية للكتاب ‪ ،‬وهي عند المسلمين فن قائم بذاته ‪ ،‬وتعني‬

‫تغليف الكتاب بوضع كساء من جلد له ‪ ،‬وتسمى عند متأخري أهل المغرب التسفير‪ ، 71‬وتعد هذه الصنعة هي المرحلة االخيرة‬

‫من انتاج ال مخطوط يجتمع فيه الجانبان الصناعي و الفني ‪ ،‬أما الصناعي المتثل في عمليات الصنعة و اجراءاتها ‪ ،‬واما الفني‬

‫المتمثل في زخارف االغلفة وتذاهيبها‪. 72‬‬

‫أ‪-‬التجليد في المصادر التارثية العربية االسالمية ‪:‬‬

‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪178‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫لص َنعة تجليد المخطوطات‪ ،‬والعمليات واإلجراءات المتخصصة فيها من مثل الخزم والحبك‬
‫لم تسمح الطبيعة الصناعية والفنية َ‬
‫الصنـ َعة بكبير تناول لها‪ ،‬على خالف‬
‫وكسوة الجلد وما يتبعها من زخرفة وتذهيب ونحوها؛ لم تسمح لغير المصادر المتخصصة في َ‬
‫المجلّدين وأخبارهم‬
‫ما ورد في هذه المصادر غير المتخصصة (أو المصادر العامة) حول تاريخ التجليد وتطوره‪ ،‬وأشهر البلدان فيها‪ ،‬و ُ‬
‫وتراجمهم‪ ،‬ونحو ذلك من مباحث تاريخ التجليد وتطوره؛ فكتب التاريخ والتراجم والبلدان وكتب األدب واإلنشاء وغيرها‪ ،‬تزخر‬

‫وثمت جهود مبذولة التُنكر في هذا المجال‪.73‬‬


‫بإشارات مفيدة لمن يتتبع تأريخ تجليد المخطوطات عند المسلمين‪َّ ،‬‬

‫صنـ َعة التجليد‬


‫لم تمنع هذه الحال من إشارات وإلماحات يسيرة وردت هنا وهناك في هذه المصادر (العامة) تُفيد في توثيق َ‬
‫عند المسلمين‪ ،‬من مثل الكالم على البلدان المشتهرة بالجلود الجيدة‪ ،‬وشهرة ال ّدباغة والتجليد (ومن أولى مراحل تجهيز كسوة‬

‫صنـ َعة التجليد‪ ،‬يورد مثالً‬


‫الغالف اختيار الجلد المناسب)؛ فمحمد بن أحمد المقدسي الجغرافي (ت ‪ 310‬هـ)‪ ،‬وكان يتعاطى َ‬
‫في كتابه ((أحسن التقاسيم)) أن مصر كانت تشتهر "بأديم جيد صبور على الماء‪ ،‬ثخين ليّن"‪" ،74‬وكانت اليمن معدن العصائب‬

‫واأل ُُدم والعقيق والرقيق"‪،75‬وقد ورد عن الجاحظ والهمداني والمسعودي وغيرهم إشارات مشابهة‪.76‬‬

‫ويصف المستشرق رينهارت دوري الخليفة الحكم ‪" :‬لم يسبق أن تولى حكم إسبانيا حاكم عالم بهذه الدرجة ‪ ،‬ورغم أن جميع‬

‫أسالفه كانوا رجاال مثقفين و أحبوا أن يغنوا مكتباتهم فإن أحدا منهم لم يبحث بشغف ونهم عن الكتب النادرة والثمينة كما فعل‬

‫الحكم‪ ، 77‬وقد كان للمستنصر عمال مكلفون بتجليد واستنساخ الكتب القيمة قديمة أو حديثة ‪،‬وكان قصره حافال بالكتب و‬

‫أهلها حتى بدا كأنه مصنع ال يرى فيها إال ناسخون و مجلدون ومزخرفون‪.78‬‬

‫وكان يعمل في مكتبته أمهر المجلدين الذين جاء بهم من صقلية وبغداد ‪ ،‬ومعهم جمهرة من الفنانين رسامين وخطاطين‬

‫تقدم إلى لجنة من كبار العلماء تقوم بمعارفتها وتصحيحها وتدفع لهم الدولة مرتباتهم في سخاء‪. 79‬‬

‫ومن هؤالء العلماء الثقافة الواسعة الذين كانوا يعملون في خدمة الحكم ‪:‬‬

‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪179‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫‪ -‬محمد بن يحي بن عبد السالم األزدي النحوي ‪ ،‬أصله من جيان واستقر بقرطبة ‪ ،‬وكان فقيها و إماما موثوقا ‪ ،‬جيد النظر‬

‫دقيق االستنباط ‪ ،‬حاذق بالقياس ‪ ،‬نظر الناس عنده في اإلعراب و أدب عند الملوك و استأدبه الناصر رضى الله عنده البنه‬

‫المغيرة ‪ ،‬وأوسع له الحكم في الجراية‪. 80‬‬

‫‪ -‬ومن الخطاطين الذين عملوا في خدمة المستنصر اشتهرت لُبنى وكانت كاتبة له ‪ ،‬حاذقة بالكتابة ‪ ،‬نحوية شاعرة ‪ ،‬بصيرة‬

‫بالحساب لم يكن في القصر أنبل منها ‪ ،‬وكانت عروضية خطاطة جيدة‪.81‬‬

‫‪ -‬و فاطمة بنت زكريا بن عبد الله ‪ ،‬الكاتب المعروف بالشبالوي مولى بنب أمية ‪ ،‬كانت كاتبة جزلة ‪ ،‬عمرت كثيرا ‪،‬‬

‫واستكملت أربعا وتسعين سنة ‪ ،‬تكتب على ذلك الكتب الطوال ‪ ،‬وتجيد الخط وتحسن القول‪. 82‬‬

‫‪ -‬وكان تليد الخصي ‪ ،‬وهو من أكبر موظفي البالد ‪ ،‬يعمل خازنا (أمينا) على المكتبة ومشرفا عليها ‪ ،‬ومهمته أن يمدها بكل‬

‫جديد ‪ ،‬ويتابع فهارسها والحفاظ على كتبها ‪ ،‬وبلغت فيها طبقا لروايته أربعمائة ألف مجلد‪.83‬‬

‫وفيما يخص التجليد أو التسفير فقد وصلت إلينا بعض المؤلفات ذات القيمة على ندرتها أقدمها كتاب التيسير في صناعة التسفير‬

‫للفقيه بكري بن ابراهيم االشبيلي ت ‪621‬هـ ‪ ،‬وارجوزة تدبير السفير في صناعة التسفير لشخص يدعى ابن آبي حميدة الذي عاش‬

‫في القرن ‪0‬هـ ثم الرسالة التي كتبها ابو العباس احمد بن محمد السفياني ق ‪10‬هـ عن صناعة التسفير و حل الذهب‪ ، 84‬وكتاب‬

‫كيفية تسفير الكتب للقاضي عبد العزيز بن أبي بكر الرسموكي ت ‪1060‬هـ ‪.85‬‬

‫ومن التراث المفقود ‪ :‬منظومة في التَّسفير‪ ،‬ألبي العباس أحمد بن الحسن بن يوسف الصالحي الزحلي الشفشاوني‪ ،‬الشهير بابن‬

‫عرضون (ت ‪ 002‬هـ)‪ ،‬والذي نقلت مخطوطتين من مخطوطات السفياني‪ ،‬عنها أربعة أبيات في آداب تبطين الكتب‪ ،86‬وكذلك‬

‫وظاهر أنّه غير نظم ابن أبي حميدة‪ ،‬ألن‬


‫ٌ‬ ‫كتاب "التدبير في صناعة التسفير" لمجهول‪ ،‬نقلت عنه حواشي مخطوط اإلشبيلي‪،‬‬

‫الر َعيني‪ .‬وعسى األيام أن تأتي لنا بهذه النصوص ونصوص أخرى‬
‫المنقول كالم منثور‪ ،‬كما نقلت عن شخص يُدعى نبيل بن نبيل ُّ‬

‫مجهولة أو نُسخ أخرى للمؤلَّفات التي وصلتنا‪ ،‬تكشف المزيد حول َ‬


‫صنعة التجليد‪.‬‬

‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪180‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫و لعله من الغريب أ ن كل المؤلفات التي وصلت إلينا عن صناعة الكتاب العربي المخطوط كتبت كلها في المغرب و األندلس‬

‫‪ ،‬فرغم ان حرفة الوراقة و هي الحرفة المختصة بإنتاج و توزيع الكتاب فقد لعبت دورا هاما في الحضارة اإلسالمية‪ ،‬فانه لم يصلنا‬

‫أدب مشرقي يعرف بكيفية صناعة المخطوط‪. 87‬‬

‫ومع ذلك فان ما وصلنا من هذه المؤلفات على نذارته فهو مفيد ومتكامل ‪ ،‬وهو يتعلق بصناعة التجليد التي تعد صناعة متممة‬

‫للجهد و المحافظة على حصيلة الفكر و المحافظة على األوراق الكتاب من التلف‪ ،‬و التي تهتم كذلك بالعناية بمظهر الكتاب‬

‫الخارجي بحيث يتالئم مع قيمته و محتوياته ‪ ،‬وتظهر آثار هذه الصناعة الفنية عل الخصوص فيما وصل إلينا من مصاحف كريمة‬

‫و ربعات شريفة‪.88‬‬

‫ب‪-‬نموذج ‪ :‬تدبير السفير في صناعة التسفير ‪:‬‬

‫و قد أشار اليها الناظم بقوله ‪ :‬وسميته بتدبير السفير في صنعة التسفير و المولى نصير‬

‫وكذالك ورد العنوان في النسخ المخطوطة‪،‬و أول من اشار اليها عبد الستار الحلوجي و علي عبد المحسن زكي في تحقيقهما‬

‫لكتاب عمدت الك‪r‬تاب و عدة ذوي األلباب لألمير معز ابن باديس الصنهجي و ذلك سنة‪.891071‬‬

‫و أول من نشر هذه المنظومة المستشرق البولوني أدم جاسيك في العدد السادس من مجلة مخطوطات الشرق األوسط الهولندية‬

‫بعنوان منظومة ابن أبي حميدة التعليمية ‪.‬وقد أورد نصها بالعربية في آخر دراسته‪ . 90‬أما نص عنوانها باالجنبية‪:‬‬

‫‪Ibn Abi Hamidahs didactic poem for bookbinders‬‬

‫فهو عبد الرحمان ابن عبد الله ابن محمد ابن أبي حميدة المستغانمي ‪،‬و قد ترجم له الزركلي بقوله‪ ":‬ابن أبي حميدة بعد‬

‫‪1000‬ه ـ ــ‪/‬بعد ‪1002‬م ‪:‬له الحدائق في شرف سيد الخالئق‪.91‬‬

‫تظم المنظومة في أولها بعد صفحة التمليك ‪(:‬بسم الله الرحمان الرحيم ‪،‬صلى الله على سيدنا و موالنا محمد وعلى آله وسلم‪،‬هذا‬

‫تأليف الفقيه النزيه الشيخ سيدي عبد الرحمان ابن ابي عبيدة رحمه الله –آمين و صحح في الهامش كلمة عبيدة ب حميدة‪.92‬‬
‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪181‬‬ ‫مجلة التراث‬
‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫و آخرها كمل و الحمد الله رب العالمين و الصالة والسالم على سيدنا محمد خاتم النبئيين و سلم تسليما ‪،‬وكتب من خط‬

‫مصحف ال يقرا إال بمشقة التأمل و كتب كما وجد ‪،‬و الله ولي التوفيق ‪،‬و ال حول وال قوة إال بالله ‪،‬كتبه محمد بن ‪.93)...‬‬

‫وتمتد المقدمة من البيت األول الى البيت الخامس و الخمسين ‪ ،‬أعقبه بذكر باب في الغراء و فيه ثالثة وجوه ‪ ،‬وفصل في‬

‫البطانة وتركيب المسطرتين ‪ ،‬ويتكون هذا الباب من سبعة عشر بيتا ‪ ،‬وخصص الباب الثاني للتحريف هو القص ‪ ،‬ويتكون من ستة‬

‫أبيات ‪ ،‬والباب الثالث في حكم الشبيكة ‪ ،‬ويتألف من واحد وعشرين بيتا ‪ ،‬والباب الرابع في الجلد و ما يتعلق به ‪ ،‬وفيه فصل في‬

‫الوشم و المراشم ‪ ،‬وفصل في الختم بذكر بعض الشروط ويتكون هذا الباب من ست و ستين بيتا‪.94‬‬

‫و تعتمد هذه الصناعة على توظيف بعض المواد المفردة مثل ‪ :‬الجلد و الحرير و الورق و الخشب و الخيط و الغراء باإلضافة‬

‫إلى حرفية الصانع في الحبك و القطن و الوشم و الرسم وغير ذلك ‪ .95‬و يورد عمدة الكتاب و هو أقدم نص متكامل يعرف‬

‫اآلالت المجلد و مناقشه و يشرح طريقة الحبك و كيفية اختيار الجلود و إعدادها و شدها وبشرها و طريقة تثبيتها ‪ ،‬كما ان كتاب‬

‫بكر بن ابراهيم االشبيلي يشرح فيه خطوات عملية التجليد الكتب و صناعتها و يقع الكتاب في ‪ 20‬بابا يقسم بعضها إلى‬

‫فصول‪:‬باب األداة ‪ ،‬وباب التحزيم ‪ ،‬وباب الحبك ‪.96‬‬

‫ويعد عمل المجلد استكماال لعمل الخطاط و المذهب و المصور ‪،‬وكان الجميع يتعاونون تعاونا كامال إلخراج المخطوطات‬

‫لتبدو فيها الوحدة و الجمال و الفخامة ‪.‬وكانت العناية بمظهر الكتاب الخارجي عظيمة ليتحقق جماله و متانته ‪ .‬و لم تقتصر‬
‫‪97‬‬
‫الزخرفة على الغالف الخارجي لجلدة الكتاب ولسانه ‪،‬و لكنها امتدت إلى باطن الغالف ‪،‬إذ زينت هي األخرى أبدع تزيين‪.‬‬

‫وكان االهتمام بت جليد القرآن العظيم و الكتب في األندلس بالغا و عظيما ‪ .‬كان لألندلسيين اهتمام كبير بالكتب و المصاحف‬

‫‪،‬و بترميمها و صيانتها و حفظها في محافظ جلدية وصناديق خشبية ‪ ،‬و بخاصة المصاحف الكبيرة الحجم ‪ ،‬وفي أجزاء كثيرة و‬

‫متعددة ومتنوعة ‪.‬‬

‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪182‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫و قد نالت مدينة مالقة قصب ا لسبق في صناعة الجلود عامة ‪ ،‬وتجليد الكتب تجليدا فاخرا ‪،‬فأسهمت بدور فعال في تطور‬

‫هذا اللون من فنون الكتاب حتى بلغ تجليد الكتاب في األندلس –من وراء إسهام هذه المدينة العظيمة –درجة رفيعة ليس في‬

‫األندلس فقط ‪،‬وإنما على مستوى العالم اإلسالمي‪.98‬‬

‫كما ذكر ان الخليفة الناصر كان يجمع في بالطه في قرطبة حذقة المجلدين و النساخين ‪ ،‬و كان له من الكتب ما لم يكن احد‬

‫لمثله ‪ ،‬وكان قصره حافال بالكتب و أهلها حتى بدا كأنه مصنع ال يرى فيه إال نساخون و مجلدون و مزخرفون يحلون الكتب‬

‫بالمنمنمات و الرسوم الجميلة‪. 99‬‬

‫و كان الهتمام الخلفاء بالكتب و تجليدها وتحليتها أثر كبير في ذلك ‪ ،‬ومن أكبر الدالئل على هذا اهتمام الخليفة عبد المؤمن‬

‫بن علي ‪،‬مؤسس دولة الموحدين بالمغرب (حكم ‪001-021‬ه‪ )1162-1120/‬بتجليد مصحف عثمان وهو أحد المصاحف‬

‫التي أرسلها الخليفة عثمان بن عفان إلى األمصار‪،‬و الذي أهداه إليه أهل قرطبة ‪.‬وكان حريصا على تجليد هذا المصحف و تحليته‬

‫‪ ،‬وجمع لذلك الصناع و المتفننين من سائر بالد المغرب و األندلس‪. 100‬‬

‫و من المجلدين المعروفين في عصر الموحدين عمر بن مرجي اإلشبيلي‪ ،‬وكان يرصع جلود المصاحف بالجواهر ‪.‬ومن المجلدين‬

‫المعروف ين هذا العصر أبو عمرو بكر ابن إبراهيم بن المجاهد اللخمي اإلشبيلي ‪،‬نزيل فاس و مراكش (‪621‬أو‪620‬ه)‪ ،101‬وقد‬

‫وضع هذا رسالة في استعمال لوح ‪،‬ثم المصاحف الملوحة‪،‬و تخصص الرسالة –لألوعية المصحفية –البابين السادس عشر ‪ ،‬و‬

‫السابع عشر‪:‬باب العمل في األقربة المبنية‪ ،‬وفي ختام هذا الباب ترد إشارة إلى صفة عمل أوعية جلدية للمحابر و األحقاق و‬

‫األدراج و األغشية و غيرها ‪،‬مع تخصيص باب على ِح َدة لطريقة العمل في إعداد رقعة جلدية لحفظ السكين و المقروضين ‪ ،‬أو‬

‫لصيانة األقالم‪.102‬‬

‫ت‪ -‬أدوات التسفير ‪ :‬أشار الناظم بكر بن أبي حميدة الى أدوات التسفير و طرقة ‪ ،‬و هي‪: 103‬‬

‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪183‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫‪-1‬الغراء‪ :‬وهو ما يلصق به الورق و الجلد و الخشب‪َّ .‬أما عن ُ‬


‫صنع الغراء المستخدم في التجليد (وهو كذلك من التجهيزات‬

‫أيضا تفضيالت بين غراء النِّشا واألشراس واستخدامهما بين ُمجلِّدي الكتب في‬
‫الصنـ َعة)؛ فقد ورد عند المقدسي ً‬
‫المهمة في َّ‬

‫((صبح األع َشى)) و((الثـَّغر الباسم))‪.105‬‬ ‫‪104‬‬


‫الشام واليمن ‪ ،‬ووصفات أخرى في كتب اإلنشاء مثل ُ‬

‫‪-2‬التخت ‪ :‬و هو الزيار تضغط به دفتا الكتاب و كعبه‪.‬‬

‫‪-3‬الخيط ‪ :‬و هو سلك رفيع من النسيج يخاط به أو ينظم فيه خرز أو نحوه‪.‬‬

‫‪-1‬اإلبر ‪ :‬واحدها ابرة و هي أداة دقيقة يخاط بها طرفيها محدد و األخر مثقوب‪.‬‬

‫‪-0‬المساطر ‪ :‬واحدها مسطرة و هي آلة ذات حافة معتدلة ترسم بها الخطوط المستقيمة‪.‬‬

‫‪-6‬الشفرة ‪ :‬و هي السكين العريضة‪.‬‬

‫‪-7‬المبرد ‪ :‬أداة بها سطوح خشنة تستعمل لتسوية األشياء أو تشكيلها بالتآكل‪.‬‬

‫‪-1‬الشبيكة ‪ :‬نسيج مشبك‪.‬‬

‫‪-0‬السير ‪ :‬من الجلد و نحوه ‪ ،‬ما يقد منه مستطيال‪.‬‬

‫‪-10‬الجلد ‪ :‬غشاء جسد الحيوان كما سبق‪.‬‬

‫‪-11‬البطانة ‪ :‬واحدها لوح و هو كل صحيفة عريضة خشبا كانت أو عظما أو غيرهما‪.‬‬

‫‪-12‬المراشم ‪ :‬قوالب من حديد تحفر عليها بطريقة بارزة أو غائرة زخارف أو أجزاء من زخارف يطبعها على سطح الجلد إما‬

‫بطرقها بمطرقة أو بواسطة مكبس‪.‬‬

‫‪-13‬الشمع ‪ :‬مادة رخوة تتكون من خليط أغليه دهني‪.‬‬

‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪184‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫‪-11‬الخرقة ‪ :‬القطعة من الثوب الممزق‪.‬‬

‫الصنـ َعة وغيرها‪ ،‬من مثل ما ورد من أن ُكتب‬


‫ووصلتنا إشارات عن أوصاف ألغلفة وأوعية تُفيد في المواد التي كان تُستخدم في َّ‬

‫الحالج كان منها ما هو ُمبطَّ ٌن بالديباج والحرير ‪ ،‬وما ورد عند شهاب الدين المقري (ت ‪ 1011‬هـ) من وصف َّ‬
‫‪106‬‬
‫مطول للمصحف‬

‫العظيم الذي أهداه أهل قرطبة لعبد المؤمن بن علي الموحدي (ت ‪ 001‬هـ)‪ ،‬وما صنع له من صناديق وأغشية نفيسة ُم َّ‬
‫حالة‬

‫رصعة بأنواع الياقوت والحجارة الكريمة‪ ،107‬وكذلك السجل المخطوط الذي وصل إلينا لمكتبة جامع القيروان‬
‫وم َّ‬
‫بالذهب والفضة‪ُ ،‬‬
‫قديما فيه أوصاف في غاية الفائدة في معارفنا بهذا الصدد‪.108‬‬
‫ً‬

‫ثالث عشر ‪-‬التذهيب‪gilding into islamic arabe herilage :‬‬

‫عندما يقوم الخطاط بكتابة الخطوط يترك الفراغات الالزمة لتزيين بعض صفحات الكتاب و حواشيه و بدايات الفصول و‬

‫نهاياتها‪،‬فضال عن الصفحات األولى و األخيرة ‪.‬و يقوم بهذا العمل فنان متخصص في رسم الزخارف باأللوان المختلفة ‪،‬ثم يسلم‬

‫المخطوط بعد ذلك للمذهب الذي يقوم بتهذيب و تلوين هذه الرسوم ‪.‬وكان بعض الرسامين يجيدون التذهيب أيضا ‪،‬لذلك حرصوا‬

‫على إضافة كلمة مذهب قرين أسماءهم صفة يعتزون بها‪. 109‬‬

‫ويُ ُّ‬
‫عد المصحف الشريف من المخطوطات األولى التي خصها الفنانون بجهدهم لتجميله و زخرفته‪،‬وتطوير أساليب رسمه وحفظه‬

‫‪.‬وطبيعي ان تكون كتابة المصاحف أول الميادين التي عمل فيها الخطاطون و المذهبون ‪،‬وقد كانت العناية الفائقة بالخط سببا في‬

‫تطويره على يد خطاطين فنانين تفننوا في تجميل حروفه و تقويسها و مدها‪،‬و زخرفة رؤوسها و ذيولها باألوراق واألزهار والسيقان‬

‫‪،‬حتى انفرد الفن اإلسالمي من بين فنون العالم اجمع بالخط الزخرفي الذي استعمل في أوسع نطاق ‪،‬و في جميع المنتجات‬

‫الفنية‪.110‬‬

‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪185‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫‪-‬ويشير ابن سعيد إلى َّ‬


‫أن الخط األندلسي الذي رآه في مصاحف ابن غطوس (ت‪610‬ه‪1213/‬م) بشرقي األندلس و غيره من‬

‫الجلَد و‬
‫الخطوط المنسوبة لألندلسيين ‪،‬لها حسن فائق ورونق وبهاء ياسر األلباب ‪ ،‬وترتيب يشهد لمن كتبها بقوة الصبر و َ‬
‫اإلتقان‪.111‬‬

‫‪ -‬استخدمت طرق كثيرة في التذهيب منها الضغط بالذهب المصهور أو الضغط بصفائح الذهب تحت القوالب الساخنة المنقوشة‬

‫‪ ،‬وكذلك وضع تلك الصفائح على الزخارف المضغوطة ‪ ،‬و إعادة الضغط عليها‪.112‬‬

‫خاتمل ل للة‬

‫لم تقتصر عناية الحضارة اإلسالمية على العلوم الدينية والمعارف العقلية‪ ،‬وإنما امتدت لتشمل العلوم التطبيقية والصناعات اليومية‪،‬‬

‫فضال عن العناية البالغة بالفنون واآلداب‪ ،‬ومن أهم هذه الصناعات ذات الصبغة الفنية‪ ،‬صناعة المخطوط؛ مخزن المعارف وسجل‬
‫ً‬

‫التجارب والخبرات فى الحضارات الراقية‪.‬‬

‫كما نجد من خالل المصادر و المراجع إلى تعدد مفاهيم علم المخطوط و صناعته ‪ ،‬غير أنها تشترك في كونه وعاء ماديا‬

‫بخالف متن النص ‪ ،‬فظهرت مصطلحات ‪ ،‬الكوديكولوجيا ‪ ،‬وأثرية النص الحفري‪ ،‬وعلم االكتناه وما يرافقه من تجليد وتذهيب‬

‫وتوريق ‪ ،‬وصنع األحبار ‪ ،‬والتقييدات و اإلجازة ‪ ،‬والمناولة وغيرها‪...‬‬

‫عددا من النُّصوص التي اختصت بصناعة المخطوط وتفاصيلها الفنية؛ من تركيب األحبار‪،‬‬
‫وقد حفظ لنا التراث العربي الزاخر ً‬
‫صنـ َعة التجليد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أيضا الكالم على َ‬
‫ساخة‪ ،‬وغيرها‪ ،‬وقد تضمن بعضها ً‬
‫وصنع الورق‪ ،‬والنّ َ‬
‫ُ‬

‫صنـ َعة التَّسفير) لبكر اإلشبيلي (توفى سنة ‪ 621‬أو‪620‬هـ)‪،‬‬


‫فردة أربعة هي‪(:‬التيسير في َ‬ ‫َّ‬
‫الم َ‬
‫وقد وصل إلينا من هذه المؤلفات ُ‬
‫وحل الذهب) أحمد بن محمد السفياني (توفِّي بعد سنة ‪1020‬هـ)‪ ،‬و (كيفية تسفير الكتب) لعبد العزيز‬
‫و (صناعة تسفير الكتب ّ‬
‫بن أبي بكر الرسموكي (ت ‪ 1060‬هـ)‪ ،‬ونظم (تدبير السفير في صناعة التَّسفير) البن أبي حميدة (عاش بعد سنة ‪ 737‬هـ)‪.‬‬

‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪186‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫و كان الهتمام الخلفاء بالكتب و تجليدها وتحليتها أثر كبير في ذلك ‪ ،‬ومن أكبر الدالئل على هذا اهتمام الخليفة عبد المؤمن‬

‫بن علي ‪،‬مؤسس دولة الموحدين بالمغرب (حكم ‪001-021‬ه‪ )1162-1120/‬بتجليد مصحف عثمان وهو أحد المصاحف‬

‫التي أرسلها الخليفة عثمان بن عفان إلى األمصار‪،‬و الذي أهداه إليه أهل قرطبة ‪.‬وكان حريصا على تجليد هذا المصحف و تحليته‬

‫(تذهيبه )‪ ،‬وجمع لذلك الصناع و المتفننين من سائر بالد المغرب و األندلس‪.‬‬

‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫المصادر بالعربية‪:‬‬

‫‪-‬ابن بشكوال(أبو القاسم خلف بن عبدالملك ت‪071‬هـ‪1112/‬م)‪ :‬الصلة‪ ،‬دار الكتاب المصري اللبناني‪ ،‬مصر وبيروت‪،‬‬

‫‪1010‬م‪ .‬ط‪.1.‬‬

‫‪-‬الحميدي (أبو عبد الله محمد بن أبي نصر األزدي )‪ :‬جذوة المقتبس من أنباء أهل األندلس‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية ‪،‬‬

‫لبنان‪1007 ،‬م‪.‬‬

‫‪-‬الحميري ( أبو عبد الله محمد بن فتوح بن عبد الله بن عبد المنعم ت ‪166‬هـ‪1161/‬م ) ‪ :‬الروض المعطار في خبر‬

‫األقطار ‪ ،‬تحق‪ :‬ليفي بروفنسال‪،‬ط‪،2‬دار الجيل ‪ ،‬بيروت‪1011،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬ا بن خلدون ( ولي الدين عبد ارحمان ت ‪101‬هـ )‪ :‬المقدمة ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر ‪ ،‬لبنا ‪2003 ،‬م‪.‬‬

‫‪-‬ابن سعيد‪ :‬المغرب في حلى المغرب ‪ ،‬وضع هوامشه ‪ :‬خليل المنصور ‪،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية ‪،‬بيروت ‪1011،‬م‪،‬ج‪.1‬‬

‫‪-‬الضبي (أحمد بن يحى بن أحمد بن عميرة الضبي ت‪000‬هـ‪1202/‬م)‪ :‬بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل األندلس‬

‫علمائها وأمرائها وشعرائها وذوي النباهة فيها ممن دخل إليها أو خرج عنها‪،‬تحق ‪ :‬إبراهيم اإلبياري‪،‬ط‪ ،1‬دار الكتاب المصري‬

‫واللبناني‪ ،‬بيروت ومصر‪1010 ،‬م‪.‬‬


‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪187‬‬ ‫مجلة التراث‬
‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫‪ -‬ضيف مصطفى ‪ :‬إجازات حديثيه جزائرية ‪ ,‬دار التوفيقية ‪ ,‬مسيلة الجزائر‪ ,‬ط‪ 2012 ,01‬م‪,‬‬

‫‪ -‬عبد العزيز محمد عادل‪ :‬التربية اإلسالمية في المغرب أصولها المشرقية وتأثيراتها األندلسية ‪ ،‬الهيئة المصرية العامة‬

‫للكتاب ‪1017 ،‬م ‪.‬‬

‫‪-‬عبد الواحد المراكشي‪ :‬المعجب في تلخيص أخبار المغرب‪ ،‬القاهرة ‪1063 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬ا بن فارس أحمد‪ :‬معجم مقاييس اللغة ‪ ,‬تحقيق عبد السالم محمد هارون ‪ ,‬دار الجيل ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬لبنان ‪ ,‬ج‪ ،1‬دت‪.‬‬

‫‪ -‬ابن الفرضي (أبو الوليد عبدالله بن محمد بن يوسف بن نصر األزدي ت‪103‬هـ‪1012/‬م)‪ :‬تاريخ علماء األندلس‪ ، ،‬الدار‬

‫المصرية للتأليف‪ ،‬مصر ‪1066 ،‬م‪.‬‬

‫‪-‬مجهول ‪:‬ذكر بالد األندلس‪ ،‬تع وتر‪ :‬لويس مولينا‪ ،‬مدريد‪1013،‬م‪.‬‬

‫‪-‬المقري (أبو العباس أحمد بن محمد التلمساني ت‪1011‬هـ‪1631/‬م)‪:‬نفح الطيب من غصن‪ ،‬األندلس الرطيب‪ ،‬وذكر‬

‫وزيرها لسان الدين بن الخطيب‪ ،‬تحق ‪ :‬حسين مؤنس ‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪1011 ،‬م‪،‬ج‪،1‬ج‪،2‬ج‪،3‬ج‪،1‬ج‪.0‬‬

‫‪ -‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ,‬دار صادر‪ ,‬بيروت ‪ ,‬لبنان ‪ ,‬ط‪ ,1003 ,03‬ج‪.1‬‬

‫المراجع بالعربية‪:‬‬

‫‪ -‬آبادي محمد أبو الليث الخير‪ :‬معجم مصطلحات الحديث وعلومه وأشهر المصنفين فيه‪ ,‬دار النفائس‪ ,‬عمان‬

‫األردن‪,‬ط‪2000 , 01‬م‪.‬‬

‫‪-‬أيمن فؤاد سيد ‪ :‬الكتاب العربي المخطوط و علم المخطوطات‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار المصرية اللبنانية ‪ ،‬لبنان ومصر ‪1007 ،‬م‪.‬‬

‫‪-‬بالنثيا‪ ،‬آنخل جنتالث‪ :‬تاريخ الفكر األندلسي‪ ،‬تر‪ :‬حسين مؤنس‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬مصر‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪188‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫‪-‬بعيون سهى ‪ :‬كتابة المصاحف في األندلس ‪ ،‬مجلة البحوث و الدراسات القرآنية ‪ ،‬ع‪ ،7‬السنة الرابعة‪.‬‬

‫‪-‬بلغيث‪ ،‬محمد األمين‪ :‬الحياة الفكرية باألندلس في عصر المرابطين‪( ،‬جزءان)‪( ،‬أطروحة دكتوراه دولة غير منشورة)‪ ،‬إشراف‬

‫األستاذ الدكتور عبدالحميد حاجيات‪ ،‬قسم التاريخ‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الجزائر‪2001/2003 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬الجابري‪ ،‬محمد عابد‪ :‬تكوين العقل العربي‪،‬ط‪ ،6‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪1001 ،‬م‪.‬‬

‫‪-‬جوتهالف جستراسر‪:‬أصول نقد المصادر ونشر الكتب ‪،‬تحق‪:‬محمد حمدي البكري‪،‬ط‪،2‬دار الكتب المصرية و الوثائق‬

‫القومية‪،‬القاهرة‪1000‬م‪.‬‬

‫‪-‬حامد الشافعي دياب‪:‬الكتب والمكتبات في األندلس‪ ،‬ط‪،1‬دار أنباء للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪1001 ،‬م‪.‬‬

‫‪-‬حركات إبراهيم‪ :‬التيارات السياسية والفكرية في المغرب (خالل قرنين ونصف قبل الحماية ) ‪ ,‬دار الرشاد الحديثة ‪ ,‬الدار‬

‫البيضاء المغرب ‪ ,‬ط‪1001 , 02‬م‪.‬‬

‫‪--‬حسبالوي‪ ،‬نسيم‪ :‬الحياة الفكرية في األندلس في عهد الدولة األموية (‪422-133‬هل‪1031-751/‬م)‪( ،‬رسالة‬

‫ماجستير في التاريخ اإلسالمي)‪ ،‬إشراف الدكتور بلغيث محمد األمين و أ‪.‬د عبدالحميد حاجيات‪ ،‬قسم التاريخ‪ ،‬كلية العلوم‬

‫اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الجزائر‪1122-1121 ،‬هـ‪2001-2000/‬م‪.‬‬

‫‪-‬حسن إبراهيم حسن‪ :‬تاريخ اإلسالم السياسي والديني والثقافي واالجتماعي‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة النهضة المصرية‪1006 ،‬م‪،‬ج‪3‬‬

‫‪ -‬حمادة‪ ،‬محمد ماهر‪ ،‬رحلة الكتاب العربي إلى ديار الغرب فكرا ومادة‪ ،‬القسم األول‪ ،‬دراسة منهجية النتقال الفكر العربي‬

‫اإلسالمي والكتاب العربي إلى ديار الغرب وأثره في النهضة األوربية‪،‬ط‪ ،1‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بيروت‪1002 ،‬م‪.‬‬

‫‪-‬الحلوجي عبد الستار‪ :‬المخطوط العربي‪ ،‬ط‪ ،2‬مكتبة مصباح ‪ ،‬جدة ‪1010 ،‬م‪.‬‬

‫‪-‬حمدي عبد المنعم حسين‪:‬دراسات في التاريخ األندلسي ‪،‬مؤسسة شباب الجامعة ‪،‬اإلسكندرية ‪1000،‬م‪.‬‬

‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪189‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫‪-‬ريبيرا‪ ،‬خوليان ‪ :‬التربية اإلسالمية في األندلس‪ ،‬أصولها المشرقية وتأثيراتها الغربية‪ ،‬تر‪ :‬الطاهر أحمد مكي‪ ،‬دار المعارف‪،‬‬

‫القاهرة‪1077 ،‬م‪.‬‬

‫‪-‬السامرائي قاسم ‪ :‬علم االكتناه العربي اإلسالمي ‪ ،‬ط‪ ،1‬الرياض‪2001 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬الطباع ‪ ،‬إياد خالد ‪ :‬منهج تحقيق المخطوطات ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر ‪ ،‬دمشق ‪2003 ،‬م‪.‬‬

‫‪-‬عابد سليمان المشوخي‪ :‬نسخ المخطوطات ‪ ،‬مركز فيصل للبحوث و الدراسات ‪ ،‬عالم الكتب ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬ماي ‪1001‬م‪.‬‬

‫‪-‬محمد بنشريفة‪ :‬نظرة حول الخط األندلسي ‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬الرباط ‪ ،‬دت‪.‬‬

‫‪ -‬محمد المنوني ‪ :‬تاريخ الوراقة المغربية (صناعة المخطوط من العصر الوسيط الى الفترة المعاصرة )‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات كلية‬

‫اآلداب و العلوم اإلنسانية ‪ ،‬الرباط ‪1001 ،‬م‪.‬‬

‫‪-‬هارون عبد السالم ‪ :‬تحقيق النصوص ونشرها ‪ ،‬مكتبة الخانجي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دت‪.‬‬

‫‪-‬يحيى وهب الجبوري‪ :‬الخط و الكتابة في الحضارة العربية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت ‪1001 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -3‬المقاالت العربية ‪:‬‬

‫‪ -‬سعودي أحمد‪ :‬اإلجازة العلمية مظهر من مظاهر التواصل العلمي بين المشرق والمغرب ‪ ,‬مجلة الحكمة لدراسات أإلسالمية‬

‫مؤسسة كنوز الحكمة‪ ,‬األبيار‪ ,‬الجزائر‪,‬العدد‪2013 , 22‬م‪.‬‬

‫‪ -‬فضة ميلود‪ :‬بين الكوديكولوجيا و التحقيق ‪ ،‬ضمن أعمال الملتقى الدولي األول ‪ ،‬مجلة رفوف ( دورية أكاديمية تعنى بقضايا‬

‫المخطوطات و الدراسات اإلنسانية )‪ ،‬مخبر المخطوطات الجزائرية في غرب إفريقيا ‪ ،‬الجزائر‪ 1-3 ،‬ديسمبر ‪ 2013‬م ‪ ،‬العدد‬

‫الثاني‪.‬‬

‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪190‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫‪ -‬محمد بن مبخوت ‪ :‬صنعة التجليد في التراث الجزائري تدبير السفير في صناعة التسفير البن أبي حميدة نموذجا ‪،‬ضمن‬

‫أعمال الملتقى الدولي األول ‪ ،‬مجلة رفوف ( دورية أكاديمية تعنى بقضايا المخطوطات و الدراسات اإلنسانية )‪ ،‬مخبر‬

‫المخطوطات الجزائرية في غرب إفريقيا ‪ ،‬الجزائر‪ 1-3 ،‬ديسمبر ‪2013‬م ‪ ،‬العدد الثالث‪.‬‬

‫‪ -‬محمود محمد زكي ‪ :‬نحو علم مخطوطات عربي ‪ ،‬الفهرست (مجلة علمية )‪ ،‬دار الكتب و الوثائق القومية ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪،‬‬

‫أكتوبر ‪ 2006‬م‪ ،‬العدد السادس عشر‪.‬‬

‫‪ -‬مصطفى الطوبي ‪ :‬المخطوط العربي بين الصناعة المادية وعلم المخطوطات ‪ ،‬ضمن كتاب علم المخطوط العربي (بحوث و‬

‫دراسات )‪ ،‬دار الوعي اإلسالمي ‪ ،‬ط‪ ،1‬وزارة األوقاف و الشؤون اإلسالمية ‪ ،‬الكويت ‪2011 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -1‬الوسائط االلكترونية‪:‬‬

‫‪-‬زكي محمود ‪ :‬صناعة تجليد المخطوط في التراث العربي اإلسالمي ‪ ،‬نقال ‪:‬‬

‫‪ . http//alexlisdept.blogspot.com‬تاريخ التحميل ‪ .2016/00/11 :‬الساعة ‪10:10 :‬‬

‫‪-‬المزاحي عبد السالم خالد ‪ :‬كوديكولوجيا المخطوط العربي ‪ ،‬نقال ‪:‬‬

‫‪. www.alukah.net‬تاريخ التحميل ‪ .2016/00/11 :‬الساعة ‪10:10 :‬‬

‫‪ -5‬المراجع باللغة األجنبية‪:‬‬

‫‪Lane Poole Stanely.the coins of the moors of Africa and Spain.London.1875‬‬

‫قائمة الهوامش المرجعية‪:‬‬

‫‪ 1‬مصطفى الطوبي‪:‬المخطوط العربي اإلسالمي بين الصناعة المادية وعلم المخطوطات‪ ،‬ص‪.13‬فضة ميلود‪ :‬بين الكوديكولوجيا و التحقيق‪ ،‬ص‪.31‬فؤاد سيد ‪ :‬الكتاب العربي المخطوط وعلم‬
‫المخطوطات ‪ ،‬ص‪ .01‬محمود محمد زكي‪:‬نحو علم مخطوطات عربي ‪،‬ص‪. 120‬‬

‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪191‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫‪ 2‬فضة ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.31‬‬


‫‪ 3‬مصطفى الطوبي‪ ،‬المرجع السابق‪13 ،‬‬
‫‪ 4‬فضة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪34‬‬
‫‪ 5‬فضة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪34-33‬‬
‫‪ 6‬نفسه‪34 ،‬‬
‫‪ 7‬مصطفى الطوبي ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪11‬‬
‫‪ 8‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪20‬‬
‫‪ 9‬ابن خلدون ‪ :‬المقدمة ‪ ،‬ص‪. 404-403‬هارون عبد السالم ‪ :‬تحقيق النصوص و نشرها‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ 10‬محمد المنوني ‪ ،‬تاريخ الوراقة المغربية ‪ ،‬ص‪11‬‬
‫‪ 11‬نفسه ‪ ،‬ص‪12‬‬
‫‪ 12‬العسب ‪ :‬جمع عسب و هو جريد النخل اليابسة‪ .‬أما الكرانيف ‪ :‬جمع كرنافة فهي السعفة الغليظة الملتصقة بجذع النخلة ‪ .‬و األكناف هي أضالعها ‪ ،‬و المهارق هي الصحف البيضاء من القماش ‪.‬‬
‫انظر‪ :‬الحلوجي ‪ :‬المخطوط العربي‪ ،‬ص ‪.22-21‬‬
‫هارون ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪10‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪Stanely . the coins of the moors of Africa and Spain .London.1875‬‬ ‫‪ .14‬حول المسكوكات انظر‪:‬‬
‫‪ 15‬هارون عبد السالم ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.10‬ابن خلدون ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪403‬‬
‫‪ 16‬هارون ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪10‬‬
‫‪17‬القلقشندي ‪ :‬صبح األعشى ‪،‬ج‪ ،2‬ص ‪ . 480‬أيمن فؤاد سيد‪ :‬الكتاب العربي المخطوط‪ ،‬ص‪21‬‬
‫‪18‬هارون عبد السالم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪17‬‬
‫‪ 19‬نفسه ‪ ،‬ص‪17‬‬
‫‪ 20‬سيد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪15‬‬
‫‪ 21‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪147‬‬
‫‪ 22‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪11‬‬
‫‪ 23‬نفسه ‪ ،‬ص‪18‬‬
‫‪ 24‬المنوني ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪17‬‬
‫‪ 25‬محمد المنوني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪18‬‬
‫‪ 26‬محمد بنشريفة ‪ :‬نظرة حول الخط األندلسي ‪،‬ص‪75‬‬
‫‪ 27‬سيد‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪13‬‬
‫‪ 28‬نفسه ‪ ،‬ص‪13‬‬
‫‪ 29‬نفسه ‪ ،‬ص‪13‬‬
‫‪ 30‬انظر عملية صنع المداد ‪ :‬السيد النشار ‪ ،‬في المخطوطات العربية ‪ ،‬ص‪11‬‬
‫‪ 31‬سيد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪14‬‬
‫‪ 32‬ابن الخطيب ‪ :‬اإلحاطة في أخبار غرناطة‪،‬ج‪،3‬ص‪ . 70‬سيد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪14‬‬
‫‪ 33‬مصطفى الطوبي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪15-14‬‬
‫‪ 34‬المزاحي‪ ،‬المرجع السابق‬
‫السيد النشار ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪51‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪ 36‬السيد النشار ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪ .31‬الحلوجي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪181‬‬

‫‪ 37‬السيد النشار ‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪02‬‬


‫‪ 38‬الحلوجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪177‬‬
‫‪39‬بعيون‪ :‬كتابة المصاحف في األندلس ‪ ،‬ص‪141‬‬
‫‪ 40‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪141‬‬
‫‪ 41‬نفسه ‪ ،‬ص‪141‬‬
‫‪42‬المشوخي ‪ :‬نسخ المخطوطات ‪ ،‬ص‪155‬‬
‫‪ 43‬نفسه ‪ ،‬ص‪155‬‬
‫‪ 44‬المشوخي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪155‬‬
‫‪ 45‬نفسه ‪ ،‬ص‪155‬‬
‫‪ 46‬المشوخي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪150‬‬
‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪192‬‬ ‫مجلة التراث‬
‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫‪ 47‬المقري‪ :‬نفح الطيب ‪ ،‬ج‪،4‬ص‪. 210‬بعيون ‪ ،‬المرجع السابق‪158،‬‬


‫‪ 48‬الحميدي ‪ :‬جذوة المقتبس‪ ،‬ص‪. 412‬بعيون ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪158‬‬
‫‪ 49‬ابن بشكوال‪،‬المصدر السابق ‪،‬تر ‪،1540‬ص‪114‬‬
‫‪ 50‬نفس المصدر ‪ ،‬تر ‪،1544‬ص‪113‬‬
‫‪ 51‬محمود ساعاتي ‪ :‬الوقف و بنية المكتبة العربية‪ ،‬ص ‪130‬‬
‫‪ 52‬الونشريسي‪:‬المعيار المعرب‪،‬ج‪،7‬ص‪103-102‬‬
‫‪ 53‬المقري‪ :‬نفح الطيب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪220‬‬
‫‪ 54‬نفس المصدر ‪،‬ج‪، 1‬ص‪.104‬عبد القادر ربوح ‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪100-105‬‬
‫‪ 55‬السيد النشار ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪31‬‬
‫‪ 56‬نفسه‪41 ،32-31 ،‬‬
‫‪ 57‬السامرائي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪133‬‬
‫‪ 58‬المشوخي ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪81‬‬
‫‪ 59‬صالح المنجد ‪ :‬إجازات السماع في المخطوطات القديمة ‪ ،‬ص‪20‬‬
‫‪ 60‬المشوخي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪82‬‬
‫‪ 61‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪137‬‬
‫‪ 62‬نفس المرجع ‪،‬ص ‪ ، 138‬أياد خالد الطباع ‪ :‬منهج تحقيق المخطوطات ‪،‬ص‪ .40‬السامرائي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪183-171‬‬

‫‪ 63‬احمد بن فارس‪ :‬معجم مقاييس اللغة ‪ ,‬ج‪ ,1‬ص ‪414‬‬


‫‪ 64‬السند‪ :‬لغة‪ :‬هو ما يستند اليه أو يعتمد عليه من حائط أو غيره ‪ ,‬ويقال فالن سند أي معتمد‪ ,‬واصطالحا ‪ :‬وهو اإلخبار عن طريق المتن‪ ,‬وقيل‪ :‬هو حكاية طريق المتن‪ .‬والسند هو أيضا ‪ :‬الطريق‬
‫الموصل إلى المتن‪ ,‬أو هو عبارة عن الرواة الذين رووا المتن‪..‬الخير آبادي‪ ،‬المصدر السابق‪ ,‬ص‪73‬‬
‫‪ 65‬إبراهيم حركات‪ :‬التيارات السياسية والفكرية في المغرب (خالل قرنين ونصف قبل الحماية ) ‪ ,‬ص‪34‬‬
‫‪ 66‬محمد عادل عبد العزيز‪ :‬التربية اإلسالمية في المغرب أصولها المشرقية وتأثيراتها األندلسية ‪ ،‬ص ‪ ،08‬ص ‪20-25‬‬
‫‪ 67‬نفسه ‪ ،‬ص ‪20‬‬
‫‪ 68‬حسين دويدار‪ :‬المجتمع األندلسي ‪ ،‬ص ‪403‬‬
‫‪ 69‬نفسه ‪ ،‬ص ‪403‬‬
‫‪ 70‬الضبي ‪ ،‬المصدر السابق ‪،‬تر‪،1181‬ص‪ .538‬دويدار‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪403‬‬
‫‪ 71‬محمد بن مبخوت ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪111‬‬
‫‪ 72‬محمود زكي‪ :‬صناعة تجليد المخطوط في التراث العربي اإلسالمي‬
‫للدرس والتحليل‪ ،‬يُنظر مثالً‪:‬‬
‫ال تعتمد الدراسات التاريخية للتجليد غالبًا على المصادر التاريخية فحسب‪ ،‬وإنما تجمع بينها والمصادر العملية من تجاليد المخطوطات التي تُخضع َ‬
‫‪73‬‬

‫‪ Bosch, Gulnar K. Islamic‬؛‪ Arnold, Sir Tomas & Grohman, Adlof. The Islamic Book‬؛‪Sarre, F. Islamic Bookbindings‬‬

‫‪ Sizirmai, J. A. The archaeology of medieval bookbinding‬؛‪book-bindings: twelfth to seventeenth centuries‬‬

‫الحلوجي‪ ،‬عبد الستار‪ .‬المخطوط العربي‪ ،‬ص ‪ .247-231‬محمود زكي‪ :‬صناعة تجليد المخطوط في التراث العربي اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ 74‬نفس المرجع‬
‫‪ 75‬نفس المرجع‬
‫‪ 76‬نفس المرجع‪ .‬الحلوجي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪240-238‬‬
‫‪ 77‬محمد ماهر حمادة ‪:‬رحلة الكتاب العربي إلى ديار الغرب فكرا ومادة ‪ ،‬ص‪ .30‬جاسم بن محمد ‪ :‬تاريخ الحضارة اإلسالمية في األندلس ‪ ،‬ص ‪ . 151‬علي أدهم‪ :‬منصور األندلسي ‪،‬ص‪23‬‬
‫‪ 78‬محمد عابد الجابري ‪ :‬تكوين العقل العربي ‪ ،‬ص ‪. 302‬آنجل بالنثيا‪ :‬تاريخ الفكر األندلسي ‪،‬ص‪ . 10‬عبد العزيز سالم ‪ :‬محاضرات ‪ ،‬ص ‪212-211‬‬
‫‪ 79‬ريبيرا ‪ :‬التربية اإلسالمية في األندلس ‪ ،‬ص ‪150‬‬
‫‪ 80‬ابن الفرضي ‪ ،‬المصدر السابق ‪،‬تر‪،1212‬ص‪01‬‬
‫‪ 81‬ابن بشكوال‪ :‬المصدر السابق‪،‬تر‪،1541‬ص‪ . 112‬الضبي ‪ ،‬المصدر السابق‪،‬تر‪،1510‬ص‪732‬‬
‫‪ 82‬ابن بشكوال ‪ :‬المصدر السابق‪،‬تر‪،1548‬ص‪114‬‬
‫‪ 83‬المقري ‪ :‬نفح الطيب ‪،‬ج‪،1‬ص‪380-385‬‬
‫‪ 84‬سيد‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪15‬‬
‫‪ 85‬محمد بن مبخوت ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪111‬‬
‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪193‬‬ ‫مجلة التراث‬
‫المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)‬

‫‪ 86‬المنوني‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪ .80‬محمود زكي‪ :‬المرجع السابق‬


‫‪ 87‬سيد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪30‬‬
‫‪ 88‬نفسه ‪ ،‬ص‪37‬‬
‫‪ 89‬محمد بن مبخوت ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪113‬‬
‫‪ 90‬نفس المرجع ‪،‬ص‪112‬‬
‫‪ 91‬نفس المرجع ‪،‬ص ‪114‬‬
‫‪ 92‬محمد بن مبخوت ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪110‬‬
‫‪ 93‬نفسه‪،‬ص‪110‬‬
‫‪ 94‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪203‬‬
‫‪ 95‬سيد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪37‬‬
‫‪ 96‬نفسه ‪ ،‬ص‪38 ،37‬‬
‫‪ 97‬بعيون ‪:‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪151‬‬
‫‪ 98‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪152‬‬
‫‪ 99‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪141‬‬
‫‪ 100‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪152‬‬
‫‪ 101‬نفسه ‪ ،‬ص‪.152‬المنوني‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪21‬‬
‫‪ 102‬بعيون ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪132‬‬
‫‪ 103‬محمد بن مبخوت ‪ ،‬المرجع السابق ‪207-205 ،‬‬
‫‪ 104‬محمود زكي ‪ :‬صناعة التجليد‬
‫‪ 105‬نفس المرجع‬
‫‪ 106‬نفس المرجع‬
‫‪ 107‬من المصاحف والربعات راجع‪ :‬المنوني‪ ،‬محمد‪ .‬تاريخ المصحف الشريف بالمغرب‪ .‬مجلة معهد المخطوطات العربية‪ .‬مج ‪ ،15‬ج‪ :)1101( 1‬ص ‪ . 11-17‬محمود زكي‪ ،‬المرجع السابق‬
‫‪ 108‬نفس المرجع‬
‫‪ 109‬بعيون ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪150‬‬
‫‪ 110‬نفسه ‪ ،‬ص‪151-150‬‬
‫‪ 111‬نفسه ‪ ،‬ص‪151‬‬
‫‪ 112‬سيد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪44‬‬

‫العدد ‪ - 26‬المجلد األول‬ ‫‪194‬‬ ‫مجلة التراث‬

You might also like