Professional Documents
Culture Documents
الملامح-الفنية-في-صناعة-المخطوط-العربي-)شذرات-من-جهود-المسلمين-في-بلاد-الغرب-الإسلامي)
الملامح-الفنية-في-صناعة-المخطوط-العربي-)شذرات-من-جهود-المسلمين-في-بلاد-الغرب-الإسلامي)
الملامح-الفنية-في-صناعة-المخطوط-العربي-)شذرات-من-جهود-المسلمين-في-بلاد-الغرب-الإسلامي)
الكوديكولوجيا مصطلح غربي يعني علم دراسة الكتاب المخطوط أو صناعته ،و باعتبار المخطوط كيان مادي يتكون من مادة
صنعة
يكتب عليها ،ومادة يُكتب بها ،وخط يختار للكتابة ،و أداة تستخدم في الكتابة ،ثم ألوان مختلفة تنضاف إليه منها َ
التجليد.
وتعد صناعة التجليد متممة للجهد و المحافظة على حصيلة الفكر و المحافظة على األوراق الكتاب من التلف ،و التي تهتم
كذلك بالعناية بمظهر الكتاب الخارجي بحيث يتالئم مع قيمته و محتوياته ،وتظهر آثار هذه الصناعة الفنية عل الخصوص فيما
و لعله من الغريب أن كل المؤلفات التي وصلت إلينا عن صناعة الكتاب العربي المخطوط كتبت كلها في الغرب اإلسالمي (
المغرب و األندلس ) ،فرغم أن حرفة الوراقة و هي الحرفة المختصة بإنتاج و توزيع الكتاب فقد لعبت دورا هاما في الحضارة
ومنه ستروم هذه الورقة البحثية إلى التعريف بمالمح الصناعة الفنية للمخطوط العربي ضاربة أمثلة على جهود المسلمين في بالد
المغرب و األندلس (بالد الغرب اإلسالمي ) ،فجاءت هذه الورقة العلمية البحثية موسومة ب :المالمح الفنية في صناعة المخطوط
العربي ( شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي ) ،وفي األخير نسأل الله التوفيق و السداد.
Abstract :
It composed by written substantiae and selected line, coloros have used in the
binding.
It concernt to the outward bearing just to accepted their value and contents.
المصطلح من وضع العاالم الفرنسي ألفونس دان ) ،( A.Dainوهو عالم فيلولوجي مختص في المخطوطات اليونانية
والالتينية والكلمة مركبة من اللفظة الالتينية كوديكس ، codexأي :كتاب ،و اللفظة اليونانية لوغوس logosأو لوغي
logyبمعنى :دراسة أو علم ،فيكون المعنى :دراسة الكتاب أو علم الكتاب ،وقد اقترح لفظ الكوديكواوجيا
codicologyسنة 1144م ،كما أنها دخلت المعجم الفرنسي سنة .1 1151
و كان هذا العلم يعني في أول بدراسة تاريخ المكتبات و المجموعات ،إال أنه أصبح بعد ذلك عني على األخص بدراسة
الشكل المادي للمخطوط ،بصرف النظر عن نص الكتاب ،وموضوعه :حوامل الكتابة ( البردي ،papyrusو الرق
،parchmentو الكاغد ، ) papersو المواد ( اآلالت ) المستخدمة في الكتابة ( األقالم ،واألمدة ،و األلوان ،و
األصباغ ) ،وشكل الكراسات و أحجامها وترتيبها ،و شكل الصفحة و إخراجها وتسطيرها ،وتزويق المخطوط وتذهيبه ،والتجليد
أو التسفير.2...
و قد يرا د به عند القدماء مفهوم الوراقة ،أو كل ما يتعلق بالمخطوطات من كتابة ،وصناعة ،وتجارة ،وترميم ،وما إلى ذلك
،و بقي هذا العلم منحصرا في البعد التاريخي و الفهرسي زمنا طويال ،و يتجلى ذلك عند العديد من العلماء المؤسسين للعلم ،
فالفونس دان مثال يقدم تعريفا م ختلفا لما هو معروف ومتداول عندنا اليوم ،بيد أن يشكل اإلرهاصات األولى لهذا العلم في صورته
المنظمة ،فهو يُدخل في هذا العلم تاريخ المخطوطات وتاريخ مجموعات المخطوطات ،و البحث عن المواقع الحديثة
للمخطوطات ،و مشاكل الفهرسة ،و سجالت الفهارس ،و تجارة المخطوطات و استعمالها ...الخ. 3
و نشير هنا إلى أن العرب قديما اهتموا بجانب له عالقة بعلم المخطوطات ،وان هذا المصطلح غير متداول في وقتهم ،وهذا
الجانب هو صناعة الكتاب المخطوط ،وأدوات الكتابة و األمدة ،وعلى سبيل المثال ال الحصر كتاب صبح األعشى ،تناول فيه
الجزء الثاني – الباب الثاني ) ما يحتاج إليه الكاتب من األمور العليمة ،وهي الخط وتوابعه ولواحقه ،وعالجه في فصلين :
الفصل األول حول آالت الخط ،و فيه ثالث أطراف :األول في الدواة و آالتها ،و الطرف الثاني :في اآلالت التي تشتمل
عليها الدواة ،وهي سبع عشر آلة ،و الطرف الثالث :فيما يكتب فيه ،والفص الثاني :حول الخط وفضله و حقيقته.4
و هذا العلم جديد بالنسبة للتراث العربي المخطوط فقد بدأت كوديكولوجية المخطوطات بالحرف العربي متأخرة عن
كوديكولوجية المخطوطات اليونانية و الالتينية ،و نستطيع أن نعد عام 1180انطالق علم المخطوطات المكتوبة بالحرف
العربي ،فقد في هذا العام أول مؤتمر عن الكوديكولوجيا مخطوطات الشرق األوسط في استانبول ،نظمه مؤلف كتاب المدخل
إلى علم الكتاب المخطوط بالحرف العربي الباحث الفرنسي المرعوف فرانسو ديروش ،وتتابع عقد المؤتمرات عن علم المخطوطات
الشرقية في الرباط سنة ،1112و في لندن عام ، 1113وفي باريس سنة ،1114و في بولونيا بايطاليا سني 2000و
.52002
و بالرغم من مشاركة الباحثين العرب في التأليف في هذا الموضوع اعتبارا من العقد األخير للقرن العشرين ،فقد ظلت هذه
إننا حين نعيد النظر في كل هذه التعريفات التي استعرضناها نالحظ أوال أنها تختلف في بعض معطيات علم المخطوطات ،
بيد أنها تشترك في مجموعة من المفاهيم الجوهرية مثل استعمال مصطلح الحفر في اغلب التعريفات ،و استعمال كلمة العلم.7
عند دراستنا للكتاب العربي المخطوط ينبغي أن نتعرف على مدى توافر هذه المقومات و دورها في نشأة المخطوط وتطوره عبر
القرون ،ونستطيع أن نميز في هذا السياق بين ثالث فئات من أدوات الكتابة العربية .فهو محاولة الكشف عن المكونات األولى
التي تشكلت بها هده الصحيفة ،أو هذه اللفافة و ال غرابة في ذلك إذ علمنا أن لكل مادة من مراحل صناعته مواد خاصة
أسهمت في ايجادها ،و بالتالي إمكانية تعقب صناعة مادة الكتابة بواسطة التحليل الكيميائي لعينات من المادة المقصودة لتحديد
َّ
إن صناعة الورق لم تلبث أن انتشرت في سائر األمصار اإلسالمية ،لم تعد حكرا على خراسان بعد أن نشأت مهنة الوراقة،عقد
ابن خلدون لهم فصال في مقدمته بسط فيه صناعاتهم فقال ":كانت العناية قديما بالدواوين العلمية و السجالت في نسخها و
تجليدها و تصحيحها بالضبط و الرواية ،وكان سبب ما وقع من ضخامة الدولة و توابع الحضارة ،وقد ذهب العهد بذهاب الدولة
و تقلص العمران ،بعد أن كان منه في الملة اإلسالمية بحر زاخر بالعراق و األندلس ،إذ هو كله من توابع العمران و اتساع نطاق
الدولة ،ونـَ َفاق أسواق ذلك لديهما ،فكثر التآليف العلمية و الدواوين ،و حرص الناس على تناقلهما في اآلفاق و األمصار ،
فانتسخت و جلدت و جاءت صناعة الوراقين المعانين لالنتساخ و التصحيح و التجليد و سائر األمور الكتبية و الدواوين ،
و يظهر أن هذه الشروح الثالثة للوراقة خضعت لمؤثرات محلية او زمنية ،فابن الحاج كتب المدخل بالقاهرة وابن خلدون
تجاوب مع مشموالتها أيام ازدهارها ،بينما كانت الطريقة الثالثة تعبيرا عن استعمال الورق على عهد الشرفاء السعديين.10
و قد كانت النساخة تقوم مقام الطباعة في العصر الحديث ،و حتى بعد ظهور المطبعة استمرت النساخة في خطاطة الطباعة
البحرية ،و في كتابات المخطوطات التي لم تنشر بعد ،ولم تفقد أهميتها في المغرب بالخصوص ال من زمن متأخر حيث شاعت
يذكر ابن النديم أن العرب كانت تكتب في أكناف اإلبل ،واللخاف و هي الحجارة البيض العريضة الرقاق ،و في العسب
(عسب النخل) ، 12وأنهم بعد ذلك كتبوا في الجلود المدبوغة ،و يذكر أن الدباغة في أول األمر كانت بالنورة و هي شديدة
الجفاف ،ثم كانت الدباغة ال كوفية ستدبغ بالتمر و فيها لين ،ثم كتبوا في الورق الخراساني ،وكان يعمل من الكتان ،و حدث
صنعة في أيام بني أمية و قيل في الدولة العباسية ،وقيل إن صناعا من الصين عملوه بخراسان على مثال الورق الصيني الذي كان
و يقول ابن خلدون " :وكانت السجالت أوال الستنساخ العلوم وكتب الرسائل السلطانية و االقطاعات و المسكوكات و
الصكوك ، 14في الرقوق المهيأة بالصناعة الجلد ،لكثرة الرقة و قلة التآليف صدر الملة ،كما نذكره ،و قلة الرسائل السلطانية و
الصكوك مع ذلك ،فاقتصروا عل الكتاب في الرق تشريفا للمكتوبات ،وميال إلى الصحة و اإلتقان ،ثم طما بحر التأليف و
التدوين و كثر ترسيل السلطان و صكوكه ،وضاق الرق على ذلك ،فأشار الفضل بن يحيى بصناعة الكاغد ،و صنعه وكتب فيه
العدد - 26المجلد األول 168 مجلة التراث
المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)
رسائل السلطان وصكوكه ،و اتخذه الناس من بع ده صحفا لمكتوباته السلطانية و العلمية ،و بلغت اإلجادة في صناعته ما
شاءت، 15و يسجل الجهشياري أن الورق كان مستعمال بكثرة في أيام جعفر المنصور ،وانه كان يجتلب من مصر ،اذ لم تكن
وقد وجد الرق منافسة شديدة من الكاغد عند ظهوره و خاصة فيما يتعلق بالكتابات التي تنظم معامالت الناس و توثقها ،و
لهذا اصدر الخليفة العباسي هارون الرشيد أمرا ب ":اال يكتب الناس إال في الكاغد الن الجلود و نحوها تقبل المحو و اإلعادة
فتقبل التزوير بخالف الورق فانه متى محي فسد ،وان كشط ظهر كشطه. 17
ويعين ابن النديم فترة من الزمن في ايام الدولة العباسية كانت الناس فيها ببغداد ال يكتبون إال في الطروس – و الطرس في اللغة
:الصحيفة تمحى ثم تكتب – و هذه الفترة هي سنون تلت نهب الناس للدواوين في أيام محمد ابن زبيدة ،وكانت الدواوين في
و الظاهر أن العرب كانوا يكتبون في كل من الجلود و األوراق في عهد الدولة األموية ،وصدر صالح من الدولة العباسية ،وان
الورق لم يستعمل بكثرة ظاهرة إال منذ أشار الفضل بن يحيى البرمكي بصناعة الكاغد.19
وقد ظلت صناعة الورق في الدولة اإلسالمية صناعة مصرية خالصة طوال القرن األول للهجرة ،و أوائل القرن الثاني للهجرة
حتى اخذ الورق الصيني الكاغد مكانه إلى جانبه و استخدم الورق أو الكاغد في مصر بطريقة منقطعة في ق3هـ ،و لكنه لم يعتبر
وقد ظهرت صناعة الورق مع ازده ار حركة التأليف و الترجمة ،وبعد وجود الورق و انتشار صناعته في بغداد ،في الربع األخير
من القرن 2هـ ،فلفظ الوراقة مشتق من الورق ،وأطلقت كتب األدب العربي على الطائفة التي تولت أمر هذه الصناعة اسم
الوراقين. 21
وفي المغرب اإلسالمي كان التحول الستخدام الورق متأخرا حيث ظل الرق هو المادة المستخدمة في الكتابة حتى القرن 5هـ
،بل إن المصاحف المغربية ظلت حتى وقت قريب تكتب على الرق طلبا لطول البناء ،22أما المصاحف و الكتب المكتوبة على
الرق فهي نماذج محفوظة في العديد من المكتبات العالمية للعمل كمدونة للمخطوطات المكتوبة على الرق. 23
كما يظهر إن الوراقة بدأت تزدهر في فاس منذ أواخر المائة الثالثة للهجرة أيام اإلمام اإلدريسي يحيى الرابع 305-212هـ ـ ،
فقد اثبت البكري انه كان ينسخ له عدد من الوراقين ،غير انه ال يزال لم يعرف اسم احد منهم ،ولم يقع العثور على شيء من
مستنسخاتهم ،وفد كانت وراقة المغرب -في هذه الفترة – دون خط األندلس وكان أهلها حسب المقدسي أحدق الناس في
و في هذه الفترة كانت النساخة على الرق ال تزال شائعة في الغرب اإلسالمي ،حيث يالحظ البشاري أن المغاربة لعهد كانوا
ونجد حركة الوراقة و الخطاطة كبيرة على عهد الناصر ،وقد بلغت شأوا عظيما على عهد المستنصر كما هو معروف،وظهر
وراقون وخطاطون وخطاطات توجد أسماء منهم عند ابن الفرضي وابن اآلبار وابن بشكوال وغيرهم .26أما عن صناعة الكتاب :فقد
ح دد القدماء لصناعة الكتاب المخطوط أربعة أركان هي :الكاغد (الورق) و المداد (الحبر ) و القلم (الخط) و التجليد (التسفير
).27
ولم يكن حظ هذه األركان األربعة متوازنا في معارفنا الن القادرين على التمييز و الكتابة و الوعي بضبط التجارب لألجيال يبدأ
اهتمامه بمرحل ة الخط و القلم ويخرجون منها إلى التدوين و التأليف ،و بهذا الجانب الكبير كثر الثراء موثقه أسراره في أدب حافل
أما الركائز الثالث األولى و األسبق في التسلسل من الخط وهي :الورق و الحبر و التجليد فان المادة التوثيقية عنها كانت
في غاية الضحالة ،و لم يكن في مستوى توشيح تقنيات التراث الضخم الذي سلم لنا على الزمن.29
هو الحبر الذي يكتب به ،وقد سمي مدادا ألنه ما تمد به الدواة للكاتب ،و يسمى حبرا ،وكان العرب يجلبون األحبار من
الصين ،كما كانوا يصنعونه في بالدهم من مواد كثيرة بعضها نباتي ،وبعضها حيواني ( عسل النحل ) ،وكانت تستعمل هذه المواد
وهناك أدب محدود وصل إلينا يعرف بصناعة األحبار و األلوان للمعز يدعى محمد بن ميمون المراكشي الحميري، 31و كتاب
تحفة الخواص في طرف الخواص ألبي بكر بن محمد بن محمد بن ادريس بن مالك القضاعي األندلسي من أهل اسطابونة ت
707هـ ،و هو عالم لغوي ،اشتهر بحفظ كتاب سيبويه و كان حجة في العروض و القوافي ،و قد نوه به لسان الدين بن
الخطيب بهذا الكتاب :انه رفع للوزير ا بن الحكيم " ابي عبد الله بن عبد الرحمان اللخمي االشبيلي كتابا في الخواص و صنعة
وهو الفن الذي يعنى بفك الخطوط القديمة ،و رموز الكتابات الثرية ،و النقوش و المسكوكات ،و ذلك بدراسة أشكال
النقود ،وتطور هذه األشكال عبر القرون منذ أن كانت على شكل قضبان و حلقات ،ثم سبائك معدنية مختومة ،إلى أن
أصبحت نقودا بمعناها المعاصر ،ومحاولة قراءة وجهها وظهرها و حل ما تحمله من رموز و أشكال ،ومثل هذا التحليل يسري
كان الناسخ يقوم بتجهيز الكراسات وأنواعها واألشكال الغريبة للكراسات والتأكد من تسلسل النص ،وتسطير الكراسات
باستخدام السن الجاف مع المسطرة وهناك عدة طرق للتسطير وكان عدد األسطر غير منتظم من 26 -22سطر ،المرأة عملت
سادسا :الزخرفة في التراث العربي اإلسالميfrontispies into islamic arab herilag :
و هي األشكال الهندسية و النباتية و الكتابية الزخرفية التي تضاف إلى المخطوط بعد االنتهاء من النسخة لتضفي ناحية
و بما أن اإلسالم ال يشجع على تصوير األشياء الحية لذلك فقد اتجه الفنانون اتجاهات أخرى إلفراغ مواهبهم الفنية رغبة
وحرصا منهم على عدم الوقوع في الشبهات ،وبالتالي أدى إلى خلق عناصر زخرفية و أوجدت مباديء جديدة أثمرت نوعا من
الزخارف مختلفا وطريف ،و أبدعت طرقا إبداعية و صناعية لم تكن معروفة من قبل.36
فأولى الكتب التي كانت وما زالت تجد مكانة عالية في نفوس المسلمين هي المصاحف و هي التي خصها المسلمون بتلك
الزخارف المتنوعة ،فضال عن تجويد خطوطها و تذهيب صفحاتها وفواصل سورها وآياتها ،ومن ثمة زخرفة ما يغلفها من الجلود
.37
ولم تكن هذه األلوان المختلفة من الفن تسير مع كتابة المخط وط جنبا الى جنب ،و إنما كانت تتأخر عنها و تلحق بها ،
فكان النص يكتب كامال ،وكان الخطاط أو الناسخ يعمل حسب الصور فيترك الفراغات الالزمة ،و بعد رسم الصور المطلوبة
يُعد المصحف الشريف من المخطوطات األولى التي خصها الفنانون األندلسيون بجهدهم لتجميله و زخرفته وتطوير أساليب
رسمه وحفظه ،ولقد مهر جمهرة من الخطاطين االندلسيين و المغاربة ببراعة الخط وجماله ،وكتبوا المصاحف. 39
و يتناول هذا مسيرة الخط العربي األندلسي و دخوله إلى بالد المغرب أوال ثم األندلس ثانيا ،حيث كانت القيروان محطته
األولى التي انطلقت منا الحروف العربية إلى بقية األمصار الشمال االفريقي و األندلس ،ومدى التطور الذي حدث له في تلك
الربوع ،ثم استكمال رحلته إلى األندلس و تطوره في تلك البالد و خصائصه وأنواعه ،40كما تتناول اهتمام األندلسيين بتجليد و
بزخرفة المصاحف ،حيث ارتقى األندلسيين درجة رفيعة في هذا الفن ،وكان االهتمام بتجليد القرآن العظيم بالغا و عظيما ،كما
سنلقي الضوء على أشهر الخطاطين األندلسيين (رجاال ونساء ) الذين عكفوا على نسخ وكتابة القران العظيم.41
و قد وضع بعض العلماء شروطا و آدابا لل نسخ الكتب و المصاحف ومن ذلك ما كتبه ابن جماعة الكناني حيث قال :اذا
نسخ شيئا من كتب العلوم الشرعية فينبغي أن يكون على طهارة مستقبال القبلة طاهر البدن و الثياب ....و يبتديء كل كتاب
بكتابة بسم الله الرحمان الرحيم فان كان الكتاب مبدوء فيه خطبة تتضمن حمد الله تعالى و الصالة على رسول الله كتبها بعد
-1احمد بن عمر الشعري ت 300هـ الوراق المقريء ،قرطبي يكنى أبا بكر ،كان يكتب المصاحف و ينقطها ،و كان الناس
-2ومن الخطاطين سليمان بن محمد المعروف بابن الشيخ القرطبي ت نحو 110هـ ،كان خطاطا بديع الخط ،فكتب بخطه
مصاحف كثيرة ،واستمر على ذلك من أول نشاته بقرطبة ،و حتى وفاته بطليطلة بعد ذلك.44
-3و ينسب إلى الوراق محمد بن إسماعيل بن محمد المعروف بحبيش القرطبي مهارته الفائقة في كتابة المصاحف ،حتى انه
كان يكتب المصاحف في جمعتين او نحوهما ،وكان أبوه إسماعيل متوليا قضاة اشبيلية للمستنصر األموي ،و بناء عليه فان
-1ومن الخطاطين المشهورين في األندلس محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن مفرج األنصاري ،أبو عبد الله بن غطوس
ت 610هـ ،خطاط األندلس الشهير من بلنسية ،كان وحيد عصره في كتابة المصاحف باألندلس ،انفرد في وقته بالبراعة في
كتابة المصاحف ،ويقال انه كتب ألف نصحف ،تنافس فيها الملوك وكبار الناس ،وكان قد آلى على نفسه أال يكتب حرفا إال
وممن برعن من النساء األندلسيات في الخط عائشة بنت احمد ،وهي شاعرة قديرة عفة جريئة أديبة خطاط ةدينة ،قال عنها
ابن حيان في المقتبس :لم يكن في زمانها من حرائر األندلس من يعدلها علما و فهما وأدبا و شعرا و فصاحة ،تمدح الملوك و
تخاطبهم بما يعرض لها من حاجة ،وكانت حسنة الخط ،تكتب المصاحف ،وماتت عذراء و لم تنكح ت 100هـ.47
ومن الخطاطات األديبة صفية بنت عبد الله الربي ت117هـ كانت جميلة الخط ،مشهورة بذلك ،وحدثت أن عابت خطها
فسوف اريك الدر في نظم اسطري و عائبة خطي فقلت لها اقصري
48
ليبدو بها خطي فقلت لها انظري فخطت بآبيات ثالث نظمتها
ويمكن أن نذكر من سيدات الطبقة العليا بقرطبة ممن اشتهرت بحب الكتب ووقفها راضية موالة الناصر ،و أعتقها ابنه الحكم
،وتزوجت لبيب الفتى ،وكان يعمل موظفا في قصر الخالفة ،وانتهى المطاف بكتبها (وقف) إلى أبي محمد بن خزرج ،وعمرت
طويال ،فعاشت مائة عام ونيف.49وخديجة بنت جعفر بن نصير ،وزوج عبد الله بن أسد الفقيه ،وقفت مكتبتها على ابنتها. 50
يعتبر تنظيم المكتبة و إدارتها ،بل تنظيم النسخة الموقوفة أحيانا وتقيَّد استخدامها ،وهنا نصل إلى قناعة أن أساس بنية المكتبة
فهو إن كان سببا في قيامها ،فقد كان منطلق تنظيمها و إدارتها على ركائز ،وقواعد محددة في الغالب بغض النظر عن صالحية
أ -طرق إثبات الوقف :هناك ثالث طرق استخدمت في إثبات الوقف واإلعالن عنه وهي :
-كتابة وثيقة شاملة تبين الحدود واألهداف العامة وتُ َّسجل أمام القضاء .
-ختم صفحة العنوان وصفحات غيرها بخاتم يدل على الوقف .
كتابة نص الوقف على الكتاب نفسه :ويبدو أن هذا النمط هو أقدم ما استخدم إلثبات الوقف واإلعالن عنه ،و هو أمر طبيعي
مرده أن الوقف بدأ بنسخ مفردة من المصاحف ،كانت تكتب على نصوص وقفية قصيرة يشار إليها باسم الواقف والتاريخ الذي تم
فيه الوقف ،فمن أقدم النصوص الوقفية والتي أثبتت في آخر الكتاب اإلحاطة بتاريخ غرناطة للسان الدين الخطيب في النسخة التي
وقفها السلطان الغرناطي أبو عبد الله محمد النصري في المدرسة اليوسفية وكتب نصها القاضي والوزير يحي بن عاصم ،ويعد هذا
وقد وقف سلطان األندلس من كتاب اإلحاطة نسخة على بعض مدارس غرناطة كتب بن عاصم حجة الوقفين بخطه سنة
120هـ1120/م ، 52وتثبت فيها من الفوائد ما قاله أبو عبدالله بن الحداد الشهير بالوادي أشي -نزيل تلمسان -قال :كان على
ظهر النسخة الرائعة الجمال ،والفائقة الكمال ،من اإلحاطة بتاريخ غرناطة المحبسة على المدرسة اليوسفية ،من الحضرة العليا بخط
قاضي الجماعة ،ومنفذ األحكام الشرعية المطاعة ،صدر البلغاء وعلم العلماء أو وحيد الكبراء ،الوزير الرئيس المعظم أبي يحى بن
عاصم رحمه الله تعالى(ت120هـ 1120/م) ...فال حقاه أن كتاب اإلحاطة للشيخ الرئيس ذي الوزارتين لسان الدين بن
الخطيب(ت776هـ1371/م) من أثر هذه الدولة النصرية –أدامها الله تعالى بكل اعتبار ،53"....ويضيف ":إنما هو حسنة من
حسنات هذه الدولة النصرية الكريمة ،ونشأة من نشآت حدودها الشامل. 54"...
اهتم النساخ و الكتاب طوال عصر المخطوطات بالشكل العام للمخطوط ،اضافة الى اهتمامهم بالترتيب العلمي له و توثيق
معلومات ه ،و كل ذلك الخراج المخطوط في صورته النهائية /ومن ذلك حرصهم الشديد الى استواء السطور و استقامتها ،و
و لعل الطريقة الفنية التي كانت متبعة في التسطير هي الضغط على أماكن السطور في الصفحة ،وترك اثر رقيقا .56
وتعني تملُّك النسخة وكان العرب يدونون أسماءهم على المخطوطات ويكتب االسم والتاريخ والمدينة ،وتكون مصحوبة بختم
يوضع في صفحة العنوان على شكل دائري أو مربع آو مستطيل صغير الحجم ؛وقد نجد ختم صاحب النسخة ،ثم ختم آخر
يحمل توقيع االبن ؛ كما أن هناك أختام للملوك واألعيان وأصحاب السيادة في الدولة.
ويلحق يتقييدات الوقف ما يجده المفهرس من تقييدات التملك أو القراءة ،أو المطالعة ،أو المفارضة ،أو غيرها من التقييدات
،تتقيد والدة أو وفاة ،أو قدوم قاض أو وال أو غير ذلك ،و هي عادة ما تكون مثبتة في صفحة العنوان ،أو في أثناء صفحاتها
عرف المحدثون السماع من الشيخ بقولهم :أن يح ّد ث المحدث الراوي بحديث أو خبر ،أكان ذلك الحديث شفاها من
فقد جرت عادة العلماء القدماء أن يقرأوا الكتاب المخطوط على يد شيخ عالم كبير ،و ان يثبتوا أسماء الذين قرأوه عليه في
آخر النسخة المخطوطة ،وعلة هذا فإننا نصادف كثيرا من إجازات السماع ،أو إجازات االقراء في آخر نسخ المخطوط. 59
و قد استعمل المحدثون السماع أو التسميع و القراءة بعد ان أصبح االعتماد في نقل السنة الشريفة على المصنفات التي يراد
بها جمع ما ترفق في الصحف و ،األجزاء و النسخ فانصرفت همة العلماء الى ضبط هذه المصنفات ،والتحري في نقلها ،
واستخدمت مجالس التحديث وسائل لهذا الضبط ببيان من قرأ الكتاب عليه أو تلقى منه .60
هي الكلمات التي تثبت في آخر كل صفحة لتدل على أول كلمة من الصفحة القادمة و هي تدل على تتابع النص.61
فالتعقيبة قد تكون كلمة أو جزء من كلمة أو عبارة أو رقما يكتب في آخر كل صفحة ،سواء كان ذلك داخل الجدول أو اإلطار
62
– أي في حدود النص – أو تحت نهاية السطر األخير في الصفحة اليمنى ،أي في الزاوية السفلى إلى يسار الصفحة اليمنى
وتعني أن يقوم الطالب بشرح كتاب من تأليف شيخه ،وكانت اإلجازات توضع في أوائل الصفحات ،وقد بدأت اإلجازة تكتب
في القرن الخامس هجري حتى القرن العاشر هجري ثم اصبحت نادره جداً وكانت توجد في كتب الحديث والقراءات .وقد عرف
مصطلح اإلجازة العلمية تطورا كبيرا حتى أنه يصعب تحديد تعريف شامل مانع لها ،ويتعدد مفهومها اللغوي وسنذكر أهم داللتها
اإلجازة مشتقة من الفعل جوز ,و قد تأتي بمعنى :بمعنى السير أي جزت الموضع سرت فيه وتأتي بمعنى القطع ,يقال :أجزته
واإلجـ ـ ـ ـ ـ ـازة إذن لطالب بأن يلقن نفس المعارف التي تلقاها عن شيخه بنفس السند 64الذي يمتد عادة إلى عدة أجيال ,ففي
نهاية دراستـ ـ ـ ـه عن أي شيخ يكون من حق الط ـ ـ ـ ـالب أن يستجيزه ,وكلما كثر الشيوخ واإلجازات كان ذلك دليال على سعة إطالعه
فهي ضرورة علمية يحرص عليها العالم لضمان انتشار علمه صحيحا خليا من التحريف واألغالط بقدر اإلمكان،ويحرص عليها
المتعلم لينال علما مضبوطا ال شك في نسبته إلى صاحبه وليثبت انتماؤه إلى عالم موثوق فيه ،ومن ثمة كانت اإلجازات عمال
وإذا كانت اإلجازة شهادة علمية أو م هنية أو ترخيصا بتحصيل الطالب مادة معينة ،أو إذنا له برواية علم من العلوم فإنها في
الوقت نفسه لم تكن درجة علمية تحدد مكانة علم من العلوم ، 67واإلجازات العلمية كانت معروفة في المشرق فقد انتقلت إلى
األندلس بانتقال الكثير من علماء المشارقة ،وأصبح منح األستاذ اإلجازة لطالبه أمرا شائعا بعد تتلمذهم عليه(.)68وكانت تسجل
ولم تكن هذه اإلجازات مقصورة على الرجال بل النساء أيضا ،كما ذكر أبو عمر الداني (عثمان بن سعيد) المعروف بابن
الصيرفي( ت 111هـ 1000/م )":كان يقرأ بالمرية ،وقرأت عليه امرأة تدعى ريحانة ،وكانت تقعد خلف ستر ،ويشير إليها
بقضيب في يده إلى الوقف ،وأنها أكملت السبع عليه وقرأت عليه خالف السبع روايات وطالبته باإلجازة ،فكتب لها بإجازتها
النحوي عامة
المقرئ الواقف على العلوم
واللغوي
صناعة التجليد إحدى أركان صناعة المخطوط الذي يعنى بالدراسة المادية للكتاب ،وهي عند المسلمين فن قائم بذاته ،وتعني
تغليف الكتاب بوضع كساء من جلد له ،وتسمى عند متأخري أهل المغرب التسفير ، 71وتعد هذه الصنعة هي المرحلة االخيرة
من انتاج ال مخطوط يجتمع فيه الجانبان الصناعي و الفني ،أما الصناعي المتثل في عمليات الصنعة و اجراءاتها ،واما الفني
لص َنعة تجليد المخطوطات ،والعمليات واإلجراءات المتخصصة فيها من مثل الخزم والحبك
لم تسمح الطبيعة الصناعية والفنية َ
الصنـ َعة بكبير تناول لها ،على خالف
وكسوة الجلد وما يتبعها من زخرفة وتذهيب ونحوها؛ لم تسمح لغير المصادر المتخصصة في َ
المجلّدين وأخبارهم
ما ورد في هذه المصادر غير المتخصصة (أو المصادر العامة) حول تاريخ التجليد وتطوره ،وأشهر البلدان فيها ،و ُ
وتراجمهم ،ونحو ذلك من مباحث تاريخ التجليد وتطوره؛ فكتب التاريخ والتراجم والبلدان وكتب األدب واإلنشاء وغيرها ،تزخر
واأل ُُدم والعقيق والرقيق"،75وقد ورد عن الجاحظ والهمداني والمسعودي وغيرهم إشارات مشابهة.76
ويصف المستشرق رينهارت دوري الخليفة الحكم " :لم يسبق أن تولى حكم إسبانيا حاكم عالم بهذه الدرجة ،ورغم أن جميع
أسالفه كانوا رجاال مثقفين و أحبوا أن يغنوا مكتباتهم فإن أحدا منهم لم يبحث بشغف ونهم عن الكتب النادرة والثمينة كما فعل
الحكم ، 77وقد كان للمستنصر عمال مكلفون بتجليد واستنساخ الكتب القيمة قديمة أو حديثة ،وكان قصره حافال بالكتب و
أهلها حتى بدا كأنه مصنع ال يرى فيها إال ناسخون و مجلدون ومزخرفون.78
وكان يعمل في مكتبته أمهر المجلدين الذين جاء بهم من صقلية وبغداد ،ومعهم جمهرة من الفنانين رسامين وخطاطين
تقدم إلى لجنة من كبار العلماء تقوم بمعارفتها وتصحيحها وتدفع لهم الدولة مرتباتهم في سخاء. 79
ومن هؤالء العلماء الثقافة الواسعة الذين كانوا يعملون في خدمة الحكم :
-محمد بن يحي بن عبد السالم األزدي النحوي ،أصله من جيان واستقر بقرطبة ،وكان فقيها و إماما موثوقا ،جيد النظر
دقيق االستنباط ،حاذق بالقياس ،نظر الناس عنده في اإلعراب و أدب عند الملوك و استأدبه الناصر رضى الله عنده البنه
-ومن الخطاطين الذين عملوا في خدمة المستنصر اشتهرت لُبنى وكانت كاتبة له ،حاذقة بالكتابة ،نحوية شاعرة ،بصيرة
-و فاطمة بنت زكريا بن عبد الله ،الكاتب المعروف بالشبالوي مولى بنب أمية ،كانت كاتبة جزلة ،عمرت كثيرا ،
واستكملت أربعا وتسعين سنة ،تكتب على ذلك الكتب الطوال ،وتجيد الخط وتحسن القول. 82
-وكان تليد الخصي ،وهو من أكبر موظفي البالد ،يعمل خازنا (أمينا) على المكتبة ومشرفا عليها ،ومهمته أن يمدها بكل
جديد ،ويتابع فهارسها والحفاظ على كتبها ،وبلغت فيها طبقا لروايته أربعمائة ألف مجلد.83
وفيما يخص التجليد أو التسفير فقد وصلت إلينا بعض المؤلفات ذات القيمة على ندرتها أقدمها كتاب التيسير في صناعة التسفير
للفقيه بكري بن ابراهيم االشبيلي ت 621هـ ،وارجوزة تدبير السفير في صناعة التسفير لشخص يدعى ابن آبي حميدة الذي عاش
في القرن 0هـ ثم الرسالة التي كتبها ابو العباس احمد بن محمد السفياني ق 10هـ عن صناعة التسفير و حل الذهب ، 84وكتاب
كيفية تسفير الكتب للقاضي عبد العزيز بن أبي بكر الرسموكي ت 1060هـ .85
ومن التراث المفقود :منظومة في التَّسفير ،ألبي العباس أحمد بن الحسن بن يوسف الصالحي الزحلي الشفشاوني ،الشهير بابن
عرضون (ت 002هـ) ،والذي نقلت مخطوطتين من مخطوطات السفياني ،عنها أربعة أبيات في آداب تبطين الكتب ،86وكذلك
الر َعيني .وعسى األيام أن تأتي لنا بهذه النصوص ونصوص أخرى
المنقول كالم منثور ،كما نقلت عن شخص يُدعى نبيل بن نبيل ُّ
و لعله من الغريب أ ن كل المؤلفات التي وصلت إلينا عن صناعة الكتاب العربي المخطوط كتبت كلها في المغرب و األندلس
،فرغم ان حرفة الوراقة و هي الحرفة المختصة بإنتاج و توزيع الكتاب فقد لعبت دورا هاما في الحضارة اإلسالمية ،فانه لم يصلنا
ومع ذلك فان ما وصلنا من هذه المؤلفات على نذارته فهو مفيد ومتكامل ،وهو يتعلق بصناعة التجليد التي تعد صناعة متممة
للجهد و المحافظة على حصيلة الفكر و المحافظة على األوراق الكتاب من التلف ،و التي تهتم كذلك بالعناية بمظهر الكتاب
الخارجي بحيث يتالئم مع قيمته و محتوياته ،وتظهر آثار هذه الصناعة الفنية عل الخصوص فيما وصل إلينا من مصاحف كريمة
و ربعات شريفة.88
و قد أشار اليها الناظم بقوله :وسميته بتدبير السفير في صنعة التسفير و المولى نصير
وكذالك ورد العنوان في النسخ المخطوطة،و أول من اشار اليها عبد الستار الحلوجي و علي عبد المحسن زكي في تحقيقهما
لكتاب عمدت الكrتاب و عدة ذوي األلباب لألمير معز ابن باديس الصنهجي و ذلك سنة.891071
و أول من نشر هذه المنظومة المستشرق البولوني أدم جاسيك في العدد السادس من مجلة مخطوطات الشرق األوسط الهولندية
بعنوان منظومة ابن أبي حميدة التعليمية .وقد أورد نصها بالعربية في آخر دراسته . 90أما نص عنوانها باالجنبية:
فهو عبد الرحمان ابن عبد الله ابن محمد ابن أبي حميدة المستغانمي ،و قد ترجم له الزركلي بقوله ":ابن أبي حميدة بعد
تظم المنظومة في أولها بعد صفحة التمليك (:بسم الله الرحمان الرحيم ،صلى الله على سيدنا و موالنا محمد وعلى آله وسلم،هذا
تأليف الفقيه النزيه الشيخ سيدي عبد الرحمان ابن ابي عبيدة رحمه الله –آمين و صحح في الهامش كلمة عبيدة ب حميدة.92
العدد - 26المجلد األول 181 مجلة التراث
المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)
و آخرها كمل و الحمد الله رب العالمين و الصالة والسالم على سيدنا محمد خاتم النبئيين و سلم تسليما ،وكتب من خط
مصحف ال يقرا إال بمشقة التأمل و كتب كما وجد ،و الله ولي التوفيق ،و ال حول وال قوة إال بالله ،كتبه محمد بن .93)...
وتمتد المقدمة من البيت األول الى البيت الخامس و الخمسين ،أعقبه بذكر باب في الغراء و فيه ثالثة وجوه ،وفصل في
البطانة وتركيب المسطرتين ،ويتكون هذا الباب من سبعة عشر بيتا ،وخصص الباب الثاني للتحريف هو القص ،ويتكون من ستة
أبيات ،والباب الثالث في حكم الشبيكة ،ويتألف من واحد وعشرين بيتا ،والباب الرابع في الجلد و ما يتعلق به ،وفيه فصل في
الوشم و المراشم ،وفصل في الختم بذكر بعض الشروط ويتكون هذا الباب من ست و ستين بيتا.94
و تعتمد هذه الصناعة على توظيف بعض المواد المفردة مثل :الجلد و الحرير و الورق و الخشب و الخيط و الغراء باإلضافة
إلى حرفية الصانع في الحبك و القطن و الوشم و الرسم وغير ذلك .95و يورد عمدة الكتاب و هو أقدم نص متكامل يعرف
اآلالت المجلد و مناقشه و يشرح طريقة الحبك و كيفية اختيار الجلود و إعدادها و شدها وبشرها و طريقة تثبيتها ،كما ان كتاب
بكر بن ابراهيم االشبيلي يشرح فيه خطوات عملية التجليد الكتب و صناعتها و يقع الكتاب في 20بابا يقسم بعضها إلى
ويعد عمل المجلد استكماال لعمل الخطاط و المذهب و المصور ،وكان الجميع يتعاونون تعاونا كامال إلخراج المخطوطات
لتبدو فيها الوحدة و الجمال و الفخامة .وكانت العناية بمظهر الكتاب الخارجي عظيمة ليتحقق جماله و متانته .و لم تقتصر
97
الزخرفة على الغالف الخارجي لجلدة الكتاب ولسانه ،و لكنها امتدت إلى باطن الغالف ،إذ زينت هي األخرى أبدع تزيين.
وكان االهتمام بت جليد القرآن العظيم و الكتب في األندلس بالغا و عظيما .كان لألندلسيين اهتمام كبير بالكتب و المصاحف
،و بترميمها و صيانتها و حفظها في محافظ جلدية وصناديق خشبية ،و بخاصة المصاحف الكبيرة الحجم ،وفي أجزاء كثيرة و
و قد نالت مدينة مالقة قصب ا لسبق في صناعة الجلود عامة ،وتجليد الكتب تجليدا فاخرا ،فأسهمت بدور فعال في تطور
هذا اللون من فنون الكتاب حتى بلغ تجليد الكتاب في األندلس –من وراء إسهام هذه المدينة العظيمة –درجة رفيعة ليس في
كما ذكر ان الخليفة الناصر كان يجمع في بالطه في قرطبة حذقة المجلدين و النساخين ،و كان له من الكتب ما لم يكن احد
لمثله ،وكان قصره حافال بالكتب و أهلها حتى بدا كأنه مصنع ال يرى فيه إال نساخون و مجلدون و مزخرفون يحلون الكتب
و كان الهتمام الخلفاء بالكتب و تجليدها وتحليتها أثر كبير في ذلك ،ومن أكبر الدالئل على هذا اهتمام الخليفة عبد المؤمن
بن علي ،مؤسس دولة الموحدين بالمغرب (حكم 001-021ه )1162-1120/بتجليد مصحف عثمان وهو أحد المصاحف
التي أرسلها الخليفة عثمان بن عفان إلى األمصار،و الذي أهداه إليه أهل قرطبة .وكان حريصا على تجليد هذا المصحف و تحليته
و من المجلدين المعروفين في عصر الموحدين عمر بن مرجي اإلشبيلي ،وكان يرصع جلود المصاحف بالجواهر .ومن المجلدين
المعروف ين هذا العصر أبو عمرو بكر ابن إبراهيم بن المجاهد اللخمي اإلشبيلي ،نزيل فاس و مراكش (621أو620ه) ،101وقد
وضع هذا رسالة في استعمال لوح ،ثم المصاحف الملوحة،و تخصص الرسالة –لألوعية المصحفية –البابين السادس عشر ،و
السابع عشر:باب العمل في األقربة المبنية ،وفي ختام هذا الباب ترد إشارة إلى صفة عمل أوعية جلدية للمحابر و األحقاق و
األدراج و األغشية و غيرها ،مع تخصيص باب على ِح َدة لطريقة العمل في إعداد رقعة جلدية لحفظ السكين و المقروضين ،أو
لصيانة األقالم.102
ت -أدوات التسفير :أشار الناظم بكر بن أبي حميدة الى أدوات التسفير و طرقة ،و هي: 103
أيضا تفضيالت بين غراء النِّشا واألشراس واستخدامهما بين ُمجلِّدي الكتب في
الصنـ َعة)؛ فقد ورد عند المقدسي ً
المهمة في َّ
-3الخيط :و هو سلك رفيع من النسيج يخاط به أو ينظم فيه خرز أو نحوه.
-1اإلبر :واحدها ابرة و هي أداة دقيقة يخاط بها طرفيها محدد و األخر مثقوب.
-0المساطر :واحدها مسطرة و هي آلة ذات حافة معتدلة ترسم بها الخطوط المستقيمة.
-7المبرد :أداة بها سطوح خشنة تستعمل لتسوية األشياء أو تشكيلها بالتآكل.
-12المراشم :قوالب من حديد تحفر عليها بطريقة بارزة أو غائرة زخارف أو أجزاء من زخارف يطبعها على سطح الجلد إما
الحالج كان منها ما هو ُمبطَّ ٌن بالديباج والحرير ،وما ورد عند شهاب الدين المقري (ت 1011هـ) من وصف َّ
106
مطول للمصحف
العظيم الذي أهداه أهل قرطبة لعبد المؤمن بن علي الموحدي (ت 001هـ) ،وما صنع له من صناديق وأغشية نفيسة ُم َّ
حالة
رصعة بأنواع الياقوت والحجارة الكريمة ،107وكذلك السجل المخطوط الذي وصل إلينا لمكتبة جامع القيروان
وم َّ
بالذهب والفضةُ ،
قديما فيه أوصاف في غاية الفائدة في معارفنا بهذا الصدد.108
ً
عندما يقوم الخطاط بكتابة الخطوط يترك الفراغات الالزمة لتزيين بعض صفحات الكتاب و حواشيه و بدايات الفصول و
نهاياتها،فضال عن الصفحات األولى و األخيرة .و يقوم بهذا العمل فنان متخصص في رسم الزخارف باأللوان المختلفة ،ثم يسلم
المخطوط بعد ذلك للمذهب الذي يقوم بتهذيب و تلوين هذه الرسوم .وكان بعض الرسامين يجيدون التذهيب أيضا ،لذلك حرصوا
على إضافة كلمة مذهب قرين أسماءهم صفة يعتزون بها. 109
ويُ ُّ
عد المصحف الشريف من المخطوطات األولى التي خصها الفنانون بجهدهم لتجميله و زخرفته،وتطوير أساليب رسمه وحفظه
.وطبيعي ان تكون كتابة المصاحف أول الميادين التي عمل فيها الخطاطون و المذهبون ،وقد كانت العناية الفائقة بالخط سببا في
تطويره على يد خطاطين فنانين تفننوا في تجميل حروفه و تقويسها و مدها،و زخرفة رؤوسها و ذيولها باألوراق واألزهار والسيقان
،حتى انفرد الفن اإلسالمي من بين فنون العالم اجمع بالخط الزخرفي الذي استعمل في أوسع نطاق ،و في جميع المنتجات
الفنية.110
الجلَد و
الخطوط المنسوبة لألندلسيين ،لها حسن فائق ورونق وبهاء ياسر األلباب ،وترتيب يشهد لمن كتبها بقوة الصبر و َ
اإلتقان.111
-استخدمت طرق كثيرة في التذهيب منها الضغط بالذهب المصهور أو الضغط بصفائح الذهب تحت القوالب الساخنة المنقوشة
،وكذلك وضع تلك الصفائح على الزخارف المضغوطة ،و إعادة الضغط عليها.112
خاتمل ل للة
لم تقتصر عناية الحضارة اإلسالمية على العلوم الدينية والمعارف العقلية ،وإنما امتدت لتشمل العلوم التطبيقية والصناعات اليومية،
فضال عن العناية البالغة بالفنون واآلداب ،ومن أهم هذه الصناعات ذات الصبغة الفنية ،صناعة المخطوط؛ مخزن المعارف وسجل
ً
كما نجد من خالل المصادر و المراجع إلى تعدد مفاهيم علم المخطوط و صناعته ،غير أنها تشترك في كونه وعاء ماديا
بخالف متن النص ،فظهرت مصطلحات ،الكوديكولوجيا ،وأثرية النص الحفري ،وعلم االكتناه وما يرافقه من تجليد وتذهيب
عددا من النُّصوص التي اختصت بصناعة المخطوط وتفاصيلها الفنية؛ من تركيب األحبار،
وقد حفظ لنا التراث العربي الزاخر ً
صنـ َعة التجليد. ِ
أيضا الكالم على َ
ساخة ،وغيرها ،وقد تضمن بعضها ً
وصنع الورق ،والنّ َ
ُ
و كان الهتمام الخلفاء بالكتب و تجليدها وتحليتها أثر كبير في ذلك ،ومن أكبر الدالئل على هذا اهتمام الخليفة عبد المؤمن
بن علي ،مؤسس دولة الموحدين بالمغرب (حكم 001-021ه )1162-1120/بتجليد مصحف عثمان وهو أحد المصاحف
التي أرسلها الخليفة عثمان بن عفان إلى األمصار،و الذي أهداه إليه أهل قرطبة .وكان حريصا على تجليد هذا المصحف و تحليته
المصادر بالعربية:
-ابن بشكوال(أبو القاسم خلف بن عبدالملك ت071هـ1112/م) :الصلة ،دار الكتاب المصري اللبناني ،مصر وبيروت،
1010م .ط.1.
-الحميدي (أبو عبد الله محمد بن أبي نصر األزدي ) :جذوة المقتبس من أنباء أهل األندلس ،ط ،1دار الكتب العلمية ،
لبنان1007 ،م.
-الحميري ( أبو عبد الله محمد بن فتوح بن عبد الله بن عبد المنعم ت 166هـ1161/م ) :الروض المعطار في خبر
-ا بن خلدون ( ولي الدين عبد ارحمان ت 101هـ ) :المقدمة ،ط ،1دار الفكر ،لبنا 2003 ،م.
-ابن سعيد :المغرب في حلى المغرب ،وضع هوامشه :خليل المنصور ،ط ،1دار الكتب العلمية ،بيروت 1011،م،ج.1
-الضبي (أحمد بن يحى بن أحمد بن عميرة الضبي ت000هـ1202/م) :بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل األندلس
علمائها وأمرائها وشعرائها وذوي النباهة فيها ممن دخل إليها أو خرج عنها،تحق :إبراهيم اإلبياري،ط ،1دار الكتاب المصري
-ضيف مصطفى :إجازات حديثيه جزائرية ,دار التوفيقية ,مسيلة الجزائر ,ط 2012 ,01م,
-عبد العزيز محمد عادل :التربية اإلسالمية في المغرب أصولها المشرقية وتأثيراتها األندلسية ،الهيئة المصرية العامة
-عبد الواحد المراكشي :المعجب في تلخيص أخبار المغرب ،القاهرة 1063 ،م.
-ا بن فارس أحمد :معجم مقاييس اللغة ,تحقيق عبد السالم محمد هارون ,دار الجيل ,بيروت ,لبنان ,ج ،1دت.
-ابن الفرضي (أبو الوليد عبدالله بن محمد بن يوسف بن نصر األزدي ت103هـ1012/م) :تاريخ علماء األندلس ، ،الدار
-المقري (أبو العباس أحمد بن محمد التلمساني ت1011هـ1631/م):نفح الطيب من غصن ،األندلس الرطيب ،وذكر
وزيرها لسان الدين بن الخطيب ،تحق :حسين مؤنس ،دار صادر ،بيروت1011 ،م،ج،1ج،2ج،3ج،1ج.0
-ابن منظور :لسان العرب ,دار صادر ,بيروت ,لبنان ,ط ,1003 ,03ج.1
المراجع بالعربية:
-آبادي محمد أبو الليث الخير :معجم مصطلحات الحديث وعلومه وأشهر المصنفين فيه ,دار النفائس ,عمان
األردن,ط2000 , 01م.
-أيمن فؤاد سيد :الكتاب العربي المخطوط و علم المخطوطات ،ط ،1الدار المصرية اللبنانية ،لبنان ومصر 1007 ،م.
-بالنثيا ،آنخل جنتالث :تاريخ الفكر األندلسي ،تر :حسين مؤنس ،مكتبة الثقافة الدينية ،مصر( ،د.ت).
-بعيون سهى :كتابة المصاحف في األندلس ،مجلة البحوث و الدراسات القرآنية ،ع ،7السنة الرابعة.
-بلغيث ،محمد األمين :الحياة الفكرية باألندلس في عصر المرابطين( ،جزءان)( ،أطروحة دكتوراه دولة غير منشورة) ،إشراف
األستاذ الدكتور عبدالحميد حاجيات ،قسم التاريخ ،كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،جامعة الجزائر2001/2003 ،م.
-الجابري ،محمد عابد :تكوين العقل العربي،ط ،6مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت1001 ،م.
-جوتهالف جستراسر:أصول نقد المصادر ونشر الكتب ،تحق:محمد حمدي البكري،ط،2دار الكتب المصرية و الوثائق
القومية،القاهرة1000م.
-حامد الشافعي دياب:الكتب والمكتبات في األندلس ،ط،1دار أنباء للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة1001 ،م.
-حركات إبراهيم :التيارات السياسية والفكرية في المغرب (خالل قرنين ونصف قبل الحماية ) ,دار الرشاد الحديثة ,الدار
--حسبالوي ،نسيم :الحياة الفكرية في األندلس في عهد الدولة األموية (422-133هل1031-751/م)( ،رسالة
ماجستير في التاريخ اإلسالمي) ،إشراف الدكتور بلغيث محمد األمين و أ.د عبدالحميد حاجيات ،قسم التاريخ ،كلية العلوم
-حسن إبراهيم حسن :تاريخ اإلسالم السياسي والديني والثقافي واالجتماعي ،ط ،1مكتبة النهضة المصرية1006 ،م،ج3
-حمادة ،محمد ماهر ،رحلة الكتاب العربي إلى ديار الغرب فكرا ومادة ،القسم األول ،دراسة منهجية النتقال الفكر العربي
اإلسالمي والكتاب العربي إلى ديار الغرب وأثره في النهضة األوربية،ط ،1مؤسسة الرسالة ،بيروت1002 ،م.
-الحلوجي عبد الستار :المخطوط العربي ،ط ،2مكتبة مصباح ،جدة 1010 ،م.
-حمدي عبد المنعم حسين:دراسات في التاريخ األندلسي ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية 1000،م.
-ريبيرا ،خوليان :التربية اإلسالمية في األندلس ،أصولها المشرقية وتأثيراتها الغربية ،تر :الطاهر أحمد مكي ،دار المعارف،
القاهرة1077 ،م.
-الطباع ،إياد خالد :منهج تحقيق المخطوطات ،ط ،1دار الفكر ،دمشق 2003 ،م.
-عابد سليمان المشوخي :نسخ المخطوطات ،مركز فيصل للبحوث و الدراسات ،عالم الكتب ،الرياض ،ماي 1001م.
-محمد بنشريفة :نظرة حول الخط األندلسي ،كلية اآلداب ،الرباط ،دت.
-محمد المنوني :تاريخ الوراقة المغربية (صناعة المخطوط من العصر الوسيط الى الفترة المعاصرة ) ،ط ،1منشورات كلية
-هارون عبد السالم :تحقيق النصوص ونشرها ،مكتبة الخانجي ،القاهرة ،دت.
-يحيى وهب الجبوري :الخط و الكتابة في الحضارة العربية ،ط ،1دار الغرب اإلسالمي ،بيروت 1001 ،م.
-سعودي أحمد :اإلجازة العلمية مظهر من مظاهر التواصل العلمي بين المشرق والمغرب ,مجلة الحكمة لدراسات أإلسالمية
-فضة ميلود :بين الكوديكولوجيا و التحقيق ،ضمن أعمال الملتقى الدولي األول ،مجلة رفوف ( دورية أكاديمية تعنى بقضايا
المخطوطات و الدراسات اإلنسانية ) ،مخبر المخطوطات الجزائرية في غرب إفريقيا ،الجزائر 1-3 ،ديسمبر 2013م ،العدد
الثاني.
-محمد بن مبخوت :صنعة التجليد في التراث الجزائري تدبير السفير في صناعة التسفير البن أبي حميدة نموذجا ،ضمن
أعمال الملتقى الدولي األول ،مجلة رفوف ( دورية أكاديمية تعنى بقضايا المخطوطات و الدراسات اإلنسانية ) ،مخبر
المخطوطات الجزائرية في غرب إفريقيا ،الجزائر 1-3 ،ديسمبر 2013م ،العدد الثالث.
-محمود محمد زكي :نحو علم مخطوطات عربي ،الفهرست (مجلة علمية ) ،دار الكتب و الوثائق القومية ،جامعة القاهرة ،
-مصطفى الطوبي :المخطوط العربي بين الصناعة المادية وعلم المخطوطات ،ضمن كتاب علم المخطوط العربي (بحوث و
دراسات ) ،دار الوعي اإلسالمي ،ط ،1وزارة األوقاف و الشؤون اإلسالمية ،الكويت 2011 ،م.
-1الوسائط االلكترونية:
-زكي محمود :صناعة تجليد المخطوط في التراث العربي اإلسالمي ،نقال :
1مصطفى الطوبي:المخطوط العربي اإلسالمي بين الصناعة المادية وعلم المخطوطات ،ص.13فضة ميلود :بين الكوديكولوجيا و التحقيق ،ص.31فؤاد سيد :الكتاب العربي المخطوط وعلم
المخطوطات ،ص .01محمود محمد زكي:نحو علم مخطوطات عربي ،ص. 120
Stanely . the coins of the moors of Africa and Spain .London.1875 .14حول المسكوكات انظر:
15هارون عبد السالم ،المرجع السابق ،ص.10ابن خلدون ،مصدر سابق ،ص403
16هارون ،المرجع السابق ،ص10
17القلقشندي :صبح األعشى ،ج ،2ص . 480أيمن فؤاد سيد :الكتاب العربي المخطوط ،ص21
18هارون عبد السالم ،المرجع السابق ،ص17
19نفسه ،ص17
20سيد ،المرجع السابق ،ص15
21نفس المرجع ،ص147
22نفس المرجع ،ص11
23نفسه ،ص18
24المنوني ،المرجع السابق ،ص17
25محمد المنوني ،المرجع السابق ،ص18
26محمد بنشريفة :نظرة حول الخط األندلسي ،ص75
27سيد ،المرجع السابق ،ص13
28نفسه ،ص13
29نفسه ،ص13
30انظر عملية صنع المداد :السيد النشار ،في المخطوطات العربية ،ص11
31سيد ،المرجع السابق ،ص14
32ابن الخطيب :اإلحاطة في أخبار غرناطة،ج،3ص . 70سيد ،المرجع السابق ،ص14
33مصطفى الطوبي ،المرجع السابق ،ص15-14
34المزاحي ،المرجع السابق
السيد النشار ،المرجع السابق ،ص51 35
Bosch, Gulnar K. Islamic؛ Arnold, Sir Tomas & Grohman, Adlof. The Islamic Book؛Sarre, F. Islamic Bookbindings
الحلوجي ،عبد الستار .المخطوط العربي ،ص .247-231محمود زكي :صناعة تجليد المخطوط في التراث العربي اإلسالمي.
74نفس المرجع
75نفس المرجع
76نفس المرجع .الحلوجي ،المرجع السابق ،ص240-238
77محمد ماهر حمادة :رحلة الكتاب العربي إلى ديار الغرب فكرا ومادة ،ص .30جاسم بن محمد :تاريخ الحضارة اإلسالمية في األندلس ،ص . 151علي أدهم :منصور األندلسي ،ص23
78محمد عابد الجابري :تكوين العقل العربي ،ص . 302آنجل بالنثيا :تاريخ الفكر األندلسي ،ص . 10عبد العزيز سالم :محاضرات ،ص 212-211
79ريبيرا :التربية اإلسالمية في األندلس ،ص 150
80ابن الفرضي ،المصدر السابق ،تر،1212ص01
81ابن بشكوال :المصدر السابق،تر،1541ص . 112الضبي ،المصدر السابق،تر،1510ص732
82ابن بشكوال :المصدر السابق،تر،1548ص114
83المقري :نفح الطيب ،ج،1ص380-385
84سيد ،المرجع السابق ،ص15
85محمد بن مبخوت ،مرجع سابق ،ص 111
العدد - 26المجلد األول 193 مجلة التراث
المالمح الفنية في صناعـــة المخطوط العربي (شذرات من جهود المسلمين في بالد الغرب اإلسالمي)