Professional Documents
Culture Documents
attachment
attachment
ســـالم بــوإقبـــان
أستاذة مادة علوم الحياة و األرض
توطئـة:
تعتبر األسئلة قديمة قدم اإلنسان نفسه .فمنذ أن وجد على ظهر البسيطة طرح أسئلة متنوعة عبر العصور همت مختلف
مناحي الحياة .وقد نتج عن ذلك ميلد المعارف المتوصل إليها حتى اآلن .فكل المفاهيم والنظريات التي توصلت إليها
البشرية ما هي إال إجابات ألسئلة شغلت بال المهتمين على العصور.
ولكون المجال التربوي أحد الفضاءات التي أنيط بها نقل بعض من تلك المعارف لألجيال الصاعدة ،فإن حضور
األسئلة يعد أمرا بديهيا ،إذ ال يمكن ،بل يستحيل تصور نشاط لبناء المعرفة دون وجود األسئلة .ويعد الحوار والتقويم من
أهم العناصر التي يسجل فيها حضور شبه مستديم لألسئلة ،هذا إن لم نقل الدعامة األساسية لهما .إال أن طريقة طرح األسئلة
وصياغتها يقتضيان شروط ومعايير يجب مراعاتها ،ألن نوعية األجوبة رهينة بنوعية األسئلة المطروحة ،ولقد سبق
لكانكليم 1أن أشار إلى ما يلي " :إن السؤال ال يبدو مطروحا بكيفية جيدة إال لما يلقى الجواب وبعبارة أخرى لما ينقرض
كسؤال " .فما هي أنواعها؟ وما هي شروط وقواعد توظيفها؟
-1األسئلة أدوات للحوار:
يعتمد تدريس علوم الحياة واألرض على الملحظة ،وتتم ترجمة موضوع الملحظة باالستناد إلي أحد أشكال التعبير:
الشفوي الكتابي أو البياني .والتعبير الشفوي يعني باختصار ترجمة العمليات الذهنية عن طريق الكلم .يتعلق األمر إذن
بنشاط يندمج كبقية أشكال التعبير األخرى في الحياة النفسية للفرد وبالتالي بمكون من مكونات الشخصية .إن الحديث عن
التعبير الشفوي بالمحيط الدراسي يفضي بالضرورة إلى التساؤل عن مختلف مظاهر الحوار داخل الفصل .هذا التساؤل يعني
أوال ،مقاربة بعض المفاهيم المرتبطة بالحوار البيداغوجي بصفة عامة ،وثانيا تحليل أنماط الحوار الممارس يوميا باألقسام .
لكن قبل ذلك سنقوم بإعطاء تعريف للحوار:
يعرف (2) Legendreالحوار على أنه سيرورة تواصل ثنائية االتجاه ،بين التلميذ والمدرس ،أو بين التلميذ ،أو بين
المدرسين ،يمتاز بالخصائص التالية :
-يسمح بالنقاش وتبادل وجهات النظر.
-يثير ردود أفعال ويسهل التعبير عن المشاعر واالنفعاالت.
-يساعد على صياغة األفكار وتوضيحها.
-ييسر النشاط الثقافي
وعموما يمكن القول على أن الحوار نمط من أنماط التواصل ،مؤسس على التبادل اللفظي لمتحاورين أو أكثر يلعب كل
منهم وبالتناوب دور مرسل تارة ومتلقي تارة أخرى .ويهدف الحوار من خلل األنشطة المقترحة إلى إكساب المتعلمين
مجموعة من الكفاءات من بينها:
-حسن االستماع :اإلنصات إلى ما يقوله اآلخرون ميزة نادرة قل ما نحدها عند الطفل أو المراهق حيث االنفتاح على الغير
صعب نظرا لألنانية التي تبرز بحدة في هذه السن؛
-2-2صعوبات التقويم:
إذا كانت األسئلة المتعلقة بالنوع األول ال تطرح صعوبات كبرى في التقويم ،فإن األسئلة المرتبطة بالنوع الثاني تطرح
صعوبات جمة .فعلوم الحياة واألرض كما يعلم الجميع تهتم بدراسة الظواهر الطبيعية ،البيولوجية والجيولوجية ،من خلل
طرح األسئلة التالية :كيف يمكن تفسير الظاهرة ؟ أي ما هي األسباب؟ ما هي اآلليات؟ ولإلجابة على هذه األسئلة ،يتم
اعتماد النهوج التربوية .غير أن هناك صعوبات يواجهها المدرس سواء لدى تدريب المتعلمين على هذه النهوج
أو لدى تقويمه لتلك النهوج .إنها صعوبات مرتبطة بعنصرين هامين :واقع التدريس من جهة وواقع التقويم من جهة ثانية.
وتتجلى هذه الصعوبات في أخطاء االستدالل لدى معالجة المتعلمين لمشكل علمي ،وهي أخطاء متنوعة ،منها ما هو:
المراجع المعتمدة
1-Canguilhem G. ;1968 ; La formation du concept de reflexe au 17°,18° siècle ; vrin ; Paris.
2-Renald legendre ; 1988 ; Dictionnaire actuel de l’ éducation paris Montréal .
3- CNDP ; 1979 ; fiches documentaires n° 3.
4- CRDP ; 1983 ; Enseignement des sciences naturelles dans les lycées ; collection recherche
pédagogique n°2 ; Toulouse.
[ ]1فوزي الشربيني .1997 .الموديوالت التعليمية بين النظرية والتطبيق .الصفحة . 10 :مكتبة األنجلو المصرية .القاهرة.
[Gagné R. 1976. Les principes fondamentaux de l’apprentissage-application à l’enseignement. ]2
.Québec. Ed.Etudes vivantes
[.AZERGUI M. Apprentissage ou bachotage. quotidien L’opinion. 10 Février 1997. P. 1]3
[AZERGUI M. op cit. Page : 3]4
AZERGUI M. op cit. Page : 3 []5
[ ]6فوزي الشربيني.نفسه .ص.12-11-10 :
[ ]7باسط جعفر. 1997.مقاربة درجة وعي أساتذة العلوم الطبيعية بالثالثة ثانوي ع تج بأهمية تنمية بعض استراتيجيات التعلم لدى
متعلمي هذا المستوى لتحقيق الوثيرة المطلوبة إلنجاز المقرر .بحث تربوي .1997.
]8[Leperlier G. 1993. Modules d’initiation à la méthodologie scolaire et à la formation
permanente. Lyon. Chronique Scolaire. Page 96
[ ]9وزارة التربية الوطنية .كتاب اللغة العربية .السنة األولى ثانوي .شعبة اآلداب .كتاب التلميذ .صفحة.28:و.48و .63مطبعة
النجاح .البيضاء.
محمد الدريج .مجلة االستذكار .عدد 1يناير .1998منشورات رمسيس .ص. 43 :
[. Berbaum. j . 1991. Développer la capacité d’apprendre . Paris . ESF . P: 175 ]10
[. j .Op .cit. p. 169. Berbaum ]11
[ ]12كليفورد ت.مورغان و آخرون .فن الدراسة .ترجمة فؤاد جميل .مكتبة الحياة .بيروت.
[ ]13محمد عدنان سالم . 1997 .القراءة ...أوال .دار الفكر .دمشق .سوريا .صفحة . 136-135- 133:
[.Astolfi.J.P. 1994. L’école pour apprendre .Paris . ESF .P: 107 ]14
[ ]15عزيز كعبوش 1996.عن . Liberté pour apprendre .Carl Rogers.مقال حرية التعلم ،رؤية تربوية في التعلم
الذاتي.مجلة عالم التربية.عدد. 1:شتاء .96صفحة87 :
[Méirieu P .1989. Apprendre oui mais comment. Paris.ESF. P. 64 ]16
[Chevalier.B.1993. Méthode pour apprendre, théorie et pratique. Paris. Nathan. P.126 ]17
و إجماال ،فالتحفيز حالة جسمية أو نفسية نابعة من التلميذ أو خارجية نابعة من الوسط ،تستثير فيه السلوك أو العمل و
توجهه إلى غاية معينة ،قصد إشباع حاجة .و هي بذلك تستلزم ثلثة فواعل أساسية :
.1منبه ،و هو وعي التلميذ أو شعوره الذاتي بحاجة ما .
.2الحافز ،وهو قوة نفسية تستثير فيه الرغبة إلشباع الحاجة( .االستجابة)
.3النشاط أو السلوك
.2.1أهداف التحفيز للتعلم:
تتحدد أهداف التحفيز في:
✓ رفع درجة المشاركة اإليجابية للتلميذ في المواقف التعليمية ب:
تنشيط السلوك وتحريكه بمعنى خلق انتباه الفرد لشيء معين •
توجيه السلوك نحو مقصد معين بمعنى مواصلة النشاط أو السلوك نحو الهدف المسطر. •
إن توظيف الوسائل التعليمية و الدعامات الديداكتيكية المناسبة و إدماجها في الوقت المناسب،يسهم في جذب .14
االنتباه و تعزيز المشاركة
إال أنه و على الرغم من انفتاح البرامج الدراسية على بعض مستجدات المعرفة المناعتية و دمجها لبعض
المفاهيم كمركب التجانس (HLAأو ) CMHوالزرع وغيرها ،فمازال التأكيد على الجانب الدفاعي لجهاز المناعة هو
الغالب األعم !
إن ردود الفعل المناعتية تتبدى من خلل دمج وظيفتين متعارضتين لكنهما متكاملتين:
.1وظيفة الرفض :تخص استجابات الرفض Rejetوكبح و إتلف الخليا و الجزيئات الغريبة.
.2وظيفة التقبل :تم اكتشافها خلل دراسة ظاهرة التقبل ( ،Toléranceابحاث J.Ourdinو )1963، H. Kundel
وتهم استجابات مناعية تتدخل خللها عدد من العناصر لتوجيه رد فعل الجسم نحو دخيل قصد تقبله ،فهي بالتالي معاكسة
لألولى ،ومن العوامل المتدخلة في هذه الحالة نذكر :
* مضادات األجسام المسهلة (أي التي ال تنشط المكمل ،)Le complèmentأو تلك التي تثبت على شكل مركبات
منيعة على الخليا اللمفاوية.
* الخليا اللمفاوية المنظمة أو المانعة" "Les suppresseurs
][1
* بعض العوامل الذائبة…
و تتفاعل هاتين الوظيفتين من االستجابة المناعية عند نفس الفرد ،حيث تتشكل حالة توازن يمكن أن توجه حسب الحاجة،
نحو الرفض أو التقبل (كحالة الحمل ) ،و عليه يبدو من الخطأ ،اختزال دور جهاز المناعة في رد فعل دفاعي فقط !
- 1نحو تصور بديل حول "جهاز" المناعة:
يتشكل جهاز المناعة من عدة أعضاء تشارك في نفس الوظيفة اإلحيائية ،و يضم الدوران الدموي و اللمفاوي الذي
يربط بدوره بين أعضاء مركزية ( من غدة سعترية و طحال و نخاع عظمي ).و أعضاء محيطية ( عقد لمفاوية) ،كما
يطال أيضا مجموعة من الخليا المنتشرة في الجسم .
إلى حدود السبعينات من القرن ،20كان التصور السائد حول جهاز المناعة ،هو التصور الذي يجعل منه جهازا عرضيا
مناسباتيا ،يرتبط عمله بتأثير محرضات واردة من الوسط الخارجي ،و هو موجه للدفاع عن الجسم و رفض كل دخيل أو
غريب ( مقاربة تقليدية ) و مما ساعد على ترسيخ هذا التصور و تجذيره " ،نظرية القالب"]Théorie du ،[2
بموجبها فإن مضادات األجسام تتكون على أرضية قالب ذو مصدر خارجي و يمثله الجسم الغريب أو مضاد moule
األجنات .و قد يكون للمماثلة ( ) Analogieدخل في هذا التصور السيما و أن الجهاز العصبي و النشاط االنعكاسي
ويسمح هذا التصور البديل من تجاوز الغائية Finalitéالدفاعية و التخلص من اإلسقاطات األنثروبومورفية
Anthropomorphismeالتي تبرز بشكل واضح في التصور التقليدي ،كما يمنح جهاز المناعة استقللية عن الوسط
الخارجي باعتباره نسقا فاعل متفاعل مع نفسه ( تفاعل ذاتي ) وفق عدة تفاعلت تنظيمية متواصلة بين عناصره قبل تعديل
استجابته طبقا لمقتضيات خارجية المصدر ،فهو لم يعد ذلك الجهاز الصامت الذي ينتظر محرضا خارجيا لكي يعمل !
لكن هذا التغير في الداللة و المعنى يبقى مقرونا بإشكال في التصور ،فالجهاز الشراحي مهما كان متوزعا في الجسم ،فإنه
يضم دوما "مراكز" و قنوات تواصل ،بينما يلزمنا التصور الجديد أن نعتبر وظائف الكشف عن المعلومات و دمجها و
آليات االستجابة على مستوى كل خلية مناعتية متحركة ،فهو إذن جهاز يتميز باللمركزية Décentraliséeو االنتشار/
التشتت disperséو الحركة و الديمومة و الدينامية أو التجدد ( التكاثر الخلوي و البلعمة ) ،فمن الصعب أن نتصور مخا
][4
متحركا و متشتتا.
- 2عائق المصطلح :
يلحظ في العديد من كتب علوم الحياة و األرض المدرسية و وسائل التعليم العلمية الموازية ،توظيفا واسعا لترسانة من
المصطلحات المقتبسة من المعجم الحربي : Vocabulaire Militaro-guerrierحواجز ،هجوم ،تجنيد ،انسلل ،عدوان،
محاربة ،خطورة ،دفاع ،غزو ،تصدي…حيث يعتبر الجسم ساحة للمعركة بين دخيل مهاجم و ذاتي مدافع( عناصر دفاع )،
و هذا ما يجسد التصور التقليدي و يحصر دور جهاز المناعة في وظيفة الدفاع و بذلك يجذر عائقا صلبا أال و هو عائق
المقاومة . Lutte
][5
و المقصود به الكيفية التي يتبعها أو يسلكها التلميذ في تعلمه و إنجازه (استراتيجيات استراتيجي Strat
تعلمه الذاتي ) égique
األخطـــــاء
إن األسلوب أو الطريقة المتبعة في التدريس قد تجر التلميذ إلى الخطأ .و هلم جرى
بالنسبة للمحتويات و طبيعتها و األهداف و نوع التواصل القائم و الوسائل التعليمية و ديداكتيكي
تكوين المدرس…
قد تنتج األخطاء عن غياب االلتزام بمقتضيات العقد الديداكتيكي القائم بين المدرس و
المتعلم إزاء المعرفة المدرسة (غياب أو لبس في التعليمات المحددة لما هو مطلوب من تعاقدي
التلميذ)
خاتمة :
االستدالل العلمي : Raisonnement scientifique /
االستعانة برسوم تخطيطية ملئمة و سليمة :Illustration /فوق بنية بلزمية/مضاد أجسام/بعض المركبات
المنيعة...
-6نماذج من أسئلة االستحضار المنظم للمعارف]3[ .
* باستعمالك ألسلوب واضح و سليم ،وضح كيف تساهم ظاهرة البلعمة في االستجابة المناعتية ،مستعينا في ذلك برسوم
تخطيطية ملئمة.
المراجع :
[ ]1وزارة التربية الوطنية و الشباب .مذكرة رقم . 133.13المراقبة المستمرة و موضوعات امتحان البكالوريا في مادة العلوم
الطبيعية بالمرحلة التأهيلية 27 .اكتوبر.2003
[ ]2إن معالجة هذا النوع من التمارين يتطلب دراية تامة بمضامين الدروس المقررة و فهما جيدا و استيعابا مضبوطا للمفاهيم
المسطرة.
[ ]3حوليات علوم الحياة و األرض Les annales S.V.T. Vuibert. Nathan. Hatier. Belin. serie S.
) (années 99,00,01,02,03
ⵏⴰⴱⴽⵉⵓⴱ ⵎⴰⵍⵍⴰⵙ 56 juillet 2019
التفكير العلمي خصائصه ،أنماطه و سبل إكسابه للمتعلم
الكاتب :محمد الفتى
يعتبر إكساب التفكير العلمي و تجذيره لدى المتعلمين مقصدا رئيسيا و أساسيا ضمن مقاصد تدريس العلوم الطبيعية و
التعليم العلمي عموما في مختلف المراحل التعليمية ،و مع أن معظم التربويين يؤكدون دوما على أهمية التركيز على تعليم
التفكير و اعتماد األسلوب العلمي في البحث و التفكير و مواجهة المشكلت بعقل متفتح و موضوعية بارزة ،بعيدا عن
التعصب و عدم التسرع في إصدار األحكام و االستعمال لوسائل متعددة في مواجهة المواقف و القضايا و المشكلت ،إال
أن االهتمام على مستوى الواقع ،ما يزال منصبا و متركزا على إكساب المعرفة العلمية و متقوقعا حول الحقائق الجزئية و
تلقينها فحسب ،على حساب المهارات و الكفايات وإعمال العقل ،من نقد علمي و تساؤل و شك و إبداع و رحابة فكر
esprit ouvertو تعليق أحكام Jugement suspenduلحين جمع الحجج … ،فما هو التفكير العلمي ؟ و ما هي
خصائصه ؟ و ما هي أنماطه ؟ ثم ما هي سبل إكسابه للمتعلمين ؟
.1محاولة في التعريف :
× التفكير :يعد كأحد عمليات النشاط العقلي التي يقوم بها المتعلم من أجل الحصول على حلول دائمة أو مؤقتة لمشكلته.
و التفكير يرتبط دوما بحل مشكلة ما.
× التفكير العلمي :طريقة في النظر إلى األمور تعتمد أساسا على العقل و البرهان المقنع بالتجربة أو بالدليل " " 2و
عليه فالمتعلم الممارس لتفكير علمي هو في الواقع يمارس سلوكا هادفا موجها بطريقة موضوعية و منطقية نحو دراسة
المشكلة المبحوثة ( أو الظاهرة أو الحدث ) بكل أبعادها ،لهدف الوصول إلى تفسيرات تبرز فيها العلقات التي يمكن أن
تتضمنها عناصر المشكلة ثم إعطاء أحكام تتعلق بالمشكلة .
كما أنه " عملية خللها يتم البحث عن العلقات الموضوعية بين األسباب و النتائج فضل عن تقويم المشكلة المبحوثة ،
بإعطاء أحكام تتعلق بها ( إعطاء تفسيرات رابطة بين العناصر المختلفة بالمشكلة المبحوثة ) " 2و عليه فالمتعلم الممارس
لتفكير علمي هو في الواقع يمارس سلوكا هادفا موجها بطريقة موضوعية و منطقية نحو دراسة المشكلة المبحوثة ( أو
الظاهرة أو الحدث ) بكل أبعادها ،لهدف الوصول إلى تفسيرات تبرز فيها العلقات التي يمكن أن تتضمنها عناصر
المشكلة ثم إعطاء أحكام تتعلق بالمشكلة .
.2خصائص التفكير العلمي :
لكل شيء سببه أو أسبابه ،إال أن العلقة بين السبب والنتيجة غالبا ما تكون متشابكة دينامية وفي تغير
مستمر ،مما يستلزم فهم حقيقة العلقة بين المتغيرات التابعة و المتغيرات المستقلة و بالتالي البحث عن كل السببية 3
العوامل التي يمكن أن تؤثر أو تؤدي إلى حدوث الظاهرة أو عدمه. Causalité
ملحوظة :إن العقلية السببية تعتمد في معرفة األسباب على الملحظة والتجريب وترفض الخرافات و
األساطير و الشروحات الوهمية المفسرة للظواهر.
عدم التسليم بالجديد لمجرد أنه جديد ومختلف و ال بالقديم لمجرد انه شائع و موروث ،بل البد من ديمومة النقدية
البحث و االستقصاء عن الحجج و البراهين و األدلة التي تؤيد أو تدحض إثباتات اآلخرين. Critique
التفكير العلمي عملية متكاملة وهادفة ،حيث ال يكتفي بمجرد حصر و تحديد المشكلت ،لكنه يتوق إلى التكامـل
ديمومة البحث و االستقصاء و مراكمة المعلومات المتعلقة بها من مظانها و مصادرها األصلية لحين إبراز و الهدفية
1فؤاد زكرياء .التفكير العلمي .سلسلة عالم المعرفة .العدد . 3المجلس الوطني للثقافة و الفنون و اآلداب .الكويت
2 .1فتحي الديب .االتجاه المعاصر في تدريس العلوم .دار القلم
.Popper .K. La logique de la découverte scientifique. Payot. Paris.P : 573
[.Baja.R, La méthode biologique, Masson et Cie éditeur, PP : 13, 16,21 ]i
[.Goho, G, Raisonner en sciences, Aster, n : 14,1992, P : 9 ]ii
[.Giordan, A, Une Pédagogie pour les sciences expérimentales, Collection Paidoguides, p : 10 ]iii
إن كثيرا من الممارسات البيداغوجية للمدرسين ليست سوى إسقاطا و انعكاسا لقناعتهم االبستيمولوجية و تصوراتهم
حول نهوج و طرق التدريس ،و في هذا الصدد ترى مجموعة من الباحثين "أن التفكير االبستمولوجي بقدر ما يبين ظروف
إنتاج المعرفة بقدر ما يكون مرجعا للتفكير البيداغوجي]3[ " .
يحتل مفهوم النقل الديداكتيكي موقعا مركزيا في ديداكتيك العلوم تحديدا ،و لقد برز هذا المصطلح إلى الوجود ألول مرة
في حقل ديداكتيك الرياضيات مع ،Yves Chevallardو لم يلبث أن استثمر الحقا في مجال البيولوجيا من طرف
M.Develayو G.Rumelhardخلل دراستهما لموضوع الذاكرة و مفاهيم علم الوراثة.
مفهوم النقل الديداكتيكي :يعرف Arsac. Gالنقل الديداكتيكي ب " :مجموع التحوالت التي تطرأ على معرفة معينة في
مجالها العالم ( ) Savoir Savantمن أجل تحويلها إلى معرفة تعليمية قابلة للتدريس"[ ]iأما .Y Chevallardفيرى أنه :
" هو العمل الذي نقوم به عندما نحول معرفة عالمة ( ) Savoir Savantإلى معرفة قابلة للتدريس مع مقاربة ما يحدث
للمعرفة العالمة أثناء هذه العملية ]ii[".و إجماال فالنقل الديداكتيكي نشاط اختزالي و عمل انتقائي يهدف تحويل المعرفة من
مجالها العالم وفق إنتاجها الطبيعي ،إلى المجال التعليمي المدرسي حسب شروط و مقاييس خاصة من مراعاة للتغيرات على
مستوى الشكل و المضمون دالليا و ابستمولوجيا و سيكولوجيا ( الفصل عن السياق الذي أتت فيه…)
ومن خلل هذه التعاريف يمكن التمييز بين :
المعرفة العالمة :و هي المعرفة المنتجة من طرف المختصين و الباحثين و تتضمن مفاهيم و معارف مجردة يستحيل
إدراكها من طرف التلميذ.
تتمثل في البرامج الرسمية المسطرة ،و هي في مجموعها مستقاة من المعرفة العالمة . :المعرفة اللزم/المراد تدريسها
المعرفة المدرسة :تتمثل فيما يقدمه المدرس لتلمذته عبر وضعيات ديداكتيكية معينة و وسائل تعليمية محددة مما يعكس
المنهاج الدراسي الفعلي.
L’objectif-obstacle
| الكاتب :محمد الفتى
المدلول البيداغوجي: .I
يعتبر الهدف العائق مفهوما ديداكتيكيا حديثا وضعه الباحث الفرنسي ، Martinand. J. Lو هو مركب من
مصطلحين منحدرين من تيارين تربويين متعارضين ،مصطلح الهدف ( التربوي ) ذو الخلفية السلوكية و مصطلح العائق
المستمد من االبستمولوجية الباشلرية و علم النفس التكويني.
و يسعى Martinandمن ذلك ،إلى التوفيق بين المصطلحين الهدف و العائق و تجاوز المجابهة بينهما ،باعتبار
العائق مانعا لتحقيق األهداف و يفضي إلى االنحباس /الحصر ، Blocageمما يضفي عليهما معنى و داللة جديدتين.
فعوض تحديد األهداف انطلقا من تحليل قبلي للمادة الدراسية فقط و تحديد العوائق التعلمية اعتمادا على نشاط المتعلم،
يروم مصطلح الهدف-العائق ،انتقاء األهداف بناء على طبيعة العوائق القابلة للتجاوز… أي االعتماد على العوائق التعلمية
لصياغة األهداف وبذلك تصبح األهداف هنا "عوائق" يطلب من المتعلم تخطيها أو تجاوزها .من هذا المنطلق يتخذ العائق
طابعا إيجابيا ديناميا ينتج عن تجاوزه حدوث تطور ذهني هام لدى المتعلم ( بناء المعرفة ) الخطاطة .1
[ Giordan,A ]1عن الفارابي و آخرون ،معجم علوم التربية مصطلحات البيداغوجيا و الديداكتيك ،دار الخطابي ،1994ص215
[ Durand,D ]2عن المرجع السابق.
[ ]3نفسه.
[Rumelhard, Statut et rôle des modèles dans le travail scientifique et dans l'enseignement de la biologie. ]4
Aster. N7. P 32
[Marsais. cité par Drouin. Communiquer les sciences. Aster.N4.P :29 ]5
Drouin. A.M. Des images et des sciences. Aster . N 4. P 29 6
K. Hoyak. Les modèles biologiques. Mémoire. C.F.I.E.Rabat.1995. P :20 7
النمذجة والمحاكاة
| الكاتب :علي ايتحسيــن
كان وال زال فهم الظواهر واستيعابها ضرورة ملحة بالنسبة لإلنسان ،ليس فقط إلشباع فضوله ولكن أيضا للتنبؤ و
التوقع للتحكم في مجريات األمور ،تحكم دفعه على الدوام إلى إجراء التجارب ،النمذجة والمحاكاة.و يعد المجال الصناعي
و البحث العلمي من أوائل الميادين التي استعملت فيها المحاكاة ،ولم يُلجأ فيها للمحاكاة إال عندما يكون بناء الطرز البدئية
مكلفا أو عندما تكون الحسابات الرياضية المتبعة طويلة وجد معقدة ،ثم انتقلت فيما بعد إلى المجال التربوي حيث استعملت
في عملية التدريس لبناء المفاهيم في إطار دراسة بعض الظواهر العلمية داخل الفصل ،على اعتبار أن هناك علقة
بين عملية النمذجة وحل المشكلت ،و تعد النمذجة و المحاكاة استعدادات فطرية موجودة لدى جميع الكائنات الذكية .ففي
كتابه )La nature de l’explication (1943أشار كينيت كريك إلى ما يلي ... " :إذا امتلك المتعضي نموذجا حول
الواقع المحيط به و حول أفعاله الممكنة ،فإن بإمكانه محاكاة بدائل متعددة واختيار أفضلها ومواجهة وضعيات مستقبلية قبل
حدوثها،واستعمال معارفه حول األحداث الماضية لتبن ردود أفعال في الحاضر والمستقبل أكثر فعالية وبكفاءة في
الوضعيات غير المتوقعة التي تصادفه . 1" .وفي نفس السياق أشار جونسون ليرد في كتابه les modèles mentaux
)(1983إلى ما يلي ..." :إذا عرفت مسببات ظاهرة ما وكيف تحدث ،ونتائجها وكيف يمكن التأثير فيها ،التحكم فيها ،
إثارتها أو منع حدوثها ،فإنك بشكل أو بآخر قد فهمتها ؛ ومن هنا يمكنني افتراض أن األسس السيكولوجية للفهم تتجلى في
وجود نموذج إجرائي في فكرنا 1" .
تستند العلقة بين عملية النمذجة وحل المشكلت باألساس إلى أنشطة االستكشاف و اإلبداع ،و تتمثل أنشطة االستكشاف في
استعمال النماذج لوصف وتفسير وتوقع سلوك األنظمة/األنساق ،أما أنشطة اإلبداع فتتمثل في تخيل وابتكار طرق جديدة
لتصور هذه األنظمة وتوقع وجود مظاهر جديدة للواقع.و تؤكد هذه الرؤية في تدريس العلوم على أهمية ،ربط النماذج
العلمية بنتائج االستكشافات الخبرية في عملية التعلم ،ومن وجهة النظر هذه ،هناك إذن علقة وثيقة بين نهج االستكشاف
ونهج النمذجة ،غير أن هناك أسئلة تطرح نفسها بإلحاح:
-أي نمذجة و أية نماذج في المنهاج الحالي لعلوم الحياة واألرض ؟
-كيف يمكن لنا استعمالها لتحسين مختلف مظاهر التعلم ؟
باستعراضنا لما ورد بشأن النماذج و النمذجة في البرامج والتوجيهات التربوية الخاصة بتدريس علوم الحياة واألرض سواء
بالتعليم اإلعدادي أو التعليم الثانوي التأهيلي نجد حسب الفصول ما يلي :2
الفصل األول :اعتبارات عامة
في الصفحة / 8الكفايات المنهجية ... ":النمذجة لتمثيل الوضعيات والظواهر البيولوجية والجيولوجية
بواسطة نماذج وظيفية ومبسطة" .
يبدو أن للنموذج وظيفة خاصة بالنسبة للمعرفة ،فهو بناء ذهني يمكن من ربط مجموعة من المتغيرات غير المتاحة
بشكل مباشر أثناء التجربة ألسباب عديدة ،ويتم البناء حسب الفكرة التي كوناها عن الواقع المدروس(مرتبطة بملحظات ،
معارف سابقة، )...والعناصر التي سنشتغل عليها مرتبطة فيما بينها إما عن طريق بنيات مجردة ورياضية (النموذج الكمي
لتدفق الطاقة والمادة في حميلة بيئية) أو عن طريق خطاطات مبنية حسب تشابهها مع الشيء المدروس .وفي جميع الحاالت
يشكل النموذج أداة بديلة تمكن من االشتغال على أشياء أخرى غير الواقع ولكنها تجسده.ويمكن إجمال الوظائف الرئيسية
للنموذج في ما يلي :
+التفسير :يمر عبر المماثلة أو عن طريق تحليل العلقات ين عناصر النموذج ،يروم مقاربة واقع غير ملموس من
خلل ضبط متغيراته لتيسير التعلم (تفسير البركانية ،الغشاء السيتوبلزمي )...
الهوامش :
; 1 - A_M. Drouin , Des images et des sciences , in ASTER N ° 4 , P :3
-2عبد اللطيف الفارابي وآخرون،معجم المصطلحات الديداكتيكية،سلسلة علوم التربية ،10 -9ص163:
-3نفس المرجع ،ص 163 :
-4نفس المرجع ،ص 163 :
-5نفس المرجع ،ص 163 :
; 6 - A_M. Drouin , opt.cit ; pp : 4 – 5 – 7 – 9
; 7 – M. Tardy , La fonction sémantique des images , in ASTER N ° 4 ; p : 15
; 8 – L. Vezin , Les illustrations et leur rôle dans l’apprentissage des textes , in ASTER N ° 4 ; p : 16
9 – D. Jacobi , Références iconiques et modèles analogiques dans des discours de vulgarisation scientifique ,
; in ASTER N ° 4 ; p : 16
-10موضوع ندوة تربوية لألستاذ عبدالنبي ضحاك 2004 /
المراجع :
1 - ASTER N ° 4 : Communiquer les sciences ,INRP 1987
-2عبد اللطيف الفارابي وآخرون،معجم المصطلحات الديداكتيكية،سلسلة علوم التربية ، 10 -9دار الخطابي للطباعة والنشر . 1994 ،
تاريخ العلوم هو تاريخ المفاهيم و القوانين ،و يذهب القائلون بهذا التصور إلى " أن
العلم إنتاج فكري و عقلي فقط و على هذا األساس فإن اهتمامهم ينصب أكثر على
النشاطات العلمية و المناهج و الطرق المستعملة و المنطق الموظف والتصورات
التي تطرأ على المفاهيم و النظريات من حيث محتوياتها و دالالتها مغيبين في ذلك
أية معطيات اجتماعية أو سياسية أو ثقافية " []v -2مقاربة ذات بعد داخلي
و يمكن تصنيف أعمال G. Bachelardالتي تشير إلى أن تطور المعرفة عبارة Internaliste
عن سلسلة من القطائع االبستمولوجية Rupturesو تجاوز العوائق ضمن هذا
النوع.
" سيرورة تعمل على تفسير التطورات القائمة في المفاهيم و القوانين العلمية
انطلقا من عوامل ثقافية و سياسية و اقتصادية . -3مقاربة ذات بعد خارجي
و هنا يتم ربط التطورات الداخلية لحقل علمي معين بمعطيات خارجية عبر
Externaliste
المراحل التاريخية "
[ ]iمحمد وقيدي عن ، G.Bachelardفلسفة المعرفة عند باشلر االبستمولوجية الباشلرية و فعاليتها اإلجرائية و
حدودها الفلسفية -المعارف -الرباط .
[lavoisier, Paris, P: 11 ,1Giordan.A. 1987, histoire de la biologie, tome ]ii
[Bouyachou.A ,la conception de l’histoire de science dans le manuel scolaire de science ]iii
naturelle, 2e S, C.F.I.E, Rabat, P:77
[P.Thuillier, jeux et enjeu de la science, essai d’épistémologie critique, R.laffont, Paris, ]iv
P:23
[ ]vالغرضاف عبد اللطيف 1991:نحو بناء نموذج بيداغوجي على أسس ابستمولوجية جملة ديداكتيكية -ص 16عدد 1
[ ]viبناصر بعزاتي في تدريس المواد العلمية مجلة علوم التربية عدد - 8الرباط ص61.
[ ]viiوقيدي محمد ،نفسه ص 110
[Carl popper , La logique de la découverte scientifique , Payot, Paris ]viii
[Thomas KUHN , 1983, La structure du savoir , Delachaux et Niestlé ,Paris ]ix
[ ]xمحمد وقيدي ،نفسه .
[ " , G. Bachelard ]xiتكوين العقل العلمي " ،ترجمة خليل أحمد خليل ،المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و
التوزيع
متطلبات المتعلم الفردية واالجتماعية في مجاالت الصحة والبيئة واستعمال الموارد الطبيعية ،وحاجته للوعي -
هـام :كل هذا النمو و التطور يتم بموازاة تعقيد و تزايد المفاهيم المحيطة ( الشبكة المفاهيمية ).
[iv] , De.Vecchi G.Aider les élèves a apprendre, Hachette, Paris , 1992 , p128
توطئة :
يعتبر التفاعل مع البيئة أو المحيط ،أحسن وسيلة للتعلم الفعال ،و يقتضي هذا من التدريس العلمي عموما و علوم الحياة
و األرض بالخصوص ،تهيئة أنسب الظروف و الوضعيات التي تمكن المتعلم من االنخراط في بناء ذاتي للمفاهيم و اكتساب
للمهارات و الميول و طرق التفكير ،من خلل تفاعله مع مواقف حقيقية يواجه فيها مشكلت مربكة أو محرجة ،تستفز
تفكيره و تثير اهتمامه و تضمن نشاطه و تفاعله اإليجابي ،و تولد لديه رغبة حقيقية في حلها بكل ثقة و فاعلية ،فالتعلم
الحقيقي ال يتحقق بمراكمة خطية للمعلومات و الحقائق الجزئية و لكن بالتفاعلت السوسيومعرفية التي تكشف عن ما
تتضمنه هذه المعارف من معان و علقات و نماذج تفسيرية ( ، ) Les conceptionsفتصححها لدى المتعلمين.
و تشكل الوضعية – المشكلة منطلقا لبناء المفاهيم العلمية من طرف المتعلم باعتبارها تقنية من تقنيات التعلم الذاتي،
تتمثل وظيفتها األساسية في استدراج المتعلمين من خلل مشكل أو تساؤل محير يطرح عليهم إلعمال التفكير و القيام
بسلوكات و استراتيجيات و عمليات معرفية و ذهنية و تنظيم خطوات العمل و البحث و التقصي عن مصادر المعرفة ،
لهدف الوصول إلى حل مناسب.
.1المنطلقات السيكوبيداغوجية للتدريس وفق وضعية-مشكلة:
يستمد التدريس وفق وضعية مشكلة خلفيته النظرية على الخصوص من النظرية البنائية Théorie constructiviste
بمدرستيها التفاعلية الفردانية Intéractionniste individuelو المدرسة التفاعلية االجتماعية
، Intéractionniste Socialeحيث تعتبر التعلم فعل عملياتيا سوسيوبنائيا و غائيا ،تمارسه الذات باعتبارها فاعلة
متفاعلة مع المحيط الخارجي الفيزيائي أو االجتماعي ،في إطار من التوازن و التوافق الجماعي إلشباع حاجة معينة .إن
استراتيجية التدريس التي تتماشى مع االتجاه البنائي هي التي تعتبر التعلم معالجة لوضعيات مشكلة منتقاة بدقة باعتبار أن
كل نشاط ذهني أو حركي أو اجتماعي ،إجابة لحاجة معينة و الحاجة مظهر من مظاهر اللتوازن تحرك سلوك التعلم
وتجعله وسيلة لإلجابة عن السؤال أو إيجاد حل لمشكل من خلل إعادة تنظيم البنية الذهنية و المعرفية للفرد و تغيير في
تمثلته ( )Ausubelوهكذا " فإن تحقيق الحاجة يعيد إلى المتعلم توازنه مع المحيط "[ .]iو يؤكد [Arrac. G]ii
ذلك مشيرا إلى أن التعلم ال يتحقق إال باالنتقال من حالة توازن أولي تمت خلخلته إلى حالة توازن أرقى تم تنظيمه عبر
مراحل انتقالية حيث يتم دمج المكتسبات الجديدة مع المعرفة السابقة وفق النموذج األلوستيري[ ( ]iiiأنظر الخطاطة ، ) 1و
تلعب الحوارات و الصراعات السوسيومعرفية دورا بالغا في ذلك باعتبار أن التعلم يتم من خلل تفاعل الذات مع اآلخر و
من خلل علقات التبادل و المشاركة بينهما(المحاكاة :أبحاث (،).wallonالتعاون مع اآلخر :أبحاث (،).Vygotskiاألثر
الثقافي :أبحاث ) .Bruner
.2تعريف الوضعية-المشكلة : Situation-Problème /
* مساعدة المتعلمين على تعلم كيف يتعلمون لمواجهة المشكلت المصادفة في الحياة اليومية.
تلقائية Spontanésليست مصطنعة أو محدثة بل تطرح من طرف المتعلم و نابعة من إحساسه و تجربته الخاصة
و حاجات ذاته في علقته بالواقع و حياته اليومية.
يتولى المدرس استدراج المتعلم و مساعدته على وضع المشكلة بنفسه و ذلك من خلل خلق محدثة Suscités
جو مناسب لذلك ،على أن ترتبط بالمقررات و البرامج.
مشكلت يتم تحضيرها و التخطيط لها من طرف المدرس و يتولى هذا األخير طرحها و مبنية Construits
توجيه خطوات حلها حتى تنسجم مع أهداف الدرس ،و تتسم بمراحل منظمة و متتالية لتحقيق
الهدف المسطر :مرحلة التحفيز و طرح المشكلة -صياغة الفرضيات انطلقا من خبرات
المتعلم – تمحيص الفرضيات اعتمادا على التوثيق ،التجريب ،الملحظة…
.7الوضعية -المشكلة و الهدف –العائق :
تعتبر الوضعية-المشكلة "أداة" ديداكتيكية فعالة في تجاوز العوائق من طرف جماعة القسم ،إن رصد تمثلت
المتعلمين و تحليلها و تحديد الهوة Ecartبينها و بين المعرفة العلمية السليمة قصد الكشف عن العوائق الحاسمة التي
تتضمنها ،يعتبر أحد محطات هذه االستراتيجية و أكثر مراحلها صعوبة .إن كل وضعية-مشكلة ينبغي " أن تنتظم حول "
تجاوز العائق" من طرف جماعة القسم" [ ،]viiiعائق تم تحديده سلفا ليشكل " عائقا-هدفا" ،حتى يفضي تجاوزه إلى حدوث
× مرحلة خلخلة التوازن و زعزعة االستقرار المعرفي ،حيث يبرز بوضوح قصور النموذج /الجهاز التفسيري /التمثل
المغلوط ( الوضعية األولى للمفهمة ) .
مرحلة إعادة التنظيم و االستقرار لنصل في النهاية إلى حالة توازن مع تخطي العائق المرصود ،فيتحقق تعديل التمثل ×
و اكتساب سليم و تملك فعلي تدريجي للمفهوم المروم.
.8خطوات عملية لمقاربة وضعية-مشكلة:
عند اختيار وضعية مشكلة ،خلل تدريس العلوم الطبيعية ،ينبغي اعتبار التقديم المناسب للمشكلة و مراعاة الوقت
المناسب إلدارة عمليات فحص المشكلة ،تحليل و صياغة و اختزاال ،تمهيدا للتفكير فيها و العمل على حلها.
.1.8وضعية االنطالق:
خطوة مقاربة المشكلة /نحو صياغة سليمة للمشكلة " :إن صياغة صحيحة للمشكلة يضمن حلها بشكل كبير "[]xi
تستهدف هذه الخطوة جذب اهتمام المتعلم و إثارة انتباهه و الرفع من دافعيته الداخلية للتعلم و يفضي التقديم الجيد للمشكلة
إلى حدوث حالة من عدم التوازن عند المتعلم مما يولد شعورا داخليا لديه لحل هذا الموقف المربك أو المشكل المحير ،قصد
إزالة التوتر الحاصل .و عموما تتضمن هذه الخطوة المقاطع:
.1اإلحساس بالمشكلة أو استشعارها.
.2حصر و صياغة المشكلة ( فهم +استيعاب +إحاطة ).
.3اختزال المشكلة :باستدراج المتعلمين إلى تحويل المشكلة الرئيسية إلى مشكلت فرعية أقرب تناوال و أسهل معالجة
و أقل جهدا في بلوغ الهدف مع الحرص على عدم تغيير طبيعة المشكلة الرئيسية !
مرحلة 1
القبلي أو نسقه التفسيري ( الوضعية األولى للمفهمة )...و يحدد العائق( أو العوائق) الذي يحول دون بلوغه
الحل المناسب.
إعادة التنظيم و االستقرار حيث يعمد التلميذ إلى تجنيد طاقاته باحثا عن الحل المناسب ليصل في النهاية إلى
مرحلة 2
حالة توازن مع تخطي العائق المرصود ،فيتحقق تعديل التصور و اكتساب سليم و تملك فعلي تدريجي للمفهوم
المستهدف ،فضل عن تثبيت و تملك لكفايات معينة لدى التلميذ...
و يتعلق األمر هنا ،بوضعية تعليمية يكون الفاعل األساسي فيها هو المتعلم و ليس المدرس مما يستدعي انخراطه اإليجابي و
الفعال في مختلف خطواتها.
غير أنه مهما بلغت أهمية الوضعية-المشكلة التي تتحقق فيها تعلمات " دالة" " Apprentissage significatif
(نظرية ،) Ausubelفإنه ال يمكن توظيفها في جميع مقاطع البرامج المسطرة و ذلك:
* اعتبارا لما تتطلبه من وقت قلما يسمح به برنامج المادة
* نظرا لكون بعض المفاهيم المقررة ال تقتضي بالضرورة تجاوز عوائق معينة بل تعميق مكتسبات قبلية ،مما يقتضي
توظيف هذه األداة فقط عند بناء المفاهيم التي يستلزم امتلكها تعديل جذريا في تصورات المستهدفين
ذ /محمد الفتى -مفتش التعليم الثانوي
][iأنظر :الوضعية-المشكلة ،منطلقات في البناء .مجلة علوم التربية .عدد .24مارس . 2003ص.123 :
[ii] D et C. Orange, mise en œuvre d'une situation-problème en géologie, APBG, 3, 1993, P : 547
[iii] Claude ALLEGRE , Les fureurs de la terre, Paris, Odile Jacob, 1987 , P 103.
][ivم .لمباشري .من بيداغوجية الخطأ إلى الهندسة الديداكتيكية.المجلة التربوية .العدد .7ماي .97ص.53 :
] [vيمكن مقاربة النص خلل حصة األنشطة العلمية التربوية ،كما يمكن ترجمته إلى اللغة العربية بمعية التلميذ.
[vi] Claude ALLEGRE , 1987, op. Cit. p 107-108
][viiم .أمزيان .الذكاءات المتعددة و تطوير الكفايات.مطبعة النجاح الجديدة.الدار البيضاء. 2004.ص100-99:
[viii] D et C. Orange, mise en œuvre d'une situation-problème en géologie, APBG, 3, 1993, P : 555