إسعاد الأخيار

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 22

‫إحياء سنة حنر الكفار‬

‫إسعاد األخيار‬
‫يف إحياء سنة حنر الكفار‬
‫قال هللا تعاىل‪{ :‬قاتلوهم يعذهبم هللا بأيديكم وخيزهم وينصركم عليهم ويشف صدور‬
‫قوم مؤمنني}‪.‬‬

‫فجروهم حيث كانوا واحنروهم‬


‫واطردوهم من رىب املسرى مجيعا وادحروهم‬
‫شـردوهم ضيقوا الـدنـيـا عـليهم واقـهروهم‬
‫واسـكـبوا الويـالت فـي درب الـعـدى ال ترحـموهـم‬

‫أليب الرباء النجدي‬

‫مت تنـزيل هذه املادة من‬


‫منرب التوحيد واجلهاد‬

‫‪http://www.tawhed.ws‬‬
‫‪http://www.almaqdese.com‬‬
‫‪http://www.alsunnah.info‬‬

‫(‪)0‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إحياء سنة حنر الكفار‬

‫إهداء‬
‫إىل األبطال الفاحتني‪..‬‬

‫إىل اجملاهدين الصادقني‪..‬‬

‫إىل درع األمة احلصني‪..‬‬

‫إىل الذين يكثرون عند الفزع ويقلون عند الطمع إىل الذين ارهبوا أعداء هللا وأفرحوا‬
‫أولياء هللا‪..‬‬

‫إىل الذين حنروا علوج الكفر امتثاال ألمر هللا‪..‬‬

‫إىل الذين ثأروا إلخواننا األسرى يف كوبا والعراق وغريها من سجون الطغاة‪..‬‬

‫إىل أحبايب يف هللا اهدي هلم هذا البحث راجيا من هللا أن يتخذين شهيدا يف سبيله‬
‫صابرا حمتسبا مقبل غري مدبر‪..‬‬

‫اللهم فك قيد أسرى املسلمني يف كل مكان‪..‬‬

‫اللهم انصر اجملاهدين فوق كل أرض وحتت كل مساء يا مسيع الدعاء‪.‬‬

‫(‪)1‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إحياء سنة حنر الكفار‬

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬

‫احلمد هلل كاسر األكاسرة‪ ،‬وقاصم القياصرة القوي اجلبار العزيز القهار‪ ،‬يوجل الليل‬
‫على النهار ويوجل النهار على الليل‪ ،‬ال إله إال هو أعز املؤمنني وأذل الكافرين فلله القوة‬
‫مجيعا‪.‬‬

‫وأشهد أن سيدنا ونبينا حممد اً عبد هللا ورسوله الذي جاهد يف هللا حق جهاده‪ ،‬كان‬
‫سيفا على أعداء هللا رحيما على أولياء هللا‪ ،‬نيب الرمحة ونيب امللحمة صلى هللا عليه وعلى آله‬
‫وصحبه والتابعني وسلم تسليما كثريا إىل يوم الدين‪.‬‬

‫أما بعد‪:‬‬

‫فإنه يف هذا الزمان حينما عطلت الشريعة تطبيقا ودرست أحكامها تفقها وتعليما‪،‬‬
‫وجهل الناس حدودها وتسلط على املسلمني حكاما خونة أذنابا للغرب‪ ،‬ألزموا املسلمني‬
‫بالتحاكم للطاغوت‪ ،‬حىت صار البعض يراه دينا ومساه قوم آخرون الشرعية الدولية‪ ،‬ولكن‬
‫األمساء ال تغري املسميات‪ ،‬وأيضا ال خيلو زمان من أهل الضالل الذين اختذهم الناس أئمة‬
‫يرجعون إليهم فكانوا حبق رؤوسا جهاال أفتوهم بغري علم فضلوا وأضلوا‪ ،‬ونطق الرويبضة‬
‫وأصبح احلالل حراما واحلرام حالال‪{ ،‬إن الذين يفرتون على هللا الكذب ال يفلحون}‬
‫[النحل‪ ،]111:‬فجرم اجلهاد يف سبيل هللا وأصبح احتالل الكفار لبالد املسلمني عهدا‬
‫وأمانا {كربت كلمة خترج من أفواههم إن يقولون إال كذبا} [الكهف‪.]5:‬‬

‫خؤولته بنو عبد املدان‬ ‫ولو أين بليت هبامشي‬


‫تعالوا وانظروا مبن ابتالين‬ ‫هلان علي ما ألقى ولكن‬

‫فال إله إال هللا كيف ينطلي هذا على أهل العقيدة الصحيحة وأصحاب العقول‬
‫السليمة‪.‬‬

‫ومن ذلك بعد أن قام اجملاهدون نصرهم هللا بنحر علوج الكفر تطبيقا ألمر هللا‪،‬‬
‫واتباعا لسنة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وثأرا إلخواهنم املسلمني املضطهدين‪ ،‬خرج‬
‫علينا من يستنكر هذه الفعلة وراحوا يروجون لشبه متهافتة وأقوال واهية ال تنم إال عن جهل‬
‫بنصوص الوحيني وهذا أمر ليس بغريب من قوم ال يؤمنون مبا نؤمن به من الكتاب والسنة‬
‫ولكن العجب أن يستنكر ذلك من يدعون أهنم يتبعون الكتاب والسنة؟!!‬

‫وليلى ال تقر هلم بذاك‬ ‫وكل يدعي وصال بليلى‬

‫(‪)2‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إحياء سنة حنر الكفار‬

‫فأحببت أن أكتب عن هذه املسألة حبثا مبسطا أمجع فيه ماوقعت عليه عيناي من‬
‫أدلة واضحة بينة على جواز هذا الفعل فكان هذا البحث‪.‬‬

‫وقد قسمت هذا البحث على عدة فصول‪:‬‬

‫حكم االسرى يف االسالم‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫أدلة من القرآن على مشروعية حنر أهل الكفران‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األدلة من السنة على مشروعية النحر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حوادث بعد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم لنحر أعداء امللة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أقوار العلماء يف نقل رؤوس الكفرة وما يندرج حتتها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إلقاء الرعب يف قلوب أعداء هللا مطلب شرعي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫شبهات وردود‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أخريا الدين النصيحة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اخلامتة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فاهلل املستعان وعليه التكالن وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫(‪)3‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إحياء سنة حنر الكفار‬

‫الفصل االول‬
‫حكم األسرى يف اإلسالم‬
‫إذا أسر املسلمون مقاتلة عدوهم‪ ،‬خري األمري فيهم بني أربعة أمور يفعل األصلح من‬
‫ذلك‪:‬‬

‫القتل‪ ،‬لعموم قوله تعاىل‪{ :‬فاقتلوا املشركني} [التوبة‪ ،]5:‬وألن النيب صلى هللا عليه‬
‫وسلم قتل رجال بين قريظة‪.‬‬

‫أو االسرتقاق‪ ،‬ملا يف الصحيحني أن سبيه من بين متيم عند عائشة‪ ،‬فقال صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪( :‬اعتقيها‪ ،‬فإهنا من ولد إمساعيل)‪.‬‬

‫املن ‪ -‬وهو إطالقه دون مقابل ‪ -‬لقوله تعاىل‪{ :‬فإما مناً بعد} [حممد‪ ،]4:‬وألن‬
‫النيب صلى هللا عليه وسلم من على أيب عزة اجلمحي وغريه‪.‬‬

‫الفداء مبسلم أو مبال‪ ،‬لقوله تعاىل‪{ :‬وإما فداءً} [حممد‪.]4:‬‬

‫وملا رواه أمحد والرتمزي من حديث عمران بن حصني‪ :‬أن النيب صلى هللا عليه وسلم‬
‫فدى رجلني من أصحابه برجل من املشركني من بين عقيل‪ ،‬وألنه صلى هللا عليه وسلم فادى‬
‫أهل بدر باملال (‪.)1‬‬

‫قال ابن القيم رمحه هللا‪( :‬وهذه أحكام مل ينسخ منها شئ‪ ،‬بل خيري االمام فيها‬
‫حبسب املصلحة‪ ،‬قال ابن عباس رضى هللا عنهما‪ :‬خري رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يف‬
‫األسرى بني الفداء واملن والقتل واالستعباد‪ ،‬يفعل ما يشاء‪ ،‬وهذا هو احلق الذي ال قول‬
‫سواه) (‪.)2‬‬

‫‪ )1‬وهذا هو قول مجهور العلماء الشافعي وامحد ومالك وهو الراجح ألن به يعمل جبميع األدلة دون‬
‫حاجة النسخ وهو أقوى األدلة ولالستزادة انظر تفسري الطربي والقرطيب واحكام القرآن للجصاص ج‪– 5‬‬
‫‪ 270-212‬وتفسري ابن كثري ‪ 174/4‬واملغين ألبن قدامة ‪ 120 ،179/9‬وفتاوى شيخ االسالم‬
‫‪ 111/34‬والسيوطي يف االشباه والنظائر ‪ 121/1‬وابن حجر يف الفتح ‪ 152 ،151/1‬والكاساين يف‬
‫بدائع الصنائع ج‪ 119/ 7‬والشوكاين يف نيل االوطار ‪ 147 ،145/2‬واملبارك فوري يف حتفة االحوذي‬
‫ج‪ 152/ 5‬واملبسوط ‪ 137/10‬وحجة هللا البالغة للدهلوي ج‪320/ 2‬‬
‫‪ )2‬انظر زاد امليعاد ج‪ 109/3‬بتصرف‪.‬‬

‫(‪)4‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إحياء سنة حنر الكفار‬

‫الفصل الثاين‬
‫األدلة من القرآن على مشروعية حنر أهل الكفران‬
‫‪ )1‬قال تعاىل‪{ :‬فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حىت إذا أثخنتموهم فشدوا‬
‫الوثاق} [سورة حممد‪.]4:‬‬

‫قال القرطيب رمحه هللا‪( :‬مل يقل فاقتلوهم ألن يف العبارة بضرب الرقاب من الغلظة‬
‫والشدة ما ليس يف لفظ القتل‪ ،‬ملا فيه من تصوير القتل بأبشع صوره‪ ،‬وهو حز العنق وإطارة‬
‫العضو الذي هو رأس البدن وعلوه وأوجه أعضائه) (‪.)3‬‬

‫وقال ابن كثري رمحه هللا‪{( :‬فضرب الرقاب} أي إذا واجتموهم فأحصدوهم حصدا‬
‫بالسيوف) (‪.)4‬‬

‫وقال أبو بكر اجلزائري‪( :‬أي فاضربوا رقاهبم ضربا شديدا تفصلون فيه الرقاب عن‬
‫األبدان) (‪.)5‬‬

‫قال الكاساين رمحه هللا‪{( :‬فأضربوا فوق األعناق} وهذا بعد األخذ واألسر ألن‬
‫الضرب فوق األعناق هو اإلبانة من الفصل وال يقدر على ذلك حال القتال ويقدر عليه بعد‬
‫األخذ واألسر) (‪.)1‬‬

‫وهذه اآلية صرحية الداللة يف جواز حنر الكفار قبل أو بعد أسرهم وهذا ما فهمه‬
‫العلماء من هذه اآلية‪.‬‬

‫فليت شعري مباذا يضرب عنق الكفار؟!! هل بالسيف والسكني والرمح أم باحلرير‬
‫والقماش؟!!‬

‫هل الواجب علينا الغلظة والشدة مع الكفار واحملاربني أم الرفق والرمحة؟!‬

‫‪ )3‬تفسري القرطيب‬
‫‪ )4‬املصباح املنري يف هتذيب تفسري ابن كثري وانظر تيسري الكرمي الرمحن للشيخ السعدي‪.729‬‬
‫‪ )5‬ايسر التفاسري ج‪72/ 5‬‬
‫‪ )1‬انظر بدائع الصنائع ج‪119/ 7‬‬

‫(‪)5‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إحياء سنة حنر الكفار‬

‫‪ )2‬قال تعاىل‪{ :‬فإما تثقفنهم يف احلرب فشرد هبم من خلفه لعلهم يذكرون}‬
‫[األنفال‪.]57:‬‬

‫قال ابن كثري‪( :‬أي تغلبهم وتظفر هبم يف احلرب‪{ ،‬فشرد هبم من خلفهم} أي نكل‬
‫هبم ومعناه غلظ عقوبتهم وأثخنهم قتال ليخاف من سواهم من األعداء ويصريوا هلم عربة‪،‬‬
‫{لعلهم يذكرون}‪ ،‬قال السدي‪ :‬لعلهم حيذرون أن ينكثوا فيصنع هبم مثل ذلك) (‪.)7‬‬

‫فالشاهد أن الكافر يقتل يف املعركة بصورة بشعة ترعب األعدء ويكون قتله عربة هلم‬
‫لعلهم يذكرون (‪ .)2‬وحنر العلوج يقوم هبذا الدور على أكمل وجه‪.‬‬

‫‪ )3‬قال تعاىل‪{ :‬فاقتلوا املشركني حيث وجدمتوهم} [التوبة‪.]5:‬‬

‫وال شك بأن حنر الكافر احملارب داخل يف عموم القتل‪ ،‬ومن فعل ذلك فقد امتثل‬
‫ألمر هللا‪.‬‬

‫‪ )4‬قال تعاىل‪{ :‬ما كان لنيب أن يكون له أسرى حىت يثخن يف األرض تريدون عرض‬
‫الدنيا وهللا يريد اآلخرة وهللا عزيز حكيم} [األنفال‪.]17:‬‬

‫قال الشيخ السعدي رمحه هللا‪( :‬هذه اآلية معاتبة من هللا لرسوله واملؤمنني يوم بدر إذ‬
‫اسروا املشركني وأبقوهم ألجل الفداء‪ ،‬فال ينبغي وال يليق به صلى هللا عليه وسلم إذا قاتل‬
‫الكفار الذين يريدون أن يطفئوا نور هللا وسعوا إلمخاد دين هللا وأن ال يبقى على وجه األرض‬
‫من يعبد هللا أن يتسرع إىل أسرهم وإبقاءهم ألجل الفداء‪ ،‬الذي حيصل منهم وهو عرض‬
‫قليل بالنسبة للمصلحة املقتضية إلبادهتم‪ ،‬وإبطال شرهم‪ ،‬فما دام هلم شر وصوله‪ ،‬فاألوفق‬
‫أن ال يؤسروا‪ ،‬فإذا اثخن يف األرض وبطل شر املشركني واضمحل أمرهم فحينئذ ال بأس‬
‫بأخذ األسرى منهم وإبقائهم) (‪.)9‬‬

‫‪ )7‬تفسري ابن كثري‬


‫‪ )2‬املصباح املنري يف هتذيب تفسري ابن كثري بتصرف‪.545‬‬
‫‪ )9‬تفسري السعدي‪.‬‬

‫(‪)1‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إحياء سنة حنر الكفار‬

‫‪ )5‬قال تعاىل‪{ :‬ولقد صدقكم هللا وعده إذ حتسوهنم بإذنه} [آل عمران‪.]152:‬‬

‫نقل الطربي عن أىب جعفر‪( :‬قوله {حتسوهنم}يعين حني تقتلوهنم يقال منه‪ :‬حسه‬
‫حيسبه حساً إذا قتله) (‪.)10‬‬

‫‪ )1‬قال تعاىل‪{ :‬قل هل تربصون بنا إال إحدى احلسنيني وحنن نرتبص بكم أن‬
‫يصيبكم هللا بعذاب من عنده أو بأيدينا فرتبصوا إنا معكم مرتبصني} [سورة التوبة‪.]52:‬‬

‫قال ابن كثري يف قوله تعاىل {أو بأيدينا}‪( :‬أي القتل أو السيب)‪ ،‬وكذا قال الطربي‬
‫(‪ ،)11‬فنحن ننتظر هبؤالء الكفار أن يعذهبم هللا بأيدينا قبل عذاب اآلخرة والنحر يدخل يف‬
‫ذلك‪.‬‬

‫‪ )10‬تفسري الطربي ج‪470/ 3‬‬


‫‪ )11‬تفسري الطربي ج‪ 329/ 1‬وتفسري ابن كثري ‪371/2‬‬

‫(‪)7‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إحياء سنة حنر الكفار‬

‫الفصل الثاين‬
‫األدلة من السنة على مشروعية حنر أعداء امللة‬
‫فقد ثبت مشروعية حنر األسري يف السنة من قوله صلى هللا عليه وسلم وفعله وتقريره‪.‬‬

‫أما قوله صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬

‫فقد روى ابن األثري وابن إسحاق وغريهم من أصحاب السري عن عمرو بن العاص‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬حضرت قريش يوماً باحلجر فذكروا النيب صلى هللا عليه وسلم وما نال‬
‫منهم وصربهم عليه فبينما هم كذلك إذ طلع النيب صلى هللا عليه وسلم ومشى حىت استلم‬
‫الركن مث مر هبم طائفاً فغمزوه ببعض القول‪ ،‬فعرفت ذلك يف وجهه‪ ،‬مث مضى فلما مر هبم‬
‫الثانية غمزوه مثلها مث الثالثة فقال هلم‪( :‬اتسمعون يا معشر قريش‪ ،‬والذي نفس حممد بيده‬
‫جئتكم بالذبح) (‪.)12‬‬

‫وأما إقراره صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬

‫فقد روى الطرباين بإسناد رجاله ثقات عن فريوز الدميلى رضي هللا عنه قال‪( :‬أتيت‬
‫النيب صلى هللا عليه وسلم برأس األسود العنسي) (‪.)13‬‬

‫وروى البيهقي من طرق أحدها جيد اإلسناد‪ ،‬يف سرية أيب حدرد أنه جاء النيب صلى‬
‫هللا عليه وسلم برأس رفاعة بن قيس حيمله معه‪ ،‬ومل ينهه رسول هللا عن ذلك (‪.)14‬‬

‫وروي عن الرباء قال‪ :‬لقيت خايل معه الراية‪ ،‬فقلت‪ :‬أين تذهب؟ فقال‪( :‬أرسلين‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إىل رجل تزوج امرأة أبيه أن آتيه برأسه) (‪.)15‬‬

‫وعن عبد هللا الديلمي عن أبيه قال‪ :‬أتينا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم برأس األسود‬
‫العنسي الكذاب‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول هللا قد عرفت من حنن فإىل من نصري؟ قال‪( :‬إىل هللا عز‬

‫‪ )12‬انظر الرحيق املختوم ‪ ،22‬وهذا احلبيب ‪.121‬‬


‫‪ )13‬مشارع االشواق ج‪.159/ 2‬‬
‫‪ )14‬معتصر املختصر ج‪.254 ،244/ 1‬‬
‫‪ )15‬نفس املصدر السابق‪.‬‬

‫(‪)2‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إحياء سنة حنر الكفار‬

‫وجل وإىل رسوله)‪ ،‬وكان أتيناه به من اليمن ليقف صلى هللا عليه وسلم على نصر هللا وعلى‬
‫كفايته املسلمني شأنه (‪.)11‬‬

‫يف معركة بدر‪ :‬مر عبد هللا بن مسعود رضى هللا عنه فوجد أبو جهل يف آخر رمق‪،‬‬
‫فاحتز رأسه‪ ،‬وجاء به إىل النيب صلى هللا عليه وسلم فلما رآه قال‪( :‬هذا فرعون هذه األمه)‪،‬‬
‫وقضى بسيفه البن مسعود رضى هللا عنه (‪.)17‬‬

‫وأما فعله صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬

‫فقد حكم سعد بن معاذ رضي هللا عنه على بين قريظة بعد أن غدروا باملسلمني بقتل‬
‫رجاهلم وتقسيم أمواهلم وسيب ذراريهم ونسائهم‪ .‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪( :‬لقد‬
‫حكمت فيهم حبكم هللا من فوق سبعة أرقعة) ‪ -‬أي مساوات ‪.)12( -‬‬

‫ويف رواية‪( :‬لقد حكمت فيهم حبكم هللا يا سعد) (‪ ،)19‬وقد أقر رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم حكم سعد‪ ،‬وأشرف على قتلهم بنفسه‪ ،‬وأمر حبفر األخاديد‪ ،‬وقد كانوا أكثر‬
‫من ‪ 100‬يهودي ننت‪.‬‬

‫والتسبب عند مجهور العلماء يف القتل كاملباشر‪ ،‬فكأن النيب صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬
‫باشر قتلهم‪ ،‬كما قال تعاىل‪{ :‬إن فرعون عال يف األرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة‬
‫منهم يذبح أبنائهم ويستحي نسائهم انه كان من املفسدين} [سورة القصص‪ ،]4:‬مع أن‬
‫فرعون مل يباشر القتل وإمنا هو اآلمر املتسبب لقتلهم‪ ،‬فاهلل حكم عليه أنه هو الذي قتلهم‪،‬‬
‫فكذلك النيب صلى هللا عليه وسلم أقر حكم سعد رضي هللا عنه وأشرف على قتلهم وأمر‬
‫الصحابة أن حيفروا األخاديد لدفنهم هبا بعد القتل فكأنه صلى هللا عليه وسلم باشر قتلهم‪.‬‬

‫وهذه األحاديث وإن كان يف بعضها مقال ولكن بعضها يقوى بعض‪.‬‬

‫فهذه سنة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فأين املمتثل!! قال تعاىل‪{ :‬قل إن كنتم‬
‫حتبون هللا فاتبعوين حيببكم هللا ويغفر لكم ذنوبكم وهللا غفور رحيم} [آل عمران‪.]31:‬‬

‫‪ )11‬معتصر املختصر ج‪.245 ،244/ 1‬‬


‫‪ )17‬توضيح االحكام ج‪.323/1‬‬
‫‪ )12‬هذا احلبيب ياحمب ‪.312‬‬
‫‪ )19‬نور اليقني ‪ 199‬وقد رواه البخاري (‪ ،)4121‬مسلم (‪.)1719 ،1712‬‬

‫(‪)9‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إحياء سنة حنر الكفار‬

‫الفصل الثالث‬
‫حوادث بعد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم لنحر أعداء امللة‬
‫أورد الذهيب يف "السري"؛ قال ابن الزبري‪( :‬هجم علينا جرجري يف عشرين ومائة ألف‬
‫فأحاطوا بنا وحنن يف عشرين ألفاً يعين نوبة أفريقية‪ ،‬قال‪ :‬واختلف الناس على ابن أيب سرح‬
‫فدخل فسطاط ه فرأيت غرة من جرجري بصرت به خلف عساكره على بردون أشهب معه‬
‫جاريتان تظلالن عليه بريش الطواويس بينه وبني جيشه أرض بيضاء‪ ،‬فأتيت أمرينا ابن أيب‬
‫السرح فندب يل الناس فاخرتت ثالثني فارساً ومحلت وقلت هلم؛ امحوا يل ظهري‪ ،‬فخرقت‬
‫الصف إىل جرجري وما حيسب هو وأصحابه إال أين رسول إليه حىت دنوت منه‪ ،‬فعرف الشر‬
‫فثار بردونه‪ ،‬فأدركته‪ ،‬فطعنته‪ ،‬فسقط‪ ،‬مث احتززت رأسه فنصبته على رحمي وكربت ومحل‬
‫املسلمون فارفض العدو ومنح هللا أكتافهم) (‪.)20‬‬

‫وقد أتى عبد هللا بن الزبري برأس املختار فلم ينكر ذلك (‪.)21‬‬

‫أن عمرو بن العاص حني حاصر اإلسكندرية ظفر برجل من املسلمني فأخذوا رأسه‪،‬‬
‫وجاء قومه عمراً مغضبني‪ ،‬فقال هلم عمرو‪( :‬خذوا رجالً منهم فاقطعوا رأسه‪ ،‬فارموا به إليهم‬
‫يف املنجيق)‪ ،‬ففعلوا ذلك فرمى أهل اإلسكندرية برأس املسلم إىل قومه) [‪.]22‬‬

‫وقد قام خالد القسري أمري مكة للوليد بن عبد امللك وسليمان بن عبد امللك خطيباً‬
‫يوم عيد األضحى بسنة مثان وعشرين بعد املائة فقال‪( :‬يا أيها الناس ضحوا تقبل هللا منا‬
‫ومنكم فإين مضح‪ ،‬باجلعد بن درهم فإنه يقول؛ "أن هللا مل يتخذ إبراهيم خليالً ومل يكلم‬
‫موسى تكليماً"‪ ،‬فتقبل هللا منا ومنكم)‪ ،‬فضحى به أمام الناس‪ .‬وقد خلد العالمة ابن القيم‬
‫رمحه هللا هذه احلادثة وأثىن على فعلها‪ ،‬فقال رمحه هللا‪:‬‬

‫القسري يوم ذبائح القربان‬ ‫وألجل ذا ضحى جبعد خالد‬


‫كال وال موسى الكليم الدان‬ ‫إذ قال إبراهيم ليس خليله‬
‫هلل درك من أخي قربان (‪)23‬‬ ‫شكر الضحية كل صاحب سنة‬

‫‪ )20‬أورده الذهيب ‪ 371/‬باختصار‪.‬‬


‫‪ )21‬أنظر معتصر املختصر ‪ 245 -222/1‬وانظر هداية احليارى للعيريي رمحه هللا ‪.15‬‬
‫‪ )22‬املغين ألبن قدامة ‪.511 ،515/ 10‬‬
‫‪ )23‬انظر توضيح املقاصد وتصحيح القواعد يف شرح قصيدة االمام ابن قيم ج‪.55 ،50/1‬‬

‫(‪)10‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إحياء سنة حنر الكفار‬

‫الفصل الرابع‬
‫أقوال العلماء يف نقل رؤوس املشركني وما يندرج ضمنها‬
‫جاء يف املغين ألبن قمة ما نصه‪( :‬يكره نقل رؤوس املشركني من بلد اىل بلد والتمثيل‬
‫بقتالهم‪ .. .‬نص عليه أمحد وإن فعلوا ذلك ملصلحة جاز ملا روينا أن عمرو بن العاص حني‬
‫حاصر اإلسكندرية ظفر برجل من املسلمني فأخذوا رأسه‪ ،‬فجاء قومه عمرا مغضبني‪ ،‬فقال‬
‫هلم عمرو‪" :‬خذوا رجال منهم فاقطعوا رأسه‪ ،‬فأرموا به إليهم يف املنجنيق"‪ ،‬ففعلوا ذلك فرمى‬
‫أهل اإلسكندرية رأس املسلم اىل قومه) (‪.)24‬‬

‫جاء يف السري الكبري وشرحه؛ أن أبا بكر الصديق قال‪( :‬ال حيمل إىل رأس‪ ،‬إمنا‬
‫يكفي الكتاب واخلرب)‪( :‬فبظاهر احلديث ‪ -‬أي قول أيب بكر ‪ -‬أخذ بعض العلماء وقال ال‬
‫حيل محل الرؤوس إىل الوالة ألنه جيفة فالسبيل دفنها إلماطة األذى وألن إبادة الرأس مثله‪،‬‬
‫وهنا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عن املثلة‪ ،‬ولو بالكلب العقور‪ ،‬واكثر مشاخينا ‪ -‬أي من‬
‫االحناف ‪ -‬رمحهم هللا على أنه إذا كان يف ذلك كبت وغيظ للمشركني‪ ،‬أو فراغ قلب‬
‫للمسلمني‪ ،‬بأن كان املقتول من قواد املشركني‪ ،‬أو عظماء املبارزين‪ ،‬فال بأس بذلك) (‪.)25‬‬

‫وقال الشوكاين‪( :‬قوله "ويكره محل الرؤوس"؛ أقول‪ :‬إذا كان يف محلها تقوية لقلوب‬
‫املسلمني أو إضعاف لشوكة الكافرين فال مانع من ذلك‪ ،‬بل هو فعل حسن وتدبري صحيح‬
‫وال وجه للتعليل بكوهنا جنسة‪ ،‬فإن ذلك ممكن بدون التلوث هبا واملباشرة هلا‪ ،‬وال يتوقف‬
‫جواز هذا على النيب صلى هللا عليه وسلم فإن تقوية جيش اإلسالم وترهيب جيش الكفار‬
‫مقصد من مقاصد الشرع ومطلب من مطالبه الشك يف ذلك) (‪.)21‬‬

‫وقال يوسف احلنفي‪( :‬آال ترى أن أمراء األجناد منهم يزيد بن أيب سفيان وعقبة بن‬
‫عامر مل ينكروا ذلك ‪ -‬أي نقل الرؤوس ‪ -‬ملا فيه من إعزاز دين هللا وغلبة أهله الكفار)‪.‬‬

‫فتأمل أقوال العلماء واعلم اهنا يف "نقل" رأس الكافر‪ ،‬فهل ينقل رأس الكافر دون‬
‫قطعه؟! فهذا دليل واضح على مشروعية حنر الكفار وعدم إنكار العلماء يؤكد ذلك ألنه لو‬
‫كان منكرا لوجب عليهم اإلنكار فال جيوز تأخري البيان عن وقت احلاجة وامنا كان كالمهم‬
‫يف نقل الرأس من عدمه‪ ،‬وحىت النقل يندب عند بعض أهل العلم كما سبق‪.‬‬

‫‪ )24‬املغين البن قدامة ‪ 511 ،515/10‬ونظر الشرح الكبري للمقدسي ‪.410 ،459/10‬‬
‫‪ )25‬الشرح الكبري ‪.110/1‬‬
‫‪ )21‬السيل اجلرار ‪.512/4‬‬

‫(‪)11‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إحياء سنة حنر الكفار‬

‫الفصل اخلامس‬
‫إلقاء الرعب يف قلوب األعداء مطلب شرعي‬
‫قال تعاىل‪{ :‬إذ يوحي ربك إىل املالئكة إين معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي يف قلوب‬
‫الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق األعناق واضربوا منهم كل بنان} [األنفال‪.]12:‬‬

‫وقال تعاىل‪{ :‬ألنتم أشد رهبة يف صدورهم من هللا ذلك بأهنم قوم ال يفقهون * ال‬
‫يقاتلونكم مجيعاً إال يف قرى حمصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم وشديد حتسبهم مجيعاً‬
‫وقلوهبم شىت ذلك بأهنم قوم ال يعلمون} [احلشر‪.]14 ،13 :‬‬

‫وقال تعاىل‪{ :‬سنلقي يف قلوب الذين كفروا الرعب مبا أشركوا باهلل} [آل‬
‫عمران‪.]151:‬‬

‫وقال تعاىل‪{ :‬وأعدوا هلم ما استطعتم من قوة ومن رباط اخليل ترهبون به عدو هللا‬
‫وعدوكم وآخرين من دوهنم ال تعلموهنم هللا يعلمهم‪[ }...‬األنفال‪.]10:‬‬

‫وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪( :‬أعطيت مخساً مل يعطهن أحد من األنبياء‬
‫قبلي‪ :‬نصرت بالرعب مسرية شهر…) (‪.)27‬‬

‫فاهلل جل وعال أمرنا بارعاب العدو بكل سبيل مشروع حىت يهابوا جانبنا‪ ،‬وال يفكروا‬
‫بقتل إخواننا أو اغتصاب أخواتنا‪ ،‬وحنر الكافر احملارب يرعب العدو إميا إرعاب‪ ،‬وقد يسبب‬
‫يف انسحابه وهزميته‪.‬‬

‫وقد ذكرنا الوقائع الكثرية الدالة على ندبه يف حاالت كما سنبني ذلك‪.‬‬

‫‪ )27‬احلديث متفق عليه من رواية جابر بن عبدهللا رضي هللا عنه‪.‬‬

‫(‪)12‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إحياء سنة حنر الكفار‬

‫الفصل اخلامس‬
‫شبهات وردود‬
‫‪ )1‬قوهلم‪ :‬بأن هذا األسري مل يقتل املسلمني وإمنا قومه هم الذين قتلوا املسلمني فما‬
‫ذنبه؟! وقول هللا {وال تزر وازرة وزر أخرى} [األنعام‪]114 :‬؟!‬

‫الرد عليهم‪:‬‬

‫نعاملهم بقول هللا‪{ :‬واتقوا فتنة ال تصينب الذين ظلموا منكم خاصة}‬
‫[األنفال‪ ،]25:‬وقوله عز وجل‪{ :‬وإذا اردنا أن هنلك قرية أمرنا مرتفيها ففسقوا فيها فحق‬
‫عليها القول فدمرناها تدمريا} [سورة اإلسراء‪ ،]11:‬فهذه اآليات واضحة الداللة بأن هللا‬
‫يعم املشركني بعقوبته جبريرة بعضهم وهذا أردع هلم وأنكى‪ ،‬وقد عامل رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم رجالً جبريرة قومه‪.‬‬

‫وقد روي مسلم عن عمران بن حصني قال‪ :‬كانت ثقيف حلفاء لبين عقيل‪ ،‬فأسرت‬
‫ثقيف رجلني من أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وأسر أصحاب رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم رجالً من بين عقيل‪ ،‬وأصابوا معه العضباء فأتى عليه رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم وهو يف الوثاق‪ ،‬فقال‪ :‬يا حممد! فأتاه‪ ،‬ما شأنك؟ فقال‪ :‬مبا أخذتين وأخذت سابقة‬
‫احلاج يعين العضباء؟! فقال‪( :‬أخذتك جبريرة حلفائك ثقيف)‪.‬‬

‫فالنيب صلى هللا عليه وسلم قاتل قريشا مع أن الذي نقض العهد حلفاؤهم بين بكر‬
‫بن وائل‪.‬‬

‫وكذلك قتل النيب صلى هللا عليه وسلم رجال بين قريظة وهم مل ينقضوا العهد بل‬
‫الذي نقضه كرباؤهم وأهل الرأي منهم‪ ،‬فقتل جبريرهتم سبعمائة نفس واسرتق من بقى‪.‬‬

‫وإذا قتل رجل آخر فتتحمل عاقلته الدية ويغرمون مع أن الذي ارتكب اجلناية فرد‬
‫منهم وهم مل يشاركوه فيها‪.‬‬

‫فهذه العقوبات تعترب مجاعية بإمكان اجلماعة إذا علموا أهنم سيعاقبون هبا أن جيربوا‬
‫اجلاين على أن يكف عن ذلك ويأخذوا بيده‪.‬‬

‫(‪)13‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إحياء سنة حنر الكفار‬

‫أن الشريعة أباحت لنا قتل األسري إذا مل تكن هناك مؤثرات أخرى‪ ،‬فكيف احلال إذا‬
‫كان قتله جبريرة غريه أعظم مصلحة وأقوى نكاية للكفرة‪ ،‬وثأراً إلخواننا القتلى واملضطهدين‬
‫يف كل مكان‪ ،‬وإرعاباً ألعداء هللا‪.‬‬

‫‪ )2‬قوهلم‪ :‬بأن هذه القتلة ‪ -‬حنر األسري ‪ -‬مثلة والنيب صلى هللا عليه وسلم هنى عن‬
‫املثله؟‬

‫الرد من وجهني‪:‬‬

‫أ) حنن ال نسلم لكم بأن هذه مثلة وإمنا النحر صورة من صور القتل ثبت احلث عليه‬
‫يف الكتاب والسنة وآيات النحر واضحة جلية يف كتاب هللا وأفعال الرسول صلى هللا عليه‬
‫وسلم تفسر أقواله فينبغي على طالب احلق أن جيمع بني االدلة إن أمكن اجلمع‪ ،‬وهنا ميكن‬
‫اجلمع فقطع الرأس ال يدخل يف املثله وإمنا املثلة تشويه القتيل‪.‬‬

‫قال الصنعاين‪( :‬يقال؛ مثل بالقتيل‪ :‬إذا قطع أنفه‪ ،‬أو أذنه‪ ،‬أو مذاكريه أو شيئاً من‬
‫أطرافه) (‪.)22‬‬

‫ولو إفرتضنا تنزالً بأن قطع الرأس يدخل يف املثلى نرد عليهم بالتايل‪.‬‬

‫ب) أن التمثيل جبثث األعداء جائز بشرط املعاملة باملثل‪ ،‬والدليل‪ :‬عن ابن كعب‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬ملا كان يوم أحد أصيب من األنصار أربعة وستون رجالً ومن املهاجرين‬
‫ستة منهم محزة بن عبد املطلب فمثلوا هبم‪ ،‬فقالت األنصار‪ :‬لئن أصبنا منهم يوماً مثل هذا‬
‫لنربني عليهم يف التمثيل‪ .‬فلما كان يوم فتح مكة أنزل هللا‪{ :‬وإن عاقبتم فعاقبوا مبثل ما‬
‫عوقبتم به ولئن صربمت هلو خري للصابرين} [النحل‪ ،]121:‬فقال رجل‪ :‬ال قريش بعد اليوم‪،‬‬
‫فقال النيب صلى هللا عليه وسلم‪( :‬كفوا عن القوم إال أربعة) (‪.)29‬‬

‫فالشاهد‪ :‬أنه جيوز للمسلمني أن ميثلوا بقتلى العدو بشرط املعاملة باملثل مع املساواة‬
‫يف تلك املعاملة كما تدل عليه اآلية بصراحة (‪.)30‬‬

‫‪ )22‬سبل السالم ‪.41/4‬‬


‫‪ )29‬قال الشيخ االلباين حسن صحيح االسناد اخرجه الرتمذي‪ ،‬صحيح سنن الرتمذي رقم(‪.)2501‬‬
‫‪ )30‬اجلهاد والقتال يف السياسة الشرعية ‪.1307/2‬‬

‫(‪)14‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إحياء سنة حنر الكفار‬

‫قال شيخ االسالم بن تيميه (إن املثله حق هلم فلهم فعلها لإلستيفاء وأخذ الثأر وهلم‬
‫تركها) (‪.)31‬‬

‫قال بن القيم ( وقد أباح هللا تعاىل للمسلمني أن ميثلوا بالكفار إذا مثلوا هبم فجدع‬
‫األنف وقطع االذن وبقر البطن وحنو ذلك هي عقوبة باملثل ليست بعدوان واملثل هو العدل)‬
‫(‪.)32‬‬

‫‪ )3‬قوهلم‪ :‬بأن هذه القتلة فيها نوع من الوحشية والغلظة وعدم الرأفة باإلنسان‪ ،‬وأن‬
‫هذا الفعل يشوه اإلسالم وينفر الناس من الدخول فيه؟! أو قوهلم‪ :‬قسوة النحر تنايف مساحة‬
‫اإلسالم؟!‬

‫الرد عليهم من وجوه‪:‬‬

‫أ) قد بني صلى هللا عليه وسلم بأن املسلم الواجب عليه اإلحسان يف كل شئ ومن‬
‫ذلك القتل فقال صلى هللا عليه وسلم‪( :‬فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة‪ ،‬وإذا ذحبتم فأحسنوا‬
‫الذحبة‪ ،‬وليحد أحدكم شفرته ولريح ذحبته) (‪.)33‬‬

‫فإذا كان حنر لشاة بالشفرة احلادة يعترب إحساناً يف القتل‪ ،‬فيكون حنر الكافر احملارب‬
‫بنفس الطريقة إحساناً يف القتل ومشروعاً من باب أوىل‪ ،‬ألن الكافر أسوأ حاالً من احليوان‪،‬‬
‫فإن هللا أخرب أن الكفرة {هم شر الربية} [البينة‪ ،]1:‬وقال تعاىل‪{ :‬إن هم إال كاألنعام بل‬
‫هم أضل سبيالً} [الفرقان‪ ،]44 :‬فاألنعام تسبح هلل والكافر ال يعرف هللا‪ ،‬واألنعام تعرف‬
‫طريق مرعاها مع أهنا ال تعقل والكافر ال يعرف طريق هللا املستقيم مع أنه يعقل‪ ،‬واألنعام‬
‫يكون مصريها يف اآلخرة الرتاب‪ ،‬وأما الكافر فمصريه إىل النار‪.‬‬

‫ب) وإذا كانت هذه الطريقة فيها وحشية فال شك أن كل احلدود الشرعية من قتل‬
‫القاتل والساحر‪،‬ورمي فاعل عمل قوم لوط من أعلى شاهق‪ ،‬ورجم الزاين احملصن باحلجارة‬
‫حىت املوت‪ ،‬وقطع يد السارق‪ ،‬وجلد الزاين البكر وشارب اخلمر والقاذف كل ذلك يندرج‬
‫حتت الوحشية ‪ -‬كما يزعمون ‪ -‬فاهلل جل وعال جعل هذا العقوبات معلنة غليظة لريتدع‬
‫الناس عن ارتكاهبا وتكون عقوبة العاصي للناس عربة‪ ..‬فتأمل!!‬

‫‪ )31‬نقلهابن مفلح يف الفروع‪.212/1‬انظر حقيقة احلرب الصليبية اجلديده ص ‪.24‬‬


‫‪ )32‬انظر حاشية ابن القيم على سنن ايب داوود ‪ 120/12‬بتصرف‪ ،‬وحقيقة احلرب الصليبية اجلديده ص‬
‫‪.24‬‬
‫‪ )33‬ورواه مسلم‪.‬‬

‫(‪)15‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إحياء سنة حنر الكفار‬

‫فيقتل القاتل باملقابل يأمن الناس واجملتمع بأسره على أنفسهم وذريتهم‪ ،‬وتقطع يد‬
‫السارق باملقابل يأمن اجملتمع كله على أمواهلم وممتلكاهتم‪ ،‬فكذلك يقتل األسري وينحر‬
‫باملقابل يرتدع الكفار عن قتل إخواننا خوفاً وجبناً وينسحبون من أرضنا لكيال يصبهم ما‬
‫أصابه!‬

‫والواجب علينا معاملة الكفرة احملاربني بالشدة والغلظة ال بالرفق والرمحة‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬
‫{ يا أيها النيب جاهد الكفار واملنافقني واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس املصري} [التوبة‪:‬‬
‫‪ ،]73‬ففي حال القتال الواجب على املسلم العزة على الكافر والغلظة والشدة‪ ،‬ويف حال‬
‫السلم نعامل الكفار غري احملاربني معاملة اإلسالم بالعدل والقسط ليدخلوا يف دين هللا‬
‫أفواجاً‪.‬‬

‫وقد ذكر هللا هاتني احلالتني بالقرآن فقال تعاىل‪{ :‬ال ينهاكم هللا عن الذين مل‬
‫يقاتلوكم يف الدين ومل خيرجوكم من دياركم أن تربوهم وتقسطوا إليهم إن هللا حيب املقسطني‬
‫* إمنا ينهاكم هللا عن الذين قاتلوكم يف الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم‬
‫أن تولوهم ومن يتوهلم فأولئك هم الظاملون} [املمتحنة‪.]9:‬‬

‫أما قوهلم بأن هذا الفعل يشوه اإلسالم‪ ،‬فنحن ال نرتك شيئاً شرعه هللا مهما تكلم‬
‫الكفار ومهما استهزءوا‪ ،‬فاهلل أخرب أهنم سيستهزئون يف كل وقت وحني على أهل احلق‬
‫املؤمنني قال تعاىل‪{ :‬إن الذين أجرموا كانوا من الذين أمنوا يضحكون * وإذا مروا هبم‬
‫يتغامزون} [املطففني‪.]30 ،29 :‬‬

‫والكفار لن يرضوا عنا حىت نرتك دينا كما قال تعاىل‪{ :‬ولن ترضى عنك اليهود وال‬
‫النصارى حىت تتبع ملتهم} [سورة البقرة‪ ،]120 :‬ولن نغري ولن نبدل حىت نلقى هللا تعاىل‪:‬‬
‫{ من املؤمنني رجال صدقوا ما عاهدوا هللا عليه فمنهم من قضى حنبه ومنهم من ينتظر وما‬
‫بدلوا تبديالً} [األحزاب‪ ،]23:‬ولن يهمنا غضب الكفار علينا أو تكالبهم ضدنا أو امحرار‬
‫أنوف املنهزمني املستسلمني لألعداء إن كان عملنا مما يرضي ربنا جل وعالً‪ ،‬وال شك أن‬
‫هذا الطريق املخالف واملعادي للمغضوب عليهم والضالني هو الطريق املستقيم‪.‬‬

‫ولنا احلق أن نعاقبهم كما عاقبونا من باب املعاملة باملثل‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬فمن اعتدى‬
‫عليكم فاعتدوا عليه مبثل ما اعتدى عليكم} [البقرة‪ ،]19:‬وقال تعاىل‪{ :‬وإن عاقبتم فعاقبوا‬
‫مبثل ما عوقبتم به} [النحل‪ ،]121:‬وقال تعاىل‪{ :‬وجزاء سيئة سيئة مثلها} [الشورى‪:‬‬
‫‪ ،]40‬فهؤالء الكفرة حنروا إخواننا جبزر امللوك يف إندونيسيا وأفغانستان والعراق وغريها من‬
‫بالد اإلسالم‪ ،‬فلنا احلق أن نعاقبهم مبثل ما عاقبونا‪ ،‬فقد بني هللا جل وعال وأذن لنا ذلك‪،‬‬

‫(‪)11‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إحياء سنة حنر الكفار‬

‫فثأرا إلخواننا القتلى الذين {ما نقموا منهم إال أن يؤمنوا باهلل العزيز احلميد} [الربوج‪،]2 :‬‬
‫وقد حثنا هللا جل وعال ان نثأر إلخواننا املستضعفني‪.‬‬

‫‪ )4‬قوهلم أن الكافر احملارب هو الذي يقتل وليس املدين الذي ال حيمل السالح!؟‬

‫الرد عليهم من وجوه‪:‬‬

‫أ) أن احملارب قد يكون حربه على اإلسالم بسالحه أو بتأييده أو برأيه فإن ثبت من‬
‫ذلك شيء فدمه هدر عندنا ويندب قتله‪.‬‬

‫ب) أن األصل يف الكافر أنه حالل الدم واملال وال حيرم شيء من ذلك إال حبكم‬
‫طارئ كالعهد والذمة واألمان‪ ،‬كما قال تعاىل‪{ :‬فإذا انسلخ األشهر احلرم فاقتلوا املشركني‬
‫حيث وجدمتوهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا هلم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصالة آتوا‬
‫الزكاة فخلوا سبيلهم إن هللا غفور رحيم} [التوبة‪.]5 :‬‬

‫قال بن كثري‪( :‬وهلذا اعتمد الصديق رضي هللا عنه يف قتال مانعي الزكاة على هذه‬
‫اآلية الكرمية وأمثاهلا حيث حرمت قتاهلم بشرط هذه األفعال وهي الدخول يف اإلسالم‬
‫والقيام بأداء واجباته وقد جاء يف الصحيحني ابن عمر رضي هللا عنهما عن رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم أنه قال‪" :‬أمرت أن أقاتل الناس حىت يشهدوا أن ال إله هللا وأن حممد رسول‬
‫هللا ويقيموا الصالة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مين دماؤهم وأمكواهلم إال حبقها‬
‫وحساهبم على هللا") (‪.)34‬‬

‫ج) ليس بالضرورة أن يكون احملارب يلبس الزي العسكري وحيمل السالح وإمنا يف‬
‫وقتنا احلاضر هناك من املدنيني أعظم حربا لإلسالم من العسكريني كالذي يوجه الطائرات‬
‫احلربية ويبني هلا األهداف ويطلق الصواريخ وهو مدين‪ ،‬كل ذلك وهو جالس خلف أجهزة‬
‫احلاسوب‪.‬‬

‫د) لنا أن نسأل عن سبب وجود هؤالء املدنيني يف املراكز العسكرية وخاصة يف جزيرة‬
‫العرب واليت أمرنا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أن خنرج املشركني منها؟!! واليت ال يقر على‬
‫اإلقامة فيها كافر‪ .‬وكذلك الشركات اليت قدمت على العراق عن طريق احملتل األجنيب الكافر‬
‫فكأهنا قد اعرتفت باحملتل وتعاقدت معه وشاركت يف إقرار سيادته فال بد هلؤالء من درس‬
‫حىت يفيقوا مما هم فيه‪.‬‬

‫‪ 1‬تفسري ابن كثري ‪ 349/2‬باختصار‪.‬‬

‫(‪)17‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إحياء سنة حنر الكفار‬

‫هـ) ولنا أن نتساءل من الذي يقتل من إخواننا يف العراق وأفغانستان والشيشان‬


‫وغريها من بالد اإلسالم؟ أليس املدنيني هلم النصيب األوفر من القتل والتعذيب واألسر‬
‫واالغتصاب؟!! أليس من حقنا أن نثأر إلخواننا؟!! أال جيوز لنا شرعا أن نعاملهم مبثل ما‬
‫يعاملوننا؟!! بال وهللا أن هذا هو العدل‪.‬‬

‫فإذا كان أهل اجلاهلية ال دين هلم وال ملة يثأرون ألفراد قبيلتهم إذا مس أحدهم‬
‫بسوء فكيف بأهل اإلسالم أهل الدين الصحيح؟!! وقد حثنا ربنا على الثأر للمستضعفني‬
‫من الرجال والنساء والولدان {الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظامل أهلها واجعل‬
‫لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصريا} [النساء‪.]75:‬‬

‫و) هؤالء الكفرة درسوا ديننا عن طريق املستشرقني وعلموا أن ديننا ال حيرضنا على‬
‫قتل غري املقاتل وكذا املرأة والصيب والشيخ اهلرم إال يف حاالت‪ ،‬فدخلوا أرضنا بعد ما قتلوا‬
‫إخواننا وعذبوهم واضطهدوهم مث لبسوا بعد ذلك اللباس املدين!!!‬

‫أين العدل يا أهل اإلنصاف؟!‬

‫من املشاهد أن الكفار اليوم السيما أمريكا يقتلون أبناء املسلمني ونسائهم وشيوخهم‬
‫بغري ذنب اقرتفوه‪ ،‬فهاهم عندما حاصروا العراق نتج عن ذلك هالك اكثر من مليون ومائيت‬
‫ألف مسلم‪ ،‬ويف حرب اخلليج يف ضربه واحدة قصفوا ملجأ العامرية يف بغداد فأودا ذلك‬
‫حبياة ما يربو على مخسة آالف مسلم‪ ،‬ويف حصار أمريكا ألفغانستان وصل عدد الضحايا‬
‫جراء ذلك احلصار سبعني ألف مسلم‪ ،‬مث أدر طرفك إىل فلسطني لرتى منذ أكثر من‬
‫مخسني عام حرب أمريكا للمسلمني من خالل اليهود فشرد بسبب ذلك مخسة ماليني‬
‫مسلم وقتل مائيت واثنني وستني ألف شهيدا بإذن هللا وجرح مائة وستة ومثانني ألف وأعيق‬
‫مائة وواحد وستني ألف‪ ،‬ناهيك عما فعلوا بالصومال والسودان وكوسوفا وألبانيا والبوسنة‬
‫واهلرسك وغريها الكثري‪ ،‬أما ما حدث جلزر امللوك يف إندونيسيا فحدث وال حرج‪ ،‬فقد أحرق‬
‫النصارى قرى كاملة للمسلمني بأهلها بدعم واضح من الغرب‪ ،‬بل كانوا يذحبوهنم بالسالح‬
‫األبيض ويقطعوهنم وهم أحياء‪ ،‬حىت األطفال مل يرمحوهم قطعوا رؤوسهم وأيديهم وأرجلهم‬
‫من خالف‪ ،‬كل ذلك حدث مع التكتيم التام للعامل أمجع ملاذا؟ ألهنم مسلمون!!!‬

‫فيا من أقض مضاجعكم وأوجع قلوبكم حنر بعض علوج الكفر فأستنكرمت هلذا!!‬
‫فأدعوكم ملشاهدة فلم جرز امللوك وكيف حنر الكفار آالف املسلمني ومزقوهم فهل‬
‫تستنكرون؟!‬

‫(‪)12‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إحياء سنة حنر الكفار‬

‫فهل يقول عاقل حبرمة حنر الكافر احملارب إذا علم هبذه املصائب؟!‬

‫وهل يعقل أن جيهل بعض الكتاب واملثقفني هذا الواقع وختفى عليه هذه الفضائع؟!‬

‫أم أهنم عمالء جندهتم أمريكا لصاحلها؟!‬

‫لكن البلية واملصيبة والرزية أن ينكر هذا ممن يزعم اتباع الشرع احلنيف والدين‬
‫الصحيح؟! قد جيهلون أو يلبسون أو اهنم عمالء للطغاة يقولون ما يشاء اخلائنون؟!‬

‫وان كنت تدري فاملصيبة أعظم‬ ‫فأن كنت ال تدري فتلك مصيبة‬

‫{وإن تعجب فعجب قوهلم} [الرعد‪ ،]5:‬يستنكرون ويشجبون ما حيدث لليهود‬


‫والنصارى وأذناهبم وحتمر أنوفهم‪ ،‬وال نسمع هلم صارخا أو مستنكرا ملا حيدث إلخواننا‬
‫املسلمني يف فلسطني والشيشان والعراق وأفغانستان وغريها من بالد اإلسالم‪ ،‬وإن استنكروا‬
‫فعلى استحياء‪ ،‬إخواننا ينحرون وحيرقون أحياء كما يف جزر امللوك وغريها ومل نسمع هلم‬
‫مهسا‪ ،‬فهم أشداء على املسلمني رمحاء للكافرين خالفا ألولياء هللا كما قال هللا {فسوف‬
‫يأيت هللا بقوم حيبهم وحيبونه أذلة على املؤمنني أعزة على الكافرين جياهدون يف سبيل هللا وال‬
‫خيافون لومة الئم} [املائدة‪.]54:‬‬

‫(‪)19‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إحياء سنة حنر الكفار‬

‫الفصل الثامن‬
‫وأخريا الدين النصيحة‬
‫يا من وجهتم للمجاهدين أصابع االهتام ورميتهم بانتهاك حقوق اإلنسان وتشويه‬
‫اإلسالم نذكركم بأنكم أخطأمت توجيه االهتام (‪!!)35‬‬

‫هل الذي يلتزم بأمر هللا وامر رسوله صلى هللا عليه وسلم بدفع أذى املعتدي هو‬
‫املخطأ؟!!‬

‫هل الذي يسري على درب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وأصحابه األبرار قد أخطأ‬
‫الطريق أو سار خلف التيار؟!!‬

‫{أفمن ميشي مكبا على وجهه أهدى أمن ميشي سويا على صراط مستقيم}‬
‫[امللك‪]22:‬؟!‬

‫فيجب على املسلم التوبة وقول احلق قبل أن يأيت يوم القيامة {فيومئذ ال ينطقون وال‬
‫يؤذن هلم فيعتذرون} [املرسالت‪.]25:‬‬

‫‪ )3535‬نقال عن هداية احليارى بتصرف ‪.19‬‬

‫(‪)20‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إحياء سنة حنر الكفار‬

‫اخلامتة‬
‫هذا ما كتبته على عجالة من أمري‪ ،‬لكثرة األشغال‪ ،‬وانشغال البال‪ ،‬تعليما للجاهل‪،‬‬
‫وتنبيها للغافل وقامة للحجة‪ ،‬ودفعا للشبهة‪ ،‬وهللا من وراء القصد‪.‬‬

‫هذا ما نشرته نثرا‪ ،‬واليكم ما قاله أحد اجملاهدين شعرا‪:‬‬

‫أثارها من عامل أو قارئ‬ ‫قالوا‪ :‬فهل لك قدوة متشي على‬


‫جبهادهم سادوا على االمصار‬ ‫قلت‪ :‬النيب حممد وصحبه‬
‫فإبن الزبري وسائر االنصار‬ ‫انا قدويت أبن الوليد ومصعب‬
‫فعالم تبغي العيش يف االخطار‬ ‫قالوا‪ :‬فدربك باملكاره موحش‬
‫اما النعيم فوصف درب النار‬ ‫قلت‪ :‬املكاره وصف درب جناننا‬
‫كفوا عن التشهري واإلنكار‬ ‫يامن عذلتهم باجلهاد شبابنا‬
‫وعلى خطى االصحاب دوما سار‬ ‫أيالم من عشق اجلنان وروحها‬
‫وبعزم حر هب الستنفار‬ ‫ايالم من هجر احلياة وهلوها‬
‫يبغي هبا الفردوس خري قرار‬ ‫ايالم من هلل أرخص نفسه‬
‫وحذار من وصف النفاق حذار‬ ‫فدعوا اجلهاد وأهله من لومكم‬
‫يغزو فمات فميته االشرار‬ ‫من مل حيدث نفسه بالغزو أو‬
‫وبرتكه ذل وعيش صغار‬ ‫أن اجلهاد هو الطريق لعزنا‬

‫اللهم أرنا احلق حقا وأرزقنا أتباعه‪ ،‬وأرنا الباطل باطال وأرزقنا اجتنابه‪..‬‬

‫اللهم إنا نسألك االخالص يف القول والعمل‪ ،‬اللهم أحفظنا من بني أيدينا ومن‬
‫خلفنا وعن أمياننا وعن مشائلنا ومن فوقنا ونعوذ بك اللهم أن نغتال من حتتنا‪..‬‬

‫اللهم إنا نسألك عيش السعداء ونزل الشهداء ومرافقة األنبياء يف جنات اخللود‪..‬‬

‫وصلى هللا وسلم وبارك على نبينا حممد وعلى آله وصحبه وسلم‬
‫وأخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني‬

‫(‪)21‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬

You might also like