Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

Arab Journal for Security Studies 2022; Volume 38 Issue (2), 230-248 Original Article 230

AJSS
Naif Arab University for Security Sciences
Arab Journal for Security Studies
‫املجلة العربية للدراسات األمنية‬
https://journals.nauss.edu.sa/index.php/ajss

The Role of Servant Leadership in Promoting Organizational Citizenship


Behavior in the Security Organizations

‫دور القيادة الخادمة يف تعزيز سلوك املواطنة التنظيمية يف املنظمات األمنية‬


‫نايف بن سليمان املطلق‬
‫ اململكة العربية السعودية‬،‫ كلية امللك فهد األمنية‬،‫قسم العلوم اإلدارية‬
Naif Sulaiman Almutlaq
Department of Administrative Sciences, King Fahad Security College, Kingdom of Saudi Arabia.

Received on 12 Oct. 2022, Accepted on 05 Dece. 2022, Available online on 20 Dec. 2022

Abstract ‫املستخلص‬
This study aims to develop a conceptual model to en- ‫هدفت هذه الدراسة إىل بناء نموذج مفاهيمي لتعزيز سلوك‬
hance the organizational citizenship behavior by applying
‫املواطنة التنظيمية من خالل تبني نمط القيادة الخادمة يف املنظمات‬
the servant leadership style in the security organizations. For
achieving this objective, it identifies the behavioral charac- ‫ ومن أجل تحقيق ذلك قامت الدراسة بتحديد سمات سلوك‬.‫األمنية‬
teristics and requirements of organizational citizenship and
‫ واستعراض ماهية نموذج القيادة‬،‫املواطنة التنظيمية ومتطلباتها‬
reviews the nature, importance, and modern organizational
applications of servant leadership model. It demonstrates the ‫ والتعرف‬،‫ وتطبيقاته التنظيمية يف عالم اليوم‬،‫ وأهميته‬،‫الخادمة‬
components of servant leadership model that are necessary
for promoting organizational citizenship behavior. Further- ،‫عىل مكونات نمط القيادة الخادمة املعززة لسلوك املواطنة التنظيمية‬
more, the study provides an analytical vision on servant lead- ‫وتقديم رؤية تحليلية لنموذج القيادة الخادمة من منظور تعزيز‬
ership model for primarily promoting citizenship behavior in
the security organizations. ‫ وقد اتخذت الدراسة املنهج‬،‫سلوك املواطنة يف املنظمات األمنية‬
The study adopts the descriptive-analytical approach by ‫الوصفي التحلييل من خالل الرؤية التحليلية الوصفية اعتما ًدا عىل‬
exploring, reviewing, and analyzing the relevant scientific lit-
erature. It provides a valuable addition to servant leadership ‫استقراء واستعراض ألدبيات الدراسة ذات العالقة وتحليلها ضمن‬
model for adopting organizational citizenship in the security ‫ وقد دعمت الدراسة قدرة نموذج القيادة الخادمة يف تبني‬.‫إطارها‬
organizations. It focuses on the components, most important
features, prominent specialized research centers, and latest ً
‫خاصة من خالل‬ ،‫سلوك املواطنة التنظيمية يف املنظمات األمنية‬
applications in the field of organizations, particularly security
‫ وأحدث‬،‫ وأهم املراكز البحثية يف هذا املجال‬،‫ وأبرز السمات‬،‫املقومات‬
organizations.
The study finds that the application of servant lead- ‫ وتوصلت‬.‫تطبيقاتها يف سياق املنظمات عامة واملنظمات األمنية خاصة‬
ership style in the security organizations offers great ad-
‫الدراسة إىل أن تطبيق نمط القيادة الخادمة يف املنظمات األمنية‬
vantages. The most important of which is the promotion of
organizational citizenship behavior. However, this model ّ ‫ي‬
‫ تعزيز سلوك املواطنة التنظيمية؛ لكن‬:‫ُحقق مزايا مهمة من أهمها‬

Keywords: Security Studies, Organizational Citizenship ،‫ سلوك املواطنة التنظيميّة‬،‫ الدراسات األمنية‬:‫الكلمات املفتاحية‬
Behavior - Servant Leadership - Security Organizations. .‫ املنظمات األمنيّة‬،‫القيادة الخادمة‬

* Corresponding Author: Naif Sulaiman Almutlaq


Production and hosting by NAUSS Email: nsq55@hotmail.com
doi: 10.26735/DMJQ3965
1319-1241© 2022. AJSS. This is an open access article, distributed under the terms of the Creative Commons, Attribution-NonCommercial License.
‫دور القيادة الخادمة يف تعزيز سلوك املواطنة التنظيمية يف املنظمات األمنية ‪231‬‬

‫‪encounters multiple conceptual and empirical challenges.‬‬ ‫يواجه النموذج تحديات مفاهيمية وتجريبية متعددة؛ وبناءً عىل ذلك‬
‫‪Therefore, this study presents some recommendations for‬‬
‫قدمت الدراسة عد ًدا من التوصيات التي تسهم يف تبني إطار منهجي‬
‫‪adopting a systematic framework for case studies in the‬‬
‫‪security organizations. Accordingly, applications of ser-‬‬ ‫لدراسات الحالة يف املنظمات األمنية من أجل توسيع تطبيقات نمط‬
‫‪vant leadership style may be expanded to enhance the‬‬
‫القيادة الخادمة لتعزيز ممارسات سلوك املواطنة التنظيمية يف تلك‬
‫‪practices of organizational citizenship behavior in those‬‬
‫‪organizations that encounter various challenges.‬‬ ‫املنظمات التي تواجه تحديات مختلفة‪.‬‬

‫املهم تقيص مؤشرات النجاح املشرتكة يف تلك التجارب‪ .‬وذلك لتسليط‬ ‫‪ .1‬املق ــدم ــة‬
‫الضوء عىل كل مؤشر ومعرفة أدواره‪.‬‬ ‫تسعى املجتمعات إىل استثمار الجهد اإلنساين للبقاء واالستمرار‬
‫ويمكن اعتبار مؤشر ارتفاع نسبة سلوك املواطنة التنظيمية من‬ ‫ّ‬
‫وتعد الكوادر البشرية األصل‬ ‫يف حياة تكتنفها التحديات واملتغريات‪.‬‬
‫أهم املؤشرات الدالة عىل النجاح التنظيمي (�‪Djaelani, & Triat‬‬ ‫األهم يف املنظمات لتحقيق البقاء واالستدامة؛ ولكن تلك الجهود‬
‫‪)manto, 2021; Sa’adah, & Rijanti, 2022‬؛ ما يدفع نحو بحث‬ ‫ً‬
‫مختلفة وفق سياق واختالف العوامل املؤثرة‪ .‬ومع أن‬ ‫تحديات‬
‫ٍ‬ ‫تواجه‬
‫أسباب ارتفاع تلك النسبة يف أغلب الدراسات التي تمت يف هذا الشأن‪.‬‬ ‫التجارب متنوعة ومختلفة يف نتائجها؛ فإن االتجاه الفكري الحديث‬
‫وقد اتفق الرواد يف مجال اإلدارة ويتزعمهم كل من‪ :‬ماكسويل وبورتر‬ ‫يؤيد بقوة فكرة رأس املال البشري ضمن منظومة التميّز والبقاء‬
‫ومينتزبريغ وغريهم عىل أن القيادة تمثل السقف والنموذج املثايل‬ ‫للمنظمات يف بيئة متقلبة ومعقدة وغري مؤكدة وغامضة (�‪Volatil‬‬
‫للمنظمات؛ فقد ذكر تشاين )‪ً Schein (2010‬‬
‫مثاًل أن القيادة والثقافة‬ ‫‪ُ .)ity-Uncertainty-Complexity-Ambiguity‬‬
‫وتبنى فكرة رأس‬
‫التنظيمية وجهان لعملة واحدة؛ ً‬
‫إذا تعد القيادة البوصلة الحقيقية‬ ‫املال البشري أو االجتماعي عىل أسس متكاملة؛ من أهمها املحافظة‬
‫لتأصيل ودفع املهارات الفكرية والفنية واإلنسانية للموظفني وتشكيل‬ ‫عىل الكيان املجتمعي الكيل باعتباره من أهم أدوار املنظمات الربحية‬
‫الثقافة يف املنظمات‪ .‬وتنعكس سلوكيات املواطنة التنظيمية للقادة يف‬ ‫وغري الربحية‪ ،‬وهو ما يدخل تحت مفهوم املسؤولية االجتماعية عىل‬
‫املنظمات عىل املمارسات العملية للموظفني الذين يستلهمون اإلرشاد‬ ‫املستوى الكيل؛ لذلك ظهر االهتمام بالقيادة ونماذجها املتعددة وفق‬
‫والقدوة من قياداتهم (�‪AL-Dash & Others, 2014; Ullah, & Oth‬‬ ‫اختالف السياقات التنظيمية وظروفها من أجل تعظيم النتائج وتحقيق‬
‫‪ .)ers, 2021‬كما أن القائد الناجح ي ّتسم بقدرته عىل التأثري يف شعور‬ ‫االستدامة بفاعلية وكفاءة‪ .‬وفيما يتعلق بطبيعة عمل املنظمات‬
‫ورغبة املوظفني ألداء سلوكيات تطوعية اختيارية من خالل اتخاذ كل‬ ‫األمنية فإن املطالبة بالرتكيز عىل ما يُسمّ ى «سلوك املواطنة التنظيمية»‬
‫ما من شأنه تعزيز القدرات واملهارات اإلبداعية البشرية يف بيئة العمل‬ ‫تعد مطلبًا حقيقيًا لجميع أنواع تلك املنظمات األمنية للحفاظ عىل بيئة‬
‫والظروف والقرارات اإلدارية املختلفة (‪ .)Organ, at al. 2006‬وقد ّ‬
‫دلت‬ ‫عمل تعاونية ومشجعة وداعمة لإلنتاجية واالستدامة التنظيمية‪ .‬وتربز‬
‫العديد من الدراسات عىل وجود عالقة ثابتة علميًّا بني القيادة وممارسة‬ ‫أساسا لتشكيل ثقافة املنظمة للقيام بأدوارها باعتبارها‬
‫ً‬ ‫القيادة اإلدارية‬
‫سلوكيات املواطنة التنظيمية يف املنظمات (املعاين‪2013 ،‬؛ القحطاين‪،‬‬ ‫أساس الثقافة وطاقتها ونتيجتها (‪.)Fircks, 2021; Schein, 2010‬‬
‫‪2014‬؛ دعنا‪)2017 ،‬؛ (‪Djaelani, & Triatmanto, 2021; Ullah,‬‬
‫‪.)& Others, 2021; Sa’adah, & Rijanti, 2022‬‬ ‫مشكلة الدراسة‬
‫ولذا تسلط هذه الدراسة الضوء عىل وصف شامل ألحد أهم‬ ‫برزت الحاجة أخريًا إىل تبني نظم وأسس أخالقية لفهم السلوك‬
‫االتجاهات الحديثة يف القيادة؛ التي ُتسمّ ى «القيادة الخادمة»‬ ‫اإلنساين؛ بُغية استثماره لتقديم القيمة املضافة يف العمل التنظيمي‬
‫‪ .Servant Leadership‬وقدرة هذا النمط الحديث عىل تأدية دور أكرب‬ ‫ً‬
‫وانطالقا من اعتبار اإلنسان ركيزة‬ ‫يف السياقات التنظيمية املختلفة‪.‬‬
‫يف تعزيز سلوك املواطنة التنظيمية يف املنظمات األمنية (‪Almahdali‬‬ ‫التطور والتقدم يف املجتمع؛ لكن هناك تحديات تواجه كيفية استثمار‬
‫& ‪& Others 2021; Djaelani, & Triatmanto, 2021; Faizah‬‬ ‫القوة البشرية وفق أساس تعظيم قيمة العنصر البشري‪ .‬ومع كرثة‬
‫�‪Others, 2021; Howladar & Rahman, 2021; Kumar & Ha‬‬ ‫دراسات السلوك اإلنساين يف املنظمات؛ فإن العمل وفق منهج رأس‬
‫‪mid, 2021; Purnomo & Tung, 2022; Sa’adah, & Rijanti,‬‬ ‫املال البشري يحتاج إىل أرضية قيميّة أخالقية يف ظل اقتصاديات‬
‫‪ .)2022; Wulandari & Others, 2021‬وتتطلب التغيريات املختلفة‬ ‫العوملة والتنافسية والتطور التقني‪ .‬وعند استعراض التجارب الناجحة‬
‫يف السياقات التاريخية والثقافية واالقتصادية والسياسية من املديرين‬ ‫يمكن القول بأن هناك مشرتكات مع وجود اختالفات؛ لذلك من‬

‫)‪AJSS 2022; Volume 38 Issue (2‬‬


‫‪ 232‬نايف بن سليمان املطلق‬

‫من خالل ما تقدمه من إضافة علمية ملوضوع دور القيادة الخادمة‬ ‫يف القطاع العام سلوكيات قيادية جديدة‪ .‬وعمومً ا؛ تشهد املنظمات‬
‫يف تعزيز سلوك املواطنة التنظيمية يف املنظمات األمنية؛ وذلك من‬ ‫ً‬
‫انخفاضا يف نسبة رضا املستفيدين ألسباب مختلفة من أهمها‬ ‫العامة‬
‫خالل تسليط الضوء عىل ماهية سلوك املواطنة التنظيمية‪ ،‬ومفاهيم‬ ‫عىل سبيل املثال‪ :‬غياب ثقافة العميل «املستفيد» ً‬
‫أواًل‪ ،‬وانغماس تلك‬
‫القيادة الخادمة‪ ،‬والرتكيز عىل مكونات مفهوم نمط القيادة الخادمة‬ ‫املنظمات يف اإلجراءات واللوائح عىل حساب النتائج واآلثار والقيمة‬
‫ومكوناته‪ .‬كما تستعرض الدراسة قدرة نمط القيادة الخادمة يف تعزيز‬ ‫املضافة‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬كانت هناك دعوات للقادة ليتجنبوا تحقيق‬
‫سلوك املواطنة التنظيمية‪ ،‬وهذا ي ّ‬
‫ُعد إضافة للباحثني والكتابات‬ ‫مصالحهم الشخصية ويهتموا بشأن تحسني رفاهية املجتمع عامة‬
‫املعرفية يف هذا املجال‪.‬‬ ‫(‪ .)Miao, et al, 2014‬لذلك سلطت الدراسة الضوء عىل املنظمات‬
‫وأما اإلضافة العملية فتتمثل يف مساهمة هذه الدراسة يف‬ ‫األمنية التي تحتاج إىل دعم قيادي أكرب لتحقيق التطلعات من جميع‬
‫مساعدة القادة املمارسني يف املنظمات األمنية لتبني نمط القيادة‬ ‫ذوي العالقة وتأدية أدوارها بكفاءة وفاعلية واستدامة (الدوسري‪،‬‬
‫الخادمة والتطوير عليه وتعميمه؛ إذا ما أرادوا تعزيز سلوك املواطنة‬ ‫‪2007‬؛ الراشد‪2014 ،‬؛ العيل‪.)2015 ،‬‬
‫التنظيمية‪ .‬فهذه الدراسة مهمة للقيادات األمنية ومتخصيص املوارد‬
‫البشرية والباحثني للتعريف باملفاهيم املهمة واملساهمة يف زيادة‬ ‫تساؤالت الدراسة‬
‫مدارك القيادات األمنية عن دور القيادة الخادمة يف تعزيز سلوك‬ ‫بناءً عىل ما سبق تحاول هذه الدراسة اإلجابة عن التساؤل الرئيس‬
‫ً‬
‫خاصة يف ظل التحديات التي تكتنف‬ ‫املواطنة التنظيمية يف منظماتهم؛‬ ‫اآليت‪:‬‬
‫العمل األمني وتتطلب منه التميز املؤسيس واملواطنة التنظيمية‪.‬‬ ‫‪ -‬ما دور القيادة الخادمة يف تعزيز سلوك املواطنة التنظيمية يف‬
‫املنظمات األمنية؟‬
‫‪ .2‬منهج الدراسة‬ ‫ويتفرع من التساؤل السابق األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫تم تطبيق املنهج النظري االستداليل الذي يعتمد عىل الربط‬ ‫‪ -‬ما مفهوم نمط القيادة الخادمة؟ وما أهميته؟ وما تطبيقاته‬
‫العقالين بني املقدمات والنتائج واألشياء وعللها اعتما ًدا عىل املنطق؛‬ ‫التنظيمية يف عالم اليوم؟‬
‫وذلك باستخدام املالحظة واملتابعة الدقيقة ملكونات مفهومي القيادة‬ ‫‪ -‬ما مفهوم سلوك املواطنة التنظيمية؟‬
‫الخادمة وسلوك املواطنة التنظيمية من خالل مراجعة األدبيات‬ ‫‪ -‬ما الخصائص والسمات املتفردة للمنظمات األمنية الدافعة نحو‬
‫والدراسات العلمية والتقارير ذات العالقة بدور نمط القيادة الخادمة‬ ‫تبني نمط القيادة الخادمة؟‬
‫يف تعزيز سلوك املواطنة التنظيمية وتطبيقاتها يف املنظمات األمنية‪،‬‬ ‫‪ -‬ما الرؤية التحليلية الوصفية لنموذج القيادة الخادمة املعززة‬
‫وتشخيصها بإطار وصفي وتحلييل لتشكيل خارطة طريق مقرتحة وفق‬ ‫لسلوك املواطنة التنظيمية يف املنظمات األمنية؟‬
‫األسس العلمية التي تساعد يف تبني نمط القيادة الخادمة لتعزيز‬
‫سلوك املواطنة التنظيمية يف املنظمات األمنية؛ لذا تعتمد الدراسة‬ ‫أهداف الدراسة‬
‫املنهج الوصفي التحلييل املتعلق بوصف الظاهرة واقعيًّا اعتما ًدا عىل‬ ‫تسعى هذه الدراسة إىل تحقيق األهداف اآلتية‪:‬‬
‫استقراء واستعراض ألدبيات الدراسة وتحليلها ضمن إطارها املحدد‬ ‫‪ -‬تحديد مفهوم ومكونات نمط القيادة الخادمة‪ ،‬وتطبيقاتها يف‬
‫يف أهدافها‪ .‬ويبدو أن املنهج املستخدم هو األكرث مناسبة إلجراء‬ ‫املنظمات األمنية‪.‬‬
‫الدراسة من خالل عدد من املربرات التي تشمل ‪-‬عىل سبيل املثال‪:-‬‬ ‫‪ -‬استعراض ماهية سلوك املواطنة التنظيمية‪ ،‬وسماتها األساسية‪.‬‬
‫عدم وجود دراسة صريحة تربط بني نمط القيادة الخادمة وسلوك‬ ‫‪ -‬استعراض الخصائص والسمات املتفردة للمنظمات األمنية‬
‫املواطنة التنظيمية يف املنظمات األمنية‪ ،‬وحداثة تطبيقات نموذج‬ ‫الدافعة نحو تبني أنماط قيادية ذات طابع خدمي‪.‬‬
‫القيادة الخادمة يف بيئة العمل األمني من أجل تعزيز سلوك املواطنة‬ ‫‪ -‬تقديم رؤية تحليلية وصفية لنموذج القيادة الخادمة؛ التي‬
‫التنظيمية‪ ،‬واالنعتاق من االفرتاضات السابقة املبنية عىل تركيز‬ ‫تسهم يف تعزيز سلوك املواطنة التنظيمية يف املنظمات األمنية‪.‬‬
‫الحاجة يف نماذج القيادة للمنظمات األمنية والعسكرية إىل أنماط‬
‫القيادة الكاريزماتية والتحويلية‪ ،‬والحاجة إىل بناء إطار مفاهيمي‬ ‫أهمية الدراسة‬
‫يعتمد عىل البحوث الكيفية للخروج بتصور يمكن تطويره وتجريبه‬ ‫لهذه الدراسة أهمية علمية وعملية؛ حيث تظهر األهمية العلمية‬

‫)‪AJSS 2022; Volume 38 Issue (2‬‬


‫دور القيادة الخادمة يف تعزيز سلوك املواطنة التنظيمية يف املنظمات األمنية ‪233‬‬

‫من دور كل من نموذج القيادة الخادمة وثقافة السالمة التنظيمية‬ ‫ً‬


‫مستقباًل‪ .‬وكذلك حداثة تجربة برامج تطوير القيادات يف املجاالت‬
‫وبيئة العمل يف سلوك املواطنة التنظيمية يف مجال خدمة املرىض‬ ‫األمنية والعسكرية يف البيئات العربية‪ ،‬وحددت الدراسة موضوعها‬
‫«املوظفني الصحيني» يف املؤسسات الصحية‪ .‬وقد ُطبقت الدراسة‬ ‫يف دور القيادة الخادمة يف تعزيز سلوك املواطنة التنظيمية يف املنظمات‬
‫عىل عدد بلغ (‪ )54‬فر ًدا؛ باستخدام أسلوب العينات العشوائية‪.‬‬ ‫األمنية من حيث طبيعة ومفاهيم وتطبيقات القيادة الخادمة؛ ما‬
‫ومن خالل تحليل البيانات باستخدام اإلحصاءات البارامرتية وغري‬ ‫يُسهم يف تعزيز سلوك املواطنة التنظيمية‪ .‬وحددت الدراسة تطبيقها‬
‫املعلمية باستخدام ‪( SEM-PLS‬نموذج املعادلة الهيكلية – وأسلوب‬ ‫عىل املنظمات األمنية خالل عام ‪.2022‬‬
‫املربعات الصغرى الجزئية)‪ .‬فقد خرجت الدراسة بعدد من النتائج‬
‫من أهمها‪ :‬وجود تأثري إيجابي لكل من القيادة الخادمة وممارسات‬ ‫‪ .3‬الدراسات السابقة‬
‫ثقافة السالمة التنظيمية وبيئة العمل الداعمة يف سلوك املواطنة‬ ‫تناولت عدد من الدراسات العالقة بني نمط القيادة الخادمة‬
‫التنظيمية يف مجال سالمة املرىض يف املستشفيات‪ .‬كما يمكن تقييم‬ ‫وسلوك املواطنة التنظيمية يف سياقات ومجاالت مختلفة‪ ،‬ويركز‬
‫تلك املمارسات وتأثرياتها باالعتماد عىل إحصاءات حوادث سالمة‬ ‫هذا الجزء عىل أحدث الدراسات خالل عامني عىل األكرث؛ ما يدل‬
‫املرىض ومؤشرات جودة الخدمة يف القطاع الصحي‪.‬‬
‫عىل الزخم الكبري للرتكيز عىل هذا املوضوع يف مختلف املجاالت‪ .‬ومن‬
‫وقدم كل من )‪ (Kumar & Hamid, 2021‬دراسة سعت إىل‬
‫األمثلة عىل تلك الدراسات اآليت‪:‬‬
‫معرفة أثر الثقافة التنظيمية والقيادة الخادمة والرضا الوظيفي عىل‬
‫ً‬
‫فحصا لتأثري‬ ‫قدمت دراسة )‪(Purnomo & Tung, 2022‬‬
‫سلوك املواطنة التنظيمية لدى معلمي املرحلة االبتدائية يف املدارس‬
‫متغريات نمط القيادة الخادمة والذكاء العاطفي والغرض من الحياة‬
‫الخاصة‪ .‬وقد استخدمت الدراسة املنهج الكمي وأسلوب تحليل‬
‫عىل سلوك املواطنة التنظيمية يف املجال التعليمي خالل سنوات‬
‫املسار؛ وذلك من خالل عينة مكونة من (‪ )136‬معلمً ا للمرحلة‬
‫الطفولة املبكرة ومرحلة املدرسة االبتدائية‪ ،‬ومن خالل عينة مكونة‬
‫االبتدائية‪ .‬وأظهرت النتائج وجود أثر إيجابي مباشر للقيادة الخادمة‬
‫من خمسة وخمسني معلمً ا لتلك املراحل الدراسية األولية باستخدام‬
‫عىل سلوك املواطنة التنظيمية وعىل الرضا الوظيفي‪ ،‬كما أن املتغريات‬
‫االستبانات عرب اإلنرتنت‪ ،‬التي تم جمعها وتحليلها باستخدام أسلوب‬
‫املستقلة األخرى لها تأثري إيجابي مباشر‪ ،‬مثل‪ :‬الثقافة التنظيمية‬
‫تحليل املسار من خالل طريقة النمذجة الجزئية للمعادلة الهيكلية‬
‫والرضا الوظيفي‪ .‬ولذلك طالبت الدراسة بضرورة تعميم تلك النتائج‬
‫(‪ )PLS SEM‬الختبار الفرضيات املقرتحة؛ فقد أظهرت النتائج وجود‬
‫عىل جميع القطاعات ذات املجاالت املتشابهة‪.‬‬
‫تأثري إيجابي للقيادة الخادمة عىل هدف الحياة وسلوك املواطنة‬
‫ويف دراسة قام بها (‪ )Howladar & Rahman, 2021‬هدفت إىل‬
‫التنظيمية‪ .‬كما كشفت الدراسة عن التأثري اإليجابي للذكاء العاطفي‬
‫التعرف عىل األثر الوسيط لاللتزام التنظيمي يف العالقة بني القيادة‬
‫عىل الهدف يف الحياة‪ ،‬وتأثري إيجابي للغرض من الحياة عىل سلوك‬
‫الخادمة وسلوك املواطنة التنظيمية‪ .‬وقد جمعت الدراسة بياناتها من‬
‫ً‬
‫وموظفا يف البنوك التجارية الخاصة يف‬ ‫عينة مكونة من (‪ )432‬مديرًا‬ ‫املواطنة التنظيمية‪ .‬ولكن لم يتضح أي تأثري إيجابي للذكاء العاطفي‬

‫بنغالديش‪ .‬ومن خالل استخدام نمذجة املعادالت الهيكلية لتحليل‬ ‫عىل سلوك املواطنة التنظيمية‪.‬‬

‫البيانات كشفت الدراسة عن وجود أثر مباشر للقيادة الخادمة عىل‬ ‫وقدم كذلك (‪ )Almahdali & Others, 2021‬دراسة سعت‬

‫االلتزام التنظيمي وسلوك املواطنة التنظيمي؛ ولذلك يمكن تحسني‬ ‫إىل تحليل تأثري القيادة الخادمة والذكاء العاطفي والكفاءة الذاتية‬
‫سلوك املواطنة التنظيمية للموظفني من خالل ممارسات القيادة‬ ‫عىل سلوك املواطنة التنظيمية وأداء املوظفني يف بنوك مدينة بالو‬
‫الخادمة للمديرين‪.‬‬ ‫ً‬
‫موظفا من موظفي‬ ‫اإلندونيسية‪ .‬ومن خالل عينة مكونة من ‪178‬‬
‫ويف مجال التعليم شخصت دراسة (‪Wulandari & Others,‬‬ ‫تلك البنوك باستخدام تقنية «العينات العشوائية النسبية» لعدد من‬
‫‪ )2021‬واقع سلوك املواطنة التنظيمية من خالل فحص املؤشرات‬ ‫البنوك‪ .‬وقامت الدراسة بتحليل البيانات باستخدام نمذجة املعادلة‬
‫املؤثرة عليه ملدريس أحد املدراس الثانوية الخاصة يف مدينة بوجور يف‬ ‫الهيكلية (‪ .)SEM‬وأظهرت وجود تأثري كبري للفاعلية الذاتية يف سلوك‬
‫إندونيسيا‪ .‬وقد أظهر التحليل االرتباطي وجود عالقة موجبة متوسطة‬ ‫املواطنة التنظيمية للموظفني يف تلك البنوك‪ ،‬كما ثبت وجود دور‬
‫بني القيادة الخادمة وسلوك املواطنة التنظيمية والرضا الوظيفي‬ ‫كبري لكل من نمط القيادة الخادمة والكفاءة الذاتية وسلوك املواطنة‬
‫باستخدام نظرية التعريف العلمي إلجراء البحوث يف إدارة التعليم‬ ‫التنظيمية يف أداء املوظفني‪.‬‬
‫‪ ،Sitoremk‬وأوصت الدراسة بضرورة تحسني العديد من املؤشرات‪،‬‬ ‫ويف دراسة أخرى لــ(‪ )Faizah & Others, 2021‬هدفت إىل التأكد‬

‫)‪AJSS 2022; Volume 38 Issue (2‬‬


‫‪ 234‬نايف بن سليمان املطلق‬

‫عندما انتشرت حاالت الفساد اإلداري واملايل يف املنظمات‪ ،‬كما ظهرت‬ ‫مثل‪ :‬بناء املجتمع‪ ،‬وتطوير نمط القيادة الخادمة‪ ،‬والروح الرياضية‪،‬‬
‫القيادة الريادية التنبئية عندما اتسمت بيئات العمل بالغموض‬ ‫واإليثار‪ ،‬وحيوية الضمري‪ ...‬وغريها‪.‬‬
‫والتعقيد والتقلب وعدم التأكد‪ ،‬وبرزت القيادة التوزيعية يف املنظمات‬ ‫ومن خالل ما سبق عرضه من الدراسات وغريها يتضح الدور‬
‫ً‬
‫وتفويضا كبريًا يف ممارسة الصالحيات‬ ‫املحرتفة التي تفرض تمكي ًنا‬ ‫املثبت علميًا لنمط القيادة الخادمة عىل سلوك املواطنة التنظيمية يف‬
‫ً‬
‫مثاًل‪ ،‬وظهرت‬ ‫للجدارات البشرية العالية كاملؤسسات التعليمية‬ ‫مختلف القطاعات والسياقات التنظيمية‪ .‬فمع اتفاق الدراسات عىل‬
‫القيادة التحويلية كأساس ألغلب النماذج يف ظل عدد من التحديات‬ ‫األهمية‪ ،‬واملنهجية‪ ،‬واألساليب‪ ،‬والعالقة بني املتغريات‪ ،‬والتوصية‬
‫واملتغريات املحيطة باملنظمات التي فرضت تحوّل املنظمات من وضع‬ ‫بتدعيمها؛ فإنها لم تستعرض بعمق الحاجة املاسة يف سياق الخدمة‬
‫إىل وضع أفضل‪ ،‬خاصة وأن التغيري ي ّ‬
‫ُعد الثابت الوحيد يف عالم اليوم‬ ‫العامة إىل تعزيز سلوك املواطنة التنظيمية من خالل تطبيقات نمط‬
‫(القحطاين‪2016 ،‬م)؛ (‪.)Drucker, 2012; Storey, 2016‬‬ ‫القيادة الخادمة‪ ،‬وخاصة يف املنظمات األمنية‪ ،‬كما برزت الفجوة‬
‫وقد نشأ أخريًا نمط مهم يف عالم القيادة يؤكد تغيري دور القائد‬ ‫املعرفية يف التحليل النوعي باستخدام منهجيات الدراسة الكيفية‬
‫أواًل إىل الخدمة ً‬
‫أواًل؛ يف ظل املحاوالت الحثيثة لالرتقاء‬ ‫من القيادة ً‬ ‫لواقع قطاعات محددة معنية باألدوار األخالقية والقيمية فيما يتعدى‬
‫بالقيم اإلنسانية وخدمة البشر‪ .‬ومع أن مفهوم القيادة الخادمة‬ ‫العالقة االقتصادية بني املوظف واملنظمة؛ لذلك تقدم هذه الدراسة‬
‫تم التعرف عليه يف أدبيات القيادة منذ إسهامات برينز وجرينليف‬ ‫اإلضافة يف سياق املنظمات األمنية باعتبارها ركيزة أساسية نحو‬
‫(‪)Greenleaf’s, 1997‬؛ فإنها اكتسبت زخمً ا كبريًا يف الفرتة األخرية‪.‬‬ ‫التنمية املستدامة‪.‬‬
‫ويبدو أنه من النادر وجود أدلة قائمة مبنية عىل حقائق علمية‬
‫تدعم توحيد مفهوم القيادة الخادمة؛ فقد عرّف سبريز وزمالؤه‬ ‫‪ .4‬نموذج القيادة الخادمة‬
‫‪ .Spears et, al‬السمات العشر للقيادة الخادمة التي تشمل‪:‬‬ ‫يتناول هذا املبحث القيادة الخادمة من حيث مفهومها وجذورها‬
‫االستماع‪ ،‬والتعاطف‪ ،‬والعالج‪ ،‬والوعي‪ ،‬واإلقناع‪ ،‬والتصور‬ ‫الفكرية التي نشأت منها‪ ،‬وأساسها الفلسفي‪ ،‬كما يعرض بعد ذلك‬
‫املفاهيمي‪ ،‬والتبصر‪ ،‬واإلشراف‪ ،‬وااللتزام بنمو األشخاص‪ ،‬وبناء‬ ‫مفهومها الذايت‪ ،‬وأهم املراكز التي تتب ّناها‪ .‬ويقدم هذا املبحث مقارنة‬
‫املجتمع؛ فقد اعتمد يف مساهماته التحليلية عىل مقاالت جرينليف‬ ‫بني القيادة الخادمة والقيادة الكاريزمية‪ ،‬من خالل وصف أهم‬
‫‪ Greenleaf‬بدون االستناد إىل أساس علمي صلب لدراسات بحثية‬ ‫الخدمي‪ .‬ويعرض يف نهايته تطبيقات‬
‫ّ‬ ‫الخصائص والسمات للقائد‬
‫الخدمي يؤمن بأسلوب املساعدة وتقديم يد العون‬
‫ّ‬ ‫أخرى‪ .‬فالقائد‬ ‫القيادة الخادمة يف املنظمات عامة‪ ،‬ويف املنظمات األمنية خاصة؛‬
‫إلنجاز األهداف (‪ .)Storey, 2016‬والقيادة الخادمة اتجاه يدعم كل‬ ‫لتقديم وصف شامل لهذا النموذج املهم‪ ،‬واملطلوب يف عالم متغري‬
‫من يريد أن يخدم الناس ليقودهم كجماعات ومنظمات‪ .‬ويقوم‬ ‫يتطلب فيه وقفة جادة لتعزيز القيم اإلنسانية واملبادئ القويمة التي‬
‫هذا النمط كذلك عىل أساس عاطفي ينص عىل أن الشعور بخدمة‬ ‫تحافظ عىل البشرية وأخالقياتها‪.‬‬
‫اآلخرين غريزة إنسانية‪ ،‬ينبغي استغاللها بحكمة يف محيط الحياة‪،‬‬
‫ويؤكد تجاوز القائد ملصلحته الذاتية‪ ،‬لكونه ال يعمل من أجل نفسه‪،‬‬ ‫‪ 1 .4‬مدخل القيادة الخادمة‬
‫ولكن من أجل اآلخرين‪ ،‬وذلك من خالل نشاط هادف يدرك فيه القائد‬ ‫ُتعرّف القيادة بأنها «العملية التي يتم من خاللها التأثري يف‬
‫أنه عضو يف جماعة يرعى مصالحها‪ ،‬ويهتم بأمورها ويقدر أفرادها‪،‬‬ ‫التابعني لتحقيق أهداف املنظمة» (القحطاين‪2016 ،‬م)‪ .‬ومع أن‬
‫ويسعى لتحقيق مصالحها عن طريق التفكري والتعاون املشرتك يف‬ ‫ً‬
‫اختالفا بني الك ّتاب يف مفهوم القيادة والقيادة اإلدارية وفق‬ ‫هناك‬
‫رسم الخطط وتوزيع املسؤوليات حسب الكفايات واالستعدادات‬ ‫اختالف سياق وتنوع املنظور والفرتة الزمنية واالحتياج والتخصص‬
‫املادية املتاحة (‪.)Ingram, 2016‬‬ ‫‪ ...‬وغريها من العوامل واملتغريات املكوّنة للقيادة؛ فإن التأثري بني‬
‫الخدمي يتمثل يف‬
‫ّ‬ ‫ويرى باس )‪ (Bass, 2000‬أن دور القائد‬ ‫القائد والتابعني لتحقيق أهداف التنظيم ُت ّ‬
‫عد السمة األبرز التي‬
‫تقديم فرصة ملمارسة اإلبداع ومساعدة أعضاء املنظمة عىل النمو‪.‬‬ ‫يتفق عليها الجميع تقريبًا (‪ .)Storey, 2016‬وقد ظهر أخريًا عدد من‬
‫كما أن سينج ‪ Senge‬يوضح أن القيادة الخادمة تقوم عىل مبدأ‬ ‫أنماط واتجاهات القيادة الحديثة؛ بحيث يلبي كل نمط االحتياج‬
‫الديمقراطية؛ لذلك يؤمن األفراد بأن كرامة وقيمة وقوة القائد‬ ‫يف ذلك السياق إلحداث التأثري املطلوب لتحقيق الكفاءة والفاعلية‬
‫تنبع من املرؤوسني‪ ،‬وهذا يُعزز املشاركة طواعية يف أداء املهام داخل‬ ‫ضمن إطار أخالقي مستدام‪ ،‬فقد ظهرت القيادة األخالقية ً‬
‫مثاًل‬

‫)‪AJSS 2022; Volume 38 Issue (2‬‬


‫دور القيادة الخادمة يف تعزيز سلوك املواطنة التنظيمية يف املنظمات األمنية ‪235‬‬

‫ملفهوم القيادة الخادمة‪ّ ،‬‬


‫وقدمه يف سياق تنظيمي أثناء عمله بوظيفة‬ ‫املنظمة وتعزيز التعلم التنظيمي (‪ .)Kim et, al., 2014‬كما ُتعرّف‬
‫مدير تنفيذي لشركة االتصاالت ‪ .)Greenleaf, 1977( AT&T‬ومن‬ ‫القيادة الخادمة كذلك بأنها ذلك األسلوب الذي يدمج بني الخدمة‬
‫املثري لالهتمام أن هذا املفهوم الذي قدمه جرينليف يحمل نقاط تشابه‬ ‫املتفانية واألخالقية لألتباع‪ ،‬وبني تمكني األتباع من املشاركة يف‬
‫مع مفهوم القيادة التحويلية الذي قدمه برينز ‪)Burn’s (1978‬؛‬ ‫نموهم وتطورهم باعتبارهم أفرا ًدا وأعضاءً يف املجموعة (‪Serrat,‬‬
‫وفقا ملفهوم جرينليف ‪ Greenleaf‬يعد الخادم ً‬
‫أواًل؛‬ ‫فالقائد الخدمي ً‬ ‫‪ .)2009‬ويمكن القول بأن مبدأ القيادة الخادمة ينبع من إيمان القائد‬
‫لكونه يبدأ بشعور طبيعي بأن الشخص يريد أن يخدم ً‬
‫أواًل‪ ،‬بعدها‬ ‫بأهمية خدمة اآلخرين وتلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم‪ .‬فعندما ُتلبّى‬
‫واع ومدرك وبروز للقيادة‪ ،‬فاالختالف يظهر يف مبدأ‬
‫يقوم باختيار ٍ‬ ‫احتياجات ومتطلبات الفرد يكون مستوى ونوعية عمله وإنتاجه‬
‫الخدمة‪ ،‬للتأكد من أن احتياجات األشخاص اآلخرين تم وضعها‬ ‫ورضاه أكرب‪ ،‬وهذا ال يعني قطعً ا أن يكون القائد سلبيًّا أو ثانويًّا بأن‬
‫باعتبارها أولوية أساسية‪.‬‬ ‫ُركز فقط عىل تلبية احتياجات املوظف؛ بل إن هدف القيادة الخادمة‬ ‫ي ّ‬
‫وأما بالنسبة للقيادة التحويلية فقد أكد برينز )‪Burns (1978‬‬ ‫مكن من تطوير وتحسني‬ ‫ّ‬
‫يتمثل يف توفري البيئة والظروف املالئمة التي ُت ّ‬
‫أنها تحدث عندما تكون املشاركة بني شخص واحد أو أكرث مع اآلخرين‬ ‫مهارات اآلخرين حتى يعمل هؤالء املوظفون عىل املدى البعيد بقدر‬
‫ً‬
‫بعضا للوصول إىل‬ ‫بطريقة تجعل القائد والتابعني يدعم بعضهم‬ ‫أكرب من االستقاللية )‪. (Ingram, 2016‬‬
‫مستويات أعىل من التحفيز واألخالق؛ ولكن القيادة التحويلية تصبح‬ ‫وقد يُعزى نقص الدراسات والبحوث يف مجال القيادة الخادمة‬
‫يف نهاية املطاف قيادة أخالقية؛ ألنها ترفع مستوى السلوك البشري‬ ‫إىل وجود تناقض يف مفهوم (الخادم كقائد ‪)Servant as leader‬؛‬
‫والطموح األخالقي للقائد والتابعني؛ وبالتايل يكون لها تأثري انتقايل‬ ‫ً‬
‫وقائدا يف نفس‬ ‫فمن الصعب التفكري والعمل باعتبار القائد خادمً ا‬
‫عىل حد سواء (‪.)Jameel, 2020‬‬ ‫والخدمي يقود‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫فوفقا لهذا املفهوم فإن القائد يخدم‬ ‫الوقت‪،‬‬
‫كما أن املفهوم الدينامييك للعالقة املفاهيمية يف تكامل األدوار‬
‫‪ 3 .4‬األساس الفلسفي للقيادة الخادمة‬ ‫بني الخدمة والقيادة بدأ يجذب أنظار الدارسني واملهتمني بمجال‬
‫ّ‬
‫يوضح العرض السابق األساس الفلسفي للقيادة الخادمة من‬ ‫القيادة (‪.)Storey, 2016; Ingram, 2016‬‬
‫حيث ماهية القائد الخدمي ومهمته‪ .‬وتمثل سمات القيادة الخادمة‬ ‫وتتطلب نظرية القيادة الخادمة الكثري من البحوث التجريبية‬
‫نقلة نوعية ‪ paradigm shift‬يف طريقة عمل القائد التي تشمل‬ ‫يف سياقات مختلفة‪ ،‬كما أن األساس الفلسفي العميق لهذا املفهوم‬
‫املفهوم الذايت للقائد والهدف الرئيس‪ .‬ويتضح من هذا االتجاه أن‬ ‫وفقا لباس (‪ )Bass, 2000‬عندما‬‫سيوفر سبل التطوير النظري لها ً‬
‫الهدف الرئيس خدمة اآلخرين ً‬
‫أواًل؛ من أجل قيادتهم لتحقيق‬ ‫ذكر «أن قوة حركة القيادة الخادمة وروابطها املتعددة لتشجيع تعلم‬
‫األهداف املنشودة‪.‬‬ ‫التابعني ونموهم واستقالليتهم ُتشري إىل أن هذه النظرية ستؤدي‬
‫ً‬
‫اتجاها قويًا بني الباحثني‬ ‫ويشري بعض املهتمني إىل أن هناك‬ ‫دورًا يف مستقبل القيادة يف املنظمات املتعلمة»‪ .‬ويدعم تركيز السياق‬
‫والعلماء يف مجال القيادة للتعامل مع القادة عىل أنهم أبطال‬ ‫التنظيمي حاليًّا االنتماء للمجتمع والتمكني والسلطة املشرتكة والقوة‬
‫معزولون يأمرون اآلخرين من داخل أبراجهم العاجية؛ ففي السياق‬ ‫املرتابطة باعتبارها افرتاضات للقيادة الخادمة؛ ما يسهم نحو مستقبل‬
‫التنظيمي تصف كلمة «قائد» غالبًا األشخاص الذين يشغلون مناصب‬ ‫أفضل ملفهوم القيادة الخادمة وتطبيقاتها‪.‬‬
‫وظيفية إدارية‪ ،‬ولديهم القدرة عىل إعطاء األوامر ألعضاء املنظمة‬
‫(‪ .)Senge, 1990‬ويربز الدافع الرئيس املشرتك لهؤالء القادة؛ بقيادة‬ ‫‪ 2 .4‬جذور القيادة الخادمة‬
‫األتباع لتحقيق أهداف تنظيمية محددة‪ .‬وينطوي هذا الدور عىل‬ ‫ً‬
‫وفقا ملؤسس نظرية القيادة الخادمة جرينليف ‪Greenleaf‬‬
‫تناقض حاد مع القيادة الخادمة الذين يعتربون هدفهم الرئيس خدمة‬ ‫فإن القادة الخدميني يضعون احتياجات من حولهم من الناس‬
‫اآلخرين حتى يحققوا ما يمكنهم تحقيقه (‪ .)Greenleaf, 1977‬وي ّ‬
‫ُعد‬ ‫وطموحاتهم ومصالحهم فوق املصالح الخاصة للقادة أنفسهم‪.‬‬
‫العنصر التحفيزي املتعلق بالقيادة الخادمة «الخدمة ً‬
‫أواًل»؛ باعتباره‬ ‫والقادة الخدميون يخدمون اآلخرين بدافع الخدمة ً‬
‫بداًل من القيادة‬
‫ّ‬
‫يشكل االفرتاض األسايس املميز عن النظريات التقليدية األخرى للقيادة‬ ‫(‪ .)Greenleaf, 1977‬كما أنهم يسعون لتطوير تابعيهم؛ ليكونوا‬
‫عامة‪ .‬ويكوّن هذا االفرتاض النموذج العقيل ‪ mental model‬للقائد‬ ‫أكرث حكمة واستقاللية من خالل ما يقدمونه لهم من دعم وخدمة‬
‫الخدمي‪ ،‬فمنهج «أنا أخدم» مناقض ملنهج «أنا أقود»‪ .‬فإن السبب‬
‫ّ‬ ‫(‪ .)Greenleaf, 1977:13-14‬فقد وضع جرينليف إطارًا مفاهيميًا‬

‫)‪AJSS 2022; Volume 38 Issue (2‬‬


‫‪ 236‬نايف بن سليمان املطلق‬

‫كلمة «‪ »oikonomia‬إىل «مضياف» الذي توكل إليه إدارة الشؤون‬ ‫وفقا لهذا املفهوم يتمثل يف الخدمة ً‬
‫أواًل وليس‬ ‫الرئيس يف وجود القادة ً‬
‫التجارية يف املنزل‪ .‬والكلمة تعود للخادم الذي توكل إليه مسؤولية‬ ‫القيادة ً‬
‫أواًل‪ .‬وتلحق القيادة الخدمة‪ ،‬وليس العكس؛ أي إن الخدمة‬
‫الخدمة لآلخرين‪ .‬وتحمل الكلمة فكرة «القائم أو القيّم»؛ الذي يُعهد‬ ‫سبب والقيادة نتيجة‪ .‬ولذلك فإن هذا املنهج يركز عىل فعل اإليثار‬
‫إليه بيشء ذي قيمة‪ .‬وقد وصف بلو ك ‪ )1993( Block‬مفهوم «�‪stew‬‬ ‫للقائد من خالل الخدمة ً‬
‫أواًل الذي يقوم به ويقدمه لألتباع‪ .‬فالقائد‬
‫ً‬
‫مسؤواًل عن‬ ‫‪ »ardship‬بأنه يف األساس ّ‬
‫يعرّب عن الرغبة يف أن تكون‬ ‫الخدمي ‪ً -‬‬
‫وفقا ملؤسسها ‪ -‬يبدأ بشعور طبيعي يف الرغبة بالخدمة يف‬
‫ً‬
‫ووفقا‬ ‫رفاهية املجتمع األكرب من خالل العمل عىل خدمة من حولك‪.‬‬ ‫األساس (‪ .)Storey, 2016; Ingram, 2016; Sendjaya, 2015‬ويعد‬
‫لذلك فإن القوامة أو الوصاية «‪ »stewardship‬عىل املرؤوسني الذين‬ ‫أساسا مهمً ا إلشاعة ثقافة توفري نموذج القدوة يف اإليثار والكياسة‬
‫ً‬ ‫هذا‬
‫تقودهم تعد صفة مهمة يف القيادة الخادمة‪ .‬كما أن القائد الخدمي‬ ‫والروح الرياضية ووعي الضمري والسلوك الحضاري‪.‬‬
‫ً‬
‫مسؤواًل عن تطوير أتباعه لريتقي بقدراتهم ومهاراتهم‬ ‫يعترب نفسه‬ ‫وترتكز القيادة الخادمة كذلك عىل الرغبة العميقة يف القيادة أو‬
‫ضمن املهام املوكلة إليهم ألعىل ما يمكن من خالل مستوى الدافعية‬ ‫طموح بأن يكون القائد األبرز يف مجموعته‪ .‬بحيث يكون يف مقدمة‬
‫املتمثل يف الخدمة املقدمة لهم من القائد )‪ .(Moore, 2020‬ولذلك‬ ‫اآلخرين؛ ما يؤثر عىل املساعي املهنية أو الطموحات الشخصية للقائد‪.‬‬
‫يمكن اعتبار مفهوم «الرعاية» أو «القوامة» يف املنهج اإلسالمي القويم‬ ‫ً‬
‫فمثاًل نجد أن قرار يل الرئيس التنفيذي لشركة كرايسل ر �‪Lee Iacoc‬‬
‫ترجمة عملية لهذا املفهوم؛ لكونه مفهومً ا يتضمن الخدمة واملسؤولية‬ ‫‪ ca‬للحد من راتبه السنوي إىل دوالر واحد لتحويل الشركة لوضع‬
‫وصيانة األمانة‪.‬‬ ‫أفضل؛ أدى إىل إقناع العاملني بالحاجة إىل التضحية والجهد اإلضايف‬
‫وتجدر اإلشارة إىل أن قرار القائد الخدمي يف الخدمة ال يعني‬ ‫(‪ .)Bass, 1985‬مع وجود من َّ‬
‫شكك يف ذلك بأنه مجرد تكتيك لإلقناع‬
‫التقليل من الذات ‪Low Self-concept‬؛ لذلك فإن االعتذار ال ي ّ‬
‫ُعد‬ ‫ً‬
‫سياقا مهمً ا لسلوك املواطنة‬ ‫والتأثري (‪)Storey,2016‬؛ فإنه فتح‬
‫ُعد فهمً ا أعمق لذات القائد وصورته الذاتية‬ ‫ً‬
‫دلياًل عىل الضعف؛ بل ي ّ‬ ‫التنظيمية يف املنظمات التي تتسق ثقافتها ومتطلبات عملها مع هذا‬
‫وقيمه األخالقية واستقراره العاطفي‪ .‬وقد أشار أنكونا وزمالؤ ه �‪An‬‬ ‫النمط املثري لالهتمام‪.‬‬
‫)‪ cona, et, al. (2009‬إىل أن القيادة غري الكاملة التي ُتظهر واقعيتها‬
‫وعدم اكتمالها تستهوي القبول األوسع لدى التابعني‪ ،‬وتزيد الشعبية‬ ‫‪ 4 .4‬املفهوم الذايت للقيادة الخادمة‬
‫يف التأثري؛ لكونها منطقية وواقعية‪.‬‬ ‫رُبط املفهوم الذايت للقيادة ‪ Self-Concept‬بالصورة الذاتية‬
‫وقد جادل العديد من الك ّتاب حول األساس التحفيزي للقائد‬ ‫‪ ،Self-image‬والثقة بالنفس ‪ ،Self-esteem‬واملنظور الذايت‬
‫الخدمي املتمثل يف مبادئه وقيمه ومعتقداته وتواضعه‪ .‬وهذه العوامل‬ ‫‪ ،Self-Perception‬والوعي بالذات ‪ Self-awareness‬؛ ما أسهم‬
‫الخدمي‬
‫ّ‬ ‫األساسية للتحفيز ّ‬
‫تمكن القائد الخدمي من أخذ طبيعة ودور‬ ‫يف دعم أفكار القادة ومعتقداتهم وقيمهم (‪.)Sendjaya, 2015‬‬
‫املؤثر؛ ولذلك فإن هذا السلوك يدمج ذوات القيادة ضمن سلوك‬ ‫فالقادة مثل غريهم يتصرفون بطريقة متسقة مع مفهومهم الذايت‬
‫التضحية والعمل التطوعي‪.‬‬ ‫(‪ .)Storey, 2016‬ولذلك فإن النية األساسية للقائد املتعلقة بالخدمة‬
‫ً‬
‫شخصا غري أناين وذا أخالق‬ ‫تنبثق من املفاهيم الذاتية له باعتباره‬
‫‪ 5 .4‬مركز جرينليف للقيادة الخادمة‬ ‫عالية‪ .‬فالقادة الخدميون يعتربون أنفسهم بصفتهم «خدم ً‬
‫أواًل‪،‬‬
‫ً‬
‫انطالقا من كون التأثري ي ّ‬
‫ُعد جوهر القيادة؛ فإن هذا التأثري‬ ‫ً‬
‫وفقا‬ ‫ً‬
‫الحقا عىل الخدمة‬ ‫أواًل؛ ممن يعملون‬‫يميّزهم عن القيادة ً‬
‫ً‬
‫وفقا للقيادة الخادمة يتمثل يف السعي إىل تحقيق مصالح اآلخرين‬ ‫للتوقعات املعيارية» (‪ .)Greenleaf, 1977‬وعند النظر إليها بهذه‬
‫وحاجاتهم ومد يد العون لهم عن طريق التعرّف عىل احتياجاتهم‬ ‫الطريقة؛ فالقيادة الخادمة ال ترتبط فقط بفعل «الخدمة» ولكن‬
‫الحقيقية وتلبيتها‪ ،‬ومحاولة تحقيق مصالحهم بأكرب قدر ممكن‬ ‫بأن يكون كذلك القائد خادمً ا ً‬
‫أواًل‪ .‬لذلك فإن عالقة القادة بالتابعني‬
‫ّ‬
‫تشكل جميعً ا مجموعة أكرب من املصالح للجميع (‪Storey,‬‬ ‫التي‬ ‫‪ leader-follower relationshipp‬تعد عالقة خدمة �‪client-serv‬‬
‫‪ .)2016‬وألجل تحقيق تلك األهداف تأسس مركز «جرينليف للقيادة‬ ‫‪ ،er‬وليست عالقة مشرف بمرؤوسني (‪.)Ingram, 2016‬‬
‫الخادمة»؛ الذي يعمل عىل نشر فكرته ونظريته القائمة عىل أن‬ ‫ويرى القادة الخدميون أنفسهم كذلك بأنهم «مقدمو الضيافة»‬
‫رئيسا شرفيًّا له‪ .‬ويعقد‬
‫ً‬ ‫القائد البد أن يكون خادمً ا يف موقعه‪ ،‬وليس‬ ‫(‪ .)Storey, 2016‬فكلمة «‪ »stewardship‬مشتقة من املصطلح‬
‫املركز فعاليات علمية منتظمة حول هذه النظرية ودورها يف إنعاش‬ ‫اليوناين «‪ »oikonomia‬الذي يعود جذور معانيه ملدير املنزل‪ .‬وترتجم‬

‫)‪AJSS 2022; Volume 38 Issue (2‬‬


‫دور القيادة الخادمة يف تعزيز سلوك املواطنة التنظيمية يف املنظمات األمنية ‪237‬‬

‫الخدمي تجارب املايض وحقائق الحاضر؛‬


‫ّ‬ ‫‪ُ -‬بعد النظر‪ :‬يعي القائد‬ ‫املنظمات وإعادة القائد إىل دوره الحقيقي؛ فبمجرد تغري نظرة‬
‫فلديه بُعد نظر حول قرارات املستقبل والنتائج املرتتبة عليها؛‬ ‫ّ‬
‫سيغرّي الكثري من‬ ‫رئيسا لها‪،‬‬
‫ً‬ ‫القائد لدوره باعتباره خادمً ا ملنظمته‪ ،‬ال‬
‫لذلك هو مدرك شامل لخلفيات ومآالت القضايا‪.‬‬ ‫أخالقياته ومفاهيمه التي تعترب الدافع والحافز وراء سلوكه وتخطيطه‬
‫الخدمي اآلخرين عىل فعل‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬القدرة عىل اإلقناع‪ :‬ال يُجرب القائد‬ ‫ورؤيته للمنظمة ككل‪ .‬وقد يربر هذا االتجاه نجاح بعض املنظمات‬
‫يشءٍ ما؛ بل يسعى إىل إقناعهم من خالل مربرات وأسباب‬ ‫التي يرأسها غري متخصصني؛ ولكنهم استطاعوا استثمار املتخصصني‬
‫منطقية مُ قنعة تسهم يف استدامة التغيري املرغوب‪ ،‬وتعمل‬ ‫الخدمي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بالنمط القيادي‬
‫ً‬
‫انطالقا من فكرة تحويل مقاومة التغيري إىل دوافع للتغيري‪.‬‬
‫الخدمي وضع‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬التعاطف والشعور باآلخرين‪ :‬يحاول القائد‬ ‫‪ 6 .4‬خصائص وسمات القائد الخدمي‬
‫نفسه مكان اآلخرين‪ ،‬بحيث يتفهم ويشعر ويقدر ظروفهم‬ ‫ً‬
‫حديثا يف مجال القيادة اإلدارية؛‬ ‫ً‬
‫اتجاها‬ ‫ُت ّ‬
‫عد القيادة الخادمة‬
‫ومشاعرهم‪ ،‬ويقبل ويعرتف بقدراتهم ومهاراتهم ومواهبهم‬ ‫فالقائد يغرس التزام املرؤوسني التطوعي‪ ،‬واملشاركة‪ ،‬واملسؤولية‪،‬‬
‫ّ‬
‫الخاصة‪ .‬ومع أن هذه السمة مشرتكة مع نموذج القائد‬ ‫ً‬
‫نمطا‬ ‫ويساعدهم يف تطوير أنفسهم‪ .‬وكان نمط القيادة التقليدية‬
‫ّ‬
‫يعد مصالح املوظفني األهم‬ ‫التحوييل؛ فإن القائد الخدمي‬ ‫مناسبًا لتحقيق أهداف املنظمة عىل املدى القصري يف فرتة التصنيع‪،‬‬
‫وفوق كل اعتبار‪.‬‬ ‫ولكن السياق الحايل أوجد قيو ًدا ومتغريات تطلبت استمرار األداء‬
‫الخدمي بإشاعة ودعم روح‬
‫ّ‬ ‫بث روح الجماعة‪ :‬يقوم القائد‬‫‪ُّ -‬‬ ‫قيمي مبني عىل استمرار الدافعية الذاتية؛ وهناك‬
‫ّ‬ ‫العايل من منظور‬
‫الجماعة يف املنظمة‪ ،‬ويعمل عىل زرع اإلحساس باالنتماء‬ ‫العديد من الدراسات التي سلطت الضوء مؤخرًا عىل القيادة الخادمة‬
‫للجماعة يف مواقع العمل؛ لكون التعاون والتكامل سمة‬ ‫التي ركزت عىل االهتمام باملرؤوسني عىل املديني املتوسط ​​ والطويل‬
‫املنظمات الناجحة‪.‬‬ ‫لتحقيق أهداف املنظمة (‪)Kim et al., 2014‬؛ فال قيمة لقائد ال يخدم‬
‫الخدمي بيئة العمل التي‬
‫ّ‬ ‫‪ُ -‬ي ّ‬
‫شجع األفكار واملبادرات‪ :‬يُعزز القائد‬ ‫ً‬
‫وفقا لرائد اإلدارة الحديثة بيرت دركر ‪Drucker‬‬ ‫تابعيه ومرؤوسيه‬
‫ُتشجّ ع عىل إطالق األفكار الخالقة واملبادرات اإلبداعية (�‪In‬‬ ‫أساسا بالقدرة‬
‫ً‬ ‫‪ )Storey, 2016(.‬بل إن االستدامة التنظيمية ترتبط‬
‫‪.)gram,2016‬‬ ‫ً‬
‫أصاًل يمكن تنميته‬ ‫عىل استثمار اإلنسان والتعامل معه باعتباره‬
‫ومع كل ذلك فمن املؤكد أنه ليس من السهل توافر قائد يمتلك‬ ‫وتطويره (املطلق‪.)2020 ،‬‬
‫كل تلك السمات واملقومات القيادية؛ ولكن يبقى أن نأخذ بعني‬ ‫وقد طور جرينليف وبعده سبريز وآخرون ‪Spears & Others‬‬
‫االعتبار‪ :‬كيف يمكن للقادة البدء تدريجيًّا بتطبيق واكتساب وتنمية‬ ‫سمات متعددة يتصف بها القائد الخدمي تشتمل عىل عد ٍد من األفكار‬
‫الخدمي يف أسلوب قيادتهم ومهاراتهم من خالل‬
‫ّ‬ ‫سمات القائد‬ ‫واملعتقدات التي يؤمن بها القادة واملهارات التي تتطور بمرور الوقت‪،‬‬
‫الواقع العميل الفعيل يف ممارسة القيادة‪ .‬ومن خالل استعراض‬ ‫ومنها السمات اآلتية (‪: )Storey, 2016‬‬
‫ً‬
‫اتفاقا شبه تام بني سلوك‬ ‫السمات يتضح جليًّا أن هناك‬
‫تلك ّ‬ ‫ٌ‬
‫بارع يُبدي‬ ‫ٌ‬
‫ومستمع‬ ‫ٌ‬
‫منصت‬ ‫الخدمي‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬اإلنصات الجيد‪ :‬القائد‬
‫املواطنة التنظيمية وسمات القيادة الخادمة من حيث كونه نموذجً ا‬ ‫اهتمامً ا بأفكار وآراء وجهد اآلخرين؛ وهذا يتطلب من القائد‬
‫وقدوة يف اإليثار والروح الرياضية ووعي الضمري والكياسة والسلوك‬ ‫الخدمي أن يصغي بإمعان وتفهّ م‪ ،‬وأن تكون لديه الشجاعة‬
‫ّ‬
‫ً‬
‫سياقا مشجعً ا لسلوك املواطنة التنظيمية من‬ ‫الحضاري‪ ...‬ما يفتح‬ ‫واالستعداد التام لتقبل ما يقوله مرؤوسوه‪ ،‬ولذلك يتعرف‬
‫قبل املوظفني؛ ويؤسس ثقافة تنظيمية تتسم باملقومات الدافعة‬ ‫هؤالء القادة عىل ما يحتاج إليه اآلخرون ً‬
‫بداًل من اتخاذ قرار حول‬
‫نحو املواطنة التنظيمية‪.‬‬ ‫ما هو األفضل لهم من وجهة نظره‪.‬‬
‫الخدمي أن‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬االلتزام بتطوير املرؤوسني‪ :‬يعتقد القائد‬
‫‪ 7 .4‬تطبيقات القيادة الخادمة يف املنظمات‬ ‫للمرؤوسني قيمة جوهرية‪ ،‬ومن هنا يلتزم بالتطوير والنمو‬
‫ُتشري استطالعات عدة إىل ممارسة القيادة الخادمة وتأييدها من‬ ‫الشخيص والوظيفي لهم‪ ،‬ويساعدهم يف الحصول عىل األدوات‬
‫قبل أفضل الشركات العاملية‪ ،‬وخاصة يف سياق التجربة األمريكية؛‬ ‫ّ‬
‫تمكنهم من القيام بعملهم بصورة أفضل‪ ،‬كما‬ ‫واملوارد التي‬
‫ففي استفتاء شامل قامت به مجلة ‪Storey, 2016;( Fortune‬‬ ‫يمنحهم السلطة التقديرية ويُساعدهم يف أداء مهامهم‬
‫‪ .)Legutko, 2020‬استعرضت ست سمات تنظيمية لتلك املنظمات‬ ‫بفاعلية‪.‬‬

‫)‪AJSS 2022; Volume 38 Issue (2‬‬


‫‪ 238‬نايف بن سليمان املطلق‬

‫فالخدمي ليس الشخص الذي‬


‫ّ‬ ‫خالل نموذج القدوة صاحب املخاطرة؛‬ ‫تتضمن‪ :‬االنفتاح والعدالة‪ ،‬والود والصداقات الحميمة‪ ،‬وتوافر‬
‫ً‬
‫يسوّق لنفسه أو يتميّز باملركز الوظيفي أو األكرث راتبًا أو األطول خدمة‪،‬‬ ‫الفرص واستثمارها‪ ،‬واالفتخار بالعمل‪ ،‬وأنظمة عادلة لألجور‬
‫الخدمي يتسم بالرتويج لآلخرين (‪)Chung, 2020‬‏‪ .‬وقد‬
‫ّ‬ ‫وإنما القائد‬ ‫والتعويضات‪ ،‬وتوافر األمان الوظيفي‪ .‬وكانت تلك السمات متكررة يف‬
‫صنفتها مجلة ‪ Fortune‬بأنها أفضل منظمة تقدم خدمات بني ‪500‬‬ ‫أغلب الشركات الحاصلة عىل التصنيف ذلك الوقت‪ ،‬وكانت ثالثة من‬
‫منظمة عىل مدى عشر سنوات خالل التسعينيات (‪.)Storey, 2016‬‬ ‫أفضل خمس شركات تتصف بتلك السمات للقيادة الخادمة مثل‪:‬‬
‫ومما سبق تربز الخصائص الحاسمة املميزة للقائد الخدمي يف‬ ‫‪Airlines Southwest, TDIndustries, Synovus Financial,.‬‬
‫قيمهم األساسية ومفهومهم عن ذواتهم ‪Self-Concept‬؛ فالقائد‬ ‫وتعترب منظمة ‪ TDlndustries‬من أكرب شركات املقاوالت امليكانيكية‬
‫الخدمي يجسد اإليمان الراسخ والشخصية القوية من خالل أدائه‬ ‫يف العالم؛ فقد استثمرت يف القيادة الخادمة وتطبيقها بصفتها‬
‫لدور الخدمة مع االهتمام بطبيعة املخدومني‪ .‬لذلك فإن وجود نماذج‬ ‫ّ‬
‫ويؤكد الرئيس‬ ‫فلسفة وبرامج تنمية املهارات القيادية التنظيمية‪.‬‬
‫تطبيقية لنمط القيادة الخادمة يسهم يف تعميمه بالفعل‪ ،‬وتوسيع‬ ‫التنفيذي ورئيس مجلس اإلدارة لوي )‪ (Lowe, 1998‬أن املديرين عند‬
‫مدى انتشاره يف خطط تطوير القيادات وتمجيد القيادات الخادمة‬ ‫تمسكهم وقيامهم بالقيادة الخادمة سيُسهمون عىل األحرى يف تنمية‬
‫املبنية عىل أُسس أخالقية تحرتم اإلنسان وتعظم قيمته يف املنظمات‬ ‫الثقة وتأسيس التميّز التنظيمي‪ .‬وتتضح ثقافة الثقة من خالل امللكية‬
‫(‪.)Sendjaya, 2015‬‬ ‫لألسهم التي يمتلكها موظفو ‪ TDIndustries‬البالغ عددهم ‪1273‬‬
‫ُ‬
‫ويف سياق املنظمات العامة فإنه ينبغي أن ت ّ‬
‫ركز عىل نشر مفهوم‬ ‫ً‬
‫موظفا‪.‬‬
‫قدم خدمات‬ ‫ً‬
‫خاصة املنظمات التي ُت ّ‬ ‫وممارسات القيادة الخادمة؛‬ ‫ويف سياق مماثل طبّقت شركة ‪ Synovus Financial‬القيادة‬
‫أمنية؛ والتي من املهم أن تتبنى نماذج وممارسات القيادة الخادمة‬ ‫الخادمة‪ .‬واتضحت ممارسات القيادة الخادمة من خالل االلتزام‬
‫التساقها مع مقومات العمل األمني املبني عىل القيم األخالقية واألدوار‬ ‫بسياسات الخدمات املوجهة لألسرة‪ ،‬مثل‪ :‬مرونة العمل‪ ،‬إجازات‬
‫السامية للحفاظ عىل األمن العام والصحة العامة والسكينة العامة‬ ‫لألهايل الجدد‪ ،‬املوازنة بني العمل ونمط الحياة‪ ،‬النهوض باملرأة يف‬
‫وإدارة األزمات بمنهج التضحية واإليثار‪ ،‬وضمن منظومة قيم العمل‬ ‫حياتها املهنية‪ .‬وقد لخص الرئيس التنفيذي للشركة جيمي بالنشارد‬
‫األمني املطلوبة يف ظل تحديات متنوعة ومتغريات تفرض البحث‬ ‫‪ Jimmy Blanchard‬قيم املنظمة عىل النحو اآليت‪:‬‬
‫األعمق وتنمية قيادات خدمية ُتلبّي توقعات املستفيدين من الخدمات‪.‬‬ ‫«جوهر القيادة الخادمة يتعدى النظام‪ ،‬ويعطي معنى‬
‫للموظفني‪ ،‬لذلك يشعر املوظفون باالنتظام والقيمة؛ لكونهم جزءً ا‬
‫‪ 8 .4‬تطبيقات القيادة الخادمة يف املنظمات العامة‬ ‫من فريق يقوم بكل ما هو جيد‪ ،‬وأن هناك أبعد من مجرد العمل‬
‫مع أن القادة الخدميني يعملون يف املقام األول كخادمني ألتباعهم‪،‬‬ ‫للحصول عىل الراتب؛ وبناءً عليه سيكون هناك مستوى من الطاقات‬
‫ويسعون إليجاد فرص النمو والتطور‪ ،‬ويسعون ً‬
‫أيضا لصالح املجتمع‬ ‫البشرية املتفجرة وأشياء عظيمة تحدث» (‪.)Storey, 2016‬‬
‫ً‬
‫كاماًل من خالل تشجيع أتباعهم أن يكونوا مسؤولني اجتماعيًّا‪،‬‬ ‫وقد قدمت كذلك شركة ‪ Southwest Airlines‬نموذجً ا تطبيقيًا‬
‫ويخدموا اآلخرين يف املجتمع األوسع؛ فإن هارت (‪ Hart )1984‬شبّه‬ ‫للقيادة الخادمة؛ فقد وُصفت الشركة بأنها من أكرث الشركات احرتامً ا‬
‫هؤالء القادة بـ «البريوقراطيني الشرفاء» ‘‪’honorable bureaucrats‬‬ ‫يف العالم وأكرث خطوط الطريان تم ّي ًزا يف هذا الشأن تحت قيادة‬
‫الذين ي ّتصرفون بطريقة أخالقية‪ ،‬ويظهرون الرعاية الحقيقيّة ألولئك‬ ‫مؤسسها والـمدير التنفيذي هريب كيلر ‪ Herb Kelleher‬‏ (‪Cote,‬‬
‫الذين يخدمونهم‪ ،‬وتسري شؤونهم عىل أساس من الثقة‪ ،‬ويشعرون‬ ‫‪ .)2018‬وقد اتضحت مبادئ القيادة الخادمة من خالل توفري األساس‬
‫ً‬
‫ووفقا‬ ‫بأهمية تحقيق استفادة اآلخرين أكرث من استفادتهم أنفسهم‪.‬‬ ‫لتطبيق مبدأ اإليثار‪ ،‬فقد ّ‬
‫قدمت خدمات مرضية لآلخرين‪ ،‬واعتبارها‬
‫ملا سبق يمكن القول بأن القيادة الخادمة قد تكون مؤهلة أكرث لالنتشار‬ ‫إحدى القيم الجوهرية يف الثقافة األمريكية يف شركة ‪Southwest‬؛‬
‫يف القطاع العام مقابل الشركات الخاصة‪ .‬ويرجع ذلك إىل حقيقة‬ ‫ً‬
‫بعضا‪،‬‬ ‫فقد تميّز موظفو الشركة بانتهاجهم رعاية وتقدير بعضهم‬
‫ّ‬
‫تشكلت من تجاربه الخاصة يف‬ ‫أن مفهومها ً‬
‫وفقا ملؤسسها جرينليف‬ ‫وخدمة اآلخرين (‪.)Quik, 1992‬‬
‫منصب تنفيذي يف شركة ‪ ،AT&T‬وهي منظمة ضخمة ً‬
‫جدا وقيودها‬ ‫ويف نموذج تطبيقي آخر للقيادة الخادمة تربز منظم ة �‪Service‬‬
‫االحتكارية قوية يف ذلك الوقت؛ ما جعلها أقرب إىل بريوقراطية القطاع‬ ‫‪Masterr‬؛ وحسب رئيس مجلس اإلدارة وليام بوالرد �‪William Pol‬‬
‫العام من الشركة الخاصة ‪)MIAO, et al., 2014(.‬‬ ‫‪ lard‬فإن املنظمة ُت ّ‬
‫مثل نموذجً ا للقيادة الخادمة والتشجيع عليها من‬

‫)‪AJSS 2022; Volume 38 Issue (2‬‬


‫دور القيادة الخادمة يف تعزيز سلوك املواطنة التنظيمية يف املنظمات األمنية ‪239‬‬

‫تحقيق األهداف اإلسرتاتيجية للمنظمة عىل أساس الدور اإلضايف‬ ‫وإذا كانت املجاالت اإلدارية يف الصناعة والزراعة والتجارة بحاجة‬
‫للفرد والجماعات داخل التنظيم (‪Polat, 2009; PodSakoff, et‬‬ ‫إىل قيادة خدمية؛ فمن األحرى أن يكون مجال تقديم الخدمات‬
‫‪ ،)al., 2009‬ويتفرد هذا السلوك التطوعي بأنه غري مرتبط بأي‬ ‫العامة‪ ،‬وخاصة األمنية منها بحاجة ملثل هذا النمط القيادي؛ ملا تتميز‬
‫توقعات للحصول عىل مردود مادي أو معنوي أو كليهما( ( �‪Dick‬‬ ‫به الخدمة العامة من مقومات إنسانية وإبداعية قادرة عىل االرتقاء‬
‫‪ .)inson, 2009‬ويبدو أن املنظمات اليوم بحاجة أكرب من أي وقت‬ ‫باملجاالت األمنية بمفهومها الشامل‪.‬‬
‫آخر لفهم وتأصيل وتطوير هذا السلوك؛ لكونه نتاج الفلسفة‬ ‫وقد ّ‬
‫دلت العديد من الدراسات الحديثة حول القيادة الخادمة‬
‫النفعية الناتجة من آثار الثورة الصناعية وهيمنة الرأسمالية‬ ‫يف القطاع العام‪ ،‬عىل أن القيادة الخادمة كانت سببًا يف النتائج‬
‫(‪ .)Chughtai, 2008‬ومع أن دراسات التميّز التنظيمي تدفع‬ ‫اإليجابية عىل مستوى املنظمة وعىل مستوى الجماعة‪ ،‬وكذلك عىل‬
‫نحو تبني هذا املفهوم؛ فإنها تواجه تحديات ترسيخه ضمن منهج‬ ‫املستوى الفردي‪ ،‬مثل تعزيز سلوك املواطنة التنظيمية والعدالة‬
‫القيادة املقرتح للمنظمات عامة‪ .‬ويبدو أن التحول من منهج‬ ‫اإلجرائية‪ ،‬وزيادة الرضا الوظيفي يف املنظمات( (�‪Almahdali & Oth‬‬
‫املمارسات الفضىل ‪ Best Practice‬إىل منهج أفضل مواءمة ‪Best‬‬ ‫�‪ers 2021; Djaelani, & Triatmanto, 2021; Faizah & Oth‬‬
‫‪ Fit‬زاد من هذه الحرية يف االبتعاد عن النماذج العاملية املنبثقة‬ ‫‪ers, 2021; Howladar & Rahman, 2021; Kumar & Hamid,‬‬
‫من الفكرة الكالسيكية لإلدارة (النموذج املثايل‪ ،‬وأفضل طريقة‬ ‫;‪2021; Purnomo & Tung, 2022; Sa’adah, & Rijanti, 2022‬‬
‫ممكنة) (املطلق‪ .)2020 ،‬لذلك هناك حاجة ماسة للرتكيز العميق‬ ‫‪ ،)Wulandari & Others, 2021‬كما أن هناك ً‬
‫أيضا أدلة متزايدة‬
‫أساسا‬
‫ً‬ ‫يف تقديم ربط تحلييل للخروج بنموذج علمي يمكن أن يكون‬ ‫لفاعلية القيادة الخادمة يف توليد االلتزام التنظيمي بني مرؤوسيهم‬
‫للدراسات املستقبلية‪ ،‬خاصة يف البيئات واللغات التي يندر فيها‬ ‫(‪ .)MIAO, et al., 2014‬وقد ُدرس االلتزام التنظيمي من قبل علماء‬
‫طرح مثل هذه املوضوعات بعمق‪.‬‬ ‫اإلدارة العامة من حيث صلته بمختلف السلوكيات اإليجابية‪ ،‬بما يف‬
‫ويمكن تعريف مفهوم سلوك املواطنة التنظيمية بأنه «تلك‬ ‫وتبنّي أن القيادة الخادمة تع ّزز‬
‫ّ‬ ‫ذلك زيادة الحافز واألداء الوظيفي‪.‬‬
‫النشاطات التي يقوم بها املوظفون يف منظماتهم إلنجاز املهام ضمن بيئة‬ ‫الثقة العاطفية؛‬‫بقوة االلتزام العاطفي واملعياري من خالل تطوير ّ‬
‫العمل وضغوطاتها؛ والتي ال ترتبط بالحوافز املادية واملعنوية بشكل‬ ‫وهذا يدل عىل بروز نظرية التبادل االجتماعي التي قدمها بيرت بالو‬
‫مباشر‪ ،‬وتشمل‪ :‬مساعدة الزمالء‪ ،‬وااللتزام باألنظمة والتعليمات‪،‬‬ ‫(‪ Peter Blau )1964‬يف شرح قدرة نمط القيادة الخادمة عىل تحقيق‬
‫واملشاركة التفاعلية يف صناعة القرارات» (‪.)Zhang, 2011‬‬ ‫مستويات أعىل من االلتزام التنظيمي؛ ما يجعله منظورًا أخالقيًّا‬
‫وقد نشأ هذا املفهوم نظريًّا منذ أواخر ثالثينيات القرن العشرين؛‬ ‫بالدرجة األوىل‪ .‬كما تم ربط االلتزام العايل مع مواقف العمل اإليجابية‬
‫وخاصة يف دعوات رائد اإلدارة تشسرت برنارد )‪ (Bernard, 1968‬نحو‬ ‫ً‬
‫فضاًل عن األداء اإليجابي‬ ‫مثل‪ :‬املشاركة الوظيفية والرضا الوظيفي‪،‬‬
‫االهتمام بالسلوك يف املنظمات‪ ،‬وتسمية املنظمة باملنظمة التعاونية‬ ‫والنتائج السلوكية مثل‪ :‬انخفاض نسبة الغياب‪ ،‬وتحسني اإلنتاجية‬
‫لرفع الكفاءة والفاعلية التنظيمية‪ ،‬كما أنه تبنى فكرة االهتمام‬ ‫واألداء (‪.)MIAO, et al., 2014‬‬
‫بالتنظيم غري الرسمي ودوره يف تأسيس دافعية واستثمار القدرات‬ ‫ً‬
‫وتحديدا يف القطاع العام‪ ،‬قد يكون السلوك‬ ‫ومن جانب آخر‬
‫أساسا‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫ً‬ ‫البشرية باعتبار املنظمات كيانات اجتماعية‬ ‫الخدمي آلية تساعد عىل تحديد مستويات أعىل من سلوك‬
‫ّ‬ ‫القيادي‬
‫أنه ّ‬
‫أصل مفهوم «السلطة املقبولة» املبني عىل مبدأ أن يحظى القائد‬ ‫املواطنة التنظيمية؛ ما يسهم يف ارتقاء العمل التنظيمي ملستويات‬
‫بالقبول لدى التابعني إلحداث التأثري‪ .‬كما جاءت كتابات رواد السلوك‬ ‫تتعدى املتوقع‪.‬‬
‫مثل‪ :‬سايمون ‪ Simon‬وغريه بعد ذلك للتأكيد عىل أهمية الجمع‬
‫بني املوظف والوظيفة يف فهم السلوك التنظيمي‪ .‬وقدم كاتز ‪Katz‬‬ ‫‪ .5‬سلوك املواطنة التنظيمية‬
‫يف ستينيات القرن املنصرم مساهماته حيال تعريف السلوك التعاوين‬ ‫نشأ هذا املفهوم الحديث نظريًّا والقديم عمليًّا يف ظل سياقات ثقافية‬
‫الذي يتعدى املهام الرسمية املحددة يف بطاقة الوصف الوظيفي؛‬ ‫مختلفة؛ ارتبطت بفلسفة دور العمل التطوعي البشري يف املنظمات‪.‬‬
‫فاملنظمات التي تعتمد فقط عىل األداء الرسمي تضمحل مع الوقت؛‬ ‫وقد أشارت الدراسات املتعلقة بالنجاح التنظيمي بشكل مباشر إىل هذا‬
‫لذلك فإن اإلنجاز الفعيل ينبغي أن يتعدى العمل الرسمي املحدد إىل‬ ‫املفهوم الجاذب «سلوك املواطنة التنظيمية» (‪)Ueda, 2011‬؛ وذلك‬
‫ما يُسمى بسلوكيات الدور اإلضايف (‪.)Randhawa & Kaur, 2015‬‬ ‫لتعظيم كفاءة املنظمة وفاعليتها (‪ .)Organ, 1990‬ويُبنى النجاح يف‬

‫)‪AJSS 2022; Volume 38 Issue (2‬‬


‫‪ 240‬نايف بن سليمان املطلق‬

‫‪ -‬الكياسة‪ : Courtesy‬تتضمن جميع املساهمات التي يقوم بها‬ ‫ويشرتط سلوك املواطنة التنظيمية وجوبًا إتمام األدوار الرسمية‬
‫املوظف الفرد ملنع وقوع املشكالت الوظيفية املحتملة للزمالء من‬ ‫عىل أكمل وجه؛ فال اعتبار للعمل اإلضايف التطوعي يف حال عدم‬
‫خالل اللباقة يف التعامل مع الرؤساء والزمالء‪ ،‬ونشر املعلومات‬ ‫اكتمال إنجاز املهام الرسمية وفق ما ُخ ّطط له‪ .‬وقد ّ‬
‫قدم العاملان‬
‫املفيدة ومراعاة شعور اآلخرين‪ ،‬ومشاركة اآلخرين قراراتهم؛‬ ‫كاتز وكان )‪ (Katz & Kahn, 1978‬كتابهما املشهور «علم النفس‬
‫ما يسهم يف ضمان االستقرار والهدوء يف العمل وإشاعة الكرم‬ ‫االجتماعي يف املنظمات » �‪The social psychology of organiza‬‬
‫واللطف‪.‬‬ ‫ً‬
‫شاماًل للسلوك التطوعي الذي يتعدى‬ ‫ً‬
‫تحلياًل‬ ‫‪ tions‬واستعرضا فيه‬
‫‪ -‬الروح الرياضية ‪ :Sportsmanship‬وتتضمن استعداد املوظف‬ ‫العمل الرسمي؛ ما يسهم يف تحسني األداء الوظيفي والتنظيمي‪ ،‬كما‬
‫التعاوين لتقبل وتحمّ ل املضايقات واإلحباطات العرضية التي‬ ‫أن عالقة االعتمادية املتبادلة بني الرضا الوظيفي واإلنتاجية تتطلب‬
‫تنتج من احتكاكات املوظفني والقيادات داخل املنظمة من غري‬ ‫ً‬
‫وشفافا للحوافز واملكافآت‪.‬‬ ‫ً‬
‫عاداًل‬ ‫نظامً ا‬
‫امتعاض أو تذمر أو شكوى؛ ما يسهم يف التسامح والتكيّف‬ ‫وقدم أورجان وزمالؤه (‪)Organ et. al., 1983,1988,..2006‬‬
‫العايل مع مختلف ظروف العمل‪.‬‬ ‫يف نهاية القرن املايض سلسلة من البحوث والدراسات واملساهمات‬
‫‪ -‬وعي الضمري ‪ :Conscientiousness‬ويعرب عن قيام املوظف‬ ‫لتفسري سلوك املواطنة التنظيمية وربطه باإلنتاجية ضمن منظومة‬
‫بسلوك تطوعي اختياري تنظيمي يفوق الحد األدىن من تطبيق‬ ‫تشرح مفهوم األداء الوظيفي وتؤطر أبعاده للتأثري عىل الفاعلية‬
‫متطلبات املهام الوظيفية واألنظمة والقواعد التي تنظم العمل‬ ‫التنظيمية‪ ،‬وقد توصل إىل أن األداء الكمّ ي يتضمن األداء الرسمي‬
‫وتتعدى الوقت الرسمي املحدد للقيام بتلك املهام الوظيفية لخدمة‬ ‫فقط؛ بينما يُسهم املوظف بسلوكيات نوعية قد يصعب قياسها‬
‫املصلحة العامة واالمتثال وااللتزام العايل (‪.)Organ, 1988‬‬ ‫والتعرّف عىل أثرها مثل‪ :‬اإليثار ووعي الضمري والوقاية من املشكالت‬
‫‪ -‬السلوك الحضاري ‪ :Civic Virtue‬ويتضمن املشاركة الفاعلة‬ ‫ومساعدة اآلخرين‪ ،..‬كما ّ‬
‫أكد أن العالقة اإليجابية بني الرضا الوظيفي‬
‫والب ّناءة يف األنشطة التنظيمية غري الرسمية؛ التي ُتسهم يف‬ ‫ال تتضح جليًّا إال عند ربطها بالعمل التطوعي‪.‬‬
‫املحافظة عىل سمعة املنظمة (‪.)DiPaola, 2005‬‬ ‫وقد اتفقت الدراسات املتأخرة يف تفسري سلوك املواطنة التنظيمية‬
‫وهناك بعض الفروق بني األدوار الرسمية التي يقوم بها املوظف‬ ‫يف املنظمات أنه سلوك اختياري إيجابي غري إجباري يهدف لخدمة‬
‫واملهام غري الرسمية‪-‬التطوعية‪ -‬منها‪ :‬أن األوىل تختلف باختالف‬ ‫مصلحة املنظمة واملوظفني عىل حد سواء؛ فيما يتعدى العمل‬
‫العمل‪ ،‬بينما تبقى الثانية متشابهة ومهمة إىل حد كبري بني كل‬ ‫الرسمي وال يندرج ضمن الوصف الوظيفي‪ ،‬كما ال يخضع للمكافآت‬
‫الوظائف‪ ،‬ومنها أن يتفرد سلوك املواطنة التنظيمية بأنه مدفوع‬ ‫املباشرة يف نظام الحوافز اإلدارية للمنظمة؛ ما يسهم يف تحقيق‬
‫بالدافعية الذاتية العالية؛ بينما األدوار الوظيفية الرسمية مرتبطة‬ ‫الفاعلية التنظيمية (‪.)Dash & Others, 2014‬‬

‫بشكل أكرب بمستوى القدرات واملعارف والجدارات املتعلقة بمستوى‬ ‫ويبدو أن املهتمني بدراسة السلوك التنظيمي حاولوا تحديد‬
‫أهم املواصفات لسلوك املواطنة التنظيمية بأنها تشتمل عىل سبيل‬
‫األداء الوظيفي‪.‬‬
‫املثال عىل عدد من السمات التي من أهمها اآليت‪ :‬املبادرات اإليجابية‬
‫ويظهر املنهج اإلسالمي القويم يف تبني السلوك التطوعي‬
‫ً‬ ‫االختيارية ملساعدة الزمالء‪ ،‬والدقة يف التعامل مع اآلخرين‪ ،‬وتقدير‬
‫انطالقا من مبدأ األجر والثواب؛ فاملسلم املحسن يبتدئ‬ ‫الحميد؛‬
‫املواعيد وتقديم املقرتحات واالبتكارات التي تسهم يف تحسني الصورة‬
‫اإلحسان واملساعدة والتضحية واملبادرة بكل فضيلة‪ ،‬والنهي عن كل‬
‫الذهنية للمنظمة واألداء من خالل األفعال واألقوال دون انتظار ملقابل‬
‫رذيلة ألنه يبتغي مرضاة الله‪ .‬لذلك فإن التعاون واملحبة والتسامح‬
‫ما‪ ،‬كما تتضمن سمات املواطنة التنظيمية البعد عن السلوكيات‬
‫والعمل الجماعي واإليثار‪...‬وغريها كثري ُت ّ‬
‫عد من أهم الصفات التي دعا‬
‫السلبية بطواعية والبعد عن املشكالت والشكاوى وحاالت التذمر‬
‫إليها ديننا الحنيف من خالل ما تزخر به األدلة والشواهد من القرآن‬ ‫واالستياء وتجنب إثارتها‪ .‬وقد ّ‬
‫أكد عدد من الدراسات املتأخرة أن‬
‫ً‬
‫وعماًل؛ فقد قال تعاىل‪« :‬وتعاونوا عىل الرب‬ ‫الكريم والسنة املطهرة ً‬
‫قواًل‬
‫سلوك املواطنة التنظيمية يف املنظمات يتسم بسمات من أبرزها اآليت‪:‬‬
‫والتقوى وال تعاونوا عىل اإلثم والعدوان واتقوا الله» (سورة املائدة‪،‬‬ ‫‪怀 -‬اإليثار ‪ :Altruism‬وهو ذلك السلوك الفردي االختياري الذي‬
‫آية‪ :‬رقم ‪ ،)2‬كما أن التكافل االجتماعي سمة َّ‬
‫حث عليها اإلسالم من‬ ‫يقوم به املوظف لتقديم العون لزمالئه املكلفني بمهام أخرى؛‬
‫خالل تبني «نظام الوقف» لتحسني أحوال املجتمع املسلم‪ .‬كما َّ‬
‫حث‬ ‫وذلك للمساعدة يف إنجاز املهام الوظيفية‪ ،‬واملساهمة يف توجيه‬
‫اإلسالم عىل دفع أجرة األجري واختيار العامل املناسب يف املكان املناسب‬ ‫املوظفني الجدد (‪.)Bateman & Organ, 1983‬‬

‫)‪AJSS 2022; Volume 38 Issue (2‬‬


‫دور القيادة الخادمة يف تعزيز سلوك املواطنة التنظيمية يف املنظمات األمنية ‪241‬‬

‫يف كل مستويات األعمار الوظيفية ً‬


‫وفقا لعوامل ومتغريات السياق‬ ‫بتفان وإخالص‪ ،‬وإتقان القيام‬
‫ٍ‬ ‫وحسن املعاملة عامة‪ ،‬وأداء العمل‬
‫الثقافية املختلفة‪ .‬فهناك عدة ممارسات تنظيمية قد ُتعوق شيوع‬ ‫باملهام والواجبات الوظيفية (دعنا‪.)2017 ،‬‬
‫السلوك التطوعي؛ مثل‪ :‬محدودية نطاق مشاركة املوظف وتمكينه‪،‬‬ ‫وينطلق سلوك املواطنة التنظيمية يف املنظمات مما يُسمّ ى العقد‬
‫وضعف مؤشرات العدالة التنظيمية‪ ،‬وضعف دور القيادة يف تعزيز‬ ‫الضمني «النفيس» الذي يختلف عن العقد الرسمي «الصريح»؛‬
‫الوالء واالنتماء‪ ،‬وزيادة حدة وترية الضغوط والتوتر يف بيئة العمل‪،‬‬ ‫فالعقد النفيس يتضمن تلك املهام غري الرسمية وغري املنصوص عليها‬
‫كما أن نزع الثقة وضعف فاعلية االتصال بني جميع مكونات التنظيم‬ ‫يف عقد العمل أو بطاقة الوصف الوظيفي بشكل غري مكتوب‪ ،‬ويُحدد‬
‫ً‬
‫معوقا أساسيًا للحد من سلوك املواطنة التنظيمية (دعنا‪.)2017 ،‬‬ ‫تعد‬ ‫إطار العالقات الوظيفية بصفتها التبادلية االجتماعي ة �‪Social Ex‬‬

‫ويبدو أن أغلب الدراسات املتأخرة التي تناولت موضوع سلوك‬ ‫‪ change Theory‬وليست االقتصادية البحتة املبنية عىل األساس‬
‫املواطنة التنظيمية ّ‬
‫أكدت بشكل مباشر أو غري مباشر دور القيادة‬ ‫املادي ‪)Organ, 1990(.‬‬
‫ّ‬
‫املتوخاة من سلوك املواطنة التنظيمية بحيث‬ ‫وتتعدد اإليجابيات‬
‫يف القيام بدور املتغري املستقل أو الوسيط املؤثر عىل ظاهرة سلوك‬
‫ً‬ ‫تشمل عىل سبيل املثال اآليت (دعنا‪:)2017 ،‬‬
‫ارتباطا بني متغريات‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫املواطنة التنظيمية؛ فقد ظهر أن هناك‬
‫‪ -‬تعزيز األداء الوظيفي واستثمار الجدارات والقدرات البشرية؛ ما‬
‫العدالة التنظيمية‪ ،‬واالنغماس التنظيمي‪ ،‬واألمن الوظيفي‪ ،‬وأنماط‬
‫يسهم يف تحسني األداء التنظيمي‪.‬‬
‫القيادة اإلدارية املختلفة‪ ،‬وخاصة تأكيد نمط القيادة الحرة‪ ،‬والقيادة‬
‫‪ -‬تخفيض معدالت التسرب الوظيفي وارتفاع مستوى الرضا‬
‫اإلبداعية والتحويلية‪ ،‬والفاعلية التنظيمية‪ ،‬والرضا الوظيفي‪،‬‬
‫واالرتباط واالنتماء وااللتزام التنظيمي‪.‬‬
‫وااللتزام التنظيمي‪ ...‬وغريها من املتغريات التي تؤكد الدور املباشر أو‬
‫‪ -‬تخفيض حجم وعدد املشكالت والصراعات الوظيفية؛ ما يسهم‬
‫غري املباشر للقيادة عىل فتح إطار وسياق سلوك املواطنة التنظيمية‬
‫يف إشاعة التعاون وتعزيز العمل الجماعي‪.‬‬
‫(املعاين‪2013 ،‬م؛ القحطاين‪2014 ،‬م؛ دعنا‪2017 ،‬م؛& ‪Djaelani,‬‬
‫‪ -‬تحسني مستوى تقديم الخدمات يف املنظمة‪ ،‬سواء للعميل‬
‫‪.)Triatmanto, 2021; Sa’adah, & Rijanti, 2022‬‬
‫الخارجي أو الداخيل‪.‬‬
‫‪ -‬خلق صورة ذهنية مميزة للمنظمة من خالل شعور املوظفني‬
‫‪ .6‬سمات املنظمات األمنية‬ ‫واملستفيدين من الخدمات‪.‬‬
‫ّ‬
‫تعد سمة‬ ‫ُت ّ‬
‫عد املنظمات األمنية من أهم املنظمات العامّ ة التي‬
‫‪ -‬تقليص نطاق اإلشراف واملتابعة؛ الرتفاع مستوى الرقابة الذاتية‬
‫العصر الحديث باعتبارها من نماذج اإلدارة الحديثة التي تهتم بالرأي‬
‫وشيوع الطمأنينة واالستقرار‪.‬‬
‫العام وتقدر اتجاهاته‪ ،‬وتعمل جاهدة لتأمينه وحمايته‪ .‬ويبدو أن‬ ‫ومع وجود تلك املزايا اإليجابية لسلوك املواطنة التنظيمية؛ فإن‬
‫الصعوبات التي تواجه عمل تلك املنظمات األمنية متعددة؛ تشمل‬ ‫هناك عد ًدا من اآلثار السلبية املحتملة منها اآليت‪:‬‬
‫نوعية وطبيعة الخدمة واتساع نطاق املستفيدين منها بدون استثناء‪،‬‬ ‫‪ -‬شيوع االتكالية وظاهرة «الركوب املجاين» يف العمل الجماعي‬
‫والصعوبات املتعلقة بنوعية الكادر الوظيفي الذي يخضع له عناصر‬ ‫داخل املنظمات؛ ما يتسبب يف أن املهام الجماعية يقوم بها أفراد‬
‫األمن باعتبارها منظمات مزيجً ا بني املنظمات العسكرية بطابعها‬ ‫محددون فقط‪.‬‬
‫ومظهرها ووسائل اإللزام التي تستخدمها لفرض النظام حتى لو‬ ‫قد يؤدي إىل نتائج سلبية عندما يشعر املوظف بأن املنظمة مدينة‬
‫ً‬
‫أحيانا‪ ،‬كما تشرتك مع املنظمات املدنية باعتبارها‬ ‫استخدمت القوة‬ ‫تف بدينها له‪.‬‬
‫له ولم ِ‬
‫معنية باملجتمع وتتعامل معه بجميع أطيافه بشكل يومي يف أنشطته‬ ‫ومع ذلك فاآلثار اإليجابية تتعدى املخاطر والسلبيات املتوقعة؛ ما‬
‫كافة (الدوسري‪)2007 ،‬؛ لذلك مع كل ما سبق وغريه فإن هناك‬ ‫ً‬
‫وخصوصا‬ ‫يؤكد أهمية شيوع هذا السلوك وتبنيه يف املنظمات عامة‪،‬‬
‫حاجة لتبني منهج قيادي يدعم التمكني (القحطاين‪2011 ،‬م) يعتمد‬ ‫يف املنظمات املتسقة مع متطلباته مثل‪ :‬األمنية‪ .‬ومن جانب آخر‬
‫عىل نمط القيادة النموذجي؛ لكون تلك املنظمات تقوم بأدوار متنوعة‬ ‫ً‬
‫ارتباطا بالسلوك التطوعي؛ فالتقدم بالعمر‬ ‫يبدو أن كبار السن أكرث‬
‫تشمل التنمية االجتماعية من خالل املساهمة مع األجهزة املختصة يف‬ ‫يسهم يف تناسق السلوك والتعامل مع اآلخرين والرتكيز عىل الوفاء‬
‫بداًل من مظاهر السلوك التنافسية‬‫بااللتزامات األخالقية التعاونية ً‬
‫إدارة املؤسسات اإلصالحية والرتبوية والعقابية وذات العالقة برعاية‬
‫ً‬
‫وعامة؛ فإن السلوك التطوعي قد يظهر‬ ‫(‪.)Dash & Others, 2014‬‬
‫الشباب والتوجيه واإلرشاد واملؤسسات التعليمية والثقافية املتعددة‪،‬‬

‫)‪AJSS 2022; Volume 38 Issue (2‬‬


‫‪ 242‬نايف بن سليمان املطلق‬

‫‪ -‬تحدي التحول الرقمي والتطور الكبري لالتصاالت وتقنية‬ ‫كما تسهم املنظمات األمنية بالتنمية الصحية يف املحافظة عىل الصحة‬
‫املعلومات؛ أدى لظهور أنماط مستجدة من الجرائم العابرة‬ ‫العامة من خالل إدارة وتنفيذ خطط التعامل مع األوبئة واألمراض‪،‬‬
‫للحدود وتقلص سلطات الرقابة عىل املجاالت االفرتاضية‬ ‫باإلضافة للعمل الحثيث ملكافحة املواد املخدرة والوقاية منها؛‬
‫ً‬
‫وخاصة وسائل التواصل االجتماعي‪،‬‬ ‫ووسائل اإلعالم الجديد‪،‬‬ ‫أساسا من أهداف متعددة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ولذلك فإن تلك األدوار وغريها تنطلق‬
‫وفرض املطالبة بمهارات أمنية فائقة تجمع بني املهارات الصلبة‬ ‫ومن أهمها‪ :‬حماية األرواح واألعراض واملمتلكات‪ ،‬والدور األهم يف‬
‫والناعمة ضمن منظومة عمل شامل مستدام يأخذ باالعتبار‬ ‫املحافظة عىل النظام والطمأنينة العامة واآلداب العامة واألخالق‬
‫التدخالت العملياتية واملنظور اإلسرتاتيجي بعيد املدى‪.‬‬ ‫والقيم الحميدة‪ ،‬والتأكد من تطبيق األنظمة والقوانني وسيادتها‪،‬‬
‫‪ -‬تحدي اتساع نطاق عمل الخدمات األمنية؛ املبني عىل اعتبار ال‬ ‫وتقديم العون للمتضررين واملنكوبني يف الحروب والكوارث واألزمات‪،‬‬
‫محدودية نطاق العمل األمني من حيث املكان والزمان واملنتفعون‬ ‫والتعامل مع عمليات التخريب والتهريب واالنحراف من حيث الوقاية‬
‫منها‪ ،‬واملدى الذي تغطيه؛ فأصبح ذلك يشمل املجال االفرتايض؛‬ ‫والعالج‪ ،‬والتأكد من تدعيم وتعزيز حقوق املواطنة‪.‬‬
‫ما زاد من تعقيد أدوار الجهات األمنية عامة‪.‬‬ ‫وال يمكن ضمان تطبيق جميع أساليب تحليل التكلفة والعائد‬
‫‪ -‬تحدي تعدد األزمات والجوائح‪ :‬نعيش اليوم يف عصر يصعب‬ ‫املنبثقة من املنهج الرأسمايل واملبدأ النفعي عىل املنظمات األمنية‪ ،‬كما‬
‫ّ‬
‫ومعقدة‪ ،‬وال‬ ‫فيه التنبؤ؛ حيث تتسم بيئته بأنها متقلبة وغامضة‬ ‫قد ال توفر أساليب القياس املوضوعية نتائج رقمية محسوبة للخدمات‬
‫يمكن التأكد من مستقبلها؛ كل ذلك أدى لحالة من الحساسية‬ ‫األمنية‪ ،‬باإلضافة إىل أنه قد ال يمكن حصر الفئات التي تخدمها‪،‬‬
‫حيال السياسات العامة؛ ما قد يؤدي إىل االحتقان النفيس‬ ‫والتعرّف عىل اتجاهاتهم‪ ،‬كما أن حماية املصالح العامة قد تتعارض‬
‫واملجتمعي الذي يجعل مهمة املنظمات األمنية أصعب‪ ،‬خاصة‬ ‫ً‬
‫أحيانا مع فئات معينة من املجتمع‪ ،‬ويبدو أن املنظمات األمنية تتحمّ ل‬
‫ً‬
‫أحيانا وضعف أدوار مؤسسات املجتمع‬ ‫يف ظل محدودية املوارد‬ ‫أخطاء الجميع أو بعض الفئات؛ مثل‪ :‬حاالت االضطراب أو أنواع من‬
‫املدين‪.‬‬ ‫الجرائم املرتتبة عىل البطالة أو التضخم أو الفساد‪ ...‬وغريها‪ ،‬كما‬
‫‪ -‬تحدي قياس األثر‪ :‬تواجه املنظمات األمنية معضلة عند محاولة‬ ‫خال من املنافسة؛ لكونها تتبع‬
‫ٍ‬ ‫أن املنظمات األمنية تعيش يف عالم‬
‫استخدام وسائل القياس الكميّة فقط؛ ألن األساليب املقتبسة‬ ‫السلطات الحكومية الرسمية بدون وسيط؛ لذا ترتبط بشكل مباشر‬
‫من القطاع الخاص محدودة بافرتاضات منبثقة من فلسفة‬ ‫بجودة من يقدمها‪.‬‬
‫طبيعة خدماتها ومنتجاتها وأهدافها الربحية؛ ما يجعل قياس‬ ‫ومع أن املنظمات األمنية تسعى لتحقيق مجموعة من األهداف‬
‫األثر للخدمات األمنية غري ممكن باستخدام تلك األدوات؛ لذلك‬ ‫السامية؛ فإنها تواجه تحديات ضخمة أثناء تأديتها ألدوارها عىل‬
‫فإن قياس العمل األمني مرتبط بشكل مباشر وغري مباشر بقدرة‬ ‫اختالف نوع وطبيعة عمل تلك املنظمات عىل املستويني الوطني‬
‫املجتمع عىل التماسك واالنسجام والقضاء عىل الجريمة من‬ ‫واملحيل‪ .‬ولذلك يمكن استعراض عدد من أهم التحديات التي تواجه‬
‫ّ‬
‫يتعدى التدخالت العالجية من خالل وسائل قياس‬ ‫منظور وقايئ‬ ‫عمل املنظمات عىل سبيل املثال يف اآليت (الدوسري‪2007 ،‬؛ الراشد‪،‬‬
‫الرضا وسالمة املجتمع من االنحرافات الفكرية والسلوكية‪.‬‬ ‫‪2014‬؛ العيل‪:)2015 ،‬‬
‫‪ -‬تحدي االستدامة‪ :‬توصف الخدمات األمنية بأنها مستدامة‬ ‫‪ -‬تحدي تطور قدرات األفراد والجماعات املارقة؛ من الواضح أن‬
‫باستدامة وجود البشر وعالقاتهم ببعض؛ إن العمل األمني‬ ‫املجرمني اليوم يتمتعون بقدرات وإمكانات هائلة تمكنهم من‬
‫ركيزة وحاجة أساسية تعتمد عليها جميع مكونات الحياة‬ ‫القيام بعملياتهم ومخططاتهم بشكل ّ‬
‫يمثل تحديًا كبريًا للقوات‬
‫االجتماعية واالقتصادية والثقافية والسياسية؛ لذلك ال بد من‬ ‫األمنية‪.‬‬
‫توفري خدمات أمنية متكاملة مستدامة تسهم يف تحقيق الرفاهية‬ ‫‪ -‬تحدي تغيري األنماط واألساليب التقليدية لفرض النظام‪ :‬يشهد‬
‫االجتماعية وجودة الحياة‪.‬‬ ‫العالم تحوالت متعددة؛ ما أدى إىل موجة من الدعوات املكثفة‬
‫مما سبق يتضح أن العاملني يف املنظمات األمنية يحتاجون‬ ‫لحماية الحريات الفردية وحقوق اإلنسان من املنظور الفردي؛‬
‫إىل نمط مختلف من القيادة النموذجية؛ يُسهم يف تعزيز سلوك‬ ‫وبالتايل فرض نمط لألداء األمني يبتعد عن األساليب القمعية‬
‫املواطنة التنظيمية؛ ألن األهداف واألدوار واالختصاصات والتحديات‬ ‫وأدوات القهر لبسط األمن وفرض النظام‪.‬‬

‫)‪AJSS 2022; Volume 38 Issue (2‬‬


‫دور القيادة الخادمة يف تعزيز سلوك املواطنة التنظيمية يف املنظمات األمنية ‪243‬‬

‫جسدت شخصية ليو ‪ Leo‬يف‬


‫باعتبارها مثالية يف النزعة‪ ،‬فقد ّ‬ ‫لعملهم تتطلب نوعية من القيم واملهارات والصفات الفائقة التي‬
‫الخدمي الذي يريد أن‬
‫ّ‬ ‫رواية بعنوان «رحلة إىل الشرق» القائد‬ ‫تتعدى العمل الرسمي؛ لكون املتضرر األول من أي قصور أو تساهل‬
‫مخلصا وأخالقيًّا قبل كل يشء‪ .‬فقد ّ‬
‫وضح جرينليف‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫قائدا‬ ‫يصبح‬ ‫أو تقصري سيكون املجتمع وأمنه الذي يعد ركيزة الحياة الكريمة‬
‫‪ Greenleaf‬يف كتابه أن مفهوم القيادة الخادمة ارتبط بشكل‬ ‫وتقدم الوطن‪.‬‬
‫وثيق بالقيادة الدينية؛ لذلك افرتض أن كل إنسان لديه طبيعة‬
‫بشرية خدمية‪ ،‬وأنه نسيها من تأثري البيئة االجتماعية أو البيئة‬ ‫‪ .7‬رؤية تحليلية للقيادة الخادمة يف تعزيز سلوك‬
‫التنظيمية؛ ما أدى إىل تشويه مفهوم القيادة نفسها ّ‬
‫وغرّيها إىل‬ ‫املواطنة التنظيمية‬
‫الشخص الذي يرشد ويأمر‪ .‬وبالتايل فإن اسرتداد الطبيعة الخادمة‬ ‫يتميز نمط القيادة الخادمة بعدد من املزايا من أهمها اآليت‪:‬‬
‫أساسا وفق الفطرة التي خلق الله‬
‫ً‬ ‫يمثل اسرتداد الطبيعة البشرية‬ ‫‪ -‬الرسالة األساسية للقيادة الخادمة واضحة وبسيطة وتتجه نحو‬
‫الناس عليها‪ .‬ولذلك فقد واجهت القيادة الخادمة انتقادات؛‬ ‫دعم وتعزيز مصالح أعضاء املنظمة‪.‬‬
‫لكونها مثالية فلسفية؛ قد تبتعد ً‬
‫نوعا ما عن الواقعية التطبيقية‪.‬‬ ‫‪ -‬القيادة الخادمة لديها عمومية قابلة للتطبيق يف املنظمات‬
‫‪ -‬صعوبة االتفاق عىل مفهوم القيادة الخادمة؛ فلم يتبلور معنى‬
‫الحكومية‪ ،‬واملشاريع الخاصة‪ ،‬والشركات الصناعية‪ ،‬واملؤسسات‬
‫«الخدمة» بشكل واضح ومتفق عليه‪ ،‬ولم يتم رسم إطار محدد‬
‫غري الهادفة للربح‪.‬‬
‫ومتفق عليه علميًّا لخصائص القيادة الخادمة يف نتائج البحوث‬
‫‪ -‬القيادة الخادمة يمكن أن يُنظر لها كنمط قيادي بديل‪ ،‬يف ظل‬
‫والدراسات ذات العالقة‪ ،‬فالعديد منها حدد عناصر كثرية ً‬
‫جدا‬
‫االنتقادات املوجهة ألنماط القيادة التقليدية بسبب عدم تكيّفها‬
‫يصعب التحقق منها وقياسها؛ لذلك يمكن أن تتجه البحوث‬
‫مع متطلبات التغريات االجتماعية والثقافية والتنظيمية‪ ،‬وبعض‬
‫املستقبلية نحو تطوير مقاييس وإعادة بناء نماذج يمكن التحقق‬
‫الشكوك حيال استدامتها‪.‬‬
‫منها عن طريق استخراج العناصر‪ ،‬بحيث توضح التفرد والتميّز‬
‫‪ -‬القيادة الخادمة تدعم فكرة الحوكمة التي تتسم بعدد من السمات من‬
‫بني أنماط القيادة األخرى املعتربة أكاديميًّا واملدعومة تجريبيًّا‪.‬‬
‫أهمها‪ :‬توافق اآلراء‪ ،‬والرأي الجماعي‪ ،‬وسيادة القانون‪ ،‬والشفافية‪،‬‬
‫‪ -‬من املهم إجراء الدراسات والبحوث املتعلقة بتبيان الكيفية التي يمكن‬
‫والعدالة‪ ،‬والشمولية‪ ،‬واملساءلة‪ ،‬واملشاركة‪ ،‬واالستجابة‪.‬‬
‫من خاللها للمنظمات تحقيق الحماية ضد الجانب السلبي املحتمل‬
‫‪ -‬تبني إطار سلوك املواطنة التنظيمية الذي يظهر يف الصفات اآلتية‪:‬‬
‫للقائد الخدمي (‪ ،)Storey, 2016; Mackey, & others, 2021‬أي‬
‫اإليثار‪ ،‬والكياسة‪ ،‬والروح الرياضية‪ ،‬والسلوك الحضاري‪،‬‬
‫إن القادة الخدميني قد يميلون لصالح مرؤوسيهم عىل حساب‬
‫ووعي الضمري‪.‬‬
‫املنظمات (‪ .)Kim et al., 2014‬وأخريًا‪ ،‬فإن القيادة ليست‬
‫‪ -‬تحقيق األهداف التنظيمية من خالل تحسني الكفاءة والفاعلية‪،‬‬
‫مقصورة فقط عىل تلبية مطالب األتباع؛ بل إنها أكرث من ذلك بكثري‬
‫ً‬
‫تلبية‬ ‫وتقليل التسرّب‪ ،‬وسرعة التكيف والرشاقة التنظيمية‬
‫(‪ .)Storey, 2016:180‬فقد يؤخذ عىل هذا النمط أنه ثقايف أكرث من‬
‫كونه نظرية علمية تتضمن نماذج ومتغريات محددة يمكن فهمها‬ ‫لالحتياجات البيئية واملتغريات‪ ،‬وترفع مستوى الوالء والعدالة‬

‫ودراستها‪.‬‬ ‫والرضا واالرتباط التنظيمي‪.‬‬


‫‪ -‬مع أن تقدير اإلنسان ً‬
‫أواًل يأيت يف مقدمة الدعوات املدعومة باألخالق‬ ‫تعد البديل األمثل للمنظمات التي تواجه قيو ًدا يف تقديم الحوافز‬
‫‪ّ -‬‬

‫واالستدامة التنظيمية؛ فإن هذا التوجه يواجه صعوبات حقيقية‬ ‫املادية والتعقيدات املرتبطة بها‪.‬‬

‫يف تقدير قيمة اإلنسان ضمن مختلف ممارسات إدارة املوارد‬ ‫‪ -‬تلتقي مع عدد من أنماط قيادية حديثة مثل‪ :‬القيادة األخالقية‬
‫البشرية يف املنظمات؛ حيث تمثل النماذج التقليدية يف التوظيف‬ ‫والتحويلية والتوزيعية؛ لكونها ذات أساس أخالقي عاطفي‬
‫والتعيني هيمنة الوظيفة عىل املوظف وفق العالقة الالئحية‬ ‫إنساين ال يحتكر السلطة‪.‬‬
‫ُعد تح ّي ًزا‬
‫التنظيمية أو العالقة التعاقدية من طرف واحد؛ الذي ي ّ‬ ‫ومع تلك املزايا لنمط القيادة الخادمة والجاذبية لها؛ فإن هذا‬
‫أحيانا؛‬‫ً‬ ‫ً‬
‫مدركا أو غري مدرك ملصلحة الوظيفة عىل حساب املوظف‬ ‫النمط يواجه بعض التحديات منها اآليت‪:‬‬
‫ً‬
‫تعارضا صريحً ا ملفهوم القيادة الخادمة املؤكد أن خدمة‬ ‫ما يمثل‬ ‫‪ -‬نشأ مفهوم القيادة الخادمة من استعراض قيادة الشخصيات التي‬
‫ً‬
‫املوظف أواًل‪.‬‬ ‫ظهرت يف الروايات اإلبداعية التي قد يصعب توافرها يف الواقع‬

‫)‪AJSS 2022; Volume 38 Issue (2‬‬


‫‪ 244‬نايف بن سليمان املطلق‬

‫تكون لديه الشجاعة واالستعداد التام لتقبل ما يقوله مرؤوسوه‪ ،‬وأن‬ ‫الخدمي مهمً ا يف ظل سياقات عمل الخدمة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يعد نموذج القائد‬ ‫‪-‬‬
‫يكون ملتزمً ا بالتطوير والنمو الشخيص والوظيفي للمرؤوسني؛ بحيث‬ ‫العامة؛ لكن متطلبات توافرها يعتمد عىل سمات قيادية قيمية‬
‫يساعد بشكل مباشر يف الحصول عىل األدوات واملوارد التي ّ‬
‫تمكنهم‬ ‫قد ال تتأىت دائمً ا‪ ،‬خاصة يف ظل ندرة خطط التعاقب الوظيفي‬
‫من القيام بعملهم بصورة أفضل من خالل منحهم قدرًا من السلطة‬ ‫الكتشاف وتطوير القيادات اإلدارية يف إسرتاتيجيات املوارد‬
‫التقديرية التي ُتساعدهم يف أداء مهامهم بفاعلية‪ ،‬كما يعي القائد‬ ‫البشرية لتلك املنظمات‪.‬‬
‫الخادم يف املنظمات األمنية تجارب املايض وحقائق الحاضر من خالل‬ ‫‪ّ -‬‬
‫تعد دراسات أثر القيادة الخادمة عىل األداء التنظيمي محدودة‬
‫ً‬
‫مدركا‬ ‫بُعد نظر حول قرارات املستقبل والنتائج املرتتبة عليها باعتباره‬ ‫مع وجود أدلة داعمة لنماذج ناجحة؛ لذلك ال يمكن ضمان‬
‫بشكل شامل لخلفيات ومآالت القضايا األمنية املعقدة‪ .‬ومن املهم أال‬ ‫األثر اإليجابي عىل األداء التنظيمي يف مختلف السياقات الثقافية‬
‫يُجرب القائد األمني اآلخرين عىل فعل يشء ما فقط؛ بل يسعى إىل‬ ‫للمنظمات عامة‪.‬‬
‫إقناعهم من خالل مربرات وأسباب منطقية مُ قنعة تسهم يف استدامة‬ ‫‪ -‬قد يصعب التفريق الحقيقي بني القيادة الخادمة والقيادة‬
‫ً‬
‫انطالقا من فكرة تحويل مقاومة التغيري‬ ‫التغيري املرغوب‪ ،‬وتعمل‬ ‫الكاريزمية؛ ألن مصدر التأثري القيادي نائش من سمات متعلقة‬
‫إىل دوافع للتغيري؛ لكون العمل األمني ال يقف عند حد معني‪ ،‬وال‬ ‫بصفات القائد الشخصية وطريقة تعامله‪.‬‬
‫يرتبط بوجود أشخاص محددين‪ .‬إن محاولة القائد األمني وضع نفسه‬ ‫‪ -‬يتطلب نجاح هذا النمط القيادي عد ًدا من املقومات التي قد ال‬
‫مكان اآلخرين؛ يُسهم بشكل كبري يف قدرته عىل أن يتفهم ويشعر‬ ‫يمكن ضمان توافرها دائمً ا؛ مثل‪ :‬توافر سمات متفردة للقائد‬
‫ويقدر ظروفهم ومشاعرهم‪ ،‬ويقبل ويعرتف بقدراتهم ومهاراتهم‬ ‫والتابع وخصائص للمهمة وسياق العمل وظروفه وثقافته‪.‬‬
‫ّ‬
‫الخاصة؛ وبالتايل يعترب مصالح العناصر األمنية األهم‬ ‫ومواهبهم‬ ‫إن تسخري تلك املزايا والتعامل مع التحديات التي تواجه مفهوم‬
‫وفوق كل اعتبار‪ .‬ولذلك فإن القائد األمني يبث روح الجماعة‪ ،‬ويعمل‬ ‫القيادة الخادمة وتطبيقاتها؛ سيسهم بشكل كبري يف فتح سياق داعم‬
‫عىل زرع اإلحساس باالنتماء للعمل األمني يف مواقع العمل؛ ألنه ال‬ ‫ومشجع لسلوك املواطنة التنظيمية داخل املنظمات عامة (�‪Almah‬‬
‫مجال للنجاح يف العمل األمني إال بالتعاون والتكامل‪ .‬باإلضافة إىل‬ ‫;‪dali & Others 2021; Djaelani, & Triatmanto, 2021‬‬
‫أن القائد األمني ينبغي أن يُعزز بيئة العمل التي ُتشجّ ع عىل إطالق‬ ‫�‪Faizah & Others, 2021; Howladar & Rahman, 2021; Ku‬‬
‫َّ‬
‫الخاَّلقة واملبادرات اإلبداعية‪.‬‬ ‫األفكار‬ ‫‪mar & Hamid, 2021; Purnomo & Tung, 2022; Sa’adah,‬‬
‫إن جميع السمات السابقة للقائد الخادم يف املجال األمني ُتعد‬ ‫ً‬
‫خاصة تلك‬ ‫‪)& Rijanti, 2022; Wulandari & Others, 2021‬؛‬
‫مطلبًا أساسيًّا لتعزيز سلوكيات العناصر األمنية العاملة يف شتى‬ ‫ً‬
‫وممارسة‪.‬‬ ‫املنظمات العامة التي تقوم باملهام األمنية فكرًا ومفهومً ا‬
‫األعمال األمنية املتنوعة؛ ليك تقوم بتقديم العون لزمالئهم املكلفني‬ ‫ولعل الشواهد الحالية تدفع القيادات لتبني أساليب ومناهج حديثة‬
‫بمهام أخرى؛ وذلك للمساعدة يف إنجاز املهام األمنية‪ ،‬واملساهمة يف‬ ‫تدمج األهداف التنظيمية باألهداف الفردية لتفجري الطاقات البشرية‬
‫توجيه املوظفني الجدد‪ ،‬وتعزيز قدرتهم ملنع وقوع املشكالت الوظيفية‬ ‫الكامنة وتحقيق االنغماس التنظيمي‪ .‬مع الحذر عند التطبيق أن‬
‫املحتملة للزمالء من خالل اللباقة يف التعامل مع الرؤساء والزمالء‬ ‫هناك فئة قد ال تتأثر إيجابًا عند ممارسة القيادة الخادمة؛ لكن تلك‬
‫واملستفيدين عىل حد سواء‪ ،‬ونشر املعلومات املفيدة ومراعاة شعور‬ ‫الفئة القليلة ال يُعتد بها عند توجيه توصيات للقيادات بانتهاج نموذج‬
‫اآلخرين من جميع فئات املجتمع‪ ،‬ومشاركة اآلخرين قراراتهم؛ ما‬ ‫معني عام يمارسون من خالله السمات القيادية املؤثرة عىل الغالبية‬
‫يسهم يف ضمان االستقرار والهدوء يف العمل وإشاعة الكرم واللطف‬ ‫العظمى من املوظفني‪.‬‬
‫يف املهمة األمنية‪ .‬كما أن ذلك سيسهم يف تدعيم استعداد العنصر‬ ‫تواجه املنظمات األمنية اليوم تحديات متعددة تفرض عليها‬
‫األمني لتقبل وتحمّ ل املضايقات واإلحباطات العرضية التي تنتج من‬ ‫استثمار أنماط قيادية مالئمة لنوع وطبيعة املهام وتعدد املستفيدين‬
‫االحتكاكات يف العمل األمني من غري امتعاض أو تذمر أو شكوى؛‬ ‫من خدماتها؛ بما يتعدى النظرية االقتصادية املبنية عىل املبدأ النفعي‬
‫ما يسهم يف التسامح والتكيّف العايل مع مختلف ظروف العمل‪.‬‬ ‫املادي‪ .‬إن العوامل الدافعة والكابحة أمام قيادة التغيري يف املنظمات‬
‫ومن املؤكد أن ممارسة القيادات األمنية لسلوكيات القيادة الخادمة‬ ‫األمنية تعتمد بشكل كبري عىل مستوى انتشار وممارسة سلوك‬
‫سيجعل العنصر األمني يقوم بسلوك تطوعي اختياري تنظيمي يفوق‬ ‫املواطنة التنظيمية بني العناصر األمنية التي تتطلب سمات للقائد‬
‫الحد األدىن من تطبيق متطلبات املهام األمنية وااللتزام بالحد األدىن من‬ ‫األمني تشمل عىل سبيل املثال‪ :‬قائد يصغي بإمعان ومُ تفهّ م؛ بحيث‬

‫)‪AJSS 2022; Volume 38 Issue (2‬‬


‫دور القيادة الخادمة يف تعزيز سلوك املواطنة التنظيمية يف املنظمات األمنية ‪245‬‬

‫‪ -‬إجراء اختبارات دورية لقياس مستوى العدالة التنظيمية؛ لكون‬ ‫األنظمة والقواعد التي تنظم العمل األمني؛ ما يتعدى الوقت الرسمي‬
‫تلك العدالة أساس التأثري القيادي يف تفعيل سلوك املواطنة‬ ‫املحدد للقيام بتلك املهام األمنية لخدمة املصلحة العامة واالمتثال‬
‫التنظيمية‪.‬‬ ‫وااللتزام العايل‪ .‬ولذلك فإنه من املأمول أن يؤثر النمط القيادي عىل‬
‫‪ -‬تخطيط برامج لقاءات مفتوحة ال منهجية للموظفني عىل رأس‬ ‫العناصر األمنية من خالل املشاركة الفاعلة والب ّناءة يف األنشطة غري‬
‫العمل واملتقاعدين؛ تسهم يف زيادة الروابط والعالقات التعاونية‬ ‫الرسمية يف املنظمة األمنية؛ التي ُتسهم يف املحافظة عىل سمعة العمل‬
‫التي تزيد مستوى االرتباط التنظيمي‪.‬‬ ‫األمني عامة ومنظمته التي يتبع لها عىل وجه الخصوص‪.‬‬

‫‪ -‬تفعيل مبادرات تعزيز املسؤولية االجتماعية للقطاعات األمنية؛‬


‫بحيث تتبنى القيادات اإلدارية مشاريع تلك املبادرات ضمن‬ ‫‪ .8‬التوصيات‬
‫الربامج السنوية؛ ما يؤسس ثقافة املشاركة املجتمعية‪.‬‬ ‫تؤكد هذه الدراسة من خالل استعراضها السابق أهمية ودور‬

‫ومن املهم التوصية بإجراء عدد من األبحاث املستقبلية حول‬ ‫نموذج القيادة الخادمة يف تعزيز سلوك املواطنة التنظيمية للعاملني‬
‫يف املنظمات األمنية؛ لذا ُتويص باآليت‪:‬‬
‫القيادة الخادمة يف سياق املنظمات األمنية وربط ذلك بنشر وتعميم‬
‫‪ -‬االهتمام ببناء خطط للتعاقب الوظيفي؛ بحيث يتم خاللها‬
‫سلوك املواطنة التنظيمية؛ عندما يُراد جعلها نظرية ريادية وذات‬
‫اكتشاف وتطوير القيادات اإلدارية يف املنظمات األمنية باستخدام‬
‫قيمة مهمة باعتبارها إحدى نظريات وأنماط القيادة يف منظمات‬
‫أساليب املمارسة العملية ونوعية املهام والتحديات التي‬
‫الخدمة العامة‪ .‬وبالتايل فإن استحداث وتطبيق القيادة الخادمة‬
‫يُخضعون لها من واقع العمل الفعيل‪ ،‬عىل أن تكون سمات‬
‫ودمجها مع نماذج القيادة الكاريزماتية «التحويلية» يسهم يف زيادة‬
‫القيادة الخادمة من املستهدفات إذا ما استهدفت املنظمات‬
‫املعرفة وتوسيع املدارك عن الخصائص املميزة للقيادة الخادمة يف‬
‫سلوك املواطنة التنظيمية‪.‬‬
‫ً‬
‫خصوصا‪ .‬وبالتايل فإن بروز تساؤالت‬ ‫ثقافة املنظمات العامة واألمنية‬
‫‪ -‬عقد برامج تدريبية نوعية ومكثفة للقيادات اإلدارية يف املنظمات‬
‫ً‬
‫عمقا قد ُتسهم عىل األغلب يف فهم األسباب الدافعة نحو دور‬ ‫أكرث‬
‫األمنية‪ ،‬تركز عىل أدوات تفعيل جدارات القيادة الخادمة‬
‫القيادة يف منظماتهم‪ ،‬وفهم أسس التأثري املستدام عىل السلوك‪،‬‬
‫وتعزيزها ضمن منظومة الرصد الدقيق لتلك السمات‪.‬‬
‫ووصف الظروف التي تزيد من فاعلية القيادة وأثرها؛ وتتمثل أهم‬
‫‪ -‬تأسيس مركز لتطوير القيادات اإلدارية يف املجاالت األمنية؛ يُعنى‬
‫املوضوعات املقرتحة يف اآليت‪:‬‬
‫بتصميم إطار عام للجدارات القيادية اإلدارية يف القطاعات‬
‫‪ -‬التعرف عىل الفروقات بني القادة الخدميني والقادة غري الخدميني‪.‬‬
‫األمنية‪ ،‬ويأخذ باالعتبار جدارات القيادة الخادمة املعززة لسلوك‬
‫‪ -‬التعرف عىل املتطلبات املهمة التي ينبغي اعتبارها ملن أراد أن يؤدي‬
‫املواطنة التنظيمية‪.‬‬
‫الخدمي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫دور القائد‬
‫‪ -‬تفعيل إدارات للموارد للبشرية يف القطاعات األمنية وارتباطها‬
‫‪ -‬تحديد السمات األهم لألشخاص األكرث انسجامً ا لتطبيق القيادة‬ ‫املباشر بقائد القطاع تكون من مهامها االهتمام باألدوار‬
‫الخادمة‪.‬‬ ‫اإلسرتاتيجية للموارد البشرية من حيث املشاركة الفاعلة يف‬
‫‪ -‬تقدير النتائج والتبعات املختلفة ملمارسة القيادة الخادمة عن غريها‬ ‫تخطيط وتنفيذ وتقييم الخطط اإلسرتاتيجية‪.‬‬
‫من النماذج واألنماط واالتجاهات القيادية الحديثة األخرى‪.‬‬ ‫يرسخ‬
‫‪ -‬تفعيل ميثاق األداء ضمن نظام إدارة األداء الوظيفي الذي ّ‬
‫‪ -‬كيفية بناء مقياس يُقيّم تكامل مكونات نموذج القيادة الخادمة‪.‬‬ ‫مفهوم مشاركة املوظف يف تحديد األهداف واملهام الوظيفية‬
‫التعرف عىل العناصر التنظيمية املعززة أو املانعة ملمارسة القيادة‬ ‫وتقييمها ضمن إدارة توافقية تسهم يف تعزيز االرتباط التنظيمي‬
‫الخادمة يف املنظمات األمنية‪.‬‬ ‫وفاعليته‪.‬‬
‫‪ -‬إن بحث التساؤالت العلمية السابقة يتطلب العمل وفق منهج‬ ‫‪ -‬إعادة تصميم نظم الحوافز املادية واملعنوية املبنية عىل فكرة‬
‫كمي ونوعي دقيق يدمج األساليب العلمية بطرق املمارسة‬ ‫ً‬
‫تضمنة الحوافز الجماعية‬ ‫املعايري الشاملة القابلة للقياس؛ مُ‬
‫العملية من خالل دراسات تجريبية تركز عىل دراسات الحالة يف‬ ‫والعمل التعاوين‪.‬‬
‫ً‬
‫خصوصا‪ .‬لتطوير كامل ملفهوم القيادة‬ ‫املنظمات العامة واألمنية‬ ‫‪ -‬تقييم املمارسات التي تقدمها املنظمات بشأن جودة الحياة الوظيفية؛‬
‫الخادمة ودورها يف تعزيز سلوك املواطنة التنظيمية‪.‬‬ ‫الذي يسهم يف زيادة الرضا الوظيفي وااللتزام التنظيمي‪.‬‬

‫)‪AJSS 2022; Volume 38 Issue (2‬‬


‫ نايف بن سليمان املطلق‬246

Performance of State-Owned Banks in Palu City. ‫اإلفصاح عن تضارب املصالح‬


International Journal of Multicultural and Multire- ‫يعلن (املؤلف) أنه ليس لديه أي تضارب يف املصالح للمقالة‬
ligious Understanding, 8(5), 682-694.‫‏‬ .‫املنشورة‬
Ancona, D., Malone, T. W., Orlikowski, W. J., &
Senge, P. M. (2009). In praise of the incomplete ‫اإلفصاح عن تمويل البحث‬
leader, harvard business review 85 (2): 92 - 100. ‫يعلن (املؤلف) بأن البحث املنشور لم يتلق منحة مالية من أية جهة‬
Bass, B.M. (2000). The future of leadership in learning .‫تمويل يف القطاعات العامة أو التجارية أو املؤسسات غري الربحية‬

organizations. Journal of Leadership Studies, 7(3),


18-40. ‫املصــادر واملراجــع‬
ً
‫ املراجع العربية‬:‫أواًل‬
Bateman, T. S., & Organ, D. W. (1983). Job satisfac-
tion and the good soldier: The relationship be- .‫القرآن الكريم‬
‫ سلوك املواطنة التنظيمية يف مديريات الرتبية‬.)2017( .‫ صباح‬،‫دعنا‬
tween affect and employee “citizenship”. Acad-
.‫ رسالة ماجستري غري منشورة‬.‫والتعليم شمال الخليل ووسطها‬
emy of management Journal, 26(4), 587-595.
.‫جامعة الخليل‬
Block, P. (1993). Stewardship: Choosing service
‫ الثقافة التنظيمية يف املنظمات األمنية‬.)2007( .‫ جاسم‬،‫الدوسري‬
over self-interest. San Francisco, CA: Berrett
.‫ رسالة دكتوراه غري منشورة‬.‫ودورها يف تطبيق الجودة الشاملة‬
Koehler, Publishers.
.‫ جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‬:‫الرياض‬
Chughtai, A. A. (2008). Impact of job involvement
.‫ الطبعة األوىل‬.‫ أمن وحماية املنشآت الهامة‬.)2014( .‫ بندر‬،‫الراشد‬
on in-role job performance and organizational
.‫ كلية امللك فهد األمنية‬:‫الرياض‬
citizenship behaviour. Journal of Behavioral &
‫ التخطيط اإلسرتاتيجي تعزي ًزا لحماية‬.)2015( .‫ عبد الله‬،‫العيل‬
Applied Management, 9(2).
‫ جامعة‬:‫ الرياض‬.‫ رسالة دكتوراه غري منشورة‬.‫املؤسسات األمنية‬
Chung, H. H. (2020). Servant Leadership at Ser-
.‫نايف العربية للعلوم األمنية‬
viceMaster: A Commitment to Love, Develop-
‫ التحول نحو نموذج‬:‫ القيادة اإلدارية‬.)2016( .‫ سالم‬،‫القحطاين‬
ment, and Diversity.‫‏‬
.‫ مكتبة املتنبي‬:‫ الرياض‬.‫ الطبعة الثالثة‬.‫القيادة العاملي‬
Cote, R. (2018). Leadership Analysis: Southwest
‫ سلوك املواطنة التنظيمية وعالقته‬.)2014( .‫ عبد السالم‬،‫القحطاين‬
Airlines-Herb Kelleher, CEO. Journal of Leader- ‫ جامعة‬:‫ الرياض‬.‫ رسالة دكتوراه غري منشورة‬.‫باإلبداع اإلداري‬
ship, Accountability & Ethics, 15(1).‫‏‬ .‫نايف العربية للعلوم األمنية‬
Dash, S., & Pradhan, R. K. (2014). Determinants ‫ التحول اإلسرتاتيجي ملمارسات إدارة املوارد‬.)2020( .‫ نايف‬،‫املطلق‬
and consequences of organizational citizen- ‫ رسالة‬.‫البشرية وفق برنامج امللك سلمان لتنمية املوارد البشرية‬
ship behavior: A theoretical framework for In- .‫ جامعة امللك سعود‬:‫ الرياض‬.‫دكتوراه غري منشورة‬
dian manufacturing organisations. International ‫ أثر القيادة التحويلية عىل املواطنة التنظيمية لدى‬.)2013( .‫ أيمن‬،‫املعاين‬
Journal of Business and Management Invention, .258 - 225 ‫ ص ص‬،)2( ‫ مج‬،)29( ‫ ع‬.‫العاملني يف الجامعة األردنية‬
3(1), 17-27.‫‏‬
Dickinson, L. (2009). An examination of the fac- :‫ املراجع األجنبية‬:‫ثانيًا‬
tors affecting organizational citizenship behav- Almahdali, F., Natsir, S., Hasanuddin, B., & Husnah,
ior (Doctoral dissertation, University of Tennes- H. (2021). The Effect of Servant Leadership,
see at Chattanooga, Accounting and Finance). Emotional Intelligence, and Self-Efficacy on Or-
DiPaola, M. F., & Hoy, W. K. (2005). Organizational ganizational Citizenship Behavior and Employee

AJSS 2022; Volume 38 Issue (2)


247 ‫دور القيادة الخادمة يف تعزيز سلوك املواطنة التنظيمية يف املنظمات األمنية‬

and Business Intelligence, 1(1), 21-26.‫‏‬ citizenship of faculty and achievement of high
Kim, S. J., Kim, K. S., & Choi, Y. G. (2014). A liter- school students. The high school journal, 88(3),
ature review of servant leadership and criticism 35-44.
of advanced research. International Journal of Djaelani, A. K., Sanusi, A., & Triatmanto, B. (2022).
Social, Management, Economics and Business Spiritual leadership, job Satisfaction, and its ef-
Engineering, 8(4), 1147-1150.‫‏‬ fect on organizational commitment and organi-
Kumar, S., & Hamid, S. (2021). The Role of Cultural zational citizenship behavior. Management Sci-
Organizations, Leadership Services, Job Satis- ence Letters, 11(3), 3907-3914.‫‏‬
faction towards Organizational Citizenship Be- Drucker, P. (2012). Management challenges for the
havior: A Path Analysis Study in Private Primary 21st century. Routledge.
Schools. International Journal of Pharmaceuti- Faizah, A., Rumengan, J., Yanti, S., & Dewi, N. P.
cal Research, 13(2), 4120.‫‏‬ (2021, January). Influence Of Servant Leader-
Legutko, B. J. (2020). An exploration of authen- ship, Organizational Safety Culture And Work
tic, servant, transactional, and transformational Environment On Organizational Citizenship
leadership styles in Fortune 500 CEO letters. Behavior In Application Of Patient Safety With
Journal of Leadership Studies, 14(2), 44-51.‫‏‬ Affective Organizational Commitment. In IAIC
Mackey, J. D., Ellen III, B. P., McAllister, C. P., & International Conference Series (Vol. 3, No. 2,
Alexander, K. C. (2021). The dark side of lead- pp. 140-150).‫‏‬
ership: A systematic literature review and me- Fircks, E. (2021). Culture and Leadership: a Lewin-
ta-analysis of destructive leadership research. ian Perspective of Organizational Problem Solv-
Journal of Business Research, 132, 705-718.‫‏‬ ing. Human Arenas, 1-14.‫‏‬
Moore, S. L. (2020). Stewardship: Choosing Ser- Greenleaf, R.K. (1977). Servant Leadership: A
vice Over Self-Interest. Journal of the Interna- journey into the nature of legitimate power and
tional Ombudsman Association.‫‏‬ greatness. Mahwah, NJ: Paulist Press.
Organ, D. W. (1988). Organizational citizenship be- Green, M. T., Rodriguez, R. A., Wheeler, C. A., &
havior: The good soldier syndrome. Lexington Baggerly-Hinojosa, B. (2016). Servant leader-
Books/DC Heath and Com. ship: A quantitative review of instruments and
Organ, D. W. (1990). The motivational basis of or- related findings. Servant Leadership: Theory &
ganizational citizenship behavior. Research in Practice, 2(2), 5.
organizational behavior, 12(1), 43-72. Howladar, M. H. R., & Rahman, M. S. (2021). The
Organ, P., & Podsakoff, M. P. (2006). MacKen- influence of servant leadership on organizatio-
zie. Organizational Citizenship Behavior, 97. nal citizenship behavior: the mediating effect
Podsakoff, N. P., Whiting, S. W., Podsakoff, P. M., of organizational commitment. The South East
& Blume, B. D. (2009). Individual-and organiza- European Journal of Economics and Business,
tional-level consequences of organizational cit- 16(1), 70-83.‫‏‬
izenship behaviors: A meta-analysis. Journal of Ingram, O. C. (2016). Servant leadership as a lead-
applied Psychology, 94(1), 122. ership model. Journal of Management Science

AJSS 2022; Volume 38 Issue (2)


‫ نايف بن سليمان املطلق‬248

Senge, P. M., (1995). Robert Greenleaf s legacy: Polat, S. (2009). Organizational citizenship behav-
A new foundation for twenty-first century insti- ior (OCB) display levels of the teachers at sec-
tutions. Reflections on Leadership. New York: ondary schools according to the perceptions of
John Wiley & Sons, Inc. the school administrators. Procedia-Social and
Serrat, O. (2009). Exercising Servant Leadership, Behavioral Sciences, 1(1), 1591-1596.
knowledge solutions, 63, Asian Development Purnomo, N., & Tung, K. Y. (2022). The Effect Of Ser-
Bank. vant Leadership, Emotional Intelligence, And Life
Storey, J. (2016). Leadership in organizations: Cur- Purpose On Organizational Citizenship Behav-
rent issues and key trends. Psychology Press. ior In Xyz Early Childhood.‫ ‏‬Vol 18, No.1 (2022):
Ueda, Y. (2011). Organizational citizenship be- Januari 2022, PP. 114-132, P-ISSN : 1907-6134.
havior in a Japanese organization: The effects E-ISSN: 2549-1466
of job involvement, organizational commitment, Randhawa, G., & Kaur, K. (2015). An empirical as�-
and collectivism. Journal of Behavioral Studies sessment of impact of organizational climate
in Business, 4, 1. on organizational citizenship behaviour. Para-
Ullah, I., Wisetsri, W., Wu, H., Ali Shah, S. M., Abbas, digm, 19(1), 65-78.
A., & Manzoor, S. (2021). Leadership styles and Sa’adah, N., & Rijanti, T. (2022). The Role of Knowl-
organizational citizenship behavior for the Envi- edge Sharing, Leader-Member Exchange
ronment: The mediating role of self-efficacy and (LMX) on Organizational Citizenship Behavior
psychological ownership. Frontiers in Psycholo- and Employee Performance: An Empirical Study
gy, 12, 2484.‫‏‬ on Public Health Center of Pati 1, Pati 2 and
Wulandari, D., Sunaryo, W., & Tedjasukmana, D. I. Trangkil in Central Java. International Journal of
(2021, July). Improving Organizational Citizen- Social and Management Studies, 3(1), 112-131.‫‏‬
ship Behavior (OCB) Through Servant Leader- Sendjaya, S. (2015). Personal and organizational
ship and Job Satisfaction. In 5th Asian Educa- excellence through servant leadership learning
tion Symposium 2020 (AES 2020) (pp. 45-49). to serve, serving to lead, leading to transform.
Atlantis Press.‫‏‬ Springer.‫‏‬
Zhang, D. (2011). Organizational citizenship be- Schein, E. H. (2010). Organizational culture and
havior. White Paper, 3 leadership (Vol. 2). John Wiley & Sons.

AJSS 2022; Volume 38 Issue (2)

You might also like