Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 9

‫ماهية القانون االداري‬

‫التعريف بالقانون اإلداري‬


‫درج أغلب الفقهاء على تعريف القانون اإلداري بأنه ذلك الفرع من فروع القانون العام الداخلي الذي يتضمن‬
‫القواعد القانونية التي تحكم السلطات اإلدارية في الدولة من حيث تكوينها ونشاطها بوصفها سلطات عامة تملك‬
‫حقوقًا وامتيازات استثنائية في عالقاتها باألفراد‬
‫القانون اإلداري بمعناه العضوي هو القانون الذي يحكم السلطة اإلدارية أو األجهزة اإلدارية في الدولة ‪ ,‬بينما‬
‫يمكننا أن نعرف القانون اإلداري بمعناه الموضوعي بأنه القانون الذي يحكم النشاط أو الوظيفة التي تتوالها‬
‫األجهزة اإلدارية لتحقيق المصلحة العامة‪.‬‬
‫عالقة بين القانون اإلداري و فروع القانون األخرى؟‬
‫يظهر استقالل القانون اإلداري عن فروع القانون األخرى من خالل توضيح عالقته بهذه القوانين وتحديد أوجه‬
‫االتفاق واالختالف بينها ثم بيان عالقته بعلم اإلدارة العامة‬
‫‪1‬العالقة بين القانون اإلداري والقانون الدستوري‪ :‬أوضحنا أن القانون اإلداري هو القانون الذي ينظم األجهزة‬
‫والهيئات اإلدارية في الدولة ‪ ,‬ويحكم النشاط أو الوظيفة التي تتوالها األجهزة اإلدارية لتحقيق المصلحة العامة‪ .‬أما‬
‫القانون الدستوري ‪ :‬فهو القانون األعلى واألساس في الدولة ‪ ,‬والذي ينظم القواعد القانونية التي تتعلق بنظام‬
‫الحكم في الدولة والسلطات العامة فيها والعالقة بينهما وحقوق وحريات األفراد ‪ ,‬والضمانات التي تكفلها‪ .‬وعلى‬
‫هذا فإن القانون اإلداري وثيق الصلة بالقانون الدستوري ‪ ,‬فإذا كان القانون اإلداري يحكم السلطة اإلدارية‬
‫المركزية وغير المركزية ‪ ,‬فإن القانون الدستوري هو القانون األساسي والذي يسمو على كافة القوانين األخرى‬
‫التي يجب أن تتقيد به وتحترم نصوص‪.‬‬
‫ويمكن إجمال أوجه التمييز بين القانونين باآلتي‪:-‬‬
‫أ ‪ -‬من حيث الموضوع ‪ -:‬يبحث القانون الدستوري في التنظيم السياسي للدولة من حيث تكوين سلطات الدولة‬
‫الثالث والعالقة بينهما ‪ ,‬في حين يبحث القانون اإلداري في أعمال السلطة التنفيذية اإلدارية منها دون الحكومية‪.‬‬
‫ب‪ -‬من حيث تدرج القوانين ‪ -:‬يحتل القانون الدستوري قمة الهرم القانوني في الدولة ألنه يقرر المبادئ‬
‫األساسية التي ال يمكن أن تتعداها القوانين األخرى بما فيها القانون اإلداري الذي يحكم بعض المسائل المتفرعة‬
‫في المبادئ التي أقرها الدستور‪.‬‬
‫عالقة القانون اإلداري بالقانون المالي‪ :‬القانون المالي هو مجموعة القواعد القانونية الخاصة بإدارة األموال‬
‫العامة في الدولة‪ ,‬وهو مكمل للقانون اإلداري الذي يتعلق بتنظيم األجهزة والهيئات اإلدارية ‪ ,‬ويوضح النظام‬
‫القانوني الذي يحكم األموال العامة والحماية القانونية المقررة لهذه األموال ‪ ,‬وكيفية االنتفاع بها ‪ ,‬ومن‬
‫موضوعات هذا القانون كل ما يدخل ضمن إعداد الميزانية العامة في الدولة وسياسة وأنواع الضرائب المفروضة‬
‫واإلشراف والرقابة عليها‪.‬‬
‫‪3‬عالقة القانون اإلداري بعلم اإلدارة العامة‪ :‬يتميز القانون اإلداري عن علم اإلدارة العامة من حيث زاوية اهتمام‬
‫كل منهما فالقانون اإلداري يبحث في التنظيم القانوني للجهاز اإلداري ووظيفة كل عنصر في عناصره وعالقته‬
‫باألفراد ‪ ,‬بينما تبحث اإلدارة العامة في النواحي الفنية والتنظيمية للجهاز اإلداري ويمكن تعريفها بأنها ذلك العلم‬
‫الذي يهتم بدراسة تنظيم وتوجيه وتنسيق نشاط المنظمة اإلدارية لتحقيق أهدافها العامة على أكمل وجه‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أن اإلدارة العامة تخضع من حيث األصل إلى قواعد متميزة عن قواعد القانون الخاص ‪ ,‬إال‬
‫أنها قد تنزل في أحيان أخرى عن استخدام هذه القواعد فتنزل منزلة األفراد ‪ ,‬وتطبق قواعد القانون الخاص ‪,‬‬
‫والقانون اإلداري بمعناه الواسع يعني "قانون االدارة"ايٌا كانت القواعد القانونية التي تحكمها قواعد القانون الخاص‬
‫أم قواعد قانونية متميزة عنها "قواعد القانون العام" ‪ ,‬والقانون اإلداري بهذا المعنى موجود في كل مجتمع سواء‬
‫اخذ بمبدأ االزدواج القانون أم لم يأخذ‬
‫حول تاريخ نشأة القانون اإلداري‬
‫نشأة القانون اإلداري وتطوره‪ :‬تعد فرنسا مهد القانون اإلداري ومنها انتشر إلى الدول األخرى ‪ ,‬ويرجع الفضل‬
‫في ظهور هذا القانون إلى عوامل تاريخية تأتي في مقدمتها األفكار التي جاءت بها الثورة الفرنسية عام ‪1789‬‬
‫م ‪ ,‬التي قامت على أساس الفصل بين السلطات‪ ،‬ومن مقتضياته منع المحاكم القضائية القائمة في ذلك الوقت من‬
‫الفصل في المنازعات اإلدارية للحفاظ على استقالل اإلدارة تجاه السلطة القضائية‬
‫وأدى هذا االتجاه إلى وجود نظام القضاء المزدوج الذي كان مهدًا لنشوء االزدواج القانوني وظهور القانون‬
‫اإلداري‬
‫‪.‬ومرت ب ‪ 3‬مراحل هي‪:‬‬
‫‪ -‬مرحلة اإلدارة القاضية‪Juge Administration .‬‬ ‫‪‬‬
‫إنشاء مجلس الدولة الفرنسي‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬مرحلة القضاء المفوض ‪déléguée Juge‬‬ ‫‪‬‬
‫خصائص و مصادر القانون اإلداري‬
‫اإلداري نبين في هذا الجزء من الدراسة الخصائص التي يتميز بها القانون اإلداري والمصادر التي يستمد منها‬
‫أحكامه‪.‬‬
‫أ‪ /‬خصائص القانون اإلداري يتميز القانون اإلداري ببعض الخصائص منها أنه قانون سريع التطور ‪ ،‬وقانون غير‬
‫مقنن ‪ ,‬وأنه من صنع القضاء‪.‬‬
‫قانون سريع التطور‪ .‬يتسم القانون اإلداري بأنه قانون يتطور بسرعة تفوق التطور االعتيادي في القوانين‬ ‫‪‬‬
‫األخرى ولعل ذلك يرجع إلى طبيعة المواضيع التي يعالجها ‪ ،‬فقواعد القانون الخاص تتميز بالثبات‬
‫واالستقرار ‪ ،‬وهو ثمر فترة طويلة قبل أن ينالها التعديل أو التغيير ‪ ،‬ويعود ذلك إلى أن العالقات التي‬
‫ينظمها القانون الخاص بفروعه المختلفة " قانون مدني ‪ ،‬قانون تجاري ‪ ،‬قانون مرافعات " تتعلق بقواعد‬
‫عامة تتطلب قدرًا من االستقرار مع ترك الحرية لألفراد من تسيير األمور األخرى ذات الطابع المتغير‬
‫في حدود القواعد العامة المنصوص عليها‬
‫على عكس القانون اإلداري الذي يعالج مواضيع ذات طبيعة خاصة لتعلقها بالمصلحة العامة وحسن‬ ‫‪‬‬
‫تسيير وإدارة المرافق العامة وجانب من أحكامه غير مستمدة من نصوص تشريعية وإنما من أحكام‬
‫القضاء وخاصة القضاء اإلداري الذي يتميز بأنه قضاء يبتدع الحلول للمنازعات اإلدارية وال يتقيد‬
‫بأحكام القانون الخاص إنما يسعى إلى خلق ما يتالءم مع ظروف كل منازعة على حده تماشيا ‪ ً.‬مع‬
‫سرعة تطور العمل اإلداري ومقتضيات سير المرافق العامة ولعل من أسباب سرعة تطور القانون‬
‫اإلداري أنه يتأثر بالعوامل االقتصادية واالجتماعية والسياسية في الدولة وهي عوامل متغيرة‬
‫باستمرار وغير مستقرة نسبيًا ‪ ،‬فاتساع نشاط الدولة ونزعتها التدخلية وانتشار الحروب واالزامات‬
‫االقتصادية وظهور المرافق العامة االقتصادية ‪ ,‬وما إلى ذلك من ظواهر اقتصادية وسياسية‬
‫وإدارية ‪ ،‬وضرورة استيعاب القانون اإلداري لهذه الم تغيرات ومواجهتها أدى بالضرورة إلى التطور‬
‫المستمر في أحكامه‬
‫ومع ذلك يتقيد القضاء في أداء مهامه وابتداعه لمبادئ وقواعد القانون اإلداري بعدم مخالفة النصوص‬
‫التشريعية القائمة على أساس أن القضاء أنما يعبر عن إرادة مفترضة للمشرع ‪ ,‬أما إذا أفصح عن إرادته‬
‫تلك بنصوص تشريعية فأنه يلتزم بتطبيق تلك النصوص في أحكامه‪ (.‬قانون غير مقنن)‬
‫مصادر القانون اإلداري تشتمل مصادر القانون اإلداري على مصادر القانون بصورة عامة ‪ ،‬وهي عادة‬
‫أربعة مصادر " التشريع – العرف – القضاء – الفقه‪ " .‬وإذا كان التشريع والعرف يعدان المصدران‬
‫الرسميان للقوانين األخرى ‪ ،‬بينما يمثل القضاء والفقه المصدران التفسيريان للقواعد القانونية ‪ ،‬فإن‬
‫القانون اإلداري يمنح القضاء دورًا هامًا بل يعده أهم مصادر القانون اإلداري على اإلطالق ‪ ،‬ويكون مع‬
‫التشريع والعرف مصدرا رسميا للقانون اإلداري ‪ ,‬بينما يبقى الفقه مصدرًا تفسيرا لهً ‪.‬وفيما يلي نعرض‬
‫هذه المصادر وبشيء من التفصيل‬
‫أ‪ -‬الدستور ‪:‬‬
‫الدستور أو ما يسمى كذلك بالتشريع األساسي ‪ ،‬هو النص الذي يحكم المؤسسات السياسية ‪ .‬فهو يحتوي‬
‫على القواعد المتعلقة بتنظيم السلطات المختلفة في الدولة و اختصاصات كل منها ‪ ،‬و يبين حقوق األفراد‬
‫و حرياتهم و واجباتهم ‪ .‬و ال يعني اإلدارة بالمفهوم الضيق أي اإلدارة العمومية ‪ ،‬إال أن بعض مبادئ‬
‫القانون اإلداري مصدرها نصوص الدستور ‪ ،‬كالمبادئ األساسية لتنظيم اإلدارة المحلية (مثل مبدأ اال‬
‫مركزية ‪ ،‬و مبدأ الفصل بين السلطات اإلدارية و القضائية ‪ ،‬و مبدأ المشروعية)‬
‫ب‪ -‬المعاهدات ‪:‬‬
‫المعاهدة هي اتفاق يبرم بين الدول ‪ ،‬أو بين دولة و منظمة دولية يهدف إحداث أثارا قانونية في عالقاتهم‬
‫المتبادلة‪.‬‬
‫إن المعاهدات الدولية الموافق عليها و التي نشرت بصفة قانونية تعتبر ملزمة بالنسبة لإلدارة ‪ ،‬بحيث‬
‫يعترف لها كل من دستور ‪ 1989‬و كذلك دستور ‪ 1996‬و التعديل الدستوري لعام ‪ 2016‬بسلطة أعلى‬
‫من سلطة و دستور ‪ 2020‬في المادة ‪ 154‬منه بقولها‬
‫المعاهدات التي يصادق عليها رئيس الجمهورية حسب الشروط المنصوص عليها في الدستور تسمو على‬
‫القانون"‬
‫التشريع العادي ‪:‬‬
‫يقصد بالتشريع العادي مجموعة القواعد القانونية التي تقوم السلطة التشريعية أساسا بوضعها في حدود‬
‫اختصاصها الذي بينه الدستور ‪.‬‬
‫و يعد التشريع العادي مصدرا نصيا هاما ‪ ،‬و يستخدم كأساس للمراقبة التي يقوم بها القاضي على‬
‫مشروعية العمل اإلداري ‪ .‬كما يلعب التشريع العادي بمختلف تسمياته (و يتعلق األمر هنا زيادة على‬
‫القانون و القانون العضوي بالنصوص التي تشبهه أي األمر و المرسوم التشريعي) دوراها ما في تنظيم‬
‫اإلدارة الجزائرية ‪ .‬و تحتوي الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية على عدد كبير من هذا النوع من‬
‫النصوص ‪.‬‬
‫د‪ -‬التنظيمات ‪:‬‬
‫و تسمى كذلك التشريع الفرعي ‪ ،‬و تسمى تنظيمات في القانون الجزائري ‪ ،‬و يقصد بها التشريع الذي‬
‫يصدر عن السلطات التنفيذية ‪ ،‬تمييزا له عن التشريع العادي أي القانون الذي يصدر دائما كمبدأ عام عن‬
‫السلطة التشريعية ‪.‬‬
‫و تعد اللوائح أو القرارات اإلدارية التنظيمية وسيلة هامة في يد السلطة اإلدارية لممارسة نشاطها اإلداري‬
‫‪ ،‬حيث تستطيع بإرادتها المنفردة و الملزمة تحقيق أهدافها (مثل الحصول على عقارات ‪ ،‬الحصول على‬
‫خدمات ‪ )...‬و تقسم اللوائح أو اقرارات اإلدارية التنظيمية إلى أنواع عديدة ‪ ،‬و لكن نستطيع بصفة عامة أ‬
‫‪ -1‬المراسيم ‪:‬‬
‫استنادا إلى الدستور ‪ ،‬فإن المراسيم هي القرارات اإلدارية التي تصدر عن السلطة التنفيذية و هذه األخيرة‬
‫في الجزائر – حسب الدستور دائما – هي من اختصاص رئيس الجمهورية و الوزير األول ‪ ،‬فالمراسيم‬
‫التي تصدر عن رئيس الجمهورية تسمى مراسيم رئاسية أما تلك التي تصدر عن الوزير األول فتسمى‬
‫مراسيم تنفيذية ‪.‬‬
‫‪ -2‬القرارات ‪:‬‬
‫يصدر هذا النوع من اللوائح عن الوزير أو عدة وزراء و كذلك الوالي و رئيس المجلس الشعبي البلدي ‪.‬‬
‫إن كل هذه القرارات اإلدارية مرتبة تسلسليا ‪ ،‬و ال يمكن لقاعدة أدنى أن تخالف القاعدة األعلى ‪.‬‬
‫و للقرارات اإلدارية دور هام في تنظيم النشاط اإلداري ‪ ،‬حيث تعد القرارات اإلدارية التنظيمية مصدرا‬
‫من مصادر المشروعية ‪ .‬فاإلدارة العمومية ليست ملزمة فقط بالقوانين الصادرة عن السلطة التشريعية‬
‫المختصة ‪ ،‬بل هي ملزمة كذلك باحترام القرارات اإلدارية الصادرة من طرف رئيس الجمهورية و‬
‫الوزير األول و الوزراء و السلطات المحلية أي الوالي و رئيس البلدية ‪ .‬و هي تلزم وتنظم نشاط‬
‫اإلدارات المرؤوسة ‪.‬‬
‫فالقرارات اإلدارية التنظيمية أي اللوائح أي التشريع الفرعي مصدر هام من مصادر القانون اإلداري من‬
‫حيث عدد النصوص القانونية‬
‫ثانيا ‪ :‬المصادر غير المكتوبة ‪:‬‬
‫القضاء اإلداري كمصدر من مصادر القانون اإلداري مجموع المبادئ أو القواعد التي تصدرها محاكم‬
‫القضاء اإلداري و التي يتم استنبطها أو استغاللها من النصوص القانونية إن وجدت أو يتم إنشاؤها‬
‫بواسطة هذه المحاكم ‪ ،‬فالقاضي اإلداري كثيرا ما يضطر إلى صياغة مبادئ قانونية ال تستند إلى نص‬
‫تشريعي و في هذه الحالة ‪ ،‬يقوم القاضي اإلداري بإنشاء القاعدة القانونية اإلدارية ‪ ،‬و بالتالي فإن كل من‬
‫اإلدارة و المواطن ملزمان باحترام هذه القاعدة و في حالة مخالفتها فإن القاضي اإلداري يطبق عليهم‬
‫نفس العقوبات التي تطبق عند خرق قواعد قانونية مكتوبة ‪.‬‬
‫العرف اإلداري ‪:‬‬
‫العرف اإلداري هو مجموعة القواعد التي اعتادت اإلدارة اتباعها في أداء وظيفتها في مجال معين من‬
‫نشاطها في حالة غياب نص تشريعي يضبط هذا النشاط ‪ ،‬و تستمر فتصبح ملزمة لها ‪ ،‬أو كما عرفه‬
‫القضاء اإلداري المصري بأنه السلوك الذي درجت اإلدارة على إتباعه في مزاولة نشاط معين ‪ ،‬و تعد‬
‫مخالفتها مخالفة للمشروعية و تؤدي إلى إبطال تصرفاتها بالطرق المقررة قانونا ‪.‬‬
‫و يأتي العرف اإلداري في مرتبة أدنى من مرتبة القواعد التشريعية ‪ ،‬مما يستلزم أن ال يخالف نصا من‬
‫نصوص القانون فهو مصدر تكميلي للقانون يفسر و يكمل ما نقص منه ‪.‬‬
‫و لكي يصبح السلوك اإلداري عرفا إداريا و مصدرا من مصادر القانون اإلداري ‪ ،‬يجب أن يتوافر فيه‬
‫ركنان ‪ :‬ركن مادي و ركن معنوي‬
‫الركن المادي ‪:‬و يتمثل الركن المادي في اعتياد اإلدارة على إتباع سلوك معين في نشاط معين ‪ ،‬على أن‬
‫يكون هذا السلوك بشكل ثابت و مستقر و يتكرر في الحاالت المماثلة بشرط أن يمضي الزمن الكافي‬
‫الستقراره ‪.‬‬
‫‪ -‬الركن المعنوي ‪ :‬فهو اعتقاد اإلدارة و األفراد على حد سواء بالزامية القاعدة المتبعة و ضرورة‬
‫احترامها و عدم مخالفتها و اعتبار ذلك مخالفة تحت طائلة الجزاء ‪ ،‬فأساس الركن المعنوي هو الشعور‬
‫باإللزام ‪ ،‬و بهذا المعنى تكون القرارات اإلدارية التي تصدر مخالفة للعرف اإلداري غير مشروعة و‬
‫عرضة لإللغاء إذا طعن في مشروعيتها أمام القضاء ‪.‬‬
‫و مع ذلك فإن دور العرف اإلداري كمصدر للقانون اإلداري أقل أهمية من المصادر الرسمية األخرى‬
‫كون اإلدارة غالبا ما تلجأ في الغالب إلى الوسائل اإلدارية األخرى كالتعليمات و المنشورات و التوصيات‬
‫لتنظيم نشاطها اإلداري‬
‫المبادئ العامة للقانون ‪:‬‬
‫يمكن تعريف المبادئ العامة للقانون على أنها مجموعة قواعد قانونية ترسخت في ضمير األمة القانوني ‪،‬‬
‫يتم اكتشافها بواسطة القضاء و يعلنها هذا األخير في أحكامه فتكتسب قوة إلزامية و تصبح بذلك مصدرا‬
‫من مصادر المشروعية ‪.‬‬
‫و تتمتع هذه المبادئ بالقوة القانونية ‪ ،‬فهي مصدر منشئ لآلثار القانونية ‪ ،‬أي أنها تنشئ الحقوق و‬
‫االلتزامات ‪ ،‬و المراكز القانونية و تعدلها و تلغيها ‪ ،‬فالمبادئ العامة للقانون تعتبر مصدرا من مصادر‬
‫القواعد القانونية بصفة عامة ‪ ،‬و مصدرا لمبدأ المشروعية و القانون اإلداري بصفة خاصة ‪ ،‬فهي قواعد‬
‫قانونية عامة و مجردة و ملزمة غير مكتوبة ‪.‬‬
‫و يمكن أن نقدم أمثلة عن المبادئ العامة للقانون التي أقرها القضاء اإلداري في كل من فرنسا و مصر ‪،‬‬
‫مثل مبدأ المساواة أمام القانون ‪ ،‬مبدأ المساواة أمام الضرائب ‪ ،‬مبدأ المساواة أمام الوظائف العمومية ‪،‬‬
‫مبدأ مساواة المنتفعين بخدمات المرافق العمومية ‪ ،‬مبدأ عدم رجعية القرارات اإلدارية‬
‫د‪ -‬الفقه ‪:‬‬
‫و يقصد به مجموع القواعد المستنبطة من قبل شراح القانون بعد الدراسة و البحث في مسائل معينة او نقد‬
‫نصوص موجودة أو التعليق على أحكام و قرارات قضائية ‪ .‬و ال يعد الفقه بهذا المعنى مصدرا رسميا من‬
‫مصادر القاعدة القانونية و افتقاده لعنصر اإللزام و إنما يدرج ضمن المصادر التفسيرية ‪ ،‬و يتجلى‬
‫دوره بصورة غير مباشرة في األثر الذي يحدثه لدى جهات التشريع أو القضاء ‪ ،‬بوجوب رجوع هذين‬
‫األخيرين إلى ما استقر عليه فقه القانون بمناسبة قاعدة معينة سواء على الصعيد الوطني أو الدراسات‬
‫المقارنة عند البحث في قاعدة قانونية معينة ‪ ،‬أوالفصل في نزاع قائم مع غياب النص القانوني أو غموضه‬
‫‪ ،‬فال يعقل أن يبنى االجتهاد القضائي على عدم بل البد من الرجوع إلى رأي الفقه في هذه المسألة و‬
‫يرى الحلول و المقترحات الموضوعة من قبله ‪.‬‬
‫و لعل دور الفقه في القانون اإلداري يعد أكبر من دوره في فروع القانون األخرى بالنظر إلى عدم‬
‫تقنينه ‪ ،‬و حداثة قواعده و ما يطرأ عليه من مستجدات ‪ ،‬مما قد يبرر غزارة اآلراء الفقهية و المنشورات‬
‫العلمية من مؤلفات و أبحاث و تعليقات علمية في مجال القانون اإلداري ‪.‬‬
‫المبادئ العامة للقانون االداري‬

‫مبدأ المشروعية‪:‬‬
‫‪ /1‬مفهوم مبدأ المشروعية‪:‬‬
‫المفهوم القانوني‪:‬‬ ‫•‬
‫إن القواعد الدستورية ُت عتبر أسمى القواعد القانونية الوضعية التي تنظم شؤون الدولة‪ ،‬تحدد عالقات‬
‫السلطات العامة وتحمي‬
‫حقوق وحريات األفراد‪ ،‬ويجب على جميع السلطات واألفراد احترامها والتصرف وفقها‪ .‬تتجلى المبدأ‬
‫األساسي لهذه القواعد‬
‫في مفهوم سيادة القانون‪ ،‬الذي ُيعرف بالمشروعية‪ُ .‬يجسد دستور الجزائر هذا المفهوم في المادة ‪ 12‬من‬
‫الفصل الثالث‪،‬‬
‫حيث ينص على أن " تستمد الدولة مشروعيتها وسبب وجودها من أرادة الشعب"‬
‫شعارها‪" ،‬بالشعب وللشعب‪ ،‬وهي في خدمته وحده"‪.‬‬
‫المفهوم القضائي‪:‬‬ ‫•‬
‫المشروعية القضائية تعني أن السلطات اإلدارية يجب أن تقوم بتنفيذ تصرفاتها وقراراتها وفًق ا للقوانين‬
‫النافذة‪ .‬هذا المفهوم يهدف إلى تحقيق توازن بين حقوق اإلدارة في أداء واجباتها وحماية حقوق األفراد‪.‬‬
‫يعني ذلك أن أي قرار إداري يتخذ دون أساس قانوني صحيح ُيعتبر باطًال ومخالًف ا للقوانين‪ ،‬مما يستلزم‬
‫إلغاؤه‪ .‬هذا المفهوم يبرز أهمية توجيه اإلدارة واتخاذ قراراتها وفًق ا لألسس القانونية لحماية حقوق األفراد‬
‫وضمان أن تكون سلطات اإلدارة تمارس بشكل قانوني‬
‫المفهوم الفقهي‪:‬‬ ‫•‬
‫لقد ذهب الدكتور عمار بوضياف إلى تعريف مبدأ المشروعية على أنه "الخضوع التام للقانون سواء من‬
‫جانب األفراد أو من جانب الدولة‪ ،‬وهو ما يعبرعنه بخضوع الحاكمين للقانون وسيادة هذا األخير وعلو‬
‫أحكامه وقواعده فوق كل إرادة‪ ،‬سواء إرادة الحاكم أو المحكوم"‪.‬‬
‫واألستاذ محمد الصغير بعلي ميز بين مبدأ المشروعية بمعناه الواسع والمشروعية اإلدارية‪ .‬فمبدأ‬
‫المشروعية بمعناه الواسع قصد به ‪":‬سيادة القانون أي خضوع جميع األشخاص بما فيهم السلطة العامة‬
‫بكل هيئاتها وأجهزتها للقواعد القانونية السارية المفعول في الدولة"‪.‬‬
‫ختاما لما سبق نستطيع أن نخرج بتعريف مبسط لمبدأ المشروعية ‪:‬‬
‫هو االلتزام بأحكام القانون بالنسبة للجميع أي حكامًا ومحكومين‪ ،‬يعني أن الحكومة والسلطات يجب أن‬
‫تتخذ القرارات بناًء على القانون‪ ،‬وال ينبغي لها القيام بأمور خارج إطار القوانين‬
‫شروط تطبيق مبدأ المشروعية‪:‬‬
‫األخذ بمبدأ الفصل بين السلطات‬ ‫•‬
‫التحديد الواضح الختصاصات اإلدارة‬ ‫•‬
‫وجوب رقابة قضائية فعالة‬ ‫•‬
‫‪ /‬مصادر مبدأ المشروعية‬
‫هناك نوعين من المصادر‪ ،‬مكتوبة و غير مكتوبة‪:‬‬
‫المصادر المكتوبة‪:‬‬ ‫•‬
‫تشمل التشريع بمختلف أنواعه‪:‬‬
‫التشريع األساسي‪:‬‬ ‫•‬
‫التشريع العادي‪:‬‬ ‫•‬
‫التشريع الفرعي أو اللوائح التنظيمية‪:‬‬
‫المصادر غير المكتوبة‪:‬‬ ‫•‬
‫تتمثل هاته المصادر في‪:‬‬
‫أ‪ -‬العرف اإلداري‪ :‬يقوم على عنصرين و هما‪:‬‬
‫* الركن المادي‪:‬هو تكرار اإلدارة القيام بتصرف أو سلوك ما‪.‬‬
‫* الركن المعنوي‪ :‬هو االعتقاد بإلزامية التصرفات التي تقوم بها اإلدارة أو المتعاملين معها ويشترط أن‬
‫يكون هذا العرف غير مخالف للقانون‪.‬‬
‫ب‪ -‬المبادئ العامة للقانون‪:‬‬
‫يقصد بالمبادئ العامة للقانون تلك المبادئ التي يستنبطها القضاء ويعلن ضرورة التزام اإلدارة بها‪ .‬ومن‬
‫المبادئ القانونية العامة التي استخلصها مجلس الدولة الفرنسي وأضحت قواعدًا أساسية في القانون‬
‫اإلداري ونظام القانون العام منها‪:‬‬
‫مبدأ حق الدفاع‬ ‫•‬
‫هناك عدة أشكال لذلك مثل‪:‬‬
‫التهديد بالعنف‪ ،‬اقتحام المنزل‪ ،‬التهديد بالتسلل‪ ،‬الدفاع عن الغير‪ ،‬التهديد باالبتزاز‪ ،‬الهجوم اإللكتروني‪....‬‬
‫مبدأ عدم رجعية القرارات اإلدارية‬ ‫•‬
‫مبدأ استمرارية العدل واإلنصاف‬
‫نطاق وحدود مبدأ المشروعية أواالستثناءات الواردة على مبدأ المشروعية‪:‬‬ ‫•‬
‫تلتزم اإلدارة بالعمل وفق مبدأ المشروعية ولكن هناك استثناءات تعطي لإلدارة بعض الحرية في‬
‫تصرفاتها وهذا ما يعرف بالسلطة التقديرية دون الخروج عن المصلحة العامة‪ ،‬كما أن الدولة قد تصادفها‬
‫بعض الظروف االستثنائية تمنح لـمبدأ المشروعية بعض المرونة ومنه فنطاق مبدأ المشروعية يتأثر‬
‫بالعوامل التالية‪:‬‬
‫السلطة التقديرية‪:‬‬ ‫•‬
‫الظروف األستثنائية‪:‬‬
‫مثال‪ :‬المادة ‪ 105‬من الدستورفي حالة الطوارئ والحصار‪" :‬يقرر رئيس الجمهورية إذا دعت‬
‫الضرورة الملحة حالة الطوارئ او الحصار لمدة معينة بعد اجتماع المجلس االعلى لالمن واستشارة‬
‫رئيس مجلس االمة ورئيس المجلس الشعبي الوطني والوزير االول ورئيس المجلس الدستوري‪ ،‬ويتخذ‬
‫كل التدابير الالزمة الستتباب الوضع‪.‬‬
‫مالحظة ‪ :‬ال يمكن تمديد حالة الطوارئ أو الحصار إال بعد موافقة البرلمان المنعقد بغرفتيه المجتمعتين‬
‫معا‪.‬‬
‫أعمال السيادة‪:‬‬
‫مبدأ المساواة أمام القانون‬
‫تعريف مبدأ المساواة امام القانون ‪:‬‬ ‫•‬
‫مبدأ المساواة أمام القانون هو المبدأ القانوني الذي ُيفرض أن جميع األفراد يجب أن يكونوا متساوين في‬
‫مواجهة القانون‪ ،‬وذلك دون أي تمييز أو تفرقة غير مبررة‪ .‬يعني هذا المبدأ أن جميع األشخاص‪ ،‬بغض‬
‫النظر عن خصائصهم الشخصية مثل الجنس‪ ،‬العرق‪ ،‬الدين‪ ،‬الطبقة االجتماعية‪ ،‬أو أي عامل آخر‪،‬‬
‫يتمتعون بنفس الحقوق ويتحملون نفس الواجبات أمام النظام القانوني‪.‬‬
‫تهدف مبادئ المساواة أمام القانون إلى ضمان عدم وجود تفرقة غير عادلة في المعاملة القانونية‬
‫والقضائية‪ ،‬وتعزيز مفهوم العدالة والمساواة في المجتمع‪ُ .‬يعتبر هذا المبدأ جزًءا أساسًيا من حقوق اإلنسان‬
‫والعدالة االجتماعية‪ ،‬حيث يكرس فكرة أن جميع األفراد يجب أن يكونوا تحت وطأة القانون بنفس‬
‫الطريقة‪ ،‬دون أي تفرقة تمييزية غير مبررة‪.‬‬
‫المبادى الفرعية لمبدأ المساواة امام القانون ‪:‬‬ ‫•‬
‫أ)مبدأ المساواة في االلتحاق بالوظائف العامة ‪:‬‬
‫مبدأ المساواة في االلتحاق بالوظائف العامة يعكس التزام المجتمع بتوفير فرص متساوية لجميع أفراده‬
‫للوصول إلى الوظائف الحكومية دون أي تمييز غير مبرر‪ .‬يتعلق هذا المبدأ بضمان عدم حدوث تفرقة‬
‫تمييزية بين األفراد في عمليات التوظيف والترقية في القطاع العام‪:‬‬
‫‪ .1‬فرص متساوية‪:‬‬
‫‪ .2‬تجنب التمييز‪.:‬‬
‫‪ .3‬الكفاءة والخبرة‪:‬‬
‫‪ .4‬تعزيز التنوع‪:‬‬
‫‪ .5‬العدالة االجتماعية‪:‬‬
‫‪ .6‬الشفافية‪:‬‬
‫أ) مبدأ المساواة امام المرفق العمومي ‪:‬‬
‫مبدأ المساواة أمام المرفق العام يعكس التزام المؤسسات الحكومية بتوفير معاملة متساوية للجميع في تقديم‬
‫الخدمات العامة وفي التفاعل مع المواطنين‪:‬‬
‫‪ .1‬المعاملة المتساوية‪:‬‬
‫‪ .2‬الوصول إلى الخدمات‪:‬‬
‫‪ .3‬توفير الفرص‪:‬‬
‫‪ .4‬الشمولية والتنوع‪:‬‬
‫‪ .5‬عدم التمييز‪:‬‬
‫‪ .6‬العدالة االجتماعية‪:‬‬
‫مبدأ المساواة امام االعباء العامة ‪:‬‬
‫مبدأ المساواة أمام األعباء العامة يعبر عن التزام المجتمع بتوزيع األعباء وااللتزامات العامة بطريقة‬
‫عادلة ومتساوية على جميع أفراد المجتمع‪ .‬يتعلق هذا المبدأ بتحمل الناس لاللتزامات المشتركة بنسبة‬
‫متساوية وفًق ا لقدرتهم االقتصادية واالجتماعية‪:‬‬
‫‪ .1‬التوزيع العادل لألعباء‪:‬‬
‫‪ .2‬العدالة االقتصادية‪:‬‬
‫‪ .3‬التقليل من االختالفات االجتماعية‪:‬‬
‫‪ .4‬التوازن بين الحقوق وااللتزامات‪:‬‬
‫‪ .5‬التحفيز للمشاركة المجتمعية‪:‬‬
‫‪ .6‬المرونة والتكيف‪:‬‬

You might also like