الصيغة النهائية للتعليق على قرار

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 16

‫كلية العلوم الق انونية‬

‫واالقتصادية واالجتماعية‬
‫عين السبع‬

‫ماستر التوثيق والمنازعات العق ارية (الفوج الخامس)‬


‫وحدة التعليق على النصوص الق انونية و القرارات القضائية‬
‫عرض تحت عنوان‪:‬‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إنجاز الطلبة‪:‬‬


‫عز الدين حساني‬ ‫‪ -‬عماد بن عبد القادر‬
‫‪ -‬عبد الكريم أيت به‬
‫‪ -‬ياسين ضمير‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪2022\2021‬‬
‫مقدمة‬
‫الشك أن قبل دخول أي عقار لنظام التحفيظ العقاري‪ ،‬ال بد أن يمر عبر مجموعة من‬
‫اإلجراءات و الشكليات الضرورية التي نص عليها المشرع المغربي في ظهير التحفيظ‬
‫العقاري‪ ،‬و يصطلح عليها بمسطرة التحفيظ‪ ،‬ففي حالة عدم وجود صعوبات و مشاكل‬
‫‪،‬تنتهي هذه اإلجراءات المسطرية بتأسيس الرسم العقاري‪.‬غير أن هذه اإلجراءات قد‬
‫تصطدم بعدة عراقيل‪ ،‬يصطلح عليها عادة بالتعرض على مسطرة التحفيظ ‪،‬إذ أجاز المشرع‬
‫لكل من يدعي حقا عينيا على عقار أن يتدخل فيها عن طريق التعرض؛هذه األخير سيكون‬
‫المحور األساسي لوقائع نازلة القرار الذي بين أيدينا‪.‬‬
‫و تتلخص و قائعه في أنه تم تقديم مطلب تحفيظ قيد بالمحافظة العقارية بالجديدة بتاريخ‬
‫‪ ،1964/9/25‬يطلب فيه موال ي جعفر و حليمة و خديجة و أم هاني و احمد تحفيظ ملكهم‬
‫المسمى "حمري الحجي "؛ و بتاريخ ‪ 1965 /2/3‬تعرض على المطلب المذكور محمد‬
‫النائب عن ولديه محيى الدين و عزالدين مطالبين بكافة الملك ‪،‬لتملكهما له باإلرث من القائد‬
‫أحمد بمقتضى رسم التنزيل ‪.‬‬
‫وبعد إحالة ملف المطلب على المحكمة اإلبتدائية بأسفي‪ ،‬صرفت النظر عن إجراء معاينة‬
‫على محل النزاع لعدم أداء المصاريف من الطرفين‪ ،‬وحكمت بأن المتعرض المذكور في‬
‫غير محله؛ هذا الحكم استئنفه المتعرضان فقضت محكمة اإلستئناف المذكورة بإلغاء الحكم‬
‫المستأنف و تصديا الحكم بصحة التعرض ‪،‬إذ قال ‪":‬فقد خرج محمد و كذا الهالك المذكور‬
‫بحكم األبوة لو لديه الموصى لهما بالثلث بعشرة محالت بالثغر ألسفي‪ ،‬و من ضمن هذه‬
‫المحالت العقار المطلوب تحفيظه‪ ،‬و الذي يعد الموصي من ضمن مالكيه "‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد قامت كل من طالبة التحفيظ الثانية حليمة (ب) و ورثة طالبة التحفيظ الثالثة‬
‫خديجة بالطعن بالنقض ضد القرار اإلستئنافي السالف الذكر‪ ،‬بسبب خرق قاعدة مسطرية‬
‫أضرت بهما‪ ،‬و التي توجب أن يكون الحكم مساويا للمطالب المحدودة دون زيادة أو‬
‫نقصان؛ ذلك أن المستأنفين المتعرضين حصرا طلبهما باعتبارهما مدعيين في اإلشهاد‬
‫بالصلح المتضمن استحقاق طالبي التحفيظ لنصف العقار و الباقي للمستأنفين‪ ،‬و الذي جاء‬
‫الحقا للمخارجة و الوصية التي اعتمدها القرار؛ إذ أن المتعرضين نفسهما طالبا استبعادها‪،‬‬
‫إال أن القرار قضى بصحة التعرض بخصوص جميع العقار المطلوب تحفيظه‪.‬‬
‫و بعد اطالع محكمة النقض على القرار المطعون فيه تم نقضه‪ ،‬حيث أقرت أنه ليس هناك‬
‫ما يمنع المطلوبين في ال نقض من تقليص تعرضهما و اإلدالء بعقد الصلح عدد ‪549‬‬
‫المؤرخ في ‪ 1970 /3/30‬أمام محكمة اإلستئناف لتدعيم ذلك‪ ،‬و أنه بمقتضى الفصل ‪37‬‬

‫‪1‬‬
‫من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬إذا تنازل المتعرض عن تعرضه أثناء جريان الدعوى ‪ ،‬فإن‬
‫المحكمة المعروض عليها النزاع تقتصر على اإلشهاد بذلك التنازل‪ ،‬و تحيل الملف على‬
‫المحافظ الذي يقوم عند اإلقتضاء بالتحفيظ‪ ،‬مع اعتبار اتفاقات األفراد أو تصالحهم ‪.‬‬

‫تبعا لما سبق‪ ،‬يتبين لنا من خالل وقائع القرار أنه يعالج إشكالية محورية تتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫ما مدى نجاعة مؤسسة الصلح في فض النزاعات الناشئة عن التعرضات على‬
‫مطلب التحفيظ ؟‬

‫و لمحاولة اإلجابة على اإلشكالية المطروحة‪ ،‬سنتبع التصميم اآلتي ‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مسطرة التعرض على مطلب التحفيظ‬

‫الفقرة األولى‪ :‬كيفية تقديم التعرض على مطلب التحفيظ‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬آجال التعرض على مطلب التحفي ظ‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الجهات المختصة بالبت في الصلح كآلية إلنهاء التعرض‬

‫الفقرة األولى‪ :‬البت في الصلح من طرف المحافظ‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬البت في الصلح من طرف القضاء‬

‫‪2‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مسطرة التعرض على مطلب التحفيظ‬
‫إ ذا كانت مسطرة التحفيظ مسطرة إدارية في أصلها‪ ،‬فإنها تمر بمجموعة من المراحل‬
‫يجب إتباعها سواء من طرف المحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬أو من طرف طالب التحفيظ‪،‬‬
‫حيت تكون البداية بتقديم مطلب التحفيظ والذي يخضع لعملية اإلشهار‪ ،‬ثم تأتي عملية‬
‫التحديد ا لتي يقوم بها المهندس الطبوغرافي بعين المكان من أجل ضبط حدود العقار و‬
‫معالمه و مشتمالته و مساحته‪ ،‬بعد ذلك يتم نشر اإلعالن عن إنتهاء التحديد بالجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬و الذي يفتح المجال لكل ذي مصلحة في التعرض على هذا المطلب ذلك داخل‬
‫أجل شهرين‪.1‬‬
‫وإذا لم يظهر أي متعرض طيلة مسطرة التحفيظ يتخد المحافظ قرار بشأن التحفيظ إما‬
‫بالقبول أو الرفض‪ ،‬لكن مسطرة التحفيظ قد تتخللها تعرضات أحيانا عن حق و أحيانا أخرى‬
‫بدون حق و هي الفرضية األكتر وقوعا‪.2‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإنه من حق كل شخص يدعي حقا على عقار معين موضوع مسطرة التحفيظ أن‬
‫يتدخل عن طريق التعرض‪ ،‬هذا األخير عرفه األستاذ محمد خيري بأنه‪ " :‬وسيلة قانونية‬
‫يمارسها الغير للحيلولة دون إتمام إجراءات التحفيظ و ذلك خالل اآلجال القانونية‬
‫المقررة‪ ،‬و يهدف التعرض بهذا المعنى إلى توقيف إجراءات التحفيظ من طرف المحافظ و‬
‫عدم اإلستمرارةفيها إلى أن يرفع التعرض و يوضع حدا للنزاع عن طريق المحكمة أو‬
‫إبرام صلح بين األطراف"‪.3‬‬
‫و من هذا المنطلق سنتطرق إلى كيفية تقديم التعرض على مطلب التحفيظ (الفقرة‬
‫األولى)‪ ،‬ثم إلى آجال التعرض على مطلب التحفيظ ( الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬كيفية تقديم التعرض على مطلب التحفيظ‬


‫ق بل التطرق إلى كيفية تقديم التعرض‪ ،‬ال بد من معرفة األشخاص الذين لهم الحق في‬
‫تقديم التعرض‪ ،‬فحسب الفصل ‪ 24‬من ظهير التحفيظ العقاري المعدل بمقتضى القانون‬
‫‪ ،14.07‬جاء بعبارة " يمكن لكل شخص يدعي حقا على عقار تم طلب تحفيظه أن يتدخل‬
‫عن طريق التعرض‪ ،"...‬حيت يستفاد من هذا الفصل‪ ،‬أنه يمكن لكل ذي مصلحة أن يتقدم‬
‫بالتعرض على مطلب التحفيظ و ذلك في الحاالت المحددة بقتضى الفصل أعاله و هي‪:‬‬

‫‪ -1‬نور الدين أمزيان‪ ،‬التعرضات اإلستثنائية عاى مطلب التحفيظ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين و‬
‫البحث في قانون العقود و العقار‪ ،‬كلية الحقوق وجدة جامعة محمد األول وجدة الموسم الجامعي ‪ ،2007/2006‬الصفحة ‪.2‬‬
‫‪ -2‬محمد خيري‪ ،‬العقار و قضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي‪ ،‬دار نشر المعرفة‪ ،‬طبعة ‪ ،2018‬الصفحة ‪.186‬‬
‫‪ -3‬محمد خيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.234‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -1‬ف ي حالة المنازعة في وجود حق الملكية لطالب التحفيظ أو في مدى هذا الحق أو‬
‫بشأن حدود العقار‪.‬‬
‫‪ -2‬في حالة اإلدعاء بإستحقاق حق عيني قابل للتقييد بالرسم العقاري الذي‬
‫سيقع تأسيسه‪.‬‬
‫‪ -3‬في حالة المنازعة في حق وقع اإلعالن عنه طبقا للفصل ‪ 84‬من هذا القانون‪.‬‬
‫حيت أن الحالة األولى هي التي تنطبق على وقائع نازلة القرار‪ ،‬و ذلك من خالل‬
‫تعرض محمد النائب عن و لديه محيي الدين و عز الدين مطالبين بحق ملكية‬
‫العقاربأكمله‪.‬‬
‫كما أن التعرضات أحيانا تقدم من طرف المالك على الشياع‪ ،‬حينما ينازع شريكه في‬
‫حصته أو في حدودها‪ ،4‬عالوة على ذلك فقد أجاز المشرع في الفصل ‪ 26‬من القانون‬
‫السالف الذكر تقديم التعرض نيابة عن القاصرين و فاقدي األهلية و ناقصها و عن‬
‫الغائبين و عن المفقودين و ذلك من طرف ممثليهم القانونيبن(الولي‪ ،‬الوصي‪ ،‬المقدم)‪،‬‬
‫أو من قبل القاضي المكلف بالقاصرين أو من طرف و كيل الملك‪ ،‬شريطة أن يثبت كل‬
‫هؤالء نيابتهم القانونية أو وكالتهم‪ ،‬غير أنه ال يمكن لهم المطالبة بحقوق عينية غير‬
‫خاضعة لظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬و التي ال يمكن تسجيلها على الدفاتر العقارية ( الفصل‬
‫‪ 65‬من ظهير التحفيظ العقاري)‪ ،‬و هذا ما ينطبق على وقائع نازلة القرار حيت تم تقديم‬
‫التعرض من طرف محمد النائب عن ولديه محيي الدين و عز الدين‪.‬‬
‫و التعرض ليس وقفا على األشخاص الطبيعيين بل يمكن مباشرته حتى من طرف‬
‫األشخاص المعنويين الذين يتمتعون بالشخصية القانونية‪.5‬‬
‫أما من ناحية كيفية تقديم التعرض‪ ،‬فإن الفصل‪ 25‬من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬نص‬
‫على أن تقديم طلب التعرض ‪،‬ي تم إما بتصريح كتابي أو شفوي أمام المحافظ على‬
‫األمالك العقارية‪ ،‬أو أمام المهندس المساع الطبوغرافي المنتدب أتناء عملية التحديد‪،‬‬
‫حيت حصر المشرع ت لقي التعرض في المحافظ و المهندس المساح الطبوغرافي‪ ،‬على‬
‫عكس ما كان عليه الحال في السابق‪.‬‬
‫إضافة إلى ما سبق ‪ ،‬فإن طلب التعرض سواء كان مكتوبا أو شفويا‪ ،‬فإنه البد من أن‬
‫تتوفر فيه مجموعة من البيانات األساسية‪ ،‬و هي التي نص عليها في الفصل ‪ 25‬من‬
‫ظهير التحفيظ العقاري‪. 6‬‬

‫‪ -4‬محمد خيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.236‬‬


‫‪ -5‬محمد خيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.236‬‬
‫‪ - 6‬ينص الفصل ‪ 25‬من ظهير التحفيظ العقاري في فقرته الثالثة على‪:‬‬
‫" يجب على المتعرضين أن يودعوا السندات والوثائق المثبتة لهويتهم والمدعمة‬
‫لتعرضهم ويؤدوا الرسوم القضائية وحقوق المرافعة أو يدلوا بما يفيد حصولهم على‬
‫المساعدة القضائية وذلك قبل انصرام الشهر الموالي النتهاء أجل التعرض‪".‬‬

‫‪4‬‬
‫أما إدا قدم التعرض بإسم الغير فيجب إحترام الشكليات المنصوص عليها في الفصل ‪26‬‬
‫من نفس القانون‪.7‬‬
‫عموما‪ ،‬فإن أبرز إشكال يطال مسطرة التعرض هي إشكالية التبليغ‪ ،‬حيت أثبت‬
‫الواقع العملي أن المحافظ على األمالك العقارية يقوم بتوجيه مراسالته و إنذاراته‬
‫للمتعرض بالعنوان الذي صرح به لدى المهندس الطبوغرافي المكلف بعملية التحديد‬
‫األولي أو المبين في تعرضه المرسل عن طريق البريد المضمون‪ ،‬أو المودع مباشرة‬
‫في مصلحة المحافظة العقارية من أجل إتمام إجراءات التعرض‪.8‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬آجال التعرض على مطلب التحفيظ‬


‫إن تقديم التعرض يمكن أن يتم داخل أجل محدد (التعرض العادي)‪ ،‬أو خارج األجل‬
‫(التعرض اإلستثنائي)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أجل التعرض العادي‬
‫حسب الفصل ‪ 24‬من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬فإن التعرض يقدم داخل أجل شهرين‬
‫يبتدئ من يوم نشر اإلعالن عن إنتهاء التحديد المؤقت في الجريدة الرسمية‪ ،‬فمن خالل‬
‫الفقرة األولى من الفصل أعاله‪ ،‬يتضح أن المدة العادية المسموح بها إليداع التعرضات‬
‫تبتدئ منذ إيداع مطلب التحفيظ لدى مصلحة المحافظة العقارية‪ ،‬و يستمر إلى غاية‬
‫إنتهاء أجل شهرين بعد نشر اإلعالن عن إنتهاء التحديد و هذا ما يمكن إستنتاجه من‬
‫عبارة "إن لم يكن قام بذلك اإلجراء من قبل" الواردة في الفصل ‪ 24‬أعاله‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإنه ال يمكن قبول التعرض إال إذا تم داخل األجل المحدد‪ ،‬أي منذ تقديم مطلب‬
‫التحفيظ إلى غاية انصرام الشهرين المواليين لنشر اإلعالن عن إنتهاء التحديد في‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬و هذا يظهر من خالل الفصل ‪ 27‬من ظهير التحفيظ العقاري الذي‬
‫نص على أنه‪" :‬ال يقبل أي تعرض بإستثناء ما هو منصوص عليه في الفصل ‪ 29‬بعد‬
‫إنصرام أجل شهرين يبتدئ من تاريخ نشر اإلعالن المذكور في الفصل ‪ 23‬من هذا‬
‫القانون بالجريدة الرسمية"‪.‬‬
‫لكن بالمقابل‪ ،‬فإن المشرع رغم إعتباره أن أجل التعرض أجل سقوط و ليس أجل‬
‫تقادم‪ ،‬فإنه خرج عن هذا المبدأ القانوني‪ ،‬بإستثناء أورده في الفصل ‪ 29‬من نفس‬

‫‪ -7‬ينص الفصل ‪ 26‬من ظهير التحفيظ العقاري على ‪ ":‬يجب على كل شخص يقدم طلب التعرض باسم الغير‪:‬‬
‫‪- 1‬أن يثبت هويته؛‬
‫‪- 2‬عندما يتعرض بصفته وصيا أو نائبا قانونيا أو وكيال أن يبرر ذلك باإلدالء بوثائق‬
‫صحيحة وأن يعطي البيانات المقررة في الفصل ‪ 22‬من هذا القانون‪ ،‬وأن يدلي برسوم‬
‫اإلراثات عندما يتعلق األمر بشركاء في اإلرث"‪.‬‬
‫‪ -8‬م حمد الحسناوي‪ ،‬مقال بعنوان" مسطرة التحفيظ الغعادي بين الزمن اإلفتراضي و الزمن الحقيقي"‪ ،‬منشور بمجلة" المجلة المغربية للقانون‬
‫التجاري و األعمال " عدد مزدوج ‪ ،5-4‬سنة ‪.2018‬‬

‫‪5‬‬
‫القانون‪ ،‬بحيث خول للمهمل إمكانية تدارك ما فاته عن طريق تقديم تعرض خارج‬
‫األجل أمام المحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬ما دام ملف التحفيظ لم يحال على القضاء‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أجل التعرض اإلستثنائي‬
‫يجوز لكل شخص تماطل عن تقديم تعرضه داخل االجال العادية أن يتدخل في‬
‫مسطرة التحفيظ عن طريق تعرض استثنائي خارج األجل المحدد قانونا حسب‬
‫مقتضيات الفصل ‪ 29‬من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬حيت اشترط المشرع على من يرغب‬
‫في تقديم تعرض استتنائي على مطلب التحفيظ‪ ،‬أن يتقدم بطلبه أمام المحافظ على‬
‫األمالك العقارية المختص‪ ،‬قبل إحالة الملف على القضاء من أجل البت في صحة‬
‫التعرضات المقدمة ضد مطلب التحفيظ‪ ،‬و هو بهذا قد جعل هذا اإلختصاص يقتصر‬
‫على المحافظ‪ ،‬و بالتالي لم يعد من اختصاص السلطة القضائية في شخص و كيل الملك‬
‫قبول أي تعرض استتنائي‪ ،‬كما كان عليه األمر في ظل الفصل ‪ 29‬من ظهير ‪25‬‬
‫غشت ‪ 1954‬الذي عدل ظهير ‪ 13‬غشت ‪ 1913‬المتعلق بالتحفيظ العقاري‪.‬‬
‫و هكذا‪ ،‬قضت محكمة النقض بأنه‪" :‬خولت مقتضيات الفصل ‪ 29‬من قانون‬
‫التحفيظ العقاري للمحافظ على األمالك العقارية إمكانية قبول التعرض خارج األجل‬
‫المقرر في الفصل ‪ ، 27‬و تم تقييده في ذلك إال في حالة واحدة‪ ،‬و هي الحالة التي‬
‫يكون فيها ملف التحفيظ ال زال تحت يديه‪ ،‬و لم تشترط و جود تعرض سابق داخل‬
‫األجل حتى يسمح له بقبول التعرض خارج األجل‪ ،‬فصالحيته بقبول هذا التعرض‬
‫مقرونة بشرط عدم إحالة الملف على المحكمة اإلبتدائية لتنظر في التعرض طبقا‬
‫للفصل ‪ 37‬من نفس القانون"‪.9‬‬
‫و المالحظ أن هذا الفصل ترك أمد التعرض االستتنائي مفتوحا و لم يقيده بأجل محدد‪،‬‬
‫مما قد يؤثرعلى استقرار المعامالت‪.‬‬
‫تأسيسا على ماسبق‪ ،‬فانطالقا من مستجدات القانون ‪ 14.07‬يمكن القول على أن تقديم‬
‫التعرضات خارج األجل أصبحت محصورة في حالة واحدة و هي أمام المحافظ على‬
‫األمالك العقارية‪ ،‬و ذلك بشرط اإلدالء بالوثائق المبينة لألسباب التي منعته من تقديم‬
‫تعرضه داخل األجل‪ ،‬و تقديم المستندات و الوثائق المؤيدة للتعرض‪ ،‬مع ضرورة أداء‬
‫الوجيبة القضائية و حقوق المرافعة‪ ،‬ما لم يكن الشخص مستفيدا من المساعدة القضائية‪ ،‬و‬
‫شريطة عدم إحالة الملف على المحكمة‪.10‬‬
‫و يبقى اإلشكال المطروح حول مدى قابلية قرار المحافظ برفض التعرض االستتنائي‬
‫للطعن القضائي‪ ،‬حيت نص الفصل ‪ 29‬من ظهير التحفيظ العقاري في فقرته األخيرة على‬
‫أن قرار المحافظ على األمالك العقارية برفض التعرض غير قابل للطعن القضائي‪ ،‬و هذا‬

‫‪ -9‬قرار عدد ‪ ،1/1291‬بتاريخ ‪ 20‬نونبر ‪ ،2014‬في الملف المدني عدد ‪.2014-1-4-254‬‬


‫‪ -10‬إ دريس الفاخوري‪ ،‬نظام التحفيظ العقاري وفق مستجدات القانون ‪ ،07-14‬منشورات مجلة الحقوق‪ ،‬طبعة ‪ ،2015‬الصفحة ‪.51‬‬

‫‪6‬‬
‫ما جاء في قرار لمحكمة النقض حيث قضت بأنه‪" :‬إذا كان قرار المحافظ العقاري برفض‬
‫التعرض االستتنائي طبقا للفصل ‪ 29‬من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬اليقبل أي طريق من‬
‫طرق الطعن بصريح النص فإن قراره بفتح تعرض استتنائي يقبل الطعن لفحص‬
‫مشروعيته"‪.11‬‬
‫خالصة القول‪ ،‬فإن حصر المشرع الجهة المختصة في تلقي التعرضات االستثنائية‬
‫في المحافظ على األمالك العقارية دون وكيل الملك‪ ،‬يتنافى مع دولة المؤسسات التي تنبني‬
‫على المشروعية و الرقابة اإلدارية على القرارات اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -11‬قرار عدد ‪ 460‬الصادر بتاريخ ‪ ،2019/04/11‬في الملف اإلداري عدد ‪.2017/1/4/254‬‬

‫‪7‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الجهات المختصة بالبت في الصلح كألية إلنهاء التعرض‬

‫يعتبر الصلح من أهم اإلجراءات المسطرية في مرحلة التعرضات ‪ ،‬حيث يمكن أن يتم‬
‫هذا الصلح خالل المرحلتين اإلدارية و كذا القضائية ‪ .‬ومن ثم سنتناول البت في الصلح من‬
‫طرف المحافظ على األمالك العقارية في (الفقرة األولى ) و البت في الصلح من طرف‬
‫القضاء (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬البت في الصلح من طرف المحافظ على األمالك العقارية‬


‫في الحالة التي يقبل فيها التعرض من طرف المحافظ‪ ،‬وقبل إرسال الملف إلى المحكمة‬
‫يمكن للمحافظ أن يبادر إلى إقامة صلح بين طالب التحفيظ و المتعرضين‪ ،‬إذا كانت طبيعة‬
‫النزاع تسمح بذلك‪ ،‬كأن يكون التعرض واقعا على مجرد الحدود‪ ،‬حيث يمكن تسوية هذا‬
‫المشكل دون اللجوء إلى المحكمة‪.‬‬
‫فحول أهمية إبرام عقد الصلح أو التنازل عن التعرض‪ ،‬صدرت دورية عن المحافظ العام‬
‫‪ ، 12‬بشأن رفع اليد عن التعرض وحث المتصالحين بأن يضمنا صلحهما بوثيقة رسمية‬
‫محررة من طرف موثق عصري أو وثيقة عدلية محررة من طرف العدول‪ ،‬ونظرا‬
‫للصعوبات العملية التي واجهت تطبيق هذه الدورية من قبل األطراف فقد صدرت دورية‬
‫أخرى من المحافظ العام ‪ ،13‬جاء فيها ‪ ":‬وعليه يتعين من األن فصاعدا على المحافظين‬
‫كلما رغب متعرض في رفع يده عن تعرضه أن يكتفوا بعقد عرفي مصحح اإلمضاءات و‬
‫بمحضر موقع من طرف المعني باألمر بعد اإلدالء طبعا بكل وثيقة رسمية تثبت هويته أو‬
‫نيابته إن إقتضى الحال‪ ،‬وكذلك الشأن بالنسبة لطالبي التحفيظ عند قبولهم التعرضات " ‪.‬‬
‫وعلى السيد المحافظ على األمالك العقارية قبل محاولته إجراء صلح بين الطرفين‪ ،‬أن‬
‫يطلع على ملف المطالب و مستنداته‪ ،‬وعلى حجج المتعرض و الحق المدعى به من قبله‪،‬‬
‫وذلك حتى يكون بإمكانه طرح اإلطار العادل للصلح‪ ،‬وأن يبين لكل طرف ولو بصفة غير‬
‫مباشرة مدى جدية الحق الذي يرمي إلى حمايته‪ ،‬وأن يشعرهما بالمآل الذي ستؤول إليه‬
‫المسطرة في حالة عدم الوصول إلى الصلح‪ ،‬بحيث ستحال القضية على المحكمة للبث في‬
‫النزاع وما يمكن أن يتحمله األطراف من مصاريف جراء التقاضي‪ ،‬و الوقت الذي تستغرقه‬
‫المسطرة الخاصة في قضايا التحفيظ العقاري‪.‬‬
‫و مهما كانت الجهة التي ترغب في إتباع هذا الحل فإن المحافظ يبادر دائما إلى قبول‬
‫طلب الصلح؛ فيقوم بإستدعاء من يهمهم األمر إلى جلسة صلحية بمكتبه‪ ،‬حيث ينبغي أن‬

‫‪ - 12‬دورية عدد ‪ 275‬بتاريخ ‪ 29‬شتنبر ‪.1978‬‬


‫‪ - 13‬دورية عدد ‪ 296‬بتاريخ ‪ 29‬غشت ‪.1985‬‬

‫‪8‬‬
‫يبذل غاية جهده للتوفيق بينهما‪ ،‬وإن إقتضى الحال التوجه مع الفريقين إلى عين المكان‬
‫لدراسة النزاع بكيفية أوفى و أبلغ دون أن يتحملوا أية مصاريف ‪.‬‬
‫و إذا حصل اإلتفاق المنشود بين األطراف فبإمكان المحافظ إنجاز تقرير حضور‪ ،‬يبين فيه‬
‫النقط التي تم التصالح بشأنها و يوقعه األطراف‪ ،‬ثم يدرج في مطلب التحفيظ حيث يكون‬
‫لهذا اإلتفاق قوة اإللتزام العرفي‪ ،‬وبناء على هذا التصالح يتخذ المحافظ قراره بتحفيظ العقار‬
‫وتأسيس الرسم العقاري وفقا لما تم التصالح بشأنه‪ ،‬إن لم يكن هناك تعرض أخر‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ويعتبر محضر الصلح الذي وقعه الطرفان ذا قوة إثباتية‪ ،‬فهو ملزم لهما وال يطعنان‬
‫فيه إال بما يطعن في العقد؛ فيجوز بوجه خاص أن يطعنا فيه باالبطال لنقص في األهلية أو‬
‫لعيب في الرضا من غلط‪ ،‬أو تدليس‪ ،‬أو إكراه ‪.14‬‬
‫و في نفس المقام‪ ،‬يتم تحرير محضر الصلح بمبادرة من المحافظ على األمالك العقارية أو‬
‫بمبادرة من الغير قصد إجراء الصلح أمام المحافظ ‪ . 15‬لكن إذا طلب الطرفين أو أحدهم من‬
‫هذا األخير محاولة إجراء الصلح بين طالب التحفيظ و المتعرض‪ ،‬فهل يستطيع رفض هذا‬
‫الطلب ؟‬
‫يرى أحد الفقه ‪ 16‬أ ن المحافظ على األمالك العقارية يمكنه رفض طلب إجراء الصلح بين‬
‫الطرفين إذا بدا له أن النزاع يتعذر تسويته حبيا ‪ ،‬لكننا نرى عكس ذلك مادام الطرفين‬
‫تراضيا على إجراء الصلح فعليه مساعدتهم قصد حل النزاع حبيا قبل الوصول إلى‬
‫المحكمة‪.‬‬
‫أما المدة الزمنية التي يمكن من خاللها إجراء الصلح‪ ،‬فتبتدأ منذ إيداع التعرض إلى ما قبل‬
‫إحالة الملف على المحكمة اإلبتدائية‪ ،‬أما بعد ذلك فإن االختصاص يعود لهذه األخيرة التي‬
‫تشهد غالبا على تصالح الطرفين وهذا ما تنص عليه الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 37‬من‬
‫ظهير التحفيظ العقاري‪.‬‬
‫هذا‪،‬ففي حالة رفض ال تعرض من قبل المحافظ لسبب من األسباب فإنه ال يكون للتصالح أي‬
‫معنى‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬ف عدم التوصل إلى الصلح بين األطراف أو عدم رفع التعرض و قبوله من طرف‬
‫طالب التحفيظ‪ ،‬يفيد تشبت كل طرف بمطالبه‪ ،‬يترتب عن ذلك توقف المرحلة اإلدارية‪،‬‬
‫وبدء مرحلة جديدة هي المرحلة القضائية‪ ،‬إذ يقتضي األمر إحالة ملف التحفيظ على‬
‫المحكمة المختصة وهي المحكمة اإلبتدائية‪.‬‬

‫‪ - 14‬عبد العالي دقوقي‪ " ،‬نظام التحفيظ العقاري بالمغرب بين النظرية والتطبيق"‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدارالبيضاء‪ ،‬طبعة ‪ 1441‬ه‪2020 /‬م‪.‬‬
‫‪ - 15‬محمد خيري ‪ " ،‬التعرضات أثناء التحفيظ العقاري في التشريع العقاري المغربي " م‪ .‬س ‪.199 ،‬‬
‫‪ -16‬جمعة محمود الزريتي ‪ " ،‬محضر الصلح بين طالب التحفيظ و المتعرض"‪ ،‬م ‪.‬س ‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪9‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬البت في الصلح من طرف القضاء‬
‫إن إمكانية إقامة صلح بين األطراف ليست محصورة لدى المحافظ‪ ،‬فإذا ما قام هذا‬
‫األخير برفع الملف إلى المحكمة‪ ،‬فإن ذلك يفيد بأن محاوالته من أجل إقامة صلح قد باءت‬
‫بالفشل‪ ،‬وهذا ال يعني أنه لم يعد باإلمكان الوصول إلى إتفاق بين األطراف‪ ،‬فقد برهنت‬
‫التجربة عكس ذلك في كثير من الحاالت‪ ،‬حيث يتدخل القاضي بكيفية حكيمة ليتمكن من‬
‫حسم النزاع بعد الحصول على إتفاق بين األطراف‪.‬‬
‫و في نفس اإلطار‪ ،‬بعد إحالة الملف من طرف المحافظ العام على األمالك العقارية على‬
‫‪17‬‬
‫المحكمة اإلبتدائية كدرجة أولى من درجات التقاضي يعين رئيس المحكمة قاضي مقرر‬
‫لتجهيز القضية و البحث في كل ما يحيط بها ‪.‬‬
‫وعلى القاضي المقرر‪ 18‬أن يسعى إلى هذا االتفاق ويمكن الحصول عليه في أي مرحلة‬
‫من مراحل المسطرة‪ ،‬ولكن غالبا ما تتوفر األسباب المناسبة لذلك وقت التنقل إلى عين‬
‫المكان‪ ،‬حيث يتوجب على القاضي المقرر أن يستحضرذكائه ومعلوماته النفسانية ليعرف‬
‫في بادئ األمر هل توجد إمكانيات التصالح‪ ،‬وإذا ما تأكد من ذلك عليه أن يتدخل في الوقت‬
‫المناسب بما يليق من عبارات‪ ،‬أو أن يختار شخصا أخر عند االقتضاء ممن يتمتع بتقدير‬
‫األطراف ليتدخل بدوره قصد حملهم على التصالح ‪.‬‬
‫وغالبا ما يكون الوقت المناسب بعدما يدلي األطراف بجميع ما لديهم من وسائل و حجج‪،‬‬
‫حيث تمر األمور عكس ما كانوا يتصورون من سهولة‪ ،‬مما يبعث الشك في نفوسهم بشأن‬
‫حظوظهم‪ ،‬فتبدأ خطوة التفكير في التصالح تتراءى لهم وسط ضجيج الشهود و الحاضرين‪،‬‬
‫حيث يبادر القاضي اللبيب لحملهم على التصالح و مساعدتهم على تخطي كل الصعاب التي‬
‫تعترضهم‪ .‬وإذا ما تح ققت هذه النتائج فما على القاضي إال اإلشهاد عليهم بالتصالح لكي‬
‫يعطي التفاقهم الصيغة النهائية و التنفيذية ‪ 19‬طبقا للفقرة الرابعة من الفصل ‪ 37‬من ظهير‬
‫التحفيظ العقاري‪.‬‬
‫و بالرجوع للقرار الماثل بين أيدينا‪ ،‬نالحظ أن المرحلة اإلبتدائية صدر فيها حكم رقم ‪8‬‬
‫الذي قضى بأن المتعرض المذكور في غير محله‪ ،‬و صرفها النظر عن إجراء معاينة على‬
‫محل النزاع لعدم أداء المصاريف من الطرفين ‪.‬‬
‫أما المرحلة اإلستئنافية ثم الطعن في الحكم االبتدائي من طرف السيد محمد النائب عن‬
‫ولديه م حيى الدين و عزالدين بإستئناف حكم المحكمة اإلبتدائية‪.‬‬

‫‪ - 17‬القاضي المقرر " هو قاض ينتمي للهيئة يتم تعيينه من طرف رئيس المحكمة لتهيئ قضية معينة أو قضايا معينة‪ ،‬فهو الذي يبحث في النزاع و‬
‫يسيره بأبسط الوسائل و أ كثرها فعالية "‪ ،‬أورده محمد خيري ‪" ،‬حماية الملكية العقارية ونظام التحفيظ العقاري بالمغرب "‪ ،‬الطبعة الثانية ‪،2001‬‬
‫مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط ‪ ،‬الصفحة ‪.227‬‬
‫‪ -18‬الفصل ‪ 32‬من ظهير التحفيظ العقاري الذي ينص على أنه ‪ " :‬خالل الثالثة أشهر الموالية إلنصرام األجل المنصوص عليه في الفصل ‪23‬‬
‫يوجه المحافظ على األمالك العقارية مطلب التحفيظ و الوثائق المتعلقة به إلى المحكمة اإلبتدائية "‪.‬‬
‫‪ - 19‬محمد خيري‪ ،‬العقار و قضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي "‪ ،‬طبعة ‪ ،2014‬مطبعة دار نشر المعرفة ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬الصفحة ‪.322‬‬

‫‪10‬‬
‫وقضت بإلغاء الحكم اإلبتدائي والحكم بصحة التعرض‪ ،‬لكن بالرجوع للقرار الذي جاء‬
‫في حيثيات المستشار أثناء تعليله أنه ثم تضمين الصلح من طرف المتعرضين و المحكمة‬
‫هنا إكتفت بالحكم بصحة التعرض دون البث في الصلح وهذا يعتبر خرقا مسطريا‬
‫للمقتضيات الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 37‬من ظهير التحفيظ العقاري الذي جاء فيه ‪ " :‬إذا‬
‫قبل التعرض أثناء جريان الدعوى من طرف طالب التحفيظ أو المستفيد من حق تم‬
‫التصريح به طبقا للفصل ‪ ،84‬أو تنازل المتعرض عن تعرضه فإن المحكمة المعروض‬
‫عليها النزاع تشهد بذلك القبول أو التنازل و تحيل الملف على المحافظ على األمالك‬
‫العقارية الذي يقوم عند االقتضاء بالتحفيظ مع إعتبار إتفاقات األطراف أو تصالحهم "‪.‬‬
‫ويعتبر هذا الخرق فيه إضرار بالنسبة لألطراف الذين لهم الحق في الطعن بالنقض‬
‫كدرجة من درجات التقاضي المنصوص عليها بمقتضى الفصل ‪ 359‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية ‪.20‬‬
‫مما عرض قرار محكمة اإلستئناف للطعن بالنقض‪ ،‬إذ قامت كل من طالبة التحفيظ‬
‫الثانية حليمة و ورثة طالبة التحفيظ الثالثة خديجة لعلة خرق قاعدة مسطرية أضرت‬
‫باألطراف‪ ،‬حيث يجب أن يكون القرار مساويا لمطالبهم‪ ،‬وبالتالي كان على المحكمة‬
‫االستجابة للمطلب المتمثل في إستحاق طالبي التحفيظ لنصف العقار و الباقي للمستأنفين كما‬
‫تم تصالح بشأنه ‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة تكتفي المحكمة باإلشهاد على التنازل و تحيل الملف على المحافظ على‬
‫األمالك العقارية إلكمال اإلجراءات‪.‬‬
‫وتطبيقا للفقرة الرابعة من المادة ‪ 37‬من ظهير التحفيظ العقاري تعتبر محكمة االستئناف قد‬
‫جانبت الصواب‪ ،‬وهذا ما صحته محكمة النقض من خالل هذا القرار‪.‬‬

‫‪ -20‬جاء فيه ‪ " :‬يجب أن تكون طلبات نقض األحكام المعروضة على محكمة النقض مبنية على أحد األسباب اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬خرق القانون الداخلي ؛‬
‫‪ - 2‬خرق قاعدة مسطرية أضر بأحد األطراف ؛‬
‫‪-3‬عدم االختصاص ؛‬
‫‪ - 4‬الشطط في إستعمال السلطة ؛‬
‫‪ -5‬عدم ارتكاز الحكم على أساس قانوني أو إنعدام التعليل ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫خاتمة‬

‫صفوة القول‪ ،‬نستخلص من خالل تحليلنا لحيثيات القرار أن محكمة النقض كانت موفقة‬
‫في قرارها لما نقضت القرار المطعون فيه ‪،‬إذا أن هذا األخير تغاضى عن تطبيق قاعدة‬
‫مسطرية جوهرية‪ ،‬و هي اإلشهاد على التنازل الصادر من األطراف أثناء جريان الدعوى‪،‬‬
‫و هذا ما نص عليه المشرع بطريقة صريحة في الفصل ‪ 37‬من ظهير التحفيظ العقاري‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الئحة المراجع‪:‬‬
‫❖الكتب‪:‬‬

‫محمد خيري ‪" ،‬حماية الملكية العقارية ونظام التحفيظ العقاري بالمغرب "‪ ،‬الطبعة‬ ‫•‬
‫الثانية ‪ ،2001‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‬
‫محمد خيري‪ ،‬العقار و قضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي "‪ ،‬طبعة ‪،2014‬‬ ‫•‬
‫مطبعة دار نشر المعرفة ‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫إدريس الفاخوري‪ " ،‬نظام التحفيظ العقاري وفق مستجدات القانون ‪،"07-14‬‬ ‫•‬
‫منشورات مجلة الحقوق‪ ،‬طبعة ‪.2015‬‬
‫عبد العالي دقوقي‪ " ،‬نظام التحفيظ العقاري بالمغرب بين النظرية والتطبيق"‪ ،‬مطبعة‬ ‫•‬
‫النجاح الجديدة‪ ،‬الدارالبيضاء‪ ،‬طبعة ‪ 1441‬ه‪ 2020 /‬م‪.‬‬
‫محمد خيري ‪ " ،‬الوسيط في نظام التحفيظ العقاري بالمغربي "‪،‬مطبعة النجاح‬ ‫•‬
‫الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬السنة ‪.2018‬‬

‫❖ الرسائل‪:‬‬
‫• ن ور الدين أمزيان‪ ،‬التعرضات اإلستثنائية على مطلب التحفيظ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين و البحث في قانون العقود‬
‫و العقار‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة محمد األول وجدة الموسم الجامعي ‪.2007/2006‬‬

‫❖ المقاالت‪:‬‬
‫• محمد الحسناوي‪ ،‬مقال بعنوان" مسطرة التحفيظ الغعادي بين الزمن اإلفتراضي و‬
‫الزمن الحقيقي"‪ ،‬منشور بمجلة" المجلة المغربية للقانون التجاري و األعمال " عدد‬
‫مزدوج ‪.5-4‬‬

‫❖ النصوص القانونية و القرارت القضائية‪:‬‬


‫• ظهير شريف بمثابة قانون رقم ‪ 1974) 447.74.1‬شتنبر ‪ 1394 (28‬رمضان‬
‫‪ 11‬بتاريخ بالمصادقة على نص قانون المسطرة المدنية‪،‬المنشور بالجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 3230‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 13‬رمضان ‪ 30 (1394‬شتنبر ‪)1974‬ص ‪.2741‬‬

‫‪13‬‬
‫• الظهير الشريف الصادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 12( 1331‬أغسطس ‪ )1913‬المتعلق‬
‫بالتحفيظ العقاري‪ ،‬كما وقع تغييره وتتميمه بالقانون رقم ‪ 14.07‬الصادر بتنفيذه‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.177‬في ‪ 25‬من ذي الحجة ‪ 22( 1432‬نوفمبر‬
‫‪ ،)2011‬و المنشوربالجريدة الرسمية عدد ‪ 5998‬بتاريخ ‪ 27‬ذو الحجة ‪24( 1432‬‬
‫نوفمبر ‪ ،)2011‬ص ‪.5575‬‬

‫• قرارصادر عن محكمة النقض عدد ‪ ،1/1291‬بتاريخ ‪ 20‬نونبر ‪ ،2014‬في الملف‬


‫المدني عدد ‪.2014-1-4-254‬‬
‫• قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ 460‬الصادر بتاريخ ‪ ،2019/04/11‬في‬
‫الملف اإلداري عدد ‪.2017/1/4/254‬‬

‫‪14‬‬
‫الفهرس‪:‬‬

‫مقدمة ‪1 ..........................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مسطرة التعرض على مطلب التحفيظ ‪3 ...................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬كيفية تقديم التعرض على مطلب التحفيظ ‪3...........................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬آجال التعرض على مطلب التحفيظ ‪5....................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الجهات المختصة بالبت في الصلح كألية إلنهاء‬
‫التعرض‪8 ........................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬البت في الصلح من طرف المحافظ على األمالك العقارية ‪8.......‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬البت في الصلح من طرف القضاء ‪10.................................‬‬
‫خاتمة ‪12 ........................................................................‬‬
‫الئحة المراجع ‪13 ..............................................................‬‬
‫الفهرس‪15 .................................................................... :‬‬

‫‪15‬‬

You might also like