Mati Sesuai dengan Kebiasaan

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 13

‫‪Mati Sesuai dengan Kebiasaan‬‬

‫كيف ُيبعث الناس؟ وما حاهلم؟‬


‫كل إنسان ُيبعث على ما مات عليه‪ ،‬نسأل اهلل حسن اخلامتة‪.‬‬
‫ويدّل على ذل **ك‪ :‬ح **ديث ج **ابر رض **ي اهلل عن **ه عن الَّن ّيب ص **لى اهلل علي **ه وس **لم ق **ال‪" :‬‬
‫ُيْبَعُث ُك ُّل َعْبٍد َعَلى َم ا َم اَت َعَلْيِه"[‪.]1‬‬
‫قال النووي رمحه اهلل‪ " :‬قال العلماء‪ :‬معناه‪ُ :‬يبعث على احلالة اليت مات عليها"[‪.]2‬‬
‫وقال طبيب القلوب ابن القِّيم رمحه اهلل عبارة عظيمة فتأملها‪ ،‬حيث قال‪ " :‬الرج*ل ميوت‬
‫على ما عاش عليه‪ ،‬ويبعث على ما مات عليه "‪.‬‬
‫وهلذا املعىن أدَّلة‪ ،‬وشواهد‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ .1‬ا ْح ِر م‪ :‬إذا م **ات ُبِعث يوم القيام **ة ملبي **اً ؛ حلديث ابن عب **اس رض **ي اهلل عنهم **ا يف‬
‫ُمل‬
‫الص **حيحني يف الرج **ل ال **ذي وقص **ته ناقت **ه وه **و ْحُمِر م م **ع الَّن ِّيب ص **لى اهلل علي **ه وس **لم يف‬
‫حجة الوداع‪ ،‬قال الَّن ُّيب ص*لى اهلل علي*ه وس*لم‪ " :‬اْغ ِس ُلوُه َمِباٍء َو ِس ْد ٍر ‪َ ،‬و َك ِّف ُنوُه يِف َثْو َبِنْي ‪،‬‬
‫َو اَل َحُتِّنُطوُه‪َ ،‬و اَل َخُتِّم ُر وا َر ْأَس ُه‪َ ،‬فِإَّنُه ُيْبَعُث َيْو َم اْلِق َياَم ِة ُمَلِّبًيا"[‪.]3‬‬
‫‪ .2‬الشهيد‪ُ :‬يْبَعث يوم القيامة وُج رحه يثعب دًم ا‪ ،‬اللون ل**ون ال**دم‪ ،‬وال**ريح ريح املس**ك‪،‬‬
‫دَّل عليه حديث أيب هريرة ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ -‬املتفق عليه أَّن الَّنّيب ص**لى اهلل علي**ه وس**لم‪:‬‬
‫اْلِق ا ِة‬ ‫ِلِه ِإ‬ ‫ِه‬
‫" َال ُيْك َلُم َأَح ٌد يِف َس ِبيِل الَّل ‪َ -‬و الَّل ُه َأْع َلُم َمِبْن ُيْك َلُم يِف َس ِبي ‪َّ -‬ال َج اَء َيْو َم َي َم‬
‫َو ُجْر ُح ُه َيْثَعُب ‪ ،‬الَّلْو ُن َلْو ُن َدٍم ‪َ ،‬و الِّر يُح ِر يُح ِم ْس ٍك "[‪.]4‬‬
‫‪ .3‬الغال من الغنيم**ة‪ ،‬يأيت يوم القيام**ة مبا َغ َّل؛ لقول**ه تع**اىل‪َ ﴿ :‬و َم ن َيْغُل ْل َي ْأِت َمِبا َغ َّل‬
‫َيْو َم اْلِق َياَم ِة ﴾ [آل عمران‪.]١٦١ :‬‬
‫قال القرطيب رمحه اهلل‪َ ﴿ " :‬و َم ن َيْغُلْل َيْأِت َمِبا َغ َّل َيْو َم اْلِق َياَم ِة ﴾ أي‪ :‬يأيت ب*ه ح*اماًل ل*ه‬
‫على ظه**ره‪ ،‬ورقبت**ه‪ ،‬مع**ذًبا حبمل**ه‪ ،‬وثقل**ه‪ ،‬ومرعوًب ا بص**وته‪ ،‬وموًخبا بإظه**ار خيانت**ه على‬
‫رؤوس األشهاد "[‪.]5‬‬
‫‪ .4‬آكل الِّر بـا‪ :‬يبعث يوم القيامة على ح*ال معين*ة اس*تحقها؛ ألكل*ه الِّر ب*ا‪ ،‬فإن*ه ُيبعث يوم‬
‫القيام**ة ك**اجملنون ال**ذي أص**ابه املس؛ لقول**ه تع**اىل‪ ﴿ :‬اَّل ِذ يَن َي ْأُك ُلوَن الِّر َب ا اَل َيُقوُم وَن ِإاَّل‬
‫َك َم ا َيُقوُم اَّلِذ ي َيَتَخ َّبُطُه الَّش ْيَطاُن ِم َن اْلَم ِّس ﴾ [البقرة‪.] ٢٧٥ :‬‬
‫قال ابن كثري رمحه اهلل‪ " :‬أي ال يقوم*ون من قب*ورهم يوم القيام*ة إال كم*ا يق*وم املص*روع‬
‫ح**ال ص**رعه‪ ،‬وختب**ط الش**يطان ل**ه‪ ،‬وذل**ك أن**ه يق**وم قياًم ا منَك ًر ا‪ ،‬وق**ال ابن عب**اس‪ :‬آك**ل‬
‫الِّر ب* **ا يبعث يوم القيام* **ة جمنوًن ا خُي َن ق " رواه ابن أيب ح* **امت‪ ،‬ق* **ال‪ :‬وروي عن ع* **وف بن‬
‫مالك‪ ،‬وسعيد بن جبري‪ ،‬والِّس دي‪ ،‬والربيع بن أنس‪ ،‬ومقاتل بن حيان حنو ذلك"[‪.]6‬‬
‫‪ .5‬الغادر‪ :‬فإن**ه يوم القيام**ة ُتْر َفع ل**ه راية ت*بنِّي غدرت**ه‪ ،‬الس*يما من ك**انت ل**ه والية عام**ة‬
‫بأن كان سلطاًنا على عاَّم ة الناس؛ ألنه إذا غدر فغدَر ته يتعَّدى ضررها إىل َخ ْلق كبري‪.‬‬
‫ويدّل على ذلك‪ :‬حديث ابن عمر رضي اهلل عنهما املتفق علي*ه‪ ،‬ق*ال الَّن ُّيب ص*لى اهلل علي*ه‬
‫اْلِق ا ِة‪َ ،‬ف ِلُك ِّل َغ اِدٍر ِل ا ‪َ ،‬فِق ي* ‪ِ :‬ذِه‬ ‫ِخ‬ ‫ِل‬ ‫ِإ‬
‫َو ٌء َل َه‬ ‫وس**لم‪َ " :‬ذا َمَجَع الَّل ُه اَألَّو َني َو اآل ِر يَن َيْو َم َي َم ُيْر ُع‬
‫َغ ْد َر ُة ُفَالِن ْبِن ُفَالٍن "[‪ ،]7‬ويف رواية ملس**لم من ح**ديث أيب س**عيد رض**ي اهلل عن**ه‪َ " :‬أَال‬
‫َو َال َغاِدَر َأْع َظُم َغْد ًر ا ِم ْن َأِم ِري َعاَّم ٍة "[‪.]8‬‬
‫فالغاّل ‪ ،‬وآكل الِّر با‪ ،‬والغادر‪ ،‬كلها أعمال استمر عليها أصحاهبا حىت ماتوا‪ ،‬فيبعثون يوم‬
‫القيامة على حال تناس*ب م*ا م*اتوا علي*ه؛ ألهنم ل*و ت*ابوا قب*ل املوت ت*اب اهلل تع*اىل عليهم‪،‬‬
‫وم**ا تق**َّدم بعض الش**واهد ال**يت دلت عليه**ا النص**وص‪ ،‬وتبقى عم**وم األعم**ال ت**دخل حتت‬
‫قول الَّنّيب ص*لى اهلل علي*ه وس*لم‪ُ " :‬يْبَعُث ُك ُّل َعْب ٍد َعَلى َم ا َم اَت َعَلْي ِه "[‪ ،]9‬ول*ذا ينبغي‬
‫على املسلم أن حُي ِس ن العمل؛ لتحسن اخلامتة‪ ،‬فُيحسن احلال اليت ُيْبَعث عليها‪.‬‬
‫قال ابن القِّيم رمحه اهلل‪:‬‬
‫" وه**ذا من أعظم الفق**ه أن خياف الرج**ل أن ختدع**ه ذنوب**ه عن**د املوت‪ ،‬فتحول بين**ه وبني‬
‫اخلامتة احلسنة "‪.‬‬
‫وقال احلافظ عبداحلق األشبيلي رمحه اهلل‪:‬‬
‫" ولسوء اخلامتة ‪ -‬أعاذن*ا اهلل منه*ا ‪ -‬أس*باب‪ ،‬وهلا ط*رق‪ ،‬وأب*واب‪ ،‬وأعظمه*ا‪ :‬االنكب*اب‬
‫على ال * **دنيا‪ ،‬وطلبه * **ا واحلرص عليه * **ا‪ ،‬واإلع * **راض عن اآلخ * **رة‪ ،‬واإلق * **دام‪ ،‬واجلرأة على‬
‫معاصي اهلل‪."...‬‬
‫والكالم على اخلامتة احلس **نة‪ ،‬والس **يئة‪ ،‬ب **اب تطول مع **ه أخب **ار الَّس ّلف خوًف ا‪ ،‬وعماًل ‪،‬‬
‫وضرًبا ألروع األمثال ‪ -‬واهلل املستعان ‪.-‬‬
‫• مث بع**د البعث تب**دأ أه**وال ذل**ك الي**وم‪ ،‬وُك َر ُبه ‪ -‬نس**أل اهلل تع**اىل تيس**ري ذل**ك‪ ،‬واألمن‪،‬‬
‫والفوز ‪.-‬‬
‫فُيحَش ر الناس‪ ،‬وإليك بيان احلشر‪ ،‬وح*ال الن*اس في*ه‪ ،‬وِعَظم م*وقفهم‪ ،‬وم*ا في*ه من أه*وال‬
‫‪ -‬واهلل املستعان‪ ،‬وإليه املرجع واملآل ‪.-‬‬
‫هل البعث إجياد للخلق مرة أخرى؟‬
‫الب**د من اإلميان ب**أن البعث مجع متفرق ال إجياد مع**دوم‪ ،‬فبعث اخلل**ق معن**اه‪ :‬أَّن اهلل تع**اىل‬
‫يعيد َخ ْلَق اإلنسان الذي تفرق‪ ،‬وليس إجياًدا خللق جديد‪.‬‬
‫ويدّل على ذلك‪:‬‬
‫قول**ه تع**اىل‪َ ﴿ :‬أْحَيَس ُب اِإْل نَس اُن َأَّلن ْجَّنَم َع ِعَظاَم ُه * َبَلٰى َق اِدِر يَن َعَلٰى َأن ُّنَس ِّو َي َبَناَنُه ﴾‬
‫[القيامة‪.]٤ ،٣ :‬‬
‫وقول **ه تع **اىل‪ُ ﴿ :‬ه اَّل ِذي َيْب َد ُأ اَخْلْل َق َّمُث ُيِعي *ُد ُه ُه َأْه ُن َعَلْي ِه َل ُه اْل َث اَأْلْع َلٰى يِف‬
‫َو َم ُل‬ ‫َو َو َو‬ ‫َو َو‬
‫الَّس َم اَو اِت َو اَأْلْر ِض َو ُه َو اْلَعِز يُز اَحْلِكيُم ﴾ [الروم‪.]٢٧ :‬‬
‫فاهلل تع **اىل جيم **ع خل **ق اإلنس **ان ول **و تفَّر ق‪ ،‬وجتَّز أ يف أي مكان‪ ،‬ول **و أكلت **ه الس **باع‪ ،‬أو‬
‫حيوان**ات البحار‪ ،‬أو اس**تحال فص**ار رم**اًد ا حبرق وحنوه‪ ،‬فاهلل ج**امع خلق**ه ‪ -‬ج**ل وعال[‬
‫‪.]10‬‬
‫ففي س **نن أيب داود‪ ،‬والرتم **ذي‪ ،‬وص **ححه احلاكم من ح **ديث أنس بن مال **ك رض **ي اهلل‬
‫عن **ه‪ :‬ق **ال الَّن ُّيب ص **لى اهلل علي **ه وس **لم عن عم **ه محزة رض **ي اهلل عن **ه حني قت **ل يف غزوة‬
‫أح**د‪َ " :‬ل ْو َال أْن ِجَت َد َص ِف َّيُة يف َنْف ِس َه ا َلَتَر ْك ُت ُه َح ىَّت َتْأُك َل ُه اْلَعاِفَي ُة َح ىَّت ْحُيَش َر ِم ْن ُبُطوَهِنا"[‬
‫‪.]11‬‬
‫مستلة من‪" :‬فقه االنتقال من دار الفرار إلى دار القرار"‬
‫[‪ ]1‬رواه مسلم برقم (‪.)2878‬‬
‫[‪ ]2‬انظر‪ :‬شرح مسلم النووي (‪ )13‬كتاب‪ :‬األشربة‪ ،‬باب‪ :‬ألمر حبسن الظن باهلل تعاىل عند املوت‪.‬‬
‫[‪ ]3‬رواه البخاري برقم (‪ ،)1265‬رواه مسلم برقم (‪.)1206‬‬
‫[‪ ]4‬رواه البخاري برقم (‪ ،)2803‬رواه مسلم برقم (‪.)1876‬‬
‫[‪ ]5‬انظر‪ :‬تفسري اآلية يف تفسري القرطيب‪.‬‬
‫[‪ ]6‬انظر‪ :‬تفسري اآلية يف تفسري ابن كثري‪.‬‬
‫[‪ ]7‬رواه البخاري برقم (‪ ،)3187 ،3186‬رواه مسلم برقم (‪.)1735‬‬
‫[‪ ]8‬رواه مسلم برقم (‪.)1738‬‬
‫[‪ ]9‬رواه مسلم برقم (‪)2878‬‬
‫[‪ ]10‬انظر‪ :‬فتاوى شيخ اإلسالم (‪.)257 / 17‬‬
‫[‪ ]11‬رواه أبو داود برقم (‪ ،)3136‬رواه الرتمذي برقم (‪ ،)1016‬وصححه احلاكم‪.‬‬
‫‪https://www.alukah.net/sharia/0/93568‬‬
‫عالمات و أسباب حسن اخلامتة و سوء اخلامتة‬
‫خالد بن عبدالرمحن الشايع‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬وصلى اهلل وسلم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحس*ان إىل‬
‫يوم الدين‪:‬‬
‫أما بعد ‪- :‬‬
‫أوًال ‪ :‬حسن اخلامتة‬
‫حس **ن اخلامتة ه **و‪ :‬أن يوف **ق العب **د قب **ل موت **ه للتقاص **ي عم **ا يغض **ب ال **رب س **بحانه‪ ،‬والتوب **ة من‬
‫الذنوب واملعاصي‪ ،‬واإلقبال على الطاعات وأعمال اخلري‪ ،‬مث يكون موته بع**د ذل**ك على ه**ذه احلال‬
‫احلس**نة‪ ،‬ومما يدل على ه**ذا املع**ىن م**ا ص**ح عن أنس بن مال**ك رض**ي اهلل عن**ه ق**ال‪ :‬ق**ال رس**ول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬إذا أراد اهلل بعبده خريًا استعمله) ق*الوا‪ :‬كي*ف يس*تعمله؟ ق*ال‪( :‬يوفق*ه لعم*ل‬
‫صاحل قبل موته) رواه اإلمام أمحد والرتمذي وصححه احلاكم يف املستدرك‪.‬‬
‫وحلسن اخلامتة عالمات‪ ،‬منها ما يعرفه العبد احملتضر عند احتضاره‪ ،‬ومنها ما يظهر للناس‪.‬‬
‫أم **ا العالم **ة ال **يت يظه **ر هبا للعب **د حس **ن خامتت **ه فهي م **ا يبش **ر ب **ه عن **د موت **ه من رض **ا اهلل تع **اىل‬
‫واس**تحقاق كرامت**ه تفض**ال من**ه تع**اىل‪ ،‬كم**ا ق**ال ج**ل وعال‪( :‬إن ال**ذين ق**الوا ربن**ا اهلل مث اس**تقاموا‬
‫تتنزل عليهم املالئكة أال ختافوا وال حتزنوا وأبشروا باجلنة اليت كنتم توعدون) فصلت‪ ، 30 :‬وهذه‬
‫البشارة تكون للمؤمنني عند احتضارهم‪ ،‬ويف قبورهم‪ ،‬وعند بعثهم من قبورهم‪.‬‬
‫ومما يدل على ه**ذا أيض**ا م**ا رواه البخاري ومس**لم يف (ص**حيحيهما) عن أم املؤم**نني عائش**ة رض**ي‬
‫اهلل عنه**ا ق**الت‪ :‬ق**ال رس**ول اهلل ص**لى اهلل علي**ه وس**لم‪( :‬من أحب لق**اء اهلل أحب اهلل لق**اءه‪ ،‬ومن‬
‫ك**ره لق**اء اهلل ك**ره اهلل لق**اءه) فقلت‪ :‬يا ن**يب اهلل! أكراهي**ة املوت‪ ،‬فكلن**ا نكره املوت؟ فق**ال‪( :‬ليس‬
‫ك* **ذلك‪ ،‬ولكن املؤمن إذا بش* **ر برمحة اهلل ورض* **وانه وجنت* **ه أحب لق* **اء اهلل‪ ،‬وإن الكافر إذا بش* **ر‬
‫بعذاب اهلل وسخطه كره لقاء اهلل وكره اهلل لقاءه) ‪.‬‬
‫ويف مع**ىن ه**ذا احلديث ق**ال اإلم**ام أب**و عبي**د القاس**م ابن س**الم ‪( :‬ليس وجه**ه عن**دي كراه**ة املوت‬
‫وش **دته‪ ،‬ألن ه **ذا ال يكاد خيل **و عن **ه أح **د‪ ،‬ولكن املذموم من ذل **ك إيث **ار ال **دنيا والرك **ون إليه **ا‪،‬‬
‫وكراهي**ة أن يص**ري إىل اهلل وال**دار اآلخ**رة)‪ ،‬وق**ال ‪( :‬ومما يبني ذل**ك أن اهلل تع**اىل ع**اب قوم**ا حبب‬
‫احلياة فقال‪( :‬إن الذين ال يرجون لقاءنا ورضوا باحلياة واطمأنوا هبا) يونس‪7 :‬‬
‫وقال اخلطايب‪( :‬معىن حمبة العبد للقاء اهلل إيث*اره اآلخ*رة على ال*دنيا‪ ،‬فال حيب اس*تمرار اإلقام*ة فيه*ا‪،‬‬
‫بل يستعد لالرحتال عنها‪ ،‬والكراهية بضد ذلك)‬
‫وقال اإلمام النووي رمحه اهلل‪( :‬معىن احلديث أن احملبة والكراهية ال*يت تعت*رب ش*رعا هي ال*يت تق*ع عن*د‬
‫ال**نزع يف احلال**ة ال**يت ال تقب**ل فيه**ا التوب**ة‪ ،‬حيث ينكش**ف احلال للمحتض**ر‪ ،‬ويظه**ر ل**ه م**ا ه**و ص**ائر‬
‫إليه)‬
‫أما عن عالمات حسن اخلامتة فهي كثرية‪ ،‬وقد تتبعها العلماء رمحهم اهلل باستقراء النصوص الواردة‬
‫يف ذلك‪ ،‬وحنن نورد هنا بعضا منها‪ ،‬فمن ذلك‪:‬‬
‫* النطق بالشهادة عند املوت‪ ،‬ودليله م*ا رواه احلاكم وغريه أن رس*ول ص*لى اهلل علي*ه وس*لم ق*ال ‪:‬‬
‫(من كان آخر كالمه ال إله إال اهلل دخل اجلنة)‬
‫ومنه * **ا‪ :‬املوت برش * **ح اجلبني‪ ،‬أي ‪ :‬أن يكون على جبين * **ه ع * **رق عن * **د املوت‪ ،‬ملا رواه بريدة بن‬
‫احلص * **يب أن رس * **ول اهلل ص * **لى اهلل علي * **ه وس * **لم ق * **ال‪( :‬م * **وت املؤمن بع * **رق اجلبني) رواه أمحد‬
‫والرتمذي‪.‬‬
‫* ومنها‪ :‬املوت ليلة اجلمع*ة أو هناره*ا لق*ول رس*ول اهلل ص*لى اهلل علي*ه وس*لم‪( :‬م*ا من مس*لم ميوت‬
‫يوم اجلمعة أو ليلة اجلمعة إال وقاه اهلل فتنة القرب)‪.‬‬
‫* ومنه **ا‪ :‬االستش **هاد يف س **احة القت **ال يف س **بيل اهلل‪ ،‬أو موت **ه غازيا يف س **بيل اهلل‪ ،‬أو موت **ه مبرض‬
‫الطاعون أو ب **داء البطن كاالستس **قاء وحنوه‪ ،‬أو موت **ه غرق* *ًا‪ ،‬ودلي **ل م **ا تق **دم م **ا رواه مس **لم يف‬
‫ص**حيحه عن**ه ص**لى اهلل علي**ه وس**لم أن**ه ق**ال‪( :‬م**ا تع**دون الش**هيد فيكم؟ ق**الوا‪ :‬يا رس**ول اهلل ‪ ،‬من‬
‫قت**ل يف س**بيل اهلل فه**و ش**هيد‪ ،‬ق**ال‪ :‬إن ش**هداء أم**يت إذا لقلي**ل ق**الوا‪ :‬فمن هم يا رس**ول اهلل ؟ ق**ال‪:‬‬
‫من قت**ل يف س**بيل اهلل فه**و ش**هيد‪ ،‬ومن م**ات يف س**بيل اهلل فه**و ش**هيد‪ ،‬ومن م**ات يف الطاعون فه**و‬
‫شهيد‪ ،‬ومن مات يف البطن فهو شهيد‪ ،‬والغريق شهيد)‪.‬‬
‫* ومنه*ا‪ :‬املوت بس*بب اهلدم‪ ،‬ملا رواه البخاري ومس*لم عن*ه ق*ال رس*ول اهلل ص*لى اهلل علي*ه وس*لم‪:‬‬
‫(الشهداء مخسة‪ :‬املطعون‪ ،‬واملبطون‪ ،‬والغرق‪ ،‬وصاحب اهلدم‪ ،‬والشهيد يف سبيل اهلل) ‪.‬‬
‫* ومن عالم**ات حس**ن اخلامتة‪ ،‬وه**و خ**اص بالنس**اء ‪ :‬م**وت املرأة يف نفاس**ها بس**بب ول**دها أو هي‬
‫حامل به‪ ،‬ومن أدلة ذلك ما رواه اإلمام أمحد وغريه بسند صحيح عن عب**ادة بن الص**امت أن**ه ق**ال‪:‬‬
‫قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وس*لم‪ :‬أخ*رب عن الش*هداء‪ ،‬ف*ذكر منهم‪( :‬واملرأة يقتله*ا ول*دها مجع*اء‬
‫شهادة‪ ،‬جيرها ولدها بسرره إىل اجلنة) يعين حببل املشيمة الذي يقطع عنه‪.‬‬
‫* ومنه**ا املوت ب**احلرق وذات اجلنب‪ ،‬ومن أدلت**ه أن**ه رس**ول اهلل ص**لى اهلل علي**ه وس**لم ع**دد أص**نافًا‬
‫من الشهداء فذكر منهم احلريق‪ ،‬وصاحب ذات اجلنب‪ :‬وهي ورم حار يعرض يف الغشاء املستبطن‬
‫لألضالع‪.‬‬
‫* ومنها‪ :‬املوت بداء السل‪ ،‬حيث أخرب رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أنه شهادة‪.‬‬
‫* ومنها أيضًا ‪ :‬ما دل عليه ما رواه أبو داود والنسائي وغريمها أن*ه ص*لى اهلل علي*ه وس*لم ق*ال‪( :‬من‬
‫قتل دون ما له فهو شهيد‪ ،‬ومن قتل دون دينه فهو شهيد‪ ،‬ومن قتل دون دمه فهو شهيد) ‪.‬‬
‫* ومنها‪ :‬املوت رباطا يف سبيل اهلل‪ ،‬ملا رواه مسلم عنه صلى اهلل عليه وسلم قال‪( :‬رب**اط يوم وليل**ة‬
‫خ**ري من ص**يام ش**هر وقيام**ه‪ ،‬وإن م**ات ج**رى علي**ه عمل**ه ال**ذي ك**ان يعمل**ه‪ ،‬وأج**ري علي**ه رزق**ه‪،‬‬
‫وأمن الفت **ان) ‪ .‬ومن أس **عد الن **اس هبذا احلديث رج **ال األمن وح **رس احلدود ب *رًا وحبرًا وج **وًا على‬
‫اختالف مواقعهم إذا احتسبو األجر يف ذلك ‪.‬‬
‫* ومن عالمات حسن اخلامتة املوت على عمل صاحل‪ ،‬لقول**ه ص*لى اهلل علي**ه وس**لم‪( :‬من ق**ال ال إل**ه‬
‫إال اهلل ابتغاء وج **ه اهلل ختم ل **ه هبا دخ **ل اجلن **ة‪ ،‬ومن تص **دق بص **دقة ختم ل **ه هبا دخ **ل اجلن **ة) رواه‬
‫اإلمام أمحد وغريه‪.‬‬
‫* فهذه حنو من عشرين عالمة على حس*ن اخلامتة علمت باس*تقراء النص*وص‪ ،‬وق*د نب*ه إليه*ا العالم*ة‬
‫الشيخ حممد ناصر الدين األلباين يف كتابه القيم (أحكام اجلنائز)‪.‬‬
‫* واعلم أخي الكرمي أن ظه*ور ش*يء من ه*ذه العالم*ات أو وقوعه*ا للميت‪ ،‬ال يل*زم من*ه اجلزم ب*أن‬
‫صاحبها من أهل اجلنة‪ ،‬ولكن يستبشر له بذلك‪ ،‬كما أن عدم وقوع شيء منها للميت ال يلزم منه‬
‫احلكم بأنه غري صاحل أو حنو ذلك‪ .‬فهذا كله من الغيب‪.‬‬

‫أسباب حسن الخاتمة‬


‫* من أعظمها‪ :‬أن يلزم اإلنسان طاعة اهلل وتقواه‪ ،‬وراس ذلك وأساسه حتقي**ق التوحي**د‪ ،‬واحلذر من‬
‫ارتكاب احملرمات‪ ،‬واملبادرة إىل التوبة مما تلطخ به املرء منها‪ ،‬وأعظم ذلك الشرك كبريه وصغريه‪.‬‬
‫* ومنها‪ :‬أن يلح املرء يف دعاء اهلل تعاىل أن يتوفاه على اإلميان والتقوى‪.‬‬
‫* ومنه **ا‪ :‬أن يعم **ل اإلنس **ان جه **ده وطاقت **ه يف إص **الح ظ **اهره وباطن **ه‪ ،‬وأن تكون نيت **ه وقص **ده‬
‫متوجهة لتحقيق ذلك‪ ،‬فق*د ج*رت س*نة الكرمي س*بحانه أن يوف*ق ط*الب احلق إلي*ه‪ ،‬وان يثبت*ه عليهن‬
‫وأن خيتم له به‪.‬‬
‫‪ 8‬أسباب لحسن الخاتمة‬
‫‪ -1‬االستقامة ‪:‬‬
‫ق **ال تع **اىل ‪ِ{ :‬إَّن اَّل ِذيَن َق اُلوا َر ُّبَن ا الَّل ُه َّمُث اْس َتَق اُموا َتَتَنَّزُل َعَلْيِه ُم اْلَم اَل ِئَك ُة َأّال َخَتاُفوا َو َال ْحَتَز ُن وا‬
‫َو َأْبِش ُر وا ِباَجْلَّنِة اَّليِت ُك نُتْم ُتوَعُد وَن }‬
‫‪ -2‬حسن الظن باهلل ‪:‬‬
‫عن أيب هريرة رضي اهلل أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال ‪ (( :‬يقول اهلل تعاىل أن عند حسن‬
‫ظن عبدي يب )) رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫‪ -3‬التقوى ‪:‬‬
‫قال تعاىل ‪َ{ :‬و َم ن َيَّتِق الَّلَه ْجَيَعل َّلُه ِم ْن َأْم ِرِه ُيْسًر ا}‬
‫‪ -4‬الصدق ‪:‬‬
‫قال تعاىل‪َ{ :‬يا َأُّيَه ا اَّلِذيَن آَم ُنوْا اَّتُقوْا الّلَه َو ُك وُنوْا َمَع الَّصاِدِقَني }‬
‫‪ -5‬التوبة ‪:‬‬
‫قال تعاىل ‪َ { :‬و ُتوُبوا ِإىَل الَّلِه ِمَج يًعا َأُّيَه ا اْلُم ْؤ ِم ُنوَن َلَعَّلُك ْم ُتْف ِلُح وَن }‬
‫‪ -6‬املداومة على الطاعات‬
‫‪ -7‬ذكر املوت وقصر األمل‬
‫‪ -8‬اخلوف من أسباب سوء اخلامتة ‪:‬‬
‫كاإلصرار على املعاصي وتسويف التوبة وحب الدنيا ‪.‬‬

‫* مت إضافة ‪ 8‬أسباب حلسن اخلامتة من كتاب العقد الثمني لعيد العنزي‬

‫ثانيًا ‪ :‬سوء الخاتمة‬


‫أم **ا اخلامتة الس **يئة فهي‪ :‬أن تكون وف **اة اإلنس **ان وه **و مع **رض عن رب **ه ج**ل وعال‪ ،‬مقيم على مس **ا‬
‫خطه س **بحانه‪ ،‬مض **يع ملا أوجب اهلل علي **ه‪ ،‬وال ريب أن تل **ك هناية بئيس **ة‪ ،‬طاملا خافه **ا املتق **ون‪،‬‬
‫وتضرعوا إىل رهبم سبحانه أن جينبهم إياها‪.‬‬
‫وقد يظه*ر على بعض احملتض*رين عالم*ات أو أح*وال ت*دل على س*وء اخلامتة‪ ،‬مث*ل النكوب عن نطق‬
‫الش **هادة ‪ -‬ش **هادة أن ال إل **ه إال اهلل ‪ -‬ورفض ذل **ك‪ ،‬ومث **ل التحدث يف س **ياق املوت بالس **يئات‬
‫واحملرمات وإظهار التعلق هبا‪ ،‬وحنو ذلك من األقوال واألفعال ال**يت ت**دل على اإلع**راض عن دين اهلل‬
‫تعاىل والتربم لنزول قضائه‪.‬‬
‫ولعل من املناسب أن نذكر بعض األمثلة على ذلك‪:‬‬
‫فمن األمثلة‪-:‬‬
‫* م**ا ذك**ره العالم**ة ابن القيم رمحه اهلل (يف كتاب**ه‪ :‬اجلواب الكايف) أن أح**د الن**اس قي**ل ل**ه وه**و يف‬
‫سياق املوت‪ :‬قل ال إله إال اهلل‪ ،‬فقال‪ :‬وما يغين عين وما أعرف أين صليت هلل صالة؟! ومل يقلها‪.‬‬
‫* ونق **ل احلاف **ظ ابن رجب رمحه اهلل (يف كتاب **ة‪ :‬ج **امع العل **وم واحلكم ) عن أح **د العلم **اء‪ ،‬وه **و‬
‫عب **دالعزيز بن أيب رواد أن **ه ق **ال‪ :‬حض **رت رجال عن **د املوت يلقن ال إل **ه إال اهلل‪ ،‬فق **ال يف آخ **ر م **ا‬
‫ق **ال‪ :‬ه **و ك **افر مبا تق **ول ‪ .‬وم **ات على ذل **ك‪ ،‬ق **ال‪ :‬فس **ألت عن **ه‪ ،‬ف **إذا ه **و م **دمن مخر‪ ،‬فكان‬
‫عبدالعزيز يقول‪ :‬اتقوا الذنوب‪ ،‬فإهنا هني اليت أوقعته‪.‬‬
‫* وحنو ه **ذا م **ا ذك **ره احلاف **ظ ال **ذهيب رمحه اهلل أ‪ ،‬رجال ك **ان جيالس ش **راب اخلم **ر‪ ،‬فلم **ا حض **رته‬
‫الوفاة جاءه إنسان يلقنه الشهادة فقال له‪ :‬اشرب واسقين مث مات‪.‬‬
‫* وذك**ر احلاف**ظ ال**ذهيب رمحه اهلل أيض**ا (يف كتاب**ه‪ :‬الكب**ائر) أن رجال ممن ك**انوا يلعب**ون الش**طرنج‬
‫احتضر‪ ،‬فقيل له‪ :‬قل ال إله إال اهلل فقال‪ :‬شاهك‪ .‬يف اللعب‪ ،‬فقال عوض كلمة التوحيد‪ :‬شاهدك‪.‬‬
‫* ومن ذل **ك م **ا ذك **ره العالم **ة ابن القيم رمحه اهلل عن رج **ل ع **رف حبب **ه لألغاين وترديدها‪ ،‬فلم **ا‬
‫حض*رته الوف*اة قي*ل ل*ه‪ :‬ق*ل ال إل*ه إال اهلل‪ ،‬فجع*ل يه*ذي بالغن*اء ويق*ول‪ :‬تاتن*ا تنتن*ا … ح*ىت قض*ى‪،‬‬
‫ومل ينطق بالتوحيد‪.‬‬
‫* وقال ابن القيم أيضا‪ :‬أخربين بعض التجار عن قرابة له أنه احتضر وهو عنده‪ ،‬وجعل*وا يلقنون*ه ال‬
‫إل**ه إال اهلل وه**و يق**ول‪ :‬ه**ذه القطع**ة رخيص**ة‪ ،‬وه**ذا مش**رت جي**د‪ ،‬ه**ذه ك**ذا‪ .‬ح**ىت قض**ى ومل ينطق‬
‫التوحيد نسأل اهلل العافية والسالمة من كل ذلك‪.‬‬
‫* وه**ا هن**ا تعلي**ق للعالم**ة ابن القيم رمحه اهلل ن**ورد م**ا تيس**ر من**ه‪ ،‬حيث عقب على بعض القص**ص‬
‫املذكورة آنفا‪ ،‬فق* **ال‪( :‬وس* **بحان اهلل‪ ،‬كم ش* **اهد الن* **اس من ه* **ذا ع* **ربًا؟ وال* **ذي خيفى عليهم من‬
‫أح*وال احملتض**رين أعظم وأعظم‪ ،‬ف**إذا ك**ان العب**د يف ح*ال حض**ور ذهن**ه وقوت**ه وكم*ال إدراك**ه‪ ،‬ق**د‬
‫متكن من **ه الش **يطان‪ ،‬واس **تعمله فيم **ا يريده من معاص **ي اهلل‪ ،‬وق **د أغفل قلب **ه عن ذك **ر اهلل تع **اىل‪،‬‬
‫وعطل لس**انه عن ذك**ره‪ ،‬وجوارح**ه عن طاعت**ه‪ ،‬فكي**ف الظن ب**ه عن**د س**قوط ق**واه‪ ،‬واش**تغال قلب**ه‬
‫ونفس**ه مبا ه**و في**ه من أمل ال**نزع؟ ومجع الش**يطان ل**ه ك**ل قوت**ه ومهت**ه‪ ،‬وحش**د علي**ه جبمي**ع م**ا يق**در‬
‫عليه لينال منه فرصته‪ ،‬فإن ذلك آخر العمل‪ ،‬فأقوى ما يكون علي*ه ش*يطانه ذل*ك ال*وقت‪ ،‬وأض*عف‬
‫م**ا يكون ه**و يف تل**ك احلال‪ ،‬فمن ت**رى يس**لم على ذل**ك؟ فهن**اك‪( :‬يثبت اهلل ال**ذين آمن**وا ب**القول‬
‫الث**ابت يف احلي**اة ال**دنيا ويف اآلخ*رة ويض**ل اهلل الظ*املني ويفع**ل اهلل م**ا يش**اء) إب**راهيم‪ . 27 :‬فكي**ف‬
‫يوفق حبس*ن اخلامتة من أغفل اهلل س*بحانه قلب*ه عن ذك*ره‪ ،‬واتب*ع ه*واه‪ ،‬وك*ان أم*ره فرط*ًا‪ ،‬فبعي*د من‬
‫قلب*ه بعي*د عن اهلل تع*اىل غاف*ل عن*ه‪ ،‬متعب*د هلواه‪ ،‬أس*ري لش*هواته‪،‬ولس*انه يابس من ذك*ره‪ ،‬وجوارح*ه‬
‫معطلة من طاعته‪ ،‬مشتغلة مبعصيته ‪ -‬بعيد أن يوفق للخامتة باحلسىن) أ‪.‬هـ‬
‫* وسوء اخلامتة على رتبتني ‪ -‬نعود اهلل من ذل*ك‪ :‬على القلب عن*د س*كرات املوت وظه*ور أهوال*ه‪:‬‬
‫إما الشك وإما اجلحود فتقبض الروح على تلك احلال وتكون حجابا بينه وبني اهلل‪ ،‬وذل*ك يقتض*ي‬
‫البعد الدائم والعذاب املخلد ‪.‬‬
‫* والثاني* * **ة وهي دوهنا‪ ،‬أ‪ ،‬يغلب على قلب* * **ه عن* * **د املوت حب أم* * **ر من أم* * **ور ال* * **دنيا أو ش * **هوة من‬
‫ش**هواهتا احملرم**ة‪ ،‬فيتمث**ل ل**ه ذل**ك يف قلب**ه‪ ،‬واملرء ميوت على م**ا ع**اش علي**ه‪ ،‬ف**إن ك**ان ممن يتع**اطون‬
‫الرب **ا فق **د خيتم ل **ه ب **ذلك‪ ،‬وإن ك **ان ممن يتع **اطون احملرم **ات األخ **رى من مث **ل املخدرات واألغاين‬
‫والت**دخني ومش**اهدة الص**ور احملرم**ة وظلم الن**اس وحنو ذل**ك فق**د خيتم ل**ه ب**ذلك‪ ،‬أي مبا يظه**ر س**وء‬
‫خامتته والعياذ باهلل ‪ ،‬ومثل ذلك إذا كان معه أصل التوحيد فهو خمطور بالعذاب والعقاب‪.‬‬

‫أسباب سوء الخاتمة‬


‫وهبذا يعلم أن سوء اخلامتة يرجع ألسباب سابقة‪ ،‬جيب احلذر منها‪.‬‬
‫* ومن أعظمه*ا‪ :‬فس*اد االعتق*اد‪ ،‬ف*إن من فس*دت عقيدت*ه ظه*ر علي*ه أثر ذل*ك أح*وج م*ا يكون إىل‬
‫العون والتثبيت من اهلل تعاىل‪:‬‬
‫* ومنها‪ :‬اإلقبال على الدنيا والتعلق هبا‪.‬‬
‫* ومنها‪ :‬العدول عن االستقامة واإلعراض عن اخلري واهلدى‪.‬‬
‫* ومنها‪ :‬اإلصرار على املعاص*ي وإلفه*ا ‪ ،‬ف*إن اإلنس*ان إذا ألقت ش*يئا م*دة حيات*ه وأحب*ه وتعل*ق ب*ه‪،‬‬
‫يهود ذكره إليه عند املوت‪ ،‬ويردده حال االحتضار يف كثري من األحيان‪.‬‬
‫* وق**ال احلاف**ظ ابن كث**ري رمحه اهلل‪( :‬إن ال**ذنوب واملعاص**ي والش**هوات ختذل ص**احبها عن**د املوت‪،‬‬
‫مع خذالن الشيطان له‪ ،‬فيجتمع عليه اخلذالن م*ع ض*عف اإلميان‪ ،‬فيق*ع يف س*وء اخلامتة‪ ،‬ق*ال تع*اىل‪:‬‬
‫(وكان الشيطان لإلنسان خذوال) الفرقان‪29:‬‬
‫* وسوء اخلامتة ‪ -‬أعاذنا اهلل منها ‪ -‬ال يقع فيها من صلح ظاهره وباطن**ه م**ع اهلل‪ ،‬وص*دق يف أقوال**ه‬
‫وأعماله‪ ،‬فإن هذا مل يسمع به‪ ،‬وإمنا يقع سوء اخلامتة ملن فس*د باطن*ه عق*دا‪ ،‬وظ*اهره عمال‪ ،‬وملن ل*ه‬
‫جرأة على الكبائر‪ ،‬وإقدام على اجلرائم ‪ ،‬فرمبا غلب ذلك عيه حىت ينزل به املوت قبل التوبة) أ ‪.‬هـ‬

‫أخي الكرمي‪:‬‬
‫ألجل ذلك كان جديرا بالعاقل أن حيذر من تعلق قلبه بشيء من احملرمات‪ ،‬وجديرا به أن يلزم قلبه‬
‫ولس**نانه وجوارح**ه ذك**ر اهلل تع**اىل‪ ،‬وأن حباف**ظ على طاع**ة اهلل حيثم**ا ك**ان‪ ،‬من أج**ل تل**ك اللحظ**ة‬
‫اليت إن فاتت وخذل فيها شقي شقاوة األبد‪.‬‬
‫اهلم اجعل خري أعمالنا خواتيمها‪ ،‬وخري أعمارنا أواخره**ا‪ ،‬وخ*ري أيامن**ا يوم نلق**اك في**ه‪ ،‬اللهم وفقن**ا‬
‫مجيعا لفعل اخلريات واجتناب املنكرات ‪ .‬وصلى اهلل وسلم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه‪.‬‬

You might also like