Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫نساء بال مالمح‪ -‬عبد األمير شمخي‬

‫اللوحة األولى‬

‫لو سمعت أصواتكن مرة أخرى‪ .‬قمت بجلدكن بعد أن أنسى غير متعمد أنكن‬ ‫هــو‬
‫‪.‬نسوة‬
‫الفتـاة حتى أنا؟‬
‫أنت بالذات سأجلدك حتى ترتدي‬ ‫هــو‬
‫ولم تؤذيها أكثر؟‬ ‫المومس‬
‫ابتعدي عن طريقي‬ ‫هــو‬
‫السيدة لم ال نخرج ولو قليال؟ دعنا نتنفس‬
‫هــو لستن سجينات‪ ..‬بل أنتن ميتات‪ ..‬وتعرفين لم قمنا بعزلكن في هذا المكان‪ .‬يوم تلدن‪..‬‬
‫تكون الساعة قد أزفت هذا ما تحتجن له‬
‫ملغاة‪ ..‬ملغاة‬ ‫المومس‬
‫تعرفين لم ألغيت‬ ‫هــو‬
‫المومس (تضحك) ألنني كنت أصرخ؟ لكم تمنيت أن يسمعني أحد‪...‬‬
‫وبما أنني غير مخول إنسانيا بضربكن‪ ،‬وال تنفيذ الحكم عليكن أجد نفسي‬ ‫هـو‬
‫مضطرا التخاذ بعض التدابير التزمن الصمت وإال بعد أن تلدن‬
‫ينفذ بكن حكم اإلعدام‬

‫اللوحة الثانية‬

‫حظ سيئ … حظ سيئ‬ ‫المومس‬


‫لوال الجنين الذي في بطنك لكان الدود قد غزا هذه البشرة‬ ‫الفتـاة‬
‫لقد أعطانا فرصة أخرى‬
‫المومس (للفتاة) الدود ينتظرنا‪ ..‬وينتظرك أيتها الجميلة‬
‫نساء بال مالمح‪ -‬عبد األمير شمخي‬

‫ماذا تريد؟ ماذا تريد؟‬ ‫المومس‬


‫أال تعرفين؟ أال ترفضين؟‬ ‫هــو‬
‫وهل ترفض الميتة؟‬ ‫المومس‬
‫ال تشعريني بالقرف فلست بعيدا عنه‪( .‬ينظر الى السيدة) ماذا تفعل؟‬ ‫هــو‬
‫تصلي كعادتها‬ ‫المومس‬
‫اذكرينا عند ربك‬ ‫هــو‬
‫الشيطان يهرب من جيش المالئكة الذي يحيط بي‪ ..‬من نورهم‪ ..‬وسحرهم‬ ‫السيدة‬
‫أين هم؟‬ ‫المومس‬
‫مـن؟‬ ‫السيدة‬
‫المالئكة‬ ‫المومس‬
‫ال تشعرين بهم؟ ال يمكن ذلك‪ .‬فما أنت اال عمياء‪ ،‬كهذا الذي خرج توا‬ ‫السيدة‬
‫أنا مثلك‪ ..‬كالنا تنتظر النهاية ذاتها‬ ‫المومس‬
‫أيلتقي النور بظالم الروح؟ المسك بتلك الرائحة النتنة للزريبة التي عشت بها‬ ‫السيدة‬
‫مع ديدان رغباتك؟ بعد أن اندفعت وطغت؟‬
‫رائحتي أجمل من رائحتك‬ ‫المومس‬
‫أنت ترين الجسد … وأنا أرى الروح‬ ‫السيدة‬
‫من أنت؟‬ ‫المومس‬
‫كما ترين‪ ..‬امرأة تنتظر خالصها من عالمكم‬ ‫السيدة‬
‫خالص ؟ (تضحك)‬ ‫المومس‬
‫نعم خالصي من هذا الوحل‪ ،‬الطين‪ ،‬العفن‪ ..‬إلى الهواء المطلق‬ ‫السيدة‬
‫ال تصدقي أكاذيب تختلقينها‬ ‫الفتـاة‬
‫أنت األخرى عمياء (تشير الى المومس) مثلها‬ ‫السيدة‬
‫أنا لست هي‪ ..‬وال أقل منك خلقا وال أدبا …أنا‪ ..‬هنا‬ ‫‪.‬الفتـاة‬
‫ألنني كنت احلم ب…بعالم‪ ..‬أفضل…أفضل‬
‫من في أحشائي ابني … نعم ابني‬
‫نساء بال مالمح‪ -‬عبد األمير شمخي‬

‫لكنك لم تتزوجي من قبل‪ ..‬أم أنك نسيت ذلك؟‬ ‫السيدة‬


‫دخلت عذراء‪ ،‬ولكنهم … هم‪ ...‬ورغم ذلك‪ ..‬أنا أحب الجنين الذي‬ ‫الفتـاة‬
‫ينمو في أحشائي مثلما تحبين الجنين في أحشائك‪ ،‬وأكاد‪ ،‬أكاد‬
‫أسمعه يصرخ‪ ،‬يا أمي‪ ،‬حين أدرك أنك تفكرين بقتلي وأنا لم‬
‫أزل في رحم الظالم‪ ،‬أتحسس مقدار األلم الذي تعانين‪ ،‬وكمية‬
‫الهزيمة التي تعيشين فيها‬
‫أحقـا تسمعينه؟‬ ‫المومس‬
‫نـ‪ ..‬نـ‪ " .‬بصعوبة " نـعم‬ ‫الفتـاة‬
‫أنا ال أسمعه‪ ..‬وال أريد أن أفكر فيه‬ ‫المومس‬
‫(للمومس) ألنك ال تفكرين إال بنفسك‪ ..‬أنت بضاعة مزوقة‬ ‫الفتـاة‬
‫للسيدة) وأنت؟‬
‫أنا أعرف من أبوه‬ ‫السيدة‬
‫من؟ تكلمي … من هو األب؟‬ ‫المومس‬
‫قتل‪.‬‬ ‫السيدة‬
‫(ضاحكة) إذن لم يعد له أب‪ ،‬وهكذا فنحن الثالثة نشترك أن أبناءنا ليس لهم‬ ‫المومس‬
‫أباء‪( .‬تواصل ضحكتها) أنتن مثلي‬
‫كنت أحلم بالفضيلة ووجدت نفسي في السجن‪ ،‬ومرة بـعـد اخرى اعتقلت‪..‬‬ ‫الفتـاة‬
‫ثم‪ ..‬ذ‪ .‬ذبحت‪ ..‬ومرت وجوههم علي تباعا ‪....‬‬
‫الخطيئة … الخطيئة وتقولين إنك مدرسة فلسفة‬ ‫السيدة‬
‫سيبقى وحيدا طفلي‪ ..‬سيبقى وحيدا‪ ،‬ليس مهما من سيكون األب؟ مجنونا‪ ،‬سكيرا‪،‬‬ ‫الفتـاة‬
‫أي شيء‪ ،‬فال بد أنه سيموت يوما‪ ..‬ليبقى ابني وحيدا أمام الحياة‪ ،‬إننا لو تعلمين جيدا‪ .‬نلد‬
‫الشعوب‪ ،‬والشعوب ليس لها أب‬
‫نحن جميعا أبناء الرحمة‬ ‫السيدة‬
‫هللا يعرف إنني لم أكن أريد هذا الجنين‪ ..‬لكن‪ ..‬لكن اآلن‬ ‫الفتـاة‬
‫من في أحشائي هو ابني وأعطاني الفرصة للحياة‬
‫نساء بال مالمح‪ -‬عبد األمير شمخي‬

‫كان عليك أن ترفضيها‪ ..‬لتنتقلي بسالم إلى العالم اآلخر‬ ‫السيدة‬


‫ما هو‪ ..‬الـ‪ ..‬العالم اآلخر؟ أتـ‪ ..‬أتعرفينه؟ (صمت) أنا‬ ‫الفتـاة‬
‫أنا ال أعرفه‪ ..‬أنا لم أسافر إلى بلد آخر‪ ..‬فكيف تعتقدين ‪..‬‬
‫إنني أفهم وجود العالم اآلخر‪ ..‬لقد ولدنا في السجن‪ ..‬الطيور‬
‫تسافر‪ ..‬تهاجر ثم تعود ونحن‪ ..‬نحن نحيا بانتظارها‪ ،‬كاألطفال‬
‫نـ‪ ..‬نفرح حين تعود‪ ..‬لكننا‪ ..‬نخجل من إظهار فرحنا‪،‬‬
‫فاألسوار الكثيرة‪ ،‬جعلتنا أكثر رغبة في الطيران‪ ،‬إنها الروح‬
‫هي التي تهرب من السجن وال‪ ..‬ال تعرف إلى أين؟‬
‫هذا ما كان يردد الرجل الذي أحببته ذات يوم‬ ‫المومس‬
‫وأبي أيضا كان يقول ذلك‪ ...‬فحين تكون مدمرا‪ ..‬مدمرا‪،‬‬ ‫الفتـاة‬
‫يكون الهواء كالطين‪ ..‬والطين دم‪ ..‬والـ‪ ..‬دم‪ ..‬ال أهمية‬
‫له بعد أن تتحول إلى رقم‪ ..‬فأنا الرقم ألف ومائة وثالث عشر‬
‫(تضحك) وأنا الرقم السابع والعشرون وهي الثامن والعشرون‬ ‫المومس‬
‫هل سننتقل إلى العالم اآلخر ونحن أرقام؟‬ ‫الفتـاة‬
‫كيف تردن مني أن أؤمن بالعالم اآلخر‪ ،‬وأنا لم أعش‪ .‬ولم‪ ..‬ولم‬
‫كان لنا جار يقول دائما ألخي اذهب وتمتع وتذوق طعم الحياة ثم‬ ‫المومس‬
‫اترك ما أحببت وعش وأنت تحمل االثنين‪ ..‬الحياة وإيمانك‪ ..‬ثم اتبع من تحب‬
‫والكل سيتبعك‪ ..‬وستكون نزهتك في شقائك‪ ،‬فذهب أخي‪ ..‬وهو يحلم بذلك اليوم‬
‫‪ ..‬لكنه لم يعد‬
‫لماذا؟‬ ‫السيدة‬
‫قتل في زمن الفتنة أنا مثلها ال أؤمن … مثلها‪ ،‬لكني أعرف من هو األب‪.‬‬ ‫المومس‬
‫مـن هـو؟‬ ‫السيدة‬
‫رجل بقيت معه فترة قصيرة … كان كالنا يخاف من الشرطة‬ ‫المومس‬
‫كان مطاردا‪ ..‬فخبأته في منزلي‪ ..‬وعشت ألجله‪ ..‬لكنه هرب‬
‫ما اسمه؟‬ ‫الفتـاة‬
‫نساء بال مالمح‪ -‬عبد األمير شمخي‬

‫لمـاذا؟‬ ‫المومس‬
‫ربما عرفته‪ ..‬فأصدقاء أبي كلهم مطاردون‪ ..‬ما أسمه؟‬ ‫الفتـاة‬
‫في األسبوع األول كان له أسم‪ ،‬وفي األسبوع الثاني‬ ‫المومس‬
‫فوجئت باسم آخر‪ ،‬ثم توالت األسماء‪ ..‬حتى عرفته بسبعة أسماء‬
‫مزيفة‬ ‫السيدة‬
‫نعم‪ ..‬إال أنه هو‪ ..‬لم يكن مزيفا‬ ‫المومس‬
‫السيدة (تبتسم)‬
‫أنا أعرف الرجال أكثر منك‪ ..‬أعرفهم كلهم‪ ..‬وال تستطيعي‬ ‫المومس‬
‫مجادلتي في هذا األمر‬
‫هل عرف عنك وعن كونك فتاة‬ ‫السيدة‬
‫فتاة شارع‪ ..‬نعم أخبرته كل شيء‪ ..‬بل إننا التقينا في الشارع وكنت سكرى‪،‬‬ ‫المومس‬
‫اعتقدت أنه خجول فاقترحت علية الذهاب معي إلى المنزل‪..‬‬
‫ونحن في الطريق كان أمامنا شرطي‪ ..‬أراد عصفوري اخفاء وجهه‪ ..‬فقبلني‬
‫(تضحك) يالي من غبية‬
‫وبقي عندك؟‬ ‫السيدة‬
‫لم يكن لديه خيار آخر‬ ‫المومس‬
‫إذن‪ ..‬فقد كان مرغما واقتنصته‬ ‫السيدة‬
‫بالعكس‪ ..‬لقد ظل يبكي على صدري دون سبب‪ ،‬يبكي كما‬ ‫المومس‬
‫لوأنه فقد أحبته‪ ،‬بل يجهش بالبكاء على صدري وهو يردد‬
‫لقد خسرنا التجربة‪ ..‬خسرنا التجربة‬
‫هجرك بعدها واختفى‬ ‫السيدة‬
‫كسروا باب البيت واصحبوني معهم‪ ،‬بعد أن كان هو قد‬ ‫المومس‬
‫‪.‬هرب‪ ،‬أرادوا مني أي شيء يدلهم عليه‪ ..‬فلم أخبرهم‬
‫لم تخبريهم‪ ..‬أم تراك ال تعرفين حتى اسمه؟‬ ‫السيدة‬
‫لم أخبرهم‬ ‫المومس‬
‫نساء بال مالمح‪ -‬عبد األمير شمخي‬

‫أنت تكذبين‬ ‫السيدة‬


‫وأنت تقفين بوجه مشاعري كالمسمار‪ .‬ثم أنني كنت أعرف عنه‬ ‫المومس‬
‫كل شيء‬
‫ماذا عرفت عنه؟‬ ‫الفتـاة‬
‫لقد كان‪( ..‬تفكر) كان رجال ال يشبه الرجال الذين عرفتهم‬ ‫المومس‬
‫وال أظن أن هنالك اسما يكفي الحتواء تلك القدرة التي في‬
‫داخله‬
‫هو ال‪ ..‬ال‪ ..‬الحب‬ ‫الفتـاة‬
‫عرفت الكثير من الرجال‪ ..‬لكنه مختلف تماما‪( ..‬تتحسر) كان‬ ‫المومس‬
‫يمكن أن أفي ألي منهم‪ ..‬إال أنهم كانوا يتركونني ويرحلون دون‬
‫أن يتركوا لي أثرا طيبا‪ ..‬أما هو‪ ..‬فال‬
‫اللعنة‪ ..‬اللعنة على الشيطان وعلى من سار على خطاه‬ ‫السيدة‬
‫آمــين‬ ‫المومس‬
‫السيدة (للمومس) أنا ألعنك فلم تقولين آمــين؟!‬
‫أنا مسكينة مثلك تماما … ادعي ربك كي يحطم هذا السجن‬ ‫المومس‬
‫اآلالم تجربة قاسية‪ ،‬ال تتحملها إال النفوس المطمئنة‬ ‫السيدة‬
‫أتعرفين … منذ أشهر وأنا أتساءل من أنت؟ وابن من هذا‬ ‫المومس‬
‫الجنين؟ ولم أنت هنا؟‬
‫لو حملنا آالمنا إلى هللا‪ ..‬لخرجنا من بين يديه أنقياء كما لو أننا‬ ‫السيدة‬
‫نولد من جديد‬
‫افتح صدرك لي…أنا أتمنى أن… أتمنى ماذا تردن أن أتمنى‬ ‫المومس‬
‫أن نخرج أحياء‬ ‫الفتـاة‬
‫نحن أم أطفالنا؟ ال أعتقد أننا نعرفهم‬ ‫المومس‬
‫السيدة أنا أعرفه‬
‫المومس وأنا أحبه‬
‫نساء بال مالمح‪ -‬عبد األمير شمخي‬

‫وأنا أخاف منه‪ ..‬لنهرب‬ ‫الفتـاة‬


‫المومس (بفرح) ابنتي ترفسني‬
‫السيدة (تركض إليها بفرح) أين؟ … أين؟‬
‫هنا‬ ‫المومس‬
‫دعينا نسمع‪ ..‬دعيني «تنحني ثم تصرخ «آه‬ ‫السيدة‬
‫ماذا؟‬ ‫المومس‬
‫أنا أيضا تحرك ابني‬ ‫" السيدة‬
‫هذه رسالة‪ .‬الحركة منهم تعني رسالة‬ ‫المومس‬
‫حركة مباركة … حركة مباركة‬ ‫السيدة‬
‫كم أنا فرحة‬ ‫المومس‬
‫أكاد أطير كالفراشة‬ ‫السيدة‬
‫أشعر أن لي أجنحة‬ ‫المومس‬
‫ابني ال يتحرك‪( ..‬بحزن شديد) ال يتحرك‬ ‫الفتـاة‬
‫ربما هو خجول‬ ‫السيدة‬
‫هذا ألنك تجلسين طوال الوقت وال تفكرين إال بالهرب‬ ‫المومس‬
‫يـا رب أنت أعرف بما ينتظرنا‬ ‫السيدة‬
‫لن يسمعنا‬ ‫الفتـاة‬
‫بل يسمعنا أيتها الصغيرة‪ ..‬ويدرك ما نعاني قبل أن تنطق األلسن‬ ‫السيدة‬
‫ومن أنت‪ ..‬حتى تعرفين أنه‪ ..‬ي‪ .‬يسمعنا‬ ‫الفتـاة‬
‫لم أشبع بعد نهمي وشوقي للحياة‪ … ،‬لماذا كتب علينا الموت هنا؟ في حين أن‬ ‫المومس‬
‫األزهار تنبت في حدائق السجون وتنمو وتكبر … أهذه هي المعادلة؟ أهكذا ستنمو ابنتي بين‬
‫أيديهم وتكبر ليسحقوها؟ يا إلهي أنا الرقم (السابع والعشرون) أناديك‬

‫كفي عن الصراخ … فلن يصغي ألمثالك‬ ‫السيدة‬


‫نساء بال مالمح‪ -‬عبد األمير شمخي‬

‫إذا كان ال يصغي فسأواصل الصراخ حتى يسمع‪ ..‬وإن كان ال يسمع‬ ‫المومس‬
‫فسأواصل الصراخ ‪...‬أنا اتألم‬
‫الفتـاة ال تخافي فهذه اآلالم كآالم الشعوب قبل أن تلد تطول‬
‫وهل تلد الشعوب يا مثقفة؟‬ ‫السيدة‬
‫الفتـاة نعم‪ ،‬إن تكلمت‪ ..‬إن كفت عن الصمت علينا أن‪ ..‬أن‪ ..‬أن نهرب‬
‫كان هو يردد هذه الكلمة … لنهرب‪ ..‬لنهرب أنه يشبهك‬ ‫المومس‬
‫بماذا يشبهني؟‬ ‫الفتـاة‬
‫خائف مثلك ومهزوم‪ ..‬وال يسعى إال لخالصه حيا‬ ‫المومس‬
‫البد أن‪ ..‬أن‪ ..‬نهرب‪ .‬هذا هو أملنا الوحيد ال تترددن‪ ،‬فهنالك لحظات في‪ ..‬في‬ ‫الفتـاة‬
‫الزمن‪ ..‬غفلة‪ ..‬يمكننا أن ننجو بها وهي أمل‪ ..‬الـ‪ ..‬الكثيرين‬
‫أنا خائفة… أنا أرتعش‬ ‫السيدة‬
‫لم نفعل شيئا بعد… أسكتي‬ ‫المومس‬
‫سننجو‪ ..‬عليك أن تؤمني بذلك‬ ‫الفتـاة‬
‫نعم سننجو‬ ‫السيدة‬

‫اللوحة الثالثة‬

‫هل متنا؟ … أنحن أموات؟‬ ‫المومس‬


‫مادام األلم قد تالشى … إذن فنحن أموات‬ ‫السيدة‬
‫البد أننا في الجنة‬ ‫المومس‬
‫ما دمت أسمع صوتك فال أعتقد …‬ ‫السيدة‬
‫لقد ضربوني بقسوة‬ ‫المومس‬
‫أنا أيضا‪ .‬ما كان علينا أن نفكر بالهرب‬ ‫السيدة‬
‫سأعرف جرمك يوما ما‬ ‫المومس‬
‫يا رب كل شيء حي … أنقذنا من الموت‬ ‫السيدة‬
‫نساء بال مالمح‪ -‬عبد األمير شمخي‬

‫ال تصمتوا‪ .‬ال تمارسوا حياتكم بسذاجة في حين يموت اآلخرون‪ .‬نحن هنا …‬ ‫المومس‬
‫نحن هنا‬
‫نحن هنا تحت األرض‬ ‫السيدة‬
‫تحت األرض… تحت األرض …‬ ‫المومس‬
‫هنالك أرض تحت األرض التي تعيشون عليها‪ ،‬أرض فيها سجون‬ ‫السيدة‬
‫أرض سفلى‪ ،‬أرض مات فيها بعض من أهلنا‪ .‬أرض أعدت‬ ‫المومس‬
‫للموت‬
‫اقلبها يا رب‪ ..‬اقلبها رأسا على عقب وخلصنا جميعا‪..‬‬ ‫السيدة‬
‫حين يقودك غبي‬ ‫المومس‬
‫عليك أن تقتل ذكاءك‬ ‫السيدة‬
‫وحين يقودك شيطان …‬ ‫المومس‬
‫أعلينا أن نقتلك فينا كي نبقى أحياء‬ ‫السيدة‬
‫ال أحد … ال أحد … ال أحد يسمع‬ ‫المومس‬
‫ال أحد يرى‬ ‫السيدة‬
‫ال أحد يشعر‪ ..‬ال أحد‪ ..‬ال أحد …‬ ‫المومس‬
‫ال أحد يمكنه تحديد ذلك‬ ‫السيدة‬
‫أنا ال أؤمن بشيء… ورغم ذلك ال أخاف… أنا امرأة مهزومة‬ ‫المومس‬
‫ستشفى الجراح في العالم اآلخر‪ ..‬هذا ما أعرفه‬ ‫السيدة‬
‫لم أعش ألتحمل الطعنات بصمت‪ ..‬ثم لتشفى جراحها هناك‬ ‫المومس‬
‫كنت أسمع صراخكن‪ ..‬ولم تكن لي رغبة للنهوض‬ ‫الفتـاة‬
‫(تضحك فتهرب السيدة الى مكانها)‬ ‫المومس‬
‫ضحكتك هذه تذكرني بالشيطان‬ ‫السيدة‬
‫الشيطان‪ ..‬أم أن جسدك يرتعش حين تقتحم مسامعك هذه‬ ‫المومس‬
‫الضحكة‪ ..‬وترغبين بتقليدها ‪ .. ..‬تضحك من جديد‬
‫نساء بال مالمح‪ -‬عبد األمير شمخي‬

‫أنا خائفة‬ ‫الفتـاة‬


‫ال تخافي يا صغيرتي … فماذا يمكنهم أن يفعلوا بعد؟ مازلنا‬ ‫المومس‬
‫أحياء رغما عنهم‪ ..‬لقد ضربوني بقوة‪ ،‬ورغم ذلك كنت أضحك‪......‬‬
‫يا واحدي الذي أحب‬
‫يا منجدي الذي أريد‬ ‫السيدة‬
‫يا رجال هوى معذبا إياي‬ ‫المومس‬
‫يا ملكا مدت له يداي‬ ‫السيدة‬
‫أنتن أحياء‪ ..‬لماذا أقدمتن على الهرب‬ ‫هـو‬
‫هي قالت‬ ‫السيدة‬
‫ما كان عليك أن تفعلي ذلك‪ ،‬فلو استطاعت أي واحدة منكن الهرب‪ ..‬النهار‬ ‫هـو‬
‫كل ما بنيته‪ ..‬وربما كنت سأقتل بدال عنها ما كان عليكن فعل ذلك‪ ..‬لقد حدثت‬
‫معجزة ‪..‬معجزة فعال ‪ ...‬فقد جاءني بالغ اآلن‪ ..‬يؤكد أنكن ستخرجن من هنا‬
‫حقا؟‬ ‫المومس‬
‫نعم سنعيدكن إلى الحياة من جديد‪ ..‬ونحن آسفون فربما‬ ‫هـو‬
‫تعرضتن لقليل من المضايقات‬
‫قليل؟ قليل من المضايقات‬ ‫المومس‬
‫قليل من المضايقات‪ ..‬قليل‪ ..‬قليل من المضايقات‬ ‫السيدة‬
‫أقل من القليل‪ ..‬قليل من المضايقات‬ ‫الفتـاة‬
‫أبعد كل هذا‪ ..‬تكون قليل من المضايقات‬ ‫المومس‬
‫كفى‪ ..‬المهم ستخرجن‪ ..‬ستغادرن هذا المكان‬ ‫هـو‬
‫كنت أظن أن صراخ الفرح سيرتفع عاليا حين أعلن هذا القرار‬
‫أنا فرحة‬ ‫المومس‬
‫وأنا كذلك‬ ‫السيدة‬
‫و أ‪ .‬أ‪ .‬أنا فرحة … جدا‬ ‫الفتـاة‬
‫إن هذا القرار مقترن بشرط لكل واحدة‬ ‫هـو‬
‫نساء بال مالمح‪ -‬عبد األمير شمخي‬

‫أنا على استعداد‬ ‫السيدة‬


‫وأنا أيضا‬ ‫المومس‬
‫أحقا؟ وأنا؟ أبقى وحيدة؟ سأجن‬ ‫الفتـاة‬
‫ال غرابة في ذلك بل الغرابة أن ال تسيري على خطى والدك‬ ‫هـو‬
‫أنا جاهزة‬ ‫المومس‬
‫كما توقعت‪ ..‬فأنت األكثر شوقا الى الحياة‬ ‫هـو‬
‫ال شيء يعادل خروجي من هنا أين اكتب أنني موافقة‬ ‫المومس‬
‫هنا‪ ..‬وكل ما نطلبه منك هو أن تدسي السم لعشيقك الذي هرب‬ ‫هـو‬
‫هذا فقط هو ما نطلبه‬
‫ماذا قلت؟ أأقتل الرجل الذي كان يبكي على صدري كالطفل‬ ‫المومس‬
‫هـو اآلن هدفنا األول‪ ..‬ونحن أمام الجميع ال نريد أن نكون قتلة‪..‬‬ ‫هـو‬
‫وكل ما سيكون‪ .‬امرأة انتقمت لشرفها‬
‫(بتهكم) وأين هو شرفي؟ … عندما كنتم تضربونني بقسوة‬ ‫المومس‬
‫هل كنتم تدافعون عن شرفي؟ عندما كان أحدكم يشدني من شعري‪..‬‬
‫هل كان يدافع عن شرفي؟‬ ‫السيدة‬
‫المومس عندما أطفأتم السجائر في يدي‬
‫هل كنتم تدافعون عن شرفي؟‬ ‫الفتـاة‬
‫" تنفجر ضاحكة" اقسم انكم رجال شرفاء…… أيها الشرفاء‬ ‫المومس‬
‫فكري جيدا … قبل أن أسمع الرد‪..‬‬ ‫هـو‬
‫نعم‪..‬‬ ‫المومس‬
‫أحقا‪ ..‬أ‪ .‬أحقا تفكرين؟‬ ‫الفتـاة‬
‫( يقدم لها سيجارة)‬ ‫هـو‬
‫أشعلها…… أشعلني‬ ‫المومس‬
‫فكري‪ ..‬أما الحياة‪ ..‬أو الموت هنا‬ ‫هـو‬
‫نساء بال مالمح‪ -‬عبد األمير شمخي‬

‫السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‬ ‫السيدة‬
‫وعليكم السالم‬ ‫هـو‬
‫كنت أسلم على المالئكة‬ ‫السيدة‬
‫أنا واحد منهم‪ .‬انظري‪ ..‬جئت ألخرجك من هنا‬ ‫هـو‬
‫الشرط‬ ‫السيدة‬
‫أن تسلمي لنا زوجك‬ ‫هـو‬
‫لقد مات‬ ‫السيدة‬
‫نعم‪ ..‬زوجها مات ‪ ..‬اعترفت لنا بذلك‬ ‫المومس‬
‫(للسيدة) نحن نعرف حقيقة األمر فال داعي للمراوغة‪ ،‬هوحي‪ ،‬ونريده‪،‬‬ ‫هـو‬
‫وحين تخرجين سيهرع إليك‪ ..‬لن نطلب منك دس السم له مثلها بل سنتكفل‬
‫نحن بما تبقى‬
‫موافقة‬ ‫السيدة‬
‫اكتبي هنا " تهم بالكتابة" هو أحمق عليه أن يعرف ذلك لم تعد الثورة هي‬ ‫هـو‬
‫الوسيلة فالعالم لم يعد كما كان‬
‫الفكرة نفسها‬ ‫الفتـاة‬
‫لقد تحطمت الفكرة‪ ..‬ولم تعد هناك فكرة نحتاج إليها‪ ،‬وعلى‬ ‫هـو‬
‫الجميع أن يؤمنوا بذلك‪ ..‬إننا جميعا قتلة‪ ..‬وجميعا أبرياء‪ ،‬علينا‬
‫أن ندفع ثمن كل شيء‪ ..‬حتى بقاءنا‬
‫البقاء أم الغباء؟‬ ‫الفتـاة‬
‫بتعدي‬ ‫هو‬
‫لم؟ أريد سببا … أي سبب حتى لو لم يكن مقنعا‬ ‫الفتـاة‬
‫بتعدي‪ ..‬عودي إلى مكانك‪ ..‬جلسي‪ ،‬وال تتحركي‪ ،‬فلو‬ ‫هو‬
‫كنت مخيرا لتخلصت منك قبل أي فعل آخر‬
‫أنت نقطة ضعفي في زمن القوة‪ ،‬والقوة عليها أن تأكل الجزء‬
‫الضعيف الذي فيها‬
‫نساء بال مالمح‪ -‬عبد األمير شمخي‬

‫لماذا أنت نقطة ضعفه؟‬ ‫المومس‬


‫ل‪ .‬ل لماذا أنت ستخرجين أوال؟‬ ‫الفتاة‬
‫ماذا كان يعني بذلك؟ أنت نقطة ضعفه‬ ‫المومس‬
‫أتبيعين الرجل الوحيد الذي أحببته ؟؛‬ ‫الفتـاة‬
‫أنا لم اقل نعم‪ ..‬بل هي‪ ،‬بعد أن ادعت أن زوجها قد مات‬ ‫المومس‬
‫نعم‪ ..‬مات‪ ..‬مات‬ ‫السيدة‬
‫ولكنة قبل قليل‪ ..‬قال كالما آخر هل ستسلمين زوجك لهم؟‬ ‫المومس‬
‫زوجي مات‬ ‫السيدة‬
‫أنت امرأة مدعية‪ ،‬كيف يمكن أن تكوني معنا‬ ‫المومس‬
‫هذا جسدي الذي ترينه‪ ،‬أما روحي فهي هناك‬ ‫السيدة‬
‫لست مجزئة‬ ‫الفتـاة‬
‫الروح ملكه‪ ..‬أما الجسد فحطام يذبل‪ ..‬وروحي يملها النور‪،‬‬ ‫السيدة‬
‫رغم أنني أعيش هنا وسط الظالم‬
‫أنت مجنونة‪ ،‬مدعية‪ ،‬متسلطة‪ ....‬كيف يمكن أن تسلمي زوجك‬ ‫المومس‬
‫أتعترضين على قتل رجل ميت‬ ‫السيدة‬
‫من أنت‬ ‫المومس‬
‫امرأة تزوجت في القرية‪ ..‬كان زوجي يغتصبني كل ليلة‪ ،‬كان يملك بقرة‪،‬‬ ‫السيدة‬
‫كنت أتحدث إليها" أنا وأنت متشابهتان‪ ..‬أنت تأكلين‪ .‬تنامين وأنا كذلك… أنت‬
‫يضربك عبد الحميد وأنا كذلك… أنت ستموتين في الزريبة وأنا في الغرفة المجاورة‪،‬‬
‫وقفت البقرة‪ ،‬ونظرت إلي‪ ،‬ثم استدارت وذهبت‪ ،‬هربت‪ ،‬واختفت‪..‬‬
‫يا للمسكينة‪ ....‬أنت أكثر من امرأة‬ ‫المومس‬
‫أنا لست مسكينة‪ ....‬وأنت لست امرأة‬ ‫السيدة‬
‫كفى‪ ..‬كفى‪ ..‬س … سيأتي ليعذبنا‬ ‫الفتـاة‬
‫يبدو أنك تعرفينه منذ زمن طويل‪..‬‬ ‫المومس‬
‫اآلن‪ ..‬بعد‪ ..‬أن‪ ..‬سيصرح لكما بالحياة ال بد أن أخبركما‪ ...‬إنه‪...‬‬ ‫الفتـاة‬
‫نساء بال مالمح‪ -‬عبد األمير شمخي‬

‫ما هذا الصراخ؟ من كانت تصرخ؟‬ ‫هـو‬


‫كنا نهمس لبعضنا‬ ‫المومس‬
‫روحي كانت تصرخ‪ ..‬يا‪ ..‬أخي‬ ‫الفتـاة‬
‫أخوك‬ ‫المومس‬
‫حقا‬ ‫السيدة‬
‫نعم أخي ‪...‬أخي الذي قتل أخاه‪ ..‬ودفع أباه إلى الجنون‬ ‫الفتـاة‬
‫ولكن لحسن الحظ انه‪ ..‬أنه من أم أخرى‪ ...‬لم فعلت ذلك؟‬
‫كنت أنفذ الواجب‪ ....‬كدت أجن ساعتها وأنا أراه يسقط‬ ‫هـو‬
‫ولم أشعر إال ويد الرجل الكبير تضغط على كتفي وهو يقول أحسنت‬
‫أحسنت‪ ..‬أ‪ .‬أ‪ .‬أحسنت‬ ‫الفتـاة‬
‫أحسنت‪ ..‬أحسنت‪ ..‬أحسنت‪ ..‬أنت منا وستكون في المقدمة دائما‬ ‫هـو‬
‫أنا لست مذنبا‪ ...‬بل هم‪...‬هم‬
‫تسلقت المناصب‪ ..‬ولم تتراجع‬ ‫الفتاة‬
‫كيف تريدين مني التراجع؟ وقد تلطخت يداي بالدم‬ ‫هـو‬
‫ال تكن قاسيا علينا يا أخي‬ ‫الفتـاة‬
‫هذا المساء‪ ..‬سأقتل أبي‬ ‫هـو‬
‫أبي؟! ما لذي يدفعك لذلك؟‬ ‫الفتـاة‬
‫وما الفرق إذا تلطخت أيدينا بالدم‪ ..‬أو غرقنا به‪ ..‬سأقتله‬ ‫‪.‬هـو‬
‫أعرف أنك‪ ..‬لن‪ ..‬لن تتراجع‪ ..‬ولكن‪ ..‬ال‪ ..‬ال تفعل‬ ‫الفتـاة‬
‫هذه أوامرهم‪ ..‬إنهم يهيئونني ألكون قائدا ولن أتراجع من أجل‬ ‫هـو‬
‫بقية المشاعر‪.‬‬
‫ما ذا يريدون من رجل عجوز يقضي أيامه في مستشفى المجانين‬ ‫الفتـاة‬
‫هو ال يعني لهم شيئا‪ ..‬إنهم يريدون تصفية أوراقي لتظهر بيضاء‪،‬‬ ‫هـو‬
‫أرجوك‪ ...‬إنه أبوك‬ ‫الفتـاة‬
‫لقد انتهى األمر سيكون لي أهل أبطال‪ ،‬غيركم كذابون مهرة حتى في مشاعرهم‬ ‫هـو‬
‫نساء بال مالمح‪ -‬عبد األمير شمخي‬

‫حسن‪ ..‬قل‪ ..‬قل‪ ..‬قل له أنني أسلم عليه‪ ..‬و‪ .‬وقل له أننا‬ ‫الفتـاة‬
‫نكتشف أنفسنا داخل الورطة‪ ..‬وقل له‪ ..‬ما‪ ..‬ما‪ ..‬ما كان‬
‫عليه‪ ،‬أن يتزوج المرأة التي أنجبتك يا أخي‬

‫اللوحة الرابـعة‬

‫هذه‪ ..‬هذه الشمعة‪ ..‬حملتها معي‪ ..‬منذ أن‪ ..‬أن مات أخي‬ ‫الفتـاة‬
‫أشعلها اآلن ألبي‬
‫هل سنخرج كما قالوا؟‬ ‫السيدة‬
‫أتثقين بهم؟‬ ‫الفتـاة‬
‫هذا أمر نحدده‪ ..‬أنا وهي‪ ..‬ابقي أنت مع أخيك‬ ‫السيدة‬
‫طريقنا مختلف‪ ..‬مختلف‪ .‬ألنني سأذهب إليه‪ ..‬سأبحث‬ ‫المومس‬
‫عنه‪ ..‬ولكن لن أسلمه لهم‪ ..‬فهو رجلي الوحيد أنا ولدت ألتزوجه وأنجب منه‬
‫الرحمة‪ ..‬الرحمة‬ ‫السيدة‬
‫هذه فرصتكم الوحيدة‬ ‫هـو‬
‫نحاول الهرب حتى ننجو من قبضتهم‬ ‫الفتـاة‬
‫إنها الفرصة‪ ..‬الفرصة الوحيدة‪..‬‬ ‫هـو‬
‫أنا سأنجو‪ ،‬ولن أتحمل وزر ما يفعله اآلخرون فعلى كل واحد‬ ‫السيدة‬
‫منا أن يتحمل ما جنت يداه أنا موافقة‪ ...‬الباب مفتوح لكن أيضا‬
‫إنها‪ ..‬الفرصة‪ ...‬غفلة الزمن‬ ‫هـو‬
‫ما تحملناه كان قاسيا‪ ..‬قاسيا ومرعبا‬ ‫المومس‬
‫هذا يعني‪ ..‬أننا ندجن ‪ ....‬هذا ما أرادوا‬ ‫الفتـاة‬
‫أنا لن أتحرك‪ ..‬ولن أفعل ما يريدون‬ ‫المومس‬
‫نساء بال مالمح‪ -‬عبد األمير شمخي‬

‫وأنا أيضا‬ ‫السيدة‬


‫لم ال نفكر في طريقة للهرب‬ ‫الفتـاة‬
‫عندما كنت صغيرة‪ ..‬كان يعجبني أن أهرب من البيت‪ ..‬وحين‬ ‫المومس‬
‫يغلقون الباب كنت أهرب من النوافذ‪ ..‬وقد كان ذلك مجرد‬
‫لعبة ألعبها مع المكان‬
‫ما الذي كان يدفعك إلى ذلك؟‬ ‫السيدة‬
‫ابن الجيران‪ ،‬كان جميال‪ ،‬ألم تقفزي السطح ألجل ابن الجيران؟‬ ‫المومس‬
‫لقد قفز هو ذات مرة الى سطح دارنا‪ ،‬كان يدعوني ألهرب معه‪..‬‬ ‫السيدة‬
‫رفضت‪ ..‬وفي اليوم التالي جاء أيضا‪ ..‬وقبلني‪ ..‬ثم هرب‪ ..‬ولم أره بعدها إال بعد أن‬
‫كبرت وتزوجت عبد الحميد‪ ..‬جنون وطين وفقر واتهامات ال أكاد أصدقها والقذارة‬
‫مألتني وهزلت‪ ..‬ثم لم أعد قادرة على الحركة وجننت بالفعل حتى رأيته‬
‫زوجك؟‬ ‫الفتـاة‬
‫عالجني‪ .‬وأخذني معه‪ ..‬وانتهى األمر‬ ‫السيدة‬
‫ماذا؟ ماذا تعنين؟ هل انتهت آالمك‬ ‫المومس‬
‫كان غريبا وبغرابته تلك‪ ..‬يسيطر عليك كليا‪ ..‬ويقنعك ثم‬ ‫السيدة‬
‫يدعوك لتتبعينه‪ ..‬ويقول هللا أمامنا إننا ذاهبان إلى النقاء ال تعرف هل شفيت أم‬
‫وفجأة يصرخ أنك شفيت‪..‬‬
‫أتؤمنين به‬ ‫الفتـاة‬
‫أنا أؤمن بالخالق الذي خلق كل شيء‪ ..‬وأكاد أحس به قريبا‬ ‫السيدة‬
‫مني‪ ..‬وهذا هو المهم اآلن‪ ..‬هللا‪ ..‬هو المحبة‪ ..‬هو الخالص‬
‫والصفاء والتسامح‪ ..‬والحياة والطفولة‪..‬‬
‫لقد حيرتني‪ ..‬نعم‪ ..‬حيرتني‬ ‫الفتـاة‬
‫أشعر بالبرد‬ ‫المومس‬
‫هذا ألنك تفتقدين جزءا منك‪ ..‬كما يبدو‬ ‫السيدة‬
‫أين‪ ..‬أين اذهب‬ ‫المومس‬
‫نساء بال مالمح‪ -‬عبد األمير شمخي‬

‫اجلسي‬ ‫السيدة‬
‫ماذا أفعل‪ ..‬ما ذا أفعل‬ ‫المومس‬
‫اهدئي‬ ‫السيدة‬
‫أنا هادئة‬ ‫المومس‬
‫أنت ترتعشين‬ ‫الفتـاة‬
‫أنا خائفة‪ ..‬أشعر أن‪ ..‬أن شيئا‪ ..‬مني‪ ..‬قد انفصل عني‪ ..‬أو أنه على الحافة‪ ..‬نعم‬ ‫المومس‬
‫حافة الهاوية‪ ..‬يا إلهي أين أراها أنا أريدها يا ربي‬
‫اسكتي اسكتي‪ ..‬وال تضاعفي خوفنا‬ ‫السيدة‬
‫أين هي يا رب؟ بين أيديهم أم تحلق في سمائك؟‬ ‫المومس‬
‫أنا متأكدة أنها ستكون بخير‬ ‫الفتـاة‬
‫حقا‪ ..‬أخبريني كيف‪ ..‬كيف‪..‬‬ ‫المومس‬
‫قلبي يطمئنني‬ ‫السيدة‬
‫قلوبنا تخدعنا‪ ..‬هذه هي المشكلة‪ ..‬قلوبنا تخدعنا حتى مع من‬ ‫المومس‬
‫نحب‪ ..‬فنعطي كل ما لدينا‪ ..‬إال أنه يهرب تاركا إيانا كأوراق‬
‫تتساقط في خريف ‪ ....‬من يطمئنني؟ أنا خائفة‪ ..‬خائفة‬
‫ال تخافي فالمالئكة تحيط بنا وتحرسنا‬ ‫السيدة‬
‫إننا بحاجة إلى الرحمة‪ ..‬إلى المالئكة إلى قلوبنا إلى أي شيء‬ ‫المومس‬
‫لتذهب المالئكة إليها‪ ..‬إليه‪ ..‬إلى كل من بحاجة إليها‪..‬‬
‫أنت طيبة القلب‪ ،‬وهذا ما لم أعرفه من قبل‬ ‫السيدة‬
‫هناك ثقب كبير‪ ..‬شيء ما يختفي ويسحبنا‪ ...‬األرض تبتلعنا‬ ‫السيدة‬
‫أيها األحياء‪ ...‬الهوة تضيق علي‪ ،‬وتطبق على روحي‬
‫إنهم يدفعون بنا الى الجنون‬
‫أنا أطير بال قرار كما لو أنني سكرى‪ ..‬لقد فقدت اتزاني‬ ‫المومس‬
‫والفراغ يأخذني (تصرخ) يا حارس روحي اتبعني إلى الحياة‬
‫التي لم نعشها‬
‫نساء بال مالمح‪ -‬عبد األمير شمخي‬

‫الهوة تضيق بي وتنكمش‪ ...‬الهواء يختفي‪ ...‬يتالشى‪ ..‬وجسدي‪ ...‬يودع روحه‬ ‫السيدة‬
‫ما أبشع أن نطير بال مستقر‬ ‫المومس‬
‫ما أبشع أن تلتف علينا األرض كاألفعى‬ ‫السيدة‬
‫ليس لنا جذور‪ ...‬أرواحنا تهفو للطيران‬ ‫الفتـاة‬
‫الفضاء من زجاج‬ ‫المومس‬
‫القبر من حجر‬ ‫السيدة‬
‫الهواء يدفعني لألعلى‬ ‫المومس‬
‫األرض تطبق علي‬ ‫السيدة‬
‫السماء ليس لها حدود‪ ..‬واألرض ليس لها حدود‬ ‫الفتـاة‬
‫أنا أصبح كالهواء ال وجود لي‬ ‫المومس‬
‫أنا حجر‪ ..‬ال وجود لي‬ ‫السيدة‬
‫)ينتهي الحلم وقد استنفدت كل واحدة قواها(‬
‫كنت أحلم‬ ‫المومس‬
‫كنت أحلم‬ ‫السيدة‬
‫أنتن هنا أم في الحلم؟‬ ‫الفتـاة‬
‫كيف أستطيع التأكد من الحقيقة؟‬ ‫السيدة‬
‫أنا خائفة‪ ..‬خائفة‬ ‫المومس‬
‫لقد اختلطت األمور‬ ‫الفتـاة‬
‫لماذا حتم علينا الموت‪...‬؟‬ ‫المومس‬
‫لماذا نحن؟‬ ‫السيدة‬
‫لماذا نحن هنا؟‬ ‫الفتـاة‬
‫قطرة دم بريئة على األرض‪ ..‬تكفي إلثبات فساد الحاكم‬ ‫المومس‬
‫قطرة دم على اإلسفلت‪ ..‬تكفي شاهدا بريئا على الجريمة‬ ‫السيدة‬
‫قطرة دم قطرة دم واحدة تكفي‬ ‫الفتـاة‬
‫المومس انهمر يا مطر السماء لتغسل أرواحنا نحن أبناء الشوارع العامة‬
‫نساء بال مالمح‪ -‬عبد األمير شمخي‬

‫انهمر‪ ..‬انهمر يا مطر السماء‪ ...‬نحن أبناء الحدائق العامة‬ ‫‪.‬السيدة‬


‫يا إلهي‪ ..‬نحن أبناء السجون العامة‬ ‫الفتـاة‬
‫نطلب الرحمة‬ ‫الثالثة‬

‫اللوحة الخامسة‬

‫انقلب كل شيء ِ‪ .‬ففي يوم وليلة نستطيع إعادة األرض واإلنسان إلى البداية‪..‬‬ ‫هـو‬
‫نمحو ذاكرة الشعوب كلها‪ ..‬وذاكرة األشجار والجبال‬
‫أهذا كل ما يهمك في األمر؟ أهذا كل ما حركته في داخلك‬ ‫المومس‬
‫هذه الجراح‬
‫" يصرخ بها " أنا ابنهم‪ ..‬عاملهم الوفي‪ ..‬قائدهم المستقبلي‬ ‫هـو‬
‫الذي يتعبون ألجل إعداده‪ ...‬لم أختر ذلك‬
‫لن أسلمه لكم‪ ..‬ولن أقدم له السم‬ ‫المومس‬
‫غير موافقة‬ ‫السيدة‬
‫لنهرب‬ ‫الفتـاة‬
‫األلم ينتهي‬ ‫المومس‬
‫الجراح تشفى‬ ‫السيدة‬
‫األمل موجود‪ ...‬لنهرب‬ ‫الفتـاة‬
‫والحياة‬ ‫هـو‬
‫هي األخرى تنتهي‪ ..‬ولكن كيف؟‬ ‫المومس‬
‫وعلى أي شاطئ ترسو في النهاية؟‬ ‫السيدة‬
‫هذا هو المهم‬ ‫الفتـاة‬
‫لم أقتل أبي ولن أفعل ذلك لقد قررت أال أمتثل ألوامرهم بعد اآلن‪....‬‬ ‫هـو‬
‫أريد لقبضة يدي أن تسع السماء‪ ..‬وأن لم تطلها سأمزق شرايين يدي‪ ..‬علني أبقى كما أرييد‬
‫كما أرييد كما أرييد (يموت)‬
‫) إنتهـــت (‬

You might also like